جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
رقم القصيدة : 19993
-----------------------------------
أصمّ اللَّهُ أسمَعَنا المَلاَما،
وَقَصّرَ عمرَ أطوَلِنا مَطالا
وأعمى طرفَ أعذرنا لحاظاً،
وعجّل حَتفَ أسرَعنا مَلالا
وهَدّ جَنانَ أثبَتِنا جَناناً،
إذا عزتء أحبتنا ارتحالا
وأرغدِنا على التّفريقِ عيشاً،
وأحسننا لفقدِ الإلفِ حالا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
رقم القصيدة : 19994
-----------------------------------
يَقولون: طولُ البُعد يُسلي أخا الهَوَى ،
فقلتُ: أجل عن صِحّة ِ الجسمِ والقلبِ
ولو أنّ طولَ البُعدِ يُحدِثُ سَلوَة ً،
لما رَغبَ العُشّاقُ يوماً إلى القُربِ
ولكنّهم ظَنّوا التّجَلّدَ سَلوَة ً،
وما علموا ما في الفؤادِ من الكربِ
وقد يَصبرُ المَغلوبُ رَغماً على الأذَى ،
كما يَئِسَ الظّمآنُ من لذّة ِ الشُّرْبِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
رقم القصيدة : 19995
-----------------------------------
قد قيلَ طولُ البُعدِ يُسلي الفتى ،
فقلتُ: بل يفرطُ في وجدهِ
وليسَ ذا حَقٍّ، ولكنّهُ
تَوَقُّفُ الشيءِ على ضِدّهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
رقم القصيدة : 19996
-----------------------------------
بَدَتْ تَختالُ في ذَيلِ النّعِيمِ،
كما مَالَ القَضيبُ مَعَ النّسيمِ
وأشرَقَ صبحُ واضِحِها فوَلّى
هزيعُ الليلِ في جيشٍ هزيمِ
وكفُّ الصّبحِ قد سَلّتْ نِصالاً،
تخرقُ حلة َ الليلِ البهيمِ
وأججَ من شعاعِ الشمس ناراً،
أذابَ لهيبُها بَردَ النّجومِ
فتاة ٌ كالهِلالِ، فإنْ تَجَلّتْ
أرَتنا البَدرَ في حالٍ ذَميمِ
وكنتُ بها أحبَّ بَني هِلالٍ،
فمُذ تَمّتْ هَويتُ بَني تَمِيمِ
بخرصٍ مثلِ عاشقِها نحيلٍ،
وطَرفٍ مثلِ مَوعِدِها سَقيمِ
وقدٍّ لو يمرّ بهِ نسيمٌ،
لكادَ يؤودهُ مرُّ النسيمِ
أيا ذاتَ اللَّمَى رِفقاً بصَبٍّ،
يراعي ذمة َ العهدِ القديمِ
يُعَلَّلُ من وِصالِكِ بالأماني،
ويقنعُ من رياضكِ بالهشيمِ
نطرتُ إليكِ، فاستأسرتِ قلبي،
فأدرَكَني الشّقاءُ مِنَ النّعيمِ
فطَرْفي من خُدودكِ في جِنانٍ،
وقلبي من صدودكِ في جحيمِ
أرى سقيمَ الجفونِ برى فؤادي،
وعلمني مكابدة َ الهمومِ
لَعَلّ الحبّ يَرفُقُ بالرّعايا،
ويأخُذُ للبريءِ من السّقيمِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا جنة َ الحسنِ التي
يا جنة َ الحسنِ التي
رقم القصيدة : 19997
-----------------------------------
يا جنة َ الحسنِ التي
خفتْ لدينا بالمكاره
إنّي لوَجهِكِ عاشقٌ،
ولمنظرٍ الرقباءِ كارِه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
رقم القصيدة : 19998
-----------------------------------
يا من حكتْ شمسَ النهارِ بحسنِها،
وبعادِ منزلِها وبهجة ِ نورِها
هَلاّ عدَلتِ كعَدلِها، إذ صَيّرَتْ
للناسِ غيبتها بقدرِ حضورِها

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
رقم القصيدة : 19999
-----------------------------------
وما بعتكُم روحي بأيسرِ وصلكُم،
وبي من غِنًى عن قَبضِ ما ليَ من حَقّ
ولو أنّ لي صَبراً على مُرّ هَجرِكم،
صَبَرتُ وما أمسَيتُ من رِبقَة ِ الرّقّ

شعراء مصر والسودان >> أمل دنقل >> البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
رقم القصيدة : 20
-----------------------------------
أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
رقم القصيدة : 20000
-----------------------------------
لعَمرُك ما تجافَى الطّيفُ طَرفي
لفقدِ الغمضِ، إذ شطّ المزارُ
ولكنْ زارَني من غَيرِ وَعدٍ،
على عجلٍ، فلم يرَ ما يزارُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لي حبيبٌ يلذّ فيـ
لي حبيبٌ يلذّ فيـ
رقم القصيدة : 20001
-----------------------------------
لي حبيبٌ يلذّ فيـ
ـهِ عَذابي ويَعذُبُ
ليسَ لي فيهِ مطمعٌ،
لا ولا عَنهُ مَذهبُ
يتمنّى منيّتي
وهوَ للقَلبِ مَطلَبُ
إنّ قتلَ المحبّ فيـ
ـهِ حلالٌ وطيبُ
أنا فيهِ مُخاطِرٌ،
حينَ يأتي ويذهبُ
فعلَى الظهرِ حية ٌ،
وعلى الصدغِ عقربُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> زارني والصباحُ قد سفرا،
زارني والصباحُ قد سفرا،
رقم القصيدة : 20002
-----------------------------------
زارني والصباحُ قد سفرا،
وظليمُ الظلامِ قد نفرَا
وجيوشُ النجومِ جافلة ٌ،
ولواءُ الشعاعِ قد نشرَا
جاءَ يهدي وصالهُ سحراً،
شادِنٌ للقلوبِ قد سَحَرا
فتَيَقّنتُ أنّهُ قَمَرٌ،
وكذا الليلُ يحملُ القمرَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
رقم القصيدة : 20003
-----------------------------------
لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى ،
فقد قضَى وجداً، وماتَ منّا
ولا أراهُ اللهُ ما يرومهُ
فينا، ولا بُلّغَ سُوءٌ عَنّا
أرادَ يرمي بيننا لبيننا،
فجاءَ في القولِ بما أردنا
أبلغَكُم أنّي جَحَدتُ حبّكم،
أصابَ في اللفظِ وأخطا المعنَى
ظنّ حبيبي راضياً بسعيهِ،
فشَنّ غاراتِ الأذَى وسَنّا
فمُذْ رأى حبِّي إليّ مُحسِناً
أساءَني فِعلاً وساءَ ظَنّا
يا مَن غَدا للنّيّرَينِ ثالِثاً،
وثانيَ الغُصنِ، إذا تَثَنّى
ومن سألنا منهُ مناً بالمنى ،
فمنّ بالوصلِ لنا ومنّا
أشمتني بالصدّ بعدَ شدة ٍ،
ومَن تَعَنّى في الهَوَى تَهَنّا
فعُد بوَصلٍ واغتَنِم طيبَ الثّنا،
فإنّ ذا يبقَى وذاكَ يفنَى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
رقم القصيدة : 20004
-----------------------------------
ألهَمَ اللَّهُ غُنجَ ألحاظِكَ العَد
لَ، وأغرَى عَينَيكَ بالإنصافِ
سَيّدي أنتَ مع رِضاكَ وسُخطي،
لا تُوافي ولا بودٍّ تُوافي
كيفَ حالي، إذا تكَدّرتَ منّي،
أنتَ صافي، وما يَرومُ انتصافي
قلتُ لمّا رأيتُ قدكَ والخـ
ـدّ ومطلّ الوعودِ والإخلافِ
ما لغصنِ الأراكِ إذ حملَ الور
دَ غَدا، وهوَ مُولَعٌ بالخِلافِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
رقم القصيدة : 20005
-----------------------------------
دُموعي فيكَ لا تَرقَا،
وداءُ القلبِ لا يرقَى
ومَحلُ الخَدّ مِن غَيْر
ـرِ مسيلِ الدمعِ لا يسقَى
دُموعٌ تُعطِشُ الخَد
ـ-ّ وأجفاني بها غرقى
ألا يا مالِكَ الرّق
بمَنْ مَلَّكَكَ الرّقّا
إذا لم تقضِ أن أسعـ
ـدَ لا تقضِ بأنْ أشقَى
تَصَدّقْ بالذي يَفنَى ،
وخذْ أجرَ الذي يبقَى
وذكرْ عطفكَ الميّا
لَ والرّدفَ بما ألقَى
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخشَى
ويتَجَنَّبُها الأشقَى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
رقم القصيدة : 20006
-----------------------------------
قيلَ إنّ العقيقَ قد يبطِلُ السحـ
ـرَ بتَختيمِهِ لسِرٍّ حَقيقي
فأرى مقلتيكَ تنفثُ سحراً،
وعلى فيكَ خاتمٌ من عقيقِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
رقم القصيدة : 20007
-----------------------------------
ليتَ شِعري بمَن تَشاغَلْتَ عَنّا،
يا خَليلاً أشقَى القُلوبَ وأعنَى
وإذا ما تَثَنّيتَ عن وَصلِ خِلٍّ،
عنكَ يثني، ولم يكن عنكَ يثنَى
فاتقِ اللهَ في عذابِ محبّ،
كلّما جنّ ليلهُ فيكَ جنّا
سيّدي قد علمتَ فيكَ اعتقادي،
فلِماذا أسأتَ بالعَبدِ ظَنّا
أنتَ أمللتنا، ولم نجنِ ذنباً،
لو علمنا ذنباً لديكَ لتبنَا
بالرّضَى كانَ منكَ صَدُّكَ والبُعـ
ـدُ، فكانَ الفراقُ بالرغمِ منّا
يا مُعيرَ الغَزَالِ جِيداً وطَرفاً،
ومغيرَ القضيبِ لمّا تثنّى
قد وجنا فيكَ الجمالَ، ولكنْ
فيكَ حُسنٌ ولم نجِد فيك حُسنَى
من تَرى مُسعدي على جَورِ بدرٍ
يتَجَلّى ، وتارَة ً يَتَجَنَّى
ما تَهَنّيتُ في الهَوَى ، إذْ تَعَنّيـ
ـتُ، وقد قيلَ من تعنّى تهنّى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
رقم القصيدة : 20008
-----------------------------------
لا تَنطِقَنّ عَنِ الهَوَى ،
يا مَن يُعَنَّفُ في الهَوَى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
رقم القصيدة : 20009
-----------------------------------
أهلاً وسهلاً يا رسولَ الرّضَى ،
شَنّفتَ سَمعي بلَذيذِ الكَلامْ
تُهدي سَلاماً من حَبيبٍ لَنَا،
علَيكَ منّا وعلَيهِ السّلامْ
فاشهَدْ بما شَهِدْتَ من حالَتي،
وصِفْ جُنوني، إذ يَجُنّ الظّلامْ
وإن تَغافَلتَ وأغفَلتَها،
عليكَ فيها لا عليّ الملامْ

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> أحزان ليلة ممطرة
أحزان ليلة ممطرة
رقم القصيدة : 2001
-----------------------------------
السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر ..
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر

 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
رقم القصيدة : 20010
-----------------------------------
ما كنتُ أعلمُ، والبلاغة ُ صنعَتي،
أنّ البديعَ بحسنِ وجهكَ يعلمُ
حتى تَبَدّتْ لي مَحاسنُ حُسنِهِ،
ببَدائِعٍ تُملي عليّ وأنظِمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
رقم القصيدة : 20011
-----------------------------------
الوجهُ منكَ عنِ الصوابِ يضلُّني،
وإذا ضللتُ، فإنهُ يهديني
وتميتني الألحاظُ منكَ بنظرة ٍ،
وإذا أردتَ، بنظرة ٍ تحييني
وكذاكَ من مَرَضِ الجُفونِ بَلِيّتي،
وإذا مَرِضتُ، فإنّها تَشفيني
فلذاكَ أشري الوصلَ منكَ بمهجتي،
وأبيعُ دُنيائي بذاكَ وديني

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
رقم القصيدة : 20012
-----------------------------------
شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي،
إذا جَنّ الظّلامُ، فقال: إنّا
فقلتُ لهُ: أظنُّكَ غَيرَ راضٍ
بما كابدتُ فيكَ، فقال: إنّا
فقلتُ: أتَرتَضِي إن ناءَ قلبي
بأثقالِ الغرامِ، فقال: إن نَا
فقلتُ: فإنّكُم لَوُلاة ُ أمرٍ
على أهلِ الغَرامِ، فقال: إنّا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
رقم القصيدة : 20013
-----------------------------------
ما يقولُ الفقيهُ في عبدِ رقِّ
لحبيبٍ لم يرضَ منهُ بعتقِ
زارهُ في الصيامِ يوماً، وأولا
هُ جَميلاً من بَعدِ بُعدٍ وسُحقِ
هل علَيهِ في لَثْمِ فيهِ جُناحٌ،
إن غدا مضمراً محبة ً صدقِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
رقم القصيدة : 20014
-----------------------------------
قلبي لكم بشروعِه وشروطِه،
وشَرُوبُهُ مِلكٌ لكم وحُقوقُهُ
حُرٌّ تُحيطُ بِهِ حُدودٌ أربَعٌ
فيها تَعَيّنَ رَحبُهُ ومَضِيقُهُ
الودُّ أولُها وثانيها الوفا،
والثالثُ العهدُ السليمُ وثيقهُ
والرابعُ المسلوكُ صدقُ محبتي
لكمُ، وفيه بابهُ وطريقهُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
رقم القصيدة : 20015
-----------------------------------
أقَرّ بمُهجَتي لكُمُ لساني،
وذاكَ بصِحّة ٍ وجَوازِ أمْرِ
وأوجَبَ ذاكَ إيجاباً صَحيحاً،
مُطيعاً، راضِياً من غَيرِ قَسرِ
فقَد ملّكتُكُم مُلكاً جَليلاً،
بنيتُ بهِ المناقبَ طولَ عمري
فلِمْ أسكَنتُمُ الأحزانَ فِيهِ،
لتَخرِبَه، ويَعفو رسمُ ذكرِي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجهٌ من البدرِ أحلَى ،
وجهٌ من البدرِ أحلَى ،
رقم القصيدة : 20016
-----------------------------------
وجهٌ من البدرِ أحلَى ،
ومنهُ بالمدحِ أحرَى
طرفي بهِ يتجلّى ،
وناظرٍ يتحرّى
بمَنظَرٍ يَتَحَلّى ،
وناظرٍ يتجرّى
خَدٌّ يُقِرّ بقَتلي،
وردفُهُ يتبرّى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
رقم القصيدة : 20017
-----------------------------------
لا تَعْجَبَنّ، إذا أتَوا بنَميمَة ٍ،
فينا، وإن عذلوا عليكَ ولاموا
من كان نسبة ُ حسنِ يوسفَ حسنَه،
فلذاكَ يكثر حولهُ النمامُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للتركِ ما ليَ تركُ،
للتركِ ما ليَ تركُ،
رقم القصيدة : 20018
-----------------------------------
للتركِ ما ليَ تركُ،
ما دِينُ حُبّيَ شِرْكُ
أخلَصتُ دينَ هَواهم،
فحبهمّ ليَ نسكُ
خاطرتُ بالنفسِ فيهم،
ومَسلَكُ العِشقِ ضَنكُ
قنعتُ بالودّ منهم،
إنّ القَناعَة َ مُلكُ
وبي أغرُّ غريرٌ،
ملامتي فيه إفكُ
بحاجبيهِ وعينيـ
ـهِ للمحبينَ هتكُ
حَواجبٌ وعيونٌ
لها بقلبيَ فتكُ
كالقوسِ يصمي، وهذي
تشكي المحبَّ ويشكُو

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عاقبتُ من أهواهُ في
عاقبتُ من أهواهُ في
رقم القصيدة : 20019
-----------------------------------
عاقبتُ من أهواهُ في
هَجري وأكثرتُ المَلامَه
فأجابني: أقللتَ حبّـ
ـكَ لي، فأبدَيتَ الجَهامَه
فأجَبتُ: إنّ كَرامَتي
فرضٌ عليكَ إلى القِيامَه
فأجابني: مَن ما لَهُ
حبُّ فليسَ له كرامَه

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> في هذا الزمن المجنون
في هذا الزمن المجنون
رقم القصيدة : 2002
-----------------------------------
لا أفتح بابي للغرباء
لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب
لكن السجن بلا قضبان
والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران
والحلم مليك مطرود
لا جاه لديه ولا سلطان
سجنوه زماناً في قفص
سرقوا الأوسمة مع التيجان
وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهر
وغاصوا في دم الأغصان
صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان
قطعوا أوردة العدل
ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان
في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أوتصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان !

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
رقم القصيدة : 20020
-----------------------------------
كَانَ بَدرُ السّماءِ يَكتَسبُ النّو
رَ من الشّمسِ كي يَحوزَ البَهاءَ
فهوَ اليَومَ يَستَعيرُ ضِيا وجـ
ـهِكَ، إذْ فقتهُ سناً وسناءَ
وإذا ما رآكَ صدّ عنِ الشمـ
ـسِ، ووافاكَ يستمدّ الضياءَ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
رقم القصيدة : 20021
-----------------------------------
أموتُ، وأنتَ تعلمُ ما لقيتُ،
أياً مَن بالنّعيمِ به شَقيتُ
ولولا أنّ في قَلبي أماني
أُعلّلُهُ بهنّ لمَا بَقيتُ
وأعجبُ أنّ بي قرَماً شديداً
إليكَ، وأنتَ للأرواحِ قُوتُ
جعلتُ من الرجاءِ إليكَ زادي،
فجِئتُ، وذاكَ زادٌ لا يُقيتُ
أُضامُ، ولا أرى للقولِ وَجهاً،
وليسَ يَليقُ بي إلاَّ الصُّموتُ
إذا عدمَ القبولَ إليكَ شاكٍ،
فأبلَغُ من تُكَلّمُهُ السّكوتُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
رقم القصيدة : 20022
-----------------------------------
ما زالَ كحلُ النومِ في ناظري،
مِن قَبلِ إعراضِكَ والبَينِ
حتى سَرَقتَ الغُمضَ من مُقلَتي،
يا سارقَ الكُحلِ من العينِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
رقم القصيدة : 20023
-----------------------------------
أنتَ سُؤلي، وإن بَخِلتَ بسُؤلي،
ورجائي، وإن قطعتَ رجائي
وحياتي، وإن تعمدتَ قتلي،
ونَعيمي، وإن قَصَدتَ شَقائي
مُنيتي، بُغيتي، حَبيبي، نَصيبي،
مالكُ الرّقّ، سيّدي، مولائي
لَيتَ أنّي قضَيتُ نَحبي، وأن تُصـ
ـبحَ بَعدي مُمتَّعاً بالبَقاءِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
رقم القصيدة : 20024
-----------------------------------
كيفَ صَبري، وأنتَ للعَينِ قُرّه،
وهيَ ما إن تَراكَ في العامِ مَرّه
وبماذا يسرّ قلبي، إذا غبْـ
ـتَ، إذا كنتَ للقُلوبِ مَسَرّه
قَسَماً بالذي أفاضَ على طَلـ
ـعتِكَ النّورَ، فهيَ للشّمسِ ضَرّه
إنّ يوماً أرى جَمالَكَ فِيهِ،
هوعندي في جبهة ِ الدهرِ غرّه
أيّها المعرضُ الذي هانَ عندي
تعبي فيه، واحتمالُ المضرّه
راقِبِ اللَّهَ في حُشاشَة ِ نَفسي،
إنهُ لا يضيعُ مثقالُ ذرّة

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن غِبتَ عن عِياني،
إن غِبتَ عن عِياني،
رقم القصيدة : 20025
-----------------------------------
إن غِبتَ عن عِياني،
يا غايَة َ الأماني
فالفِكرُ في ضَميري،
والذّكرُ في لِساني
ما حالَ عَنكَ عَهدي،
ولا انثنى عِناني
وجدي عليكَ باقٍ،
والصّبرُ عَنكَ فاني

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
رقم القصيدة : 20026
-----------------------------------
ورقيقِ الخَدِّينِ مُذْ قابَلَ الكأ
سَ بوَجهٍ كرِقّة ِ الدّيباجِ
جَرَحَتْ خَدّه أشعّة ُ نُورِ الـ
ـرّاحِ شَفّتْ وراءَ جِرمِ الزّجاجِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
رقم القصيدة : 20027
-----------------------------------
أوهمتُها صمماً في مسمعي. فغدَتْ
تُكَرّرُ اللّفظَ أحياناً وتَبتَسِمُ
قبلتُ ما رمتُ من رجعِ الكلامِ فلا
عَدِمتُ لَفظاً بِه يُستَعذَبُ الصّمَمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
رقم القصيدة : 20028
-----------------------------------
أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي
لظنّكَ أنّ مَقصودي أذاكَا
وأغراكَ الخلافُ بضدّ قولي،
فكانَ الفعلُ منكَ بضدّ ذاكَا
وشاروني العُداة ُ وبايَعُوني،
فأنجَحَ حُسنُ رأيي في عِداكَا
فصِرتُ، إذا خطبتَ جميلَ رأيي،
أُشيرُ بما أرى فيهِ هَواكَا
ولم أتبَعْ خُطاكَ لضُعفِ رأيي،
ولا أنّي أريدُ بهِ رداكا
ولكني أحاذرُ منكَ سخطاً،
فأتبعُ كلّ ما فيهِ رضاكَا
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
رقم القصيدة : 20029
-----------------------------------
ونصرانيّة ٍ بِتنا جِواراً
لها، فلَنا بساحَتِها جُنُوحُ
خَطَبنا عندَها راحاً، فجاءَتْ
براحٍ للنّفُوسِ بها تُريحُ
وأبدَتْ مَنظَراً حسَناً، فظَلنا،
وكلٌّ من تَلَهّفِهِ قَريحُ
فلمّا أن دنتْ نحوي بكأسٍ
يضاعفُ نورَها الوجهُ الصبيحُ
مسحتُ يدي خدّ أسيلٍ
فعادَتْ فيّ بَعدَ المَوتِ رُوحُ
فهَزّتْ عِطفَها مَرَحاً وقالتْ:
قضى نَحباً، فأحياهُ المَسيحُ

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> وأنت الحقيقة لو تعلمين
وأنت الحقيقة لو تعلمين
رقم القصيدة : 2003
-----------------------------------
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون
* * *
أحبك بيتا تواريت فيه
وقد ضقت يوما بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
* * *
لماذا رجعت زمانا توارى
وخلف فينا الأسى والعذاب
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عمري على كل باب
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا
قليل الأماني كثير العتاب
* * *
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
يطوف على الأرض بين السحاب؟
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى
ودنيا من النور تؤوي الحيارى
وأرضا تلاشى عليها المكان؟
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
ونهرا من الطهر ينساب فينا
يطهر فينا خطايا الزمان؟
فهل تقبلين قيود الزمان؟
وهل تقبلين كهوف المكان؟
أحبك عمرا نقي الضمير
إذا ضلل الزيف وجه الحياة
* * *
أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي مع السيف
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
رقم القصيدة : 20030
-----------------------------------
للهِ بالحدباءِ عيشي، فكم
وَرَدتُ من عَينٍ بها جارِيَه
وكم تقنصتُ بها جؤذراً،
ورُدتُ مِن عِينٍ بها جارِيَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
رقم القصيدة : 20031
-----------------------------------
وَدِّعُوني من قَبلِ تَوديعِ حِبّي،
أنا منهُ أحقّ بالتوديعِ
ذاكَ يُرجَى لهُ الرّجوعُ، ولا يُطـ
ـمعُ، إنْ متُّ بعدَه، برجوعي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
رقم القصيدة : 20032
-----------------------------------
عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،
وسرَى الحياءُ بخدّهِ فتوردا
رشأٌ تفردَ فيهِ قلبي بالهوَى ،
ضلمّا غَدا بجَمالِهِ مُتَفَرّدَا
قَمَرٌ هَدَى أهلَ الضّلالِ بوَجهِهِ،
وأضَلّ بالفَرعِ الأثيثِ من اهتَدَى
كحَلَ العيونَ بضوءِ نُورِ جَبينِهِ،
عندَ السفورِ، فلا عدمتُ الإثمدَا
مغرى ً بإخلافِ المواعدِ في الهوى ،
يا لَيتَهُ جَعَلَ القَطيعَة َ مَوعِدا
سَلَبَتْ مَحاسِنُهُ العُقُولَ بناظِرٍ
يُصدي القُلوبَ ومَنظرٍ يَجلو الصّدَا
يا صاحيَ الأعطافِ من سُكرِ الطِّلى ،
ما بالُ طَرفِكَ لا يَزالُ مُعَربِدَا
وحسامُ لحظكَ كامنٌ في غمدهِ،
ما بالهُ قدّ الضرائبَ مغمدَا
قاسوكَ بالغُصنِ الرّطيبِ جَهالَة ً،
تاللَّهِ قد ظَلَمَ المُشبِّهُ واعتَدَى
حسنُ الغُصون إذا اكتستْ أوراقُها،
ونَراكَ أحسَنَ ما تكونُ مُجَرَّدَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
رقم القصيدة : 20033
-----------------------------------
ملكتَ رقي، وأنتَ فيهِ.
يا حَسناً جَلّ عَن شَبيهِ
يا من حكَى يوسفاً، ولكن
قد زِينَ في عَينِ مُشتَرِيهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
رقم القصيدة : 20034
-----------------------------------
طافَ بالكأسِ على عُشّاقِهِ،
رشأٌ كالبدرِ في إشراقِهِ
فكأنّ الرّاحَ من وجنتهِ،
وكأنّ الماءَ من أخلاقِهِ
لَيّنُ العِطفِ، ولكنْ لم يَزَلْ
قاسيَ القَلبِ على مُشتاقِهِ
لم يكُن أوهَى قُوًى من خصرِهِ
غَيرُ صَبري عَنهُ، أو ميثاقِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
رقم القصيدة : 20035
-----------------------------------
أقسمَ الحبُّ أن يبالغَ في الصّـ
ـدّ ليَبلو على الصّدود جَناني
بَرّ في حَلفِهِ، فيا لَيتَهُ كا
نَ ولو من دَمي خَضيبَ البَنانِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
رقم القصيدة : 20036
-----------------------------------
يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني،
فأخفي ما أكابدُ من هواكَا
مخافة َ أن أشاورَ فيكَ قلبي،
فيعلمَ أن طرفي قد رآكَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبي حازَ رقي،
وظبي حازَ رقي،
رقم القصيدة : 20037
-----------------------------------
وظبي حازَ رقي،
بصحّة ِ كَسرَة ِ الطّرفِ السّقيمِ
يناسبُ يوسفَ الصديقَ حسناً،
ووصفاً في قياسِ ذوي العلومِ
فذلكَ قبلَ ذا ملكٌ كريمٌ،
وهذا قَبلُ مَملوكٌ كَريمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
رقم القصيدة : 20038
-----------------------------------
بُعِثتَ بآياتِ الجَمالِ، فآمَنَتْ
بحسنكَ أبصارٌ لنا وبصائرُ
وأبديتَ حسناً باللحاظِ ممنعاً،
فلا خاطِرٌ إلاَّ وفيكَ يُخاطِرُ
ولمّا بدَتْ زُهرُ الثّغورِ، وتاهتْ الـ
ـخواطرُ، وامتَدّتْ إليكَ النّواظرُ
ختَمتَ على دُرّ الثّنايا بخاتَمٍ
عقيقٍ وتحتَ الختمِ تُخبَى الجواهرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
رقم القصيدة : 20039
-----------------------------------
لاحبّ إلاّ للحبيبِ الأولِ،
فاصرفْ هواكَ عن الحبيبِ الأولِ
ودعِ العتيقَ، فللجديدِ حلاوة ٌ
تُنسيكَ ماضي العَيشِ بالمُستَقبَلِ
أعلى المَراتِبِ في الحِسابِ أخيرُها،
فقسِ الملاحَ على حسابِ الجملِ
أتشكُّ في أنّ النبيّ محمداً
خَيرُ البريّة ِ، وهوَ آخرُ مُرسَلِ

