نساء في الإسلام

ياسر المنياوى

شخصية هامة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة
ولنا من حياة الصحابة دروس نتعلمها ونقتدي بها
ولقد كرم الإسلام المرأة
وفي الإسلام اسماء عديدة من نساء كان لهن دور هام ومواقف لا تنسى
نساء حول النبي
أسلمن وتعلمن دينهم حق فكان الإيمان نور قلوبهن


سنكون في رحلة بقصص نساء من عهد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
لا زالت أسمائهن باقية
فتعالوا بنا لنرى كيف كانت حياتهن وماذا قدمت كل منهن لدينها
لتكتب أسمائهن من نور





الموضوع اعتمدت فيه بالبحث على مواقع عديدة
والمرجع الأول لي للتصحيح كتاب صحابيات حول الرسول (صلى الله عليه وسلم )






 
لتكن البداية ببداية الإسلام
وأول من آمن بالرسول من الرجال والنساء
وكانت خير النساء

السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

ولدت السيدة خديجة بمكة قبل الهجرة بثمان وستين سنة وهو ما يقابل عام 556 م ، وأبوها من أشراف مكة وموسريها وكان حليفًا لبني عبد الدار بن قصي ، مات أبوها في حرب الفجار ، وكانت السيدة خديجة مع حسبها ونسبها جميلة راجحة العقل ، فلما بلغت سن الزواج رغب فيها ابن عمها ورقة بن نوفل ولكنه لم يقدر علي زواجها ، فتزوجها أبو هالة النباش من زرارة وأنجبت له ابنًا يدعي هالة ، وبنتًا تدعي هندًا ، ولما مات عنها أبو هالة تزوجت من عتيق بن عابد بن مخزوم ، وأنجبت له بنتًا تدعي هندًا ، ومات عنها .
عاشت السيدة خديجة أرملة شريفة رغم تقدم الكثير من سادات قريش لخطبتها والزواج بها ولكنها رفضت، وظلت تتاجر في مالها وتستأجر الرجال وتضاربهم (تجعل لهم شيئًا من الربح) في رحلتي الشتاء والصيف إلي اليمن والشام، حتي علمت من صفات رسول الله ولم يكن قد بعث بعد - عرفت أمانته وأخلاقه وصدقه مما سمعته من غلامها ميسرة ، ومما علمت من الرجل الذي دخل علي نساء قريش في عيد لهن وأخبرهن أن نبياً سوف يبعث فمن استطاعت أن تكون له زوجًا فلتفعل ، فلقد ذكر صاحب الإصابة عن المدائني بسند له عن ابن عباس أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية فتمثل لهن رجل فلما قرب نادي بأعلي صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد فمن استطاعت منكن أن تكون زوجًا له فلتفعل ، فحصبنه (أبعدنه) إلا خديجة فإنها عضت علي قوله ولم تعرض له .
وكان ميسرة قد خرج مع رسول الله في تجارة السيدة خديجة وأمرته أن يبصر رسول الله وأن يحدثها بكل ما رأي وسمع منه ، فلما عاد أخبرها عن أمانة رسول الله وصدقه في البيع والشراء وكل أمره ، وما سمعه من نسطورا الراهب ، فقد ذكر ابن هشام في سيرته أن رسول الله وميسرة نزلا في سوق بُصْرَي في ظل شجرة - قريبًا من صومعة راهب يقال له نسْطورا - فاطلع الراهب إلي ميسرة وكان يعرفه فقال : يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ فقال ميسرة : رجل من قريش من أهل الحرم . فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، ثم قال له : في عينيه حمرة ؟ قال ميسرة : نعم لا تفارقه . قال الراهب : هو هو وهو آخر الأنبياء وليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج . فوعي ذلك ميسرة .
فلما أخبر ميسرة السيدة خديجة - رضي الله عنها - بذلك وتذكرت قول الرجل الذي دخل علي نساء قريش وأخبرهن بأمر النبي علمت أن هذا النبي هو محمد فرغبت أن تكون زوجًا له ، فأرسلت السيدة نفيسة بنت منبه إلي رسول الله

