لماذا يخاف الطفل الصغير... من البحر الأزرق الكبير؟

نغم السماء

من الاعضاء المؤسسين
لماذا يخاف الطفل الصغير...من البحر الأزرق الكبير؟
getImage.aspx

picSouwaR.gif




فوجئت أم كريم بخوف كريم (4 سنوات ونصف السنة) من السباحة في البحر وكذلك حوض السباحة، وهو الذي كان يصر عليها أن تصحبه إلى الشاطئ لأنه يريد السباحة، وطالبها بالاعتذار منه لأنها رمته في الماء. ولا تزال أم كريم مندهشة من خوف كريم الذي لا يبدو عليه أنه يخاف من الماء، فهو يحب الاستحمام ويطلب منها ملء الحوض بالماء والصابون. ما الذي يجري مع كريم؟من المعلوم أن السباحة في البحر أو حوض السباحة أو الاستحمام، تشكل بالنسبة إلى معظم الأطفال استرخاء ومتعة، ولكن في الوقت نفسه تسبب لبعض الأطفال البكاء والصراخ مما يفسد متعة العطلة الصيفية.
ويرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن الخوف من الماء له أسباب عدة وأشكال عدة. فبعض الأطفال يخاف من الماء بصورة عامة، فالاستحمام بالنسبة إليه كابوس، ويلاحظ تسمره بالقرب من حوض السباحة ولا يجرؤ على السباحة، أما على الشاطئ فيكتفي باللعب بالرمال. - ما هي أسباب الخوفمنالماء؟قد يكون سبب الخوف من الماء حادثة ما أثرّت في الطفل سلباً أحيانًا يتذكرّها وأخرى تكون موجودة في لا وعيه. فمثلاً قد يكون رأى حادثة غرق، أو أنه في إحدى المرّات أثناء اللعب مع أترابه دفعه أحدهم إلى الماء بغتة... . وقد يكون الخوف من الماء ناتجا عن المحيط العائلي كأن ينقل الأب أو الأم شعوره بالخوف من الماء إلى الطفل.
لذا للأهل دور أساسي في طمأنة الطفل، ومنحه الثقة بنفسه من أجل تخطي خوفه، أما إذا لم يستطع تخطيه رغم كل المحاولات التي بذلها الوالدان من الأفضل استشارة اختصاصي في الفوبيا لأنه سيعرف الأسباب الكامنة وراء خوف الطفل من الماء.- لماذايخافالطفلالصغيرمنالبحر؟هناك احتمال كبير ألا يسبح الطفل الصغير في أول اتصال له بالبحر. فهو يخاف قليلاً من كل ما هو جديد، فضلاً عن أن البحر كبير ويتحرّك، وهو مالح ويصدر أصواتًا قوية، كل هذه الأسباب تجعل الطفل الصغير يخاف، فالبحر يختلف عن حوض الاستحمام أو السباحة.
كما أنه من الممكن أن ينتقل شعور الأهل بالخوف إلى الطفل الذي يشعر بتوتر والدته أثناء نزولها الماء بصحبته، كأن تحضنه بشدة كلما اقتربت من الماء. أما في ما يتعلق بالطفل ما فوق الثلاث سنوات فخوفه قد يكون سببه التعليمات الكثيرة التي يلزمه بها الأهل أثناء نزوله في الماء مما يفقده ثقته بنفسه فيفضل عدم النزول إلى الماء.
- ماذاعلىالوالدينالقيامبهمعالطفلالذيتعدتسنهالأربعويخافمنالبحر؟بداية عليهما ألا يعقّدوا المشكلة، فبعض الأهل وعن غير قصد يهزأون من خوف طفلهم ظنًا منهم أنهم يساعدونه في تخطي المشكلة فيما يزيدونها تعقيدًا.
المطلوب من الأهل الصبر واللطف، فالطفل ليس جبانًا، لأنه يخاف من الماء في هذه السن، بل على الوالدين التفكير في اللحظات التي يظهر فيها خوفه، مما يسمح لهما بفهم أسباب هذا التصرف، وإتباع سلوك إيجابي لمساعدته في التخلص من خوفه.
على الشاطئ، يجتاح الطفل خوف شديد أثناء وجوده في البحر ويشعر بالانقباض، وهذا طبيعي لأنه يرى البحر كبير جدًا. وفي حالة كريم كان الأجدر بالأم أن تدعه يراقب الأطفال الآخرين من دون إلزامه على تقليدهم ودفعه إلى الماء مما زاد خوفه، وكان من الطبيعي أن يطلب منها الإعتذار لأنها لم تحترم خوفه أي مشاعره.
فالطفل عندما يذهب للمرة الأولى إلى البحر وإن كان لا يخاف الماء فإن كبر حجمه يشعره بالرهبة، ويزداد خوفه بسبب هدير الأمواج، وصراخ الأطفال الآخرين، وقلق الأهل...
لذا من المهم جدًا ألا يرغم الأهل طفلهم على السباحة في الماء، بل عليهم أن يتركوه يلعب على الشاطئ، ويبني قصرًا من الرمل ويضحك عندما تأتي موجة صغيرة وتهدمه، ورويداً رويداً سوف يألف البحر ويشعر بفضول تجاهه ويبدأ بتبليل قدميه في مياهه. ومن ثم تتعزز لديه الجرأة على السباحة فيه.

 
الوسوم
الأزرق البحر الصغير... الطفل الكبير؟ لماذا من يخاف
عودة
أعلى