الاختلاف والخلاف

leader

مبعد عن المنتدى

الكلمتان تبدوان متشابهتين وكأنهما التوأم الحقيقي, لكنهما في واقع الامر بعيدتان كل البعد عن بعضهما بعضاً .فلا توجد اية قرابة أو نسب فيما بينهما , غير اننا نجعلهما في الواقع الحياتي ندّين يحق لاية واحدة منهما أن تنوب أو تحل محل الاخرى , وهنا يكمن الخطأ الذي غالباً ما تكون نتائجه سيئة بل ومضرة .
الخلاف يحمل في كنهه معنى الشجار والصراع , غير أن الاختلاف يعني التباين والتنوع , فكما خلق الله اشكالنا وقدراتنا متباينة مختلفة , كذلك خلق لنا طبائعنا متنوعة , بالتالي وبسبب التباين كان لا بد من حصول الاختلاف ولنقل هنا في الرأي والتفكير .‏
اننا أن اردنا فرض ما نعتقد به على الآخرين نكون كأننا نحاول أن نفرض عليهم أن يبدلوا اشكالهم بأشكالنا , وهذا ضرب من المستحيلات , بمعنى أن الاعتراف بتباين الآراء والافكار امر حتمي , وخلاف ذلك يكون سعينا ضرباً من العبث أن لم يكن من الحمق .‏
البيئة والظروف الموضوعية والمصالح التي تصوغ افكارنا ليست لدى كل الناس واحدة , ولهذا فمن المستحيل أن تتوحد الآراء والرغبات كلها وكأنما صب البشر كلهم في قالب وجودي واحد .
الامر الواقع يرغمنا على تقبل الاخر كما هو , ولئن لم نعترف برأيه فلنحاوره , وكما ارفض أن يفرض الآخرون علي معتقدهم فلا يحق لي بالتالي فرض معتقدي على الآخرين , كلنا سواسية في حرية الفكر والمعتقد الذي أن تباين واختلف اخصب في حقيقة الامر الفكر والحياة , وكل تعارض في الاراء هو في الحقيقة شعلة تنير جوانب عديدة من جوانب الفكر التي لن تضاء فيما لو اتحدت - لسبب أو لآخر - الاراء بشكل دائم ومن غير اختلاف .‏
انا لست الوجود كله ولا البشر قاطبة حتى يحق لي أن افرض ما اعتقد به على الآخرين , والحياة هي رسمة فسيفساء اجتماعية لا يمكن أن تكون لها اية صورة جميلة من دون تعدد الوانها , وانا اياً كان موقعي في المجتمع فلم يخولني الرب ولا احد غيره على قهر البشر وارغامهم على الاعتقاد بمعتقدي , اتراني ارضى أن يفعلوا بي ما اريد فعله بهم ?‏
أن كل من يثور لمعارضة الاخرين لرأيه فيجعل من هؤلاء اعداء له , يفتقر اصلاً لسلامة التفكير , ولا بد أن تكون به عاهة قد تكون النرجسية أو حالة من حالات الاكتئاب أو غيرها , غير أن من ليس لديه عاهة نفسية ويتسلط على افكار الناس ومعتقداتهم فلا بد وان ذهنه وتفكيره ضحلان ضئيلا الجودة وربما غير مؤهل لابداء رأي مهما كان نوعه .‏
عقلية فرض الرأي توارثناها جيلاً بعد جيل , فالاب يفرض رأيه من غير نقاش , ومنه يتعلم الاولاد ذات العاهة , المدرس يتعاطى غالباً مع طلابه بذات الطريقة , حتى في العمل يعامل المدير أو المسؤول مساعديه بذات المنهجية , فكيف لنا يا سيدي أن لا نتوارث هذه العقلية السقيمة لتصبح عضواً من اعضاء تكون وجودنا .. كل هذا حصل لاننا لا نفكر بتبديل منهجية تفكيرنا إلى ما هو خير منها , ألفنا المرض فرفضنا العلاج ,‏
نزور عيادة الطبيب لكن من غير أن نستعمل الدواء , فكيف للشفاء أن يقترب اذن منا ?‏

اتمنى على الجميع كتب رايهم ومناقشة الموضوع لتعم الفائدة ولكم احوجنا انا نعمم سياسة الاختلاف فيما بيننا دون ان يصبح الاختلاف خلاف دمتم بخير

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
وإن لم تكن معي فأنت ضدي واختلاف الرأي عند العرب للأسف هو اختلاف في كل شيء
ومتى نضج فكرنا وطريقة تفكيرنا فنسنصل إلى مرحلة الانتاج وفرضيات الاستنتاج

ليدر
طرح قيم ومميز
لك ااحترامي وتقديري
دمت بكل خير
 
شكرا لمرورك نغم كنت اتمنى ان تكتبي رايك
صح كلامك رولا المفهوم عندنا نحن العرب كما قلتي للاسف اتمنى من الله نحن الشباب ان نغير هذا المفهوم دمتي بخير سمايل اكيد صار الوقت الي نغير فيه عقليتنا ونفتح قلبنا قبل عقلنا لنتقبل الغير دمتي بخير
 
الوسوم
الاختلاف والخلاف
عودة
أعلى