جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:black;border:5px double red;"][cell="filter:;"][align=center]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
رقم القصيدة : 10737
-----------------------------------
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً
واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ
خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها
واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به
أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ
حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له
منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي
فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي
فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ
لا بالقرابة ِ والعديدِ الأَجزل
ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُ
والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل
خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا
شهدَ الوقعية َ عاد غير محجل
ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً
لما طعنتُ صميم قلب الأخيل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً
والهيْذُبانَ وجابرَ بْنَ مُهلهل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا
والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها
ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ
والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
والثغر من تحتِ اللثام كأنه
برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ
هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى
ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> فؤادٌ ليسَ يثنيهِ العذولُ
فؤادٌ ليسَ يثنيهِ العذولُ
رقم القصيدة : 10738
-----------------------------------
فؤادٌ ليسَ يثنيهِ العذولُ
وعيْنٌ نوْمُها أبداً قليلُ
عركْتُ النَّائباتِ فهانَ عندِي
قبيحُ فِعَال دَهري والجميلُ
وقدْ أوْعَدْتَنِي يا عمرو يوْماً
بقولٍ ما لِصحَّتِهِ دليلُ
ستعلم أينا يبقى طريحاً
تخطفهُ الذوابلُ والنصولُ
ومنْ تُسبى حليلَتهُ وتُمسي
مفجعة لها دمعٌ يسيل
أتذْكُرُ عبْلة ً وتبيتُ حيّاً
ودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُول
وتطلبُ أنْ تلاقيني وسيفي
يُدَكُّ لوقْعه الجبلُ الثَّقيلُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> حاربيني يا نائباتِ اللَّيالي
حاربيني يا نائباتِ اللَّيالي
رقم القصيدة : 10739
-----------------------------------
حاربيني يا نائباتِ اللَّيالي
عنْ يميني وتارة ً عن شمالي
واجْهَدي في عَداوَتي وعِنادي
أنتِ والله لم تُلِمِّي ببالي
إنَّ لي همة ً أشدُّ من الصخـ
ـر وأقْوى منْ راسياتِ الجبال
وسِناناَ إذا تعسفتُ في الليْـ
لِ هداني وردَّني عن ضلالي
وجواداً ما سارَ إلاَّ سرَى البَرْ
قُ وَرَاهُ من اقْتداحِ النّعال
أدهمٌ يصدعُ الدجى بسوادٍ
بين عينيه غرة ٌ كالهلال
يفتديني بنفسه وأفدّيـ
ـهِ بنَفْسي يوْم القِتال ومَالي
وإذا قامَ سوقُ حربِ العوالي
وتلَّظى بالمرْهفاتِ الصقّال
كنت دَلاَّلها وكان سناني
تاجراً يشتري النفوس الغوالي
يا سِباعَ الفَلاَ إذا اشْتعل الحر
بُ اتبعيني من القفار الخوالي
إتبعيني ترى دماءَ الأعادي
سائلاَتٍ بين الرُّبى والرِّمال
ثم عودي منْ بعد ذا واشكريني
واذكري ما رأيْتِهِ منْ فعالي
وخُذي منْ جَماجمِ القوْمِ قوتاً
لبنيكِ الصّغار والأشبال[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> سلي يا عبل عمراً عن فعالي
سلي يا عبل عمراً عن فعالي
رقم القصيدة : 10740
-----------------------------------
سلي يا عبل عمراً عن فعالي
بأعداكِ الألى طلبُوا قتالي
سليه كيف كان لهمْ جوابي
إذا ما قال ظنكِ في مقالي
أتونا في الظلاَم على جيادٍ
مضمّرة الخواصر كالسّعالي
وفيهم كلُّ جبار عنيد
شديدِ البأْسِ مَفْتُولِ السِّبال
ولما أوقدوا نارَ المنايا
بأَطْرافِ المثقَّفَة ِ العوالي
طفاها أسودٌ منْ آل عبس
بأَبْيضَ صارمٍ حَسَنِ الصِقّال
إذا ما سلَّ سال دماً نجيعاً
ويخرُقُ حدُّهُ صُمَّ الجبال
وأسمَرَ كلّما رَفَعَتْهُ كَفِّي
يلوحُ سِنَانُهُ مثْلَ الهلال
تراهُ إذا تلوَّى في يميني
تسابقهُ المنية في شمالي
ضمنتُ لكَ الضمانَ ضمانَ صدقٍ
وأتبعتُ المقالة بالفعال
وفرَّقتُ الكتائبَ عند ضربٍ
تخِرُّ لهُ صناديدُ الرِّجال
وما ولَى شجاع الحربِ إلاَ
وبين يديه شخصٌ من مثالي
ملأْتُ الأَرضَ خوْفاً من حُسامي
فباتَ النَّاسُ في قيلٍ وقال
ولو أَخْلَفْتُ وَعدي فيك قالتْ
بنو الأنذال إنيّ عنك سال[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> لو كان قلبي معى ما اخترتُ غيركم
لو كان قلبي معى ما اخترتُ غيركم
رقم القصيدة : 10741
-----------------------------------
لو كان قلبي معى ما اخترتُ غيركم
ولا رضيتُ سِوَاكُمْ في الهَوى بدَلا
لكنهُ راغبٌ في منْ يعذّبه
فليسَ يقبل لا لوماً ولا عذلا[/font]




[/align]
[/font][/cell][/tabletext][/align]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّل
دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّل
رقم القصيدة : 10742
-----------------------------------
دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّل
وعلى الحقيقة إنْ عزمت فعوِّل
إنْ كنتَ أنتَ قطعتَ برَّا مقفراً
وسلكْتهُ تحتَ الدُّجى في جَحْفل
فأَنا سريتُ معَ الثُّريَّا مُفرداً
لا مؤنسٌ لي غيرَ جدّ المنصل
والبدرُ منْ فوق السحاب يسوقه
فيسير سيرَ الراكب المستعجل
والنَّسْرُ نحْو الغَربِ يرْمي نفسَه
فيكاد يعْثر بالسِّماكِ الأَعزل
والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تارة
ويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ
بنواظر رزقٍ ووجهٍ أسودٍ
وأظافر يشبهنَ حدَّ المنجل
والجن تفرقُ حول غاباتِ الفلاَ
بهماهمٍ ودمادمٍ لمَ تغْفَلِ
وإذا رأْتْ سيفي تضِجُّ مخافة ً
كضَجيجِ نُوقِ الحيِّ حَوْلَ المنزل
تلكَ الليالى لو يمرُّ حديثها
بوليدِ قومٍ شاب قبلَ المحمل
فاكففْ ودعْ عنكَ الإطالة َ واقتصرْ
وإذا اسْتَطعْتَ اليَوْمَ شيئاً فافْعل[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> عقابُ الهجرِ أعقبَ لي الوصالاَ
عقابُ الهجرِ أعقبَ لي الوصالاَ
رقم القصيدة : 10743
-----------------------------------
عقابُ الهجرِ أعقبَ لي الوصالاَ
وصِدْقُ الصَّبْرِ أظْهَرَ لي المحالا
ولولا حبُّ عبلة َ في فؤادي
مقيمٌ ما رعيتُ لهم جمالا
عتبتُ الدَّهر كيفَ يذلُّ مثلي
ولي عزمٌ أقدُّ به الجبالا
أَنا الرجلُ الذي خُبِّرْتِ عنه
وقد عاينْتَ مَعْ خبري الفِعالا
غداة َ أتتْ بنو طيِّ وكلبٍ
تهزُّ بكَفّها السُّمرَ الطّوالا
بجيشٍ كلما لاحظت فيه
حسبتُ الأرضَ قد ملئتْ رجالا
ودَاسوا أَرْضَنا بمُضَمَّراتٍ
فكان صَهيلُها قِيلاً وقالا
تولوا جفَّلاَ منَّا حيارى
وفاتوا الظغن منهم والرِّحالا
وما حملتْ ذَوُو الأَنسابِ ضَيْماً
ولا سمعتْ لداعيها مقالا
وما رَدَّ الأَعِنَّة َ غيرُ عبْدٍ
ونارُ الحربِ تشتعلُ اشتعالاً
بطعن ترعدُ الأبطالُ منهُ
لشدته فتجنبُ القتالا
صدمتُ الجَيْشَ حتى كَلَّ مُهري
وعدتُ فما وجدتُ لهم ظلالاَ
وراحتْ خيلهمْ من وجه سيفي
خِفافاً بعْد ما كانتْ ثقالا
تدوسُ على الفوارس وهْيَ تعدو
وقد أخذَتْ جماجمَهُمْ نعالا
وكمَ بطل تركتُ بها طريحاً
يحركُ بعد يمناهُ الشّمالا
وخلصتُ العذارى والغواني
وما أبقيتُ معْ أحدٍ عقالا
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا
يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا
رقم القصيدة : 10744
-----------------------------------
يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا
ودَعِ المنازِلَ تشْتكي طولَ البِلى
وَاشْكو إلى حَدّ الحُسامِ فإنه
أمْضَى إذا حقّ اللّقاءُ وأفْضلاَ
منْ أين تدري الدَّارُ انكَ عاشقٌ
أوْ عنْدها خبرٌ بأَنكَ مُبْتلى
والله ما يمْضي رسُولاً صادقاً
إلاّ السّنانُ إذا الخليلُ تبدَّلا
ولقد عَرَكْتُ الدَّهرَ حتى إنهُ
لو لمْ يذقْ مني المرارة َ ماحلا
وكذا سباعُ البرِّ لولا شرُّها
دارتْ بها في الغابِ غربانُ الفلاَ
فَتَحَمَّلا يا صاحبيَّ رسالتي
إنْ كُنُتُما عنْ أرضِ عبْسٍ تَعْدِلا
قولا لقيسٍ والرَّبيعِ بأنني
خطُّ المشيبِ على شبابي ما علا
بل لو صدمتُ بهمَّتي جبلي حرى
قسماً وحقِّ أبي قبيسَ تزلزلا
لو لم تكُنْ يا قيسُ غرَّك جاهلٌ
ما سُقتَ نحو دِيار عنْترَ جَحْفلا
والله لو شاهدْتَهُ ورأيْتهُ
ما كان آخرُهُ يلاقي الأَوَّلا
يا قيسُ أنت تَعُدُّ نفسكَ سيداً
وأبوك أعرفهُ أجلَّ وأفضلا
فأتبعْ مكارمهُ ولا تذري به
إنْ كنت مَّمنْ عقلهُ قد أكملا
فاحذَرْ فزارَة قبل تَطْلُبُ ثأرَها
وتريكَ يوماً نارهُ لا تصطلا
فَدِما بني بدْرٍ عليكَ قديمة ٌ
وبنو فزارة َ قصْدُها أنْ تغفلا
والله ما خلَّيتُ في أوطانهم
إلا النوائحَ صارخاتٍ في الفلا
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم ( معلقة )
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم ( معلقة )
رقم القصيدة : 10745
-----------------------------------
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم
أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ
ما راعني إلاّ حمولة ُ أهلها
طَبٌّ بأَخْذِ الفارسِ المُسْتلئِم
إذ تستبيكَ بذي غروب واضح
عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم
وكأنما نظرتْ بعينيْ شادنِ
رشأٍ من الغزلانِ ليس بتوأم
وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ
سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ
أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها
غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ
جادت عليها كل عين ثَرَّةً
فتركنَ كلَّ حديقة ٍ كالدرهم
سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ
يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه
غرداً كفعل الشارب المترنم
تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍ
وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى
نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ
هل تبلغنى دارها شدنية
لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم
فكأنما أقصُ الإكام عشية ً
بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم
تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ
حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ
يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ
حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ
شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ
زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم
هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ
غضبى اتقاها باليدين وبالفم
أبقى لها طولُ السّفار مقرمداً
سنداً ومثلَ دعائمِ المتخيم
بركتْ على ماءِ الرداع كأنما
بركت على قصبٍ أجشَّ مهضَّم
ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ
زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ
إنْ تغدفي دوني القناع فانني
طبٌّ بأخذ الفارس المستلئم
أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني
سمحٌ مخالطتي إذا لم أظلم
وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ
مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم
ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ
زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ
أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني
سمحٌ مخالطتي إذا لم أظلم
وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ
مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم
ولقد شربتُ من المدامة بعد ما
رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ
بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ
قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم
فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ
مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم
وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً
وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي
وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً
تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ
سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ
ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ
هلاّ سأَلتِ الخيلَ يا ابنة َ مالكٍ
ومحلّم يسعون تحت لوائهم
إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح
نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ
طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً
يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ
يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني
أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
ولقد ذكرْتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ
مني وبيْضُ الهِنْدِ تقْطرُ منْ دمي
فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها
لمعت كبارق ثغركِ المتبسِّم
ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ
لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم
جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ
بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم
بِرَحِيبَة ِ الفَرْعَينِ يهْدي جَرسُها
بالليل معتسَّ الذئابِ الضرَّم
فشككتُ بالرمحِ الأصمِّ ثيابهُ
والكُفْرُ مخبَثَة ٌ لنفْس المُنْعِمِ
فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ
يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم
وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها
بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا
هتَّاك غايات التجار ملوَّم
لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ
أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم
فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ
بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم
عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما
خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم
يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ
حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم
فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي
فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي
قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً
والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ
وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ
رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم
ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى
إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم
في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكي
غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ
إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ
عنها ولكني تضايق مُقدَمي
لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم
يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم
يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها
أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم
ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره
ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم
فازورّ من وقع القنا بلبانهِ
وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم
والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً
ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم
ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي
لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
إنّي عَدَاني أنْ أزوَركِ فاعْلمي
ما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمي
حالتْ رماحُ ابني بغيضٍ دونكم
وَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ
للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما
والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
إنّي عَدَاني أنْ أزوَركِ فاعْلمي
ما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمي
حالتْ رماحُ ابني بغيضٍ دونكم
وَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ
للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما
والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي
إنّي عَدَاني أنْ أزوَركِ فاعْلمي
ما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمي
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
حالتْ رماحُ ابني بغيضٍ دونكم
وَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ
للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما
والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
حالتْ رماحُ ابني بغيضٍ دونكم
وَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ
للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما
والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وفوارسٍ لي قد علمتُهُم
وفوارسٍ لي قد علمتُهُم
رقم القصيدة : 10746
-----------------------------------
وفوارسٍ لي قد علمتُهُم
صُبُرٍ على التَّكرارِ والكلْمِ
يمشونَ والماذيُّ فوْقهُمُ
يتوَقّدُونَ توَقُّدَ الفَحْمِ
كم منْ فتى ً فيهم اخي ثقة ٍ
حُرٍّ أَغرَّ كَغُرَّة ِ الرِّئّمِ
ليْسُوا كأَقوامٍ عِلِمْتُهُمْ
سودِ الوجوه كمغذنِ البرم
كنا إذا نفر المطيُّ بنا
وبدَا لنا أحواضُ ذي الرّضم
نُعْدِي فنَطْعُنُ في أُنُوفِهِمْ
نختارُ بين القتلِ والغُنْمِ
إنَّا كذلك يا سُهَيَّ إذا
غدرَ الحليفُ نمورُ بالخطم
وبكلّ مُرهَفَة ٍ لها نَفَذٌ
بين الضلوع كطرَّة الفدْم[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> نأَتكَ رقاش إلاّ عنْ لِمامِ
نأَتكَ رقاش إلاّ عنْ لِمامِ
رقم القصيدة : 10747
-----------------------------------
نأَتكَ رقاش إلاّ عنْ لِمامِ
وأمسى حبلها خلقَ الرِّمام
وما ذكري رقاش إذا استقرتْ
لدَى الطَّرفاءِ عند ابنَيْ شَمامِ
ومَسكِنُ أهلها منْ بَطْنِ جَزْعٍ
تبيضُ به مَصاييفُ الحمامِ
وقَفْتُ وصُحْبَتي بأُرَيْنَباتٍ
على اقتادِ عوجٍ كالسَّمام
فقلتُ تبيَّنوا ظغناً أراها
تحلُّ شُواحِطاً جُنْحَ الظَّلامِ
لقد مَنَّتكَ نفْسُكَ يومَ قَوٍّ
أحاديثَ الفؤَادِ المستَهامِ
وقدْ كذبَتْكَ نفْسَكَ فاكْذَبْنَهَا
لِما منَّتْكَ تغريراً قَطَامِ
ومُرْقِصة ٍ رَددتُ الخيل عنها
وقد همَّتْ بالقاءِ الزمام
فقُلتْ لها: اقْصري منهُ وسيري
وقد عَلِقَ الرَّجائزُ بالخِدامِ
وخيْلٍ تحْملُ الأَبطالَ شُعثاً
غدَاة َ الرّوعِ أمثالَ السِّهَامِ
عناجيج تخبُّ على رحاها
تُثيرُ النَّقْعَ بالمَوْتِ الزُّؤام
إلى خيلٍ مُسوَّمة ٍ عليها
حُماة ُ الرّوعِ في رَهجِ القتام
عليها كلُّ جبار عنيدٍ
إلى شُرْبِ الدّماء تَراهُ ظامي
بأيديهم مهندة ٌ وسمرٌ
كأَنّ ظُباتِها شُعَلُ الضِّرام
فَجاؤوا عارضاً بَرْداً وجئْنا
حريقاً في غريفٍ ذِي ضِرام
وأُسكِتِ كلُّ صوْتٍ غيْرِ ضَرْبٍ
وعترسة ٍ ومرميِّ ورام
وزعتُ رعيلها بالرمحِ شذراً
على ربدٍ كسرحان الظلام
أكر عليهمُ مهري كليما
قلائده سبائبُ كالقرام
إذا شكتْ بنافذة ٍ يداهُ
تعرَّض موْقِفاً ضَنْكَ المُقام
كأنّ دفوفَ مرجع مرفقيهِ
تَوَارثَها منازيعُ السِّهام
تقدم وهو مضطمرٌ مضرٌّ
بقارحهِ على فأْس اللّجام
يقدّمُهُ فتًى من خيْرِ عَبْسٍ
أبوهُ وأمهُ من آل حام
عَجوزٌ من بني حامٍ بْنِ نُوح:
كأنّ جبينها حجرُ المقام
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وتظلُّ عبْلة ُ في الخدور تجُرُّها
وتظلُّ عبْلة ُ في الخدور تجُرُّها
رقم القصيدة : 10748
-----------------------------------
وتظلُّ عبْلة ُ في الخدور تجُرُّها
وأظلُّ في حلق الحديدِ المبهم
يا عَبْلَ لو أبْصرْتِني لرَأيتني
في الحربِ أُقدِمُ كالهِزَبْر الضَّيْغَمِ
وصغارُها مثلُ الدَّبى وكبارُها
مثلُ الضَّفادِع في غدير مقْحَمِ
لما سمعتُ نداءَ مرَّة قد علا
وابنى ْ ربيعة َ في الغبار الأقتم
ومُحلَّمٌ يَسْعَوْنَ تحْتَ لوائِهِ
والموتُ تحتَ لواءِ آلِ محلم
أيقنتُ أنْ سيكونُ عند لقائهمْ
ضرْبٌ يُطيرُ عن الفِراخِ الجُثّمَ
يدعونَ عنترَ والسيوفُ كأنها
لَمْعُ البَوارقِ في سِحابٍ مُظْلم
يدعونَ عنترَ والدروعُ كأنها
حَدقُ الضَّفادعِ في غديرٍ دَيْجَمِ
تسْعى حَلائِلنا إلى جُثمانه
بجنى الأراكِ تفيئة ً والشبرُم
فأرى مغانمَ لو أشاء حويتها
[/font]

[font=&quot] فيصدُّني عنها كثيرُ تحشمي[/font]

[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وأنتَ الذي كلّفتني دَلجَ السُّرَى
وأنتَ الذي كلّفتني دَلجَ السُّرَى
رقم القصيدة : 10749
-----------------------------------
وأنتَ الذي كلّفتني دَلجَ السُّرَى
وجون القطا بالجلهتين جثوم[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم
سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم
رقم القصيدة : 10750
-----------------------------------
سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم
وأَسْهرُ ليلي والعواذلُ نوَّمُ
وأطْمعُ من دَهري بما لا أنالهُ
وألزمُ منه ذلَّ من ليسَ يرحمْ
وأرجو التداني منكِ يا ابنة مالكٍ
ودونَ التَّداني نارُ حَرْبٍ تُضَرَّمُ
فمني بطيفِ من خيالكِ واسألي
إذا عادَ عني كيفَ باتَ المتيَّمُ
ولا تَجْزَعي إنْ لَجَّ قوْمُكِ في دَمي
فما لي بعْدَ الهجرِ لَحمٌ ولا دَمُ
ألم تسمعي نوحَ الحمائمٍ في الدجى
فمنْ بعض أشجاني ونوحي تعلّموا
ولم يبْقَ لي يا عبلَ شخْصٌ معَرَّفٌ
سوى كبدٍ حَرَّى تذوبُ فأَسقمُ
وتلكَ عِظامٌ بالياتٌ وأَضْلعٌ
على جلدِها جيْشُ الصُّدودِ مخيِّمُ
وإنْ عشْتُ منْ بَعد الفراقِ فما أنا
كما أدَّعي أني بعبلة َ مُغْرَمُ
وإنْ نامَ جفني كانَ نومي علالة ً
أقولُ لعلَّ الطَّيف يأتي يسلّم
أَحِنُّ إلى تلكَ المنازلِ كلّما
غدَا طائرٌ في أيكَة ٍ يترَنَّمُ
بكيتُ من البيْنِ المُشِتِّ وإنني
صبورٌ على طعن القنا لو علمتُم
[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> هذِه نارُ عبلة ٍ يا نديمي
هذِه نارُ عبلة ٍ يا نديمي
رقم القصيدة : 10751
-----------------------------------
هذِه نارُ عبلة ٍ يا نديمي
قد جلتْ ظلمة َ الظَّلام البهيم
تتلظَّى وَمثْلُها في فؤادي
نارُ شَوْق تزْداد بالتَّضريم
أَضْرمَتْها بيضاءُ تهْتز كالْغُصْـ
ن اذا ما انثنى بمرِّ النسيم
وكَستْهُ أنْفاسُها أرَجَ النَّـ
كاعبٌ ريقها ألذُّ من الشه
ـدِ اذَا مازجتْهُ بنْتُ الكُرُوم
كلما ذُقتُ بارداً من لَماها
خلتهُ في فمي كَنار الجحيم
سَرقَ البدْرُ حسْنَها واسْتعارَت
سحرَ أجفانها ظباءُ الصَّريم
وغرامي بها غرامٌ مقيمُ
وعذابي منَ الغرام المقيم
واتّكالي على الذِي كلّما أبـ
صرَ ذلّي يزيد في تعظيمي
ومُعيني على النَّوائبِ ليثٌ
هو ذخْري وفارجٌ لهمومي
ملِكٌ تسْجُدُ المُلوكُ لذِكْرَا
ه وتومي إليهِ بالتفخيم
وإذا سارَ سابقتهُ المنَايا
نحوَ أعداهُ قبلَ يومِ القدوم
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> تُعَنِّفني زَبيبة ُ في الملاَمِ
تُعَنِّفني زَبيبة ُ في الملاَمِ
رقم القصيدة : 10752
-----------------------------------
تُعَنِّفني زَبيبة ُ في الملاَمِ
على الإقدام في يومِ الزّحام
تخافُ عليَّ أن ألقى حمامي
بطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام
مقالٌ ليسَ يَقْبَلُهُ كِرامٌ
ولا يرضى به غيرُ اللّئام
يخوضُ الشَّيْخُ في بَحْر المنايا
ويرْجعُ سالماً والبَحْرُ طامِ
ويأْتي الموْتُ طِفلاً في مُهودٍ
ويلقى حتفهُ قبلَ الفطام
فلا ترْضى بمنقَصَة ٍ وَذُلٍّ
وتقنعْ بالقليل منَ الحطام
فَعيْشُكَ تحْتَ ظلّ العزّ يوْماً
ولا تحت المذلَّة ِ ألفَ عام
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> سلي يا ابنة َ العبسيِّ رمحي وصارمي
سلي يا ابنة َ العبسيِّ رمحي وصارمي
رقم القصيدة : 10753
-----------------------------------
سلي يا ابنة َ العبسيِّ رمحي وصارمي
وما فَعلاَ في يوم حَرْبِ الأَعاجمِ
سقيتهما والخيلُ تعثرُ بالقنا
دماءَ العدَا ممزوجة ًبالعلاقم
وفرَّقتُ جيشاً كانَ في جنباتهِ
دمادمُ رعد تحتَ برقِ الصَّوارم
على مُهرة ٍ منْسوبة ٍ عربيَّة ٍ
تطيرُ إذا اشتَدَّ الوغَى بالقَوائم
وتصهلُ خوفاً والرِّماحُ قواصدٌ
إليها وتنْسَلُّ انسلاَلَ الأَراقم
قَحمْتُ بها بحرَ المنايا فحَمحَمتْ
وقد غَرِقتْ في موْجِهِ المتلاطَم
وكم فارسٍ يا عَبلَ غادَرْتُ ثاوياً
يَعَضُّ على كَفَّيْهِ عضَّة َ نادِمِ
تقلّبهُ وحشُ الفلاَ وتنوشهُ
منَ الجوِّ أسْرابُ النُّسور القشاعِم
أحبُّ بني عبس ولو هدروا دَمي
وأُظهرُ أني ظالمٌ وابْن ظالم
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> فؤادٌ لا يسلّيهِ المدامُ
فؤادٌ لا يسلّيهِ المدامُ
رقم القصيدة : 10754
-----------------------------------
فؤادٌ لا يسلّيهِ المدامُ
وجسمٌ لا يفارقهُ السَّقامُ
وأجفانٌ تبيت مقرَّحاتٍ
تسيل دماً إذا جنَّ الظَّلام
وهاتفة ٌ شجتْ قلبي بصوتٍ
يلذُّ بهِ الفؤَادُ المستَهامُ
شُغِلْتُ بذكْرِ عَبلَة َ عنْ سوَاها
وَقُلْتُ لِصاحبي هذَا المَرام
وفي أرضِ الحِجازِ خِيامُ قَوْمٍ
حلال الوصل عندهم حرام
وبينَ قبابِ ذاكَ الحيِّ خَوْدٌ
رداحٌ لا يماط لها لثام
لها من تحت برْقُعِها عيونٌ
صِحاحٌ حَشْو جَفْنيها سَقامُ
وبينَ شِفافها مِسْكٌ عَبيرٌ
وكافورٌ يمازجهُ مُدام
فما للبدر إنْ سفرتْ كمالٌ
وما للغصنٍ إنْ خطرتْ قوام
يلذُّ غرَامُها والوجدُ عِندي
ومنْ يعْشَقْ يلَذ له الغرامُ
ألا يا عبلَ قد شَمِت الأعادي
بإبعادي وقد أَمِنو وناموا
وقد لاقيتُ في سفري أُموراً
تشيّبُ منْ له في المَهْدِ عامُ
وبعد العُسْر قد لاقيْتُ يُسراً
وملكاً لا يحيطُ به الكلامَ
وسلْطاناً لهُ كلُّ البرَايا
جنودٌ والزّمانُ لهُ غلام
يفيضُ عطاؤه من راحَتيْهِ
فما ندري أبَحْرٌ أم غمام
وقد خلَعَتْ عليه الشَّمْسُ تاجاً
فلا يغْشى مَعَالِمَهُ ظلاَمُ
جَواهرهُ النُّجومُ وفيه بدرٌ
أقلُّ صِفاتِ صورتِه التّمام
بنو نعشٍ لمجلسه سريرٌ
عليها والسَّماوات الخِيامُ
ولولا خوفهُ في كلِّ قطر
من الآفاق ما قَرَّ الحُسامُ
جميعُ النَّاس جسْمٌ وهْوَ رُوحٌ
به تَحيا المَفاصِلُ والعِظامُ
تُصَلِّي نحَوَهُ من كلِّ فَجٍّ
ملُوكُ الأَرْض وهْو لها إمامُ
قدمْ يا سيَّد الثقلين وابقى
مدى الأَيّام ما ناحَ الحمامُ
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام
هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام
رقم القصيدة : 10755
-----------------------------------
هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام
حتى تغيبَ الشَّمْسُ تَحتَ ظلاَمِ
ودع العوذال يُطنِبوا في عذلهم
فأَنا صديق اللَّومِ واللّوَّامِ
يدّنو الحبيبُ وإنْ تناءتْ دارهُ
عني بطيفٍ زارَ بالأحلام
فكأَنَّ مَنْ قَدْ غَابَ جاءَ مُواصلي
وكأَنَّني أُومي لهُ بسلاَم
ولقد لَقيتُ شدائداً وأوابداً
حتى ارتقيتُ إلى أعزِّ مقام
وقهرتُ أبطالَ الوعى حتى غدوا
جَرحى وقَتْلى منْ ضِرابِ حُسامي
ما راعنى إلاّ الفراق وجوره
فأَطَعْتُهْ والدهرُ طَوعُ زِمامي
[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> أَظُلماً ورمْحي ناصري وحُسامي
أَظُلماً ورمْحي ناصري وحُسامي
رقم القصيدة : 10756
-----------------------------------
أَظُلماً ورمْحي ناصري وحُسامي
وذلاًّ وعزِّي قائِدٌ بزمامي
ولي بأس مفتول الذِّراعينِ خادرٍ
يدافع عنْ أشبالهِ ويحامي
وإني عزيزٌ الجار في كلِّ موطن
وأُكرم نفْسي أنْ يهونَ مقامي
هجرت البيوت المشرفاتِ وشاقني
بريق المواضى تحت ظلّ قتام
وقد خيَّروني كأْسَ خمْرٍ فلم أجد
سوى لوعة ٍ في الحرب ذاتِ ضِرامِ
سأرحل عنْكم لا أزور دياركم
وأقصدها في كلِّ جنح ظلام
وأطْلب أعدائي بكل سمَيذع
وكل هزبرٍ في اللقاء همام
مُنِعتُ الكَرى إن لم أَقدْها عوابساً
عليها كرامٌ في سروج كرام
تهزُّ رماحاً في يديْها كأَنَّما
سقين من اللَّبات صرف مدام
إذا أشْرَعوها للطعان حَسِبْتها
كواكب تهديها بدور تمام
وبيض سيوفٍ في ظلال عجاجة
كقطر عوادٍ في سوادِ غَمام
أَلاَ غنيّا لي بالصّهيل فإنَّه
سَماعي ورَقْراقُ الدماءِ نِدامي
وحطَّا على الرَّمضاءِ رحلي فإنها
مقيلي وإخفاقُ البنودِ خيامي
ولا تذْكرا لي طيبَ عيْش فإنما
بلوغُ الأّماني صحَّتي وسقامي
وفي الغزو ألقى أرغدَ العيش لذَّة ً
وفي المجدِ لا في مشربٍ وطعام
فماليَ أرضى الذُّلَّ حظّاً وصارمي
جريءٌ على الأعناق غير كهام
ولي فرسٌ يحْكي الرِّياح إذا جرى
لأبعدِ شأو من بعيد مرام
يجيبُ إشاراتِ الضَّمير حساسة ً
ويغنيكَ عن سوطٍ لهُ ولجام
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> خُسِف البدْرُ حين كان تماماً
خُسِف البدْرُ حين كان تماماً
رقم القصيدة : 10757
-----------------------------------
خُسِف البدْرُ حين كان تماماً
وخفى نُورُهُ فعاد ظلاَما
ودراري النُّجوم غارتْ وغابَتْ
وضياءُ الآفاق صار قَتاما
حين قالوا زهيرُ ولى قتيلاً
خيَّم الحُزنُ عِنْدنا وأقاما
قد سقَاهُ الزَّمانُ كاسَ حِمام
وكَذاكَ الزمانُ يسْقي الحِماما
كانَ عوْني وعُدَّتي في الرَّزايا
كانَ درعي وذابلي والحساما
يا جفوني إنْ لم تجودي بدمعٍ
لجَعلْتُ الكَرى عليكِ حرَاما
قَسماً بالذي أماتَ وأحْيا
وتَوَلى الأَرواحَ والأَجساما
لا رفعتُ الحسام في الحربِ حتى
أتركَ القومَ في الفيافي عظاما
يا بني عامرٍ ستلقون برقاً
من حسامي يجري الدّماءَ سجاما
وتَضجُّ النساءُ من خيفَة ِ السَّبـ
ـي وتَبكي على الصّغار اليتامَى
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> قفا يا خليليَّ الغداة َ وسلما
قفا يا خليليَّ الغداة َ وسلما
رقم القصيدة : 10758
-----------------------------------
قفا يا خليليَّ الغداة َ وسلما
وعُوجا فإن لم تَفْعلا اليوْم تَنْدما
على طللٍ لو أنهُ كان قبلهُ
تَكلَّمَ رَسْمٌ دارسٌ لَتَكَلَّما
أيا عزَّنا لا عزَّ في الناس مثله
على عهْدِ ذي القرْنين لن يتَهدَّما
إذا خطرتْ عبسٌ ورائي بالقنا
علَوْتُ بها بيتاً مِنَ المجدِ مُعْلما
تراهُمْ يَعدُّون العناجيجَ والقنا
طوال الهوادي فوقَ وردٍ وأدهما
إذا ما ابتدرنا النَّهب من بعد غارة ٍ
أثرنا غباراً بالسَّنابكِ أقتما
ألاّ ربَّ يومٍ قد أنخنا بدراهم
أقيمُ بهمْ سيفي ورُمحي المقومَّا
وما هزَّ قومٌ راية ً للقائنا
من النَّاسِ إلاّ دراهمْ ملئتْ دما
وإنَّا أبَدْنا جمَعَهُمْ برماحِنا
وإنا ضَربْنا كَبْشَهُمْ فتحطَّما
بكلّ رقيق الشَّفرتينِ مهنَّدٍ
حُسامٍ إذا لاقى الضَّريبة َ صمَمَّا
يُفلِّقُ هامَ الدَّارعينَ ذُبابُهُ
ويَفْري مِنَ الأَبطالِ كفّاً ومِعصَما
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ
وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ
رقم القصيدة : 10759
-----------------------------------
وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ
فقبَّلني ثلاثاً في اللثامِ
وودَّعني فأودعني لهيباً
أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي
ولو أنني أخْلو بنفْسي
وأطفي بالدُّموع جوى غرامي
لَمتُّ أسى ً وكم أشْكو لأَني
وأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي
أيا ابنة َ مالكٍ كيفَ التَّسلّي
وعهدُهواك من عهدِ الفِطام
وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماً
وحولَ خباكِ آسادُ الإجام
وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي
بغيرِ الصبر يا بنتَ الكرام
إلى أنْ أرتقي درجَ المعالي
بطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام
أنا العبدُ الذي خُبّرْتِ عنه
رَعيْتُ جِمالَ قوْمي منْ فِطامي
أروحُ من الصَّباح الى مغيبٍ
وأرقُدُ بينَ أطْنابِ الخِيامِ
أذِلُّ لعبْلة ٍ منْ فَرْطِ وجْدي
وأجعلها من الدُّنيا اهتمامي
وأمْتثِلُ الأَوامرَ منْ أَبيها
وقد مَلكَ الهوى مني زمامي
رضيتُ بحبّها طوْعاً وكُرْهاً
فهلْ أحظى بها قبلَ الحمام
وإنْ عابتْ سوادي فهو فخري
لأني فارسٌ من نسل حام
ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرّواسي
وذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نام
ومنْ عَجبي أَصيدُ الأُسْد قَهْراً
وأَفتَرسُ الضَّواري كالهوَام
وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطو
عليَّ مها الشَّرِبَّة ِ والخُزام
لَعَمْرُ أبيكَ لا أَسْلو هَواها
ولو طحنتْ محبَّتها عظامي
عليْكِ أَيا عُبيْلة ُ كلَّ يوْمٍ
سلامٌ في سلامِ في سلامِ
[/font]


[font=&quot][/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> أنا في الحربِ العوان
أنا في الحربِ العوان
رقم القصيدة : 10760
-----------------------------------
أنا في الحربِ العوان
غيرُ مجهول المكان
أينما نادَى المنادي
في دُجى النَّقْع يرَاني
وحسامي مع قناتي
لفعالي شاهدان
أنني أطعنُ خصمي
وَهْو يَقْظانُ الجَنانِ
أسقِهِ كاسَ المنايا
وقِراها منهُ دَاني
أشعلُ النَّار ببأسي
وأطاها بجناني
إنني ليثٌ عبُوسٌ
ليسَ لي في الخلْق ثاني
خلق الرِّمحُ لكفي
والحسامُ الهندواني
ومعي في المَهْدِ كانا
فوْق صدْري يُؤْنِساني
فإذا ما الأَرضُ صارتْ
وردة َ مثل الدّهان
والدّما تجري عليها
لونها أحمرُ قاني
ورأيتُ الخيلَ تهوي
في نَوَاحي الصَّحْصحان
فاسْقياني لا بكأْسٍ
من دمٍ كالأرجوان
واسمعاني نغمة َ الأس
ـيافِ حتى تُطرباني
أطيبُ الأصواتِ عندي
حُسْنُ صوْت الهنْدواني
وصريرُ الرُّمحِ جهراً
في الوغى يومَ الطَّعان
وصِياحُ القوْمِ فيه
وهْو للأَبْطال داني
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> أُحِبُّكِ يا ظَلُومُ فأَنْتِ عِنْدي
أُحِبُّكِ يا ظَلُومُ فأَنْتِ عِنْدي
رقم القصيدة : 10761
-----------------------------------
أُحِبُّكِ يا ظَلُومُ فأَنْتِ عِنْدي
مكان الرُّوح من جسدِ الجبان
ولو أَني أقولُ مكانَ روحي
خشيتُ عَليْكَ بادِرَة َ الطّعانِ
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ
يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ
رقم القصيدة : 10762
-----------------------------------
يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ
قامَتْ مَقامَ الغيْثِ في أزمانِهِ
يا قِبْلَة َ القُصَّادِ يا تاجَ العُلا
يا بدْر هذا العصر في كيوانه
يا مُخجِلاً نَوْءَ السَّماء بجُودهِ
يا مُنْقذَ المحزونِ منْ أحزانه
يا ساكِنينَ ديارَ عبْسٍ إنني
لاَقيْتُ منْ كِسرى ومنْ إحْسانه
ما ليْس يوصَفُ أو يُقَدَّرُ أوْ يَفي
أوْصافَهُ أحدٌ بوَصْفِ لسانه
ملكٌ حوى رتبَ المعالي كلّها
بسموِّ مجدٍ حلَّ في إيوانه
مولى به شرفَ الزَّمانُ وأهلهُ
والدَّهْرُ نالَ الفَخْرَ من تيجانه
وإذا سطا خافَ الأنامُ جميعهم
منْ بأْسهِ واللّيثُ عنْد عِيانِه
المظهرُ الإنصاف في أيَّامهِ
بخصالهِ والعدلَ في بلدانهِ
أمسيتُ في ربعٍ خصيبٍ عندهُ
متنَزِّهاً فيه وفي بسْتانهِ
ونظَرْتُ برْكَته تَفيضُ وماؤها
يَحْكي مواهِبَه وجودَ بنانه
في مَربَعٍ جمَعَ الرَّبيعَ بربْعهِ
من كلِّ فنِّ لاحَ في أفنانه
وطُيورُهُ منْ كلِّ نوْعٍ أَنْشَدَتْ
جهراً بانَّ الدَّهرَ طوعُ عنانه
ملكٌ إذا ما جالَ في يوم اللّقا
وَقَفَ العدُّو مُحيَّراً في شانه
والنَّصْرُ من جُلَسائِهِ دونَ الورى
والسَّعد والإقبالُ من أعوَانه
فلأشكرنَّ صنيعه بينَ الملا
وأُطاعِنُ الفُرْسانَ في مَيْدانِهِ
[/font]


[font=&quot][/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> إذا خصمي تقاضاني بدينٍ
إذا خصمي تقاضاني بدينٍ
رقم القصيدة : 10763
-----------------------------------
إذا خصمي تقاضاني بدينٍ
قَضيْتُ الدَّينَ بالرُّمح الرُّديني
وحدُّ السَّيفِ يُرضينا جميعاً
ويحكمُ بينكم عدلاً وبيني
جَهلْتُم يا بني الأَنذَالِ قدري
وقد عرفته أهلُ الخافقين
وما هدمتْ يدُ الحِدْثانِ ركْني
ولا امتَدَّتْ إليَّ بَنانُ حَيْني
علَوْتُ بصارمي وسِنانِ رُمحي
على أُفْق السُهى والفَرْقَدَين
وغادرت المبارزَ وسطَ قفرٍ
يُعَفِّرُ خدَّهُ والعارِضَيْنِ
وكم منْ فارسٍ أَضْحى بسْيفي
هشيمَ الرَّأس مخضوب اليدين
يجومُ عليهِ عقبانُ المنايا
وتحجلُ حولهُ غربانُ بينٍ
وآخرُ هاربٌ من هول شخصي
وقد أجرى دموع المقلتين
وسوْفَ أُبيدُ جمْعَكُمُ بِصَبْري
ويطفا لاعجي وتقرُّ عينى
[/font]


[font=&quot][/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني
يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني
رقم القصيدة : 10764
-----------------------------------
يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني
وزِدْتَني طرَباً يا طائرَ البانِ
إن كنتَ تندب إلفاً قد فجعتَ بهِ
فقد شجاكَ الذي بِالبينِ أشجاني
زدني من النَّوح واسعدني على حزني
حتى تَرى عجباً من فَيْضِ أجفاني
وقِفْ لتَنْظُرَ ما بي لا تَكنْ عَجِلاً
واحذَرْ لِنَفْسِكَ من أَنْفاسِ نيراني
وطرْ لعلك في ارض الحجازِ ترى
رَكْباً على عَالِجٍ أوْ دون نَعْمان
يسري بجارية ٍ تنهلُّ أدمعها
شوقاً إلى وطن ناءٍ وجيران
ناشدتُكَ الله يا طيرَ الحمامِ إذا
رأيتَ يوْماً حُمُولَ القوْمِ فانعاني
وقلْ طريحاً تركناهُ وقد فنيت
دُموعُهُ وهوَ يبكي بالدَّم القاني[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني
لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني
رقم القصيدة : 10765
-----------------------------------
لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني لمَنْ طَللٌ بالرْقَمتين شجاني
وعاثت به أيدي البلى فحكاني
وقفتُ به والشَّوقُ يكتبُ أسطراً
بأَقْلاَم دَمعي في رُسوم جَناني
أُسائلُه عنْ عبلة ٍ فأَجابني
غرابٌ به ما بي من الهيمان
ينوحُ على إلفٍ لهُ واذا شكا
شكا بنَحيبٍ لا بنطْق لِسان
وينْدبُ منْ فرْطِ الجوى فأجبتُه
بحسرة ِ قلبٍ دائم الخفقان
ألا يا غرابَ البين لو كنت صاحبي
قطَعنا بلاَدَ الله بالدَّوران
عسى أن نرى من نحو عبلة مخبراً
بأيَّة ِ أرضٍ أو بأيِّ مكان
وقد هتفتْ في جنح ليل حمامة ٌ
مغردة ٌ تشكو صروف زمان
فقلتُ لها لو كُنْتِ مثْلي حزينة ً
بكيتِ بدمعٍ زائدِ الهملان
وما كنْتِ دي دوْحٍ تَميسُ غصونهُ
ولا خَضّبتْ رجلاكِ أحمَر قاني
أيا عبلَ لو أنَّ الخيال يزورُني
على كلِّ شهرٍ مرّة ً لكَفاني
لئن غبتِ عن عيني ياا بنة مالكٍ
فشخْصُكِ عنْدِي ظاهرٌ لعياني
غداً تصبحُ الأَعداءُ بين بُيوتِكُم
تعَضُّ من الأَحزان كلَّ بنانِ
فلاَ تحْسَبُوا أن الجيوشَ تَرُدُّني
إذا جُلْتُ في أكْنافِكُمْ بحصاني
دعوا الموت يأتيني على أيِّ صورة ٍ
أتى لأُريه موْقفي وطِعاني[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> يا دارُ أينَ ترَّحلَ السُّكانُ
يا دارُ أينَ ترَّحلَ السُّكانُ
رقم القصيدة : 10766
-----------------------------------
يا دارُ أينَ ترَّحلَ السُّكانُ
وغدتْ بهم من بعدنا الأظعانُ
بالأمسِ كان بكِ الظباءُ أوانساً
واليومَ في عرصاتكِ الغربان
يا رداَ عبلة َ أين خيَّمَ قومها
لمَّا سَرَتْ بهمُ المَطيُّ وبانُوا
ناحت خميلاتُ الأراك وقد بكى
من وحشة ٍ نزلت عليه البان
يا دارُ أرواحُ المنازلِ أهلها
فإذا نأَوْا تَبكيهم الأبدانُ
يا صاحبي سَلْ ربْعَ عبْلَة َ واجتهدْ
إنْ كانَ للرّبعِ المحيل لسان
يا عَبْلُ ما دَامَ الوصالُ ليالياً
حتى دهانا بعدهُ الهجران
ليت المنازلَ أخبرت مستخبراً
أين استقرَّ بأهلها الأوطان
يا طائراً قد باتَ يندبُ إلفهُ
وينُوحُ وهْوَ مُولّهٌ حَيرانُ
لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملوَّناً
حَسناً ولا مالتْ بكَ الأَغصان
أين الخَليُّ القلْبِ ممَّنْ قلْبُهُ
من حرِّ نيرانِ الجوى ملآن
عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذي
أفنى ولا يفنى له جريان
حتى أَطيرَ مُسائلاً عنْ عبْلة ٍ
إنْ كان يُمكنُ مثليَ الطَّيرانُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> سلي يا عبلة َ الجبلينِ عنَّا
سلي يا عبلة َ الجبلينِ عنَّا
رقم القصيدة : 10767
-----------------------------------
سلي يا عبلة َ الجبلينِ عنَّا
وما لاقتْ بنو الأعجام منَّا
أَبَدْنَا جَمْعَهُمْ لما أَتوْنا
تموجُ مواكبٌ إنساً وجنا
وراموا أكلنا من غير جوع
فأشبعناهم ضرباً وطعنا
ضربناهم ببيضٍ مرهفاتٍ
تَقُدُّ جُسُومَهُمْ ظهْراً وَبَطْنا
وفرقنا المواكبَ عن نساءٍ
يزدْنَ على نساءِ الأَرْض حُسنا
وكم منْ سيدٍ أضحى بسيفي
خضيبَ الراحتين بغير حنا
وكم بطلٍ تركتُ نساهُ تبكى
يردّدنَ النُّواحَ عليه حزنا
وحجَّارٌ رأى طعني فنادى
تأَنى يا بنَ شدَّادِ تأَنى
خلقتُ من الجبالِ أشدَّ قلباً
وقد تفنى الجبالُ ولستُ أفنى
أنا الحصنُ المشيدُ لآلِ عبسٍ
إذا ما شادتِ الأبطالُ حصنا
شبيهُ اللّيلِ لوني غيرَ أَنّي
بفعلي منْ بياض الصُّبح أَسنى
جوادي نسبتي وأبي وأمي
حُسامي والسنانُ إذا انْتسبْنا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> ألا يا غرابَ البين في الطَّيران
ألا يا غرابَ البين في الطَّيران
رقم القصيدة : 10768
-----------------------------------
ألا يا غرابَ البين في الطَّيران
أعرني جناحاً قد عدمتُ بناني
ترى هلْ علمتَ اليومَ مقتل مالكٍ
ومصرعهُ في ذلَّة ٍ وهوان
فانْ كانَ حَقَّا فالنُّجُومُ لفِقْدِهِ
تغيبُ ويهوي بعدهُ القمران
لقد كانَ يوماً أسودَ اللَّيل عابساً
يخافُ بلاهُ طارقُ الحدثان
فلّله عيناً من رأى مثلَ مالكِ
عقيرة َ قَوْمٍ إنْ جرى فَرَسانِ
فليتهما لم يجر يا نصف غلوة ٍ
ولَيْتَهُمَا لم يُرْسَلا لِرِهَان
وَلَيْتَهُما ماتا جَميعاً ببلْدة ٍ
وأَخْطاهُما قَيْسٌ فلا يُريانِ
فقد جلبا حَيْناً وحرْباً عظيمة ً
تُبيدُ سُراة َ القَوْمِ من غَطَفانِ
وقد جلبا حيناً لمصرع مالكٍ
وكان كريماً ماجداً لِهجانِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارها
وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارها
رقم القصيدة : 10769
-----------------------------------
وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارها
ويطعنُ عند الكرَّ كلَّ طعان
به كنتُ أسطو حينما جدَّت العِدا
غداة اللقا نحوي بكل يماني
فقد هدَّ ركني فقده ومصابهُ
واخلَّى فؤادي دائمَ الخفقان
فوا أسفا كيف انثنى عن جواده
وماكان سيفي عندهُ وسناني
رماهُ بسهم الموتِ رامٍ مصمَّمٌ
فياليتهُ لما رماهُ رماني
فسوف ترى إن كنت بعدك باقياً
وأمكنني دهر وطول زمان
وأقسمُ حقاً لو بقيت لنظرة ٍ
لقرت بها عيناك حين تراني[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> بأسمَرَ من رماحِ الخَطّ لَدْنٍ أرى لي كلَّ يوْمٍ معْ زماني
بأسمَرَ من رماحِ الخَطّ لَدْنٍ أرى لي كلَّ يوْمٍ معْ زماني
رقم القصيدة : 10770
-----------------------------------
بأسمَرَ من رماحِ الخَطّ لَدْنٍ أرى لي كلَّ يوْمٍ معْ زماني
عتاباً في البعاد وفي التداني
يُريدُ مذلَّتي ويَدُور حوْلي
بجيش النائباتِ إذا رآني
كأني قد كَبِرتُ وشابَ رأسي
وقلَّ تجلُّدي ووهى جَناني
ألا يا دهرُ يومي مثلُ أمسي
وأعظمُ هيبة ً لمن التقاني
ومكرُوبٍ كشَفْتُ الكَربَ عنه
بضربة ٍ فيصل لَّما دعاني
دعاني دعوة ً والخيلُ تجري
فما أدري أبا سمى أمْ كناني
فلم أُمْسِكْ بسمْعي إذْ دعاني
ولكنْ قد أبان لهُ لِساني
ففرَّقْتُ المواكِبَ عنْهُ قهْراً
بطعنٍ يسبقُ البرق اليماني
وما لبَّيته إلا وسيفي
ورمحي في الوغى فَرَسا رِهانِ
وكان إجابتي إيَّاهُ أني
عطَفتُ عليه خَوَّارَ العِنان
بأسمَرَ من رماحِ الخَطّ لَدْنٍ
وأبيضَ صارِمٍ ذَكرٍ يَمانِ
وقرنٍ قد تركتُ لدى مكرَّ
عليه سبائباً كالأرجوان
تركتُ الطَّير عاكفة ً عليه
كما تُهَدى إلى العُرْس الغواني
وتمنعهنَّ أنْ يأكلن منهُ
حياة ُ يدٍ ورِجْلٍ تركضان
وما أوهى مراسُ الحرب ركني
ولا وصلتْ إليَّ يدُ الزَّمان
وما دانيْتُ شخْصَ الموْتِ إلاّ
كما يدنو الشجاعُ من الجبان
وقد عَلِمَتْ بنو عبْسٍ بأني
أهشُّ إذا دعيت إلى الطّعان
وأنَّ الموت طوع يدي إذا ما
وصلتُ بنانَها بالهِندُواني
ونعم فوارسُ الهيجاءِ قومي
إذا علق الأَعنَّة ُ بالبنان
هم قتلوا لقيطاً وابن حجر
وأردوا حاجباً وابنَي أبانِ[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> طربتُ وهاجني برق اليماني
طربتُ وهاجني برق اليماني
رقم القصيدة : 10771
-----------------------------------
طربتُ وهاجني برق اليماني
وذكرني المنازلَ والمغاني
وأضرمَ في صميمِ القلبِ ناراً
كضربي بالحُسامِ الهنْدُواني
لَعَمْرُكَ ما رِمَاحُ بني بَغيضٍ
تخونُ أكفهمْ يوم الطعان
ولا أسيافُهُم في الحرب تَنبو
إذا عرف الشجاعُ من الجبان
ولكنْ يضربون الجيشَ ضرباً
ويَقْبرُونَ النُّسورَ بلا جِفانِ
ويقتحمون أهوال المنايا
غداة َ الكرِّ في الحربِ العوان
أعبلة ُ لو سألتِ الرمح عني
أجابكِ وهو منطلق اللسان
بأَني قد طَرَقتُ ديارَ تيمٍ
بكلَّ غضنفرٍ ثبتِ الجنان
وخُضتُ غُبارها والخيلُ تَهوي
وسيفي والقَنا فَرسا رهانِ
وإن طَرِبَ الرِّجالُ بشُرْبِ خَمْرٍ
وغيبَ رشدهم ْ خمرُ الدنان
فَرُشْدي لا يُغيِّبُهُ مُدَامٌ
ولا أُصْغي لِقَهْقَهة ِ القناني
وبدرٌ قد تركناهُ طريحاً
كأن عليهِ حلة أرجوان
شككتُ فؤادهُ لما تولى
بصدر مثقَّفٍ ماضي السنان
فخَرَّ على صَعيدِ الأَرْض مُلْقى ً
عفير الخدّ مخضوبَ البنان
وعُدْنا والفَخارُ لنا لِباسٌ
نسودُ بهِ على أهل الزَّمان[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> ذكرتُ صبابتي من بعدِ حينِ
ذكرتُ صبابتي من بعدِ حينِ
رقم القصيدة : 10772
-----------------------------------
ذكرتُ صبابتي من بعدِ حينِ
فعَاد ليَ القديمُ من الجُنُونِ
وحَنَّ إلى الحِجاز القلْبُ مني
فهاجَ غرامهُ بعد السكون
أتطلبُ عبلة ً مني رجالٌ
أقلُّ الناس علما باليقين
رويداً إنَّ أفعالي خطوبٌ
تشيبُ لهوْلها رُوسُ القُرون
فكمْ ليلٍ ركبتُ به جواداً
وقد أصبحتُ في حصنٍ حصين
وناداني عِنانٌ في شِمالي
وعاتبني حسامٌ في يميني
أيأخذُ عبلة ً وغدٌ ذميمٌ
ويحظى بالغنى والمالِ دوني
فكم يشكو كريمُ منْ لئيم
وكم يَلْقى هِجانٌ من هَجين
وما وجد الأعادي فيَّ عيباً
فعابوني بلون في العيون
ومالي في الشَّدائد من مُعينِ
سِوى قَيْسِ الذي منها يقيني
كريمُ في النوائب أرتجيهِ
كما هُو للمعامع يصْطفيني
لقد أضحى متيناً حبلُ راجٍ
تمسكَ منهُ بالحبل المتين
من القَوم الكرام وهم شمُوسٌ
ولكن لا توارى بالدجون
إذا شَهدُوا هياجاً قلْت: أُسْدٌ
منَ السمر الذوابل في عرين
أيا ملكاً حوى رتبَ المعالي
إليكَ قدِ التَجأْتُ فكُنْ مُعيني
حللْتَ من السعادة ِ في مكانٍ
رفيع القدر منقطع القرين
فمن عاداكَ في ذُلٍّ شديدٍ
ومنْ والاك في عزّ مبين[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> يا عَبلُ أينَ من المَنيَّة ِ مَهْربي
يا عَبلُ أينَ من المَنيَّة ِ مَهْربي
رقم القصيدة : 10773
-----------------------------------
يا عَبلُ أينَ من المَنيَّة ِ مَهْربي
إن كانَ ربي في السَّماءِ قَضاها
وكتَيبة ٍ لبَّستُها بكَتيبة ٍ
شهْباءَ باسِلة ٍ يُخافُ ردَاها
خرساءَ ظاهرة ِ الأداة ِ كأنها
نارٌ يُشَبُّ وَقُودها بلَظاها
فيها الكماة ُ بنو الكماة ِ كأنهمْ
والخيلُ تعثرُ في الوَغى بقناها
شهبُ بأيدي القابسين إذا بدتْ
بأكفهمْ بهرَ الظَّلام سناها
صُبُرٌ أعدُّوا كلَّ أجْردَ سابحٍ
ونجيبة ٍ ذبلتْ وخفَّ حشاها
يعدون بالمستلئمين عوابساً
قُواداً تَشكَّى أينها ووَجاها
يحْمِلْنَ فِتْياناً مَداعِسَ بالقَنا
وقراً إذا ما الحربُ خفَّ لواها
مِنْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي صَوْلة ٍ
مَرسٍ إذا لحقَتْ خُصى ً بكُلاها
وصحابة ٍ شُمِّ الأُنوفِ بعَثْتُهمْ
ليلاً وقد مال الكرى بطلاها
وسريتُ في وعثِ الظَّلامِ أقودها
حتى رأيتُ الشمس زالَ ضحاها
ولقيتُ في قبل الهجيرِ كتيبة َ
فطعنتُ أوَّلَ فارسٍ أولاها
وضربتُ قرني كبشها فتجدَّلا
وحملتُ مهري وسطها فمضاها
حتى رأيتُ الخيلَ بعد سوادها
حمرَ الجلودِ خضبنَ منْ جرحاها
يعثُرنَ في نَقْع النجيع جَوافِلاً
ويطأنَ من حمْي الوَغى صَرْعاها
فرجعتُ محموداً برأسِ عظيمها
وتركتها جزَراً لمنْ ناواها
ما اسْتَمْتُ أُنثى نفسَها في موْطنٍ
حتى أُوَفّي مَهرها مَوْلاها
ولما رزأْتُ أخا حِفاظٍ سِلْعَة ً
إلاّ له عندي بها مِثْلاها
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ
لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها
ولئنْ سأَلْتَ بذاكَ عبلة َ خَبَّرَتْ
أن لا أريدُ من النساءِ سواها
وأُجيبُها إمَّا دَعتْ لِعَظيمة ٍ
وأعينها وأكفُّ عَّما ساها[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> وإنْ تك حَربكم أمْستْ عواناً
وإنْ تك حَربكم أمْستْ عواناً
رقم القصيدة : 10774
-----------------------------------
وإنْ تك حَربكم أمْستْ عواناً
فأني لم أكن ممنْ جناها
ولكنْ ولدُ سودة َ أرثوها
وشبُّوا نارها لمنْ اصْطلاها
فأني لستُ خاذِلكم ولكنْ
سأسعى الآن اذ بلغتْ إناها[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> قفْ بالديار وصحْ إلى بيداها
قفْ بالديار وصحْ إلى بيداها
رقم القصيدة : 10775
-----------------------------------
قفْ بالديار وصحْ إلى بيداها
فعسى الديار تجيبُ منْ ناداها
دارٌ يفوحُ المِسْك من عَرَصاتِها
والعودُ والندُّ الذكيُّ جناها
دارٌ لعبلة َ شَطَّ عنْكَ مَزارُها
ونأْتْ لعمْري ما أراكَ تراها
ما بالُ عيْنِكَ لا تملُّ من البُكا
رمدٌ بعينكَ أمْ جفاكَ كراها
يا صاحبي قفْ بالمطايا ساعة ً
في دَار عبْلة سائلاً مغْناها
أم كيفَ تسأل دمنة ً عادية َ
سفت الجنوبُ دمائها وثراها
يا عبلَ قد هامَ الفُؤَادُ بذِكْركم
وأرى ديوني ما يحلُّ قضاها
يا عَبلَ إنْ تبكي عليَّ بحُرْقَة ٍ
فلطالما بكتِ الرجالُ نساها
يا عَبْلَ إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ
شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شقَّ جباها
وَدَنَتْ كِباشٌ من كِباشٍ تصْطلي
نارَ الكريهة ِ أوْ تخُوضُ لَظاها
ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْ
سمر الرماح على اختلافِ قناها
فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانها
طَعْناً يَشقُّ قُلوبَها وكُلاها
وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتي
ومواقفي في الحربِ حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلة ً
وأثيرها حتى تدورَ رحاها
وأكرُّ فيهم في لهيب شعاعها
وأكون أوَّل وافدٍ يصلاها
وأكون أول ضاربٍ بمهندٍ
يفري الجماجمَ لا يريدُ سواها
وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغى
فأقود أوَّل فارسِ يغْشاها
والخيلُ تعْلم والفوارسُ أنني
شيخ الحروب وكهلها وفتاها
يا عبلَ كم منْ فارس خلَّيْتُهُ
في وسْطِ رابية ٍ يَعُدُّ حصاها
يا عبلُ كم من حرَّة ٍ خلَّيتُها
تبكي وتنعي بعلها وأخاها
يا عبلُ كم من مُهرة ٍ غادرتُها
من بعد صاحبها تجرُّ خطاها
يا عبلُ لو أني لقيتُ كتيبة ً
سبعين ألفاً ما رهبت لقاها
وأنا المنَّية وابن كلِّ منية ٍ
وسواد جلدي ثوبها ورداها[/font]

 
العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> رأَت طَعْني فولَّتْ واسْتقلَّتْ سلوا عنا جُهيْنة َ كيف باتت
رأَت طَعْني فولَّتْ واسْتقلَّتْ سلوا عنا جُهيْنة َ كيف باتت
رقم القصيدة : 10776
-----------------------------------
سلوا عنا جُهيْنة َ كيف باتت
تهيم من المخافة في رباها
رأَت طَعْني فولَّتْ واسْتقلَّتْ
وسُمْرُ الخطّ تعمَلُ في قَفاها
وما أبقيتُ فيها بعد بشرٍ
سوَى الغِربان تحْجُلُ في فلاَها
________________________________________
العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> لقينا يومَ صهباءٍ سريّه
لقينا يومَ صهباءٍ سريّه
رقم القصيدة : 10777
-----------------------------------
لقينا يومَ صهباءٍ سريّه
حناظلة ً لهُم في الحرب نيَّهْ
لَقيناهم بأَسيافٍ حِدادٍ
وأسدٍ لا تفر منَ المنيهْ
وكان زعيمُهُمْ إذْ ذاكَ لَيثاً
هزبراً لا يبالي بالرزيهْ
فخَلَّفناهُ وسْطَ القاع مُلْقى ً
وها أنا طالب قتل البقيهْ
ورحنا بالسيوفِ نسوق فيهم
إلى ربواتِ معضلة ٍ خفيهْ
وكم منْ فارسٍ منْهمْ تَركْنا
عليهِ مننْ صوارِمنا قضيَّهْ
فوارسنا بنو عبسً وإنا
لُيوثُ الحربِ ما بيْن البريَّهْ
نجيدُ الطعنَ بالسمر العوالي
ونضرب بالسيوفِ المشرفيهْ
وننعل خيلنا في كلَّ حربٍ
من الساداتِ أقحافا دميهْ
ويوْم البذْلِ نُعْطي ما مَلكنا
من الأموالِ والنِّعمِ البَهيَّه
ونحن العادلون إذا حكمنا
ونحن المشفقون على الرَّعيهْ
ونحن المنصفون إذا دعينا
إلى طعْن الرِّماح السَّمهريّه
ونحن الغالبون إذا حملنا
على الخيل الجيادِ الأعوجيهِ
ونحن الموقدونِ لكل حربٍ
ونصلاها بأفئدة ٍ جريهْ
ملأنا الأرض خوفاً من سطانا
وهابتنا الملوك الكسرويه
سلُوا عنا دِيارَ الشَّام طَرّاً
وفرسانَ الملوكِ القَيْصَريّه
أنا العَبدُ الذي بدِيار عبْسٍ
رَبيتُ بعزَّة ِ النَّفسِ الأَبيّه
سلوا النُّعمانَ عنّي يوْم جاءَتْ
فوارس عصبة النار الحميهْ
أقمت بصارمي سوق المنايا
ونلتُ بذابلي الرُّتَبَ العليَّه
________________________________________
العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> ألاَ يا دار عبلة ََ بالطوى
ألاَ يا دار عبلة ََ بالطوى
رقم القصيدة : 10778
-----------------------------------
ألاَ يا دار عبلة ََ بالطوى
كرجْعِ الوشْمِ في رُسْغِ الهَديّ
كوحْي صحائفٍ منْ عَهْدِ كِسْرَى
فأَهْداهُما لأَعْجمَ طمطِميِّ
أمنْ زوِّ الحوادثِ يوْم تسمو
بنو جرمٍ لحرب بني عدِي
إذا اضطربوا سمعت الصوت فيهم
خفياً غيرَ صوْتِ المَشْرَفيّ
وغير نوافذٍ يخرجنَ منهمْ
بطعن مثلَ أشطان الرَّكي
وقد خذلتهم ثعلُ بنْ عمرو
سلاَمانِيّهُمْ والجَرْوليّ
________________________________________
العصر الجاهلي >> عنترة بن شداد >> ألاّ قاتل الله الطلولَ البواليا
ألاّ قاتل الله الطلولَ البواليا
رقم القصيدة : 10779
-----------------------------------
ألاّ قاتل الله الطلولَ البواليا
وقاتل ذِكراكَ السنين الخَواليا
وقولك للشيء الذي لا تنالهُ
إذا ما حَلاَ في العين: يا ليتَ ذا ليا
ونحن منعنا بالفروق نساءَنا
نطرفُ عنها مشعلات غواشيا
حلَفنا لهمْ والخيلُ تَردي بنا معاً
نزايلُهُمْ حتى يَهِّروا العواليا
عواليَ زُرْقاً من رماحٍ رُدينَة ٍ
هرير الكلاب يتقين الأفاعيا
تَفاديتُم أَسْتاهَ نيبٍ تجَمَّعتْ
على رِمَّة ٍ من ذي العِظام تفاديا
ألم تعلموا أنَّ الأسنة أحرزتْ
بقيتنا لو أن للدهر باقياً
ونحْفظ عورَاتِ النِّساءِ ونتَّقي
عليْهنَّ أنْ يلْقينَ يوْماً مخازيا
أبينا أبينا أن تضبَّ لثاتكمْ
على مرشِفاتٍ كالظّباء عوَاطيا
وقلت لمن قد أحضرَ الموتَ نفسه
ألاَ من لأَمر حازمٍ قد بدا ليا
وقلت لهم ردوا المغيرة عن هوَى
سوابقها وأقبلوها النواصيا
وإنا نقودُ الخيل تحكي رؤوسها
رؤوس نساءٍ لا يجدن فواليا
فما وَجدُونا بالفَرُوق أُشابة ً
ولا كشفاً ولا دعُينا مواليا
تعالوا إلى ما تعلمون فإنني أرى
الدَّهْر لا يُنْجي من المَوتِ ناجيا

 

________________________________________
العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ
رقم القصيدة : 10780
-----------------------------------
الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ
والصبر حيثُ الكِلّة ُ السِّيَراءُ
ما للمهارى الناجياتِ كانَّها
حتمٌ عليها البَينُ والعُدَواءُ
ليس العجيبُ بأن يُبارِينَ الصَّبا
والعذلُ في أسماعِهِنّ حُداءُ
تدنو منالَ يدِ المحبّ وفوقها
شمسُ الظهيرة ِ خدرها الجوزاء
بانتْ مُوَدِّعة ً فجيدٌ مُعْرِضٌ
يومَ الوداع ونظرة ٌ شزْراء
وغدتْ مُمنَّعة َ القِباب كأنها
بين الحِجالِ فريدة ٌ عصماء
حُجَبُت ويُحجب طيفُها فكأنما
منهم على لحظاتِها رُقباء
ما بانة ُ الوادي تثنّى خوطها
لكنّها اليَزَنيّة ُ السّمْراء
لم يبقَ طرفٌ أجردٌ إلاّ أتى
من دونهاوطِمِرّة ٌ جرداء
ومفاضة ٌ مسرودة ٌ وكتيبة ٌ
مَلمومَة ٌ وعَجاجَة ٌ شهباء
ماذا أُسائِلُ عن مغَاني أهلِها
وضميريَ المأهولُ وهي خَلاء
لله إحدى الدّوحِ فاردة ً ولا
للهِ محنية ٌ ولا جرعاء
بانَتْ تَثَنّى لا الرّياحُ تَهُزُّهَا
دوني ولا أنفاسيَ الصُّعداء
فكأنّما كانتْ تَذكَّرُ بيْنَكم
فتميدُ في أعطافها البُرحاء
كلُّ يهيجُ هواكَ إمّا أيكة ٌ
خضراءُ أو أيكة ٌ ورقاء
فانظرْ!أنارٌ باللّوى أم بارِقٌ
متألّقٌ أم راية ٌ حمراء
بالغورِ تخبو تارة ً ويشبُّها
تحتَ الدُّجنّة ِ مندلٌ وكباء
ذمَّ الليالي بعدَ ليلتنا التي
سَلَفَتْ كما ذمَ الفراقَ لقاء
لبِستْ بياضَ الصّبْح حتى خلتُها
فيه نجاشيّاً عليه قَباء
حتى بدتْ والبدرُ في سِرْبالِها
فكأنّها خيفانة ٌ صدراء
ثمّ انتحى فيها الصّديعُ فأدبَرَتْ
فكأنّها وَحْشِيّة ٌ عَفْراء
طويتْ لي الأيامُ فوقَ مكايدٍ
ما تَنْطوي لي فوقَها الأعْداء
ما كانَ أحسنَ منْ أياديها الّتي
تُولِيكَ إلاّ أنّها حَسْناء
ما تُحسِنُ الدنيا تُديمُ نعيمَها
فهي الصَّناعُ وكفُّها الخرَقاء
تشأى النَّجازَ عليّ وهيَ بفتكهِا
ضِرغامَة ٌ وبِلوْنِها حِرْباء
إنَ المكارمَ كنّ سرباً رائداً
حتّى كنسنَ كأنَّهنّ ظباء
وطِفقْتُ أسألُ عن أغرَّ مَحجَّلٍ
فإذا الأنامُ جِبِلّة ٌ دَهماء
حتى دُفعْتُ إلى المعزّ خليفة ً
فعملتُ أنّ المطلَب الخُلفاء
جودٌ كأنّ اليمّ فيهِ نفاثة ٌ
و كأنما الدّنياعليهِ غثاء
مِلكٌ إذا نطقَتْ عُلاهُ بمدحِهِ
خرسَ الوفودُ وأفحمَ الخطباء
هو علّة الدُّنيا ومن خلقتْ له
و لعلّة ٍ ما كانتِ الأشياء
من صفوِ ماء الوحي وهوَ مُجاجة ٌ
من حَوضه الينبوع وهو شفاء
من أيكة ِ الفرْدوْس حيثُ تفتقتْ
ثمراتها وتفيّأ الأفياء
من شعلة القبَس التي عُرِضتْ على
موسى وقد حارتْ به الظَّلماء
من معدنِ التقديسِ وهو سلالة ٌ
من جوهرِ الملكوتِ وهو ضياء
من حيثُ يقتبسُ النهارُ لمبصرٍ
و تشقُّ عن مكنونها الانباء
فتَيَقّظوا من غَفْلة ٍ وتَنَبّهوا
ما بالصبّاحِ عن العيونِ خَفاء
ليستْ سماءُ الله ما تَرْأونَها
لكنّ أرضاً تحتويهِ سماء
أمّا كواكِبُها له فخَواضِعٌ
تخفي السُّجودَ ويظهرُ الإيماء
و الشمسُ ترجعُ عن سناه جفونها
فكأنّها مَطرُوفة ٌ مَرْهَاء
هذا الشفيعُ لأمَّة ٍ يأتيْ بها
وجُدُودُهُ لجدُودِها شُفعاء
هذا أمينُ اللهِ بينَ عبادهِ
و بلادهِ إنْ عدَّتِ الأمناء
هذا الَّذي عطفتْ عليهِ مكة ٌ
وشعابهاو الرُّكنُ والبطحاء
هذا الأغَرُّ الأزهَرُ المتألقُ المـ
ـتَدَفِّقُ المُتَبَلِّجُ الوضّاء
فعَليهِ من سِيما النبيّ دَلالَة ٌ
وعليهِ من نورِ الإلهِ بَهاء
وَرِثَ المُقيمَ بيثرِبٍ فالمِنبرُ الـ
ـأعْلى له والتُّرعَة ُ العَلياء
والخطبة ُ الزّهراء فيها الحكمة الـ
ـغَرّاءُ فيها الحجّة ُ البَيضاء
للنّاس إجماعٌ على تفضيلهِ
حتى استَوَى اللُّؤماءُ والكُرَماء
واللُّكْنُ والفُصَحاء والبُعَداء والـ
قرباءُ والخصماءُ والشُّهداء
ضرّابُ هامِ الرّومِ منتقماً وفي
أعناقهمْ منْ جودهِ أعباء
تجري أياديه التي أولاهمُ
فكأنَّها بينَ الدمّاءِ دماء
لولا انبعاثُ السيف وهو مسلَّطٌ
في قتْلهمْ قَتَلَتْهُمُ النَّعْماء
كانتْ ملوكُ الأعجمَينِ أعزّة ً
فأذلّها ذو العزِّة ِ الأبَّاء
لنْ تصغرَ العظماءُ في سلطانهم
إلاّ إذا دلفَتْ لها العُظَماء
جهلَ البطارقُ أنّهُ الملكُ الذي
أوصى البنينَ بسلمهِ الآباء
حتى رأى جهَّالهم من عزمهِ
غبَّ الذي شهدتْ به العلماء
فتقاصرُوا من بعدما حكمَ الردى
و مضى الوعيدُ وشبِّتِ الهيجاء
والسيْلُ ليسَ يحيدُ عن مُستنّهِ،
و السّهمُ لا يدلى به غلواء
لم يُشرِكوا في أنّهُ خَيرُ الوَرَى
ولِذي البَريّة ِ عندهُمْ شُركاء
و إذا أقرّ المشركونَ بفضلهِ
قَسْراً فما أدراكَ ما الخُنفاء
في الله يسري جودُهُ وجُنودُهُ
و عديدهُ والعزمُ والآراءُ
أومَا ترى دولَ الملوكِ تطيعه
فكأنَّها خولٌ لهُ وإماء
نَزَلَتْ ملائكة ُ السماءِ بنصرِهِ
وأطاعَهُ الإصْباحُ والإمساء
والفُلْكُ والفَلَكُ المُدارُ وسعدُهُ
والغَزْوُ في الدّأماءِ والدّأماء
والدهرُ والأيّامُ في تصريفِها
والناسُ والخضراءُ والغَبراء
أينَ المفرُّ ولا مفرَّ لهاربٍ
و لكَ البسيطانِ الثُّرى والماء
ولكَ الجواري المنشآتُ مواخراً
تَجري بأمركَ والريّاحُ رخاء
و الحاملات وكلُّها محمولة ٌ
والنّاتِجات وكلّها عذراء
و الأعوجيّات التي إن سوبقتْ
سبقت وجريُ المذكيات غلاء
الطائرات السّابحات السّابقا
ت الناجيات إذا أستُحِثّ نَجاء
فالبأسُ في حمس الوغى لكماتها
والكبرياءُ لهُنّ والخُيلاء
لا يصدرونَ نحورها يومَ الوغى
إلاّ كما صبغَ الخدودَ حياء
شمُّ العَوالي والأنوفِ تَبَسّموا
تحت القُنوس فأظلموا وأضاءوا
لبسوا الحديدَ على الحديدِ مظاهراً
حتى اليلامقَ والدروعُ سواء
و تقنّعوا الفولاذَ حتى المقلة ُ النَّجـ
لاء فيها المقلة ُ الخوصاء
فكأنّما فوقَ الأكُفّ بَوارقٌ
وكأنّما فوقَ المُتونِ إضاء
من كلّ مسرودِ الدَّخارص فوقه
حبكٌ ومصقولٍ عليه هباء
وتَعانَقوا حتى رُدَيْنيّاتُهُم
عطْشَى وبِيضُهُمُ الرقاقُ رِواء
أعززتَ دينَ اللهِ يا ابنَ نبيّهِ
فاليومَ فيهِ تخمطٌ وإباء
فأقلُّ حظّ العُرْبِ منكَ سعادة ٌ
وأقلُّ حظّ الرّومِ منكَ شقاء
فإذا بعثْتَ الجيشَ فهوَ منيّة ٌ
وإذا رأيتَ الرأيَ فهوَ قَضاء
يكسو نَداكَ الروْضَ قبل أوانهِ
و تحيدُ عنكَ اللَّزابة ُ اللأواء
وصِفات ذاتك منكَ يأخذها الورى
في المكرماتِ فكلّها أسماء
قد جالتِ الأوهام فيك فدقّتِ الـ
أفكارُ عنكَ فجلّتَ الآلاء
فعنتَ لكَ الابصارُ وانقاذتْ لكَ
الاقدارُ واستحيتْ لكَ الانواء
و تجمّعتْ فيكَ القلوبُ على الرّضى
و شيّعتْ في حبكَ الأهواء
أنتَ الذي فصلَ الخطابَ وإنّما
بكَ حكَّمتْ في مدحكَ الشُّعراء
وأخصُّ منزِلة ً من الشّعراء في
أمثالِها المضروبة ِ الحُكَماء
أخذوا الكلامَ كثيرهَ وقليلَه
قِسمَينِ: ذا داءٌ وذاكَ دواء
دانوا بأنَّ مديحهمْ لكَ طاعة ٌ
فَرْضٌ فليسَ لهم عليك جَزاء
فاسلمْ إذا رابَ البريَّة َ حادثٌ
و اخلدْ إذا عمّ النفوسَ فناء
يفْديكَ شهْرُ صِيامِنا وقِيامنا
ثمّ الشُّهورُ له بذاك فِداء
فيه تنزّلَ كلُّ وحي منزلٍ
فلأهلِ بيتِ الوحي فيه ثناء
فتطولُ فيه أكفُّ آلِ محَمدٍ
وتغلُّ فيهِ عن الندى الطُّلقاء
ما زلْتَ تَقضي فَرضَه وأمامَه
ووراءَه لكَ نائلٌ وحِباء
حسبي بمدحك فيه ذخراً إنّه
للنُّسْكِ عند الناسكين كِفاء
هيهات منّا شكرُ ما تُولي ولو
شكرتك قبلَ الألسنِِ الأعضاء
و اللهُ في علياكَ أصدقُ قائلٍ
فكأنّ قولَ القافلينَ هُذاء
لا تسألنّ عن الزّمانِ فإنّهُ
في رَاحتَيْكَ يدورُ كيف تشاء

