ست وصايا للألفية القادمة

[font=times new roman (arabic)]يمكن للمبدع ان يكون حراً وملتزماً في الآن نفسه، حراً في تجسيده لرؤاه ومواقفه الصادرة عن قناعاته هو والتي لاتخضع لتوجيهات وتعليمات مسبقة، وملتزماً في معايشته لواقعه الاجتماعي وتجسيده لهموم هذا الواقع ومعاناته واحلامه ورغباته بحيث تكون غايته انسانية بقدر ماهي جمالية فنية ابداعية، وحين تلعب موهبة المبدع وشخصيته وابداعه وفكره وخبراته دوراً في مزج الحرية بالالتزام ووحدتهما، وحين تمارس الحرية والالتزام معاً دوراً تكاملياً بينهما تظهر سمات كل منهما وتجلياته في الآخر، وذلك عندما يصل المبدع بفعل الممارسة الواعية لهذين الدورين المتكاملين معاً الى درجة الالتزام بالحرية وحرية الالتزام. وهذا مايتجسد ضمناً في كتاب «ست وصايا للألفية القادمة محاضرات في الابداع تأليف ايتالو كالفينو ترجمة وتقديم حمد الأسعد مراجعة د. زبيدة اشكناني».[/font]
[font=times new roman (arabic)]يقول الناشر «يتضمن هذا الكتاب خمس محاضرات اعدها الكاتب الايطالي «ايتالو كالفينو «1923 1985، لالقائها في جامعة هارفرد الامريكية، على ان يستكمل اعداد المحاضرة السادسة في مدينة كامبردج الا ان المنية عاجلته قبل سفره الى الولايات المتحدة الامريكية. كتبت هذه المحاضرات باللغة الانجليزية اصلاً، مساهمة في احياء ذكرى احد اساتذة هارفرد البارزين الذي اولى الادب الايطالي اهتماماً كبيراً «تشارلس اليوت نورتون 1827 1908، وقام الكاتب باتريك جراياه بمساعدة كالفينو على اعدادها باللغة الانجليزية وترجمة الشواهد الواردة فيها باللغات اللاتينية والفرنسية والايطالية والاسبانية الى الانجليزية.[/font]
[font=times new roman (arabic)]وتكمن اهمية هذه المحاضرات في كونها إطلالة واسعة على القيم الادبية والفنية والفلسفية والعلمية التي شغلت عقول كبار مثقفي الحضارة الغربية على مر العصور، وكذلك في كونها تعبيراً عن بصيرة كاتب انشغل كثيراً بتحليل عملية الابداع الادبي والفني، انها وصايا كاتب كبير شعر بضرورة ارسالها الى الالفية القادمة لمقاومة شتى ضروب الدعوات المعادية للانسان، والاتجاهات التي تنتقص من إبداعه وطموحه».[/font]
[font=times new roman (arabic)]المحاضرة او الوصية السادسة التي كان يزمع كتابتها في كامبردج هي: الاتساق، والذي خطفه الموت قبل كتابتها «حسب رواية زوجته» والوصايا الخمس الاخرى هي: الخفة والسرعة والدقة والوضوح والتعددية.[/font]
[font=times new roman (arabic)]وكالفينو لايزعم او يدعي انه يتحدث عن علم المستقبل بل عن الادب ويتساءل عما يمكن ان يحدث للادب والكتب فيما يدعى مابعد عصر التقنية الصناعية، ولكنه لايميل الى الاستغراق في هذا التأمل، لان ثقته بمستقبل الادب تعتمد على معرفة ان هناك اشياء لايمنحنا اياها سوى الادب بوسائل ملائمة له. يقف الى جانب الخفة، دون ان يعني هذا بالنسبة له، ان فضائل الثقل اقل اهمية والزاما، ودون ان ينفي انه يعد الخفة من قيم النجاح لامن قيم الفشل، وبالنسبة له يبقى هنا خيط وحيد، الخيط الذي بدأ كالفينو بإرساله: الادب كوظيفة وجودية، البحث عن الخفة كرد فعل على ثقل الحياة.[/font]
[font=times new roman (arabic)]وبالنسبة للقص، لايرى ان السرعة قيمة في حد ذاتها، فقد يتباطأ زمن القص، وقد يكون دائرياً او بلاحركة، ومهما يكن الامر «يقول كالفينو» فان القصة سيروة تتم على امتداد الزمن الذي تستغرقه، سحر يؤدي فعله خلال مرور الزمن، اما بتقليصه او تمديده، ويشير الى ان الزمن قد يجري بلا زمن عندما تهمل الروابط والتفاصيل غير الضرورية.[/font]
[font=times new roman (arabic)]والدقة تعني لدى كالفينو ثلاثة اشياء )خطة محدودة ومحسوبة جيداً للعمل المعنى واستحضار صور بصرية واضحة وحادة لاتنسى ولغة محددة قدر الامكان في كل من جانبي اختيار الكلمات والتعبير عن حدة الفكر والمخيلة). وقد ادرج كالفينو الوضوح في قائمة القيم التي يجب المحافظة عليها، للتحذير من خطر يرى اننا نواجهه ويتمثل في رأيه، في فقدان ملكة انسانية اساسية وخطر فقدان قوة التفكير بتعابير الصور.وتتجسد التعددية لديه في كون الادب، او ينبغي ان يكون، موسوعة، كمنهج معرفة، وفوق كل شيء شبكة من الصلات بين الاحداث و الناس واشياء العالم، منطلقاً من قناعته بان الحياة موسوعة ومكتبة ومخزن اشياء وسلسلة من الاساليب ويمكن ان يستبدل كل شيء باستمرار ويعاد تنظيمه بكل طريقة يمكن تصورها وباستمرارية الاشكال. [/font]

[font=times new roman (arabic)]من كتاب : من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ عبدالله سعد اللحيدان . طبعة2009 . بيروت . بيسان للنشر .[/font]
 
وأنا أنتظر النقد والنصيحة والملاحظات والتوجيه , وذلك حتى أتعلم أكثر وأتطور , ففي كل كل يوم جديد أشعر ( صادقا ) أنني تلميذ في يومه الدراسي الأول .
 
الوسوم
القادمة ست للألفية وصايا
عودة
أعلى