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> تحت أقدام الزمان
تحت أقدام الزمان
رقم القصيدة : 2004
-----------------------------------
واستراحَ الشوقُ مني ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمني
واستكانَ الحب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّي
آه يا دنياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّي
تاه منّي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّي
خانني .. الوتر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغني
***
آه يا لحناً قضيتُ العمرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحنُ منّي
واستكانْ
واستراح الشوقُ
واختنقَ الحنانْ
***
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهوانْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
رقم القصيدة : 20040
-----------------------------------
إلى محياكَ ضوءُ البدرِ يعتذرُ،
وفي مَحَبّتكَ العُشّاقُ قد عُذِرُوا
وجنة ُ الحسنِ في خديكَ موثقة ،
ونارُ حبكَ لا تبقي ولا تذرُ
يا من يهزّ دلالاً غصنَ قامتِه،
الغُصنُ هذا، فأينَ الظّلّ والثّمَرُ
ما كنتُ أحسُب أنّ الوَصلَ مُمتَنِعٌ،
وأنّ وعدكَ برقٌ ما به مطرُ
خاطَرتُ فيكَ بغالي النّفسِ أبذُلُها،
إنّ الخَطيرَ عَلَيهِ يَسهُلُ الخَطَرُ
لمّا رأيتُ ظَلاَمَ الشَّعرِ منكَ بَدَا
خضتُ الظلامَ ولكنْ غرني القمرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
رقم القصيدة : 20041
-----------------------------------
نظروا الهلالَ فأعظموهُ وأكبروا،
حتى سَفَرتَ، فقيلَ هذا أكبرُ
ودَرَوا بأنّهمُ بذلكَ أخطأُوا،
فأتاكَ كلُّ تائباً يستغفرُ
يا جنة ً يصلَى المحبُّ بها لظى ً،
ويموتُ من ظمإٍ، وفيها الكوثرُ
صَيّرَتني في نارِ حبّكَ خالِداً،
قلبٌ يذوبُ، وأدمعٌ تتحدرُ
فكأنّ قلبي في الحَقيقَة ِ مِرجَلٌ،
نارُ الصبابة ِ حولَه تتسعرُ
فإذا تَصاعَدَ بالتّنَفّسِ حَولَها
تهدي إلى عيني الدموعَ، فتقطرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
رقم القصيدة : 20042
-----------------------------------
قد هتكَ الدمعُ منهُ ما سترا،
وإن تردْ خبرَ حالِه سترَى
صبُّ أسرّ الهوَى وكتمهُ،
فعندما فاضَ دمعهُ ظهرا
لا تَعجَبُوا إن جَرَتْ مَدامعُهُ،
بلِ اعدبوا للفراقِ كيفَ جرَى
شامَ بروقَ الشآمِ ناظرُهُ،
فأرسَلَتْ سُحْبُ دَمعِهِ مَطَرَا
لمّا تَرَاقَى من حَرّ لِوعَتِهِ
لَهيبُ نارٍ بقَلبِهِ استَعَرَا
تكاتفَ الدمعُ في محاجرِهِ،
فإنْ أذابَتهُ نارُهُ قَطَرَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
رقم القصيدة : 20043
-----------------------------------
بشرايَ قد تنبهَ لي الطالعُ السعيدْ
قد زارني الحبيبُ فذا اليومُ يومُ عيدُ
قد تمّ السرورُ وكملتْ مجـ
ـلسي من خمرنا العتيقِ ومن زهرِنا الجديد
نادَيتُ، إذْ رأيتُ حَبيبي بمَجـ
ـلسي عن جانبي القريبِ وقد جاء من بعيدُ
مَن شاهَدَ الكَواكبَ تَمشي على الـ
ـثّرى أو عاينَ الموالي تسعى إلى العبيدْ
من خَمرِهِ سُقيتُ ومن بَردِ رِيـ
ـقهِ خمرينِ ذي تزيلُ خبالي وذي تزيدْ
إنْ فاتَني التّمَتّعُ بالطّيفِ في الـ
ـكَرَى في يقظتي حظيتُ بأضعافِ ما أُريدْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
رقم القصيدة : 20044
-----------------------------------
من عاشقٍ ناءٍ، هواهُ دانِ،
ناطِقِ دَمعٍ صامتِ اللّسانِ
موثقِ قلبٍ مطلقِ الجثمانِ،
مُعَذَّبٍ بالصّدّ والهِجرانِ
طليقِ دمعٍ، قلبهُ في أسرِ
من غَيرِ ذَنبٍ كَسَبتْ يَداهُ،
غيرَ هَوًى نمّتْ بِهِ عَيناهُ
شوقاً إلى رؤية ِ من أشقاهُ،
كأنما عافاهُ من أبلاهُ
إذ كانَ أصلُ نَفعِهِ والضّرّ
يا ويحهُ من عاشقٍ ما يلقى ،
من أدمعٍ منهلة ٍ ما ترقا
ذابَ إلى أن كانّ يفني عشقاَ،
وعن دقيقِ الفكرِ عنهُ ذقّا
فكادَ يَخفَى عن دَقيقِ الفِكرِ
لم يبقَ منهُ غيرُ طرفٍ يبكي،
بأدمعٍ مثلِ نظام السلكِ
يُخمِدُ نِيرانَ الهَوى ويُذكي،
كأنّها قَطرَ السّماءِ تَحكي
هيهاتَ هل قِيسَ دَمٌ بقَطرِ
إلى غَزالٍ من بَني النّصارَى ،
فضلَ بالحسنِ على العذارى
كلُّ الورى منذُ نشا حيارَى ،
في رِبقَة ِ الحُبّ لهُ أسارَى
ينشدُ قولَ مدركٍ في عمرِو
يا عمرو ناشَدتُكَ بالمَسيحِ
ألا سمعتَ القولَ من نصيحِ
يُعربُ عن قَلبٍ لهُ جَريحِ،
ليسَ من الحبّ بمستريحِ
كَسيرِ قَلبٍ ما لَهُ من جَبرِ
يا عمرو بالحَقّ منَ اللاّهوتِ،
والروحِ روح القدسِ والناسوتِ
ذاكَ الذي خَصّ من النّعوتِ،
وأنشَرَ المَيتَ ببَطنِ القَبرِ
بحَقّ ناسوتٍ ببَطنِ مَريمِ،
حَلّ مَحلّ الرّوحِ منها في الفَمِ
ثمّ استحالَ في القنومِ الأقدمِ،
يُكَلّمُ النّاسَ ولمّا يُفطَمِ
بحَقّ مَن بَعدَ المَماتِ قُمّصَا
ثوباً على مقدارهِ ما قصصَا
وكانَ للَّهِ تَقِيّاً مخلِصَا،
ومبرئاً من أكمهٍ وأبرصَا
بما لَدَيهِ من خَفيّ السّرّ
بحَقّ مُحيي صورَة ِ الطّيورِ،
بالنّفخِ في المَوتَى وفي القبُورِ
ومَن إلَيهِ مَرجِعُ الأُمُورِ،
يعلمُ ما في البرّ والبحورِ
وما بِهِ صرفُ القَضاءِ يَجرِي
بحَقّ مَن في شامخِ الصّوامعِ
من ساجدٍ لربهِ وراكعِ
يبكي، إذا ما نامَ كلّ هاجعِ،
خَوفاً من اللَّهِ بدَمعٍ هامعِ
ويهجرُ اللذات طولَ العمرِ
بحَقّ قومٍ حَلَقوا الرّؤوسَا،
وعالجوا طولَ الحياة ِ بوسا
وقرعوا في البيعة ِ الناقوسا،
مشمعلينَ يعبدونَ عيسَى
قد أخلصوا في سرّهم والجهرِ
بحَقّ ماري مَريمٍ وبولُسِ،
بحَقّ شَمعون الصّفا وبطرُسِ
بحَقّ دانيلٍ وحَقّ يُونُسِ،
بحَقّ حَزقيلَ، وبَيتِ المَقدِسِ
وكلّ أوّابٍ رَحيبِ الصّدرِ
ونينَوى إذ قامَ يَدعو رَبّهُ
مطهراً من كلّ ذنبٍ قلبهُ
ومستقيلٍ، فأقيلَ ذنبهُ،
ونالَ من أبيهِ ما أحَبّهُ
إذ رامَ من مَولاهُ شدّ الأزرِ
بحَقّ ما في قُلّة ِ المَيروُنِ
من نافِعِ الأدواءِ للجنُونِ
بحَقّ ما يُؤثَرُ عن شَمعونِ
من بَرَكاتِ النّخلِ والزّيتونِ
خِصبِ البلادِ في السّنينَ الغُبرِ
بحَقّ أعيادِ الصّليبِ الزُّهرِ،
وعيدِ مارِيّا الرّفيعِ الذّكرِ
وعيدِ أشموني، وعيدِ الفِطرِ،
وبالشعانينِ الجليلِ القدرِ
مواسمٌ تمنعُ حملَ الإصرِ
وعيدِ اشَعيا وبالهَياكِلِ،
والدخنِ اللاتي لوضعِ الحاملِ
يشفى بها من كلّ خبلٍ،
ومن دَخيلِ السّمّ في المَفاصِلِ
لكونها من كلّ داءِ تبري
بحَقّ سَبعين من العِبادِ،
قاموا بدينِ اللهِ في البلادِ
وأرشدوا الناسَ إلى الرشادِ،
حتى اهتدى من لم يكن بالهادي
وحققَ الحقُّ بكشفِ السترِ
بحَقّ الاثني عشرَ منَ الأمَم،
ساروا إلى الرحمن يتلونَ الحكم
حتى إذا صُبحُ الهدى جَلا الظُّلَم،
صاروا إلى اللَّهِ ففازوا بالنِّعَم
ثمّ استداموها بفرطِ الشكرِ
بحَقّ ما في مُحكَمِ الإنجيلِ
من منزلِ التحريمِ والتحليلِ
وبالبتول والأبِ الهيولي،
بحَقّ جيلٍ قد مضَى وجيلِ
يُسنِدُ زيدٌ علمَهُ عن عمرِو
بحَقّ مار عَبدا التّقيّ الصّالحِ،
بحَقّ لوقا، بالحَكيمِ الرّاجحِ
والشّهَداءِ بالفَلا الصّحاصِحِ،
من كلُّ غادٍ منهمُ ورائحِ
بحَقّ مَعموديّة ِ الأرواحِ،
والمذبحِ المعمورِ في النواحي
ومن به من لابس الأمساحِ،
من راهبٍ باكٍ ومن نَوّاحِ
يذرفُ ليلاً دمعهُ ويذري
بحَقّ تَقريبِكَ في الآحادِ،
وشربكَ القهوة َ كالفرصاد
وما بعَينَيكَ من السّوادِ،
بطولِ تقطيعكَ للأكبادِ
وسلبكَ العشاقَ حسنَ الصبرِ
بحَقّ شَمعونَ، وما يَرويهِ
بالحمدِ للهِ وبالتنزيهِ
وكلّ ناموسٍ لهُ فَقيهِ،
مُؤتَمَنٍ في دينِهِ وجيهِ
مُتّبَعٍ في نَهيِهِ والأمرِ
شيخينِ كانا من شيوخِ العلمِ،
وبَعضِ أركانِ التّقَى والحِلمِ
لم ينطقا قطّ بغيرِ الفهمِ،
موتهما كانَ حياة َ الخصمِ
وعنهما أخبرض كلّ حبرِ
بحُرمَة ِ الأسقُفِّ، بالمطرانِ،
والجاثِليقِ العالِمِ الرّبّاني
والقِسّ، والشمّاسِ، والغُفرانِ،
والبَطرَكِ الأكبرِ، والرّهبانِ
والمقربانِ ذي الخصالِ الزهرِ
بحُرمَة ِ المَحبوسِ في أعلى الجَبَل،
بحَقّ لوقا حينَ صَلّى وابتَهَل
وبالمَسيحِ المُرتضَى وما فَعَل
وبالكنيساتِ القديماتِ الأُوَل
وبالذي يُتلَى بها من ذِكْرِ
بكلّ ناموسٍ لهُ مقدَّمِ
يعلمُ الناسَ ولمّا يعلمِ
بحُرمَة ِ الصّومِ الكَبيرِ الأعظَمِ،
وما حَوَى الميلادُ لابنِ مريمِ
من شرَفٍ سامٍ عظيمِ الفَخرِ
بحَقّ يومِ الذّبحِ في الإشراقِ،
وليلة ِ الميلادِ والسلاقِ
بالذّهَبِ الإبريزِ لا الأوراقِ،
بالفصحِ يا مهذبَ الأخلاقِ
وكلِّ ميقاتٍ جَليلِ القَدرِ
ألاّ سعيتَ في رضَى أديبِ،
باعَدَهُ الحبُّ عن الحَبيبِ
فذابهُ شوقاً إلى المذيبِ،
أعلى مُناهُ أيسَرُ القَريبِ
من بَسطِ أخلاقٍ وحُسنِ بِشرِ
وانظُرْ أميري في صَلاحِ أمري،
مُحتَسِباً فيّ عَظيمَ الأجرِ
مكتَسِباً منّي جَميلَ الشّكرِ،
في نظمِ ألفاظٍ ونظمِ شعرِ
ففيكَ نظمي أبداً ونثري
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
رقم القصيدة : 20045
-----------------------------------
شكَوتُ إليكِ الجَوى ،
فلَم تَسمَحي بالذّوَى
فمذ طالَ عمرُ النّوى ،
جعَلتُ إليكِ الهَوَى
شَفيعاً، فلَم تُشفعي
صرمتِ حبالَ الوفا،
وكَدّرْتِني بالجَفَا
فحاوَلتُ منكِ الصّفا،
وناديتُ مستعطفَا
رضاكِ، فلم تسمعي
تُراكِ إذا ما اشتَفَى
عداكِ، وزالَ الحفا
وأمرَضتِني بالجَفَا،
أتارِكَتي مُدنَفَا
أخا جسدٍ موجعِ
ترى هل لعيشي رجوعُ
بمُؤنِسَتي في الرّبُوع
وفاجعتي بالهجوعْ،
ومُغرِقَتي بالدّمُوعْ
وقد أحرَقتْ أضلُعي
لقد كنتُ طوعَ الهوى ،
ونحنُ بحالٍ سوَا
فكيفَ أكفّ النّوى ،
وفؤادي قدِ انكَوَى
بالنّظَرِ المُطمِعِ
أطَعتُ فَعاصَيتِني،
وبالصبرِ أوصيتني
فمُذ قلتُ خصّيتِني،
جَفَوتِ وأقصَيتِني
فهلاّ، وقلبي مَعي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
رقم القصيدة : 20046
-----------------------------------
وحق من لا سواهم عنديَ القسمُ،
ومن بغيرِ هواهم ليسَ لي قسمُ
ومن أموهُ بالذكرى لغيرهمُ
مُعَرِّضاً بسِواهم، والمرادُ هُمُ
أهوى جودَ الهوى لا بل أدينُ بهِ،
وإن أقَرّ بهِ التّبريحُ والسّقَمُ
ما كلّ مَن صانَ إجلالاً لمالِكِهِ،
غرامهُ، في صفاءِ الودّ متهمُ
استودعُ اللهَ قوماً ما أفارقهمْ،
إلا وتدنيهمُ الأفكارُ والحلمُ
ومَن لكَثرَة ِ تَمثيلي لشَخصِهِمُ،
أظنُّ في كلّ يومٍ أنهمْ قدموا
أظنهم ما دروا ما بين وقد رحلوا،
تاللهِ لو علموا حالي بهمْ رحموا
سادوا وقد تَرَكوا جسمي بلا رَمَقٍ
عندي، ليَندُبَهم، والقلب عندهمُ
صادوا فؤادي وحِلُّ الصّيدِ مُمتَنعٌ،
لهم وقد علموا أنّ الهوى حرمُ
يا غائبينَ، وما غابتْ محاسنهم،
ونازِحينَ، وأقصَى بَينِهم أُمَمُ
نمتُم ولم تَحلَموا بي في رُقادِكُمُ،
ومع سهادي بكم يقظانُ أحتلمُ
وحقِّ موثقِ عهدٍ كنتُ أعهدهُ،
وصحبَة ٍ خِلتُ جَهلاً أنّها رَحِمُ
ما لذّ لي العيشُ مذ غابتْ محاسنكم،
ولاحلتْ، بعدَ رؤياكم، ليَ النعمُ
قد كانَ لَيلي نَهاراً من ضِيائكُمُ،
فاليومَ ضوءُ نهاري بعدكمْ ظلمُ
عشقتكم لخلالٍ كنتُ أعرفهُا،
وإنّما تُعشَقُ الأخلاقُ والشّيَمُ
لا تنقضوا ذممي بعدَ الوفاءِ بها،
إنّ الكرامَ لديها تحفظُ الذممُ
لا ذَنبَ لي يوجبُ الهِجرانَ عندكمُ،
وهبهُ كانَ، فأينَ العفو والكرمُ
أعطى الزمانُ نفيساً من وصالكمُ،
فارتَدّهُ، وعَراهُ بَعدَهُ نَدَمُ
إلى منِ المشتكى إن عزّ قربكمُ،
ممّا جنى الدهرُ وهوَ الخصمُ والحكمُ
قد كنتُ أقهرُ صرفَ الحادثاتِ بكم،
فَاليَومَ أصبحَ صَرفُ الدّهرِ يَنتَقِمُ
كم قد بكَيتُ وقد سارَتْ ركائبُكُم،
فالدّمعُ يَسفَحُ، والأحشاءُ تَضطرِمُ
ما للمدامعِ لا تطفي لظَى كبدي،
ويُغرِقُ الرّكبَ منها سيلُها العَرِمُ
وَقَفتُ أُظهِرُ للعُذّالِ مَعذِرَة ً
عنكم وإن صحّ عندَ الناسِ ما زعموا
قالوا: غدا مغرماً طولَ الزمانِ بهم،
واللَّهُ يَعلَمُ أنّي مُغرَمٌ بِكُمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
رقم القصيدة : 20047
-----------------------------------
تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
وصَمتيَ عن رَدّ الجَوابِ جَوابُ
وما كلّ ذَنبٍ يَحسُنُ الصّفحُ عندَه،
ألا رُبّ ذَنبٍ ليسَ منهُ مَتابُ
أفي كلّ يومٍ لي إليكَ رسائلٌ،
وفي كلّ وقفة ٌ وعتابُ
أعللُ روحي بالورودِ على الظما،
وأُطمِعُها بالماءِ، وهوَ سَرابُ
أتَجعَلُ غَيرِي في هَواكَ مماثلي،
وما كلّ أعلاقِ الخيولِ سكابُ
إذا كَدّرَتْ وِردي الأسودُ أبَيتُهُ،
فكَيفَ إذا ما كدّرَتهُ كِلابُ
وما فيهِ من عيبٍ عليّ، وإنّما
عليكَ بهذا لا عليّ يعابُ
أبَى اللَّهُ أن ألقَى قبيحَكَ بالرّضَى ،
فصبري على ذاكَ المصابِ مصابُ
إذا اختَلّ ودّ الخِلّ من غَيرِ مُوجبٍ،
فلي نحوَ أهلِ الودّ منه ذهابُ
وكان غرامي فيكَ، إذ كنتَ وامقاً
بصَوني، كما صانَ الحُسامَ قِرابُ
وقدرُكَ ما بَينَ الأنامِ مُمَنَّعاً،
لكَ العِزُّ ثَوبٌ، والحَياءُ نِقابُ
وما بيننا سترٌ يراعى سوى التقَى ،
ولا دونَنا إلاَّ العَفافُ حِجابُ
فكيفَ وقد أصحبتَ في الحيّ مهملاً
لكلّ مُريدٍ نحوَ وَصلِكَ بابُ
فلا تدعني للقربِ منكَ جهالة ً،
فَمَا كلّ داعٍ في الأنامِ يُجابُ
وليسَ فراقٌ ما استَطعتُ، فإن يكنْ
فراقً على حالٍ، فليسَ إيابُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
رقم القصيدة : 20048
-----------------------------------
طافَ، وفي راحتِهِ كأسُ راحْ،
مُوَقَّرُ الرّدفِ سَفيهُ الوِشاحْ
يُجيلُ في عُشاقِهِ أعيُناً،
نحنُ بها المرضَى وهنّ الصحاحْ
مُقَرْطَقٌ مُمَنطَقٌ، إذا نَطَقَ
ظَنَنتُ عنهُ المِسكَ والنّدّ فاح
يُسكِرُنا من نُطقِ ألحاظِهِ،
وألسنُ الأعينِ خرسٌ فصاحْ
كأنّه، والكأسُ في كفّهِ،
بدرُ الدجى يحملُ شمسَ الصباحْ
قد أشرَقَ، وأبرَقَ، وأحرَقَ
قلبي بنارِ الوجدِ والالتياحْ
تمّتْ مَعاني الحُسنِ في وَجهِهِ،
حتى غَدا يُدعَى أميرَ المِلاح
أحوى لهُ خدٌّ سقاهُ الحيا
فأورث الأحداق منهُ اتقاحْ
فحلق، تألق فطلّق
نومي، وراجَعتُ البكا والنّواح
مُهَفهَفٌ تَحسبُهُ أعزَلاً،
وهوَ من الألحاظِ شاكِ السلاح
مُتَرَّكُ اللّحظِ لَهُ قامَة ٌ،
ألطفُ هزاً من قدودِ الرماحْ
وأرشقَ وأمشقَ، فما أعشقَ
قلبي لهُ في جدهِ والمزاحْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
رقم القصيدة : 20049
-----------------------------------
وحقِّ الهوى ما حلتُ يوماً عن الهوَى ،
ولكنّ نجمي في المحبة قد هوى
وما كنتُ أرجو وصلَ من قتليَ نوَى ،
وأضنى فؤادي بالقَطيعَة ِ والنّوَى
لَيسَ في الهَوَى عَجَبُ،
إنْ أصابَني النّصَبُ
حامِلُ الهَوَى تَعِبُ،
يستفزهُ الطربُ
أخو الحبّ لا ينفكّ صباً متيمَا،
غَريقَ دُموعٍ قلبُهُ يَشتكي الظّمَا
لفَرطِ البُكا قد صارَ جِلداً وأعظُمَا،
فلا عَجَبٌ أن يَمزُج الدّمعَ بالدِّمَما
الغرامُ أنحَلَه،
إذا أصابَ مقتلَه
إنْ بكى يحقّ له،
ليسَ ما بهِ لعبُ
ألا قل لذاتِ الخالِ يا ربة َ الذَّكا،
ومن بيضاءٍ الوجهِ فاقتْ على ذُكَا
شكَوتُ غَرامي لو رَثَيتِ لمَن شَكَا،
وأطلَقتِ دمعي لو شفى الدّمعُ من بكَى
فانثَنَيتِ ساهيَة ً،
والقلوبُ واهية ً
تضحكينَ لاهية ً
والمحبُّ ينتحبُ
أسرتِ فؤادي حينَ أطلقتِ عبرتي،
وبدلتني من منيتي بمنيتي
ولمّا رأيتِ السّقمَ أنحَلَ مُهجَتي،
تَعَجّبتِ من سُقمي وانكَرتِ قتلتي
صرتِ إنْ بدا ألمي،
عندَما أرَقتِ دَمي
تَعجَبينَ من سَقَمي،
صحّتي هيَ العَجَبُ
تحجبتِ عن عيني، فأيقنتُ الشقا،
وآيسني فرطُ الحجابِ من البقا
فلمّا أمطتُ السترَ وارتحتُ باللقَا،
غضبتِ بلا ذنبٍ وعاودتي لقا
حينَ تُرفَعُ الحُجُبُ،
منكَ يَصدُرُ الغَضَبُ
كلّما انقضَى سببُ
منكِ عادَني سَبَبُ

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> بائع الأحلام
بائع الأحلام
رقم القصيدة : 2005
-----------------------------------
تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
................

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
رقم القصيدة : 20050
-----------------------------------
عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
واطولَ خَوفي عليكَ واحَذَرِي
يؤيسني من لقاكَ قولهم
بأنّهُ لا رجُوعَ للقَمَرِ
تمهل مضى جفاك،
تحملْ ذبتُ في هواك
يا من حكَى الظبيَ في تلفتهِ،
وفاقهُ بالدلالِ والخفرِ
أتلفتني بالصدودِ معتدياً
فذَلّ عِزّي وعزَّ مُصطَبَرِي
تَدَلّل مُهجَتي فِداك،
تسهلْ بعضَ ذا كفاك
ودّعتَني، والدّموعُ سائحة ٌ،
لو عرضتْ للمطيّ لم تسرِ
وخاطري بالفِراقِ مُنكَسِرٌ،
ولاعجُ الوَجدِ غَيرُ مُنكَسِرِ
مُبَلبَلٌ أرتَجي لِقاك،
أعللُ انني أراك
علَيكَ جِسمٌ كالماءِ رِقّتُهُ،
يضمّ قلباً قد قدّ من حجرِ
وطلعة ٌ كالهلالِ مشرقة ٌ،
تزهى على غصنِ قدّك النضرِ
إذا أقبَلَ يَخجَلُ الأراك
ويذبل عندما يراك
إن قيلَ قدْ رمتَ في الهوَى بدلاً
فانظُرْ، فلَيسَ العِيانُ كالخَبَرِ
فتشْ فؤادي، فأنتَ ساكنُه،
فلَيسَ فيهِ سِواكَ من بَشَرِ
تأمّل هَل بِهِ سِواك
ليُقفَل، مقتضَى رِضاك
كأنّ نارَ الجَحيمِ هجرُك لي،
لم تبقِ من مهجتي ولم تذرِ
إن كان أقصى مناكَ سفكَ دمي
فلَيسَ عندي لذاكَ من أثَرِ
أيحمل حتفاً من رجاك
ويقتل، وهوَ في جماك
يا قلبِ قد كانَ من بليتَ به،
فاصبرْ لحُكمِ القَضاءِ والقَدَرِ
فالصبرُ كالصبرِ في مرارته،
لكنّ فيهِ عَواقبَ الظّفَرِ
تحمّل في الهَوَى أذاك،
نذلل كي نرَى مناك
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
رقم القصيدة : 20051
-----------------------------------
عينُ حبي أعيذُها باللهِ،
ما أوقَعَني في عِشقِهِ إلاَّ هي
مذ قاطعني وصدّ عنّي لاهي،
أجرى عبرتي، وأذكى زفرتي
أمسَيتُ وطيبُ النّومِ
عن أجفاني فإني
لَمّا تَجافاني
أرعَى النّجوم
أهوى قمراً هويتُ عينيهِ وفاه،
ما أكثرَ حسنهُ، وإن قلّ وفاه
والعاذلُ يغري فيهِ إن لامَ وفاه،
أمسَى في ضرامٍ من نارِ الغرام
إنْ كانَ عَذولي الذي
أغراني رآني
في حَرّ نيرانِ،
لِمْ ذا يَلُوم
لمّا شَهَرَ الحبُّ من اللّحظِ نِصال،
أكثرتُ عِتابَه وقد صَدّ وصَال
كي أنعَمَ بالكَلامِ من غيرِ وِصال
ناجَى بالكلامِ من بعدِ السلام
لو لم يَكن الحَبيب
إذ ناجاني جَاني
بالوصلِ نجاني
من ذي الهموم
يا مَن بهَواهُ صِرتُ في الحبّ أسيرْ
حَيرانَ إلى مَسالك الذّلّ أسِيرْ
واللَّهِ أرى تَخلّصي منكَ عَسير
لو رُمتُ انتقال عن هذا الجَمال
ما كانَ إذا كنتُ
عنِ الإخوانِ واني
ورُمتُ سُلواني،
عذري يقوم
لو صِرتُ من السّقامِ في زِيّ سواك
لا أعشقُ دونَ سائرِ الخَلقِ سواك
لا كنتُ إن انثَنَيتُ عن دين هَواك
أدعَى في الأنامِ من أهلِ الذمام
بل كنتُ بها لعابدِ الأوْ
ثانِ ثاني
إن صدني ثانِ
عمّا أروم