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
يا ربّ كلّ كتيبة ٍ شَهبْاءِ
رقم القصيدة : 10781
-----------------------------------
يا ربّ كلّ كتيبة ٍ شَهبْاءِ
ومآبَ كلّ قصيدة ٍ غرّاءٍ
يا ليْثَ كلّ عرِينة ٍ يا بدرَ كلِّ
دّجُنّة ٍ يا شمسَ كلِّ ضَحاءِ
يا تارِكَ الجبّارِ يعْثُرُ نَحرُهُ
في قِصْدَة ِ اليَزَنيّة ِ السّمراء
ذو الضرْبة النجلاء إثرَ الطعنة الـ
ـسّلْكاءِ والمَخلوجة ِ الحرْقاء
فالنّظرة ِ الخزراءِ تحتَ اللامة ِ الـ
ـبَيْضاءِ تحتَ الرّاية ِ الحمراء
أهدِ السلامَ إلى الكؤوسِ فطالما
حَثّثْتَها صِرْفاً إلى النُّدَماء
فشرِبْتُها ممزوجة ً بصنائع
و شربتها ممزوجة ً بدماء
حاشيتُ قدرَك من زيارة مجْلسٍ
ولو أنّ فيهِ كواكبَ الجَوزاء
إنّا اجتمعْنا في النديّ عِصابة ً
تُثني عليكَ بألْسُنِ النَّعماء
أرواحها لكَ والجسومُ وإنّما
أنفاسُها منْ فطنة ٍ وذكاء
إن الذي جمعَ العلى لك كلّها
ألقى إليكَ مقالدَ الشُّعراءّ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
تقدّم خطى ً أو تأخّر خطى ً
رقم القصيدة : 10782
-----------------------------------
تقدّم خطى ً أو تأخّر خطى ً
فإنّ الشباب مشَى القهْقَرى
و كان مليّاً بغدرِ الحياة ِ
و أعجبُ منْ غدرهِ لو وفى
وما كانَ إلاّ خَيالاً ألَمّ
ومُزْناً تَسرّى وبَرْقاً شَرَى
لبستُ رداءَ المشيبِ الجديدَ
و لكنّها جدَّة ٌ للبلى
فأكديتُ لمّا بلغتُ المدى
وعُرّيتُ لّما لَبِستُ النُّهى
فإنْ أكُ فارقتُ طيبَ الحياة ِ
حَميداً ووَدّعتُ عصرَ الصّبى
فقد أطْرُقُ الحيّ بعدَ الهدوء
تَصِلُّ أسنّتُهُمْ والظُّبَى
فألهو على رقبة ِ الكاشحينَ
بمفْعمة ِ السُّوق خُرسِ البُرَى
بسُودِ الغَدائِرِ حُمْرِ الخُدود
بيضِ التَّرائبِ لعسِ اللِّثى
و قد أهبطُ الغيثَ غضَّ الجمـ
ـيم غضَّ الأسرّة غضَّ النَّدى
كأنّ المجامرَ أذكينهُ
أو اغتبقَ الخمرَ حتى انتشى
فقُدْنا إلى الوِحشِ أشبْاهَها
ورُعْنا المها فوقَ مثلِ المَها
صنعنا لها كلّ رِخوِ العنانِ
رَحيبِ اللَّبانِ سليم الشظى
يُرَدُّ إلى بسطة ٍ في الإهاب
إذا ما اشتكى شَنَجاً في النَّسا
كأنّ قَطا فوق أكفالها
إذا ما سَرَينَ يُثِرْنَ القَطا
عواري النّواهقِ شوسُ العيونِ
ظماءُ المفاصلِ قبُّ الكلى
تُديرُ لطَحْرِ القَذى أعيُناً
ترى ظلّ فرسانها في الدُّجى
و تحسبُ أطرافَ آذانها
يراعاً بُرينَ لها بالمُدى
فهنّ مُؤلَّلَة ٌ حَشْرَة ٌ
مندَّدة ٌ لخفيّ الصَّدى
تَكادُ تُحِسُّ اختلاجَ الظنو
نِ بينَ الضّلوع وبين الحشى
و تعلمُ نجوى قلوبِ العدى
و سرَّ الأحبّة ِ يومَ النّوى
فأبْعدُ مَيْدانِها خُطْوَة ٌ؛
وأقرَبُ ما في خُطاها المَدَى
ومِنْ رِفْقِهاأنها لا تُحَسُّ
ومِنْ عَدْوِها أمّها لا تُرَى
جَرينَ، من السّبْقِ، في حَلَبة ،
إذا ما جرى البرقُ فيها كبا
إذا أنتَ عدّدتَ ما يمتطى
و قايستَ بينَ ذواتِ الشَّوى
فهنّ نفائسُ ما يستفادُ
و هنَّ كرائمُ ما يقتنى
دِيارُ الأعِزّة ِ، لكِنّها
مُكَرَّمَة ٌ عن مَشيدِ البِنَا
ومن أجلِ ذلك، لا غَيرِهِ،
رأى الغنويُّ بها ما رأى
وكانَ يُجيدُ صِفاتِ الجِيادِ،
وإنّ بها اليوْمَ عنهُ غِنَى
أليسَ لها بالإمامِ المعزِّ
من الفخرِ، لوْ فخرَتْ ما كفَى
هو استنَّ تفضيلها للملوكِ
و أبقى لها أثراً في العلى
ولّما تَخَيّرَ أنسابَها،
تخيّرَ أسماءها والكنى
وليسَ لها، من مَقاصِيرِهِ،
سوَى الأطُمِ الشّاهقِ المُبتَنَى
و حقّ لذي ميعة ٍ يغتدي
به مستقلاً إذا ما اغتدى
تكون منَ القُدس حَوباؤه
ونُقْبتُه من رِداء الضُّحى
و يعدو وقونسهُ كوكبٌ
وسُنْبُكهُ من أديمِ الصَّفا
و كان إذا شاء حفّت به
كتائبهُ فملأنَ الملا
كما استُجفل الرمل من عالجٍ
فجاء الخبَارُ وجاء الَّنقا
وذي تُدْرَإٍ كفُّه بالطعا
نِ أسمَح من حاتمٍ بالقِرى
وطِئنَ مفارقَه في الصّعيدِ
وعفّرْنَ لّمتَهَ في الثرى
عليها المَغاوير في السابغاتِ
تَرَقْرَقُ مثلَ مُتونِ الأضا
حُتوفٌ تَلَهّى بأمْثالِها
و أسدٌ تغذُّ بأسدِ الشّرى
تبخترُ عصفرٍ من دمٍ
و تخطرُ في لبدٍ من قنا
وقال الأعادي أأسيافُهم
أمِ النّارُ مضرمة ٌ تصطلى
رأوا سرجاً ثم لم يعلموا
أهِنْديّة ٌ قُضُبٌ أمْ لظَى
و متّقداتٍ تذيبُ الشّليـ
لَ من فوقِ لابسهِ في الوغى
من اللاّءِ تأكلُ أغمادها
وتلفَحُ منهنّ جَمْرَ الغضا
تُطيع إماماً أطاعَ الإلهَ
فقلّده الحكمَ فيما برى
وكائِنْ تبيتُ له عَزْمَة ٌ
مضرّضجة ٌ بدماءِ العدى
فيعفو القضاءُ إذا ما عفا
و تسطو المنونُ إذا ما سطا
له هذه وله هذه
فسَجْلٌ حياة ٌ وسَجْلٌ رَدى
و أهونْ علينا بسخطِ الزمان
إذا ما رآنا بعينِ الرّضى
عليّ لهُ جهدُ نفسي الشّكور
وإن قَصُرَتْ عن بلوغِ المدى
وشرّفَني مَدحُه في البلادِ
فآنَسَ عَنْسي بطولِ السُّرَى
أسيرُ خطيباً بآلائه
فأُنْضي المَطايا وأُنْضي الفَلا
فلو أنّ للنّجمِ من أفقهِ
مكاني من مدحهِ ما خبا
ولو لم أكنْ أنطّقَ المادحين
لأنطقني بالسَّدى والنَّدى
وما خلفَه من حطيمٍ يُزارُ
ولا دونه من مَدى ً يُنْتَهى َ
هو الوارثُ الأرضَ عن أبوين
أبٍ مُصْطفى وأب مُرتَضَى
و ما لامرئٍ معهُ سهمة ٌ
تعدّ ولا شركة ٌ تدّعى
فما لقريشٍ وميراثكم
و قد فرغَ اللّه ممّا قضى
لكم طور سيناءَ من فوقهم
و ما لهم فيه من مرتقى
بمكّة سمّى الطليقَ الطليقَ
ففرّقَ بين القَصا والدَّنى
شهِيدي على ذاك حكمُ النبيّ
بين المَقامِ وبين الصّفا
وإن كان يجمعُكم غالبٌ
فإنّ الوشائظَ غير الذُّرى
ألا إنَّ حقَّاً دعوتم إليهِ
هو الحقّ ليس به من خَفا
لآدَمَ من سرّكمْ مَوضِعٌ
بهِ استوْجَبَ العَفوَ لّما عَصى َ
فيومُكُمُ مثلُ دهرِ الملوكِ
وطِفلُكُمُ مثلُ كهلِ الورى
يلاحظُ قبلَ الثّلاثِ اللّواء
ويَضرِب قبل الثّمانِ الطُّلى
عجِبْتُ لقوْمٍ أضَلّوا السّبيلَ
و قد بيّنَ اللّه سبلَ الهدى
فما عرفوا الحقّ لمّا استبانَ
و لا أبصروا الفجرَ لمّا بدا
ألا أيها المعشَرُ النائمون!
أجِدَّكم لم تُقَضُّوا الكَرَى
أفِيقوا فما هِيَ إلاّ اثنتانِ
إمّا الرّشادُ وإمّا العَمَى
و ما خفي الرُّشدُ لكنّما
أضَلّ الحُلومَ اتّباع الهوى
وما خُلِقَتْ عَبَثاً أُمّة ٌ
و لا تركَ اللّهُ قوماً سدى
لكلّ بني أحمدٍ فضلهُ
و لكنّكَ الواحدُ المجتبى
إذا ما طَوَيتَ على عَزْمَة ٍ
فحسبكَ أن لا تحلّ الحبى
و ما لا يرى من جنودِ السّما
ءِ حولَكَ أكثرُ ممّا يُرَى
لِيَعْرِفْكَ من أنتَ مَنجاتُه
إذا ما اتقى الله حقَّ التُّقى
كأنّ الهُدى لم يكن كائناً
إلى أنْ دُعيتَ مُعِزَّ الهُدى
ولم يَحْكِكَ الغَيثُ في نائلٍ
ولكن رأى شِيمة ً فاقتَدَى
قرى الأرضَ لمّا قريتَ الأنامَ
له النّقرى ولك الأجفلى
شهِدتُ حقيقة َ علمٍ الشهيـ
دِ أنّك أكرمُ من يرتجى
فلو يجدُ البحرُ نَهجاً إليك
لجاءكَ مستسقياً من ظما
و لو فارقَ البدرُ أفلاكهُ
لقبّلَ بين يديكَ الثّرى
إلى مثلِ جدواكَ تنضى المطيُّ
و من مثل كفّيكَ يرجى الغنى[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
ألا كلُّ آتٍ قريبُ المَدى
رقم القصيدة : 10783
-----------------------------------
ألا كلُّ آتٍ قريبُ المَدى
و كلُّ حياة ٍ إلى منتهى
و ما غرّ نفساً سوى نفسها
وعُمْرُ الفتى من أماني الفتى
فأقْصَرُ في العينِ من لَفْتَة ٍ
و أسرعُ في السمعِ من ذا ولا
ولم أرَ كالمرْءِ وهو اللبيبُ
يرى ملءَ عينيهِ ما لا يرى
و ليسَ النَّواظرُ إلاّ القلوبُ
وأمّا العيونُ ففِيها العمى
ومنْ لي بمثلِ سلاح الزّمانِ
فأسْطو عليه إذا ما سطا
يجدُّ بنا وهو رسلُ العنانِ
و يدركنا وهو داني الخطى
برى أسهماً فنبا ما نبا
فلم يبقَ إلاَّ ارتهافُ الظُّبى
تراشُ فترمى فتنمي فلا
تَحِيدُ وتُصْمي ولا تُدَّرى
أأهضمُ لا نبعتي مرخة ٌ
و لا عزماتي أيادي سبا
على أنّ مِثلي رحيبُ اللَّبانِ
على ما ينوبُ سليمُ الشظى
و لو غيرُ ريبِ المنونِ اعتدى
عليّ وجرّبني ما اعتدى
خليليّ هل ينفعنّي البكاءُ
أوِ الوَجدُ لي راجعٌ ما مضى ؟
خليليّ سيرا ولا تَربعَا
عليّ، فهَمّيَ غيرُ الثَّوى
ولي زَفَراتٌ تُذيبُ المَطَيّ
و قلبٌ يسدُّ عليّ الفلا
سلا قبل وشك النوى مدنفاً
أقَضّتْ مضاجِعهُ فاشتكى
وراعى النّجومَ فأعشَيْنَه
فباتَ يظنُّ الثّريّا السُّهى
ضلوعٌ يضِقنَ إذا ما نَحَطنَ
و قلبٌ يفيضُ إذا ما امتلا
وقد قلتُ للعارض المكفَهِرِّ:
أفي السِّلم ذا البرقُ أم في الوغى ؟
وما بالُه قادَ هذا الرّعيلَ
و قلّدَ ذا الصّارمَ المنتضى
و أقبلهُ المزنُ في جحفلٍ
و أكذبَ أن صدّعني الكرى
أشيمكَ يا برق شيمَ النُّجيمْ
وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى
كِلانا طَوى البيدَ في ليلِهِ
فأضعفنا يتشكّى الوجى
فجبتَ الغمامَ وجبتَ الغرامَ
حنانيك ليس سُرى ً من سُرى
أعِنّي على الليل ليلِ التّمامِ
و دعني لشاني إذا ما انقضى
فلو كنتُ أطوي على فتكهِ
تكشّفَ صبحي عن الشَّنفري
و ما العين تعشقُ هذا السّهادَ
ووَدّ القَطا لو ينَامُ القَطا
أقولُ وقد شقّ أعلى السحابِ
و أعلى الهضابِ وأعلى الرُّبى
أذا الوَدْقُ في مثل هذا الرّباب
وذا البْرقُ في مثل هذا السنا
ألا انهلّ هذا بماءِ القلوبِ
وأوقدَ هذا بنارِ الحشا
فيهْمي على أقْبُرٍ لو رأى
مكارمَ أربابها ما هَمَى
و في ذي النواويسِ موجُ البحارِ
وما بالبحارِ إليْهِ ظِما
هلمّوا فذا مصرَعُ العالمينَ
فمن كلّ قلبٍ عليهِ أسى
وإنّ التي أنْجَبَتْ للورى
كآلِ عليّ لأمُّ الورى
فلوْ عِزّة ٌ أنْطَقَتْ مُلحَداً
لأنطقَ ملحدها ما يرى
بكتْه المغاويرُ بِيضُ السيوفِ،
و هذي العناجيجُ قبُّ الكلى
ولّما أتينا سقَتْه الدموعُ
فما باتَ حتى سقاه الحيا
وعُمْرُ الفتى من أماني الفتى
ولكنْ لبيكِ النَّدى بالنَّدى
وقد خدّ في الشمس أخدودَه
فباتَ يظُنُّ الثّريّا السُّهَى
وما ضَرّ من لم يَطُفْ بالمقامِ
وفي ذي النواويسِ مْوجُ البحارِ
وقالوا الحَجونُ فثَمّ الحجونُ
وثمّ الحطيمُ وثمّ الصَّفا
وبينَ الشمالِ وبين الجنوبِ
في هَبوَة ٍ من مَهَبّ الصبَّا
فيهْمي على أقْبُرٍ لو رأى
أما كان في واحدٍ ما كفى
أما والركوعُ به والسجودُ
إذا ما بكى َ قانتٌ أو دعا
لَذاكَ الصّعيدُ وذاك الكديدُ
أحقُّ من الخيفِ بي أو منى
عليّ وجرّبني ما اعتدى
وفي الذاهبينَ وفى منْ وفى
أتَتْه الحجيجُ من الرّاقصاتِ
فمنها فُرادى ومنها ثُنا
فما لي لا أقتدي بالكرامِ
وأُوثِرُ سُنّة َ مَن قد خلا
إذا ما نحرتَ به أو عقرتَ
ولا عَزَماتي أيادي سَبا
ولا ترضَ إلاّ بعقرِ الثناءِ
ونَحْرِ القَوافي وإلاّ فلا
وقلْبٌ يَسُدُّ عليّ الفَلا
عليه تكوسُ ذواتُ الشَّوى
إذاً لم تغادرْ غريْريّة ً
تَخُبُّ ولا سابحاً يُمتطَى
وأمّا العيونُ ففِيها العمى
وأخوالُه فيه شِرْعاً سُوى
وإنّ حصاناً نمتْ جعفراً
ويحيى لعاديّة ُ المنتمى
فجاءتْ بهذا كشمسِ النهارِ
وجاءت بهذا كبدرِ الدّجى
تَرى بهما أسَدَيْ جَحْفَلٍ
وما أجأ إلاّ حِصانٌ ويعبوب
ألمْ تَك من قوْمها في الصّميم
ومن مجدها في أشمّ الذُّرى
فمن قومكَ الصِّيدُ صيدُ الملوكِ
ومن قومها الأسدُ أسدُ الشرى
فوارسُ تنضي المذاكي الجيادَ
إذا ما قرعنَ العُجا بالعجا
يُضيءُ عليهمْ سَنا الأكرمينَ
إذا ما الحديدُ عليهم دجا
فجئتَ كما شئتَ من جانبَيك
فأنتَ الحياة ُ وأنتَ الرّدى
فصِلُّكَ يُرقى ولا يستجيبُ
فلو كنتُ أطْوي على فتكِهِ
ومن ذاك أضنيتَ صرفَ الزمان
فلم يُخفِهِ عنْكَ إلا الضّنى
فلم تغمدِ السيفَ حتى انثنى
ولم تصرفِ الرُّمحَ حتى انحنى
وإنّ الذي أنتَ صنوٌ له
لماضي العزائمِ عردُ النَّسا
يُبيرُ عِداكَ إذا ما سَطَا
ويُعرَفُ فيهم إذا ما احتبى
ويحيَى لَعاديّة ُ المنتمى
إذا سألوا من فتى ً قيلَ ذا
بنو المنجِباتِ بنو المُنجِبينَ
فمن مُنجتباة ٍ ومنم مجتبى
لأماتنا نصفُ أنسابنا
فما ليَ لا أقتدي بالكِرامِ
دعائمُ أيامنا في الفخارِ
وأكْفاءُ آبائِنا في العُلى
ألمْ ترَ هنّ يباريننا
فيَمرُقْنَنَا ويَنَلْنَ المدى
كفلنَ لنا بظلالِ الخيام
وأكفَلَننَا بظِلالِ القَنا
وتغدو فمنهنّ أسماعُنا
وأبصارنا في حجالِ المها
فلو جازَ حكميَ في الغابرينَ
وعدّلْت أقسامَ هذا الوَرَى
لسمّيتُ بعض النساء الرجالَ
وسمّيتُ بعضَ الرجال النسا
إذا هي كانتْ لكشفِ الخطوبِ
فكيفَ البنون لضَرْبِ الطُّلى
تولّتْ مُرَقِّلَة ً للملوكِ
فمن مصطفى النجل أو مرتضى
وأكثرُ آمالِها فيكما
وفي القلبِ منها كجمرِ الغضا
فقد أدركتْ ما تمنّتْ فلا
تضيقا عليها بباقي المُنى
فلولا الضّريحُ لنادتكما
تُعيذُ كما من شماتِ العِدى
فإمّا تزيدانِ في أنسها
وإما تذودانِ عنها البِلى
فقد يُضحك الحيُّ سنّ الفقيدِ
فتهتَزُّ أعظُمُه في الثرى
ومهما طلبتَ دليلَ الكرامِ
فإنّ الدّليلَ ائتلافُ الهوى
وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى
فما بيدٍ عن يدٍ من غنى
وليسَ الرّماحُ بغيرِ السيوفِ
وليس العمادُ بغيرِ البنا
ومن لا يُنادي أخاً باسمِهِ
فليس يخافُ ولا يُرتجى[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
أقول دمى ً وهي الحسانُ الرّعابيبُ
رقم القصيدة : 10784
-----------------------------------
أقول دمى ً وهي الحسانُ الرّعابيبُ
ومن دونِ أستارِ القِبابِ مَحاريبُ
نوى ً أبعدتْ طائية ً ومزارها
ألا كلُّ طائّيٍ إلى القلْبِ مْحبوب
سَلوا طيءَ الأجبال أينَ خِيامُها
وما أجأ إلاّ حصانٌ ويعبوب
همُ جنبوا ذا القلبَ طوعَ قيادهم
وقد يشهدُ الطَّرْفُ الوغى وهو مجنوب
وهم جاوزوا طلح الشواجن والغضا
تخبّ بهم جردُ اللقاءِ السراحيب
قِباب وأحبابٌ وجُلهَمَة ُ العَدى
وخيلٌ عِرابٌ فوقَهنّ أعاريب
إذا لم أذُدْ عن ذلك الماء وِردَهمْ
وإنْ حَنّ وُرّادٌ كما حنّتِ النِّيب
فلا حَمَلتْ بِيضَ السيوف قوائمٌ
ولا صَحِبتْ سُمْرَ الرماحِ أنابيب
وهل يَرِدُ الغَيْرانُ ماءً وَرَدْتهُ
إذا وردَ الضّرْغامُ لم يلغِ الذئب
وعهدي بهِ والعيشُ مثلُ جِمامهِ
نميرٌ بماءِ الوَردِ والمسكِ مقطوب
وما تفتأ الحسناءُ تُهدي خيالها
ومن دونِها إسْآد خمسٍ وتأويب
وما راعني إلا ابنُ ورقاءَ هاتفٌ
بعينَيْهِ جَمرٌ من ضلوعيَ مشبوب
وقد أنكرَ الدّوحَ الذي يستظلّه
وسحّتْ له الأغصانُ وهي أهاضيب
وحثَّ جناحيهِ ليخطفَ قلبه
عِشاءً سذانيقُ الدجى وهو غِربيب
ألا أيّها الباكي على غيرِ أيْكهِ
كِلانا فريدٌ بالسماوَة ِ مَغلوب
فؤادكُ خفّاقٌ ووكرَك نازحٌ
وروضكَ مطلولٌ وبانكَ مهضوب
هلمّا على أنّي أقيكَ بأضلعي
فأملكُد معِ عنك وهو شآبيب
تُكنُّكَ لي موشيّة ٌ عبقرية ٌ
كَريشِكَ إلاّ أنّهُنّ جَلابيب
فلا شدْوَ إلا من رنينكَ شائقٌ
ولا دمَعَ إلاّ معَ من جفونيَ مسكوب
ولا مدحَ إلاّ للمعزّ حقيقة ً
يفصّلُ درّاً والمديحَ أساليب
فجُبْتَ الغَمامَ وجُبتَ الغرامَ
أقول دمى ً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ
يصلّي عليهِ أصفرُ القدحِ صائبٌ
وعوجاء ومرنان وجرداء سرحوب
وأسمرُ عرّاصُ الكعوب مثقّفٌ
لأسيافهِ من بدنهِ وعصاته
نجيعان مهرَّاقٌ عبيطٌ ومصبوب
فلم يبْقَ إلاّ ارتهافُ الظُّبى
وإن يكُ سلمٌ فالشوى والعراقيب
أعزّة ُ من يُحذى النّعالَ أذلّة ٌ
وفي القلبِ منها كجمرِ الغضا
وما هو إلاّ أن يشيرَ بلحظه
تُكِنُّكَ لي مَوشِيّة ٌ عبقريّة ٌ
فلا قارعٌ إلاّ القنا السُّمرُ بالقنا
إذا قُرعتْ للحادثات الظّنابيب
ولم أرَ زوّاراً كسيفك للعِدى
فهل عند هام الرّومِ أهلٌ وترحيب
إذا ذكروا آثارَ سيفكَ فيهمُ
فلا القطر معدودٌ ولا الرّمل محسوب
أأُهْضَمُ لا نَبعَتي مَرْخَة ٌ
وفيما أُذيقوا من عذابكَ تأديب
ولكنْ لعلَّ الجاثليقَ يغرّه
على حَلَب نَهْبٌ هنالكَ مَنهوب
وثغْرٌ بأطرافِ الشآمِ مضَيَّعٌ
وتفريقُ أهواءٍ مِراضٍ وتخريب
وما كلُّ ثغرٍ ممكنٌ فيهِ فرصة ٌ
ولم أرَ كالمرْءِ وهو اللبيبُ
ومِن دون شِعْبٍ أنتَ حاميه معرَكٌ
وبيءٌ وتصعيدٌ كريهٌ وتصويب
وصعقٌ بركنِ الأفقِ وابنُ طهارة
يذبُّ عن الفرقانِ بالتّاجِ معصوب
وجُرْدٌ عناجيجٌ وبِيضٌ صوارِمٌ
وصُيّابة ٌ مُردٌوكُرّامة ٌ شِيب
أوِ الوَجدُ لي راجعٌ ما مضى ؟
جلَتْ عن بياض النصر وهي غرابيب
وما رَاعَني إلاّ ابنُ وَرقاءَ هاتِفٌ
سَبوحُ لها ذيلٌ على الماء مسحوب
لقيتَ بني مروانَ جانبَ ثغرهمْ
وحظُّهمُ من ذاك خُسرٌ وتتْبيب
وعارٌ بقومٍ أنْ أعدّوا سوابحاً
صفوناً بها عن نصرة ِ الدين تنكيب
وقد عجزوا في ثغرهمْ عن عدّوهمْ
بحيث تجول المقرّبات اليعابيب
وجيشكَ يعتاد الهرقلَ بسيفه
ومن دونه اليمُّ الغُطامطُ واللُّوب
يُخضْخِضُ هذا الموجَ حتى عُبابه
إذا التجّ من هام البطاريق مخضوب
فمأثورُ ذكرِ المجد فيها مُفَضَّضٌ
وفوقَ حديدِ الهندِ منهُنّ تذهيب
ومن عجبٍ أن تشجّرَ الرومُ بالقنا
فتوطأ أغمارٌ وهضبٌ شناخيب
ونومُ بني العبّاس فوقَ جنوبهم
ولا نصرَ إلا قينة ٌ وأكاويب
وأنتَ كَلوءُ الدهرِ لا الطرفُ هاجعٌ
ولا العزمُ مردوعٌ ولا الجأش منخوب
همُ أهلُ جرّاها وأنتَ ابنُ حربِها
ففي القرب تبعيدٌ وفي البعيد تقريب
ولا عجَيبٌ والثّغْرُ ثغرُك كلّه
وأنتَ ولي الثأرِ والثّأرُ مطلوب
وأنتَ نظامُ الدينِ وابن نبيّه
وما جادَه المزْنُ من غُلّة ٍ
سيجلو دجى الدين الحنيفِ سرادقٌ
من الشمس فوق البرّ والبحر مضروب
وعزمٌ يظلُّ الخافقين كأنّه
على أُفُقِ الدّنْيا بِناءٌ وتطنيب
ويسلمُ أرمينية ً وذواتها
صليبٌ لنصحِ الأرمنيّينَ منصوب
وحسبي مما كانَ أو كائنٌ
على أنّ مِثلي رحيبُ اللَّبانِ
ولم تخترِقْ سجْفَ الغيوبِ هواجسي
ولكنْه مَن حاربَ الله محروب
هلمّوا فذا مصرَعُ العالمينَ
فلا القولُ مأفوكٌ ولا الوعدُ مكذوب
وأنتَ مَعَدُّ وارثُ الأرض كلّها
فقد حُمّ مقدورٌ وقد خُطّ مكتوب
ولله علمٌ ليس يُحجب دونكم
ولكنّه عن سائر الناس محجوب
ألا إنّما أسمائكم حقُّ مِثلِكم
وكلُّ الذي تسمى البريّة ُ تلقيب
إذا ما مدحناكم تضَوّعَ بيننا
وبينَ القوافي من مكارمكم طيب
فإن أكُ محسوداً على حرّ مدحكم
ولو غيرُ رَيبِ المَنونِ اعتدى
أراني إذا ما قلت بيتاً تنكّرتْ
أقَضّتْ مضاجِعهُ فاشتكى
أفي كلّ عصرٍ قلتُ فيه قصيدة ً،
علّي لأهلِ لومٍ وتثريب
وقد خدّ في الشمس أُخدودَه
ومنْ لي بمثلِ سلاح الزّمانِ
وما قصدُ مثلي في القصيد ضراعة ٌ
ولا من خلالي فيه حرصٌ وترغيب
أرى أعيناً خزراً إليّ وإنّما
دليلاً نفوسِ الناس بِشرٌ وتقطيب
أبنْ موضعي فيهم ليفخرَ غالبٌ
أأُهْضَمُ لا نَبعَتي مَرْخَة ٌ
وقد أكثروا فاحكُم حكومة فيَصلٍ
قبورُ الثلاثة ِ في مصْرَعٍ
فمدحك مفروضٌ وحكمك مرتضى ً
وهديُك مرغوبٌ وسخطك مرهوب
وذكركَ تقديسٌ وأنتَ دلالة ٌ
وحبُّك تصديقٌ وبغضك تكذيب
فلولا الضّريحُ لنادتكما
وإلاّ فإنّ العيشَ همٌّ وتعذيب
شِيَة ٍ أغَرّ فمُنْعَلاً فمجنبا
فما هو إلاّ من يمينك موهوب[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
كَذبَ السلوُّ، العِشقُ أيسَرُ مركبا
رقم القصيدة : 10785
-----------------------------------
كَذبَ السلوُّ، العِشقُ أيسَرُ مركبا
ومنيّة ُ العُشّاقِ أهْونُ مَطلبا
مَنْ راقَبَ المِقدارَ لم يرَ معْركاً
أشِباً ويوْماً بالسَّنَوَّرِ أكْهَبا
وكتائباً تردي غواربها القنا
وفوارساً تَغْدى صَوالجَها الظُّبى
لا يوردونَ الماءَ سنبكَ سابحٍ
أو يَكتسي بدم الفوارِسِ طُحلُبا
لايركُضونَ فؤادَ صَبٍّ هائمٍ
إن لم يُسَمّوه الجَوادَ السَّلْهبَا
حتى إذا ملكوا أعنّتَنا هَوى ً
صرفوا إلى البُهمَ العتاق الشُّزبا
ربذاً فخيفاناً فيعبوباً فذا
شِيَة ٍ أغَرّ فمُنْعَلاً فمجنبا
قدْ أطفأوا بالدهمِ منها فجرهم
فتكوّرَتْ شمسُ النهار تغضُّبا
و استأنفوا بشياتها فجراً فلو
عقدوا نواصيها أعادوا الغيهبا
في مَعْرَكٍ جَنَبوا به عُشّاقَهم
طَوعاً وكنتُ أنا الذلولَ المُصْحَبا
لبسوا الصقال على الخدود مفضَّضاً
والسَّابريَّ على المناكبِ مذهبا
وتضوّعَ الكافورُ من أرْدانهمْ
عبقاً فظنوهُ عجاجاً أشهبا
حتى إذا نبذوا الصوارمَ بينهم
قَطَعاً وسُمْرَ الزّاعبيّة ِ أكعُبا
قطرتْ غلائلهم دماً وخدودُهم
خجلاً فراحوا بالجمالِ مخضبا
قد صُرّ آذانُ الجيادِ توجسّاً
وكتمْنَ إعلانَ الصّهيلِ تَهيبُّاً
وغدا الذي يَلقى ندامى ليِله
متبسّماً في الدارعينَ مقطّبا
ويكلفُ الأرماحَ لينَ قوامهِ
فيذمُّ ذا يَزَنٍ ويَظلِمُ قَعْضَبا
كِسَرى شَهِنشاه حُدّثتَه
هذا فأين تَظُنُّ منه المَهْرَبا
من لا يبيتُ عن الأحبّة ِ راضياً
فوارسُ تُنضي المذاكي الجِيادَ
منْ زيهُ أنْ لا يجيءَ مقنّعاً
حتى يقدّ متوجاً ومعصَّبا
يرَى ملءَ عيْنَيْه ما لا يُرَى
حتى ظننتُ النوبهارَ لهُ أبا
وفيما اصطلوا من حرّ بأسك واعظٌ
فلقدْ أمدتهُ لساناً معربا
فلولا الضّريحُ لنادتكما
فلقدْ يكونُ إلى النفوسِ محبّباً
قمْ فاخترطْ لي منْ حواشي لحظهِ
سيفاً يكونُ كما علمتَ مجرَّبا
وأعرْ جناني فتكة ً منْ دلّه
كيما أكونَ بها الشجاعَ المحربا
وأمدّني بتعلّة ٍ منْ ريقهِ
وما رَاعَني إلاّ ابنُ وَرقاءَ هاتِفٌ
وراعى النّجومَ فأعشَيْنَه
سأفُضّ بين يديْهِ هذا المِقنَبا
أولمْ يكنْ ذا الخشفُ يألفُ وجرة ً
فلوْلا الدّماءُ إذاً أقبلتْ
عهدي بهِْ والشمسُ داية ُ خدرهِ
توفي عليهِ كلّ يومٍ مرقبا
ما إنْ تزالُ تخرُّ ساجدة ً له
منْ حينِ مطلعها إلى أنْ تغربا
فعلى القلوبِ القاسياتِ مغلبّاً
وإلى النفوسِ الفاركاتِ محبّبا
حتى إذا سَرَقَ القوابلُ شَنْفَه
عوّضْنَه منه صَفيحاً مِقْضَبا
لّما رأيْنَ شُدُونَه أبرَزْنَه
من حيثُ يألفُ كلّة ً لا سبسبا
وَسْنانَ من وَسَنِ المَلاحة ِ طرفهُ
وجفونهُ، سكرانُ من خمرِ الصّبا
قدْ واجهَ الأسدَ الضواري في الوغى
ولكن سَبَقْنا به في الثرى
فإذا رأى الأبطالَ نصّ أليهمُ
جيداً وأتلعَ خائفاًمترقبا
بكتْه المغاويرُ بِيضُ السيوفِ،
وأتى بهِ خوضُ الكرائهِ قلبا
قد سِرْتُ في الميدان يومْ طِرادهم
فعجيبُ حتى كِدتُ أن لا أعجَبا
قَمَرٌ لهم قد قَلّدُوه صارماً
لو أنصفوهُ قلّدوهُ كوكبا
صبغوهُ لوناً بالشّفيقِ وبالرحيـ
ـقِ وبالبنفسج والأقاحي مُشربَا
وعزْمٌ يُظِلُّ الخافقين كأنّه
سَيفاً رَقيقَ الشفرتينِ مُشَطَّبا
قدْ ماجَ حتى كادَ يسقطُ نصفهُ
وألينَ حتى كادَ أنْ يتسرّبا
خالستهُ نظراً وكانَ مورَّداً
فاحمرَ حتى كادَ أنْ يتلهبّا
هذا طرازٌ ما العيونُ كتبنه
لكنّهُ قبلَ العيونِ تكتبّا
أنظرْ إليهِ كأنهُ متنصلٌ
فلقد يكونُ إلى النفوسِ مُحبَّباً
وكأنّ صفحة َ خَدّهِ وعذارهَ
تُفّاحة ٌ رُمِيَتْ لتَقْتُلَ عَقربا
فمن كلّ قلبٍ عليه أسى
لم تأتِ من مدحِ الملوكِ الأوجَبا
من آلِ ساسانٍ منارٌ للصِّبا
قد بِتُّ أسأل عنه أنفاس االصبَّا
أجني حديثاً كانَ ألطفَ موقعاً
وأعلَمُ أنْ الله مُنجِزُ وعْدِهِ
ردني لهُ حتى أردّ سلامه
عبقاً بريحانِ السلامِ مطيبّا
هلاّ أنا البادي ولكنْ شيمتي
فغَيرُ نَكيرٍ في الزمان الأعاجيب
لمْ أمطرِ الوسميَّ إلاّ بعدَ ما
أقول دمى ً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ
أقول دمى ً وهيَ الحسانُ الرّعابيبُ
سمع الزمانُ أقلهُ فتعجبّا
وما تفْتأُ الحسناءُ تُهدي خَيالَها
واخضرّ منه الأفقُ حتى أعشبا
في كلِّ يومٍ لا تزالُ تحيهٌ
كرمٌ يخبُّ بها رسولٌ مجتبى
فتكادُ تبلغني إليهِ تشوُّقاً
وتكادُ تحملني إليهِ تطربا
هي أيقظتْ بالي وقدْ رقدَ الورى
واستنهضت شكري وقد عُقد الحُبي
إنْ يكرمُ السّيفُ الذي قلدتني
فتَمخرُ فُلكٌ أو تُغِذّ مقانيب
لستُ الخطيبَ المسهبَ الأعلى إذا
وما من سَجايا مِثليَ الإفكُ والحُوب
لو كنتَ حيثُ ترى لساني ناطقاً
لرأيتَ شقشقة ً وقرماً مصعبا
ولانَصْرَ إلاّ قيْنَة ٌ وأكاويب
وإن اختلَفْنا حينَ تَنسِبْنا أبَا
قومٌ يعمُّ سَراة َ قومي فخرُهم
ويخُصُّ أقربَ وائلٍ فالأقربا
فأضْعفُنا يَتَشَكّى الوَجى
من قبل يعربَ كانَ عاقدَ يشجبا
ذرني أجددَ ذلكَ العهدَ الذي
أعيا على الأيامِ أنْ يتقشّبا
وما جادَه المزْنُ من غُلّة ٍ
بيديّ أمضى منْ لساني مضربا
المانعينَ حماهمُ وحمى النّدى
وحِمى بني قحطانَ أن يُتَنَهبّا
همْ قطَّعوا بأكفهمْ أرحامهمْ
فتوطَأ أغمارٌ وهضبٌ شناخيب
ووفوا فلمْ يدعوا الوفاءَ لجارهمْ
حتى تشتتَ شملهمْ وتخرَّبا
لولا الوفاءُ بعَهدهمْ لم يفتِكوا
بكليبِ تغلبَ بينَ أيدي تغلبا
يومُ اشتكى حرَّ الغليلِ فقيلَ قدْ
جاوزتَ في وادي الأحصّ المشربا
وكفاكَ أنْ أطريتهمْ ومدحتهمْ
جهدَ المديحِ فما وجدتَ مكذبا
الواهبينَ حمى ً وشولاً رتَّعاً
وأباطحاً حوَّاً وروضاً معشبا
فلم يُخفِهِ عنْكَ إلا الضّنى
وما فيك لي بَلَلٌ من صَدى
لو شَيّدوا الخيماتِ تشيِيدَ العُلى
أمنتْ ديارُ ربيعة ً أنْ تخربا
فهمُ كواكبُ عصرهمْ لكنّهمْ
منهُ بحيثُ ترى العيونَ الكوكبا
من ذا الذي يثني عليكَ بقدرِ ما
وليسَ النّواظرُ إلاّ القلوبُ
وما جادَه المزْنُ من غُلّة ٍ
حتى يعدّ له الحصى َ والأثلَبا
من كانَ أولَ نطقهِ في مهدهِ
أهلاً وسهلاً للعفاة ِ ومرحبا
عذلوهُ في بذلِ التلادِ وإنما
عذلوهُ أنْ يدعى الغمامَ الصِّيبا
لا تعذلوهُ فلنْ يحوّل عاذلٌ
ما كان طبعاً في النفوس مركبَّا
نفسٌ ترقُّ تأدباً وحجى ً يضـ
ـيءُ تلهبّاً ويدٌ تذوبُ تسرُّبا
فيزيدها درُّ السّماحِ تخرّقاً
خالَستُه نَظَراً وكانَ مُوَرَّداً[/font]

