جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
رقم القصيدة : 14351
-----------------------------------
ألا انعم صباحاً أيها الربع وانطقِ
وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصْدقِ
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ بلَيْلٍ حُمولُهمْ
كنَحلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنَبِّقِ
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقْتَعَدنَ قَعَائِداً
وخففنَ من حوك العراقِ المنمقِ
وَفَوْقَ الحَوَايَا غِزْلَة ٌ وَجَآذِرٌ
تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيّ وَزَنبَقِ
فأتبعهم طرفي وقد حال دونهم
غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشبرق
على إثر حيّ عامدين لنية ٍ
فحلوا العقيق أو ثنية مطرِق
فعَزّيتُ نَفسي حِينَ بَانُوَا بجَسْرَة ٍ
أمونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتُهَا مُشْمَعِلّة ً
تنيفُ بعذقٍ من غروس ابن معنق
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَة ٍ
بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً تَجُرُّهُ
بكل طريق صادفته ومأزقِ
كأني ورحلي والقرابَ ونمرقي
على يرفئي ذي زوائدَ نقنق
تروح من أرضٍ لأرض نطية ٍ
لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ
يجول بآفاقِ البلاد مغرباً
وتسحقه ريح الصبا كل مسحقِ
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ
بعيدٍ من الآفات غير مروق
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا
تعفي بذيل الدرع إذا جئتُ مودقي
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا
ركودَ نوادي الربربِ المتورق
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ
شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ
بعثنا ربيئاً قبل ذاك محملاً
كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ
وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ
وجاء خفيفاً يسفنُ الأرض ببطنه
ترى التربَ منه لاصقاً كل ملصقِ
وقال ألا هذا صوارٌ وعانة ٌ
وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد
إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا
عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ
عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ
رَأى أرْنَباً فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ
إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنّهُ
فيذرك من أعلى القطاة ِ فتنزلق
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ عِنَانِهِ
كغيثِ العشيّ الأقهبِ المتودّق
فصاد لنا عيراً وثوراً وخاضباً
عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله
لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ
وقام طوال الشخص إذا يخضبونه
قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ،
فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَة ٍ
يصفون غاراً باللكيكِ الموشق
ورحنا كأناً من جؤاثي عشية ٌ
نعالي النعاجَ بين عدلٍ ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا
تصوبُ فيه العين طوراً ونرتقي
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا
كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ
كأن دماء الهدايات بنحرهِ
عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
رقم القصيدة : 14352
-----------------------------------
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ نأتْكَ تَنوصُ
فتقصر عنها خطوة َ وتبوصُ
وكم دونها من مهمة ومفازة ٍ
وكم أرضٍ جدب دونها ولصوص
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ
وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ
بأسود ملتف الغدائر واردٍ
وذي أشر تشوقه وتشوصُ
مَنَابِتُهُ مِثْلُ السُّدوسِ وَلَوْنُهُ
كشوكِ السيال فهو عذب يفيص
فهل تسلين الهم عنك شملة ٌ
مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ لا هيَ بَكْرَة ٌ
وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ
أووب نعوبٌ لا يواكل نهزُها
إذا قيلَ سيرُ المدجلينَ نصيصُ
كأني ورحلي والقراب ونمرقي
إذا شبّ للمرو الصغار وبيصُ
عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ وَلِعِرْسِهِ
بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ
إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ أوْباً يَفُنُّهَا
تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ
أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ يُطَارِدُ آتُناً
حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ
طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ فالبَطنُ شازِبٌ
معالى إلى المتنين فهو خميص
بحاجبه كدح من الضرب جالب
وحاركهُ من الكدامِ حصيصُ
كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّة َ ظَهْرِهِ
كنائنُ يرجي بينهنَ دليصُ
ويأكلن من قوّ لعاعاً وربة
تجبر بعد الأكل فهو نميص
تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ نَسِيلٍ كَأنّهُ
سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ
تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ يَسُغْ لهَا
حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ
تغالبن في الجزء لولا هواجرٌ
جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ قَصِيصُ
أرن عليها قارباً وانتحت له
طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ
فأوردها من آخر الليل مشرباً
بلائق خضرا ماؤهنّ قليص
فَيَشْرَبْن أنفاساً، وَهُنَّ خَوَائِفٌ،
وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ
فأصْدَرَها تَعْلو النِّجادَ، عَشِيَّة ً،
أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ
فجحش على أدبارهن مخلف
وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ
وَأصْدَرَها بادي النّواجِذِ، قارِحٌ،
اقب كسكر الأندريّ محيص[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> حي الحمولَ بجانب العزلِ
حي الحمولَ بجانب العزلِ
رقم القصيدة : 14353
-----------------------------------
حي الحمولَ بجانب العزلِ
إذ لا يلائمُ شكلها شكلي
ماذا يشكّ عليك من ظغن
إلا صباكَ وقلة ُ العقلِ
مَنّيْتِنا بِغَدٍ، وَبَعْدَ غَدٍ،
حتى بخلت كأسوإ البخل
يا رُبَّ غانِيَة ٍ صَرَمْتُ حِبالَها
ومشيتُ متئداً على رسلي
لا أستقيدُ لمن دعا لصباً
قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ
وتنوفة ٍ حرداءَ مهلكة ٍ
جاورتها بنجائبٍ فتلِ
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها،
وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ
مُتَوَسِّداً عَضْباً، مَضَارِبُهُ،
في متنهِ كمدبة ِ النمل
يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ لَيْسَ لَهُ
عهدٌ بتمويه ولا صقل
عفتِ الديارُ فما بها أهلي
وَلَوتْ شَمُوسُ بَشاشَة َ البَذْلِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ جازِئَة ٍ،
حَوْرَاءَ، حانِيَة ٍ على طِفْلِ
فلها مقلدُها ومقتلها
ولها عليهِ سرواة ُ الفضل
أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً، وَرَاجَعَني
حلمي وسدد للتقى فعلي
وَالله أنْجَحُ ما طَلَبْتُ بِهِ،
والبرّ خير حقيبة ِ الرحل
وَمِنَ الطّرِيقَة ِ جائِرٌ، وَهُدًى
قصدُ السبيل ومنه ذو دخل
إني لأصرمُ من يصارمني
وأجد وصلَ من ابتغى وصلي
وَأخِي إخاءٍ، ذِي مُحافَظَة ٍ،
سهل الخليقة ِ ماجدِ الأصل
حلوٍ إذا ما جئتُ قال ألا
في الرحبِ أنتَ ومنزل السهل
نازعتهُ كأس الصبوحِ ولم
أجهل مجدة َ عذرة الرجلِ
إني بحبلك واصلٌ حبلي
وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى أثَرٍ،
يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي
وَشَمائِلي ما قَدْ عَلِمْتَ، وَما
نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> امرؤ القيس >> جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
رقم القصيدة : 14354
-----------------------------------
جزعتُ ولم أجزع من البين مجزعاً
وَعزَّيْتُ قلْباً باكَوَاعِبِ مُولَعا
وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غَيْرَ أنّني
أراقب خلات من العيش أربعا
فَمِنْهُنَّ: قَوْلي للنَّدَامى تَرَفَّقُوا،
يداجون نشاجاً من الخمر مترعاً
وَمنهُنَّ: رَكْضُ الخَيْلِ تَرْجُمُ بِالقَنا
يُبادُرْنَ سِرْباً آمِناً أنْ يُفَزَّعا
وَمنْهُنَّ: نَصُّ العِيسِ واللّيلُ شامِلٌ
تَيَممَّ مجْهُولاً مِنَ الأرْضِ بَلْقَعا
خَوَارِجُ مِنْ بَرِّيّة ٍ نَحْوَ قَرْيَة ٍ،
يجددن وصلاً أو يقربنَ مطمعا
وَمِنْهُنَّ: سوْقي الخَوْدَ قَد بَلّها النَّدى
تُرَاقِبُ مَنْظُومَ التَّمائِمِ، مُرْضَعا
تعز عليها ريبتي ويسوؤها
بكاهُ فتثني الجيدَ أن يتضوعا
بَعَثْتُ إلَيْها، وَالنُّجُومُ طَوَالعٌ،
حذاراً عليها أن تقوم فتسمعا
فجاءت قطوف المشي هيابة َ السّرى
يدافع رُكناها كواعَب أربعا
يُزَجِّينَها مَشْيَ النَّزِيفِ وَقدْ جَرَى
صبابُ الكرى في مخها فتقطعا
تَقُولُ وَقَدْ جَرَّدْتُها مِنْ ثِيابِها
كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أتْلعا:
وجدكَ لو شيءٌ أتانا رسوله
سواكَ ولكن لم نجد لك مدفعا
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْشُ عَنّا كَأنّنا
قتيلان لم يعلم لنا الناسُ مصرعا
تجافى عن المأثور بيني وبينها
