نغم السماء
من الاعضاء المؤسسين
على مقربة من ينابيع عفرا المعدنية الحارة والى الشمال من مدينة الطفيلة يقع ضريح الصحابي الجليل فروة بن عمرو الجذامي أول شهيدعربي استشهد بسبب إسلامه خارج الجزيرة العربية، حيث قتله الروم وصلبوه .
ويعد هذا الضريح أحد المعالم الدينية بمحافظة الطفيلة الذي ما زال ينتظر الاهتمام ولاتطاله يد التطوير أو إقامة مبنى لاحتضانه .
ويؤكد عدد من زوار حمامات عفرا المعدنية ومناطق سياحية دينية وبيئية وأثرية في الطفيلة بأنهم يجهلون موقع هذا المقام على خريطة الاردن السياحية، مطالبين وزارة السياحة بالترويج له محليا وعالميا، وتأهيل الطريق الموصلة الى الضريح.
ويقول مدير أوقاف الطفيلة حسني المرايات ان الروايات تشير الى أن هذا الصحابي الشهيد الذي كان عاملا للروم على عمان في ارض البلقاء دخل في الاسلام، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، واشترك مع جيش الروم في مؤتة وشهد كيف كسرت في يد خالد بن الوليد رضي الله عنه عدة أسياف في هذه المعركة .
ويضيف ان الروايات التاريخية بينت أن هرقل ملك الروم أرسل إلى ملك غسان في المنطقة الحارث الغساني لكي يقبض على فروة ففعل ذلك عند مياه عفرا ، فيما تؤكد روايات أن الروم أخذوه وحبسوه عندهم، واثبت ذلك في شعره، مشيرا الى محاولة الروم رده عن دينه إلا انه رفض ونظرا لإصراره اجمعوا على قتله وصلبه عند مياه عفرا، وانشد عندما أخذوا يستعدُّون لقتله :.
ألا هل أتـــى سلمى بأن حليلـَــــها على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقــــةٍ لم يضرب الفحلُ أمَّـها يُشدُّ بــــــه أطرافـــــــها بالمناجـــــل.
ولما همَّ السيَّـاف بقطع عنقه رفع صوته منشدا :-بلـِّـغ سَـرَاة َ المسلمين بأنني سَـلـْـم ٌ لربِّـي أعظـُـمي ومُـقامي
ثم ضربوا عنقه ليكون أول شهيد عربي في هذه البلاد.
ويؤكد المرايات ان وزارة الأوقاف والشؤون المقدسات الاسلامية ، وضمن أهدافها وخطتها الرامية لتطوير وصيانة مقامات الصحابة والشهداء فقد أدرجت ضريح هذا الشهيد ضمن المقامات والأضرحة التي سيتم تطويرها خلال السنوات المقبلة، لتعريف الزوار بهذا المقام الديني الذي يحتضن شهيدا ضحى بنفسه من اجل نشر الإسلام .