عاشقان على النت

جانا

الاعضاء
وقف مطولاً أمام المرآة وهو يستبدل قمصانه الواحد تلو الأخر وأمرأة تتجاوز عقدها الخامس
تقف خلفه وهي تنظر بأستغراب تارةً وبحنان تارةً أخرى

أما هو فمنشغل بقمصانه وأيهم يرتدي وأخيرا مد يديه الى قميص بني اللون وقال لأمه
سأرتدي هذا وهاله ان رأى دمعة ترقرقت من عيني هذه السيده التي بنت من الامال مابنت عليه
– أماه أنه اسعد ايام حياتي
هكذا تسائل ردت عليه والدمع مازال يتقاطر من عينيها
– بني ذات يوم قالت لي العرافه ان ولدك سيرحل عنكِ
بسبب أمرأه واخشى ان تكون هذه الفتاة هي من تقصد
ضحك مطولاً وهو يطبع قبلة على جبينها –
أمي لن يأخذني احد منك وأضاف ساخراً ( كذب المنجمون وأن صدقوا )
حين غادر الدار كان صوت امه يتردد في داخله وتلك الدموع القلقه مازالت شاخصة امام عينيه
ولكنه سرعان ما تذكر تلك الفتاة التي تنتظره تحت ظل شجرة الصفصاف على ضفاف ذلك النهر
ألذي طالما عشق أمواجه وكثيرا ما اشتكى أليه الوجد والشوق والعشق والهيام هاهو اليوم سيلتقي
بتلك التي احبها بصدق سيقول لها ماكان يردده دوما أحبك بكل جنوني
شريط الذكريات يعاوده وتتوالى على ذاكرته تلك اللحظات
التي عاشها مع احلى قصة حب تفاصيلها امامه
حينما ولج المنتدى للمرة الاولى شعر بغرابة هذا العالم
فهاهي اسماء وأسماء غريبة المضمون
يتعارفون مع بعضهم يخاطبون بعضهم بكلمات الود
رغم انهم لم يلتقوا ببعض تجدهم حينا يتبادلون
الرأي يتفقون لحد التطابق واحيانا تراهم يختلفون لحد الشجار
انه عالم غريب وجد نفسه فيه بدون سابق موعد
ولكن هناك فتاة جلبت انتباهه فهي كشعلةٍ متوهجه في سماء المنتدى
فتارة تجدها تناقش هذا وتارة تثني على ذاك
والجميع يتقبل منها ان كان نقدا او مديح
الجميع يلتفون حولها يثنون عليها في كل شاردة ووارده
يخطبون ودها دوما.. لفتت انتباهه بذكائها وشخصيتها المؤثره
أنها نجمةٌ والجميع ينظر لها من بعيد
هاهو الفتى يسير بأقدامٍ تتسابق مع دقات قلبه
ينظر يمينا وشمال يرى الابتسامه على جميع الوجوه
فسعادته صورت له العالم كل العالم سعيدا مثله
تعاوده تلك الصور وكيف بقى بعيدا عنها من دون الأخرين حاول مره ان
يلفت انتباهها فكتب لا يتذكر ماكتب ولكنها كانت
قصيده مرتبكه تحمل معها كل ارتباكه وهو يتوقع ان تقع عيناها على كلماته
ولكن خاب رجائه فهي لم تلتفت اليه وكأنه لا وجود له حاول عبثا هنا او هناك
فلم تجدي محاولاته نفعاً وظل يترقب وقلبه واجف خائف من امرأة احبها بصدق
رغم انه لايعرف عنها سوى اسم رمزي لملاك يتخيل انها اجمل نساء الارض
ومضت الايام وجائت تلك اللحظه
التي لن ينساها ابدا فقد كتب قصيدة حملت كل احاسيسه
وحملت معها ذلك الحب الكبير الذي يكنه لها وتقع عيناه
على ردٍ كأنه السحر ليسري في جسده بأرتعاشةٍ وبذهول في أنٍ معاً
نعم لقد ايقظ الحجر هكذا ردد بينه وبين نفسه
وهو يطالع العبارات الجميله التي تركتها له حبيبته
وهو يحث الخطى للقاءِ حبيبته نظر الى أعلى ليرى
تلك الطيور السابحه تعانق السماء
وتذكر ذلك اليوم وشعر يومها
بانه كهذه الطيور يملك جناحين يسبح بهما في الفضاء
أحبها بصدق وعشقها بكل كيانه –
ويومٌ أثر يوم تتوطد علاقته بها وتتعانق القلوب لقد احبته بعمق فقد عرفت
فيه انسان بكل ماتحمله تلك الكلمه من معنى
احبته وبادلته ذات المشاعر لقد احبته كما احبها وربما اكثر
وهاهو اليوم يحث الخطى لملاقاتها
بعد ان اتفقا على موعد اللقاء رغم انهما لم يشاهدا بعضهما
ولكن حبهما اكبر من أي تفاصيل اخرى نظر الى ساعته –
هاهو الموعد قد حان ولم يتبقى سوى لحظات ليلتقي بملاكه وحبيبته
افكاره تسابق قدميه وقلبه يسبقهما ليعبر شارعاً غير مدرك لما يجري وأذا بعجلةٍ مسرعه
تصدمه وتلقيه جسداً بلا حراك اجتمع الناس من حوله يحاولون اسعافه
نظر في تلك الوجوه نظرة من يستعطفها ان تخبر حبيبته انه هنا ...
بعد لحظات اغمض عينيه على صورة فتاة لم تسعفه اقداره بمشاهدتها..
وهاهو صوت سيارة الأسعاف وهي تحمل جثة لشاب فقد حياته للتو
وهي تمر بالقرب من شجرة صنوبر تجلس في ظلها فتاة رائعة ألجمال تنظر لساعتها بين الفينة والأخرى
 
شكرا خالد والله ما يحرمنا من ردك المميز وبارك الله فيك
 
الوسوم
النت عاشقان
عودة
أعلى