جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر العباسي >> بديع الزمان الهمذاني >> وكلني بالهم والكآابة
وكلني بالهم والكآابة
رقم القصيدة : 22120
-----------------------------------
وكلني بالهم والكآابة
طعّانة ٌ لعانة ٌ سَبَّابهْ
للسلف الصالح والصحابه
أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمّلوا يا كبراء الشيعة
لعشرة الإسلام والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة
في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيف من صدق بالرساله
وقام للدين بكلّ آله
واحرز اللَّه يد العقبى له
ذلِكمُ الصديقُ لا محالهْ
إمام من أجمع في السقيفة
قطعاً عليهِ إنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه
في ردِّه كيد كيد بني حنيفه
سل الجبال الشّم والبحارا
وسائلِ المنبر والمنارا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطار مـ
أظهر الدين بها شعارا
ثم سلِ الفرسَ وبيت النار
من الذي فلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ
إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائلِ الإسلام من قوَّاهُ
وقال إذ لم تقُلِ الأفواهُ
واستنجر الوعد فأومى الله
من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سني الولاده
ثانيه في القبر بلا وساده
أتأمُلُ الجنة يا شتامه
ليست بمأواك ولاكرامهْ
إنَّ امرأ أنثى عليه المصطفى
ثمّت والاه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الورى
واختارهُ خليفة ً ربُّ العُلا
واتبعته امّة الأمِّيِّ
وبايعتهُ راحة ُ الوصيِّ
وباسمه استسقى حيا الوسمي
ما ضرَّهُ هجو الخوارزميّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه
ولم يُعدهُ حجراً ما أحلمه
يا نذل يا مأبون أفطرت فمه
لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أمير المؤمنين المرتضى
وجعفر الصادق أوموسى الرِّضى
لو سمعوك بالخنا معرضا
ما ادخروا عنك الحسام المنتضى
ويلك لم تنجو يا كلب القمر ؟
ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر
صرّح بالحادك لا تمشي الخمر
يا من هجا الصدّيق والفاروقا
كيما يقيمة عند قوم سوقا
نفخت يا طبلُ علينا بوقا
فما لك اليوم كذا موهوقاً؟
إنك في الطعنِ على الشيخين
والقدح في السيد ذو النورين
لواهن الظهر سخين العين
معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومة
وهامة تحملها ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه
عن مشتري الخلد ببئر رومه
كغى من الغيبة أدنى شمه
من استجاز القدح في الأئمّه
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ
فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ
عائشة الراضية المرضيهْ؟
يا ساقط الغيرة والحمية
ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ؟
من مبلغٌ عنّي الخوارزميّا
يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا
بشرط أنيفهمنا المعنّيا
يا أسدَ الخلوة خنزير الملا
مَا لكَ في الجري تقود الجملا
يا ذا الذي يثلبني إذا خلا
وفي الخلا أطعمه ما في الخلا
وقلت لمّا احتفل المضمار
واحتفت الأسماع والأبصار
سوفَ ترى إذا انجلَى الغبارُ
أفرس تحتي أم حمارٌ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
رقم القصيدة : 22121
-----------------------------------
بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ
فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي
فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي
سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحابِ
فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي
عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ بابِ
لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ
يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ
ولا أنشقَّ الثرى عن عودِ تختٍ
أؤمل أنْ أشدَّ بهِ ثيابي
ولا خِفْتُ الإبَاقَ على عَبِيدي
ولا خِفْتُ الهلاكَ على دَوَابي
ولاحاسبتُ يوماً قهرماناً
مُحاسبة ً فأغْلَظُ في حِسَابِي
وفي ذا راحة ٌ وَفَراغُ بالٍ
فدابُ الدهرِ ذا أبداً ودابي

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
رقم القصيدة : 22122
-----------------------------------
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ
شرابكَ في السرابِ إذا عطشنا
وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ
رأيتُ الخبزَ عزَّ لديكَ حتى
حسبتُ الخبزَ في جوِّ السحابِ
وما رَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا
ولكنْ خفتَ مرزئة َ الذبابِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ذهبَ الموالِ فلاموا
ذهبَ الموالِ فلاموا
رقم القصيدة : 22123
-----------------------------------
ذهبَ الموالِ فلاموا
لِ وقد فجعنا بالعربْ
إلا بقايا أصبحوا
بالمِصْرِ من قِشْرِ القَصَبْ
بالقولِ بَذُّوا حاتماً
والعقلُ ريحٌ في القِرَبْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
رقم القصيدة : 22124
-----------------------------------
ومحتجبٍ والناسُ لا يقربونه
وقد ماتَ هزلاً منْ ورا البابِ حاجبهْ
إذا قيلَ : منْ ذا مقبلاً ؟ قيل : لا حدٌ
و إن قيلَ : منْ ذا خلفهُ ؟ قيلَ ؛ كاتبهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
رقم القصيدة : 22125
-----------------------------------
يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ
فَلْيَهْنَ بُرْغوثُهُ بِجَذْلَتِهِ
قد عَقَدتْ بَنْدَها عَلى جَسَدِي
واجتهدتْ في اقتسامِ جملتهِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لو ركبت البحار
لو ركبت البحار
رقم القصيدة : 22126
-----------------------------------
لو ركبت البحار صارت فجاجا
لا ترى في متونها أمواجا
ولو أني وضعتُ ياقوتة ً
حمراءَ في راحتي لصارتْ زجاجا
ولو أني وردتُ عذباً فراتاً
عادَ لا شكَّ فيه مِلْحاً أُجابَا
فإلى الله أشْتكي وإلى الفَضْـ
ـلِ فقد أَصْبَحَتْ بُزَاتِي دَجاجَا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
رقم القصيدة : 22127
-----------------------------------
شفِيعي إل مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِهِ
وَحَسْبُ کمرِيءٍ مِنْ شَافِعٍ بِسَمَاحِ
وشعريَ شعرٌ يشتهي الناسُ أكلهُ
كما يشتهى زبدٌ بزبِّ رباحِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
رقم القصيدة : 22128
-----------------------------------
إنَّ رياحَ اللؤمِ منْ شحه
لا يَطمَعُ الخنزيرُ في سَلْحِهِ
كفاهُ قفلٌ ضلَّ مفتاحهُ
قد يَئِسَ الحَدَّادُ مِنْ فَتْحِهِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
رقم القصيدة : 22129
-----------------------------------
هيهاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ باردٍ
إنْ كنتَ تطمعُ في نوالِ سعيدِ
والله لو مَلَكَ البِحَارَ بِأَسْرِها
وأتاهُ سلمٌ في زمانِ مدودِ
يَبْغِيهِ منها شَرْبَة ً لطَهُورِهِ
لأبى وقالَ تيممنْ بصعيدِ
 

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
رقم القصيدة : 22130
-----------------------------------
قالَ لي الناسُ زرْ سعيدَ بنَ سلمٍ
قلتُ للناسِ: لاأزورُ سعيدا
وأميري فتى خزاعة َ بالصرة ِ
قد عمها سماحاً وجودا
ولنعمَ الفتى سعيدٌ ولكنْ
مالكٌ أكرمُ البرية ِ عودا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وأحببتُ من حبها الباخلينَ
وأحببتُ من حبها الباخلينَ
رقم القصيدة : 22131
-----------------------------------
وأحببتُ من حبها الباخلينَ
حتى وَمِقْتُ کبنَ سلمٍ سَعِيدا
إذا سيلَ عرفاً كسا وجههُ
ثياباً من اللُّؤمِ صُفْراً وَسُودا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
رقم القصيدة : 22132
-----------------------------------
لشتانَ مابينَ اليزيدينِ في الندى
إذا عدَّ في الناسِ المكارمُ والمجدُ
يزيدُ بني شَيْبَانَ لأَكْرَمُ مِنْهُما
وإنْ غضبتْ قيسُ بنُ عيلانَ والأزدُ
فتى لم تلدهُ من رعينٍ قبيلة ٌ
ولا لخمُ تنميهِ ولم تنمهِ نهدُ
ولكنْ نَمَتْهُ الغُرُّ من آلِ وائلٍ
وَبَرَّة ُ تَنْمِيهِ وَمِنْ بَعْدِها هِنْدُ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
رقم القصيدة : 22133
-----------------------------------
الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ
والإفكُ مثلُ العسلِ الماذي
وكلهمْ في بخلهمْ صادقٌ
وفي النَّدَى لَيْسَ بأُسْتَاذِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا بالأهوازِ محزونٌ
أنا بالأهوازِ محزونٌ
رقم القصيدة : 22134
-----------------------------------
أنا بالأهوازِ محزونٌ
وبالبصرة ِ داري
في بني سعدٍ وسعد
حيثُ أهلي وقراري
صرتُ كالخفاشِ لا
أبصرُ في ضوءِ النهارِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وله لحية ُ تيسٍ
وله لحية ُ تيسٍ
رقم القصيدة : 22135
-----------------------------------
وله لحية ُ تيسٍ
وله منقارُ نسرِ
وله نكة ُ ليثٍ
خالطتْ نكهة َ صقرِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
رقم القصيدة : 22136
-----------------------------------
لولا ابنُ مَنْصُورٍ وإفضالُهُ
سلحتُ في لحية ِ منصورِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
رقم القصيدة : 22137
-----------------------------------
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الخبزَ فاكهة ٌ
حتى نَزَلْتُ على أرضِ بن منصورِ
الحابسِ الروث في أعفاجِ بغلتهِ
خوفاً على الحبِّ من لقطِ العصافيرِ
يبسُ اليدينِ فما يستطعُ بسطهما
كأنَّ كفيهِ شدا بالمساميرِ
عَهْدِي بهِ آنِفا في مَرْبَطٍ لَهُمُ
يُكَسْكِسُ الرَّوْثَ عن نَقْرِ العصافيرِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الحمدُ لله شكراً
الحمدُ لله شكراً
رقم القصيدة : 22138
-----------------------------------
الحمدُ لله شكراً
أمْشِي ويركبُ غَيْرِي
قد كنتُ آمل طِرْفاً
فَصِرْتُ أرْضَى بِعَيْرِ
ليت الأيُو.. دوابٌ
فكنتُ أركبُ أيـ
لم ترضَ نَفْسِي بهذا
ياربِّ منكَ لخيرِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> منايَ من دنيايَ هاتي التي
منايَ من دنيايَ هاتي التي
رقم القصيدة : 22139
-----------------------------------
منايَ من دنيايَ هاتي التي
تسلحُ بالرزقِ على غيري
الجَرْدقُ الحاضِرُ مع بُضْعَة ٍ
من ماعزٍ رخيصٍ ومن طيرِ
وجرة ٌ تهدرُ ملآنة ً
تحكي قراة القسِّ في الديرِ
وَجُبَّة ٌ دَكْنَاءُ فَضْفَاضَة ٌ
وَطيلسانٌ حَسَنُ النَّيْرِ
وبغلة ٌ شهباءُ طيارة ٌ
تطوي ليَ البلدانَ في السيرِ
وَبَدْرَة ٌ مملوءَة ٌ عَسْجَداً
ما بالذي أذْكُرُ من ضَيْرِ
ومنزلٌ في خيرِ ماجيرة ٍ
قد عرفوا بالخيرِ والميرِ
وصاحبٌ يلزمني دهرهُ
مثلَ لُزومِ الكيسِ للسَّيْرِ
مساعدٌ يقعجبني فهمهُ
مرتفعُ الهمة ِ في الخيرِ
كم منْ فتى تبصرُ ذا هيئة ٍ
أبلدُ في المجلسِ منْ عيرِ

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> كبش
كبش
رقم القصيدة : 2214
-----------------------------------
كَبْشٌ له قرنان من عاجْ
صاحتْ به ذبانةٌ:
يا فأرُ ،
فاهتاجْ
ملأَ البلاد ثغاؤه
وصراخُه سَدَّ الفجاجْ
لكنه في الليل دَلَّى رأسهُ
أَلقى النجومَ وحطَّم التاجْ
ثم اختفى فأرا حقيرا تحت إليات النعاج
لما عوى الذئب البعيد
...........
فأغلق المزلاجْ .

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
رقم القصيدة : 22140
-----------------------------------
لِحْيَة ُ مروانَ تَقِي عَنْبَرا
خالطَ مسكاً خالصاً أذفرا
فما يُقيمانِ بها ساعة ً
إلاَّ يعودانِ جميعاً خرا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
رقم القصيدة : 22141
-----------------------------------
الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ
رأس الأنتانِ والقذره
وکبْنُ عَمِّ الحمارِ في صورة ِ الفـ
ـيلِ وخالُ الجاموسِ والبَقَرَه
يمشي رويداً يريدُ حلقتكم
كمشي خِنْزيرة ٍ إلى عَذِرَه

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
رقم القصيدة : 22142
-----------------------------------
عاد الشمقمقُ في الخسارهْ
وَصَبَا وَحَنَّ إلى زُرَارَهْ
من بعدِ ماقيلَ أرعوى
وَصَحَا لأبوابِ الشَّطارَهْ
مِنْ قهوة ٍ مِسْكيَّة ٍ
واللّونُ مثلُ الجُلَّناره
تدعُ الحليمَ بلا نهى
حيرانَ ليسَ به إحارَه
ولربّما غَنَّى بِها
يا جارتا ما كنتِ جاره
ياأيها الملكُ الذي
جَمَعَ الجَلاَلَة َ والوَقارهْ
وَرِثَ المكارمَ صالحاً
والجودَ منه والعِمارَهْ
إني رأيتكَ في المنامِ
وعدتني منكَ الزيارهْ
فغدوتُ نحوكَ قاصداً
وعليكَ تَصْديقُ العِبَارَهْ
أنِّي أتاني بالنّدى
والجودِ منك إلى البِشارهْ
إنَّ العِيَالَ تركتُهُمْ
بالمِصْرِ خبزُهُمُ العُصارهْ
وشرابهمْ بولُ الحمارِ
رِ مِزَاجُهُ بَوْلُ الحِمارهْ
ضجوا فقلتُ تصبروا
فالنجعُ يقرن بالصبارهْ
حتى أزورَ الهاشمـ
أخا الغضارة والنضارهْ
ولقد غدوتُ وليسَ لي
إلا مديحكَ منْ تجارهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
رقم القصيدة : 22143
-----------------------------------
ولقد قلتُ حينَ أقْفَرَ بَيْتِي
من جِرَابِ الدَّقِيقِ والفَخَّارَه
ولقد كان آهِلاً غَيرَ قَفْرٍ
مُخْصباً خَيْرُه كثيرَ العِمَارَهْ
فأرى الفأرَ قد تجنبنَ بيتي
عائذاتٍ منهُ بدارِ الإمارَه
ودعا بالرحيلِ ذبان بيتي
بينَ مَقْصُوصَة ٍ إلى طيَّاره
وأقامَ السِّنَّوْرُ في البيتِ حَوْلا
ما يَرَى في جوانبِ البَيْتِ فارَه
يُنغِضُ الرَّأْسَ منه من شِدَّة ِ الجُو
وعيشٍ فيه أذى ومراره
قلتُ لما رأيته ناكسَ الرأسِ
كئيباً في الجوفِ منه حراره
ويكَ صبراً فأنتَ من خير سنورٍ
ـورٍ رأتْهُ عينايَ قَطُّ بِحَارِه
قال: لاصبرَ لي وكيفَ مقامي
ببيوتٍ قفرٍ كجوفِ الحماره
قلتُ: سرْ راشداً إلى بيت جارٍ
مُخْصِبٍ رَحْلُهُ عظيمِ التِّجاره
وإذا العنكبوتُ تَغْزِلُ في دَنِّي
وحُبِّي والكوزِ والقَرْقَارَه
وأصابَ الجُحَامُ كلبي فأضْحى
بين كلبٍ وكلبة ٍ عياره

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
رقم القصيدة : 22144
-----------------------------------
رِجْلُ زيدِ بْنِ عُمَارَهْ
مثلُ مِفْتاحِ مَنَارَهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
رقم القصيدة : 22145
-----------------------------------
إذا حججتَ بمالٍ أصلهُ دنسٌ
فما حججتَ ولكنْ حَجَّتِ العِيرُ
لا يقبلُ الله إلاّ كلَّ طَيِّبَة ٍ
ما كلُّ مَنْ حَجَّ بيتَ الله مَبْرُورُ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ
خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ
رقم القصيدة : 22146
-----------------------------------
خُبْزُ المُعَلِّمِ والبَقَّالِ مُتَّفِقٌ
واللَّوْنُ مختلِفٌ والطَّعْمُ والصُّوَرُ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
رقم القصيدة : 22147
-----------------------------------
أنا بالأهوازِ جارٌ لعمرْ
لعظيمٍ زعموا ضخمِ الخطرْ
لا يُرَى منه علينا أثَرٌ
لايكون الجودُ إلاّ بأثرْ
إن تكن وُرْقُكَ عنّا عَجَزَتْ
يا أبا حفَصٍ فَجُدْ لي بِحَجَرْ
يَكْسُرُ الجوزَ بهِ صبيانُنَا
وإذا ما حَضَرَ اللَّوزُ كُسِرْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
رقم القصيدة : 22148
-----------------------------------
قافية الزّايما جَمَعَ النّاسُ لِدُنْيَاهُمُ
أنفعَ في البيتِ من الخبزِ
والخبزُ باللَّحمِ إذا نِلْتَهُ
فأنتَ في أمْنٍ مِنَ التَّرْزِ
والقلزُ من بعدُ على إثرهِ
فإنَّما اللَّذاتُ في القَلْزِ
وقد دنا الفِطْرُ وصبيانُنَا
ليسوا بذي تَمْرٍ ولا أرْزِ
وذاكَ أنذّ الدهرَ عاداهمُ
عداوة َ الشاهينِ للوزِّ
كانتْ لهم عنزٌ فأودي بها
وأجدبوا منْ لبنِ العنزِ
فلو رأوا خبزاً على شاهقٍ
لأسرعوا للخبزِ بالجمزِ
ولو أطاقوا القفزَ ما فاتهمْ
وكيفَ للجَائِعِ بالقَفْزِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
رقم القصيدة : 22149
-----------------------------------
ماأراني إلا سأتركُ بغدادَ
وأهوي لكورة ِ الأهوازِ
حيثُ لاتنكرُ المعازفُ واللهوُ
وشربُ الفتى من التقمازِ
وجوارٍ كأنهنَّ نجومُ اللّـ
ـيلِ زهرٌ مثلُ الظِّبَاءِ الجَوَازِي
واضحاتُ الخدودِ أدمٌ وَبِيضٌ
فاتناتٌ ميلٌ منَ الأعجازِ
بينَ عوادة ٍ وأخرى بصنجٍ
في بساتينها وفي الأحوازِ
ذاكَ خيرٌ منَ الترددِ في بغدادَ
تنزو بي البغالُ النوازي
كلَّ يومٍ في كمة ٍ وقميصٍ
وَرِدَاءٍ من الغُبَارِ طرازِي
لم يحكمهُ النساجُ يوماً لبيعٍ
لا ولا يُشترَى من البَزَّازِ
أَخَذَتْ أهلَها الشياطينُ
بالركضِ لطولِ الشقاءِ والإعوازِ
كلُّ شيخ تخاله حين يبدو
فوق بِرْذَوْنِهِ كشخصٍ حجازي
وجميلُ الفُسَيْلِ أعْنِي ابنَ مَحْفُو
عدوُّ الندى وسلمُ المخازي
ألِفَتْ إستُهُ الفَيَاشِلَ حتى
ما تشكى للطعنِ بالعكازِ
يأخذ الأسْوَدَ الذي يفرق الحـ
منهُ كدستجِ المنخازِ
ليثُ غابٍ بِدُبْرِهِ حين يَلْقَى
وَجَبَانٌ في الحربِ يومَ البرازِ
بعدتْ دارهُ فلا ردهُ اللهُ
ولا زالَ نائيَ الدارِ شازي
ذاكَ شخصٌ به عليَّ هوانٌ
كهوانِ الخصى على الخبازِ

 
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
رقم القصيدة : 22150
-----------------------------------
لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني
اللَّهُ يَعْلم ما لِي فيه تَلْبِيسُ
واللّه يَعلم ما لِي فيه شابكة ٌ
إلاّ الحَصيرة والأطْمار والدِّيسُ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنتمْ خشارُ خشارٍ
أنتمْ خشارُ خشارٍ
رقم القصيدة : 22151
-----------------------------------
أنتمْ خشارُ خشارٍ
وليسَ خَزٌّ كَخَيْشِ
تَزَوَّجُوا في قُرَيْشِ
إن كنتمُ منْ قريشِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ألا قولا لسرانِ المخازي
ألا قولا لسرانِ المخازي
رقم القصيدة : 22152
-----------------------------------
ألا قولا لسرانِ المخازي
ووجهِ الكلبِ والتيسِ الضروطِ
لهُ بطنٌ يضلُّ الفيلُ فيه
وَدُبْرٌ مثلُ رَاقود النَّشُوطِ
ولحية ُ حائكٍ من بابِ قلبٍ
موصلة ِ الجوانبِ بالخيوطِ
له وجهٌ عليه الفقرُ بادٍ
مُرَقَّعَة ٌ جَوَانِبُهُ بِفُوطِ
إذا نهضَ الكرامُ إلى المعالي
ترى سرانَ يسفلُ في هبوطِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
رقم القصيدة : 22153
-----------------------------------
أَخَذَ الفَأْرُ بِرِجْلِي
جَفَلُوا منها خِفَافِي
وسراويلاتِ سوءٍ
وتبابينَ ضِعافِ
دَرَجُوا حولي بِزَفْنِ
وبضربٍ بالدفافِ
قلتُ: ما هذا؟ فقالوا:
أنت من أهلِ الزِّفافِ
ساعة ً ثُمَّتَ جازوا
عنْ هوايَ في خلافِ
نقروا إستي وباتوا
دون أهلي في لحافِ
لَعَقُوا إسْتِي وقالوا
ريحُ مسكٍ بسلافِ
صَفَعُوا نازُويَه حتى
إستهلت بالرعافِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
رقم القصيدة : 22154
-----------------------------------
صلابة ُ الوَجْهِ سلاحُ الفَتَى
ورقة ُ الوجهِ منَ الحرفة ِ
من كان صُلْباً وَجْهُهُ مُحْكَماً
فأنتَ منهُ الدهرَ في طرفة ِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
رقم القصيدة : 22155
-----------------------------------
ضيعَ ماورثهُ راشدٌ
مِنْ كِيلَة ِ الأكداسِ في صفِّهِ
فربَّ كَدْسٍ قد علا رمسَه
كالديك إذ يعلوعلى رفهِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> كنتَ الممزقَ مرة ً
كنتَ الممزقَ مرة ً
رقم القصيدة : 22156
-----------------------------------
كنتَ الممزقَ مرة ً
فاليوم قد صرتَ الممزقْ
لمّا جَرَيْتَ مع الضِّلالِ
غرقتَ في بحرِ الشمقمقْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> نزلَ الفأرُ بيتي
نزلَ الفأرُ بيتي
رقم القصيدة : 22157
-----------------------------------
نزلَ الفأرُ بيتي
رفقة ً منْ بعد رفقهْ
حلقاً بعد قطارٍ
نزلوا بالبيتِ صفقهْ
ابن عرس رأس بيتي
صاعداً في رأس نَبْقَهْ
سيفهُ سيفٌ حديدٌ
شقهُ من ضلعِ سلقهْ
جاءنا يطرقُ بالليلِ
فدقَّ البابَ دقهْ
دخل البيتَ جِهَاراً
لم يدعْ في البيت فلقهْ
وتترسْ برغيفٍ
وصفقْ نازويه صفقهْ
صفقة أبصرتُ منها
في سوادِ العينِ زرقهْ
زرقة ً مثلَ ابنِ عِرْسٍ
أغبشٌ تَعْلُوهُ بُلْقَهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
رقم القصيدة : 22158
-----------------------------------
أسْمَجُ النّاسِ جميعاً كُلِّهِمْ
كذبابٍ ساقطٍ في مرقهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
رقم القصيدة : 22159
-----------------------------------
وليس على بابِ بن ادريسَ حاجبٌ
وليس على باب بن إدريسَ من قفلِ
طربتُ إلى معروفهِ فطلبتهُ
كما طَرِبَتْ زَنْجُ الحجازِ إلى الطَّبْلِ
 
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أنا في حالٍ تعالى
أنا في حالٍ تعالى
رقم القصيدة : 22160
-----------------------------------
أنا في حالٍ تعالى
اللّهُ ربِّي أيّ حالِ
ولقد أهزلتُ حتى
مَحَتِ الشَّمْسُ خَيالي
من رَأَى شَيْئاً مُحالا
فأنَا عَيْنُ المُحالِ
لَيْس لي شَيْءٌ إذا قِيـ
ـلَ لمنْ ذَا قلتُ ذَا لِي
ولقد أفْلَسْتُ حتى
حلَّ أكلي لعيالي
في حِرِ کمِّ النَّاسِ طُرّاً
منْ نساءٍ ورجالِ
لو أرى في الناسِ حراً
لَمْ أكنْ في ذَا المِثَالِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
رقم القصيدة : 22161
-----------------------------------
يا قومُ إنِّي رأيتُ الفِيلَ بَعْدَكُمُ
فباركَ اللهُ لي رؤية ِ الفيلِ
رأيت بيتاً له شيءٌ يحركهُ
فكدتُ أصْنَعُ شَيْئاً في السَّرَاوِيلِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
رقم القصيدة : 22162
-----------------------------------
أَلا رُبَّ برغوثٍ تركتُ مُجَدَّلاً
بأبيضَ ماضِي الشَّفْرَتَيْنِ صَقِيلِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
رقم القصيدة : 22163
-----------------------------------
أتُرَانِي أرَى مِنَ الدَّهْرِ يَوْماً
لِيَ فيه مَطِيَّة ٌ غيرُ رِجْلِي
كُلَّما كُنْتُ في جَمِيعٍ فقالوا
قَرِّبُوا للرَّحِيلِ قَرَّبْتُ نَعْلِي
حيثما كنتُ لاأخلفُ رحلاً
منْ رآني فقد رآني ورحلي

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
رقم القصيدة : 22164
-----------------------------------
ما كانَ مندقُّ اللّواءِ لِرِيبَة ٍ
تُخْشَى ولا سوءٍ يكونُ مُعَجَّلا
لكنَّ هذا الرمحَ أضعفَ متنهُ
صِغَرُ الوِلاَيَة ِ فاستقلَّ المُوصِلا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
رقم القصيدة : 22165
-----------------------------------
الجودُ أفلسهمْ واذهبَ مالهم
فاليومَ إنْ راموا السماحة َ يبخلوا

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وهذا جميلٌ على بغلهِ
وهذا جميلٌ على بغلهِ
رقم القصيدة : 22166
-----------------------------------
وهذا جميلٌ على بغلهِ
وقد كان يعدو على رجلهِ
يروحُ ويغدو كأيْ الحمارِ
ويرجِعُ صِفراً إلى أهلِهِ
وقد زعموا أنهُ كافرٌ
وأنَّ التَّزَنْدُقَ من شَكْلِهِ
كأني بهِ دعاهُ الأمامُ
وآذنَ ربُّكَ في قَتْلِهِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
رقم القصيدة : 22167
-----------------------------------
يوسفُ الشّاعرُ فَرْخٌ
وَجَدُوهُ بالأبُلَّهْ
حلقيٌّ قد تلقي
كامناً في جوفِ جلهْ
خَيَّطُوها خشْيَة َ الكَلْـ
عليهِ بمثلهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
رقم القصيدة : 22168
-----------------------------------
ولقد قلتُ حين أجْحَرَني البَرْ
كما تجحرُ الكلابُ ثعالهْ
في بُيَيْتٍ من الغَضَارَة ِ قَفْرٍ
ليسَ فيه إلاّ النوى والثخالهْ
عطلتهُ الجرذانُ منْ قلة ِ الخيرِ
وطارَ الذُّبَابُ نحو زُبَالَهْ
هارباتٍ منهُ إلى كلِّ خصبٍ
جيدة لمْ يرتجينَ منهُ بلالهْ
وأقامَ السِّنَّوْرُ فيه بِشَرٍّ
يَسْألْ اللَّهَ ذا العُلا والجَلالَهْ
أنْ يرى فأرة ً فلم يَرَ شَيْئاً
ناكساً رأسهُ لطولِ الملالهْ
قلتُ لما رأيتهُ ناكسَ الرأسِ
كئيباً يمشي على شرِّ حالهْ
قلتُ صبراً يانازُ رأسَ السنانيرِ
نِيرِ، وعلّلْتُهُ بِحُسْنِ مَقَالَهْ
قال: لا صبرَ لي وكيفَ مقامي
في قِفَارٍ كمثلِ بِيدِ تَبَالَهْ
لاأرى فيه فأرة ً أنغضُ الرأسَ
ومشيي في البيتِ مشيَ خيالهْ
قلتُ: سرْ راشداً فخارَ لك اللهُ
ولاتعدُ كربجَ البقالهْ
فإذا ماسمعتَ أنا بخيرٍ
في نعيمٍ منْ عيشة ٍ ومنالهْ
فَائِتْنَا راشداً ولا تَعْدُوَنَّا
إنَّ مَنْ جَازَ رَحْلَنَا في ضَلالَهْ
قال لي قولة ً عليكَ سلامٌ
غيرَ لعبٍ منه ولابطالهْ
ثمَّ ولَّى كأنَّهُ شيخُ سَوءٍ
أخرجوه من محبسٍ بكفالهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا
قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا
رقم القصيدة : 22169
-----------------------------------
قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا
جواداً إلى المكارمِ ينمي
مايبالي أتاهُ ضيفٌ مخفٌّ
أمْ أتَتْهُ يَأْجُوجُ مِنْ خَلْفِ رَدْمِ
فَانْتَهَيْنَا إلى سَعيد بن سَلْمٍ
فإذا ضيفهُ من الجوعِ يرمي
وإذا خبزهُ عليهِ سيكفيكهمُ
اللهُ ما بدا ضوءُ نجمِ
وإذا خاتمُ النبيِّ سليمانَ
بن داوودَ قد علاهُ بختمِ
فارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِحَمْدٍ
وارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِذَمِّ
 
العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
رقم القصيدة : 22170
-----------------------------------
ليسَ فيها مروءة ٌ لشريفٍ
غيرَ هذا القناعِ بالطيلسانِ
وبقينا في عصبة ٍ منْ قريشٍ
يشتهونَ المديحَ بالمجانِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
رقم القصيدة : 22171
-----------------------------------
وإذا تجننَ شاعرٌ أو مفحمٌ
أسعطتهُ بمرارة ِ الشيطانِ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
رقم القصيدة : 22172
-----------------------------------
سبعَ جوزاتٍ وتينهْ
فَتَحُوا بَابَ المدينَهْ
إنَّ بشارَ بنَ بردٍ
تيسٌ أعمى في سفينهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> هللينهْ هللينهْ
هللينهْ هللينهْ
رقم القصيدة : 22173
-----------------------------------
هللينهْ هللينهْ
طَعْنَ قِثَّاة ٍ لِتِينَهْ
إنَّ بشارَ بنَ بردٍ
تيسٌ أعمى في سفينهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> لما سألْتُكَ شَيْئاً
لما سألْتُكَ شَيْئاً
رقم القصيدة : 22174
-----------------------------------
لما سألْتُكَ شَيْئاً
أبدلتَ رُشْداً بِغَيِّ
مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ هذا
أنْ لاتجودَ بشيِّ
أمَا مَرَرْتَ بِعَبْدٍ
لِعَبْدِ حاتِمِ طَيِّ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
رقم القصيدة : 22175
-----------------------------------
رَحَلَ المَطِيَّ إليكَ طُلاَّبُ النَّدَى
ورحلتُ نحوك ناقة ً نعليهْ
إنْ لم تكنْ لي يا يزيدُ مطية ٌ
فَجَعَلْتُها ليَ في السِّفَارِ مَطِيَّهْ
تخدي أمامَ اليعملاتِ وتغتلي
في السَّيْرِ تَتْرُكُ خَلْفَها المَهْرِيَّهْ
وإذا ركبتُ بها طريقاً عامراً
تنسابُ تحتي كانسيابِ الحيهْ
لَوْلا الشّراك لقد خشيتُ جماحَها
وزمامَها ما أن تمسَّ يَدَيَّهْ
تنتابُ أكرمَ وائلٍ في بيتها
حسباً وقبة ُ مجدها مبنيهْ
أعني يزيداً سيفَ آلِ محمّدٍ
فراجَ كلِّ شديدة ٍ مخشيهْ
يوماهُ يومٌ للمواهبِ والجدا
خَضِلٌ ويومُ دمٍ وَخَطْفِ مَنِيَّهْ
وقد أتيتكَ واثقاً بكَ عالماً
أنْ لستَ تَسْمَعُ مِدْحَة ً بِنَسِيَّهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
رقم القصيدة : 22176
-----------------------------------
يا رازقَ الكلبِ والخَنزيرِ في سَعَة ٍ
والطَّيْرِ والوَحْشِ في يهماءَ دوِّيَّهْ
لوشئتَ صيرتهُ في حالِ فاقته
حتى تُقِرَّ بِتِلْكَ الحالِ عَيْنَيَّهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
رقم القصيدة : 22177
-----------------------------------
يا طولَ يومي وطول لَيْلَتِيَهْ
إنّ البراغيثَ قد عبثنَ بيهْ
فيهنَّ بُرْغُوثَة ٌ مُجَوَّعَة ٌ
قد عقدَتْ بَنْدَها بِفَقْحَتِيَهْ

العصر الإسلامي >> أبو الشمقمق >> أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
رقم القصيدة : 22178
-----------------------------------
أهلُ جودٍ ونائلٍ وفعالٍ
غلبوا الناسَ بالندى والعطيهْ
جئتهُ زائراً فأدنى مكاني
وَتَلَقَّى بِمَرْحَبٍ وَتَحِيَّهْ
لاكمثلِ الأصمِّ حارثة ِ اللؤمِ
مِ شَبِيهِ الكُلَيْبَة ِ القَلَطِيَّهْ
جئتهُ زائراً فأعرضَ عني
مثلَ إعراضِ قَحْبَة ٍ سُوسِيَّهْ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
رقم القصيدة : 22179
-----------------------------------
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟
وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟
وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟
وقد هوت بهوى نفسي مها سباء
فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟
كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه
لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ
فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا
ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا
إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا
وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا
لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا
وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ
يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا
أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ
للب منحسن واللحظ منخسأُ
وفي سناه ومسناه ونائله
للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ
جلالة لسليمان وملتمح
ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ
وليس تشتبه العيدان والحفأُ
والكل معترف بالسابقات له
ومن زكا فله بالحق منزكأُ
مملك هو من سمت الهدى ملك
وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ
يقل أن يطأ العيوق أخمصه
وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ
فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا
ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ
وللقلوب لمثوى حبه لطأُ
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ
فكلما دنأت أحداثه دنأوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به
فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا
وكيف يلقى قناة الدهر قائمة
وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟
وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ
كأنما في شخصه دنأوا
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً
يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ
فللأقاويل منهار ومنهرأُ
وتلك أنباء غيب لا يقين لها
وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ
إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ
وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ
سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ
وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
فكم أناس أقاص عنده نبهوا
كأنهم قربة في حجره نشأوا
وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ
للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟
وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ
مضى به منتأى عنه ومنتبأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ
وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ
حدا جحافلك التأييد والحدأُ
فلا تضع مربأ للجيش تنهده
فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ
تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً
ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ
عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
وويلهم إن شآبيب القنا همأت
وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ
كما به في ثغور البيض منكمأُ
وقد بدا من عرانين الظبى شمم
وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب
وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ
كأن سمرك والأقبال يعطفها
بنان قوم إليهم بالردى ومأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً
ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ
فسال منهزم منهم ومنهزأُ
وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ،
قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ
هناك يبغون لو يلقونه لجأ
وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
وكم لبأسك فيهم من مصال وغى
لليث من سمعه روع ومجتنبأُ
وكان في ذالهم ود ومتعظ
لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ
هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ
وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم
درء ومن صافنات الخيل مندرأُ
تهوي لقلب أعاديه مكائده
كأنه قتر للأسد أو برأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ
وراية الشهب ما في سيرها خطأُ
وهمة فوق ما ظن الغواة به
والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ
وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
ولو يروم نزال الطود يبلغه
أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا
وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ
والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ
فحسب كل الملوك الهون والجزأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ
وما كمثل النجوم النقع والحبأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ
فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
إذا صمادحه أبدى وعامره
فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا
يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ
إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا
وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا
فكلما سئلوا من معوز سلأوا
لولاهم ما يصوب المزن مستهما
متى سيبا من وبله متأوا
وَبَيْتُ وَفْرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ
فهم مياسير من حمد الورى تكأُ
أقمار ملتئم آساد ملتحم
يروعنا مجتلى منهم ومختلأُ
وما صوارِمُهُمْ إبَلاً وقد سَرَحُوا
وليس إفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأُوا
ولا عوامِلُهُمْ غِيداً وقد وَمَقُوا
ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا
وَمِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إذا حَمَلُوا
وليس بالجالِهِ الهَيّابَة ِ الخُبأ
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوجَ ما رَكِبُوا
أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا
لا يَعْبَأَوْنَ بمَكْرٍ في مُقاوِمِهِمْ
وليس للأسد بالسيدان معتبأُ
إذا خَطُوْا وَتَرُوا في الأرْض شانِئَهُمْ
وللخطوب بها مسرى ومنسرأُ
فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا
وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا
والخلق من ملكات الظلم في ظلم
وقد مَضَتْ هِنأٌ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ
وَمُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ
وَمُرْتَمٍ فيه للعَلْياءِ مُرْتَمَأُ
إذا جلا النصر من خرصانه وضح
علا الغزالة من قسطاله صدأُ
مِنْ كُلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ
إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يَرَأُ
يجيءُ كالهَصرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً
أَصَمُّ كالأرقم النَضْناضِ إذْ يَجَأُ
وللمَنُونِ بِيُمْنَاهُ عُيُونٌ دِمَا
في جدول يتحامى ورده الظمأُ
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ
راحا لها بالقنا العسال مستبأُ
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ
على الجِيادِ، وللأجنادِ مُنْهَدأ
وتلك عَنْقَاؤنا وافَتْكَ مُغْرِبَة ً
بحسنها فأستوى العقبان والجدأُ
بدع من النظم موشي الحلى عجب
تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حَكَأَوا
وكل مخترع للنفس مبتدع
فمنه للرُّوحِ رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ
أنشأتها للعقول الزهر مصبية
كأنّها للنُّفوسِ الخُرَّدُ النَشَأُ
لم يأتِ قبلي ولن يأتيْ بها بَشَرٌ
وحق عنها أن يخبأوا عنها كما خبأوا
قبضت منها ليوث النظم مجترئا
وغير بدع من الضرغام مجترأُ
وفي القريض كما في الغيل مأسدة
والقومُ حَوْزٌ بمرعى البَهْمِ قد جَزَأُوا
وجمع بعض قوافيها يؤودهم
ولو منوا بمبانيها إذا ودأوا
أشجى مسامعهم تيها بما سمعوا
ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إذا قَرأوا
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
رقم القصيدة : 22180
-----------------------------------
لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
فكما لعنبر الهندي ما أنا واطئُ
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيحِهِمْ
فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشىء ُ
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ وَمَنَارِهِمْ
هداة حداة والنجوم طوافئُ
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وَحَمْحَمَتْ
عِرَابي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطىء ُ
فهل هاجَها ما هاجَني؟ أو لعلَّها
إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجىء ُ
رويدا فذا وادي لبيني وإنه
لَوِرْدُ لُبَانَاتي وإنِّي لَظَامِىء
و يا حبذامن آل لبنى مواطن
ويا حبذا من أرض لبنى مواطئُ
ميادينُ تَهْيامِي وَمَسْرَحُ ناظِري
فللشوق غايات به ومبادئُ
ولا تحسبوا غيداًحمتها مقاصرُ
فتلك قلوب ضمنتها جآجئُ
وفي الكلة الزرقاء مكلوء عزة
تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالىء ُ
محا ملة السلوان مبعث حسنه
فكلٌّ إلى دِين الصَّبابة ِ صابِىء ُ
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ توالِعٌ
وَتَهْوَى ضِيا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازىء ُ
وفي ملعب الصدغين أبيض ناصع
تخَلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانىء ُ
أفاتكة َ الألحاظ، ناسكة َ الهوى ،
ورعت , ولكن عينك خاطئً
وآل الهوى جرحى ولكن دماؤهم
دُمُوعٌ هوامٍ والجُرُوحُ مآقِىء
فكيف أرفي كلم طرفك في الحشا
وليس لتمزيق المهند رافئُ ؟
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى
وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارىء ُ؟
وما ليَ لا أسمو مُراداً وهمّة ً
وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضىء ؟
وما أخَّرَتْني عن تَنَاهٍ مبادىء ُ
ولا قصرت بي عن تباهٍ مناشئُ
ولكنَّه الدهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ
فذو الفضل منحط وذو النقص نامئُ
كأنَّ زماني إذ رآني جُذَيْلَهُ
قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِىء
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً
ولم يغنني أني مدارٍ مدارئُ
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ
فما أنا إلا بالحقائق عابئُ
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فدامة ٍ
فلي منطقُ للسمع والقلب مالئُ
ولولا عُلَى المَلْكِ کبنِ مَعْنٍ محمَّدٍ
لما برحت أصدافهن اللآلئُ
لآلىء ُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ
وعِلْمِيَ دأماءٌ وَنُطْقِيَ شاطىء ُ
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى
وأَعْشَى الحِجَى لألاؤه المتلالىء ُ
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ
وتنقلبُ الأبصارُ وهي خواسىء ُ
ولولاه كانت كالنسيء, وخاطري
لها كفقيم ٍ للمحرم ناسئُ
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إلاَّ لمجدِهِ
ومثلي لأعلاق النّفاسة خابئُ
كأنَّ عُلاَهُ دولة ٌ أُمَويَّة ٌ
وما نابَ من خَطْبٍ عُمَيْرٌ وضابىء ُ
وإن يمسس العاصين قرحك آنفاً
فأيدي الوغى عّما قليلٍ توالئُ
عسوا فعصوا مستنصرين بخاذل
وأخذل أخذ الحين مامنه لاجئُ
وشهب القنا كالنّقب والنّقع ساطع
هِناءً، وأيدي المُقرَباتِ هوانِىء ُ
يُعَوِّدُ تَخضيبَ النُّصُولِ وإنْ رَأَى
نصول خضابٍ فالدماء برايئُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> الناسُ مِثْلُ حَبَابٍ
الناسُ مِثْلُ حَبَابٍ
رقم القصيدة : 22181
-----------------------------------
الناسُ مِثْلُ حَبَابٍ
والدهر لجة ماءِ
فعالم في طفوٍّ
وعالم في انطفاءِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> إلى الموتِ رُجْعَى بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ
إلى الموتِ رُجْعَى بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ
رقم القصيدة : 22182
-----------------------------------
إلى الموتِ رُجْعَى بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ
فقد خلدت خلد الزمان مناقبي
وذِكرِيَ في الآفاقِ طارَ كأنَّه
بكلِّ لسانٍ طِيبُ عذراءَ كاعِبِ
ففي أي علم لم تبرز سوابقي؟
وفي أيِّ فَنٍّ لم تُبَرِّزْ كتائبي؟

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> حقيق أن تصول بي الرماة
حقيق أن تصول بي الرماة
رقم القصيدة : 22183
-----------------------------------
حقيق أن تصول بي الرماة
وأنْ تَعْنُو لِصَوْلَتي الكُماة ُ
إذا فوقت في الأبطال سهماً
فما تغني الروع السابغاتُ
وإني كالمجرة في اعتلاءٍ
ونبلي الشهب والجن العداة ُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> قلبي في ذات الأثيلات
قلبي في ذات الأثيلات
رقم القصيدة : 22184
-----------------------------------
قلبي في ذات الأثيلات
رَهِينُ لَوْعَاتٍ وَرَوْعاتِ
فَوَجِّهَا نَحْوَهُمُ إنَّهُمْ
- وإن بغوا - قبلة بغياتي
وَعَرِّسَا مِنْ عَقَداتِ اللِّوَى
بالهَضَبَاتِ الزَهَرِيَّاتِ
وَعَرِّجا يا فَتَيَيْ عامرٍ
بالفتبات العيسويات ِ
فإنَّ بي للرُّوْمِ رُوْمِيّة ً
تكنس ما بين الكنيساتِ
أَهِيمُ فيها، والهوى ضَلّة ٌ
بَيْنَ صَوامِيعَ وَبِيْعاتِ
وفي ظِباءِ البَدْو مَنْ يَزْدرِي
بالظبيات الحضرياتِ
أفصح وحدي يوم فصح لهم
بين الأريطى والدويحاتِ
وقد أتوا منه إلى موعد
واجتمعوا فيه لميقاتِ
بموقف بين يدي أسقف
ممسك مصباح ومنساة ِ
وكل قس مظهر للتقى
بآي إنْصَاتٍ وإخْباتِ
وعينُهُ تَسْرَحُ في عِينِهِمْ
كالذئب يبغي فرس نعجاتِ
وأي مرءٍ سالم من هوى
وقد رأى تلك الظبياتِ ؟
وقد تلوا صحف أناجيلهم
بحسن ألحان وأصواتِ
يزيد في نفر يعافيرهم
عني وفي ضغط صباباتي
والشمس شمس الحسن من بينهم
تحت غَماماتِ اللِّثاماتِ
وناظري مختلس لمحها
ولمحُهايضرم لوعاتي
وفي الحَشَا نارٌ نُوَيْريَّة ٌ
علّقتها منذ سنياتِ
لا تنطفي وقتاً وكم رُمْتُها
بل تلتظي في كل أوقاتيِ
فحي عني رشأ المنحنى
وإنْ أَبَى رَجْعَ تَحيّاتي

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> خليلي من قيس بن عيلان خليا
خليلي من قيس بن عيلان خليا
رقم القصيدة : 22185
-----------------------------------
خليلي من قيس بن عيلان خليا
رِكَابي تُعَرِّجْ نَحْوَ مُنْعَرَجاتِها
بعيشكما ذات اليمين فإننب
أَرَاحُ لِشَمِّ الرَّوْحِ مِنْ عقَداتِها
أما إنها الأعلام من هضباتها
فكيف تَكُفُّ العَيْنُ عَنْ عَبَرَاتِها؟
ذراني وإذراء الدموع لعله
يُسَكِّنُ ما قد هاجَ مِنْ ذُكُراتِها
فقد عبقت ريح النعامى كأنما
سَلاَمُ سُلَيْمَى رَاحَ في نَفَحَاتِها
وتيماء للقلب المتيم منزل
فَعُوجَا بتسليمٍ على سَلَمَاتِهَا
وإن تسعدا من الصبرقلبه
يُعَرِّسْ بَدوْحِ البَانِ مِن عَرَصَاتِهَا
فَبَانَتُها الغَيْنَاءُ مأْلَفُ بَانَة ٍ
جَنَيْتُ الغَرَامَ البَرْحَ مِن ثَمَرَاتِها
وروضتها الغنا مسرح روضة
تبختر في الموشي من حبراتها
هنالك خوط في منابت عزة
تَخَالُ القَنَا الخَطِّيَّ بَعْضَ نَبَاتِهَا
مشاعر تهيام وكعبة فتنة
فؤاديَ مِنْ حُجَّاجِها وَدُعَاتِها
فكم صافحتني في مناهد يد المنى
وكم هب عرف اللهو من عرفاتها
عهدت بها أصنام حسن عهدنني
هوى عبد عزاها وعبد مناتها
أهل بأشواقي إليها وأتقي
شرائعها في الحب حق تقاتها
غرام كإ قدام ابن معن ومغرم
كإنْعَامِهِ والأرضُ في أَزَمَاتِها
تَدِينُ يَداهُ دينَ كَعْبٍ وَحَاتِمٍ
فحتم عليها الهر وصل صلاتها
يُجَاهِدُ في ذاتِ النَّدَى بَيْتُ مالِها
ولا جيش إلا من أكف عفاتها
إذا البِدَرُ آنثالتْ عليهم تَخَالُها
بأَيْدِي مَوَالِيْهَا رؤوسَ عُداتِها
وَكَمْ قَدْ رَأَتْ رَأْيَ الخوارِجِ فِرْقَة ٌ
فكُنْتَ عَلِيّاً في حُرُوبِ شُرَاتِها
بعزم أبي لا يرد مضاؤه
وهل تُمْلَكُ الأفْلاَكُ عَنْ حَرَكَاتِهَا؟
هو الجاعِلُ الهَيْجَا حَشاً وَسِنَانَهُ
هوى فهو لا يعدو قلوب كماتها
وكم خطبتني مصر في نيلها
ورامت بنا بغداد ورد فراتها
وَلَم أرْضَ أَرْضاً غيرَ مبدأ نَشْأتي
ولو لُحْتُ شَمْساً في سماءِ وُلاَتِها
ولِي أَمَلٌ، إنْ يُسْعِدِ السَّعْدُ نِلْتُهُ،
وَيُفْهَمُ سِرُّ النَّفْسِ في رَمَزَاتِها
وأَسْنَى المُنَى ما نِيْلَ في مَيْعَة ِ الصِّبَا
وهل تحسن الأشياء بعد فواتها؟

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> حَدِيثُكِ ما أَحْلَى ! فَزِيدي وَحَدِّثي
حَدِيثُكِ ما أَحْلَى ! فَزِيدي وَحَدِّثي
رقم القصيدة : 22186
-----------------------------------
حَدِيثُكِ ما أَحْلَى ! فَزِيدي وَحَدِّثي
عَنِ الرَّشَإ الفردِ الجَمَالِ المُثَلِّثِ
وَلاَ تَسْأَمِي ذِكَرَاهُ فالذِّكْرُ مُؤنِسِي
وإن بعث الأشواق من كل مبعثِ
وبالله فَارقِي خَبْلَ نَفْسِي بقوله
وفي عقد وجدي بالإعادة فانفثي
أَحَقّاً وقد صَرَّحْتُ ما بِيَ أنَّه
تَبَسَّمَ كاللاَّهي، بنا، المُتَعَبِّثِ
وأقسم بالإنجيل إني لمائن
وناهِيْكَ دَمْعِي من مُحِقٍّ مُحَنَّثِ
وَلاَ بُدَّ مِنْ قَصِّي على القَسِّ قِصَّتِي
عَسَاهُ مُغِيثَ المُدْنَفِ المُتَغَوِّثِ
فلم يَأْتِهِمْ عِيْسَى بِدِيْنِ قَسَاوَة ٍ
فَيَقْسُو على مُضْنى ً وَيَلْهُو بِمُكْرَثِ
وقلبي من حلي التجلد عاطل
هوى في غزال ذي نفار مرعثِ
سَيُصْبحُ سِرِّي كالصَّباحِ مُشَهَّراً
ويمسي حديثي عرضة المتحدث
وَيَغْرَى بذكرِي بين كأسٍ وروضة ٍ
وينشد شعري بين مثنى ومثلثِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> نوى أجرت الأفلك وهي النواعجُ
نوى أجرت الأفلك وهي النواعجُ
رقم القصيدة : 22187
-----------------------------------
نوى أجرت الأفلك وهي النواعجُ
وأَطْلَعَتِ الأبراجَ وَهْيَ الهَوادِجُ
طَوَاوِيسُ حُسْنٍ رَوَّعَتْنِي بِبَيْنِهَا
غرابيب حزن بالفراق شواحجُ
مَوَائِسُ قُضْبٍ فوق كُثْبٍ كأنَّما
تَحَمَّلَ نَعْمَانٌ بِهِنَّ وَعَالِجُ
وما حَزَني ألاَّ تَعُوجَ حَدُوجُهُمْ
لَوِ الهَوْدَجُ المَزْرُورُ منهنَّ عائِجُ
مضرج برد الوجنتين كأنما
له مِنْ ظُبَاتِ المُقْلَتَيْنِ ضَوَارِجُ
وما الدهر إلا ليلة مدلهمة
وكون ابن معن صبحها المتبالج
كأنك في الأملاك نقطة دائر
وأَمْلاَكُها منها خطوطٌ خَوَارِجُ
سَمَاحٌ وإقدامٌ وحِلْمٌ وعِفَّة ٌ
مزجن فأبدى مهجة الفضل مازحُ
فَقَدْ صَاكَ مِنْ فَضْلِ العَوَالِمِ طِيبُهُ
وهل يكتم المسك الذكي نوافجُ؟
مَسَاعٍ أَحَلَّتْكَ العُلاَ فكأنَّها
مَرَاقٍ إلى حَيْثُ السُّهَا وَمَعَارِجُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> مَضَاؤكَ مَضْمُونٌ له النَّصْرُ والفَتحُ
مَضَاؤكَ مَضْمُونٌ له النَّصْرُ والفَتحُ
رقم القصيدة : 22188
-----------------------------------
مَضَاؤكَ مَضْمُونٌ له النَّصْرُ والفَتحُ
وسعيك مقرون به اليمن والنجحُ
إذا كان سعي المر لله وحده
تدانت أقاصي ما نحاه وما ينحو
بك اقتدح الإسلام زند انتصاره
وبيضك نار شبها ذلك القدحُ
وَجَلَّى ظلامَ الكُفْرِ مِنْكَ بِغُرَّة ٍ
هي الشمس والهندي يقدمها الصبحُ
فَهُمْ ذَهَلُوا عن شَرْعِهِمْ وَحدودِهِ
فقد عُطِّلَ الإنْجِيلُ وکطُّرِحَ الفِصْحُ
فلا مهجة إلا إليك نزاعها
وما زال يطوى عن سواك لها كشحُ
وليس يحيق المكر إلا بأهله
وكم مُوقِدٍ يَغْشاهُ مِنْ وَقْدِهِ لَفْحُ
وَمَنْ تَكُنِ الأَقْدارُ مُسْعِدَة ً لَهُ
يعد شبما عذبا له الآجن الملحُ
إذا خِيْفَ أنْ تَشْتَدَّ شَوْكَة ُ مارِقٍ
فلا رأي إل ما رأى السيف والرمحُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وقفوا غداة النقر ثم تصفحوا
وقفوا غداة النقر ثم تصفحوا
رقم القصيدة : 22189
-----------------------------------
وقفوا غداة النقر ثم تصفحوا
فَرَأوا أُسَارَى الدَّمْعِ كيف تُسَرَّحُ
كَافَأْتَ مُتَّجِهِي بِوَجْهِيَ نَحْوَكُمْ
ونواظرُ الأملاكِ نَحْوِيَ طُمَّحُ
أيام روعني الزمان بريبه
وأجد بي خطب الفرار الأفدحُ
وَلَئِنْ أَتَاني صَرْفُهُ من مأْمَني
فالدَّهْرُ يُجْمِلُ تارة ً وَيُجلِّحُ
فكأنما الإظلام أيم أرقط
وكأنما الإصباح ذئب أضبحُ
صَدَعَ الزَّمانُ جميعَ شَمْلِيَ جائراً
إن الزمان مملك لا يسجحُ
فَقَضَى بِحَطِّي عن سَمَائِيَ وکقْتَضَى
رِحَلاً تُطِيحُ رَكَائِبِي وَتُطَلِّحُ
يَمَّمْتُها سَرَقُسْطَة ً وَهْيَ المَدَى
والدَّهْرُ يَكْبَحُ وکعْتِزَامي يَجْمَحُ
حيث العلا تجلى وآثار المنى
تجنى وساعية المطاب تنجحُ
والنفس توقن أن عهدك في الندى
مُوْفٍ بما طَمَحَتْ إليه وَتَطْمَحُ
فَحَيَا المُنَى مِنْ بَحْرِ جُودِكَ يُمْتَرَى
وسنا الضحى من زند مجدك يقدحُ
والشِّعْرُ إنْ لَم أَعْتَقِدْهُ شريعة ً
أمسي إليها بالفاظ وأصبحُ
فَبِسِحْرِهِ مَهْمَا دَعَوْتُ إجابة ٌ
وَلِفِكْرِهِ مَهْمَا کجتَلَيْتُ تَوَضُّحُ
فکذْخَرْ مِنَ الكَلِمِ العَليِّ لآلِئاً
يَبْأَى بها جِيدُ العلاء ويَجْبَحُ
فكما جللتم فليجل المدحُ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> ياطالب المعروف دونك فاتركن
ياطالب المعروف دونك فاتركن
رقم القصيدة : 22190
-----------------------------------
ياطالب المعروف دونك فاتركن
دار المرية وارفض ابن صمادح ِ
رَجُلٌ إذا أَعْطَاكَ حَبَّة َ خَرْدَلٍ
إلقاك في قيد الأسير الطائح ِ
لو قد مَضَى لكَ عُمْرُ نُوحٍ عِنْدَهُ
لا فرق بينك والبعيد النازح ِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> بلادٌ غَدتْ يأْجُوجُ فيها فأَفْسَدَتْ
بلادٌ غَدتْ يأْجُوجُ فيها فأَفْسَدَتْ
رقم القصيدة : 22191
-----------------------------------
بلادٌ غَدتْ يأْجُوجُ فيها فأَفْسَدَتْ
فكنتَ كذي القَرْنَيْنِ والجَحْفَلُ السَّدُّ
وما زَالَ شَرْقِيُّ المَرِيَّة ِ عاطلاً
إلى أن علاها من رؤوسهم عقدُ
قد عوضوا من بائنات جسومهمْ
بمصمتة لا عظم فيها ولا جلدُ
كأنهم فيها غرابيبُ وقعُ
على باسقات لا تروح ولا تغدو

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> هام صرف الردى بهام الأعادي
هام صرف الردى بهام الأعادي
رقم القصيدة : 22192
-----------------------------------
هام صرف الردى بهام الأعادي
أنْ سَمَتْ نَحْوَهُمْ لها أجْيَادُ
وَتَرَاءَتْ بِشَرْعِهَا كَعُيُونٍ
دأبها مثل خائفيها سهادُ
ذات هدب من المجاديف حاكٍ
هُدْبَ باكٍ لِدَمْعِهِ إسْعَادُ
حُمَمٌ فوقها من البِيْضِ نارٌ
كُلُّ مَنْ أُرْسِلَتْ عليه رَمَادُ
ومن الخط في يدي كل ذمر
ألف خطها على البحر صادُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> لقد سَامَني هُوناً وَخَسْفاً هوَاكُمُ
لقد سَامَني هُوناً وَخَسْفاً هوَاكُمُ
رقم القصيدة : 22193
-----------------------------------
لقد سَامَني هُوناً وَخَسْفاً هوَاكُمُ
ولا غرو عز الصب أن يتعبدا
إذا شِئْتَ تنكيلاً وَتَنْكِيدَ عِيشَة ٍ
فحسبك أن تهوى سليمى ومهددا
وإنْ تَبْغِ إحساناً وإحمادَ مَقْصَدٍ
فحسيك أن تلقى ابن معن محمدا
حليم وقد خفت حلوم فلو سرى
بعنصر نار حلمه ما تصعدا
جواد لوان الجود بارى يمينه
لَكَانَ قرارُ الحربِ في الناسِ سَرْمَدا
ذكي لو أن الشمس تحوي ذكاءه
لما وجد الظمآن للماء موردا
ولو في الحداد حده ذهنه
لما صاغ داود الدلاص المسردا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> ما بالُ رِيقَتِهِ في سَلْمِ مَبْسِمِهِ
ما بالُ رِيقَتِهِ في سَلْمِ مَبْسِمِهِ
رقم القصيدة : 22194
-----------------------------------
ما بالُ رِيقَتِهِ في سَلْمِ مَبْسِمِهِ
وواجب أن تذيب القهوة البردا؟
أَعْدَى جَنَانِي فَحَاكَى طَرْفُهُ مَرَضاً
وغَرَّهُ أنْ يُحَاكِي خَصْرُهُ جَلَدَا
كأن كفي في صدري يصافحهُ
فما رَفَعْتُ يَداً إلاَّ وَضَعْتُ يَدَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> يا شَاكِيَ الرَّمَدِ الذي بِشَكَاتِهِ
يا شَاكِيَ الرَّمَدِ الذي بِشَكَاتِهِ
رقم القصيدة : 22195
-----------------------------------
يا شَاكِيَ الرَّمَدِ الذي بِشَكَاتِهِ
قد صارَ دَهْرِيَ فيه ليلة َ أَرْمَدَا
والله والإشفاق يعلم أنني
لو أستطيع فدى لكنت لك الفدا
كَمْ من دَمٍ سَفَكَتْ جُفُونُكَ لم تَزَلْ
تُخْفي وَتَكْتُمُ سَفْكَهُ حتى بَدَا
لم يَشْتَمِلْ بِدَمٍ غِرارُ مُهَنَّدٍ
إلاَّ وقد أَهْدى النُفُوسَ إلى الرَّدَى

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> إذا جاءني زائراً حُسْنُهُ
إذا جاءني زائراً حُسْنُهُ
رقم القصيدة : 22196
-----------------------------------
إذا جاءني زائراً حُسْنُهُ
أقام عليه رقيبا عتيدا
إذا ما بدا سربلته العيونُ
وَخَرَّتْ وُجُوهٌ إليه سُجُودَا
هو البدر والغصن خدا وقدا
كما أنَّهُ الظَّبْيُ لَحْظاً وَجِيدا
أتى زائراً وفؤادي خَلِيٌّ
فَمَرَّ به مُسْتَهَاماً عَمِيدا
وغادَرَنِي بَعْدَهُ في غَرَامٍ
تضرم بين ضلوعي وقودا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> سل البانة الغيناء عن ملعب الجردِ
سل البانة الغيناء عن ملعب الجردِ
رقم القصيدة : 22197
-----------------------------------
سل البانة الغيناء عن ملعب الجردِ
وروضتها الغناء عن رشإ الأسدِ
وسجسج ذاك الظل عن ملهب الحشا
وسل ذاك الماء عن مضرم الوجدِ
فَعَهْدي به في ذلك الدَّوْحِ كانِساً
وَمَنْ لي بالرُّجْعَى إلى ذلك العَهْدِ؟
وفي الجَنّة ِ الأَلْفَافِ أَحْوَرُ أَزْهَرٌ
تلاعب قضب الرند فيه قنا الهندٍِ
فأي جنان لم نهب لوعة ٍ
وقد لاحَ من تلك الماحسنِ في جُنْدِ؟
وفي صُدْغِهِ اللَّيْلِيِّ نارُ حُبَاحِبٍ
من القرط يصلاها حباب من العقدِ
وفي زنده الريان سور تعضه
فَيَدْمَى كما ثَارَ الشَّرارُ من الزَّنْدِ
أحازر أن ينقد لينا فأنثني
بِقَلْبٍ شَفِيقٍ من تَثَنِّيهِ مُنْقَدِّ
وقد جرحت عيناي صفحة خده
على خطإٍ فأختار قتلي على عمدِ
وآمُلُ من دَمْعي إلاَنَة َ قَلْبِهِ
ولا أَثَرٌ لِلْغَيْثِ في الحَجَرِ الصَّلْدِ
وإنِّي بذاتِ الأَيْكِ أُسْعِدُ وُرْقَهُ
فهل عند ذاتِ الطَّوْقِ ما لِلْهَوَى عِنْدِي؟
ويا لك من نهر صؤول مجلجلٍ
كأنَّ الثَّرَى مُزْنٌ به دائِمُ الرَّعْدِ
إذا صَافَحَتْهُ الرِّيحُ تَصْقُلُ مَتْنَهُ
وتصنع فيه صنع داود في السردِ
كأنَّ يَدَ المَلْك کبنِ مَعْنٍ مُحَمَّدٍ
تفجر من منبع الجود والرفدِ
وَيَرْفُلُ في أزهارِهِ وکخْضِرَارِهِ
كما رَفَلَتْ نُعْمَاهُ في حُلَلِ الحَمْدِ
وقد وَرَدَتْ في غَمْرِهِ نُهَّلُ القَطا
كما کزدَحَمَتْ في كَفِّهِ قُبَلُ الوَفْدِ
مفيض الأيادي فوق أدنى وأرفعٍ
وصوب الغوادي شامل الغور والنجدِ
فمن جوده ما في الغمامة من حياً
ومن نوره ما في الغزالة من وقدِ
تَلأْلأَ كالإفْرِنْدِ في صارِمِ النُّهَى
وكرر كالإبريز في جاحم الوقدِ
وإن ولهت فيخ أذيهان معشرٍ
فلا فَضْلَ للأنوار في مُقْلَة ِ الخُلْدِ
ومنك أخذنا القول فيك جلالة ً
وما طاب ماء الورد من الوردِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> فَبَشِّرْ سَمَاءَ السَّنَا والسَّنَاءِ
فَبَشِّرْ سَمَاءَ السَّنَا والسَّنَاءِ
رقم القصيدة : 22198
-----------------------------------
فَبَشِّرْ سَمَاءَ السَّنَا والسَّنَاءِ
بنجم هدى لآخ في آل هودِ
بمقتبس من شموس النفوس ِ
وَمُقْتَدَحٍ من زِنادِ السُّعُودِ
هلال تألق من بدر سعدٍ
وَمُزْنٌ تَخَلَّقَ من بَحْرِ جُودِ
شِهَابٌ مِنَ النَّيِّرَيْنِ کستَطَارَ
لإرداء كل مريد عنيدِ
ونصل إذا تم منه انتصاءٌ
فَوَيْحَ العِدا مِنْ مُبِيرٍ مُبِيدِ
تبين فيه كمون الذكاءِ
ويا رُبَّ نارٍ بِمُخْضَرِّ عُودِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أَيَا شَجَرَاتِ الحَيِّ من شاطىء الوادي،
أَيَا شَجَرَاتِ الحَيِّ من شاطىء الوادي،
رقم القصيدة : 22199
-----------------------------------
أَيَا شَجَرَاتِ الحَيِّ من شاطىء الوادي،
سقاك الحيا سقياك للدنف الصادي
فكانت لنا في ظلكن عشية ٌ
نَسِيْتُ بها حُسْناً صَبِيحَة َ أَعْيَادِي
بها ساعدتني من زماني سعادة ٌ
فقابلني أنس الحبيب بإسعادي
فيا شجرات أثمرت كل لذة
جناك لذيذ لو جنيت على الغادي
فهل لِي إلى الظَّبْي الذي كان آنساً
بِظِلِّكَ من تجديد عَهْدٍ وَتَرْدَادِ؟
وقلبي على أغصان دوجك ظائرُ
ينوح ويشدو والهوى نائح شادِ

شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> بيي ( بينيامين نتينياهو )
بيي ( بينيامين نتينياهو )
رقم القصيدة : 222
-----------------------------------
يا للغُلام المُدلل
من الجميلات .. أجمل
إذا مشى يتهادى
مهفهف القدِّ .. أكحل
جفونه ناعماتٌ
والقلب كِسرةُ جَندل
بيبي !! عشقناك عشقاً
من بعضه قيس يذهل
بعد المحيط .. خليجٌ
هفا ... فهام .. فهرول
ماذا تريدُ ؟! فإنا
كما ستأمر نفعل
تريدُ سلماً وأرضاُ ؟!
هذا من العدل أعدل
تريدُ نسف بيوتٍ ؟!
أهلاً .. وسهلاً ... تفضل
خذ الصغار ضحايا
على مذابح هيكل
وإن أردت كباراً
فكل شيخٍ مبجل
أو رمت نزع سلاحٍ
من شرطةٍ ... فتوكل
وإن أردت احتلالاُ
مجدداً ... فقمْ احتلْ
هذي ( يهوذا ) وهذي
السامرا ... فتجول
بستان جدك ( ياهو )
وجد جدك ... ( حزقل )
وبنت عمك سارا
وجدها الحبر ( هرزل )
وإن تضق بك أرضٌ
فلا تضق ... وتوغل
النيل كم يتمنى
لو جئته ... تتغسلْ
وفي الفرات حنينٌ
لبشرةٍ هي مخمل
ونحن فوق أراضـ
ــيك عصبةٌ تتطفل
فإن رضيت ... بقينا
وإن غضبت ... فنرحل
وإن أشرت ... أكلنا
وإن نجع ... نتوسل
بيبي !! حناناً بشعبٍ
من لاعج الحب .. أعول
وأنت تقسو ... وتجفو
كغادةٍ قلبها ملْ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> شَقِيقُكَ غُيِّبَ في لَحْدِهِ
شَقِيقُكَ غُيِّبَ في لَحْدِهِ
رقم القصيدة : 22200
-----------------------------------
شَقِيقُكَ غُيِّبَ في لَحْدِهِ
وتشرق يا بدر من بعدهِ؟
فَهَلاَّ خَسَفْتَ وكان الخُسُوفُ
حداداً لبست على فقدهِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وَسَاجِعَة ِ الأَطْيَارِ تَشْدو كأنَّها
وَسَاجِعَة ِ الأَطْيَارِ تَشْدو كأنَّها
رقم القصيدة : 22201
-----------------------------------
وَسَاجِعَة ِ الأَطْيَارِ تَشْدو كأنَّها
فَتَاة ٌ لها الأوراقُ حُجْبٌ وأَسْتَارُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> يا غائبا خطرات القلب محضرة ُ
يا غائبا خطرات القلب محضرة ُ
رقم القصيدة : 22202
-----------------------------------
يا غائبا خطرات القلب محضرة ُ
الصَّبْرُ بَعْدَكَ شيءٌ لَسْتُ أَقْدِرُهُ
تَرَكْتَ قَلْبِي وأشواقِي تُفَطِّرُهُ
وجمع عيني وأحداقي تحدرهِ
لو كُنْتَ تُبْصِرُ في تُدْمِيْرَ حالَتَنَا
إذن لأشفقت مما كنت تبصرهُ
فالعين دونك لا تحلى بلذتها
والدَّهْرُ بَعْدَكَ لا يَصْفُو تَكَدُّرُهُ
أخفي أشتياقي وما أطويه من أسفٍ
على المريَّة ِ والأنفاسُ تُظْهِرُهُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> كذا فلتلح قمرا زاهراً
كذا فلتلح قمرا زاهراً
رقم القصيدة : 22203
-----------------------------------
كذا فلتلح قمرا زاهراً
وتجن الهوى ناضراً ناضرا
وسيبك صوب ندى مغدقٍ
أقام لنا هاملا هامرا
وإنَّ لِيَوْمِكَ ذا رَوْنَقاً
منيرا لنور الضحى باهرا
صَبَاحُ کصطباحٍ بإسْفارِهِ
لَحَظْنَا مُحَيَّا العُلا سافِرَا
وأَطْلَعْتَ فيه نجومَ الكُؤوسِ
وم زال كوكبها زاهرا
وأَسْمَعْتَنَا لاحِناً فاتِناً
وأحضرتنا لاعبا ساحرا
يرفرف فوق رؤوس القيانِ
فَتَنْظُرُ ما يُذْهِلُ النَّاظِرَا
وَيَخْطِفُها ذَيْلُ سِرْبَالِهِ
فتبصر طالعها غائرا
فظاهرها ينثني باطناً
وباطنها ينثني ظاهرا
وَثَنَّاهُ ثانٍ لألعابِهِ
دقائقُ تَثْنِي الحِجَى حائِرَا
وفي قَيِّمِ الرّاحِ مِنْ سِحْرِهِ
خَوَاطِرُ وَلَّهَتِ الخاطِرَا
إذا ورد اللحظ أثناها
فما الوهم عن وردها صادرا
ومِنْ بِدْعِ نُعْمَاكَ إبْداعُهُ
وسروك يجتذب الغرباتِ
ويجعلُ غائبَها حَاضِرَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> فَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناًفَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناً
فَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناًفَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناً
رقم القصيدة : 22204
-----------------------------------
فَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناًفَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤمِناً
بشرع غرام ظل بالوصل كافرا
أرجي لسلواني نشوراً وحسنها
يَرَى رَأْيَ ذي الإلحادِ أَنْ لَيس ناشِرَا
فأنتِ ضميرٌ ليس يُعْرَفُ كُنْهُهُ
فَلِمْ صَيَّرُوا في المَعْرِفَاتِ الضَّمَائرا؟
وليس على حُكْم الزَّمانِ تَحَكُّمٌ
على حسب الأفعال يجري مصادرا
وما زِلْتُ عن ماهِيَّة ِ الحُسْنِ أَبْحَثُ
فلم أُلْفِ مَعْنًى غيرَ حُسْنِكِ ساحِرَا
ومعرفة الأيام تجدي تجاربا
ومَنْ فَهِمَ الأشطارَ فَكَّ الدَّوائِرَا
ولولا طلاب الدهر غاية علمها
لما بسطوا منها بسيطا ووافرا
ولولا أبو يَحْيَى کبنُ مَعْنٍ مُحَمَّدٌ
لما كانت الأيام عندي ذخائرا
فلا تنكروا مني بديعا فمجدهُ
نوادر قد اوحت إلي النوادرا
يَحُجُّ ذَرَاهُ الدَّهْرَ عافٍ وخائفٌ
جُمُوعاً كما وَافَى الحجيجُ المشاعِرَا
فزر مكة مهما اقترفت مآثما
وزُرْ أُفْقَهُ مَهْمَا شَكَوْتَ مفاقِرَا
تهيم بمرآه العصور جلالة
وَتَحْسُدُ أُولاها عليه الأَواخِرَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> والنفس فيك ثبار الحب طالبة ٌ
والنفس فيك ثبار الحب طالبة ٌ
رقم القصيدة : 22205
-----------------------------------
والنفس فيك ثبار الحب طالبة ٌ
إنْ كانتِ العَيْنُ تَجْنِي منكَ أَنْوَارَا
أخفي هواك وأكني عنه تورية ً
وهل يلام عميد القلب إن وارى ؟
يا مشبه الملك الجعدي تسمية ً
ومخجل القمر البدري أنوارا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> يا زائراً مَلأَ النَّواظِرَ نُوراً
يا زائراً مَلأَ النَّواظِرَ نُوراً
رقم القصيدة : 22206
-----------------------------------
يا زائراً مَلأَ النَّواظِرَ نُوراً
والنفس لهوا والضلوع سرورا
لو استطيع فرشت كل مسالكي
حدقا وبيض سوالف ونحورا
فيك أكتسي جوي سنا وتلألؤا
وأرتد تربي عنبرا وعبيرا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> لَزِمْتُ قَنَاعَتي وَقَعَدْتُ عَنْهُمْ
لَزِمْتُ قَنَاعَتي وَقَعَدْتُ عَنْهُمْ
رقم القصيدة : 22207
-----------------------------------
لَزِمْتُ قَنَاعَتي وَقَعَدْتُ عَنْهُمْ
فلسْتُ أَرَى الوزيرَ ولا الأميرَا
وكنت سمير أشعاري سفاها
فَعُدْتُ لِفَلْسَفِيَّاتِي سميرا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أيها الواصل هجري
أيها الواصل هجري
رقم القصيدة : 22208
-----------------------------------
أيها الواصل هجري
أنا في هِجْرَانِ صَبْرِي
لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ نَفْعٍ
لك في إدمان ضري

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أن المدامع والزفيرْ
أن المدامع والزفيرْ
رقم القصيدة : 22209
-----------------------------------
أن المدامع والزفيرْ
قد أعلنا ما في الضميرْ
فَعَلاَمَ أُخْفِي ظَاهِراً
سَقَمِي عليَّ به ظَهِير؟
هَبْ لِي الرِّضَى من سَاخِطٍ
قلبي بساحته الأسيرْ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> عَجِبْتُ لِغَمَّازِيْنَ عِلْمِي بِجَهْلِهِمْ
عَجِبْتُ لِغَمَّازِيْنَ عِلْمِي بِجَهْلِهِمْ
رقم القصيدة : 22210
-----------------------------------
عَجِبْتُ لِغَمَّازِيْنَ عِلْمِي بِجَهْلِهِمْ
وإن قناتي لا تلين على الغمزِ
تجلت لهم آيات فهمي ومنطقي
مُبَيِّنَة َ الإعجازِ مُلْزِمَة َ العَجْزِ
ولاحتْ لهم هَمْزِيَّة ٌ أَوْحَدِيَّة ٌ
وويل بها ويل لذي الهمز واللمزِ
رَمَوْهَا بِنَقْصٍ بَيَّنَتْ فيه نَقْصَهُمْ
ومن لمس الأفعى شكا ألم النكز
وإن أنكرت أفهامهم بعض همزها
فقد عرفت أكبادهم صحة الهمزِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> إذا ما ألتمست الغنى بابن معنٍ
إذا ما ألتمست الغنى بابن معنٍ
رقم القصيدة : 22211
-----------------------------------
إذا ما ألتمست الغنى بابن معنٍ
ظفرت وأحمدت منه ألتماسا
ومن يرج شمس العلى من نجيبٍ
فليس يرى من رجاه شماسا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> مَضَاؤكَ مَهْمَا رَمَى قَرْطَسَا
مَضَاؤكَ مَهْمَا رَمَى قَرْطَسَا
رقم القصيدة : 22212
-----------------------------------
مَضَاؤكَ مَهْمَا رَمَى قَرْطَسَا
ولو يمم الأنجم الخنسا
إذا رمت أمرا غدا ممكناً
وإنْ كان مُمْتَنِعاً مُؤيَسَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> ذهب الناس فانفرادي أنيسي
ذهب الناس فانفرادي أنيسي
رقم القصيدة : 22213
-----------------------------------
ذهب الناس فانفرادي أنيسي
وكتابي محدثي وجليسي
صاحب قد أمنت منه ملالاً
وکختلالاً وَكلَّ خُلْقٍ بَئِيسِ
ليس في نوعه بحي ولكنْ
يَلْتَقِي الحَيُّ منه بالمَرْمُوسِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> هُمْ في ضَميرِكَ خَيَّمُوا أم قوَّضُوا
هُمْ في ضَميرِكَ خَيَّمُوا أم قوَّضُوا
رقم القصيدة : 22214
-----------------------------------
هُمْ في ضَميرِكَ خَيَّمُوا أم قوَّضُوا
ومنى جفونك أقبلوا أمأعرضوا
وهُمُ رِضَاكَ من الزَّمانِ وأَهْلِهِ
سَخِطُوا، كما زَعَمَتْ وُشَاتُكَ، أم رَضُوا
أَهْوَاهُمُ وإنِ استمرَّ قِلاَهُمُ
ومِنَ العَجائبِ أنْ يُحَبِّ المُبْغَضُ
تَنْهَى النُّهَى عَنْهُمْ ويأْمُرُنِي الهَوَى
والنفس تعرض والمنى تتعرضُ
وفويق ذاك الماء من شهب القنا
حبب ومن خضر الصوارم عرمضُ
والناس أغربة إذا قايستهمْ
وأخو المُصَافَاة ِ الغرابُ الأَبْيَضُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أقبلن في الحبرات الخطى
أقبلن في الحبرات الخطى
رقم القصيدة : 22215
-----------------------------------
أقبلن في الحبرات الخطى
وَيُرِيْنَ في حُلَلِ الوَرَاشِينِ القَطَا
سِرْبُ الجَوَى لا الجَوِّ، عُوِّدَ حُسْنُهُ
أنْ يَرْتَعِي حَبَّ القلوبِ ويَلْقُطَا
مالَتْ مَعَاطِفُهُنَّ مِنْ سُكْرِ الصِّبَا
ميلا يخيف قدودها أن تسقطا
وبمسقط العلمين أوضح معلمٍ
لِمُهَفْهَفٍ سَكَنَ الحَشا والمَسْقِطا
ما أَخْجَلَ البَدْرَ المُنِيرَ إذا مَشَى
يَخْتَالُ، والخُوطَ النَّضيرَ إذا خَطَا!
يا وَافِدَيْ شَرْقِ البلادِ وَغَرْبِها،
أَكْرَمْتُما خَيْلَ الوِفادَة ِ فکربِطَا
ورَأَيْتُما مَلِكَ البَريَّة ِ فاهنآ
وَوَرَدْتُما أرضَ المريَّة ِ فکحطِطا
يدمي نحور الدارعين إذا أرتأى
ويذل عز العلمين إذا سطا
فأليكها تنبيك أني ربها
نَسَبُ القَطَا مُتَبَيِّنٌ مَهْمَا قَطَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> تُطالِبُني نَفْسِي بما فيه صَوْنُها
تُطالِبُني نَفْسِي بما فيه صَوْنُها
رقم القصيدة : 22216
-----------------------------------
تُطالِبُني نَفْسِي بما فيه صَوْنُها
فَأَعْصِي، وَيَسْطُو شَوقُهَا فأُطِيعُها
ووالله ما يخفى علي ضلالها
ولكنها تهوى فلا أستطيعها

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أَسْتَوْدِعُ الرحمنَ مُسْتَوْدَعِي
أَسْتَوْدِعُ الرحمنَ مُسْتَوْدَعِي
رقم القصيدة : 22217
-----------------------------------
أَسْتَوْدِعُ الرحمنَ مُسْتَوْدَعِي
شَوْقاً كَمِثْلِ النَّارِ في أَضْلُعي
أترك من أهوى وأمضي كذا؟
والله ما أمضي وقلبي معي
ولا نَأَى شَخْصُكَ عن ناظِرِي
حينا ولا نطقك عن مسمعي

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> بخافقة القرطين قلبك خافقُ
بخافقة القرطين قلبك خافقُ
رقم القصيدة : 22218
-----------------------------------
بخافقة القرطين قلبك خافقُ
وعن خَرَسِ القُلْبَيْنِ دَمْعُكَ ناطِقُ
وفي مَشْرِقِ الصُّدْغَيْنِ لِلْبَدْرِ مَغْرِبٌ
وَلِلْفِكْرِ حالاَتٌ وللعَيْنِ شارِقُ
وبين خصى الياقوت ماء وسامة ٍ
محلات عنه الظباء السولبقُ
وَحَشْوُ قِباب الرَّقْم أَحْوَى مُقَرْطَقٌ
كما آسُ رَوْضٍ عِطْفُهُ والقَرَاطِقُ
غزال ربيب في المقاصر كانسٌ
وَخُوطٌ رَطِيبٌ بالغرائرِ وارِقُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> مهد جدير أن يسمى أفقْ
مهد جدير أن يسمى أفقْ
رقم القصيدة : 22219
-----------------------------------
مهد جدير أن يسمى أفقْ
فإن فيها كوكبا يأتلقْ
كأنه أنسان عين به
شاخصة الأبصار لا تنطبقْ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> والنفس عادمة الكمال وإنما
والنفس عادمة الكمال وإنما
رقم القصيدة : 22220
-----------------------------------
والنفس عادمة الكمال وإنما
بالبَحْثِ عن عِلْمِ الحقائِقِ تَكْمُلُ
والمَرْءُ مِثْلُ النَّصْلِ في إصْدائِهِ
والجهل يصدي والتفهم يصقلُ
متلألئ يثني العيون نواكساً
كالشَّمْسِ تَعْكِسُ لَحْظَ مَنْ يَتَأَمَّلُ
لاَ يَتِّقِي رَمَدَ النَّوَائِبِ نَاظِرٌ
يجلي بمرود صفحتيه ويكحلُ
وكأن راحته الذراع إفاضة ً
وكأنما الأنوار منها الأنملُ
تتصور الأكوان في حوبائهِ
فكأنَّ خاطِرَهُ الصَّقِيلَ سَجَنْجَلُ
وإذا رَأَتْكَ الشُّهْبُ مُزْمِعَ غُزْوَة ٍ
ودت جميعها أنها لك جحفلُ
ولوِ الأمورُ جَرَتْ على مِقْدَارِهَا
حمل السلاح لك السماك الأعزلُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أتَعْلَمُ أنَّ لِي نَفْساً عَلِيلَهْ
أتَعْلَمُ أنَّ لِي نَفْساً عَلِيلَهْ
رقم القصيدة : 22221
-----------------------------------
أتَعْلَمُ أنَّ لِي نَفْساً عَلِيلَهْ
وأَشْوَاقَاً مُبَرِّحَة ً دَخِيلَهْ؟
وفي طَيِّ الخَميلة ِ رِيمُ إنْسٍ
رمزت بها فلله الخميلهْ!

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> فذر العقيق مجانبا لعقوقهِ
فذر العقيق مجانبا لعقوقهِ
رقم القصيدة : 22222
-----------------------------------
فذر العقيق مجانبا لعقوقهِ
وَذَرِ العُذَيْبَ عُذَيْبَ ذاتِ الضَّالِ
أفق محلى بالقوضب والقنا
لِلأَغْيَدِ المِعْطَارِ لا المِعْطَالِ
حَجَبُوكَ إلاَّ مِنْ تَوَهُّمِ خاطري
وحموك إلامن تبوء بالي
والقارظان جميل صبري والكرى
فمتى أرجي منك طيف خيالِ؟

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> تَكَادُ تَغْنَى إذا شاهَدْتَ مُعْتَرَكاً
تَكَادُ تَغْنَى إذا شاهَدْتَ مُعْتَرَكاً
رقم القصيدة : 22223
-----------------------------------
تَكَادُ تَغْنَى إذا شاهَدْتَ مُعْتَرَكاً
عَنْ أنْ يُسَلَّ حُسامٌ أو يُسالَ دَمُ
بلحظة منك يثنى القرن منعفراً
كأن لحظك فيه صارم خذمُ
أقدمت حيث الكماة الشوس محجمة
وجدت حيث المنايا السود تزدحمُ
وما کحْتَدى الموتُ نَفْساً من نُفُوسِهِمُ
إلا وسيفك كعب الجود أو هرمُ
وهامهم في الجذوع الشم ضاحية ٌ
كأنَّها بَقَعُ الغِرْبَانِ والرَّخَمُ
مَوَاثِلاً في سبيل الرَّكْبِ تَحْسِبُها
تسأل الركب عن أجسادها القممُ
وقد تلم بها الغربان واقعة ً
كأنها فوق محلوقاتها لممُ
صوامت نطق الهيئات قائلة ٌ
عُقْبَى عُصاة ِ کبنِ مَعْنٍ هذه النِّقَمُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> مساعيك في نحر العدو سهامُ
مساعيك في نحر العدو سهامُ
رقم القصيدة : 22224
-----------------------------------
مساعيك في نحر العدو سهامُ
وَرَأْيُكَ في هَامِ الضَّلالِ حُسامُ
ولمحك يردي القرن وهو مدججٌ
وذكرك يثني الجيش وهو لهامُ
كأنَّكَ لا تَرْضَى البسيطة َ مَنْزِلاً
إذا لم يُطَنِّبْهُ عَليكَ قَتامُ
كأنك خلت الشمس خودا فلم يزل
يُقَنِّعُها بالنَّقْعِ منكَ لِثامُ
وقد يحسبون السلم منك سلامة
ورب منام دب فيه حمامُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> حيثما كنت ظاعنا أو مقيما
حيثما كنت ظاعنا أو مقيما
رقم القصيدة : 22225
-----------------------------------
حيثما كنت ظاعنا أو مقيما
دُمْ رفيعاً وعِش منيعاً سليمَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وبين المسيحيات لي سامرية ٌ
وبين المسيحيات لي سامرية ٌ
رقم القصيدة : 22226
-----------------------------------
وبين المسيحيات لي سامرية ٌ
بعيد على الصب الحنيفي أن تدنو
مثلثة وقد وحد الله حسنها
فثنى في قلبي بها الوجد والحزنُ
وطي الخمار الجون حسن كأنما
تجمع فيه البدر والليل والدجنُ
وفي معقد الزنار عقد صبابتي
فمن تحته دعص ومن فوقه غصن
وفي ذلك الوادي رشاً أضلعي له
كناس وقمري فؤادي له وكنُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وما الناس إلا فعالهم
وما الناس إلا فعالهم
رقم القصيدة : 22227
-----------------------------------
وما الناس إلا فعالهم
فَدَعْ ما تُزَخْرِفُهُ الأَلْسُنُ
سجية أصل الفتى فعلهُ
بما عنده يقذف المعدنُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> واصِلْ أخاكَ وإنْ أَتَاكَ بِمُنْكَرٍ
واصِلْ أخاكَ وإنْ أَتَاكَ بِمُنْكَرٍ
رقم القصيدة : 22228
-----------------------------------
واصِلْ أخاكَ وإنْ أَتَاكَ بِمُنْكَرٍ
فَخُلُوصُ شيءٍ قَلَّمَا يُتَمَكَّنُ
ولكلِّ شيءٍ آفة ٌ مَوْجُودَة ٌ
إن السراج على سناه يدخنُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> دوين الكثيب الفرد قضب وكثبانُ
دوين الكثيب الفرد قضب وكثبانُ
رقم القصيدة : 22229
-----------------------------------
دوين الكثيب الفرد قضب وكثبانُ
عليها لِوُرْقِ الوَجْدِ سَجْعٌ وإرْنَانُ
وفي ظُلَلِ الأفْنانِ خُوطٌ على نَقاً
مَنِيعُ الجَنَى لَدْنُ التأَوُّدِ فَيْنانُ
وفي مكنس الرقم أحورُ
كأنَّ مصاليتَ الظُّبَى منه أَجْفَانُ
وبين دراري القلائد نير
له الحُسْنُ تَمٌّ والتَّلَثُّمُ نُقْصانُ
على صُدْغِهِ الشِّعْرَى تَلُوحُ وَتَلْتَظِي
وفي نحره الجوزاء تزهى وتزدانُ
وما بالُ طَرْفي لا يُوَافِيكَ شاكِياً
وَطَرْفُكَ في كلِّ الأحايِين وَسْنانُ؟
وفي ثغرك الوضاح ري لبانتي
فَظَلْمُكَ صَدآءٌ وقلبيَ صَدْيانُ
تَسُحُّ بأهواءِ الوَرَى منه راحَة ٌ
شآبيبها فيها لجين وعقيانُ
وما كيمينيه الفرات ودجلة ٌ
وإنْ حَكَمُوا أنَّ المَرِيَّة َ بَغْدَانُ
به کعتَدَلَتْ أزمانُها وهواؤها
فكانون أيلول وتموز نيسانُ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> حاشا لعدلك يابن معن أن يرى
حاشا لعدلك يابن معن أن يرى
رقم القصيدة : 22230
-----------------------------------
حاشا لعدلك يابن معن أن يرى
في سلك غيري دري المكنونُ
وإليكها تشكو أستلاب مطيها
عُجْ بالحِمَى حَيثُ الخِمَاصُ العِينُ
قأحكم لها واقطع لسانا لا يداً
فلسانُ مَنْ سَرَقَ القريضَ يَمِينُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> رويدك أيها الدمع الهتونُ
رويدك أيها الدمع الهتونُ
رقم القصيدة : 22231
-----------------------------------
رويدك أيها الدمع الهتونُ
فدون عيان من أهوى عيونُ
يظن بظاهري حلم وفهمٌ
ودخلة باطني فيه جنونُ
إلى كم ذا أُسَتِّرُ ما أُلاقي؟
وما اخفيه من شوقي يبينُ
نويرة بي نويرة لا سواها
ولا شك فقد وضح اليقينُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> عُجْ بالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِينُ
عُجْ بالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِينُ
رقم القصيدة : 22232
-----------------------------------
عُجْ بالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِينُ
فعَسَى تَعِنُّ لنا مَهَاهُ العِينُ
وکسْتَقْبِلَنْ أَرَجَ النسيمِ فَدَارُهُمْ
ندية الأرجاء لا دارينُ
وکسلُكْ على آثارِ يومِ رِهَانِهِمْ
فهناك تُغْلَقُ للقلوبِ رُهُونُ
حيثُ القِبَابُ الحُمْرُ سامِيَة ُ الذُّرَى
والأعوجيات الجياد صفونُ
والسمهرية كالنهود نواهد
والمَشْرَفِيَّة ُ في الجُفُونِ جُفُونُ
أُفُقٌ إذا ما رُمْتَ لَحْظَ شَمُوسِهِ
صدتك للنقع المثار دجونُ
يَغْشَاكَ من دُونِ الغَزَالِ ضُبَارِمٌ
فيه ومِنْ قَبْلِ الكِنَاسِ عَرِينُ
انى أراع لهم وبين جوانحي
شوق يهون خطبهم فيهونُ؟
أَنَّى يَهَابُ ضِرَابَهُمْ وَطِعَانَهُمْ
صب بألحاظ العيون طعينُ
فكأنما بيض الصفاح جداولُ
وكأنَّما سُمْرُ الرِّماحِ غُصُونُ
ذرني أسر بين الأسنة والظبى
فالقلبُ في تلك القِبَابِ رَهِينُ
فَلَعَلَّهُ يُرْوِي صَدَايَ بِلَمْحِهِ
وَجْهٌ به ماءُ الجمالِ مَعِينُ
وَلَعِي بذاتِ القُلْبِ أَفْقَدَ أَضْلُعِي
قَلْباً عَليه ما يَرِيمُ يَرِينُ
وإذا دعا بطول بقائهِ
خَرَقَتْ له سَمْعَ السَمَا آمِينُ
ملك القلوب بسيرة عمرية ٍ
يحيا بها المفروض والمسنونُ
لا تألف الأحكام حيفا عنده
فكأنما الأفعال والتنة ينُ
لَوْ كانَ أَدْنَى بِشْرِهِ وَذَكَائِهِ
للنَّصْلِ ما شَحَذَتْ ظُبَاهُ قُيُونُ
لو كان لج البحر مثل نوالهِ
عمر الربى مسجور المشحونُ
وَبَدَا هِلالُ الأُفْقِ أَحْنَى ناسِخاً
عهد الصيام كأنه العرجونُ
فكان بين الصوم خطط نحوه
خطا خفيا بان منه النونُ
تلهو وأحزن مثلم حكم الهوى
لا يَسْتَوِي المسرورُ والمَحْزُونُ
وتذللي لم يجد غير تذللٍ
والحسن عز للحسان مكينُ
لا غَرْوَ أنْ أَصِلَ الغَرَامَ بِمُعْرِضٍ
غير المحب بما يدان يدينُ
يا ربة القرط المعير خفوقهُ
قَلْبِي، أمَا لِحِرَاكِهِ تَسْكِينُ؟
تَوْرِيدُ خَدِّكِ للصَّبَابَة ِ مَوْرِدٌ
فإذا رَمَقْتِ فَوَحْيُ حُبِّكِ مُنْزَلٌ
وإذا نطقت فإنه تلقينُ
لولاك ما أودى الجوى بتجلدي
وكفاك أنك لي منى ومنونُ
أنتِ الهَوَى ، لكنَّ سُلْوَانَ الهَوَى
قصر ابن معن والحديث شجونُ
فالحسن أجمع ما يريك عيانهُ
لا ما أرته سوالف وعيونُ
والروض ما اشتملت عليه شمولهُ
لا ما حوته أبلطح وحزونُ
قد عَطَّلَ الأزهارَ زاهِرُ حُسْنِهِ
لا الورد ماتفت ولا النسرينُ
فکجْعَلْ جُفُونَكَ تَجْنِ منه فُتُورَهُ
نَوْرُ الخُدُودِ له الأَكُفُّ جُفُونُ
فنجومه زهر ثوابت لم يرم
تعديلها زيج ولا قانونُ
والمجلسان النيران تآلفا
هذا لهذا في البهاء قرينُ
كالمقلتين أو اليدين تأيدا
والحسن يعضد أمره التحسينُ
عُطِفَتْ حَنَايَاهُ وَضُمِّنَ بَعْضُها
بَعْضاً، وسِحْرٌ ذلك التَّضْمِينُ
كتقاطع الأفلاك إلا أنه
متباينان: تحرك وسكونُ
فلكية لو أنهل حركية ٌ
لاعتدَّ منها الرأسُ والتِّنِّيْنُ
تتعاقب الأعصار فيه وجوهُ
أبدا به آذار أو تشرينُ
وكأن هرمس بث حكمته به
وأدار فيه الفكر أفلاطونُ
وكأن راسم خطه إقليدسٌ
فَمَوَاثِلُ الأَشْكَالِ فيه فُنُونُ
من دائر ومكعب ومعينٍ
وَمُحَجَّنٍ تَقْوِيسُهُ التَّحجِينُ
شَمَخَتْ فلا تُحْنَى سَوَارِيها لها
كلا ولا ترمى بها فتبينُ
تربيع والتسديس والتثمينُ
نسب حلت نسب الغناء لبعثها
طرت النفوس وسمعها تعيينُ
وكأنَّ طَرْفِي مِسْمَعِي، وكأنَّه
صَوْتٌ وشَكْلُ خُطُوطِهِ تَلحينُ
وكأن مبيض الخدود وضاءة
صَحْنٌ له، لا المَرْمَرُ المَسْنُونُ
تغشى بمذهب لمعه فكأنما
أبدى لديه كنوزه قارونُ
هوثالث القمرين في ضوءيهما
فيه تُضِيءُ لنا اللّيالي الجُونُ
لو ابصرته الفرس قدس نورهُ
كِسْرَى وأَخْبَتْ نارَها شِيرِينُ
أبدى السجود إليه قسطنطينُ
رأس بظهر النون إلا أنه
سام فقبته بحيث النونُ
في رأسِهِ سَبَقَ النَّعامَ سماؤه
مِنْ دونه دَمْعُ الغَمَامِ هَتُونُ
قَصْرٌ تَبَيَّنَتِ القُصُورُ قُصُورَها
عنه، وَفَضْلُ الأفضلين يَبِينُ
النقل شك والعيان يقينُ
هو جَنَّة ُ الدُّنْيا تَبَوَّأَ نُزْلَها
مَلِكٌ تَمَلَّكَهُ التُّقَى والدِّينُ
فكأنما الرحمن عجلها له
لِيَرَى بما قد كان ما سيكونُ
وكأنَّ بانِيَهُ سِنِمَّارٌ، فما
يَعْدُوهُ تَحْسِينٌ ولا تَحْصِينُ
وَجَزَاؤهُ فيه نَقِيضُ جَزَائِهِ
شتان ما الإحياء والتحيينُ
عَفٌّ فلا مالٌ يُباحُ ولا دَمٌ
بل آمنانِ: ذَخيرة ٌ وَوَتِينُ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا
هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا
رقم القصيدة : 22233
-----------------------------------
هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا
والمَشْرَفِيَّة ُ في مُلاَقَاة ِ المَنَى
فعلام تستاق العتاق وإن جرى
وَجَرَيْنَ جاهِدَة ً وَنَيْنَ وما وَنَى ؟
وَعَلاَمَ تُجْتَابُ الدِّلاَصُ فإنَّها
ليست موانع سمره أن تطعنا؟
إنَّ المَنِيَّة َ ليس يُدْرَكُ كُنْهُها
فَنَوَافِذُ الأفْهَامِ قد وَقَفَتْ هُنَا
في كلِّ شَيءٍ للأنَامِ مُحَذِّرٌ
وما كان حذره شعيب مدينا
وحياتنا سفر وموطننا الردى
لَكِنْ كَرِهْنا أَنْ نُحِلَّ المَوْطِنَا
والعَيْشُ أضْنَكُ إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ
كم من ضناك في مطالبه ضنى
وَلَرُبَّما أَعْطَى الزَّمانُ مَقَادَهُ
لا تَيْأسَنَّ فَرُبَّ صَعْبٍ أَمْكَنَا
لا بُدَّ أَنْ تَتْلُو الحياة َ مَنِيَّة ٌ
مَنْ شَكَّ أَنَّ اليومَ يُزْجِي المَوْهِنَا؟
لا تَرْجُ إبقاءَ البَقَاءِ على امرىء ٍ
كُلُّ النُّفُوسِ تَحِلُّ أفنية َ الفَنَا
تجد الحياة نفيسة ونفوسنا
غُرَباءُ تَرْغَبُ عندها مُتَوَطَّنَا
لو أنها شعرت لها وسقت درت
أن الوفاة هي الحياة تيقنا
لكنَّها عَمِيَتْ ولم تَرَ رُشْدَها
ما كُلُّ مَنْ لَحَظَ الأمورَ تَبَيَّنَا
فتبصرن مصاب سيدة الورى
تبصر دناءة ذي الحياة وذي الدنى
أَعْظِمْ به مِنْ حادثٍ جَبُنُوا له
ما ظَنَّ قَبْلُ شُجَاعُهُمْ أنْ يَجْبُنَا
وتروا وما علموا بوتر ضائعٍ
مَنْ ذا يُطَالِبُ بالتِّرَاتِ الأزمُنَا؟
ذابت سيوفهم أسى فظباتها
تحكي المدامع والجفون الأجفنا
وَتَقَصَّدَتْ أَرْمَاحُهُمْ إنْ لم تَكُنْ
شجرا وشيك الموت منه يجتنى
لم يذكروا إحسانهم إلا نسوا
حسن العزاء وبعدها لن يحسنا
فكأنما أنفاسهم ومقالهم
نارٌ تُحَرِّقُ بَيْنَهُمْ عُودَ الثَّنَا
ما جَفَّ مِنْ دَمْعٍ عليها مَدْمَعٌ،
الحُزْنُ مَا وَالَى الدُّمُوعَ الهُتَّنَا
أعقيلة الأملاك والملك الذي
لَبِسَ السَّنَاءُ به جَلاَبِيبَ السَّنَا
فَسَقَاكِ مِثْلَ نَدَاكِ أَوْ كَدُمُوعِنَا
مُزْنٌ يُعِيدُ ثَرَاكِ رَوْضاً مُحْزَنَا
إن كنت مت فذا أبنك الملك الذي
يُحْيِي البَرَايَا والعَطَايَا والمُنَى
كثرت محامده فحق بها أسمه
وأَدَامَ إحْيَاءَ المَكَارِمِ فکكتَنَى
فإذا بَنَى الأعداءُ هَدَّمَ ما بَنَوْا
والدهر لا يستطيع يهدم مابنى
يا أيها الملك الذي أوصافه
تعيي البليغ ولا تطيع الألسنا
إنْ كَانَ عُظْمُ الرُّزْءِ أَصْبَحَ كافِراً
بتجلد لا تمس إلا مؤمنا
صَبْراً وإنْ جَلَّ المُصابُ، وَسَلْوَة ً،
فأليهما حكم الحجى أن تركنا
والهر أهون أن يجيء بحادثٍ
لم يَثْنِهِ حُسْنُ التَّجَلُّدِ أَهْوَنَا
والبِرُّ يَقْضِي أنْ تكونَ مُعَظِّماً
والحِجْرُ يقضي أن تكونَ مُهَوِّنَا
فَلَئِنْ صَبَرْتَ فإنَّ فَضْلَكَ باهِرٌ
ولَئِنْ حَزِنْتَ فَحُكْمُهُ أنْ تَحْزَنَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> هُنَّ الأمَانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ
هُنَّ الأمَانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ
رقم القصيدة : 22234
-----------------------------------
هُنَّ الأمَانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ
فصل أتزاما لأت حين توانِ
وإذا انْقَضَى زَمَنُ الفَتَاءِ عن الفَتَى
فبقاؤه وفناؤه سيانِ
لا تُخْدَعَنَّ فما لإحْسَانِ الصِّبَا
عِوَضٌ ولا لِرُوَائِهِ الحُسَّانِ
وأخلع على ريعلنه حلل المنى
فمحاسن الشياء في الريعانِ
وزيادة ُ الأَقْمَارِ بَدْءُ شُهُورِهَا
وتعقب الأعقاب بالنقصانِ
والشمس في الحمل الذي هو أول
تسمو كما تنحط في الميزانِ
ليس الصِّبَا زَمَنَ الصِّبَا لكنَّهُ
قمع العدى ورعاية الخلانِ
حال يحول آلهم فيها يافعاً
والخمر تثني الشيب كالشبانِ
فَيَرَى تَتَيُّمَهُ وَتَقْلِبُ قَلْبَهُ
والسِّرُّ قد يُفْضِي إلى الإعْلاَنِ
فالنفس تزداد النفاسة والهوى
هُوْنٌ، وما أَرْضَى لها بِهَوَانِ
ولرب ذي أيد سعى ليضمها
فرمته بالأبهاء والأيهانِ
وَوَعِيدُ أَقْوَامٍ صَمَمْتُ لِسَمْعِهِ
سمع الأذى من آفة الآذانِ
وتغطرس من معشر قد أنبأوا
أن الوهاد تعود شم رعانِ
قلب الزمان عيانهم وعيالهم
وكذا الزمان مغير الأعيانِ
يا سائلي عما زكنت من الورى
عند العَرُوضِ حَقَائِقُ الأَوْزَانِ
هم كالقريض وكسره من وزنهِ
ذِكْرُ الفَتَى يُبْدِي خَفِيَّ سِنَانِهِ
ومتى تَحُلْ حالاهُما عن كُنْهها
أَنْكَرْتَ منه واضِحَ العِرْفَانِ
كم من خليلٍ ساعَدَتْهُ سَعَادَة ٌ
وطوى بها كشحا على الأضغانِ
من كل ذي حسد يشانئ شانئٍ
ليست لِمَعْنٍ في بني شَيْبَانِ
هَاجُوا سُكُوني فکستَدَمْتُ هِيَاجَهُمْ
إن الحراك دلالة الحيوانِ
فکنْجَابَ عَن شَمْسِي دُجَى إجْلاَبِهِمْ
وَلَرُبَّ بُرْءٍ كان في بُحْرَانِ
لما فضلت رموا بكل عضيهة ٍ
والفَضْلُ موضعُ أَسْهُمِ البُهتَانِ
يا ما لدهري ليس يعدل حكمهُ
أَتَرَاهُ خَالَ العَدْلَ في العُدْوَانِ؟
او رد حظي في الحظوظ مصلياً؟
أنْ كان ذِهْنِي سابِقَ الأَذْهَانِ
هَلاَّ تَنَاءَتْ في التَّسَابُق حَلْبَة ٌ
حتى يبرز رب كل رهانِ؟
لو مُدَّ مَيْدَانُ التَّنَاظُرِ بيننا
علم الورى من فارس الميدانِ
والنارُ حَامِيَة ٌ بِغَيْرِ دُخَانِ
وَعَسَى إثَارَتُهُ تُرِي آثَارَهُ
ولكم تدال إدالة بطعانِ
وملام بغيتك المليك محمدٌ
يممه تحمد صرف كل زمانِ
شاد ابن معن في تجيب مكارماً
ليست لمعن في بني سيبانِ
يا مَنْ يُضِيفُ إليه حاتمُ طَيِّءٍ
مرعى ولكن ليس كالسعدانِ
أعطته أهواء القلوب سياسة ٌ
خفيت لطائفها على ساسانِ
وَبَدَتْ إلينا منه صورة ُ سِيرَة ٍ
تنبيك عما سنه العمرانِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> سمت السوام به الحمام كأنما
سمت السوام به الحمام كأنما
رقم القصيدة : 22235
-----------------------------------
سمت السوام به الحمام كأنما
أُخِذَتْ بِشَأْنٍ من ذوي الشَّنْآنِ
وَتَبِعْتَها ذاتَ الجَنَاحِ كأنَّما
فعلت جناحا قبل في الطيرانِ
حتى غدا حمل السماء وثورها
حَذِرِينَ مما حَلَّ بالحُمْلانِ
نارٌ بأَرْجَاءِ المَرِيَّة ِ، سِقْطُهَا
مزر ببيت النار في أرجانِ
فَلَوِ المَجُوسُ تَجُوسُ بين ديارِنا
أَمَّتْ لَدَيْكَ عبادة َ النِّيْرَانِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> والسمر من قلب مواتحٌ
والسمر من قلب مواتحٌ
رقم القصيدة : 22236
-----------------------------------
والسمر من قلب مواتحٌ
وكأنها موصولة الأشطانِ
والنبل في حلق الدلاص كأنها
وبل الحيا في مائج الغدرانِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أسالت غداة البين لؤلؤ أجفانِ
أسالت غداة البين لؤلؤ أجفانِ
رقم القصيدة : 22237
-----------------------------------
أسالت غداة البين لؤلؤ أجفانِ
وأَجْرَتْ عَقِيقَ الدَّمْعِ في صَحْنِ عِقْيَانِ
وأَلْقَتْ حُلاَهَا مِنْ أَسى ً فكأنَّما
أَطَارَتْ شَوَادِي الوُرْقِ عن فَنَنِ البانِ
وأذهلها داعي النوى عن تنقبٍ
فَحَيَّا مُحَيَّاها بِتُفَّاحِ لُبْنَانِ
وقد أطبقت فوق الأقاحي بنفسجاً
كما خمشت وردا بعناب سوسانِ
وليل بهيم سرته ونجومهُ
أزاهر روض أو سواهر أجفانِ
كأنَّ الثُّرَيَّا فيه كأسُ مُدَامَة ٍ
وقد مالت الجوزاء ميلة نشوانِ
وما الدهر إلا ليلة مدلهمة ٌ
وَشَمْسُ ضُحَاهَا أحمدُ بنُ سُلَيْمَانِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> الدَّهْرُ لا يَنْفَكُّ مِنْ حَدَثَانِهِ
الدَّهْرُ لا يَنْفَكُّ مِنْ حَدَثَانِهِ
رقم القصيدة : 22238
-----------------------------------
الدَّهْرُ لا يَنْفَكُّ مِنْ حَدَثَانِهِ
والمَرْءُ مُنْقَادٌ لِحُكْمِ زَمَانِهِ
فَدَعِ الزَّمَانَ فإنَّهُ لَمْ يَعْتَمِدْ
بِجَلاَلِهِ أحداً ولا بِهَوَانِهِ
كالمزن لم يخصص بنافع صوبهِ
أُفْقاً ولم يَخْتَرْ أَذَى طُوفانِهِ
لكنْ لِبَارِيهِ بَوَاطِنُ حِكْمَة ٍ
في ظاهرِ الأضدادِ من أَكْوَانِهِ
وعلمت أن السعي بمنجحٍ
ما لا يكونُ السَّعْدُ من أَعْوَانِهِ
والجِدُّ دُونَ الجَدِّ ليس بنافعٍ
والرمح لا يمضي بغير سنانهِ
وسما إلى الملك الرضى ابن صمادحٍ
فأدالني بالسخط من رضوانهِ
وَهَوَى بَنَجْمِي من سماءِ سَنَائِهِ
وقضى بحطي من ذرى سلطانهِ

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وسقم فؤادي من سقام جفونهِ
وسقم فؤادي من سقام جفونهِ
رقم القصيدة : 22239
-----------------------------------
وسقم فؤادي من سقام جفونهِ
فإن نقهت عيناه فالقلب ناقهُ
مراد هوى حفت به مرد العدى
وَدُونَ جِنَانِ الخُلْدِ تُلْقَى المَكَارِهُ
وَما خُيَلاَءُ الخَيْلِ فيها سَجِيَّة ً
ولكنَّها لمَّا کمتَطَوْها تَوَائِهُ
فلا تَكْرَهَنْ إنْ خَاسَ قَوْمٌ بِعَهْدِهِمْ
عسى الخير في الشيء الذي أنت كارهُ
فنصرك أيا ما سلكت مسايرٌ
وفتحك أيا ما أتجهت مواجهُ
ففي أنفس الحساد منها هزاهزٌ
وفي أَلْسُنِ النُّقَّادِ منها زَهَازِهُ
 
العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> ومن جرحته مقلتاك نويرة ُ
ومن جرحته مقلتاك نويرة ُ
رقم القصيدة : 22240
-----------------------------------
ومن جرحته مقلتاك نويرة ُ
فليس يرجى من جراح الأسى أسوا
أَرَى كلَّ ذِي سَلْوَى رَآكِ، مُتَيَّماً
فما أَكْثَرَ البَلْوَى بِحُسْنِكِ والشَّكْوَى !
ونار الأ سى تخبو بقرب نويرة
ومَنْ لِي بأنْ آوِي إلى جَنَّة ِ المأْوَى ؟

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> وفي شِرْعَة ِ التَّثْلِيثِ فَرْدُ مَحَاسِنٍ
وفي شِرْعَة ِ التَّثْلِيثِ فَرْدُ مَحَاسِنٍ
رقم القصيدة : 22241
-----------------------------------
وفي شِرْعَة ِ التَّثْلِيثِ فَرْدُ مَحَاسِنٍ
تنزل شرع الحب من طرفه وحيا
وأذهل نفسي في هوى عيسوية
بها ضَلَّتِ النَّفْسُ الحَنِيفِيَّة ُ الهَدْيَا
فَمَنْ لِجُفُوني بالتماحِ نُوَيْرَة ٍ
فَتَاة ٌ هي المَرْدَى لِنَفْسِيَ والمَحْيَا؟
سبتني على عهد من السلم بيننا
ولَوْ أنَّها حَرْبٌ لكانتْ هي السَّبْيَا

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> صنت اسم إلفي فد أبا لا أسميه
صنت اسم إلفي فد أبا لا أسميه
رقم القصيدة : 22242
-----------------------------------
صنت اسم إلفي فد أبا لا أسميه
ولا أزالُ بإلغازِي أُعَمِّيهِ
وصاحبي عددي قد رمزت به
بِذِكْرِ أعدادِ ما تَحْوِي مَبَانِيْهِ
فَجَذْرُ أَوَّلِهِ رُبْعٌ لآخِرِهِ
وجذر آخره ربع لثانيهِ
وإن ثانيه خمس لثالثهِ
فافهم فقد لاح للأفهام خافيه

العصر الأندلسي >> الحداد القيسي >> أمَّا الذي بي فإنِّي لا أُسَمِّيهِ
أمَّا الذي بي فإنِّي لا أُسَمِّيهِ
رقم القصيدة : 22243
-----------------------------------
أمَّا الذي بي فإنِّي لا أُسَمِّيهِ
لكن سألقي رمزا جمة فيهِ
إذا أَرَدْتَ من الأعدادِ نِسْبَتَهُ
فَجَذْرُ أَوَّلِهِ عُشْرٌ لِثَانِيْهِ
وإنْ أَضَفْتَ إلى ذي الجَذْرِ رابعَهُ
رأيت ثالثه زهرا معانيهِ
ونصفه أولعت أخت الرشيد به
فقد تَبَيَّنَ ماضِيْهِ وباقيْهِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أتذكر أطلالاً تعفَّت وأرسما
أتذكر أطلالاً تعفَّت وأرسما
رقم القصيدة : 22244
-----------------------------------
أتذكر أطلالاً تعفَّت وأرسما
بذات الفضا في الجزع من أيمن الحمى
منازل أحباب بها نزل الهوى
فلم يبق إلا مدنف القلب مغرما
عرفنا الهوى من أين يأتي لأهله
بها والغرام العامري من الدمى
لئن أصبحت تلك المنازل باللوى
قصارى أمانيَّ الهوى فلطالما
وقفت عليها والهوى يستفزُّني
فأرسلت فيها الدمع فذَّاً وتوأما
كأني على الجرعاء أوقفت عبرة
جرت بربوع المالكية عندما
وما أسأر البين المشتُّ بقية ً
من الدمع إلاَّ كان ممتزجاً دما
فأصبحت أستسقي السحاب لأجلها
وما بلّ وبل السحب من مثلها ظما
خليليَّ إن الحبَّ ما تعرفانه
خليليَّ لو شاهدتما لعلمتما
قفا بي على رسم لميّة دارس
لكي تعلما من لوعتي ما جهلتما
وإن لم تساعدني الجفون على البكا
بآثار ميٍّ فاسعداني أنتما
ومما شجاني في الدجنة بارق
بكيت له من لوعتي فتبسَّما
سرى موهناً والليل كالفرع فاحم
فقلت أهذا ثغر سعدى توهما
وأورى حشا الظلماء كالوجد في الحشا
وكالقلب يا ظمياء لما تضرما
وشوَّقني ثغراً ظمئت لورده
وهل أشتكي إلا إلى ورده الظما
شربت الحميّا واللمى منه مرة ً
فلم أدر ما فرق الحميَّا من اللمى
وعيشاً سلبناه بأسنمة النقا
وما كان ذاك العيش إلا منمنا
رعى الله أحباباً رعينا عهودهم
وعهداً وصلناه ولكن تصرما
وغانية من آل يعرب حكَّمت
هواها بقلبي ضلَّة ً فتحكما
أحَلَّت مهاة الأبرق الفرد في الهوى
دماً كان من قبل الغرام محرّما
وفي ذلك الوادي سوالب أنفسٍ
رمين بأحداق السوانح أسهما
وكم من فؤادٍ قد جرحن ولم نجد
لما جرحت سود النواظر مرهما
أرى البيض لا يرعين عهداً لعاشقٍ
وإن أوثق الصيبُّ العهود وأبرما
وفي الناس من إن تبتليه وَجَدته
ـ وقد كان شهداً في المذاقة ـ علقما
وإني نظرت الناس نظرة عارف
وأبصرتهم خَلقاً وخُلقاً وميسما
فما أبصرت عيني كمحمود ماجداً
ولا كشهاب الدين بالعلم معلما
من السادة الغرّ الميامين ينتمي
إلى خير خلق الله فرعاً ومنتمى
ولما تعالى بالفضائل رفعة
تخيلته يبغي العروج إلى السما
هو الصارم الماضي على كل ملحد
من الله لم يفلل ولن يتثلما
سل الفضل منه واسأل البرَّ تغتدي
بأفضل ما حدثت عن من تقدما
لقد ضاق صدر الدهر عن كتم فضله
فأظهره إذ كان سراً مكتما
بدت معجزات الحق حين ظهوره
فأعجز فيها المبسطين وأفحما
إذا المطْعن المقدام شامَ يَراعَه
لما ظنَّه إلاّ وشيجا مقوَّما
وينشق من ظلماء ليلِ مداده
صباح هدى لا يترك الليل مظلما
له الكتب ما أبقت منلالغي باقياً
ولا تركت أمراً من الدين مبهما
وما هو إلاّ رحمة الله للورى
به ينقذ الله الأنام من العمى
فلو حققت عين الحقيقة ذاته
لقلنا هو النور الذي قد تجسما
كريم فما أعطى ليمدح بالندى
ولكنه يعطي الجزيل تكرما
مواطر أيديه المواطر دونها
تهاطل إحساناً وتمطر أنعما
وهيهات يحكيك السحاب وإن همى
نوالاً. وفيض البحر علماً وإن طمى
نراك بعين النقد أفضل من نرى
ولم نرى أندى منك كفاً وأكرما
وأقسمت لو أثريتَ أو نلت ثروة
لما تركت جدواك في الأرض معدما
علومك ملا حيزت لشخص جميعها
فهل كان ذاك العلم منك تعلما
حويت علوم الدين علماً بأسرها
وأصبحت للعلم اللَّدُنيّ ملهما
تُشيد دين الله بالعلم والتقى
ولو لم يُشيَّده غلاك تهدّما
حميت حدود الله عن متجاوزٍ
فلم نخشَ من خرقٍ وأنت لها حمى
وإن الذي أعطاك ما أنت أهله
أنالَكَ شأناً لا يزال معظما
فنل أجر هذا الصّوم واهنأ بعيده
ورم مجدعاً أنف الحسود ومرغما
وإني متى أدع لمجدك بالبقا
دعوت لنفسي أن أعزَّ وأكرما
فلا زلت فخر المسلمين وعزها
ألا فليفاخر فيك من كان مسلما

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وميضُ البرق هيَّج منك وجدا
وميضُ البرق هيَّج منك وجدا
رقم القصيدة : 22245
-----------------------------------
وميضُ البرق هيَّج منك وجدا
فكدت تظنُّه من ثغر سعدى
ألمّ بنا بجنح الليل وهناً
كما جرّدت من سيف فرندا
توقَّد في حشا الظلماء حتى
وجدَنَا منه في الأحشاء وقدا
وجدّ بنا الهوى من بعد هزلٍ
وكم هزل الهوى يوماً فجدّا
خليليّ اذكرا في الجزع عهدي
فإني ذاكر بالجزع عهدا
وأياماً عهدتُ بها التصابي
وكان العيش بالأحباب رغدا
زمان كم هصرتُ به قدوداً
لباناتِ النقا وقطعت وردا
ولذّات لأيام قصار
قَضَت أيامها أن لا تردا
بعيشك إنْ مررت بدار ميٍّ
وهاتيك الطلول فلا تعدّى
لنقضي يا هذيمُ بها حقوقاً
علينا واجبات أن تؤدى
أتذكُر يوم أقبلنا عليها
على إبلٍ تقدّ السَّير قدا
وعُجنا العيس عن نجدٍ حثيثاً
وخلّفنا وراء العيسى نجدا
فروَّينا منازلَ دراساتٍ
بها صرف النوى أزرى وأودى
بواعث لوعة ٍ ودموع عين
أمدَّ العين منها ما أمدّا
لئن خُلِقَتْ منازلنا فإني
رأيت الوجدَ فيها مستجدا
ملكتُ وقوف جانحة ٍ إليها
ولم أملكْ لهذا الدمع ردَّا
وكانت للغرامِ ديارُ ميٍ
مراحاً كل آونة ٍ ومغدى
يودّكما رفيقيَّ ارفقا بي
إذا راعَيتُما للصبّ ودّا
أعيناني على كلفي لعليّ
أرى من هذه الزفرات بدا
ولي كبدٌ إلى الأحباب حرّى
فهل تلقى لها يا سعدُ بردا
أحبَّتَنا وإني قبلَ هذا
ونوليه به شكراً وحمدا
أزيدكمُ دنواً واقتراباً
وقد زدتمْ مصارمة ً وبعدا
عِديني يا أميمَة بالتداني
وإن لم تنجزي يا ميُّ وعدا
أرى سيقي فأذكر منك لحظاً
وخطَّاري فأذكر منك قدا
أمنك الطَّيف واصلني وولى
فما بل الصَّدا مني وصدّا
ولو أهديته أخرى لعيني
لأنعمني بما أسدى وأهدى
تهدّى من زرودَ إلى جفوني
وما أدري إذاً أنى ّ تهدَّى
ولو أدَّى إليك حديث وجدي
عرفت إليك مني ما يؤدى
جفتني الغانيات فلا سبيلٌ
إلى سلمى ولا إسعاف سعدى
وخاصمتُ الزمان فخاصمتني
حوادثُ لم تزل خصماً ألدّا
فإن أظهرتُ للأيامِ مني
رضًى عنها فقد أضمرت حقدا
سأترك للنياق بكل أرضٍ
ذميلاً من توقّصِها ووخدا
كما لابن الجميل أبي جميل
نياق مطالب الراجين تحدى
فتبلغ مقصداً وتنال عزاً
كريم لم يفتني منه قصداً
فكم يولي الجميل أبو جميل
بجدوى أنبتت شيحاً ورندا
إذا يمَّمته يَمَّمتُ يمناً
وإن طالعته طالعت سعدا
لقد نال العلاءَ ومدَّ باعاً
إلى ما لا ينال وجاز حدّا
هو الجبل الأشم من الرَّواسي
تخرُّ له الجبال الشمُّ هدّا
أدامَ الله في الزوراء ظِلاً
قوام الدين والدنيا جميعاً
وآمن أهلَها كَيدَ الرزايا
وإن لسائر الأرزاء كيدا
فوقرها وقد مارت وقور
إذا حرَّكته حرَّكت طودا
وأية أزمة ٍ لم يُدعَ فيها
ولم يمدد لها باعاً أشدّا
ومكرمة وإحسان وفضل
وما فيها سعى ولها تصدّى
جميل ابنِ الجميل لكلّ حرٍ
يؤمل منه إحساناً ورفدا
فقل للوفد غايته إليه
أوفد الأكرمين نعمت وفدا
بجود منه يترك كلَّ حر
له في ذلك اإحسان عبدا
وفيض يد يكاد البحر منها
على طول المدى أن يستمدا
مرير السخط نشهد أن ما في
يثيب عفاته ضرباً وشهدا
أبيٌّ لا يضام وربَّ ضيمٍ
سعى لينال جانبه فأكدى
شجاع ما انتضى الصمصام إلاّ
وصيرَّ مفرقَ الأعداء غمدا
وسيف الله والركنَ الأشدّا
مناقبك التي مثل الدراري
نظمت بها لِجيدِ الدهر عقدا
وجودك للوجود به حياة
ولولا أنتَ مهجته تردى
وبعض الجود منقصة ٌ وذمٌّ
وجودك لم يزل عزّاً ومجدا
وأمضى من شفير السيف حدا
يضيء ضياءَ منصلتٍ صقيلٍ
تجرّد من قرابٍ أو تبدا
وإني قد عَرَفت الناس طراً
ولم أعرفْ له في الناس نِدّا
فضلتَ العالمين بكل فضل
فلا عجب إذا أصبحتَ فردا
وَفَدَّتكَ الأماجد والأعالي
ومثلك في الأماجد من يُفدَّى
وما في الماجدين أجلُّ قدراً
ولا أورى وأثقب منك زندا
ولا أوفى وأطلُ منك باعاً
ولا أعلن إلى العلياء جدّا
فَدُمْ واسلمْ كما نهوى وتهوى
تَسرُّ مُوالياً وتغيظ ضدّا
فإنَّكَ إن سَلِمْتَ مَعَ المعالى
فلا نخشى لكل الناس فقدا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ
إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ
رقم القصيدة : 22246
-----------------------------------
إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ
فليس على المُفارقِ من جناح
ومنذُ وجَدتُ من همي رسيساً
إلى روحي وأعوزني ارتباحي
وما صَعَّرْتُ للأيام خدّي
ولم أخفضْ لنائبة ٍ جناحي
وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي
وإن لم يلحني باللّوم لاحي
وقد أصبحت في زمنٍ ممارٍ
يريني الجدَّ من خللِ المزاح
رَفَضْتُ إقامتي وَرَكِبتُ أمراً
حَرَيّاً أن يكونَ به صَلاحي
تسيرُ بنا بلُجِّ البحر فُلك
كمثل الطَّير خافقة الجناح
وما زلنا بها حتى حللنا
صَبَاحا في كويت آل الصبَّاح
لدى قوم أعزّ الناس جاراً
وأندى بالنوال بطون راح
أباة لا يطوف الضَّيم فيهم
ولا جار لهم بالمستباحِ
غيوث مكارممٍ وليوث حربِ
وأكفاءُ الشجاعة ِ والكفاح
نزلت بهم على سعة ٍ ورحبٍ
وأنس وابتهاجٍ وانشراح
فقومٌ سادَ عبد الله فيهم
فبالبأسِ الشديدِ وبالسَّماح
إذا نزلوا لعمرُ أبيك أرضاً
حَموهَا بالأسِنَّة والرِّماح
فكم بدأوا بمكرمة وثنَّوا
وكم تحروا العدى نحر الأضاحي
سَقَو أعداءهم حمرَ المنايا
بسمر الخطِّ والبيضِ الصفاح
وما زالت مكارمهم تنادى
لدى الآمال حيَّ على الفلاح
بأيديهم شكيمة ذي اقتدارٍ
تردَ الجامحين عن الجماح
همُ وضعوا أفاويق المعالي
كما رَضَعَ الفَصيل من اللقاح
إذا ما زرتُهم يَوماً وفى لي
ضميني للزيارة بالنجاح
بهم أطلَقتُ ألسنَة القوافي
بما تمليه من كلمٍ فصاح
لقد مُزجتْ محَبَّتهم بروحي
مزاج الراح بالماء القراح
كأنَّ مديحهُم عندي عقارٌ
به كان اغتباقي واصطباحي
ثملتُ بهم وما خامرت خمراً
ولا راحي بسطتُ لكأس راح
ألذّ من المدامة للندامى
وها أنا في هواهم غير صاح
ولو أنّي اقترحت على زماني
وأعطاني الزمان على اقتراحي
لما فارقهم يوماً ومالي
إذا وفقتُ عنهم من براح
ويأبى ذاك لي قَدَرٌ متاح
ونحن بقبضة القدر المتاح

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بلغتُ بحمد الله ما أنا طالبُ
بلغتُ بحمد الله ما أنا طالبُ
رقم القصيدة : 22247
-----------------------------------
بلغتُ بحمد الله ما أنا طالبُ
زماناً وهنَّتني لديك المطالبُ
فأصبحت لا أجرو سوى ما رجوته
مراماً وما لي في سواك مآرب
وقد كنت من غيظي على الدهر عاتباً
فما أنا في شيء على الدهر عاتب
لئن كان قبل اليوم والأمس مُذنباً
فقد جاءني من ذنبه وهو نائب
وجدتُ بك الأيام مولاي طلقة ً
وسالمني فيك الزمان المحارب
وقد شمتُ من جدواك لي كلَّ بارق
ونوؤك مرجوٌّ وغيثُك ساكب
فلا الأملُ الأقصى البعيدُ بنازح
لديَّ ولا وجهُ المطالب شاحب
وهل تنجح الآمال وهي قصيَّة
وتبلغ إلا في نداك الرغائب
لقد حسنتْ فيك الرعية بعدما
أساءَت إليها بالخطوب النوائب
وألهمتها فيما تصدَّيتَ رشدها
ألا إنَّ هذا الرشدَ للخير جالب
كففتَ يدَ الأشرار من كلِّ وجهة ٍ
فلا ثمَّ منهوب ولا ثمَّ ناهب
ومن لوزير قلَّد الأمر ربَّه
نظيرك شيخاً حنكته التجارب
بصيرٌّ بتدبير الأمور وعارف
بمبدئها ماذا تكون العواقب
أذلَّ بك الأخطارَ وهي عزيزة
فهانت عليه في علاك المصاعب
تريه صباح الرأي والأمر مبهم
ألَنْتَ له في قسوة البأس جانباً
فأصبح لم يعرض عن الناس لطفه
ويحضر فيهم بأسه وهو غائب
وبأسك لا البيض الصوارم والقنا
وجودك لا ما تستهل السحائب
وما زلت حتى يدرك المجدُ ثأرَهُ
وتشرق في آفاقهن المناقب
بأيديك سحرُ الخط لا الخط تنثني
فتثني عليها المرهفات القواضب
تخرّ لك الأقلام في الطرس سُجَّداً
لما أنت تمليه وما أنت كاتب
إذا شئت كانت في العداة كتايباً
وهيهات منها إذ تصول الكتايب
تقرّط آذانَ الرجال بحكمة ٍ
حكتها اللئالي رونقاً أو تقارب
متى أفرغتْ في قالب الفكر زيَّنتْ
وزانت من الألباب تلك القوالب
بهنَّ غذاء للعقول وشرعة ٌ
تسوغ وتصفو عندهن المشارب
تصرفتَ في حلوَ الكلام ومرّهِ
فأنت مجدٌّ كيف شئت ولاعبُ
ذَهَبْتَ بكلٍ منهما كلَّ مذهب
ذهاباً وما ضاقت عليك المذاهب
فمن ذكر وجدٍ يسلب المرءَ لبَّه
على مثله دمع المتيَّم ذائب
ومن غزلٍ عذب كأن بيوته
مسارحُ آرام النقا وملاعب
وفي الباقيات الصالحات مثوبة
من الله ما يبدو من الشمس حاجب
دمغتَ بها من آل حربٍ عصابة ً
تناقشهم في صنعهم وتحاسب
تناقلها الركبانُ عنك فأصبحت
تجابُ بها أرض وتطوى سباسب
مغيظاً من القوم الذين تقدَّمت
لهم في المخازي الموبقات مكاسب
غضبت بها لله غير مداهنٍ
وغيرك يخشى كاشحاً ويراقب
ومواهب من رب كريم رزقتها
وما هذه الأشياء إلا مواهب
أروح أجرّ الذيل أسحب فضله
وإني لأذيال الفخار لساحب
بمن لم يقم في الأكرمين مقامه
ولا ناب عنه في الحقيقة نائب
فقد وجدت بغداد والناس راحة ً
وقد أتعبتها قبل ذاك المتاعب
قضى عمري طال في العز عمره
أقاربه مسرورة والأجانب
وإن قلتُ ما جاء العراق ولا نرى
نظيراً له فينا فما أنا كاذب
بنادرة الدنيا وفرحة ِ أهلها
أضاءت لنا أقطارها والجوانب
أمولاي ما عندي إليك وسيلة
تقرّبني زلفى وإني لراغب
محاسنُ شعري ما إذا أنا قستها
بشعرك والإنصاف فهي مثالب
وإني مع الإطناب فيك مقصِّرٌ
وإن كان شعري فيك مما يناسب
أهنّيكَ فيه مَنصِباً أنت فوقَه
بمرتبة لو أنصفتك المراتب
فإنك شرَّفت المناصبَ كلَّها
وما أنت ممن شرَّفَتْه المناصب
وهنَّيت نفسي والعراق وأهله
وكلَّ أمرىء أهل لذاك وصاحب
وزفَّت إلأيه كل عذراء باكرٍ
كما زفت البيضُ الحسانُ الكواعب
قواف بها نشفي الصدورَ وربمَّا
تَدُّب إلى الحساد منها عُقارب
شكرتكَ شكر الروض باكره الحيا
وشكرك مفروض ومدحك واجب
وليس يفي شعري لشكرك حقَّهُ
ولو نُظمتْ للشعر فيك الكواكب
ومما حباه الله من طيِّب الثنا
مشارقها مملوءة والمغارب
وكليّ ثناء في علاك وألسن
إذا كنت ممدوحي وأنت المخاطب
وإني لأبدي حاجة ٌ قد حجبتها
إليك وما بيني وبينك حاجب
سواي يروم المال مكترثاً به
ويرغب في غير الذي أنا راغب
وإنك أدرى الناس فيما أريده
وأعلمهم فيما له أنا طالب
وكيف وهل يخفى وعلمك سابق
بمطلبي الأسنى وفكرك ثاقب
فلا زلت طلاّع الثنايا ولم تزل
تطالعني منك النجوم الغوارب

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أتراكَ تعرفُ عِلتي وشفَائي
أتراكَ تعرفُ عِلتي وشفَائي
رقم القصيدة : 22248
-----------------------------------
أتراكَ تعرفُ عِلتي وشفَائي
يا داءَ قلبي في الهوى ودوائي
ما رقَّ قلبك لي كأن شكايتي
كانت لمسمع صخرة ٍ صمّاء
والشوق برّح بي وزاد شجونَه
يا شدَّ ما ألقى من البرحاء
عجباً لمن أخذ الغرامُ بقلبه
أنّى يعد به من الأحياء
هل يعلم الواشون أن صبابتي
كانت بلحظ مها وجيد ظباء
وتجرُّعي مضضَ الملام من التي
حلت عقيب الجزع في الجرعاء
لم يحسن العيش الذي شاهدته
من بعد ذات الطلعة الحسناء
فمتى أبلُّ صدى ً بمرشف شادن
نقص العهود ولا وفى لوفائي
وجفا وملّ أخا الهوى من بعد ما
كنا عقيدي ألفة ٍ وإخاء
ونأى بركب الظاعنين عشية
أشكو طعان الصعدة السمراء
وأجيبُ سائلَ مهجتي عن دائها
دائي هواك فلا بليت بدائي
لم يدر واللمس الممنع طبّه
أن الدواء بمقتضى الأدواء
عُج يا نديم على الكؤوس ميمِّماً
وأدر عليَّ سلافة الصهباء
وأعد حديثَك لي بذكر أحبة ٍ
أين الركابُ وأينَ ذاك النائي
مرت بنا أخبارهم فكأنها
أرَجُ الصبّا عن روضة غناء
وتحاكمتْ بي في الهوى أشواقُهم
فقضى عليَّ الحبُّ أيَّ قضاء
لو كنت أدري غدركم بمحبكم
ما كنتُ أمكنكمْ على أحشائي
لامَ النصيحُ فما سمعتُ ملامه
وصددتُ عنه لشقوتي وعنائي
ما كان أرشدني إلى سبل الهوى
لو أنني أصغي إلأى النصحاء
كيف المنازلُ بعد ساكنة الحمى
عهدي بها قمريَّة الأرجاء
لما وقفت على منازلها ضحى ً
حَيَّيتُها بتحيَّة ِ الكرماء
عَادتنيَ الأيّام في سُكانها
كعداوة الجُهَّال للعلماء
هل أصبح الدهر الخؤون معاندي
أم كانت الأيام من خصمائي
إني أصون الشعر لا بخلاً به
عن أن يذل بساحة اللؤماء
أن كنت تثني بالجميل على امرىء
فعلى جميلٍ أبي الثناء ثنائي
أعيى المناضلَ والمناظرَ فارتقت
علياؤه قدراً على العلياء
متوقد مثل الضرام فطانة
وبلطف ذاك الطبع لطف الماء
فتبلّجت منه شموس فضائلٍ
ظهرت على الدنيا بغير خفاء
وعلت على أفهامنا ألفاظه
فتمثَّلت بكواكب الجوزاء
تلك الرويّة والسجيّة لم تزل
أقمار أفقٍ أو نجوم سماء
كم قد أفيضت من يديه لنا يدٌ
شكراً لهاتيك اليد البيضاء
إيْ والذي جعل العلى من مجده
فرح الصديق وغمَّة الأعداء
شمنا بوارق نائل من سيله
متتابع الإحسان بالآلاء
هيهات يحكي جوده صوب الحيا
والغيث موقوف على الأنواء
بحر إذا التمس المؤمِّلُ ورده
فاضت عليه زواخر الأنداء
إن قيل في الزوراء أصبح قاطناً
فاعلم بأنَّ المجدَ في الزوراء
نشرت علومك في البلاد جميعها
كالصبُّح إذ ملأ الفضا بضياء
ولك الذّكاءُ كأنما برهانه
يكسو سناه تبلّج ابن ذكاء
ونظرتَ في الأشياء نظرة عارف
حتى عرفت حقائق الأشياء
وكشفت من سر العلوم غوامضاً
فيهن كانت حيرة الحكماء
أجريت حكم الله بين عباده
فعلتْ بحكمك راية الإفتاء
وكأنما يوحى إليك فقد بدت
لك معجزات النظم والإنشاء
فعلت لك الأقلام في مهج العدى
ما تفعل الأبطال في الهيجاء
خرسٌ إذا أنطقتها بأنامل
أخرستَ فيها ألسن الفصحاء
أبكيتها فتضاحكت لبكائها
روضُ الفضائل لا رياض كبار
فإذا مدحت مدحت غير مراهن
فيها وغير معرض لرياء
فاهنأ بهذا العيد إنك عيده
يا فرحتي دون الورى وهنائي
وأجزْ عبيدك في رضاك فإنه
ـ وأبيك ـ غاية ُ مطلبي ورجائي
لا زلت منفرداً بما أدَّيته
من رفعة ٍ وفضيلة وعلاء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قدحت في مزجها بالماء ناراً
قدحت في مزجها بالماء ناراً
رقم القصيدة : 22249
-----------------------------------
قدحت في مزجها بالماء ناراً
فأعادت ظلمة َ اللَّيل نهاراً
شمس راحٍ في الدجى يحملها
طلعة البدر إذا البدر استنارا
عُتِّقَتْ في الدَّنِّ حتى إنها
لتعي ما كان في الماضي وصارا
فسلوها كيف كانت قبلنا
عادٌ الأولى صغاراً وكباراً
أيّ نادٍ للهوى يومئذٍ
يوم نادينا إلى اللهو البدارا
وجلوناها عروساً طالما
حبيت من حبب المزج نثارا
وكسونا بالسَّنا جسم الدجى
وخلعنا في اللذاذات العذارا
وسعى ساقٍ بها تحسبهُ
غصناً يهدي إلينا الجلَّنارا
علَّم الغصن التثني والصّبا
طرب الأنفس والظبي النفارا
وبما فضِّل من بهجته
تفضل المرو على البيض العذارى
سمحٌ ممتنعٌ قيل له
أدرِ الكأسَ علينا فأدارا
فترى الناس سكارى في هوى
ذلك الساقي وما هم بسكارى
يا شبيه الورد والآس وما
أحسن التشبيه خداً وعزارا
بأبي أنت وإن جلّ أبي
عاطنيها مثل خديك احمرارا
واسقني من فيك عذباً سائغاً
إنَّ بي منك وما لسكر خمارا
بين ندمانٍ أراقوا دَمَها
بنتَ كرم تسلب الشيخ الوقارا
حنفاءٍ حللوا ما حرّمت
ورأوا في أخذها رأي النصارى
ركبوا لِلَّهو في مضماره
أشقراً يصدم أجراهم عثارا
وكميتاً ما جرت في حلبة
للوغى يوماً ولا شقت غبارا
فكأن الكأس فيما فعلتْ
أدركتْ عند عقول القوم ثارا
كلُّ مختال بها في عزَّة ٍ
قد مضى يسحب في الفخر الإزارا
وإذا ما عاودته نشوة ً
ألبسته تاج كسرى والسوارا
خفَّ بالراح فلو طار امرؤ
قبل هذا اليوم بالسراح لطارا
وسمرنا بالذي يطربنا
من حديث وشربناها عقارا
وتناشدنا على أقداحها
مِدَحاً تزهو نظاماً ونثارا
بأغرٍّ أبلج من هاشم
أبلجَ المحتد فرعاً ونجارا
تشرق الأقمار من غرَّته
فهو الشمسُ التي لا تتوارى
سرّ رمز المجد مبنى بيته
علم السؤدد سراً وجهارا
كالحيا المنصبِّ بل أندى يداً
والحسام العضب أو أمضى شفارا
تلك أيديه التي إحداهما
تورث اليمنَ وبالأخرى اليسارا
مستفاض الجود منهلّ الندى
يوم لا تلقى به إلاّ الأوارا
والقوافي الغرّ في أيامه
يجتنيها بأياديه ثمارا
في زمانٍ مذنبٍ لم يعتذر
بكريم لبني الفضل اعتذارا
ترك الدهر ذليلاً طائعاً
لمنيع من أعزّ الناس جارا
ولي الفخر بأني شاعر
لأناس لبسوا التقوى شعارا
هم أقاموا عَمَدَ الدين وهم
أوضحوا في الحق للخلق المنارا
كل حليْ من فخارٍ وعلى
كان حلياً من حلاهم مستعارا
في سبيل الله ما قد أنفقوا
من أيادٍ فأسالوها نضارا
أمَّة ٌ يستَنزَلُ الغيثُ بهم
وبهم تَستكشِف الناس الضرارا
فإذا استنجدهم كانوا ظبا
وإذا استمطرتهم كانوا قطارا
جبروا كل مهيض للعلى
وأنابوا الكفر ذلاً وانكسارا
أجَّجوا نيرانها يوم الوغى
بمواضيهم وإن كانوا بحارا
في مقام قَصُرَت فيه الخُطا
بالطَّويلات وما كنَّ قصارا
فعليهم صلوات أبداً
تتولاهم غدوّاً وابتكارا
أو لستَ الآن من بعدهم
قبساً من ذلك النور أنارا
طالما سيّرتها قافية ً
غرة لم تتخذ في الأرض دارا
حاملات مثل أرواح الصبا
من شذى مدحك شيحاً وعرارا
هذه أيام أنواء الحيا
إن أنواءَكَ ما زالت غزارا
فاسقني فيهن سحّاً غدقاً
أجلب العز واستقصي الفخارا
واتخذني لك ممَّن لم يجد
عنك في معترض المدح اصطبارا
وابق للعيد وحزْ في مثله
مفخراً يسمو وصيتاً مستطارا
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ليهنكمُ زواجٌ في هناءِ
ليهنكمُ زواجٌ في هناءِ
رقم القصيدة : 22256
-----------------------------------
ليهنكمُ زواجٌ في هناءِ
به انشرحت لأقوامٍ صدورُ
ترون الخير مجلوباً إليه
وفي أطرافه الخير الكثير
ويطرب في مغانيكم محبٌّ
يبوح لكم بما كتمٍ الضمير
تقرّ العين فيكم إن تراكم
وفي أخلاقكم كرمٌ وخيرُ
إذا سُدتُم وكنتم حيث أهوى
وما فيكم بمكرمة قصور
ولا عجباً إذا ما ساد شبلٌ
أبوه ذلك الأسد الهصور
ألا يا عمَّ أبناءٍ كرام
تَعَمُّ به السعادة والحبور
ومهدي العالمين إلى رشاد
يلوح به لعلم منك نور
بذكر تطمئن به قلوب
ووعظ قد تلين له الصخور
تهنّ بذلك التزويج ممن
بها الأيام تشرق والشهور
وسرَّ به كما تبغي وأرّخ
ففي تزويج نعمان سرور

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إلى إحسان مولانا الرفاعي
إلى إحسان مولانا الرفاعي
رقم القصيدة : 22257
-----------------------------------
إلى إحسان مولانا الرفاعي
بكشكول الرَّجاء مددت باعي
هو القطب الذي لا قطب يدعى
سواه في الأنام بلا نزاع
عريض الجاه ذو قدر كريمٍ
طويل الابع بل رحب الذراع
تَوَلَّد من رسول الله شبلٌ
به دانت له كلُّ السباع
وقبّل كفَّ والده جهاراً
غدت بالنور بادية الشعاع
وشاهدها الثقات وكل فرد
رآها بانفراد واجتماع
فتلك فرّية لم يخط فيها
سواه من مطيع أو مطاع
عشقت طريق حضرته عياناً
وأما الغير يعشق بالسماع
بذكر جلاله وعلاه نمشي
رويداً فوق أنياب الأفاعي
فماء زلاله يروي غليلي
وروضي إن تنكرت المراعي
ولم أعبأ بجعجعة وطحن
فذاك الصخر خرّ من اليفاع
مجيري إن تعاقبت الرزايا
وغوثي إن تكاثرت الدواعي
إذا ما الدهر جلَّلَنا بخطب
وأورث صدعه سوء الصداع
بهمته العلّية إن توالت
نكيل خطوبه صاعاً بصاع
أبا العلمين سيَّدنا المفدى
على وجل أتيتُ إليك ساعي
أتيتك زائراً أبغي قبولاً
ففيك توصلي ولك انقطاعي
أتيت إليك أشكو من ذنوب
تولدها بنا قبح الطباع
فما كذبت بما أرجو ظنوني
ولا خابت بنا تلك المساعي
لقد عصرتني الأيام حتى
جرى من مقلتي لبن الرضاع
لك الهمم التي شهد المعادي
بها إذ لا سبيل إلأى الدفاع
إذا خفقت رياح العزم منها
أمِنَّا في حماه من الضياع
وليس سواه في حزم وعزم
يبين لنا المضيع من المضاع
فهذا ملجأ من حلَّ فيه
يعدْ من غير خوف وارتباع
أُمَرِّغُ حُرَّ وجهي في ترابٍ
به التمريغ للجنّات داعي
وقفنا والجفون لها مسيل
بهانيك الأماكن والبقاع
فكم من مقلة للشوق أذرت
وأجرت دمعها دون امتناع
فيا بن الأكرمين جعلت مدحي
بكم خير ارتداء وادّراع
إذا ما رمت أنّ أحصي ثناكم
طلبت بذاك غير المستطاع
ألا إنَّ الذنوب لقد توالت
وجاءت وهي حاسرة القناع
فقد أصبتنيَ الدنيا إليها
وغرّتني بأنواع الخداع
فخذ بيدي بأرض الحشر يوماً
يساوي بالجبان وبالشجاع
وأدركني ومن نفسي أجرني
وأنعم في قبولك باصطناعي
فقد ناجيتها لما أتينا
رويدك وابشري أن لا تراعي
وإنّي عدتّ في نفسي وجسمي
مليئاً بالهدى والانتقاع
بلى روحي لديك لقد أقامت
تشاهدُ نقطة السر المذاع
أُوَدِّعُ حضرة ملئت جلالاً
وليس لنا سواها اليوم راعي
كريم بالسلام لدى حضوري
ولكني بخيل بالوداع

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هل تركتم غير الجوى لفؤادي
هل تركتم غير الجوى لفؤادي
رقم القصيدة : 22258
-----------------------------------
هل تركتم غير الجوى لفؤادي
أو كحلتم عيني بغير السُّهاد
قد بعدتم عن أعين فهي غرقى
بدموعي ولي فؤادٌ صادي
ثم وكّلتم السهاد عليها
يمنع العين عن لذيذ الرقاد
مَن مجيري من الأحبة يجفون
وتعدو منهم عليّ الغوادي
علموا أنني عليل ومن لي
أن أرى طيفهم من اعلواد
نزلوا وادي الغضا فكأن الـ
دمع مني سيول ذاك الوادي
تركتني أظغانهم يوم بانوا
وحدا فيهم من البين حادي
بين دمع على المنازل موقو
فٍ وشمل مشتت بالبعاد
وفؤاد يروعه كل يوم
ذكر أيامنا الحسان الجياد
يا رفيقي وأين عهدك بالجزَع
سقاه الغمام صوب عهاد
وسقت دارنا بميثاء مزن
من ذوات الإبراق واإرعاد
تتلظى كأنّما أوْقَدَتْها
زفراتي بحرّها الوقاد
فتظنّ البروق منها سيوفاً
وإذا المسلمون رامت هداها
موقراتٍ بما حملن من الماء
رواءً إلأى الديار الصوادي
ملقيات أثقالها باذلات
ما لديها على الرُّبا والوهاد
فترى الروض شاكراً من نداها
نعمة بالأزهار والأوراد
تتوالى على ملاعبَ للغز
لان فيها ومصرع الآساد
أربعٍ كلّما وقفت عليها
ومناخٍ لنا بريق منالأجفان
والقوافي تروي أحاديث عليا
فلنا فيه ما لهذي المطايا
حرقة في القلوب والأكباد
كنت أرجو برداً من الوجد لكن
ما لحر الغرام من إبراد
إنّ في الظاعنين أبناءَ ودٍّ
لم يراعوا في الود عهد ودادي
أين ميعاد من هويت هواه
ومتى نلتقي على ميعاد
وتمادى هذا الجفاء وما هذا
التجافي منه وهذا التمادي
لا أرى الدهر باسماً أو أراني
بعد رغم المنى أنوف الأعادي
منشداً في أبي الثناء ثناءً
خالد الذكر دائم الإنشاد
كم قصدنا بالقصيد وما زا
ل من الناس كعبة القصاد
ووردنا بحراً طمى وأُفيضت
من أياديه للأنام الأيادي
ووجدنا منه حلاوة لفظ
شق فيها مرائر الحساد
في لسان بحدِّهِ قد رمى
رؤوس الإلحاد بالأعضاد
فإذا سوّدت يداه كتاباً
فبياض العلى بذاك السواد
وصباح الحق المبين لعيني
ينجلي من سواد ذاك المداد
عارف بالغايات من مبتدأها
ولغايات كل شيء مبادي
وإذا المسلون رامت هداها
كان من بينها الإمام الهادي
زاجرٍ بالآيات عن منهج الغيّ
ومهدي إلى سبيل الرشاد
وارثٌ علم جده سيد الر
سل وسر الآباء في الأولاد
سؤدد في الأماجد السادة الـ
ـغر قديماً والسادة الأمجاد
فاتك بالكلام في كل بحث
فتكات الحسام يوم جلاد
سعدت هذه البلاد بشهم
عزّ وجدان مثله في البلاد
جامع للعلوم شفع المعالي
مفرد الفضل واحد الآحاد
إن تعدد مناقباً لك قوم
عجزت عن نهاية الأعداد
يا عماد الدين القويم وما زلـ
ت عظيم البنا رفيع العماد
إنّما أنت آية الله للنا
س جميعاً ورحمة للعباد
وببغداد ما حللت مقيماً
فالمقام المحمود في بغداد
لم أزل أرتجيك في هذه الد
نيا وأرجوك بعدها في المعاد
أنا عمّا سواك أغنى البرايا
ولما يرتج من الزهاد
طوقتني النعماء منك ونعما
ؤك مثل الأطواق في الأجياد
غمرتني مكارم منك تترى
يا كريم الآباء والأجداد
نائل من علاك كل مرام
بالغ من نداك كل مراد
حزت أجر الصيام والعيد وافا
ك بما تشتهي بخير معاد
كل عيد عليك عاد جديداً
فهو عيد من أشرف الأعياد

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أسيرُ وقد جازت بنا غاية السُّرى
أسيرُ وقد جازت بنا غاية السُّرى
رقم القصيدة : 22259
-----------------------------------
أسيرُ وقد جازت بنا غاية السُّرى
ولاحت خيام للحمى وقبابُ
سوابحُ في بحر السراب كانها
بغارب امواج السراب حباب
تحنّ إلأى سلعٍ ورامة ٍ
وما دونها في السالفات قراب
إذا خوطبت في ذكر أيامها الألى
ثناها إلى الوجد التليد خطاب
كأن حشاها من وراء ضلوعها
تقاطر منأجفانها وتذاب
وعاتبت الأيام فيما قضت به
وهل نافع منك الفؤاد عتاب
إلأى الشيخ عبد القادر العيس يمَّمت
فتمَّ لها أجر وحق ثواب
وما لسوى آل النبيّ محمّدٍ
تحثّ المطايا أو يناخ ركاب
كأنَّ شعاع النور من حضراتهم
تثق حشا الظلماء فهي حراب
عليها من الأنوار ما يبهر النهى
وينصل فيها للظلام خضاب
يراها بعيني رأسه كل ناظر
وما دونها للناظرين حجاب
فلله قبر ضمّ أشرف راقدٍ
لديه كما ضم الحسام قراب
جناب مريع عظم الله شأنه
فجلّ له قدر وعز جناب
تصاغر كبَّارا الملوك جميعها
بحضرة باز الله فهي ذباب
ويستحقر الجبار إذ ذاكْ نفسه
فيرجو إذا ما راعه ويهاب
قصدناك والعافون أنت ملاذهم
وما قصدوا يوماً علاك وخابوا
تلين الرزايا في حماك وإن قست
وكم لان منها في حماك صلاب
بك اليوم أشياخ كبار تضرعوا
إلأى الله فيما نابهم وأنابوا
على فطرة الإسلام شبت وشيَّبت
مفارقهم سود الخطوب فتابوا
قد استعبرت أجفانهم منك هيبة
ومالت لهم عند الضريح رقاب
يمدون أيدي المستميح من الندى
وما غير إعطاء المرام جواب
تنال بك الآمال وهي بعيدة
وتقضى بك الآمال وهي صعاب
وأنّى لنا يا أيها الشيخ جيئة
إلأى بابك العالي وليس ذهاب
إلى أن ترينا الخطب منفصم العرى
وللأمن من بعد النزوح إياب
وحتى نرى فيما نرى قد تقشعت
غيوم واضمحل ضباب
إلام نعاني غصة ً بعد غصة ٍ
ونرمى بأسهام الأذى ونصاب
أبا صالح قد أفسد الدهر أمرنا
وضاقت علينا في الخطوب رحابُ
وتالله ما ننفكّ نستجلب الرضى
علينا من الأيام وهي غضاب
وتعدو كما تعدو الذئاب صروفها
علينا وأحداث الزمان ذئاب
وإنا لفي دهر تسافل بعدما
أقيم مقام الرأس فيه ذناب
فوا عجباً مما نراه بجيله
وأكثر أحوال الزمان عجاب
يذاد عن الماء النمير ابن حرة
وللنذل فيها مورد وشراب
وتعلو على أعلى الرجال أراذل
وتسطو على ليث العرين كلاب
فلا خير في هذي الحياة فإنها
عقاب وما لا تشتهيه عقاب
حياة لأبناء اللئام وجودها
نعيم وللحر الكريم عذاب
إلأى الله مما نابنا أيّ مشتكى
ولله ما نرمى به ونصاب
إذا ما مضى عنا مصاب أهالنا
دهانا مصاب بعده ومصاب
وأحدثُ أيام تثيبُّ ولم تشبْ
كأن لم يكن قبل المشيب شباب
تشنُّ علينا غارة بعد غارة
فنحن إذاً غنمٌ لها ونهاب
فيا آل بيت الوحي دعوة ضارع
إلأى الله يدعو ربه ويجاب
صلاح ولاة الأمر إن صلاحهم
يعود علينا والفساد خراب
بحيث إذا راموا الإساءة أقلعوا
أو اجتهدوا فيما يَسُرُّ أصابوا
مواردكم للحائمين كأنها
موارد من قطر الغمام عذاب
وهل ينبغي الظمآن من غير فضلكم
وروداً وماء الباخلين سراب
نعفّر منا أوجهاً في صعيدكم
عليهن من صبغ المشيب نقاب
فلا دونكم للقاصدين مقاصد
ولا بعدكم للطالبين طلاب
مفاتيح للجدوى مصابيح للهدى
فأيديكم في العالمين رغاب
بكم يرزق الله العباد وفيكم
تنزَّل من رب السماء كتاب
وأنتم لنا في هذه الدار رحمة
إذا مسّنا فيها أذى ً وعذاب
ومن بعد هذا أنتم شفعاؤنا
إذ كانت الأخرى وقام حساب
لأعتابكم تزجى المطي ضوامراً
وتطوى فلاة قفرة ويباب
إذا كنتم باب الرجاء لطالب
فما سد من دون المطالب باب
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا ليلة ً في آخر الشّهر
يا ليلة ً في آخر الشّهر
رقم القصيدة : 22260
-----------------------------------
يا ليلة ً في آخر الشّهر
قد جئتِ بعد الصَّوم بالفطر
كشف الصباح لنا حوادثها
وتكشّفت عن مضمر الغدر
أصبحتُ منها غير مفتقر
أبداً إلأى حرس على وكر
هجمت عليَّ بحادث جلل
وهجومها من حيث لا أدري
خطبٌ ألمَّ ويا لنازلة ٍ
طلعت عليَّ به مع الفجر
في ليلة ليلاء تحسبها
يوم الفراق وليلة القبر
ما جنّ حتى جنّ طارقه
طرق المبيت بطارق الشر
وأظن أن الشمس ماكسفت
إلاّ لتكشف بعدها ضري
ولقد أقمت مقام ذي سفه
صعبَ المقامُ به على الحر
في منزل أخذوا مساحته
يوماً فما أوفى على شبر
يا مؤجري داراً سرقتُ بها
لا فزتَ بعد اليوم بالأجر
لولا الضرورة كنتَ مرتحلاً
عنها وكنت نزلت في قفر
دامي العيون على أُصَيبيَة ٍ
سوء الحظوظ وأوجه غر
ماعندهم صبر على أمل
يرجونه في العر لليسر
لم يفرحوا بغلائل حمر
من كل مبتهج بكسوته
طرب الشمائل باسم الثغر
ناموا وما انتبهوا لشقوتهم
إلاّ انتباه الخوف والذعر
يتلفَّتون إلى غلائلهم
فدموعهم من فقدها تجري
ضاقت بهم بغداد أجمعها
واليوم ضاق لضيقهم صدري
ونظيرة الخنساءِ مكثرة
بالنوح باكية على صخر
ولقد عجبت لها ويعجبني
أمران ما اتفقا على أمر
أبكي على حظٍّ منيت به
وهي التي تبكي على القدر
هذا وتضحكني مقالتها
كيف البقاء بنا مع الفقر
فكأنما كانت وأين لها
في نعمة موصوفة الخير
فرحوا بزينتهم ولو عقلوا
هل كنت قبل اليوم في سعة
وملابس من سندس خضر
أو ما ذكرت العمر كيف مضى
لا كان ذاك العمر من عمر
إذ تذكرين جلاجلاً سرقت
ولقد نسيت الجوع في شهر
خمص البطون حواني الظهر
صفرٌ يسؤوك ما عرفت بهم
من شؤم وقع حوادث غير
وعددت ألف قضيّة سلفت
تطوى الضلوع بها على الجمر
ما أنكرت منهنّ واحدة
فلطمتها بأنامل عشر
وعذرتها وعذلت عاذلها
والعذل بيَّنَ بَيِّنَ العذر
وقع البلاء فلم يفدْ جزع
فتعلّلاً بعواقب الصبر
بعد الرجاء بموطن خشن
يلقي الكارم بجانب وعر
بَلَدٌ كبارُ ملوكِه بَقَرٌ
صاروا ولاة النهي والأمر
فبات يرعى الفرقدين والسها
لا يفقهون حديث مكرمة
فيهزّهم نظمي ولا نثري
أصبحتُ أشقى بين أظهرهم
فكأنني أصبحت في أسر
حتى يريك النعل في الصدر
وإذا سألتهم بمسألة ٍ
بخلوا ولو بقلامة الظفر
ذهب الذين أنال نائلهم
وأعدّهم من أنفس الذخر
إنْ ساءَني زمنٌ سرِرت بهم
وكفيت فيهم صولة الدهر
ومدحتهم وشكرت نعمتهم
بغرائب الأبيات من شعري
ولئن شكرت بمثلها أحداً
فأبو الجميل أحقّ بالشكر
لم يبق من أهل الجميل سوى
عبد الغني ونيله الوفر
إلاّ تداركني برحمته
إني إذاً وأبي لفي خسر
وترحّلت بي عن مَباركِها
ولاّجة في المهمه القفر
ومبدّد الأموال مهلكها
بالمكرمات لخالد الذكر
قسماً به وجميل مصطنع
من فضله قسماً لذي حجر
لولاه ماعلق الرجاء ولا
عرف الجميل بأهل ذا العصر
ما زال أندى من مجللّة
بالقطر تملي سائر القطر
فانشر ثناءك ما استطعت على
عبق العناصر طيب النشر
مزجت محبته بأنفسنا
مثل امتزاج الماء والخمر
لفضائل شهد العدو بها
ومناقب كالأنجم الزهر
درعٍ يقي من كل نائبة
لا ما يقي من البرد والحر
أمعللَّي بحديثه كرماً
حَدِّثْ ولا حرج عن البحر
وإذا أثابك من مكارمه
فمثوبة في الأجر والفخر
أدعو له ولمن يلوذ به
في العالمين دعاء مضطر
أنْ لا يزال كما أشاهده
كالبدر أو في رفعة البدر

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألاَ إنَّ هذا الفؤادَ اضطرم
ألاَ إنَّ هذا الفؤادَ اضطرم
رقم القصيدة : 22261
-----------------------------------
ألاَ إنَّ هذا الفؤادَ اضطرم
فهلْ من خمودٍ لهذا الضرَّمْ
وفي كلِّ جارحة ٍ لوعة ٌ
تثور وفي كل عضوٍ أَلَمْ
وأيقظ وجديَ برقٌ يلوح
وقد نام عن أعينٍ لم تنمْ
ولما سرى موهناً في الدجى
بكيت له عن جوى ً وابتسم
وباحت دموعي بسرّي المصون
وسرّ الصبابة لا ينكتم
فللّه برق أثار الغرام
ولله دمع جرى وانسجم
صامَمْتُ عن عاذلي في الهوى
وما بي ودين الهوى من صمم
فمن منصفي من غرام ظلوم
ومن منصفي من حَبيب ظَلَم
فلا سلم الصبر من مغرم
إذا ذكر الحي في ذي سَلَم
أعلل نفسي بنيل المنى
وما لي إلي نيلها مقتحم
ومن لي بعزم الجريّ الأبيّ
فلا ينثني عزمه إن عزم
وإنّي على شغفي بالخمول
أروم من الدهر ما لم يُرَم
وقد شَيَّبتني صروف الزمان
وصرف الزمان يشيب اللمم
فما لي أقمت بأرض العراق
ولولا خمولي بها لم أقم
وكنت ترحَّلْتُ عن موطنٍ
إذا كنت في غيره لم أضم
إلى قائد عسكر المسلمين
ومقدامهم في الحروب الدهم
عليّ الرضا مشرفيّ القضا
وغيث العطاء غياث الأمم
قريب النوال مجيب السؤال
منيع المنال رفيع الهمم
جزيل الثواب مجيد الضّراب
شديد العقاب إذا ما انتقم
أذلّ الطغاة وأردى الكماة
وساق الصناديد سوق الغنم
إذا حارب الأُمَم الفاجرين
تصدَّعَ من شعبها ما التأم
سيف مبيد ورأي سديد
وعزم شديد وأنفٍ أشم
حسام الدولة عبد المجيد
مليك الملوك وسيف خذم
يقدّ به الهام ممَّن عَصاه
ويَفَلق في شفريته القمم
وإن هالت الحرب يوم النزال
تصدى ّ لأهوالها واقتحم
وحسبك أنَّ المليك اصطفاه
وولاّه دفع الأهمَّ الأهم
فكان إذا استخون الغادرين
رأى من عليّ وفيّ الذمم
ففي مثل صدق عليّ الرضا
تَبَلَّج صبُحُ الرّضا وابتسم
فقرّبه من علاهُ المليك
فكان المبجَّلَ والمحتشم
وفي عدل هذا المليك العظيم
نجاة الرعية من كلِّ غم
إذا أبْعَدَته ملوك الزمان
تُقَبّلُ منه مكان القدم
به اعتصمت من جميع الخطوب
وفي مثل دولته المعتصم
بصنعٍ أجاد وفضلٍ أعاد
وقرنٍ أباد وأنفٍ رغم
وتلك المواهب بين الملوك
وفيك البداية والمختتم
تلوذ برأفته الخائفون
فتأمن من كلِّ أمرٍ مهم
ومن كان باباً لنيل المراد
فلا شك في بابه المزدحم
مناهله شرعة الواردين
بحيث النوال وحيث الكرم
صوارمه نقمة تتَّقى
وأنظاره نعمة تغتنم
وقد خلق الله كلتيهما
لحتف دنا أو لرزقٍ قسم
أعاد إلى الملك شرخ الشباب
وعهد الشبيبة بعد الهرم
رقاها ببيض الحداد
فما برح الداء حتى انحسم
فأينع في روضها ما ذوى
وشيّد من ركنها ما انهدم
حمى حوزة الدين في صام
إذا صرم الموت فيه انصرم
فتهدي الأنام لسلطانه
بحسن الثناء وطيب الكلم
دعاء لدولته يستجاب
وعهد لخدمته يلتزم
وفيت له يا علي الرضا
وهل ينفع الغادرين الندم
وقمت لدولته قائماً
لكربٍ ألمَّ وخطبٍ هجم
ولله درُّك من صادق
إذا مُيّز الصدق والمتهم
ولاحت خفايا صدور الرجال
وأصبح أمرهم قد علم
ألا لا برحت سرور الوجود
بمن أوجد الخلق بعد العدم
وقد نظم العبد فيك القريض
فصلْ من قبولٍ لها من نظم
يَؤُمُّ جنابَ عليّ الجناب
ومن حقّ حضرته أن تؤم
تلوح معاليه للناظرين
ولا مثلَ نارٍ بأعلى علم
فأنطقَ بالمدح حتى العُجُم
وأسمع بالصيت حتى الأصم
محبَّتُه أُغرزت في القلوب
وشكرانه ساغ في كل فم
لقد شملتنا له نعمة
وقد أوجب الله شكر النعم
فيا ليتني كنت في ظلّهِ
وكنت أكون كبعض الخدم
أفوز بباب عليّ الجناب
فأروي محاسن تلك الشيم
وأنْشِدُه الشعر عن أخرسٍ
يترجم عنه لسان القلم

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رُمينا بأدهى المعضلات النوائب
رُمينا بأدهى المعضلات النوائب
رقم القصيدة : 22262
-----------------------------------
رُمينا بأدهى المعضلات النوائب
وفقدُ الذي نرجو أجلُّ المصائب
وغائب قوم لا يرجّى إيابه
وما غائب تحت التراب بآيب
نؤمِّل في الدنيا حياة ً هنية ً
وما نحن إلاّ عرضة للمصائب
ونَغْتَرُّ في برق المنى وهو خلَّبُ
وهيهات ما في الآل ماءٌ لشارب
نصدّقُ آمالاً محالاً بلوغها
ومن أعجب الأشياء تصديق كاذب
تسالِمُنا الأيام والقصد حَرْبُنا
وما هي إلاّ خدعة من محارب
ونطمع أن تبقى ويبقى نعيمُها
فلم يبق منها غير حسرة خائب
فلا تحسبن الدهر يوفي بعهده
أبي الله أن يرعى ذماراً لصاحب
وإنّ الليالي لا تدوم بحالة
وهل تترك الأحداث كسباً لكاسب
يروقك منها ما يسوؤك أمرها
وإنَّ الردى ما راق من حد قاضب
وجود الفتى نفس الحمام لنفسه
فلولاه لم يسلك سبيل المعاطب
وتسعى به أنفاسه لحمامه
وكم أصبح المطلوب يسعى لطالب
كأنّا من الآجال وهي كواسر
من الأسد الضرغام بين المخالب
ولا يدفع السيفُ المنيَّة والقنا
وتمضي سيوف الله من غير ضارب
وكلٌّ لمطلوب الردى وهو لاعب
كأنَّ المنايا لا تجدُّ بلاعب
فمن لفؤاد راعه فقد إلْفِهِ
فأصبح من أشجان نهب ناهب
وجفن يهلُّ الدمع من عبراته
على طيّب الأعراق وابن الأطايب
على عمر الرماضان ذي الفضل والنهى
أحاطت بي الأحزان من كلِّ جانب
أذَبْتُ عليه يوم مات حشاشتي
وأمسيت في قلبٍ من الحزن ذائب
بكيت وما يجدي الحزينَ بكاؤه
وضاقت علينا الأرض ذات المناكب
فتى ً كان فينا حاضراً كلَّ نكبة
فغاب ولكن ذكره غير غائب
تذكّرني آثاره بفعاله
فأبكي عليها بالدموع السواكب
صبور على البلوى غيور إذا انتخى
جميل السجايا الشمِّ جمّ المناقب
وما زال بالآداب والفضل مفعماً
ولكّنه إّ ذاك صفر المصائب
وقد كان مثل الشهد يحلو وتارة
لكالصلِّ نَفّاثاً سموم العقارب
وكم أخبر التجريب عن كنه حاله
ويَظْهَرُ كَنهُ المرء عند التجارب
لسان كحدّ السيف ماضٍ غرارهُ
وأمضى كلاماً من شفار القواضب
وكم صاغ من تبر القريض جمانة
وأفرغ معناها بأحسن قالب
وزانت قوافيه من الفضل ألإقه
فكانت كأمثال النجوم الثواقب
وأدرك فضلَ الأوَّلين بما أتى
فقصرّ عن إدراكه كلُّ طالب
معانٍ بنظم الشعر كان يرومها
أدقّ إذا فكرت من خصر كاعب
لوى ساعد المجد المنون من الورى
بموت أشمٍّ من لؤي بن غالب
فتى ً كان يصميني الرَّدى في حياته
ولما توفيّ كان أدهى مصائبي
فتى ً ظلت أبكي منه حيّاً وميّتاً
أصبتُ على الحالين منه بصائب
رَعَيْتُ له من صحبة كلَّ واجب
ولو ان حيّاً ما رعى بعض واجبي
سقى الله قبراً مزنة الحيا
وبُلّغَ في الجنّات أعلى المراتب
ولا زال ذاك القبر ما ذرَّ شارق
تجودَ عليه ذاريات السحائب
ألا يا شهاب الدين صبراً على الأسى
وليس يهون الصعب عند الصعائب
نعزيك بالقربى على كل حالة
وفي عزّ ربّ المجد عزّ الأقارب
فإنك أرعى من عليها مودة
وإنك أوفى ذمة ً للمصاحب
وإنكَّ ممن يهتدي بعلومه
كما يهتدي الساري بضوء الكواكب
عن البحر عن كفيك نروي عجائباً
ولا حَرَجٌ فالبحر مأوى العجائب
إذا كنتَ موجوداً فكليّ مطامع
ونيل الثريا من أقلِّ مآربي

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه
يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه
رقم القصيدة : 22263
-----------------------------------
يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه
ويا من هدى هاه العباد
يا ابن بنت الرسول يا ابن عليٍّ
حيّ هذا النادي وهذا المنادى
قد أتينا بثوب جدّك نسعى
وأتيناك سيّدي وفّادا
فأتينا راجلين احتراماً
واحتشاماً وهيبة وانقياد
نتهادى به إليك جميعاً
وبه كانت المطايا تهادى
راميات سهم النوى عن قسيٍّ
قاطعات دكادكاً ووهادا
طالبات موسى بن جعفر فيه
وكذا القدوة الإمام الجواد
من نبيٍّ قد شَرَّف العرشَ لمّا
أن ترقّى باللَّه سَبعاً شدادا
شرف في ثياب قبر نبيّ
عَطَّرتْ في ورودها بغدادا
ومزايا الفخار أورثتموها
شرف الجد يورث الأولادا
أنتم علَّة ُ الوجود وفيكم
قد عرفنا التكوين والإيجادا
ما ركنتم إلى نفائس دنيا
ولقد كنتم بها أفرادا
وانتقلتم منها وأنتم أناس
ما اتخذتم إلاّ رضا الله زادا
ولقد قمتمُ الليالي قياماً
واكتحلتم من القيام السهادا
إن يكونوا كما أذاعوا فمن ذا
مهّد الأرض سطوة والبلادا
ومحا الشرك بالمواضي غزاة ً
وسطا سطوة الأسوة جهاداً
حيث إنّ الإله يرضى بهذا
بل بهذا من القديم أرادا
فجزيتم عن أجركم بنعيم
تتوالى الأرواح والأجسادا
وابتغيتم رضا الإلsه ولا ز
لتمُ بعزٍّ يصاحب الآبادا
أنتم يا بني البتول أناسٌ
قد صعدتم بالفجر سبعاً شدادا
آل بيت النبيّ والسادة الطُّـ
ـهْرِ رجال لم يبرحوا أمجادا
فَضَلوا بالفضائل الخلق طرّاً
مثلما تفضلُ الظبا الأغمادا
ليس يحصي عليهم المدح منّي
ولو أنّ البحار صارت مدادا
أنتم الذخر يوم حشر ونشر
ومعاذاً إذا رأينا المعادا
كاظم الغيظ سالم الصدر عافٍ
وما هوى قطّ صدره الأحقادا
قد وقفنا لدى علاك وألـ
ـقينا إلى بابك الرفيع القيادا
مع أنَّ الذنوب قد أوثقتنا
نرتجي الوعد نختشي الإيعادا
ومددنا إلأيك أيدي محتاج
يرجّي بفضلك الأمدادا
وبكينا من الخشوع بدمع
هو طوراً وطوراً فرادى
قد وَفَدنا آل النبيَّ عليكم
زوّدونا من رفدكم إرفادا
بسواد الذنوب جئنا لنمحو
ببياض الغفران هذا السوادا
وطلبنا عفو المهيمن عنّا
وأغظنا الأعداء والإلحادا
موطن تنزل الملائك فيه
ومقام يَسُرُّ هذا الفؤادا
أيُّها الطاهر الزكيّ أغثنا
وأنِلْنا الإسعاف والإسعادا
و عليٌّ أباك يا ابن عليّ
كي ينال المنى بكم والمرادا
مستزيداً بفضلكم حيث كنتم
منهلاً ما استزيد إلاّ وزادا
فعليك السلام يا خبرة الخلق
سلامٌ يبقى ويأبى النفاذا
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أهاجها حادي المطي فمالَها
أهاجها حادي المطي فمالَها
رقم القصيدة : 22264
-----------------------------------
أهاجها حادي المطي فمالَها
ولم يهَجْ لمّا حدا أمثالَها
فهل عرفت يا هذيمُ ما بها
وما الَّذي أورثها بلبالها
غنّى لها برامة ٍ والمنحنى
وبالديار ذاكراً أطلالها
وما درى أيَّ جوى ً أثاره
وعبرة بذكره أسالها
ذكّرها مناخها برامة
فكان ذكر رامة خيالها
ذكرها مراعياً من شيحها
ووردها من مائها زلالها
ذاقت نميراً في العُذَيب ماءَه
وقد أُذِيقَتْ بعده وبالَها
لو كان غير وجدها عقالها
بدار ميٍّ أطلقت عقالها
تسألأ عن أحبابها دوارساً
من الرسوم لم تجب سؤالها
وكلّما عاد لها عيد الهوى
هيَّج منها عيده بلبالها
تاللَّه تنفك وقد تظنّها
لما بها من الضنَّى خيالها
حريصة على لقاء أوجُهٍ
غالى بها صرف النوى واغتالها
هي الظعون قوَّضت خيامها
وأزعجت يوم النرى جمالها
وأوقدت في قلب كل مغرمٍ
نيران وجد تضرم اشتعالها
وقاطعتنا بالنوى موصلاً
لو أنصفت ما قطعت وصالها
وعن يمين الجزع شرقيّ الحمى
متى أراني ناشقاً شمالها
بيوت حيّ أحكموا ضيوفها
وحذَّروا عدوها نزالها
وللمغزال دونها ملاعب
لو اقتنصت مرة غزالها
وقد رمتني عينها نبالها
فما وقتني أدرُعي نبالها
إنّي لأهوى مجتنى معسولها
وأختشي من قدّها عسّالها
تلك ربوع كنت في رباعها
طوع هواها عاصياً عذالها
فياسَقتَ تلك الربوع ديمة ٌ
تصبُّ من صوب الحيا سجالها
ساحبة على الحمى سحابها
تجر في دياره أذيالها
قد قطبت وبشرت
من شام بالغيث العميم خالها
من مثقلات المزن ما إن جلجلت
بالرعد إلاّ وضعت أثقالها
شاكرة آثارها منها لها
إدبارها بالريّ أو إقبالها
وربّ ليلٍ أطبقت ظلماؤه
بحيث لا يهدي امرؤ خلالها
قلقلت في الموقرات في السرى
ولست أنفكّ ولي مآرب
أرجو إذا أرفعت أن أنالها
تحملني لابن النبيّ ناقة
إنْ بلغته بلغت آمالها
فإنّ إبراهيم حيث يمَمَّتْ
كان مناها إن يكن مآلها
نفسٌ له زكيّة ٌ عارفة
بالغة بدركها كمالها
وتستمدّ العارفون فيضها
وترتجيها جاهها ومالها
لو لم في الأرض من أمثاله
زلزلت الأرض إذاً زلزالها
إذا دعا الله لكشف حادث
أهالها أمنَّها أحوالها
هو الشفاء لعضال أمَّة
واتخذته المسلون إنْ دعت
ضراعها لله وابتهالها
من النجوم المشرقات بالهدى
المدحضات بالهدى ضلالها
ما برحوا في الأرض بين خلقه
أقطابها الأنجاب أو إبدالها
إذا دعوا إلى الجميل أسرعوا
ولن ترى لغيره استعجالها
واقتحموها عقبات أزمة
إلأى على ً توقَّلوا جبالها
هم الغيوث ابتدروا نوالها
هم الليوث ابتدروا نزالها
قائلة فاعلة بقولها
سابقة أفعالها أقوالها
إن قربت من الأعادي قرَّبت
إلأى الهدى همتهم آجالها
هم الذين ذلّلوا صعابها
هم الذين دوّخوا أقيالها
وحرَّموا من ربهم حرامَها
وحَلَّلوا بأمره جلالها
بحر من العلم طمى خضمه
سل ما تشاء عن عويص مشكل
فإنَّه لموضح إشكالها
أين الأعادي من علوِّ قدره
إنّ طاولته في المعالي طالها
لو رام أعلى بُغية ٍ يرومها
ولو غدت مثل النجوم نالها
تسكرنا عذوبة من لفظه
إذا أدار لفظه جريالها
له التصانيف الّتي كأنّها
تروي بحسن صبّها جمالها
رقّت حواشيها فلو قرأتها
عَلى الغصون مرة ً آمالها
مثل السماء بالسناء والسنا
قد طلعت خلاله خلالها
كم حجة أوردها قاطعة
وحكمة في كلمات قالها
خذها إليك سيّدي مقطوعة
واجعل رضاك سيّدي إيصالها

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هَل عَرَفْت الديار من آل نُعمى
هَل عَرَفْت الديار من آل نُعمى
رقم القصيدة : 22265
-----------------------------------
هَل عَرَفْت الديار من آل نُعمى
ومحلاً عفى لبين ألمّا
تنكر العين بعد معرفة ٍ منـ
ها طلولا كأنّما كنَّ رقما
فسقى الأرسم الدوارسَ دمعٌ
لم يغادر من أرسُم الدار رسما
قد ذكرنا بها العصور الخوالي
عهد هندٍ ودار سعدى وسَلمى
ووقوفي على المنازل ممّا
خضب الطرف بالنجيع وأدمى
وأذاعت سرَّ الهوى عبراتٌ
هي لا تستطيع للحب كتما
يوم هاجت بالإدكار قلوباً
أصبحت من صوارم البين كلمى
أين أيامنا وتلك التصابي
صرمتها أيدي الحوادث صرما
يا ابن ودّي إنّ المودة عندي
أن أرمى بما أنت ترمى
أفتروى وما تبلّ غيلاً
مهج يا هذيم بالوجد تظما
سلبت صحَّتي مراض جفون
ماكستني إلاّ غراماً وسقما
حكمت بالهوى على دنف القـ
لب وأمضيت على الميتم حكما
وبنفسي عدل القوام ظلوم
مااتّقى اللهف دم طلَّ ظلما
لا تلمني على هواه فلا أسـ
ـمع عَذلاً ولا أعي منك لوما
ظغن الظاعنون فاستمطر الـ
دمع فؤادي سحّاً عليهم وسجما
أعِدُ النفس منهم بالأماني
وأعدُّ الأيام يوماً فيوما
أنصِفونا من هجركم بوصول
أنا راضٍ منكم بحتّى ولمّا
وهبوا النوم أن يمرّ بجفني
فلعلّ الخيال يطرق نوما
رب ليل قطعته بمليح
أشْهَدَ البدر من محيّاه تمّا
وإذا وسوست شياطين هم
رجمتها شهب المدامة رجما
فكأنَّ الهلالَ نصفُ سوارٍ
والثريا كانها قرط أسما
بِتَّ حتى انبلج الصبح منه
أرشف الراح من مراشف ألمى
ذاك عيش مضى ولهو تقضّى
أبدل الجهل بالتصرم حلما
ذقت طعم الحياة حلواً ومراً
وبلوت الزمان حرباً وسلما
وتحنكت بالتجارب حتى
كشفت لي عن كلِّ امرٍ معمّى
قد تقلَّبُ في البلاد طويلاً
وقتلت الخطوب عزماً وحزما
لم يطش لي سهم إذا أنا سـ
دَّدتُ إلأى غابة المطالب سهما
لي بآل النّبي كلّ قصيدٍ
أسمعت بالفخار حتى الأصمّا
حجج تفحم المجادل فيها
وتردّ الحسّاد صمّاً وبكما
وإذا عاند المعاند يوماً
أرغمت أنفَ من يعاند رغماً
سرّني في الأشراف نجل عليّ
وهو عبد الرحمن فضلاً وفهما
علويٌّ يريك وجهاً حييّاً
وفؤاداً شهماً وأنفاً أشما
ناشئ بالتقى على صهوات الـ
ـخيل عزّاً وفي المدارس علما
طائع خاشع تقيٌّ نقيٌّ
ينقضي دهره صلاة وصوما
بأبي الناسك الأبيَّ فلا يحـ
مل وزراً ولا يُحَمَّل ضيما
كم رمى فكره دقيق المعاني
فأصاب المرمى البعيد وأصمى
لا ترى في الإنجاب أثقب زنداً
منه في صحبه وأبعد مرمى
عنصر طيب وأصل كريم
وجميل قد خصّ منهم وعمّا
سادة أشرف الأنام نجاراً
ثم أذكى أباً وأطهر أمّا
شرَّف الله ذاتهم واجتباهم
واصطفاهم على البرّية قوما
لا يزالون يرفعون بيوتاً
للمعالي لا تقبل الدهر هدما
ستخفّ الجبالَ منهم حلومٌ
طالما استنزلت من الشمّ عصما
وإذا اعتلت العلاء بداءٍ
حسموا داءها على الفور حسما
وعلى سائر البرية فضلاً
سال سيل النوال منهم فطمَّا
قسموا العمر للعبادة قسماً
منذ عاشوا وللمكارم قسما
شربوا خمرة المحبّة في الله
وفضّوا عنها من المسك ختما
وسرت من وجودهم نفحات
كنّ روح الوجود إن كان جسما
تنجلي فيهم الكروب إذا ما
لُحْنَ غُبراً أنّى يَلُحْنَ وَقُتْما
ما تجلّت وجوههم قط إلاّ
وجَلَت ليل خطبها المدلهمّا
هِمَمٌ في بني النبيّ كفتنا
من جميع الأمور ما قد أهمّا
يا ابن من لا تشير إلاّ إليه
أنمل العزّ إن أشار وأومى
يا عليّ الجناب وابن عليّ
طابق الإسم بالصفات المسمى
رضي الله عنكم من أناسٍ
شيّدوا للعلى مناراً وإسما
أوجبت مدحكم عليَّ أيادٍ
في زمان من حقّه أنْ يذمّا
أبتغي الفوز بالثناء عليكم
وأراه فيما أحاول غنما
حيث أمحو وِزراً وأثبت أجراً
فائزاً بالمنى وأمحق إثما
والقوافي لولا جزيل عطاياك
شكتنا بفقدها الأهل يتما
قد تحلّت بكم فكنتم حلاها
وحلت في الأذواق نثراً ونظما
وإليكم غرّ المناقب تعزى
وإليكم جلّ المكارم تنمى
مااستطاع الإنكار منهنّ شيئاً
حاسدٌ عن محاسن الصبح أعمى
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> فخار الملوك بأعوانها
فخار الملوك بأعوانها
رقم القصيدة : 22266
-----------------------------------
فخار الملوك بأعوانها
وخير البلاد بعمرانها
وما ثبّت الله من دولة
بغير عدالة سلطانها
ألست ترى دولة المسلمين
وما كان من آل عثمانها
وما رفع الله من قدرها
وما عظّم الله من شأها
وما بلغت فيه من قوة
تضاف لقوة إيمانها
فدان الأنامُ إلى حكمها
ولا حكم إلاّ بقرآنها
فكان الفتوح على عهدها
وسعد البلاد بأزمانها
فيا لك من دولة أسِّت
قواعد أركان بنيانها
فذلّل منها صعاب الأمور
وأبطل سائر أديانها
وما جاءنا سيّد المرسلين
وقام الدليل ببرهانها
إلى عهد أيام عبد العزيز
مجدّد أحكام إتقانها
أميرٌ عليها رؤوف بها
وأهدى السيوف لأجفانها
فنعم الرجال ونعم الكمال
بأفكارها وبأذهانها
فلم تر يوماً كآرائها
ولا للحروب كشجعانها
صناديد أبطالها في الوغى
وأبطال أقيال فرسانها
وقد صدقته بما عاهدت
عليه العلى جهد إيمانها
ومن نعمة شكرت للمليك
وقد أوجبت حق شكرانها
أحال العراق إلى نامقٍ
ليصلح ما شان من شانها
فذلّل منها الأمور
وقاد المعالي بأرسانها
إذا افتخرت دولة بالرجال
وباهت محاسن أقرانها
فمن فخر دولتنا نامق
بحسن المزايا وإحسانها
وما زال نائله مَنْهلاً
لصادي الحشاشة ظمآنها
أباد الطغاة وأفنى العصاة
ودمّرها بعد عصيانها
وألبس تاج الفخار
وقرّب أشراف قطانها
فكانت إليه أحبَّ الديار
وحبّ الديار لسكانها
ومكّنه الله مِن عِزَّة ٍ
من الأمن غاية إمكانها
فلاحت عليه سطور الهنا
قرأنا السرور بعنوانها
وكم فتنة أوقدت قبله
فكان الخمود لنيرانها
أحلّ رعيته في أمان
أقرّ الجميع بأوطانها
وكلٌّ له منه ما يستحق
بوزن الرجال ورجحانها
لدولته صارم باتر
يبت الخطوب بإيمانها
وحزب من الله في عونها
وذلك أكبر أعوانها
ومنذ تولى أمور العراق
وكفَّ يَدَيْ ظلم عدوانها
وألبَس بغداد تاج الفخار
وكان جلاءً لأحزانها
وفي البصرة الآن سعد السعود
يلوح لها من سليمانها
حريص على جلب أعيانها
محَّبته مُزِجَت بالقلوب
مزاج النفوس بجثمانها
وإنَّ البلاغة حيث انتمت
إليه قلائد عقيانها
وتعرف من لفظه حكمة ً
تفسِّرُ حكمة لقمانها
عقول الرجال بأقلامها
وفضل العقول بعرفانها
كأنَّ ترسُّله خمرة ٌ
تطوف النوادر في حانها
ويبعث إملاؤه نشوة ً
فيهدي السرور لنشوانها
وإنَّ القوافي لدى فضله
تباع بأنفس أثمانها
فمن ثمَّ يقطف نوارها
ويجني أزاهير بستانها
وفي البصرة الفصل في حكمه
لعهد المسرة إبانها
ولما أراد بها أنْ تكون
كروح الجنان وريحانها
تسبّب في حفر أنهارها
ومنع خبائث جيرانها
وعادت هنالك ماءً طهوراً
وعذباً فراتاً لعطشانها
وكانت لعمرك فيما مضى
تشاب بأقذار أدرانها
عسى أنْ تكون لسلطانها
مليك الملوك وخاقانها
إليها برأفته لفتة
بسد المياه وطغيانها
فحينئذ لم نجد آفة ً
بدفع مضرة طوفانها

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> فؤاد كطرفك أمسى عليلا
فؤاد كطرفك أمسى عليلا
رقم القصيدة : 22267
-----------------------------------
فؤاد كطرفك أمسى عليلا
وجسمٌ كخصرك يشكو النحولا
وأضناه حبُّكِ حتّى اغتدى
كما تبصرين ضعيفاً نحيلا
فريقاً به إنّه في هواك
على حالة في الهوى لن تحولا
يبيت بطرفٍ كثير السهاد
فلم يذق الغمض إلاّ قليلا
وشوّقه البرق جنح الدجى
وندب الحمامة ليلاً هديلا
فأصبح يشكو حريق الفؤاد
ويقذف من مقلتيه سيولا
وتسكرني نسمات الشمال
فأغدو كأني سُقيت الشمولا
وكم شرب الصب من عبرة
بذكر الأحبّة دهراً طويلا
فما بلَّ فيها غليل الحشا
وكيف تبلّ الدموع الغليلا
قتلتم أحبتنا المستهام
وكم راح مثل المعنّى قتيلا
ورَّوضتمو روض هذا الهوى
وربع التصبّر أمسى محيلا
ولما أخذتم بترحالكم
أخذتم فؤادي أخذاً وبيلا
غداة استقلَّت حُداة الظعون
تجوب المهامة ميلاً فميلا
فهلاّ بعثتم إلينا النسيمَ
فكان النسيمُ إلينا رسولا
بَخِلْتُم بطيف يزور المحبّ
وما كنت أعهد فيكم بخيلا
سددتم سبيل خيال الكرى
فما وجد الطيف نحوي سبيلا
قفا يا خليلي دون الغوير
ولا يتركنّ الخليل الخليلا
لنقضي حقوق ديار عفت
ونبكي الديار فنسقي الطلولا
وكانت بروجاً لتلك البدور
فيا ليتها لم تلاق الأفولا
فيا دارنا عداك الحيا
وجرّت عليك الغوادي ذيولا
لعينيك قد ذلّ أختَ المها
فهان وكان عزيزاً جليلا
إلى كم أداري وأرضي الوشاة
وأسمعُ في الحب قالاً وقيلا
لقد لامني في هواك العذول
وألقى على السمع قولاً ثقيلا
فضلَّ العذول ضلالاً بعيداً
وحاول أمراً غدا مستحيلا
إذا المرء ضلّ سبيل الغنى
فأنوار عثمان تهدي السبيلا
إلى بذل نائله المستفاد
نؤم إلأيه قبيلاً قبيلا
متى أنكرت فضله الحاسدون
أقامت عليه المعالي دليلا
وإن حلّ نائله موطناً
ينادي الهنا بالعناء الرحيلا
سريع الإجابة سؤاله
وما زال في كل خير عجولا
نما فرعهُ إذ زكا أصله
فطاب فروعاً وطاب أصولا
وفيه نمت روضة المكرمات
ولم ير عود الأماني ذبولا
وقد رفع الفضل بعد الخمول
فلا شهد الفضل فيه الخمولا
وجدّ فنال بما قد سعى
مقاماً عليّاً ومجداً أثيلا
ولِم لا ينال العلى ماجد
يمدّ إلى المجد باعاً طويلا
ولما استظّل به الخائفون
رأوه لذلك ظلاً ظليلا
أخو البأس يمنع صرف الزمان
ويعطي المقلّ عطاءً جزيلا
يُنيل وإن لامه اللائمون
ومن يمنع الغيث أن لا ينيلا
تعشَّقْتُ علويَّ فضل العلوم
فما تبتغي بالمعالي بديلا
لقد جئت في معجزات الكمال
وها أنت تعبي بهن الفحولا
وحيّرت فيها فهوم الرجال
فأبهتَّ فيما أتيت العقولا
عزائمك الكاشفات الكروب
تكاد الجبال بها أن تزولا
ولله من هممٍ في علاك
تعيد الحزون سريعاً سهولا
فلو رمت قلع الرواسي بها
أعدت الرواسي كثيباً مهيلا
وأفنت يمينك جمع الحطام
لكي تستحق الثناء الجميلا
وأبقيت في الدهر ذكراً حميداً
تذاكره الناس جيلاً فجيلا
بخطك صيّرت طرف العلى
كحيلاً وخدّ الأماني أسيلا
أتى بقوافٍ إليك العُبَيْدُ
تجول بمدحك عرضاً وطولا
أجزني عليها الرضا بالقبول
فأقصى المنى أن أنال القبولا
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> طرفٌ يراعي النَّجم وهو مؤرَّقُ
طرفٌ يراعي النَّجم وهو مؤرَّقُ
رقم القصيدة : 22268
-----------------------------------
طرفٌ يراعي النَّجم وهو مؤرَّقُ
وجوى ً تكاد به الجوانح تُحْرَقُ
ومع الذين أودهم لي في الدجى
عتب برقّ وعبرة تترقرق
إني لأذكرهم على شحط النوى
فتظلّ عيني بالمدامع تشرق
يا سعد قد ألف السهاد متيّمُ
دامي الحشاشة مستهام شيّق
ماذا تقول وكيف ظنّك بالكرى
أيراجع الأجفان وهو مطلَّق
أمْ هل يعود لنا الزمان بما مضى
من لهوه والعود غض مورق
أيام ترفل بالشباب وعيشنا
فيما تسرّ به النفوس منمق
واهاً لعيشك بين أكناف الحمى
وأحبّة بالجزع لم يتفرقوا
في منزل نشأت به زهر الرّيا
وسقاه ريقته السحاب المغدق
والروق تطربنا بسجع لحونها
والبان يرقص تارة ويصفّق
أمّا خمائله وأيّ خمائل
فالسندسُ المخضرُّ والإستبرق
كشف الربيع لنا مخايل وجهه
فيها وطاب صبوحنا والمغبق
فرياضنا زهر النجوم وكأسنا
يسعى بها ساقٍ أغنُّ مقرطق
برزت بنوّار الشقيق فلم يزل
بدر الدجنة عندها يتشقق
فكأنَّ كأس الراح برق لامع
وكأنَّ جنح الليل غيم مطبق
ومهفهف الأعطاف تحسب أنّه
قمر بدرُيّ النجوم ممنطق
يرنو إليك بمقلة سحّارة
تهوى ملاحتها القلوب وتشفق
أرأيت ما فعلت نواظر شادن
لم يلتفت لدم يطل ويهرق
يا أيها الرشأ الذي ألحاظه
ترمي بأسهمها القلوب وترشق
قلبي أسيرٌ في هواك معذب
فأنا المقيّد في هواك المطلق
ولقد أرقْت لك الدموع بأسرها
شوقاً فما لك لا ترقّ وترفق
هلاّ رجعت إلى وصال متيّم
شبّ الغرام وشاب فيه المفرق
فامنن عليَّ بقبلة تسخو بها
كرماً كما يتصدق المتصدق
هيهات فاتت بعد فائتة الصبا
لذاتنا اللاتي لها أتشوق
ذهبت ولم تذهب عليها حسرة
في كل يوم تستجّد وتخلق
وعفت منازل للهوى ومعالم
كان الزمان بها عليه رونق
أعِدِ الحديث عن الديار وقل لنا
بأبيك ما فعل الحمى والأبرق
لا جاز أرضك يا منازل مرعد
من عارض يسقي ثراك ومبرق
واعشوشبت منك البقاع وأينعت
منك الأزاهير التي تتأنّق
أنّى تغيّرت البلاد وأهلها
وأتى عليها الدهر وهو مفرق
وتبدلت تلك الوجوه بغيرها
غربت بدور ما هنالك تشرق
نعم الذين شقيت من أدبي بهم
فيما لقيت فما نعمت ولا شقوا
هذي هي الدنيا كما تريانها
حرم اللبيب بها وفاز الأحمق
فصبرت فيها والخطوب متاحة
لا ضاجر منها ولا أنا مشفق
حتى رأيت النائبات تقول لي
عجباً لصبرك كيف لا يتمرق
ومذ امتدحت أبا الجميل فلا يدي
صفر ولا أنا من نداه مملّق
حملت مناقبه الرواة بأسرها
فمغرّب بثنائه ومشرّق
من مبلغ الشعراء عنّي أنني
في الجدّ شاعره المجيد المفلق
وسواي في الشعراء عن ممدحه
راوٍ بمثل حديثه لا يوثق
غرّدت فيه مطوَّقاً بجميله
إنّ الحمام كما علمت مطوق
أنبأت عنه وكنت أصدق لهجة
ويسرّني أني أقول فأصدق
نبأٌ عن المجد الأثيل ومنبىء ٌ
تصغي له أُذُنُ الزمان فيطرق
لو بارز الليل البهيم أعانه
من صبح غرّته عليه فيلق
يسطو على الأرزاء سطوة ضيغم
إحدى براثنه السنان الأزرق
متصرف في البأس حيث وجدته
ما زال يفتق ما يشاء ويرتق
ويروق عند لقائه وعطائه
غيث يصوب وبارق يتألق
فكأنما العافون منه بروضة
أنهارها من كفّه تتدفق
فانظر إلى الأحرار وهي عبيده
بالبر إلاّ أنها لا تُعتَق
خلق الجميل بذاته لوجوده
خلقاً وها هو في سواه تَخَلُّقُ
كرم على عسر الزمان ويسره
لا يستقر المال حتى ينفق
ولقد كفاني الله فيه عصابة
لا أرتجيهم أبرقوا أم أرعدوا
والله يعلم أنَّ قدرك فوقهم
وعلاك في جوّ السماء محلّقُ
يا لابساً بُرْدَ الأبوّة والعلى
أرج الثناء بطيّ بردك يعبق
فلكم يضوع مكارماً ومفاخراً
يحيا بطيب أريجه المستنشق
لم تبصر العينان مثلك لاحقاً
للأولين وسابقاً لا يُلحق
أحييتَ مجداً رمّ بعد فنائه
فالمجد حيٌّ في حياتك يرزق
تفديك مما تشتكيه من الأذى
خلقٌ وددَت لو أنهم لم يخلقوا
وُفّقت للفعل الجميل وصنعه
إنّ الموفّق للجميل موفَّق
فسعى إلى جدواك كلُّ مؤمّلٍ
باب المواهب دونه لا يغلق
تملي عليك الشكر ألسِنة ٌ لها
يحلو لها لفظ ويعذب منطق

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أهاج الجوى برقاً أغارَ وأنجدا
أهاج الجوى برقاً أغارَ وأنجدا
رقم القصيدة : 22269
-----------------------------------
أهاج الجوى برقاً أغارَ وأنجدا
أرقت عليه الدمع مثنى ً وموحدا
وبت وفي قلبي لهيبٌ كنارهِ
تضرّمَ في جنح الدجى وتوقّدا
تذود الكرى عن مقلتي عبراتها
فتشرق فيها العين والقلب في صدى
فكيف وكم لي زفرة بعد زفرة
تصيّر مني فضة الدمع عسجدا
أحاول من سلمى زيارة طيفها
وأنى يزور الطيف جفناً مسهدا
وما أطولَ الليلَ الذي لم تصل به
كأنْ جعلت ليل المتيم سرمدا
إلامَ أداري لوعتي غير صابر
وتمنعني يا وجدُ أنْ أتجلدا
أما آن للنار الّتي في جوانحي
من الوجد يوماً أن تَقَرَّ وتخمدا
ولو كان غير الوجد يقدح زنده
بأحشاي من تذكار ظمياء أصلدا
وما هو إلاّ من سنا بارق بدا
أقام له هذا الفؤاد وأقعدا
يذكرني تبسام سُعدى فلم أجد
على الوجد إلاّ مدمع العين مسعدا
وأيامنا الّلاتي مَرَرْنَ حوالياً
بعقد اجتماع الشمل حتى تبددا
وللَّه هاتيك المواقيت إنّها
مضت طرباً فالعمر من بعدها سدى
وردنا بها ماءَ المودّة صافياً
وكنّا رعينا العيش إذ ذاك ارغدا
شربنا نمير الماء عن ثغر العس
غداة اجتنينا الورد من خدّ أغيدا
وما كان عهدُ الخَيف إلاّ صباية ً
فيا جاده عهد المواطر بالجدا
وصبّت عليه الغاديات ذنوبها
وأبرق فيها حيث شاء وأرعدا
وساق إلى تلك المنازل باللوى
من المزن ما ليست تميل إلى الحدا
تجعجع مثل الفحل هاج وكلّما
أُرِيع بضرب السَّوْط أرغى وأزبدا
فحيّى رسوم الدار وهي دوارس
إلى أن تراها العين مخضلّة الندى
على الدار أنْ تستوقف الركب ساعة
بها وعلى الأحزان أن تتجددا
وليل كأنّ الشهب في أخرياته
تمزق جلباباً من الليل أسودا
أنال وأولاك الجميل وأرفدا
تذرّ به مقلة النجم إثمدا
هصرت به غضباً من البان يانعاً
وقلت لذات الخال روحي لك الفدا
يلين إلى حلو الشمائل جانبي
على أنّني ما زلت في الخطب جلمدا
تقلد أجياد الكرام قلائدي
وتكسو لئيم القوم خزياً مؤبدا
وإنّي متى ما شئت أن أنل الغنى
وأبلغ آمالي مدحت محمدا
فتى من قيش لم تجد ما يسره
سوى أنْ تراه باسطاً للندى يدا
تودّد بالحسنى إلى كلِّ آمل
وشأن كرمِ النفس أن يتودّدا
إذا جئته مسترفداً نيل بره
أنال وأولادك الجميل وأرفدا
فلو أنّني خيرّت بالجود موردا
لما اخترت إلاّ جود كفَّيْه موردا
وما كان قطر المزن يوماً على الظما
بأمرا نميراً من نداه وأبردا
وما زال يسعى سعي آبائه الألى
مفاتيح للجدوى مصابيح للهدى
فأضحى بحمد الله لمّا اقتدى بهم
لمن شمل الدين الحنيفي مقتدى
وما كان إلاّ مثل ماصار بعدما
وما ضرَّ قدرَ العضب إنْ كان مُغْمَدا
وهب أنَّ هذا البدر يحيكه بالسنا
فمن أين يحكيه نجاراً ومحتِدا
تنقّل في أوج المعالي منازلاً
وشاهد في كلٍّ من الأمر مشهدا
فما اختار إلاّ منزل العزّ منزلاً
ولا اختار إلاّ مقعد المجد مقعدا
له الله مسعود الجناب مؤيداً
زجرت إليه طائر اليمن أسعدا
يساعدني فيما أروم بلوغه
إذا لم يكن لي ساعد الدهر مسعدا
وجرّدت منه المشرفيَّ ولم يزل
على عاتق الأيام عضباً مجرداً
فتى هاشم قد ساجد بالجود والندى
فيا سيّداً لا زال بالفضل سيّدا
لك الهمة العلياء في كلِّ مطلب
فلو كنت سيفاً كنت سيفاً مهنّدا
أبى اللَّه إلاّ أنْ تُسرَّ بك العلى
وتحظى بها حتى تغيظ بها العدى
بلغت الأماني عارفاً بحقوقها
فأرغمت آنافاً وأكبتَّ حسُدَّا
وصيّرتني بالرقّ فيما أنلتني
وقد تصبح الأحرار بالفضل أعبدا
فما راح من والاك إلاّ منعّماً
ولا عاش من عاداك إلاّ منكدا
وهذا لساني مطلق لك بالثنا
عليك وفي نعماك أمسى مقيدا
يصوغ لك المدح الذي طاب نشره
يخلّد فيك الذكر فيمن تخلّدا
فمن ثمَّ أقلامي إذا ما ذكرتها
تخرّ له في صفحة الطرس سجدا
مناقب إحسانٍ حسانٌ ضوامنٌ
لعلياك أنْ تثني عليك وتحمدا
فدتك الأعادي من كريم مهذّبٍ
غزارٍ أياديه وقلَّ لك الفدا
نُصِرْتُ على خصمي به ولطالما
خذلت به خصمي علاءً وسؤددا
وأرغمتُ أنف الحاسدين بمجده
فلا زال في المجد العزيزَ الممجدا
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بارق الشام إلى الكرخ سرى
بارق الشام إلى الكرخ سرى
رقم القصيدة : 22270
-----------------------------------
بارق الشام إلى الكرخ سرى
فروى عن أهل نجد خبرا
وبنا هبّت له بارقة
أضرمت بالريّ منها شررا
وإلى الله فؤادي كلّما اسـ
ـتعرت نار الطلول استعرا
غنّ لي يا حادي العيس ولا
تهمل السير فقد طال السرى
وأعِدْ أخبار نجد إنّها
تجبر القلب إذا ماانكسرا
آه كم من ليلة طالت وقد
ذكروا نجداً وهمٍّ قصرا
كيف لا أعشق أرضاً أهلها
شملت ألطافهم كلَّ الورى
قل بهم ما شئت واذكر فضلهم
إنّ كل الصيد في جوف الفرا
كَرُموا أصلاً وطابوا مغرساً
وَعَلَوْا قدراً وجادوا عنصرا
إنْ ترَ منهم فتى ً ظنيت في
ذاته كل الكمال انحصرا
قسماً بالزُّهر من أجدادهم
من به طاب ثرى أم القرى
مدحهم ذخري وديني حبُّهم
يا ترى هل يقبلون يا ترى
يشهد الله بأني عبدهم
تحت بيع إن أرادوا وشرا
وإذا انجرت أحاديثُهُم
لا تسل عن مقلتي عما جرى
وهبوا عيني الكرى واحسرتا
ودلالاً أحرموا جفني الكرى
وتراني حينما قد نفروا
ألفت عيني البكا والسهرا
شرفوا الأرض ومن هذا نرى
منهمُ في كلِّ حيٍّ أثرا
كأبي القدر المعلى والهدى
والندى والعلم مرفوع الذُّرا
بضعة السادات من أهل العبا
كوكب الإشراق تاج الأمرا
وارث القطب الرفاعيّ الذي
صيته أملى الملا واشتهرا
علمُ الأشياخ سلطان الحمى
غوث أهل الشرق شيخ الفقرا
يا لها والله من سلسلة
كلما طالت نداها انحدارا
عصبة من آل خير الأنبيا
عزَّ من يغدو بهم مفتخرا
سيّدي يابا الهدى يا ابن الذي
خضعت ذلاً له أُسْدُ الشرى
يا كريم الطبع يا كنز التقى
يا شرف القدر أنّى حضرا
لك وجه لمعت من وجه
شمس رشد نورها لن ينكرا
مظهر أيّده الله وكم
أرجو منه فوق هذا مظهرا
لك من مجد الرفاعي رفعة
ترجع الطرف كليلاً حسرا
ويد روحي فداها من يدٍ
تخجل الغيث إذا الغيث جرى
ولسان راح يروي قلبه
ما به بحر الفتوح انفجرا
لك طرف أحمديٌّ إنْ رمى
نبلة العزم يشق الحجرا
لك صدر طاهر من دنس
عن مياه الحقد طبعاً صدرا
بأبيك ابن الرفاعي وبالأ
وصيا نعمَ الجدودُ الكُبَرا
لا ترى من حاسد إنكاره
مثل هذا عن أبيكم ذكرا
وآسلم الدهر رفيعاً سيّداً
مرشداً لم تلق يوماً كدرا
وأقبل العبد محبّاً خالص الـ
ـقلب لا زال بكم مفتخراً
فهو عن مدح سواكم أخرسٌ
وبكم أفصحُ حزبِ الشُّعرا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هاج القرامُ وهيَّجا بلبالي
هاج القرامُ وهيَّجا بلبالي
رقم القصيدة : 22271
-----------------------------------
هاج القرامُ وهيَّجا بلبالي
برقٌ يمانيٌّ وريحُ شمال
وترنم الورقاء في أفنانها
ما زاد هذا الصب غير خبال
وأُشيمُ من برقِ الغُوير لوامعاً
فإخاله تبسام ذات الخال
زعم المفنِّد أنْ سلوت غرامها
زوراً وما خطر السلوّ ببالي
ما بالُ أحداق المها من يعرب
فتكت بغير صوارم ونصال
يرمين في المهج الهوى فتظنها
ترمي القلوب بنافذات نبال
هيف أنت عالمة بما يخفي الجوى
من كل داء يا أميم عضال
لله ما فعل الغرام بأهله
والحب في أهليه ذو أفعال
ولقد أقول لأبلج لا اهتدي
إلاّ بصبح جبينه لضلال
أبلى هواك حشاشتي وأذابها
لولاك ما أصبحت بالي البال
بالله يا مؤذي الفؤاد بلومه
جَدّ الغرام فلا تمل لجدالي
حمّلتني ما لا أطيق وإنّما
حُمّلتُ أثقالاً على أثقالي
كيف احتيالك في سلوّ متيّم
أعْيَتْ عليه حيلة المحتال
إنّي أحنُّ إلى مراشف ألعسٍ
أحداقهنّ مصارع الأقيال
ويشوفني زمن غصبت سروره
رغماً على الأنكاد والأنكال
أيام نتّخذ المَسَّرة مغنماً
فنبيت نرفل في برود وصال
ومليكة الأفراح تبرز بيننا
قد كُلِّلَت تيجانها بلآل
يسعى بها أحوى أغنُّ مهفهفٌ
فترى الغزالة في يمين غزال
ويحضّنا داعي السرور على طلاً
زفت على الندمان بالأرطال
ألهو فيطرب مسمعي من غادة
نغم الحليّ ورنة الخلخال
وألذّ ما يلقى الخليع سويعة
خفيت عن الرقباء والعذال
أيامها مرّت ولا ندري بها
فكأنها مرّت مرور خيال
أين الأحبّة بعد أسنمة اللّوى
قد حال من بعد الأحبّة حالي
سارت ظعونهم وما أدّت لنا
حقاً على الأزماع والترحال
أقمار أفلاك الجمال تغيَّبت
بعد الطلوع على حدوج جمال
ما كنت أدري لا دريت بأنه
هول الوداع نهاية الأهوال
وجهلت يا لمياء قتل ذوي الهوى
حتى بليت بحبّكِ القتال
سكان وجرة والعذيب وبارق
تحريمكم للوصول غير حلال
أنتم أسرتم قلب كل متيم
بلحاظ أحوى مائل لملال
أو يطلقون من الأسار عصابة
غلّتهم الأشواق في أغلال
ما جرّدت فينا صوارمها النوى
إلاّ لقطع حبالهم وحبالي
أسفي على عمر تقضّى شطره
في خيبة المسعى إلى الآمال
ونبات أفكار لنا عربية
رخصت لدى الأعجام وهي غوالي
يا هذه أين الذين عهدتهم
آساد معترك وغيث نوال
عجباً لمثلي أنْ يقيم بمواطنٍ
متشابهِ الأشراف بالأنذال
تقذى نواظره بأوجه معشر
لا يعثرون بصالح الأعمال
ولعت بهم أيامهم من دوننا
ما أولعَ الأيامَ بالجهّال
لولا خبال الدهر ما نال الفنى
في الناس ذو بَلهٍ به وخبال
هم كالبحور الزاحرات وإنني
لم أنتفع من وردهم ببلال
ذهب الملوك الباذلات أكفهم
بذل لغمام بعارض هطال
حتى عفت أطلال كل فضيلة
فليبك من يبكي على الأطلال
وأرى النقيصة شأن كل مبجل
فكمال فضل المرءغير كمال
وكأنّما الأيام آلت حلفة ً
أن لا أرى في الدهر غير نكال
وأنا الذي حلَّيتُ أجياد العلى
بعقود ألفاظي ودُرّ مقالي
إن كنت من حلل الفضائل ناسجاً
أبرادها فانسج على منوالي
ما فضل أبناء الزمان فضيلتي
كلا ولا أمثالهم أمثالي
إنّا لنسمع بالكرام فأين هم
هيهات ما هم غير لمع الآلِ
لولا وجود ابن الجميل وجوده
قلت الزمان من الأكارم خالي
قرم لراحته وشدة عزمه
جود السحاب وصولة الرئبال
يعطي_ولم يسأل_ نداه وهكذا
يعطي الكريم ولو بغير سؤال
وأحقّ خلق الله بالمدح امرؤ
كثرت عطاياه من الإقلال
خواض ملحمة الأمور بهمّة ٍ
جالت سوبقها بكل مجال
ضربت به الأمثال في عزماتها
حتى غدا مثلاً من الأمثال
لا زال يُطلِعُ في سموات العلى
أقمار مجد أو نجوم خلال
خُلُقٌ يمازجه الندى فكلاهما
كالراح مازجها غير زلال
يفتر عن وبل المكارم مثلما
يفتر عن وطفاء برق الخال
وعن المروءة وهي شيمة ذاته
ما حال عند تقلب الأحوال
يحمي النزيل بنفسه وبماله
يسخو بها كسخائه بالمال
والخوف يوم الطعن من وشك الردى
كالخوف يوم البذل من إقلال
إنّ الشجاعة والسماحة حلّتا
منه بأفضل سيّد مفصال
يرتاح للمعروف إذ هو أهله
فيهش للإنعام والإفضال
مثل الجبال الراسيات حلومه
أمنَ الأنام به من الزلزال
عوّل عليه من الشدائد كلّها
واسأل فَثَمَّ محل كل سؤال
حيث المحاسن قُسّمت أشطارها
فيه على الأقوال والأفعال
ومهذب سبق المقال بفعله
حيث الفعال نتيجة الأقوال
ولطالما وعد العفاة فبادرت
يمناه الحسنى على استعجال
ويمدّها بيضاء يهطل وبلها
ويسيل شامل برها السيال
يعطي ولامنٌّ ويجزي بالذي
هو أهله وينيل كل منال
سامٍ إذا ما قست فيه غيره
قست الهضاب بشامخات جبال
قيل تعاظم كالرواسي شأنه
وكذلك شأن السادة الأقيال
عزّت أبوَّته وجلّ فنفسه
في العز ذات أبوّة وجلال
يمّم ذرى عبد الغنيّ فإنّه
لمناخ مجد أو محط رحال
آل الجميل وأهله ومحله
سادوا البرية في جميل خصال
الصائنون من الخطوب نزيلهم
والباذلون نفايس الأموال
فغلت نفوسهم ببذل مكارم
للوفد ترخص كل شئ غال
فترى على طول المدى أيامهم
يومين يوم ندى ويوم نزال
يا من سرت عنه سباق محامد
تجتاب بين دكادك ورمال
فسرت كما تسري نسايمها الصبا
عبقت بطيب نوافج وغوالي
عن روضة غنَّاء باكرها الحيا
فزهت بقطر الصيّب المنهال
ولقد قربت من المعالي قربك الـ
ـداني من العافين بالإيصال
فبعدت عن قرب الدنيّة في الدنى
بعد المكارم من يد الأرذال
وترفَّعت بك شيمة علوية
لم ترض إلاّ بالمحلّ العالي
سبق الكرام الأوّلين.. فقولنا
سبق الألى هذا املجلّي التالي
ممن يذل لديه صعب خطوبها
بأساً ويبطل غيلة المغتال
فكأن حدَّة عزمه صمصمامه الماضي
وفيصل عضبه الفصّال
طلاب شأو الفخر ما بين الورى
في المجد بين صوارم وعوالي
والمجد يطلب في شفير مهند
ماضي الغرار وأسمرٍ عسّال
والفخر في فضل الفتى وكماله
والعز صهوة أشقر صهال
لك منطق يشفي القلوب كأنه
برء من الأسقام والإعلال
ومناقب كست القوافي بردة
في الحسن ترفل أيما إرفال
أضحى يغرّد فيك مطرب مدحها
لا بالعقيق ولا بذات الضال
فاقبل من الداعي قصيدة شعره
لأعدها من جملة الإقبال
فعليك يا فخر الوجود معوّلي
وإليك من دون الأنام مآلي
لولا علاقتنا بمدحك سيّدي
لتعلّقت آمالنا بمحال
فاغنم إذَنْ أجر الصيام ولم تزل
تهنا بعَوْرِ العيد من شوال
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إذا المجدُ شادته القنا والصوارمُ
إذا المجدُ شادته القنا والصوارمُ
رقم القصيدة : 22272
-----------------------------------
إذا المجدُ شادته القنا والصوارمُ
وقامت به بالمكرمات دعائمُ
فثَّم المعالي والرياسة والعلى
نوالٌ وإقدامٌ ورمحٌ وصارم
وليس يسود المرءُ إلاّ بنفسه
وإن نجبت فيه أصولٌ أكارم
ولا حرَّ إلاّ والزمان كما أرى
يحاربه طوراً وطوراً يسالم
شديد على الأيام يقسو إذا قست
وإن عبست أيّامه فهو باسم
أخو الحزم يقظان البصيرة لم تنم
له أعينٌ والجاهل الغمر نائم
ذر اللوم إني بالمعالي متيّمٌ
وإن لامني فيها على الحب لائم
تركت الهوى بعد المشيب لأهله
وراحعني حلم لسلمى يصارم
وما أنسَ لا أنسى زماناً قضيته
وعود الصبا ريّان والعيش ناعم
أشيمُ به برق الثنايا وأصطلي
سنا نار كأس والحبيب ملائم
طروقاً إلى من كنت أهوى بليلة
كأنّ دجاها عارض متراكم
بحيث المواضي والأسنة شرّعٌ
وموج المنايا حوله متلاطم
إذا زأر الليث الهزبر بحيّه
يجاوبه ريم من السرب باغم
واسمر نفاث المنون سنانه
كما نفث السمَّ الزعاف الأراقم
يسامرني إذ لا سمير اعتقلته
وجنح الدجى في مهلك البيد فاحم
وعانقني ما نمت عضب مهند
من البيض لا البيض الحسان النواعم
ولي من رياض القول كل حديقة
زها ناظم فيها وأعجب ناظم
سقتها يد من ناصر فتفتحت
بنوّار أزهار الكلام كمائم
تترجم عن إحسانه وجميله
فيا حسن ما أبدته تلك التراجم
بمتخذ زرق الأسنّة سلّما
إلى المجد والسحر العوالي سلالم
من العالم العلويّ نفساً وهمة
رفيع المباني والأنام دعائم
رزقتم النعماء أرفع سؤود
من العز ما تنحط عنها النعائم
فأرغمت آنافاً وأكبتُ حسَّداً
لأنف الأعادي حدّ سيفك راغم
أبا فالح سُدْتَ الأُمور بحكمة
وأنت خبيرٌ بالسياسة عالم
ورأي يريك الأمر قبل وقوعه
فما ريع ذو لب منالأمر حازم
أمستعصمَ الملهوف مما ينويه
لك الله من شر النوائب عاصم
وترعاك من عين الاله عناية
تصاحب من صاحبته وتسالم
فمن ناله منك الرضا هو رابحٌ
ومن فاته منك الرضا فهو نادم
رفعت منار المجد فيها وحلّقت
خوافٍ إلى جوِّ العلى وقوادم
إليك انتهى الفعل الجميل بأسره
وما تنتهي إلاّ إليك المكارم
مكارم ترتاح النفوس لذكرها
وفيها الغنى يرجى ومنها الغنائم
غياث وغوث كلما انهلّ ساجم
تتابع في آثارها منك ساجم
يميزك الإقدام والبأس والندى
وما تستوي أسدُ الثرى والبهائم
وما قَعَدت عمّا أمرتَ قبيلة ٌ
وأنت عليها بالمهند قائم
وإنَّك لو دمَّرت قوماً بذنبهم
فإنك مأمورٌ وما أنتَ آثم
لقد أعربت عنك الصوارم والقنا
وقد أفصحت شكراً وهن أعاجم
وقد ترجمت عن طول باعك في الوغى
وشاعت وذاعت عنك تلك التراجم
فيا لك من يشقى لديه عدوه
لك السعد والإقبال عبد وخادم
وكم لك ما بين الخميسين وقفة
وقد أحجمت عنها الأسود الضراغم
وردت المنايا والسيوف مناهل
وما لك في ذاك الورود مزاحم
تركت بها القتلى تمجّ دماؤها
وللطير منها والوحوش ولائم
فللأرض من تلك الدماء مشارب
وللوحش من تلك اللحوم مطاعم
بطشت بمن يبغي عليك بكيده
وأنت رؤوفٌ بالرعية راحم
وأبقيت دار المفسدين بلاقعاً
خلا عالم منها وأقوت معالم
وأنصفتَ بين الناس بالحكم عادلاً
فلا ثمَّ مظلوم ولا ثمَّ ظالم
يُمدُّ عليها منك ظلٌّ مظلِّلٌ
إذا لفحتها بالخطوب سمايم
أعدت شباب الدهر بعد مشيبه
فعاد علينا عهده المتقادم
لئن ذكروا في الجود كعباً وحاتماً
فأنت لهذا العصر كعب وحاتم
وما برحتْ تنهلُّ جوداً ونائلاً
يمينُك لا ما تستهل الغمائم
ولله منها عارض سحّ ممطراً
دنانيرها من قطرها والدراهم
تطوّقني نعماك تترى بمثلها
بأحسن مما طوقته الحمائم
وكم لي بكم يا آل سعدون مدحة
من القول يستوفى بها الشكر ناظم
إذا أُنْشِدَتْ سرّت نفوساً وطأطأت
رؤوساً مالت من رجال عمائم
وإنّي بكم يا آل سعدون شاعر
وها أننا في وادي ثنائك هائم
بطلعتك الغراء موسم ثروتي
ولي منك في نيل الثراء مواسم
فأنت لعمري للمكارم فاتح
وأنت لعمري للأكارم خاتم

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سَعِدتْ نجدٌ إذا وافيتَ نجدا
سَعِدتْ نجدٌ إذا وافيتَ نجدا
رقم القصيدة : 22273
-----------------------------------
سَعِدتْ نجدٌ إذا وافيتَ نجدا
بقدومٍ منك إقبالاً وسعدا
وإذا أصبحت في أحسائها
قبل للشر عن الأحساد بعدا
أقبل الخير عليها كلُّه
منجزاً فيك بلطف الله وعدا
وأراد الله أنْ يعصمها
من شرار كادت الأخيار كيدا
كان كالضائع ملكاً هملاً
فاسترد الملك أهلوه فَرُدّا
إذ تصديت لأمر لم نجد
قبل علياك له من تصدّى
منجداً مستنجداً أنقذته
بفريق صالح سار مجدا
ورجالٍ أنت قد أعددتهم
يوم تلقى الأسدُ في الهيجاء أسدا
كل مقدام إلى الحرب يرى
شكر نعمائك فرضاً أن يؤدي
كاللواء المقدم الشهم الذي
كان في الهيجاء لا يألوك جهدا
وفريق نفذت أحكامه
بالذي تأمره حلاً وعقدا
والسعيد السيّد الشهم الذي
كان من أسعد خلق الله جدا
إنّما التوفيق والإسعاد ما
برحا سيفاً لعلياك وزندا
جرّبوا الأيام سخطاً ورضاً
وَبَلَوْا أهوالها شيباً ومردا
بذلوا أنفسهم في خدمة
أورثَتْهم بعدها عزّاً ومجدا
بعقول لم تزل مشرقة
وسيوف تحصد الأعمار حصدا
فعلت آراؤهم ما لو جرى
معها العضب اليماني لأكدى
عاملوا باللطف منهم أمّة ً
لم تجد من طاعة السلطان بدا
جلبت طايعهم عن رغبة
حين أقصت من أبى الطاعة طردا
صدقوا الله على ما عاهدوا
إنّهم لم ينقضوا في الله عهدا
شملتهم منك باستخدامهم
أنعمٌ تترك حرَّ القوم عبدا
ولعمري ليس بالمغبون من
يشتري منك الرضا بالروح نقدا
لمزايا خصّك الله بها
أكثرَ الناسُ لها شكراً وحمدا
يا مشيراً، بالذي يرشدنا
إنّما أنتَ بطرق الرشد أهدى
كل ما جئت به مبتكر
من عموم النفع فعلاً يتعدى
فاركب البحر وخض لُجَّتَهُ
يا شبيه البحر يوم الجود مدا
وانظر الملك الذي استنقذته
واجرِ ترتيبك فيه مستبداً
يتلقاك بأعلى همَّة ٍ
فتُحيّا بالتهاني وتُفدّى
قد أقرَّتْ واستقرت عندما
زجرت طائرك الميمون سعدا
أصبحت في عيشة راضية
وبأيامك نلقى العيش رغدا
يسّر الله لك الأمر كما
ينبغي لطفاً وإحساناً وقصدا
لا دم سال ولا دمع جرى
زكفاها ربك الخصم الألدّا
يهنك السيف الذي أهدي من
ملك أهداه انعاماً وأسدى
لستُ أدري سيّدي أيَّكما
هو أمضى إذ يكون الروع حدا
كلمّا جردته من غمده
كان برقاً في أياديك ورعدا
وإذا أغمدته كان له
هام من يعصيك في الهيجاء غمدا
دُمْتَ للدَّولة عَيناً وَيَداً
والحسام العضب والركنَ الأشدّا
دولة قد أيَّدت وکتخذت
من جنود الله أنصاراً وجدا
ويميناً إنّها إن صدمتْ
جبلاً بالبأس منها خَرّ هدّا
أو أتَت نار عدوٍّ أوقِدَت
لأحالت حَرَّ تلك النار بردا
يا لك الله هماماً بالذي
يدحضُ الغيَّ وما جانب رشدا
مرُّ طعم السُّخط حلويّ الندى
يجتني المشتار من أيدي شهدا
ما رأت عيناي أندى راحة
منك في الجود ولا أثقب زندا
راحة الدنيا وناهيك به
مخلص لله ما أخفى وأبدى
فلو أنّي فزت في أنظاره
جعلت بيني وبين البؤس سدا
أنت كالدنيا إذا ما أقبلَتْ
لامرئٍ، والدهر إعراضاً وصدّا
أنتَ أسنى نعم الله التّي
نحن لا نحصي لها حصراً وعدا
لك في الناس على الناس يدٌ
نظمت في جيد هذا الدهر عقدا
فقدت وجدان ما نحذره
لا أراعتنا بك الأيام فقدا
فعلى الأقطار مُذْ وُلّيتَها
ظلُّك الضافي على الأقطار مدّا
فتوجَّه حيث ما شئت لكي
تملأ الساحل إحساناً ورفدا
في أبان الله محفوظاً به
تصحب النصر ذهاباً ومردّا
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى