فنجان قهوتي
وبعثرةُ أوراقي ،، وبعضُ أمنيات مسكوبة
تلكَ كانتْ مائدتي حين انتظرتُكِ هذا المساءْ
وها أنا أمارسُ ألذ عاداتي ،، فَـ أكتُبُ إليكِ آخر شذرات
عِشقي قَبلَ الرحيل ،، وأتركها ورقةٌ تَحملُ مراسِمَ
الكسوف
وردةٌ ستذبلُ قبلَ مجيئُكِ
وفنجان بارد لمْ أرتشف سخونته .
كنتُ هنا في عالمٍ اسمُهُ ،، الإنتظار ،، وهو مُفردةٌ
في قاموسِ الصبر الذي لا أجيدُهُ بـ دقات ساعة
تناغَمَتْ مع دقات قلبي ،، وكلاهما يدعوني
لـ مفاجأةٍ ذات احتضار .... !
لا أدري حقاً لماذا يقتَرنُ الحب بتلكَ العادة البغيضة
ولماذا دائماً هناكَ منْ ينتظرْ
لابد أنهُ الشوق ،، تِلكَ المعضلةُ التي تُجبرنا على سَحق الأيام
تَحتَ وطأةِ جبروتِه ،، لـ يَمُرُّ العمرَ بِغَفلةٍ عن الحسابِ
كما أنا الآن ،، أسْحَق ذراتِ صبري لعلّ روحٍكِ التي تَوهجتْ بها
أماكنُ القنوط في ذاتي وَأهدتني أمَلَ حياة ،، تُسْعِفُني
كـ امرأةٍ تسْتَحق أن تختبىء الساعات خَلفَ عَيْنَيْها و ِتُنبّئَني
بِشارةَ حضور
هكذا رأيتُكِ في مسائي قبل الأخير ،، روحاً تعانقُ البشاراتِ بِشِدة
وابتسامةٍ احتَلّت أركان الوقتَ بلا مُبالاة ،، تُطلِقُ ضحكاتها فَيُغردُ قلبي كـ
عصفورٍ أغدقَت عليهِ السماءُ مطراً ،، يَطلُبُ اللجوء بَيْنَ كفيها ..
لكنكِ وحينَ يَجفُلُ في عَيْنَيكِ الحنين بين هلُمّكِ ،، و ،، الغضَب
فَـ كأنكِ امرأة ،، خُلِقت من ثلجٍ ونار
و هل تَذكرين
حين وصفتُكِ بـ القمر ، وَصَفَتني بـ شمسُكِ ،، ثم استدركَتِ ،، أن في
اللقاء ،، كسوف
وأذهَلْتِني كَيْفَـ يكونُ منّي كسوفٌ ،، وانتظار !!
يا لـ قمرٍ يجيدُ كسفي ،، ويَختبىءُ خلف عتمةِِ ليلي
وكأن السماءَ لا تَسع كوكبَيْن
حسناً لـ ندعَ السماء ،، فَـ هلاّ جَمَعَتنا مائدةُ الحنين
وتلك دعوتي في مساءِ عينيكِ وصَباح قلبي
فنجان قهوة نرتشفه معاً ،، وتَعلمين أنني
لم تستهوني القهوة يوما
لكنها عادة اكتَسَبتها وعَشِقتها مُنذ عَرفتكِ
فـ ها أنا أتنازل عن شاي الصباح لأرتاد فناجين قهوتكِ
وهاهو قلمي يتهاوى من صرح العناوين ليتطفل على حروفكِ
و ورودي أصبَحَتْ حمراء ،، بلونِ وجنَتَيكِ
ولأجلكِ سيدتي تركتُ كل عاداتي
إلاّ واحدة ،، لم تزل ترهقني
فـ لازلتُ أضع نقاط قوّتي على حروفِ ضَعفُكِ
وأسدِلُ السِتار
فَـ أنتِ امرأة ،، تجيد السفر
وأنا رجُلٌ لَم يَتَعَود محَطاتِ الإنتظار .