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ
بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ
رقم القصيدة : 20052
-----------------------------------
بيّ ظبيُ حِمى وردُ خدذه صارمُ اللحظِ
قاسٍ غَرّني منهُ رِقّة ُ الخَدّ واللّفظِ
ذو فرعٍ بمحضِ أعتناقِ أردافِه محظي
ما لي لم أنل حظّه كما قد حكَى حظي
بديعُ المَعاني من الأقمار
أحسن
إلينا أسا لحظُه واللّفظ
أحسَن
قد حازَ المعاني لجمعِه، والضدّ بالضدِّ
من ماءٍ ونارٍ تَضُمّها صَفحة ُ الخَدِّ
والفَرقُ الذي شَقّ ليلَ فاحمِهِ الجَعدِ
أضحَى للوَرى يَقرِنُ الضّلالة َ بالرّشدِ
بفرعِ دجًى الليلُ فيه
قَد تَعَيّن
وفرقِ سنى ً الصبحُ فيه
قد تبين
هل يَدري الذي باتَ عن عَنا الحبّ في شكِّ
ماذا لاقتِ العربُ من ظُبَى أعينِ التركِ
قد قلّ احتمال وليس لي طاقة ُ التركِ
ألقَتني العيونُ المِراضُ في مَعرَكٍ ضَنكِ
سباني عزيزٌ منَ
الأتراكِ أعين
بقدٍ رشيقٍ منَ
الأغصانِ ألْين
قولاللذي ظلّ بالحيا كاسرَ الجفنِ،
ما بالي أرى سيفَ لحظه كاسرَ الجفنِ
ما شرطُ الوَفا أن يزيدَ حسنُك في حزني
إذ مُهجَتي زادَ خَلقَه واهبُ الحسنِ
فمِنْ حَبّة ِ القَلبِ
نَقطَ الخالِ كَوّن
كما من دمي صفحة َ
الخَدّينِ لَوّن
يا من لحاني لو كنتَ تهدي إلى الحقِّ
ما رُمتُ انتقالي عمّن غدا مالكاً رقّي
بَدرٌ ليسَ يَرضَى بغيرِ قلبيَ من أُفقِ،
يُرضيني عَذابي به ولم أرضَ بالعِشقِ
وسلطانُ حُسن
بقلبي قد تمكن
وأمسّى لهُ في صميـ
ـمِ القلبِ مسكن
لمّا أن أتى زائراً بلا موعدٍ حبّي،
أعديتُ الدّجَى رقّة ً بما رَقّ من عَتبي
أُبدي من رقيقِ العتابِ ما رقّ للقلبِ
حتى نَشَرَ الشّرقُ ما طَوَتهُ يدُ الغربِ
وأشكُو بلَفظٍ بِهِ
الألبابُ تُفتن
أوبكي بدمعٍ من الـ
ـأنواءِ أهتن
كم خود غدتْ وهي في غرامي به مثلي
تلحاني لعتبي له وتزري على عقلي
قالت: لا تُسائل ربّ الجَمالِ عن الفعلِ
لو انّ اللّيالي تجودُ لي منه بالوَصل
كان نتركُ عتابهُ،
ونَعمَلُ غيرَ ذا الفنّ
وذاكَ الذي بَينَنا
في الوَسَطِ يُدفَن

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
رقم القصيدة : 20053
-----------------------------------
صاحبَ السيفِ الصقيلِ المحلاّ،
جَرّدِ اللّحظَ، وألقِ السّلاحَا
لكَ يا ربّ العيونِ
القَواتِل
ما كفَى عن حملِ سيفٍ
وذابِل
أعينٌ تبدو لديها
المَقاتِل
ما سَرَى في جَفنِها الغنجُ إلاَّ
أوثقتْ منا القلوبَ جراحَا
وغزالٍ من بني الترّ
كِ ألمَى
خدّهُ باللّفظِ لا باللّحْـ
ـظِ يدمَى
فلّ جَيشَ اللّيلِ
لمّا ألمّا
أشرقتْ خداهُ، والراحُ تجلَى ،
فتَوَهّمتُ اغتِباقي اصطِباحَا
زارَني، والليلُ قد
مدّ ذيلا
فأرانا مالتْ بهِ
الراحُ ميلا
وتبدّى وجههُ وتجلّى
صَيّرَ اللّيلَ البَهيمَ صَبَاحَا
وعذولٍ باتَ لي
عنهُ زاجر
إذ رآني مِن أذَى
القولِ حاذِر
قلتُ: قُل، إنّي برو
حي مُخاطِر
قال: مَه لا تَعصِني! قلتُ: مَهلا،
لَستُ أخشَى مع هَواهُ افتضاحَا
ربّ ليلٍ باتَ
فيهِ مُواصل
وخضابُ الليلِ
بالصّبحِ ناصِل
فسَقاني الرّيقَ،
والكأسُ واصِل
قال: املإ الكأسَ بالرّاحِ أم لا
قلتُ: حسبي ريقُك العذبُ راحَا
قال لي في العتبِ
واللّيلُ هادي
ويَدي تَدّنيهِ نحوَ
وسادي
حُلتَ ما بَيني
وبينَ رقادي
جاعلاً يمناكَ للساقِ حجلاَ،
واليَدَ اليُسرَى لخَصري وِشاحَا
وفتاة ٍ واصلتهُ
ومالت
تَبتَغي تَقبيلَهُ
حينَ زالَتْ
فانثَنَى عَنها
نفاراً فقالت:
عن مَبيتِ لَيلَة ٍ ما تَسمَح بقبلَه،
لا عَدِمنا منكَ هَذي السّماحَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
رقم القصيدة : 20054
-----------------------------------
لا تحسَبْ زورة َ الكَرى أجفاني
من بَعدِك من شَواهِدِ السُّلوانِ
ما أرسلتِ الرقادَ إلاّ شراكاً،
تصطادُ بهِ شواردَ الغزلانِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
رقم القصيدة : 20055
-----------------------------------
في مثلكَ يسمعُ المحبُّ العذلا،
ما كلّ محبٍّ سَمعَ العذلَ سَلا
ما أسمعُهُ إلاَّ لأزدادَ هَوًى ،
إذ ذِكرُكَ كلّما أعادوهُ حَلا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
رقم القصيدة : 20056
-----------------------------------
الحِبّ سَخا، وطَرفُ أعدائي خَسا
من حيثُ سرى والنجمُ في الغربِ رسَا
للوصلِ سعى ، وطالما قلتُ عسَى ،
والرّيق سقَى من بعدِ ما كان قَسَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
رقم القصيدة : 20057
-----------------------------------
ما ملتُ عنِ العهدِ وحاشايَ أمين،
بل كنتُ على البُعدِ قويّاً وأمين
لا تَحسَبَنّي إذ قَسا الهَجرُ ألِين،
بل لو كشفَ الغطا لما أزددتُ يقين

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
رقم القصيدة : 20058
-----------------------------------
كم قد جَعَلَ الفؤادَ داراً وسكَن،
من رَبّ مَلاحَة ٍ، ولا مثلَ سَكَن
ملّكتُكَ رُوحي، وفؤادي، فلِذا
أختارُ بأن تكونَ إلفاً وسكن

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
رقم القصيدة : 20059
-----------------------------------
للحُسنِ حَلاَوَة ٌ، وبالعينِ تُذاق،
إن كنتَ تراها بعيونِ العشاق
والعشقُ لهُ مرارة ٌ يعرفُها
من خَلَدَ في جَحيمِ نارِ الأشواق

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> الحرف يقتلني
الحرف يقتلني
رقم القصيدة : 2006
-----------------------------------
أنا شاعر ..
مازلت أرسم من نزيف الجُرح
أغنية جديدة ..
ما زلت أبني في سجون القهر
أزماناً سعيدة
مازلت أكتبُ
رغم أن الحرف يقتلني
ويلقيني أمام الناس
أنغاماً شريدة ..
أو كلما لاحت أمام العين
أمنية عنيده ..
ينساب سهم طائش في الليل ..
يُسقِطُها .... شهيدة ...
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
رقم القصيدة : 20060
-----------------------------------
العيدُ أتَى ، ومن تعشقتُ بعيدْ،
ما أصنَعُ بَعدَ مُنيَة ِ القَلبِ بِعِيد
ما العَيشُ كَذا لكنّ من عاشَ رَغيدْ
من غازلَ غزلاناً، أو عاشرَ غيد

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
رقم القصيدة : 20061
-----------------------------------
ذا شعركَ كالأرقمِ إمّا لسبا،
والعِقدُ كالغُصنِ البانِ إن مال سَبَى
والرّدفُ، إذا عاتَبتُهُ خاطَبَني
بالآخرِ للأحقافِ إمّا لِسَبَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
رقم القصيدة : 20062
-----------------------------------
أهوَى قمراً كلّ الورى تهواه،
ما أرخصَ عشقهُ وما أغلاه
يَنأى مَلَلاً، وخاطري مأواهُ،
ما أبعدهُ منّي وما أدناهُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
رقم القصيدة : 20063
-----------------------------------
يا مَن لجمالِ يوسفٍ قد ورثَا،
العاذلُ قد رقّ لحالي ورثَى
والناسُ تقولُ، إذ ترى حسنك ذا:
سُبحانَكَ ما خَلقتَ هذا عَبَثَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
رقم القصيدة : 20064
-----------------------------------
يا مَن فَضَحَ الغصونَ في مَشيَتِهِ،
والبدرَ، فما أفاقَ من غشيتهِ
مَن شاهَدَ ظَبياً شارداً ذا مَرَحٍ،
قد أشفَقَتِ الأُسودُ من خَشيَتِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،
يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،
رقم القصيدة : 20065
-----------------------------------
يا من جعلَ الظباءَ للاسدِ تصيد،
والسادة َ في مواقفِ العشقِ عبيد
ألهمْ حدقَ الملاحِ في الحكمِ بنا
إنجازَ مَواعِدٍ وإخلافَ وَعيد

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
رقم القصيدة : 20066
-----------------------------------
يا سليماً من داءِ قلبي السليمِ
ومقيماً على الودادِ القديمِ
إن تنم خالياً، فبعدكَ قلبي
كلَّ يومٍ في مقعدٍ ومقيمِ
أو يكُن خاطري بذكرِكَ في الخلـ
ـدِ، فعينايَ في العذابِ الأليمِ
فمتى يُسعِدُ الزّمانُ بلُقيا
كَ مُحِبّاً منَ النّوى في جَحيمِ
ويقولُ الوصالُ يا نارُ برداً
وسلاماً كوني لإبراهيم
يا سميّ الذي فدَى اللهُ إكرا
ماً لهُ نجلَهُ بذبِحٍ عَظيمِ
لو تمكنتُ لافتديتُ تدانيـ
ـكَ بسَوداءِ مُهجَتي والصّميمِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
رقم القصيدة : 20067
-----------------------------------
يا سميّ الذي لهُ خبتِ النّا
رُ، وكانتْ لهُ سلاماً وبردَا
لِمْ عكَستَ القِياسَ في نارِ قلبي
فإذا ما ذُكِرتَ تَزدادُ وَقدَا
مُذ حكَيتَ الهِلالَ والظّبيَ والغُصـ
ـنَ جَبيناً، وغنجَ طَرفٍ، وقَدّا
شهدَ العالمونَ طرّاً لطرْفي
أنّهُ فيكَ أحسنُ النّاسِ نَقدَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
رقم القصيدة : 20068
-----------------------------------
يا سميّ الذي بهِ اتهمَ الذئـ
ـبُ، وأفضَى إليهِ ملكُ العزيزِ
لو تقدمتَ مع سميكَ لم يمـ
ـسِ فريداً في حسنهِ المنبوزِ
حُزتَ أضعافَ حُسنِهِ وَتَمَيّزْ
تَ عَلَيهِ بكلّ معنًى مَحوزِ
أنتَ حرّ الأديمِ، لم تشرَ في الرّ
قّ بنَزرِ اللّجَينِ والإبريزِ
تَتَمَنّى العشّاقُ لو كنتَ تُشرَى
بنفوسٍ نَفيسَة ٍ وكنوزِ
لا ومَن زانَ وَردَ خدّك بالخا
لِ، وزانَ العيونَ بالتلويزِ
ما تغيرتُ عن هواكَ ولا رُمـ
ـتُ سِوى ذلكَ الجَمالِ العَزيزِ
كلّما هزّكَ الصِّبا هزّني الشّو
قُ إلى ضَمّ قَدّكَ المَهزوزِ
غيرَ أنّي أبيتُ نصباً على الهـ
ـمّ بحالٍ يغني عن التمييزِ
أتوقّى الأعداءَ إن رمتُ ذكرا
كَ فأكني عن اسمكَ المرموزِ
فأُناجي بكلّ معنًى دَقيقٍ
وأُناجي بكلّ لَفظٍ وجيزِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
رقم القصيدة : 20069
-----------------------------------
أنصَفتُهُ جُهدي، ولي ما أنصَفا،
ولكم صفوتُ له، ولي ما إن صفَا
ووهبتهُ رقّي، فما إن رقّ لي،
ووفيتُ بالعهدِ القديمِ فما وفَى
قمراً أرادَ البدرُ يحكي وجههُ
حسناً، فأمسَى شاحباً متكلفَا
أنوي السلوّ له، فيثني عزمتي
وجهٌ لهُ قابلَ البدرَ اختفَى
هيهاتَ لا أنفكّ يجري ذكرهُ
بفَمي، وإن لامَ العذولُ وعَنّفَا
طوراً أصيرُه تلاوة َ منطقي،
شَغَفاً، وطَوراً في يَميني مُصحَفَا
أشبَهتُ يَعقوبَ الحَزينَ لأنّني
ما إنْ أزالُ ليوسُفٍ متأسّفَا
حتى اغتدى كلّ الأنامِ يَقولُ لي:
تاللَّهِ تَفتَأُ أَنتَ تَذكُرُ يوسُفَا

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> اليوم الأول بعد رحيل الشمس
اليوم الأول بعد رحيل الشمس
رقم القصيدة : 2007
-----------------------------------
مازال حبك أمنيات حائرات في دمي
أشتاق كالأطفال ألهو ثم أشعر بالدوار
وأظل أحلم بالذي قد كان يوماً
أحمل الذكرى على صدري
شعاعاً
كلما أختنق النهار
والدار يخنقها السكون
فئران حارتنا تعرب في البيوت
وسنابل الأحلام في يأس تموت
ونظرت للمرآة في صمت حزين
العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين
أصبحت بعد كالعجوز
يردد الكلمات
يمضغها وينساها ويأكلها
ويدرك أن شيئاً لا يقال
ما عدت أعبأ بالكلام
فالناس تعرف ما يقال
كل اللذي عندي
كلام لا يقال !!!

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
رقم القصيدة : 20070
-----------------------------------
يا سميّ الذي دانتْ لهُ الجـ
ـنّ، وجاءَت بعرشِها بلقيسُ
غيرَ بدعٍ إذا أطاعتْ لكَ الإنـ
ـسُ، وهامتْ إلى لقاك النفوسُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
رقم القصيدة : 20071
-----------------------------------
أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
حمتهُ صوارمُ الحدقِ المراضِ
فجاءَ بضِدّ ما قد جاءَ مُوسَى ،
كليمُ اللَّهِ في الحِقَبِ المَواضِي
فآيَة ُ ذا بَياضٌ في سَوادٍ،
وآية ُ ذا سوادٌ في بياضِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> من لي بأنكَ يا خليلُ
من لي بأنكَ يا خليلُ
رقم القصيدة : 20072
-----------------------------------
من لي بأنكَ يا خليلُ
تكونُ في الدّنيا خَليلي
وصلٌ قبيحٌ منكَ أحلى
لي من الصبرِ الجميلِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
رقم القصيدة : 20073
-----------------------------------
أمَرَ اللَّهُ أن يُطيعَكَ لُبّي
حينَ ولاكَ أمرَ جسمي وقلبي
لم أقُل ذاكَ عن ضَلالٍ، ولكن
أنتَ روحي والرّوحُ من أمر رَبّي
يا سميّ النبي في سورة ِ الصّـ
ـفّ ومَن باسمِهِ تُشَرَّفُ كُتبي
أنتَ حسبي من كلّ من وطىء َ الأر
ضَ، وحسبي بأنّ مثلكَ حسبي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
رقم القصيدة : 20074
-----------------------------------
أما والهوَى لو ذُقتَ طعمَ الهوَى العُذري
أقمتَ بمن أهواهُ يا عاذلي عذري
ولو شاهَدَتْ عَيناكَ وجهَ معذِّبي،
وقد زارني بعدَ القطيعة ِ والهجرِ
رأيتَ بقَلبي من تلَقّيهِ مَرحَباً،
وسَيفُ عليٍّ في لِحاظِ أبي بَكرِ
مليحٌ يرينا فرعهُ وجبينهُ
سُدولَ ظَلامٍ تحتَها هالَة ُ البَدرِ
وأسمرُ كالخطيّ زرقاً عيونهُ،
كَذاكَ رِماحُ الخَطّ زُرقاً على سُمرِ
مزجتُ بشكوى الحبّ رقة َ عتبه،
فكنتُ كأنّي أمزُجُ الماءَ بالخَمرِ
ولُذتُ بظلّ الاعترافِ وإن جَنَى ،
مخافة َ إعراضٍ، إذا جئتُ بالعذرِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
رقم القصيدة : 20075
-----------------------------------
كيفَ حَلّلتَ يا عليّ دَمي فيـ
ـكَ، وإنّي من شيعة ِ الأنصارِ
وتلا مرحباً فؤادي للقيا
كَ فنابتْ عَيناكَ عن ذي الفقارِ
لا أرى موجباً لذلكَ إلاّ
حيثُ أصبحتَ في الهَوَى ذا الخِمارِ
فتَيَقّنتُ، إذ هجَرتَ فِنا دا
ريّ، أنّي بها شَهيدُ الدّارِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
رقم القصيدة : 20076
-----------------------------------
ما دامَ قلبيَ مأسوراً باسرِ علي،
كيفَ البَقاءُ، فإنّ المَوتَ أسرَعُ لي
وكيفَ أسلَمُ من طَرفٍ لَواحظُهُ
كالسيفِ عريّ متناهُ من الخللِ
يا من حكى في احتراماتِ النفوسِ به
سميَّهُ عندَ وقعِ البِيضِ والأسَلِ
اكففْ لحاظك واعمد ذا الفقارِ، فما
عليكَ في قتلة ِ العشاقِ من عجلِ
لقد فللتَ جموعَ العاشقينَ بهِ،
في وَقعَة ِ الظّبيِ، لا في وَقعة ِ الجَملِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
رقم القصيدة : 20077
-----------------------------------
رأيتُهُ كالهِلالِ يَبدو
ووَجهُهُ مُشرِقٌ بِلالا
مخالفٌ، مخلفٌ لوعدي،
ما قالَ يوماً نَعم بِلالا
ما بَلّ يوماً غَليلَ قَلبي،
وإن دعاهُ الورى بلالا
دعَوتُهُ سَيّدي، ويَوماً
في الدّهرِ لم يَدعُني بِلالا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،
لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،
رقم القصيدة : 20078
-----------------------------------
لا حالَ في جَوهرِ جِسمِكَ العَرَضُ،
ولا سرَى في سوى ألحاظكَ المرضُ
حوشيتَ من سقمٍ في غيرِ خصرِكَ أو
في مَوعِدٍ لكَ في إخلافِهِ غَرَضُ
فتورُ نبضكَ من عينيكَ مسترقٌ،
وضعفُ جسمك من جفنيك مقترضُ
لو استطيعُ بقلبي عنكَ حملَ أذى ً،
جعلتهُ في لظَى حماك يرتمضُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
رقم القصيدة : 20079
-----------------------------------
ومُخَلَّقِ الخَدّينِ من صِبغِ الحَيا،
في قُرطُقٍ بدَمِ القَنيصِ مُخَلَّقِ
جُبِلَتْ على سَفكِ الدّما ألحاظُهُ،
ونبالُهُ، فكلاهما لم يشفقِ
حتى إذا شَهِدَ المَقامَ مُبارِزاً،
والطّيرُ بينَ مُحَوّمٍ ومُحَلّقِ
شَغَلَ الطّيورَ بحُسنِ مَنظَرِ وَجهِهِ،
فتوقفتْ، فأصابَها بالبندقِ

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أرفعوا أيديكم
أرفعوا أيديكم
رقم القصيدة : 2008
-----------------------------------
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
لا تطعموا النار حطب
كيف تحيون على ظهر سفينه
وتعادون محيطاًمن لهب .. ؟؟
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالاً ولا
نصرع ناساً آمنين
نحن لا ننهب بيتاً
أو جنى حقلٍ
ولا نطفي عيون
نحن لا نسرق آثاراً قديمه
نحن لا نعرف ما طعم الجريمه
نحن لا نحرق أسفاراً
ولا نكسر أقلاماً
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيُها الصّم اللذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
لا وحقّ الضوء ..
من هذا التراب الحُرِّ
لن نفقد ذرّه !!
إننا لن ننحني ..
للنار والفولاذ يوماً ..
قيد شعرَه !!

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما
وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما
رقم القصيدة : 20080
-----------------------------------
وما رَمِدَتْ عَيناكَ إلاَّ لفَرطِ ما
أصرّ على كسرِ القلوبِ انكسارُها
أراقَتْ دمَ العُشّاقِ في مَعرَكِ الهَوَى
فصارَ احمراراً في الجفونِ احورارُها

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
رقم القصيدة : 20081
-----------------------------------
وظبيٍ بقفرٍ فوقَ طرفٍ مفوقٍ
بقَوسٍ رَمَى في النّقعِ وحشاً بأسهُمِ
كشمسٍ بأفقٍ فوقَ برقٍ بكفهِ
هلالٌ رمَى في الليلِ جناً بأنجمِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
رقم القصيدة : 20082
-----------------------------------
وأهيفَ مُغرًى بالجَوارِحِ حَوّمَتْ
عَلَيهِ قلوبٌ ما لهنّ مَرائِرُ
فواعَجَبا من طَرفِهِ، وهوَ جارحٌ،
يخيلُ مكسوراً، لنا، وهوَ كاسرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
رقم القصيدة : 20083
-----------------------------------
يا قابضَ المالِ الذي لم تزَلْ
عَيني إلى بَهجَتِهِ تَطمَحُ
ومَن إذا جَرّحَني لحظُهُ
غداً بلحظِ خدهِ يجرحُ
تاللَّه لا أنفَكّ مُستَهتراً
فيك بأشعاري ولا أبرَحُ
يعذُبُ لي الإحماضُ في قابضٍ
حلوٍ إذا ما مرّ يستملحُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
رقم القصيدة : 20084
-----------------------------------
وجهٌ تَحُفّ بهِ فَرائدُ عَسجَدٍ
كالعِقدِ في بَندِ الكلاءِ منَظَّمِ
ما شاهدتْ عينايَ قبلَ جمالِه
بدراً عليهِ هالة ٌ من أنجمِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
رقم القصيدة : 20085
-----------------------------------
لحَى اللَّهُ الطّبيبَ لقَد تَعَدّى
وجاءَ لقلعِ ضرسكَ بالمحالِ
أعاقَ الظّبيَ عن كِلتا يَدَيهِ،
وسَلّطَ كَلبَتينِ على غَزالِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
رقم القصيدة : 20086
-----------------------------------
وظبيِ إنسٍ ذي معانٍ مكمَّله،
كأنّهُ دُنيا السّعيدِ المُقبِلَه
نظرتهُ نظرة َ حبٍّ أولهِ،
في صحنِ حمامٍ به مجملَه
بفاحِمٍ سَبطٍ، إذا رَجّلَه
قبلَ في حالِ القيامِ أرجلَه
كاللّيلِ ما أسحَمَهُ وأطوَلَه،
حتى إذا سرّحَهُ وأسبَلَه
وشَدّهُ كالكُرَة ِ المُدَعبَلَه،
ثمّ أجادَ ضفرهُ وعدّلَه
كانَ بُروجاً للهِلالِ مُدَلّه،
فَتارَة ً جَوزَا وطَوراً سنبُلَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
رقم القصيدة : 20087
-----------------------------------
تنبأ فيكَ قلبي فاسترابتْ
بهِ قومٌ وعمهمُ الضلالُ
وصَدّهمُ الهوى أن يؤمنوا بي،
وقالوا: إن مُعجِزَهُ مُحالٌ
فمُذْ سلّمتَ سلّمتِ البَرايا،
إليّ، وقيلَ: كلمهُ الغزالُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
رقم القصيدة : 20088
-----------------------------------
وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
ألّفَتْ بَينَهُ المُدامُ وبَيني
صالحتني الأيامُ بالقربِ منه،
بعدما كنتُ منهُ صفرَ اليدينِ
مِن بَني التّركِ لا أُطيقُ لَهُ
تركاً ولو حانَ في المحبة ِ حيني
بتُّ أُسقَى بثَغرِهِ ويَدَيهِ،
من لماهُ وراحهِ، قهوتينِ
مزجَ الكأسَ لي فمُذ عبثَ السكـ
ـر بِعِطفَي قَوامِهِ المترَفَينِ
قال لي مازحاً، وقد طغَتِ الرّا
حُ وجالَ التّضريجُ في الوَجنَتَينِ
قد مللنا، فهان نلعبُ بالشطرنـ
ـجِ، كَيما أُريح قَلبي وعَيني
قلتُ سمعاً وطاعة َ لكَ مولا
يَ، ولكن لعبنا في رهينِ
فأجلُّ الشطرنج منّي، ولي منـ
ـك أقلّ النّقوشِ في الكعبَتَينِ
فانثنى ضاحكاً، وقال لَعَمري
تَنثَني راجعاً بخُفّي حُنَينِ
فارتَضَينا بذا الرّهانِ وصَيّر
تُ إلَيهِ الخِيارَ في الحِليَتَينِ
قال لي السودُ للأسودِ وذي الـ
ـبِيضُ لمَن يَبتَغي بياضَ اللّجَينِ
فصففنا الجيشينِ تركاً وزنجاً،
واعتَبرنا تَقابُلَ العَسكَرَينِ
فابتَداني بدَفعِهِ بَيدَقَ الفِر
زانِ من حِرصِهِ على نَقلَتَينِ
وأدارَ الفرزانَ في بيتِ صدرِ الـ
ـشّاهِ نَقلاً يَظنّهُ غيرَ شَينِ
فعَقَدتُ الفِرزانَ مع بيدقِ الصّد
رِ وسُقتُ الفيلَينِ في الطّرَفَينِ
فتدانى بالرخّ بيتاً، وأجرَى
خَيلَهُ بَينَ مُلتَقَى الصّفّين
فرددتُ الفرزانَ ثمّ نقلتُ الفيـ
ـلَ في بيته على عقدتينِ
ثمّ شاغَلتُهُ، وأرسَلتُ فيلي
منجنيقاً يرمي على القطعتينِ
فأخذتُ الفِرزانَ حُكماً، ووَلّى
رُخُّهُ ناكصاً على العَقِبَينِ
ثمّ حصنتُ منهُ نفسي عن الشّا
هِ بعقدِ الفرزانِ بالبيدقينِ
ثمّ بَرطَلتُهُ ببَيدَقِ فِيلي،
ودفعتُ الثاني على الفرسينِ
فأخَذتُ اليُمنى ، وأجفلَتِ اليُسـ
ـرَى شَروداً تجولُ في الحَومَتَينِ
وتقدّمتُ من خيولي بمهرٍ
أدهمِ اللونِ مصمتِ الصفحتينِ
ثمّ سَلّطتُهُ على الشّاهِ والرُّ
خّ فعَجّلتُ أخذَهُ بَعدَ ذَينِ
ثمّ لقطتُ من بيادقهِ الشـ
رّدِ خَمساً، عاجَلتُهنّ بحَينِ
فانثَنى يَطلُبُ الفِرارَ وجَيـ
ـشي راجعاً نحوهُ من الجانبينِ
ثمّ ضايقتهُ، فلَم يبقَ للشّا
هِ على رُغمِهِ سِوى بَيتَينِ
فملكتُ الأطرافَ منهُ وسلطـ
ـتُ علَيهِ تَطابُقَ الرُّخّينِ
ثمّ صِحتُ اعتزِل فشاهُك قد ما
تَ، بلا مرية ٍ، وقد حلّ ديني
فكسا وجههُ الحياءُ وأمسى
نادِماً سادِماً يَعَضّ اليَدَينِ
وانثَنَى باكياً يُقَبّلُ كَفّـ
ـيّ ويهوي طوراً على القدمينِ
قائلاً: إن عَفوتَ قِيلَ كما قيـ
ـلَ وما شاعَ عنكَ في الخافقَينِ
إنّ في رتبة ِ الفتوة ِ أصلاً
لكَ يُعزَى إلى أبي الحَسَنَينِ
صاحبِ النصّ والأدلة ِ والإجما
عِ في المشرقينِ والمغربينِ
ومُجَلّي الكروبِ عن سيّدِ الرُّسـ
ـلِ ببدرٍ وخيبرٍ وحنينِ
قلتُ بشراكَ قد أقلتكَ إكرا
ماً لذكرِ المولى أبي السبطينِ
فعَلَيه السّلامُ ما جَنّ لَيلٌ،
وأنارَ الصّباحُ في المَشرِقَينِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
رقم القصيدة : 20089
-----------------------------------
شجى وشفَى ، لما شَدا وترنّما،
فأنعَسَ أيقاظاً وأيقَظَ نُوّمَا
وحبسَ من الأوتارِ مثنى ً ومثلثاً،
فحَفّتْ بنا الأفراحُ فَرداً وتَوأمَا
أغنُّ كأنّ العودَ ضمّ صدى ً له،
يحاكيهِ في ألفاظهِ إن تكلمَا
يحاكيهِ في الحالينِ صوتاً ولجهة ً،
فقد كادَ يلفَى ضاحكاً متبسما
إذا رَتّلَتْ ألفاظُهُ الشّعرَ مُعرَباً،
أعادَتْ لَنا أوتارُهُ اللّفظَ مُعجَمَا
له مَنطِقٌ يَستَنزِلُ العُصمَ عندَما
يحركُ في الأوتارِ كفاً ومعصما
يضمّ إلى نهديهِ عوداً تظنّهُ
نَسيماً مُجَزّاً، أو نَعيماً مُجسَّمَا
كأنّ حَشاهُ ضَمّ سّراً مكَتَّماً،
يُمَوّهُ عَنه، أو حديثاً مُجَمجَمَا
يطارحنا شرحَ الضروبِ مبرهناً،
فنأخذُ نقلَ اللهوِ عنهُ مسلمَا
وإن حركتهُ الكفُّ أبدى تململاً،
فحَرّكَ منّا يَذبُلاً ويَلَملمَا
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
رقم القصيدة : 20090
-----------------------------------
فتن الأنامَ بعودِه وبشدوهِ،
شادٍ تجمعتِ المحاسنُ فيه
حتى كأنّ لسانهُ بيمينه،
أو أنّ ما بيمينه في فيه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
رقم القصيدة : 20091
-----------------------------------
وأغنَّ أبدى من مواجبِ عوده
نغَماً أصَحّ بهِ القلوبَ وأمرَضَا
بيَدٍ، إذا سَخِطَتْ على أوتارِهِ،
نالَ الرفاقُ بسخطِها عينَ الرضَى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
رقم القصيدة : 20092
-----------------------------------
يا نافخَ الصورِ بل يا نافخَ الصورِ،
من رقدة ِ السكرِ لا من ظلمة ِ الحفرِ
قرنتَ حسنكَ بالإحسانِ فيهِ لنا،
فكانَ فيكَ مُرادُ السّمعِ والبَصَرِ
ضمنتَ للصحبِ إقبالَ السرورِ كما
ضَمّنتَ نايَكَ نأيَ الهمّ والكَدَرِ
صوتٌ بَسيطٌ بِهِ أرواحُنا انبَسطَتْ،
إذ جئتَ في اللفظِ والمعنى على قدَر
إذ ترنمَ ساوَى وزنَ نغمتهِ،
وإن عَلا جاءَ بالتّرخيمِ في الأثَرِ
يكادُ تخرسُ صوتَ العودِ صرختُه
حتى كأنّ لهُ وتراً على الوترِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
رقم القصيدة : 20093
-----------------------------------
جاءَ في قَدّهِ اعتدالٌ،
مُهَفهَفٌ ما لهُ عَدِيلُ
قد خففتْ عطفهُ شمالٌ،
وثقلتْ جفنهُ شمولُ
ثم انثنى راقصاً بقدِّ،
تُثنى إلى نحوِهِ العُقولُ
يجولُ ما بيننا بوجهِ
فيهِ مِياهُ الحَيا تَجولُ
ورنحَ الروضُ منهُ عطفاً،
حفّ بهِ اللّطفُ والدُّخُولُ
فعطفهُ داخلٌ خفيفٌ،
وردفهُ خارجٌ ثقيلُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
رقم القصيدة : 20094
-----------------------------------
رَقَصوا فقامَ الحربُ واشتَبكَ القَنا،
من كلّ قدٍّ كالقضيبِ إذا انثنَى
ونضوا من السودِ المراضِ صوارماً،
بيضاً، فلم نعلم علينا أم لنا
هزوا الغصونَ، وكلفوا أعطافهم
حملَ الجبالِ، فكان ظلماً بينا
من كلّ رِدفٍ كالكَثيبِ مُجاذِبٍ
قداً أغضَّ من القضيبِ وألينا
صدوا وردوا سافرينَ وجوههم
نَحوي فشاهَدتُ المَنيّة َ والمُنَى
ضَمِنُوا قِرى أسماعِنا وعيونِنا،
للعَينِ رقصُهُمُ وللسّمعِ الغِنَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
رقم القصيدة : 20095
-----------------------------------
رَقَصُوا، فشاهدتُ الجبالَ تَمورُ،
بروادفٍ ماجتْ بهنّ خصورُ
وثَنَوا قُدوداً رَخصَة ً، فكأنّما
هزوا غصوناً فوقهنّ بدورُ
من كلّ مَجدولِ القَوامِ، كأنّما
في الوجهِ منهُ روضة ٌ وغديرُ
طَوراً يُغيرُ على القلوبِ قَوامُهُ،
مرحاً، وطوراً للغصونِ يغيرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
رقم القصيدة : 20096
-----------------------------------
وساقٍ من بني الأتراكِ طفلٍ
أتيهُ بهِ على جَمعِ الرِّفاقِ
أُمَلّكُهُ قِيادي، وهوَ رقّي،
وأفديهِ بعَيني، وهوَ ساقي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
رقم القصيدة : 20097
-----------------------------------
مَن كنتَ أنتَ رَسولَه،
كانَ الجَوابُ قبولَه
هو طلعة ُ الشمسِ الذي
جاءَ الصّباحُ دَليلَه
لم يبدُ وجهكَ قبلهُ،
إلاّ ارتقبتُ وصولَه
فلذاكَ إذ واجهتني
بلّ الفؤادُ غليلَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
رقم القصيدة : 20098
-----------------------------------
شكرتُ إلهي إذا بلَى من أحبهُ
بعِشقِ مَليحٍ في الهوَى ليسَ يُنصِف
يجرعهُ أضعافَ ما بين من الأذى ،
ويُنحِلُهُ بالهَجرِ منهُ ويُتلِفُ
فأوردهُ ما أوردَ الناسَ في الهوَى ،
وأسلفهُ الوجدُ الذي كان يسلفُ
فأصبحَ مسلوباً وإن كانَ سالباً،
ففي الحزنِ يَعقوبٌ وفي الحسن يوسُفُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هَوِيتُهُ مُخالفا،
هَوِيتُهُ مُخالفا،
رقم القصيدة : 20099
-----------------------------------
هَوِيتُهُ مُخالفا،
إن سمته الوصلَ جفا
شيمَتُهُ الخُلفُ، فلو
سألتَهُ الغَدرَ وَفَى
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
رقم القصيدة : 20100
-----------------------------------
يا حَبيبَ الحَبيب دِنهُ كما
دانَ مُحبّيه من صُدودٍ وهَجرِ
ثمّ مرْ طرفكَ الصحيحَ بأنْ
يأخُذَ من طَرفِهِ السّقيمِ بوِترِ
جاءَ نصرُ الإله والفتحُ إلى أن
دُمتَ حَرباً له وقُمتَ بنَصرِي
أنتَ بَدرُ التّمامِ، فاجعلْ لنا بَيـ
ـنَكَ عهداً وبينهُ حربَ بدرِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
رقم القصيدة : 20101
-----------------------------------
يَقولُ، وقد لاثَ في خَدّهِ
مِداداً حكَى اللّيلَ فوقَ النّهارِ:
أتَعجَبُ ممّا جَنَتهُ يَدي،
فما كانَ ذاكَ بغيرِ اختياري
ولكن أرَدتُ يَرَى عاشِقي
تَضاعُفَ حُسني بنَبتِ العذارِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
رقم القصيدة : 20102
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لشادِنٍ شاهَدتُهُ
قارئاً في المصحفِ
فتنَ الأنامَ ببهجة ٍ وبلهجة ٍ
تسبي وتصبي كلذ صبِّ مدنفِ
فتلا مليّاً جُلّ سُورَة ِ يوسُفِ،
وجلا محياً مثل صورة ِ يوسفِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
رقم القصيدة : 20103
-----------------------------------
بصروا بفروك، فازدروك لحالة ٍ
أضحَى بها مَعروفُ حسنكَ مُنكَرَا
كلٌّ أدارَ الطّرفَ عَنكَ مُحاوِلاً
صيداً، وكلّ الصيدِ في جوفِ الفَرا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
رقم القصيدة : 20104
-----------------------------------
قالوا التَحَى من قد كلفتُ بحبّهِ،
وبدا السوادُ بخدّهِ الغرارِ
فأجَبتُهُم: ما تلكَ منهُ عَجيبَة ٌ،
إنّ الظلامَ مطية ُ الأنوارِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
رقم القصيدة : 20105
-----------------------------------
أفدي غَزالاً من آلِ لَيثٍ
تَمّتْ لهُ دولَة ُ الجَمالِ
تَفعَلُ ألحاظُهُ بقَلبي
ما يفعلُ الليثُ بالغزالِ
ذا حاجبٍ خطّ تحتَ صلتٍ
مُنَوِّرٍ بالجَمالِ، حالِ
كأنّ أيدي فتى هِلالٍ
عَرَقنَ نُوناً على هِلالِ
يا مشبهَ البدرِ حينَ يبدو،
في النورِ والبعدِ والكمالِ
أفديكَ يا مَن تَراهُ عَيني
في كلِّ يومٍ بسوءِ حالِ
وكلَّ يومٍ ببَطنِ سِجنٍ،
وكلَّ آنٍ ببابِ والي
كيفَ أتوا بالسياطِ ضرباً
من فَوقِ أردافِكَ الثّقالِ
فأثروا فوقها رسوماً،
كأنّها الطرقُ في الجبالِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
رقم القصيدة : 20106
-----------------------------------
لمّا اكتَسَى خدُّه، وقلتُ له:
كلُّ حياة ٍ عقبيها تلفُ
رأى أخاهُ بعَينِ مَعذِرَة ٍ،
وقال: ما ماتَ من لهُ خلفُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
رقم القصيدة : 20107
-----------------------------------
دَبّ العِذارُ، فقامَتِ الأعذارُ،
وبدا السوادُ، فزادتِ الأنوارُ
لا بدعَ إن زادَ الظلامُ ضياءهُ،
إذ في الحنادسِ تشرقُ الأقمارُ
لو لم تلحْ شعراتهُ في خدهِ،
لم تَحلُ لي في وَصفِهِ الأشعارُ
يبدو الظلامُ على ضياهُ كأنهُ
قَمَرٌ لهُ ذَيلُ السّحابِ خِمارُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
رقم القصيدة : 20108
-----------------------------------
أيّها المعرضُ المعرضُ بالشيـ
ـبِ، وألغى عن عارضيهِ اعتراضي
لو تغاضيتَ عن عتابي لأغضيـ
ـتُ عن العَتبِ ضُعفَ ذاكَ التّغاضِي
فلماذا امتَعَضتَ من نَبتِ خَدّيـ
ـكَ، وما أوجبَ المشيبُ امتعاضي
أنا راضٍ بأنْ أشيبَ، وأن يُصـ
ـبِحَ من هولِ نبتهِ غيرَ راضِ
إنْ هذا البياضَ بعدَ سوادٍ
دونَ ذاكَ السّوادِ بَعدَ بَياضِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
رقم القصيدة : 20109
-----------------------------------
ومستحلَى المراشفِ سكريّ،
أتَى بغرائبِ الحسنِ الظريفِ
تَنازَعَ خَصرُهُ والرِّدفُ، حتة
بدا حُكمُ القَويّ على الضّعيفِ
فقلتُ وقد رأيتُ كَثيفَ ردفٍ
يَموجُ لهَزّة ِ القَدّ اللّطيفِ
لذا غدَتِ الحَلاوَة ُ فيهِ طَبعاً،
لمعتَدِلٍ يؤثِّرُ في كثيفِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
رقم القصيدة : 20110
-----------------------------------
وأغنَّ مسكيِّ لإهابِ، ووجههُ
يُبدي جَمالاً زانَهُ الإشراقُ
راقَ العيونَ بمَنظَرٍ ذي بَهجَة ٍ
ونَواظِرٍ منها الدّماءُ تُراقُ
فكأنّهُ لمّا تَكَامَلَ حُسنُهُ
ورنتْ إليهِ بطرفِها العشاقُ
من فرطِ إحداقِ العيونِ بحسنِه،
خلعتْ عليهِ سوادها الأحداقُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
رقم القصيدة : 20111
-----------------------------------
كلفي بحجامٍ تحكم طرفهُ،
فغدا على سفكِ الدماءِ يواطي
أضحَى كثيرَ الاشتطاطِ، ولم تكن
منهُ اللّحاظُ كَلِيلة َ المِشراطِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
رقم القصيدة : 20112
-----------------------------------
وفاعلٍ أبدعَ في صنعهِ
وحسنُهُ مع فِعلِهِ رائعُ
أحسنَ في صَنعَتِه مُتقِناً،
فقلتُ: هذا فاعلٌ صانعُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
رقم القصيدة : 20113
-----------------------------------
لاتجزعنّ إذا ارتاعوا لرائحة ِ
بفيكَ ليسَ لها في الحسنِ من أثرِ
للكلبِ والضبّ أفواهٌ معطرة ٌ،
والليثُ والصقرُ موصوفانِ بالبخرِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
رقم القصيدة : 20114
-----------------------------------
واللهِ ما شانتكَ حلية ُ لحية ٍ
بل نَزّهَتكَ عن القياسِ بأمرَدِ
وبدا بخديكَ السوادُ فزانها،
مثلُ المَليحَة ِ في الخِمارِ الأسوَدِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
رقم القصيدة : 20115
-----------------------------------
شمسُ النهارِ بحسنِ وجهكَ تقسمُ،
إنّ الملاحة َ من جمالكَ تقسمُ
جمعتْ لبهجتكَ المحاسنُ كلُّها،
والحسنُ في كلّ الأنامِ مقسمُ
يا من حكتْ عيناهُ سيفَ سميهِ
هلاّ اقتديتَ بعدله إذ يحكمُ
أنتَ المُرادُ، وسَيفُ لحظِكَ قاتلي،
لكن فَمي عن شرحِ حالي مُلجَمُ
تشكوا تفرقنا، وأنتَ جنيتهُ،
ومن العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
وتقولُ أنتَ بعذرِ بعدي عالمٌ،
واللَّهُ يَعلَمُ أنّني لا أعلَمُ
فتُراكَ تَدري أنّ حبّكَ مُتلِفي،
لكنّني أُخفي هَواكَ وأكتِمُ
إن كنتَ ما تدري، فتلكَ مصيبة ٌ،
أو كنتَ تَدري، فالمصيبَة ُ أعظَمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
رقم القصيدة : 20116
-----------------------------------
تشاركَ الشمُّ والذوقُ واللمسُ،
ومَرّ على الأسماعِ من صَبّها جَرسُ
ولاحَ للحظِ الصحبِ ساطعُ نورِها،
فقد أُشرِكتْ فيها حَواسهمُ الخَمسُ
رَبيبَة ُ دَيرٍ لَيسَ تُرفَعُ حُجبُها،
إذا سامَها الشماسُ عوذها القسّ
دعَوتُ لها خِلاًّ من الدّيرِ صالحاً،
رقيقَ الحواشي لا بطيءٌ ولا نكسُ
فجاءَ برَيحانيّة ٍ كَهرَبيّة ٍ،
تُخالُ على كَفّ النّديمِ بها وَرسُ
براحٍ، إذا حقّقتَ طَردَ حروفِها،
غدا طَبعُها في الكيفِ، وهوَ لها عكسُ
تفوقُ جميعَ المسكراتِ بأصلِها،
فقد طابَ منها الفصلُ والنوعُ والجنسُ
تُوَلِّدُ ما بينَ القُلوبِ مَوَدّة ٌ،
وتحدثُ أنساً ليسَ في محضه وكسُ
ا قاتِلٌ حَيّا بها ابنَ قَتيلِهِ،
تولّدَ منها بينَ قلبيهِما الأنسُ
إذا ما درى إبليسُ ما في طِباعِها،
من السرّ، قال الجنّ: نفديك يا إنسُ
لو علمتْ أهلُ المدارسِ قدرِها،
جَلَتْ كأسَها في موضع يُذكرُ الدّرسُ
ولو رشفَ الرعديدُ فاضلَ كأسِها،
على ضعفهِ، ظنتهُ عنترها عبسُ
ولمّا قتلناها بسيفِ مزاجِها،
فبردَ منها الحرُّ، واعتدلَ اليبسُ
أقامَتْ لها الأطيارُ في الدَّوحِ مأتَماً،
بهِ للنّدامَى من سرورِهِمِ عُرسُ
وقامَتْ لها الحرباءُ من كلّ مرقَبٍ
تُطالعُها، لا تَهزَئي إنّها الشّمسُ
وباتَ يُعاطينا سُلافاً كأنّها
هيَ النارُ لكن يستطاعُ لها لمسُ
بكأسٍ لها أشخاصُ كسرى وقَيصرٍ،
وقد أحدقتْ من حولها الرومُ والفرسُ
فلو لبثتْ في كأسها عمرَ ساعة ٍ،
إذاً نَطَقتْ من سرّها الصّوَرُ الخُرسُ
ولمّا استحالتْ نشوة ُ الكأسِ سكرة ً
إذا ماتَ منها العقلُ تنتعشُ النفسُ
وهَبتُ لها كَهلاً من العَقلِ وافراً،
فكان لديها النّصفُ والثّلثُ والسّدسُ
يقولونَ لي جهلاً: متى تتركُ الطلا،
فقلتُ: إذا ما عادَ من فَوتِهِ أمسُ
وكيفَ اطراحي للمدامِ، وفضلُها
جليٌّ، على الأبصارِ ليسَ به لبسُ
فَما سادِرٌ في السّكرِ إلاَّ كَحاتِمٍ،
وما باقِلٌ إلاَّ إذا ذاقَها قَسّ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
رقم القصيدة : 20117
-----------------------------------
أذكروا، لمّا أروها النديمَا،
من عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديمَا
فأتتْ تطلبُ القصاص، ولكن
تَجعَلُ العَقلَ في التّقاضي غَريمَا
قَهوَة ٌ أفنَتِ الزّمانَ، فأفنَى
الرَّطبَ من جِرمها وأبقى الصّميمَا
فَغَدَتْ تُثقِلُ اللّسانَ لسرّ الـ
ـسّكرِ منها وتَستَخفّ الحُلومَا
لو حَسا من سُلافِها الأكمَهُ الأخـ
ـرَسُ كأساً لاستَخرَجَ التّقويمَا
وعلى الضدّ لو حساها فصيحُ
أحدثتْ في حديثهِ الترخيمَا
أنبأتنا الأنباءَ عن سالِفِ الدّهـ
ـرِ وعدتْ لنا القرونَ القرومَا
وحكَتْ كيفَ أصبحت فتية ُ الكَهـ
ـفِ رقوداً، خلواً، وكيفَ الرقيمَا
وبماذا تجنبتْ نارُ نمرُو
دٍ خليلَ الإلهِ إبراهيمَا
وغداة َ امتحانِ يونُسَ بالنّو
نِ، وقد كانَ في الفِعالِ مَليمَا
وتشَكّى يَعقوبُ إذ ذهبَتْ عَينا
هُ من حُزنِهِ، وكانَ كَظيمَا
والتناجي بالطورِ، إذْ كلمَ الرّحـ
ـمنُ موسى نبيهُ تكليمَا
ودُعاءَ المَسيحِ، إذ نُعِشَ المَيْـ
ـتُ من رمسهِ، وكانَ رميما
فشَهِدنا لها بفَضلٍ قَديمٍ،
واستَفَدنا منها النّعيمَ المُقيمَا
وفَضَضنا خِتامَها، عن أناها،
فرأينا مزاجها تسنيمَا
وظللنا نحيي بها جوهرَ النفـ
ـسِ، ونسقَى رحيقها المختومَا
في جِنانٍ من الحَدائقِ لا نَسْـ
ـمعُ فيها لغواً ولا تأثيما
بينَ صَحبٍ مثلِ الكَواكِبِ لا تَنْـ
ـظُرُ ما بَينَهم عُتُلاًّ زَنيمَا
وجَعَلنا السّاقي خَليلاً جَليلاً،
يُحسِنُ المَزجَ، أو غَزالاً رَخيمَا
فرأينا في راحة ِ البدرِ شمساً،
اطلعتْ في سما الكؤوسِ نجومَا
وقذفنا بشهبها ماردَ الهـ
ـمّ، فكانَتْ للمارِدينَ رُجُومَا
ولَدَتْ لُؤلؤ الحَبابِ، وكانتْ
قبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقِيمَا
أخصَبَتْ عند شُربِها ساحَة ُ العَيـ
ـشِ وأمسَى إحوَى أحوَى الهمومِ هَشيمَا
فابتَدِرْها مُدامَة ً تَجلُبُ الرَّو
حَ إلى الرُّوحِ حينَ تَنفي الهُمومَا
واختصِرْ إنّ قُلّها يُنعشُ الرُّو
ح وإفراطها يضرّ الجسُومَا
فارتكِبْ أجمَلَ الذّنوبِ لنَفعٍ،
واعتقدْ في ارتكابهِ كالتحريمَا
ثمّ تُبْ، واسألِ الإلَهَ تَجِدْهُ،
لذُنُوبِ الوَرى غَفوراً رَحِيمَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
رقم القصيدة : 20118
-----------------------------------
ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
وحَيّ بهِ كأساً من الرّاحِ مُذهَبَا
ولا تَطغَ في حَثّ الكؤوسِ لأنّنا
شربنا لنحيا، ما حيينا لنشربَا
فإنّ قَليلَ الرّاحِ للرّوحِ راحَة ٌ،
فإن زادَ مقداراً عن العدلِ أتعبَا
فلا تَكُ مَن أعطَى المُدامَ قِيادَهُ،
فأودَتْ به واستَوطأ الجَهلَ مَركَبَا
فإن كثيراً من يظنّ كثيرَها،
إذا زادَ زادَ النّفعُ أو كانَ أقرَبَا
كظنهمِ في كثرة ِ الأكلِ أنّها
إذا أفرَطتْ أمسَى بها الجسمُ مُخصِبَا
أضلوا الورى من جهلهم وتنزهوا
عن الجهلِ حتى صارَ جهلاً مركبَا
وأعجبُ أنّ السكرَ في كلّ ملة ٍ
حرامٌ، وإنْ أمسَى إليها محببَا
وتُكثِرُ منها المُسلمونَ لسُكرِها،
وتتركُ نفعاً للقليلِ محرَّمَا
وإنْ نَظَرُوا يوماً لَبيباً مُداوِياً
بها الهَمَّ، قالوا: باخلاً مَتَطَبّبا
وما السّكرُ إلاَّ حاكمٌ مُتَسَلِّطٌ،
إذا هو قاوَى أغلباً كانَ أغلبَا
فإنْ شئتَ يوماً شُربَها، فاتّخِذْ لها
حَكيماً لَبيباً، أو نَديماً مُهَذَّبَا
وخلٍّ دعاني للصبوحِ أجبتُه،
وقلتُ له: أهلاً وسهلاً ومرحبَا
وأقطَعتُهُ كِفلاً من الأمنِ بَعدَما
بسطتُ له صدراً من الدهرِ أرحبَا
وأبرزتها صفراءَ تحسبُ كأسها
غِشاءً من البَلّورِ يَحمِلُ كَهرَبَا
وعاطَيتُهُ صَفراءَ يُشرِقُ وجهُها
بنورٍ يُرينا أدهَمَ اللّيلِ أشهَبَا
طليقة ُ وجهٍ ثغرُها متبسمٌ،
إذا ما حَساها باسمُ الثّغرِ قَطّبَا
وبتنا نوفي العيشَ باللهوِ حقهُ،
ونَسرَحُ في رَوضٍ من الأنسِ أعشَبَا
وإنّي لأهوى من ندامايَ ماجداً،
إذا خامرتهُ الراحُ زادَ تأدبَا
إذا ما أمرتْ مرة ٌ في مذاقِها،
رآها لقربي من جنى النحلِ أعذبَا
فأوجَبَ مع مِثلي على النّفسِ شُربَها،
فإنْ لم يكن مثلاً أرى التركَ أوجبَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
رقم القصيدة : 20119
-----------------------------------
طَلَبتُ نَديماً يُوجِدُ الرّاحَ راحَة ً،
إذا الرّاحُ أودَتْ بالكثيرِ من العَقلِ
يُشارِكُني في سرّها وسرُورِها،
فيملأُ أو يحسُو، ويكتُبُ أو يُملي
ويَشرَبُها بالكَيفِ والأينِ والمَتَى ،
ويَعرِفُها بالجنسِ والنّوعِ والفَصلِ
فلَمّا أبَى الحِرمانُ إلاَّ لجاجَة ً،
وأعوَزَني خِلاًّ يُناسِبُ في الفَضلِ
خلوتُ بها وحدي، كما قالَ شيخنا،
وذاكَ لأنّي ما وَجَدتُ لها مِثلي
 
عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
رقم القصيدة : 20120
-----------------------------------
عجبتُ لها تمسي العقولُ لها نهبا،
وتَسبي النّدامَى وهيَ ما بَينَهم تُسبى
وأعجبُ من ذا أنها كلّما طغتْ
على العقلِ زادَ الشاربونَ لها حبّا
سلافٌ تميتُ العقلَ في حالِ شربِها،
وينعشُ منها الروحَ والجسمَ والقلبَا
معتقة ٌ أفنَى الجديدَ عتيقها،
وأبقى صميماً من حشاشتِها لبّا
محجبة ٌ وسطَ الدنانِ، ونورُها
يخرقُ من لألاءِ غرتِها الحجبَا
كُمَيتٌ إذا شاهدتَها في إنائِها،
ولكن لصافي لونها دعيتْ صهبَا
إذا مسها وقعُ المزاجِ تألمتْ،
وأزبَدَ منها الثّغرُ، وامتلأتْ رُعبَا
وأعجبُ من بكرِ لها الماءُ والدٌ،
وترجعُ أنّي رامَ تقبيلها غضبَى
عَجوزٌ إذا ما أُبرِزَتْ من حِجابِها،
تريكَ نشاطاً كالعلانِ إذا شبّا
هي الشمسُ إلاّ أنها في شروقها،
إذا مزجتْ في كأسِها أطلعتْ شهبَا
إذا جُليَتْ في كأسِها وتَبرّجَتْ،
وزادَتْ نفوسَ الوامقِينَ بها عُجبَا
يعضّ عليها التّائبونَ بَنانَهم،
ويَندُبُ كلٌّ منهُمُ عقلَهُ نَدبَا
إذا ما حَسَوناها أقرّوا بأنّهم
قد ارتكَبوا في تَركِها مَركَباً صَعبَى
ولم أرَ حِبراً تابَ عن نَفعِ نَفسِهِ،
فللهِ ما أعمَى الجهولَ، وما أغبَا
فهُبّا بنا نحوَ الصَّبوحِ وبَردِهِ،
فإني ليرضيني النديمُ، إذا هبّا
وعُوجا بنا نَستَمطِرُ الدّنّ غُدوَة ً،
إذا عاجتِ الأغمارُ تَستَمطرُ السُّحبَا
وواصل صَبوحي بالغَبوقِ وعُلّني
بها كلّ يومٍ لا تذر شربها غبّا
فإنّ قتيلَ الراحِ يوشكُ بعثهُ،
إذا أنتَ أترعتَ الكؤوسَ له سكبَا
إذا نفحتْ من روحها فيهِ نفحة ً،
تمثلَ حياً بعدَ أن قضَى نحبَا
فكم ليلة ٍ أحييتها بمسرة ٍ،
وقَضّيتَ فيها العَيشَ أنهَبُهُ نَهبَا
وبتنا نوفّي الحاشرية َ حقّها،
ونُثبِتُ من بَعدِ الغَبوقِ لها نَصبَا
نُلَبّي مُنادي الاصطِباحِ إذا دَعا،
وندعو سميعَ الاغتباقِ إذا لبّى
بليلة ِ سعدٍ نصطلي الندّ ريها،
ونوقدُ في آنائِها المندلَ الرطبَا
براحٍ لها طَبعٌ لعَكسِ حرُوفِها،
يصيرُ ضيقَ الصدرِ من جرّه رحبَا
وكادتُ تكونُ الروحَ لا الراحَ كملتْ
قوى طبعها لو كان يابسُها رطبا
شممنا شذاها في الكؤوسِ فأسكرتْ،
فأنّى لها رشدٌ، إذا استعملتْ شربا
فلو لمعتْ في الليلِ غرة ُ وجهها،
لشاهدتَ دهمَ الليلِ من نورها شهبَا
ولو قطرتْ منها على الصخرِ قطرة ٌ،
رأيتَ صفاة َ الصخرِ قد أنبتتْ عشبَا
َما هيَ إلاَّ أصلُ كلّ مَسرّة ٍ،
فكم روحتْ هماً وكم فرحتْ كربَا
إذا ما رَحَى الأفراحِ دارَتْ، فلا يَرَى
لَبيبٌ سوى كأسِ المُدامِ لها قُطَبَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
رقم القصيدة : 20121
-----------------------------------
حيِّ بالصِّرفِ من كؤوسِ المُدامِ،
إنّ بنتَ الكرومِ عرسُ الكرامِ
واذكِ فَهمي بقَهوَة ٍ تُطفىء ُ الهَـ
ـمّ ببَردٍ من سُكرِها وسَلامِ
ثمّ قُلْ، كلّما تَراءتْ لكَ الكأ
سُ فشابتْ بها فروعُ الظلامِ:
عصمَ اللهُ منكِ كلّ ثقيلٍ،
جاهلٍ ذي تَبَظرُمٍ واحتِشامِ
يجدُ اللهوَ بالمدامِ حراماً،
عندهُ، والرباءَ غيرَ حرامِ
ويرى الزورَ والتحسسَ والعيـ
ـبَة َ حِلاّ، في شُرعَة ِ الإسلامِ
وإذا زارَ مجلساً لكَ فدمٌ
منهُمُ غَيرُ مُولَعٍ بمُدامِ
فاثنِ جِيداً عَنهُ وثَنّ بما يُو
جبُ إبعاده بغيرِ احترامِ
ثمّ صرّحْ لهُ بأنّ حضورَ الـ
ـرّاحِ قَصداً كشُربِها في الإثامِ
فمُقامُ الصُّحاة ِ بَينَ السّكارَى
كمُقامِ القُعودِ بَينَ النّيامِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
رقم القصيدة : 20122
-----------------------------------
ما ماسَ مُنعطِفاً في قُرطَقٍ وقَبَا،
إلاّ وعوذتهُ من غاسقٍ وقبَا
ظبيٌ نَبا سَيفُ صَبري في مَحبّتِهِ،
وطِرفُ عَزمي بمَيدانِ السلوّ كَبَا
مُتَرَّكُ اللّحظِ في أخلاقِهِ دَمَثٌ،
مُستَعرِبُ اللّفظِ تركيٌّ إذا انتَسَبَا
يرمي بسهمٍ من الأسقامِ أسهمني
عن حاجبِ للكرَى عن ناظري حجبَا
صَعبُ القِيادِ، فإن راضَتْ خلائِقَهُ
كأسُ المدام الانتْ منهُ ما صعبَا
وليلة ٍ جادَ لي عدلُ الزمانِ بهِ،
فلَم يُفِدْ بعدَها جُوداً ولا ذَهَبَا
سقيتُ من يدهِ طوراً ومن فمهِ
كأسَيْ سُلافٍ تُزيلُ الهَمّ والكُرَبَا
في جَنّة ٍ من رِياضِ الحَزنِ غاليَة ٍ،
يضاحكُ الزهرُ من نوارشها السحُبَا
قد أفرَشَتنا من الرّوضِ الأنيقِ بها
بسطاً، ومدّ علينا دوحها طنبَا
بتنا بها ليلة ً رقتْ شمائلُها،
كيَومِها يَستَجِدّ اللّهوَ والطّرَبَا
أسقي نَديمي بها، إذ غابَ ثالِثُنا،
إذا شربتُ، ويسقيني إذا شربَا
من قَهوَة ٍ كشُعاعِ الشّمسِ مشرِقَة ٍ،
إذا جرى الماءُ فيها أطلعتْ شهبَا
شعشعتها فأضاءَ الشرقُ منبلجاً
بها، وقامَ لها الحرباُ منتصبَا
حتى إذا أمَحَلَتْ منها زُجاجَتُنا،
وظلّ منها غديرُ الدنْ قد نضبَا
نَبّهتُ راهبَ دَيرٍ كانَ يُؤنِسُنا
ترجيعهُ الصوتَ إن صلّى وإن خطبَا
بادرتهُ، وقرعتُ البابَ واحدة ً
قرعاً توسمَ من إخفائهِ الأدبا
فقامَ يَسحَبُ بُردَيهِ على مَهَلٍ،
فما استشاطَ بنا خوفاً ولا رعبا
وجاءَ يَسألُ عَمّا ليسَ يُنكِرُهُ
مما نرومُ، ولكنْ يثبتُ الطلبَا
فقلتُ: ضَيفٌ مُلِمٌّ غيرُ ذي طَمَعٍ
في الزادِ، لكنّه يرضَى بما شربَا
فأطلَقَ البابَ إذناً في الدّخولِ لَنا،
وقال: هذا عَلَينا بعضُ ما وَجَبَا
وجاءنا بسلافٍ نشرها عبقٌ،
شَمطاءُ قد عُتّقَتْ في دَنّها حِقَبَا
أفنى المَدى جِرمَها حيناً، فلَو مكَثَتْ
في الدّنّ حولاً لكادَتْ أن تَطيرَ هَبَا
فأترَعَ الكأسَ حتى فاضَ فاضلُها،
بكفهِ وسقاني بعدما شربا
فمُذ رأينا سروراً في أسرّتِهِ
تَبدو وكَفّاً لهُ بالنّورِ مُختَضِبَا
كِلنا لهُ فضّة ً بالكَفّ فاضِلَة ً
عنّا، وكالَ لنا من دونهِ ذهبَا
من قَهوَة ٍ حَجَبوها في مَعابِدِهم،
وعَلّقُوا حَولَها الأستارَ والصُّلُبَا
فبتُّ أسقي نديمي من سلافتِها،
راحاً تكونُ إلى راحاتِهِ سببَا
ما زلتُ أسقيهِ حتى مالَ جانبهُ
إلى الوِسادِ وأغفَى بعدَما غُلِبَا
حتى إذا قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ
بها وسل علينا صبحُها قضبا
ومَدّ باعُ الضّحَى كَفّاً أنامِلُها
تُزجي الشّعاعَ وأخرَى تَلقَطُ الشُّهُبَا
نَبّهتُهُ وجَبينُ الصّبحِ مُندَلِقٌ،
وقد دَنا أجَلُ الظّلماءِ واقتَرَبَا
فقامَ يَمسَحُ عَينَيهِ براحَتِهِ،
والنّومُ يعقدُ من أجفانِهِ الهُدُبَا
عاطيتهُ، وحجابُ الليلِ منخرقٌ،
راحاً تخرقُ من لألائها الحجبَا
عَذراءَ تَعلَمُ أنّ الماءَ والدُها،
وتَستَشيطُ، إذا ما مَسّها، غَضَبَا
إذا أصابَ لجينُ الماءِ عسجدها،
أرتكَ دراً يريكَ الدرّ محتلبَا
وبِتُّ في طيبِ عَيشٍ رقّ جانبُهُ،
مُرَفَّهَ البالِ لا أخشَى بِهِ نَصَبَا
بتنا نقضيهِ، والأيامُ تنشدنا:
ما كلَّ يومٍ يَنالُ المَرءُ ما طَلَبَا
والدهرُ قد غفلتْ أيامهُ، وغدتْ
بطيبِ ساعاتهِ تستوقفُ النوبَا
فلا تضعُ ساعة ً كانتْ لنا هبة ً،
من قبل أن يَستردّ الدّهرُ ما وَهَبَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،
إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،
رقم القصيدة : 20123
-----------------------------------
إذا مُتُّ، فانعَيني بخَفقٍ مَثالثٍ،
وصرخة ِ نايٍ واصطفاقِ مزاهرِ
ولا تعقري غيرَ العقارِ لتنضحي
ثرى جدثي من سيرها المتجادرِ
وقولي: كذا قد كانَ ظاهرُ فِعلِهِ،
وكُفّي، فعندَ اللَّهِ عِلمُ السّرائرِ
فإن كانَ رَبّي في المَعَادِ مُسائِلي،
وحوسبتُ عن فعلِ الذنوبِ الكبائرِ
أقولُ: تَرَشّفتُ المُدامَ، ولم أقلْ
طَعَنتُ ابنَ عَبدِ القيسِ طِعنة َ ثائرِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
رقم القصيدة : 20124
-----------------------------------
حَلّتْ بمَزْجِها المُدامُ،
فالمزجُ لنقصِها تمامُ
لا أشرَبُها بغَيرِ ماءٍ،
فالخمرُ بعينها حرامُ
حمراءُ لنورها وميضٌ
يجلى بشعاعه الظلامُ
الدرُّ لكأسها نطاقٌ،
والمسكُ لدنها ختامُ
شَمطاءُ تَنجلي عَروساً،
للدرّ بنحرها نظامُ
للهمّ بمزجها قطوبٌ
إن لاحَ لثغرها ابتسامُ
لو نادمها النديمُ يوماً،
ما أعجزها لهُ الكلامُ
إن قالَ لها امرؤ: سلام!
قالت: وعليكمُ السّلامُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
رقم القصيدة : 20125
-----------------------------------
خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
واسقِياني ما بَينَ عُودٍ وزَمرِ
واتركا اليومَ في مدامي ملامي،
إنّ فَرطَ المَلامِ في ذاكَ يُغرِي
ودَعاني من سُخطِ من رامَ تَخويـ
ـفي وزَجري، وهُجر من رامَ هجرِي
إنّ مَن لا يُطيقُ يُنقِصُ رِزقي،
لم يكن قادِراً على نَقصِ عُمرِي
ربّ يومٍ قضيتُ فيهِ سروراً،
فهوَ باللّهوِ خَيرٌ من ألفِ شَهرِ
طابَ عَيشِي بكُلّ لَيلَة ِ شربٍ
قدرتْ بالسرورِ ليلة َ قدرِ
فنَعِمنا بالحاشِرِيّة ِ حتى
خلتُ نورَ المدامِ مطلعَ فجرِ
من غزالٍ عيناهُ من آلِ حربٍ،
حينَ يبدو، والوجهُ من آلِ بدرِ
يتعاطى حبي ويمزجُ راحي،
ويعاطي كأسي ويُنشِدُ شِعرِي
في رِياضٍ كأنّما رَصّعَ القَطـ
ـرُ أكاليلها الحسانَ بدرِّ
حَلّ فيها الرّبِيعُ، فالزَّهرُ يُبدي
لَهباً، خِلتُهُ مَشاعِلَ جَمرِ
وبدا النرجسُ المحدقُ يحكي
أشْيباً فوقَ رأسِهِ طاسُ تِبرِ
فدعوتُ الساقي: لقد غفلَ الدّهـ
ـرُ، فعَجّلْ وطُفْ بكاساتِ خَمرِ
فتباطا بها، فقلتُ: أدرها،
لستَ ساقي، ولا قُلامة َ ظِفرِي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نديمي قمْ إلى اللهوِ،
نديمي قمْ إلى اللهوِ،
رقم القصيدة : 20126
-----------------------------------
نديمي قمْ إلى اللهوِ،
فقد ساعدَنا الدّهرُ
وفي مَجلِسِنا شَمسٌ
تولّى حملها بدرُ
وساقٍ كلما ماسَ
تشكى ردفهُ الخصرُ
نديمٌ، ناعمٌ، حلوٌ،
وراحٌ خشنٌ مرّ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا من يلومُ على المدامة ،
يا من يلومُ على المدامة ،
رقم القصيدة : 20127
-----------------------------------
يا من يلومُ على المدامة ،
ما للمحبّ وللملامَه
لا حبّ عندي للذي
فيها يَلومُ، ولا كَرامَه
ما إن تنالُ، إذا عذلـ
ـتَ على المدامِ، سوى الندامَه
إنْ تسقني ماءَ الملا
مِ سقَيتُكَ اسمَ أبي دُلامَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
رقم القصيدة : 20128
-----------------------------------
إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
وجَسّ لنا الشّادونَ مَثنى ومَثلَثَا
وهَبّ لنا شادٍ حَكَى الغصنَ قدُّهُ،
يرددُ طرفاً صامتاً متحدثا
أخو نشطة ٍ، فحلُ اللحاظِ، مذكرٌ،
يخالُ لترخيمِ الكلامِ مؤنثا
إذا لحظهُ، أو لفظهُ ظلّ نافثاً
بسِحرٍ لنا لم نَدرِ مَن كانَ أنفَثَا
فيُنشِدُ من شِعري رَقيقاً مُخَمَّساً،
ويرشفُ من خمري رحيقاً مثلثا
ويمزجُ لي في الكأسِ بكراً قديمة َ،
تَخالُ خِباها من جنى النّحلِ مُحدَثَا
إذا بسمتْ للهمّ راحَ مقطبً؛
وإن سَفَرتْ للحُزنِ سارَ مُحَثحِثَا
فلا تخلني إن طرتُ بالسكرِ تائهاً
أرومُ بأهداب النّجومِ تَشَبُّثَا
ولا أن تَراني تائِهَ العَقلِ طائِشاً،
أرى الرّشدَ عندي أن أقولَ وأعبَثَا
ولا أنثَني عن حالَة ٍ وأُعيدُها،
وأُقسِمُ أنّي لا أعودُ وأحنَثَا
فَما العُمرُ إلاَّ مثلُ خَطفَة ِ طائرٍ،
يمُرّ سريعاً لا يُطيقُ تَلَبُّثَا
لذلكَ إنّي أنهَبُ العَيشَ قاطِعاً
ثِمارَ المُنَى ، حتى أمُوتَ وأُبعَثَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
رقم القصيدة : 20129
-----------------------------------
ويومٍ ضمّ شملَ الصحبِ فيهِ
مُلِثٌّ في تَرادُفِهِ مُلِحُّ
تكاثفَ غيمهُ، فالصبحُ ليلٌ،
وأومَضَ بَرقُهُ، فاللّيلُ صُبحُ
وعاهَدنا العِهادَ بهِ عُهوداً،
فما لجفونِها بالسحّ شحّ
فقد حَلَفَتْ لنا أن ليسَ تَصحو،
وأقسمنا لها أن ليسَ نصحو
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
رقم القصيدة : 20130
-----------------------------------
وقهوة ٍ يجتلى السرورُ بها
وتَنْجَلي بانجِلائِها الكُرَبُ
جَلَوتُها، والخُطوبُ غافلَة ٌ؛
وقد تَجَلّتْ في أُفقِها الشُّهُبُ
وبِتُّ أُغري بها أخَا صَلَفٍ،
قد نَشّفَتهُ الدّروسُ والكُتُبُ
باتَ برغمي ضيفاً لديّ، ولا
يعلمث أني بمثلهِ تعبُ
فقالَ لي مغضباً ليرشدني:
مثلُكَ لا يَستَخِفّهُ الطّرَبُ
فقلتُ: هلاّ رأيتَ صيغتها
كأنها في الزجاجِ تلتهبُ
وطعمها لو عرفتَ لذتهُ
لزالَ عنكَ الوقارُ والأدبُ
نطفة ُ كرمٍ فويقها حببٌ،
كأنّهنّ الرّضابُ والشّنَبُ
فازدادَ يبساً، وقامَ ممتعضاً،
ولاحَ فيهِ النّفارُ والغَضَبُ
وقال: لا ذُقتُها! فقلتُ لَه:
من مثلِ ذا اليُبسِ يحدثُ الجرَبُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
رقم القصيدة : 20131
-----------------------------------
ولَيلَة ٍ زارَني فَقيهٌ
في رشدهِ ليسَ بالفقيهِ
رأى بيمنايَ كأسَ خمرٍ،
فظلّ ينأى ويتقيهِ
فقلتُ: هلاّ؟ فقال: كلاّ،
فقلتُ: لِمْ لا؟ فقال: إيهِ
ما ذاكَ فنّي، فقلتُ: عدلٌ
أنزهُ الكأسَ عن سفيهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
رقم القصيدة : 20132
-----------------------------------
دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،
وأتَى الفطرُ مؤذناً بالتهاني
فجَعَلنا داعي الصَّبوحِ لدينا
بدلاً من سحورهِ والأذانِ
وعزلنا الإدامَ فيهِ ولذنا
بقنانٍ مصفوفة ٍ وقيانِ
ونحَرنا فيهِ نحورَ زِقاقٍ،
وضرَبنا بهِ رِقابَ دِنانِ
واسترحنا من التراويحِ واعتضـ
ـنا بخفقِ الجنوكِ والعيدانِ
فالمَزاميرُ في دُجاهُ زمُورٌ،
والمَثاني مَثالِثٌ ومَثاني
كلَّ يوم أروحُ فيهِ وأغدُو
بَينَ حُورِ الجِنانِ والوِلدانِ
لا تراني، إذا رأيتَ نفيَّ الـ
ـخدِّ أثني طرفي إلى لحياني
مَنظَرُ الصّومِ مع تَوَخّيهِ عندي
مَنظَرُ الشّيبِ في عيونِ الغَواني
ما أتاني شعبانُ من قبلُ إلاّ
وفُؤادي من خَوفِهِ شعبانِ
كيفَ أستشعرُ السرورَ بشهرٍ
زَعَمَ الطّبّ أنّهُ مَرَضانِ
لا تتمُّ الأفراحُ إلاّ إذا عا
دَ سَنا بَدرِهِ إلى نُقصانِ
فيهِ هجرُ اللذاتِ حتمٌ وفيهِ
غيرُ مستحسنٍ وصالُ الغواني
وقبيحٌ فيهِ التنسكُ إلاّ
بَعدَ ستّينَ حِجّة ً وثَماني
فاسقني القهوة َ التي قيلَ عنها
إنّها من شرائطِ الشّيطانِ
خندريساً تكادُ تفعلُ بالعقـ
ـلِ فعلِ النعاسِ بالأجفانِ
بنتُ تِسعِينَ تُجتَلى في يَدَي بنـ
ـتِ ثلاثٍ وأربعٍ وثمانِ
كلّما زادَتِ البَصائِرُ نَقصاً
خَطَبُوها بوافِرِ الأثمانِ
شَمسُ راحٍ تُريكَ في كل دورٍ
بدورِ السقاة ِ حكمَ قرانِ
ذاتُ لطفٍ يظنها من حساها
خلقتْ من طبائعِ الإنسانِ
سيّما في الخَريفِ، إذا بَرَدَ الظّـ
ـلّ وصَحّ اعتدالُ فَصلِ الزّمانِ
وانتشارُ الغيومِ في مبدأِ الفصـ
ـلِ، وشَمسُ الخريفِ في الميزانِ
وبساطُ الأزهارِ كالوَشْيِ، والغَيْـ
ـمُ كثَوبٍ مُجَسَّمٍ من دُخانِ
في رِياضِ الفَخْرِيّة ِ الرّحبَة ِ الأكـ
ـنافِ ذاتِ الفنونِ والأفنانِ
فوقَ فرشٍ مبثوثة ٍ وزرابـ
ـيّ عتاقٍ وعبقريّ حسانِ
صَحّ عندي بأنّها جَنّة ُ الخُلـ
ـدِ، وفيها عَينانِ نَضّاخَتانِ
وكأنّ الهِضابَ بِيضُ خُدُودٍ
ضَرّجَتها شَقائِقُ النّعمانِ
وكأنّ المِياهَ دَمعُ سرورٍ،
وكأنّ الرّياحَ قَلبُ جَبانِ
وشموسُ المدامِ تشرقُ والصحـ
ـبُ بظلّ الغَمامِ في صيوانِ
فاسقني صرفها، فإنّ جديدَ الـ
ـغَيمِ يَدعُو إلى عَتيقِ الدّنانِ
بينَ فرشٍ مبثوثة ٍ وزرابـ
ـيٍّ رِياضٍ وعبقَرِيٍّ حِسانِ
في ظِلالٍ على الأرائِكِ منها،
والدّوالي ذاتِ القُطوفِ الدواني
فانتَهِزْ فُرصَة َ الزّمانِ فليسَ الـ
ـمَرءُ من جَورِ صَرفِهِ في أمانِ
وتمتع، فإنّ خوفكَ منها
سُوءُ ظَنٍّ بالواحِدِ المَنّانِ
فرَضعنا دَرّ السّرورِ وظَلنا
في أمانٍ من طارقِ الحدثانِ
شملتنا من ناصر الدين نعمى
نصَرتنا على صُروفِ الزّمانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ الجو
دَ، وقد كانَ داثرَ البُنيانِ
المَليكُ الذي يَرَى المنّ إشرا
كاً بوصفِ المهينِ المنانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ البحـ
ـرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الر
قّ ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
فلباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ومَزايا رَصّعنَ دُرّ المَعاني
ولباغي نَداهُ بِيضُ الأماني
لذتُ حبّاً بهِ، فمَدّ بضَبعَـ
ـيّ وأغلى سِعري، وأعلى مَكاني
وحَباني قُرباً، فأصبَحتُ منهُ
مثلَ هارون من فتى عِمرانِ
يا أخا الجودِ ليسَ مثلكَ موجو
داً، وإن كانَ بادياً للعيانِ
أنتَ بَينَ الأنامِ لَفظَة ُ إجما
عٍ عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ولكَ الرتبة ُ التي قصرتْ دو
نَ عُلاها النّيرانُ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيـ
ـضُ وصَلّتْ في البَيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومة ِ الهِياجِ خَطيباً
قائلاً: كلّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقَطعِ الـ
ـرأسِ نطقاً من بعد شقّ اللسانِ
لم يمسّ التّرابَ نَعلاكَ إلاَّ
حسَدَتهُ مَعاقِدُ التّيجانِ
شِيَمٌ لم تكُنْ لغَيرِكَ إلاَّ
لمَعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جَمَعَ اللَّهُ فيكُما الحُسنَ والإحـ
ـانَ إذ كنتما رضيعيْ لبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبَة ِ المَجـ
ـدِ، فوافيتما كمهريْ رهانِ
ثم عاضدتهُ، فكنتُ لهُ عيـ
ـناً وعَوناً في كلّ حَربٍ عَوانِ
فتهنّ بالعيدِ السعيدِ، وإن كا
نَ لكلّ الأنامِ منهُ التّهاني
ليسَ لي في صفاتِ مجدكَ فخرٌ،
هيَ أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعَتْ سَجاياكَ مَعنًى ،
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديـ
ـكَ، فما لي بشكرِهنّ يدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فَيتُ عن بَعضِ ذلكَ الإحسانِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
رقم القصيدة : 20133
-----------------------------------
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
منّا ولم يَبقَ سرٌّ غَيرَ مُنْهَتِكِ
وأقبلتْ، وقميصُ الليل قد نحلتْ
أسمالُهُ، ورداءُ الصّبحِ لم يُحَكِ
تَبَسّمَتْ إذ رأتْ مَبكايَ فاشتَبَهَتْ
مدامعي بلآلي الثغرِ في الضحكِ
فحِرتُ من دُرّ عَبراتي ومَبسِمِها،
ما بَينَ مُشتَبِهٍ منها ومُشتَبِكِ
ملكتِ قلبي وجسمي في يديكِ هوًى ،
إن شئتِ فانتهبي، أو شئتِ فانتهكي
أفنَتْ لِحاظُكِ أربابَ الغَرامِ، وما
عليكِ في قتلة ِ العشاق من دركِ
يذلّ كلّ عزيزٍ في هواكِ كما
يعزّ كلّ ذليلٍ في حمى الملكِ
مَلْكٌ لو أنّ يَدَ الأقدارِ تُنصِفُهُ،
لما أحَلّتهُ إلاَّ ذُروَة َ الفَلَكِ
يستعظمُ الناسُ من نحكيه عنه، فإنْ
لاذوا به استَقْلَلوا ما كان عنه حُكي
يستعظمُ الناسُ ما نحكيه عنه، فإنْ
تشاركَ الناسُ في إنعام راحتهِ،
ومَجدُهُ في البَرايا غَيرُ مُشترَكِ
بحرٌ، ولكنّهُ طابَتْ مَشارِعُهُ،
والبحرُ يجمَعُ من طيبٍ ومن سَهَكِ
في كفهِ قلمٌ تهمي مشافرهُ،
في نَفعِ مُعتَكَرٍ، أو وَقعِ مُعتَرَكِ
قل للمنكبِ عنهُ كي ينالَ غنى ً،
لقد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مُنسَلِكِ
يا قاصدي البحر إنّي في ذرى ملكٍ،
لديهِ أصبحتُ جارَ البحرِ والملكِ
يا ناصرَ الدّينِ يا مَن شُهبُ عزمتِهِ
منيرة ٌ في سماءِ المجدِ والحبكِ
لا يُقدِمُ الدَّهرُ يوماً أن يَميلَ على
عَبدٍ بحَبلِ وَلاءٍ منكَ مُمتَسِكِ
ما إن حططتُ رحالي في ربوعكمُ،
إلاَّ وكنتم لَنا كالماءِ للسَّمَكِ
ما زِلتَ تَمنَحُني ودّاً، وتَرفَعُني
حتى ظننتُ محلّي ذروة َ الفلكِ
وكيفَ تَدرُجُ بي عن ظلّكُم قَدَمٌ
كأنّني حافياً أمشي على حَسَكِ
أمسى لها جودكم من أوثقِ الشركِ
فاسلمْ على قللِ العلياءِ مرتفعاً
عزاً، وشانئكم في أسفلِ الدركِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
رقم القصيدة : 20134
-----------------------------------
لايحفظُ الصحة َ أكلُ الفتى
طَعَامَهُ بَينَ شَرابَينِ
وإنّما الحِكمَة ُ في شُربِهِ
شرابهُ بينَ طعامينِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
رقم القصيدة : 20135
-----------------------------------
ومُدامٍ حَكَتْ سُهَيلَ اتّقاداً،
في زجاجٍ كأنهُ المريخُ
ذاتِ نشرٍ تريكَ حاملها وهـ
ـوَ بمسكٍ أو عنبرٍ ملطوخُ
عَتّقَتها القُسوسُ مِسكِيّة َ الأنـ
ـفاسِ، لا قارسٌ ولا مطبوخُ
قلتُ: كم عمرُها المَديدُ؟ فقالوا:
خُلِقَتْ قَبلَما يُخلَقُ التّارِيخُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
رقم القصيدة : 20136
-----------------------------------
كم عَكَفنا على المُدامَة ِ يوماً،
إذ دَعانا إلى المَسرّة ِ داعِ
وخَلَونا بها بإخوانِ صِدقٍ،
رؤساءِ الحديثِ والإستماعِ
والتَزَمنا شُرُوطَها، واتّبَعنا
أدبَ الإفتراقِ والإجتماعِ
فاجتَمَعنا لها على غَيرِ وَعدٍ،
وافترَقنا عَنها بغَيرِ وَداعِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
رقم القصيدة : 20137
-----------------------------------
أدرِ الكؤوسَ على الشمالِ، فلا تخفْ
عتباً، وكنْ في مزجهنّ أمينا
فالشّمسُ تَسري في الحَقيقة ِ يَسرَة ً،
ويُديرُها الفَلَكُ المُحيطُ يَمينَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
رقم القصيدة : 20138
-----------------------------------
ربّ يومٍ قد رَفَلتُ بِهِ،
في ثيابِ اللّهوِ والمَرَحِ
أشرقتْ شمسُ المدامِ بهِ،
وجَبينُ الصّبحِ لم يَلُحِ
فظَلَلنا بَينَ مُغتَبِقٍ
بحمياها، ومصطبحِ
وشَدَتْ فيا الدّوحِ صادِحَة ٌ
بضُروبِ السّجعِ والمُلَحِ
كلّما ناحَتْ على شَجَنٍ،
خلتُها غنتْ على قدحِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
رقم القصيدة : 20139
-----------------------------------
أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
فأرتنا الآياتِ والبيناتِ
وتجلتْ من خدرِها، فنهضنا،
ومشينا لفضلِها خطواتِ
كيفَ لا تخضعُ العقولُ لديها،
وهيّ سلطانُ سائرِ المسكراتِ
قَهوَة ٌ بَردُها يَنُوبُ عن الما
ءِ، وتغني طوراً عن الأقواتِ
لو حَسَا ابنُ التّسعينَ منها ثَلاثاً
أبدَلَتْ قَوسَ قَدّهِ بقَناة ِ
قَتَلَتها السُّقاة ُ عَمداً لتَحيَا،
بشَبا الماءِ لا حدودِ الظُّباتِ
ألفوا في الكؤوسِ إذ مزجوها،
بينَ ماءَ الحيا وماءِ الحياة ِ
بأحمرارٍ يدبّ في يققِ الما
ءِ دَبيبَ التّضريجِ في الوَجَناتِ
سبكَ الدهرُ تبرها، فتراءتْ
كسنا الشمسِ في الصفا والصفاتِ
جاءَ نَصّ الكتابِ بالنّفعِ فيها،
لو خلتْ من مآثمِ الشبهاتِ
نهكَ المفرطونَ فيها حمَى الإسـ
ـلاَمِ مِن غَيرِ عِدّة ِ وَثَباتِ
لو حَسَوها بما لها من شروطٍ،
بدلتْ سيئاتهم حسناتِ
قلتُ لمّا شربتها مع كرامٍ
عَرَفوا ما لها منَ الآياتِ
ولدينا السرورُ دانَ، وعنّا
الضّدُّ قد غابَ والزّمانُ مُواتِ:
كم يَفُوتُ المُعربدينَ على السّكْـ
ـرِ لدَينا من طَيّبِ اللّذّاتِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،
يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،
رقم القصيدة : 20140
-----------------------------------
يقولونَ لي: قد حرمَ الراحَ معشرٌ،
وعزّتْ، فقلتُ: اليَومَ عَفّ إزارُها
وقالوا: حِماها قد أحاطَتْ بِهِ الظُّبَى الـ
ـمواضي، فقلتُ: الآنَ طابَ مزارُها

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
رقم القصيدة : 20141
-----------------------------------
رَوِّني من سُلافَة ِ الصّهباءِ،
فهيَ تَروي من سائرِ الأدواءِ
واسقِياني بل اشفِياني، فحِفظُ الـ
ـنّفسِ خَيرٌ من أنْ أمُوتَ بدائي
إن يكُ شربُها حراماً على النا
سِ بنَصّ الكتابِ والأنباءِ
شربُها للدواءِ حلُّ لباغيهِ،
قياساً لها على المُومِياءِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
رقم القصيدة : 20142
-----------------------------------
قد أيقظَ الصبحُ ذواتِ الجناح،
وعطرَ الزهرُ جيوب الرياح
وارتاحَتِ النّفسُ إلى شُربِ راح،
قم هاتِها من كفّ ذاتِ الوِشاح
فقد نعى الليلَ بشيرُ الصباحِ
باكِرْ، فطَرف الدّهرِ في غَفلَة ٍ،
وأنتَ من يومكَ في غفلة ِ
فاعجَلْ، فظِلُّ العَيشِ في نُقلَة ٍ،
واحللْ عرى نومِكَ عن مقلة ٍ
تقلُّ ألحاظاً مراضاً صحاحِ
فقاطع الغمضَ، وصلْ تنشوة ً،
تُوليكَ من بَعد الصِّبَا صَبوَة ً
ولا ترمْ من سكرها صحوة ً،
خلّ الكرى عنكَ، وخذ قهوة ً
تهدي إلى الروحِ نسيمَ الرياحِ
باكِرْ صَبوحَ الرّاحِ بَينَ الدُّمَى
مع كلّ بدرٍ فاقَ بدرَ السمَا
من كلّ حلوِ اللفظِ عذبِ اللُّمَى ،
هذا صبوحٌ وصباحٌ، فمَا
عذركَ عن تركِ صبوحِ الصباح
إنْ لذة ٌ وافت، فكن أهلها،
مخافة َ أن لا ترَى مثلها
وإن نأتْ صارمة ً حبلها،
بادرْ إلى اللذاتِ واركبْ لها
سوابقَ اللهوِ ذواتِ المراحِ
أما تَرى اللّيلَ بنا قَد طَحَا،
والصبحَ بالنورِ لهُ قد محَا
قم فارشفِ الكأسَ ودعْ من لحا
من قبل أن ترشُفَ شمسُ الضّحى
رِيقَ الغَوادي من ثُغُورِ الأقاح

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
رقم القصيدة : 20143
-----------------------------------
هبوا، فقد قدّ ذيلُ الليلِ من دبرٍ،
ونبهَ الصحبَ شدوُ الورقِ في السحرِ
وأقبلَ الصبحُ يدعو بالصبوحِ لنا،
مُناجِياً بلِسانِ النّايِ والوَتَرِ
فاستَيقِظُوا من ثيابِ السّكرِ وابتدروا
راحاً تريحُ من الأحزانِ والفكرِ
مدامة ً أثرتْ في وجهِ شاربِها،
أضعافَ تأثيرِ نورِ الشّمسِ والقَمَرِ
يسعى بها ثملُ الأعطافِ يسعفُها
بنَشوَة ٍ من سُلافِ الغُنجِ والحَوَر

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
رقم القصيدة : 20144
-----------------------------------
أقولُ لراووقٍ تضمنَ راحنا:
بقلبكَ إكسيرُ السّرورِ، فلِمْ تَبكي؟
فقالَ: هَمَتْ عَيني، وسِنّي ضاحكٌ،
وقد تَدمَعُ العَينانِ من شدّة ِ الضّحكِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
رقم القصيدة : 20145
-----------------------------------
وَلَيلَة ٍ خَرّقْتُ عن صُبحِها
جيباً، من الظلماءِ، مزرورا
شاهَدتُ بَدرَ التّمّ فيها، وقد
كَوّرَ شَمسَ الرّاحِ تَكويرَا
بتنا بها نشربُ من قهوة ٍ
قدرها الساقونَ تقديرَا
إن لم تكن أكوابُنا فضّة ً
كانتْ قواريرَ قواريرَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
رقم القصيدة : 20146
-----------------------------------
أذَى الجسمِ شربُ الرّاحِ قبلَ اغتذائِه،
وللنفسِ منهُ غاية ُ القبضِ والثقلِ
كلوا واشربوا أمرٌ بترتيبِ شربِها،
ولا تشربوا الصبهاءَ، إلاّ على أكل

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
رقم القصيدة : 20147
-----------------------------------
قالوا: خلال الوقتُ فاشربَها على حذَرٍ،
فقلتُ: هيهاتَ أمرٌ ليسَ ينكَتِمُ
كيفَ السّبيلُ وكلٌّ، حين يَشرَبُها،
يجولُ في وجههِ بعدَ الصفارِ دمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
رقم القصيدة : 20148
-----------------------------------
لجيشِ الحيا في مأقظِ الروضِ معركٌ،
كأنّ لهُ ثأراً على الأرضِ يُدرَكُ
إذا استَلّ فيهِ الرّعدُ أسيافَ برقِهِ،
فليسَ بهِ إلاّ دمُ الزقّ يسفكُ
فيا حَبّذا فَصلُ الخَريفِ ومُزنُهُ،
وسترُ السحابِ الطلقِ بالبرقِ تحبكُ
وللطلّ في الغدرانِ رقشٌ منمنمٌ،
كأنّ أديمَ الماءِ صرحٌ مشبكُ
ولم أنسَ لي في ديرِ سهلانَ ليلة ً،
بها السحبُ تبكي والبوارقُ تضحكُ
وثوبُ الثرى بالزعرفانِ معطرٌ،
وللرّيحِ ذَيلٌ بالرّياضِ مُمَسَّكُ
وأقبلَ شماسٌ وقسٌّ وأسقفٌ،
ومِطرانُهم مع مَقربانٍ وبَطرَكُ
يحفونَ بي حتى كأنّي لديهمُ
حَبيبٌ مُفَدّى ، أو مَليكٌ يُمَلَّكُ
ويصغونَ لي علماً بأني لبحثهم
عُذَيقُ جَناهُ، والجُذيلُ المُحكَّكُ
وأقبلَ كلٌّ منهمُ بمدامة ٍ،
بها كانَ في تقديسهِ يتنسكُ
فذلكَ نحوي يحملُ الكأسَ جائياً،
وهذا بمسحِ الكفّ بي يتبركُ
وطافوا بكأسٍ لا يوحدُ راحُها،
ولكن لها في الكأسِ ماءٌ يُشَرِّكُ
مشعشعة ٌ يخفي الزجاجُ شعاعها،
فمن نُورِها سِترُ الدُّجُنّة ِ يُهتَكُ
تَوَهّمَها السّاقُونَ نُوراً مُجَسَّماً،
فظلتْ بها بعدَ اليقينِ تشككُ
إذا قَبّلوها يُنعِشُ الرّوحَ لُطفُها،
وإن تركوها، فهيَ للجسمِ تهتكُ
وإن سامحوها في المزاجِ تمردتْ،
ومالتْ فكادتْ أنفسُ الصحبِ تهلكُ
فتَكنا بسَيفِ الماءِ فيها، فَحاوَلَتْ
قصاصاً، فباتتْ وهيَ في العقلِ تفتكُ
وهَبّ لَنا شادٍ كَريمٌ نِجادُهُ،
خُؤولتُهُ في الفَخرِ قَيسٌ وبَرمَكُ
يُحَرّكُ أوتاراً تُناسِبُ حسَّها،
بها تَسكُنُ الأرواحُ حينَ تُحَرَّكُ
إذا جسّ للعشاقِ نغمة ٍ
يُشارِكُها في البَمّ رَستٌ وسَلمَكُ
ورتّلَ من شِعري نَسيباً مُنَقَّحاً،
يكادُ يُعيرُ الرّاحَ سُكراً ويُوشكُ
إذا ما تَأمّلتُ البُيوتَ رأيتُها
نُضاراً بنارِ الألمَعيّة ِ يُسبَكُ
ولمّا مَلَكتُ الكأسَ ثمّ حسَوتُها،
تقاضتْ فظلتْ، وهيَ للعقلِ تملكُ
بخلتُ على الأغيارِ منها بقَطرَة ٍ،
وجُدتُ لساقيها بما كنتُ أملِكُ
وناوَلتُهُ كأساً، إذا ما تَمَسّكَتْ
يداهُ بها ظلتْ بها تتمسكُ
فظلّ إلى اللذاتِ يهدي نفوسنا،
على أنه لا يهتدي أين يسلكُ
فلا تنسَ في الدنيا نصيبكَ، وابتدرْ
إلى الراحِ، إنّ الراحَ للروحِ تمسكُ
وثقْ أن ربّ العرشِ، جلّ جلاله،
غفورٌ، رحيمٌ، للسرائرِ مدركُ
وما كانَ من ذَنبٍ لدَيهِ، فإنّهُ
سيَغفِرُهُ إلاَّ بهِ حينَ نُشرِكُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
رقم القصيدة : 20149
-----------------------------------
حَلّتِ المُومياءُ، وهيَ من المَيـ
ـتة ِ، بعدَ التحريمِ للنفعِ فيها
وسلافٌ بنفعِها نطقَ القرآ
نُ قد حرمتْ على عارفيها
يلبسُ الجهلَ من قصدَ السكـ
ـرَ، فيُمسي بها الحَليمُ سَفيها
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
رقم القصيدة : 20150
-----------------------------------
أنِفَ الخمّارُ من فَرطِ خِباها،
ورأى الصَّونَ احتكاراً فسَباها
قَهوَة ٌ، لو قيلَ للشّمسِ اسجُدوا
وبَدَتْ حُقّتْ على النّاسِ اشتباها
جَرَّدَ المَزْجُ عَلَيها سَيْفَهُ،
عندَما سَلّتْ على اللّيلِ ظُبَاها
وأباها المزجُ لمّا مزجتْ،
وإذا ما انتَسَبَتْ كانَ أباها
فرأينا الليلَ صبحاً عندما
برَزَتْ تُجلَى عَلَينا من خِباها
هتكَتْ أنوارُها سِترَ الدّجَى ،
بصفاحٍ خرقَ الليلَ سناها
قابلَتنا، فسَجَدنا هَيبَة ً
لمحَيّاها، وعَفّرنا الجِباها
في رِياضٍ عَطّرَتْ أنفاسُها
سائرَ الآفاقِ، إذ هَبّتْ صَبَاها
ألبستها السحبُ من وشي الكلا
حللاً، مذْ بلغَ السيلُ رباها
فقَضَينا لذّة َ النّفسِ بها،
في صفا عيشٍ بهِ الدهرُ حباها

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
رقم القصيدة : 20151
-----------------------------------
نَهَى اللَّهُ عن شربِ المُدامِ لأنّها
محرمة ٌ، إلاّ على من لهُ علمُ
وقد جاءَ في القُرآنِ إثباتُ نَفعِها،
ولكن فيهِ من تَوابِعِها إثمُ
وذاكَ بقَدرِ الشّاربين وعَقلِهِم،
ففي معشرٍ حلٌّ، وفي معشرٍ حرمُ
ولو شاءَ تَحريماً على كلّ مَعشَرٍ
لقالَ رسولُ اللَّه لا يُغرَسُ الكَرَمُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ألا يا مَلِكَ العَصـ
ألا يا مَلِكَ العَصـ
رقم القصيدة : 20152
-----------------------------------
ألا يا مَلِكَ العَصـ
ـرِ، ويا نادرة َ الوقتِ
ومن شرفَ قدرَ الدسـ
ـتِ، والكرسيِّ والتختِ
ومن ما زال صدرَ الجيـ
ـشِ والموكبِ والدستِ
ألا فانظُرْ إلى الفِردَوْ
سِ كالفردوسِ في النعتِ
وبادرْ غيرَ مأمورٍ
وكُنْ للهَمّ ذا مَقتِ
وزفّ الراحِ لازلتَ
سَعيدَ الجَدّ والبَختِ
منَ السبتِ، إلى السبتِ،
إلى السبتِ، إلى السبتِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
رقم القصيدة : 20153
-----------------------------------
يا مالِكَ العَصرِ، ومَن
لجودهِ الغيثُ حسدْ
ومن حوى مكرمة َ الـ
ـأنواءِ مع بأسِ الأسَدْ
أما تَرَى الزّهرَ، وقد
أججَ ناراً ووقدْ
وانتَبَهَ الدّهرُ لَنا،
مِن بَعدِ ما كانَ رَقَدْ
فاغتنمِ العيشَ، ولا
تردّ منهُ ما وردْ
وواصِلِ الشّربَ، وقُل
أنجزَ حرٌّ ما وعدْ
من الأحدْ، إلى الأحد،
إلى الأحَد، إلى الأحَدْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
رقم القصيدة : 20154
-----------------------------------
أيا ذا الفَخرِ ومَلْكَ العَصرِ
وسامي القَدرِ على النّسرَينِ
ورَّب الفَضلِ، وجمَّ البَذلِ،
ومن بالعَدلِ حَكَى العُمَرَينِ
أرى الأنوارَ من النوارِ
شبيهَ بدتْ للعينِ
فقم من بعد نهوضِ السعدِ
فإنّ الوعدَ شبيهُ الدينِ
خذِ اللذاتِ من الأوقاتِ
ودعْ ما فاتَ قبيلَ البينِ
وقُمْ نَرتاحُ لشُربِ الرّاحِ،
فللأقداحِ سناها زينِ
من الاثنين، إلى الاثنين،
إلى الاثنينِ، إلى الاثنينِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
رقم القصيدة : 20155
-----------------------------------
يا مَن غَدا للأنام غَيثاً،
وجودهُ للورى غياثا
ومَن إذا جارَ صَرفُ دَهرٍ،
فقدَ نجا من بهِ استغاثا
أما تَرَى الزّهرَ وهوَ زاهٍ،
والجونَ قد جادَهُ وغاثَا
وقد وَفَى دَهرُنا، وكانَتْ
جبالُ ميعادهِ رثاثا
فاغتنمْ وفي موعدِ الليالي
من قَبلِ أن تُحدثَ انتِكاثَا
وباكِرِ الرّاحَ كلّ يومٍ،
ولا ترمْ دونها التباثَا
من الثلاثا، إلى الثلاثاً،
إلى الثلاثَا، إلى الثلاثَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
رقم القصيدة : 20156
-----------------------------------
أيا ملكاً ربعهُ للعفاة ِ،
رَحيبُ الفِناءِ رَفيعُ البِناءِ
ومن وجهه مثلُ شمسِ النهارِ
عزيزُ المقالِ عزيزُ السناءِ
ومَن إن أرَدنا دُعاءً لَنا،
دعونا لأيامهِ بالبقاءِ
الستَ ترى الأرضَ قد زخرفتْ،
وقد ضحكتْ من بكاءِ السماءِ
فثُبْ كلّ يَومٍ إلى قَهوَة ٍ،
تشاكَلُ كاساتُها في الصّفاءِ
ومُرْ ساقيَ الرّاحِ يَمزُجْ لَنا
مِياهَ الحَياة ِ بماءِ الحَياءِ
من الأربعاءِ، إلى الأربعاءِ،
إلى الأربعاءِ، إلى الأربعاءِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
رقم القصيدة : 20157
-----------------------------------
يا صاحبَ الفَضلِ العَميـ
ـمِ، وصاحبَ الربعِ الأنيسِ
ومَنِ انجَلَى بضِياءِ بَهـ
ـجته دجى الخطبِ العبوسِ
انظُرْ إلى زَهرِ الرّيا
ضِ عليكَ يجلى كالعروسِ
والدّوحُ قد جَعلَ الشّقيـ
ـقَ بَرانساً فوقَ الرّؤوسِ
فاطردْ لَنا وَهمَ الحَوا
دِثِ بالكميتِ الخندريسِ
في كلّ يوم تجتلي
صباً يجلَّى في الكؤوسِ
منَ الخَميسِ، إلى الخَميـ
ـسِ، إلى الخميسِ، إلى الخميسِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
رقم القصيدة : 20158
-----------------------------------
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
وعاقِرْ صَفوَ عَيشِكَ بالعُقارِ
وهبّ مع الصباحِ إلى صبوحٍ،
وصلْ آناءَ ليلكَ بالنهارِ
وإنْ شرفتَ مجلسنا، فإنّا
لنا حقّ الصداقة ِ والجوارِ
فعندي سادة ٌ غرٌّ كرامٌ،
يَزينُونَ الخَلاعَة َ بالوَقارِ
ومَجلِسُنا بهِ ساقٍ صَغيرٌ،
يُحَيّينا بأقداحٍ كِبارِ
إذا ما قلت: مهلاً! قال: مه لا،
وحقك ليسَ ذا يوم اختصارِ
وشادٍ قد حوى في الخدّ منهُ
كما في الكأسِ من ماءٍ ونارٍ
إذا أرضَى مَسامعنا بشَدوٍ،
تُجاوِبُهُ البَلابلُ والقُمارِي
وحضرتنا من الأزهارِ ملأى ،
من الوَردِ المُكَلَّلِ بالبَهارِ
وفي ميداننا فرسانُ لهوٍ،
كماة ٌ في المجالسِ لا القفارِ
رماحُهُمُ الشّموعُ بهِ، وفيهِ
دُخانُ النّدّ كالنّقعِ المُثارِ
وراحق في لجينِ الكأسِ تحكي
بصفرة ِ لونها ذوبَ النضارِ
وقد عَقَدَ الحَبابُ لها نِطاقاً،
لمِعصَمِ كأسِها شِبهَ السِّوارِ
فَلا تَعزِمْ لَنا عُذراً، فإنّا
نجلكَ عن مقامِ الإعتذارِ
وعَجّلْ بالتّفَضّلِ، أو أرِحنا
بمَنعِكَ عن عَناءِ الانتِظارِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
رقم القصيدة : 20159
-----------------------------------
قم صاحِ نلتقطِ اللذاتِ إن ذهلتْ
بَنُو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ ابنِ شَيبانَا
ولا تُطع في اطّراحِ الرّاحِ ذا مَلَقٍ،
عندَ الحفيظة ِ إن ذو لوثة ٍ لانَا
أما تَرَى الصّحبَ إذ نادى النّديمُ بهم،
طاروا إليهِ زرافاتٍ ووحدانَا
إن قال: هبوا لنا كانَ السرورُ لهُ
في النائباتِ على ما قالَ برهانَا
قومٌ أقاموا على لذاتِ أنفسهم،
لَيسوا من الشرّ في شيءٍ، وإن هانَا
لم يسألوا عن ولاة ِ الجورِ معدلة ً،
ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانَا
قد أقسَمَ الدّهرُ أن العَينَ ما نَظَرَتْ
سواهمُ من جَميعِ النّاسِ إنسانَا
يُبدونَ عندَ الرّضَى ليناً، فإن غَضِبوا،
شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانَا
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
رقم القصيدة : 20160
-----------------------------------
رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
تجددُ أنسَ خلانِ الوفاءِ
وأربابُ الوَدادِ لهم قلوبٌ،
يُذيبُ صَميمَها فَرطُ الجَفاءِ
فشَرّفْ بالحُضورِ، فإنّ قَلبي
يُؤمِّلُ منك ساعاتِ اللّقَاءِ
وحيّ على المدامِ، ولا تبعِها
بما فوقَ الثرى لكَ من ثراءِ
فقَد وَشّى الرّبيعُ لَنا رُبُوعاً،
فوَشّعَها كتَوشيعِ الرّداءِ
ونحنُ بمنزلٍ لا نقصَ فيهِ،
رَحيبَ الرَّبعِ مُرتَفِعِ البِناءِ
وفي داري بُخارِيٌّ وخَيشٌ،
أُعِدّا للمَصيفِ وللشّتاءِ
فهذا فيهِ شاذروانُ نارٍ،
وهذا فيهِ شاذروانُ ماءِ
ومَنظَرَة ٍ بها شبّاكُ جامِ
رقيقِ الجرم معتدلِ الصفاءِ
يردّ البَردَ والأهواءَ عَنّا،
ويأذنُ للأشعة ِ والضياءِ
وبركتنا بها فوارُ ماءٍ
يُجيدُ القَصدَ في طَلَبِ السّماءِ
إذا سَفَرَ الصّباحُ لها أضاءَتْ
بماءٍ مثلِ مَسرودِ الأضاءِ
وشادٍ يُرجِعُ الصّهباءَ سَكرَى
بما يبديهِ من طيبِ الغناءِ
وساقٍ من بني الأعرابِ طفلٍ،
يزين الحسنَ منهُ بالذكاءِ
ذكاءُ قريحة ٍ وذكاءُ نشرٍ،
وأنوارٌ تفوقُ على ذكاءِ
وراحٌ تعبقُ الأرجاءُ منها،
كأنّ أريجها طيبُ الثناءِ
إذا اتحدتْ بجرمِ الكأسِ أخفتْ
بساطعِ نُورِها جِرمَ الإناءِ
تعظمُ قدرَ كلّ سليمِ طبعٍ،
وتصغرُ قدرَ أهلِ الكبرياءِ
وقد سَتَرَ السّحابُ ذُكا، وفُضّتْ
جلابيبُ الغيومِ على الفضاءِ
سماءٌ بالغيومِ شبيهُ أرضٍ،
وأرضٌ بالخمائلِ كالسماءِ
إذا درئت بها الأداءُ جاءتْ
بما يغنيكَ عن شربِ الدواءِ
وقد زرناكَ في أمسٍ، فزرنا
نكنْ عندَ الزيارة ِ بالسواءِ
فشَرطُ الرّاحِ أن تَدعو وتُدعَى ،
فتسعف بالإجابة ِ والدعاءِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
رقم القصيدة : 20161
-----------------------------------
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
ويعدلُ فينا باللقاءِ فتعدلُ
ويُسعِفُنا بالقُربِ منكَ، فتَغتَدي،
ودونَكَ أستارُ التّحَجّبِ تُسبَلُ
فملْ نحوَ إخوانِ الصفاءِ، ولا تقل،
فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
فإنْ لم تَزُرنا، والخيامُ قَريبَة ٌ،
ولا سِترَ إلاَّ الأتحميّ المُرَعبَلُ
فكَيفَ إذا حَقّ التّرَحّلُ في غَدٍ،
وشُدّتْ لطَيّاتٍ مَطايا وأرحُلُ
فقَد مَرّ لي يومٌ سَعيدٌ لغَيمِهِ
لبائدُ عن أعطافِهِ ما تَرَجَّلُ
ولَيلَة ِ سَعدٍ يَصطَلي العُودَ ربُّها،
سُروراً، وفي آنائِها البَدرُ يُشغَلُ
أدارَ بها الوِلدانُ كأساً رويّة ً،
وشَمّرَ منّي فارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فنَحنُ وقد حَيّا السّقاة ُ بشُربِها،
فريقانِ مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
وهَبَّ لَنا شادٍ حَكَى الغُصنَ قَدُّهُ،
ألفُّ، إذا ما رعتهُ اهتاجَ، أعزلُ
يَجُسّ من الأوتارِ صُهباً، كأنّها
خُيوطَة ُ ماريٍّ تُغارُ وتُفتَلُ
يَفرّ بها من نَحرِهِ، فكأنّهُ
يطالعها في أمرهِ كيفَ يفعلُ
إذا هَزّ للتّرجيعِ رخصَ بَنانِهِ،
يثوبُ فتأتي من تحيتٍ ومن علُ
تُتابعُهُ فيها رُمُوزٌ، كأنّها
مُرَزّأة ٌ ثَكلَى تُرِنّ وتُعوِلُ
إذا واحدٌ منها استَعانَ بصَحبِهِ،
دعا، فأجابتهُ نظائرُ نحلُ
وقامَتْ لَنا عندَ السّماعِ رَواقِصٌ،
عَذَارَى عَلَيهنّ المُلاءُ المُذَيَّلُ
يحركنَ في الكفينِ شيزاً كأنهُ
قِداحٌ بكَفّيْ ياسرٍ تَتَقَلْقَلُ
إذا الرّقصُ هزّ الرِّدفَ منهنّ خِلتَهُ
يَظَلّ بهِ المُكّاءُ يَعلُو ويَسفُلُ
فثُبْ نحوَ صَحبٍ لم تَزَلْ مُتَفَضّلاً
علَيهم، وكانَ الأفضَلَ المُتَفَضِّلُ
فذا العيشُ لا من أصبحَ السيدُ جاره،
وأرقَطُ زُهلولٌ، وعَرفاءُ جَيألُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
رقم القصيدة : 20162
-----------------------------------
تَصَدَّقْ، فإنّا ذا النّهارَ بخَلوَة ٍ،
إذا زُرتَها تَمّتْ لَدَيّ المَحاسِنُ
أوانٍ، وساقٍ غَيرُ وانٍ، ومُطرِبٌ،
وراحٌ لها طيبُ السرورِ مقارنُ
فإن زرتَ مغنانا تكن أنتَ أولاً،
وعَبدُكَ ثانيها، وشادٍ وشادِنُ
وخامسُها الراووقُ والكأسُ سادسٌ،
وسابعُها الإبريقُ، والعُودُ ثامِنُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
رقم القصيدة : 20163
-----------------------------------
هَذي لَيلَة ُ السّرورِ التي كُـ
ـلّ وَليٍّ بمِثلِها مَسرُورُ
وأنا اليَومَ في طِلابِكَ كالدّو
لابِ تَجري دُمُوعُهُ ويَدورُ
ولدينا راحٌ ونقلٌ ومشمو
مٌ ومردٌ تحيي النفوسَ وحورُ
وتمامُ السرورِ عندي إن أمـ
ـكن من وَجهك الجميلِ الحضورُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
رقم القصيدة : 20164
-----------------------------------
أيا ابنَ الكرامِ الكماة ِ الحماة ِ،
كنوزِ العَفافِ وكَهفِ العُفاة ِ
ويا من يرى الجودَ حتماً عليهِ
وفرضَ الصلاتِ كفرضِ الصلاة ِ
ومن رأيُه في الأمورِ الجِسامِ
سبلُ النجاحِ وسفنُ النجاة ِ
لقَد ساعَدَ الفِطرُ رَبَّ الصّيامِ
بعيدٍ موافٍ وعيشٍ مؤاتِ
وعنديَ ظبيٌ غريبُ الجمالِ
غَزيرُ الصّفاءِ عَزيزُ الصّفاتِ
يُديرُ الصّفاءَ كماءِ الحَيا،
وماءِ الحَياءِ، وماءِ الحَياة ِ
وقد طَبّقَ الجَوَّ غَيمٌ جَهامٌ
أحاطَ بهِ من جميعِ الجهاتِ
ونحنُ نُقابلُ جَيشَ الرّبيعِ
بزَفّ الهَناءِ، وزنّ الهَناتِ
فساعدْ سعدتَ بنيلِ الوفاقِ
لأهلِ الوفاءِ قبيلَ الوفاة ِ
وزرنا، فإنّ الذّ الهباتِ
إعادَة ُ أيّامِنا الذّاهِباتِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
رقم القصيدة : 20165
-----------------------------------
شَرّفْتَ بالأمس بنَقل الخُطَى ،
حتى انقضتْ ليل ليلة ٌ صالحَه
فعُدْ بها حتى تَقُولَ الوَرى :
ما أشبَهَ اللّيلَة َ بالبارحه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
رقم القصيدة : 20166
-----------------------------------
أيا صاحباً ساءَني بعدهُ
فَما سَرّني القُربُ من صاحِبِ
لئِن كنتَ عن ناظري غائِباً،
فعن خاطري لستَ بالغائبِ
ألَستَ تَرَى الدّهرَ يَجري بنا،
كجري المطية ِ بالراكبِ
فزرني أعدْ بكَ مستدركاً
لما فاتَ من عيشنا الذاهبِ
فعندي قليلٌ من البختجوشِ
هدايا فقيهٍغلى تائبِ
كأنّ شذا عرفها عنبرٌ،
يُلاثُ بهِ شارِبُ الشّارِبِ
وغُرفَتُنا خَلوَة ٌ للعُلومِ
أُعِدّتْ كصَومَعَة ِ الرّاهبِ
وقَينَتي خَلفَ كُتبِ الصّحاحِ
تحتَ الجرارِ إلى جانبي
إذا شمها الناسُ كابرتهم،
وأقسمتُ بالطالبِ الغالبِ
وإن شوهدتُ قلتُ: نيمختح
أداوي بهِ وجَعَ الحالبِ
ولن يُنكِرَ النّاسُ إن زُرتَني
لسعي فقيهٍ إلى كاتبِ
فحيّ على الراحِ قبلَ الدروسِ
ولا تَجعَلِ النّدبَ كالواجبِ
وخذها بأوفرِ أثمانها،
ولا تأسَ من غبطة ِ الكاتبِ
وغالِ بها، أنها جوهرٌ،
فقيمتُها غرضُ الطالبِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
رقم القصيدة : 20167
-----------------------------------
تَصَدّقْ، فإنّا على حالَة ٍ
تقلدُ بالمنّ جيدَ الزمانِ
تُضاعِفُ بالأمن بأسَ الشّجاع
وتُضعِفُ بالرّعب قلبَ الجَبانِ
يَسُرّ المَسامعَ في جَوّه
هديرُ القناة وشدو القيانِ
وعندي ساقٍ ينوبُ المدامَ،
فسكرنا بلطيف المعاني
وتحسبُ قهوتنا كاهناً
لما أظهرتْ من صفاتٍ حسانِ
إذا ما حَساها الفَتى وُكّلَتْ
بحَلّ الضّمير وعَقد اللّسانِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
رقم القصيدة : 20168
-----------------------------------
إن كانَ يُمكِنُ أن تشرّفَ مَنزلي،
فتلكَ عندي منة ٌ لا تجحدُ
فالعَبدُ في هذا النّهار بخَلوَة ٍ
محجوبة ٍ، وبها ثلاثٌ تحمدُ
راحٌ مُعَتَّقَة ٌ، وشادٍ مُطربٌ،
طَلقٌ مُحَيّاهُ، وساقٍ أغيَدُ
من بَعد ما قد كانَ مَجلِسُهُ كما
قالَ الوَليدُ لكَي به يستَشهدُ
فأقلُّ خلوَته الخَفيفَة ِ مَحفِلٌ،
وأخفُّ مجلسه المحجبِ مشهدُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
رقم القصيدة : 20169
-----------------------------------
لَيسَ عنكَ مُصطَبَرُ،
حينَ أسعدَ القدرُ
إنّ صفوَ عيشتنا،
لا يشوبه كدرُ
فابتَدِرْ لمَجلِسِنا،
فاللبيبُ يبتدرُ
واعجبنْ لشمس ضحًى ،
قد سَعَى بها قَمَرُ
والخُطُوبُ غَافِلَة ٌ،
والرّفاقُ قد حَضَرُوا
والعيونُ ناظرة ٌ،
والقلوبُ تنتظرُ
غير أنهم نفرٌ
عن رضاكَ ما نفروا
إن مَنَحتَهم شَكَرُوا،
أو منعتهم عذروا


العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
رقم القصيدة : 20170
-----------------------------------
أنعمْ وشرفْ بالجوابِ،
أو زرْ فقد زادَ الجوَى بي
فبمجلسي صرفُ المدام
لَدَى سَواقينا الجَوابي
وبه القدورُ الراسياتُ
لدَى جِفانٍ كالجَوابي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
رقم القصيدة : 20171
-----------------------------------
قد مَرّ لي لَيلَة ٌ بالدّير صالحَة ٌ،
مع كلّ ذي طلعة ٍ بالبدر مشتبهِ
وقد عزمتُ بأن أغشاهُ ثانية ً،
فهل تعينُ على غيٍّ هممتُ بهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
رقم القصيدة : 20172
-----------------------------------
قم بنا في صباحِ يومِ الخميسِ
نَتَلَقّى الصّيامَ التّنهيسِ
ثمّ قَدّمْ لَنا التّأهّبَ للصّومِ،
وداعَ السلافة ِ الخندريسِ
لا تقلْ إنها ليالٍ شرافٌ،
لستُ ألقى سعودها بنحوسِ
إنّ يوماً مباركاً لاجتلاءِ الـ
ـرّاحِ خَيرٌ من هَولِ يومٍ عَبُوسِ
فَغَدا يَقرأُ الصّيامُ بفَحوا
هُ على النّاسِ آيَة َ الدَّبُوسِ
وتَرى بَينَنا وبَينَ المَلاهي
وكؤوسِ المُدامِ حَربَ البَسوسِ
فالقَ صَدرَ الخَميسِ منكَ بصَدرٍ،
لم يزل في الهاجِ صدرض الخميسِ
فلَدَينا مُدامَة ٌ ونَدامَى ،
كبدورٍ، قد أحدقتْ بمشوسِ
كلُّ شَهْمٍ أجرا جَناناً من الصّقـ
ـرِ، وأبهَى حُسناً من الطّاوُوسِ
مجلسٌ شارفَ الكمالَ، ولا يكـ
ـمُلُ إلاَّ بوَجهِكَ المَحرُوسِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
رقم القصيدة : 20173
-----------------------------------
بكَ من حادث الزمان نعوذُ،
وبأبوابِكَ الشراف نلوذُ
ولكَ الأنعمُ التي كلُّ حدسٍ
بَينَنا غَيرَ شُكرها مَنبُوذُ
يا مليكاً للمال منهُ نفادٌ،
ولآرائِهِ الشّرافِ نُفُوذُ
قد خلونا بمجلسٍ كلُّ ما فيـ
ـهِ، سوى البعد عن عُلاك، لذيذُ
ولدينا شادٍ، ونقلٌ، ومشمو
م، وطَيرٌ يُشوَى ، وخبزٌ سَميذُ
وغلامٌ من النّصارى بماء الـ
ـحسن قبلَ اعتماده معموذُ
لو رأى لَفظَهُ الرّئيسُ ابنُ سينا
سرهُ أنهُ لهُ تلميذُ
قد أخذناهُ من ذويه، ولكن
كلُّ قلبٍ في أسره مأخوذُ
ومَسَرّاتُنا تَمامٌ، فَما أعوَ
زَ بينَ الرفاق إلاّ النبيذُ
أعوزتُ بغتة ً فحاليَ موقو
فٌ، وقلبي لفقدها مفقوذُ
إن تساعدْ بها، فكم من أيادٍ
لكَ فكري لشكرها مشحوذُ
قَيّدَتْ شاردَ الثّنا لك والشّكـ
ـرَ، فما للثناء عنها شذوذُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
رقم القصيدة : 20174
-----------------------------------
فَسَدَ الشّربُ حينَ أعوَزَت الرّا
حُ، وحالَتْ قَواعدُ النّدمانِ
وحَقيقٌ، إذا تَعَذّرَت الشّمـ
ـسُ، فسادُ النبات والحيوانِ
فَتَصَدّقْ بقَهوَة ٍ، إنْ تَجَلّتْ
في الأواني، ظنَنتَ فيها الأواني

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
رقم القصيدة : 20175
-----------------------------------
وعدتُ الندامَى بالمدام، فلم أجِد
مُنى النفس، واستحييتُ من كثرة المطلِ
فمنّ بأرطالٍ عليّ حبيبة ٍ
إليّ، فإني أعشقُ المنّ بالرطلِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
رقم القصيدة : 20176
-----------------------------------
خليليّ هبّا كلّ يومٍ وليلة ٍ،
ولا تَطعَما حتى الصّباح كَراكمَا
فإنّ لييلات الشتاء أنيسة ٌ،
إذا نمتما قد فاز فيها سواكما
وقد أمكنتْ في مجلس الشرب ستة ٌ،
وكلٌّ على وفق الصّواب رضاكُمَا
شموعٌ، وشمامٌ، وشادٍ، وشادنٌ،
وشَهدٌ، وشَرْبٌ يَشتَهي أن يَراكمَا
فلا تَحرماني منكما حُسنَ صُحبَة ٍ،
ألذُّ بها، إني محبّ لذاكُمَا
وإن كانَ هذا العيشُ من غير مانعٍ،
فلا أحسنَ الرحمنُ فيه عزاكما

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
رقم القصيدة : 20177
-----------------------------------
ثبْ إلى اللذات، فالعمرُ قصيرُ،
وحياة ٌ المرء في الدنيا غرورُ
لا تدعْ نهبَ سرورٍ عاجلاً،
كلّما أمكَنَ في الدّنيا سُرُورُ
فأسرعِ الخَطوَ، فعِندي شادنٌ،
وفتاة ٌ وخمورٌ، وأمورُ
وسُقاة ٌ، وحُداة ٌ، وغِناً،
وجنوكٌ، وطبولٌ، وزمورُ
كلّما دُرنا رأينا بَينَنا
شادناً يَشدو، وكاساتٍ تَدورُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
رقم القصيدة : 20178
-----------------------------------
قم بنا إنّا قصدنا الاجتماع،
لا مدامٌ وحضرة ٌ وسماع
ليسَ من شأننا التقيدُ بالشر
ب، فإن زالَتْ زالَتِ الأطماع
إن يكن صدنا عن الراح ذو الأمـ
ـر، وذو الأمر في الأمور مُطاع
فلَدَينا مُدامَة ٌ ما أتَى النّـ
ـص بتحريمها ولا الإجماع
إن يكنْ حرمَ المدامُ علينا،
فلَدَينا الحَشيشُ والفُقّاع

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
رقم القصيدة : 20179
-----------------------------------
حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
وفُقتَ النّاسَ فَضلاً وانتِسابَا
فكيفَ رَضيتَ أن أشكوكَ يوماً،
وأغلظ في الكتابِ لكَ العتابا
أزجي الكتبَ من فذٍ ومثنى ً،
فلَستَ تُعيدُ عن خَمسٍ جَوابَا
وأحسَبُ عَدّها ببَنانِ كَفّي،
كذلكَ شأنُ من عملَ الحسابا
فكمْ أوليكَ وداً واعتقاداً،
فتُوليني صُدوداً واجتنابَا
هدَمتَ القَلبَ ثمّ سكَنتَ فيهِ،
فكَيفَ جعَلتَ مَسكنكَ الخَرابَا
فزرنا إنّ مجلسنا أنيقٌ،
يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشّبابَا
يُقابِلُهُ بُخارِيٌّ تَلَظّى ،
فتحسبُ حرّ آبٍ منهُ آبا
له تاجٌ يركَ النارَ تجلَى ،
وتَنظُرُ للدّخانِ بِهِ احتِجابَا
فوِلدانٌ تُديرُ بذا مُداماً،
وغِلمانٌ تُديرُ بذا كِتَابَا
ولَيلَتُنا شَبيهُ الصّبحِ نُوراً،
وقد عَقَدَ البَخورُ بها ضَبَابَا
كأنّ ظَلامَها بالشّمعِ فَودٌ،
وقد وخطَ القتيرُ به، فشابَا
ويرفدُ ضوءَ شمعتنا غلامٌ
لها في اللّيلِ تَحسَبُهُ شِهابَا
تقاصرَ دونها قداً، وقدراً،
وجاوزها ضياءً والتهابَا
إذا اقتَسَمَ العَقائرَ مَن لَدَيها،
جعَلنا اسمَهُ الشّحمَ المُذابَا
وقهوتنا من المطبوخِ حلٌّ،
إذا رُعيَ الفقيهُ لها أجابا
تجلتْ في الزجاجِ بغيرِ خدرٍ،
وصَيّرَتِ الحَبابَ لها نِقابَا
ولمّا ساقنا نظمٌ بديعٌ،
يَسرّ النّفسَ خَطّاً، أو خِطابَا
جَعَلنا الماءَ شاعرَنا، فلَمّا
جرت في فكرهِ نظمَ الحبابا
فزرنا تكملِ اللذاتُ فينا،
ولا تفتحْ لنا في العتبِ بابا
ولا تَجعَلْ كلامَ الضّدّ عُذراً،
تَصُدّ بهِ الأحبّة َ والصّحابَا
فإنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ،
إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا
ومثلُكَ لا يُدَلّ على صَوابٍ،
وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ الصّوابَا
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
رقم القصيدة : 20180
-----------------------------------
أخبرتْ شبهة ٌ النعاسِ بعينيـ
ـكَ صباحاً عن المساءِ السيعدِ
وفهمنا منَ الفتورِ نشاطاً،
كانَ منها في نهبَ وردِ الخدودِ
وعلمنا لم طلقتْ لذة ُ الغمـ
ـصِ، بما راجَعت من الشّهيدِ
فلِخَمرِ السّهادِ فيها خُمارٌ،
مُخبِرٌ بانقِضاءِ عَيشٍ رَغيدِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
رقم القصيدة : 20181
-----------------------------------
إن أكنْ قد جنيتُ في السكرِ ذنباً
فاعفُ عنّي يا راحَة َ الأرواحِ
أيّ عَقلٍ يَبقَى هناكَ لمِثلي،
بينَ سُكر الهوى وسُكر الرّاحِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
رقم القصيدة : 20182
-----------------------------------
وما كانَ ذا سكري من الراح وحدَها،
ولكن لأسبابٍ يقومُ بها العذرُ
جمعتَ لنا راحاً وروحاً وراحة ً،
وكلٌّ لهُ في العقل ما تفعلُ الخمرُ
وأبديتَ أخلاقاً حكَى الراحَ فعلُها،
وليسَ عجيباً أن يتعتعني السكرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خبروني بما لستُ أدري،
خبروني بما لستُ أدري،
رقم القصيدة : 20183
-----------------------------------
خبروني بما لستُ أدري،
من أمورٍ أبديتُ في حالِ سكري
فاعتراني الحيا، وكدتُ، وحاشا
يَ بأنّي أتُوبُ عن كأسِ خَمرِي
ثم راجعتُ رشدَ عقلي، وكفر
تُ يَميناً، كانتْ وَساوِسَ صَدرِي
فلَئِن كنتُ قد أسأتُ فمَولا
يَ على سكرتي يمهدُ عذري
لم يكن ذاكَ عن شُعوري ولكنْ
أنتَ تدري بأني لستُ أدري

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
رقم القصيدة : 20184
-----------------------------------
ضعفُ رأسي وقلة ُ الإيمانِ
أوجبَا ما رأيتَ من هذياني
والجنونُ الفحشُ الذي صرتُ منه
خارجاً عن طبيعة ِ الإنسانِ
فبحَقّي أموتُ يا مالكَ الرّ
قّ فاثنِ عن المُدامِ عِناني
إنَّ شربَ النّضوحِ يَسلبُني الرّشْـ
ـدَ فكيفَ المشعشع الخراكاني
ضَرّني شُربُهُ بغَيرِ مِزاجٍ
في أوانٍ دارتْ بغيرِ توانِ
إنّ سوءَ المزاجَ منهُ ومني
موجبٌ ما شهدتهُ بالعيانِ
ولذا إن منتهَى غاية السكـ
ـرِ حَرامٌ في سائرِ الأديانِ
بتُّ أشكو جَورَ الكؤوسِ وساقٍ
كلما قلتُ قد سكرتُ سقاني
إن أقل: كفّّ قال: هاكَ بحقّي،
أو أقل: متُّ! قال لي: في ضماني
وغُلامٍ كالشّمسِ في خدمة ِ الشّمـ
ـسِ يحيي بالشمسِ بنتَ الدنانِ
بعقارٍ تظلّ تفعلُ بالعقـ
ـلِ فعالَ النعاسِ بالأجفانِ
فلهذا قصرتُ في أدبِ النفـ
ـسِ، وطالَتْ بهِ يَدي ولِساني
فأنا اليَومَ في خُمارَيْنٍ من سُكـ
ـرِ وفكرٍ أعضّ منهُ بناني
فاعفُ واصفَحْ عمّا تَخَيّلَهُ السّكـ
ـرُ، فبَعضُ الحَياءِ منكَ كَفاني

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
رقم القصيدة : 20185
-----------------------------------
قالَ لنا الديكُ حينَ صوتْ،
والجفنُ بالغمضِ قد تفوتْ
والغصنُ بالزّهرِ قد تَجَلّى ،
والأرضُ بالقَطرِ قد تَرَوّتْ
ياحيفَ من في الصباحِ أغفَى ،
وغبنَ من للصبوحِ فوتْ
تنبهوا، فالغصونُ سكرَى
إذا ما ثنتها الصبَا تلوثُ
والغيمُ رطبُ الأديمِ جعدٌ،
كأنّهُ حُلّة ٌ تَطَوّتْ
قُوموا اشرَبوا، فالهُمومُ ضَعفَى ،
إذا تراخى الفتى تقوتْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
رقم القصيدة : 20186
-----------------------------------
الغَيثُ عَقيب ما هَمَى عَارِضُه،
والحبُّ قبيلَ ما نمَى عارضه
حاشاكَ تقولُ عارضٌ يمنعني،
أو تُحوِجُني أقولُ ما عارِضُه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
رقم القصيدة : 20187
-----------------------------------
لا تأخذني بجرمِ من قد غلطا،
في حالة ِ سكرهِ، وإن كان خطا
لولا صَدرَتْ من آدَمٍ هَفوَتُهُ،
ما كانَ من الجَنّة ِ يَوماً هَبَطَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
رقم القصيدة : 20188
-----------------------------------
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ
وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ،
وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ
فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنهُ
إنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ
يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ،
باللطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ
يا حبذا أزهارهُ وثمارهُ،
ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ
وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ،
كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ
والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَما
أخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ
نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَى
ماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ
والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنهُ
ملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ
وكأنما القداحُ سمطُ لآلىء ٍ،
هو للقضيبِ قلادة ٌ في جيدهِد
والياسَمينُ كعاشِقٍ قد شَفّهُ
جورُ الحبيبِ بهجرهِ وصدودهِ
وانظرْ لنرجسهِ الشهيّ كأنهُ
طرفٌ تنبيهَ بعدَ طولِ هجودهِ
واعجبْ لأذريونهِ وبهارهِ،
كالتبر يزهو باختلافِ نقودهِ
وانظُرْ إلى المَنظُومِ من مَنثُورِهِ،
متنوعاً بفصولهِ وعقودهِ
أو ما ترى الغيمَ الرقيقَ، وما بدا
للعَينِ من أشكالِهِ وطُرُودِهِ
والسّحبُ تَعقُدُ في السّماءِ مآتماً،
والأرضُ في عُرسِ الزّمانِ وعيدِهِ
ندبتْ فشقّ لها الشقيقُ جيوبهُ،
وازرَقّ سَوسَنُها للَطمِ خُدودِهِ
والماءُ في تيارِ دجلة َ مطلقٌ،
والجِسرُ في أصفادِهِ وقُيُودِهِ
والغيمُ يحكي الماءَ في جريانهِ،
والماءُ يحكي الغيمَ في تجعيدهِ
فابكُرْ إلى رَوضٍ أنيقٍ ظِلُّهُ،
فالعيشُ بينَ بسيطهِ ومديدهِ
وإذا رأيتَ جَديدَ روضٍ ناضرٍ،
فارشفْ عتيقَ الراحِ فوقَ جديدهِ
من كفّ ذي هيفٍ يضاعفُ خلقُه
سُكرَ المُدامِ بشَدوِهِ ونَشيدِهِ
صافي الأديمِ تَرَى ، إذا شاهَدتَهُ،
تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ
وإذا بَلَغتَ من المُدامَة ِ غايَة ً،
فأقلِلْ لتُذكي الفَهمَ بعدَ خُمودِهِ
إنّ المُدامَ، إذا تَزايَدَ حَدُّها
في الشّربِ، كان النّقصُ في محدودِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
رقم القصيدة : 20189
-----------------------------------
حَبّذا بالشِّعبِ يومي،
بينَ ولدانٍ وحورِ
وغصونُ البانِ والوَر
دِ على شاطىء النّهُورِ
وبدا النرجسُ ما
بَينَ أقاحٍ مُستَنيرِ
كقدودٍ، وخدودٍ،
وعيونٍ، وثغورِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
رقم القصيدة : 20190
-----------------------------------
قد أضحكَ الروضَ مدمعُ السحبِ
وتوجَ الزهرُ عاطلَ القضبِ
وقهقهَ الوردُ للصبَا، فغدتْ
تَملأُ فاهُ قُراضَة ُ الذّهَبِ
وأقبلتْ بالربيعِ محدقة ً،
كتائبٌ لا تخلّ بالأدَبِ
فغصنُها قائمٌ على قدمٍ،
والكرمُ جاثٍ لهُ على الركبِ
والسُّحبُ وافَتْ أمامَ مَقدَمِهِ،
له ترشّ الطريقَ بالقربِ
والأرضُ مدتْ لوطءِ مشيتهِ،
مطارفاً من رياضِها القشبِ
والطلُّ فوقَ المياهِ منتثرٌ،
فهوَ لكأسِ الغَديرِ كالحَبَبِ
والطّيرُ غَنّتْ بمَنطِقٍ غَرِدٍ،
يُغني النّدامَى عن نَفخَة ِ القَصَبِ
والقُضْبُ مالَتْ لسَجعِها طَرَباً،
ونحنُ منها أحقُّ بالطربِ
فقُم بنا نَنهَبِ السّرورَ، وعِشْ
من التهاني في حسنِ منقلبِ
ولا نضعْ فرصة َ الزمانِ، فما
تعلمُ ما في حوادثِ النوبِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
رقم القصيدة : 20191
-----------------------------------
رَعَى اللَّهُ لَيلَتَنا بالحِمَى ،
وأمواهُ أعينهِ الزاخرَه
وقد زينَ حسنُ سماءِ الغصونِ
بأنجمِ أزهارِها الزاهِرَه
وللنّرجِسِ الغَض ما بَينَنا
وُجُوهٌ بحَضرَتِنا ناضِرَه
كأن تَحَدُّقَ أزهارِها
عيونٌ إلى ربّها ناظرَه

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
رقم القصيدة : 20192
-----------------------------------
قد نَشَرَ الزّنبَقُ أعلامَهُ،
وقالَ: كلّ الزّهرِ في خِدمَتي
لو لم أكُن في الحُسنِ سُلطانَهُ،
ما رفعتْ من دونِهم رايتي
فقهقهَ الوردُ بهِ هازِئاً،
وقالَ: ما تحذرُ من سطوتي
وقال للسوسنِ: ماذا الذي
يَقُولُهُ الأشيَبُ في حَضرَتي
وامتَعَضَ الزّنبَقُ في قَولِهِ،
وقالَ للأزهارِ: يا عصبتي
يكونُ هذا الجَيشُ بي مُحدِقاً
ويضحكُ الوردَ على شيبتي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
رقم القصيدة : 20193
-----------------------------------
وجنحُ دجنة ٍ فيهِ اغتبقنا،
وواصَلْنا الصَّبوح بيَومِ دَجنِ
وقد نَشَرَ الرّبيعُ مُروطَ رَوضٍ
على الشِّعبَينِ من سَهلٍ وحَزْنِ
فأغصانٌ من النسماتِ تثنَى ،
وأزهارٌ على الأنواءِ تثني
يضاحكها الغمامُ بثغرِ برقٍ،
وتَبكيها الغَمامُ بدَمعِ مُزنِ
فطَوراً ضاحِكاً من غَيرِ بِشرٍ؛
وطَوراً باكياً من غَيرِ حُزنِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قال الحيا للنسيمِ لمّا
قال الحيا للنسيمِ لمّا
رقم القصيدة : 20194
-----------------------------------
قال الحيا للنسيمِ لمّا
ظَلّ بهِ الزّهرُ في اشتغالِ
وضاعَ نشرُ الرياضِ حتى
تَعَطّرَتْ بُردَة ُ الشّمالِ
أما تَرَى الأرضَ كيفَ تُثني
عليّ، منها لِسانُ حالي
فاعجبْ لإقرارها بفضلي،
وسكرِها بي وشكرِها لي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
رقم القصيدة : 20195
-----------------------------------
وبركة ِ نيلوفرٍ زهرُها
ثنى جيدَهُ في الدّجى واحتَجَبْ
فمُذ لاحَ وجهُ حَبيبي لَهُ،
وشاهدَ أنوارهُ كاللهبْ
تَوَهّمَه الشّمسَ قد أشرَقتْ،
فقامَ على سوقهِ وانتصبْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
رقم القصيدة : 20196
-----------------------------------
وزهرُ نيلوفرس لولا تشعبهُ،
لظَنّ أنواعَهُ الرّاؤونَ ياقُوتَا
كأنّ أحمرهُ حسناً وأزرقهُ،
إذا غدا بلسانِ الحالِ منعوتا
مشاعلٌ أو قدوا في بعَها عوضاً
مَنَ الوَقودِ مكانَ النّفطِ كِبرِيتَا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
رقم القصيدة : 20197
-----------------------------------
أمشبِّهَ الطّرفِ الكَحيلِ بنَرجِسٍ،
بعدَ القياسِ، وذاكَ من أضدادهِ
نافاهُ في تدويرهِ وصفارهِ،
وجُحوظ مُقلَتِهِ وفَرطِ سُهادِهِ
فاعجبْ لزهرِ الباقلاءِ، وقد بدا
فوقَ القَضيبِ يَميسُ في أبرادِهِ
يَحكي عُيونَ العِينِ في تَلويزِه،
وفتورِهِ وبَياضِهِ وسَوادِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خلياني أجرّ فضلَ برودي
خلياني أجرّ فضلَ برودي
رقم القصيدة : 20198
-----------------------------------
خلياني أجرّ فضلَ برودي
راتعاً في رِياضِ عَينِ البُرودِ
كم بها من بديعِ زهرٍ أنيقٍ،
كفُصولٍ مَنظُومَة ٍ وعُقُودِ
زَنبَقٌ بَينَ قُضبِ آسٍ وبانٍ،
وأقاحٍ، ونَرجِسٍ، ووُرُودِ
كجَبينٍ، وعارِضٍ، وقَوامٍ،
وثغورٍ، وأعينٍ، وخدودِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
رقم القصيدة : 20199
-----------------------------------
عَينُ البرودِ بُرودُ عَيني،
إن عزّ منظرُ رأسِ عَينِ
فلو استَطَعتُ لزُرتُها،
سَعياً على رأسي وعَيني
أرضٌ يُنَمِّقُ زَهرَها،
ما فاضَ من نَهرٍ وعَينِ
ويَظَلّ يَرفُدُها السّحابُ،
بصَوبِ وسميٍّ وعَينِ
فكأنّ بَهجَة َ وَردِها
شَمسٌ تُلاحظُها بعَينِ
وكأنّ نرجسَ روضعها،
قد صيغَ من ورقٍ وعينِ
فلَئِنْ ثَناني رَبعُها،
والضّدّ يَرصُدُني بعَينِ
لا أنثني عنها، ولا
أرضَى بأثرٍ بعدَ عينِ

