العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
رقم القصيدة : 19698
-----------------------------------
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
كُسَتْ حلالاً من غبارِ الفسطَلِ
يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً،
يَحمِلنَ كلّ مُدَرَّعٍ ومُسرْبَلِ
شِبه العَرائِسِ تُجتَلى ، فكأنها
في الخدرِ من ذيلِ العجاجِ المسبَلِ
فعلتْ قوائمهنّ عندَ طرادِها
فِعلَ الصّوالجِ في كُراتِ الجَندَلِ
فَتظَلُّ تَرْقُمُ في الصُّخورِ أهِلّة ً
بشَبا حَوافرِها، وإنْ لمْ تُنعَلِ
يَحمِلنَ من آلِ العَريضِ فَوارِساً
كالأسُدِ في أجَمِ الرّماحِ الذُّبَّلِ
تَنشالُ حَولَ مُدرَّعٍ بجَنانِهِ،
فكأنّهُ من بأسِهِ في معقِلِ
ما زالَ صدرَ الدَّستِ، صدرَ الرتبة ِ الـ
ـعَلياءِ، صدرَ الجيشِ، صدرَ المَحفِلِ
لو أنصفتهُ بنو محاسنَ، إذْ مشوا،
كانتْ رؤوسُهُمُ مكانَ الأرجُلِ
بينا تراهُ خطيبهم في محفلٍ
رحبٍ، تراهُ زعيمهم في جحفلِ
شاطَرتُهُ حَربَ العُداة ِ لعِلمِهِ
أني كنانتُهُ التي لم تنثلِ
لمّا دعتين للنّزالِ أقاربي،
لباهُمُ عني لسانُ المنصُلِ
وابيتُ من أني أعيشُ بعزّهمْ
وأكونُ عنْهم في الحروبِ بمعزِلِ
وافَيتُ في يَومٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ،
أغشَى الهياجَ على أغرّ محجَّلِ
ثارَ العجاجُ فكنتُ أوّلَ صائلٍ،
وعلا الضّرامُ فكنتُ أوّلَ مُصطَلِ
فغَدا يَقولُ كَبيرُهمْ وصَغيرُهم:
لا خيرَ فيمنْ قالَ إنْ لم يفعلِ
سلْ ساكني الزوراءِ والأممَ التي
حضَرَتْ، وظَلَّلَها رِواقُ القَسطَلِ
مَن كانَ تَمّمَ نَقصَها بحُسامِهِ،
إذْ كلُّ شاكٍ في السّلاحِ كأعزَلِ
أو مَن تدرَّعَ بالعجاجة ِ عندما
نادى مُنادي القومِ: يا خيلُ احمِلي
تُخبِرْكَ فُرسانُ العَريكَة ِ أنّني
كنتُ المصلّي بعدَ سبقِ الأوّلِ
ما كان يَنفَعُ مَن تَقدّمَ سَبقُهُ،
لو لم تُتَمّمْها مَضارِبُ مُنصُلي
لكن تَقاسَمْنا عَواملَ نَحوِها،
فالاسمُ كان لهُ، وكان الفعلُ لي
وبديعة ٍ نظرتْ إليّ بها العِدى
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيّ المقبلِ
واستثقلتْ نطقي بها، فكأنّما
لقيتْ بثالثِ سورة ِ المزّمِّلِ
حتى انثنتْ لم تدرِ ماذا تتقي،
عندَ الوقائعِ، صارِمي أمْ مقولي
حَمَلُوا عليّ الحِقدَ حتى أصبَحتْ
تغلي صدروهُمُ كغلْي المرجلِ
إن يَطلُبوا قَتلي، فلَستُ ألومُهم،
دَمُ شَيخِهمْ في صارمي لم يَنصُل
ما لي أسترُها، وتلكَ فضيلة ٌ؟
الفخرُ في فصدِ العدوّ بمنجلِ
قد شاهدوا من قبلِ ذاكَ ترفّعي
عن حربهمْ، وتماسُكي وتجمُّلي
لمّا أثاروا الحَربَ قالتْ هِمْتي:
جهلَ الزّمانُ عليكَ إنْ لم تجهلِ
فالآنَ حينَ فلَيتُ ناصيَة َ الفَلا،
حتى تعلمتِ النّجمُ تنقلي
أضحَى يحاولني العدوّ، وهمّتي
تعلو على هام السماكِ الأعزلِ
ويَرومُ إدراكي، وتلكَ عجيبَة ٌ،
هل يمكنُ الزرزورَ صيدَ الأجدلِ
قُلْ لليّالي: ويكِ ما شئتِ اصنَعي
بَعدي، وللأيّامِ ما شئتِ افعَلي
حسبُ العدوّ بانني أدركتُهُ،
لمّا وَليتُ، وفُتُّهُ لمّا وَلي
سأظَلُّ كلَّ صَبيحَة ٍ في مَهَمهٍ،
وأبِيتُ كلَّ عَشيّة ٍ في مَنزِل
وأسيرُ فرداً في البلادِ، وإنّني
من حَشدِ جَيشِ عزائمي في جَحفل
أجفو الدّيارَ، فإنْ ركبتُ وضَمّني
سرجُ المطهَّمِ قلتُ: هذا منزِلي
لا تسمعنّ بأنّ أسرتُ مسلِّماً،
وإذا سمِعتَ بأنْ قُتلتُ فَعَوّل
ما الاعتذارُ، وصارمي في عاتقي،
إن لم يكُنْ من دونِ أسري مَقتَلي
ما كانَ عُذري إن صَبرتُ على الأذى ،
ورضيتُ بعد تدللي بتذلّلي
فإذا رُميتَ بحادِثٍ في بلدَة ٍ
جردْ حسامَكَ صائلاً، أو فارحلِ
فلذاكَ لا أخشَى ورودَ منيّتي،
وأرى وُرودَ الحتَفِ عَذْبَ المَنهَل
فإذا علا جدّي فقلبي جنّتي،
وإذا دَنا أجَلي فَدِرعي مَقتَلي
ما تِهتُ بالدّنيا، إذا هيَ أقبَلَتْ
نحوي، ولا آسَى ، إذا لم تُقبِل
وكذاكَ ما وَصَلتْ فقُلتُ لها اقطَعي
يوماً، ولا قطعتْ فقلتُ لها صِلي
صبراً على كيدِ العُداة ِ لعلّنا
نَسقي أخيرَهمُ بكأسِ الأوّل
يا عصبة ً فرحوا بمصرعِ ليثنا،
ماذا أمنتُمْ من وثوبِ الأشبُلِ
قومٌ يُعزِّونَ النّزيلَ، وطالَما
بَخِلَ الحيَا، وأكُفُّهمْ لم تَبخَل
يَفنى الزمانُ، وفيه رونَقُ ذِكرِهم؛
يبلى القَميصُ، وفيهِ عَرفُ المَندَل
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
رقم القصيدة : 19699
-----------------------------------
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
وراعَ النّفسَ كرُّهُمُ سِراعا
برَزتُ، وقد حسَرْتُ لها القِناعا،
أقولُ لها، وقد طارَتْ شَعاعا
مِنَ الأبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي
كما ابتَعتُ العَلاءَ بغَيرِ سَومَ،
وأحلَلتُ النّكالَ بكلّ قَومٍ
رِدي كأسَ الفَناءِ بغَيرِ لَومِ،
فإنّكِ لو سألتِ بَقاءَ يَومِ
على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي
فكم أرغمتُ أنفَ الضّدّ قَسراً،
وأفنَيتُ العِدَى قَتلاً وأسرَا
وأنتِ مُحيطَة ٌ بالدّهرِ خُبرا،
فصبراً في مجالِ المَوتِ صبرا
فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
إذا ما عِشتِ في ذُلٍّ وعَجزِ،
فهلْ للنّفسِ غيري من معزِّ
وليسَ الخوفُ من أجلٍ بحرزِ،
ولا ثَوبُ البَقاءِ بثَوبِ عِزِّ
فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ
ولا أعتاضُ عَن رُشدٍ بغَيِّ،
وثوبُ العزّ في نشرٍ وطيِّ
لقد حُتِمَ الثناءُ لكلّ شيءِ،
سَبيلُ المَوتِ غايَة ُ كلّ حيِّ
وداعيهِ لأهلِ الأرضِ داعي
فجاهِدْ في العُلى يا قلبِ تُكرَمْ،
ولا تَطلُبْ صَفارَ العَيشِ تُحرَمْ
فمَنْ يظفَرْ بطيبِ الذّكرِ يغنَمْ،
ومَن لا يَغتَبِطْ يَبرَمْ ويَسأمْ
وتُسلِمْهُ المَنُونُ إلى انقِطاعِ
أأرغبُ بعدَ قومي في نجاة ِ،
وأجزَعُ في الوَقائعِ مِن مَماتِ
وأرضَى بالحياة ِ بلا حُماة ِ،
وما للعُمرِ خيرٌ في حياة ِ
إذا ما كانَ من سقطِ المتاعِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> إبتسامات دامعة
إبتسامات دامعة
رقم القصيدة : 1970
-----------------------------------
خذي دفاتر شعري يا معذبتي
ومزقيها على أشلاء آهاتي
فقد تعوّد قلبي سلب فرحته
وقد تعوّدَتِ التهشيم مرآتي
كل الوجوهِ تساوت في صدى نظري
فليس من عجبٍ دمع ابتساماتي
أترحلين..؟؟!!فروحي من هنا رحلت
حتى المسافات تاهت في مسافاتي
ما عاد يزهر ورد الصدق في حلمي
ولا تبسّمَ نصري فوق راياتي
تحطمت لغة الآمالِ في شفتي
حتى الأسى دمعه باكٍ لمأساتي
أين السحاب توارى.؟؟ كيف فارقني.!!؟.
أخانني قبل أن أدنو لغاياتي
قالت وقد ذاب ثلج الصدق في فمها
هيا ابتسم.!!فسحاب وعودنا آتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
رقم القصيدة : 19700
-----------------------------------
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
فقد شاهدوا ما لم يرَوا منكمُ منّي
رأوْني أُراعي منكُمُ العَهدَ لي بكُم،
وأحسنَ ظَنّاً منكمُ بي بكُمْ ظَنّي
وقد كنتُ جمّ الخوفِ من جَور بُعدكم
فقد نِلتُ لمّا نالَني جَوركُم أمني
خطَبتُ بغالي النّفسِ والمالِ وُدَّكم،
فقد عزّ حتى باتَ في القلبِ والذّهنِ
ولمّا رأيتُ العِزّ قد عزّ عندَكم،
ولا صبرَ لي بينَ المنيّة ِ والمنّ
ثَنيتُ عِناني مَع ثَنائي علَيكُمُ،
فأصبَحتُ والثّاني العنانِ هُوَ المُثني
وليسَ أنيسي في الدُّجَى غيرُ صارِمٍ
رَقيقِ شِفارِ الحَدّ مُعتَدِلِ المَتنِ
وطِرْفٍ كأنّ المَوجَ لاعَبَ صَدرَهُ
فيُسرعُ طَوراً في المِراحِ ويَستأني
أميلُ بهِ بالسهلِ مرتفعاً بهِ،
فيُحزِنُهُ إلاّ التّوَقّلَ في الحَزْنِ
وما زالَ عِلمي يَقتفيني إلى العُلَى ،
فيَسبُقُ حتى جاهَدَ الأكلَ بالأذْنِ
وزرتُ ملوكاً كنتُ أسمعُ وصفهم،
فيُنهِضُني شَوقي ويُقعِدُني أمني
فلمّا تلاقينا، وقد برحَ الجفا،
رأتْ مُقلَتي أضعافَ ما سمعتْ أُذني
خطبتُ بوُدّي عندَهمْ لاهبَاتِهِمْ،
فأصبحتُ بالعزِّ الممنَّعِ في حِصنِ
إذا ما رأوني هكذا قيل: هكا ذا!
ولو شاهَدوني راغباً رَغبوا عَنّي
إذا ما أقمتُ الوزنَ في نظمِ وصفهم،
تَجودُ يَداهمْ بالنُّضارِ بِلا وَزنِ
تُعَيّرُني الأعداءُ بالبَينِ عَنهُمُ،
وما كان حكمُ الدّهرِ بالبينِ عن إذني
وتزعمُ أنّ الشِّعرَ أحنى فضائلي،
وتُنكِرُ أفعالي، وقد علِمَتْ أنّي
وقد شاهدتْ نثري ونظميَ في الوَغى ،
لهامِ العِدى والنّحرِ بالضّرْبِ والطّعنِ
وإن كان لَفظي يخرُقُ الحُجبَ وقعهُ
ويدخُلُ أُذنَ السامعينَ بلا إذنِ
ورُبّ جَسيمٍ منهُمُ، فإذا أتَى
بنُطقٍ حمدتُ الصّمتَ من منطق اللُّكن
ومستقبحٍ حتّى خبرتُ خِلالَهُ،
فأيقنَ قلبي أنّهُ يوسفُ الحُسنِ
فإن حَسدوا فَضلي وعابوا مَحاسِني،
وذلكَ للتقصيرِ عنَها وللضِّغْنِ
وتلكَ لعَمري كالنّجومِ زَواهرٌ،
تقرُّ بها الحُسادُ رغماً على غَبنِ
مَحاسِنُ لي من إرثِ آلِ مَحاسنٍ،
وهَلْ ثَمَرٌ إلاّ على قَدَرِ الغُصن
أظَلُّ وأُمسي راقدَ الجارِ ساهراً،
سواميَ في خوفٍ وجاريَ في أمْنِ
كأنّ كرَى عينيّ سيفُ ابنِ حمزة ٍ،
إذا استُلّ يَوماً لا يَعُودُ إلى الجَفن
فتًى لم تزَلْ أقلامُه وبنانُهُ،
غذا نابَ جدبٌ، نائباتٍ عن المُزنِ
ولوْ خَطّ صَرْفُ الدّهرِ طِرْساً لقصدِه
لخطّ على العُنوانِ من عبدِهِ القِنِّ
فتًى جلّ يوماً أن يُعَدّ بظالِمٍ
لغَيرِ العِدى والمالِ والخَيلِ والبُدن
ولاعُدّ يوماً في الأنام بغاصبٍ
أعادَ الأعادي في الحُروبِ تَجارِباً،
جبالاً غدتْ من عاصفِ الموتِ كالعِهنِ
فإنْ فلّتِ الأيّامُ في الحَربِ حدَّهُ،
فما زالَتِ الأيَامُ في أهلِها تجني
وإنْ أكسبتني بالخطوبِ تجارباً،
فقد وهبتْ أضعافَ ما أخذتْ منّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
رقم القصيدة : 19701
-----------------------------------
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه
تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها
من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً
رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ
أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ
عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ
وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً،
لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ
ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ
أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي
أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ
كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي
ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ،
فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي
فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى
ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي
ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ
بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض
نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً،
لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي
غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛
ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي
سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً
مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي
فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ
فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ
صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا،
ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي
غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ،
فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي
فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي،
وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي
وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي،
فَما أمنوا في عَرض عِرضِهمِ ركضي
تقولُ رجالي حينَ أصبحتُ ناجياً
سَليماً وصَحبي في إسارٍ وفي قبَض
حمِدتُ إلهي بعدَ عُروَة َ إذْ نَجا
خراشٌ، وبعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ
وأصبَحتُ في مُلكٍ مُفاضٍ ونِعمة ٍ
مَنِيعاً وطَرْفُ الدّهرِ عنّيَ في غَضّ
لدى ملكٍ فاقَ الملوكَ بفضلِهِ،
وطالهمُ طولَ السماءِ على الأرضِ
هوَ الملكُ المَنصورُ غازي بنُ أُرتُقٍ
أخو النّائلِ الفَيّاضِ والكَرمِ المحض
مليكٌ يَرَى كَسبَ النُّضارِ نَوافِلاً
بعَينٍ ترَى بَذْلَ الهِبات من الفَرض
حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ،
وأنجَدَني والدّهرُ يجهَدُ في رَفضي
فبُعداً لأمنٍ صَدّني عن جَنابِهِ،
ويا حبّذا خوفٌ إلى قصده يُفضي
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
رقم القصيدة : 19698
-----------------------------------
لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ،
كُسَتْ حلالاً من غبارِ الفسطَلِ
يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً،
يَحمِلنَ كلّ مُدَرَّعٍ ومُسرْبَلِ
شِبه العَرائِسِ تُجتَلى ، فكأنها
في الخدرِ من ذيلِ العجاجِ المسبَلِ
فعلتْ قوائمهنّ عندَ طرادِها
فِعلَ الصّوالجِ في كُراتِ الجَندَلِ
فَتظَلُّ تَرْقُمُ في الصُّخورِ أهِلّة ً
بشَبا حَوافرِها، وإنْ لمْ تُنعَلِ
يَحمِلنَ من آلِ العَريضِ فَوارِساً
كالأسُدِ في أجَمِ الرّماحِ الذُّبَّلِ
تَنشالُ حَولَ مُدرَّعٍ بجَنانِهِ،
فكأنّهُ من بأسِهِ في معقِلِ
ما زالَ صدرَ الدَّستِ، صدرَ الرتبة ِ الـ
ـعَلياءِ، صدرَ الجيشِ، صدرَ المَحفِلِ
لو أنصفتهُ بنو محاسنَ، إذْ مشوا،
كانتْ رؤوسُهُمُ مكانَ الأرجُلِ
بينا تراهُ خطيبهم في محفلٍ
رحبٍ، تراهُ زعيمهم في جحفلِ
شاطَرتُهُ حَربَ العُداة ِ لعِلمِهِ
أني كنانتُهُ التي لم تنثلِ
لمّا دعتين للنّزالِ أقاربي،
لباهُمُ عني لسانُ المنصُلِ
وابيتُ من أني أعيشُ بعزّهمْ
وأكونُ عنْهم في الحروبِ بمعزِلِ
وافَيتُ في يَومٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ،
أغشَى الهياجَ على أغرّ محجَّلِ
ثارَ العجاجُ فكنتُ أوّلَ صائلٍ،
وعلا الضّرامُ فكنتُ أوّلَ مُصطَلِ
فغَدا يَقولُ كَبيرُهمْ وصَغيرُهم:
لا خيرَ فيمنْ قالَ إنْ لم يفعلِ
سلْ ساكني الزوراءِ والأممَ التي
حضَرَتْ، وظَلَّلَها رِواقُ القَسطَلِ
مَن كانَ تَمّمَ نَقصَها بحُسامِهِ،
إذْ كلُّ شاكٍ في السّلاحِ كأعزَلِ
أو مَن تدرَّعَ بالعجاجة ِ عندما
نادى مُنادي القومِ: يا خيلُ احمِلي
تُخبِرْكَ فُرسانُ العَريكَة ِ أنّني
كنتُ المصلّي بعدَ سبقِ الأوّلِ
ما كان يَنفَعُ مَن تَقدّمَ سَبقُهُ،
لو لم تُتَمّمْها مَضارِبُ مُنصُلي
لكن تَقاسَمْنا عَواملَ نَحوِها،
فالاسمُ كان لهُ، وكان الفعلُ لي
وبديعة ٍ نظرتْ إليّ بها العِدى
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيّ المقبلِ
واستثقلتْ نطقي بها، فكأنّما
لقيتْ بثالثِ سورة ِ المزّمِّلِ
حتى انثنتْ لم تدرِ ماذا تتقي،
عندَ الوقائعِ، صارِمي أمْ مقولي
حَمَلُوا عليّ الحِقدَ حتى أصبَحتْ
تغلي صدروهُمُ كغلْي المرجلِ
إن يَطلُبوا قَتلي، فلَستُ ألومُهم،
دَمُ شَيخِهمْ في صارمي لم يَنصُل
ما لي أسترُها، وتلكَ فضيلة ٌ؟
الفخرُ في فصدِ العدوّ بمنجلِ
قد شاهدوا من قبلِ ذاكَ ترفّعي
عن حربهمْ، وتماسُكي وتجمُّلي
لمّا أثاروا الحَربَ قالتْ هِمْتي:
جهلَ الزّمانُ عليكَ إنْ لم تجهلِ
فالآنَ حينَ فلَيتُ ناصيَة َ الفَلا،
حتى تعلمتِ النّجمُ تنقلي
أضحَى يحاولني العدوّ، وهمّتي
تعلو على هام السماكِ الأعزلِ
ويَرومُ إدراكي، وتلكَ عجيبَة ٌ،
هل يمكنُ الزرزورَ صيدَ الأجدلِ
قُلْ لليّالي: ويكِ ما شئتِ اصنَعي
بَعدي، وللأيّامِ ما شئتِ افعَلي
حسبُ العدوّ بانني أدركتُهُ،
لمّا وَليتُ، وفُتُّهُ لمّا وَلي
سأظَلُّ كلَّ صَبيحَة ٍ في مَهَمهٍ،
وأبِيتُ كلَّ عَشيّة ٍ في مَنزِل
وأسيرُ فرداً في البلادِ، وإنّني
من حَشدِ جَيشِ عزائمي في جَحفل
أجفو الدّيارَ، فإنْ ركبتُ وضَمّني
سرجُ المطهَّمِ قلتُ: هذا منزِلي
لا تسمعنّ بأنّ أسرتُ مسلِّماً،
وإذا سمِعتَ بأنْ قُتلتُ فَعَوّل
ما الاعتذارُ، وصارمي في عاتقي،
إن لم يكُنْ من دونِ أسري مَقتَلي
ما كانَ عُذري إن صَبرتُ على الأذى ،
ورضيتُ بعد تدللي بتذلّلي
فإذا رُميتَ بحادِثٍ في بلدَة ٍ
جردْ حسامَكَ صائلاً، أو فارحلِ
فلذاكَ لا أخشَى ورودَ منيّتي،
وأرى وُرودَ الحتَفِ عَذْبَ المَنهَل
فإذا علا جدّي فقلبي جنّتي،
وإذا دَنا أجَلي فَدِرعي مَقتَلي
ما تِهتُ بالدّنيا، إذا هيَ أقبَلَتْ
نحوي، ولا آسَى ، إذا لم تُقبِل
وكذاكَ ما وَصَلتْ فقُلتُ لها اقطَعي
يوماً، ولا قطعتْ فقلتُ لها صِلي
صبراً على كيدِ العُداة ِ لعلّنا
نَسقي أخيرَهمُ بكأسِ الأوّل
يا عصبة ً فرحوا بمصرعِ ليثنا،
ماذا أمنتُمْ من وثوبِ الأشبُلِ
قومٌ يُعزِّونَ النّزيلَ، وطالَما
بَخِلَ الحيَا، وأكُفُّهمْ لم تَبخَل
يَفنى الزمانُ، وفيه رونَقُ ذِكرِهم؛
يبلى القَميصُ، وفيهِ عَرفُ المَندَل
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
رقم القصيدة : 19699
-----------------------------------
ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
وراعَ النّفسَ كرُّهُمُ سِراعا
برَزتُ، وقد حسَرْتُ لها القِناعا،
أقولُ لها، وقد طارَتْ شَعاعا
مِنَ الأبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي
كما ابتَعتُ العَلاءَ بغَيرِ سَومَ،
وأحلَلتُ النّكالَ بكلّ قَومٍ
رِدي كأسَ الفَناءِ بغَيرِ لَومِ،
فإنّكِ لو سألتِ بَقاءَ يَومِ
على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي
فكم أرغمتُ أنفَ الضّدّ قَسراً،
وأفنَيتُ العِدَى قَتلاً وأسرَا
وأنتِ مُحيطَة ٌ بالدّهرِ خُبرا،
فصبراً في مجالِ المَوتِ صبرا
فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
إذا ما عِشتِ في ذُلٍّ وعَجزِ،
فهلْ للنّفسِ غيري من معزِّ
وليسَ الخوفُ من أجلٍ بحرزِ،
ولا ثَوبُ البَقاءِ بثَوبِ عِزِّ
فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ
ولا أعتاضُ عَن رُشدٍ بغَيِّ،
وثوبُ العزّ في نشرٍ وطيِّ
لقد حُتِمَ الثناءُ لكلّ شيءِ،
سَبيلُ المَوتِ غايَة ُ كلّ حيِّ
وداعيهِ لأهلِ الأرضِ داعي
فجاهِدْ في العُلى يا قلبِ تُكرَمْ،
ولا تَطلُبْ صَفارَ العَيشِ تُحرَمْ
فمَنْ يظفَرْ بطيبِ الذّكرِ يغنَمْ،
ومَن لا يَغتَبِطْ يَبرَمْ ويَسأمْ
وتُسلِمْهُ المَنُونُ إلى انقِطاعِ
أأرغبُ بعدَ قومي في نجاة ِ،
وأجزَعُ في الوَقائعِ مِن مَماتِ
وأرضَى بالحياة ِ بلا حُماة ِ،
وما للعُمرِ خيرٌ في حياة ِ
إذا ما كانَ من سقطِ المتاعِ
شعراء الجزيرة العربية >> عبدالله السفياني >> إبتسامات دامعة
إبتسامات دامعة
رقم القصيدة : 1970
-----------------------------------
خذي دفاتر شعري يا معذبتي
ومزقيها على أشلاء آهاتي
فقد تعوّد قلبي سلب فرحته
وقد تعوّدَتِ التهشيم مرآتي
كل الوجوهِ تساوت في صدى نظري
فليس من عجبٍ دمع ابتساماتي
أترحلين..؟؟!!فروحي من هنا رحلت
حتى المسافات تاهت في مسافاتي
ما عاد يزهر ورد الصدق في حلمي
ولا تبسّمَ نصري فوق راياتي
تحطمت لغة الآمالِ في شفتي
حتى الأسى دمعه باكٍ لمأساتي
أين السحاب توارى.؟؟ كيف فارقني.!!؟.
أخانني قبل أن أدنو لغاياتي
قالت وقد ذاب ثلج الصدق في فمها
هيا ابتسم.!!فسحاب وعودنا آتي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
رقم القصيدة : 19700
-----------------------------------
سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي،
فقد شاهدوا ما لم يرَوا منكمُ منّي
رأوْني أُراعي منكُمُ العَهدَ لي بكُم،
وأحسنَ ظَنّاً منكمُ بي بكُمْ ظَنّي
وقد كنتُ جمّ الخوفِ من جَور بُعدكم
فقد نِلتُ لمّا نالَني جَوركُم أمني
خطَبتُ بغالي النّفسِ والمالِ وُدَّكم،
فقد عزّ حتى باتَ في القلبِ والذّهنِ
ولمّا رأيتُ العِزّ قد عزّ عندَكم،
ولا صبرَ لي بينَ المنيّة ِ والمنّ
ثَنيتُ عِناني مَع ثَنائي علَيكُمُ،
فأصبَحتُ والثّاني العنانِ هُوَ المُثني
وليسَ أنيسي في الدُّجَى غيرُ صارِمٍ
رَقيقِ شِفارِ الحَدّ مُعتَدِلِ المَتنِ
وطِرْفٍ كأنّ المَوجَ لاعَبَ صَدرَهُ
فيُسرعُ طَوراً في المِراحِ ويَستأني
أميلُ بهِ بالسهلِ مرتفعاً بهِ،
فيُحزِنُهُ إلاّ التّوَقّلَ في الحَزْنِ
وما زالَ عِلمي يَقتفيني إلى العُلَى ،
فيَسبُقُ حتى جاهَدَ الأكلَ بالأذْنِ
وزرتُ ملوكاً كنتُ أسمعُ وصفهم،
فيُنهِضُني شَوقي ويُقعِدُني أمني
فلمّا تلاقينا، وقد برحَ الجفا،
رأتْ مُقلَتي أضعافَ ما سمعتْ أُذني
خطبتُ بوُدّي عندَهمْ لاهبَاتِهِمْ،
فأصبحتُ بالعزِّ الممنَّعِ في حِصنِ
إذا ما رأوني هكذا قيل: هكا ذا!
ولو شاهَدوني راغباً رَغبوا عَنّي
إذا ما أقمتُ الوزنَ في نظمِ وصفهم،
تَجودُ يَداهمْ بالنُّضارِ بِلا وَزنِ
تُعَيّرُني الأعداءُ بالبَينِ عَنهُمُ،
وما كان حكمُ الدّهرِ بالبينِ عن إذني
وتزعمُ أنّ الشِّعرَ أحنى فضائلي،
وتُنكِرُ أفعالي، وقد علِمَتْ أنّي
وقد شاهدتْ نثري ونظميَ في الوَغى ،
لهامِ العِدى والنّحرِ بالضّرْبِ والطّعنِ
وإن كان لَفظي يخرُقُ الحُجبَ وقعهُ
ويدخُلُ أُذنَ السامعينَ بلا إذنِ
ورُبّ جَسيمٍ منهُمُ، فإذا أتَى
بنُطقٍ حمدتُ الصّمتَ من منطق اللُّكن
ومستقبحٍ حتّى خبرتُ خِلالَهُ،
فأيقنَ قلبي أنّهُ يوسفُ الحُسنِ
فإن حَسدوا فَضلي وعابوا مَحاسِني،
وذلكَ للتقصيرِ عنَها وللضِّغْنِ
وتلكَ لعَمري كالنّجومِ زَواهرٌ،
تقرُّ بها الحُسادُ رغماً على غَبنِ
مَحاسِنُ لي من إرثِ آلِ مَحاسنٍ،
وهَلْ ثَمَرٌ إلاّ على قَدَرِ الغُصن
أظَلُّ وأُمسي راقدَ الجارِ ساهراً،
سواميَ في خوفٍ وجاريَ في أمْنِ
كأنّ كرَى عينيّ سيفُ ابنِ حمزة ٍ،
إذا استُلّ يَوماً لا يَعُودُ إلى الجَفن
فتًى لم تزَلْ أقلامُه وبنانُهُ،
غذا نابَ جدبٌ، نائباتٍ عن المُزنِ
ولوْ خَطّ صَرْفُ الدّهرِ طِرْساً لقصدِه
لخطّ على العُنوانِ من عبدِهِ القِنِّ
فتًى جلّ يوماً أن يُعَدّ بظالِمٍ
لغَيرِ العِدى والمالِ والخَيلِ والبُدن
ولاعُدّ يوماً في الأنام بغاصبٍ
أعادَ الأعادي في الحُروبِ تَجارِباً،
جبالاً غدتْ من عاصفِ الموتِ كالعِهنِ
فإنْ فلّتِ الأيّامُ في الحَربِ حدَّهُ،
فما زالَتِ الأيَامُ في أهلِها تجني
وإنْ أكسبتني بالخطوبِ تجارباً،
فقد وهبتْ أضعافَ ما أخذتْ منّي
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
رقم القصيدة : 19701
-----------------------------------
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه
تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها
من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً
رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ
أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ
عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ
وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً،
لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ
ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ
أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي
أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ
كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي
ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ،
فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي
فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى
ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي
ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ
بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض
نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً،
لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي
غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛
ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي
سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً
مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي
فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ
فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ
صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا،
ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي
غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ،
فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي
فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي،
وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي
وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي،
فَما أمنوا في عَرض عِرضِهمِ ركضي
تقولُ رجالي حينَ أصبحتُ ناجياً
سَليماً وصَحبي في إسارٍ وفي قبَض
حمِدتُ إلهي بعدَ عُروَة َ إذْ نَجا
خراشٌ، وبعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ
وأصبَحتُ في مُلكٍ مُفاضٍ ونِعمة ٍ
مَنِيعاً وطَرْفُ الدّهرِ عنّيَ في غَضّ
لدى ملكٍ فاقَ الملوكَ بفضلِهِ،
وطالهمُ طولَ السماءِ على الأرضِ
هوَ الملكُ المَنصورُ غازي بنُ أُرتُقٍ
أخو النّائلِ الفَيّاضِ والكَرمِ المحض
مليكٌ يَرَى كَسبَ النُّضارِ نَوافِلاً
بعَينٍ ترَى بَذْلَ الهِبات من الفَرض
حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ،
وأنجَدَني والدّهرُ يجهَدُ في رَفضي
فبُعداً لأمنٍ صَدّني عن جَنابِهِ،
ويا حبّذا خوفٌ إلى قصده يُفضي