سحائب المغفرة

عازفة الأمل

مشرفة, صفحة بيضا
بسم الله الرحمن الرحيم

من الذي يبسط يده في الليل ليتوب مسئ الليل ويبسط يده في النهار ليتوب مسئ الليل؟ من الذي ينادي في كل ليلة هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له؟
من الذي ينادي :ياابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرتها لك ولا أبالي؟
من الذي ينادي :ياعبادي انكم تخطئون في الليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ؟
من الذي ينادي : (ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)
من الذي يرحم التائبين:ويشملهم بعفوه ومغفرته وهو خير الغافرين؟
من الذي عجت ببابه :الاصوات فلهجت بالمعذرة والمسائل والحاجات فكان الله ولم يزل بها رحيما ؟
يغفر الله للعبد ذنوبه ويستر عيوبه يغفر الله وهو خير الغافلين ويرحم الله وهو أرحم الراحمين
يغفر الله للعباد مغفرة لا تدع ذنبا صغيرا ولا كبيرا الا محته وتلك المغفرة التامة مغفرة لما تقدم وماتاخر غفرها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتاخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما)
مرت بغي من بغايا بني اسرائيل كانت على المعاصي والفجور فمرت على كلب يلهث فانكسر قلبها وأرادات أن ترحمه فنزلت الى البئر فملأت خفها ماء وسقت الكلب فشكر الله لها فغفر ذنوبها.
ومر رجل على غصن شوك في طريق المسلمين فلما راه قال والله لأنحينه عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فزحزحه الله عن نار جهنم وغفرت ذنوبه .
الله أكبر اذا غفر الله لعبده والله لايسال عن أمره ولا يعقب في حكمه سبحانه وتعالى.
يقف العبد بين يدي الله يقف العبد بين يدي سيده ومولاه يناديه رباه رباه يناديه بعد الذنوب والخطايا والعيوب والرزايا
وقد أقضت مضجعه والمته وأكربته فلم يجد ملجا ومنجى الا الى الله فيقف بين يدي الله وقد أحزنته ذنوبه وأهمته عيوبه وأسرته خطاياه بعد أن ذهبت اللذة وانقضت الشهوة وأعقبها العذاب والهوان وأصابته بلية المعصيه من فقر في يديه وسوء في حاله ومرض في بدنه واحاط به ضيق المعاصي المته وأقضت مضجعه عندها نظر يمينا وشمالا فاذا بالنفس الأمارة بالسوء قد خذلته وأذا بالشيطان المريد قد خذله فلم يجد الا ربه لكي يقف بين يديه معتذرا ويقف بين يديه نادما تائبا منكسرا
فينادي ربه من صميم قلبه وفؤاده وهو يعتقد أن لاأرحم من الله بخلقه ينادي ربه على يقين أن الله أحلم وأرحم وأن الله أوفى وأكرم وأنه وان كانت ذنوبه كبيرة فالله أكبر من كل شي وان كانت عيوبه كثيرة فالله أرحم وهو الغفور الحليم
فوقف بين يدي الله منكسرا أسيرا حسيرا كسيرا مؤمنا بربه موقنا برحمته فيناديه : يارب يارب واذا بالله جل جلاله لا ينظر الى ماضى من اساءته ولكن يفرح بانابته وتوبته فتفتح أبواب السماوات وتصعد الكلمات والدعوات فتنتهي الى ماشاء الله أن تنتهي فينادي أرحم الراحمين وينادي خير الغافرين يا ملائكتي علم عبدي أن له ربا ياخذ بالذنب ويعفو عن الذنوب قد غفرت لعبدي
وقد يكون العبد ابن ستين وسبعين فيغفر له في طرفة عين فيتولى الشيطان وهو يحث على نفسه التراب ويقول : ياويلي أغويته من ستين وسبعين وغفر له في طرفة عين.
فاذا غفرت له الذنوب وسترت العيوب وزالت الخطايا فرح العبد بتوبة ربه عليه ورأى بشائر فضله واحسانه وبين يديه
فتغشته سحائب المغفرة وأفاض الله عليه جزيل وجميل الرحمات فتحت في وجهه أبواب البر .
 
الوسوم
المغفرة سحائب
عودة
أعلى