تقول السيدة نفيسة بنت منبه كما جاء في طبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام : عن نفيسة بنت منبه قالت : كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة شريفة مع ما أراد الله لها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط قريش نسبًا وأعظمهم شرفًا وأكثرهم مالاً وكان كل قومه حريصًا علي نكاحها لو قدر علي ذلك قد طلبوها وبذلوا لها الأموال ، فأرسلتني دسيسًا إلي محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ؟ فقال : " ما بيدي ما أتزوج به " . فقلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلي المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب ؟ قـال : " فمن هي ؟ " قـلت : خديجة . قـال : " وكيف لي بذلك ؟ " قلت : عليّ . قال : " فأنا أفعل " . فذهبت فأخبرتها ، قالت : فأرسلت إليه أن ائت الساعة كذا وكذا فحضر وأرسلت إلي عمها عمرو بن أسد ليزوجها فخرج أبو طالب مع عشرة من قومه حتي دخلوا علي عمها فخطبها منه ، ثم قال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضي معد ( أي من نسل معد ) وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسوّاس حرمه وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفًا ونبلاً وفضلاً وعقلاً وإن كان في المال قلاً (قلة) فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق عاجله وآجله اثنتي عشرة أوقية ونشا، فقال عمرو بن أسد عمها : هو الفحل لا يقدع أنفه ، وكان عمر رسول الله يومها خمسًا وعشرين عامًا وكان عمرها أربعين سنة أو تزيد قليلاً علي الأرجح ، وقد أولم عليها رسول الله ، فنحر جزورًا أو جزورين وأطعم الناس وأمرت خديجة جواريها أن يغنين ويضربن بالدفوف .
- وولدت السيدة خديجة لرسول الله ( سائر ولده إلا إبراهيم فكان من مارية القبطية ، ولم تلد في الإسلام إلآ عبد الله ولذلك سمي بالطيب والطاهر ، أما القاسم وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة ، فقد ولدتهم قبل الإسلام ولقد مات القاسم والطاهرعبد الله قبل الهجرة ، أما بنات رسول الله فقد أدركن الإسلام وهاجرن معه واتبعنه وآمن به.
وعاشت السيدة خديجة مع رسول الله أحداث البعثة ونزول الوحي ومقاطعة قريش لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - ولبني هاشم وكانت تخفف الأعباء والأحزان عنه حتي وافتها المنية قبل هجرة المصطفى بثلاثة أعوام ، وعاشت معه خمسًة وعشرين عامًا : خمسة عشر عامًا قبل أن يبعث ، وعشرة أعوام بعد أن بعث



مواقفها

عاشت السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - حياة حافلة بالكثير من المواقف التي عاشها رسول الله وكانت - رضي الله عنها وأرضاها - تعلم أنه النبي المنتظر حتى جاءها رسول الله يخبرها أنه يري نورًا ، فقد أخرج الإمام أحمد أن النبي قال لخديجة : " إني أري ضوءًا وأسمع صوتًا وإني أخشي أن يكون بي جنن (جنون) " ، قالت : لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله ، ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له . فقال : إن يك صادقًا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسي فإن بعث وأنا حي فسأعززه (أي أسانده) وأنصره وأومن به .
وعاصرت السيدة خديجة نزول الوحي على رسول الله وكان لها موقفها الشهير مع رسول الله لما عاد إليها فزعًا فطمأنته وهدأت من روعه ، روي الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث (أي يتعبد) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع (يرجع) إلي أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلي خديجـة فيتزود لمثلها حتي جاءه الحق وهو في غار حـراء، فجاءه المَلك فقـال : " اقـرأ " قال : " ما أنا بقارئ " . قال : " فأخذني فغطّني حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : " اقرأ " ، فقلت : " ما أنا بقـارئ " ، فأخـذني فغطّـني الثانية حتي بلغ مني الجهــد ثم أرســلني فقــال : " اقرأ " ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* ا قْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ" (العلق آية 1،2،3) فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل علي خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - فقال : " زمّلوني زمّلوني " . فزمّلوه حتي ذهب عنه الروع، فقـال لخديجة وأخبرها الخبر : " لقد خشيت على نفسي " ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتُكسب المعدوم وتقري الضيف وتُعين علي نوائب الدهر .
ثم انطلقت به خديجـة حتي أتت به ورقـة بن نوفـل - ابن عمها - وكان امرءًا قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا تري ؟ فأخبره رسول الله ( خبر ما رأي فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله علي موسي يا ليتني فيها جذعًا ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله :)" أو مخرجي هم ؟ " قال : نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي .
ولما أُذن لرسول الله في الدعوة كانت السيدة خديجة أول من آمن برسول الله من الرجال والنساء علي الإطلاق ووقفت إلي جواره بمالها وكانت تخفف عنه ما يلاقي من المشركين .
وشهدت الحصار الذي ضرب علي رسول الله وبني هاشم في شعب أبي طالب ، وأنفقت مالها في سبيل الله تعالي فعوضها الله تعالي عن زينة الدنيا بزينة الآخرة عليها رحمة الله تعالي .


للسيدة خديجة - رضي الله عنها وأرضاها - الكثير من المناقب التي لا يستطيع قلم أن يحصرها ، فقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله يقول : " خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران " .
ومن كرامتها وفضلها في الملأ الأعلي أن الله تعالي أقرأها السلام ، فقد أخرج البخاري ومسلم : عن أبي هريرة - رضي الله تعالي عنه - قال : قال رسول الله : " أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة ومعها إناء فيه طعام - أو إدام - وشراب وإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام ومنّي " .
ومن مناقبها أنها أول من أسلمت من الخلق أجمعين رجالاً ونساءً ، وأن رسول الله لم يتزوج عليها في حياتها .
وكانت السيدة عائشة - رضي الله تعالي عنها وأرضاها - تغار منها بعد موتها لكثرة ذكر رسول الله (لها، فقد أخرج الإمام مسلم : عن مسروق عن عائشة قالت : كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتي يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها فذكرها يومًا من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزًا ، فقد أبدلك الله خيرًا منها ، فغضب حتي اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال : " لا والله ما أبدلني الله خيرًا منها ، آمنت إذ كفر الناس وصدقتني وكذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادًا إذ حرمني أولاد النساء " . قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدًا .
وكانت - رضي الله عنها وأرضاها - كثيرة الصدقة والعطف علي اليتامي والمساكين .
وكان رسول الله يكرم السيدة خديجة حتي بعد موتها ، فقد روي البخاري ومسلم والترمذي : عن عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - قالت : ما غرت من امرأة لرسول الله ( ما غرت من خديجة لما كانت أسمع من ذكره لها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة .
وبشرها المولي عز وجل بمنزلة عظيمة في الجنة فقد أخرج البخاري ومسلم : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن جبريل قال للنبي ( : " بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب (والقصب هو اللؤلؤ المجوف).


وفاتها

عاشت السيدة خديجة - رضي الله عنها وأرضاها - حياة حافلة بالعطاء حتي وافتها المنية في العاشر من رمضان قبل هجرة المصطفي بثلاثة أعوام ولها من العمر 65 عامًا ودفنت في الحجون (وهو مكان مرتفع بمكة ) ، ونزل رسول الله في قبرها ولم تكن صلاة الجنازة فرضت بعد وحزن عليها رسول الله حزنًا شديدًا .
 
الصحابية الجليلة كبشة بنت رافع رضي الله عنها

إنها الصحابية الجليلة كبشة بنت رافع رضي الله عنها
التي اشتهرت بكنيتها أم سعد وابنها سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته
واحدة ممن أثرين تاريخ النساء بأعمال طيبة في الجهاد والفقه ورواية الحديث


إسلامها

أسلمت مبكراً،عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وأخذ يدعو قومه، فأسلم منهم قليل، وبسطت قريش أيديها وألسنتها بالسوء، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل لعله يجد من بينها ناصراً، فلم يجد منها جميعا أذناً صاغية ولا قلباً واعياً حتى لقي في موسم الحج نفراً من الخزرج فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فصدقوه وآمنوا به، وقالوا: إنا تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك اليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله اليه، فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بايعوه.
فلما عادوا إلى المدينة المنورة أذاعوا بها الإسلام فأجاب داعيتهم خلق كثير، وكانت من بين هؤلاء كبشة بنت رافع زوجة معاذ بن النعمان من بني الأشهل وقد ولدت له سعد وعمر وإياس وأوس وعقرب وأم حزام..


مواقف من حياتها
يوم أحد


تذكر كتب السيرة للصحابية الجليلة كبشة بنت رافع أنها خرجت في غزوة أحد مع من خرج من النساء لكي تطمئن على سلامة المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة بعد أن وردت الأخبار إلى المدينة تؤكد استشهاد عدد كبير من المسلمين وكان من بينهم ابنها عمرو بن معاذ بن النعمان رضي الله عنه.
ومع أن ابنها استشهد في غزوة أحد، غير أن ذلك لم يشغلها وإنما كانت تخاف على الرسول وترجو من الله سلامته، وأقبلت مسرعة نحو ارض المعركة، وعندما علمت بسلامة النبي صلى الله عليه وسلم حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها في استشهاد ابنها هينة مقارنة بسلامة الرسول صلى الله عليه وسلم.


يوم الخندق

وأما في معركة الخندق فقد كانت هذه المرأة قوية وشجاعة ومجاهدة، وأثبتت مواقفها حرصها على نصرة الإسلام ونشر دين الله، حيث إنها كانت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حصن بني حارثة وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه خرجوا إلى الخندق وقد رفعوا الذراري والنساء في الحصون مخافة العدو عليهم. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: فمر سعد بن معاذ وعليه درع مقلصه قصيرة قد خرجت منه ذراعه كلها، وفي يده حربة يرفل بها وهو يرتجز بيتا من الشعر..
فقالت الصحابية كبشة بنت رافع أم سعد رضي الله عنهما: الحق يا بني فقد والله أخرت، وبهذه الكلمات تظهر لنا شجاعة أم سعد وحرصها على ابنها ألا تفوته لحظة دون أن يحظى بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جاهد سعد بن معاذ في غزوة الخندق حتى أصيبت ذراعه وتفجر الدم من وريده وكان جرحه يزداد خطره كل يوم، بل كل ساعة وذات يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته، فألفاه يعيش لحظات الوداع فأخذ عليه السلام رأسه ووضعه في حجره وابتهل إلى الله قائلاً: "اللهم إن سعداً قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحاً".
ويقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كنت ممن حفروا لسعد قبره.. وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب شممنا ريح المسك.. حتى انتهينا إلى اللحد.
وكان مصاب كبشة بنت رافع في سعد عظيماً ولكن عزاءها حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ".
وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا يرقا دمعُك ويذهب حزنُكِ بأن أبنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش ؟


كبشة بنت رافع كانت أنموذجاً يحتذى للمرأة المسلمة في كل شيء في الجهاد والصبر والإيمان والشجاعة والتضحية ، وظلت طوال حياتها في خدمة دين الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم


وفاتها

وبعد تلك الرحلة الإيمانية الطويلة المباركة نامت أم سعد ( رضي الله عنها )
على فراش الموت لتلحق بأحبابها في جنات النعيم
فهي العابدة القائمة الصائمة التي احتسبت ولديها عند الله ( جل جلاله ) وهي التي بذلت نفسها ومالها وأولادها لنصرة دين الله .
وماتت ( رضي الله عنها ) لترحل عن دنيا الناس ولكن سيرتها لم ولن ترحل وستظل سيرتها نوراً على الدرب .
 
سمية بنت خباط رضي الله عنها

سمية بنت خباط صحابية جليلة ، من كبار الصحابيات
وأول من أظهرت إسلامها من النساء واستعذبت العذاب في سبيل الله عز وجل
وأول شهيدة في الإسلام


زوجها : هو ياسر بن عامر الذي قدم مكة هو وأخوه الحارث ومالك من اليمن يطلبون أخاً لهم ، فرجع أخواه ، وأقام ياسر ، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت سمية أمة لأبي حذيفة وزوجها ياسر بن عامر ، فولدت له عماراً ، فأعتقه أبو حذيفة ثم مات أبو حذيفة ، فلما جاء الله بالإسلام أسلم عمار وأبواه وأخوه عبد الله
وتزوج بسمية بعد ياسر الأزرق الرومي غلام الحارث بن كلدة الثقفي ، وله صحبة ، وهو والد سلمة بن الأزرق .
كانت سمية من الأسرة التي ألبسها المشركون أدراع الحديد ، وصفدوهم في الشمس ، فبدأت رحلة العذاب مع سمية وزوجها وابنها عمار حيث كان المشركون يخرجونهم إلى الفضاء إذا حميت الرمضاء ليرتدوا عند دينهم ، ولكن الأسرة الصابرة تزداد صلابة وإيماناً وتسليماً ، حتى مات ياسر تحت التعذيب ، فواصلت الأسرة الياسرية رحلة الصبر والثبات ، وبدأت سمية تتحدى وتجابه بني المغيرة بن عبد الله بن مخزوم ، وتقف صامدة أمام أبي جهل الذي غدا كالمسعور من مجابهة سمية له بسخرية ، فلقد حطمت – رضي الله عنها – كبرياءه وصلفه بصبرها وثباتها ، وفطرت قلبه بعدم ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولو بكلمة واحدة.

لم يكن أبو جهل يترك وسيلة في فتنة الناس عن الدين الصحيح إلا اتبعها ، فإن كان الرجل له شرف ومنعة أنبه وقال : تركت دين أبيك وهو خير منك ، لنسفهن حلمك ، ولنفلين رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجراً قال : والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به.

وظلت سمية – رضي الله عنها – تتحمل العذاب ، وتصبر على أذى أبي جهل صبر الأبطال ، فلم تهن عزيمتها أو يضعف إيمانها ، ولقد تفنن الخبيث في إيذائها وإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم – بالكلام والشتيمة ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمرّ بهم ويقول: ( صبراً يا آل ياسر ، فإنّ موعدكم الجنة )

وذات عشي أغلظ لها الكلام ، ثم قال لها : ما آمنت بمحمد إلا لأنك عشيقته لجماله ، فما كان جوابها إلا أن أغلظت له القول فأغضبته ، ولم يكن من جبروته وغيه إلا أن طعنها بحربة في قلبها فماتت شهيدة في سبيل الله ، وصعدت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، وهي تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فكانت بذلك أول شهيدة في الإسلام وكان ذلك في السنة السابعة قبل الهجرة
ولمّا قُتِلَ أبوجهل يوم بدر قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعمّار بن ياسر : ( قَتَلَ الله قاتل أمِّك ) .
 
أم سليم

وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية

أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء
وهي أم أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم

إسلامها

تزوجت مالك بن النضر، فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام وكان زوجها غائباً فلما جاء وعلم بإسلامها غضب وطلب منها أن تترك دينها وتبقى على دين الآباء والأجداد فأبت بكل شدة أن تترك هذا الدين العظيم
وأخذت تلقن أنس الشهادة ففعل .. فيقول لها أبوه : لا تفسدي على أبني فتقول : إني لا أُفسده
ولما سمع مالك زوجته تردد الشهادة بعزيمة أقوى خرج من البيت غاضباً فلقيه عدو له فقتله .
فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضى الله عنها وأرضاها في ثباتها على دينها

حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلى الله عليه وسلم فجاء الجميع وكل واحد منهم يريد أن يتشرف برؤيته صلى الله عليه وسلم وتنافس الجميع في أن ينزل النبي صلى الله عليه وسلم عنده ليتشرف بجواره، فصار ذلك نصيب أبي أيوب الأنصاري، فأقبلت الأفواج على بيته لزيارته صلى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك قال أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت. وكان أنس حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر أنس بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وكان مهرها الإسلام

أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة.
فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سببا في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. ".

صفاتها وحكمتها

كانت أم سليم مؤمنة مجاهدة تشارك المسلمين فى جهادهم لرفع راية الجهاد والحق، فكانت مع أم المؤمنين السيدة عائشة - رضى اللَّه عنهما - يوم أُحد، فكانتا تحملان الماء وتسقيان العطشي. وفى يوم حنين جاء أبو طلحة يُضحك رسول اللَّه ( من أم سليم، فقال: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر؟فقالت: يا رسول الله إن دنا منى مشرك؛ بقرت به بطنه
وكانت أم سليم بنت ملحان مع زوجها أبى طلحة فالتفت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وهى حازمة وسطها ومعها جمل أبى طلحة فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو يكفي الله يا أم سليم.
حب النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره في كل شيء فعن أنس بن مالك أن النبي( صلى الله عليه وسلم) دخل على أم سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء فتناولها فشرب من فيها وهو قائم فأخذتها أم سليم فقطعت فمها فأمسكته
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرف حرص أم سليم على ذلك ويقدر.لها ذلك ويمكنها من التبرك به صلى الله عليه وسلم كلما أمكن، ولذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما حلق شعره يوم النحر " أشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا، فقسم شعره بين من يليه، ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم
فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف شعر الرأس، وأعطى بقية الناس النصف الآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لأم سليم على اعتنائها الشديد بتتبع آثاره، وهو دليل على حبها الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم وقربها منه صلى الله عليه وسلم
وكان النبي ( يزور أم سليم -رضى الله عنها- ويتفقد حالها، فسُئل عن ذلك، فقال: "إنى أرحمها. قُتل أخوها معي" [الطبراني]. وأخوها هو "حرام بن ملحان" قتل فى بئر معونة شهيدًا فى سبيل الله.

بشرها النبي ( بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان" [متفق عليه].

وفاتها
وظلت تكافح حتى أتاها اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله تعالى ورضى الله عنها.
 
فاطمة بنت أسد رضي الله عنها

هي السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف


وهي أم الفارس الغالب ( علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه وهو رابع الخلفاء الراشدين
وهي جدة سيدي شباب أهل الجنة ( الحسن والحسين ) رضي الله عنهما وهي أم الشهيد الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يطير بجناحيه في الجنة مع الملائكة ( جعفر بن أبي طالب )رضي الله عنه أحد الأمراء الثلاثة في سرية مؤتة
وهي أيضاً حماة سيدة نساء العالمين في زمانها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضمة رضي الله عنها .

وقال أهل السير : هي أول هاشمية تزوّجت هاشمياً وولدت خليفة هاشمياً .
هي التي فازت بتربية سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده عبد المطلب .

عهد بالرسول(ص) إلى عمه أبى طالب بعد وفاة جده عبد المطلب ، فضمه إلى ولده وقدمه عليهم ، ونالت السيده فاطمه بنت أسد القسط الأكبر فى رعايته وكانت تحبه وتبره وتعطف عليه كابن من أبنائها ،فكانت أم النبى بعد أمه وقد ظلت ترعاه إلى أن تزوج صلى الله عليه وسلم بخديجه بنت خويلد رضى الله عنها .


إسلامها

كتمت السيده فاطمه إسلامها فى حياة زوجها أبى طالب , وبعد موته أعلنت اسلامها وهاجرت .
فكانت من المهاجرات الأُوائل ، وهى أول هاشميه ولدت خليفه ثم بعدها فاطمة الزهراء . كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل فى بيتها

اعتَنَت فاطمةُ بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) عناية فائقة ، وأولَتْه رعايتها وحبّها ، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس ، وكانت تغسّله وتدهن شَعره وتُرجّله ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحبّها ولا يناديها إلاّ بـ ( أمّي ) .

وفاتها

لما تُوفيت دخل عليها النبي ( وجلس عند رأسها، وقال: "رحمك اللَّه يا أمي ، كنت أُمي،
تجوعين وتشبعينني، وتعرّيْنَ وتكسينني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني، تريدين بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة" ثم أمر أن تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللَّه بيده، ثم خلع قميصه، فألبسها إياه، وكفنها ، ولما حُفِر قبرها وبلغوا اللَّحد حفره النبي صلى الله عليه و سلم بيده وأخرج ترابه، فلما فرغ، دخل صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه ثم قال: "اللَّه الذي يحيى ويميت، وهو حى لايموت ، اللّهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد ، ولقِّنها حجتها، ووَسِّعه عليها بحق نبيك والأنبياء من قبلي، فإنك أرحم الراحمين". ثم كبَّر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد ومعه العباس وأبو بكر الصديق يساعدانه. [الطبراني].

وعندما سأله الصحابة: ما رأيناك صنعتَ بأحد ما صنعتَ بهذه، قال: "إنه لم يكن بعد أبى
طالب أبرّ بى منها، وإنما ألبستُها قميصى لتُكْسَى من حُلل الجنة، واضطجعتُ فى قبرها لأُهَوِّنَ عليها عذاب القبر" ( الطبراني )
فقام إليه عمار بن ياسر فقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله ! لقد صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ؟ فقال : يا أبا اليقظان ! وأهل ذلك هي مني لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا وكانت تشبعني وتجيعهم وتكسوني وتعريهم وتدهنني وتشعثهم .
قال : فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يا رسول الله ؟ قال : نعم يا عمار التفت إلى يمين ونظرت أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة .
قال : فتمددك في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة ؟ قال : إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة فلم أزل أطلب إلى ربي أن يبعثها ستيرة والذي نفسي بيده ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند يديها ومصباحين من نور عند رجليها وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران لها إلى يوم القيامة.
 
صفيـة بنت عبـد المطلـب

صفيـة بنت عبـد المطلـب بن هاشم بن عبـد مناف القرشيـة الهاشمية

وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة

أمهما هالة بنت وهيب بن مناف بن زهرة أخت آمنة بنت وهب والدة الرسول صلى الله عليه وسلم

كانت في الجاهلية زوجـة الحارث بن حـرب بن أمية ، أخي أبي سفيان
فمـات عنها
فتزوجها العوام بن خويـلد أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد
فولدت له الزبيـر والسائب وعبـد الكعبة
فهي أم حواري النبي صلى الله عليه وسلم ( الزبير بن العوام )

فيا له من شرف تطمح إليه النفوس


إسلامها

حين أشرقت مكة بنور الإسلام وتشرفت بدعوة سيد الأنام ، محمد صلى الله عليه وسلم
كانت صفية رضى الله عنها من أوائل الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وصدقوا
برسالته واتبعوا النور الذي انزل معه.
ولقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابيات على الإسلام
وما مست يده يد امرأة منهن ، وكانت عمته صفية رضي الله عنها معهن
فكان لبيعتها أثر واضح في حياتها ، بإيمانها بالله سبحانه
ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومعروفها لزوجها وحفاظها على نفسها
والأمانة والإخلاص في القول والعمل



هجرتها

هاجرت صفية رضى الله عنها إلى المدينة مع ولدها الزبير بن العوام رضى الله عنه
إلى المدينة ، أقامت هناك تعيش أهم أدوار وفصول تاريخ الإسلام
ولقد شاركت في صنعه
حفظت صفية رضى الله عنها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
و اتصفت رضى الله عنها بالورع والتقوى .
ولم تكن رضي الله عنها لتنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أيام إسلامها
لما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين )
حين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا فاطمة بنت محمد ،
يا صفية بنت عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئا ،
سلوني من مالي ما شئتم
فخصها بالذكر كما خص ابنته فاطمة رضي الله عنها أحب الناس إليه .

وحين لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى كانت صفية رضى الله عنها
من اكثر أهله ونساء المؤمنين جزعا وحزنا عليه ولقد رثته بأبيات تفيض باللوعة والأسى.
وعاشت رضى الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معززة مكرمة
يعرف الخلفاء والصحابة رضي الله عنهم قدرها ومكانتها.
لم يفرض الإسلام على المرأة الجهاد كما فرضه على الرجل ولكنه لم يمنعها
من التطوع له إن كانت قد رأت في ذلك ضرورة ، ولقد كانت صفية رضي الله عنها
من اللواتي قد شاركن المجاهدين
وشهدت واقعة يوم أحد ، وكانت في طليعة النساء اللواتي خرجن لخدمة المجاهدين
وتحميسهن للجهاد ومداواة الجرحى ، ولما انهزم المسلمون بعد أن خالف الرماة
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات سواء كان النصر أم كانت الهزيمة
وانفض اكثر الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق حوله سوى القلائل
من أصحابه قامت صفية رضى الله عنها وبيدها رمح تضربه في وجوه الناس الفارين
المنهزمين والأعداء والمشركين ، وتقول لهم : ( انهزمتم عن رسول الله ؟ )
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشفق عليها وقال لابنها
الزبير بن العوام رضى الله عنه " إلحقها فأرجعها لا ترى ما بشقيقها حمزة بن عبدالمطلب "
فلقيها الزبير رضى الله عنه فقال : يا أماه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمرك أن ترجعى فقالت صفية رضى الله عنها : ولم ؟ فقد بلغني انه مُثل بأخي
وذلك في الله عز وجل قليل فما أرضانا بما كان من ذلك ولأحتسبن ولأصبرن
إن شاء الله تعالى )وعاد الزبير رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاخبره بذلك فقال صلى الله عليه وسلم :" خل سبيلها "
فأتت صفية إلى حمزة فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم به فدفن.


ويوم غزوة الخندق قامت رضى الله عنها بعبء ثقيل يدل على شجاعتها وجرأتها
ودفاعها عن دين الله وحميتها للإسلام
فقد كان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة لقتال عدوه
دفع نساءه وأزواجه ونساء المؤمنين إلى حصن حسان بن ثابت الأنصاري
وكان من امنع حصون المدينة . وبينما كان النسوة في قلقهن على المسلمين
الذين خرجوا لملاقاة الأحزاب عند الخندق وخوفهن من اليهود الذين نقضوا عهدهم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يترقبن بحذر وخيفة ، كان رجل من اليهود
يطوف بالحصن وكان من بني قريظة الغادرين الماكرين .
فرأته صفية رضى الله عنها فقامت فأخذت عمودا غليظا
ثم نزلت من الحصن وفتحت بابه على مهل ، وتحينت فرصة غفلة اليهودي
وضربته بالعمود على أم رأسه فقتلته وقطعت رأسه
فأخذت صفية رضى الله عنها رأسه فرمت به علي اليهود
فقالوا : قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلواً ليس معهم أحد .. فتفرقوا



وفاتها

توفيت رضى الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة عشرين
وقد بلغت من العمر ثلاث وسبعين سنة
وصلى عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه ودفنت في البقيع
 
الوسوم
الإسلام في نساء
عودة
أعلى