جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
رقم القصيدة : 13270
-----------------------------------
من شاء أن تسكر راحٌ براحْ
فلِيسْقِها خَمْرَ العيون الملاحْ
فإنَّها بالسْحرِ ممزوجَة ٌ
أمَا تَرَاهَا أسكَرَتْ كلّ صاح
فما ترى من شربها في الصّبا
في رِبْقَة السكرِ فهل من سَرَاح
يا من لموصول الشجا بالشجا
فليس للتبريج عنه براح
تُشْرِقُ حوليه الوجوهُ التي
للبدر والشمس بهنّ افتضاح
وارحمتا للصبّ من لوعة ٍ
بكلّ ريّا الحقف صِفرِ الوشاح
يمشي اختيالُ التيه في مشيها
فعدّ عن مشي قطاة البطاح
ألقى الهوى العذري في حجره
حرب الغواني والعدى واللّواح
لو حملت منه قلوبُ العدى
جراحُ قلبٍ ما حَمَلْنَ الجراح
وجدي غريبٌ ما أرى شرحه
يوجدُ في العين ولا في الصحاح
وإنَّما يُحْسِنُ تفسيرَهُ
دَمْعٌ حِمَى السرّ به مُسْتَباح
إنْ مسني الضرُّ بقرح الهوى
فبرءُ دائي في الشراب القراح
من ظبَية ٍ تنفرُ من ظِلّها
وإن غدا الظلّ عليها وراح
ففي ثناياها جَنَى ريقة ٍ
يا هل ترشفتَ الندى من أقاح
كم من يدٍ قد أطلعتْ في يدي
نجمَ اغتباقٍ بعد نجمِ اصطباح
من قهوة ٍ في الكأسِ لمَّاعة ٍ
كالبرق شُقّ الغيم عنه فلاح
سخيّة بالسكر مَرّتْ على
دنانها بالختم أيد شحاح
وهي جموحٌ كلّما ألجمت
بالماء كفّتْ من علو الجماح
كأنَّما الكأسُ طلا مُغْزِلٍ
مروية ٍ بالدرّ منه التياح
كأنَّما الإبريقُ في جسمها
ينفخُ للندمان روح ارتياح
في روضة ٍ نَفْحَتَهُا مِسْكَة ٌ
تُهدى إلينا في جيوب الرياح
تميسُ سُكْرا فكأنَّ الحيا
باتَ يُحَيّيها بكاساتِ راح
كأنما أشجارها مندلٌ
إن لذعتهُ جمرة ُ الشمس فاح
كأنَّما القَطْرُ به لؤلؤٌ
لم يجرِ منه ثُقَبٌ في نِصَاح
كأنَّ خُرْسَ الطيرِ قد لُقّنَتْ
مَدْحَ عليٍّ فتغنّتْ فِصَاح
أرْوَعُ وَضَّاحُ المحيَّا كما
قابَلَتَ في الإشراقِ بشرَ الصّباح
مُعَظَّمُ الملك مُقِرُّ لَه
بالملك حتى كلّ حيٍّ لَقَاح
مجتمعُ الطعمين، في طبعة
توقَّد البأس وفيض السماح
يُضْحِكُ في الغرب ثغورَ الظُّبَا
وهنّ يبكين عيون الجراح
مهّد في المهديتين العلى
وعمّ منه العدل كل النواح
والمُلكُ إن قام به حازمٌ
أضحى حِمى ً، والجِدّ غيرُ المزاح
في سرجه اللّيثُ الذي لا يُرَى
مفترساً إلاّ ليوثَ الكفاح
كأنَّما سَلَّ على قِرْنِهِ
من غمده سيف القضاء المتاح
ذو هِمَّة ٍ شَطّتْ عُلاَهُ فما
تدرك بالأبصار إلاّ التماح
من حِمْيَرِ الأمْلاكِ في منصبٍ
ذو حسبٍ زاكٍ ومجدٍ صراح
أعاظمٌ لم يمحُ آثارَهُمْ
دهرٌ لما خطَّته يمناهُ ماح
هم اليعاسيب لدى طعنهم
إنْ شوّكواأيمانَهمْ بالرّماح
كم لهم في الأسد من ضربة ٍ
كما سجاياه قريع اللّقاح
إن ابن يحيى قد بني للعلى
بيتاً فأمسى وهو جار الضراح
وصال بالجد منوطاً به
جدٌ له الفوز بضرب القداح
والصارم الهندي يسقي الردى
فكيفَ إن سُقّيَ مَوتاً ذباح
آراؤه في الرّوع أعْدَى على
أعدائِهِ من مُرْهَفَاتِ السّلاح
وبطشه ما زال عن قُدرة ٍ
يغمد في الصفح شفار الصفاح
لا تصدرُ الأنفسُ عن حُبّهِ
فإنَّهُ للسيّئاتِ اجتراح
كم طامح الألحاظ نحوَ العلى
إذا رآه غضَّ لحظ الطماح
ورب ذئب ذي مراح فإن
عنّ له الضرغامُ خلّى المراح
يا طالب المعروف ألمم به
تَخْلَعْ على المطلوبِ منك النجاح
نداه يُغني لا ندى غيره
من للذُّناني بغناءِ الجناح
فخلِّ مَنْ شَحّ على وفره
لا تُقْدَحُ النَّارُّ بزِنْدٍ شحاح
فالربع رحب، والندى ساكب
والعيشُ رغدٌ، والأماني قماح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
رقم القصيدة : 13271
-----------------------------------
ما للوشاة ِ غَدَوْا عليّ وراحوا
أعليّ في حبّ الحسان جُناحُ
وبمهجتي عُرُبٌ كأنَّ قدودها
قُضُبٌ تقومُ بميلهنّ رياح
مهتزَّة ٌ بقواتلِ الثَّمَرِ التي
أسماؤها الرمان والتفاحُ
غيدٌ زَرَيْنَ على القطا في مشيها
فلهنَّ ساحاتُ القلوب بطاح
من كل مصبية ٍ حسنها:
فالفَزَعُ ليلٌ، والجبينُ صباح
تفتر عن بردٍ، فراشف درّه
يحلو له شهدٌ وتسكر راح
لا تقتبسْ من نور وجنتها سناً
إنّ الفراشة حتفها المصباح
نُجلُ العيونُ جراحها نجلٌ أما
تصفُ الأسنَّة في الطعين جراح
يا ويحَ قتلى العاشقين وإن همُ
شهدوا حروباً ما لهنّ جراح
أوّما علمتَ بأن فتّاكَ الهوى
حورٌ تكافح بالعيون ملاح
من كل خودٍ كالغزالة ، قرنها
أسَدٌ أُذِلّ، وإنَّها لَرَداح
فالرمح قدٌّ، والخداع تدلّلٌ
والسيفُ لحظ، والنجادُ وشاح
ودماء أهل العشق في وجَنَاتها
فكأنَّ قتلاهم عليها طاحوا
وسبية ٌ بصوارم من عسجدٍ
قد صافَحَتْ منها العلوجَ صفاح
حمراءَ يُسلى شربها، وبشربها
تُنْسَى الهموم وتُذْكَرُ الأفراح
رَجَحَتْ يدي منها بحَمْلِ زجاجة ٍ
خفّت بها خودٌ إلي رجاح
وكأنَّ لليَاقُوتِ ماءً مزبدا
فالدرُّ فيه بكأسها سباح
ومجوَّفٍ لم تحن أضلعهُ على
وكأنَّما حَبَّ القوب لرمحه
نبضتْ دقاق عروقه فكأنها
في النقر ألسنة ٌ عليه فصاح
مَسّتْهُ للإصلاحِ أنمُلُ قَيْنَة ٍ
فقضى بإفسادٍ له إصلاح
وفدَ السرور على النفوس بشدوها
وتمايلت طرباً بنا الأقداح
وكأنَّما ذِكْرُ ابن يحيى بيننا
مسكٌ تضوعَ عرفهُ النفّاح
ملكٌ رعى الدنيا رعاية حازمٍ
وأظلّ دينَ الله منه جناح
متأصل في الملك ذو فخر، له
حَسَبٌ زكا في الأكرمين صراح
وَسِعَ البسيطة َ عَدْلُهُ وتَضَاعفَتْ
عن طوله الآمال وهي فساح
ذو هِمَّة ٍ عُلْوِية ٍ عَلَوِية ٍ
فلها على همم الملوك طماح
وإشارة باللحظ يخدم أمرها
زمنٌ له سلم به وكفاح
يَقِظٌ إذا التبستْ أمورُ زمانه
فلرأيه في لبسها إيضاح
فكأنَّما يبدو له متبرّجاً
ما يحجب الإمساء والإصباح
راضَ الزمان فلم يزل منه أخا
ذلَّ، وقدماً كان فيه جماح
ورمى العدى بضراغمٍ أظفارها
ونيوبُها الأسيافُ والأرماح
نصحتْ له الدنيا فلا غشٌّ لها
وَسَخَتْ به الأيامُ وهي شحاح
فتراه يورق في إرادته الصّفَا
صلداً، ويوري الزند وهو شحاح
من ذا يجاودُ منه كفاً كفُّهُ
والبحر في معروفه ضحضاح
زهد الغناة من الغنى في جوذه
ولراحتيه ببذله إلحاح
كم قيل برّح في العطاء بماله
فأجَبْتُ: هل للطبع عنه بَرَاح
ذمرٌ تروح شموسه وبدوره
وبروجها من معتفيه الراح
وإذا بنو الآمال أخْسَرَ وُسْعُهُمْ
أضحى لهمْ في القصد منه جناح
ولئن محا الاعدام صوبُ يمينه
فالجدب يمحوه الحيا السياح
شهمٌ إذا ما الحرب أضحت حائلاً
أمسى لها بذكوره إلقاح
تطوى على سودِ الحتوف بعزمه
ملمومة ٌ ملء الفضاء رداح
أفلا تبيد من العدى أرواحهم
ولها غدوٌ نحوهم ورواح
متناولٌ قُمُحَ الكماة بأسمرٍ
لدم الأسود سنانه سَفّاح
وكأنَّ طعنته وِجاَرٌ واسِعٌ
فلثعلبِ الخطِّيِّ فيه ضُبّاح
جِزْعٌ يُنَظَّمُ فيه وهو نِصَاح
في مأزق ضنك سماءُ عجاجه
تعلو، وأرضُ حمامه تنداح
أنتم من الأمْلاكِ أرواحُ العُلَى
شَرفاً، وغيركمُ لها أشباح
هذا عَليٌّ وهو بَدْرُ مهابة ٍ
كَلِفٌ به بَصرُ العُلى اللّماح
هذا الذي نصرَ الهدى بسيوفه
ورماحه فمحاه ليس يباح
هذا الذي فازتْ بما فوق المنى
من جوده للمعتفين قداح
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى
فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح
من صَوْنُهُ قُفْلٌ لكلّ مدينة
فإذا عصته فسيفه المفتاح
يا صارمَ الدِّين الذي في حَدِّهِ
موتٌ يبيد به عداه ذباح
طوَّقتني منناً فرحتُ كأنني
بالمدح قمريٌّ إفصاح
وسقَيَتنِي من صَوْبِ مزنك فوْق ما
يروي به قلب الثرى الملتاح
ففداك مَنْ للمالِ أسْرٌ عنده
إذْ لم يَزَلْ للمال منك سراح
وبقيتَ للأعياد عيدا مبهجاً
ما لاحَ في الليل البهيم صباح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأشقر من خيل الدنان وكبته
وأشقر من خيل الدنان وكبته
رقم القصيدة : 13272
-----------------------------------
وأشقر من خيل الدنان وكبته
فأصبحَ في غاية ِ السكر يَجْمَحُ
فألجمتُهُ حتى وَجَدْتُهُ
بما شحّ من حسن الرياضة يسمح
فيا عجباً من روض نارٍ مكلل
بنوّار ماءٍ في الزجاجة يسبح
فحرّ لظاها يلذع الهمّ في الحشا
وطيب شذاها للعرانين يَنْفَح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
رقم القصيدة : 13273
-----------------------------------
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
بخضاب منه فينغر جرحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العمـ
ر فهيهات أنْ يُردّ بربح
عَيبُ شَيْبَ يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ
إن هذا كنكء قرحٍ بقرح
صبغة ُ الله لستُ أستر منها
بيدي في القذال قُبحاً بقبح
كم مُعنى ًّ منه وكم من غريبٍ
بالليالي ما بين قولٍ وشرح
وكأن الخضاب دهمة ُ ليلٍ
تحتها للمشيب غرة ُ صبح[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبيع من الأيام عمري وأشتري
أبيع من الأيام عمري وأشتري
رقم القصيدة : 13274
-----------------------------------
أبيع من الأيام عمري وأشتري
ذنوباً كأني حين أخْسَرُ أربحُ
فهلاَّ أذبت القلب من حرق الأسى
وصَيّرْتُهُ دمعاً من العين يُسفح
وأنّي وفي عقبى الشباب عقوبة ٌ
أُسَرُّ بها ـ بئس السرورُ ـ وأفرح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مشطتُ بالصبح صبحاً
مشطتُ بالصبح صبحاً
رقم القصيدة : 13275
-----------------------------------
مشطتُ بالصبح صبحاً
فزدتُ في الشرح شرحا
وقد خسرتُ حياة ً
غدتْ من الربح ربحا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ
لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ
رقم القصيدة : 13276
-----------------------------------
لحظّك بالعُلى بالفوزِ قِدْحُ
وذكرك في غريب المجد شرحُ
رأيتُ محمدً والناسَ طراً
شكا وشكوا، فلمَّا صحّ صحّوا
مُحِبّكَ في التقى بهدَاكَ يُهْدى
وينحو في العُلى ما أنْتَ تنحو
فَبُلّغْتَ المُنَى فيه وَمَرّتْ
به تلك الليالي وهي صلح
ونلتَ سعادة ً، ما اسودّ ليلٌ
وعينَ كراوَة ٍ، ما ابْيضّ صبح
فَرَفْعُ النجمِ في علياك خَفْضٌ
وَفَيْضُ البحر في نعماك رشح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
رقم القصيدة : 13277
-----------------------------------
رقيقة ُ ماء الحسنِ يَجْرِي بِخدّها
كجري الندى في غض وردٍ مفتَّحِ
تثنت بعطفيها عن العطف وانثنت
كنشوانَ في بَرْدِ الصِبَا مُتَرَنّح
فتحسب منها الرجلَ جاذب أخمصاً
فليس بمعقول ولا بمسرحِ
فقلتُ لها: يا أملح العينِ مشية ً
أمزنة ُ جَوٍّ أنتِ أمْ سَيْلُ أبطح
لقد أسقتِ الأضدادُ منك ملاحة ً
فتى ، روحهُ في الحبّ غيرُ مروح
سخاءٌ بهجرٍ من سمينٍ مُدَمْلَجٍ
وشحٌّ بوصلٍ من هزيل موشَّحِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
رقم القصيدة : 13278
-----------------------------------
أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
ويا مُبْتَدي النّيْلِ الجميل إذا صحا
وفي كلّ أرضٍ من نداه حديقة ٌ
تضوعَ مسكاً نورها وتفتحا
عطاؤك يعفو المحلَ صوباً فعينهُ
تخطّ على آثاره كلّ ما محا
أأفرد بالحرمانِ من كلّ عاطلٍ
تطوّق من نعماك ثم توشّحا
أتَتْنِي على بُعْد النوى منك دعْوَة ٌ
قطعتُ لها بالعزم نَجْدا وصحصحا
ويحتال من أهل القريض مصرِّفٌ
يُهادِي القوافي في امتداحك قُرّحا
وكان عليه الحق ليلاً يجوبه
إليكَ فلما لاَحَ وَجْهُكَ أصبحا
رفعتُ وأصحابي إلى ما يَجِدّهُ
علاك، فَوَقعْ مُمسكاً أو مُسرّحاً[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
رقم القصيدة : 13279
-----------------------------------
سلا أيَّ سلواني أرَى مَصْرَعَ ابْنِهِ
وطالَ لفقد المالِ طولُ نياحِهِ
كذاك حَمَامُ البُرْجِ يُذْبَحُ فَرْخُهُ
فيسلو ويأسى عندَ قصّ جناحه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
رقم القصيدة : 13280
-----------------------------------
ومن راقصاتٍ ساحباتٍ ذيولَها
شوادٍ، بمسكٍ في العبير تَضَمّخُ
كما جَرّرَتْ أذيَالَها في هديلها
حمائمُ أيكٍ أو طواويسُ تبذخُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا جنة َ الوصل التي
يا جنة َ الوصل التي
رقم القصيدة : 13281
-----------------------------------
يا جنة َ الوصل التي
حفّتْ بها نارُ الصّدودِ
من لي بريَّاكِ التي
فتقتْ بريحان الخلود
ومجاجّة ٍ شهدية ٍ
تجنى من البرد البرود
وارحمتا، وأنا العبيـ
ـد، من الهوى لشجٍ عميد
يرمي ولكن لا يفي
برماية الغرض البعيد
من المقيم على الصعيـ
ـد إلى الغزالة ِ بالصعود[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
رقم القصيدة : 13282
-----------------------------------
هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
وماءُ الصِّبا مُورِقٌ منه عُودي
فطمتُ ولي ولعٌ بالعلى
أُجارِي الصِّبا في مداها المديد
وما زلْتُ وطأً فُوَيْقَ السِّماك
إلى قطبِها ناظراً في صعود
وما يُورِدُ الشيخَ إلاَّ الذِي
تلوحُ شمائلهُ في الوليد
حفظتُ الدُّمى لهوى دُمية ٍ
ويُحفظُ للبيتِ كلّ القصيد
ولكنْ رأيتُ العلى ضرَّة ً
تنافرُ كلّ فتاة ٍ خرود
فثرت وثارتْ معيْ هِمَّة ٌ
قيامي لَها فارغٌ مِنْ قعود
وما نَوَّمَتْ عَزْمَتِي بلدة ٌ
تنبّهُ في الغمر عجزَ البليد
ولا طفلة ُ العيش وهنانة ٌ
أروجٌ بنفحة ِ مسكٍ وعودِ
تُوَدِّعُ للبينِ كفاً بكفٍّ
ونحراً بنحرٍ وجيداً بجيد
ومنْ يطلب المجدَ ينزلْ إلى
قَرا النّهد عن نَهدِ عذراء رود
ويَرْمِ على الخوفِ عَزْماً بعَزْمٍ
وليلاً بليلٍ وبيداً بيد
ولله أرضي التي لم تزل
كناس الظباء وغيل الأسود
فمن شادن بابلي الجفون
نفور الوصال أنيس الصدود
يديرُ الهوى منه طرفٌ كليلٌ
يَفُلّ ذلاقة َ طَرْفَي الحديد
ومن قسورٍ شائكِ البرثُنينِ
له لبدة ٌ سُردَتْ من حديد
يصولُ بمثلِ لسانِ الشُّواظِ
فيولِغُهُ في نجيع الوريد
زبانية ٌ خُلقوا للحروب
يشبّون نيرانها بالوقود
مشاعرهم مرهفاتٌ بنين
لهدّ الجماحم من عهد هود
همْ المخرجون خبايا الجسوم
إذا ضرَبُوا بخبايا الغمود
هم المائلون على الحاقدين
صدورَ رماحهم بالحقود
نجومٌ مطالعها في القَنَا
ولكنُ مغاربها في الكبود
تخطّ الحوافرُ من جُرْدِهِمْ
محارِيب مبثوثة ً في الصعيد
تخرّ رؤوس العدى في الوغى
لها سُجّدا، يا له من سجود
وبرقٍ تألقَ إيماضه
كخفقِ جناحِ فؤادٍ عميد
يريك التواء قسي الرماة
إذا ما جذين بنزع شديد
سقى الله منه الحمى عارضاً
يقهقه ضاحكه بالرعود
مُكَرَّ الطرادِ، وثَغْرَ الجهادِ،
ومُجْرَى الجيادِ، ومأوَى الطريد
بحيث تقابل شوساً بشوس
وغراًّ بغرٍّ وصيداً بصيدِ
وأجسامُ أحيائهمْ في النّعيمِ
وأرواح أمواتهم في الخلود[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
رقم القصيدة : 13283
-----------------------------------
حَسّنْ غِذاءَكَ واعتمدْ
منه على وقتٍ وحَدْ
فالنفس تهزل بالمأ
كلَّما سَمِنَ الجسدْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
رقم القصيدة : 13284
-----------------------------------
نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
أي در لنحور لو جمد
لؤلؤٌ أصدافه السحب التي
أنجز البارق منها ما وعدْ
منحتهُ عارياً من نكدٍ
واكتساب الدُّرَّ بالغوص نكد
ولقد كادَتْ تَعاطَى لَقْطَهُ
رغبة ً فيه كريمات الخُردْ
وتحلّي منه أجياداً إذا
عَطِلتْ راقتكَ في حلي الغيدْ
ذَوّبَتْهُ من سماءٍ أدْمُعٌ
فوق أرضٍ تتلقاه بخد
فَجَرَتْ منهُ سيولٌ حولَنَا
كثعابين عجالٍ تطّرد
وترى كلَّ غدِيرٍ مُتأقٍ
سبحت فيه قوارير الزبد
من يعاليلَ كبيضٍ وُضِعَتْ
في اشتباك الماءِ من فوق زرد
أرّق الأجفان رعدٌ صوتهُ
كهديرِ القَرْمِ في الشّوْلِ حَفَد
باتَ يجتابُ بأبكارِ الحيا
بلدا يُرْوِيهِ مِنْ بَعْدِ بلَدْ
فهو كالحادي روايا إن وَنَتْ
في السرى صاح عليها وجلد
وكأن البرق فيها حاذفٌ
بضرام كلّما شبّ خمد
تارة ً يخفو ويخفى تارة ً
كحسامٍ كلَّما سُلّ غُمِدْ
يَذْعَرُ الأبْصارُ محمرّا كما
قلب الحملاق في الليل الأسد
وعليلِ النبت ظمآن الثرى
عرّج الرائد عنه فزهد
خلع الخصب عليه حُللاً
لبديع الرقمِ فيهنَّ جُدد
وسَقاهُ الريَّ من وكّافَة ٍ
فَتَحَ البرقُ بها اللّيلِ وسَدْ
ذاتِ قطْرٍ داخلٍ جَوْفَ الثرى
كحياة ِ الروح في موت الجسد
فتثنَّى الغصنُ سكرا بالنَّدى
وتغنّى ساجعُ الطير غرد
وكأنَّ الصبحَ كَفٌّ حَلَلَتْ
من ظلامِ اللّيلِ بالنورِ عُقَد
وكأنّ الشمس تجري ذهبا
طائراً في صيده من كل يد[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
رقم القصيدة : 13285
-----------------------------------
خَطْبٌ يهزّ شواهقَ الأطوادِ
صَدَعَ الزّمان به حصاة َ فؤادِي
ومصيبة ٌ حَرُّ المصائب عندها
بردٌ بحُرقتها على الأكباد
وكأنما الأحشاء من حسراتها
يُجْذَبْنَ بينَ براثِنِ الآسَاد
كُبَرُ الدّاوهي رحلت بحلولها
قَرْماً. لقد قَرَعَتْ قريعَ أعادِي
سكنتْ شقاشقهُ وكان هديره
يستك منه مسامعُ الحسّادِ
وكأنَّما في الترب غيَّضَ غيضها
لحداه ورداً عن ورود صواد
نُحِرَتْ شؤوني بالبكاءِ عليه أمْ
عُصرت مدامعها من الفرصاد
لم أنتفع بالنفس عند عزائها
فكأنها عينٌ بغير سواد
هذا الزمان على خلائقه التي
طَوَتِ الخلائِقَ من ثمودَ وعاد
لم يبق منهم من يشبّ لِقَرِّهِ
بيديه سقطاً من قداح زناد
يَفْنَى ويُفْنِي دهرُنا وصروفه
من طارقٍ أو رائحٍ أو غاد
فكأنَّ عينك منه واقعة ٌ على
بطلٍ مُبِيدٍ في الحروب مُباد
والنَّاسُ كالأحلام عند نواظر
ترنو إليهمْ، هي دارُ سهاد
سَهَرٌ كرى مُقَلٍ تخافُ من الرّدَى
للخوف هجرُ الطير ماءَ ثماد
والعمرُ يُحفَزُ بين يومٍ سابقٍ
لا يستقر، وبين يومٍ حاد
دنيا إلى أُخْرى تُنَقِّلُ أهْلَها
هل تتْركُ الأرواح في الأجساد
وكأنَّهن صوارمٌ، ما فعلها
إلا من الأجسام في أغماد
حتى إذا فُجعتْ بها أشباحها
بقيتْ لفقد حياتها كجماد
والموتُ يُدرِكُ والفرار مُعقِّلٌ
من فرَّ عنه على سَرَاة جواد
وينالُ ما صدعَ الهواء بخافقٍ
موتٌ، ومن قطع الفلا بسهاد
ويسومُ ضيماً كلَّ أعصمَ شاهقٍ
ريبُ المنون، وكلّ حية ِ واد
وهزبرَ غابٍ يحتمي بمخالبٍ
يُرْهَفْنَ من غير الحديد، حداد
يسري إلى وجه الصباح، وإنما
مصباحهُ من طرفه الوقّاد
أو لا ولم يُبْلِ الحِمَامُ بشبله
وعنادُهُ بالدلّ غيرُ عناد
وأخو الهداية ِ راحلٌ جَعَلَ التقى
زاداً له فتقاه أفضل زاد
أنا يا ابن أختى لا أزالُ أخا أسى ً
حتى أوَسَّدَ في الضريح وسادي
إني امرؤ مما طُرقت مهيَّدٌ
بفراق أهلي وانتزاح بلادي
أودى الغريبُ بعلَّة ٍ تعتاده
بالكرب، وهي غريبة العوّاد
أمَلٌ وعدت به، وأوعدني الرّدى
فَبهِ يُجَذّ الوعدُ بالإيعاد
حيٌّ ومَيْتٌ بالخطوب تباعَدا
شتانَ بين بعاده وبعادي
نعيٌ دُهيتُ به فمتّ وإنْ أعِشْ
خَلْفَ المنون فلم أعش بمرادي
ما ثُلّمَ السيفُ الذي جَسَد الثرى
أمسى له جفناً بغير نجاد
عضبٌ يكون عتاد فارسه إذا
ما سلّهُ. والعضبُ غير عتاد
قد كان في يُمنى أبيه مصمماً
يعتدهُ يومَ الوغى لجلاد
أعززْ عليّ برونقٍ يبكي دماً
بتواترِ الأزمان والآباد
وأقول بدرٌ دبّ فيه محاقُهُ
إنّ الكمال إليه غير معاد
إن غاب في جدثٍ أنار بنوره
فبفقدِ ذاك النور أظلمَ نادي
واستعذبته المعضلاتُ لأنَّها
مستهدفاتُ مقاتِلِ الأمجاد
لو أخرته منية ٌ لتقدمت
في الجود همّتُهُ على الأجواد
ولكان في دَرْسِ العلومِ وحفظها
بين الأفاضل مبدأ الأعداد
إنّ المفاخر والمحامد، سِرها
لذوي البصائر في المخايل باد
زينُ الحضور ذوي الفضائل غائبٌ
يا طولَ غيبة ِ مُعْرِضٍ مُتَمَاد
هلاِّ حَمَتْهُ عناصرُ المجد التي
طابتْ من الآباء والأجداد
ومكارمٌ بُذلت لصون نفوسهم
معدودة ٌ بالفضل في الأعداد
منقولة ٌ منهم إلى الأولاد
من معرقِ الطرفين، مركزُ فخره
بيتٌ، سماءُ عُلاهُ ذاتُ عماد
المنفقون بأرضهم أعمارهم
ما بين غزوٍ في العدى وجهاد
أذْمارُ حربٍ في سماءِ قتامِهِمْ
شهبٌ طوالع في القنا المياد
وبوارقٌ تنسل مِنْ أجفانها
ورق لزرعِ الهامِ ذاتُ حصاد
فزع الصريخُ إليهمُ مستنجداً
فبهم ومنهم شوكة الأنْجَاد
أُسْدٌ لَبُوسُهُمُ جلودُ أراقمٍ
بُهِتَتْ لرؤيتها عيونُ جَرَاد
يا عابد الرحمن حسبك رحمة ً
وفّى لها بالعهد صوب عهاد
بحلاوة اسمك للمنون مرارة
طُرِحَتْ بِعَذْبِ الوِرْدِ للورّاد
إني أنادي منكَ غيرَ مُجاوبٍ
ميتاً، وعن شوقٍ إليك أنادي
في جوف قبر مفرد من زائر:
قبرُ الغريب يُخَصّ بالإفراد
ما بين مَوْتى في صباح عَرَّسُوا
لإعادة ٍ بالبعث يومَ معاد
بين الألوف عفيَّة ً أرسامهم
ولرسمه قبر من الآحاد
أوّلم يكن بقراط دون أبيك في
داءٍ يُعَدُ لَهُ المريضُ عِداد
وأدقّ منه فكرة ً حسبيَّة ً
حكميَّة َ الإصدارِ والايراد
هلاَّ شَفى سَقَماً فوقَّفَ برؤهُ
موتاً تمشى منك في الأبراد
هيهات كان مماتُ نفسك مثبتاً
بيدِ القضاء عليك في الميلاد
قصَرَتكَ كالممدود قَصْرَ ضرورة ٍ
وعدتكَ عن مدّ الحياة عواد
وشربتَ كأساً نحن في إيراقها
إذ أنت منها في طويل رقاد
وتركتَ عِرسك، وهي منك جنازة ٌ
ولباسَ عرسك، وهو ثوبُ حداد
أهْدِي إلَيك مكانَها حوريَة ً
مُهدٍ، وذاك الفضل فضلُ الهادي
عندي عليك من البكاء بحسرة ٍ
ماءٌ لنار الحزن ذو إيقاد
ونياحُ ذي كَمَدٍ يذوب به إذا
رفع الرثاء عقيرة الإنشاد
وتخيلٌ يحييك في فكري، فذا
مَسعاكَ في بِرِّي ومحض ودادي
قد كان عيدك، والحياة على شفا
من قطع عمرك، آخر الأعياد
أرثيك عن طبعٍ تَجَدْوَلَ بَحْرُهُ
بعدَ الغياب وكثرة الأولاد
أنا في الثمانين التي فشلت بها
قيدي الزمانة ، عند ذلّ قيادي
أمشي دبيباً كالكسير وأتقي
وثباً على من الحِمام العادي
ذبلت من الآداب روضيَ التي
جُليت نضارتها على الرواد
لو كنتَ بعدي لافتديت بأنْفُسٍ
وبما حوت من طارف وتلاد
فاصبر أبا الحسن احتسابَ مُسْلِّمٍ
لله أمرَ خواتم ومبادي
فلقد عهدتُك، والحوادث جَمَّة ٌ
وشدادهنَّ عليك غيرُ شداد
أوَليس إبراهيم، نجلُ محمدٍ،
بالدفن صار إلى بلى ونفاد
ردّ النبيُّ عليه تربة َ لحده
بيد النبوَّة ُ، وهي ذات أيادي
فتأسّ في ابنك بابنه، وخلاله،
تَسْلُكْ بِاأسوَتِه سبيلَ رَشاد[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
رقم القصيدة : 13286
-----------------------------------
نحنُ في جَنَّة ٍ نُباكِرُ منها
ساحِلِيْ جَدْوَلٍ كَسِيفٍ مُجَرَّدْ
صَقَلَتْ مَتْنَهُ مداوسُ شمسٍ
من خلال الغصون صقلاً مجدَّد
ومدامٍ تطيرُ في الصحن سُكرا
فتُحلّ العقُودُ منها وتعقد
جسمها بالبقاءِ في الدنّ يبلى
وقُواها مع اللّيالي تَجَدَّدْ
وإذا الماءُ غاصَ في النار منها
أخرجَ الدُّرَّ من حباب منضد
يا لها من عصيرِ أوّلِ كَرمٍ
سكر الدّنُّ منه قدما وعربد
جنَة ٌ مَجّتِ الحيا إذا سقاها
مصلحٌ من غمامه غيرُ مفسد
قد لبسنا غلائلَ الظلّ فيها
معلمات من الشعاع بعسجد
ورأينا نارنجها في غصون
هزّت الريح خضرها فهي ميّدْ
ككراتٍ محمّرة ٍ من عقيق
تدّريها صوالجٌ من زبرجد
وكأن الأنوار فيها ذُبالٌ
بسليط من الندى تتوقد
وكأنَّ النّسيم بالفرج يُفْشِي
بين روضاتها سرائرَ خُرّد
حيثُ نُسقى من السرور كؤوساً
ونغنّى من الطيور ونُنشدْ
ذو صفيرٍ مرجّع أو هديل
أسَمِعْتُمْ عن الغصن ومَعْبّد
شادياتٍ تمسي الغصونُ وتضحي
رُكّعاً للصِّبَا بهن وسجّد
كان ذا والزمان سمحُ السجايا
ببوادٍ من الأماني وعُوّد
والصِّبا في معاطفي، وكأني
غُصنٌ في يد الصِّبا يتأوّد[/font]

[font=&quot]

[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
رقم القصيدة : 13287
-----------------------------------
ومضمنٍ راحاً يشف زجاجه
عن ماءِ ياقوتٍ بدُرٍّ يُزْبِدُ
جامٌ يجمِّعُ شربُهُ لذّاتِنا
وعقولنا بالسكر منه تُبّدَّدُ
ويخفّ ملآنَاً ويثقُلُ فارغاً
كالجسم تُعدَمُ روحُهُ أو تُوجَدُ[/font]

[font=&quot]

[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
رقم القصيدة : 13288
-----------------------------------
هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
من لوعة ٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ
أم أنتِ في الفَتَكَاتِ لا تخشينَ في
قتلِ العبادِ عقوبة َ المعبود
إن كان لا تنبو سيوفكِ عن حشا
صبٍّ فليس حدادها بحديد
قلْ كيف تعطفُ بالوصال لعاشق
من لا تجودُ له بِعَطْفَة ِ جيد
لو بتّ مغتبقاً مدامة َ ريقها
لخشيتُ صارمَ جفنها العربيد
إن شئتَ أن تطوي على ظمأٍ فَرِدْ
ماءَ المحاسن فوْقَ وَجنَة ِ رُود
غيداءُ يُسْقِمُ بالملاحة ِ دَلُّهَا
جسمَ العميد، كذاك دلّ الغيد
كَتَبَتْ لها وصلاً إشارة ُ ناظري
فمحاهُ ناظرُ طرفها بصدود
ولقد يَهيجُ لِيَ البكاءَ صبابة ً
شادٍ مطوَّقُ آلة ِ التّغرِيد
باتت سواري الطلّ تضرب ريشهُ
بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريد
غنى على عودٍ يميس به كما
غنى التقابل معبدٌ في العود
والليل قوّضَ رافعاً من شبهه
بيضَ القباب على نجائب سود
والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ
ما كانَ في الآفاقِ ذا تبديد
زَهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فكأنَّها
سرجُ المشاكي عولجت بخمود
كأزاهر النوار تقطفها مهاً
من كلّ مخضرِّ البقاع مَجُود
كأسِنَّة ٍ طعَنَتْ بها فرسانُها
ثم امتسكن عن القنا بكبود
كعيون عُشَّاقٍ أباحَ لها الكرى
مَنْ كان عَذَّبَهُنّ بالتسهِيد
والصبحُ يبرقُ كرّة ً في كرّة ٍ
مثلَ استلالِ الصارِمِ المغمود
وتفرّقت تلك الغياهبُ عن سنا
فلقٍ يُفلّقُ هامها بعمود
إني خبرتُ الدهر خُبْرَ مُجَرِّبٍ
وكلمتُ غاربهُ بحملِ قتود
فالحظّ فيه طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ
بالجهل، من نور العلوم بليد
والحمدُ في الأقوام غير مُسلَّمٍ
إلاّ لأحمدَ ذي العلى والجود
من لا يجود على العفاة ِ بطارفٍ
حتى يجودَ عليهم بتليد
خرقَ العوائد منه خِرقٌ، سيبهُ
ثرُّ الغمائم مورقُ الجلمود
يأوي إلى شرفٍ تقادمَ بيته
أزمانَ عادٍ في العلى وثمود
مترددٌ في ساميات مراتبٍ
والبدرُ في الأبراج ذو تغريد
كالشمسِ يَبْعُدُ في السماء محلَّها
وشعاعها في الأرض غيرُ بعيد
يلقى وجوهَ المعتفين بغُرّة ٍ
بسَّامة ٍ ويدٍ تَسُح بجود
ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذَمّة ٍ
وعطاؤه بالمطل غيرُ شريد
في ربعه روضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ
أبداً مُصاقِبُ منهلٍ مورود
وكأنَّما لِلّيْلِ فيه مدارجٌ
عند التقاء وفودِهِ بوفود
سبقَ الكرامَ وأقبلوا في إثره
كسنان مُطّردِ الكعوب مديد
متصرّفُ الكفّيْنِ في شُغُلِ العُلى
لم يخلُ من بذلٍ ومن تشييد
والمجدُ لا تُعْلِي يَداك بنَاءَهُ
إلاَّ بمالٍ بالندى مهدود
يا ابن السيادة والرياسة والعلى
وعظيم آباءٍ، عظيم جدودِ
خُذْهَا كمنتظم الجمانِ غرائباً
تُروي قصيدتها بكلّ قصيد
نِيطَتْ عليك عقودهُما ولطالما
نُظِمَتْ لأجيَادِ الملوك عقودي[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
رقم القصيدة : 13289
-----------------------------------
ولما تلاقينا وأثْبَتَ عندها
نحولي وتبريحي من الحبّ ما عندي
خلعنا على الأجياد أطواق أذرعٍ
كأنَّ لنا روحين في جَسَدٍ فَرْد
كأنّ عناقَ الوصل لاحَمَ بينَنَا
بريحٍ ونارٍ من زفيري ومن وجدي
ولما أتاني الصُبحُ ذُبْتُ ولم تَذُبْ
فيا لك من شوقٍ خصصتُ به وحدي[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
رقم القصيدة : 13290
-----------------------------------
وراقصة ٍ بالسحر في حركاتها
تقيمُ به وزن الغناء على حدِّ
منغِّمة ٌ ألفاظها بترنمٍ
كسا معبداً من عزِّهِ ذلّة َ العبد
تدوسُ قلوبَ السامعين برَخْصَة ٍ
بها لقطت ما للُّحون من العدِّ
بقدٍّ يموت الغصنُ من حركاته
سكوناً، وأين الغُصْنُ من بَرَهِ القد
وتحسبها عمَّا تشير بأنملٍ
إلى ما يلاقي كلّ عضوٍ من الوجدِ
بنا لا بها ما تشتكي من جَوَى الهوى
وأدمع أشواقٍ مخدِّدة ِ الخدِ[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
رقم القصيدة : 13291
-----------------------------------
ومودع في المطايا لَسْعَة ً حمة
فيزعج الروحَ تعذيباً من الجسدِ
يُغْشِي السوامَ مناقيرا فتحسبها
مباضعاً مدمياتٍ كلَّ مفتصد
يحكّ من دمها القاني يدا بيدٍ
حكّ الظريف بحنَّاءٍ بنانَ يد[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
رقم القصيدة : 13292
-----------------------------------
تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
على بعدِ عهدٍ بالصبا والمعاهد
وعطفُ قلوبٍ من دُماها بمنطقٍ
كفيلٌ بتأنيسِ الظباءِ الشوارد
ذكرتُ الصبا والحانيات على الصبا
وهنّ لأجساد الصبا كالمجاسد
فبرّح بي شوقٌ إليها معاوِدٌ
وناهيك من تبريحِ شوقٍ معاود
على حينِ لم أركبْ عتاقَ صبابتِي
ولا ذُعِرْتُ في سِربْهنّ طرائدي
متى تصدرُ الأحلامُ من غير فتنة
ومن غرضِ الأحداق بيض الخرائد
لقد رادني روضاً من الحسن ناظري
فلي محلُ جسمٍ جرهُ خِصبُ رائدي
وأصبحتُ من مسك الذوائب ذائباً
أما يقتلُ الآساد سمُّ الأساود
وإني لذو قلب أبيٍّ حملته
ليحمل عني مثقلات الشدائد
فلا غرو إن لانت لظبيٍ عريكتي
أنا صائدُ الضرغام والظبي صائدي
أيا هذه استبقي على الجسم، إنَّني
كثيرٌ سقامي حيث قلَّت عوائدي
مُسَاءٌ ببينٍ فرَّقتنا صروفه
عباديد إلاَّ في علوَّ المقاصد
ظلمنا المطايا ظلم أيامنا لنا
لكلّ على الساري به صدر حاقد
تكلفنا الهمَّات نيل مرادها
ومن للمطايا باتصال الفراقد
مقاودها تفني قواها كأنها
مكاحل يفنى كحلها بالمراود
وليلة أعطينا الحشاشات فضلة
من النوم صرعى بين غُبر الفدافد
وقد وردت ماءَ الصباح بأعينٍ
نوائم في رأي العيون، سواهد
فقلت لأصحابي ارفعوا من صدورها
فقد رفع الإصباح راية َ عاقد
إذا نظمت شمل المنى بمحمدٍ
نثرنا على علياه درّ المحامد
وأضحت لديه معتقاتٍ ومتعت
بخضر المراعي بين زرق الموارد
همامٌ يهز الملكُ عطفيه كلما
علا الناس منه كعبُ أروعَ ماجد
وأكبرُ يأوي من ذؤابة ِ يعربٍ
إلى ذروة البيت الرّفيع القواعد
تلاقى الملوك الغرّ حول سريره
فمن راكع مضغيْ الجفون وساجدِ
يكفُّون أبصاراً عن سميدع
تديمُ إليه الشمس نظرة حاسد
إذا اقتادَ جيشاً ساطعَ النقع أنذرتْ
طلائعُهُ جيشَ العدو المكابد
ومن يكُ بالنصرِ العزيزِ مؤيَّدا
مِنَ الله لا ينصبْ حبالَ المكايد[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
رقم القصيدة : 13293
-----------------------------------
ومنغمسٌ في صبغة الليل يمتطي
إلى آجل الآساد قَيْدَ الأوابد
يختم يمناه قبيعة ُ صارم
لما قد طغى من سنبلِ الهام حاصد
يكر فكم جسمٍ على الأرض ساقطٍ
صريعٍ وكم روحٍ إلى الجوِّ صاعد
وأسدٍ تصير الأسدُ كالبهمِ عندها
إذا ما الظبي خطَّت ربوعَ القلائد
أطلتَ، وقد حان الجلادُ، سكونها
بقولك للأبطال: هل من مجالد؟
وردتَ فكم حظٍّ من الفضل باهرٍ
لديك وكم خفضٍ من العيش بارد
ثناؤك في الآفاق أركبني المنى
وغرّبني عنْ موطني المتباعد
وقد قِسْتُ أعوامي التي سلفت فما
وَفينَ بيومٍ من لقائك واحد[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
رقم القصيدة : 13294
-----------------------------------
أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
وهو من جنس عيونِ الخرد
وبكتْ فالدمعُ في وجنتها
كجمان الطلِّ في الورد الندي
ما الذي يُبكي بحزنٍ ظبية ً
فَتَكَتْ مقلتها بالأسد
والظباء الحور، إمَّا قَتَلَتْ
لحظاتُ العين منها، لا تَدِي
غادة ٌ إن نيط منها موعدٌ
بغدٍ فرَّ إلى بعد غد
هكذا عندي يجري مطلها
بخلاف عندها مطرد
وهي من عُجْبٍ ومن تيه لها
كبدٌ تُرحمُ منها كبدي
ذات عينٍ بالهوى نابعة ٌ
ضلّ في الحبِّ بها من يهتدي
وهي نجلاءُ حكاها سعة ً
رَبِيَتْ في حجره كالولد
لا يذوق الميلُ فيها إثمداً
ما لأحداق المها والإثمد
قذفتْ حبّة َ قلبي في يالهوى
هل رأيتَ الجمرَ في المفتأد
سحرها وحيٌ بنجوى ناظرٍ
ذو نُفاثٍ للنهى في عقد
ما لآسٍ في محبٍّ عَمَلٌ
غيرُ داءِ الروح داءُ الجسد
خفيَ البرُء على ألطافه
وهو في بعض ثنايا العوّد
إن في ظلمِ ظلومٍ لجنى
شُهُدٍ، واهاً لذاك الشُّهد
ذاب لي بالراحِ منها بَرَدٌ
هل يكون الراح ذوبَ البرد
هاتها صفراء ما اخترتُ لها
أُفُقَ الشمس على أُفُقِ يدي
خارجٌ في راحتي مقتنصٌ
كل همّ كامنٍ في خلدي
جَرّدَ المزجُ عليها صارماً
فاتَّقهُ بدموع الزبد
عُتِّقَتْ ما عتقت في خَزَفٍ
برداءِ القار فيه ترتدي
حيث أبلى جسمَها لا روحَها
مرُّ أيامِ الزمانِ الجدد
ما أطاقَ الدهرُ أنْ يسلبَها
أرَجَ المسك ولونَ العسجد
فاقْضِ أوطارَ اللذاذاتِ على
نقرِ أوتارِ الغزال الغرد
فلحونُ العودِ والكاسُ لنا
والندى والبأس للمعتمد
مَلِكٌ إن بدأ الحمدُ به
خَتَمَ الفخرُ به ما يبتدي
معرقٌ في الملك موصولاً به
شرفُ المجد ومحضُ السؤدد
من غدا في كلّ فضلٍ أوحداً
ذلك الأوحدُ كلّ العَدَد
من حمى الإسلام من طاغية ٍ
كان منه في المقيم المقعد
وكستْ أسيافُه عارية ً
ذلّ أهلِ السبتِ أهلَ الأحد
ذو يدٍ حمراءَ من قتلهم
وهي عند الله بيضاء اليد
تقتدي الأملاكُ في العدل به
وهو فيه بأبيه يقتدي
كيفَ لا يُملي على الناس العُلى
مستمدٌّ من على المعتضد
عارضٌ ينهل بالوبل إذا
كان للعارضِ كفّ الجلمد
وهصورٌ يفرسُ القِرْنَ إذا
جَرّدَ المرهفَ فوق الأجرد
قَوّمَتْ عزمتهُ عن نيَّة ٍ
من منار الدين ميلَ العمد
لا تلمهُ في عطاياه التي
إن ترم منهنّ نقصاً تزدد
فنداهُ البحرُ، والبحر متى
تعصفِ الريحُ عليه يُزْبد
ومحالٌ نقلكَ الطبعَ الذي
كان منه في كريم المولد
كم لُهامٍ جَرَّ في أوّلِهِ
رمحه فهو له كالمقود
وليوث صال فيهم فانثنوا
وضواريهم له كالنّقَد
بحسام مطفىء ٍ أرواحهمْ
بشواظ البارق المتقد
لِغراريهِ على هاماتهم
من شرار القدح ما في الزنَد
كم تغنَّى بالمنايا في الطلا
ظبتاه، عن أغاني معبد
وسنان مشرعٌ في صَعْدة ٍ
كلسانٍ في فم الأيم الصدي
في سماء النقع منه كوكب
طالعٌ في يَزَنِيٍّ أملد
أبداً يدعو إلى مأدبة ٍ
حُوّمُ الوحش عليها تغتدي
يا بني البأس: مَنِ الذِّمْرُ الذي
جاءَ في كاهلِ عَزْم أيّد؟
شَيّبَ الحرب اقتحاماً بعدما
يرعفُ اللهذم في راحته
كلما شمَّ قلوبَ الأُسُد
سمهريّ أحرقتْ شعلتهُ
كلّ روحٍ في غدير الزّرَد
أنت ذاك الأسد الورد فهل
كانَ في رمحك سَمّ الأسْوَدِ
أعناقُ البهمِ استحسنته
وهو بَرْدٌ أم عِتاقُ الجُرُد
دمتَ في الملك لمعنى مادحٍ
ينظم الفخر، وجدوى مجتد
وبنات من فضيح مُفْلِقٍ
يَشهَدُ الفضلُ له في المشهد
فهو بالإحسانِ في ألفاظها
محسنٌ صَيْدَ المعاني الشّرّد
في بيوتٍ أذنت فيها العلى
لك بالتقريظ في كلّ ند
قد تناهى في عروضٍ فهي لا
يعرض الهَدْمُ لها في المُسْنَد
فإذا أثنَتْ عليكم فتقت
لكمُ مِسْكَ الثّناءِ الأبدِي
وإذا استَحْيَتْ من المجدِ أتَى
مُعْرِباً عنها لسانُ المنشد[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
رقم القصيدة : 13295
-----------------------------------
صدّتْ وبدرُ التِّمّ مكسوفٌ به
فحسبت أنّ كسوفهُ مِنْ صَدّها
والبدر قد ذهبَ الخسوفُ بنوره
في ليلة ٍ حَسَرَتْ أواخر مدِّها
فكأنّه مرآة ُ قيْنٍ أحميتْ
فمشى احمرار النارِ في مُسْودّها[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
رقم القصيدة : 13296
-----------------------------------
قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
لا يستطيع لنارهِ إخمادا
وثنت مليحاتُ التلفّتِ سَلْوَة
عن شخصه الألحاظَ والأجيادا
ولربّما فَرَشَتْ لزائر لحظِهِ
وردَ الخدودِ مَحَبَّة ً وودادا
إن صادقَتْهُ زمانَ صادَقَهُ الصّبا
فهي التي عادَتْهُ لمَّا عادى
أترى بياض الشيبِ ماءً غاسلاً
في العارضين وللشباب سوادا
خانَتْ سعادُ، وقد وَفَى لك لونُها،
لو خان ما وفّى ملكتَ سعادا
أكثرتَ من ذكر الفتَاءِ وقلَّمَا
تُعطي لذي الذّكرِ الفتاة ُ قيادا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
رقم القصيدة : 13297
-----------------------------------
ومنقطعٍ بالسبقِ من كلّ حلبة ٍ
فتحسبه يجري إلى الرهن مُفْردا
كأنَّ له في أُذْنِهِ مُقْلَة ً يَرَى
بها اليوم أشخاصاً تمرّ به غدا
تُقيَّدُ بالسبق الأوابد فَوْقَهُ
ولو مرّ في آثارهنّ مقَيَّدا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
رقم القصيدة : 13298
-----------------------------------
تفشي يداكَ سرائر الأغمادِ
لقطافِ هام واختلاءِ هوادِ
إلاَّ على غزو يبيدُ به العدى
لله من غزو له وجهاد
وعزائمٍ ترميهمُ بضراغم
تستأصل الآلاف بالآحادِ
من كلّ ذِمْرٍ في الكريهة ِ مُقدمٍ
صالٍ لحرّ سعيرها الوقّادِ
كسنادِ مسمَرة ٍ وقسورِ غيضَة ٍ
وعُقَابِ مَرْقَبَة ٍ، وَحيَة ِ وادِ
وكأنهم في السابغاتِ صوارم
والسابغات لهم من الأغمادِ
أسد عليهم من جلود أراقمٍ
قُمُصٌ أزرّتها عيونُ جراد
ما صونُ دينِ محمدٍ من ضَيْمهِ
إلاّ بسيفكَ يومَ كلّ جلاد
وطلوعِ راياتٍ، وقودِ جحافلٍ
وقراع أبطالٍ، وكرّ جياد
ولديكَ هذا كلّهُ عن رائحٍ
من نصْرِ ربّكَ في الحروب، وغاد
إن اهتمامَكَ بالهدى عن همّة ٍ
علويّة الاصدارِ والايرادِ
وإقامة ُ الأسطولِ تؤذنُ بَغْتَة ً
بقيامة ِ الأعداءِ والحسَّادِ
والحربُ في حربيّة ٍ نيرانُها
تطأُ المياهَ بشدّة ِ الإيعاد
ترمي بنفط طيف يُبقي لفحُهُ
والشمّ منهُ مُحَرّقُ الأكباد
وكأنَّما فيها دخان صواعقٍ
مُلِئَتْ من الإبراقِ والإرعاد
لا تسكنُ الحركاتُ عنكَ إنها
لخواتم الأعمال خيرُ مبادي
وأشدّ مَنْ قَهَرَ الأعادي مِحْرَبٌ
في سلمه للحربِ ذو استعداد
سيثيرُ منكَ العزمُ بأساً مهلكاً
والنَّارُ تنبع عن قِدَاحِ زناد
وغرارُ سيفك ساهرٌ لم تكتحل
عينُ الردى في جفْنه برقاد
وزمانُك العاصي لغيركَ، طائعٌ
لك، طاعة َ المنقادِ للمقتادِ
ونرى يمينك، والمنى في لثمها
في كلّ أفقٍ بالجنود تُنادي
من كان عن سَنن الشجاعة والندى
بئس المضلّ فأنت نعم الهادي
هل تذكر الأعلاج سبيَ بناتها
بظُباً جُعِلنَ قلائدَ الأجياد
من كلّ بيضاء الترائب غادة ٍ
تمشي كغُصْنِ البانَة ِ المَياد
مجذوية ٍ بذوائبٍ كأساودٍ
عبثتْ بهنّ براثن الآساد
من كلّ ذي زَبَدٍ علته سُفْنُهُ
يخرجنَ من جسدٍ بغير فؤادِ
ثعبان بحرٍ، عضُّهُ بنواجذ
خُلِعَتْ عليه من الحديد، حِداد
يُبْدِي منه سقطَ حمامة ٍ
ببياضه في البحر جريُ سواد
وكأنما الريحُ التي تجري به
روحٌ يحرّك منه جسمَ جماد
يا أيها الممضي قواهُ وحزمَهُ
ومحالفُ التأويب والإسآد
هذا ابنُ يحْيَى ذو السماح جنابُهُ
مُسْتَهدَفٌ بعزائم القصّاد
فرِّغْ من السْيْرِ الرذيَّة َ عنده
تملأ يديكَ بطارفٍ وتلاد
مَلِكٌ مَفَاخِرُهُ تَعَدّ مفاخرا
لمآثرِ الآباءِ والأجدادِ
ومراتعُ الروّاد بينَ رُبُوعِهِ
محفوفة ٌ بمناهِلِ الوُرّادِ
ثبتتْ قواعدُ مُلْكِهِ فكأنَّما
أرساه ربّ العرشِ بالأطواد
وطريدهُ، من حيثُ راحَ أو اغتدى
في قبضة ٍ منهُ بغيرِ طراد
والأرضُ في يُمناه حَلْقَة ُ خاتم
والبحرُ في جدواه رَشْحُ ثِماد
لا تسألنْ عمّا يصيبُ برأيه
وطعانه بمقوَّمٍ ميّاد
يضعُ الهِنَاءَ مواضعَ النُّقَبِ الذِي
يضعُ السّنانُ مواضعَ الأحقاد
كالبدرِ يومَ الطعن يُطفىء رمحه
روحَ الكميّ بكوكبٍ وقّاد
تبني سلاهبهُ سماءَ عجاجة
من ذُبّلِ الأرماح، ذاتَ عماد
وبردّ سُمرَ الطعن عن أرض العدى
وكأنَّها في صِبْغَة ِ الفرصاد
وسقوط هاماتٍ بضرب مناصل
وصعودُ أرواح بطعن صعاد
أمَّا شِدَادُ المجرمين فعزُّهُ
أبقاهُمُ بالذلّ غيرَ شِداد
والنَّارُ تأخذ في تضرمها الغَضَا
جُزْلاً، وتتركُهُ مَهيلَ رماد
يا من إليه بانتجاعِ مُؤمِّلٍ
مستمطرٌ منه سماءَ أيادِي
أُلْقِيتُ من نَيلِ المنى عن عاتِقٍ
فكأنني سيف بغيرِ نجاد
ما لي بأرضكَ يومَ جودكَ مُعربٌ
بلسانهِ عن خدمتي وودادي
إلاّ قصائدٌ بالمحامدِ صغتها
غُراًّ تهزّ محافل الإنشاد
خلعتْ معانيها على ألفاظها
ألحانَ أشعارٍ ونَقْرَ شَوَاد
رَجَحتْ بِقَسطاسِ البديع وإنَّها
لخفيفة ُ الأرواحِ والأجسادِ
تبقى كنقشِ الصخرِ وهي شواردٌ
مَثَلُ المقيمِ بها وحَدْوا الحادي[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
رقم القصيدة : 13299
-----------------------------------
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
وقد ملِئَتْ أنْفاسُهُ لِي بالوجدِ
رماني بحرّ الشوق بردُ نسيمها
أحدثتَ عن حرّ مذيب من البردِ
وما طابَ عرفٌ من سراها وإنما
تطيبُ في جنح الدجى بِسُرَى هند
حدا بالأسى شوقي رواحل أدمعي
فكم خدّدَ الخد الذي فوقه تَخْدِي
ولي ذمّة ٌ مرعيّة ٌ عند عَبْرَة ٍ
تواصل ودي في فراق ذوي الود
أُحِبُّ حبيباً نَجْلَ أوْسٍ لِقَوْلِهِ:
"فيا دمعٌ أنجدني على ساكني نجد"
نوى أسلمتْ منا خلياً إلى شجى ً
ووصلاً إلى هجر، وقرباً إلى بعد
وأسدٍ على مثل السعالي عوابس
لها لَبَدٌ من صَنعة ِ الحَلَق السّرْد
كُفَاة ٌ وغيدٌ، أهدت الرّيحُ منهما
لنا سَهَكَ الماذيّ في أرَج الند
سروا بالمها وهناً ومن ورق الظّبا
كناسٌ عليها حُفّ بالقصب المُلدِ
ندير عيوناً شيبَ بالحسن حُسنها
فلله منها ما تُسر وما تبدي
وتحسبُ منها في البراقع نرجساً
تخطّ الأسى بالطلّ في صفحة ِ الخد
وكم غادة ٍ لا يعرفُ الرئمُ مثلها
رمتني بِسَهْمَيْ مقلتيها على عمد
فريدة ُ حسن، تخجل البدر بالسنا
ودعصَ النقا بالرّدف، والغصن بالقد
إذا عقدت، عَقْدَ الخيولِ، وشاحَها
على خصرها المجدول أوهت من العقد
مهاة ٌ تكاد العين من لين جسمها
ترى الورق المخضّر في الحجر الصلد
يَضِلّ سُرى المشط المسرح فرعها
إذا ما سرى في ليلِ فاحمه الجعد
وتندى بمفتوتٍ من المسكِ صائك
قديرٍ إلى عصر الشباب على رد
فلا تكُ منها ظالماً لِصِفاتِها
على الَثّغْرِ بالإغريضِ والرّيقِ بالشهدِ
إذا باتَ قلبي بالصبابة ِ عندها
ففي أي قلبٍ بات وجدي بما عندي
وليلٍ هوتْ فيه نجومٌ كأنها
يعاليلُ بحرٍ مُضمرِ الجزر في المد
كأنَّ الثريّا فيه باقة ُ نرجسٍ
من الشرق يُهديها إلى مَغْرِبٍ مُهْد
أردتُ به صَيْدَ الخيالِ ففاتَنِي
كما فرّ عن وصل المتيَّم ذو صد
فكيفَ يصيدُ الطيفَ في الحلم ساهرٌ
أقلّ كرى من حَسْوَة الطائرِ الفرد
أخو عَزَمَاتٍ باتَ يعتسِفُ الفلا
بعيرانة ٍ تردي وخيفانة تخدي
قفارٌ نجت منها الصبا إذ تعلقت
حُشَاشَتُهَا مني بحاشية البرد
وقد شُقّ خيطُ الفجر في جنح ليلنا
كما شُقّ حد السيف في جانب الغمد
وأهدت لنا الأنوارُ في أرض حمة ٍ
من ابنِ عليٍّ غُرّة َ القمر السّعْد
هنالك ألقى المجتدون عصيّهم
بحيثُ استراحوا من مطاوعة الكد
لدى ملكٍ يُربي على الغيث جودهُ
وَيَغْرَقُ منه البحرُ في طَرَفٍ الثمد
مندّى الأماني في مراتع ربعه
ومستمطر الجدوى ، ومنتجع الوفد
ينير سريرُ الملك منه بأروع
سنا نورِهِ يجلو قذى الأعين الرمد
غنيّ، بلا فقر لذكرى قديمة ٍ
بمفخره عن مفخر الأب والجد
إذا السبعة ُ الشهبُ العليَّة ُ مثّلتْ
بمنظومٍ عِقْدٍ كان واسطة َ العقد
جوادٌ بما قد شئت من بذل نائلٍ
ومن كرمٍ محضٍ، ومن حسبٍ عدِّ
يجود ارتجالاً بالمنى لا رويَّة ً
فلا حُكْمَ تسويفٍ عليه ولا وعد
تعوّد ظهر الحُجرِ في الحجرِ مركباً
ومَهّدَتِ العليا له الملكَ في المهد
وقالت لقدّ السيف نبعهُ قَدِّهِ
ستعلمُ ما يلقاه حدّكَ من حدّي
ترى الملكَ يستخذي لشدّة بأسه
خضوع ابن آوى للغضنفرة الورد
تقوم على ساقٍ به الحربُ في العدى
ومجلسُهُ في صهوة الفرس النّهْد
ويمتحُ نفسَ القِرْنِ عاملُ رُمحهِ
كما يمتح الماءَ الرشاءُ من الجُد
إذا شرع الخطيَّ أغرى سنانه
من الذِّمر، معتاداً، بجارحة الحقد
سليلُ الملوك الغر يؤنسُهُ النّدى
إذا ما عُلاهُ أوحشته من النِّدّ
وما حِمْيَرٌ إلاَّ الغطارفة الألى
أياديهمُ تُسْدَى وأيديكُمُ تسدي
يصولون صولَ الذائدين عن الهدى
ويعفون عفو القائدين ذوي الرشد
وتسلب تيجان الملوك أكفُّهمُ
إذا طوقوا أيمانهمْ قضبَ الهند
وحربٍ كأن البأس ينقدُ جمعها
ليعلم فيهم من يُزيَّفُ بالنقد
ويقدح، قرعَ البيض في البيض، نارها
كما ينتضي القدحُ الشرارَ من الزند
ضحوكٌ عبوسٌ في مراحٍ، مُنَقَّلٌ
عن الهزل في قطف الرءوس إلى الجد
حشوها على الأعداء بالبيض والقنا
وبالزّرَدِ الموضون، والضُمّر الجُرْد
أقول لك القولَ الكريم الذي به
جرى قلم العلياء في صحف الحمد
وإن كنتُ عن علياك فيه مقصِّرا
فعذر مقلّ جاءَ بين يدي جهدي
لك الفخر في جهر المقال كأنَّما
يُردّدُ في الأسماع صلصلة الرعد
تولّى عليٌّ عهدَ يحيى وبعده
توليتَ عهدَ الملك، قُدّسَ من عهد
وتوّجَ يحيى قبل ذاك بتاجه
تميمٌ، ومسعاه على سَنَنِ القصد
وقال معزّ اليدن ذو الفخر لابنه
تميمٍ: سريرُ الملك أنتَ له بعدي
ولو عَدّ ذو علمٍ جدودكَ لانتهى
إلى أوّلِ الدنيا به آخرُ العد
وأنت على أعمارهم سوف تعتلي
لعمرٍ مقيمٍ في السعادة ممتد
بكفّك سلّ الدِّين للضرب سيفه
وأضحى على أعدائه بك يستعدي
سددت بأقيال الأسود ثغورهُ
وحقّ بها فتح الثغور من السد
وجيشٍ عريضٍ بالشياح طريقه
يموج كسيلٍ فاض منخرقَ السد
كأنَّ المنايا في الكريهة ألفيت
على خلقها من خلقه صورُ الجند
وحربِيَة ٍ في طالع السعد أُنْشِيَتْ
فنيرانُها للحرب دائمة ُ الوَقْدِ
جبالٌ طفت فوق اليماه وغيضتْ
بسمر القنا والمرهفات على الأسد
ودُهمٌ بفرسان الكفاح سوابحٌ
تجافيفها في الروع منسدل اللبد
فمن كلّ ذي قوسين يرسل عنهما
سهامَ المنايا فهي مُصْمِية ٌ تُرْدِي
وترمي بنفطٍ نارُهُ في دخانه
به الموتُ محمرّ يؤوب بمسودّ
وتحسب فيه زفرة ً من جهنم
تَصَعّدُ عن فَتْلِ اللوالب بالشد
عرائسُ أغوالٍ تهادى وإنَّها
لَتُهْدِي، إذا صالت، من الموت ما تهدي
قلوبُ عداة ِ الله منها خوافقٌ
كما قلبت فيها الصَّبَا عَذَبَ البند
أبوك أصابَ الرشد فيها برأيه
وهدّ بها رُكْنَ العِدَى أيّمَا هَدّ
وأصبحتَ منه في سجايا مُعَظَّمٍ
وحدُّ معاليك التعاليك عن الخد
ولو كان يُستجدى الغمام بزعمهم
من البحر أضحى منك في المجد يستجدي
فلا زالت الأعيادُ تلفيك سيدا
ينهَّى الندى في صونه رمثَ المجد[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
رقم القصيدة : 13300
-----------------------------------
أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
قتلوا نومي بإحياء الصدود
وخليّ لم تبتْ أحشاؤه
آه من وصلٍ عن القرب يذودْ
وخليّ لمْ تبتْ أحشاؤه
وهي بالتبريح للنار وقودْ
قال: كم تظما من الظلمٍ إلى
مُوْرِدٍ لم تَرْوِ منه بورود
شَيِب بالمسك وبالشهد معاً
والمساويك على ذلك شهود
أو ترجِّي نيلَ صادٍ للمى
قلتُ: لولا الماء ما أوْرَقَ عود
قال: إن البيض لا تحظى بها
أو ترى بِيضَ ذؤاباتكَ سود
قلت: عندي يومَ اصطاد المنى
جذعٌ يُحكمُ تأنيسَ الشرود
كم مُليمٍ قد نَضَا ثَوْبَ الصّبا
عنه، ردّته إلى الصبوة ِ رود
بحديثٍ يُسحرُ السحر به
يتمناه معاداً أن يعود
تٌنزلُ الطيرُ من الجوّ به
وتُحَطّ العُصْمُ من شُمّ الرُّيُود
وَسَبَتْهُ قُضُبٌ في كُثُبٍ
مالت الأكفالُ منها بالقدود
وثمارٌ نطقت أوصافها
بإشاراتٍ إلى صغر النهود
عدَّ بي عن كل هذا إنني
لا أرى الدهر لإحساني كنود
لي هوًى آوي إليه مرحاً
غير أني بالنهى عنه حَيود
إنّ همي همة ٌ أسمرها
ولها قُمتُ فما لي والقعود
وفلاة ٍ أبداً ظامئة ٍ
مشفقٌ من قطعها العودُ عنود
حمل الماءَ ولا يَشْرَبهُ
فهو للمُرْوَى به عينُ الحسوُد
جبتُها في متن ريح تنبري
للسُّرى بين سيوعٍ وقتودا
في ظلامٍ طَنَّبَتْ أكنافُهُ
فوق أرجاءِ وهادٍ ونجود
وكأن البدر فيه ملك
والنجوم الزهرُ حوليه وفود
وكأنَّ الشُّهُبَ شُهْبٌ قَيّدَتْ
أيدياً منها على الجري قيود
ولقد قلتُ لحادي عيسنا
وهي بالبخل عن البخل تجود
أنجاءٌ تخرق الخرقَ به
كابدته منك أم مضغُ الكبود
فمتى يَفْلُقُ عن أبصارها
هامة َ الليل من الصبح عمود
وأرى ما اسودّ من قار الدجى
ذابَ منه بلظى الشمس جُمُود
جالياً أقذاءَ عين مَقَلَتْ
من محيّا حَسَنٍ بَدْرَ السعود
أروعٌ إن سَخُنَتْ عَيْنُ العلى
كَحَلَتْهَا مِنْ سناه ببرود
في رُواق المُلكِ منه مَلِكٌ
مُلْكُهُ من قبلِ عادٍ وثمود
بسطَ الكفّ بجودٍ غدقٍ
قُبضتْ عن بذله كفّ الصَّلود
كم سبيلٍ نحوه مسلوكة
فهي للقصّاد كالأم الولود
ذو سجايا في المعالي خُلِقَتْ
للوغى والسلم من بأس وجودِ
وأناة ٍ أُرْسيَتْ في خُلُقٍ
كنظير الزهر في الرّوض المَجُود
ومصونُ العرض مبذولُ النّدى
مُعْرِقُ الآباء في مَحْضِ الجدود
ثابتٌ عند المعالي فضلهُ
هل يطيق الليل للصبح جحود
مُقْدِمٌ يصطادُ أبطالَ الوغى
إنَّ شبل الليث للوحشِ صَيُود
ذو ابتدارٍ في وقارٍ كامنٍ:
للظى الزّنْدِ وقودٌ من خمود
ألِفَتْ يمناه إسداء الغنى
والغنى تُسْدِيهِ يُمْنَى من يسود
كم عُفاة ٍ في بلادٍ نَزَحَتْ
فسبتْ منهم أياديه وفودِ
من ملوكٍ نظمتْ مدّاحهُمُ
فِقَرَ المدح لهم نظمَ العقودِ
في بيوت بُنِيَتْ شِعْرِية ٍ
لثناء المرءِ فيهنّ خلود
كل راسي الحلم حامٍ مُلكهُ
عادلِ السيرة ِ وافٍ بالعهود
أسدٍ تحسبُ في عامله
أسوداً ينهش أعضاءَ الحقودِ
نشأوا في منعة من عزمهم
للمعالي في حجور وبنود
بيتُ مجدٍ جاوزتْ أربعهُ
أربعَ الشهبِ حدوداً بحدود
يقذف الحربَ بجيشٍ لجبٍ
مُشْرَعِ الأرماح مقدامِ الجنود
ذي موازيبِ حديدٍ فَهَقَتْ
بصبيبِ الدم من طعن الكبود
ونسُورٍ تغتدي أحشاؤها
من بني الهيجاء للقتلى لحود
زاحفٌ كالبحر مداً بالصبا
بحرور الموت في ظل البنود
نَقْعُهُ كالغيمِ ملتفاً على
صعقاتٍ من بروق ورعودِ
وإذا ما ركعتْ أسيافه
فوق هاماتِ العدى خرّتْ سجود
للمنايا عندهُ ألسنة ٌ
قلّما تعمرُ أفواهَ الغمودِ
كلّ عضبٍ يحسبُ الناظرُ في
متنهِ للنار بالماءِ وقودِ
ونعوتُ البيض حُمْرٌ عنده
لِدَمٍ تُكساهُ من قتل الأسودِ
وكأن الأثر فيها نمشٌ كاد
أن يخفى بتوريد الخدودِ
وكأنَّ الفتكَ فيها أبدا
ذو حياة ٍ للعدا منه همود
دُمْ لنا يا ابن عليّ ملكاً
في عُلى ً ذاتِ سعود وصعودِ
ودنا منك بتقبيل الثرى
كلّ قرمٍ سيدٍ، وهو مسود[/font]

 
جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))
 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
رقم القصيدة : 13301
-----------------------------------
صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
فلواحِظُها شَرَكُ الأُسُدِ
من توحي السحر بناظرة ٍ
لا تُنْفَثُ منه في العُقَد
لمياءُ تضاحكُ عن دُررٍ
وبروقِ حياً، وحصى برد
يندى بالمسك لراشفه
وسلاف القهوة والشهد
وذماءُ الليل على طرفٍ
كترحّلِ روح عن جسدِ
وضابُ الماءِ بفيك جرى
في جوهره عَرَضُ الصَّرَد
وكأنَّ كليمَ الله بدا
منه في الأفق بياضُ يدِ
أسفي لفراقِ زمانِ صبا
وركوبي قيدَ مها الخرد
من كل مطابقة ٍ خُلقي
بوفاءِ سروري أو كمدي
هيفاءُ يُعَجّزُهَا كَفَلٌ
فتقوم وتقعدُ بالرفدِ
لونُ الياقوت، وقسوته
في الوجنة ِ منها، والكبد
ولها في جيدِ مروَّعة ٍ
حَلْيٌ صاغَتْهُ من الغَيْد
نَقَضَتْ وصلي بتتيُّعها
بالهجرِ، ونومي بالسّهد
وأصابَ السودَ سهامُ البيـ
ـضِ بِبَيْنِ البيض وبالنكد
عَجَبِي لإصابة ِ مُرْسَلِها
منْ جوفِ ضلوعي في الخلدِ
يا نارَ نشاطي أين سنا
كِ وأينَ لظاكِ بمفتأدي
زندي ولدتك، وقد عقمتْ
عن حمل السِّقْطِ، فلم تلد
أحييتِ بذكري مَيْتَ صباً
أبكيه مسايَرة الأبَدِ
وطلبتِ الضدّ لأوجِدَهُ
وجموحي في الصدّ فلم أجد
ولو أنَّ كريماً تَفْقَدُهُ
يُفدى بالنفس إذنْ لَفُدي
أذهبتُ الحزن بمُذهَبَة ٍ
وبها ذهبتُ لجينَ يدي
ولقد نادَمْتُ ندامى الرّا
ح بمطّرفي وبمتلدي
بمعتّقَة ٍ قَدُمَتْ فأتَتْ
للشربِ بلذّاتٍ جُددِ
سُبِيتْ بسيوفٍ من ذهب
من أهل السبت أو الأحد
وإذا ما عُدّ لها عٌمرٌ
ملأتْ كفيّكَ من العدد
يطفو في الكاس لها حَبَبٌ
كصغارِ مساميرِ السّرد
وإذا ما غاص الماءُ بها
في النّار تردّت بالزبد
ونفيتُ الهمَّ ببنت الكر
م ونقرِ العود، فلم يعدِ
ولبثتُ مُشَنَّفَة ً أذني
بترنم ذي النغمِ الغرد
فالآن صددتُ كذي حَذَرٍ
عن وردِ اللهو فلم أردِ
وطردتُ منامَ الغيِّ عن الـ
أجفان بإيقاظِ الرّشدِ
ونقضتُ عهود الشرب فلا
ودّ أصفيه لأهل ددِ
لا أشرب ما أنا واصفه
فكأني بينهم قعدي
ونقلتُ بعزمي من بلدٍ
قدمَ الإسراء إلى بلدِ
في بطنِ الفلك مصارعة ً
زَمَنِي، وعلى ظهْرِ الأُجُد
ووجدتُ الدِّينَ له حسناً
سنداً فلجأت إلى السند
صَمَدَ اللاجونَ إلى مَلِكٍ
منصورٍ بالأحَدِ الصّمد
كالشمسِ سناها مُقْتَرِبٌ
وذراها منك على بُعُد
وإذا ما آنسَ منه سناً
مَنْ ضَلّ بجنح الليل هُدي
خُصّتْ بنوالٍ شيمتُهُ
عَجلٍ، وكلامٍ متئدِ
لا وعدَ له بالجود ومنْ
يبدأ بعطاءٍ لا يعدِ
وبِنِيّة ِ شهمٍ مُنْتَصِرٍ
لله جميلُ المُعْتَقَدِ
فيصونُ العِرْضَ بما بَذَلَتْ
للوفد يداه من الصّفدِ
ويسدّ الثغرَ، وسيرتُه
تجري في الملك على سَدَد
ويسلّ ظُباه بكلّ وغى ً
ويسيلُ نداهُ بكلّ يد
وتريك اليومَ بصيرته
ما يُخفى عنك ضميرُ غدِ
ولهُ هممٌ تبني رُتباً
خُصّتْ بعلاءٍ منفرد
إلهامَ الدين وحاميَهُ
قَوّمِ بُسطاك ذوي الأوَد
فُتّ السُّبَّاقَ بما كَحَلُوا
بغبارك عيناً في الأمدِ
والريحُ وراءَك عائرة ٌ
في الأيْنِ تُكَبّ وفي النُّجُد
نَصْرٌ أُيّدْتَ به ظَفَرا
والساعد ينجدُ بالعضد
يا غيثَ المحلِ بلا كذبٍ
وشجاعَ الحربِ بلا فَنَد
لحظاتُ أناتِكَ جانِبُهَا
أرْسَى في غيظك من أُحُد
ولواؤك تقدمُ هيبتهُ
بعديدٍ يُلبِكُ في العدد
وكأنَّ عَدُوّكَ، خافِقُهُ
بجناح فؤاد مرتعدِ
إن كنتُ قصَرْتُ مُحَبَّرة ً
تسهيم المحكم ذي الجُددِ
فالعذْبُ يَجِلّ بقلَّته
وعليه عماد المعتمدِ
وأجاجُ الماء بكثرته
لا ريّ به لغليل صد
والشِّعر أجدتُ بمعرفتي
تأنيسَ غرائبه الشُّرُد
لو شئتُ لقلتُ لقافية ٍ
في الوزن تخبّ إليك: خِدي
بصقيلِ اللفظِ مُنَقَّحِهِ
لا سمع يمرّ به بِصَدِ
لا زيف به فيريك قذى ً
في عَيْنِ بصيرة ِ منتقد
لا يسمعُ فيه مستمعٌ
زفرات أسى ً كالمفتقد
فصفيرُ البلبل مطّرحٌ
في الأيْكِ له صوتُ الصُّرَد
تستحسنُ عودة َ منشده
وتقولُ إذا ما زاد: زِدِ
فبغامُ الرئم حلاوته
وجزالتُه زَأرُ الأسد
وبذلة ِ أهلِ السبت قَضَى
ويذلّ له أهلُ الأحدِ
فانصرْ وافخرْ وأدِرْ وأشِرْ
وأبرْ وأجرْ وأغرْ وسُدِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
رقم القصيدة : 13302
-----------------------------------
أذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
أم الطوْدَ حطّوا في ثرى القبر إذ هُدّا
كسوفٌ وهدٌّ تحسب الدهرَ منهما
لعين وأذن: ظلمة ً مُلِئَتْ رعدا
تولّى عن الدنيا عليّ بن أحمدٍ
وأبقى لها من ذكره الفخر والحمدا
حملنا على التكذيبِ تصديقَ نَعْيِهِ
وَسُدّتْ له الأسماعُ وانصرفت صَدّا
وقال لمن أدّى المُصاب معنَّفٌ:
فظيعٌ من الأنباءِ جئتَ به إدّا
إلى أن نعاهُ الدهر ملءَ لسانهِ
ومن ذا الذي يُخفي من الرزء ما أبدى
هنالك خضنا في العويل ولم نَجِدْ
على الكره، من تصديق ما قاله بُدّا
وقال الورى ، والأرضُ مائدة ٌ بهم،
أمِنْ سيرها في الحشر قد ذكرت وعدا
أرى الشَرفَ الفهريّ يبكي ابنَ بيته
عليّا، أما يبكي فتى ً راضَعَ المجدا
فيا معشرا حَثّوا به نحو قبره
مطيَّة َ حَتْفٍ فوقَ أيديهُمُ تُحدى
حملتمْ على الأعواد من قدْ حملتمُ
فكلّ جلالٍ قد وجدتم له فقدا
لقد دفعتْ أيديكم منه للبلى
يداً بجديد العُرفِ كانت لكم تندى
تجمّعتِ الأحزانُ في عُقْرِ داره
وفرّقتِ الأزمان عن بابه الوفدا
وسُدّ عن العافين مَهْيَعُهُمْ إلى
مكارمَ كانت من أناملهِ تُسدى
فقلْ لبني أخفقَ سعيكم
فقد حَسَرَ البحرُ الذي لكمُ مَدّا
وكم من ظباءٍ بعدما غارَ عزّهُ
حوائمَ في الآفاقِ تلتقطُ الوردا
لتبكِ عليّاً همة ٌ كرمية ٌ
ثنى قاصدوا الركبان عن ربعها القصدا
وملتحفٌ بالأثْرِ أصبح عارياً
من الفخرِ يوم الضّربِ إذ لبس الغِمدا
وأسمرُ خطيّ أمامَ كعوبه
سنانٌ ذليقٌ ينفذُ الحلقَ السردا
وحصداءُ فولاذية ٌ النسجِ لم تزلْ
من اللهذمِ الوقّادِ مطفئة ً وقدا
وأجرَدُ يُبكي الجردَ يومَ صهيله
غدا مُرجلاً عنه فلم يَسدِ الجردا
وداعٍ دعا للمعضلات ابنَ أحمدٍ
فليّنَ في كفيه منهنّ ما اشتدا
وناهيكَ في الإعظامِ من ماجدٍ به
على الزمن العادي على الناس يُستعدى
حياة ٌ تعمّ الأولياءَ هنيئة ً
وموتٌ زؤامٌ في مقارعة ِ الأعدا
وقسورة ُ الحربِ الذي يُرجعُ القنا
رواعف تكسو الأرض من علق وردا
وفيّ بنصح الملك ما ذُمَ رأيهُ
ولا حلّ ذو كيدٍ لإبرامه عقدا
وما يستطير الحلم في حلمه ولا
يجاوز هزلٌ في سجيته الجدّا
إذا عَلَمٌ بالنَّارِ أُعْلِمَ رأسُهُ
رأيتَ عليّاً منه في ليلة أهدى
ألا فُجِعَتْ أبناءُ فهر بأروع
إذا انتسبوا عدّوا له الحسب العدا
فلا قابلٌ هجرا، ولا مضمرٌ أذًى ،
ولا مخلفٌ وعداً، ولا مانعٌ رفدا
إذا ما عدا معْ قُرَّحِ السَّبقِ فاتها
وجاء بفضل الشَّدِّ ينتهب المعدى
وما قَصّرَ الله المدى إذ جرى به
ولا مدّ فيه للسوابق فامتدا
ولكنْ حدودُ العِتْقِ تجري بسابقٍ
فلا طَلَقٌ إلاَّ أعَدّ له حدّا
نماهُ من الأشراف أهلُ مفاخرٍ
يديرون في الأفواه ألسنة ً لُدّا
إذا وقف الأبطالُ عن غمرة الردى
مشى بأسهُمُ نحو الحتوفِ بهم أُسْدا
وتحسبهم قد سُرْبلوا من عِيابِهِمْ
سيوفاً، وسلّوا من سيوفهم الهندا
فما عُدّ أهلُ الرأي والبأس والندى
وإن كثُروا إلا ووفّى بهم عدّا
إذا جُمِعَتْ هذي السجايا لأوحدٍ
فما الحقُ إلا أن يراه الورى فردا
فما ظنكم في وصفنا بمملّك
يكونُ عليٌّ ذو المعالي له عبدا
عزيزٌ علينا أنْ بكته كرائمٌ
تذيبُ قلوباً في مدامعها وجدا
يَنُحْنَ مع الأشجارِ نَوْحَ حمائِمٍ
تهزّ بها الأحْزانُ أغصانَها المُلدَا
وكم في مديمات الأسى من خبيئة ٍ
مع الصّونِ أبقى الدّمعُ في خدّها خدّا
فلو رُدّ من كف المنية ِ هالكٌ
بنوحٍ بناتٍ كانَ أوّلَ مَنْ رُدّا
مضى بمضاءِ السيفِ جُربَ حدّه
فَأُبْفِي في أفعاله جاوَزَ الحدّا
وما مات مُبقي أحمدٍ ومحمدٍ
فإنَّهما سدّا المكانِ الذي سدّا
بنَى لهما مجدينِ يَحْيَى بِعزّة ٍ
وإن كان مجدٌ واحدٌ لهما هُدّا
بَدا منهما حزمٌ يسيرٌ تَمَامُهُ
وقد يثقب النار الذي يقدح الزندا
ومن لحظته عينُ يحيَى برفعة ٍ
فقد ركبَ الأيامَ واستخدمَ السعدا
فيا ساكنَ القبرِ الذي ضَمّ تُرْبُهُ
شهيدا كأنَّ الموتَ كان له شهدا
لئن فاحَ طيبٌ من ثراه لناشقٍ
ففخرُكَ فيه فتّقَ المسكَ والنّدّا
وقيتَ جلال الخطب، ما جلّ خطبه،
وقمتَ كريم النّفسِ من دونه سدّا
ورحتَ ببعضِ الرّوح فيك مودّعاً
بمؤنسة العوّادِ زُرْتَ بها اللّحدا
رثيتك حزناً بالقوافي التي بها
مَدَحتُك وُدّا، فاعتقدت ليَ الودّا
وما المدحُ إلاَّ كالثويّ نسامعٍ
ولكن بذكر الموت عادَ له ضدّا
ودنياكَ كالحرباءِ ذاتُ تلوّنٍ
ومبيضّها في العين أصبحَ مسودا
أردنا لكَ الدنيا القليلَ بقاؤها
وربّكَ في الأخرى أرادَ لك الخلدّا
فلا بَرِحَتْ، من رحمة ِ الله دائباً
تزورُ ندى كفّيك، في قبرك الأندا[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
رقم القصيدة : 13303
-----------------------------------
لا تُخْرِجِ الشيءَ عن شيءٍ يوافقهُ
واقصدْ بأمركَ في التدبير مقصدهُ
فالدِّمْنُ فيه لنبتِ الأرض مَصْلَحَة ٌ
ولو خلطتَ به الكافورَ أفْسَدَهُ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
رقم القصيدة : 13304
-----------------------------------
إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
خدّي وألقاها بتقبيلِ اليد
وأضمّ أحنائي على أنفاسها
كيما تُبرّد حرّ قلبٍ مكمَد
مسحتْ كراقية ٍ عليّ بكفّها
ونقابُها ندٌّ من الزّهَرِ النّدِي
وعرفتُ في الأرواح مسراها كما
عَرَفَ المريضُ طبيبَهُ في العُوّد
ما لي أطيلُ عن الديار تغرباً
أفبالتغربِ كانَ طالعُ مولدي
أبداً أبدّدُ بالنوى عزمي إلى
أملٍ بأطرافِ البلاد مبَدِّدِ
كم من فَلاة ٍ جبتُها بنجيبة ٍ
عن منسمٍ دامٍ وخطمٍ مزبد
أبقى الجزيل لها جميل ثنائه
في العيس موصولاً بقطع الفدفد
ضربتْ مع الأعناق أعناقَ الفلا
بحسامِ ماءٍ في حشاها مغمدِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
رقم القصيدة : 13305
-----------------------------------
وجدتُ النّوى إذ فقدتُ الشّبابَ
فيا ليتني لم أكُنْ فاقِدَهْ
فصرتِ أُحاوِلُ صيدَ الحسانِ
وأتعَبُ فيهِ بلا فائدهْ
وحالُ أثافِيكَ مُخْتَلّة ٌ
إذا ما عَدِمْتَ لها واحدهْ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
رقم القصيدة : 13306
-----------------------------------
جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
وقرّبَ الله من مرآكَ ما بَعُدا
وجاءَ يحملُ منكَ الطِّرْفُ أربَعَة ً:
البدرَ والطودَ والدّأماءَ والأسَدا
تكادُ تبذُلُ عَينُ المرءِ أسْوَدَها
في نظرة ٍ منك تنفي الهم والكمدا
كلٌّ مسرٌّ بوجه في أسرَّته
نورٌ إذا ما رماهُ أكبرٌ سجدا
ظباكَ بالرد عن دين الهُدى انفردت
وأنتَ ما زلتَ بالإنعامِ منفردا
ليثٌ تخالُ سيوفاً في براثنه
وتحسبُ الزعف منه الشعر واللبدا
كأن أجفانه في الحرب قد وردت
مع الدماء من الهندي ما وردا
لشدّة ِ البأسِ في يمناه، ضربته
إن أُسكِرَ السيفُ منها بالنجيع شدا
وللرديني يَوْمَ الطّعنِ عالية ٌ
تلوكُ بين حشا الضرغامة ِ الكبدا
فالدينُ معتمدٌ منه على ملك
يمسي ويضحي على الرّحمن معتمدا
كأن شهبَ رجومٍ في أسنته
يُردي بها من طغاة ِ الكفر من وردا
وكلَّما عَقد الرّاياتِ معتزماً
حَلجتْ أياديه من آرائه عُقَدا
شهمٌ صبورٌ إذا ما القرمُ زاحمه
مزاحماً في كفاحٍ ظنّهُ أُحُدا
وقُرحٍ بكماة ِ الرّوع مُقْدَمة ٍ
كأنهنّ سعالٍ تحملُ الأُسدا
إذا تبينُ سماءٌ عن عجاجتها
كانت لهم سهرياتُ القنا عمدا
من كل ذِمْرٍ من الفولاذ غاصَ به
يُجمدُ القرُّ منهُ فوقه زبدا
يَسْطو بعضبٍ إذا ما هَزّ مَضْرِبَهُ
يومَ الضّرابِ لعيني ساهِدٍ رَقَدا
لا يشرب الروحَ من جثمان ذي زردٍ
حتى يرى الحدّ منه يأكلُ الزّردا
أسلتَ سيلَ نجيع من عداكَ بهم
في الأرض منهم فغادرت الثرى عَمِدا
يا مَنْ عليه مَدارُ المكرماتِ ومَنْ
بِعَدْلِهِ كلّ مضطرّ له سُنِدا
طارتْ إليكَ بنو الآمالِ وانتشقت
من ذكركَ الندَّ واستشفين منك يدا
فما انحرفت براجٍ عن بلوغ منى ً
ولا تركتَ لصادٍ بالعطاء صدا
لا نأي لي بتنائي السير عن بلدي
فقد رضيتُ بحمصٍ بعدهُ بلدا
بُدلتُ من معشري الأدنين معشرها
لا فرّقَ الله فيما بيننا أبدا
وكم حوى التُّرْبُ دوني من ذوي رحمي
وما مقَلْتُ لِبُعْدِي منهمْ أحدا
ولم يسرني من مثواك موتُ أبي
وقد يقلقل مَوْتُ الوالدِ الوَلَدا
وما سددت سبيلي عن لقائهمُ
لكنْ جعلت صفادي عنهم الصفدا
وحسنَ برٍّ إذا فاضتْ حلاوتُهُ
على فؤاديَ من حرّ الأسى بردا[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
رقم القصيدة : 13307
-----------------------------------
الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
وأُعِزّ دينُ مُحَمّدٍ بمحمّدِ
إن كانَ نَصْرُالله فَتَحَ بَابَهُ
فأبوكَ بادرَ قرعهُ بمهنّدِ
واقتادَ حِزْبَ الله نحوَ عدوّه
فالحربُ تجدعُ معطسَ المتمرد
في جحفلٍ يعلو عليه قتامهُ
كبخارِ أخْضَرَ بالعواصِفِ مُزْبَد
صُدِمَتْ جفونُ الفُنشِ منه بمفعمٍ
بالأسْدِ في غَيْلِ القنَا المتأوّد
وكأنما احتطب العلوج وساقهم
بحريقِ ضربٍ بالصوارمِ موقد
صدعتْ كتائبه الظبا حتى إذا
همّتْ به أعطى فذالَ معرِّدِ
في ليلة ٍ لَبِسَتْ لتسترَ شَخْصَهُ
عنا فلم تلحظه عينُ الفرقد
أمسى يكذّبُ مائنا في ظلمة ٍ
خفرتهُ فهي لديه بيضاء اليد
ولَى ، يُحاكي البرقَ لمعُ مُجَرَّدٍ
والرعدَ في حذَرٍ تحَمْحُمُ أجردَ
يعدو الجوادُ به على فرسانه
صرعى كأنهم نشاوى مُرقدِ
من كل ذي سكرين من خمر ومن
حدٍّ لذي فتكٍ عليه معربد
تُبنى الصوامع من رؤوسهم بها
كانت على هدم الصوامع تغتدي
والحربُ من بيضِ الذكور كأنَّما
باضتْ بهنّ رقائدٌ في الفدفد[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
رقم القصيدة : 13308
-----------------------------------
بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
وناحتْ عليك الحَرْفُ والضمّر الجرد
وقد ندبتكَ البيضُ والسمرُ في الوغى
وعدّدكَ التأييد والحسبُ العدّ
وما فقدت إلاّ عظيماً وفقدُهُ
به بين أحشاءِ العلى يُوجَدُ الوجد
وكنتَ أمينَ المَلْكِ حقاً وسيفَهُ
ومن حَسَناتِ البرّ كان لك الغمد
وأنتَ ابن حمدون الذي كان حمده
يُعبّرُ عن ناديه في عرفه الندُّ
همامٌ إليه كان تقريبُ غربتي
ببزلٍ خفيفٍ بين أخفافِها الوخْدُ
بأرضٍ فلاة ٍ تُنكرُ الأسدُ وحشها
ويرتدّ في اللّحظِ العيونُ بها الرمد
وناجية ٍ تنجو بهمّ همومهم
تولّى بها جسمها اللحم والجلد
قتلت الأماني من عليٍّ ولم أزَلْ
مفدى لديه، حيث يعذبُ لي الورد
بكيتُ عليه والدموع سواكبٌ
تخددَ من طولِ البكاء بها الخد
وذاك قليلٌ قَدْرُهُ في مُعَظَّمٍ
له حَسَبٌ ما إن يُعَدّ له عَدّ
فلو صحّ في الدنيا الخلودُ لماجِدٍ
لأبقيَ فيها ثمّ صحّ له الخلد
ومختلف الطعمين من طبعِ عادلٍ
فطعمٌ له سمٌّ وطعمٌ له شهد
وقد كانَ في عليائه مترفّعاً
يلينُ به الدهر الذي كان يشتد
وكان أبياً ذا أيادٍ غمامنها
ندى ماجدٍ في قبره قبرَ المجد
وحلّ الردى من كفّه عقدَ راية ٍ
ومن كفّ ميمونٍ لها جُددَ العقد
وما هو إلاّ حازمٌ ذو كفاية
يناقض هزلَ الروعِ من بأسه الجدّ
تقدّمَ من صنهاجة ٍ كلَّ مُقدمٍ
فريستهُ من قِرنهِ أسدٌ ورد
بأيديهم نورُ البنفسج في ظباً
ينوّرُ من نارٍ، لها حطبَ الهند
وقد لبسوا من نسجِ داود أعيناً
مُداخَلَة ً خُوصاً هي الحَلَقُ السرْد
يسدّونَ خَلاّتِ الحروبِ إذا طَمَتْ
بشوكِ الردى حتى كأنهم السد
ويقتادهم منهُ شهامة ُ قائدٍ
به جملة الجيش العرمرم تعتد
جوادٌ عميم الجود، بيتُ عطائه
لقاصده بالنيل طَيَّبَه القصد
له همّة ٌ في أفقها فرقدية
كواكبُها زُهْرٌ أحاطَ بها السّعد
وأثبتَ للعلياءِ منهم قواعدا
لأعدائِهِ منها قواعدُ تَنْهَد
أرى يمنَ ميمون تعاظم في العلى
بنيلِ معالٍ لا يحدّ لها حدُّ
وهمة ُ يحيى شرّفتهُ بخلّة ٍ
بها يُسْعَفُ المولى ويبتهجُ العبد
كأن نضاراً ذائباً عمّ جسمها
وإنْ رامَ حُسناً في العيون له حمد
وما مطرفٌ إلاّ أبي بحرمة ٍ
عُبَابُ خضمّ حُلّ عن حسره المد
إذا أعملَ الآراءَ عنّ لهُ الهدى
سدادٌ هو الفتحُ الذي ما له سد
يروح ويغدو في المنى ، وحسودهُ
بعيدُ رشادٍ، لا يروحُ ولا يغدو
ومن حيثُ ما ساورتهُ خفتَ بأسهُ
وللنَّارِ من حيث انثنيتَ لها وقد
وإن جادَ كانَ الجودُ منه مهنأً
كغيثِ همى ، ما فيهِ برقٌ ولا رعدُ
ولله في الإجلال ذكرُ محمدٍ
بكلّ لسانٍ في الثناءِ له حمد
هم السّادَة ُ الأمجادُ والقادَة ُ الألى
تُعَدّ المعالي منهمُ كلما عُدّوا
ويأمرهم بالصبرِ والحزمِ خاذلٌ
لهم صبر ..... ووجدانه فقدُ
وأيّ اصطبارٍ فيه للنفسِ رحمة ٌ
عن القائد الأعلى الذي ضمّهُ اللحدُ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
رقم القصيدة : 13309
-----------------------------------
بأبي مُنَطَّقَة ُ القَوامِ مَشَتْ
كالغصن، بين الحقف، والقمر
لمياءُ تنطق عن مؤشَّرة ٍ
خُتِمَ العقيق بها على الدّرر
كيف السلّو وسحرُ مُقْلَتِها
قَيْدُ الحياة وَمِقْوَدُ النظر[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
رقم القصيدة : 13310
-----------------------------------
كم تعجبُ الناسُ من صَيْدٍ ولا شَرَكٍ
يصيدُ رئمٌ به قلبي سوى نظري
وكم يقولون: مجنونٌ، وما علموا
أنّ الجنون الذي بي من هوى بشر
لا عذّبَ الله من أجلي مُعذَّبَة ً
تُشَرّدُ النوم عن عيني بالسهر
يبيتُ في ثغرها بردُ الشباب كما
بات الندى من أقاحي الروض في زهر
يا ليتني، والأماني ربما بُلِغَتْ
نقعتُ حرج غليلي منه في الخَصَر[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
رقم القصيدة : 13311
-----------------------------------
وسامية ِ الألحاظِ للصيد قُرِّبَتْ
وقد نامَ عنّا الليلُ وانتبهَ الفجرُ
بكرنا على أكتادها نَدَّري بها
طرائدَ معمورا بها البلدُ القفر
تسائل عنها السحب والترب جرأة
جوارحُ فوق الراح أعينها خُزْر
فوارس أفدٌ أقبلتْ في جواشنٍ
من الرقم، لم تخلق لها البيض والسمر
وَغُضْفٌ ترى آذانهن لواحظاً
بهنّ صرورٌ، وهي من هبوة غُبرُ
ومروٍ علا عند النتاج حديدة ٍ
نتائجها منه إذا وضعتْ شقرُ
هفا بيننا منها جناح بُوَيْزة ٍ
كقادمة العصفور طار بها الذعر
أقام عليها موقدٌ كيرَ سحرهُ
ليصلى لها حرّا، وقد ثلج الصدر
رددنا بها روحاً على شلو أورقٍ
يبلبله ريحٌ ويضربه قطرُ
أقامت أثافيه من الدهر برهة ً
عوارِيَ لم تركبْ رواحِلَها قِدر
ولما تلظّى جمرُها وتجدّلتْ
وَقُصّتْ بأيدينا ذوائبها الحمر[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شوقي إليك مُجَدَّدٌ
شوقي إليك مُجَدَّدٌ
رقم القصيدة : 13312
-----------------------------------
شوقي إليك مُجَدَّدٌ
يُبْلِي جديد تصبري
وجوانحي يجنحن مِنْ
حُرقِ الهوى المتعسرِ
نقلتْ من الدرر الدموعَ
إلى العقِيقِ الأحمر
ولبستُ فيه من الضنى
عَرضَاً يلازم جوهري
كَحَلَ الهوَى والسحرُ منـ
كَ جفونَ رئمٍ أحورِ
فجوارحي مجروحة ٌ
منها بسيفٍ مضمر
كم ذا يُغَيِّرنِي هوا
كَ بخلقك المتغيّر
نَقَضَتْ حلاوة َ موردي
منه مرارة ُ مصدري
ومنعتني من لثم فيك
جنى الرضاب المسكر
أبجنة ِ الفردوس أحرمُ
شُربَ ماءِ الكوثرِ[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
رقم القصيدة : 13313
-----------------------------------
وناهدة ٍ تَرَّبَتْ كفُّها
ترائبها بسحيق العبيرِ
تصون على القطف رُمانة ً
من النهد في غُصْنِ بانٍ نضِير
لها وجنة ٌ صُقِلَتْ بالنعيمِ
وناظرة ٌ كحلتْ بالفتورِ
وتبسمُ عن أقحوان تريكَ
على نَوْرِهِ الشمسُ إشراقَ نور
كأنَّ غدائرها المرسَلاتِ
أساودُ سابحة ٌ في غديرِ
فبتُّ ألاطفُ أخلاقها
كما رُمْتَ تَأنيسَ ظبيٍ نفور
وما قهوة ٌ صُفّقَتْ للصَّبوح
بمسكٍ ذكيٍّ وشَهْدٍ مَشور
بأطيبَ من فمها ريقة ً
إذا بردَ الدُّرُّ فوق النحورِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
رقم القصيدة : 13314
-----------------------------------
لله دَرُّ عصابة ٍ نزلوا
بين الرياض مجالساً خضرا
شربوا بكاساتٍ معتَّقة ٍ
شربت عقولهم بها سكرا
وكأنما الأقمارُ تلثم من
أيدي السقاة ِ كواكباً زُهْرا
وكأنما صُوَرُ القِنانِ وقد
مُلِئَتْ إلى لهواتها خمرا
بيضُ الحسان وقفنَ في عُرسٍ
لمَّا لَبِسْنَ غلائلاً حمرا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
رقم القصيدة : 13315
-----------------------------------
قَضَتْ في الصّبا النفسُ أوطارَها
وأبلغها الشيبُ إنذارها
نَعَمْ وأُجِيلَتْ قِداحُ الهوَى
عليها فتقسّمنَ أعشارها
وما غرسَ الدهرُ في تربة ٍ
غراساً ولم يجنِ أثمارها
فأفنيتُ في الحرب آلاتها
وأعددت للسلم أوزارها
كميتاً لها مَرحٌ بالفتى
إذا حثّ باللهو أدوارها
تناولها الكوبُ من دنّها
فتحسبه كانَ مضمارها
وساقية ٍ زرّرت كفُّها
على عُنُقِ الظبي أزرارها
تدير بياقوتة ٍ دُرَّة ً
فتغمسُ في مائها نارها
وفتيانِ صدقٍ كَزُهْرِ النجوم
كرام النحائز أحرارها
يديرون راحاً تفيض الكؤوس
على ظُلَمِ الليلِ أنوارها
كأنَّ لها من نسيج الحَبَاب
شباكاً تُعقّلُ أطيارها
وراهبة ٍ أغلقتْ دَبْرَها
فكنّا مع الليل زُوّارها
هدانا إليها شذا قهوة ٍ
تذيعُ لأنفك أسرارها
فما فاز بالمسك إلاَّ فتى ً
تَيَمّمَ دارِينَ أو دارها
كأنَّ نوافجَهُ عندها
دنانٌ مضمَّنَة ٌ قارها
طرحتُ بميزانها درهمي
فأجْرَتْ من الدنّ دينارها
خطبنا بناتٍ لها أربعاً
ليفترع اللهو أبكارها
من اللائي أعصارُ زُهر النجوم
تكادُ تُطاولُ أعمارها
تريك عرائسها أيدياً
طوالاً تصافح أخصارها
تفرّسَ في شَمِّهِ طيبَها
مجيدُ الفراسة فاختارها
فتى ً دارسَ الخمر حتى درى
عصيرَ الخمور وأعصارها
يَعدّ لما شئتَ من قهوة ٍ
سنيها ويعرفُ خمَّارها
وعدنا إلى هالة ٍ أطْلَعَتْ
على قُضُبِ البان أقمارَها
يرى مَلكُ اللهو فيها الهمومَ
تثورُ فيقتلُ ثوّارَهَا
وقد سكّنَتْ حركاتِ الأسى
قيانٌ تُحرّكُ أوتارها
فهذي تعانِقُ لي عودها
وتلك تقبّل مزمارها
وراقصة ٍ لقطتْ رِجلها
حسابَ يدٍ نَقَرَتْ طارَها
وقضبٍ من الشمع مصفَرة ٍ
تريك من النار نوارها
كأنَّ لها عمدا صُفّفَتْ
وقد وزن العدلُ أقطارها
تقلّ الدياجي على هامها
وتهتك بالنور أستارها
كأنَّا نُسلّطُ آجالها
عليها فتمحقُ أعمارها
ذكرتُ صقلية ً والأسى
يُهيّج للنفس تذكارها
ومنزلة ً للتصابي خلتْ
وكان بنو الظرف عُمَّارها
فإن كنتُ أخرجت من جنة ٍ
فإني أحدث أخبارها
ولولا ملوحة ُ ماء البكا
حَسِبْتُ دموعيَ أنهارها
ضحكتُ ابنَ عشرين من صبوة ٍ
بكيت ابنَ ستين أوزارها
فلا تعظمنّ لديك الذنوب
فما زال ربّك غفّارها [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وصفراء كالشمس تبدو لنا
وصفراء كالشمس تبدو لنا
رقم القصيدة : 13316
-----------------------------------
وصفراء كالشمس تبدو لنا
من الكأس في هالة مستديره
يلاعبها الماء في مزجها
فيضحكها عن نُجُومٍ منيرهْ
إذا جار هَمُّ الفتى واعتدى
رأيتَ بها نفسه مستجيره
فتروي صداه، وتُدني مناه
وتُرْدِي أساه، وتُحِيِي سرورهْ
زجاجٌ وخمرٌ وماءٌ كما
تقولُ هَيْولى وَنَفْسٌ وصورهْ
أطِرْ عنك نعوْمَكَ وانظُرْ إلى
نهارٍ أفاضَ على الليل نوره
كأن دجى الليل لما استرقّ
نَمُومٌ من الصبح يُفْشِي سريره
شربنا على وجه بدر السماء
وَنُسْقِي على وجه شَمْسِ الظهيرهْ
بفوّاحة ِ النّور، مكاؤها
يُرجّعُ في كل غصنٍ صفيره
مرت فوقها حلبَ المعصرات
رياحٌ لكلّ سحابٍ مثيره
كأن الفرزدق في طيرها
يجيبَ على كلّ شعرٍ جريرهْ
قصرنا بها طول ليلٍ التمامِ
بعيش هنيء عَدِمنا نظيره
كأن الكؤوس بأيدي السقاة
خيولٌ على الهمّ منّا مغيره
وطيبُ النعيم له ساعة ٌ
تعدُّ، وإن هي طالت، قصيرهْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
رقم القصيدة : 13317
-----------------------------------
غَشِيتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْرا
وَهْيَ مِنْ لَوعة ِ الهوى تَتَحَدّرْ
فانزوت بالشهيق خوفاً وظنّتْ
حَبَّ رمانِ صَدرِها قد تنثَّر
قلتُ عند اختبارها بيديها
ثمَرا صانَهُنَّ جَيْبٌ مُزَرَّر
لم يكن ما ظننتِ حقّاً ولكن[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
رقم القصيدة : 13318
-----------------------------------
وَنَيْلُوفَرٍ أوْراقُهُ مُسْتَديرة ٌ
تفتّحَ فيما بينهنّ لهُ زَهرُ
كما اعترضت التّراس وبينها
عواملُ أرماحٍ أسنتُها حمر
هو ابْنُ بلادي كاغترابي اغترابُهُ
كلانا عنِ الأوْطانِ أزْعَجَه الدَّهْرُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
رقم القصيدة : 13319
-----------------------------------
وَمُطَّرِدِ الأجزاءِ يصقل مَتْنهُ
صبا أعلنت للعين ما في ضميرهِ
جريحٌ بأطراف الحصى كلما جرى
عليها شكا أوجاعهُ بخريره
كأن حباباً ريع تحت حبابه
فأقبل يُلقي نفسه في غديره
شربنا على خافاتهِ دورَ سكرة
وأقْتَلُ سُكْرا منه لَحْظُ مديره
كأن الدجى خطَّ المجرة بيننا
وقد كُلّلَتْ حافاتِهِ ببدوره
وقد لاح نجمُ الصبح حتى كأنَّه
مطرق جيش مؤدن بأميره
كلفتُ بكاساتِ الصبوح مبكّرا
وكم بركاتٍ للفتى في بكوره
هو العيشُ فاغنمْ من زمانك صَفْوَهُ
وَصِدْ قَنَصَ اللذاتِ قبل مُثِيره[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وزرقاء في لون السماء تنبّهت
وزرقاء في لون السماء تنبّهت
رقم القصيدة : 13320
-----------------------------------
وزرقاء في لون السماء تنبّهت
لتحبيكها ريحٌ تهبّ مع الفجرِ
يشقّ حشاها جدولٌ متكفلٌ
بسَقِي أُلْبِسَتْ حُلَلَ الزهر
كما طَعَنَ المقدامُ في الحرب دارعاً
بِغَضَبٍ فشقّ الخصرَ منه إلى الخصر
يريك رؤوساً منه في جسم حية ٍ
سَعَتْ من حياة ٍ في حدائقهِ الخضر
فلا روضة ٌ إلاَّ استعارت لشكره
لسانَ صباً تُسري مطّيَّبة َ النشر[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
رقم القصيدة : 13321
-----------------------------------
وربّ صبحٍ رقبناه وقد طلعتْ
بَقِيّة ِ البَدْرِ في أُولَى بَشائِرِهِ
كأنما أدهمُ الظلماءِ حين نجا
من أشهبِ الصبح ألْقَى نَعْلَ حافِرهِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
رقم القصيدة : 13322
-----------------------------------
نظرتُ إلى حُسْنِ الرياض، وغيمُها
جَرَى دَمْعُهُ منهنّ في أعين الزّهْرِ
فَلَمْ تَرَ عَيني بينهما كشقائقٍ
تبلبلها الأرواح في القضب الخضر
كما مشطتْ غيدُ القيان شعورها
وقامتْ لرقْصٍ في غلائلها الحُمْر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
رقم القصيدة : 13323
-----------------------------------
وساقية ٍ تسقي الندامى بمدّها
كؤوساً من الصهباءِ طاغية َ السكر
يعوَّمُ فيها كلّ جامٍ كأنما
تَضَمّنَ روح الشمس في جسد البدر
إذا قصدتْ منّا نديماً زجاجة
تناولها رفقاً بأنمله العشر
فيشربُ منها سكرة ً عِنبِيَّة ً
تنّومُ عينَ الصحو منه وما يدري
ويُرسلها في مائها فيُعيدها
إلى راحتي ساقٍ على حكمه تجري
جعلنا على شُرْبِ العُقَارِ سَمَاعَنَا
لحوناً تغنّيها الطيورُ بلا شعر
وساقينا ماءً ينيل بلا يدٍ
ومشروبَنَا نارا تضيء بلا جمر
سقانا مسراتٍ فكان جزاؤه
عليها لدينا أنْ سقيناه للبحر
كأنا على شطِ الخليج مدائن
تسافرُ فيما بيننا سُفُنُ الخمر
وما العيش إلاّ في تطرّفِ لذة ٍ
وخلعِ عذارٍ فيه مستحسنُ العذر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
رقم القصيدة : 13324
-----------------------------------
في كُنْهِ قَدْرِكَ للعقولِ تَحَيّرُ
فلذاك عنه النيرات تقصر
والواصفونَ عُلاَكَ مِنّا قَرّبوا
ما ترجموا للناس عنه وعبَّروا
ألقيتَ عزمكَ بين عَيْنِيْ ضَيْغَمٍ
وأباتَ طيفك كلّ شيءٍ يُذعر
ورحلتَ في جون القتام عرمرمٍ
وكأنه ليل بوجهك مقمر
ولئن قدمت وفي اعتقادك عودة ٌ
فالبحر من عظم يمدّ ويجزر
والفتحُ من فضلِ الإله، ويومهُ
متقدّمٌ بالنصر أو متأخر
لولا اقترابُ الوقت عن قدر لما
فتحتْ على حالٍ لأحمد خيبر
وفوارسٍ يَحْمرّ مِنْ ضرب الطلا
بأكفِّهم ورقُ الحديد الأخضر
لا غشَّ جبْنٍ فيهمُ فكأنَّهم
سُبكوا بنيران الحروب وسجّروا
ومن الرجال مُروَّعٌ ومشجع
ومن السيوف مؤنثٌ ومذكر
ألِفَتْ قلوبُهُمُ الخضوعَ لربهم
والأس في أسيافهم متكبر
يَرْمُونَ أغراضَ الحتوفِ بأنفسٍ
ووجوهها لعيونهم تتنمّر
وتغور في هام العلوج جداولٌ
للضرب من أغمادهم تتفجر
من كلّ وحشيِّ الطباع كأنَّه
بين القنا الخطّيِّ ليثٌ مُخْدَر
متقدمٌ من صبره، ولثامهُ
يوم القراع أضاتهُ والمغفر
صبحت جيوشهم جيوشاً يا لها
من أبْحُرٍ زَخَرَتْ عليها أبحر
ويلٌ لحصن ليبطَ من يومٍ على
جنباتهِ يجري النجيع الأحمر
والروعُ تثقلُ بالردى ساعاتهُ
وتخفّ بالأبطال فيه الضمر
يثنى النهار به على أعقابه
حتى كأنَّ الشمس فيه تُكَوَّر
والنّقْعُ فيه دُجُنّة ٌ لا تنجلي
والصبحُ منه ملاءة ٌ لا تنشر
ولقد شددتَ على خناق علوجهم
وأدارَ رأيك فيهم مستبصر
واستعصموا بذرى أشمّ كأنَّهم
عصمٌ أتيحَ لها هزبر قسور
قَلّوا لَدَيْكَ غَنيمة ً فكأنَّما
أبقتهُمُ الأيامُ فيه ليكثروا
ولقلَّمَا يبقى رمادُهُمُ إذا
طارتُ به في الجو ريحٌ صرصرُ
قام الدليل، وما الدليل بكاذبٍ
أن النصارى يخذلون وتنصرُ
سكنتَ في الآفاقِ من حركاتهم
والنبض من خور الطبيعة يفترُ
هلاّ أطاق الكفرُ جرّ قناته
لما تركتَ كُعُوبَها تَتَكسر
يومَ العروبة ِ، والعرابُ لواعبٌ
تكبو على هامِ العلوج وتعثر
والفنش يحصب ناظريه وقلبهُ
بقوارع الأحزان يومٌ معورُ
ركبَ الغواية واستبد برأيه
جهلاً ليعبر خضرماً لا يعبر
خذ في عزائمك التي تركتهم
خبراً مع الأيام لا يتغير
بالخيل تحت الليل يُسرجُ حولها
في كلّ ذابلة ٍ سِنانٌ أزهر
وتلوكُ من فُقْدِ القضيم شكائماً
تُنْهَى بها أفْواهُهُنّ وَتُؤْمَر
عَرَكَتْ أديم الأرضِ تحت حوافرٍ
صخرُ البلاد بوطئهنّ مسخَّر
حتى تُغَنّيهِمْ ظُبَاكَ من الردى
نغماً، وتسقيهم كؤوساً تُسكر
جاهدتَ في الرحمن حقّ جهاده
وجرى الملوكُ كما جريت فقصَّروا
فيبيتُ ناجودٌ وعودٌ حولهم
ويبيتُ حولك شزَّبٌ وَسَنَوّر
وتفوح غالية ٌ بهم وذريرة ٌ
وهما دمٌ في برديتك وَعِثْيَر
أعطتك ريحانَ الثناء حديقة ٌ
ظمئتْ ولكن قلما تستمطر
وأنا العليم بأن طولكَ شاملٌ
وذراك رحراحٌ وَجُودَكَ كَوْثَرُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
رقم القصيدة : 13325
-----------------------------------
حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
بعذارى من سُلافاتِ الخمورْ
عربدَ الصحو عليهمْ بالأسى
فاتَّقاه السُّكرُ عنهم بالسرور
عَمَرُوا ربعَ الصِّبَا من قبلِ أنْ
يتمشّى فيه بالشيب دثور
إنّ للأعمار أعجازاً إذا
بُلِغَتْ لم تُثْنَ منهنّ صُدور
كلُّ نافي العمر، في شِرِتِّهِ
للصِّبَا نارٌ، وفي الوَجْنَة ِ نور
يقتنون العيشَ من قانية ٍ
ذاتِ عمر كثرت فيها الدهور
أطلع الساقي عشاءً منهمُ
أنجمُ الكاسات في أيدي البدور
عدَّ بالأكواب عنّي إنّ لي
في يد الآنسِ عنهنّ نُفور
غمرَ الشيبُ الدجى من لمتي
بنجوم طُلّعٍ ليستْ تغور
لا نشورٌ لشبابي بعد ما
مات من عمري إلى يوم النشور
وخضابُ الشيب لا أقبله
إنّه في شعري شاهدُ زور
أنا من وجدي بأيام الصبا
أذرف الدمع رواحاً وبكور
فكأني ذو غليلٍ تلتظي
لوعة ٌ منه إلى ماء الثغور
أصِفُ الراحَ ولا أشُرَبُهَا
وهي بالشّدْوِ على الشَّرْبِ تدور
كالذي يأمرُ بالكرِّ ولا
يَصْطلِي نارَ الوغى حيث تفور
فسواءٌ بين إخوان الصفا
وذوي اللهو، مغيبي والحضور
أنا من كسبِ ذنوبي وجلٌ
وإنِ استغفرتُ فالله غفور[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
رقم القصيدة : 13326
-----------------------------------
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
أنْت ضَيّعْتَهُ بكثرة غدرِكْ
أنا أشكو صَبَابة ً لَذَعَتْني
بردَ الله حرّ نحري بنحرك
وَجَنى لي، فإنّ قلبي عَليلٌ،
منا اشتهى من جَنِيِّ رمّان صدرك
وتداويتُ من خُماري بخمرٍ
نابعاتٌ بها جواهرُ ثغركْ
هذه كلها أماني وصالٍ
حيل بيني وبينهنّ بهجرك[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هنّ الحسانُ وحربها الهجر
هنّ الحسانُ وحربها الهجر
رقم القصيدة : 13327
-----------------------------------
هنّ الحسانُ وحربها الهجر
فلذاك يجبُنُ عندها الذِّمْرُ
أصليتَ تلك الحرب تجربة ً
أن أنْتَ عن فَتَكَاتِها غَمْرُ
من كل ناشئة ٍ، إذا اتّصلت
مِنْ عُمرها بالأربع العشرُ
وكم اشْتَهَى منها عليلُ هوًى
ثمراً بهنَّ تفلكَ الصدر
خُلُقِي مطيّة ُ وَهُمَا
سهلٌ يدير عنانهُ وعرُ
يا ظبية ً إنْ مرّضتْ نظراً
فلكلّ قَسْوَرَة ٍ به قسر
كَرْبٌ هواك وما له فَرَجٌ
ومتى يفارق لذعهُ الجمرُ
حتَّى الأراكة ُ منك ظالمة ٌ
دُرّاً بفيك، أيظلمُ الدرّ؟
وكأن برقاً في تبسمه
وكأنَّما دَمْعِي له قطر
أشكو خُمارا ما شربتُ له
خمرا بفيك، فريقك الخمر
وَيَهيجُ بي وَجَعٌ وَعِلّتُهُ
سَقَمٌ بطرفك، إنّ ذا سحر
وأرى الذي تَجِدين فيك له
نَفْعاً فمنه مَسّني الضرّ
من وجهك الحسنُ اقتنى ملحاً
فكأنها في وجهه بشر
ليستْ تنالُ الشمسُ منزلة ً
منها، فكيف ينالها البدر؟
وأاركِ قد حاولتِ نَقْلَ خُطى ً
فَقَصَرِتْهَا وعلا بكِ البُهْر
وعذرت منك الخصرَ مرحمة ً
ولحملِ ردفكِ يُعذَرُ الخصر
عذلت على دنفٍ أخا مقة ٍ
لا يستقل ببعضها الصبر
فرثتْ لذلّتهِ وربّتما
لانَ الصفا وتواضعَ الكبر
بَعَثَتْ لواحظُهَا بعطفتها
سِرا إليه فليتها جهر
قتلتْهُ وهي تريدُ عِشَتَهُ
ذنبٌ، بعيشكِ، ذاك أمْ أجرُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
رقم القصيدة : 13328
-----------------------------------
أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري
كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه
جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري
كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ
فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار
كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ
بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري
كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ
ترمي سواحل جفنيها بعّوار
تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ
لهجعَة ٍ منهما نارا على نار
كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها
ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ
إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ
لبانَ أسحم يغدوه بمقدار
في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً
يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار
كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً
في دفعه منهما الكافورَ بالقار
كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك
على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ
كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى
في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار
يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ
كالضيم يقسمُ بين الجار والجار
فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ
وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ
كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ
فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
رقم القصيدة : 13329
-----------------------------------
وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ
يغوصُ فيه على درِّ النهى النَّظَرُ
يكسو السطورَ ضياءً عند ظلمتها
كأن ينبوعَ نورٍ منهُ ينفجر
يشفّ للعين عن خطِّ الكتابِ كما
شفّ الهواءُ، ولكن جسمه حَجَرُ
يبدي الحُروفَ بجرح نالها عرق
فيه، وقرّ عليها جامدا نهرُ
كحلت عينيَ إذ كلّتْ بجوهره
أما يُحَدّ بكحلِ الجوهر البصرُ؟
كأنَّه ذهن ذي حذق يَفُكّ به
من المعمّى عويصاً فكّهُ عَسِرُ
نعم المعين لشيخ كَلّ ناظرُهُ
وصغّرَ الخطَّ في ألحاظه الكِبَر
يرى به صُوَرَ الأسطار قد عَظُمَتْ
كَعُنْصُلِ الماءِ فيه يَعظم الوبر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
رقم القصيدة : 13330
-----------------------------------
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
مثل ما يُوزَنُ النضارُ المُشَجَّرْ
وتكلّمْ بما يزينُكَ في الحفـ
ل وتقنى به عَلاءً ومفخرْ
إنّ حُسنَ الثناء بعدك يبقى
لك بالذكر منه عيشٌ مكرَّرْ
روحُ معناك جسمه منكَ لفظٌ
وعلى كلّ صورة يتصوّر
فإذا ما مقالُ غيركَ أضحى
عَرَضاً فَلْيَكنْ مَقَالُكَ جَوْهَر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ
لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ
رقم القصيدة : 13331
-----------------------------------
لم نؤت ليلتنا الغرّاء من قِصَرِ
لولا وصالُ ذوات الدلّ والخفر
السافراتُ شموساً كلما انتقبتْ
تبرّجتْ مشبهاتُ الأنجم الزُّهرِ
من كل حوراء لم تُخذلْ لواحظها
في الفتك مذ نصرتها فتكة النظر
أوْ كلّ لمياءَ لو جادتْ بريقِ فمٍ
نَقَعَتْ حَرّ غليلي منه في الخَصَر
محسودة ُ الحسن لا تنفكّ في شَغَفٍ
منها بصبحٍ صقيل الليل في الشعر
لا تأمننّ الردى من سيف مقلتها
فإنَّه عرضٌ في جوهر الحَوَرِ
إني امرؤ لا أرى خلعَ العذار على
من لا يقومُ عليه في الهوى عُذري
فما فُتنتُ بردفٍ غيرِ مُرْتَدَفٍ
ولا جننتُ بخصرٍ غير مختصرِ
وشربة ٍ من دم العنقود لو عُدمتْ
لم تُلْفِ عيشاً له صفوٌ بلا كدَر
إذا أدير سناها في الدجى غمستْ
دُهْمَ الحنادس في التحجيل والغررِ
تزداد ضِعْفاً قواها بَلَغَتْ
بها الليالي حدودَ الضَّعف والكبر
لا يسمعُ الأنفُ من نجْوَى تأرّجها
إلاَّ دعاويَ بين الطيب والزهر
إذا النديمُ حَساها خلَت جريتها
نجماً تصوّبَ حتى غار في قمرِ
تصافح الراحَ من كاساتها شُعَلٌ
ترمي مخافة لمسِ الماء بالشررِ
تعلو كراسيَّ أيدينا عرائسها
تُجْلَى عليهنّ بين الناي والوتر
حتى تَمَزَّقَ سترُ الليلِ عن فَلَقٍ
تقلَّص العرمضِ الطامي على النهر
والصبحُ يرفعُ كفاً من لاقطة ً
ما للدراري على الآفاق من دُرَرِ
عيشٌ خلعتُ على عمري تنعّمه
ليتَ الليالي لم تخلعه عن عمري
وَلّى وما كنتُ أدري ما حقيقتُه
كأنَّما كان ظلَّ طائر الحَذِر
بالله يا سَمُراتِ الحيِّ هل هَجَعَتْ
في ظلِّ أغصانك الغزْلانُ عن سهري
وهل يراجع وكراً فيك مغتربٌ
عزّتْ جناحيه أشراكٌ من القدر
ففيك قلبي ولو أسطيع من ولَهٍ
طارتْ إليكَ بجسمي لمحة ُ البصر
قولي لمنزلة ِ الشوق التي نقلتْ
عنها الليالي إلى دار النوى أثري
نِلْتُ المُنَى بابنِ عبادٍ فَقَيّدَنِي
عن البدورِ التي لي فيك بالبدر
حَطّتْ إليه حُداة ُ العيسِ أرْحُلنَا
فالعزم صِفْرٌ بمثواه من السفر
كان ابتدائي إليه عاطلاً فغدا
منه بحليِ الأماني حالي الخبرِ
ممَلَّكٌ قصرُ أعمارِ العُداة به
وقعُ السيوف على الهامات والقصر
عدلُ السياسة لا يرضى له سيراً
إلا بما أنزل الرحمن في السور
يُسْدِي بِيُمْناهُ من معروفه مِنناً
تكسو الصنائع صنعانية الحبرِ
لو أضحت الأرضُ يوماً كفَّ سائلهُ
لم تفتقرْ بعد جواه إلى مطر
يأوي إلى عزة ٍ قعساءَ مُرغِمة ٍ
أنْفَ الزمانِ على ما فيه من أشَر
لا يُفْلتُ الجريُ من أيدي عزائمه
أو يجعل الهامَ أجفان الظبا البُتُر
جارٍ له شأوُ آباءٍ غطارفة ٍ
أسْدٍ على الخيل أقمار على السُّرر
لا تَسْتَلِينُ المنايَا عَجْمَ عودِهِمُ
والنبعُ ليس بمنسوبٍ إلى الخور
يقطّبُ الموتُ خوفاً من لقائهم
ويضحكُ الثغرُ منهم عن سنا ثُغَر
يا مرويَ الرمح والأرماح ظامئة ٌ
من الأسود الضواري بالدم الهدر
لولا تعشّقكَ الهيجاء ما ركبتْ
بك العزيمة ُ فيها صهوة الخطر
إذا التظتْ شعل الأرماح وانغمست
من الدروع على الأرواح في غدرِ
وفي اصطبارك فيها والردى جزع
ما دلّ أنَّك عنها غيرُ مُصْطَبر
ومأزقٍ مَزَّقَتْ بيضُ السيوفِ به
ما لا يُرقّعهُ الآسون بالإبر
من جَحْفَلٍ ضَمِنَ الفتحُ المبينُ له
ذُلَّ الأعادي بعزِّ النصر والظفر
تحدو عَذَابَك فيه للوغَى عَذَبٌ
تهفو كأيدي الثكالى طشنَ من حرر
جاءت صُدور العوالي فيه حاقدة ً
يفتر منها دخان النقع عن شرر
فكمْ قلوبٍ لها جاشَتْ مراجِلُها
لمّا تساقط جمرُ الطعنِ في النُّقر
كأنَّما كلّ أرضٍ من نجيعهمُ
رخو الأسنَّة منها ميِّت الشعر
وخائضٍ في عُبابِ الموتِ منصلتٍ
مقارعِ الأسد بين البيضِ والسمرِ
خَلَقْتَ بالضربِ منه في القذالِ فما
أنْطَقْتَ فيه لسان الصارم الذكر
يا معلياً بعلاهُ كل منْخَفِضٍ
ومغنياً بنداه كلّ مفتقر
هل كان جودكَ في الأموال مقتفياً
آثار بأسكَ في أسد الوغى الهُصُر
نادى نداكَ بني الآمالِ فازدحموا
بالواخداتِ على الرّوْحاتِ والبُكَر
كما دعا الروضُ إذ فاحتْ نواسمهُ
روّادَهُ بنسيم النور في السحر
يهدي لك البحرُ مما فيه مُعْظَمَهُ
والبحرُ لا شك فيه معدن الدّرر
إنَّا لنخجل في الانشاد بين يدي
ربِّ القوافي التي حُلّينَ بالفقر
مَنْ ملّك اللهُ حُسنَ القول مقولهُ
فلو رآه ابنُ حُجْرٍ عادَ كالحجر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
رقم القصيدة : 13332
-----------------------------------
هجرَ الخيالُ فزرته بالخاطر
ولقد يكونُ، زمانَ هجرِك، زائري
أسددتِ مسراه فلم يطقِ السُّرى
أمْ باتَ عندكِ نائماً عن ساهر
طُعمَتْ مصافحتي له إذ زرته
فقبضت من ظلّ الخيال النافر
إني اقتنعتُ بزورة ٍ زورية ٍ
ألفيتُ باطنها خلافَ الظاهر
وإذا أردتَ بأنْ تصورَ للمُنَى
صُوَرا فسلّمْها لفكرِة شاعر
يا منْ لها بالسحر طرفٌ قاتلٌ
أسَمِعْتِ بالفُتْيَا التي في الساحر
إني نظرتُ فلم أجد لك فتكة ً
إلاّ بحد حسام لحظٍ فاتر
أثْبَتِّ حُبّكِ في فؤادٍ خافقٍ
أوَما عجبت لواقعٍ في طائر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
رقم القصيدة : 13333
-----------------------------------
وأشمَّ من بيت الرئاسة أكبرٍ
يُنْمى إلى شُمّ الأنوفِ أكابِرِ
يردي المدجج، وهو غير مدججٍ
كم دارع أرداه رمحُ الحاسرِ
ويشبّ نيرانَ الحروب بمرهفٍ
كصبيب ماءٍ في الجماجم غائر
في جحفلٍ يغشى الوقائع زاحفاً
بسماءِ أجنحة وأرضِ حوافرِ
وعجاجة ٍ كسحابة ٍ ملتفة ٍ
فوقَ الرؤوس على بروق بواتر
ضحكتْ تقهقه والكماة عوابسٌ
بالضربِ فوق قوانسٍ ومغافر
وكأن جُرد الخيل تحت حماتها
عُقْبانُ جوٍّ جُنْحٍ بقساور
والسابغاتُ إلى الكماة حبائكٌ
كحباب ماء أو نثير غدائر
وكأن أطراف السيوف نواجذٌ
يحرقنَ في شدقِ الحمام الكاشر
ما قستُ نجدته بحدة ِ محربٍ
إلا قضيتُ له بفضل قاهر
إنَّ الشجاعة َ في الحُماة وإنَّها
لأشدّ منها في الأبيِّ الصابرِ
فتخافُ أذمار الكريهة ِ فتكهُ
خوفَ البغاثِ من العقاب الكاسر
بسنان أسمرَ للحيازم ناظمٍ
وغرار أبيضَ للجماجم ناثرِ
تبدو من المنصور فيه شمائلٌ
تلك السجايا من سجايا الناصر
إن الفروع على الأصول شواهدٌ
تقضي بطيبِ مناقب وعناصرِ
من كلّ أروعَ من ذؤابِة ِ حِمْيَرٍ
ناهَ بألسِنَة ِ القواضِبِ آمر[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
رقم القصيدة : 13334
-----------------------------------
أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
إذ أوحشتهُ معاليهِ من النُّظرا
مؤيد بمضاء الرأي يحمده
لا يُحمَدُ السيفُ إلا ماضياً ذكرا
يُمضي الأمورَ بآراءٍ مسدَّدة ٍ
كأنهنّ سهامٌ تقصد الثُّغرا
من العوارف آلافٌ مجدِّدَة ٌ
للناس في كلّ معلماً دثَرا
لو كان يُنظمُ حباً في مدائحه
حَبُّ القلوب نظمناها له فِقَرا
... رَدَّتْ زمانَ الجهل هِمَّتُهُ
وغيّرَتْ فيه من عاداتها الغِيرا
يا من أياديه في الأنعام -لاعُقلتْ
أطْلَقْنَ بالمدح فيه ألْسُنَ الشُّعَرا
دمْ في جلالة قدرٍ بالعلى قرنتْ
وَحالَفَ السّعْدُ فيما تأمُلُ القَدَرا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
رقم القصيدة : 13335
-----------------------------------
أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
ويا تألف نظم الشمل من نثرك؟
ويا شؤوني، وشأني كله حزنٌ
فضّي يواقيت دمعي واحبسي دُرركْ
ما خلتُ قلبي وتبريحي يُقَلّبُهُ
إلا جناحَ قطاة ٍ في اعتقال شرَكْ
لا صبرَ عنكِ وكيف الصبر عنكِ وقد
طواكِ عن عينيَ الموجَ الذي نشركْ
هلاّ، وروضة ُ ذاك الحسنِ ناضرة ٌ،
لا تلحظُ العينُ فيها ذابلاً زَهَرك
أماتكِ البحرُ ذو التيار من حسدٍ
لمّا درى الدرُّ منه حاسداً ثغركْ
وقعتُ في الدمع إذ أغرقتِ في لُججٍ
قد كاد يغمرني منهُ الذي غمرك
أيّ الثلاثة أبكى فقدهُ بدمٍ
عميمَ خُلقِكِ أم مَعناكِ أم صِغَركْ
من أين يقبحُ أن أفنى عليكِ أسى
والحسنُ في كلّ فنّ يقتفي أثركْ
كنتِ الشبيبة َ إذْ وَلتْ ولا عِوَضٌ
منها ولو ربحَ الدّنيا الذي خَسِرَكْ
ما كنتُ عنكِ مطيلاً بالهوى سَفرِي
وقد أطلتِ لحيني في البلى سفرك
هل واصلي منكِ إلا طيفُ مَيّتَة ٍ
تُهْدِي لعينيَ من ذاك السكون حَرك
أعانقُ القبر شوقاً وهو مشتملٌ
عليكِ لو كنتُ فيه عالماً خبركْ
وددتُ يا نور عيني لو وَقَى بصَري
جنادلاً وتراباً لاصَقاً بشرك
أقولُ للبحر إذ أغشيتُهُ نظري
ما كدرَ العيشَ إلا شُربُها كدركْ
هلاّ كففتَ أجاجاً منك عن أشرٍ
من ثغرِ لمياءَ لولا ضعفها أسركْ
هلاّ نظرتَ إلى تفتير مُقْلتِها
إني لأعجبُ منه كيف ما سحرك
يا وَجْهَ جوهرة َ المحجوبَ عن بصَري
من ذا يقيكَ كسوفاً قد علا قمرك
يا جسمها كيف أخلو من جوى حزني
وأنت خالٍ من الروح الذي عَمَرك
ليلي أطالكَ بالأحزان معقبة ً
عليّ مَنْ كانَ بالأفراحِ قد قصرك
ما أغفلَ النائم المرموس في جدثٍ
عما يُلاقِي من التبريح مَنْ سَهِرك
يا دولة َ الوصلِ إن ولّيت عن بصري
فالقلبُ يقرأ في صُحْفِ الأسى سمَرك
لئن وجدتكِ عني غيرَ نابية ٍ
فإنّ نفسي منها ربُّها فطرك
إن كان أسلمك المضطرُّ عن قدرٍ
فلم يخنْكِ على حالٍ ولا غَدَرَك
هل كان إلاّ غريقاً رافعاً يدهُ
نهاهُ عن شربِ كاسٍ من بها أمرك
وارحمتا لولوعٍ بالبكاء فما
ينسيه ذكر...............
أما عَداكِ حِمامٌ عن زيارته
فكيفَ أطْمَعَ فيك النفس وانتظرك
إن كان للدمع في أرجاء وجنته
تبرجٌ فهو يبكي بالأسى خفركْ
وما نجوتُ بنفسي عنكِ راغبة ً
وإنّما مدّ عُمري قاصرٌ عُمركْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ
تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ
رقم القصيدة : 13336
-----------------------------------
تَغَنَّتْ قيانُ الوُرْقِ في الوَرَق الخُضْرِ
ففجِّرْ ينابيع المدام مع الفجر
وخُذْ من فتاة الغيد راحاً سبيئة ً
لها قدمٌ في السبق من قدم العمر
ولا تشربنْ في كبوة ِ الكوب بالفتى
كذلك يجري في مَدَى السكر من يجري
وإن الندى ما زال يدعو رياضه
إليها الندامى وهي في حُلَلِ الزهر
فتجلوهُمُ أيدي السقاة عرائساً
ترى الدّرّ أزرارا لأثوابها الحمر
وتحسب إبريق الزجاجة مُغزلاً
يُشوَّفُ في الارضاع منه إلى غفرِ
ومشمولة ٍ في كأسها اشتملت على
نجومِ سرورٍ بين شُرّابِها تسري
تريكَ إذا ما الماءُ لاوَذَ صِرفَها
تَوَاثُبَ نَمْلٍ في زجاجاتها شُقْر
يفرّ الأسى عن كلّ عضو تحلّهُ
فرارَ الجبانِ القلب عن مركز الذمر
وأشمطَ خُضنَا نحوه الليل بالسرى
وقد خاطَ منه النومُ شفراً على شفر
له بيعة ٌ ما زال فيها محَلِّلاً
حرامَ الربا في بيعهِ التبرَ بالتبر
بسطنا له الآمال عند انقِباضِهِ
لأخذ عجوز من بُنيانهِ بكر
معتقة ٍ حمراءَ تنشرُ فضلها
لخطابها في اللون والطعم والنشر
إذا شمّها أعطاك جُملة َ وصفها
ففي أنفهِ عِلمُ الفراسة بالخمر
لها قسوة ٌ من قبله مستملة ٌ
لِعُنْفِ نَدَامَاها كذا قَسوة ُ الكفر
ولله ما ينساغُ منها لشربها
بتسهيل خُلقِ الماء من خُلقها الوعر
وقد عَقَدَتْ أيمانُهُ العُذْرَ دونها
فحلّ ندى أيماننا عُقدَ العذر
وأبرزَ منها في الزجاجة جوهراً
نُسَائلُهُ بالشّمّ عن عَرَضِ السُّكر
تَمَيّعَ منها كالنّضَارِ مُشَجَّرا
وإن كان في ريّاه كالعنبر الشِّحري
أدَرْنَا شُعَاعَ الشمس منها بأنْجُمٍ
نُبادرها مملوءة ً مِنْ يدِ البدر
على حينَ شابتْ لِمَّة ُ الليل بالسنا
ونفرَ عنا نومنا العودُ بالنقر
كأنَّ الثريَّا في انقضاض أفولها
وشاحٌ من الظلماء حُلّ عنِ الخصر
كأن انهزام الليل بعد اقتحامه
تموُّجُ بحرٍ ناقضَ المدَّ بالجزر
كأنَّ عَصَا موسى النبيّ بضربها
تُريكَ من الأظْلام منفلقَ البحرِ
كأنَّ عَمُودَ الصبح يُبْدِي ضياؤه
لعينيك ما في وَجْهِ يحيى من البشر
رحيبُ ذُرَى المعروف مُستهدَفُ الندى
تندّى الأماني في حدائقه الخضر
تَحَلّبُ من يمناه ثُجَّاجَة ُ الندى
وَتَنْبُتُ من ذكراه ريحانة ُ الفخر
له سيرة ٌ في ملكه عُمْرِيّة ٌ
وكفٌّ من الإعدام جابرة ُ الكسر
بعيدٌ كذات الشمس دان كنورها
وإن لم تنلْ ما نال من شرفِ القدرِ
تكفكفُ عنه سورة َ اللحظ هيبة ٌ
فلله منها ما تصوّر في الفكرِ
كأنَّ الزمانَ الرحبَ من ذكره فمٌ
ونحنُ لسانٌ فيه ينطقُ بالشكر
تعودَ منه المالُ بالجود بذلة ً
لإيسارِ ذي عسر وإغناءِ ذي فقر
فإن أنت لم تنفقهُ أنْفَق نَفْسَهُ
وصار إلى ما كان تدري ولم تدر
كأنَّ عطاياه وهُنّ بداية ٌ
بحورٌ وإن كانت مكاثرة القطر
همامٌ إذا ما همّ أمضى عزائماً
بواترَ للأعْمار بالقُضُبِ البُتْر
وصَيّرَ في إقْحَامِهِ مُهَجَ العِدى
تسيل على مذلوقة ِ الأسل السُّمر
ينوبُ مناب السيف في الروع ذكره
فما ذكرٌ ماضٍ يسيلُ من الذكر
ويختط بالخطيِّ أرضَ كريهة ٍ
يجرّرُ فيها ذيلَ جحفَلِهِ المَجْر
ومُقْتَحِمُ الأبْطالِ يَبْرُقُ بالرّدى
وتخفق في آفاقه عذبُ النصر
محلّقَة ٌ في الجوِّ منه قشاعمٌ
كأن شراراً حشو أعينها الخزر
تروحُ بطاناً من لحومِ عداته
فما لقتيلٍ خرّ في الأرض من قبر
ويثني عن الضرب الوجيع سيوفهُ
من الدّم حُمراً في عجاجاته الكُدرِ
وكم ردّها مَفْلُولة ً حدُّ صبره
إذا جزعُ الهيجاء فلّ شبا الصبر
فلا تأمنِ الأعداء إملاءَ حِلمهِ
بتأخُيرِ نَزْعِ السهم يَصْدَعُ في الصخر
إذا لبد الليث الغضنفر فارتقب
له وثبة ً فراسة ً النابِ والظفر
وربَّ شرارٍ للعيون مواقعٍ
تَحرّك للإحراقِ عن ساكنِ الجمر
فيا ابن تميم والعلى مستجيبة ٌ
لكلّ امرىء ٍ ناداك يا ملكَ العصر
ومنْ مالهُ بالجود يسرحُ في الورى
طليقاً، وكم مالِ من البخل في أسر
حللنا بمغناك الذي يُنْبِتُ الغنى
ويُجْرِي حياة َ اليُسْرِ في ميّتِ العسر
وكم عَزْمة ٍ خضنا بها هَوْلَ لُجّة ٍ
كصارمك الماضي، ونائللك الغمر
وجدنا المُنى والأمن بعد شدائد
تقلّبُ أفلاذَ القلوب من الذعر
فمدحك في الإحسان أطلقَ مقولي
وعندك أُفني ما تبقى من العمر
وجدنا المُنى والأمنَ بعدَ شدائدٍ
بأكبرَ لم تعلقْ به شيمة ُ الكبر
وفوزَ أُناسٍ، والمواهبُ قسمة ٌ،
بلثم سحابٍ من أناملك العشر
ورفعَ عقيرات المدائح والعُلى
تصيخُ إلى شعرٍ تكلّمَ بالسحر
بمختَلفِ الألفاظِ والقصدُ واحدٌ
كمختلفِ الأنفاسِ من أَرج الزهر
فمن تاركٍ وكراً إليكَ مهاجرٍ
ومن مستقرٍ من جانبكَ في وكرِ
وإن كنتُ عن مُجْرى السّوابقِ غائباً
فحاضرُ سبْقِي فيه مع قُرْحِ الخطر
ويهدي إليكَ البحرُ دُرَّ مغاصِهِ
وإنْ لم تَقِفْ منه على طرفِ العبر
حميتَ حمى العلياء في الملك ما سرى
إلى الحجرِ السّاري وخَيَّمَ بالحِجْر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
رقم القصيدة : 13337
-----------------------------------
مَنْ كان عنهُ يُدافعِ القَدَرُ
لم يُرْدِهِ جِنٌّ ولا بَشَرُ
وثَنَى الردى عنهُ الردى جَزَعاً
وَسَعَتْ على غيراتِهِ غِيَر
ورمى عِداه بكلّ داهية ٍ
دهياءَ لا تُبقي ولا تذرُ
لا عيبَ فيما كان من جللٍ
يجري بكلّ مقدَّرٍ قدر
إنَّ الملوكَ، وإنْ همُ عظموا،
تُغْرى العُداة ُ بهم، وإن حقروا
والغدرُ قد ملىء الزمان به
قِدْماً، وكم نَطَقَتْ به السير
وأولو المكايدِ إنْ رأوا فُرَصاً
ركبوا لها العَزماتِ وابتدروا
والمُصْطَفَى سَمّتْهُ كافِرة ٌ
لتضيرهُ، أو مَسّهُ الضّرَر
وعلا معاوية ً بذي شُطَبٍ
عندَ الصباحِ لشجهِ غُدر
وعصابة ٍ للحينِ قادَ بها
ظُلمُ النفوس وساقها الأشر
حتى إذا ظنوا بأنهم
ربحوا وأنْجَحَ سَعْيُهُمْ، خسروا
وردوا الحتوفَ وبئس ما وردوا
لكنَّهمْ وَرَدوا وما صدروا
مثلَ الفراش تقحمتْ سُعراً
فانْظُرْ إلى ما تصْنَعُ السُّعُر
خذلوا وما نصروا على ملكٍ،
ما زالَ بالّرحمن يَنْتَصِرُ
ردّوا المكايد في نحورهم
عن عادلٍ بِسيوفِهِ نُحِروا
كان ابتداءُ فسادِهِمْ لَهُمُ
وعليهمُ بصلاحه الخبرُ
رفعوا عُيْونَهُمُ إلى قَمَرٍ
فرماهمُ برجومهِ القمر
صبّ الحديدَ عليهمُ ذَرِباً
فكأنهم من حولهِ جزرُ
عجباً لهم بُطنوا بعيشهمُ
وبقتلهمْ إذْ صُلّبُوا ظَهَروا
يبستْ جذوعهمُ وهمْ ثمرٌ
للضُّبْعِ أينعَ ذلك الثّمر
من كلّ رَابٍ سَلْهَبٍ رَسَخَتْ
منهُ القوائمُ ما له حُضُر
وكأنما الحرباءُ منهُ علا
عُوداً، ونارُ الشمسِ تستعر
أوَما رأوا يحيى ، سعادتهُ
وقفٌ عليها النَّصْرُ والظّفَر
إنّ الزمان خديمُ دولته
يُفْني أعاديها وإنْ كثروا
مَلكٌ على الإسلامِ ذمتهُ
سِتْرٌ مَديدٌ، ظِلّهُ خَصر
سَمْحٌ تَبَرّجَ جودُ راحتِهِ
لعُفاتِهِ، ولعرضه خَفر
ذو هيبَة ٍ كالشّمْسِ مُنْقَبِضٌ
عنها، إذا انبسطتْ، له النّظر
والعَدلُ فيها والتّقَى جُمِعَا
فكأنَّ ذا سمعٌ وذا بصر
خفض الجناح وخفضهُ شرفٌ
وعلى السمّاكِ علا له قدرُ
مُتَيَقّظُ العَزَمَاتِ تحسبُها
ينتابها من خوفِهِ السّهرُ
كالسيفِ هُزّ غِرارُهُ بيدٍ
للضربِ، وهو مصَمِّمٌ ذكر
وكأنّ طيب ثنائِهِ أرجٌ
عن روضه يتنفسُ السحرُ
تنْمِي على الأعداءِ عَزْمَتُهُ
والزند أوّلُ نارهِ شررُ
وكأن ركنَ أناتهِ سبلٌ
بمواردِ المعروفِ ينفجرُ
يا فاتِكاً بِعُداتِهِ أبدا
إنّ الذئاب تُبيدها الهُصُر
شكرا فإنَّ السّعْدَ متّصِلٌ
وُصِلَتْ بهِ أيَّامُكَ الغرر
واسْلَمْ فإنَّكَ في الندى مَطَرٌ
يمحو المحولَ، وللهدى وزرُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
رقم القصيدة : 13338
-----------------------------------
ما أغمدَ العضبُ حتى جُرّد الذكرُ
ولا اختفى قَمَرٌ حتى بدا قَمَرُ
قد مات يحيى فماتَ الناسُ كلهمُ
حتى إذا عليٌّ جاءهم نُشروا
إنْ يُبْعَثُوا بسُرورٍ مِنْ تملُّكه
فمنْ منية ِ يحيى بالأسى قُبروا
أوْفَى عليٌّ فَسِنّ الملكِ ضاحكة ٌ
وعينُهُ من أبيه دمْعُها هَمِر
يا يَوْمَ وَلّى عن الدّنيا به طُمِسَتْ
بظلمة ِ الرزءِ من أنوارِكَ الغُرَر
ومادَتِ الأرضُ من فقدانها جبلاً
ينابعُ الجودِ من سفحَيه تنفجر
لم تُغْنِ عنه غياضٌ من قناً وظُباً
حمرُ الحماليق فيها أسدها الهصُرُ
يرونَ زُرْقَ ذئابٍ ما ثعالُبها
إلاَّ عواملُ في أيمانها سُمُر
ويتركونَ إذا جَيشا الوغَى انتظما
سلخاً كساه حديداً حيّة ٌ ذكر
وديعة ُ السيلِ في البطحاء غادرها
تقري الرماحَ بها الآصالُ والبكر
لم يُغنيا عنه: لا عزٌّ يدلُ بهِ
مَنْ كانَ بالكبر في عرنينه أشرُ
ولا مهابة محجوبٍ تبرجُها
كأنه عندَ أبصارِ الورى خفر
شُقّتْ جيوبُ المعالي بالأسى وبكَتْ
في الخافقين عليهِ الأنجمُ الزهرُ
إذ السماءُ بصوتِ الرعدِ صرختها
يكادُ منها فؤادُ الأرْضِ يَنْفَطِر
والجوّ مُتّقِدُ الأحشاءِ مُكْتَئِبٌ
كأنَّما البرقُ فيها للأسى سُعُر
وقل لابنِ تميمٍ حُزنُ مأتمها
فكلّ حزنٍ عظيمٍ فيه محتقرُ
قامَ الدليلُ ويحيى لا حياة َ لهُ
إنَّ المنِيَّة َ لا تُبْقِي ولا تذر
أمسى دفيناً ولم تُدْفَنْ مَفاخِرُهُ
كالمسكِ يُطوى ، ونشرٌ منه ينتشرُ
قد كنتُ أحسبُ أن أُعْطَى مُنايَ به
وأن يطولَ على عمري لهُ عمر
وها أنا اليومَ أرثيهِ وكنتُ لهُ
أنقّحُ المدحَ، والدنيا لها غيرُ
يا ويحَ طارقِ ليلٍ يستقل به
سامي التليلِ براه الأينُ والضُّمر
في سرجِهِ من طُيورِ الخيلِ مُبْتَدِرٌ
وما جناحاه إلاّ العنقُ والخصر
يَطوي الضميرَ على سرٍّ يُكِنّ به
بُشْرَى ونَعْيٍ، حَيَارَى منهما البشر
لولا حديثُ عليّ قلتُ من أسفٍ
بفيك -يا من نعى يحيى لنا- العفر
إنْ هُدّ طودٌ فذا طودٌ يُعادله
ظلٌّ تُؤمَّنُ في أفيائِهِ الجدر
أو غيضَ بحرٌ فذا بحرٌ بموضعهِ
لوارديه نميرٌ ماؤه خَصِرُ
يا واحدا جُمعَتْ فيه الكرامُ ومَنْ
بسيفهِ ملّة ُ التوحيد تنتصر
أوجَفْتَ طِرْفَكَ والإيجافُ عادتُهُ
والصبحُ محتَجَبٌ واللّيلُ معتكر
لمَّا سَريتَ بجيشٍ كُنْتَ جُمْلَتَهُ
وما رفيقاكَ إلاَّ النصرُ والظفر
طوى له الله سهباً بتّ قاطِعَهُ
كأنما بُعْدُهُ بالقربِ يُختصرُ
وقصّرَ السعدُ ليلاً فالتقى عجلاً
منهُ العشاءُ على كفّيك والسحر
وفي ضلوعِكَ قلبٌ حشوه هِمَمٌ
وبين عينيكَ عزمٌ نَوْمُهُ سَهَر
حتى كسوتَ حياة ً جسمَ مملكة ٍ
بردّ روحٍ إليه منكَ ينتظرُ
هنئتَ بالملكِ إذْ عُزّيتَ في ملكٍ
لِمَوْتِهِ كانَ منكَ العيش يذّخر
جلست في الدست بالتوفيق وابتهجت
بكَ المنابرُ والتيجانُ والسُّررُ
أضحتْ عُلاكَ على التمكين ثابتة ً
فطيبُ ذكركَ في الدنيا له سَفَر
تناوَلَ القَوْسَ باريها، فأسْهُمُهُ
نوافدٌ في العدى ، أغراضُها الثُّغَر
وقامَ بالأمْرِ سَهْمٌ منكَ مُعْتَزِمٌ
يجري من الله في إسعادِهِ القَدر
وأصبَحَتْ هِمَمُ الآمالِ سانية ً
عن العطايا التي عُنوانها البدر
وأنتَ سمحٌ بطبعٍ غير منتقل
سِيّانَ في المحل منكَ الجُوْدُ والمطر
واسْلَمْ لعزّ بني الإسلامِ ما سَجَعَتْ
سوامرُ الطير وانآدت بها السَّمُرُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
رقم القصيدة : 13339
-----------------------------------
كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
وَصُلْتَ على العادينَ بالعزّ والنصر
وأصبح قولُ المبطلين مكذَّباً
ومدّ لكَ الرحمنُ في أمدِ العُمرِ
وأينَ الذي حَدّ المنجِّمُ كَوْنَهُ
إذا مرّ للصوّامِ عشرٌ منَ الشهر
وما قرعَ الأسماعَ بالخبر الذي
أبى اللهُ إلا أنْ يكذَّبَ بالخبر
غدا الزّيجُ ريحاً في تناقضِ علمه
وتعديله عُرفاً أحالَ على نُكر
فهلاَّ رأى قَطْعاً عليهِ بِسَجْنِهِ
ومشياً بُدهْمٍ كانَ بالكبو والعثر
وانّ عليّاً ينتضي القضبَ التي
يَرُدّ بها مَدّ العُداة ِ إلى قَصْر
لقد ضلّ عبّاد النجوم وما اهتدوا
ببعثِ رسولٍ للأنامِ ولا ذكر
وكم مرّ في الدنيا لهم مِنْ مُمَخْرِقٍ
مِنَ الناس مطويّ الضلوع على غمر
إذا جالَ في علم الغيوب حسبتهُ
مسيلمة َ الكذّابَ قامَ من القَبْر
أباطيلُ تجري بالحقائق بينهم
من الكذب منهم لا عن السبعة الزهر
وميلٌ إليها بالظنونِ وإنَّما
يُنَكِّبُ عنها كلُّ يقظانَ ذو حِجّر
وما الشّهْبُ إلاَّ كالمصابيحِ تلتَظي
مع اللّيلِ للساري وتخمدُ في الفجر
فيا أيها المغتر بالنجمِ قلْ لنا
أتعلمُ سّرا فيه من ربّه يَسْري
وبينكما بَوْنٌ بعيدٌ فما الذي
تَقَوّلَهُ الغفرُ اختلافاً عن الغفر
فيا أحْلَمَ الأمْلاكِ عن ذي حِبَالَة ٍ
وإنْ جاءَ في الأمرِ الذي جَدّ بالإمْر
تدارك جهولاً ضلّ أو زلّ أوْ به
جنونٌ فما يرتابُ للسيف في النحر
فصبرٌ جميلَ الصفحِ عنهُ عقابهُ
فقد جَلّ منكَ القدرُ عن ضَعة ِ القدر
سُعودكَ في نيلِ المنى لا توقّفت
من الله تجري، لا من الشمس والبدر
ملكتَ فمهّدتَ الأمورَ مُجَرَّدا
لتمهيدها رأي المجرِّبِ لا الغُمر
ونظمت حبّاتِ القلوب مَحَبّة ً.
عليك، وقد كانت مباينة َ النثر
لأمرٍ أدمتَ الحصر في حربِ جربة ٍ
وما حَرْبُها إلا مداوَمَة ُ الحصر
وتَرْكُكَ بالزّرْقِ اللّهاذِمِ أهْلَهَا
وبالبيض صرعى في الجزيرة كالجزر
وما ضُويقُوا من قبلِ هذا وإنّما
بقدرِ التهاب النار تغلية ُ القدر
بسير جيوشٍ في البحور إليهمُ
تُحيطُ بهم زحفاً مع المدّ والجزر
إذا انتقلت بالصيد قلتُ تعجباً
متى انتقل الآجام بالأسدِ الهصر
مجرِّدَة ً بيضَ الحتوفِ خوافقاً
بها العذباتُ الحمر في اللجج الخضر
وكلّ مديرٍ يتّقي بمجاذف
مشاكلة التشبيه في الأنمل العشر
ترى الشحمَ فوق القارِ منه مميَّعاً
فيا من رأى ليلاً تَسَرْوَلَ بالفجر
سوادُ غرابٍ في بياضِ حمامة ٍ
تطيرُ بهِ سبحاً على الماءِ أو تجري
قطعتَ بهم في العيش من كل جانبٍ
فقد أقصروا فيها عن النظم بالنثر
وكم طائرٍ منهم قصصتَ جناحهُ
فأصبحَ مسجوناً عن النهضِ في الوكر
لمَّا رأوا أن المخنَّق منهمُ
سددتَ به مجرى التنفسِ في الصدر
أنابوا وتابوا عن ذنوبٍ تقدّمت
بزعمهمُ من قطعهم سُبُلَ البحر
فإن نشروا ما بينهم لك طاعة ً
وقد طُويت منهم صدورٌ على غمر
فعندك نارٌ تركبُ الماءَ نحوهم
لها زُنُدٌ يقدحن من زُنُدٍ بُتْرِ
ونبلٌ كنبل الأعين النجل أرسلت
تطيرُ بريشٍ مستعار من النسر
تنصَّلُ للأعداءِ في الحرب بالردى
إذا نُصِّلَتْ هاتيكَ في السلم بالسحر
ولن يخدعوا في الحرب، وهو مبيدهم،
فتى ً كان مولودا من الحرب في حِجْر
وأنت من الأعداءِ أدهى خديعة ً
إذا ما صدمتَ الجيش في الجيش بالمكر
وكنتَ عن التحريض بالحزم غانياً
وهل يَعْدَمُ الإحراقَ مُتّقِدُ الجمر
خُلقتَ لنا من جوهر الفضل سيداً
ويمناكَ من يُمْنٍ وَيسْراك من يُسْر
وعوّلَ في العسر الفقير على ندى
يديك، وهل يغنى الكسير عن الجبر
زمانك لا ينفكّ يفترس العدى
كذي لِبْدَة ٍ مُسْتَعْظَمِ الناب والظفر
وطعماكَ من شهد، وطاب لأهله،
وخُلقاكَ من سهل عليهم ومن وعر
حياة ابن يحيى للأعادي منيّة ٌ
وأعمارهم مبتورة ٌ منه بالعمر
لقد فخرت منه العلى بسميذعٍ
لإحسانه وجهٌ تبرقعَ بالبشر
بأكبر يستخذي له كلّ أكبرٍ
فُيطرقُ إطراق البغاثة ِ للصقرِ
إذا مُدِحَ الأملاك قام بمدحه
لهُ قَدِمُ الدنيا على قَدَمِ الفخر
إليك امتطينا كلّ راغٍ بموجه
كا جرجر القرمُ الحقودُ على المكري
إذا ما طما وامتدّ بالرّيح مدُّهُ
ذكرنا به فيَّاضَ نائلك الغمرِ
ولولاك لم نركب غواربَ زاخرٍ
مسنَّمة ً في اللحم منه إلى العمر
وإن فاتني إعذار شبليك بالغنى
فإنَّ بترك العزم متّضح العذرِ
ضعفتُ عن النهضِ القوي زمانة ً
ونُقلَ بعد الباع خطوي إلى شبر
وإني لأهدي في سلوك غرائبي
ومُعجز نظمي كلَّ جوهرة بكر
إذا ما بنى بيتاً من الشعر مقولي
ثنى نابياً عن هدْمِهِ معولَ الدهر
وما الشعرُ ما يخلو من الكَسْرِ وَزْنُهُ
ولكنَّه سحرٌ وبابلهُ فكري
وإني بما فوق المنى منك مُوقِنٌ
وكم شَرَقٍ لليث من وابل القطر [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عجبي من سكينتي وَوَقَاري
عجبي من سكينتي وَوَقَاري
رقم القصيدة : 13340
-----------------------------------
عجبي من سكينتي وَوَقَاري
بعد صَيْدِ المها وَخَلْعِ العِذار
واجتلائي من الشموس عروساً
نَقّطَتْ خَدّها بزُهْرِ الدراري
بنتُ ما شئتُ من زمانٍ قديمٍ
يَنْطوِي عُمْرُها على الأعصار
في صَمُوتٍ أقرّ بالنشر منها
وهو تحت الصعيد نائي القرار
فإذا فضّ خاتمٌ عنه أهدت
أرَجَ المسك وهي في ثوب نار
قهوة ٌ مَزّقَتْ بكفِّ سناها
بُرْقُعَ الليل عن مُحَيّا النهار
عدلتْ بعد سيرة الجور لمّا
نَرْجَسَ المزجُ لونَها الجُلّناري
وحلى نشرها النسيم ولكن
بعدما نامَ في حجور البهار
وهي ياقوتة ٌ تُبرقعُ خدّاً
من جُمانٍ منظَّمٍ بعجار
كلّما صافحتْ يداً من لجينٍ
منحتها أناملاً من نضار
جوهرٌ يَبْعَثُ المسَرّة َ منه
عرضٌ في لطائف الجسم سار
وكأنّ العيونَ تلحظُ منه
صورة ً روحها من الجسم عار
أنكحوا عند مزجها الماءَ نارا
فارتمت عند لمسه بالشرار
وانبزتْ منهما ولائدُ دُرٍّ
طائرِ الوثب عهما بالنفّار
في قميص الشراب منها شعاعٌ
يُبْرِدُ الهمَّ وهو عَيْنُ الأوار
في رياضٍ تَنَوَّعَ النَّوْرُ فيها
كاليواقيت في حِقاقِ التِّجار
فكأن البنفسج الغضّ منه
زرقة ُ العَضّ في نهود الجواري
وكأنّ الشقيقَ حُمْرُ خدودٍ
نقّطَ المسكُ فوقها بانتثار
مُطْرِبٌ عندها غناءُ الغواني
في سنا الصبح أو غناءُ القماري
كانَ ذا كلّه زمانَ شبابٍ
كنتُ فيه على الدُّمَى بالخيار
هل تردُّ الأيام حسني ومَنْ لي
بكمالِ الهلال بعد السرار
نحن قومٌ ما بيننا نتناجى
بالأحاديث في الملوك الكبار
ملكٌ في حماية المُلكِ منه
دَخَلَ الناس في حديث البحار
ووجدنا فخر ابن يحيى عريضاً
ظُنّ ما شئت غيرَ ضيق الفخار
ملك في حماية الملك منه
قَسْوَرٌ شائكُ البراثن ضار
عادلٌ يتقي الإله ويعفو
عن ذوي السيئات عَفْوَ اقتدار
أسكنَ الله رأفة ً منه قلباً
وَرَسَا طودُ حلمه فى الوقار
لا تزالُ الأبرارُ تأمنُ منه
سطوة ً تُتقى على الفجّار
أريحيّ حُلْوُ الشمائل تجري
بين أخلاقِهِ شَمُول العقار
لا يُجَارَي لسبقه، فلهذا
لم يَجِدْ فى مَدَى العُلى من يجاري
كلّ فضلٍ مقسّمٍ في البرايا
منه، والشمس عنصرُ الأنوار
فالقٌ هامة َ الشجاع بعضبٍ
مطفىء ٌ روحهُ بإيقاد نار
وإذا الحرب أقبلت بالمنايا
كرّ، والذمرُ لائذٌ بالفرار
لم تنمْ عنده الظبا في جفونٍ
فالهدى بانتباهها ذو انتصار
وهو في حميرَ الملوكِ عريقٌ
في صميم العلى وَمَحْضِ النّجار
سادة ٌ يُطْلِعُ الدراريِّ منهم
فَلَكٌ في العلى قديم المدار
همْ أقاموا زَيْغَ العدى بذكورٍ
تكتسي بالدماء وهيَ عَوَار
حيث يلقونهم بوضع خدود
لهمُ في الثرى ورفع عَمَار
عدَّ عن غيرهم وعوّلْ عليهم
فهمُ في الوَغى حُمَاة ُ الذمار
وإذا ما قدحتَ نارك فاختر
زندَ مزحٍ لقَدْحها أو عفار
معلَّمٌ في الوغى إذا خاف غفلٌ
شهرة ً منه للإلالِ الحرار
واليعابيبُ حوله تتعادى
كالسراجين بالأسود الضواري
كل بحرٍ يسطو بجدول غمرٍ
جامد فيه وهو بالسيل جاري
والأساطيلُ في الزواخر يرمي
بلدَ الروم غَزْوُهَا بالدمار
يابساتُ العيدان تُثمرُ بالغيـ
دِ إذا أورقتْ ببيض الشفار
راعفاتُ القنا تَلَوّنُ فيها
عذباتٌ كمثل مُصحفِ قاري
محربٌ يقهر العداة ويُلقي
كلكلَ الحربِ منهمُ في الديار
والمنايا كالمُشْفِقَاتِ تُنَادِي
ببنيها حذارِ منه حذارِ
في خميس تُغمضُ الشمسُ عيناً
فوقه من مهيلِ نقعٍ مُثار
تحسب الطيرَ وهيَ وقفٌ عليه
رُقمتْ منه في مُلاء الغبار
عمَّنا في جواره خفض عيشٍ
فذكرنا بذاك حسن الجوار
ننتقي لفظَ وصفه ونروّي
مُدداً في خواطر الأفكار
ونداهُ كما تراه ارتجالٌ
جابرٌ في الفقيرٌ كَسْرَ الفقار
يا ابن يحيى الذي ينيل الغنى بيـ
ـنَ حياءٍ من رِفْده واعتذار
لكَ يدعو بمكة ٍ كلّ برٍّ
حول بيت الإله ذي الأستار
ومطلٌ على مِني بعد حجّ
لِبلوغ المُنى ورمي الجمار
والذي زارَ أرضَ طيبة يَغْشَى
خَدُّهُ قَبْرَ أحمدَ المختار
فهنيئاً للعيد عزَّة ُ ملكٍ
باتَ يرمي العدى بذلّ الصَّغار
وابقَ في المُلكِ لابتناء المعالي
وَلِصَوْنِ الهدى وَبَذْلِ النَّضَارِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
رقم القصيدة : 13341
-----------------------------------
هل كان أودعَ سرَّ قلب محجراً
صبٌّ يكابد دمعه المتحدرا
باتت له عين تفيض بِلُجّة ٍ
قذفَ السهادُ على سواحلها الكرى
ما بال سالي القلب عنّف من له
قلبٌ بتفتير اللحاظ نقطّرا
ورمى نصيحته إلى قنص الهوى
فإذا رَعَى حَوْلَ الحبائلِ نُفّرا
إن الغرامَ غرامُهُ ذو سَوْرَة ٍ
ومن العيونِ على القلوب تسوّرا
وإذا تعلّقَ بالعلاقة ِ مهتدٍ
ورنا إلى حور الظباء تحيّرا
ومن الفواتك بالورى لك غادة ٌ
كَحَلَتْ بمثل السحر طرفاً أحورا
ملآنُ منها حِقْفُها، وَوِشاحُهَا
صِفْرٌ تخالُ الخَصْرَ فيه خِنْصَرا
عادت سقيماً من سقام جفونها
خطرت عليه كرؤية فتخطّرا
شَرِقَ الظلامُ تألقاً بضيائها
فكأنما شَربَ الصباح المسفرا
سَحَبَتْ ذوائبَها فيا لأساودٍ
نَفثَتْ على القدمينِ مِسْكاً أذفرا
ومشتْ ترَنّحُ كالنزيف ومشيها
فَضَحَ القطاة َ بحسنه والجُؤذَرَا
فعجبتُ من غُصنٍ تُدافِعُهُ الصَّبا
بالنهد أثمر والثنايا نَوَرا
معشوقة ٌ حَيّتْ بودرة ِ وجنة ٍ
وَسَقَتْ بكاسِ فمٍ سُلافاً مُسْكرا
لا تعجبنْ مما أقول فمقولي
عن حُكمِ عيني بالبخيلة أخبرا
إني امرؤ كلّ الفكاهة حازها
والصيدُ كل الصيد في جوف الفرا
يا رُبّ ذي مدّ وجزرٍ ماؤه
للفلك هُلْكٌ قَطْعُهُ فتيسرا
نفخ الدجى لما رآه ميِّتاً
فيه مكانَ الروح ريحاً صرصرا
يُفْضي إلى حي العباب تخاله
لولا رُبى الآذيِّ قيعاً مقفرا
يخشى لوحشته السُّلَيْكَ سلوكَهُ
ويلوكُ فيه الرعبُ قلبَ الشنفرى
خضنا حشاه في حشى زنجية
كمسفّة ٍ شقّتْ سكاكاً أغبرا
تنجو أمامَ القدح وَخْدَ نجيبة َ
فكأنَّه فحلٌ عليها جرجرا
بحرٌ حكى جود ابنِ يحيى فيضُهُ
وطما بسيفِ القصر منه فقصرا
أقرى الملوك يداً وأرفع ذمة ً
وأجلّ منقبة ً وأكرمُ عنصرا
لا تحسبِ الهمّاتِ شيئاً واحدا
شتان ما بين الثريا والثرى
بدرِ المهابة يجتبي في دَسْتِهِ
مَلِكٌ إذا مَلْكٌ رآه كبّرا
نجلُ الأعاظم من ذؤابة حميرٍ
صَقَلَ الزمانُ به مفاخرَ حميرا
يزدانُ في العياءِ منه سريرُهُ
بمملَّكٍ في المهد كان مؤمَّرا
لَبِسَ التذلَّلَ والخشوعَ لعزِّهِ
كلّ امرىء ٍ لبس الخنى وتحيرا
وكأنَّما في كلّ مِقْوَلِ ناطقٍ
من ذكره خَوفٌ يُسَلّ مُذكَّرا
وكأنه في الدهر خُيّرَ فانتقى
أيامه من حُسنها وتخيّرا
طلْقُ المحيَّا لا بُسَورَ له إذا
بسرَ الحمامُ بمأزق وتمعرا
أخدوده في الرأس ضربة ُ أبيضٍ
وقلبيه في القلب طعنة أسمرا
وإذا تعرى للشجاع حسامهُ
بكريهة ٍ قتل الشجاعة بالعرا
كم مِنْ صريعٍ عاطلٍ من رأسه
بالضربِ طَوّقَهُ حساماً مبترا
متيقظٌ ملأ الزمانَ لأهله
أمْناً أنامَ به وخوفاً أسهرا
عصفتْ لتدركه الصبا فكأنما
جمدتْ وقرّت خلفه لما جرى
أحبِبْ بذاك السبق إذ هو في مدى
شرفٍ يثيرُ به العلى لا العثيرا
يُسْدِي المكارم من أناملِ مُفْضِلٍ
أغنى الزمان بنيلها مَنْ أفقرا
أحيا به المعروف بين عباده
ربٌّ بسيرته أماتَ المنكرا
وكتيبة ٍ كَتَبَتْ صدورُ رماحها
للموت في صحفِ الحيازم أسطرا
مُلِئَتْ بها الحربُ العَوَانُ ضراغماً
وصلادماً وقشاعماً وسنورا
جاءت لفيفاً في رواق عجاجة ٍ
سوداءَ درْهَمها اللميعُ ودنّرا
وبدا عليٌّ في سماءِ قتامها
قمرا وصالَ على الفوارس قَسْوَرا
بخطيبِ موتٍ في الوقائع جاعلٍ
لغراره رأسَ المدجج منبرا
بحرٌ إذا ما القرنُ رام عبوره
لم يلقَ فيه إلى السلامة معبرا
عَطَبَتْ به مُهَجُ الجبابرة َ الألى
بصروا بكسرى في الزمان وقيصرا
رسبت بلجتّه النفوسُ ولو طفتْ
لحسبتهُ قبلَ القيامة محشرا
وردَ النجيع وسوسنٌ جنباته
ثم استقلّ بهنّ ورداً أحمرا
وكأنما نارٌ تُشَبّ بمتنه
أبداً تُحرقُ فيه روضاً أخضرا
فَتَقَ الرياح بفخره فكأنَّما
خُضْنا إليه بالمعاطِس عنبرا
رفع القريض به عقائر مدحهِ
فاهتزّ في يده النّدى وتفجّرا
وأتى العطاء مفضضاً ومذهباً
وأتى الثناء مسهماً ومحيرا
فكأنما زخرت غواربُ دجلة ٍ
وكأنما نُشرتْ وشائع عبقرا
يا من إذا بصرٌ رآه فقد رأى
في بردتيه الأكرمين من الورى
وبدا له أنّا بألْسِنَة ِ العلى
في جوهر الأملاك ننظم جوهرا
من نُور بشرك أشرقَ النور الذي
بتكاثر الأعياد عندك بَشّرا
واسلمْ لملكِكَ في تَقَاعُسِ عِزَّة ٍ
وَأبِدْ بسيفكَ من عدا واستكبرا[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
رقم القصيدة : 13342
-----------------------------------
نَعِيمُكَ أنْ تُزَفّ لك العُقَارُ
عروساً في خلائقها نفارُ
فإن مزجت وجدتَ لها انقيادا
كما تنقاد بالهخدع النّوار
رأيتُ الراح للأفراح قطباً
عليه من الصبوح لها مدار
إذا ضحكت لمبصرها رياضٌ
بواكٍ فوقها سحبٌ غزار
كأن فروعها أيدٍ أشارتْ
بأطرافٍ خواتمها قصار
ولم أرَ قبل رؤيتها سيوفاً
لجوهرهنّ بالهزّ انتثار
ولا زندا له في الجو قَدْحٌ
مكانَ شرارها همتِ القطار
وقائدة ٍ إليك من القناني
كميتاً جُلّها في الدنّ قارُ
تروحُ لسكرها بك في عثارٍ
إذا مزجتْ لتعدل في الندامى
تطاير عن جوانبها الشرار
وقلتُ وقد نظرتُ إلى عُجابٍ
أثغرُ الماء تضحك عنه نار
تلق مهاه عيشك من مهاة ٍ
وزينتها القلادة ُ والسّوار
تُمَرّضُ مُقّلَة ً ليصحّ وَجَدٌ
تَوَارَى في الضلوع له أُوَار
ويفتنُ شَخْصَكَ المرميَّ منها
فتورٌ بالملاحة ِ واحورار
وخذ ماءً من الياقوت يطفو
له دُرَرٌ مجوَّفة ٌ صغار
يريك حديقة ً من ياسمينٍ
تفتح وسطها له جلّنارُ
إذا فتحَ المزاجُ اللونَ منها
مضى وردٌ لها وأتى بَهَار
فقد طرد الكرى عنَّا خطيبٌ
رفيعُ الصوتِ منبره الجدار
ورقّ ذَمَاءُ نَفْسِ الليل لمَّا
تَنَفَّسَ في جوانبه النهار
أدِرْ ذَهَبَ العقار لِنَفْيِ همٍّ
ولا تحزنْ إذا ذهبَ العقار
فللمعروف في يُمْنى عليّ
غِنى ً لا يُتقى معهُ افتقار
هو الملكُ الذي اضطربت إليه
بِقَصْدِهِ الخضارمُ والقفار
ترفّعَ من معاليه محلاَّ
له في سمكهِ الدريُّ جار
وأعْرَقَ في نجارٍ حميريٍّ
فطابَ الفرعُ منه والنجار
وما زالوا بأنْواع العطايا
له يمنى تجاودها يسار
تعمّ الوفدَ من يده أيادٍ
كأنَّ البحرَ من يده اختصار
ويسمحُ زنده بجذى تلظّى
إذا زندٌ خبا ووهى العفار
وإن وهبتْ الألوف وهنَّ كثْرٌ
تقدمَ قبلهنَّ الإعتذار
عظيمُ الجدّ يضرب من ظباه
ويطعن من أسنته البوار
يسيرُ وخلفه أبطالُ حربٍ
على حوض المنون لهم تَبَار
إذا أضحى شعارُ الأسدِ شعراً
فمن زردِ الدروع لهم أشعار
وقد وَسِعَتْهُمُ الحَلَقاتُ منها
وأحمتهنّ للهيجاء نار
يخوضُ حشى الكريهة منه جيشٌ
نجومُ سمائه الأسَلُ الحرار
بحيث تغور من قمم الأعادي
جداولُ بالأكفِّ لها انفجار
إذا لبست سماءٌ منه أرضاً
دجاها فوقه نقع مثار
تريك قشاعماً في الجوِّ منها
حوائمَ كلما ارتكم الغبار
حسامُك نورُ ذهنك فيه صَقْلٌ
وعزمكَ في المضاء له غرار
لقد أضحى على دين النصارى
لدين المسلمين بك انتصار
حميتَ ذمارهُ برّاً وبحراً
بمرهفة ٍ بها يُحمى الذمار
أراكَ الله في الأعلاج رأياً
لهم منه المذلة والصغار
رأوا حربية ً ترمي بنفطٍ
لإخمادِ النفوس له استعار
كأنَّ المُهْلِ في الأنبوب منه
إلى شيِّ الوجوه له ابتدار
إذا ما شُكّ نحرُ العلجَ منه
تعالى بالحِمام له خُوَار
كأنَّ منافسَ البركان فيها
لأهوالِ الجحيم بها اعتبار
نحاسٌ ينبري منه شواظٌ
لأرواح العلوج به بَوَار
وما للماءِ بالإطفاءِ حكمٌ
عليه لدى الوقود ولا اقتدار
فردّ الله بأسهمُ عليهمْ
فربحهُمُ بصفقتهم خسار
وخافوا من مناياهُمْ وَفَرّوا
فدافَعَ عن نفوسهم الفِرار
وقد جعلوا لهم شُرعَ الشواني
مع الأرواحِ أجنحة ً وطاروا
وهل يلقى مصادمة ً حصادهم
جبالاً سحقها لهمُ دمار
ليهنكَ أنّ ممتنعَ الأماني
لكفّكَ في تناولها اختيار
لك الفُلْكُ التي تجري بسَعْدٍ
يدورُ به لكَ الفَلَكُ المُدَار
تهبّ له الرياح مُسَخَّراتٍ
وتسكنُ في تحركها البحار
ومتا حملته من أنواع طيبٍ
فمدحٌ عرفهُ لك وافتخار
أمولانا الذي ما زال سمحاً
إليه بكلّ مكرمة ٍ يُشار
أرى رسمي غدا بيدي كرسم
عفا وعفَتْ له بالمحل دار
وكانتْ لي شموسٌ ثم أضحت
بدوراً والبدور لها سرار
وبين سناهما بونٌ بعيدٌ
وذا ما لا يُرادُ به اختيار
وجدتُ جناحَ عصفورٍ جناحي
فأصبح للعُقابِ به احتقار
فلي نهضٌ يجاذبني ضعيفٌ
أتنهضُ بي قوادمه القصار
فرُدّ عليّ موفوراً جناحي
وإلا لا جَنَاحَ ولا مَطَارُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
رقم القصيدة : 13343
-----------------------------------
خيالكِ للأجفان مثَّلهُ الفكرُ
فعينيَ ملأى بالهوى ويدي صِفْرُ
سرى والدجى الغربيبُ يخفي مكانه
فنمّ عليه من تضوّعها نشرُ
وقد صَوّبَ النسرُ المحلّقُ تالياً
أخاهُ ومات الليل إذْ وُلِدَ الفجر
ألمّ بصبٍّ ليس يدري أمِرْجَلٌ
يفور بنيران الأسى منه أو صدر
غريبٌ جنى أرْيَ الحياة وشَرْيَها
ويجني الفتى بالعيش ما يغرس الدهر
أنازحة َ الدار التي لا أزورها
إذا لم يُشَقَّ البحرُ أو يُقْطَعِ القفر
إذا بَعُدَتْ دارُ الأحبَّة بالنوى
فذاك لهم هجرٌ وإنْ يكن هجر
رحلت ولم يَرْحَلْ عشيَّة َ بيننا
معي برحيل الجسم قلبٌ ولا صبر
وداءُ خُمار الشُّربِ سوفَ يُذيبني
فقد نزحت في فيك غزر به الخمر
وما زال ماءُ العين في الخد مُعْطِشي
إلى ماءِ وجهٍ في لقائي له بِشْر
عسى البعدُ ينفي موجبُ القربِ حكمه
فعند انقباض العسر ينبسط اليسر
عسى بيننا يبقي المودَّة بيننا
ولا ينتهي منّا إلى أجلٍ عمر
فقلْ لأناسٍ عرّسوا بسفاقسٍ
لطائرِ قلبي في مُعَرَّسكم وَكْر
وفرخٍ صغيرٍ لا نهوضَ لمثله
يُراطنُ أشكالاً مَلاقِطُها صُفْر
إذا ما رأى في الجوّ ظلّ محلّقٍ
ترنّمَ واهتزت قوادمه العشر
يظنّ أباه واقعاً فإذا أبى
وقوعاً عليه شُبّ في قلبه الحجر
يلذّ بعيني أن تري عينه وأن
يُلفّ بنحري في التلاقي له نحرُ
أحنّ إلى أوطانكم وكأنَّما
ألاقي بها عصر الصبا، سُقيَ العصر
ولم أرَ أرضاً مثلَ أرضكُم التي
يُقبِّلُ ذيلَ القصرِ في شطها البحر
يمدّ كجيشٍ زاحفٍ فإذا رأى
عطاءَ عليّ كان من مدّهِ جزر
أما يخجلُ البحرُ الأجاجُ حلوله
ببحرٍ فراتٍ ما للجَّتهِ عبر
جوادٌ إذا أسدى الغنى من يمينه
تحوّلَ عن أيمانِ قصّادهِ الفقر
حمى ثغره بالسيف والرمح مقدماً
ويحمي عرينَ القَسْورِ النَّابُ والظفر
إذا ما كسونا المدحَ أوصافَهُ ازدهى
فَطيّبَ أفواه القوافي له ذكر
يصولُ بعضبٍ في الكفاح كأنَّه
لسانُ شواظ منه يضطرم الذعر
وتحسبُ منه الريح تغدو بضيغم
على جسمه نِهيٌ وفي يده نهرُ
ومعتذرٌ عما تنيلُ يمينه
وكلّ المنى في البعض منه فما العذر
بصيرٌ بمردي الطعن يُغري سنانه
بجارحة ٍ في طيِّها الوِردُ والغَمر
يجولُ فيلقي طعنة ً فوق طعنة ٍ
فأولاهما كَلْمٌ وأخراهما سَبْر
إذا رفع المغرور للحين رأسه
يُعَجِّلُهُ من مَدّ عامله قَصْر
وهيجاء لا يُفْشِي بها الموتُ سرّهُ
إذا لم يكن بالضرب من بيضها جهرُ
تهادى بها جُرْدٌ كأن قتامها
ظلامٌ وأطرافَ القنا أنجمٌ زهر
إذا قَدّتِ البيضُ الدروعَ حسبتها
جداولَ في الأيمان شُقّتْ بها غُدر
فكم صافحت منها الحروب صفائحٌ
وفتْ بحصادِ الهام أوراقها الخضر
ليهْنِ الرعايا منك عدلُ سياسة ٍ
ودفعُ خطوبٍ لليالي بها غدر
ويسرٌ حَسَمْتَ العُسْرَ عنهم بصنعه
كما حَسَمَ الإسلامُ ما صَنَعَ الكفر
فلا زلتَ تجني بالظبا قِمَمَ العِدى
وتثمرُ في الأيدي بها الأسَل السمر[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
رقم القصيدة : 13344
-----------------------------------
ثلاثة ُ أفلاكٍ عن العين مضمره
تدور إذا حركتها في حشا كُرهْ
فلا فَلكٌ إلاَّ يُخَصّ بدورة ٍ
موافقة ٍ منها الخلافَ مقَرَّره
وللفلك النَّاريَّ منهنَّ كفَّة ٌ
ترى النارَ فيها للبخور مُسعّره
تمرّ على فرش الحرير وغيرها
وراء حجاب وهي غيرُ مؤثره
وتبدي دخاناً صاعداً من منافسٍ
مصندلة ٍ أنفاسهُ ومعنبره
ولم أرَ ناراً تطعم الندّ قبلها
لها فَلَكٌ في الأرض في جوف مجمره
تلطّفُ أجساماً كثافاً بلدغها
فتصعدُ أرواحاً لطافاً مُعَطَّرَة ْ
وتغشى عليّاً نَفحة ٌ كثنائه
مُرَدّدَة ٌ في مدحه ومكرره
همامٌ إذا سلّ المهنّد في الوغى
وأغمده في الهام بالضرب حمّره
رزينُ حصاة ِ الحلم شهمٌ مهذبٌ
ترى منه بدراً في السرير وقسوره
بنى سعدُه قصراً على البحر سامياً
فتحسبه من جوهر الحسن صوّره
ينيرُ على البعْدِ ائتلاقاً كأنَّما
على الشطِّ لقى لجُّهُ منه جوهره
أبَرّ على إيوان كسرى فلو رأى
مراتبهُ في الملك منه لأكبره[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
رقم القصيدة : 13345
-----------------------------------
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
ما كذا تسنحُ المهاة ُ النفورُ
من لها أنْ تعيرها منكِ مشياً
قَدَمٌ رَخْصَة ٌ وخطوٌ قصير
أنت تسبين ذا العفاف بدلّ
يستخفّ الحليمَ وهو وقور
وهي لا تستبي بلفظ رخيم
يُنزِلُ العُصْمَ وهي في الطود فور
وحديثٍ كأنَّهُ قِطَعُ الرّوْ
ضِ إذا اخضلّ من نداه البكور
فثناني من روض حسنك عنها
نرجسٌ ذابلٌ ووردٌ نضير
وشقيقٌ يُشقّ عن أقحوانٍ
لنقاب النقا عليه خفير
وأريجٌ على النوى منك يسري
ويجيب النسيم منه عبير
وثنايا يضاحكُ الشمسَ منها
في مُحْيّاكِ كوكبٌ يستنير
ريقها في بقيّة ِ الليل مسكٌ
شِيبَ بالرّاحِ منه شهدٌ مشور
لسكونِ الغرامِ منه حراكٌ
ولميتِ السقام فيه نشور
ألبسَ الله صورة ً منكَ حسناً
وعيونُ الحسانِ نحوكِ صور
لكِ عينٌ إنْ ينبعِ السحرُ منها
فهو بالخَبْلِ في العقول يغور
وجفونٌ تشير بالحبّ، منها
عن فؤادٍ إلى فؤادٍ سفيرُ
وقعتْ لحظة ٌ على القلب منها
أفلا يترك الحشا ويطير
يطبعُ الوشي فوق حسنك لمساً
منه أمثال ما له تصوير
فإذا ما نمى الحديث إليها
قيل هل ينقشُ الحريرَ حرير
أنت لا ترحمين منك، فَيُفْدَى ،
مِعْصَماً في السوار منه أسير
فمتى يَرْحَمُ الصَّبَا منك صَبّا
فَاضَ مستولياً عليه القتير
ودعيني فقد تَعَرّضَ بَيْنٌ
بوشيكِ النوى إليَّ يشيرُ
وغلى بالفراق مِرجلُ حزني
فهو بالدّمْعِ من جُفُونِي يَفُورُ
قالت: اللهم لا أراهُ حَلالاً
بيننا، والعناقُ حظٌّ كبير
قلت: هذا علمتُهُ غيرَ أنِّي
أسالُ اليومَ منك ما لا يضير
فاجعلي اللحظَ زادَ جسمٍ سيبقى
روحهُ في يديك ثم يسير
فَلِي الشوقِ خاذلٌ عن سُلُوّي
ولدينِ الهدى عليّ نصير
ملكٌ تتقي الملوكُ سناه
أوَمَا يَفْرِسُ الذئابَ الهَصُور
وهو ضارٌ آجامهُ ذُبّل الخطّ
على مقتضى العلى وقصور
حازمٌ للطعان أشْرعَ سمرا
حُطمتْ في الصدور منها صدور
وحَمَى سَيْفُهُ الثغورَ فما تَقْـ
ـرّبْ رَشْفَ العُدَاة ِ منها ثغور
ذو عطاءٍ لو أنهُ كان غيثاً
أوْرَقَتْ في المحول منه الصخور
تحسبُ البحرَ بعضَ جدواه لولا
أنَّه في الورود عذب نمير
من تراهُ يحدّ فَضْلَ عليّ
وهو مستصعبُ المرام عسيرُ
فبمعروفه، الخضمّ غنيّ،
وإلى بأسه الحديدُ فقيرُ
كم له من خميسِ حربٍ رحاها
بسيولٍ من الغُمود تدور
أرضهُ من سنابكٍ قادحات
شَرر النّقْعِ، والسماءُ نسور
واجدات القِرى بقتلى الأعادي،
من حشاها لدى النشور نشور
جحفلٌ صُبْحُهُ من النقع ليلٌ
يضحكُ الموتُ فيه وهو بسور
تضع البيضُ منه سودَ المنايا
بنكاح الحروب وهي ذكور
وكأنَّ القتامِ فيها غمامٌ
بنجيعٍ من البروق مطير
وكأن الجوادَ والسيفَ واللأ
مَة َ بحرٌ وجدولٌ وغدير
وإذا ما استطالَ جبّارُ حربٍ
يجزعُ الموتُ منه وهو صبور
والتظى في اليمين منه يمانٍ
كاد للأثر منه نَمْلٌ يثور
ودعا وهو كالعُقاب كماة ً
لهمُ كالبُغاثِ عنه قصور
جدلته يدا عليّ بعضبٍ
لِرُبُوعِ الحياة ِ منه دُثُور
فغدا عاطلاً من الرأس لمّا
كان طوْقاً له الحسام البتور
لحظَ الرومَ منه ناظرُ جَفْنٍ
للرّدَى فيه ظُلْمَة ٌ وهو نور
رَمِدتْ للمنون فيه عيونٌ
فكأن الفرندَ فيه ذرور
يا ابن يحيى الذي بكلّ مكانٍ
بالمعالي لهُ لسانٌ شَكُور
لكَ من هيبة ِ العلى في الأعادي
خيلُ رُعْبٍ على القلوب تغير
وسيوفٌ مقيلها في الهوادي
كلما شبّ للقراع هجير
ودروعٌ قد ضوعف النسجُ منها
وتناهَى في سردها التقدير
كصغارِ الهاءاتِ شُقّتْ فأبْدَتْ
شكلَها من صفُوفِ جيشٍ سطور
أنتَ شَجّعْتَ نفسَ كلّ جبانٍ
فاقترابُ الأسود منه غرور
فهو كالماءِ أحرقَ الجسمَ لمَّا
أحدث اللذع في قواه السعير
خيرُ عامٍ أتاكَ في خيرِ وقتٍ
لوجوه الرّبيع فيه سفور
زارَ مثواك وهو صبٌّ مشوقٌ
بمعاليكَ، والمشوقُ يزور
فبدا منك في الجلال إليه
مَلِكٌ كابرٌ ومُلْكٌ كبير
ورأى في فناءِ قصركَ حفلاً
ما له في فِناءِ قَصْرٍ نظير
تشتري فيه بالمكارم حَمْدا
لك منه تجارة ٌ لا تبور
فكأن المُدّاحَ فيه قرومٌ
ملأ الخافقين منه الهدير
بقوافٍ هدوا إليهنّ سُبلاً
ضلّ عنهنّ جرولٌ وجريرُ
إنّ أيَّامَكَ الحسانَ لَغُرٌّ
فكأنَّ الوجوهَ منها بُدور
واصَل العزَّ في مغانيكَ عِزٌّ
دائمُ الملك، والسرورَ سرور[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
رقم القصيدة : 13346
-----------------------------------
هذا ابتداءٌ له عند العلى خبرُ
يُحْكَى فَيُصْغِي إليْهِ الشُّهْبُ والبَشَرُ
كأنهُ وهو من متنِ الصبا مثلٌ
من كل قُطرٍ منَ الدنيا له خبرُ
ما استحسن الدهر حتى زانه حسن
وأشرقت في الورى أيامُهُ الغرر
شهمٌ له حين يرمي في مناضلة ٍ
سهمٌ مواقعه الأحداقُ والثغر
لو خصّ عصر شباب من سعادته
بلحظة ٍ لم ينله الشيب والكبر
ملكٌ جديد المعالي في حمى ملك
ماضٍ كما طُبع الصمصامة الذكر
لقد نهضتَ بعبءِ الملكِ مضطلعاً
به ظهيراك فيه السعد والقدرُ
فإن نصرت على طاغٍ ظفرتَ به
فما حليفاك إلاَّ النصر والظفر
وإن خَفَضْتَ عُداة َ الله أو خُذلوا
فأنت بالله تستعلي وتنتصرُ
أصبحت أكبر تعطي كل مرتبة
حقّاً وسنّكَ مقرُونٌ بها الصغر
يُخْشَى حُسامَك مغْمُودا فكيف إذا
ما سُلْ للضربِ وانْهَدّتْ بهِ القَصَر
وليس يعجبُ من بأس مخايله
من مقلتيكَ عليها يشهد النظر
والشبل فيه طباع الليث كامنة ٌ
وإنَّما ينتضيها النَّاب والظفر
إنّ البلاد إذا ما الخوفُ أمرضها
ففي أمانك من أمراضها نُشر
وما سفاقس إلا بلدة ٌ بعثتْ
إليك عنها لسانَ الصدق تعتذر
وأهلها أهلُ طوعٍ لا ذنوب لهم
إني لأقسم ما خانوا وما غدروا
وإنما دافعوا عن حتف أنفسهم
إذ خَذّمَتْهُمْ به الهندية ُ البتر
ضرورة ٌ كان منهم ما به قُرفوا
وبالضرورة عنهم نكبَ الضررُ
وقد جرى في الذي جاءوا به قدرٌ
ولا مَرَدّ لما يجري به القَدَر
وما على الناس في إحسان مملكة ٍ
إذا تشاجرَ فيه المدّ والحَسَر
كلٌّ لعلياكَ قد كانت حميّتُهُ
مؤكّدا كلّ ما يأتي وما يذر
وهم عبيدُكَ فاصفحْ عن جميعهُمُ
فالذنْبُ عند كريم الصفح مُغْتَفِرُ
بَكَوْا أباك بأجفانٍ مؤرَّقة
أمْوَاهَهُنّ من النّيران تنفجر
ورحمة ُ الله تترى منهم أبداً
عليه ما كرّت الآصال والبكر
حتى إذا قيلَ قد حاز العلى حسنٌ
مَدّوا إلى أحْمَدَ الألحَاظَ وانتظروا
وقبّلوا من مذاكي خيله فرحاً
حوافراً قد علا أرساغها العفرُ
مالوا عليها ازدحاماً وهي تَرْمَحُهُمْ
فكمْ بها من كسيرٍ ليس ينجبرُ
شوقاً إليهم ومحضاً ممن وفائهمُ
لم يَجْرِ في الصّفْوِ من أخلاقه كدر
أبوك مَدّتْ عليهم كفُّ رأفته
منها جناحاً مديدا ظلَّه خَصِر
حَدتْ لهم في قوام الأمر طاعتُهُ
حدّاً فما وَرَدُوا عنه ولا صدروا
وألفَ اللهُ في الأوطانِ شملهمُ
فنُظّموا في المغاني بعدما نثروا
وأنتَ عدلٌ فسرْ فيهم بسيرته
فالعَدْلُ في المُلْكِ عنه تُحْمد السير
أنتمْ مُلوكُ بني الدّنْيا الذين بهمْ
تَرْضٍى المنابِرُ والتيجانُ والسرر
أعاظمٌ من قديم الدهر مُلْكُهُمُ
ترى المفاخرَ تستخذي إذا افتخروا
من كل مقتحمٍ في الحرب معتزمٌ
ذمرٌ له في ضمير الغمدِ ذو شطبٍ
كأنه بارقٌ يسطو به قمرُ
"شمسُ العداوة حتى يُستقاد لهم
وأعظم الناسِ أحلاماً إذا قد رأوا"
إليك طَيّبَ روضُ المدح نَفْحَتَهُ
لمّا تفتّح فيه بالندى زهرُ
يجوبُ منه ذكي المسك كلّ فلاً
طيباً ويعبرُ منه العنبرُ الذفر
كأنَّ زُهْرُ الدراري فيه قد نُظِمَتْ
كما تنظّمُ في أسلاكها الدررُ
يا من تضاعفَ فيضُ الجودِ من يدهِ
كأنَّما البحرُ من جَدْوَاهُ مختصر
إني نأيتُ وحظي حطَّ منزلة ً
كأنما طول باعي عاقهُ قصرُ
وقد نُسيتُ وذكري لا خفاءَ به
والمسكُ يُطوى ونشرٌ منه ينتشرُ
وقد بعثتُ رثاءً في أبيك، ولي
حزنٌ عليه فؤادي منه ينفطر
وما بدا لي من جودٍ أمرتَ به
عينٌ، تفوز به عيني، ولا أثر
وكفّكَ المزنُ تسْقِي من دَنَا ونأى
وليس من غيرِ مُزْنٍ يرتجى المطر
بقيت للدين والدنيا وأهلهِما
وَمُدّ في رتب العليا لك العمر[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
رقم القصيدة : 13347
-----------------------------------
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
وأن يهدم الإيمان ما شاده الكفرُ
وأن يُرْجعَ الأعلاجَ بعد عِلاجها
خزايا على آثارها الذلّ والقهرُ
ليهنك فتحٌ أولغ السيف فيهمُ
ولاح بوجه الدين من ذكره بشرُ
بِسَعْدٍ كساكَ الله منه مهابة ً
وإشراقَ نور منه تقتبسُ الزُّهر
ودون مرامِ الروم فيما سموْا له
قلائدُ أعناقٍ هي القضبُ البتر
وخطية ٌ تختطّ منهم حيازماً
وأحداقها زرقٌ وأجسادها حمرُ
إذا أُشْرِعَتْ للطّعنِ سَرَتْ كأنَّما
كأن حبياً ساكباً فيضَ ودقه
أشبّهها بالقطر يبدي تألقاً
بأطرافِ أغصان يحاصرها غُدْرُ
وَسُحْبٌ بأجوافِ الكنائن أودعت
شآبيبها نبلٌ من الزنج لا قطر
وخيلٌ ترى خيلَ العلوج، مضافة ً
إليها، حميرا لا التي نتج القَفْرُ
كأنّ على العقبان منها ضراغماً
فأنيابها عصلٌ وأبصارها جمرُ
وحمرُ دماءٍ كالخمور التي سقوا
تحمّرَ منها في الظبا ورقٌ خضرُ
بنو الأصفرِ اصفرّت حذاراً وجوههم
فأيديهمُ من كل ما طلبوا صفرُ
تنادوا كأسراب القطا في بلادهم
وكان لهم في كلّ قاصية ٍ نَفْرُ
ولمّا تناهى جمعهمْ ركبوا به
تولْتْ جنودُ الله بالّريح حَرْبَهُمْ
وليس لمخلوقٍ على حربها صبر
فكم من فريقٍ منهمُ إذ تفرقوا
له غَرقٌ في زخرة ِ الموج أو أسر
وظلّت سباغُ الماءِ وهي تنوشُهُمْ
فلا شلو منهم في ضريحٍ ولا قبرُ
فإن سَلِمَ الشطرُ الذي لا سلامة ٌ
له من ظُبا الهيجا فقد عَطِبَ الشطر
أتوْا بأساطِيلٍ تمرّ كأنَّها
وخيلٍ حَشَوا منها السفينَ ولم يكنْ
لها في مجال الحرب كرّ ولا فرّ
وقد ركبتْ فرسانُها صَهَواتِها
سلاهبُ أهدوْها إليك ولم يكنْ
جزاءٌ لذاكَ من علاك ولا شكر
فسلْ عنهم الديماسَ تسمعْ حديثهم
فهم بالمواضي في جزيرته جَزْر
وما غنموا إلاّ مُنى ً كذبتْ لهم
وكان لهم بالقصْرِ عن نيلها قصر
شَرَوْهُ فباعوا بالرّدى فيه أنفساً
أربحٌ لهم في ذلك البيع أم خُسْر
وقد طمعوا في الزعم أن يثبتوا له
جناحين يُضْحي منهما وهوَ النّسْر
وراموا به صيدَ البلاد وغنمها
فأضحى وقد قصّت خوافقه العشرُ
أُذيقوا به حصراً أذلّ عرامهم
كما ضاق عند الموت عن نفسٍ صدر
وجرّ إليهم في جبال من القنا
مناياهم بالقتل جحفلكَ المجرُ
وقائِدكَ الشهمُ الذي كان بينهمْ
صبيحة لاقاهم على يده النصرُ
رأوا بأبي إسحق سحقاً لجمعهم
فإبْرامُهُمْ نَقْضٌ ونظمهمُ نثر
ولو لبثوا في ضِيقِ حصرهمُ ولمْ
يَطِرْ منهمُ شوقاً إلى أجلٍ عُمْر
لقامَ عليهم منجنيقٌ يُظلّهمْ
بِصمّ مرادٍ ما لما كَسَرَتْ جبر
إذا وُزنَ الموتُ الزؤامُ عليهمُ
بكفّة وزّانٍ مثاقيله الصخرُ
فكم جهدوا أن يفتدوا من حِمامهم
بأوزانهم تبراً فما قُبِلَ التبر
هناكَ شَفى الإسلامُ منهم غليلَهُ
بطعن له بترٌ وضربٍ له هبرُ
وكانوا رأوا مَهْدِيَّتَيْكَ وفيهما
لعزِّ الهدى أمرٌ فهالهمُ الأمرُ
كأن بروجَ الجوّ منكَ رمتهمُ
بشهبٍ لها نارٌ وليس لها جمرُ
فما للعلوج امتدّ في الغيّ جهلهم
أما كان فيهم مِنْ لبيبٍ له حجرُ
فكم قَسَموا في الظنّ أميالَ أرضنا
ولم يطأوا منها مكاناً هو الشبرُ
ولا وردوا من مائها حسوَ طائرٍ
يُبلّ به منه، إذا يبس، السحرُ
أما فتحتْ منهم بلاداً بلادنا
بزعمهم كفرا على إثره كفر
وكانت مفاتيح البلاد سيوفنا
وأقْفالها إذا فتحْهنّ له عُسْر
وآذى زجارَ فَتْح رَيّو وقُطْرُها
يهدّ قواه من صقلّية قطرُ
ألم يَسْبِ جيشُ الغزو منهم نواعِماً
فمن تيّب تقتادُ في إثرها بكرُ
وَقَوْصَرّة ٍ فيها رؤوس جدودهم
إلى اليوم ملآن بأفلاقها العفرُ
فلو تسألُ الريحُ المعاطسَ منهمُ
لأخبرها عنّ كل شلو بها دفرُ
وما قتلوا من شدة البأس أهلها
ولكنّهم قُلٌّ أحاطَ بهم كثر
أتعجمُ نبع العرب عجمٌ ولا يُرَى
لما اشتدّ منها في نواجذها كسر
توالت عليها منهم كلُّ صيحة ٍ
كما رَوّعَ الأعيارَ من أسَدٍ زأر
فجاءت رياحٌ والرياح جيادها
فَشُدّ من الدين القويم بها أزر
فأوّلُ إنصافٍ تولوه كفّهُمْ
أذى كلّ فظٍّ في سجيته غدرُ
وبادرتِ الإقدام منهم بمقدم
فكم خَبَرٍ عنها يصدِّقه الخُبْر
ودهم بني دهمان فاض على الوغى
بكلّ فتى أحلى بسالته مُرُّ
وشاهت من الضلالِ بالعزّ أوجهٌ
عليها بُسُورٌ إذ تَصَدّى لها بتر
وكرّت بنو زيدٍ على كلّ شيظم
وسرّ المواضي في أكفهمُ جهرُ
وجاء ابنُ زيّادٍ بصخر فكافحت
عن الثغر أنيابٌ فلم يلثم الثغر
هزبرٌ على بحرٍ من الحرب مفعمٌ
على جسمه نهيٌ وفي يده نهر
وقد حال بين الرّوم والبحر فالتجوْا
إلى القصر حتى جاءهم بالردى القصرُ
أعاربُ جدّوا في جهاد أعاجمٍ
خنازيرَ شبّتْ حربها أسدٌ هصرُ
إذا قيل يا أهل الحفائظ أقبلتْ
مُلَبيّة ً فيها غطارفة ٌ غُرّ
عليهم من الماذيّ كل مفاضة ٍ
مُكَحّلَة ٍ بالنّقعِ أعْيُنُها الخزر
كتائب من كلّ القبائل أقبلتْ
لِفَرْضِ جهادٍ ما لتاركه عذر
أعزّ بهم ذو العرش دينَ محمدٍ
وَضُمّ عليه من كفالته حجر
وفي كلّ سيفٍ سايرت منهم العدى
قبائلُ منهم أشبع السهل والوعرُ
إذا ماج بحرٌ في شوانيهمُ بهم
أتى مَدَدٌ منَّا فماجَ به البَرّ
حمى ابنُ عليّ حَوْزَة َ الدين فاحتمى
كمفترسِ الكفين يدمي له ظفر
مليكٌ له في الملك سيرة ُ أكبرٍ
أبى الله أنْ يختال في عطفه الكبرُ
أبيٌّ كحدّ السيفِ من غير نبوة ٍ
إذا ما مضاءُ الذمر قلّ به الذَّمر
هو النّجْدُ يقري الرمح والسيف كفه
بعضوين يُلفى فيهما العمر والذكر
وما حَسَنٌ إلاّ مليكٌ مُتَوَّجٌ
أفاضَ الغنى من راحتيه فلا فقر
كأن حبياً ساكناً فيضَ ودقه
وقد يحتبي منه لقصّاده البدرُ
إذا ما جرى في محفلٍ حُسنُ ذكره
تَعَلَّقَ تشريفاً بأذْيالِهِ الفخر
فلا زال والتوحيدُ مُعْتَصِمٌ به
تُزانُ به الدنيا ويخدمه الدهرُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
رقم القصيدة : 13348
-----------------------------------
بكرتْ تُغازلهُ الدُّمى الأبكار
فهفا له حلمٌ وطاشَ وقارُ
وأظنّهُ مترنّحاً من نَشْوَة ٍ
كاساتها بهوى العيون تُدارُ
يا لُوّمي، ومتى بُليت بلوّم
إلا وهمْ بيليّتي أغمارُ
فُكوا الغضنفر من إشار غزالة ٍ
قَيْداهُ خَلْخَالٌ لها وسوار
ما أحْرَقَتْ خَدّي سواكبُ أدمعي
إلاّ بماءٍ في حشاه نارُ
والماءُ منفجرٌ من النار التي
في القلب منها يستطير شرار
عجبي لأضدادٍ عليّ تناصَرتْ
جوراً عليّ وليس لي أنصار
فخذوا الهوى عني بنقل ملاحة ٍ
عن أعينٍ يرنو بهنّ صُوَار
ومباسماً تجلو شقائقَ روضة ٍ
للأقْحُوانة ِ بينها نوّار
إن المها تُمْهي سيوفَ جفونها
فَحَذارِ منها لو يُطاقُ حِذار
من كل مشربة ٍ بجريال الصبا
لوناً كما لمسَ اللجين نضارُ
في خلقها الإنسيّ من وحشية
كُحْلٌ وحُسْنُ تلفّتٍ وَنِفار
طرفي برجعته إليّ أذاقتي
منها الردى لا طرفها السحّارُ
غَرَضاً له، فالجُرْحُ من جبار
طَرَقَتْ تَهادى في اختياله شبيبة ٍ
تٌخطي مطيلَ الوجد وهي قصار
سفرتْ فما درتِ الظنون ضميرها
أسفورها من صبحها إسفار
حَتَّى إذا خافتْ مُراقِبَها، عَلا
منها على الوجه المنير عِجَار
وكأنَّما زُهْرُ النجوم حمائمٌ
بيضٌ، مغاربها لها أوكار
وكأنما تذكي ذُكاءُ توهجاً
فيه يذوب من الدجنة قار
يا هذه لا تسألي عن عبرتي
عيني على عيني عليك تغار
هل كان نهدكِ صنو قلبكِ تتقي
عن لمسه في صدرك الأزرار
ما كنتُ أحسبُ غصنَ بانٍ في نقا
تشكو أليمَ القطفِ منه ثمارُ
نصَّلتِ سهمي مقلتيك ليصميا
بنصالِ سحرِ الطرف فهي حرار
وهما المعلّى والرقيبُ وإنَّما
فربُوعهُ بالمعتقين أوَاهِلٌ
لا ثأر يدركَ منك في المهج التي
أرديتها أوَ منكَ يُدرك ثارُ
هلاَّ التفتِّ كما تلفّتُ مغزلٌ
لترى مكان الخشفِ وهي نوار
وبَرَدْتِ حرّ الشّوْقِ بالبرد الذي
شهدٌ ومسكٌ دونه وعقار
إني دفعتُ إلى هواك وغربة ٍ
هَتَفَتْ بها العَزَمَاتُ والأسفار
وغرستُ عمري في الزَّماع فمرّرتْ
لفمي جنّاه نجائب وقفار
وجعلتُ داري في النوى فمؤانسي
وحشُ الفلا ومَجَالسي الأكوار
لولا ذُرَى الحسن الهمامِ وَفَضْلُهُ
ما قرّ بي في الخافقين قرار
هذا الذي بذلتْ أنامله الندى
وهُدِيْ الكرامُ إليه لمَّا حاروا
هذا الذي سلّ السيوف مجاهداً
فبِضَرْبِها للمُشْرِكِينَ دَمَار
هذا الذي جرّ الرماح لحربهم
سَعْي الأساود، جيشُهُ الجرّار
قَهَرَتْ ظُبَا توحيده تثليثَهمْ
وقضى بذاك الواحد القهار
غَضَباً على الأعلاج منه فَرَبّهُ
يَرْضَى به ونَبِيّهُ المختار
فلوجهه البادي عليه سنا الهدى
ضربتْ وجوهَ عداته الأقدار
أمّا عُلا حسنٍ فبين مصامها
شَرَفاً وبين الفرقدين جوار
خَلُصَتْ خلائقه ولم يَعْلَقْ بها
جَبْرِيّة ٌ لم يَرْضَها الجبّار
وسما له حلمٌ وجلّ تنفضلٌ
وزكا له فَرْعٌ وطابَ نجار
يَنْدى بلا وَعْدٍ وكم من عارضٍ
من غير بَرْقٍ صوبه مدرار
وبَنَاتُهُ بالمَكرُمات بحار
وإذا عفا صفحاً عفا عن قُدرة ٍ
والحلمُ في الملك القدير فخار
سُلّتْ صوارمه الحداد ففلّقتْ
هاماً عليها للجياد عثار
في جحفلٍ كالبحر ماج بضمرٍ
فَتَكَتْ على صَهوَاتِها الأذْمار
لا يجزعونَ من المنون كأنما
آجالهمْ لنفوسهمْ أعمار
فصعيدُ وجهِ الأرض منه مبعثرٌ
وذَرُورُ عين الشمس منه غبار
إنّ الحروب وأنتم آسادها
فتكاتكم في عُربها أبكار
أضحتْ لصونكم الثغور كأعين
وشفاركمْ من حولها أشفار
زانت سيادتكم كرامة َ برِّكم
خيرُ الملوكُ السادة ُ الأبرار
يا من عِتَاقُ الخَيْلِ تُوسَمُ باسمِهِ
والدرهمُ المضروب والدينار
وبكلّ أرضٍ تَستنيرُ بذكره
خطَبٌ من الفصحاءِ أو أشعار
خدمتْ رئاستَكَ السعودُ وأصْبَحتْ
للفضل تَحْسُدُ عصرَكَ الأعصار
ورجالُ دولتكَ الذين لقدرهم
بك في الورى الإجلال والإكبار
فمن المقدّم والزمام كفاية ٌ
نُجْحٌ بها الإيراد والإصدار
فهما وزيراك اللذان عليهما
لنفوذ أمركَف السداد مدار
جبلان يقترنانِ للرأي الذي
لِعِداكَ منه مذلّة ٌ وصَغار
فالملك بينهما حديثٌ حُسْنُهُ
قَطَعَتْ لياليَها به السُّمّار
وكأن ذا سمعٌ وذا بصرٌ له
حَسَدتْهُما الأسْماعُ والأبصار
والليثُ إبراهيمُ قائدُك الّذي
تدمى بصولته له أظفار
يرمي شداد المعضلات بنفسه
بَطَلُ الكفاحِ وذِمْرُها المغوار
وإذا تفجّرَ جدولٌ من غمده
شرقتْ بماءِ غمامهِ الفجّارُ
وعبيدكَ الغلمان إن ناديتهم
نهضوا، مواثبة َ الأسود، وثاروا
وَمَشَوْا مع التّأييدِ قاماتٍ إلى
هيجاءَ مَشْيُ حُماتِهَا أشبار
سبحوا إلى الأعلاج إذ لم ينزلوا
من فلكهم فحجالها تيار
وَرَمَوْهُمُ بجنادلٍ فكأنّها
لأجورها عند الإله جمار
وبكلّ سهمٍ واقعٍ لكنه
بثلاثِ أجنحة ٍ له طيّار
وحموا حمى الأسوار وهي وراءهم
حتى كأنهم لها الأسوار
وكأنّما حَرّ المنايا عندهم
بردٌ إذا ما اشتدّ منه أوارُ
لا يتقي في الضرب سَيْفُكَ مِغْفَراً
فله من القَدَرِ المُطاعِ غِرَار
لو أن أعْرَاضاً تُجَوْهَرُ أصْبَحَتْ
في كفّكَ العزماتُ وهي شفار
أو أنّ للأرض الجماد تنقلاً
حَجّتْ إلى أمْصارِكَ الأمْصار
فليهنِك الشهرُ المعظَّمُ إنّهُ
ضيفٌ قراه البرّ والإيثارُ
أصبحتَ فيه لوجهِ ربّك صائماً
لكن لكفكَ بالندى إفطار
ضيفٌ أتاك به لتعرف حقّهُ
فَلَكٌ بقدرة ِ ربّهِ دَوّار
لا زالتِ الأيامُ وافدة ٍ على
ما تشتهي منها وما تختارُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجفنين أوفى بالمنية فيهما
وجفنين أوفى بالمنية فيهما
رقم القصيدة : 13349
-----------------------------------
وجفنين أوفى بالمنية فيهما
عليكَ من الغزلان وَسْنانُ أحْوَرُ
فجفنٌ له عَضْبٌ من اللحظِ مُرْهَفٌ
وَجَفْنٌ به ماضٍ من الهند مُبْتِرُ
وأمضاهما حدّاً فلا تغتررْ به
غِرارُ الذي فيه من السحر جوهر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
رقم القصيدة : 13350
-----------------------------------
حسانٌ تديرُ بسحرِ الهوى
عيونَ المها في وجوه البدور
طوالُ الفروع قصارُ الخطا
ثقالُ الروادِفِ هِيفُ الخصور
تطيبُ أفواههنّ الحديثَ
بحمرِ الشفاه وبيضِ الثغور
كما مرّ بالوردِ والأقحوانِ
نسيمٌ مشوبٌ بريّا العبير[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
رقم القصيدة : 13351
-----------------------------------
إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إلى السماءِ فكلّ الخوفِ في النظر
فإنَّهُمْ يَتّقونَ البَطْشَ مِنْ مَلِكٍ
منفّذٍ أمرهُ كاللمح بالبصر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
رقم القصيدة : 13352
-----------------------------------
خلتْ منك أيّام الشبيبة فاعمرها
وماتت لياليها من العُمر فانشرها
وهذا لَعَمْرِي كلّهُ غيرُ كائنٍ
فأُخْرَاكَ وَاصِلْها ودنياك
أرى لك نفساً في هواكَ مقيمة ً
وقد طالَ ذا منها، لكَ الويل، فاقصرها
وكم سيّئاتٍ أُحْصِيتْ فَنسيتَها
وأنْتَ متى تقرأ كتابَكَ تذْكرها
فيا ربّ إني في الخضوع لقائلٌ:
ذنوبي عيُوبي يَوْمَ ألقاك فاسترها[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
رقم القصيدة : 13353
-----------------------------------
يا ذنوبي ثَقَّلْتِ والله ظَهْرِي
بانَ عُذْرِي فَكيف يُقْبَلُ عذري
كلما تبتُ ساعة ً عُدتُ أخرى
لضروبٍ من سوء فعلي وهُجري
تقُلتْ خطواتي وفودي تفرّى
غيهب الليل فيه عن نور فجر
دبَّ مَوْتَ السّكونِ في حركاتِي
وخَبَا في رمادِهِ حُمْرُ جمري
وأنا حيثُ سرْتُ آكلُ رزقي
غير أنّ الزمان يأكل عمري
كلَّما مرّ منه وقتٌ بربحٍ
من حياتي وجدتُ في الريح خسري
يا رفيقاً بعبده ومحيطاً
علمهُ باختلافِ سري وجهري
مِلْ بقلبي إلى صَلاَحِ فسادي
منه واجبرْ برأفة ٍ منك كسري
وأجِرْني ممَّا جَناهُ لساني
وتَناجتْ به وساوس فكري[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
رقم القصيدة : 13354
-----------------------------------
أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
مشيباً أفاضَ عليه النهارا
وضعفاً يَهُدّ قُوَى جِسْمِهِ
وينقل منه خطاه قصارا
فكيف يُجشّمها طفلة ً
يطيرُ بها القلب عنه نفارا
وعارٌ على الشيخ تقريبهُ
فتاة ً ترى قُرْبَة ً منه عارا
وقد جُبِلَ الغانياتُ. الصّغارُ
على بُغْضِهِنّ الشيوخَ الكبارا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
رقم القصيدة : 13355
-----------------------------------
غريبٌ بأرض المغربين أسيرُ
سيبكي عليه منبر وسريرُ
إذا زال لم يسمع بطيب ذكره
ولم ير ذاك اللهو منه منير
وتندبه البيض الصوارم والقنا
وينهلُّ دمع بينهنَّ غزير
سيبكيه في زاهيه والزاهر الندى
وطلابه والعرف ثم نكير
إذا قيل في أغمات قد مات جوده
فما يرتجى بعد الممات نشور
مضى زمن والملك مستأنس به
وأصبح عنه اليوم وهو نفور
أذلّ بني ماء السماء زمانُهم
وذلَّ بني ماء الزمان كثير
برأي من الدهر المضلل فاسد
متى صلحت للصالحين دهور
فما ماؤها إلا بكاء عليهمُ
يفيض على الأكباد منه بحور
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة
أمامي وخلفي روضة وغدير
بمنبتة الزيتون مورثة العلى
تغني حمام أو ترنُّ طيور
بزاهرها السامي الذي جا/ه الحيا
تشير الثريا نحونا ونشير
ويلحظنا الزّاهي وسعد سعوده
غيورين والصب المحب غيور
تراه عسيراً لا يسيراً مناله
ألا كلّ ما شاء الإله يسير[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
رقم القصيدة : 13356
-----------------------------------
حُجبتَ فلا والله ما ذاك عن أمري
فأصغِ فدتك النفس سمعاً إلى عذري
فما صار إخلال المكارم لي هوى ً
ولا دار إخجالٌ لمثلكَ في صدري
ولكنه لمّا أحالتْ محاسني
يدُ الدهر شُلّتْ عنك دأباً يد الدهر
عَدِمْتُ من الخُدّام كلّ مُهَذَّبٍ
أشيرُ إليهِ بالخفيِّ من الأمْرِ
ولم يبقَ إلا كلّ أدكنَ ألكنٍ
فلا آذنٌ في الإذن يبرأ من عسر
حمارٌ إذا يمشي ونسرٌ محلق
إذا طارَ، بُعْدا للحِمَارِ وللنسر
وليس بمحتاجٍ أتانا حمارهم
ولا نسرهم مما يحنّ إلى وكر
وهل كنتَ إلا الباردَ العذبَ إنَّما
به يشتفي الظمآن من غلّة الصدر
ولو كنتُ ممن يشربُ الخمرَ كُنْتَها
إذا نزعت نفسي إلى لذة الخمر
وأنت ابن حمديس الذي كنتَ مهدياً
لنا السحرَ، إذ لم يأتِ في زمن السحر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
رقم القصيدة : 13357
-----------------------------------
وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ
كأن للسمع منه رؤية البصرِ
فلم يزل في وجوه الحُسنِ مقتبلاً
بالوصف في صورٍ منها إلى صورِ
وكيف يَخْفَى عليه ما كَلِفْتُ به
إذا الدّلائلُ دَلّتْهُ على القمر[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
رقم القصيدة : 13358
-----------------------------------
إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
محيطاً بما يجرِيهِ فينا التنفّسُ
وربّتما كان الغذاءُ مَضَرُّة ً
يذمّ به العقبى جهولٌ وكيّسُ
وأمراضنا أسبابُهنّ كثيرة ٌ
تحلّ بأجسامٍ فتهلِكُ أنْفُسُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قل للأساة أسأتم في علاجكم
قل للأساة أسأتم في علاجكم
رقم القصيدة : 13359
-----------------------------------
قل للأساة أسأتم في علاجكم
فممرضي من ضنى جسمي هو الآسي
.....................
شمساً من النّار لم تطلع على الناس
ولو وَجَدتُ مَزَاجَ القلب معتدلاً
ببردِ أنفاسها في حرّ أنفاسي
لله ما رُضتُ منها بالخضوع وما
ألامنيه لقلبي إلاّ قلبيَ القاسي
خدعتُ قرنَ الهوى حتى فتكت به
بالله قل هل بخدع القِرْنِ من باس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
رقم القصيدة : 13360
-----------------------------------
لأمرٍ طويلِ الهمّ نزجي العرامسا
وتطوي بنا أخفاقهنّ البسابسا
وتذعرُ بالبيداء عيناً شوارداً
تذكّرُ بالأحداق عيناً أوانسا
عذارَى تَرَى الحسنَ البديعَ مُطابِقاً
لأنواعها في خلقِهِ ومجانسا
أعاذلُ دعني أطلقِ العبرة التي
عَدِمْتُ لها من أجمل الصَبْرِ حابسا
فإني امرؤ آوى إلى الشجنِ الذي
وجدتُ له في حَبّة ِ القلب ناخسا
لقدّرت أرضي أن تعود لقومها
فساءَتْ ظُنُونِي ثم أصبحتُ يائسا
وعَزّيْتُ فيها النّفْسَ لمَّا رأيْتُها
تكابدُ داءً قاتل السمّ ناحسا
وكيف وقد سيمتْ هواناً وصيّرتْ
مساجدَها أيدي النّصارى كنائسا
إذا شاءَتِ الرّهْبانُ بالضَرْبِ أنْطَقَتْ:
مع الصبح والإمساءِ فيهعا النواقسا
لئن كان أعيا كلَّ طبٍّ علاجها
فكم جَرَبٍ في السيفِ أعيا المَداوِسا
فك صقيلة ٌ كادَ الزمانُ بلادها
وكانت على أهلِ الزّمانِ محارسا
فكم أعينٍ بالخوف أمستْ سواهراً
وكانت بطيبِ الأمنِ منهم نواعسا
أرى بَلَدِي قد سامَهُ الرومُ ذلّة ً
وكان بقومي عزّه متقاعسا
وكانت بلادُ الكفر تلْبَسُ خَوْفَهُ
فأضحى لذاك الخوف منهنّ لابسا
عدمتُ أُسودا منهمُ عَرَبِيَة ً
ترى بين أيديها العلوجَ فرائسا
فلم تَرَ عَيْني مثْلَهُمْ في كتيبة ٍ
مضاربَ أبطالِ الحروبِ مَدَاعسا
ويا ربّ برّاقِ النضالِ تخالُهُ
من النقع ليلاً مُشْرِقَ الشهب دامِسا
خلوا بين أطراف القنا بكماتِهِ
لطعنٍ من الفرسانِ يخلي القوانسا
وما خلتُ أنَّ النار يبردُ حرها
على سعفٍ لاقته في القيظ يابسا
أما مُلِئَتْ غزوا قَلَوْرِيَّة ٌ بِهِمْ
وأرادوا بطاريقاً بها وأشاوسا
همُ فتحوا أغلاقَها بسيوفهمْ
وهمْ تركوا الأنوارَ فيها حنادسا
وساقوا بأيدي السبي بيضاً حواسراً
تَخَالُ عليهنّ الشعورَ برانِسا
يخوضونَ بحرا كلّ حين إليهمُ
بِبَحْرٍ يكونُ الموجُ فيه فوارسا
وحربيّة ٍ ترمي بِمُحْرقِ نِفْطِهَا
فَيَغْشَى سَعُوطُ الموتِ فيها المعاطسا
تراهُنّ في حُمْرِ اللّبودِ وصُفْرِها
كمثل بناتِ الزّنج زُفّتْ عَرائِسَا
إذا عَثّنَتْ فيها التنانيرُ خلتَها
تُفتِّحُ للبركان عنها منافسا
أفي قَصْرينِّي رُقْعَة ٌ يَعْمُرُونها
وَرَسْمٌ من الإسلامِ أصبح دارسا
ومن عجبٍ أنّ الشياطين صيّرت
بروجَ النجومِ المحرقاتِ مجالسا
وأضحت لهم سرقوسة ٌ دارَ منعة ٍ
يزورون بالديرين فيا النواوسا
مَشَوْا في بلادٍ أهْلُهَا تَحْتَ أرْضِهَا
وما مارسوا منهم أبياً ممارسا
ولو شُقّقَتْ تلكَ القبوُر لأنهَضَتْ
إليهم من الأجداثِ أُسْدا عوابِسا
ولكن رأيتُ الغيل إن غابَ ليثُهُ
تبختر في أرجائه الذئب مائسا[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
رقم القصيدة : 13361
-----------------------------------
وَوَرْدِيَّة ٍ في اللوْن والفَوْحِ شَعشِعَتْ
فأبدتْ نجوماً في شعاع من الشمس
نفيتُ همومَ النفس منها بشربة ٍ
دبيبُ حميّاها يرقّ عن الحسِ
كأن يدي من فضة ٍ فإذا حوتْ
زجاجتها عادت مذهبة َ الخمسِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
رقم القصيدة : 13362
-----------------------------------
ولما التقى الأجسام من غير ريبة ٍ
وقد تلفتْ بالشوق فيهنّ أنفسُ
جينا، ولم تُنْسَبْ إلينا جناية ٌ،
ثمارَ نعيمٍ تُجتنى حين تُغرسُ
ولمّا استقل النجم يرفعُ راية ً
يحلّ بها نُورٌ ويرحلُ حِنْدِس
تنهدتُ مرتاعَ الفؤادِ وإنَّما
تنهدتُ للصبح الَّذي يتنفّس
فيا صبح لا تُقبل فإنكَ موحشٌ
ويا ليلُ لا تُدْبِرْفإنَّكَ مؤنس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
رقم القصيدة : 13363
-----------------------------------
شموسٌ دعاهنّ وشكُ الفراق
فلبينَ في القضبِ المُيسِ
تُرِيقُ المدامِعَ كالساقياتِ
من السكر يعشرنَ بالأكؤس
طوالعُ نحو غروبٍ تُريكَ
جُسُوَم الديارِ بلا أنْفُس
تُزَرِّرُ صوناً عليها الخدورَ
فتبكي عيونَ المها الكُنّس
وقد زار عذبَ اللمى في الأقلح
أُجاجُ الدموع من النّرجس
وقَامتْ على قَدِمٍ فِرْقَة ٌ
إذا وَقَفَ العَزْمُ لم تَجْلِس
ولم يبقَ إلاَّ انصرافُ الدجى
بزهر كواكبه الخنّسِ
ومحوُ النهار بكافورة
من النور عنبرة الحندس
ألا غَفَلة ٌ من رَقِيبٍ عَتِيدٍ
يُلاحظنا نظرة َ الأشوسِ
فنُهدي على عجلٍ قُبلة ً
إلى شَفَة ِ الرّشَإ في الألْقسِ
غداً يتقطّعُ أقرانهمُ
ويَتّصِلُ السيرُ في البسبس
ويكلأ ذمرٌ على ضامرٍ
خبِيئَة َ خِدْرٍ على عِرْمِس
ويصبحُ من وَصْلِ سلمى الغنيّ
يُقَلّبُ منه يَدَيْ مُفْلِس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
رقم القصيدة : 13364
-----------------------------------
وخفاقة ِ الرايات في جوفِ نقعها
ترى الجُرْدَ فيها بالكماة تَكَدَّسُ
زبونٌ ربا سمّ بأطراف سمرها
كأن ثعابيناً بها تتنفسُ
تروقُكَ كالحسناءِ يضحك سِنَّها
وترتاع منها وهي كالغول تعبسُ
وتقلعُ أرواحَ العداة ِ أسنة ٌ
تراهنّ منهمْ في الحيازيم تُغْرس
فكم طعنة ٍ نجلاءَ تحسبها فماً
له هَرَتٌ في الذمر بالدمِ تَقْلِس
صببنا عليها ضربنا من صوارمٍ
فغاصت بها من أسرها القلب أنفسُ
ونحن بني الثغر الذين نفوسهم
ذكورٌ بأبكار المنايا تعرّسُ
فمن عزْمنا هندية ُ الضّرْبِ تُنْتضى
ومن زندنا نارية ُ البأس تقبَسُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
رقم القصيدة : 13365
-----------------------------------
وأبْيَض ماضٍ لا يَقَي من غرارِهِ
غداة قراع الهام درعٌ ولا ترسُ
يمجّ سريعاً في فم الجرح حَدُّهُ
من السمّ ما سقته من ملكها الفرس
إذا ما بدا من غمده قلت: رفّعتْ
بخاراً لطيفاً فوق جدوله الشمسُ
يُفرّقُ بين الرأس والجسم حدُّهُ
وإن كان لم تشعر بضربته النفسُ
فمضربهُ في هامة ِ القرن مأتمٌ
ومَضْرِبُهُ في كَفِّ صاحبِهِ عُرْس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
رقم القصيدة : 13366
-----------------------------------
حللتُ بيومي إذ رحلتُ عن الأمسِ
وَسِرْتُ ولم أُعْمِلْ جوادي ولا عَنْسي
مراحلُ دنيانا مراحلنا التي
ترانا عليها نقطعُ العيش بالخمس
ونحن بدارٍ يعقبُ الخوفُ أمنها
وتذهبُ فيها وحشة ُ الأمْنِ بالأنْس
ليالٍ وأيامٌ بساعاتها سعتْ
لتفريقِها ما بين جِسْمِكَ والنّفْس
وإنِّي وإنّ أصبحتُ منها مُسَلَّماً
لأكْثِرُ قوْلِي: ليتَ شعريَ هل أُمْسي
ومن حل في سبعين عاماً كأنه
عِلاجُ عليلٍ في مُواصَلَة ِ النُّكْس
فما فهم الأشياءَ بالدَرْسِ وَحْدَهُ
ولكنه بدءُ التفهّم والدّرْس
وكم حِكَمٍ في خطِّ قوْمٍ كثيرة ٍ
وأفضلُ منها لمعة ٌ من سنا الحسِّ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
رقم القصيدة : 13367
-----------------------------------
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
ولم أتقِ الإغراقَ منها على نفسي
وقد شملتني شيبة ٌ لم أبتْ بها
فما لي في ليلي وقد طلعتْ شمسي
غرست بكفّيَّ المعاصيَ جاهِدا
ولاشكّ أني أجتني ثمرَ الغرسِ
إلى الله أشكو جُمْلة ً أرتدي بها
وأصبحُ منها في الذنوب كما أمسي
فيا وحشي من سوء ما قدّمتْ يدي
إذا لم يكنْ في القبر من رحمة ٍ أنسْي[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
رقم القصيدة : 13368
-----------------------------------
وريحانة ٍ في النفس منبتُ غصنها
لها نفسٌ يُحيي بنفحته النفسا
إذا أقْبَلتْ كانتْ بتقوِيمِ خَلْقِهَا
ومشيتها بالشمس تستوقف الشمسا
فتاة ٌ إذا استعطفت باللين قلبها
على الصّبّ أضحى وهو من حجرٍ أقسى
ولا شكّ أنَّ الماء رطبٌ وكلما
شقيتَ حديداً فيه زاد به يُبسا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
رقم القصيدة : 13369
-----------------------------------
كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ
ووقعتُ في مرضٍ له نكسُ
وَوُجِدْتُ بالأضدادِ في جَسَدِي
غُصْنٌ يلينُ وقامة ٌ تَقْسُو
وتموتُ فيها الجنّ والإنْس
لحظَ الهصورَ جآذَرٌ خُنْسُ
وابيضّ من فوديّ من شَعَري
وَحْفٌ كأنَّ سوادَهُ النِّقْس
والعمر يذبل في منابته
غَرْسٌ، ويلبسُ نضرة ً غرس
أصغيتُ للأيام إذ نَطَقَتْ
بالوعظ فهي نواطقٌ خرسُ
وفهمتُ بعد اللبس ما شرحتْ
والشرحُ يذهبُ عنده اللبس
أضحى بوحشتي المشيب، ولي
بعد الشباب بذكرهِ أنسِ
ومُسايرا زمنين في عمري
مصباحُ ذا قمرٌ، وذا شمسُ
دُنْيا الفتَى تفْنَى لذا خُلِقَتْ
وتموتُ فيهتا الجنّ والإنسُ
إنَّا لأدمَ كلّنا ولدٌ
وَحِمامُنَا بحمامه جِنْس
وأقلّ ما يبقى الجدار إذا
ما انهدّ تحت بنائه الأسُ
يا ربّ إنّ النار عاتية ٌ
وبكلّ سامعة ٍ لها حَسّ
لا تجعلنْ جسدي لها حطباً
فيه تُحَرَّقُ منّيَ النفس
وارْفقْ بعيدٍ، لحظُهُ جَزِعٌ
يَوْمَ الحساب، ونُطْقُهُ همس[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
رقم القصيدة : 13370
-----------------------------------
حمى حِمى المُلكِ منه صارمٌ ذكرٌ
مقابل الجود بالعلياء في الباس
يرعى الرعايا بعينٍ من حفيظته
ويبسطُ العدلَ منه ليّنٌ قاس
كأن سورة َ كسرى عند سورته
سكونُ صورة ِ كسرى وهو في الكاس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
رقم القصيدة : 13371
-----------------------------------
لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
ما بتّ أوحشُ من جورِ المها الأنسِ
من كلّ روضة ِ حُسْنٍ زَهْرُهَا أرِجٌ
تُهْدِي الهوى ليَ في لحظٍ وفي أنس
لمّا تظلّمَ من أطرافها عنمٌ
فاسحلِ أقحوان الظَّلْمِ واللَعْس
تديرُ بالسْحْرِ عَيْنَي أمّ شَادِنَة ٍ
بفاتِرِ اللحظ للألبابِ مُخْتَلِسِ
وما رأيت مهاة ً قبلها وُصِفتْ
في السرب بالشمم المعشوق لا الخنس
لها محاسنُ، من غبنِ الشباب غدت
محاسِنُ الغيدِ منها وهي كالدَلس
تُصبي الحليمَ وتَسْبيهِ فَمُبْصِرها
كمنتشٍ في خَبَالِ السّكْرِ مُنْغَمِس
شمس شموسَ عن الشيب الذي جمحتْ
عنه، وذاتُ عنانٍ للصبا سِلَس
إني لأعجبُ، والآرام مجْبَنة ٌ،
من رِئمِ خِدْرٍ لليثِ الغيل مفترس
لاح القتيرُ فأقمارُ البراقعِ لم
تَطْلُعْ عليّ وقُضْبُ البانِ لم تمس
حتى كأنَّ بَياضَ الشيب منتقلٌ
إلى سوادِ عُيُونِ الخُرّدِ الأنس
إن فاتني قَنَصُ الغزلان نافرة ً
فقد ترى من خيول الهمِّ ما فرسي
كم أشهبٍ صادَ غزلان الصوار فما
لأشهبي راسخُ الأرساغ في دهسِ
ستّ وستونَ عاماً كيف تُدرك بي
من عمرها ينتهي منها إلى السدس
لله دَرّ شبابٍ لستُ ناسِيَهُ
لو أنَّهُ كان إنساناً لقلتُ نَسي
يَسْقِي محاسنَ ذاتِ الربعِ مُعْطِشُها
سَحّاً بكلّ ضَحُوكِ البرق منبجس
وداخلاتٍ على الظلماءِ سبسبها
بكلِ خرقٍ عريقٍ في العلى ندسِ
كأنها وهي ترمي المقفرات بهم
من الوجيفِ نبالٌ، والهزالِ قِسي
مثلُ الحواجب لاذتْ وهي ظامئة ٌ
بأعينٍ بالفلا مطموسة ٍ درُسِ
لا يُحبسَنُ الماءُ إلاّ في ثمائلها
تيهاً فتحرس نقطاً بالكبود حسي
من كل دامية ِ الأخفافِ مرقلة
ترتاع من صوت حادٍ خلفها شرسِ
مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤْنِسه
من جوعٍ من ذئاب المهمه الطُّلُس
ماذا تقول ولجّ البحر يسحبه
إنَّ السفينة لا تجري على اليبس
قفْ بالتفكير يا هذا على زمنٍ
جمّ الخطوبِ ومَثّلْ صَرْفَه وَقِسِ
ولا تكن عنده للسلم ملتمساً
فالأريُ في فم صل غيرُ مُلْتمَس
إنّ الفتى في يديه المالُ عارية ٌ
كالثوب عُرّي منه غيرهُ وكُسي
وإنّه ليُنمِّيه ويُودِعُهُ
من الصبابة بين الحرصِ والحرسِ
إن الهوا لمحيطٌ بالنفوس فقل
هل حظّها منه غير الفوتِ بالنفسِ
إني امرؤ وطباع الحق تعضدني
مطهَّرُ العِرضِ لا أدنو من الدّنسِ
ألِفَتْ حُسْنُ سكژت لا أُعَابُ بهِ
ولي بيانُ مقالٍ غير ملتبسِ
فما أحرّكُ في فكي عن غضَبٍ
لسانَ منتهشِ الأعراض منتهسِ
قد يعقِلٌ العاقلُ النحرير منطقهُ
وربّ نطقٍ غداف الغي كالخرس
والجهل في شيمة الإنسان أقتلُ من
تخلخل النّبْضِ في بُحْرانِ مُنْتَقِس[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
رقم القصيدة : 13372
-----------------------------------
فعوّضْتُ شيباً من شبابي كأنّني
توّليت عن ظلٍ برغمي إلى الشمس
وقطعي بعيشٍ بعد ستّين حجة ً
أرى فيه لَبْساً والتخوّفُ في اللبس
ذنوبيَ تنمي كلّ يومٍ تكسّباً
فيوْمِي بها في اليَوْم أثقل من أمسي
ألا آمنَ الرحمن خوفي بعفوه
فإني من نفسي أخافُ على نفسي[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسلمني الدّهرُ للرزايا
أسلمني الدّهرُ للرزايا
رقم القصيدة : 13373
-----------------------------------
أسلمني الدّهرُ للرزايا
وغيرَ الحادثاتُ قفشي
وكنْتْ أمْشي ولستُ أعْيَا
فصرتُ أعيا ولستُ أمشي
كأنَّني إذْ كبرتُ نسْرٌ
يُطْعِمُهُ فَرْخُهُ بِعُشّ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
رقم القصيدة : 13374
-----------------------------------
أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
فرأيْتُ بدرَ التمّ عَنْهُ ناقِصا
أرُضَابُ فيكِ سلافة ٌ نَشَوَاتُها
يمشين من طربٍ بقدّكِ راقصاً
بحرٌ بعيني لم يزلْ إنسانها
فيه على دُرِّ المدامِعِ عائصاً
كم أحورٍ لمّا رآكِ رأيته
يَرْنُو إلى تفْتِيرِ طرفِكِ شاخصا
هل ظنَّ ثَغْرَكِ أقحواناً ناضرا
ترعاهُ غزلانُ الفلاة ِ خمائصا
حتى إذ لاح ابتسامك يجتلي
دُرّاً على عينيه ولّى ناكصا
لا تقنصيه كما قضتِ متيَّماً
فالرئمُ لا يغدو لرِئمٍ قانصا[/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى