ياسر المنياوى
شخصية هامة
قال الله تعالى في محكم التنزيل : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم " سورة الإسراء 53
وفي الصحيحين من حديث سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ، ولكن ليقل : لقست نفسي " .
وخبثت ولقست وقثت متقاربة المعنى .
فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ ( الخبث ) لبشاعته ، وأرشدهم إلى العدول إلى لفظاً هو أحسن منه ، وإن كان بمعناه تعليماً للأدب في المنطق ، وإرشاداً إلى إستعمال الحسن وهجر القبيح من الأقوال ،كما أرشدهم إلى ذلك في الأخلاق والأفعال .
بعض الناس إذا تكلم فإنما تنثر على محدثه الورد والياسمين ، فلا تسمع منه إلا جميل القول ، وجيد العباره وكأنما يعد كلامه عدا ، فلا تخرج منه كلمة جافيه ، ولا عبارة نابيه .
وبعض الناس إذا تكلم فكأنما يقذف في وجهك بالحجاره ، أو يرمك بالمدافع والقنابل ، فكلماته شر من لدغ الثعبان تحمل بين حروفها السم الناقع .
وأنظر إلى سلف هذه الأمه كيف كانوا يختارون ألفاظهم ، وكيف كانوا ينتقون كلماتهم كما ينتقون أطايب الثمر .
* فهذا عمر -رضي الله عنه - خرج يعس في المدينة بالليل ، فرأى ناراً موقدةً في خباء ، فوقف وقال : يا أهل الضوء . وكره أن يقول يا أهل النار .
* وسئل العباس أنت أكبر أما رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال : هو أكبر مني ،وأنا ولدت قبله ! .
* وكان لبعض القضاة جليس أعمى ، وكان إذا أراد أن ينهض يقول : يا غلام ، اذهب مع أبي محمد ، ولا يقول خذ بيده . قال : والله ما أخل بها مره .
* ومن ذلك أن الرشيد رأى في داره حزمة خيزران ، فقال لوزيره الفضل بن الربيع : ما هذه ؟
قال : عروق الرماح يا أمير المؤمنين ، ولم يقل الخيزران لموافقة إسم أم الرشيد .
ليتنا نتخلق بهذه الأخلاق