[font=&quot]
[/font]

 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://upload.7ozn.com/files13/13099764861.gif');border:6px double green;"][cell="filter:;"][align=center]
[font="]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
أحبب بتيَّاكَ القبابِ قبابا
رقم القصيدة : 10786
-----------------------------------
أحبب بتيَّاكَ القبابِ قبابا
لا بالحُداة ِ ولا الركابِ رِكابا
فيها قلوبُ العاشقينَ تخالها
عَنَماً بأيْدي البِيضِ والعُنّابا
بأبي المها وحشية ٌ أتبعتها
نفساً يشيّعُ عيسها ما آبا
والله لولا أن يُسفّهني الهوى
ويقولَ بعضُ القائلينَ تصابى
لكسْرتُ دُمْلُجَها بضيق عناقِها
ورشفتُ من فيها البَرودِ رُضابا
بِنْتُمْ فلولا أن أُغيّرَ لِمتي
عبثاً وألقاكمْ عليَّ غضابا
لخضبتُ شيباً في عذاري كاذباً
ومحوتُ محو النقسِ عنهُ شبابا
وخلعتهُ خلعَ العذارِ مذمماً
واعتضتُ منْ جلبابهِ جلبابا
كالخصمِ تَسَوّرُوا المِحرابا
لو أنني أجدُ البياضَ خضابا
وإذا أردتَ على المشيبِ وِفادَة ً
فاجعلْ إليه مَطيكَ الأحقابا
فلتأخذَنّ من الزمان حَمامَة ً
ولتدفعنًَّ إلى الزمانِ غرابا
ماذا أقول لريبِ دَهْرٍ جائرٍ
جَمَعَ العُداة َ وفرّقَ الأحبابا
لمْ ألقَ شيئاً بعدكمْ حسناً ولا
مَلِكاً سوى هذا الأغرّ لُبابا
هذا الذي قدْ جلَّ عنْ أسمائهِ
حتى حَسِبنُاها له ألقابا
مَن ليس يرْضى َ أن يُسمّى جعفراً
حتى يُسمّى جَعْفَرَ الوهّابا
يَهَبُ الكتائبَ غانماتٍ والمَهَا
مستردفاتٍ والجيادَ عراباً
فكأنما ضربَ السَّماءَ سرادقاً
بالزّابِ، أو رَفعَ النّجومَ قَبابا
قد نالَ أسباباً إلى أفلاكِها،
وسيبتغي من بعدها أسبابا
لبِسَ الصّباحُ به صَباحاً مُسْفرِاً
وسقَتْ شَمائِلُه السّحابَ سحابَا
قد باتَ صوبُ المزن يسترقُ النَّدى
من كفّه فرأيتُ منه عجابَا
لم أدْرِ أنّى ذاك إلاّ أنّني
قد رابني من أمرهِ ما رابا
وبأبي أنمله أطاف ولمْ يَخفَ
من بأسِها سَوطاً علَيهِ عَذابَا
و هو الغريقُ لئنْ توسّطَ موجها
والبحرُ مُلتَجٌ يَعُبُّ عُبابَا
ماضي العزائمِ غيرهُ اغتنمَ اللُّهى
في الحربِ واغتَنَمَ النّفوسَ نِهابَا
فكأنّه والأعوجيَّ إذا انتحى
قمرٌ يُصرّفُ في العنانِ شِهابَا
ما كنتُ أحسَبُ أن أرَى بشراً كذا
ليثاً ولا دِرْعاً يسمى ّ غابَا
وَرداً إذا ألقَى على أكتادِهِ
لبداً وصرّ بحدّ نابٍ نابَا
فرَشَتْ له أيدي الليوثِ خدودَها
و رضينَ ما يأتي وكنّ غضابَا
لولا حفائظه وصعبُ مواسهِ
ما كانتِ العربُ الصّعاب صعاباً
فمن أجلِ ذا نجدُ الثّغورَ عذابا
لو شَقّ عن قلبي امتحانُ ودَادهِ
لوجدتَ من قلبي عليه حجابا
و قد كنتُ قبلَ نداكَ أزجي عارضاً
فأشيمُ منه الزِّبرجَ المُنجابا
آليتُ أصدُرُ عن بحارك بعدما
قِستُ البحار بها فكنّ سرابا
لم تُدْنِني أرضٌ إليكَ وإنّما
جئتُ السماءَ ففتحت أبوابا
و رأيتُ حولي وفدَ كلّ قبيلة ٍ
حتى توهمتُ العراقَ الزّابا
و سمعتُ فيها كلّ خطبة فيصلٍ
حتى حَسِبْتُ مُلوكَها أعْرابا
و رأيتُ أجبلَ أرضها منقادة ً
فحسبتها مدّتْ إليكَ رقابا
و سألتُ ما الدّهرِ فيها أشيباً
فإذا به من هوْل بأسكَ شابا
سَدّ الإمامُ بكَ الثغورَ وقبلَهُ
هَزَمَ النبيُّ بقوْمكَ الأحزابا
لو قلتُ إنّ المرهفاتِ البيضَ لم
تُخْلَقْ لغَيركُمُ لقُلتُ صَوابا
أنتمْ ذوو التيجانِ من يمنٍ إذا
عدَّ الشّريفُ أرومة ً ونصابا
إن تمثيلْ منهاالملوكُ قصوركمْ
فالطالما كانوا لها حجّابا
هَلْ تشكُرَنّ ربيعة ُ الفَرَسِ التي
أوْلَيْتُمُوها جَيئَة ً وذَهَابا
أو تحمدُ الحمراءُ من مُضَرٍ لكُمْ
مَلِكاً أغَرّ وقادة ً أنجابا
أنتُمْ منَحَتُم كلّ سيّد معشَرٍ
بالقُربِ من أنسابكم أنسابا
هبكمْ منحتمْ هذه البدرَ التي
عملتْ فكيف منحتمُ الانسابا
قلّتم فأُصمِتَ ناطقٌ وصَمَتُّمُ
فبلغتم الإطنابا والإسهابا
أقسمتُ لو فارقتمُ أجسامكم
لَبَقِيتُمُ من بعْدها أحبابا
و لو أنّ أوطانَ الدّيارِ نبتْ بكم
لسكنتمُ الأخلاقَ والآدابا
لكَ هذه المهجُ التي تدعى الورى
فأمُرْ مُطاعَ الأمْرِ وادْعُ مُحابا
لو لم تكن في السلم أنطَقَ ناطقٍ
لكفاكَ سيفك أن يحيرَ خطابا
ولئن خرجتَ عن الظنونِ ورجمِها
فلَقَدْ دخلْتَ الغيبَ باباً بابا
ما الله تاركَ ظُلْمِ كفّكَ للُّهى
حتى يُنَزّل في القِصاصِ كتابا
ليس التّعجّبُ من بحاركَ إننَّي
قِسْتُ البحارَ بها فكُنّ سَرابا
لكنْ من القدرِ الّذي هو سابقٌ
إنْ كانَ أحصى ما وهبتَ حسابا
إني اختصرتُ لك المديحَ لأنّه
لم يَشْفِني فجعلْتُهُ إغبابا
و الذّنبُ في مدحٍ رأيتكَ فوقهُ
أيُّ الرّجال يُقالُ فيكَ أصابا
هَبْني كذي المحراب فيك ولُوّمي
فأنا المُنيبُ وفيه أعظمُ أُسْوة ٍ
قد خرّ قبلي راكعاً وانابا[/font][/color][/i]
[i][color=darkorchid][font="]

[font="]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
حلفتُ بالسّابغاتِ البيضِ واليلبِ
رقم القصيدة : 10787
-----------------------------------
حلفتُ بالسّابغاتِ البيضِ واليلبِ
وبالأسِنّة ِ والهِنْدِيّة ِ القُضُبِ
لأنْتَ ذا الجيشُ ثمّ الجيشُ نافلَة ٌ
وما سِواكَ فَلغْوٌ غيرُ محْتسَبِ
ولو أشرْتَ إلى مصرٍ بسَوطكَ لمْ
تحوجك مصرٌ إلى ركض ولا خببِ
ولوْ ثنَيْتَ إلى أرضِ الشآمِ يداً
ألقَتْ إليك بأيدي الذل من كثَبِ
لعلّ غيركَ يرجو أن يكونَ له
عُلُوُّ ذكركَ في ذا الجحفل اللّجِبِ
أو أن يصرِّفَ هذا الأمرَ خاتمُهُ
كما يصرِّفُ في جدٍّ وفي لعبِ
هيهاتَ تأبَى عليهم ذاكَ واحدة ٌ
أن لا تدورَ رحى ً إلا على قطب
أنتَ السّبيلُ إلى مصرٍ وطاعتها
ونُصْرَة ِ الدّين والإسلامِ في حلَب
و أينَ عنكَ بأرضٍ سستها زمناً
و ازدانَ باسمكَ فيها منبرُ الخطب
ألستَ صاحبَ أعمالِ الصّعيدِ بها
قِدْماً وقائِدَ أهْلِ الخَيْمِ والطُّنُبِ
تَشوّقَ المشرِقُ الأقصى إليك وكمْ
تركتَ في الغَرْبِ من مأثورة ٍ عَجَب
و كمْ تخلّفُ في أوراسَ من سيرٍ
سارت بذكرك في الأسماع والكتب
وكان خِيساً لآسادِ العرين وقد
غادرته كوجار الثعلبِ الخرب
قد كنتَ تملأهُ خيلاً مضمَّرة ٍ
يحْمِلنَ كلّ عتيدِ البأسِ والغضَب
وأنتَ ذاك الذي يَدوي الصعيدَ كأنْ
لم تَنْأ عن أهْلهِ يوماً ولم تغِبِ
كن كيفَ شئتَ بأرضِ المشرقينَ تكن
بها الشّهابَ الذي يعلو على الشّهب
فأنتَ من أقطعَ الأقطاعَ واصطنعَ الـ
معروفَ فيها ولم تظلم ولم تحب
فسرْ على طرقكَ الأولى تجدْ أثراً
من ذيل جيشك أبقى الصخر كالكثبِ
و نفحة ً منك في إخميمَ عاطرة ً
مسكيّة ً عبقتْ بالماء والعشبِ
فلا تَلاقَيتَ إلاّ مَن ملكْتَ ومنَ
أجرتَ من حادث الأيّامِ والنُّوبِ
ولا تَمُرُّ على سِهْلٍ ولا جَبَلٍ
لم تُرْوِهِ من نَدى ً أو من دمٍ سَرِبِ
أرضاً غَنِيتَ بها عِزّاً لمُغتصَبٍ
سيراً لمكتسبٍ مالاً لمنتهب
فما صفا الجوُّ فيها منذُ غبتَ ولا
له انفراجٌ إلى حيّ من العربِ
وقَلّ بعدَك فيهم من يُذَبِّبُ عن
جارٍ ويدفعُ عن مجدٍ وعن حَسَبِ
فإنْ أتَيْتَهُمُ عن فَترَة ٍ فهُمُ
كما عهدتهمُ في سالفِ الحقب
إذ تجنبُ الحصنَ الجردَ العتاقَ بها
وإذ تُصَبّحُ أهلَ السّرجِ والجلَب
و تخضبُ الحلقَ الماذيّ من علقٍ
كأنما صاغها داودُ من ذهب
إذِ القبائلُ إمّا خائفٌ لكَ أو
راجٍ فمن ضاحكٍ منهم ومنتحب
فحلّة ٌ قد أجابت وهي طائعة ٌ
و قبلها حلّة ٌ عاصت ولم تجبب
فتلكَ ما بينَ مستنٍّ ومنتعشٍ
و هذه بين مقتولٍ ومنتهب
فكم ملاعبِ أرماحٍ تركتَ بها
تدعو حلائله بالويل والحرب
و كم فتى كرمٍ أعطاكَ مقودهُ
فاقتادَ كلُّ كريم النفسِ والنسبِ
إن لا تقد عظمَ ذا الجيش اللهام فقد
شاركتَ قائدَهُ في الدَّرّ والحَلَبِ
فالنّاسُ غيرَك أتباعٌ له خَوَلٌ
وأنتَ ثانيه في العَليا من الرّتب
أيّدتهُ عضداً فيما يحاولهُ
وكُنتُما واحداً في الرأي والأدب
فليسَ يسلكُ إلاّ ما سلكتَ ولا
يسيرُإلاّعلى أعلامكَ اللُّحبِ
فقد سَرَى بسِراجٍ منك في ظُلَمٍ
وقد أُعينَ بسَيْلٍ منك في صبَبَ
جَرَيتُما في العلى جَريَ السواء معاً
فجئتُما أوَلاً والخَلقُ في الطّلَبِ
و أنتما كغراريْ صارمٍ ذكرٍ
قد جُرّدا أو كَغربَي لهذَمٍ ذَرِبِ
وما أدامَتْ له الأيامُ حَزمَك أو
عاداتِ نصرك في بدءٍ وفي عقب
فليسَ يعيا عليه هولُ مطّلعٍ
وليس يَبعُدُ عنه شأوُ مُطّلَب[/font]


[/align]
[/font][/cell][/tabletext][/align]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قد كتبنا في قطعة ٍ من جرابِ
قد كتبنا في قطعة ٍ من جرابِ
رقم القصيدة : 10788
-----------------------------------
قد كتبنا في قطعة ٍ من جرابِ
وجعَلنا المَقالَ غيرَ صَوابِ
ودَعَوْناكَ لا لتجمعَ شَملاً
وبَعَثْنا ابن دأية ٍ بالكتابِ
فإذا جئتنا فجئْ بنديمٍ
و سماعٍ ومجلسٍ وشرابِ[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> و ثلاثة ٌ لم تجتمعْ في مجلسٍ
و ثلاثة ٌ لم تجتمعْ في مجلسٍ
رقم القصيدة : 10789
-----------------------------------
و ثلاثة ٌ لم تجتمعْ في مجلسٍ
إلاّ لمثِلكَ والأديبُ أريبُ
الوردُ في رامشنة ٍ من نرجسٍ
والياسَمينُ وكُلّهُنّ غريب
فاحمرّ ذا واصفرّ ذا وابيضّ ذا
فبدتْ دلائلُ أمرهنّ عجيب
فكأنّ هذا عاشِقٌ وكأنّ ذا
كَ معشَّقٌ وكأنّ ذاكَ رقيبْ[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وأبيَضٍ كلِسانِ البَرقِ مخترَطٍ
وأبيَضٍ كلِسانِ البَرقِ مخترَطٍ
رقم القصيدة : 10790
-----------------------------------
وأبيَضٍ كلِسانِ البَرقِ مخترَطٍ
من دونِ حقّ معِزّ الدينِ إصْليتِ
منيّة ٌ ليس تبغي غيرَ طالبِها
و كوكبٌ ليس يبغي غيرَ عفريتِ[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> عَبَراتٌ تَحثُهُّا زفَراتُ
عَبَراتٌ تَحثُهُّا زفَراتُ
رقم القصيدة : 10791
-----------------------------------
عَبَراتٌ تَحثُهُّا زفَراتُ
هُنّ عنْه بألسُنٍ ناطِقاتُ
وَيْحَه إذ أطاعَه جِيدُ ظبيٍ
و لواءٌ إلى الهوى منصات
عَطَفَ الدّهرُ عطفة ً فرَماه
بسهامٍ تريشها النّكبات
أيهاالصّبُّ لا ترعْ فالليالي
فرحاتٌ تشوبها ترحات
و كذا الحبُّ ضحكة ٌ وبكاءٌ
و كذا الدهرُ ألفة ٌ وشتات[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ
لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ
رقم القصيدة : 10792
-----------------------------------
لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ
و من عاقدٌ في لحظ طرفكِ نافثُ
و من مذنبٌ في الهجرِ غيركِ مجرمٌ
ومَن ناقصٌ للعهدِ غيرَكِ ناكث
مليكٌ إذا مالَ الرّضى بجفونهِ
رأيتَ مميتاً بينَ عينيهِ باعث
عيونَ المها لا سهمكنّ ملبَّثٌ
ولا أنا مما خامَرَ القلبَ لابث
أيحسَبُ ساري الليلة ِ البدرَ واحداً
و في كللِ الأظعانِ ثانٍ وثالث
سرينَ بقُضْبِ البانِ وهي موائدٌ
تثنّى وكُثبِ الرّمل وهي عثاعث
أُريدُ لهذا الشمل جمعاً كعهدنا
وتأبَى خطوبٌ للنوى وحوادث
عبثتُ زماناً بالليالي وصرفها
فها هي بي لو تعلمون عوابث
لئن كان عشقُ النفس للنفس قاتلاً
فإني عن حتفي بكفيَ باحث
و إن كان عمر المرءِ مثلَ سماحهِ
فإنّ أميرَ الزّاب للأرض وارث
إذا نحن جئناه اقتسمنا نواله
كما اقتسمتْ في الأقربينَ الموارث
و إنّ حراماً أن يؤمّل غيرهُ
كما حُرّمَتْ في العالَمين الخبائث
تَبَسّمَتِ الأيّامُ عنه ضواحكاً
كما ابتسمت حُوُّ الرياضِ الدمائث
وسَدّ ثُغورَ المُلكِ بعدَ انثلامِها
و قد أظلمتْ تلك الخطوبُ الكوارث
فما راد في بُحبوحة المُلك رائدٌ
و لا عاثَ في عرّيسة ِ اللّيثِ عائث
وقد كان طاح، الملك لولا اعتلاقهُ
حبائلَ هذا الأمرِ وهي رثائث
رمى جبلَ الأجبال بالصّيلمِ التي
يغشّي جبين الشمس منها الكثاكث
و ما راعهمْ إلاّ سرادقُ جعفرٍ
تحُفُّ به أُسْدُ اللّقاءِ الدّلاهِث
فَجدّلهم عن صهوة الطِّرف راكبٌ
و أظعنهمْ عن جانب الطودِ ماكث
صقيلُ النُّهى لا ينكثُ السيفُ عهدَه
إذا غرّتِ القومَ العهودُ النكائث
مُضاعَفُ نسج العِرضِ يمشي كأنما
يلُوثُ به سِرْبالَ داودَ لائث
قديمُ بناءِ البيتِ والمجد أُسِّسَتْ
قواعده شرُّ الأمورِ الحدائثُ
سريعٌ إلى داعي المكارم والعُلى
إذا ما استريث النكس والنكس رائث
و ما تستوي الشَّغواءُ غيرَ حثيثة ٍ
قوادمُها والكاسراتُ الحثائث
شَجاً لِعِداه لا مزار نفوسهم
قريبٌ ولا الأعمار فيهم لوابثْ
لعمري لئن هاجوكَ حرباً فإنّها
أكفُّ رجالٍ عن مُداها بواحث
تركتَ فؤادَ الليثِ في الخيس طائراً
وقد كان زأآراً فها هو لاهِث
فلا نُقِضَ الرأيُ الذي أنتَ مُبرمٌ
ولا خُذِل الجيشُ الذي أنت باعث
تورّعتَ عن دنياكَ وهي غَريرة ٌ
لها مبسمٌ بردٌ وفرعٌ جثاجث
و ما الجودُ شيئاً كان قبلك سابقاً
بل الجودُ شيئٌ في زمانك حادث
كأنّك في يومِ الهياجِ مرنَّحٌ
تهيجُ المثاني شجوه والمثالث
لئن أثَّ ما بيني وبينك في النّدى
فإنّ فروع الواشجات أثائث
نظمتُ رقيقَ الشعر فيك وجَزلَه
كأنّيَ بالمرجان والدُّرّ عابث
سَقَيْتُ أعاديكَ الذُّعافَ مُثَمَّلاً
كأنّ حبابَ الرّملِ من فيّ نافث
حلَفتُ يميناً إنّني لك شاكرٌ
وإني وإنْ بّرتْ يميني لحانث
و كيف ولم تشكركَ عنّي ثلاثة ٌ
و ما ولدت سامٌ وحامٌ ويافث[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
رقم القصيدة : 10793
-----------------------------------
أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
تَبَلّجْتِ مِنْ شَرْقِيّة ِ فتبلّجاَ
كأنّ به لّما شرى منكِ واضحاً
تبسمّ ذا ظَلمٍ شنيباً مُفلَّجا
مطارُ سنى يزجى غماماً كأنّما
يُجاذبُ خَصْراً في وشاحك مُدمجا
ينوءُ إذا ما ناءَ منك ركامهُ
برادفَة ٍ لا تَستَقِلُّ منَ الوَجَى
كأنّ يداً شقّتْ خلالَ غيومهِ
جُيوباً أوِ اجتابَتْ قباءً مُفرَّجا
هلمّا نحيّي الأجرعَ الفردَ واللّوى
وعُوجا على تلك الرّسومِ وعَرّجَا
مواطئُ هندٍ في ثرى ً متنفّسٍ
تضوّعَ منْ أردانها وتأرّجا
منعّمة ٌ أبدتْ أسيلاً منعَّماً
تضرّجَ قبلَ العاشقين وضرّجا
إذا هَزّ عِطْفَيْها قَوامٌ مُهَفْهَفٌ
تداعى كثيبٌ خلفها فترجرجا
أنافسُ في عقدٍ يقبّلُ نحرها
وأحْسُدُ خَلخالاً عليها ودُمْلُجا
لقد فزتُ يوم النابضين بنظرة ٍ
فلم تلقَ إلاّ بدرَ تمٍّ وهودجا
وأسْعَدَني مُرْفَضُّ دمعي كأنّها
تَساقَطَ رأدَ اليوْمِ دُرّاً مُدَحْرَجَا
ألَذُّ بما تَطْويهِ فيكِ جَوانحي
وأشجى تَباريحاً وأسْتعْذِب الشَّجا
أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَلِّساً
يجوز الفلا أو ساريَ اللّيل مدلجا
ترفّعَ عنَّا سجفه فكأنّهُ
يُحيّى بيحيَى صبْحَه المتبَلِّجا
ترامَى بنا الأكوارُ في كلّ صَحصَحٍ
تظلُّ المهاري عسِّجاً فيه وسَّجا
سَرَينا وفودَ الشّكر من كلّ تلعة ٍ
إذا ما وَزَعَنا الليلَ باسمك أُسرجا
غمرتَ ندى ً فلا البرقُ خلَّباً
لديكَ ولا المزْنُ الكنَهْوَرُ زِبرَجا
وما أمَّكَ العَافُونَ إلاّ تعرّفُوا
جنابَكَ مأنُوساً وظِلَّكَ سَجسَجا
ولم تُرَ يوْماً غيرَ عاقِدِ حُبوة ٍ
لتديرِ مُلْكٍ أو كمِيّاً مُدَجَّجاَ
وكنتُ إذا ثارتْ عجاجة ُ قسطل
فجَلّلَتِ الأفقَ البَهيمَ يَرنَدَجا
تخلّلْتَها في المَعرَكِ الضنَّكِ مُقدِماً
وخُضْتَ غِمارَ الموت فيها مُلجِّجا
فلم ترَ إلاّ بارقاً متألّقاً
تخَلّلَهَا أو كَوكَباً مَتأجّجا
فداؤك نفسي ماجداً ذا حفيظة ٍ
يُدير رْحى العَليا على قُطُبِ الحِجى
وسيّدُ ساداتٍ إذا رأتهُ
عرفتُ يمانيِ النَّجارِ متوخا
تألق في أوضاحهِ وحجولهُ
فلم تَرَ عيني منظراً كان أبهَجا
لقد نبه الآدابُ بعد خمولها
وجدَّدَ منها عافْيَ الرسم ِمنهجاً
له شيمة ٌ كالأري صفوٌ سجالها
وما السَّمُّ إلاّ أن يُقانَى ويُمزَجا
ألا لا يَرُعْه بأسُ يومِ كريهة ٍ
فلن يُذعَرَ اللّيثُ الهْزَبْرُ مُهَجهِجا
نَحى المغربَ الأقصى بسَطْوة ِ بأسِهِ
فغادرَه رهواً وقد كانَ مرتجا
مطلاً على الأعداءِ ينهجُ بينها
بسمر العوالي والقواضبِ منهجا
ليالي حُروبٍ شِدْتَ فيها لجعفَرٍ
مَآثِرَ لم يُخْلِفْنَه فيك ما رجا
وكمْ بِتَّ يقظانَ الجفونِ مُسَّهداً
تريهِ شموس الرأي في غسقِ الدُّجى
فلاحَظَ عَضْباً عن يمينك مُرْهَفاً
وطِرْفاً جَواداً عن يسارك مُسْرَجا
وكم لك من يومٍ بها جدِّ معلمٍ
يصلي الأعاديْ جمرهُ المتوهجا
تَقومُ به بينَ السّماطَينِ خاطِباً
إذا يومَ فَخْرٍ ذو البيانِ تَلجْلَجا
أيا زكريّاءَ الأغَرّ أهِبْ بهَا
وقائعَ الهَجْنَ القريضَ فألهِجا
لِتَهْنِئْكَ أمثالُ القوافي سوائراً
وكنت حرياً أن تسرّ وتبهجا
فَدُمْ للشبّابِ المُرجَحِنّ وعَصْرِهِ
تُؤمَّلُ فينا للخُطوب وتُرتَجى َ[/font]


 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> هلْ كانَ ضمَّخ بالعبير الريحا
هلْ كانَ ضمَّخ بالعبير الريحا
رقم القصيدة : 10794
-----------------------------------
هلْ كانَ ضمَّخ بالعبير الريحا
مُزْنٌ يُهَزُّ البرقُ فيه صَفيحا
تُهدي تحِيّاتِ القلوبِ وإنّما
تُهْدي بهنّ الوجْدَ والتّبريحا
شرقت بماء الوردِ بلل جيبها
فسرتْ ترقرقُ درّه المنضوحا
أنفاسُ طِيبٍ بِتْنَ في درْعي وقد
باتَ الخيالُ وراءهُنّ طَليحا
بل ما لهذا البرق صلاًّ مطرقاً
ولأي شملِ الشمائمين أتيحا
يدني الصباحَ بخطوهِ فعلامَ لا
يدني الخليطَ وقد أجدّ نزوحاً
بتنا يؤرقنا سناهُ لموحا
ويشُوقُنا غَرَدُ الحمامِ صَدُوحا
أمُسَهَّدَيْ ليلِ التِّمامِ تعالَيا
حتى نَقومَ بمأتمٍ فَنَنُوحَا
وذَرا جلابيباً تُشَقّ جيوبُها
حتى أُضَرّجَها دَماً مسْفُوحا
فلقد تجهّمني فراق أحبتي
وغدا سَنِيحُ المُلْهِياتِ بَريحا
وبَعُدْتُ شَأوَ مطالبٍ وركائبٍ
حتى امتطيتُ إلى الغمامِ الريحا
حَجّتْ بنا حرمَ الإمام نجائبٌ
ترمي إليه بنا السهوبَ الفيحا
فتَمسّحَتْ لِمَمٌ بهِ شُعْثٌ وقد
جئنا نقِّبل ركنهُ الممسوحا
أما الوفودُ بكل مطلعٍ فقد
سرّحتُ عقلَ مطيّهم تسريحا
هل لي إلى الفردوسِ من إذنٍ وقد
شارَفْتُ باباً دونَها مفتوحاً
في حيث لا الشعَراء مُفحَمَة ٌ ولا
شأوُ المدائح يُدْرِك الممدوحا
ملك أناخَ على الزمان بكلكلٍ
فأذل صعباً في القيادِ جموحا
يمضي المنيا والعطايا وادعاً
تعبت له عزامتهُ وأريحا
نَدعوهُ مُنْتَقِماً عزيزاً قَادِراً
غفّارَ مُوبقة ِ الذّنوبِ صَفوحا
أجدُ السماحَ دخيلَ أنسابٍ ولا
ألْقاهُ إلاّ منْ يديْهِ صَريحا
وهو الغمامُ يصوبُ منه حياتنا
لا كالغمام المستهلُّ دلوحا
نَعَشَ الجُدودَ فلو يُصافحُ هالكاً
ما وسدته يد المنونِ ضريحا
قُلْ للجبابرة ِ المُلوكِ تَغَنّموا
سلماً كفى الحربَ العوان لقوحا
بعيونكم رهجُ الجنودِ قوافلاً
بالأمسِ تنتعلُ الدّماءَ سفوحا
أمّتْكَ بالأسْرى وفُودُ قبائلٍ
لا يَجتدينَكَ سَيْبَكَ الممنوحا
وصلوا أسى ً بغليلِ تذكارٍ كما
وصَل النّشاوَى بالغَبوق صَبوحا
لو يعرضونَ على الدُّجنّة أنكرتْ
ذاكَ الشحوبَ النُّكرَ والتلويحا
و لقد نصحتهمُ على عدوانهم
لكنّهم لا يقبلونَ نَصِيحاَ
حتى قَرَنْتَ الشمل والتفريقَ في
عَرَصاتهمْ والنّبْتَ والتّصْويحا
ونَصَرْتَ بالجيش اللُّهام وإنّما
أعددتهُ قبل الفتوح فتوحا
أفقٌ يمورُ فيه عجاجة ً
بحرٌ يموج البحرُ فيه سَبوحا
لو لم يسرْ في رحبِ عزمكَ آنفاً
لم يلفِ منحرقَ الخبوتِ فسيحا
يُزْجيهِ أرْوَعُ لو يُدافَعُ باسمِهِ
عُلويُّ أفلاكِ السّماءِ أزيحا
قادَ الخضارمة َ الملوكَ فوارساً
قد كان فارسَ جمعها المشبوحا
فكأنّما مَلَكَ القضاءَ مُقدِّراً
في كلّ أوبٍ والحمامَ متيحا
وافى بهيبة ذي الفقارِ كأنما
وشحتهُ بنجادهِ توشيحا
حتّى إذا غمرَ البحارَ كتائباً
لو يرتشفْنَ أُجاجَها لأميحا
زخَرَتْ غواشي الموت ناراً تلتظي
فأرتْ عدوّكَ زندك المقدوحا
فكأنّما فَغَرَتْ إليهِ جَهَنّمٌ
منهنّ أو كلحتْ إليه كلوحا
وأميّة ٌ تحفى السّؤالَ وما لمنْ
أودى به الطّوفانُ يذكرُ نوحا
بهتوا فهم يتوهّمونكَ بارزاً
والتّاجَ مؤتلقاً عليك لَمُوحا
تتجاوبُ الدّنْيا عليهم مأتَماً
فكأنما صبّحتمْ تصبيحا
لَبِسوا معائبَهم ورُزْءَ فقيدِهم
كاللاّبساتَ على الحِدادِ مُسوحا
أنْفِذْ قضاءَ الله في أعدائِه
لِتُراحَ من أوتارها وتُريحا
بالسّابقين الأولينَ يؤمُّهُمْ
جبريلُ يَعتنِقُ الكُماة َ مُشِيحا
فكأنّ جَدّكَ في فوارسِ هاشِمٍ
منهم بحيثُ يرى الحسينَ ذبيحا
أعليكَ تختلفُ المنابرُ بعدما
جَنحتْ إليكِ المَشرِقانِ جُنوحا
أمْ فِيكَ تخْتَلِجُ الخلائقُ مِرْيَة ً
كلاّ وقد وضحَ الصّباحُ وضوحا
أوتيتَ فضلَ خلافة ٍ ... كنبوّة ٍ
ونجيَّ إلهامٍ كوحيٍ يوحى
أخَليفَة َ الله الرّضَى وسبيلَة ُ
ومنارهُ وكتابهُ المشروحا
يا خيرَمن حجّتْ إليهِ مطيّة ٌ
يا خيرَ من أعطى الجزيلَ منوحا
ماذا نقولُ جللتَ عن أفهامنا
حتى استَوَيْنا أعْجَماً وفَصِيحا
نَطَقَتْ بك السَّبْعُ المثاني ألسُناً
فكَفَيْنَنَا التعريض والتّصْريحا
تَسْعَى بنورِ الله بَينَ عِبادِهِ
لتضئَ برهاناً لهم وتلوحا
وجدَ العيانُ سناك تحقيقاً ولم
تُحِطِ الظّنونُ بكُنْهِهِ تصريحا
أخشاكَ تنسي الشمسَ مطلعها كما
أنسى الملائكَ ذكركَ التّسبيحا
صوّرتَ من ملكوتِ ربّك صورة ً
وأمدَّها علماً فكنتَ الرّوحا
أقسمتُ لولا أن دعيت خليفة ً
لَدُعِيتَ من بعدِ المسيح مسيحا
شَهِدَتْ بحخركَ السّمواتُ العُلى
وتنزّلَ القرآنُ فيك مديحا[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أنظلمُ أن شمنا بوارقَ لمَّحا
أنظلمُ أن شمنا بوارقَ لمَّحا
رقم القصيدة : 10795
-----------------------------------
أنظلمُ أن شمنا بوارقَ لمَّحا
وضحنَ لساري الليل من جنب توضحا
بعينك، أن باتت تُحرِّقُ كُورَها،
محجَّلة ً غرَّاً من المُزنِ دلَّحا
ولمّا احتضنّ أرهفنَ خصرهُ
فباتَ بأثناء الصبّاح مُوشَّحا
تحمّلَ ساريها إلينا تحيّة ً
فهيّجَ تذكاراً ووجدا مُبرِّحا
وعارضهُ تلقاءَ أسماءَ عارضٌ
تكفّى ثبيرٌ فوقه فترجعا
ولمّا تهادى نكّبَ البيدَ معرضاً
وأتأقَ سجْلاً للرّياض فطفّحا
تَدلّى فخِلتُ الدُّكنَ من عَذَباتهِ
كواسرَ فتخاً في حفافيه جنَّحا
لِتَغْدُ غَواديهِ بمُنعَرج اللّوى
موائحَ رَقراقٍ من الرِّيّ مُتَّحا
سقته فمجتْ صائك المسكِ حفَّلاً
تسحُّ وأذرتْ لؤلؤ النظم نضَّحا
فلم تبق من تلك الأجارع أجرعاً
ولم تبقِ من تلك الأباطح أبطحا
ولله أظْعانٌ ببرقة ِ ثهمدٍ
وقد كَربتْ تلك الشموسُ لتجنحا
أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَبَّقاً
بكأس النوى صِرْفاً وإلاّ مصَبَّحا
وأبيضَ من سِرّ الخِلافَة ِ واضِحٍ
تجلّى فكان الشمسَ في رونقِ الضّحى
عنيفٌ ببَذلِ الوَفرِ يَلحي عُفاتَه
على صفدٍ ما كان نُهزة َ من لحى
تَوَخّاهُمُ قبلَ السؤال تبرّعَا
بمعروفِ ما يُولي، وسِيلَ فأنجحا
صَحا أهلُ هذا البذل ممّنْ عَلمتَه
وأمسكَ بالأموال نشوانُ ما صَحا
ذروا حاتما عنّا وكعباً فإننا
رأيناه بالدنيا على الدين أسمحا
أُريكَ به نَهْجَ الخلافة مَهيَعاً
يُبين وأعلامَ الخلافة وُضَّحا
كثيرُ وجوه الحزْم أردى به العِدى
وأنحى به ليْثَ العّرينَة ِ فانتحى
ولمّا اجتباه والملائكُ جنده
لَمهلكهم دارت على قُطبها الرّحى
فقلّدها جمَّ السياسة ِ مدرهاً
إذا شاء رام القصْدَ أو قال أفصَحا
نحاهم به أمضى من السيف وَقعهُ
وأجزَلَ من أركان رَضوى وأرجحا
وقد نَصَحَتْ قُوّادُها غيرَ أنّني
رأيتُ ربيبَ الملكِ للملكِ أنصحا
رآه أميرُ المؤمنين كعهدهِ
لديه ولم تنزحْ به الدارُ منزحا
ولّما تَغَشّتْ جانبَ الأرض فتنة ٌ
تشُبُّ لَظى الهيجاء ألفَحَ ألفَحا
رمى بك قارونَ المغاربِ عاتياً
وفرعونها مستحيياً ومذبِّحا
ورامَ جماحاً والكتائبُ حوله
فوافاكَ في ظلّ السُّرادق أجمَحا
فلمّا اطلَخَمّ الأمرُ أخفَتَ زأرَه
فمجمج تعريضاً وقد كان صرّحا
مُرَدِّدُ جأشٍ في التراقي فضَحتَه
وكانتْ له امُّ المنيّة ِ أفضحا
ومُطّرِحُ الآراءِ ما كَرّ طَرفَه
ولا ارتدّ حتى عادَ شِلْواً مُطرَّحا
فلم يُدْعَ إرناناً ولا اصْطقَقَتْ له
حلائله في مأتمِ النَّوح نوَّحا
وغُودِرَ في أشياعهِ نَبأً وقدْ
مَحوْتَ به رسمَ الدّلالة فامّحى
وأدركتُ سولاً في ابن واسول عنوة ً
وَزَحزَحتَ منه يذبُلاً فتزَحزَحا
وإلاّ أبنْه في العُصاة ِ فإنّني
أرى شارباً منهم يميل مرنَّحا
يموت ويَحيْا بينَ راجٍ وآيسٍ
فكانَ له الهُلْكُ المُواشكُ أرْوَحا
تضَمّنَه حَجْلٌ كلَبّة أرقَمٍ
إذا خرسَ الحادي ترنّمَ مفصحا
أُريكَ بمرآة ِ الإمَامَة ِ كاسْمها
على كورِ عنسٍ والإمامَ المرشَّحا
وقد سَلَبَتْه الزّاعبيّة ُ ما ادّعى
فأصْبحَ تِنّيناً وأمش ذُرَحْرَحا
فما خطبه شاهتْ وجوه دعاتهِ
وجدعَ من مأفون رأيٍ وقبّحا
وكان الجذاميُّ الطويلُ نجادُه
بهيماً مدى أعصارهِ فتوضّحا
عجلتَ له بطشاً وإن وراءه
لخرقاً من البيد المروراتِ أفيحا
مُعاشِرُ حربٍ يحلب الدهرَ أشطُراً
فلم يتّرِكْ سَعْياً ولم يأتِ مَنجَحا
أقولُ له في موثقِ الأسرِ عاتباً
تجاذبهُ الأغلالُ والقيدُ مقمحا
لئن حَمَلَتْ أشياعُ بغْيكَ فادحاً
يغولُ لقد حُمّلتَ ما كان أفدحا
ولا كابنه أذكى شهاباً بمعركٍ
وأجمحَ في ثِنْي العنانِ وأطمحا
مرت لك في الهيجاء ماءَ شبابهِ
وأثكَلْتَه منه القضيب تَهَصّرَتْ
أعاليه والرّوْض المُفوَّفُ صُوّحا
لعمري لئنْ ألحقته أهلَ ودّه
لقد كان أوحاهم إلى مأزِقِ الرّحى
وكم هاجعٍ ليلَ البياتِ اهتبلته
فصَبّحتَه كأس المنيّة ِ مُصْبِحا
وهدّمْتَ ما شادَ العِنادُ وقد رَسَتْ
أواخِيهِ في تلك الهَزاهزِ رُجِّحا
صَفحتَ عن الجانينَ مَنّاً ورأفة ً
وأعنانهِ حتى هوتْ فتفسّحا
وقد كان باباً مرتجاً دونَ جنّة ٍ
فلمّا دنَتْ تلك اليمينُ تَفتَّحا
ليالي حُروبٍ كُنّ شُهبْاً ثَواقباً
لها شعلٌ كانتْ سمائم لفَّحا
وعَفّى على إثْرِ الفسادِ وأصْلحا
دعاكَ إلى تأمينهِ فأجبته
ولو لم تَدارَكهْ بعارفة ٍ طَحا
وفي آلِ موسى قد شنَنتَ وقائعاً
أهبتَ لهم تلك الزّعازعَ لقَّحا
فلمّا رأوا أنْ لا مفَرّ لهارِبٍ
وأبدَتْ لهم أُمُّ المنيّة مَكلَحا
وأكدى عليهم زاخرُ اليمّ معبراً
وضاقَ عليهم جانبُ الأرضِ مسَرحا
صفحتَ عن الجانبينَ منّاً ورأفة ً
وكنتَ حريّاً ان تمنّ وتصفحا
وقد أزمعوا عن ذلكَ السِّيفِ رِحْلَة ً
فملّكتَ أولاهمْ عناناً مسرَّحا
وكان مشيدُ الحصنِ هضبَ متالع
فغادرته سهباً بتيماءَ صحصحا
قضى ما قضى منه البَوارُ فلم يُقَلْ
نعمتَ ولا حيّيتَ ممسى ً ومصبحاً
معالمُ لا يندَ بنَ آونة ً ولا
تنوحُ حمامُ الأيك فيهنّ صدَّحا
وكانوا وكانَتّ فترة ٌ جَاهلِيّة ٌ
فقد نهّجَ اللهُ السبيلَ وأوضحا
لأفلحَ منهم مَن تزكّى وقادَهُ
حواريُّ أملاكٍ تزكّى وأفلحا
حلفتُ بمستَنّ البِطاحِ أليّة ً
وبالركن والغادي عليه مُمسِّحا
لردّوا إلى الآياتِ معجزة ً فلو
لمستَ الحصى فيهم بكفيكَ سبّحا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي
سرى وجناحُ الليلِ أقيمُ أفتخُ
رقم القصيدة : 10796
-----------------------------------
سرى وجناحُ الليلِ أقيمُ أفتخُ
ضجيعُ مهادٍ بالعبيرِ مضمَّخُ
فحيّيتُ مزْورَّ الخيالِ كأنّه
محجَّبُ أعلى قبّة ِ الملكِ أبلخُ
وما راعَ ذاتَ الدَّلّ إلاّ معرّسي
وملقى نجادي والجلالُ المنوَّخُ
وخِرْقٌ له لِبْدَة ِ اللْيثِ مَرتعٌ
وفي لهواتِ الأرقمِ الصِّل مَرسَخُ
إذا زارها اغطّتْ عُقابُ مَنيّة ٍ
وليسَ لها إلاّ الجَماجِمَ أفرُخ
يحلُّ على الأمواهش تتلعُ دونها
رؤوسُ العوالي والمذاكي فتشدخُ
بحيث مَجَرُّ الجيش وهْوَ عَرَمْرَمٌ
واجبله من قسطلٍ وهي شمَّخُ
بمَيْثاءَ تُروي المسكَ بالخمرِ كلما
تسلسلَ فيها جدولٌ يتنضّخُ
كأنّ القنا فيه طُهاة ٌ وطُبَّخ
خُدورٌ تُدَمّى أو نحورٌ تُلَخْلَخ
لئن كان هذا الحسنُ يُعجَم أسطُراً
لأنْتِ التي تُمْلينَ والبدر يَنسَخ
ثكلتكِ شمساً من وراءِ غمامة ِ
وجنّة َ خلدس دونها حالَ برزخُ
فإنْ تسأليني عن غليلٍ عهدتهِ
فكالجمرِ في خَدّيْكِ لا يتبوّخ
ألا لا تُنَهْنِهْني الخطوبُ بحادثٍ
فلي همّة ٌ تبري الخطوبَ وتنتخُ
فلا تشمخِ الدّنيا عليّ بقدرها
فإنّي بأيام المعزّ لأشمخ
يؤيّده المقدارُ بالغَ أمرهِ
ويمدحُ بالسّبع المثاني ويمدخُ
فمَهْلاً عِداه ما على الله مَعْتَبٌ
وليس لما يأتي به الوَحيُ مَنسَخُ
لكَ الأرضُ دونَ الوارثينَ وإنّما
دعَوتَ الورى فيها عُفاة ً فبخبَخوا
أشَبْتَ قرونَ المُلكِ قبلَ مشيبهِ
فأرضاكَ منه أشْيَبُ الحلم أشيَخ
رجالٌ أضّلوا رائداً وهَدَيتُمُ
ولا سرجُ الآياتِ فيهنّ بوَّخُ
وليس ظهارٌ يحجبُ الغيبض دونها
ولكنّها قدسيّة ٌ فيه تَرسُخ
على الشمس دون البدر منها أسرّة ٌ
وفي يَذْبُلٍ منها شماريخُ بُذَّخ
وقد وفَد الأسطولُ والبحرُ طالبَيْ
ندى مزمعي هيجاءَ هذا لذا أخ
كما التهبتْ في ناظرِ البرقِ سعلة ٌ
تلَقي سَناها من فمِ الرّيح مَنفَخَ
لديكَ جنودُ الله غضْبَى على العِدى
لها منكَ في الجندِ الرُّبوبيّ مصرخ
فلو أنّ بحراً يلتهمنَ عبابه
لمرّ نفاثاً بينها يتسوّخ
ترى الفجرَ منها تحتَ ليلٍ مسبَّجٍ
كأنّ حداداً فيه بالنِّقسِ يلطخ
لها لَجَبٌ يستجفلُ المزنَ صَعقُه
ويقْرَعُ سمعَ الرّعدِ زاراً فيصمخ
زئيرُ ليوثٍ مدّ في لهواتها
وهَدْرُ قرومٍ في الشقاشق بخبخوا
نَظوْا كلّ لَفْحٍ من غِرارِ مهنّدٍ
هو الجَمرُ إلاّ أنّه ليس يُنفَخ
يشقُّ جيوبَ الغمدِ عنه اتقاده
وللحيّة الرّقشاءِ في مسلخِ
إلى كُلّ عَرّاصِ الكُعوب كأنّه
نوى القسبِ أنه ليس يرضخ
بكلّ ثِقافٍ من عواليك مَدعَسٌ
وفي كلذ من الرأس مشدخ
لقد سارتِ الرُّكبْانُ بالنّبإ الذي
يشيبُ له طفلٌ وينصاتُ أجلخ
وضَجّتْ له الأصنامُ إنّ ضَجيجَها
صدى ً من بني مروان حرّان يَصرخ
بني هاشمٍ هل غيرُ عصرٍ مذلَّلٍ
لياليهِ أقتابٌ عليها وأشرخ
أتيتمْ وراء الهولِ فاليمُّ مشرعٌ
وقربتُمُ الآفاقَ فالأرضُ فرسخ
وكنتُمْ إذا ما ماجَ عُثنونُ قسطلٍ
كما اغبرّ مجهولُ المخارم سربخ
قريتمْ سباعَ الأرض في كل معركٍ
كأنّ القنا فيه طهارة ٌ وطبَّخ
وقُدْتُمْ إلَيْها كُلَّ ذي جَبريّة ٍ
على المُقرَباتِ الجُرْد تَبأى وتبذخ
من الطالباتِ البْرقَ لاالشأوُ مُرهَقٌ
ولاالعطف مجنوب ولاالرِّدف ابزخُ
إذا شدَ خته مشقة ٌ أنّ موقذاً
حسيراً كما أنَّ الأميمُ المشدَّخ
كثيرُ جِهاتِ الحسنِ تَهمي جداولاً
و لكنّها بين المحاجر ثوَّخ
يعوَّذث من مكحولة ِ الحشفِ إن بدا
وينضحُ نفثَ الراقياتِ وينضخ
فداءٌ لفاديكم من الناس معشرٌ
لهم روعُ دهرٍ منكمُ ليس يفرخ
رجالق أضلوا رائداً وهديتمُ
وجَلّيتُمُ عنه العَماءَ وطَخطخوا
لعمري لئن كانت قريشاً بزعمها
فإنّا وجدنا طينة َ المسكِ تسنخ
نَصحتَ ملومَ العُرْبِ والعُجم بالتي
يراها عمٍ منهم ويسمع أصلخ
أتدرونَ أيُّ الماءِ أكثرُ ساقياً
وأيُّ جبالِ الله في الأرضِ أرسخ
هدى واعتصاماً قبل تطمس إوجهٌ
تُشاه بلَعْنِ اللاّعنينَ وتُمْسخ
معزُّ الهدى للهِ حوضُ شفاعة ٍ
يُسلسَلُ تحتَ العرش رِيّاً ويَنقخ
سقيتَ فلا لبُّ اللبيبِ معطِّشٌ
لديكَ ولا كافورَة ُ العهدِ تَسنخ
وأينَ بثغرٍ عنكَ يبغى سداده
وخليلكَ في كرخيّة الكرخ تُكرخ
وقد عجمتْ هندَ الملوك سندها
ليالٍ تركمَ الفيلَ كالبكرِ يقلخ
لأصْليتَها ناراً هي النّارُ لا التي
تنتِّخُ فيها ألفَ عامس وتمرخ
فإن يَختطِفْها الدينُ خَطفَة َ بارقٍ
فمنْ أسدٍ ناتي البراثنِ تملخ
أآياتُ نصرٍ أمْ ملائكُ حوَّمٌ
وأطرافُ أرضٍ أم سَماءُ تُدَوَّخ
وما بلغتْكَ البُردُ أنضاءَ نيّة ٍ
ولكنّها أرماقُ تفسَّخ
سَرَينَ فخلّفْنَ النّجومَ كأنّها
هَجائنُ عِيسٍ في المبارِكِ نُوَّخ
فقُلْ للخميس الطّهْرِ إنّ لواءكمْ
نخا نخوة َ النصرِ المُعِزِّيّ فانتَحوا
ألِكْني إليهم والتّنائفُ دونهم
سقتهم أهاضيبٌ من المزن نضخ
كهولٌ بنادي السلم قد عقدوا الحبى
شبابٌ إذا ما ضَجّ في الحيّ صُرَّخ
لَنِعْمَ وُكورُ الدينِ تَدرُجُ بينها
فإنّا رأينا دارجَ الطّيرِ يُفْرِخ
و أخلقْ به فالعنزُ تنتجُ سخلة ً
ويبزلُ نابٌ بعد ذاك ويَشرخ[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> يا روضَ علمٍ ويا سَحابَ ندى ً
يا روضَ علمٍ ويا سَحابَ ندى ً
رقم القصيدة : 10797
-----------------------------------
يا روضَ علمٍ ويا سَحابَ ندى ً
لا زِلتَ لا زِلتَ عيشَناً الرَّغَدا
يترى علينا ندى يديكَ كما
تدافعَ الموجُ جالَ فاطّردا
عوّضنا الله منْ سِواكَ ولا
عوّضَنا منكَ سيّدا أبدا
أيَّ هزبرٍ كانَ الهزبرُ لقد
غادرَ منكَ الضرغامة الأسدا[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> بلى ! هذه تَيماءُ والأبْلقُ الفَرْدُ
بلى ! هذه تَيماءُ والأبْلقُ الفَرْدُ
رقم القصيدة : 10798
-----------------------------------
بلى ! هذه تَيماءُ والأبْلقُ الفَرْدُ
فسلْ أجماتِ الأُسد ما فعل الأسدُ
يقولونَ : هلْ جاءَ العراقَ نذيرها
فقلتُ لهم ما قالتِ العِيس والوَخد
أصيخوا فما هذا الذي أنا سامعٌ
برعدٍ ولكنْ قعقعَ الحلقُ السّرد
تؤمُّ أميرَ المؤمنين طوالعاً
عليه طلوعَ الشمس يقدُمُها السَّعد
فتوحاتُ ما بينَ السَّماءِ وأرضها
لها عند يومِ الفخرِ ألسنة ٌ لُدُّ
سَيعْبَقُ في ثوبِ الخليفة ِ طيبُهَا
وما نَمّ كافورٌ عليه ولا نَدُّ
وتعقدُ إكليلاً على رأسِ ملكهِ
وتُنْظَمُ فيه مثلَ ما نُظمَ العِقد
حرورية ٌ ما كبّرَ اللهَ خاطبٌ
عليها ولا حَيّا بها مَلِكاً وفْد
وكانتْ هي العجماءَ حتى احتبى بها
ملوكُ بني قحطانَ والشَّعرُ والمجد
لذاكَ تراها اليومَ آنسَ من مِنى ً
وأفْيَحَ من نَجدٍ وما وصلتْ نجْد
وما رُكزتْ في جوّها قبلكَ القَنا
ولا ركَضَتْ فيها المسوَّمة ُ الجُرد
ولا التمعتْ فيها القِبابُ ولا التقَتْ
بها لأمة ٌ سردٌ وقافية ٌ شرد
رفعتَ عليها بالسرادقِ مثلها
وجلَّلْتَها نوراً وساحاتُها رُبْد
يقابل من شمس الضُّحى الأعين الرُّمد
مَباءة ُ هذا الحيِّ من جنِّ عبقَرٍ
فليسَ لها بالأنسِ في سالفٍ عهد
تذوبُ لقُربِ الماءِ لولا جَمادُها
وتحرقُ فيها الشمسُ لولا الصّفا الصّلد
معَ الفلك الدَّوّار لا هي كوكبٌ
ولا هي مما يشبهُ الرِّيدُ والفند
ولولا الهمامُ المعتلي لتعذّّرتْ
على أبطنِ الحيّاتِ أقطارها الملدُ
وأعْيَت فلم يَحمِلْ بهابَزَّ فارسٍ
حصانٌ ولمْ يثبتْ على ظهرها لبد
ولّما تجَلّى جعْفَرٌ صَعِقتْ لَهُ
وأقبلَ منها طورُ سيناء ينهد
شَهَدتُ له وأنّ الملائكَ حولَهُ
مُسوَّمَة ٌ والله من خلفهِ رِدُّ
أقَمْنَا فمن فُرسانِنا خُطباؤنا
ومنبرُنا من بِيض ما تطبعُ الهِنْد
ولولا لمْ يقمْ فيها بحمدكَ خاطبٌ
علينا وفينا قامَ يخطبنا الحمد
على حين لم يُرْفَعْ بها لخليفة ٍ
منارٌ ولمْ يشدد بها عروة ٌ عقد
وكانت شجاً للملكِ سِتّينَ حِجّة ً
وما طيبُ وصلٍ لمْ يكنْ قبلهُ صدُّ
بها النارُ نار الكفرِ شُبَّ ضِرامُها
ولو حجبتْ في الزندِ لاحترقَ الزُّند
فمنْ جمرة ٍ قدْ أطفئتْ مخلدية ٍ
وأُخرى لها بالزّابِ مذ زمَنٍ وَقْد
يقابلُ منكَ الدّهرُ فيها شبيهَ مَا
وفي هذه مَكنُونُ ما لم يكن يبدو
وعادَ لها الدّاءُ القديمُ فأصبحتْ
بها نافضٌ منه وليس بها ورد
وكَف على بحرٍ إلى اليوم موجُهُ
فليس له جزرٌ وليس له مذُّ
و عادتْ بهم حرب الأزارق لاقحاً
وإن لم يكن فيها المهلّبُ والأزد
حوادثُ غلبٌ في لؤيِّ بن غالبٍ
وخَطْبٌ لعَمرُ الله في أدَدٍ إدُّ
أطافت بخِرْقٍ يَسبِقُ القولَ فعلُهُ
فليس ليوميه وعيدٌ ولا وعد
فليس له من غير طِرفٍ أريكة ٌ
و ليس له من غير سابغة ٍ برد
فتى ً يشجعُ الرِّعديدُ من ذكر بأسه
و يشرفُ من تأميله الرجلُ الوغد
و لما اكفهرَّ الأمرُ أعجلتَ أمرها
فألْقَتْ وَليدَ الكفر وهي له مَهد،
أخذتَ على الاعداء كلَّ ثنية ٍ
واعقبتَ جنداً واطئاً ذيله جند
كأنَّ لهمْ من حادث الدهرِ سائِقاً
يسوقُهُمُ أو حادياً بهم يحدو
كأنكَ وكَّلتَ الغمامَ بحربهم
فمن عارضٍ يمسي ومنْ عارضٍ يغدو
كأنَّ عليهم منك عنقاءَ تعتلي
فليس لها من أن تخطَّفهم بدُّ
من الصائداتِ الإنسَ بينَ جفونها
إذا ما جرَتْ بَرْقٌ وفي ريشها رَعد
فلما تقنَّصتَ الضَّراغمَ منهمُ
فلم يبقَ إلاّ كسعة ٌ خلفهم تعدو
كثيرٌ رزاياهمْ قليلٌ عديدُهم
وكانوا حصى الدهناء جمعاً إذا عُدُّوا
أتوكَ فلم يرددْ منيبٌ ولم يبح
حريمٌ ولم يُخمَش لغانية ٍ خَدُّ
وما عن أمانٍ يومَ ذاكَ تَنَزَّلوا
ولكنْ أمانُ العفوِ أدركُهم بَعْد
ألا رُبَّ عانٍ في يديك مُصَفَّدٍ
شكتْ ذِفرَياه القِدَّ حتى اشتكى القِدُّ
بعينيَّ يومَ العفو حتى أعدته
نشوراً وحتى شُقَّ عن ميِّتٍ لحد
نُهِيتُ عن الإكثار في جعفرٍ ولنْ
يقاسَ بشيءٍ كلُّ شيءٍ لهُ ضِدُّ
إذا كانَ هذا العفْوُ من عزَماتِهِ
ففي أيَّ خطب الدهر يستغرق الجهد
إذا كان تدبيرُ الحلائِقِ كلِّهَا
له لعباً فانظرْ لمن يذخرُ الجدُّ
فما ظنُّكم لو كان جَّردَ سيفَهُ
إذا كان هذا بعض ما فَعَل الغِمد
ما كان بين الجوِّ بالشمس فوقهم
تكوَّرُ إلاّ أن يسلَّ له حدُّ
لأمرٍ غدتْ في كفِّه الأرضُ قبضة ً
وقربَ قُطْريَها وبينهما بُعد
وغودِرَ شأوُ السابقينَ لسابقٍ
له مهيعٌ من حيثُ لم يعلموا قصد
ألا عبقرِيُّ الرأي يَفري فَرِيَّه
ألا ندسٌ طبٌّ ألا حازمٌ جلد
وأحرى بمَنْ أقبالُ قَحطانَ كلُّها
له خَوَلٌ أن لا يكون له نِد
فيا أسَدَ المسَلَّطَ فيهمُ
اتعلمُ ما يلقى بكَ الأسدُ الوردُ
و للهِ فيما شئتَ فينا مشيَّة ٌ
فإما فَناءٌ مثلَ ما قيل أو خُلد
شهدتُ لقد ملكتَ بالزّاب تَدمُراً
وفُتِّحَ في أيام إقبالكَ السَّدُّ
ومِثلُكَ من أرضى َ الخليفة سعيُهُ
فإن رضيَ المولى فقد نصح العبد[/font]


 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
رقم القصيدة : 10799
-----------------------------------
قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ
لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى
أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد
ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ
من بعد زعزعة ِ القنا الاملود
ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا
بينَ النَّدى والطعنة ِ الاخدود
لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها
لوقيتُ معصمها بحبل وريدي
فارْدُدْ إليك نجيعَها المُهْراق إنْ
كان النجيعُ يُرَدُّ بعدَ جُمود
أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به
من أن يراقَ على ثرى ً وصعيد
ولئِنْ جرى من فضَّة ٍ في عسجدٍ
فبغيرِعلم الفاصدِ الرَّعديد
فصدتكَ كفّاهُ وما درتا ولو
يَدْري غَداة َ المشهد المشهود
أجرى مباضعهُ على عاداتها
فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد
واعْتاقَهُ عن مَلكِها الجزَعُ الذي
يعتاقُ بطشة َ قرنكَ المرّيد
قد قلتُ لآسي حنانك عائداً
فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود
أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي
يَفديه أجمعُ مُهجة ِ الصِّنديد؟
أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله
تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد
أوَلم تُهلْ من ساعِد الأسَدِ الذي
فيهِ خضابٌ من دماءِ أسود
و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه
إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد
وعلامَ تفْصِدُ منَ جرى َ من كفِّه
في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود؟
فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ
في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود
قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ
ليسَ السَّقامُ لمثِلهِ بعَقِيد
لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ
مَن كان يمكنُه دواءُ الجود؟
ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي
يمضي وماالإسرافُ بالمحمودِ
عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه وما
يخفى دليلُ متيَّمٍ معمود
إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ
إذ لا يجئُ لمثله بنديد
قعدَ الزّمانُ عن المكارم والعلى
إنَّ الزّمان السَّوءَ غيرُ رشيد
حسبي مدى الآمال يحيى إنّه
أمْنُ المَرُوعِ وعصْمة ُ المنجود
لقد اغتدى َ والمجد فوق سريره
والغيثُ تحت رِواقِهِ الممدود
أوحَشتنَا في صدرِ يوْمٍ واحِدٍ
وفّيتَ حقَّ النقض والتوكيد
و أقلُّ منهُ ما يضرّمُ لوعتي
و يحول بين الصَّبرِ والمجلود
لمَ لا وقد ألبستني النِّعمَ التي
لم تبقِ لي في النَّاسِ غير حسود
حمَّلتني ما لا أنوءُ بحملهِ
إلاّ بعونِ اللَّه والتَّأييد
لولا حياتُكَ ما اغتبطتُ بعيشة ٍ
و لو أنَّني عمِّرتُ عمرَ لبيد
هدى السلامُ لك السلامَ وإنّما
عيشُ الودودِ سلامة ُ المودود
أوَما ترى الأعمارَ لو قسمت على
قدرِ الكرامِ لفزتَ بالتَّخليدِ؟
أنتَ الذي ما دام حيّاً لم يكُنْ
في الملكِ من أمتٍ ولا تأويد
ما للسهامِ ولا الحمامِ ولا لما
تمضيه في العزماتِ من مردود
ولقد كفيتَ فكنتَ سيفاً ليس بالنـ
ـبي ورُكنْاً ليسَ بالمهدود
و إذا نظرتَ إلى الأسنَّة ِ نظرة ً
ألقَتْ إليكَ الحْربُ بالإقليد
وإذا ثنَيْتَ إلى الخلافة اصبعاً
وفَّيتَ حقَّ النَّقد والتوكيد
و إذا تصفَّحتَ الأمورَ تدبُّراً
خيِّتَ في التَّوفيق والتَّسديد
و إذا تشاءُ بلغتَ بالتَّقريبِ ما
لا يبْلُغُ الحكماءُ بالتبعيد
وقبضتَ أرواحَ العِدى وبسَطْتَها
ما بينَ تليينٍ إلى تشديد
و لقد بعدتَ عن الصِّفاتِ وكنهها
و لقد قربتَ فكنتَ غيرَ بعيد
فكأنّكَ المقدارُ يعرفُه الورى
من غيرِ تكييفٍ ولا تحديد
كلُّ الشهادة ممكنٌ تكذيبُها
إلاّ ببأسِكَ والعُلى والجُود
كلُّ الرجاءِ ضلالة ٌ ما لم يكن
في اللَّهِ أو في رأيكَ المحمود
لا حكمة ٌ مأثورة ٌ ما لم تكنْ
في الوحي أو في مدحك المسرود
لم يَدَّخرْ عنك المديحَ الجَزْلَ مَن
وفّاكَ غايتهُ من المجهود
ولما مدحْتُكَ كي أزيدك سودداً
هل في كمالك موضعٌ لمزيد
ما لي وذلك والزّيادة عندهم
في الحدِّ نقصانٌ من المحدود
أثني عليك شهادة ٌ لك بالعلى
كشهادتي للّه بالتّوحيد[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ
إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ
رقم القصيدة : 10800
-----------------------------------
إمسحوا عن ناظري كحلَ السُّهادْ
وانفضُوا عن مضْجعي شوك القَتادْ
أو خذوا منّي ما أبقيتمُ
لا أُحبُّ الجسْمَ مسلوبَ الفؤاد
هل تجيرونَ محبَّاً منْ هوى ً
أو تفكُّونَ أسيراً من صفاد؟
أسلوّاً عنكمُ أهجركمْ
قلّما يسلو عن الماءِ الصَّواد
إنّما كانتْ خطوبٌ قُيِّضَتْ
فَعَدَتْنا عنكمُ إحدى العَواد
فعلى الأيّامِ من بَعْدِكُمُ
ما على الثَّكلاءِ من لُبسِ الحداد
لا مَزارٌ منكُمُ يدنو سِوى
أن أرى أعلامَ هضبٍ ونجاد
قد عقلْنَا العِيسَ في أوطانها
و هي أنضاءُ ذميلٌ ووخاد
قَل تَنْويلُ خَيالٍ مِنكُمُ
يطَّبي بين جفونٍ وسهاد
وحديثٌ عنكمُ أكثَرُه
عن نسيم الريح أو برق الغواد
لم يزدنا القربُ إلاّ هجرة ً
فرضينا بالتَّنائي والبعاد
وإذا شاءَ زمانٌ رابَنَا
برقيبٍ أو حَسودٍ أو مُعاد
فهداكمْ بارقٌ منْ أضلعي
وسُقِيتُمْ بغَمامٍ مِن وَداد
وإذا انهَلَّتْ سماءٌ فَعَلى
ما رفعتمْ من سماءٍ وعماد
و إذا كانت صلاة ٌ فعلى
هاشمِ البطحاءِ أربابِ العباد
هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ
أصلحوا الأيّامَ من بعدِ الفساد
من إمامٍ قائمٍ بالقسطِ أو
مُنذِرٍ مُنتخَبٍ للوَحي هَاد
أهلُ حوضِ اللّهِ يجري سلسلاً
بالطّهور العذبِ والصفو البراد
أسواهم أبتغي يومَ النَّدى
أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد؟
همْ أباحوا كلَّ ممنوعِ الحمى
وأذلُّوا كلَّ جبّارِ العناد
وإذا ما ابتَدَرَ النّاسُ العُلى
فلهم عاديُّها من قبل عاد
فَلَهُمْ كلُّ نِجادٍ مُرْتَدى ً
و لهمْ كلُّ سليلٍ مستجاد
تَطلَعُ الأقمارُ من تيجانهم
و عليهمْ سابغاتٌ كالدَّآد
كلُّ رقراقِ الحواشي فوقهمْ
كعيونٍ من أفاعٍ أو جراد
فعلى الأجساد وَقْدٌ من سنى َ
وعلى الماذيِّ صِبْغٌ من جِساد
بجِيادٍ في الوَغَى صافِنَة ٍ
تفحصُ الهامَ وأخرى في الطِّراد
و إذا ما ضرَّجوهاعلقاً
بَدَّلوا شُهْباً بشُقْرٍ وَوِراد
وإذا ما اختَضَبَتْ أيديهِمِ
فرّقوا بينَ الأسارى والصِّفاد
تلكَ أيدٍ وهبت ما كسبتْ
للمعالي من طريفٍ وتِلاد
هم أماتُوا حاتماً في طّيءٍ
مَيْتَة َ الدَّهْرِ وكعباً في إياد
و همُ كانوا الحيا قبل الحيا
و عهادَ المزنِ من قبل العهاد
حاصَرُوا مكَّة َ في صُيّابَة ٍ
عقدوا خيرَ حبى ً في خيرِ ناد
فلهُمْ ما انجابَ عنه فَجرُها
من قَليبٍ أو مَصادٍ أو مَراد
أو شِعابٍ أو هِضابٍ أو رُبى ً
أو بطاحٍ أو نجادٍ أو وهاد
في حريمِ الله إذْ يَحمُونَهُ
بالعَوالي السُّمْرِ والبِيضِ الحِداد
ضارَبوا أبْرَهَة ً من دونِهِ
بعدما لفَّ بياضاً بسواد
شغلوا الفيلَ عليه في الوغى
بتوامِ الطَّعنِ في الخطوِ الفراد
فيهِمُ نارُ القِرى يَكنُفُها
مثلُ أجبالِ شرورى من رماد
لهُمُ الجودُ وإنْ جادَ الورى
ما بِحَارٌ مُتْرَعاتٌ من ثِماد
وإذا ما أمْرَعَتْ شُهْبُ الرُّبَى
لم يكُنْ عامُ انتِقافٍ واهْتِباد
لكمُ الذَّروة ُ من تلك الذُّرى
و الهوادي الشُّمُّ من تلك الهواد
يا أميري أمراءِ الناس منْ
هاشمٍ في الرَّيدِ منها والمصاد
و سليلي ليثها المنصور في
غِيلِها مِنْ مُرْهَفاتٍ وصِعاد
يا شبيهيهِ ندى ً يومَ ندى ً
و جلاداً صادقاً يوم جلاد
إنّما عُوِّدْتُما في ذا الورى
عادة َ الأنواءِ في الأرض الجماد
ما اصطناعُ النفس في طُرقِ الهوى
كاصطناع النفس في طرق الرشاد
إنَّ يحيَى بنَ علّي أهلُ ما
جئتماهُ منْ جزيلات الأياد
كانَ رقَّاً تالداً أوّلهُ
فأتَى الفضْلُ برِقٍ مُستَفاد
كم عليهِ من غَمامٍ لكما
و لديه من رجاءٍ واعتداد
عندهُ ما شاءتِ الاملاكُ منْ
عَزمة ٍ فصْلٍ وذَبٍّ وذِياد
و اضطلاعٍ بالّذي حمِّلهُ
واكتفاءٍ وانتصاحٍ واجتِهاد
مِثْلُهُ حاطَ ثُغورَ المُلكِ في
كلِّ دهياء َ على الملك نآد
أيُّ زندٍ فاقدحاهُ ثم في
أيِّ كفٍّ فصِلاها بامتِداد
وغنى ُّ مثلُهُ ما دُمْتُمَا
عن حسامٍ وقناة ٍ وجواد
إنَّ من جرَّد سيفاً واحداً
لمنيعُ الركن من كيد الأعاد
كيف من كان له سيفاً وغى ً
منكما وهو كميٌّ في الجلاد
إنَّ أكنْ انبيكماعن شاكرٍ
فلقد أُخبِرُ عن حَيَّة ِ واد
نِعمَ مُنضي العِيسِ في ديمومَة ٍ
ومُكِلٌّ الأعوَجِيّاتِ الجِياد
تحتَ برقٍ من حُسامٍ أو غَمامٍ
من لِواءٍ أو وشاحٍ من نِجاد
نَبّهَا المُلكَ على تجريدِهِ
فهُو السيْفُ مَصُوناً في الغِماد
كمْ مقامٍ لكما من دونهِ
يبتنى المجدُ على السَّبع الشِّداد
نعمٌ أصغرها أكبرها
ويَدٌ معروفُها للخَلقِ باد
قد أمنّا بعمدي هاشمٍ
نوبَ الأيّامِ من ممسٍ وغاد
بالأميرِ الطّاهرِ الغمرِ الندى
و الحسينِ الأبلج الواري الزِّناد
ذاكَ ليثٌ يَضْغَمُ الليثَ وذا
حيَّة ٌ تأكُلُ حَيّاتِ البِلاد
أنتما خيرُ عتادٍ لامرىء ٍ
هو من بعدكما خيرُ عَتاد
بكما انقاذَ لنا الدَّهرُ على
بُعْدِ عَهدِ منَا بانقياد
وبما رفَّعتما لي علماً
ينظُرُ النّجمُ إليه من بُعاد
والقوافي كالمطايا لمْ تكنْ
تنبري إذ تنحني إلاّ بحاد
جوهَرٌ آليْتُ لا أُوقِفُهُ
موقفَ الذِّلَّة ِ في سوقِ الكساد
وإذا الشِّعْرُ تَلاقَى أهْلَهُ
أشرقتِْ غرَّتهُ بعد اربداد
وإذا ما قدحتهُ عزَّة ٌ
لم يزدْ غيرَاشتعالٍ واتِّقاد
كقناة الخطِّ إنْ زعزعتها
لم تَزِدْ غيرَ اعتِدالٍ واطِّراد
يا بنيِ المنصورِ والقائمِ إنْ
عدَّ والمهديِّ مهديِّ الرشاد
لا أرى بيتَ مديحٍ شاردٍ
في سواكم غيرَ كفرٍ وارتداد
ولقد جِئتُمْ كما قد شِئْتُمُ
ليس في فخركُمُ من مُستَزاد[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> و هبَ الدَّهرُ نفيساً فاستردّ
و هبَ الدَّهرُ نفيساً فاستردّ
رقم القصيدة : 10801
-----------------------------------
و هبَ الدَّهرُ نفيساً فاستردّ
رُبّما جادَلئيمٌ فحسَدْ
إنّما أعطى فواقيْ ناقة ٍ
بيدٍ شيئاً تلقّاهُ بيدْ
كاذبٌ جاءَ جهاماً زبرجاً
بعدما أومضَ برقٌ ورعد
إنّها شنْشنَة ٌ من أخْزَمٍ
قَلّما ذُمَّ بخِيلٌ فَحُمِد
خابَ من يرجو زماناً دائماً
تُعرَفُ البأساءُ منه والنَّكَدْ
فإذا ما كدَّرَ العيشَ نما
و إذا ما طيَّبَ الزادَ نفدْ
فلقد ذَكَّرَ من كان سَها
و لقد نبَّهَ منْ كان رقدْ
قلْ لمَنْ شاءَ يَقُلْ ما شاءَهُ
إنَّ خصمي في حياتي لألدّ
مُنْتَضٍ نَصْلاً إذا شاء مَضَى
رائشٌ سهماً إذا شاءَ قَصَد
فإذا فوّقهُ انفلَّ لهُ
بَينَ صُدَّينِ فُؤادٌ وكَبِد
أبداً يَعْجُمُ منّي نَبْعَة ً
وقناة ً ليسَ فيها من أود
كُلَّ يومٍ ليَ فيهِ مَصْرَعٌ
مِنْ سماءٍ أو طِرافٍ أو عمدَ
أوَمَا يَعْجَبُ مِنّا أنّنَا
عربٌ نوترُ لا نعطي القود؟
ماتَ مَنْ لو عاشَ في سِربالهِ
فَنوى الغَدْرَ له يومَ وُلِد
سَيدٌ قُوبِلَ فيه معشَرٌ
ليس في أبنائهم مَن لمْ يَسُد
نافسَ الدَّهرُ عليهِ يعرباً
فرأى موضعَ حِقْدٍ فحَقَدْ
هابَ أن يجري عليهِ حكمه
حيثُ لم ينظر به ريعانهُ
إنّما استعجلهُ قبلَ الامد
أقصَدتْهُ تِرْبَ خمسٍ أسهُمٌ
لو رَمَتْه تِرْبَ عَشْرٍ لم تكَد
إذ بدا في صَهَواتِ الخيل كالـ
ـقمرِ الملآن والسيف الفَرَد
ونشرنا عن رداءيه له
صارماً يذكى ورمحاً يطَّرد
ورَجوْناهُ مَلاذاً للوَرَى
وَدَعَوْنَاهُ عَتاداً للأبَد
إنّمَا كان شِهاباً ثاقِباً
صعقَ اللّيلُ له ثمَّ خمد
وردينيّاً هززنَ متنهُ
فَتَثَنّى ساعَة ً ثم انْقَصدَ
أجنوبٌ أمْ شمالٌ هصرتْ
منكَ في الأيكة ِ باناً فانخضد
قلّما يملأُ عيناً منْ سناً
غيرَ ما يملأُ قلباً منْ كمدْ
لا رجاء في خُلودٍ كُلُّنَا
وَارِدُ الماءِ الذي كان وَرَدْ
جاوَرَتْ رَوْضَ ثراه ديمة ٌ
تحملُ اللؤلؤ رطباً لا البرد
إنّ في الجوْسقِ قَبراً تُربُهُ
منْ دمِ الباكينَ إضريجٌ جسدْ
وطئتْ نفسي عليهِ قدمي
ومشى في فضلة ِ الرُّوحِ الجسد
يومَ عايَنْتُ كُماة َ الحربِ في
معركاً لو كانَ حرباً لمْ يردْ
بدَّلَ الإقدامُ فيهِ هلعاً
فاستوى الأبطالُ والهِيفُ الخُرُد
واسْتحالَ الزَّأرُ إرناناً كما
رَجَّعَ الباكي على الأيكِ الغرِد
قد رآهُ وهو مَيْتٌ فبَكى
منْ رآهُ وهو حيٌّ فسجدْ
لو تراخى اليومُ عنه ساعة ً
ملأ الأرضَ طِعاناً وصَفَد
لو حمتهُ الطعنة ُ السّلكى لما
كان إبراهِيمُ فيه يُضْطَهَد
ولحالَتْ دونَه رَجْراجة
كعبابِ البحرِ يرمي بالزّبد
وليوثٌ يتقى مكروهها
وعَناجَيجٌ طِوالٌ تنْجرِد
ولَصَرَّتْ حَلَقٌ ماذيَّة ٌ
وقناً ذبلٌ وأسيافٌ تقدّ
خيرُ زَنْدٍ كان في خيرِ يَدٍ
منكَ قدْ نيطتْ إلى خيرِ عضد
غيرَ أنَّ الذُّخرَ خيرٌ لامرىء ٍ
لم يَجِدْ من أحزَم الأمرَينِ بُدّ
لو نجا أشرفُ شيءٍ قدراً
فازتْ الشمسُ بتخليدِ الأبد
ولو أنَّ المجدَ يبقى ماجداً
لم يُنازِعْ جِدَّة َ العيشِ أحَد
لا أرى عروة َ حزمٍ لم تكنْ
مِن عُرَى الحزْم الذي كان عقدْ
كلُّ ملكٍ لمليكٍ بعدهُ
فهْوَ لَغْوٌ عندما كان عُهِد
إن تكُنْ عُدَّة ُ صِلٍ مُطرِقٍ
تَدرَأُ الخطبَ فقد كان استَعَدّ
تخذَ الحزمَ عليهِ كفَّة ً
مِنْ مِجَنٍّ، وقتيراً مِن زَرَد
في سريرِ المُلكِ إلاّ أنّهُ
هبطَ النّجمُ إليهِ وصعدْ
فترقّى نحوهُ حتى دنا
و تهادى خلفهُ حتَّى بعد
ومضى يقطُرُ بالبأسِ دَماً
وبكفَّيْهِ من الأُسْدِ لِبَد
ومن البِيضِ صُدورٌ بِتَكٌ
ومنَ السمرِ أنابيبٌ قصد
يا أبا أحمدَ والحكمة ُ في
قولِ مَنْ قال إلى الله المردّ
لا ملومٌ أنت في بعض الأسى
غيرَ أنّ الحرَّ أولى بالجلد
وإذا ما جهَشَتْ نفسُ الفَتى
كان في عسكره الصَّبرُ مَدَد
لو يَرُدُّ الحزْنُ مَيْتاً هالِكاً
ردَّ قحطانُ وأودُّ بن أدد
واكتستْ أعظُمُ كسرى َ لحمَها
وسعى لقمانُ أو طارَ لبد
في عليٍ منْ عليٍ أسوة ٌ
صَدَعَ الضِّلعَ الذي أنكى الكَبِد
أيَّ مَفْقُودَيكَ تبكيه: أبٌ
هبرزيٌّ أنتَ منه أمْ ولد
ضَمَّ هذا نحرَ ذا فاعتَنَفا
في ثرى الملحود شِبلٌ وأسَد
خطواتٌ فالهُ عنْ ذكركها
إنّها أقربُ منْ هزْلٍ وَدَد
إنَّ إبراهيمَ مردودٌ إلى
زَمَنٍ غَضٍّ وأيّامٍ جُدُد
دَوْلَة ٌ سَعْدٌ وفَحْلٌ مُنجِبٌ
وشبابٌ مثلُ تفويفِ البرد
وفتى ً ودَّتْ نِزارٌ كلُّهَا
أنّه منها ولم تَعقُبْ أحَدْ
والمُنى أنتَ إذا دُمتَ لنا
دامتِ النَّعماءُ والعيشُ الرَّغَد
و هي الأيّامُ لا يأمنها
حازمٌ يأخُذُ من يومٍ لِغَد
لو مُعافى ً من خُطوبٍ عُوفِيَتْ
لَقْوَة ٌ بينَ هِضابٍ ونُجُد
ترتبي مرهوبة ً تحسبها
كوكبَ الليل على الليلِ رصد
تلكَ أو مغفرة ٌ في حالقٍ
تأمَنُ الإنسَ إذا الوحشُ شَرَد
فهي في قدسِ أوارتٍ إذا
جارورَ الميسُ ثَبيراً أو أُحُد
حيثُ لا النازلُ معهودٌ ولا
الماءُ مورودٌ ولا القلتُ ثمد
تلكَ أو وحشية ٌ أدمانة ٌ
أنبتَتْ أنقاءُ رَمْلٍ وعَقَد
تَنْفُضُ الضّالَ بتَيْماءَ ولا
تألفُ الخصلاءَ من ذاتِ الجرد
تتقرّى جانباً منْ عانكٍ
باردِ الفَيْءِ إذا الفيءُ بَرَدْ
وهي في ظلٍ أراكٍ مائدٍ
تَرتَدي المَرْدِ إذا ذابَ الوَمَد
وهْيَ تَعْطوهُ على خوفٍ كَما
مدَّ رقّاءٌ إلى الأرقمِ يدْ
يقعُ الطّلُّ عليها مثلما
قطعتْ عذراءُ عقداً فانسرد
وبعينيها غريرٌ وسنٌ
وُسِّدَتْ أظْلافُهُ مِسْكاً ثأد
ينثني الأيكُ على صفحته
وهو كالشعْرَى إذا لاحَ وَقَدْ
فإذا ما أخطَأتْهُ فِيقَة ً
نَشَدتْهُ وهو غِرٌ ما نَشَد
فأتَتْهُ خَرِقاً منْطوِياً
بيديهِ فوقَ حقفٍ ملتبد
كفتاة ٍ كسرتْ خلخالها
ضاعَ نصْفٌ منه والنصْفُ وُجِد
تلكَ أم أيمٌ خفيفٌ وطؤه
يرْبَأُ القُفَّ كلوءاً ما هَجَد
باتَ يُدْني حُمَة ً من حمَة ً
وهْوَ يَطوي مسَداً فوْق مَسَد
شَرِبَ السَّمَّ بنابَيْهِ ففي
صَلَوَيْهِ منه سُكْرٌ ومَيَد
فَتَرى للبْغْيِ في أعْطافِهِ
كاندفاعِ الموجِ في طامٍ يمدّ
مِثلما اصْطفَّتْ قسيٌ في الثرى
موتراتٌ فهي ترخى وتشدّ
ذاك أو جبّارُ غِيلٍ أشِيبٍ
طَرَدَ الآسادَ عنْهُ وانفرَدَ
نازلٌ كرسيَّ أرضٍ هابهُ
مَلِكُ الخابلِ فيها إذا مَرُد
ذا ولكنْ تبَّعُ الأكبرُ منْ
يمنٍ كانَ لخلدٍ لو خلدْ
والملوكُ الصِّيدُ من ذي إصْبَحٍ
وَرُعيَنٍ وبَني الشّاهِ مَعَدّ
كلُّنا نَبْشَعُ من كأس الرَّدى
غيرَ أنّا لا نرانا نستبدّ
نحنُ في الإدلاجِ نَبْغي منْهَلاً
وبناتُ الخِمس من عشْرٍ صَدَد
إنْ تسلنا ففريقٌ ظاعنٌ
وليالينا بنا عيسٌ تخد
فاتني ريبُ زماني بالذي
أبتَغيه وهو ما لستُ أجِدْ
و لقد فاتَ بنا أنفسنا
وإذا ما فات شيءٌ لمْ يردّ
ليتَ شعري أيَّ شيءٍ يرتجي
من رجاهُ أو لماذا يستعدّ
فلقدْ أسرعَ ركبٌ لم يعجْ
و لقد أدبرَ يومٌ لم يعدّ[/font]


 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وأبيَضٍ من غيرِ طبعِ الهندِ
وأبيَضٍ من غيرِ طبعِ الهندِ
رقم القصيدة : 10802
-----------------------------------
وأبيَضٍ من غيرِ طبعِ الهندِ
يجولُ بينَ حدّءِ والحدِّ
أشبهُ بالماءِ من الفِرِندِ
أقدمُ من رامٍ ويَزدجردِ
تراثُ يحيى عن أبٍ وجدِّ
من بعد ما قَطَّعَ ألفَ غِمدِ
جردهُ بينَ يدي معدِّ
قدْ ينصرُ المولى بسيفِ العبدِ[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ومُكَلَّلٍ بالدُّرِّ من إفرِنْدِهِ
ومُكَلَّلٍ بالدُّرِّ من إفرِنْدِهِ
رقم القصيدة : 10803
-----------------------------------
ومُكَلَّلٍ بالدُّرِّ من إفرِنْدِهِ
فيه أكالِيلٌ من الفُولاذِ
ممّا اقتنى المِلكُ الهِرَقلُ فلم يزَلّ
حتى تألقَ فوق رأسِ قَباذِ[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> تقولُ بنو العباسُ هلْ فتحتْ مصرُ
تقولُ بنو العباسُ هلْ فتحتْ مصرُ
رقم القصيدة : 10804
-----------------------------------
تقولُ بنو العباسُ هلْ فتحتْ مصرُ
فقلْ لبني العباسُ قدْ قضيَّ الأمرُ!
وقد جاوَزَ الاسكندريّة َ جوهَرٌ
تُطالعُه البُشرى َ ويقْدُمُه النَّصْر
وقدْ أوفدتْ مصرٌ إليهِ وفودها
وزِيدَ إلى المعقود من جِسرِها جسر
فما جاءَ هذا اليومُ إلاّ وقد غدتْ
وأيديكمُ منها ومن غيرها صفر
فلا ثكثروا ذكرَ الزَّمانِ الذي خلا
فذلكَ عصرٌ قدْ تقضّى وذا عصر
أفي الجيش كنتم تمترونَ رويدكمْ!
فهذا القنا العرّاصُ والجحفلُ المجر
وقدْ أشرفتْ خيلُ الإله طوالعاً
على الدين والدنيا كما طَلَعَ الفجر
وذا ابن نبيِّ الله يطلُبُ وِتْرَهُ
و كان حرٍ أن لا يضيعَ له وتر
ذروا الوردَ في ماء الفراتِ لخيلهِ
فلا الضَّحلُ منه تمنعون ولا الغمر
أفي الشمس شكُّ أنها الشمسُ بعدما
تجلَّتْ عياناً ليس من دونها سترِ
وما هي إلاّ آية ٌ بعْد آيَة ٍ
ونُذْرٌ لكم أن كان يغنيكم النُّذر
فكونوا حصيداً خامدينَ أو ارعووا
إلى مَلِكٍ في كفِّه الموتُ والنشر
أطيعوا إماماً للأئمَّة فاضلاً
كما كانتِ الأعمالُ يفضلها البرُّ
ردوا ساقياً لا تنزفونَ حياضهُ
جَموماً كما لا تَنزِفُ الأبحُرَ الذَّرُّ
فإن تتبعوه فهو مولاكمُ الّذي
له برسولِ الله دونكمُ الفخر
و إلاّ فبعداً للبعيدِ فبينهُ
وبينكُمُ ما لا يُقرِّبُهُ الدّهر
افي ابن أبي السِّبطينِِ أم في طليقم
تنزَّلتِ الآياتُ والسُّورُ الغرُّ
بني نتلة ٍ ما أورثَ اللهُ نتلة ً
و ما نسلتْ هل يستوي العبدُ والحرُّ
و أنّى بهذا وهي أعدتْ برقِّها
أباكم فإياكم ودعوى ً هي الكُفر
ذروا الناسَ ردُّوهم إلى من يسوسهم
فما لكُم في الأمرِ عُرْفُ ولا نُكْرُ
أسرتمْ قروماً بالعراق أعزَّة ً
فقد فكَّ من أعناقهم ذلك الأسر
و قد بزَّكم أيامكم عصبُ الهدى
وأنصارُ دينُ الله والبِيضُ والسُّمر
ومُقْتَبَلٌ أيامُه متهلِّلٌ
إليه الشبابُ الغَضُّ والزمنُ النَّضر
أدارَ كما شاءَ الوَرَى وتحيَّزَتْ
على السّبعة ِ الأفلاكِ أنمله العشر
أتدرونَ من أزكى البريَّة ِ منصباً
و أفضلها إنْ عدِّدَ البدو والخضر
تعالوا إلى حكّام كلِّ قبيلة ٍ
ففي الأرض أقيالٌ وأندية ُ زهر
و لا تعدلوا بالصيدِ من آلِ هاشمٍ
ولا تتْرُكوا فِهْراً وما جمعَتْ فِهْر
فجيئوا بمن ضَمَّتْ لُؤيُّ بن غالبٍ
وجيئوا بمن أدتْ كِنانَة ُ والنَّضْر
ولا تَذَروُا عليا مَعَدٍّ وغيرِهَا
ليُعْرَفَ منكم مَن له الحقُّ والأمر
ومن عجبٍ أنَّ اللسانَ جرى لهمْ
بذكرٍ على حين انقضَوا وانقضى الذكر
فبادروا وعفّى اللهُ آثارَ ملكهمْ
فلا خبرٌ يلقاكَ عنهمْ ولا خبر
الأ تلكم الأرضُ العريضة ُ أصبحتْ
وما لبني العبّاس في عرضها فتر
فقد دالتِ الدنيا لآل محمّدٍ
و قد جرَّرتْ أذيالها الدولة ُ البكر
ورَدَّ حقوقَ الطالبيّينَ مَن زكَتْ
صنائعُهُ في آلهِ وزكا الذُّخر
معزُّ الهدى والدين والرحمِ التي
به اتَّصَلتْ أسبابُها ولهُ الشُّكْر
منِ انتشاهمُ في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
فبدّلَ أمناً ذلك الخوفُ والذُّعرُ
فكُلُّ إمَاميٍّ يجيءُ كأنّمَا
على يدهِ الشِّعرى وفي وجهه البدر
و لمّا تولَّتْ دولة ُ النُّصبِ عنهمُ
تولّى العمى والجهلُ واللّؤمُ والغدرُ
حقوقٌ أتتْ من دونها أعصرٌ خلتْ
فما ردَّها دَهرٌ عليهم ولا عصر
فجرَّدَ ذو التّاج المقاديرَ دونها
كما جُرِّدتْ بِيضٌ مضاربُها حُمرُ
فأنقذها من برثنِ الدّهرِ بعدما
تواكلها القرسُ المنيَّبُ والهصرْ
فأجْرَى على ما أنْزَلَ الله قَسْمَها
فلم يُتَخَرَّمْ منهُ قُلّ ولا كُثْر
فدونكموها أهلَ بيتِ محمّدٍ
صفتْ بمعزّ الدين جمّاتها الكدر
فقد صارتِ الدنيا إليكم مصيرَها
و صار له الحمدُ المضاعفُ والشكر
إمامٌ رأيتُ الدِّينَ مرتبطاً بهِ
فطاعتهُ فوزٌ وعصيانهُ خسر
أرى مدحَهُ كالمدح لله إنّهُ
قنوتٌ وتسبيحٌ يحطُّ به الوزر
هو الوارثُ الدُّنيا ومن خُلقتْ لهُ
من الناس حتى يلتقي القطرُ والقطر
و ما جهلَ المنصورُ في المهدِ فضلهُ
وقد لاحتِ الأعلامُ والسِّمَهُ البَهر
رأى أن سيُسْمَى مالكَ الأرض كلها
فلمّا رآهُ قال ذا الصَّمَدُ الوَتْر
و ما ذاكَ أخذاً بالفراسة وحدها
و لا أنه فيها إلى الظنِّ مضطرُّ
و لكنَّ موجوداً من الأثر الذي
تلقّاهُ من حبرٍ ضنينٍ به حبر
وكنزاً من العلم الرُّبوبيِّ إنّهُ
هو العلمُ حقّاً لا القِيافة ُ والزَّجْر
فبَشِّرْ به البيتَ المحرَّمَ عاجِلاً
إذا أوجفَ التطوافُ بالناس والنَّفر
وها فكأنْ قد زارَهُ وتَجانَفَتْ
به عن قصور المُلك طَيبة ُ والُّسرُّ
هل البيتُ بيتُ اللّهِ إلاّ حريمهُ
و هل لغريبِ الدار عن دارهِ صبر
منازلُهُ الأولى اللَّواتي يشُقْنَهُ
فليس له عنهُنَّ معْدى ً ولا قصْر
وحيثُ تلَقّى جدُّهُ القدسِ وانتحَتْ
له كلماتُ اللّهِ والسرُّ والجهرُ
فإن يَتَمَنَّ البيتُ تلك فقد دَنَتْ
مواقيتُها والعُسُر من بعدهِ اليُسر
وإن حَنَّ من شوْقٍ إليكَ فإنّهُ
لَيوجَدُ من رَيّاكَ في جوِّه نَشْر
ألستَ ابنَ بانيهِ فلو جئتهُ انجلتْ
غواشيه وابيضَّتْ مناسكُه الغُبْر
حبيبٌ إلى بطحاءِ مكّة َ موسِمٌ
تحيّي معدّاً فيه مكّة ُ والحجر
هناك تُضيءُ الأرضُ نوراً وتلتقي
دُنُوّاً فلا يَستبعِدِ السَّفَرَ السَّفرْ
وتدري فُروضَ الحجِّ من نافِلاتِهِ
و يمتازُ عندَ الأمَّة ِ الخيرُ والشرُّ
شهِدتُ لقد أعززتَ ذا الدينَ عزَّة ً
خَشِيتُ لها أن يَستبِدّ به الكِبْر
فأمضيتَ عزماً ليس يعصيك بعده
من الناس إلاّ جاهلٌ بك مغترُّ
أُهنّيكَ بالفتْحِ الذي أنا ناظِرٌ
إليهِ بعينٍ ليسَ يغمضها الكفر
فلم تبقَ إلاّ البردُ تترى وما نأى
عليكَ مدى ً أقصى مواعيدءُ شهر
وما ضَرَّ مصراً حينَ ألقَتْ قِيادَهَا
إليكَ أمَدَّ النّيلُ أم غالَهُ جَزْر؟
وقد حُبِّرَتْ فيها لك الخُطَبُ التي
بدائعُها نَظْمٌ وألفاظُها نَثْر
فلم يهرقْ فيها لذي ذمَّة ٍ ذمٌ
حرامٌ ولم يحملْ على مسلمٍ إصر
غدا جوهرٌ فيها غمامة َ رحمَة ٍ
يَقي جانبَيها كلَّ حادثة ٍ تَعْرُو
كأنّي به قد سارَ في الناس سيرة ً
تودُّ لها بغدادُ لو أنّها مصر
وتحسُدُهَا فيه المشارقُ أنّهُ
سواءٌ إذا ما حلَّ في الأرض والقَطر
ومن أين تَعْدوهُ سياسة ُ مثلِها
وقد قُلِّصَتْ في الحربِ عن ساقِهِ الإزر
وثقِّفَ ثثقيفَ الرُّدينيِّ قبلها
وما الطِّرْفُ إلاّ أن يُهذِّبَهُ الضُّمر
وليسَ الذي يأتي بأوَّل ما كفى
فشُدَّ به مُلْكٌ وسُدَّ به ثَغر
فما بمداه دون مجدٍ تخلُّفٌ
و لا بخطاه دونَ صالحة ٍ بهر
سننتَ له فيهم من العدلِ سنَّة ً
هي الآية ُ المجلى ببرهانها السّحر
على ما خلا من سِنَّة ِ الوحي إذْ خلا
فأذيالُها تضفو عليهم وتنجَرُّ
وأوصيتَهُ فيهم برِفقكَ مُرْدَفاً
بجودكَ معقوداً به عهدُك البَرُّ
وصاة ً كما أوصى بها الله رُسْلَهُ
وليس بإذنٍ أنت مسمعها وقر
و ثنّيتها بالكتبِ من كلِّ مدرجٍ
كأنَّ جميعَ الخيرِ في طيهِ سطرْ
يقولُ رجالٌ شاهَدوا يوم حكمِهِ
بذا تعمرُ الدنيا ولو أنَّها قفر
بذا لا ضياعٌ حللَّوا حرماتها
وأقطاعَها فاستُصفيَ السَّهْلُ والوعرْ
فحسبكمُ يا أهلَ مصرٍ بعدلهِ
دليلاً على العدل الذي عنه يَفترُّ
فذاكٌ بيانٌ واضحٌ عن خليفة ٍ
كثير سواهُ عند معروفه نَزْر
رضينا لكم يا أهلَ مصرٍ بدولة ٍ
أطاعَ لنا في ظلِّها الأمْنُ والوَفْر
لكُمْ أُسْوة ٌ فينا قديماً فلم يكنْ
بأحوالنا عنكم خفاءٌ ولا ستر
وهل نحنُ إلاّ مَعشَرٌ من عُفاتِهِ
لنا الصافناتُ الجُردُ والعَكَرُ الدَّثْر
فكيفَ مواليهِ الّذينَ كأنّهمْ
سماءٌ على العافينَ أمطارها تّبر
لبسنا بهِ أيّامَ دهرٍ كأنّما
بها وسنٌ أو مالَ ميلاً بها السّكر
فيا مالِكاً هَديُ الملائكِ هَديُهُ
ولكنَّ نجرَ الأنبياء له نجر
ويا رازقاً من كفِّهِ نَشَأ الحَيَا
وإلاّ فمِنْ أسرارِها نَبَعَ البحر
ألا إنّما الأيامُ أيامُكَ التي
لك الشَّطرُ من نعمائها ولنا الشَّطر
لك المجدُ منها يا لك الخيرُوالعلى
وتَبقى لنا منها الحَلوبة ُ والدَّرُّ
لقد جُدْتَ حتى ليس للمالِ طالِبٌ
وأنفقْتَ حتى ما لُمنْفِسَة ٍ قَدْر
فليسَ لمن لا يرتقي النّجمَ همّة ٌ
وليس لمن لا يستفيدُ الغِنى عُذر
وددتُ لجيلٍ قد تقدّمَ عصرهم
لو استأخروا في حلبة العمرِ أو كروا
ولو شَهِدوا الأيام والعيشُ بعدهم
حدائقُ الآمالُ مونقة ٌ خضر
فلو سَمِعَ التثويبَ مَن كان رِمَّة ً
رُفاتاً ولبى ّ الصوتَ مَن ضَمَّه قَبر
لناديتُ من قد ماتَ : حيَّ بدولة ٍ
تقامُ لها الموتى ويرتجعُ العمر[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ألا هكذا فليهدِ من قاد عسكراً
ألا هكذا فليهدِ من قاد عسكراً
رقم القصيدة : 10805
-----------------------------------
ألا هكذا فليهدِ من قاد عسكراً
وأوردَ عن رأي الإمام وأصدَرا
هديَّة ُ من أعطى النّصيحة َ حقَّها
وكانَ بمن لا يبصرِ الناسُ أبصرا
ألا هكذا فلتجبِ العيسُ بدَّناً
ألا هكذا فلتجنبِ الخيلُ ضمَّرا
مُرَفِّلَة ً يسْحبنَ أذيالَ يُمنَة ٍ
ويركُضْنَ ديباجاً وَوَشْياً مَحَّبرا
تَراهُنَّ أمثالَ الظباءِ عَواطِياً
لبسنَ بيبرينَ الربيعَ المنوَّرا
يمشيِّينَ مشي الغانياتِ تهادياً
عليهِنَّ زِيّ الغانِياتِ مُشَهَّرا
وجرَّرنَ أذيالَ الحسان سوابغاً
فعلَّمْنَ فيهنَّ الحِسبانَ تَبختُرا
فلا يسترنَّ الوشيُ حسنَ شياتها
فيَسْتُرَ أحلى منه في العين منظَرا
ترى كلَّ مكحول المدامعِ ناظِراً
بمقلة ِ أحوى ينفضُ الضَّألَ أحورا
فكمْ قائِلٍ لمّا رآها شوافِنا
أما تركوا ظَبْياً بتَيماءَ أعْفرا؟
وما خلتُ أنَّ الروضَ يختالُ ماشياً
ولا أن أرَى في أظهُرِ الخيل عَبقرا
غداة َ غدتْ من أبلقٍ ومجزَّعٍ
ووردٍ ويَحمومٍ وأصدى وأشقرا
ومن أدرعٍ قد قنِّعَ اليلَ حالكاً
على أنّه قد سُربلَ الصبحَ مسفرا
وأشعلَ ورديٍّ وأصفرَ مذهبٍ
وأدهمَ وضّاحٍ وأشهبَ أقمرا
وذي كُمْتَة ٍ قد نازَعَ الخمرَ لونَها
فما تدَّعيهِ الخمرُ إلاّ تنمَّرا
محجَّلة ً غرّاً وزهراً نواصعاً
كأنَّ قباطيّاً عليها منشِّرا
ودهماً إذا استقبلنَ حُوّاً كأنما
عُلِلنَ إلى الأرساغ مسكاً وعنبرا
يقرُّ بعيني أن أرى من صفاتها
ولا عجبٌ أن يُعجِبَ العينَ ما تَرى
أرى صوراً يستعبدُ النفسَ مثلها
إذا وجدتْهُ أو رأتْهُ مُصَورا
أفكِّهُ منها الطَّرفَ في كلِّ شاهدٍ
بأنَّ دليلِ الله في كلِّ ما برا
فأخلسُ منها اللحظَ كلَّ مطهَّمٍ
ألذَّ إلى عينِ المُسَهَّدِ مِن كرَى
وكلَّ صيودِ الإنسِ والوحش ثم لا
يُسائلُ أيُّ منهُمُ كان أحضَرا
تودُّ البزاة ُ البيضُ لو أنّ قوتها
عليه ولم ترزقْ جناحاً ومنسرا
وودَّتْ مهاة ُ الرَّمل لو تركتْ لهُ
فأعطَتْ بأدنَى نظرة ٍ منه جُؤذَرا
ألا إنّما تُهدَى إلى خير هاشمٍ
وأفضلِ من يعلو جواداً ومنبرا
مَنِ استَنَّ تفضيلَ الجِياد لأهلِها
فأوطأها هامَ العدى والسَّنَّورا
وجَلَّلَها أسلابَ كلِّ مُنافِقٍ
وكلِّ عنيدٍ قد طغى وتجبَّرا
وقلَّدها الياقوتَ كالجمرِ أحمراً
يُضيءُ سَناهُ والزُّمرُّدَ أخضرا
وقرَّطها الدُّرَّ الذي خلقتْ لهُ
وفاقاً وكانتْ منه أسنى وأخضرا
فكم نظمِ قُرطٍ كالثُّريّا مُعَلَّقٍ
يزيدُ بها حُسناً إذا ما تمَرمَرا
وكم أذنٍ منْ سابحٍ قد غدتْ بهِ
يناطُ عليها ملكُ كسرى وقيصرا
تحلى ّ بما يستغرِقُ الدهرَ قيمة ً
فتختالُ فيه نخوة ً وتكبُّرا
وما ذاك إلاّ أن يُخاضَ بها الرَّدى
فتَنهَشَ تِنّيناً وتَضْغَمَ قَسْوَرا
فطَوراً تُسقّى صافيَ الماءِ أزرقاً
وطَوراً تُسقى صائكَ الدمِ أحمرا
لذاك ترى هذا النُّضارَ مُرصَّعاً
عليها وذاكَ الأتْحميَّ مُسيَّرا
إذا ما نسيجُ التِّبرِ أضحى يظلُّها
أفاءَ لها منْهُ غماماً كَنَهْوَرا
وأهْلٌ بأنْ تُهْدى َ إليه فإنّهُ
كَناها وسمّاها وحَلّى وسَوَّرا
وأسكنها أعلى القبابِ مقاصراً
وأحسنها عاجاً وساذجاً ومرمرا
وبوَّأها من أطيبِ الرضِ جنّة ً
وأجرى لها من أعذبِ الماءِ كوثرا
يُجِدُّ لها في كل عامٍ سُرادِقاً
ويَبني لها في كلِّ عَلياءَ مَظهرا
ألا إنّما كانت طلائعُ جوهَرٍ
ببعضِ الهدايا كالعُجالة ِ للقِرى
ولو لم يعجِّل بعضَها دون بعضِها
لضاقَ الثَّرى والماءُ طرقاً ومعبرا
أقولُ لصحبي إذ تلقَّيتُ رسلهُ
وقد غَصَّتِ البَيداءُ خُفّاً ومَنسِرا
وقد مارت البزلُ القناعيسُ أجبلاً
وقد ماجتِ الجردُ العناجيجُ أبحرا
فطابتْ لي الانباءُ كأنّهُ
لَطائمُ إبْلٍ تحملُ المِسكَ أذفَرا
لعمري لئن الخلافة َ ناطقاً
لقد زانَ أيّامَ الحروبِ مدبِّرا
تَضِجُّ القَنَا منْهُ لَما جَشَّمَ القَنَا
وتَضْرَعُ منه الخيلُ والليل والسُّرَى
هو الرمحُ فاطعنْ كيفَ شئتَ بصدره
فلن يَسأمَ الهَيجا ولن يتكسَّرا
لقد أنجبتْ منه الكتائبُ مدرهاً
سريعَ الخُطى للصّالحاتِ مُيسَّرا
و صرَّف منه الملكُ ما شاء صارماً
وسهماً وخَطّيّاً ودِرعاً ومِغفرا
ولم أجدِ الإنسانَ إلاّ ابنَ سعيهِ
فمن كانَ أسعى كان بالمجد أجدرا
و بالهمَّة العلياء يرقى إلى العلى
فمن كان أرقى همّة ً كان أظهرا
و لم يتأخَّر من يريد تقدُّماً
ولم يتقدَّمْ من يريد تأخُّرا
و قد كانتِ القّوادُ من قبلِ جوهرٍ
لتصلحُ أن تسعى لتخدم جوهراً
على أنهم كانوا كواكبَ عصرهم
ولكن رأينا الشمسَ أبهى وأنوَرا
فلا يعدِمنَّ اللهُ عبدكَ نصره
فما زالَ منصورَ اليدين مظفَّرا
إذا حاربتْ عنهُ الملائكة ُ العِدى
ملأنَ سماءَ باسمكَ مُشعَرا
وما اخترته حتى صفا ونفى القذى
بلِ الله في أُمِّ الكتابِ تخيَّرا
ووكَّلْتَهُ بالجيشِ والأمْرِ كلِّهِ
فوكَّلت بالغيلِ الهزبرَ الغضنفرا
كأنَّكَ شاهدتَ الحفايا سوافرأً
وأعجلتَ وجهَ الغَيبِ أن يتَستَّرا
فعرَّفتَ في اليوم البصيرة َ في غدٍ
وشاركتَ في الرأي القضاءَ المقدَّرا
وما قِيسَ وَفرُ المال في كلِّ حالة ً
بجودك إلاّ كان جودُكَ أوفرا
فلا بُخُلٌ يا أكرمَ النّاس مَعشَراً
و أطيبَ أبناءِ النبييِّنَ عنصرا
فإنّك لم تترُكْ على الأرْض جاهِلاً
و إنك لم تتركْ على الأرض معسرا
ألا انظرْ إلى الشمس المنيرة ِ في الضحى
و ما قبضتهُ أو تمدُّ على الثرى
فأثقبُ منها نارُ زندكَ للقرى
وأشهرُ منها ذِكرُ جودك في الورى
بلغتُ بك العليا فلم أدنُ مادحاً
لأسألَ لكنّي دنوتُ لأشكُرا
وصدَّقَ فيكَ الله ما أنا قائِلٌ
فلستُ أُبالي مَن أقَلَّ وأكثرا[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
رقم القصيدة : 10806
-----------------------------------
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ
في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ
قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار
هذا الذي ترجى النجاة ُ بحبِّهِ
و به يحطُّ الإصرُ والأوزار
هذا الذي تجدي شفاعته غداً
وتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار
من آل أحمدَ كلَّ فخرٍ لم يكنْ
يُنْمَى إليهم ليس فيه فَخار
كالبدر تحتَ غمامة ٍ من قسطل
ضَحيْانُ لا يُخفيهِ عنك سَرار
في جحفلٍ هتمَ الثنايا وقعه
كالبحر فهو غُطامِطٌ زَخّار
غمرَ الرِّعانَ الباذخات وأغرقَ
الُقنَنَ المُنيفة َ ذلك التَّيّار
فالسهْلُ يَمٌّ والجِبالُ بحار
لله غزْوَتُهم غداة َ فراقسٍ
وقد استُشِبَّتْ للكريهة ِ نار
و المستظلُّ سماؤهُ من عثيرٍ
فيها الكواكبُ لهذمٌ وغرار
وكأنَّ غَيضاتِ الرِّماحِ حدائقٌ
لُمَعُ الأسِنّة ِ بينها أزهار
و ثمارها من عظلمٍ أو أيدعٍ
يَنَعٍ فليس لها سواه ثِمار
من كلِّ يعبوبٍ سبوحٍ سهلب
حَصُّ السيّاطِ عِنانُه الطيّار
لا يَطّبيهِ غيرُ كَبّة ِ مَعْرَكٍ
أو هَبْوَة ٌ من مَأقِطٍ ومَغار
سلطُ السنابك باللُّجين مخدَّمٌ
و أذيب منه على الأديم نضار
وكأنَّ وفْرَتَهُ غَدائِرُ غادَة ٍ
لم يلقها بؤسٌ ولا إقتار
وأحَمُّ حَلْكُوكٌ وأصفرُ فاقِعٌ
منها وأشهبُ أمهقٌ زَهّار
يَعقِلنَ ذا العُقّال عن غاياتِهِ
وتقولُ أن لن يخطُرَ الأخطار
مرّتْ لغايتها فلا والله ما
علقتْ بها في عدوها الأبصار
وجرَتَ فقلتُ أسابحٌ أم طائرٌ
هلاّ استشارَ لوقعهنّ غبار
من آلِ أعوجَ والصريح وداحسٍ
فيهنَّ منها ميسمٌ ونجار
وعلى مَطاها فِتيَأ شِيعيّة ٌ
ما إن لها إلاّ الوَلاءَ شِعار
مِنْ كلِّ أغلبَ باسلٍ مُتخَمِّطٍ
كاللَّيْثِ فهو لقِرنه هَصّار
قلقٌ إلى يوم الهياجِ مغامرٌ
دمُ كلَّ قيلٍ في ظباهُ جبار
إنْ تخْبُ نارُ الحرْب فهو بفتكِهِ
ميقادها مضرامها المغوار
فأداتهُ فضفاضة ٌ وتريكهٌ
و مثقَّفٌ ومهنَّدٌ بتّار
أسدٌ إذا زارت وجارَ ثعالبٍ
ما إنْ لَها إلاّ القلوبَ وِجار
حفّوا براياتِ المعزِّ ومن بهِ
تستبشرُالأملاكُ والأقطار
هل للدُّمستق بعد ذلك رَجْعَة ٌ
قُضِيَتْ بسيفك منهُم الأوطار
أضحوا حصيداً خامدين وأقفرتْ
عَرَصَاتُهُمْ وتعطّلَتْ آثار
كانت جِناناً أرضُهم معروشة ً
فأصابها من جيشه إعصار
أمْسَوا عشاءَ عروبة ٍ في غِبطة ٍ
فأناخَ بالموْتِ الزّؤامِ شِيار
واستقطع الخَفَقانُ حَبَّ قلوبهم
وجلا الشرورَ وحلّتِ الأدعار
صدعت جيوشك في العجاج وعانشتْ
ليلَ العجاجِ فوردها إصدار
ملأوا البلادَ رغائباً وكتائباً
و قواضباً وشوازباً إن ساروا
وعواطفاً وعوارفاً وقواصفاً
وخوائفاً يشتاقها المضمار
وجداولاًوأجادلاًومقاولاً
وعواملاً وذوابلاً واختاروا
عكسوا الزَّمانَ عواثنا ودواخناً
فالصُّبحُ ليلٌ والظّلام نهار
سفروا فاخلتْ بالشموس جباههمْ
وتَمَعْجَرَتْ بغَمامها الأقمار
وهَمَوا نَدى ً فاستحيتِ الأمطار
وتَبَسَّموا فزها وأخصَبَ ما حِلٌ
وافتَّر في رَوضاتِه النُّوّار
و استبلوا فتخاضعَ الشُّمُّ الذُّرى
وسَطَوْا فذَلَّ الضّيغمُ الزَّأآر
أبناءَ فاطمَ هل لنا في حشرنا
لجأُ سواكم عاصم ومجار؟
أنتم أحِبّاءُ الإلهِ وآلُهُ
خُلفاؤهُ في أرضهِ الأبرار
أهلُ النبَوة ِ والرِّسالة ِ والهدى
في البيّناتِ وسادة ٌ أطهار
والوحيِ والتأويلِ والتَّحريمِ
والتَّحليلِ لا خُلْفٌ ولا إنكار
إن قيل من خيرُ البريّة لم يكنْ
إلاّ كمُ خلقٌ إليه يشار
لو تلمسونَ الصَّخرَ لانبجستْ بهِ
أو كان منكُمْ للرُّفاتِ مُخاطِبٌ
لبَّوا وظنّوا أنّه إنشار
أمُعِزَّ دينِ الله إنّ زمانَنا
بكَ فيه بأوٌ جلَّ واستكبار
ها إنّ مِصرَ غداة َ صرْتَ قَطينَها
أحرى لتحسدها بك الأقطار
والأرضُ كادت تفخَرُ السبْعَ العلى
لولا يظلُّكَ سقفها الموّار
و الدّهرُ لاذَ بحقوتيكَ وصرفه
و ملوكهُ وملائكٌ أطوار
والبحرُ والنِّينانُ شاهدة ٌ بكم
و الشَّامخاتُ الشُّمُّ والأحجار
والدَّوُّ والظُّلمانُ والذُّؤبان والـ
غزلانُ حتى خزنقٌ وفرار
شرُفت بك الآفاقُ وانقسمت بك الـ
أرزاقُ والآجالُ والأعمار
عطِرت بك الأفواه إذ عذبت لك الـ
ـأمواه حينَ صَفَتْ لك الأكدار
جلَّتْ صِفاتُكَ أن تُحَدَّ بمِقوَلٍ
ما يصنْعُ المِصْداقُ والمِكثار
و الله خصَّكَ بالقرانِ وفضله
واخجلتي ما تَبلُغُ الأشعار[/font]

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى