احلام بعثرتها صفحة جريدة

حنين*

الاعضاء
احلام بعثرتها صفحة جريدة



احلام بعثرتها صفحة جريدة





قلت لك اريد مزيدا من الوقت لأتخذ مثل هذا القرار





قالتها بشئ من العصبية الملحوظة والقت سلاماً ... ومضت





وقفت مكانى اراقب خطاها تتباعد رويدا رويدا حتى تلاشت





ثم انطلقت



وفى عقلى الف فكرة وفكرة



ترى ماذا ستفعل بالوقت ؟؟



تعرفنى ... بل طالما ما كانت تقول انها تعرف عنى مالا اعرفه عن نفسى



تحبنى ... بل تحب احساس الحب اللذى بداخلها تجاهى



تتمنانى ... كما اتمناها وأكثر





اذاً .. ماذا سيقدم الوقت لها ؟؟ ...



الا يكفيها ثلاث سنوات مضت ؟؟ ..



كفتنى السنين واثقلتنى شوقاً لها ..ربما لم تكتفى هي بعد




ربما خائفة ..!!




من من تخاف ...




اتخافنى ؟؟ ....




ارتسمت على شفتاى ضحكة ساخرة ااااااااااه لو حقا



تخافنى




اااااااااااه لو انها تنتظر ان يعطيها الوقت شئً من الامان تجاهى...




لاتعرف فتاتى انى لم اعد املك المزيد حتى تحصل بالوقت على المزيد ...




احبها حتى المنتهى ...




اغرق فيها حتى الاعماق ...




شعورى تخطى شعور البشر ...




لايوجد بقلبى متّسع ولا املك بقلبى نبضاً ادخره لغيرها ...




لا املك اكثر ان كانت راغبةً فى اكثر





احلام بعثرتها صفحة جريدة




لا اعرف كيف وجدت نفسى امام بنايتى




كيف وصلت ؟؟ كيف عبرت الطرقات ؟؟




كيف كنت اقود سيارتى ؟؟ كم مخالفة فعلت؟؟




كم اشارة كسرتها ؟؟ كم سائق اغضبه شرودى عندما عبرت من امامه؟؟...




يبدو اننى بالغت فى تفكيرى هذه المرة




.



احلام بعثرتها صفحة جريدة





.



بكلمات بسيطة القيت التحية على حارس البناية




وبخطوات ثقيلة صعدت الدرج




وبخطوات اقل ثقلاً وضعت يدى بجيبى واستخرجت مفتاحى...





شعرت بشئ من الراحة عندما تسلل لجسدى هواء المكيف البارد ...



هذا ما كنت احتاجه فى هذه الليلة الحارة للغاية



.



.



.



كما انا بملابسى وحذائى استلقيت على اريكتى




وبحركة معتادة وروتينية ضغطت ذر تشغيل التلفاز بالريموت



ليرتفع صوت مقدمة الاخبار المملة فى تلك القناة اللعينة التى تبث



اخباراً كئيبة ليل نهار




.



احلام بعثرتها صفحة جريدة





.



لحظات قليلة ... بعدها عاد عقلى للعمل من جديد




وغرقت فى تفكيرى من جديد ...




لماذا تصر على الوقت فى كل مرة احدثها بشأن ارتباطنا بشكل رسمى ؟؟




على حد علمى ان هذا ما ترغب فيه اى فتاه احبت لثلاث سنوات





فى كل مرة تطلب مزيداً من الوقت



وامنحها اياه وينفذ صبرى واعود لطلبى وتعود لطلبها وامنحها اياه




إلى متى ؟




ولماذا؟؟



.



احلام بعثرتها صفحة جريدة




.



مرت الايام




وحالى معها كما هو حالى منذ ثلاث سنوات ...



نتنزه سوياً كالمعتاد




نتحدث فى الهاتف كالمعتاد




نتبادل كلمات الحب كالمعتاد




نتشاجر كالمعتاد ...




كل شئ كما اعتدناه لم يتغير




يدفعنى الشوق اليها واصده حتى تأخذ وقتها المزعوم اللذى لا ادرى



فيما تريده



.




احلام بعثرتها صفحة جريدة






ذات مساء




وبينما انا منهمك فى بعض اعمالى بمكتبى ...




ارتفع رنين هاتفى بصوت النغمة التى خصصتها اياها...



وبأسمها اللذى اضاء هاتفى... ورسم على وجهى ابتسامه اضائت وجهى




وبحركة سريعة لا ارادية ضغطت اصابعى ذر الموافقة







اريدك ..........





هذا ما قالته بدون اى مقدمات





وقد بدا على صوتى الاهتمام هلى هناك من خطب؟؟





تنهدت وقالت فقط اريدك اريد التحدث معك






ازحت اوراقى وقلمى جانبا وقمت من مقعدى الملم اغراضى واردفت قائلا حسناً عزيزتى انا فى طريقى اليكى





لا لا رجائاً لا تأتى فقط استمع لى .. ورجائاً اخر لا تقطع علىّ حديثى ..اتركنى حتى انتهى منه





حسناً عزيزتى لكى ذلك ولكن تحدثى الان ما الامر ؟






احبك ...




قالتها بوهن




وبصوت قلت حيلته




ونفد الصبر منه





احبك ويعلم الله كم احببتك




وطالما تمنيتك زوجاً لى




وطالما تمنيت الا يفرقنا احد





اعلم يقيناً ان قلبى لم ولن يعشق سواك ..




كنت فى ما مضى كارهة لحياتى ووجودى ونفسى وكل ما حولى .. واحببت كل هذا عندما احببتك ...




كنت اخاف على نفسى لأنها ملك لك ... اهتم برشاقتى وجمالى لأجلك ..




احيا حياتى ولا بداخلى شئ يرغب فى شئ غير رغبتى فى سعادتك






صمتت قليلا



ثم ضحكت ضحكة قصيرة امتزجت ببكائها واستكملت حديثها قائلة ..



اتعرف ؟




عندما كانت امى تصنع لنا عشائاً به ما لذ وطاب من الطعام ...



واكون انا جائعة واشعر انى سألتهم كل ما على المائده وحتى الاطباق ...




واتذكرك




وتحدثنى نفسى انك تعيش وحيدا وليس عندك من يُعدّ لك مثل هذا الطعام ...




يرغب الطعام فىّ وارغب انا عنه




وأقوم من على مائدتى وسط نظرات حيرة وتساؤلات من حولى عن سبب عزوفى عن الطعام وانا من كنت استعجل به




وادخل غرفتى واهاتفك لتطعمنى بكلامك حتى اشبع وبحنانك حتى ارتوى





اتعرف؟؟



عندما كنت تخبرنى بألم يشكوه جسدك ..




تصيبنى عدواه



واجدنى اتألم فى نفس موضع ألمك وما بى من شئ غير انك تتألم هاهنا





تعرف كم احبك لذلك سأختصر حيرتك ....





عندما تعود من عملك ستجد شئ ما اسفل باب منزلك ربما يشفى هذا


حيرتك ويجيب تساؤلاتك




وعندما تراه ... تذكّر ان ما اقدمت عليه لم يكن إلا لأجلك




ااااااه من دنيا تملأها قلوب الناس شراً يرغمنا على الفراق




اسأل الله ان يجمعنى بك فى داره حيث لا شراً ولا افتراق





استودعك ربى ليحفظك ويرعاك




وداعاً







انتظرى حبيبتى انتظرى انتظرى .... لا مجيب





القيت هاتفى وركضت ناحية الدرج التهمه التهاماً وركبت سيارتى


قاطعاً بها الطريق غير مبالى بأبواق السيارات وصيحات الاعتراض


واشارات المرور الحمراء ...




سرعتى تزيد ومنزلى يقترب




ضغطت كابح السيارة بكل ما املك من حيرة وخوف وقلق ولهفة




وصعدت بنايتى غير مبالى بترحيب حارسها اصعد الدرج بقفزات


سريعة




وقفت امام باب منزلى ونبضات قلبى تتسارع وجبينى يتصبب عرقا


وسقط المفتاح من يدى مرات ومرات وانا احاول ان افتح بابى وفى


عقلى سؤال واحد ماذا اسفل هذا الباب




احلام بعثرتها صفحة جريدة





جريدة ...




صفحة جريدة




وبجانبها ورقة مطوية




التقطتهما فى دهشة وحيرة




ونظرت على صفحة الجريدة لأجد اعلاها مكتوب اخبار الحوادث


وتاريخ يعود لأربعة اعوام مضت وفى منتصف الصفحة وبخط عريض





اغتصاب فتاة فى التاسعة عشر من عمرها




واسفل العنوان




حكمة محكمة جنايات الاسكندرية بالاعدام شنقاً لثلاثة عاطلين اختطفوا فتاه فى التاسعه عشر من عمرها اثناء عودتها من الجامعة وافقدوها عذريتها هذا وقد اعترف ....الخ





دموعى سالت فى طريق طويل ينتهى على صفحة الجريدة




وبشعور انسان ميت فتحت طيات الورقة المرفقة لأجد مكتوب فيها





هذه الفتاة انا ...




اغفر لى سنوات سرقتها منك ...




وان كان لى فى قلبك شئ بعد الان استحلفك به ان تنسانى





ولتقل وداعا




ولا تحاول البحث عنى فمنزلى لم اعد اسكنه




الان تعرف لماذا احتجت للوقت




ولتتذكر ما قلته لك .. لم اهرب منك إلا لأجلك







طويت الورقة بأسى ويأس لم اعهده بحياتى وبطعم مرارة تذوقته بكل جوارحى






... وبداخلى انسان شرقى صاح بكبرياء ...




.وداعاً





وانسان عاشق صاح بلوعة





...عودى



مما راق لي
 
حنين

راق لى ماراق لكي غاليتى

بل واذاب القلب

بنتظار جديدك

بشووووووق

اعذب تحية لنقاء روحك
 
نورتو صفحتي بتواجدكم الرائع احلى صبايا
لروحكم باقات ياسمين
ارق التحايا واطيب المنى
 
حنين
طرحتي فابدعتي دمتي
ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق
 
الوسوم
اخلاء بعثرتها جريدة صفية
عودة
أعلى