عثمان بن مضعون ..راهب صومعته الحياة

رنون

من الاعضاء المؤسسين

اذا اردت ان ترتب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق سبقهم الزمني الى الاسلام فاعلم اذا بلغت الرقم (14) ان صاحبه هو عثمان بن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]...

واعلم كذلك ، ان ابن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]هذا ، هو اول المهاجرين وفاة بالمدينة ...كما كان اول المسلمين دفنا بالبقيع ...
واعلم اخيرا ، ان هذا الصحابي الجليل كان راهبا عظيما ..لا من رهبان الصوامع ، بل من رهبان الحياة..!!
اجل ...كانت الحياة بكل جيشانها ، ومسؤولياتها ، وفضائلها ، هي صومعته...
وكانت رهبانيته عملا دائبا في سبيل الحق ، وتفانيا مثابرا في سبيل الخير والصلاح...
عثمان بن مضعون ..راهب صومعته الحياة




عندما كان الاسلام يتسرب ضوءه الباكر الندي من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...ومن كلماته -عليه الصلاة والسلام- التي كان يلقيها في بعض الاسماع سرا وخفية ...

كان عثمان بن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]هناك ...واحدا من القلة التي سارعت الى الله والتفت حول رسوله ...
ولقد نزل به من الاذى والضر ، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصابرين الصامدين...
ولقد كان امير الفوج الاول من المهاجرين الى الحبشة ، مصطحبا معه ابنه السائب موليا وجهه شطر بلاد بعيدة عن مكائد عدو الله ابي جهل ، وضراوة قريش وهول عذابها...
عثمان بن مضعون ..راهب صومعته الحياة



وعند سماع المسلمين بخبر اسلام قريش حملو امتعتهم وطارو الى مكة تسبقهم اشواقهم ويحدوهم حنينهم ...

بيد انهم ما كادو يقتربون من مشارفها حتى تبينو كذب الخبر الذي بلغهم عن اسلام قريش ...ولكن ما العمل ومكة على مرمى البصر...!
وكان الجوار تقليدا من تقاليد العرب ذات القداسة والاجلال وقتئذ ...فاذا دخل رجل مستضعف في جوار سيد قريش ، اصبح في حمى منيع لا يهدر له دم ، ولا يضطرب منه مامن ولم يكن العائدون سواء في القدرة على الظفر بجوار ...من اجل ذلك طفر بالجوار منهم قلة ،كان من بين افرادها عثمان بن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]الذي دخل في جوار الوليد بن المغيرة
وهكذا دخل مكة آمنا مطمئنا ، ومضى يعبر دروبها ، ويشهد ندواتها ، لا يسام خسفا ولا ضيما ...
عثمان بن مضعون ..راهب صومعته الحياة



ولكن ابن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]...الرجل الذي يصقله القرآن ، ويربيه محمد صلى الله عليه وسلم ، يلتفت حوليه ، فيرى اخوانه المسلمين من الفقراء والمستضعفين الذين لم يجدو لهم جوارا ولا مجيرا ...يراهم والاذى ينوشهم من كل جانب ...والبغي يطاردهم في كل سبيل...بينما هو آمن في سربه ،بعيدا من اذى قومه ، فتثور روحه الحرة ، ويجيش وجدانه النبيل...ويتفوق بنفسه على نفسه ، ويخرج من داره مصمما على ان يخلع جوار ابي الوليد

واتجه نحو الوليد وطلب منه خلع جواره واعلان ذلك امام الناس ...وانه لا يريد جوارا غير جوار الله ...
وبعد نزع الجوار تعرض للاذى واصيبت عينه ...فكان عند التقائه بالوليد يقول له : لقد كنت في ذمة منيعة ...فيقول عثمان : بل والله ان عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما اصاب اختها في الله...واني لفي جوار من هو اعز منك واقدر يا ابا شمس ...
فقال له الوليد : هلم يا ابن اخي وعد الى جواري ...قال ابن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]: لا... وغادر ابن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]هذا المشهد وعينه تضج بالالم ، ولكن روحه تتفجر عافية ، وصلابة ، وبشرا...
هكذا ضرب عثمان بن [URL="http://www.7be.com/vb/t154706.html"]مضعون [/URL]مثلا هو له اهل وبه جدير
عثمان بن مضعون ..راهب صومعته الحياة



وهكذا شهدت الحياة انسانا شامخا يعطر الوجود بموقفه الفذ هذا...وبكلماته الرائعة الخالدة :(( والله ،ان عيني الصحيحة ، لفقيرة الى مثل ما اصاب اختها في سبيل الله ...واني لفي جوار من هو اعز منك واقدر))...! وهؤلاء هم صحابة الحبيب صلى الله عليه وعلى اهله وصحبه وسلم
 
الوسوم
..راهب الحياة صومعته عثمان مضعون
عودة
أعلى