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> وعشقتُ غيري ؟
وعشقتُ غيري ؟
رقم القصيدة : 2020
-----------------------------------
وأتيتَ تسأل ياحبيبي عن هوايا
هل مايزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟
هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري..في دمايا؟
الحبُ ياعمري..تمزقه الخطايا
قد كنتَ يوماً حب عمري قبل ان تهوى..سوايا
***
أيامُك الخضراء ذاب ربيعُها
وتساقطت أزهاره في خاطري..
يامن غرسَت الحب بين جوانحي ..
وملكت قلبي واحتويت مشاعري
للملمت بالنسيان جرحي ..بعدما
ضيعت أيامي بحلم عابر..
*****
لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقاتُ من همساته..
كم عانقته مع المنى أشواقي
***
قلبي تعلم كيف يجفو ..من جفاني
وسلكت درب البعد ..والنسيانِ
قد كان حبك في فؤادي روضة
ملأت حياتي بهجة ..وأغاني
وأتى الخريف فمات كل رحيقها
وغداالربيع..ممزقَ الأغصان
***
مازال في قلبي رحيقُ لقائنا
من ذاق طعمَ الحب..لا ينساه..
ماعاد يحملني حنيني للهوى
لكنني أحيا..على ذكراهُ
قلبي يعود إلي الطريق ولا يرى
في العمر شيئاً..غيرطيف صبانا
أيام كان الدربُ مثل قلوبنا..
نمضى عليه..فلا يملُ خطانا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
رقم القصيدة : 20200
-----------------------------------
أعجبْ لنرجسنا المضعفِ أن نمتْ
أوراقهُ وتفتحتْ أزهارُه
يحكي نَضيجَ البَيضِ قُدّ بمِديَة ٍ
كانتْ فبث على البياض صفاره

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
رقم القصيدة : 20201
-----------------------------------
إن جُزتَ بالمَيطورِ مُبتَهِجاً بهِ،
ونَظَرتَ ناضِرَ دَوحِهِ المَمطورِ
وأراكَ بالآصالِ خَفقُ هَوائه الـ
ـمَمدُودِ تحريكَ الهوى المَقصورِ
سلْ بانة َ المَنصوبِ أينَ حديثُه الـ
ـمَرفوعُ عن ذَيلِ الصَّبا المَجرورِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
رقم القصيدة : 20202
-----------------------------------
عُجنا على وادي الصّفا، فصَفا
عيشي، وولّى الهمُّ مرتحِلا
ولنا بها، والشّمسُ في أسَدٍ
قيظاً، فخلنا برجَها الحملا
في روضة ٍ حاكَ الرّبيعُ لها
بسطاً، وألبسَ دوحها حللا
ما إن تزالُ رياضُها قشباً،
أبداً، وبردة ُ شمسِها سمِلا
فكأنّ صَوبَ المُزنِ يَعشَقُها،
فأقامَ لا يَبغي بها حِوَلا
ما زالَ يَبكيها ويَعتَبُها،
حتى توردَ خدُّها خجلا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
رقم القصيدة : 20203
-----------------------------------
ولم أنسَ إذ زارَ الحبيبُ بروضة ٍ،
وقد غَفَلَتْ عنّا وُشاة ٌ ولُوّامُ
وقد فرشَ الوردُ الخدودَ ونشرتْ
لمقدمهِ للسوسنِ الغضّ أعلامُ
أقولُ وطرفُ النرجسِ الغض شاخص
إلينا، وللنمامِ حوليَ إلمامُ
أيا ربّ! حتى في الحَدائقِ أعيُنٌ
علينا، وحتى في الرّياحينِ نمامُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
رقم القصيدة : 20204
-----------------------------------
ملكتَ ببعضِ بركَ رقّ شكري،
وفكّ سَماحُ كفّكَ قَيدَ أسرِي
فإن خَفّفتَ بالإحسانِ نَهضي،
فقد أثقلتَ بالإنعامِ ظهري
فما برِحَتْ صِلاتُكَ واصِلاتٍ،
لتنجدني بها وتشدّ أزري
فقلبكَ في الشدائدِ صدرُ بحرٍ،
وصدركَ في الأوابدِ قلبُ بحرِ
وكنتُ، إذا أتيتكَ بعدَ بعدٍ،
تُصَدّقُ فيكَ آمالي وزَجرِي
يُقابلُني نَداكَ ببِشرِ وجهٍ،
ويلقاني رضاكَ بوجهِ بشرِ
عذرتكَ حينَ حلتْ وأنتَ اعتيادي،
وجوزّ وسعُ صدركَ ضيقَ صدري
لقد فكرتُ، حتى حارَ فكري،
وقد نَقّبتُ، حتى عيلَ صَبرِي
فلم أرَ موجباً سخطي، ولكنْ
لَعَلّي قد أسأتُ، ولستُ أدرِي
فإن أكُ قد اسأتُ لكَ التقاصي،
فلا يَخفَى على مَولايَ عُذرِي
بأنّ لا يفي بالخرجِ كسبي،
ولَستُ أُضيعُ بالتّقتيرِ عُمرِي
ولم أكُ باذِلاً للنّاسِ وَجهي،
ولا أنا كاسِبٌ مالاً بشِعرِي
فاحملَ في التحملِ فوقَ طوقي،
وأبذلَ في التكلفِ فوقَ قدري
وأشريَ عندكم ماءً بمالٍ،
وأُحرِزَ دائِماً تِبراً بِتِبرِي
فأكسبَ كلّ شهرٍ خرجَ يومٍ،
وأخرجَ كلّ يومٍ كسبَ شهرِ
فكيفَ، وقد تولتْ نقصَ كيسي
كؤوسُ الرّاحِ في أيّام فِطرِي
وطافَ بها ثقيلُ الردفِ طفلٌ،
صَقيلُ السّالفين نحيلُ خَصرِ
براحٍ ذاتِ جسمٍ من عَقيقٍ،
ويولدُها المزاجُ بناتِ درّ
فمِن لَهبٍ تَوقّدَ تحتَ ماءٍ،
ومن بَردٍ تَنَضّدَ فوقَ جَمرِ
أُعاقِرُ كأسَها في كلّ يومٍ،
وأسرفُ لذتي في صرفِ دهري
ولَيسَ بشاغلي عن زَفّ مَدحي،
ولستُ أخلّ في سكري بشكري

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
رقم القصيدة : 20205
-----------------------------------
خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
كيفَ أشقَى بكم، وأنتم كرامُ
إنّ شَرطَ الكرامِ لا العبدُ يَشقَى
في حماهم، ولا النزيلُ يضامُ
أنا عَبدٌ لدَيكمُ ونَزيلٌ،
ولهذينِ حُرمَة ٌ وذِمامُ
فلماذا أضَعتُم عَهدَ مَن كا
نَ لهُ صحبة ٌ بكم والتزامُ
شابَ في مدحكم ذوائبُ شعري،
مثلَ شَعري، وشِعرُ غيرِي غلامُ
ونَظَمتُ البَديعَ فيكم، وقد ألـ
ـقَى مقاليدهُ إليّ الكلامُ
فإذا ما تَلا الزّمانُ قريضي،
أصبَحَتْ تَستَعيدُهُ الأيّامُ
وتَقَرّبتُ بالوَدادِ فمَحسو
دٌ مقالي لديكمُ، والمقامُ
ولقد ساءَني شماتُ الأعادي،
فيّ لمّا زَلّتْ بيَ الأقدامُ
فإذا ما افتَخَرتُ بالودّ قالوا:
لا افتخارٌ إلاَّ لمن لا يُضامُ
فإلى كم أعودُ في كلّ يوم،
خائباً ساخطاً وتَرضَى اللّئامُ
وإذا جَرّبَ المُجَرَّبَ عمرٌو،
فعَلَيهِ إذا أُصِيبَ المَلامُ
تقتُلوني بالبِشرِ منكم، وقد يَقْـ
ـتُلُ مع ضَحكِ صَفحتَيهِ الحُسامُ
وتريشونَ بيننا أسهمَ البيـ
ـنِ، وتعزى إليّ تلكَ السهامُ
فبرغمي فراقكم ورضاكم،
وشَديدٌ عليّ هذا الفِطامُ
فلَقَد صَحّ عندَ كلّ لَبيبٍ
أنّ بُعدي مُرادُكم، والسّلامُ
 
العصر الأندلسي

>> صفي الدين الحلي >>


وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
رقم القصيدة : 20206
-----------------------------------
وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ
جفاكَ لأمرِ موجبٍ، فجميلُ
وإن يكُ لي في ذاكَ ذنبٌ، فمنطقي
قصيرٌ، وإلاّ فالعتابُ طويلُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
رقم القصيدة : 20207
-----------------------------------
جُدتَ بخَطٍّ بغَيرِ وَجهٍ،
ذاكَ حالٌ عليّ يبطي
وليسَ ذا مَذهَبي، ولكن
أحبّ وجهاً بغيرِ خطّ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
رقم القصيدة : 20208
-----------------------------------
يا سادة ً شخصُهم في ناظري أبداً،
وطيبُ ذِكرِهمُ في خاطري وفَمي
ومن لو أنّ صروفَ الدهرِ تسعدني
لما سعتْ نحو مغنى غيرهم قدمي
واللَّهِ لو علمتْ روحي بأنّ لكم
في قَتَلَتي غَرَضاً آثَرتكم بدَمي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
رقم القصيدة : 20209
-----------------------------------
عذرتكَ، إذ حالتْ خلائقكَ التي
أطلتَ بها باعي، وقصرتَ آمالي
لأنكَ دنيايَ التي هيَ فتنتي،
فلا عَجَبٌ ألاّ تَدومَ على حالِ

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المستقل
المستقل
رقم القصيدة : 2021
-----------------------------------
يَدرجُ النَّملُ إلى الشُّغْلِ
بِخُطْواتٍ دؤوبَهْ
مُخلصَ النِّيةِ
لا يَعملُ درءاً لعقابٍ
أو لتحصيلِ مَثوبَهْ
جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ .
وَهْوَ يَبني بَيتَهُ شِبراً فَشِبراً
فإذا لاحَ لَهُ نَقصٌ
مضى يُصِلحُ في الحالِ عُيوبَهْ .
وَبصبرٍ يَجمعُ الزّادَ
ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ .
وَهْوَ مَفطورٌ على السَّلْمِ
ولكنْ
عِندما يَدهَمُهُ العُدوانُ
لا يُوكِلُ لِلغيرِ حُروبَهْ .
بعنادِ النَّملِ
يكتَظُّ فؤادُ اليأسِ باليأسِ
وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ
***
أيُّها النَّملُ لَكَ المَجْدُ
ودامَتْ لَكَ رُوحٌ
لم تَصِلْها أبداً عَدْوى العُروبَهْ !

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
رقم القصيدة : 20210
-----------------------------------
لا والذي جعلَ المودة َ مانعي
من أن أجازي سيدي بجفائهِ
ما حلتِ الأيامُ موثقَ حبهِ
عندي، ولا حالَتْ عهودُ وَفائِهِ
ودليلُ قلبي قلبهُ، فودادهُ
كوَدادِهِ، وصَفاؤهُ كصَفائِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،
لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،
رقم القصيدة : 20211
-----------------------------------
لئن سَمَحَ الزّمانُ لَنا بقُربٍ،
نشرتُ لديكَ ما في طيّ كتبي
وقُمتُ معَ المَقالِ مَقامَ عَتبٍ،
تَوَهّمَهُ الأنامُ مَجالَ حَربِ
أيا مَن غابَ عن عَيني، ولكن
أقامَ مخيماً في ربعِ قلبي
عَهِدتُكَ زائري من غَيرِ وَعدٍ،
فكيفَ هجرتني من غير ذنبِ
فإنْ تَكُ راضياً بدَوامِ سُخطي؛
وإن تكُ واجداً روحاً بكربي
فحسبي أنني برضاكَ راضٍ،
وحسبي أن أبيتَ، وأنتَ حسبي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
رقم القصيدة : 20212
-----------------------------------
إن كنتُ قد غِبتُ لا تَزُرني،
وكلّما غِبتَ لا أزُورُ
فإنّ هذا الصدودَ قصدٌ،
وإنّ ذاكَ الودادَ زورُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
رقم القصيدة : 20213
-----------------------------------
لا يؤخذُ الجارُ في الأعراضِ بالجارِ،
إن دامَ، وهوَ على رِسل الوَفا جارِي
على ذوي الودّ بالحُسنى بأنفُسهِم،
وما علَيهِم بفِعلِ الغَيرِ من عارِ
فكيفَ ألحَقتُمُ فِعلَ العُداة ِ بِنا،
لقُربِ دارِهِمِ، وبالرّغمِ، من دارِي
ولِمْ عَذَقتُم بنا ما قالَ ضِدُّكُمُ
عنكم، وإن قلتهُ من غيرِ إيثاري
كما سعت بصوتِ النارِ في حطبٍ،
والصوتُ للريحِ ليسَ الصوتُ للنارِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
رقم القصيدة : 20214
-----------------------------------
سَعَة ُ العُذرِ لي، وضيقُ الحِجابِ
جنباني عن قصدِ ذاكَ الجنابِ
وقطوبُ الخطوبِ أهونُ عندي
مَوقِعاً من تَقَطّبِ الحُجّابِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
رقم القصيدة : 20215
-----------------------------------
حتّامَ لا تَضجَرُ، يا سَيّدي،
من سَعَة ِ العُذرِ وضِيقِ الحِجابْ
ومعشرٍ إن يمموا نحوكم
يحظونَ بالزلفَى وحسنِ المآبْ
يا مالكً أصبحَ لي صارماً
أعدهُ يومَ الوغَى للضرابْ
حاشاكَ أن ترضَى بقولِ العدَى ،
سيفكَ هذا لا يفكّ القرابْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
رقم القصيدة : 20216
-----------------------------------
رأى فرَسي اسطَبلَ مُوسَى ، فقال لي:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بهِ لم أذُقْ طَعمَ الشّعيرِ كأنّني
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ، فحومَلِ
تُقَعقعُ مِن بَردِ الشّتاءِ أضالعي،
لما نسجتها من جنوبٍ وشمالِ
إذا سمعَ السواسُ صوتَ تحمحمي،
يقولونَ: لا تهلك أسى ً وتجملِ
أعولُ في وقتِ العليقِ عليهمُ،
وهل عندَ رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
رقم القصيدة : 20217
-----------------------------------
خدَمتُكُمُ، فما أبقَيتُ جُهداً،
ولا أطمَحتُ بالأطماحِ طَرفي
وجِئتُكُمُ بمَعرِفَة ٍ وعَدلٍ،
ألم يكُ فيهِما مَنعٌ لصَرفي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
رقم القصيدة : 20218
-----------------------------------
ولمّا رأينا المَنعَ منكُم سجيّة ً،
وما زلتُ بالتكليفِ مستفرغاً جهدي
عدلنا إلى التخفيفِ عنّا وعنكمُ،
وصرنا نجازي بالدعاءِ عن الودِّ
خَلَصنا، وأسقَطنا التّجَمّلَ بَينَنا،
فلا سيدي يعطي، ولا عبده يهدي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
رقم القصيدة : 20219
-----------------------------------
قد اطمأنّتْ على الحرمانِ أنفُسنا،
فليسَ للمنعِ يماً عندنا أثرُ
حتى تساوى لدينا من لهُ كرمٌ،
من الأنامِ، ومَن في نَفسِهِ قِصَرُ
يقصرون، فنستحيي ونعذرهم،
ويَحلِفُونَ، فنَستَعفي ونَعتَذِرُ
نُهدي الثّناءَ، ولا نَبغي له ثمناً،
وربّ دوحٍ نضيرٍ ما لهُ ثمرُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
رقم القصيدة : 20220
-----------------------------------
لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم
خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي
أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة ٌ:
الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
رقم القصيدة : 20221
-----------------------------------
ولي صاحبٌ كهواءِ الخريفِ،
يُضِرّ، وإن كانَ يُستَعذَبُ
لهُ مَنطِقٌ كلَيالي الشّتاءِ،
طَويلٌ على بَردِهِ مُسهَبُ
بذلتُ لهُ خلقاً كالربيعِ
يطيبُ ومخبرهُ أطيبُ
وإن كانَ قلبي بهِ كالمصيفِ
سُمُومُ الهُمُوم بهِ تَلهَبُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> للَّه أشكُو صاحباً،
للَّه أشكُو صاحباً،
رقم القصيدة : 20222
-----------------------------------
للَّه أشكُو صاحباً،
لا حبّ فيهِ ولا كرامهُ
كانَ النّديمَ، فلَم أنَلْ
من قربهِ غيرَ الندامهْ
وأقمتُ أرقبُ وصلهُ،
فأقامَ في هَجري القِيامَهْ
قد كانَ لي فيهِ الغرامُ،
فصارَ لي منهُ الغَرامَهْ
ورضيتُ منهُ بالسلامِ،
فصِرتُ أرضَى بالسّلامهْ
فهناكَ قُلتُ لخاطري،
بعدَ المَلالة ِ والمَلامَهْ:
أترومُ من بعدِ الندا
مة ِ منه إدراكَ الندى ؟ مهْ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
رقم القصيدة : 20223
-----------------------------------
وخِلٍّ بغَى منهُ قَلبي الشِّفا
وأمرَضَهُ فَوقَ أمراضِهِ
وقلتُ يكونُ الصّديقُ الحَميمُ،
فجرّ عنيهِ بإعراضهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،
لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،
رقم القصيدة : 20224
-----------------------------------
لديّ تصحّ ثمارُ الوفاءِ،
لصَبريَ عندَ انقلابِ الهَوَى
وينبتُ عندي نخيلُ الودادِ،
لأنكَ عندي دفنتَ النوَى
فلا تنوِ غيرَ فعالِ الجميلِ،
فإنّ لكلّ امرىء ما نوَى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
رقم القصيدة : 20225
-----------------------------------
كَفاكَ تَهمي بالنّوالِ وتَهمُلُ،
ويداكَ تجزي بالجميلِ وتجزلُ
وعلاكَ يقضي للمؤملِ بالرضَى ،
وعَطاكَ يكفي الوافدينَ ويَكفلُ
أنتَ الذي إن أمهُ مستصرخٌ،
يَكمي العطيّة َ للنّزيلِ ويَكمُلُ
فإذا شَكا جَورَ الحَوادِثِ جارُهُ،
يُعدي النّزيلَ على الزّمانِ ويَعدِلُ
ما كنتَ للشّهباءِ إلاَّ وابِلاً،
يرُسَى علَيها بالقُطارِ، ويُرسَلُ
ما شاهدتْ عينانيَ قبلكَ حاكماً
يعزَى إلى فعلِ الجميلِ، فيعذلُ
مولايَ دونَكَ نظمَ شاكٍ شاكرٍ،
يغضي فيحمي العتبَ عنك ويحملُ
وأجلّ مجدك أن يكونَ مساعدي
دهراً فتُبدي ضِدّ ذاكَ وتُبدِلُ
فسواكَ من يرضَى بفعلِ دنية ٍ،
يَشكو الصّديقَ من المَطالِ فيشكُلُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
رقم القصيدة : 20226
-----------------------------------
طَلَبتم يَسيرَ المالِ قَرضاً فلَم يكن
إلى الردّ عمّا رمتموهُ سبيلُ
وتعلمُ أنّ المالَ في الناسِ أخذه
خفيفٌ، ولكنّ الأداءَ ثقيلُ
فلا تَجعَلَنّ العِرضَ للمالِ جُنّة ً،
وكن كالفتى الكِنديّ حينَ يَقولُ:
يَهُونُ عَلَينا أن تُصابَ نُفُوسُنا
وتَسلَمَ أعراضٌ لَنا وعُقولُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
رقم القصيدة : 20227
-----------------------------------
يا مهيني عندَ المغيبِ ومبدٍ
مع حضوري خضوعَ عبدٍ لمولى
لا تَقُمْ لي معَ التّقاعُدِ عَنّي،
فقِيامُ النّفوسِ بالودّ أولى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
رقم القصيدة : 20228
-----------------------------------
سأُمسِكُ عن جَوابِكَ لا لعَيٍّ،
وربُّ الأمرِ مَمنوعُ الجَوابِ
ولو أنّي أمِنتُ، وقلتُ عَدلاً،
رأيتُ الخطبَ أهونَ من خطابي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
رقم القصيدة : 20229
-----------------------------------
بغَيرِ ودادِكَ لم أقنَعِ،
وفي غيرِ قربكَ لم أطمعِ
وأنتَ الذي ما ادَّعى فَضلَهُ،
وكذبَ في وصفهِ المدعي
وكم قد هَفَوتَ بهُجرِ الكَلامِ،
فأعرضتُ عن سمعهِ مسمعي
فكنتَ كأنّكَ ما قُلتَهُ،
وكنتُ كأنّيَ لم أسمَعِ

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> المعجزة ..
المعجزة ..
رقم القصيدة : 2023
-----------------------------------
ليسَ بِجُرْمٍ.. بَلْ مُعجزة ٌ
ما جاءَ بهِ الأمريكانْ !
فَهُمُ اقترفوهُ
وَهُمْ هَتكُوا
سِرِّيتَهُ بالإعلانْ
فأتاحوا لجميعِ الدُّنيا
أن تشهَدَ في بضْعِ ثوانٍ
سِحْرَ مكانٍ
كانَ خفيّاً مُنذُ زَمانْ
ما اجتَلَتِ الأَعينُ مَرآهُ
ولا سَمِعَتْ عَنهُ الآذانْ
هُوَ أحسَنُ ما فاضَ عَلَيْنا
مِن فَضْلِ فَضيلةِ (مِحقانْ)
إذ كانَ مَمَرّاً لِلجَنَّةِ
مَحروساً بعُتاةِ الجِنَّةِ
ليسَ يُغادِرهُ مَخلوقٌ
إلاّ بكفالةِ (رَضوانْ ) !
***
هُوَ مُعجزَةٌ..
ما جاءَ بهِ الأمريكانْ
إذ فَتَّحَ في الحال لَدَيْنا
أبصارَ جَميعِ العُميانْ
وأثارَ الضجّةَ عارِمَةً
في سَمْعِ جَميعِ الطرشانْ
وَحَشا بِفَمِ الأبكمِ مِنّا
عُنقوداً مِن ألفِ لِسانْ !
فإذا بِسياطِ الطُّغيانْ
تتحوَّلُ أوتارَ كَمانْ
يصدمها التّعذيبُ فتبكي
وَتَفيضُ بعَذْبِ الألحانْ !
وإذا بضِباعِ البرّيَّةِ
تَعوي لِضياعِ الحرّيةِ
حامِلةً بينَ نَواجذِها
أشلاءَ حُقوقِ الإنسانْ !
***
أمْريكا أكبَرُ شَيطانٍ
ولقد مَنَّ اللّهُ عَلَيْنا
بفضيحَتهِ بالألوانْ
فأعادَ الصّوتَ لألسُننا
والأبصارَ إلى أَعيُنِنا
والأسماعَ إلى الآذانْ .
ولهذا قد وَجَبَ الآنْ
كي نَشكُرَ مِنَّةَ بارئِنا
أن نلعَنَ ظُلْمَ الشّيطانْ
ونَبثَّ النُّورَ.. لكي نُبدي
في كُلِّ بلادِ العُربانْ
مِن صَنعاءَ إلى عمّانَ
وَمِن وهرانَ إلى الظّهرانْ :
عَدْلَ مَلائكةِ الرّحمنْ !
***
الظُّلمْةُ حالكةٌ جّداً
لا ضوءَ بكُلِّ الأوطانْ
لا صوتَ سِوى هَمْسِ مُذيعٍ
يتسرَّبُ مِن ثُقْبِ بيانْ :
أُطفِئَتِ الأنوارُ.. حِداداً
لِوفاةِ حُقوقِ الإنسانْ
تَحتَ أيادي الأمريكانْ !

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رقم القصيدة : 20230
-----------------------------------
رَضيتُ ببُعدي عن جَنابكَ عندَما
رأيتُكَ مَطويَّ الضّلوعِ على بُغضِي
وأغضَيتُ لمّا أن رأيتُكَ كلّما
تعرّضَ عَتبٌ لا تَغُضّ ولا يُغضِي
وأطلَقتُ دَمعي في الخُدودِ تأسّفاً
عليك، فطلّقتُ الجفونَ من الغُمضِ
وأقنعتُ نفسي أن أراكَ على النّوى
بقلبي، وبعضُ الشرّ أهونُ من بعضِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
رقم القصيدة : 20231
-----------------------------------
أراكَ إذا ما قلتَ قَولاً قَبِلتُه،
وليسَ لأقوالي إليك قبولُ
وما ذاكَ ألاَّ أنّ ظنكَ سيءٌ
بأهلِ الوفا، والظنّ فيك جميلُ
فكُنْ قائلاً قَولَ السّموألِ تائِهاً
بنفسكَ عجباً، وهو منك قليلُ
ونُنكِرُ إن شِئنا على النّاسِ قولهم،
ولا ينكرونَ القولَ حينَ نقولُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
رقم القصيدة : 20232
-----------------------------------
أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،أنتَ ضدّي، إذا تَيَقّنتَ قُربي،
والصديقُ الشفيقُ عندَ فراقي
فلهذا أصبحتُ أمنحكَ البعـ
ـد، وعُذري تَعَذّرُ الاتّفاقِ
مثلُ قولِ الشّمسِ المُنيرَة ِ للبَد
رِ بلفظِ العتابش والإشفاقِ
أنا أكسَبتُكَ الضّياءَ، وكمّلـ
ـتُ لكَ النورَ ليلة َ الإشراقِ
وإذا ما دنوتَ بالقربِ منّي
نِلتُ منكَ الكسوفَ حالَ التّلاقي
قال: أنتَ البادي لأنيَ في بعـ
ـدِك أدنُو إليك كالمُشتاقِ
فإذا ما سررتُ منكَ بقربٍ،
كانَ معَ ذلكَ السرورِ محاقي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
رقم القصيدة : 20233
-----------------------------------
حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،
مُذ أكسَبَتهُ النّورَ في إشراقِهِ
فإذا نأى عَنها حَظي بكَمالِهِ،
وإذا دَنا منها رُمي بمَحاقِهِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
رقم القصيدة : 20234
-----------------------------------
في طبعكم مللٌ منافٍ للوفا،
ومنَ المحالِ تجمعُ الأضدادِ
فإذا تناءينا نكونُ أحبة ً،
وإذا تدانينا نكونُ أعادي
فلذاكَ أنّي قد قطعتُ تردُّدي
عنكم، ونارُ الشوقِ حشوُ فؤادي
وأرَدتُ إبقاءَ المَوَدّة ِ بَينَنا،
فرأيتُ صُحبتَكم دوامَ بُعادي
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى