[font="]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
رقم القصيدة : 13270
-----------------------------------
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
فلِيسْقِها خَمْرَ العيون الملاحْ
فإنَّها بالسْحرِ ممزوجَة ٌ
أمَا تَرَاهَا أسكَرَتْ كلّ صاح
فما ترى من شربها في الصّبا
في رِبْقَة السكرِ فهل من سَرَاح
يا من لموصول الشجا بالشجا
فليس للتبريج عنه براح
تُشْرِقُ حوليه الوجوهُ التي
للبدر والشمس بهنّ افتضاح
وارحمتا للصبّ من لوعة ٍ
بكلّ ريّا الحقف صِفرِ الوشاح
يمشي اختيالُ التيه في مشيها
فعدّ عن مشي قطاة البطاح
ألقى الهوى العذري في حجره
حرب الغواني والعدى واللّواح
لو حملت منه قلوبُ العدى
جراحُ قلبٍ ما حَمَلْنَ الجراح
وجدي غريبٌ ما أرى شرحه
يوجدُ في العين ولا في الصحاح
وإنَّما يُحْسِنُ تفسيرَهُ
دَمْعٌ حِمَى السرّ به مُسْتَباح
إنْ مسني الضرُّ بقرح الهوى
فبرءُ دائي في الشراب القراح
من ظبَية ٍ تنفرُ من ظِلّها
وإن غدا الظلّ عليها وراح
ففي ثناياها جَنَى ريقة ٍ
يا هل ترشفتَ الندى من أقاح
كم من يدٍ قد أطلعتْ في يدي
نجمَ اغتباقٍ بعد نجمِ اصطباح
من قهوة ٍ في الكأسِ لمَّاعة ٍ
كالبرق شُقّ الغيم عنه فلاح
سخيّة بالسكر مَرّتْ على
دنانها بالختم أيد شحاح
وهي جموحٌ كلّما ألجمت
بالماء كفّتْ من علو الجماح
كأنَّما الكأسُ طلا مُغْزِلٍ
مروية ٍ بالدرّ منه التياح
كأنَّما الإبريقُ في جسمها
ينفخُ للندمان روح ارتياح
في روضة ٍ نَفْحَتَهُا مِسْكَة ٌ
تُهدى إلينا في جيوب الرياح
تميسُ سُكْرا فكأنَّ الحيا
باتَ يُحَيّيها بكاساتِ راح
كأنما أشجارها مندلٌ
إن لذعتهُ جمرة ُ الشمس فاح
كأنَّما القَطْرُ به لؤلؤٌ
لم يجرِ منه ثُقَبٌ في نِصَاح
كأنَّ خُرْسَ الطيرِ قد لُقّنَتْ
مَدْحَ عليٍّ فتغنّتْ فِصَاح
أرْوَعُ وَضَّاحُ المحيَّا كما
قابَلَتَ في الإشراقِ بشرَ الصّباح
مُعَظَّمُ الملك مُقِرُّ لَه
بالملك حتى كلّ حيٍّ لَقَاح
مجتمعُ الطعمين، في طبعة
توقَّد البأس وفيض السماح
يُضْحِكُ في الغرب ثغورَ الظُّبَا
وهنّ يبكين عيون الجراح
مهّد في المهديتين العلى
وعمّ منه العدل كل النواح
والمُلكُ إن قام به حازمٌ
أضحى حِمى ً، والجِدّ غيرُ المزاح
في سرجه اللّيثُ الذي لا يُرَى
مفترساً إلاّ ليوثَ الكفاح
كأنَّما سَلَّ على قِرْنِهِ
من غمده سيف القضاء المتاح
ذو هِمَّة ٍ شَطّتْ عُلاَهُ فما
تدرك بالأبصار إلاّ التماح
من حِمْيَرِ الأمْلاكِ في منصبٍ
ذو حسبٍ زاكٍ ومجدٍ صراح
أعاظمٌ لم يمحُ آثارَهُمْ
دهرٌ لما خطَّته يمناهُ ماح
هم اليعاسيب لدى طعنهم
إنْ شوّكواأيمانَهمْ بالرّماح
كم لهم في الأسد من ضربة ٍ
كما سجاياه قريع اللّقاح
إن ابن يحيى قد بني للعلى
بيتاً فأمسى وهو جار الضراح
وصال بالجد منوطاً به
جدٌ له الفوز بضرب القداح
والصارم الهندي يسقي الردى
فكيفَ إن سُقّيَ مَوتاً ذباح
آراؤه في الرّوع أعْدَى على
أعدائِهِ من مُرْهَفَاتِ السّلاح
وبطشه ما زال عن قُدرة ٍ
يغمد في الصفح شفار الصفاح
لا تصدرُ الأنفسُ عن حُبّهِ
فإنَّهُ للسيّئاتِ اجتراح
كم طامح الألحاظ نحوَ العلى
إذا رآه غضَّ لحظ الطماح
ورب ذئب ذي مراح فإن
عنّ له الضرغامُ خلّى المراح
يا طالب المعروف ألمم به
تَخْلَعْ على المطلوبِ منك النجاح
نداه يُغني لا ندى غيره
من للذُّناني بغناءِ الجناح
فخلِّ مَنْ شَحّ على وفره
لا تُقْدَحُ النَّارُّ بزِنْدٍ شحاح
فالربع رحب، والندى ساكب
والعيشُ رغدٌ، والأماني قماح[/font]
[font="]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
رقم القصيدة : 13271
-----------------------------------
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
أعليّ في حبّ الحسان جُناحُ
وبمهجتي عُرُبٌ كأنَّ قدودها
قُضُبٌ تقومُ بميلهنّ رياح
مهتزَّة ٌ بقواتلِ الثَّمَرِ التي
أسماؤها الرمان والتفاحُ
غيدٌ زَرَيْنَ على القطا في مشيها
فلهنَّ ساحاتُ القلوب بطاح
من كل مصبية ٍ حسنها:
فالفَزَعُ ليلٌ، والجبينُ صباح
تفتر عن بردٍ، فراشف درّه
يحلو له شهدٌ وتسكر راح
لا تقتبسْ من نور وجنتها سناً
إنّ الفراشة حتفها المصباح
نُجلُ العيونُ جراحها نجلٌ أما
تصفُ الأسنَّة في الطعين جراح
يا ويحَ قتلى العاشقين وإن همُ
شهدوا حروباً ما لهنّ جراح
أوّما علمتَ بأن فتّاكَ الهوى
حورٌ تكافح بالعيون ملاح
من كل خودٍ كالغزالة ، قرنها
أسَدٌ أُذِلّ، وإنَّها لَرَداح
فالرمح قدٌّ، والخداع تدلّلٌ
والسيفُ لحظ، والنجادُ وشاح
ودماء أهل العشق في وجَنَاتها
فكأنَّ قتلاهم عليها طاحوا
وسبية ٌ بصوارم من عسجدٍ
قد صافَحَتْ منها العلوجَ صفاح
حمراءَ يُسلى شربها، وبشربها
تُنْسَى الهموم وتُذْكَرُ الأفراح
رَجَحَتْ يدي منها بحَمْلِ زجاجة ٍ
خفّت بها خودٌ إلي رجاح
وكأنَّ لليَاقُوتِ ماءً مزبدا
فالدرُّ فيه بكأسها سباح
ومجوَّفٍ لم تحن أضلعهُ على
وكأنَّما حَبَّ القوب لرمحه
نبضتْ دقاق عروقه فكأنها
في النقر ألسنة ٌ عليه فصاح
مَسّتْهُ للإصلاحِ أنمُلُ قَيْنَة ٍ
فقضى بإفسادٍ له إصلاح
وفدَ السرور على النفوس بشدوها
وتمايلت طرباً بنا الأقداح
وكأنَّما ذِكْرُ ابن يحيى بيننا
مسكٌ تضوعَ عرفهُ النفّاح
ملكٌ رعى الدنيا رعاية حازمٍ
وأظلّ دينَ الله منه جناح
متأصل في الملك ذو فخر، له
حَسَبٌ زكا في الأكرمين صراح
وَسِعَ البسيطة َ عَدْلُهُ وتَضَاعفَتْ
عن طوله الآمال وهي فساح
ذو هِمَّة ٍ عُلْوِية ٍ عَلَوِية ٍ
فلها على همم الملوك طماح
وإشارة باللحظ يخدم أمرها
زمنٌ له سلم به وكفاح
يَقِظٌ إذا التبستْ أمورُ زمانه
فلرأيه في لبسها إيضاح
فكأنَّما يبدو له متبرّجاً
ما يحجب الإمساء والإصباح
راضَ الزمان فلم يزل منه أخا
ذلَّ، وقدماً كان فيه جماح
ورمى العدى بضراغمٍ أظفارها
ونيوبُها الأسيافُ والأرماح
نصحتْ له الدنيا فلا غشٌّ لها
وَسَخَتْ به الأيامُ وهي شحاح
فتراه يورق في إرادته الصّفَا
صلداً، ويوري الزند وهو شحاح
من ذا يجاودُ منه كفاً كفُّهُ
والبحر في معروفه ضحضاح
زهد الغناة من الغنى في جوذه
ولراحتيه ببذله إلحاح
كم قيل برّح في العطاء بماله
فأجَبْتُ: هل للطبع عنه بَرَاح
ذمرٌ تروح شموسه وبدوره
وبروجها من معتفيه الراح
وإذا بنو الآمال أخْسَرَ وُسْعُهُمْ
أضحى لهمْ في القصد منه جناح
ولئن محا الاعدام صوبُ يمينه
فالجدب يمحوه الحيا السياح
شهمٌ إذا ما الحرب أضحت حائلاً
أمسى لها بذكوره إلقاح
تطوى على سودِ الحتوف بعزمه
ملمومة ٌ ملء الفضاء رداح
أفلا تبيد من العدى أرواحهم
ولها غدوٌ نحوهم ورواح
متناولٌ قُمُحَ الكماة بأسمرٍ
لدم الأسود سنانه سَفّاح
وكأنَّ طعنته وِجاَرٌ واسِعٌ
فلثعلبِ الخطِّيِّ فيه ضُبّاح
جِزْعٌ يُنَظَّمُ فيه وهو نِصَاح
في مأزق ضنك سماءُ عجاجه
تعلو، وأرضُ حمامه تنداح
أنتم من الأمْلاكِ أرواحُ العُلَى
شَرفاً، وغيركمُ لها أشباح
هذا عَليٌّ وهو بَدْرُ مهابة ٍ
كَلِفٌ به بَصرُ العُلى اللّماح
هذا الذي نصرَ الهدى بسيوفه
ورماحه فمحاه ليس يباح
هذا الذي فازتْ بما فوق المنى
من جوده للمعتفين قداح
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى
فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح
من صَوْنُهُ قُفْلٌ لكلّ مدينة
فإذا عصته فسيفه المفتاح
يا صارمَ الدِّين الذي في حَدِّهِ
موتٌ يبيد به عداه ذباح
طوَّقتني منناً فرحتُ كأنني
بالمدح قمريٌّ إفصاح
وسقَيَتنِي من صَوْبِ مزنك فوْق ما
يروي به قلب الثرى الملتاح
ففداك مَنْ للمالِ أسْرٌ عنده
إذْ لم يَزَلْ للمال منك سراح
وبقيتَ للأعياد عيدا مبهجاً
ما لاحَ في الليل البهيم صباح[/font]
[font="]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأشقر من خيل الدنان وكبته
وأشقر من خيل الدنان وكبته
رقم القصيدة : 13272
-----------------------------------
وأشقر من خيل الدنان وكبته
فأصبحَ في غاية ِ السكر يَجْمَحُ
فألجمتُهُ حتى وَجَدْتُهُ
بما شحّ من حسن الرياضة يسمح
فيا عجباً من روض نارٍ مكلل
بنوّار ماءٍ في الزجاجة يسبح
فحرّ لظاها يلذع الهمّ في الحشا
وطيب شذاها للعرانين يَنْفَح[/font]
[font="]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
رقم القصيدة : 13273
-----------------------------------
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
بخضاب منه فينغر جرحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العمـ
ر فهيهات أنْ يُردّ بربح
عَيبُ شَيْبَ يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ
إن هذا كنكء قرحٍ بقرح
صبغة ُ الله لستُ أستر منها
بيدي في القذال قُبحاً بقبح
كم مُعنى ًّ منه وكم من غريبٍ
بالليالي ما بين قولٍ وشرح
وكأن الخضاب دهمة ُ ليلٍ
تحتها للمشيب غرة ُ صبح[/font]
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
رقم القصيدة : 13270
-----------------------------------
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
فلِيسْقِها خَمْرَ العيون الملاحْ
فإنَّها بالسْحرِ ممزوجَة ٌ
أمَا تَرَاهَا أسكَرَتْ كلّ صاح
فما ترى من شربها في الصّبا
في رِبْقَة السكرِ فهل من سَرَاح
يا من لموصول الشجا بالشجا
فليس للتبريج عنه براح
تُشْرِقُ حوليه الوجوهُ التي
للبدر والشمس بهنّ افتضاح
وارحمتا للصبّ من لوعة ٍ
بكلّ ريّا الحقف صِفرِ الوشاح
يمشي اختيالُ التيه في مشيها
فعدّ عن مشي قطاة البطاح
ألقى الهوى العذري في حجره
حرب الغواني والعدى واللّواح
لو حملت منه قلوبُ العدى
جراحُ قلبٍ ما حَمَلْنَ الجراح
وجدي غريبٌ ما أرى شرحه
يوجدُ في العين ولا في الصحاح
وإنَّما يُحْسِنُ تفسيرَهُ
دَمْعٌ حِمَى السرّ به مُسْتَباح
إنْ مسني الضرُّ بقرح الهوى
فبرءُ دائي في الشراب القراح
من ظبَية ٍ تنفرُ من ظِلّها
وإن غدا الظلّ عليها وراح
ففي ثناياها جَنَى ريقة ٍ
يا هل ترشفتَ الندى من أقاح
كم من يدٍ قد أطلعتْ في يدي
نجمَ اغتباقٍ بعد نجمِ اصطباح
من قهوة ٍ في الكأسِ لمَّاعة ٍ
كالبرق شُقّ الغيم عنه فلاح
سخيّة بالسكر مَرّتْ على
دنانها بالختم أيد شحاح
وهي جموحٌ كلّما ألجمت
بالماء كفّتْ من علو الجماح
كأنَّما الكأسُ طلا مُغْزِلٍ
مروية ٍ بالدرّ منه التياح
كأنَّما الإبريقُ في جسمها
ينفخُ للندمان روح ارتياح
في روضة ٍ نَفْحَتَهُا مِسْكَة ٌ
تُهدى إلينا في جيوب الرياح
تميسُ سُكْرا فكأنَّ الحيا
باتَ يُحَيّيها بكاساتِ راح
كأنما أشجارها مندلٌ
إن لذعتهُ جمرة ُ الشمس فاح
كأنَّما القَطْرُ به لؤلؤٌ
لم يجرِ منه ثُقَبٌ في نِصَاح
كأنَّ خُرْسَ الطيرِ قد لُقّنَتْ
مَدْحَ عليٍّ فتغنّتْ فِصَاح
أرْوَعُ وَضَّاحُ المحيَّا كما
قابَلَتَ في الإشراقِ بشرَ الصّباح
مُعَظَّمُ الملك مُقِرُّ لَه
بالملك حتى كلّ حيٍّ لَقَاح
مجتمعُ الطعمين، في طبعة
توقَّد البأس وفيض السماح
يُضْحِكُ في الغرب ثغورَ الظُّبَا
وهنّ يبكين عيون الجراح
مهّد في المهديتين العلى
وعمّ منه العدل كل النواح
والمُلكُ إن قام به حازمٌ
أضحى حِمى ً، والجِدّ غيرُ المزاح
في سرجه اللّيثُ الذي لا يُرَى
مفترساً إلاّ ليوثَ الكفاح
كأنَّما سَلَّ على قِرْنِهِ
من غمده سيف القضاء المتاح
ذو هِمَّة ٍ شَطّتْ عُلاَهُ فما
تدرك بالأبصار إلاّ التماح
من حِمْيَرِ الأمْلاكِ في منصبٍ
ذو حسبٍ زاكٍ ومجدٍ صراح
أعاظمٌ لم يمحُ آثارَهُمْ
دهرٌ لما خطَّته يمناهُ ماح
هم اليعاسيب لدى طعنهم
إنْ شوّكواأيمانَهمْ بالرّماح
كم لهم في الأسد من ضربة ٍ
كما سجاياه قريع اللّقاح
إن ابن يحيى قد بني للعلى
بيتاً فأمسى وهو جار الضراح
وصال بالجد منوطاً به
جدٌ له الفوز بضرب القداح
والصارم الهندي يسقي الردى
فكيفَ إن سُقّيَ مَوتاً ذباح
آراؤه في الرّوع أعْدَى على
أعدائِهِ من مُرْهَفَاتِ السّلاح
وبطشه ما زال عن قُدرة ٍ
يغمد في الصفح شفار الصفاح
لا تصدرُ الأنفسُ عن حُبّهِ
فإنَّهُ للسيّئاتِ اجتراح
كم طامح الألحاظ نحوَ العلى
إذا رآه غضَّ لحظ الطماح
ورب ذئب ذي مراح فإن
عنّ له الضرغامُ خلّى المراح
يا طالب المعروف ألمم به
تَخْلَعْ على المطلوبِ منك النجاح
نداه يُغني لا ندى غيره
من للذُّناني بغناءِ الجناح
فخلِّ مَنْ شَحّ على وفره
لا تُقْدَحُ النَّارُّ بزِنْدٍ شحاح
فالربع رحب، والندى ساكب
والعيشُ رغدٌ، والأماني قماح[/font]
[font="] [/font]
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
رقم القصيدة : 13271
-----------------------------------
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
أعليّ في حبّ الحسان جُناحُ
وبمهجتي عُرُبٌ كأنَّ قدودها
قُضُبٌ تقومُ بميلهنّ رياح
مهتزَّة ٌ بقواتلِ الثَّمَرِ التي
أسماؤها الرمان والتفاحُ
غيدٌ زَرَيْنَ على القطا في مشيها
فلهنَّ ساحاتُ القلوب بطاح
من كل مصبية ٍ حسنها:
فالفَزَعُ ليلٌ، والجبينُ صباح
تفتر عن بردٍ، فراشف درّه
يحلو له شهدٌ وتسكر راح
لا تقتبسْ من نور وجنتها سناً
إنّ الفراشة حتفها المصباح
نُجلُ العيونُ جراحها نجلٌ أما
تصفُ الأسنَّة في الطعين جراح
يا ويحَ قتلى العاشقين وإن همُ
شهدوا حروباً ما لهنّ جراح
أوّما علمتَ بأن فتّاكَ الهوى
حورٌ تكافح بالعيون ملاح
من كل خودٍ كالغزالة ، قرنها
أسَدٌ أُذِلّ، وإنَّها لَرَداح
فالرمح قدٌّ، والخداع تدلّلٌ
والسيفُ لحظ، والنجادُ وشاح
ودماء أهل العشق في وجَنَاتها
فكأنَّ قتلاهم عليها طاحوا
وسبية ٌ بصوارم من عسجدٍ
قد صافَحَتْ منها العلوجَ صفاح
حمراءَ يُسلى شربها، وبشربها
تُنْسَى الهموم وتُذْكَرُ الأفراح
رَجَحَتْ يدي منها بحَمْلِ زجاجة ٍ
خفّت بها خودٌ إلي رجاح
وكأنَّ لليَاقُوتِ ماءً مزبدا
فالدرُّ فيه بكأسها سباح
ومجوَّفٍ لم تحن أضلعهُ على
وكأنَّما حَبَّ القوب لرمحه
نبضتْ دقاق عروقه فكأنها
في النقر ألسنة ٌ عليه فصاح
مَسّتْهُ للإصلاحِ أنمُلُ قَيْنَة ٍ
فقضى بإفسادٍ له إصلاح
وفدَ السرور على النفوس بشدوها
وتمايلت طرباً بنا الأقداح
وكأنَّما ذِكْرُ ابن يحيى بيننا
مسكٌ تضوعَ عرفهُ النفّاح
ملكٌ رعى الدنيا رعاية حازمٍ
وأظلّ دينَ الله منه جناح
متأصل في الملك ذو فخر، له
حَسَبٌ زكا في الأكرمين صراح
وَسِعَ البسيطة َ عَدْلُهُ وتَضَاعفَتْ
عن طوله الآمال وهي فساح
ذو هِمَّة ٍ عُلْوِية ٍ عَلَوِية ٍ
فلها على همم الملوك طماح
وإشارة باللحظ يخدم أمرها
زمنٌ له سلم به وكفاح
يَقِظٌ إذا التبستْ أمورُ زمانه
فلرأيه في لبسها إيضاح
فكأنَّما يبدو له متبرّجاً
ما يحجب الإمساء والإصباح
راضَ الزمان فلم يزل منه أخا
ذلَّ، وقدماً كان فيه جماح
ورمى العدى بضراغمٍ أظفارها
ونيوبُها الأسيافُ والأرماح
نصحتْ له الدنيا فلا غشٌّ لها
وَسَخَتْ به الأيامُ وهي شحاح
فتراه يورق في إرادته الصّفَا
صلداً، ويوري الزند وهو شحاح
من ذا يجاودُ منه كفاً كفُّهُ
والبحر في معروفه ضحضاح
زهد الغناة من الغنى في جوذه
ولراحتيه ببذله إلحاح
كم قيل برّح في العطاء بماله
فأجَبْتُ: هل للطبع عنه بَرَاح
ذمرٌ تروح شموسه وبدوره
وبروجها من معتفيه الراح
وإذا بنو الآمال أخْسَرَ وُسْعُهُمْ
أضحى لهمْ في القصد منه جناح
ولئن محا الاعدام صوبُ يمينه
فالجدب يمحوه الحيا السياح
شهمٌ إذا ما الحرب أضحت حائلاً
أمسى لها بذكوره إلقاح
تطوى على سودِ الحتوف بعزمه
ملمومة ٌ ملء الفضاء رداح
أفلا تبيد من العدى أرواحهم
ولها غدوٌ نحوهم ورواح
متناولٌ قُمُحَ الكماة بأسمرٍ
لدم الأسود سنانه سَفّاح
وكأنَّ طعنته وِجاَرٌ واسِعٌ
فلثعلبِ الخطِّيِّ فيه ضُبّاح
جِزْعٌ يُنَظَّمُ فيه وهو نِصَاح
في مأزق ضنك سماءُ عجاجه
تعلو، وأرضُ حمامه تنداح
أنتم من الأمْلاكِ أرواحُ العُلَى
شَرفاً، وغيركمُ لها أشباح
هذا عَليٌّ وهو بَدْرُ مهابة ٍ
كَلِفٌ به بَصرُ العُلى اللّماح
هذا الذي نصرَ الهدى بسيوفه
ورماحه فمحاه ليس يباح
هذا الذي فازتْ بما فوق المنى
من جوده للمعتفين قداح
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى
فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح
من صَوْنُهُ قُفْلٌ لكلّ مدينة
فإذا عصته فسيفه المفتاح
يا صارمَ الدِّين الذي في حَدِّهِ
موتٌ يبيد به عداه ذباح
طوَّقتني منناً فرحتُ كأنني
بالمدح قمريٌّ إفصاح
وسقَيَتنِي من صَوْبِ مزنك فوْق ما
يروي به قلب الثرى الملتاح
ففداك مَنْ للمالِ أسْرٌ عنده
إذْ لم يَزَلْ للمال منك سراح
وبقيتَ للأعياد عيدا مبهجاً
ما لاحَ في الليل البهيم صباح[/font]
[font="] [/font]
وأشقر من خيل الدنان وكبته
رقم القصيدة : 13272
-----------------------------------
وأشقر من خيل الدنان وكبته
فأصبحَ في غاية ِ السكر يَجْمَحُ
فألجمتُهُ حتى وَجَدْتُهُ
بما شحّ من حسن الرياضة يسمح
فيا عجباً من روض نارٍ مكلل
بنوّار ماءٍ في الزجاجة يسبح
فحرّ لظاها يلذع الهمّ في الحشا
وطيب شذاها للعرانين يَنْفَح[/font]
[font="] [/font]
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
رقم القصيدة : 13273
-----------------------------------
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
بخضاب منه فينغر جرحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العمـ
ر فهيهات أنْ يُردّ بربح
عَيبُ شَيْبَ يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ
إن هذا كنكء قرحٍ بقرح
صبغة ُ الله لستُ أستر منها
بيدي في القذال قُبحاً بقبح
كم مُعنى ًّ منه وكم من غريبٍ
بالليالي ما بين قولٍ وشرح
وكأن الخضاب دهمة ُ ليلٍ
تحتها للمشيب غرة ُ صبح[/font]