ذكرياتي يا ذكرياتي

smile

شخصية هامة
ذكرياتي يا ذكرياتي..

«لا ننسى شيئاً مما نودُّ نسيانه.. نحن ننسى كل ما عداه»

أن تنسى شخصاً أحببته لسنوات لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة، ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضراً كل يوم بتفاصيله، ما عاد ذاكراتك كل حين، غدا ذاكرتك أحياناً، الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه، ويدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات.
ذلك أن الذكريات لا تموت، هي تتحرك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها، ثم في أول فرصة تعود وتطفو على واجهة قلبنا فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد، ومرّ يسلّم علينا ويواصل طريقه.
الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا.
هي تمضي مثلما جاءت، لا ذكريات تمكث، لا ذكريات تتحول حين تزورنا إلى حياة. من هنا سر احتفائنا بها، وألمنا حين تغادرنا. إنها ما نجا من حياة سابقة.
ليس في إمكان أحد الادعاء أنه يتحكم في ذكرياته، ولا هو يحتاج إلى أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن، هي التي تتحكم فيه.. وهي التي تبحث عنه حين تشاء.
يؤكد رأيي هذا، كتاب المحلل النفسي باتريك استراد «هذه الذكريات التي تحكمنا»، حين يقول: الذكريات تمثل بشرة جلدنا الداخلية، وتصوغ حياتنا من دون أن ندري. الذكريات التي نتذكرها في مناسبات معينة هي مفتاح الحل لكثير من المشكلات التي تصبح حياتنا، بالنسبة إلى المؤلف، الذكريات لا تقيم فينا، بل هي تغلف حياتنا، إنها كل ما حولنا من أشياء نحيط انفسنا بها، ما نلمسه، ما نلبسه، ما نحتفظ به، ما لا ينفع لشي ونرفض أن نلقي به، إنها فخنا.
الذكريات هي هويتنا الأخرى التي نخفي حقيقتها عن الآخرين حتى أن الكاتب يطلق شعاراً جديداً: «قل لي ماذا تتذكر.. أقل لك من أنت» وهو أصدق شعار نفسي قرأته.
جربوا هذه اللعبة.. تعرفوا إلى أنفسكم من خلال سؤالكم: ماذا تتذكرون بالضبط؟ أية ذكريات نجت من النسيان خلال عبوركم متاهات العمر؟ إن الذكريات التي لا تفارقكم مدى الحياة، تلك هي بالذات الذكريات التي تتحكم في حياتكم!
ذكرياتي يا ذكرياتي
..

ا
 
الوسوم
ذكرياتي يا
عودة
أعلى