وتدني علي السابريَّ المضلعا
إذا أخذتها هزة ُ الروع أمسكت
بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ علء الهَوْلِ أرْوَعا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> وردتين حمر
وردتين حمر
رقم القصيدة : 144
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
جت في يدها وردتينٍ حمر
بل الشفق والشمس محمره
النق نافر والسوالف خمر
والموت بين العنق والغره
والريح تاخذ من شعرها غمر
تلعب معاه شوي وتثره
ذاك الثليل اللي جمرني جمر
اللي بغيت اموت من حمره
قلت انورت كل الدروب السمر
والعيد جا يمشي على الجره
برق السنين ومجهمات وقمر
جيتي وخفاقي نفض شره
الليله ليله من ليالي العمر
واحلى ليالي العمر بالمره
قالت غيابك وانتظارك جمر
وايطت تعاتبني وتتشره
قلت ابشري والرمش يا مر أمر
يالول وجداني ويادره
واللي جمعنا يا انتظار العمر
ما اعود هالفرقا ولامره[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
رقم القصيدة : 14446
-----------------------------------
إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ
وفارِسَهَا المَنْدوبَ في كلّ مَوكِبِ
فَما سَوّدَتْني عامٍرٌ عَنْقَرابَة ٍ
أبَى اللهُ أنْ أسْمُو بأُمّ ٍ ولا أبِ
وَلَكِنّني أحْمي حِمَاها وأتّقي
أذاها وأرْمي مَنْ رَماها بمَنْكِبِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
رقم القصيدة : 14447
-----------------------------------
إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
مِمّنْ يُقالُ لَهُ تَسَرْبَلْ فاركَبِ
لا ضَيرَ قّدْ حكّتْ بِمُرّة َ بَرْكَها
وتَرَكنَ أشجَعَ مثلَ خُشبِ الأثأبِ
لا يَخْطُبُونَ إلى الكِرامِ بَنَاتِهِمْ
وتَشيبُ أيّمُهُمْ ولَمّا تُخْطَبِ
أفَرِحْتَ أنْ غدَرَ الزّمانُ بفارِسٍ
قُلْحَ الكِلابِ وكنتُ غَيرَ مُغَلَّبِ
يا مُرَّ قّدْ كَلِبَ الزّمانُ عَلَيْكُمُ
ونَكَأتُ قَرْحَتَكُمْ ولمّا أُنكَبِ
وتَرَكْتُ جَمعَهُمُ بِلابَة ِ ضَرْغَدٍ
جَزَرَ السّباعِ وكلِّ نَسرِ أهْدَبِ
ولَقَد أبَلْتُ الخَيلَ في عَرَصاتِكُمْ
وَسْطَ الدّيارِ بكُلّ خِرْقٍ مِحرَبِ
وَشَفَيْتُ نَفسي مِنْ فَزارَة َ إنّهُمْ
أهْلُ الفَعالِ وأهْلُ عِزٍ أغْلَبِ
ولَقَدْ فَخَرْتَ بباطِلٍ عَدّدْتَهُ
فإذا أتَيْتَ بَيُوتَ قَوْمِكَ فاحسُبِ
فَلَتُخْبِرَنّكَ فَاقِدٌ عَنْ شَجْوِهَا
حَذِلٌ مَدامِعُها بدَمْعٍ سَيكَبِ
ولَقَدْ لَحِقْتَ بخَيْلِنا فَكَرِهْتَها
وصَددتَ عن خيَشومِها المُستكلِبِ
فبَني فضزارَة َ قَدْ عَلَوْنَ بكَلْكَلٍ
والحَيَّ أشْجَعَ قد رَمَينَ بمنَكِبِ
غادَرْنَ مِنْهُمْ تِسْعَة ً في مَعْرَكٍ
وثَلاثَة ٌ قَرّنّهُمْ في المِشْعَبِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
رقم القصيدة : 14448
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
غَداة َ القَاعِ إذ أزِفَ الضِّرابُ
غَداة َ تَثُوبُ خَيلُ بَني كِلابٍ
على لَبّاتِها عَلَقٌ يُشابُ
فإن لنا حكومة كل يوم
يُبَيَّنُ في مَفاصِلِهِ الصّوابُ
وإني سوف أحكم غير عاد
ولا قذع إذا التمس الجواب
حُكومَة َ حَازِمٍ لا عَيْبَ فيها
إذا ما القوم كظهم الخطاب
فإنّ مَطِيّة َ الحِلْمِ التّأنّي
على مَهَلٍ وللجَهْلِ الشّبابُ
وليس الجهل عن سن ولكن
غَدَتْ بنَوافِذِ القوْلِ الرّكابُ
فإنّ بَني بَغيضٍ قَدْ أتاهُمْ
رسول الناصحين فما أجابوا
ولا ردوا محورة ذاك حتى
أتانا الحلم وانخرق الحجاب
فإن مقالتي ما قد علمتم
وَخَيْلي قَدْ يَحِلّ لها النّهابُ
إذا يَمّمْنَ خَيْلاً مُسْرِعاتٍ
جرَى بنُحوسِ طَيرِهمُ الغُرابُ
وإنْ مَرّتْ على قَوْم أعَادٍ
بساحتهم فقد خسروا وخابوا[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
رقم القصيدة : 14449
-----------------------------------
ألا أبْلِغْ عُوَيْمِرَ عَنْ زِيادٍ
فإنّ مَظِنّة َ الجَهْلِ الشّبابُ
فإنّكَ سَوْفَ تَحْلُمُ أوْ تَنَاهى
إذا ما شِبْتَ أوْ شابَ الغُرابُ
فَكُنْ كأبيكَ أوْ كأبي بَراءٍ
تُوافِقْكَ الحُكومَة ُ والصّوابُ
ولا تَذْهَبْ بحِلْمِكَ هَافِياتٌ
مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنّ بابُ
فإنْ يَكُ رَبُّ أذْوادٍ بحِسْمى
أصابُوا في لِقائِكَ ما أصابُوا
فمَا إنْ كانَ مِنْ نَسَبٍ بَعيدٍ
ولكِنْ أدرَكوكَ وهمْ غِضابُ
فَوارِسُ مِنْ مَنُولَة َ غَيرُ مِيلٍ
ومُرّة ُ فَوْقَ جَمعِهِمِ العُقابُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
رقم القصيدة : 14450
-----------------------------------
ألا كلُّ ما هَبَّتْ بهِ الرّيحُ ذاهِبُ
وكُلُّ فَتًى بَعدَ السّلامة ِ شاجِبُ
ألا إنّ خَيرَ النّاسِ رِسْلاً ونَجْدَة ً
بهِرْجابَ لم تُحْبَسْ عَلَيْهِ الركائِبُ
وهَوَّنَ وَجْدي أنّني لَوْ رَأيْتُهُ
يُساوِرُهُ ذو لِبْدَتَينِ مُكالِبُ
لمَارَسْتُ عَنْهُ الخَيْلَ غيرَ مُهَلِّلٍ
لَعَمْرُ أبي أوْ تَشْتَعِبْني الشّواعِبُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
رقم القصيدة : 14451
-----------------------------------
تَقُولُ ابنَة ُ العَمريّ ما لَكَ بَعْدَما
أراكَ صَحيحاً كالسّليمِ المُعَذَّبِ
فقُلْتُ لهَا: هَمّي الذي تَعْلَمينَهُ
من الثّأرِ في حَيّيْ زُبَيْدٍ وأرْحَبِ
إنَ اغْزُ زُبَيْداً أغْزُ قَوْماً أعِزّة ً
مُرَكَّبُهُمْ في الحَيّ خَيرُ مُرَكَّبِ
وإنْ أغْزُ حَيّيْ خَثْعَمٍ فَدِماؤهمْ
شِفاءٌ وخَيرُ الثّأرِ للمُتَأوِّبِ
فَما أدْرَكَ الأوْتارَ مثلُ مُحَقِّقٍ
بأجْرَدَ طاوٍ كالعَسيبِ المُشَذَّبِ
وأسْمَرَ خَطّيٍّ وأبْيَضَ باتِرٍ
وزَعْفٍ دِلاصٍ كالغَديرِ المُثَوِّبِ
سِلاحُ امرىء ٍ قد يَعلَمُ النّاسُ أنّهُ
طَلُوبٌ لثأراتِ الرّجالِ مُطَلَّبِ
فإنّي وإنْ كنتُ ابنَ فارِسِ عامِرٍ
وفي السرّ منها والصّريحِ المُهَذَّبِ
فَما سَوَّدَتْني عامِرٌ وِراثَة ٍ
أبَى اللهُ أنْ أسْمُو بأُمٍّ ولا أبِ
ولَكِنّني أحْمي حِماها وأتّقي
أذاها وأرْمي مَنْ رَمَاها بمِقْنَب[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
رقم القصيدة : 14452
-----------------------------------
سُودٌ صَناعِيَة ٌ إذا ما أوْرَدوا
صَدَرَتْ عَتُومَتُهُمْ ولمّا تُحلَبِ
صُلْعٌ صَلامِعَة ٌ كأنّ أُنُوفَهُمْ
بَعَرٌ يُنَظّمُهُ الوَليدُ بملْعَبِ
لا يَخْطُبونَ إلى الكِرامِ بَناتِهِمْ
وتشيبِ أيّمُهُمْ ولَمّا تُخْطَبِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
رقم القصيدة : 14453
-----------------------------------
لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إنْ لمْ أغْتَرِفْ
نِعْمَ الضَّجوعُ بغارَة ٍ أسْرابِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
رقم القصيدة : 14454
-----------------------------------
نَحْنُ قُدْنَا الجِيادَ حَتى أبَلْنَا
ها بِثَهْلانَ عَنْوَة ً فاسْتَقَرّتْ
وَزَجَرْتُ المَزْنُوقَ حتى رَمَى بي
وَسْطَ خَيْلٍ مَلْمُومَة ٍ فابذعرّتْ
وصَبَحْنا عَبْساً ومُرّة َ كأساً
في نَواحي دِيارِهِمْ فاسْبَطَرّتْ
وجِياداً لَنا نُعَوّدُها الإقْـ
ـدامَ إنْ غارَة ٌ بَدَتْ وازْبَأرّتْ
مُقْرَباتٍ كالهِيمِ شُعْثَ النّواصِي
قد رَفَعْنا مِنْ حُضْرِها فاستَدَرّتْ
بِشَبابٍ مِنْ عامِرٍ تَضرِبُ البَيْـ
ـضَ إذا الخَيلُ بالمَضيقِ اقشَعَرّتْ
بمَضيقٍ تَطيرُ فيهِ العَوالي
حينَ هَرّتْ كُماتُها واستَحَرّتْ
يضربونَ الكُماة َ في ثَوْرَة ِ النّقْ
ـعِ إذا حَرْبُهُمْ بدَتْ واسجهَرّتْ
وأثارَتْ عَجاجَة ً بَعْدَ نَقْعٍ
وصَهيلٍ مُسْتَرْعَدٍ فاكْفَهَرّتْ
بجِيادٍ غَدَتْ بِجَمْعٍ عَزيزٍ
وأصابَتْ عُداتَهَا فَأضَرّتْ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
رقم القصيدة : 14455
-----------------------------------
للمُقْرَباتِ غُدُوٌّ حِينَ نُحْضِرُهَا
وغارَة ٌ تَسْتَثِيرُ النّقْعَ في رَهَجِ
فَما يُفارِقُني المَزْنُوقُ مُحْتَمِلاً
رِحَالَة ً شَدَّهَا المِضْمارُ بالثّبَجِ
إذا نَعَى الحَرْبَ ناعُوها بَدَتْ لهُمُ
أبْناءُ عامِرَ تُزْجي كُلّ مُخترَجِ
عَلَيْهِمُ البَيضُ والأبدانُ سَابِغَة ً
يُقَحِّمُونَ كأنّ القَوْمَ في رَهَجِ
صَبَحْنَ عَبْساً غَداة َ الرَّوْعِ آوِنَة ً
وهُنّ عالَينَ بابنِ الجَوْنِ في دَرَجِ
وانقَضّتِ الخيلُ من وادي الذِّنابِ وقد
أصْغَتْ أسِنّتَها حُمراً منَ الوَدَجِ
إنْ تَسألي الخَيلَ عَنّا في مَواقِفِها
يَوْمَ المُشَقَّرِ والأبْطالُ في زَعَجِ
تُخْبِرْكِ أنّي أُعِيدُ الكَرَّ بَيْنَهُمُ
إذا القَنَا حُطِمَتْ في يوْمِ مُعتَلَجِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
رقم القصيدة : 14456
-----------------------------------
وهَلْ داعٍ فيُسمعَ عَبدَ عَمْرٍو
لأخرَى الخَيلِ تَصرَعُها الرّماحُ
فَلا وأبِيكَ لا أنْسَى خَليلي
بِبَدْوَة َ ما تَحَرّكّتِ الرّيَاحُ
وكُنتَ صَفيّ نَفسي دونَ قَوْمي
ووُدّي دونَ حامِلَة ِ السّلاحِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
رقم القصيدة : 14457
-----------------------------------
ويَحْمِلُ بَزّي ذو جِراءٍ كأنّهُ
أحَمُّ الشَّوَى والمُقْلَتَينِ سَبُوحُ
فَرُودٌ بِصَحْراءِ اليَفاعِ كأنّهُ
إذا ما مشَى خَلفَ الظّباءِ نَطيحُ
فَعايَنَهُ قُنّاصُ أرْضٍ فأرْسَلُوا
ضِراءً بكُلّ الطّارداتِ مُشيحُ
إذا خافَ منهُنّ اللّحاقَ ارْتَمَى بِهِ
عنِ الهوْلِ حَمْشاتُ القَوائمِ رُوحُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
رقم القصيدة : 14458
-----------------------------------
هَلاّ سَألْتِ بِنا وأنْتِ حَفِيَّة ٌ
بالقَاعِ يَوْمَ تَوَرّعَتْ نَهْدُ
والحَيُّ مِنْ كَلْبٍ وجَرْمٌ كُلّها
بالقَاعِ يَوْمَ يَحْثّها الجَلْدُ
بالكَوْرِ يَوْمَ ثوَى الحُصَينُ وقد رَأى
عَبْدُ المَدانِ خُيُولَها تَعْدُو
بالباسِلِينَ مِنَ الكُماة ِ عَلَيْهِمُ
حَلَقُ الحَديدِ يزينُها السّرْدُ
أيُّ الفَوارِسِ كانَ أنْهَكَ في الوَغى
للقَوْمِ لَمّا لاحَها الجَهْدُ
لَمّا رَأيتُ رَئيسَهُمْ فتَرَكْتُهُ
جَزَرَ السّباعِ كَأنّهُ لَهْدُ
وَثَوَى رَبيعَة ُ في المَكَرّ مُجَدَّلاً
فَعَلا النّعِيُّ بِمَا جَدَا الجَدُّ
هَذا مَقامي قَدْ سَألْتِ ومَوْقِفي
وعَنِ المَسيرِ فَسَائِلي بَعْدُ
أسَألْتِ قَوْمي عَنْ زِيادٍ إذْ جَنى
فيهِ السّنانُ وإذْ جَنى عَبْدُ
والمَرْءَ زَيْداً قد تَرَكْتُ يَقُودُهُ
نَحْوَ الهِضابِ ودونَهَا القَصْدُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
رقم القصيدة : 14459
-----------------------------------
لَقَدْ تَعْلَمُ الخَيْلُ المُغِيرَة ُ أنّنَا
إذا ابْتَدَرَ النّاسُ الفَعالَ أُسُودُهَا
على رَبِذٍ يَزْدادُ جَوْداً إذا جَرَى
وقد قَلِقَتْ تحتَ السّروجِ لُبودُهَا
وقد خُضِبَتْ بالماءِ حتى كَأنّمَا
تَشَبّهُ كُمْتَ الخَيلِ منهنّ سودُهَا
ونَحْنُ نَفَيْنا مَذْحِجاً عن بِلادِها
تُقَتَّلُ حتى عادَ فَلاًّ شَديدُهَا
فأمّا فَريقٌ بالمَصامَة ِ مِنْهُمُ
فَفَرّوا وأُخرَى قد أُبيرَتْ جُدودُهَا
إذا سَنَة ٌ عَزّتْ وطالَ طِوالُهَا
وأقْحَطَ عَنها القَطرُ واصفَرّ عُودُها
وُجِدْنا كِراماً لا يُحَوَّلُ ضَيفُنا
إذا جَفّ فَوْقَ المَنزِلاتِ جَليدُهَا
وقد أصبَحَتْ عِرْسي الغَداة َ تلومُني
على غَيرِ ذَنْبٍ هَجرُها وصُدودُها
فإنّي إذا ما قُلتُ قَوْليَ فانْقَضَى
أتَتْني بأُخرَى خُطّة ٌ لا أُريدُهَا
فَلا خَيرَ في ودّ إذا رَثّ حَبْلُهُ
وخَيرُ حِبالِ الوَاصِلينَ جَديدُهَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
رقم القصيدة : 14460
-----------------------------------
لَتَسْألَنْ اسْمَاءُ وَهْيَ حَفِيّة ٌ
نُصَحاءَها أطُرِدْتُ أم لم أُطْرَدِ
قالُوا لها: إنّا طَرَدْنَا خَيْلَهُ
قُلْحَ الكِلابِ وكنتُ غيرَ مُطرَّدِ
فَلأبْغِينّكُمُ المَلا وعُوارِضاً
ولأورِدَنّ الخَيلَ لابَة َ ضَرْغَدِ
والخَيْلُ تَرْدي بالكُماة ِ كأنّها
حِدأٌ تَتابَعُ في الطّريقِ الأقصَدِ
فَلأثْأرَنّ بِمَالِكٍ وبِمالِكٍ
وأخي المَرَوْراة ِ الذي لم يُوسَدِ
وقَتيلِ مُرّة َ أثْأرَنّ فإنّهُ
فَرْعٌ وإنّ أخاهُمُ لم يُقْصَدِ
يا أسْمَ أُخْتَ بَني فَزارَة َ إنّني
غازٍ وإنّ المَرْءَ غيرُ مُخَلَّدِ
فِيئي إلَيْكِ فَلا هَوادَة َ بَيْنَنا
بعدَ الفَوارِسِ إذ ثَوَوْا بالمرْصَدِ
إلاّ بكُلّ أحَمّ نَهْدٍ سَابِحٍ
وعُلالَة ٍ مِن كلّ أسمَرَ مِذْوَدِ
وأنَا ابنُ حَرْبٍ لا أزالُ أشُبّهَا
سَعْراً وأُوقِدُها إذا لم تُوقَدِ[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
رقم القصيدة : 14461
-----------------------------------
سَمَوْنَا بالجِيَادِ لِحَيّ وَرْدٍ
فَلاقَوْا بَعْدَ وَقْعَتِنا النّكِيرَا
أبَدْنَا حَيّ ذي البَزَرَى وكَعْباً
ومالِكَها وأهْلَكْنَا بَشِيرَا
وقَرّبْنا الرِّبابَة َ يَوْمَ فَجٍّ
إلى هُلْكٍ وأعْلَقْنا عَشِيرَا
وسَيّاراً فَتى سَعْدِ بنِ بَكْرٍ
وأقْعَصْنَا بِمَفْرُوقٍ بَحِيرَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
رقم القصيدة : 14462
-----------------------------------
لقد عَلمِتْ عُليا هَوازنَ أنَّنِي
أنا الفارس الحامي حَقيقة َ جَعْفرِ
وقد عَلِمَ المزنُوقُ أنِّي أكِرُّهُ
عَشِيّة َ فَيْفِ الرّيحِ كَرَّ المُشَهَّرِ
إذا ازْوَرّ مِنْ وَقْعِ الرّماحِ زَجَرْتُهُ
وقُلتُ له ارجِعْ مُقبِلاً غيرَ مُدبِرِ
فأنبَاته أنَّ الفِرارَ خَزَايَة ٌ
على المرءِ ما لم يُبْلِ جُهْداً فيُعْذَرِ
ألستَ تَرَى أرماحَهم فيَّ شُرَّعاً
وأنتَ حِصانٌ ماجِدُ العِرْقِ فاصْبِرِ
أردتُ لكيلاَ يعلمَ الله أننِي
صَبَرتُ وأخْشَى مثلَ يوم المُشَقَّرِ
لَعَمري ومَا عَمْري عَليَّ بهَيِّنٍ
لقد شَانَ حُرَّ الوجهِ طعنَة ُ مُسْهِرِ
فَبِئْسَالفتى إنْ كُنتُ أعوَرَ عاقِراً
جَبَاناً فَما عُذري لَدى كلِّ محْضَرِ
وقَدْ عضلِمُوا أنّي أكُرّ عَلَيْهِمِ
عَشِيّة َ فَيْفِ الرِّيحِ كَرَّ المُدَوَّرِ
وما رِمْتُ حَتَّى بَلَّ صَدْري وصَدْرَهُ
نَجيعٌ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِالمُسَيَّرِ
أقولُ لنفسٍ لا يُجادُ بمثلها
أقِلِّي المِرَاحَ إنني غيرُ مُقْصِرِ
فَلَوْ كانَ جَمْعاً مِثْلَنَا لم يَبُزّنَا
ولكنْ أتَتْنَا أسْرَة ٌ ذاتُ مَفْخَرِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
رقم القصيدة : 14463
-----------------------------------
تَجَنّبْ نُمَيراً ولا تُوطِهَا
فَإنّ بِهَا عَامِراً حُضَّرُ
وإنّ رِمَاحَ بَني عَامِرٍ
يُقَطِّرْنَ مِلْ عَلَقِ الأحْمَرِ
هُمُ الجابِرونَ عِظامَ الكَسيرِ
إذا مَا الكَسائِرُ لَمْ تُجْبَرِ
وهُمْ يَضْرِبُونَ غَداة َ الصّبَا
حِ أنْفَ المُدَجَّجِ ذي المِغفَرِ
يُقيمُونَ للحَرْبِ أصْعارَهَا
إذا ثُوّرَ القَسطَلُ الأغْبَرُ
كُمَاة ٌ حُمَاة ٌ إذا مَا الشّفا
هُ يَعْجِزُ عَن ضَمّها الِمشْفَرُ
يُطيلُونَ للحَرْبِ تَكْرارَهَا
إذا ألْهَبَتْ لَهَباً تُسْعَرُ
وإنّ الذي قَدْ أتَيْتُمْ بِهِ
سَيَكْذِبُهُ عَنْكُمُ المُخْبَرُ
سَتَعْلَمُ إنْ رُمْتُمُوهُمْ إذا
تَلَقّى كَتَائِبُهَا الحُسَّرُ
تَبَيّنُ في شُبُهاتِ الأمُورِ
فَإنّ التّجارِبَ قَدْ تُؤثَرُ
لَقَدْ كانَ فِيمَا خَلا عِبْرَة ٌ
وبالعِلْمِ يَعْتَبِرُ الُمْبصِرُ
يُلامُ المُفَرّطُ في أمْرِهِ
إذا صَرّحَ الأمْرُ للمُعْذِرِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
رقم القصيدة : 14464
-----------------------------------
لَعَمْري لَقَدْ أهدي زِيادٌ مَقالَة ً
عَلَينا فهلْ إنْ كان ذا مِرّة ٍ ضَرَرْ
تُعَيّرُنَا يَوْمَ المَرَوْرَاة ِ سَادِراً
وعِنْدَكَ مِنْ أيّامِنا قَبلَها غِيَرْ
فَمَنْ مُبلِغٌ ذُبْيانَ عَني رِسالَة ً
مُغَلْغَلَة ً مني وَما تَنفَعُ العِذَرْ
وَقَدْ عَلِمَتْ عُلْيَا هَوازِنَ أنّنَا
بنو الحربِ لا نَعْيا بوِرْدٍ ولا صَدَرْ
نَشُدّ عِصابَ الحَرْبِ حتى نُدِرّها
إذا ما نُفوسُ القومِ طالَعَتِ الثُّغَرْ
تَرَى رائِداتِ الخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنا
أبَابيلَ تَرْدي بالعَشِيّ وبالبُكُرْ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
رقم القصيدة : 14465
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ ما تَنفَكّ عني مَلامَة ً
بَنو جَعْفَرٍ ما هَيّجَ الضّغنُ جعفَرَا
إذا قُلتُ هذا حِينَ راجَعَ وُدُّهَا
أبَى حِقْدُها في الصّدرِ إلاّ تَذكُّرَا
لمَهْلَكِ أفْرَاسٍ أُصِبْنَ ورُبّمَا
أصابُوا بها أمْثالَها ثُمّ أكْثَرَا
منَ الأرْضِ أهْلاً بَعدَ مالٍ وَجيرَة ٍ
وَأبْقَتْ لَهُمْ مِنّي مَآتِمَ حُسَّرَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
رقم القصيدة : 14466
-----------------------------------
ألا مَنْ مُبْلِغٌ أسْماءَ عَنّي
ولَوْ حَلّتْ بيُمْنٍ أوْ جُبَارِ
بأنّ حَليلَها دَرَهَتْ عَلَيْهِ
خُطوبٌ لا تُفَرَّجُ بالسِّرارِ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
رقم القصيدة : 14467
-----------------------------------
قَضَى اللهُ في بَعضِ المَكارِهِ للفَتّى
برُشْدٍ وفي بَعضِ الهَوَى ما يُحاذِرُ
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا الإلْفُ قادَني
إلى الجَوْرِ لا أنْقادُ والإلْفُ جائِرُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
رقم القصيدة : 14468
-----------------------------------
ألا يا لَيْتَ أخْوالي غَنِيّاً
عَلَيْهِمْ كُلمَا أمْسَوْا دُوَارُ
بِبِرّ إلَهِهِمْ ويَكُونُ فيهِمْ
على العافِينَ أيّامٌ قِصارُ[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
رقم القصيدة : 14469
-----------------------------------
بَعَثَ الرّسولُ بِما تَرَى فكأنّما
عَمْداً نَشُدّ على المَقانِبِ غَارَا
ولَقَدْ وَرَدْنَ بِنَا المَدينَة َ شُزّباً
وَلَقَدْ قَتَلْنَا بِجَوّهَا الأنْصارَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
رقم القصيدة : 14470
-----------------------------------
هَلاّ سألْتِ إذا اللّقاحُ تَرَوّحَتْ
هَرَجَ الرّئَالِ ولَمْ تَبُلّ صِرارَا
إنّا لَنَعْجَلُ بالعَبيطِ لِضَيْفِنَا
قَبْلَ العِيَالِ ونَطْلُبُ الأوْتَارَا
ونَعُدّ أيّاماً لَنَا ومَآثِراً
قِدْماً نَبُذّ البَدْوَ والأمْصارَا
مِنْهَا خُوَيٌّ والذّهَابُ وبالصّفَا
يَوْمٌ تَمَهّدَ مَجْدُ ذاكَ فَسَارَا [/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
رقم القصيدة : 14471
-----------------------------------
وأبُو أُبَيٍّ ما مُنِيتُ بِمِثْلِهِ
يا حَبّذا هُوَ مُمْسِياً ونَهَارَا
لَقِيَ الخَميسَ أبُو أُبَيٍّ بارِزاً
ألْوائِليُّ وحَرّمَ الإدْبَارَا
يَحْمي إذا جَعَلَتْ سَلُولُ وعامرٌ
يَوْمَ الهِياجِ يُجَبّبُونَ فَزَارَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
رقم القصيدة : 14472
-----------------------------------
وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ وبالفَيْفَا مِنَ اليَمَنِ اسْتَثارَتْ
قَبائِلُ كانَ ألّبَهُمْ فَخَارَا[/font]
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
رقم القصيدة : 14473
-----------------------------------
رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
وعالَجتُ هُمّاً كنتُ بالهمّ أُولَعُ
وَليداً إلى أنْ خالَطَ الشّيبُ مَفرَقي
وَألبَسَني منْهُ الثَّغَامُ المُنَزَّعُ
دَعاني سُمَيْطٌ يوْمَ ذَلِكَ دَعْوَة ً
فَنَهْنَهْتُ عَنْهُ والأسِنّة ُ شُرَّعُ
ولَوْلا دِفاعي عَنْ سُمَيْطٍ وكَرّتي
لَعَالَجَ قِدّاً قَفْلُهُ يَتَقَعْقَعُ
وأقْسَمْتُ لا يَجْزِي سُمَيْطٌ بنعمة ٍ
وكَيفَ يُجازيكَ الحِمارُ المُجدَّعُ
وأمكَنَ منّي القَوْمَ يوْمَ لَقيتُهُمْ
نَوافِذُ قد خالَطْنَ جِسميَ أرْبَعُ
فَلَوْ شِئْتُ نَجّتْني سَبوحٌ طِمِرّة ٌ
تَحُكّ بخَدّيْهَا العِنَانَ وتَمزَعُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
رقم القصيدة : 14474
-----------------------------------
أُنْبِئْتُ قَوْمي أتْبَعُوني مَلامَة ً
لَعَلّ مَنَايا القَوْمِ مِمّا أُكَلَّفُ
فَإنْ تَكُ أفْرَاسٌ أُصِبْنَ وفِتْيَة ٌ
فَإنّي لَجَرّافٌ بهِنّ مُجَرَّفُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
رقم القصيدة : 14475
-----------------------------------
زَعَمَ الوُشَاة ُ بأنّ دُومَة َ أخْلَفَتْ
ظَنّي وقَلّصَ خَيرُها المَوْعُودُ
صَدَقُوا وبَيّنَ لي شَواكِلُ أمْرِهَا
وجَرَى به حَرِقُ الجَنَاحِ قَعِيدُ
مُتَقَارِبُ الحَنَكَينِ شَحّاجُ الضّحَى
أرِنٌ كأنّ جَنَاحَهُ مَشْدودُ
فَزَجَرْتُهُ أنْ لا يُفَرِّجَ بَيْضُهُ
ويُصيبَهُ صَدىء ُ الرِّصافِ سَديدُ
أفَرِحْتَ أنْ جُرْحٌ ألَمّ بفارِسٍ
لمْ يَبْقَ مِمّنْ سُدْتَ غَيرَ مَسُودِ
وَكَأنّ هادِيَهُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُ
جِذْعٌ تَحَسّرَ ليفُهُ مَجْرُودُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
رقم القصيدة : 14476
-----------------------------------
ونِعْمَ أخُو الصّعلوكِ أمسِ ترَكْتُهُ
بتَضرُوعَ يَمري باليَدينِ ويَعسِفُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
رقم القصيدة : 14477
-----------------------------------
وأنْتَ لِسَوْداءِ المَعاصِمِ جَعْدَة ٍ
واقعَسَ مِنْ نَسلِ الإماءِ العَوارِكْ
تَبيعٍ لِقَوْمٍ لمْ يَكُنْ مِنْ صَميمِهمْ
ولَكِنّهُ مِنْ نَسْلِ آخَرَ هَالِكْ
أبُوكَ أبُو سَوْءٍ وخالُكَ مِثْلُهُ
وهَلْ تُشبِهَنْ إلاّ أباكَ وخالَكْ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
رقم القصيدة : 14478
-----------------------------------
تَرْعَى فَزارَة ُ في مَقَرّ بِلادِهَا
وتَهيمُ بَينَ شَقائِقٍ ورِمَالِ
يُعْطُونَ خُرْجَهُمُ بغَيرِ هَوَادَة ٍ
والدّهْرُ ذو غِيَرٍ وذو بَلْبالِ
نَحْنُ الكُماة ُ لِذي الوَغَى في هَوْله
والخَاضِبُونَ مُجَوَّبَ السّرْبالِ
وقَضَتْكُمُ بَكْرٌ قَضاءً واجِباً
وَبَنُو فَزارَة َ جُلْنَ حِينَ مَجَالِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
رقم القصيدة : 14479
-----------------------------------
جَاؤوا بِشَهْرانِ العَريضَة ِ كُلّهَا
وأكْلُبِها مِيلادِ بَكْرِ بنِ وائِلِ
وَسَعّتْ شُيُوخُ الحَيّ بَينَ سُوَيْقَة ٍ
وبَينَ جَنُوبِ القَهْرِ مِيلَ الشّمائلِ
فَلَوْ كانَ جَمْعٌ مِثْلُنا لم يَبُزّنَا
ولَكِنْ أتَانَا كُلُّ جِنٍّ وخابِلِ
فَبِتْنا ومَنْ يَنْزِلْ بِهِ مثلُ ضَيفِنا
يَبِتْ عَنْ قِرَى أضيافِهِ غيرَ غافِلِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
رقم القصيدة : 14480
-----------------------------------
يا رُبّ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
ضَخمِ الدّسيعة ِ رَأسِ حيٍّ جحفَلِ
وتَرَكْتُ نِسوَتَهُ لَهُنّ تَفَجّعٌ
يَنْدُبْنَهُ أُصُلاً بِنَوْحٍ مُعْوِلِ
مِنْ آلِ عَبْسٍ قد شَفَيْتُ حَرارَتي
وغَنِمْتُ كلّ غَنيمَة ٍ لمْ تَضْهَلِ
ونَجَا بعَنْتَرَة َ الأغَرُّ مِنَ الرّدَى
يَهوي على عَجَلٍ هُوِيَّ الأجدَلِ
وتَرَكْتَ عَبْلَة َ في السّواءِ لفِتْيَة ٍ
بَاتُوا على كُتُفِ الخُيولِ الجُوَّلِ
راحُوا بِهِنْدٍ والوَجيهَة ِ عَنْوَة ً
يَوْمَ الوِقَاعِ على نَجائِبَ ذُمَّلِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
رقم القصيدة : 14481
-----------------------------------
صَبَحْنا الحَيَّ مِن عَبسٍ صَبوحاً
بِكَأسٍ في جَوانِبِها الثّميلُ
وأبْقَيْنا لِمُرّة َ يَوْمَ نَحْسٍ
وإخوَتِهِمْ فَقَدْ ذَهَبَ الغَليلُ
تَرَكْنَا دُورَهُمْ فيهَا دِمَاءٌ
وأجْسادٌ فَقَدْ ظَهَرَ العَويلُ
فَذَلّ الأبْلَخُ المُخْتَالُ إنّا
نُخَيّسُهُ وعَزّ بِنَا الذّليلُ
قَتَلْنَا مالِكاً وأبَا رَزِينٍ
غَداة َ القاعِ إذ لَمَعَ الدَليلُ
لَنا في الرّوْعِ أبْطالٌ كِرامٌ
إذا ما الخَيلُ جَدّ بهَا الصَّهيلُ
على جُرْدٍ مُسَوَّمَة ٍ عِتَاقٍ
تَوَقَّصُ بالشّبابِ وبالكُهُولِ
إذا ما الرّكْضُ أسهَلَ جانِبَيها
وَجَدّ السّيرُ وانْقَطَعَ النّقيلُ
ويَوْمَ الشِّعْبِ غادَرْنَا لَقيطاً
بأبْيَضَ صارِمٍ عَضْبِ صَقيلِ
غَداة َ أرادَ أنْ يَسْمُو إلَيْنَا
بأُسْرَتِهِ وأخْلَفَه القَبيلُ
فأُبْنَا غَانِمِينَ بِما اسْتَفَأنَا
نَسوقُ البِيضَ دَعْواها الأليلُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
رقم القصيدة : 14482
-----------------------------------
يا لَهَفي على ما ضَلّ سَعْيِي
وسَيْرِي في الهَواجِرِ ما أقِيلُ
فَإنّ الحَيّ خَثْعَمَ أحرَزَتْهُمْ
رِماحُهُمُ وتُنذِرُهُمْ سَلولُ
بمَخْرَجِنا فلا نَخْفَى عَلَيهِمْ
ويأتِيهِمْ بعَوْرَتِنا الدّليلُ
ولَوْ أنّي أُطِعْتُ لَكانَ مِنّي
لِمُدْرِكِ أكْلُبٍ يَوْمٌ طَوِيلُ
ولَكِنّي عُصِيتُ وكانَ جَهْلاً
بهِمْ ألاّ يُبالُوا ما أقُولُ
يَلُومُنيَ الّذينَ تَرَكْتُ خَلْفي
ويَعْصِيني الّذين بهِمْ أَصُولُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
رقم القصيدة : 14483
-----------------------------------
ترَكْتُ نِساءَ ساعدَة َ بنِ مُرّ
لَهُنّ لَدَى مَزاحِفِهِ عَويلُ
جَمَعْتُ لهُ يدَيّ بذي كُعُوبٍ
يُقَدِّمُ نَصْلَهُ أظْمَى طَويلُ
شَكَكْتُ بهِ مَجامِعً رُحْبَيَيْهِ
فَصارَ رِداؤهُ مِنْهُ طَمِيلُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
رقم القصيدة : 14484
-----------------------------------
قُلْ لزَيْدٍ قد كنتَ تُؤثَرُ بالحِلْـ
ـمِ إذا سَفِهتْ حُلُومُ الرّجالِ
لَيسَ هذا القَتيلُ مِن سَلَفِ الحَـ
ـيّ كَلاعٍ ويَحْصُبٍ وكُلالِ
أوْ بَني آكِلِ المُرارِ ولا صِيـ
ـدِ بَني جَفنَة َ المُلوكِ الطّوالِ
وابنِ ماءِ السّماءِ قَدْ عَلِمَ النّا
سُ ولا خَيرَ في مَقالَة ِ غَالي
إنّ في قَتْلِ عامِرِ بنِ طُفَيْلٍ
لَبَوَاءً لِطَيّءِ الأجْبَالِ
إنّني والّذي يَحُجُّ لَهُ النّا
سُ قَليلٌ في عَامِرٍ أمْثالي
يَوْمَ لا مالَ للمُحارِبِ في الحَرْ
بِ سِوَى نَصْلِ أسْمَرٍ عَسّالِ
ولِجَامٍ في رأسِ أجْرَدَ كالجِذْ
عِ طُوالٍ وأبْيَضٍ قَصّال
ودِلاصٍ كالنّهْيِ ذاتِ فُضُولٍ
ذاكَ في حَلْبَة ِ الحَوادِثِ مالي
ولِعَمّي فَضْلُ الرّئَاسَة ِ والسّـ
ـنّ وجَدٍّ على هَوازِنَ عَالي
غَيرَ أنّي أوْلى هوازِنَ في الحَرْ
بِ بضَرْبِ المُتَوَّجِ المُخْتالِ
وبطَعْنِ الكَميّ في حَمَسِ النّقْـ
ـعِ على مَتْنِ هَيْكَلٍ جَوّالِ[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
رقم القصيدة : 14485
-----------------------------------
قَضَيْنا الجَوْنَ عَن عَبسٍ وكانَتْ
مَنِيّة ُ مَعبَدٍ فينَا هُزَالا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
رقم القصيدة : 14486
-----------------------------------
أنازِلَة ٌ أسماءُ أمْ غَيرُ نازِلَهْ ؟
أبِيني لَنا يا أسْمَ ما أنتِ فاعِلَهْ
فإنْ تَنْزِلي أنْزِلْ ولا آتِ مَوْسِماً
ولوْ رَحلَتْ للبَيعِ جَسْرٌ وباهِلَهْ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
رقم القصيدة : 14487
-----------------------------------
عَرَفْتَ بِجَوّ عَارِمَة َ المُقَامَا
لسَلْمَى أوْ عرَفتَ لهَا عَلامَا
لَيَاليَ تَسْتَبيكَ بذي غُرُوبٍ
ومُقْلَة ِ جُؤذَرٍ يَرْعَى بَشَامَا
وإذْ قَوْمي لأسْرَتِها عَدُوٌّ
فإنْ يَمْنَعْكِ قَوْمُكِ أنْ تَبيني
فَقَدْ نَغنى بعارِمَة ٍ سِلامَا
فلَوْ عَلِمَتْ سُلَيْمَى عِلْمَ مثلي
غَداة َ الرّوْعِ واصَلَتِ الكِرامَا
تَرَكْنا مَذْحِجاً كحديثِ أمسٍ
وأرْحَبَ إذْ تكفّنُهُمْ فِئَامَا
وبِعْنا شاكِراً بِتِلادِ عَكٍّ
ولاقَى مَنْسِرٌ مِنّا جُذامَا
وَطَحْطَحْنا شَنوءَة َ كلَّ أوْبٍ
ولاقَتْ حِمْيَرٌ مِنّا غَرامَا
وهَمْدانٌ هُنالِكَ ما أُبَالي
أحَرْباً أصْبَحُوا لي أمْ سِلامَا
ولاقَيْنا بأبْطَحِ ذي زَرُودٍ
نِساءَهُمُ مُسَلِبَة ً أيَامَى
وَقَتّلْنَا سَرَاتَهُمُ جِهَاراً
وأشبعنا الضِّباعَ خُصًى عِظاماَ
وقَتّلْنَا حَنِيفَة َ في قُرَاهَا
وأفْنى غَزْوُنَا حَكَماً وحَامَا
قَتَلْنا كَبْشَهُمْ فنَجَوْا شِلالاً
كمَا نَفّرْتَ بالطّرْدِ النَّعَامَا
وحَيّاً مِن بَني أسَدٍ تَرَكْنَا
وأذْوادٍ فَكُنّ لَنَا طَعَامَا
وبَيّتنَا زُبَيْداً بَعْدَ هَدْءٍ
فَصَبّحَ دارَهُمْ لَجِباً لُهَامَا
وقَدْ نِلْنَا لعَبدِ القَيسِ سَبْياً
منَ البَحْرَينِ يُقْتَسَمُ اقتِسامَا
ولاقَيْنَا بِذي نَجَبٍ حُصَيْناً
فأهْلَكْنَا بمَقْلَتِنَا أُسَامَا
وأفْلَتَنَا على الحَوْمانِ قَيْسٌ
وأسْلَمَ عِرْسَهُ ثُمّ اسْتَقَامَا
وَلَوْ آسَى حَليلَتَهُ لَلاقَى
هُنَالِكَ مِنْ أسِنّتِنَا حِمَامَا
وآلُ الجَوْنِ قَدْ سارُوا إلَيْنَا
غَداة َ الشِّعبِ فاصْطُلموا اصْطلامَا
قَتَلْنَا مِنْهُمُ مائَة ً بِشَيْخٍ
وَصَفْدْناهُمُ عُصَباً قِيَامَا
ويَوْمَ الشِّعْبِ لاقَيْنَا لَقِيطاً
كَسَوْنَا رَأسَهُ عَضْباً حُسامَا
أسَرْنَا حاجِباً فَثَوَى أسِيراً
ولَمْ نَتْرُكْ لأسْرَتِهِ سَوَامَا
وجَمْع بَني تَميمٍ قَدْ تَرَكْنَا
نُبِينُ سَواعِداً مِنهُمْ وهَامَا
وكانَ لَهُمْ بهَا يَوْمٌ طَوِيلٌ
لتُبْليَ بَيْنَها سَجْلاً وخَامَا
بدارِهِمُ تَرَكْنَا يَوْمَ نَحْسٍ
لَدَى أوطانِهِمْ تُسْقَى السِّمامَا
فإنْ لا يُرْهِقِ الحَدَثانُ نَفْسِي
يُؤدّوا الخَرْجَ لي عاماً فَعَامَا
يُؤدّوهُ على رَغْمٍ صَغَاراً
ويُعْطُونَا المَقادَة َ والزّمَامَا
فأبْلِغْ إنْ عَرَضْتَ جميعَ سَعدٍ
فَبيتُوا لَنْ نَهيجَكُمُ نِيَامَا
نَصَحْتُمْ بالمَغيبِ ولَمْ تُعينُوا
عَلَيْنا إنّكُمْ كُنْتُمْ كِرامَا
فلوْ كُنتُمْ معَ ابنِ الجَوْنِ كنتُمْ
كَمَنْ أوْدى وأصْبحَ قد ألامَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
رقم القصيدة : 14488
-----------------------------------
وَفَدْنَا فَآوَيْنَا بأشْرافِ دارِمٍ
غداة َ جَزَيْنا الجَوْنبالجَوْن صَيْلَمَا
ولمْ يَكْفِنَا قَوْمٌ مَقاماً ولمْ نَعُذْ
بغَيرِ القَنا في خَشْيَة ٍ أوْ تَجَرُّمَا
وَلَمْ أرَ قَوْماً يَرْفَعُونَ لِواءَهُمْ
لغايَتِنَا في المَجْدِ مِمّنْ تكَلّمَا
مِنَ النّاسِ إلاّ يَعْرِفُونَ عَلَيْهِمِ
لَنَا في جَسيمِ الأمْرِ أن نَتَكَرّمَا
ونَحْنُ الأُلى قُدْنا الجِيادَ على الوَجا
كمَا لَوّحَ القَوّاسُ نَبْعاً وسأسَمَا
ونحنُ صَبَحْنا حَيّ أسْماءَ بالقَنا
ونَحْنُ تَرَكْنَا حَيّ مُرّة َ مأتَمَا
بَقَرْنا الحَبالى من شَنُوءَة َ بَعْدَمَا
خضبَطنَ بفَيفِ الرّيحِ نَهداً وخثعَمَا
مُجَنَّبَة ً قد لاحَها الغَزْوُ بَعْدَمَا
تُبارِي مَراخيها الوَشيجَ المُقَوِّمَا
ونَحْنُ صَبَحْنَا حَيّ نَجْرانَ غارَة ً
تُبيلُ حَبالاهَا مَخافَتَنَا دَمَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
رقم القصيدة : 14489
-----------------------------------
لَقَدْ تَعْلَمُ الحَرْبُ أنّى ابنُها
وأنّى الهُمامُ بِها المُعْلِمُ
وأنّي أحُلّ عَلى رَهْوَة ٍ
منَ المَجدِ في الشّرَفِ الأعظَمِ
وأَنّي أُشَمِّصُ بالدّارِعِيـ
ـنَ في ثَوْرَة ِ الرَّهَجِ الأقْتَمِ
وأَنّي أكُرّ إذا أحْجَمُوا
بأكْرَمَ مِنْ عَطْفَة ِ الضّيغَمِ
وأضرِبُ بالسّيفِ يَوْمَ الوَغَى
أقُدّ بهِ حَلَقَ المُبْرَمِ
فَهَذا عَتَادي لَوَ انّ الفَتَى
يُعَمَّرُ في غَيرِ ما مَهْرَمِ
وقَدْ عَلِمَ الحَيُّ مِنْ عامِرٍ
بأنّ لَنَا ذِرْوَة َ الأجْسَمِ
وأنّا المَصاليتُ يَوْمَ الوَغَى
إذا ما العَواويرُ لَمْ تُقْدِمِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
رقم القصيدة : 14490
-----------------------------------
قَتَلْنَا يَزدَ بنَعَبْدِ المَدانِ
على غَيرِ جُرْمٍ ولمْ نَظْلِمِ
بأعْوَى ويَوْمَ لَقينَاهُمُ
بأرْعَنَ ذي لَجَبٍ مُبْهِمِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
رقم القصيدة : 14491
-----------------------------------
فإنْ تَنْجُ مِنْها يا ضُبَيْعَ فإنّني
وجَدِّكَلم أعْقِدْ عَلَيْكَ التّمَائِمَا
فَأنْزَلْتُهُ إنْزَالَ مِثْليَ مِثْلَهُ
بِنَجْلاءَ بَلّتْ ظَهْرَهُ والمَآكِمَا
وأدّيْتُ زَيْداً بَعْدَمَا كانَ ثَاوِياً
إلى أهْلِهِ يَوْمَ الثّنِيّة ِ سالِمَا
فأصْبَحْتُمُ لا في سَوَامِ فِدائِهِ
وأصْبَحَ في تَيْمانَ يَخْطِرُ نَاعِمَا
يُزَجّى جِيادَ الخَيلِ نحوَ دِيارِكُمْ
وقد كانَ في جِلْدٍ مِنَ القِدّ آزِمَا
فَلا تَعجَلَنْ وانْظُرْ بأرْضِكَ فارِساً
يَهُزّ رُدّيْنِيّاً وَأبْيَضَ صَارِمَا
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ غارَة ٌ عُرِفَتْ لَهُ
إذا قادَها للمَوْتِ جُرْداً سَواهِمَا
وعَبْدَ بَني بَرْشَا تَرَكْنَا مُجَدَّلاً
غَداة َ ثَوَى بَينَ الفَوارِسِ كازِمَا
تَنَاوَلْتُهُ فاخْتَلَّ سَيْفي ذُبَابُهُ
شَراسيفَهُ العُلْيَا وجَدّ المَعاصِمَا
وأنْتَ قَرِيبٌ قد رأيْتَ مَكانَهُ
تُنادي شَتِيراً يَوْمَ ذاكَ وعاصِمَا[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
رقم القصيدة : 14492
-----------------------------------
إذا شِئتَ أن تَلقى المَناعة َ فاسْتَجِرْ
خِذامَ بنَ زَيْدٍ إنْ أجَارَخِذامُ
دَعَوْتُ أبَا الجَبّارِ أخْتَصّ مالِكاً
ولمْ يَكُ قِدْماً مَن أجَرْتَ يُضامُ
فَقَامَ أبو الجَبّار ِيَهْتَزُ للنّدَى
كمَا اهْتَزّ عَضْبُ الشّفرَتَينِ حُسامُ
وكُنْتُ سَنَاماً من فَزارَة َ تَامِكاً
وفي كُلّ قَوْمٍ ذِرْوَة ٌ وسَنَامُ
فنَكّبْتَ عَنّي الشّارِعِينَ ولم أكُنْ
مَخَافَة َ شَرّ الشّارِعِينَ أنَامُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
رقم القصيدة : 14493
-----------------------------------
ألَسْنَا نَقُودُ الخَيْلَ قُبّاً عَوَابِساً
وَنخضِبُ يَوْمَ الرّوْعِ أسْيافَنا دَمَا
وَنَحْمي الذّمارَ حينَ يَشتَجرُ القَنَا
ونَثني عن السَّرْبِ الرّعيلَ المُسَوَّمَا
ونَسْتَلِبُ الحُوّ العَوَابِسَ كالقَنَا
سَوَاهِمَ يَحْمِلْنَ الوَشيجَ المُقَوَّمَا
ونَحْنُ صَبَحْنَا حَيّ أسمَاءَ غارَة ً
أبَالَتْ حَبَالى الحَيّ من وَقعِها دَمَا
وبالنّقْعِ مِنْ وادي أبِيدَة َ جاهَرَتْ
أُنَيْساً وقَدْ أرْدَينَ سَادَة َ خَثْعَمَا
وَيَوْمَ عُكَاظٍ أنْتُمُ تَعْلَمُونَهُ
شَهِدْنا فأقْدَمْنا بها الحَيّ مُقدَمَا
ونَحْنُ فَعَلْنَا بالحَليفَينِ فَعْلَة ً
نَفَتْ بَعدَها عنّا الظَّلومَ الغَشمشَما
وما بَرِحَتْ في الدّهْرِ مِنّ عِصابَة ٌ
يَذودونَ عن أحْسابِنا من تَعَرّمَا
يَقُودونَ جُرْداً كالسّراحِينِ تَستَمي
صُدورَ العَوالي من كُميتٍ وأدْهَمَا
ونَحْنُ أبَرْنَا حَيّ أشْجَعَ بالقَنَا
ونَحْنُ تَرَكْنَا حَيّ مُرّة َ مأتَمَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
رقم القصيدة : 14494
-----------------------------------
وأهْلَكَني لَكُمْ في كُلّ يَوْمٍ
تَعَوّجُكُمْ عَلَيّ وأسْتَقيمُ
رِقَابٌ كالمَواجِنِ خَاظِياتٌ
وأسْتَاهٌ على الأكْوارِ كُومُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
رقم القصيدة : 14495
-----------------------------------
كانَ التّبابِعُ في دَهْرٍ لهُمْ سَلَفٌ
وابنُ المُرارِ وَأمْلاكٌ على الشّامِ
حتى انتَهَى الُملْكُ من لخمٍ إلى مَلكٍ
بادي السّنانِ لمَنْ لم يَرْمِهِ رامي
أنْحَى عَلَيْنَا بأظْفارٍ فَطَوّقَنَا
طَوْقَ الحَمامِ بإتْعاسٍ وإرْغامِ
إْن يُمكِنِ اللهُ مِنْ دَهْرٍ تُساءُ بهِ
نَترُككَ وَحدكَ تَدعو رَهطَ بِسطامِ
فانظرْ إلى الصِّيدِ لم يحموكَ من مُضَرٍ
هل في ربيعَة َ إنْ لم تَدْعُنا حامي[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
رقم القصيدة : 14496
-----------------------------------
طُلّقْتِ إنْ لم تَسألي أيّ فارِسٍ
حَليلُكِ إذْ لاقَى صُداءً وخَثعَمَا
أكُرّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً ولَبَانُهُ
إذا مااشتكَى وَقعَ الرّماحِ تحَمحَمَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
رقم القصيدة : 14497
-----------------------------------
وما الأرْضُ إلاّ قَيسُ عَيْلانَ أهلُها
لهُم ساحَتاها سَهلُها وحُزُومُهَا
وقَدْ نالَ آفاقَ السّماواتِ مَجدُنَا
لَنَا الصّحْوُ من آفاقِها وغُيُومُهَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
رقم القصيدة : 14498
-----------------------------------
أظُنّ الكُلَيْبَ خانَني أوْ ظَلَمْتُهُ
بِبُرْقَة ِ حِليّتٍ وما كانَ خائِنَا
وأعْذِرُهُ أنّي خَرُقْتُ وإنّمَا
لَقيتُ أخا خِبَ وصُودِفتُ بادِنَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
رقم القصيدة : 14499
-----------------------------------
للَّهِ غارَتُنا والمَحْلُ قَدْ شَجِيَتْ
مِنْهُ البِلادُ فَصارَ الأُفْقُ عُرْيانَا
حتى صَبَبْنَا على هَمْدانَ صَيّقَة ً
سُؤرَ الكِلابِ وما كانوا لنا شَانَا
فَظَلّ بالقَاعِ يوْمٌ لمْ نَدَعْ كَتَداً
إلاّ ضَرَبْنَا ولا وَجْهاً ولا شَانَا
ثمّ نَزَعْنَا وما انْفَكّتْ شَقاوَتهُمْ
حَتى سَقَيْنَا أنَابِيباً وخِرْصَانَا
وما أرَدْناهُمُ عَنْ غَيرِ مَعْذِرَة ٍ
مِنّا ولَكِنّهُ قَدْ كانَ ما كانَا
سِرْنَا نُريدُ بَني نَهْدٍ وإخْوَتَهُمْ
جَرْماً ولكِنْ أرادَ اللهُ هَمْدانَا[/font]

[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> رماد الشوق
رماد الشوق
رقم القصيدة : 145
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ولع رماد الشوق يامعذبي نار
!!من كان يحلم باشتعال الرمادي ؟
ماكنت احسب انه يكون اللقا حار
لين التقينا واشبكتنا الايادي
وقامت لنا الذكري تغني على الطار
تنساب باسماعي نغم حب هادي
حسيت شي لفني مثل الاعصار
واستيقظت نشوة غلاك بفؤادي
اخذت لي سجه وانا شبه منهار
بين الخيال وبين علمٍ وكادي
وفزيت يوم انى تنبهت وش صار
مثل الذى توه صحي من رقادي
تغير الموقف بلا سابق انذار
وغير المشاعر جت مشاعر جدادي
رديت لك عقب التجافي والانكار
وطويت صفحات الزعل والعنادي
وتبددت ذيك المبادي والافكار
ايه جنون افكار وايه مبادي
تراي انا مليتها لعبه النار
ما احد لعبها قبلنا واستفادي
من رد للجنه عقب صالى النار
حتى السموم يصير عنده برادي[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
رقم القصيدة : 14500
-----------------------------------
عَجَباً لِواصِفِ طَارِقِ الأحْزانِ
وَلِمَا تَجيءُ بِهِ بَنو الدّيّانِ
فَخَرُوا عَلَيّ بِجِبْوَة ٍ لِمُحَرِّقٍ
وإتاوَة ٍ سِيقَتْ إلى النّعْمانِ
ما أْنَت وابنَ مُحَرِّقٍ وقَبيلَهُ
وإتَاوَة َ اللّخْمِيّ في عَيْلانِ
فاقصِدْ بذَرْعكَ قَصْدَ قوْمكَ نصرَهم
وَدَعِ القَبائِلَ مِنْ بَني قَحطانِ
إنْ كانَ سالِفَة ُ الإتَاوَة ِ فيكُمُ
أوْلى فَفَخْرُكَ فَخْرُ كلّ يَمَاني
وافخَرْ برَهْطِ بَني الحِماسِ ومالكٍ
وبَني الضِّبابِ ورَعْبَلٍ وقِيَانِ
فأنَا المُعَظَّمُ وابنُ فارِسِ قُرْزُلٍ
وأبُو بَراءٍ زانَني ونَمَاني
وأبُو جَرِيٍّ ذو الفَعَالِ ومَالِكٌ
مَنَعَا الذّمارَ صَبَاحَ كُلّ طِعَانِ
وإذا تَعَاظَمَتِ الأمُورُ هَوازِناً
كُنْتُ المُنَوَّهَ باسْمِهِ والبَاني[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
رقم القصيدة : 14501
-----------------------------------
وإنّكِ لَوْ رَأيْتِ أُمَيْمَ قَوْمي
غَداة قُراقِرٍ لَنَعِمْتِ عَيْنَا
وهُنّ خَوارِجٌ منْ حَيّ كَعْبٍ
وقَد شُفيَ الحَرارَة ُ واشْتَفَيْنَا
وقَد صَبّحْنَ يَوْمَ عُوَيْرِضاتٍ
قُبَيلَ الشّرْقِ باليَمَنِ الحُصَيْنَا
وبالمَرْداتِ قَدْ لاقَيْنَ غُنْماً
وَمِنْ أهْلِ اليَمامَة ِ ما بَغَيْنَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
رقم القصيدة : 14502
-----------------------------------
تَوَضّحْنَ في عَلْيَاءِ قَفْرٍ كأنّهَا
مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعارِضْنَ تَالِيَا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
رقم القصيدة : 14503
-----------------------------------
ألا طَرَقَتْكَ مِنْ خَبْتٍ كَنُودُ
فَقَدْ فَعَلَتْ وآلَتْ لا تَعُودُ
كأنّكِ لم تَرَيْنَا يَوْمَ غَوْلٍ
ولمْ يُخبِرْكِ بالخَبَرِ الجُنُودُ
بِمَا لاقَتْ سَراة ُ بَني لُجَيْمٍ
تَعَضّ سَراتَهُمْ فِينا القُيُودُ
وعَبْدُ القَيسِ بالمَرْداءِ لاقَتْ
صَباحاً مِثلَ ما لَقِيَتْ ثَمُودُ
صَبَحْناهُمْ بكُلّ أقَبّ نَهْدٍ
ومُطّرِدٍ لَهُ يَقِدُ الحَديدُ
وأبيضَ يَخطَفُ القَصَراتِ عَضْبٍ
رَقيقِ الحَدّ زَيّنَهُ غُمُودُ
وكلِّ طِمِرّة ٍ خَفِقٍ حَشَاهَا
مُلَمْلَمَة ٍ تَلاقيها بَعِيدُ
لَقينَا جَمْعَهُمْ صبحاً فكانُوا
كمِثْلِ الضّأنِ عاداهنّ سِيدُ
فَغُودِرَ مِنهُمُ عَمْروٌ وعَمْرٌو
وأسْوَدُ والكُماة ُ بها شُهُودُ
وعَبْدُ اللَّهِ غُودِرَ وابنُ بِشْرٍ
وعَتّابٌ ومُرّة ُ والوَليدُ
لَقيناهُمْ بِبيضٍ مُرْهَفَاتٍ
نُقَتّلُهُمْ بها حتى أُبِيدُوا
وأرْدَفْنَا نِساءَهُمُ وجِئْنَا
وقد دَمِيَتْ من الخمشِ الخُدودُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> عامر بن الطفيل >> بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
رقم القصيدة : 14504
-----------------------------------
بَني عامِرٍ غُضّوا المَلامَ إلَيْكُمُ
وهاتُوا فعُدّوا اليومَ فيكمْ مَشاهدي
ولا تَكْفُرُوا في النّائِباتِ بَلاءَنَا
إذا عَضّكُمْ خَطبٌ بإحدى الشّدائدِ
سَلوا تُخْبَروا عَنّا غَداة َ أُقَيصِرٍ
وأيّامَ حِسْمَى أو ضَوارِسَ حاشِدِ
وبالكَوْرِ إذْ ثابَتْ حَلائِبُ جعفرٍ
إلَيكُمْ وجاءَتْ خَثْعَمٌ للتّحاشُدِ
ليَنْتَزِعُوا عِلْقاتَنا ثُمّ يَرْتَعُوا
فأرْدَتْ قَناتي منهُمُ كُلَّ مَاجِدِ
فأنْفَذْتُ عَبدَاللهِ ثَمّ بضَرْبَة ٍ
وقَدْ خامَ عَنْها كلُّ حامٍ وذائِدِ
تَرَكْتُ صَريعاً بالعَراءِ مُجَدَّلاً
ضُبَيْعَة َ إذْ نَجّى شُتَيْرَ بن خالدِ
طِمِرٌّ وزَيْدُ الخَيْلِ قد نالَ طَعْنَة ً
إذِ المَرْءُ زَيْدٌ جائِرٌ غَيرُ قاصِدِ
فَذَلِكَ ما أعْدَدْتُ في كلّ مأقِطٍ
كَريهٍ وعَامٍ للعَشِيرَة ِ آئِدِ[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي
أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي
رقم القصيدة : 14505
-----------------------------------
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ
ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني،
عجلاً، واحداً، وذا أصحابِ
إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ،
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ
فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ،
للخيل، جاهداً، والرّكاب
وثلاثٌ يردن تيماء زهواً،
وثلاث يغرون بالإعجابِ
فإذا ما مررت في مسيطر،
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
من سبيٍ مجموعة ، ونهابِ
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّة ً
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ
بيفاع، وذاك منها محلٌ،
فوق ملك، يدين بالأحسبِ
بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ ذُبابِ
حيثُ لا أرهب الخزاة ، وحولي
نصليوّن، كالليوث الغضابِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
رقم القصيدة : 14506
-----------------------------------
ومَرْقَبَة ٍ دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
أقلّب طرفي في فضاء سباسبِ
وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي،
طروقاً، أحييها كآخر جانبِ
ولوْ شَهِدَتْنا بالمُزاحِ لأيْقَنَتْ
على ضرنا، أنا كرام الضرائبِ
عشيّة َ قال ابن الذئيمة ، عارقٌ:
إخالُ رئيسَ القوْمِ ليسَ بآئِبِ
وما أنا بالساعي بفضل زمامها،
لتشرب ما في الحوض قبل الركائبِ
فما أنا بالطاوي حقيبة رحلها،
لأرْكَبَها خِفّاً، وأترُكَ صاحبي
إذا كنت رباً للقلوص، فلا تدعْ
رَفيقَكَ يَمشِي خَلفَها، غيرَ راكِبِ
أنِخْها، فأرْدِفْهُ، فإنْ حملَتكُما
فذاك، وإن كان العقاب فماقبِ
ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَة ً
بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ
إذا أوطن القوم البيوت وجدتهم
عماة عن الأخبار، خرق المكاسبِ
وشرٌ الصعاليكٍ، الذي هم نفسه
حديث الغواني واتباع المآربِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
رقم القصيدة : 14507
-----------------------------------
فلو كان ما يعطي رياء لأمسكتْ
بهِ جنبات اللوم، يجذبنه جذبا
ولكنّما يبغي به الله وحده،
فأعْطِ، فقد أرْبحتَ، في البيعة ، الكَسْبا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
رقم القصيدة : 14508
-----------------------------------
كريمٌ، لا أبت الليل، جاد،
أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ
إذا ما بتّ أشرب، فوق ري،
لسكر في الشراب، فلا رويتُ
إذا مابتُّ أختل عرس جاري،
ليختفي الظلام، فلا خفيتُ
أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟
معاذ الله أفعل ما حييتُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
رقم القصيدة : 14509
-----------------------------------
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم،
ضرَبْتُ بسَيفي ساقَ أفعَى فخَرّتِ
فقلتُ لأصباه صغّار ونسوة ،
بشهباء، من ليل الثلاثين قرّتِ
عليكمْ من الشّيطن كلّض ورية ،
إذا النارُ مَسّت جانِبَيها ارْمَعَلَّتِ
ولا ينزل المرء الكريمُ عيالهُ
وأضْيافَهُ، ما ساق مالاً، بضَرّتِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
رقم القصيدة : 14510
-----------------------------------
نِعِمّا مَحَلُّ الضّيفِ، لو تَعلَمينَهُ
بليل، إذا ما استشرفته النوابحُ
تقصّى إليَّ الحي، إما دلالة
عليّ، وإمّا قادَهُ ليَ ناصِحُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
رقم القصيدة : 14511
-----------------------------------
يا مالِ! إحدى صروف الدهر قد طرقتْ
يا مالِ! ما أنْتُمُ عنها بنُزّاحِ
يا مالِ! جاءت حياض الموت، واردة
من بين غمر، فخضناه، وضحضاحِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
رقم القصيدة : 14512
-----------------------------------
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ
كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ
يردُ علينا ليلة بعد يومها،
فلا نَحنُ ما نَبقى ، ولا الدّهرُ يَنفدُ
لنا أجلٌ، إما تناهى إمامه،
فنحن على آثاره نتوردُ
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ
سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ
بدرئهم أغثى دروءَ معاشرِ،
ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ
فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي
فلا يأمرني، بالدنية ، أسودُ
على جبن، إذا كنت، واشتد جانبي
أسام التي أعييت، إذْ أنا أمردُ
فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها،
وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
ومتعسف بالرمح، دونَ صحابهِ،
تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد
فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ
إلى الموت، مطرور الوقيعة ، مذودُ
فما رمته حتى أزحت عويصه،
وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة ،
مدى الدهر، ما دام الحمام يغردُ
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ
ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ، أنكَدُ
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ
فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
ويُعْطَى ، إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
إذا ما البجيل الخب أخمدَ ناره،
أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ أوقِدوا
توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا
وموقدها الباري أعف وأحمدُ
كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّة ً
وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ
فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ
ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ
وداع دعاني دعوة ، فأجبته،
وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
رقم القصيدة : 14513
-----------------------------------
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ، قد رامَ مَصْدفي
تَعَسّفْتُهُ بالرّمحِ، والقوْمُ شُهّدي
فخَرّ على حْرّ الجَبينِ بضَرْبَة ٍ
تقط صفاقاً عن حشاً غير مسندِ
فما رمته، حتى تركت عويصه
بَقيّة َ عَرْفٍ، يحفِزُ التُّرْبَ، مِذوَدِ
وحتى ترَكْتُ العائداتِ يَعُدْنَهُ
ينادين لا تبعد، وقلت له: ابعدِ
أطافوا بهِ طوفين، ثم مشوا بهِ
إلأى ذات إلجاف، بزخاءَ، وقردِ
ومَرْقَبَة ٍ، دونَ السّماءِ، طِمِرّة ٍ
سَبَقتُ طُلوعَ الشّمسِ منها بمَرْصَدِ
وسادي بها جفن السلاح، وتارة ،
على عدواءِ الجنب، غير موسَّدِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إلا أخلقتْ منك المواعد،
إلا أخلقتْ منك المواعد،
رقم القصيدة : 14514
-----------------------------------
إلا أخلقتْ منك المواعد،
ودونَ الذي أمّلْتَ منها الفَراقِدُ
تمنيننا غدواً، وغيمكم، غداً،
ضَبابٌ، فلا صَحوٌ، ولا الغيمُ جائِدُ
إذا أنتَ أعطيت الغني، ثم تجدْ
بفضل الغنى ، ألفيتَ مالك حامدُ
وماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وجَمعُهُ
إذا كانَ ميراثاً، وواراكَ لاحِدُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
رقم القصيدة : 14515
-----------------------------------
إلَهُهُمُ رَبّي ورَبّي إلَهُهُمْ
فأقسمت لا أرسو ولا أتمعدُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
رقم القصيدة : 14516
-----------------------------------
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
فَما إنْ تَبينُ، لِصْبْحٍ، عَمودا
أبِيتُ كَئيباً أُراعي النّجومَ
وأرجع، من ساعدي، الحديدا
أرحي فواضلَ ذي بهجة ،
منالناس، يجمع حزماً وجودا
نَمَتْهُ إمامَة ُ والحارِثانِ
حتى تمهل سبقاً جديدا
كسبق الجواد غداة الرهان،
أربى على السن شأراً مديدا
فاجمعْ، فداءٌ لك الولدانِ،
لِما كنتَ فينا، بخَيرٍ، مُريدا
فتَجْمَعُ نُعْمَى على حاتِمٍ
وتُحضِرُها، من مَعَدٍّ، شُهودا
أم الهلك أدنى ، فما إن علمت
عليّ جناحاً، فأخشى الوعيدا
فأحسنْ فلا عار فيما صنعتَ،
تحيي جدوداً، وتبري جدودا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وعاذلة هبت بليل تلومني،
وعاذلة هبت بليل تلومني،
رقم القصيدة : 14517
-----------------------------------
وعاذلة هبت بليل تلومني،
وقد غاب عيوق الثريا، فعردا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّة ً
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
أرى المال، عند الممسكين، معبَّدا
ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذل! لا آلوك إلا خليقني،
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّة ً
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تلحين، رأيك مسندا
ألم تعلمي، أني، إذا الضيف نابني،
وعزّ القِرَى ، أقري السديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة ، عارفاً،
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذوَدا
وألفى ، لأعراض العشيرة ، حافظاً
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد،
وما كنتُ، لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله، وأيسروا،
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً، وسابحاً،
وأسمرَ خطياً، وعضباً مهندا
وذالكَ يكفيني من المال كله،
مصوفاً، إذا ما كان عندي متلدا[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
رقم القصيدة : 14518
-----------------------------------
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
عقرى ، وأن مجادهم لم يمجد
ها إنّما مُطِرَتْ سَماؤكُمُ دَماً
ورفعتَ رأسَكَ مثلَ رأسِ الأصْيَدِ
ليكون جيراني أكالاً بينكم،
بُخْلاً لِكِنْدِيٍّ، وسَبْيٍ مُزْنِدِ
وابنِ النُّجُودِ، وإنْ غَدا مُتَلاطِماً
وابنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأزْبَدِ
أبلغ بني ثعلٍ بأني لم أكن،
أبداً، لأفعَلَها، طِوالَ المُسْنَدِ
لا جِئْتُهُمْ فَلاًّ، وأتْرُكَ صُحْبَتي
نهباً، ولم تغدر بقائمه يدي[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
رقم القصيدة : 14519
-----------------------------------
أيا ابنة عبد الله، وابنة مالكٍ،
وبا ابنة َ ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوردِ
إذا ما صنعت الزاد، فالتمسي لهُ
إكيلاً، فإني لست آكلهُ وحدي
أخا طارقاً، أو جار بيتٍ، فإنني
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً
وما فيّ، إلاّ تلكَ،من شيمة ِ العَبدِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
رقم القصيدة : 14520
-----------------------------------
وقائِلَة ٍ أهْلَكْتَ بالجودِ، مالَنا
ونفسك، حتى ضر نفسك جودها
فقلتُ دَعيني، إنّما تِلكَ عادَتي
لكل كريمٍ عادة يستعدها[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
رقم القصيدة : 14521
-----------------------------------
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
بسيف اللوى بين عموران فالغمر
بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَة ٍ
إلى دارِ ذاتِ الهَضْبِ، فالبُرُفِ الحُمرِ
إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ، فثَرْمَدٍ
فبَلْدَة ِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِو
وما أهلُ طودٍ، مكفهرٍ حصونه،
منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ
وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ
وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر
تنوطُ لنا حب الحياة نفوسنا،
شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري
أماوي! إما مت، فاسعي بنطفة ٍ
من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي
فلو أن عين الخمر في رأس شارفٍ،
من الأسد، وردٍ، لأعتجلنا على الخمر
ولا آخذُ المولى لسوءٍ بلائه،
وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ
متى يأتِ، يوماً، وارثي يبتغي الغنى ،
يجد جمع كف، غير ملء، ولا صفر
يجدْ فرساً مثل العنان، وصارماً
حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالهَبرِ
وأسمر خطياً، كأن كعوبهُ
نوى القسب، قدراً أرمى ذراعاً على العشر
وإنّي لأستَحيي منَ الأرْضِ أنْ أرَى
بها النّابَ تَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ
وعشتُ مع الأقوام بالفقر والغنى ،
سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
رقم القصيدة : 14522
-----------------------------------
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا
فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا
وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا
فيا راكبيْ عليا جديلة ، إنما
تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ
أراهُ، وقد أعطى الظُّلامة َ، أوجَرَا
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا
وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارة ٍ
بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا
حصانين سيالين جوذاً وأشقرا
لشعبٌ من الريان أملك بابه،
أنادي به آلَ الكبير وجعفرا
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ
إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً
أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا
تغيرت، إني غير آتٍ لريبة ٍ،
ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها،
ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها
تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي،
إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي
إذا ما المطيّ، بالفلاة ، تضورا
وإني لوهاب قطوعي وناقتي،
إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى
أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا
أخو الحرب، إن عضت به الحرب عضها
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ
مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا
فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ
لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملة ٌ
وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
رقم القصيدة : 14523
-----------------------------------
ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً،
وما بي أنْ أزُنّكُمُ بغَدْرِ
فمَنْ لم يُوفِ بالجيرانِ، قِدْماً
فقد أوفت معاوية بن بكرِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أماوي! قد طال التجنب والهجر،
أماوي! قد طال التجنب والهجر،
رقم القصيدة : 14524
-----------------------------------
أماوي! قد طال التجنب والهجر،
وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح،
ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ،
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين،
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ،
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم،
لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم،
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني،
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني، رب واحد أمه
أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ،
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ،
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ[/font]

 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
رقم القصيدة : 14525
-----------------------------------
صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ
وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ
ووشتْ وشاة بيننا، وتقاذفت
نوى غربة ٍ، من بعد طول التجاورِ
وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى
على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِ
فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ
ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ
وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ
شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ
ليشقى به عرقوب كوماءؤَ جبلة ٍ
عَقيلَة ِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ
فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي
فريقان منهم:بين شاوٍ وقادرِ
شآمِيَة ٌ، لم يُتّخَذْ لَهُ حاسِرُ
الطبيخ، ولا ذمُّ الخليط المجاورِ
يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ
رؤوس القطا الكدر، الدقاق الحناجرِ
كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها
إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ
إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمة ً
ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ
كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ
رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ
ألاليت أن الموت كان حمامه،
لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ حابِرِ
ليالي يدعوني الهوى ،فاجيبه،
حثيثاً، ولا أرعي إلى قول زاجرِ
ودويَّة ٍ قفرٍ، تعاوى سباعها،
عواء اليتامى من حذار التراترِ
قطعتُ بمرداة ٍ، كأن نسوعها،
تشدعلى قرمٍ، علندى ،مخاطرِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
رقم القصيدة : 14526
-----------------------------------
إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
هاتي، فحلي في بني بدرِ
جاورتهم زمن الفساد، فنعمَ
الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِ
فسقيتُ بالماء النمير، ولم
أترك أواطس حمأة الجفرِ
ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم
يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ
الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ
الطاعنين، وخيلهم تجري
والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ
وذوى الغني منهم بذي الفقرِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
رقم القصيدة : 14527
-----------------------------------
ألا إنني هاجني، الليلة ، الذكرْ
وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ
ولكنني، مما أصاب عشيرتي
وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ
ليالي نمسي بين جوٍ ومسطحٍ
نشاوى ، لنا من كل سائمة ٍ جزرْ
فيا لَيتَ خيرَ الناسِ، حيّاً ومَيّتاً
يقول لنا خيراً، ويمضي الذي إئتمرْ
فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا
على وقعات الدهر، من قبلها، صبرْ
سقى الله، رب الناس، سحاً وديمة ٍ
جَنُوبَ السَّراة ِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ
بلادَ امرىء ٍ، لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ
له المشرب الصافي، وليس له الكدرْ
تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادة ً
وجرأة معداه، إذا نازح بكرْ
فأبشرْ، وقرَّ العين منك، فإنني
أجيء كريماً، ولا ضعيفاً ولا حصرْ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
رقم القصيدة : 14528
-----------------------------------
أرى أجأ، من وراء الشقيقَ
والصهو، زوجها عامرُ
وقد زوجوها، وقد عنستْ،
وقد أيْقَنُوا أنّها عاقِرُ
فإنْ يك أمر بأعجازها،
فإني، على صدورها، حاجرُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
رقم القصيدة : 14529
-----------------------------------
أوقدْ، فإن الليل ليل قرَ،
والرّيحَ، يا مُوقِدُ، رِيحٌ صِرُّ
عَسَى يَرَى نارَكَ مَنْ يَمُرُّ
إنْ جَلَبَتْ ضَيْفاً، فأنْتَ حُرُّ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
رقم القصيدة : 14530
-----------------------------------
ألا سبيلٌ إلى مالٍ يعارضني،
كما يعارض ماء الأبطح الجاري
ألا أُعانُ، على جودي، بمَيسَرَة ٍ
فلا يرد ندى كفيَّ إقتاري[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
رقم القصيدة : 14531
-----------------------------------
عَمُرو بنُ أوْسٍ، إذا أشياعُهُ غَضِبوا
فأحرزوهُ، بلا غُرْمٍ ولا عارِ
إنّ بني عبد ود كلما وقعت
إحْدَى الهَناتِ، أتَوْها غيرَ أغْمارِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
رقم القصيدة : 14532
-----------------------------------
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ،
فإنّكَ أنتَ المرْءُ بالخيرِ أجدَرُ
رَأيتُكَ أدْنَى النّاسِ منّا قَرابَة ً
وغيرَكَ منهُمْ كنتُ أحيُو وأنصُرُ
إذا ما أتَى يَوْمٌ يُفَرّقُ بَيْنَنا
بموت، فكن يا وهم ذو يتأخرُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
رقم القصيدة : 14533
-----------------------------------
ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
حذار غد، أحجى بأن لا يضيرها
إذا النّجم أضْحى ، مغربَ الشمس، مائلاً
ولم يك، بالآفاق، بون ينيرها
إذا ما السماء، لم تكن غير حلبة ،
كجِدّة ِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
إذا أعلمت، بعد السرار،امورها
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ
وألوت، بأطناب البيوت، صدورها
وإنا نهين المال، في غير ظنة ،
وما يشتكينا، في السنين، ضريرها
إذا ما بخيل الناس هرت كلابه،
وشق، على الضيف الضعيف، عقورها
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
أجود، إذا مالالنفس شح ضميرها
وإن كلابي قد أهرت وعودت،
قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
وما تستكى قدري، إذا الناس امحلت
أوثقها طوراً، وطوراً اميرها
وأبرزُ قدري بالفضاء، قليلها
يرى غير مضمون به، وكثيرها
وإبلي رهن أن يكون كريمها
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
وليس على ناري حجاب يكنها
لمستوبص ليلاً، ولكن أنيرها
فلا، وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
وما تستكيني جارتي، غير أنها،
إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها
سيبلغها خيري، ويرجع بعلها
إليها، ولم يقصر، عليَّ ستورها
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
وغمرة ٍ وموت ليس فيها هوادة ،
يكون صدور المشرفي جسورها
صَبرْنا لها في نَهْكِها ومُصابِها
بأسيافنا، حتى يبوخ سعيرها
وعَرْجَلَة ٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
بنوا الجن، لم تطبخ، بقدر، جزورها
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَة ُ، انّنا
بنو الحرب نصلاها، إذا اشتد نورها
على مُهرَة ٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
أمين شظاها، مطمئن نسورها
وأقسمت، لاأعطي مليكاً ظلامة ،
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَة ٌ ثُعْلِيّة ٌ
كريم غناها، مستعفف فقيرها
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتية ٍ
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
رقم القصيدة : 14534
-----------------------------------
ولقد بغى ، بجلاد أوس، قومه
ذُلاًّ، وقد علِمتْ، بذلك، سِنْبِسُ
حاشا بني عمرو بن سنبس، إنهمْ
مَنَعُوا ذِمارَ أبيهِمِ، أنْ يَدْنَسوا
وتَواعَدوا وِرْدَ القُرَيّة ِ، غُدْوَة ً
وحَلَفْتُ باللَّهِ العَزيزِ لنُحْبَسُ
والله يعلم لو أنى بسلافهمْ
طَرْفُ الجريضِ، لظلّ يوْمٌ مُشكِسُ
كالنّارِ والشّمسِ التي قالَتْ لها:
بيَدِ اللُّوَيمِسِ، عالِماً ما يَلْمِسُ
لا تَطْعَمَنّ الماءَ إنْ أوْرَدْتَهُمْ
لتمام طميكم، ففوزوا واحبسوا
أو ذو الحصين، وفارس ذو مرة ،
بكَتيبَة ٍ، مَنْ يُدْرِكُوهُ يَغرِسُ
وموطأ الأكتاف، غير ملعن،
في الحي مشاءٌ إليه المجلسُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
رقم القصيدة : 14535
-----------------------------------
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
ذمار أبيهم، فيمن يضيعُ
بَنُوا جِنّيّة وَلَدَتْ سُيُوفاً
صوارم، كلها ذكر صنيعُ
وجارتهم حصان ما تزنى ،
وطاعمة الشتاء، فما تجوعُ
شرى وُدّي وتَكرِمَتي جَميعاً
لآخِرِ غالِبٍ، أبَداً، رَبيعُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
رقم القصيدة : 14536
-----------------------------------
وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
مكان يدي، في جانب الزاد، أقرعا
أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ
إذا نحن أهوينا، وحاجاتنا معا
وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ
وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا
أبِيتُ خَميصَ البطنِ، مُضْطمِرَ الحشَى
حياء، أخاف الذم أن أتضلعا[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
رقم القصيدة : 14537
-----------------------------------
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ
إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
رقم القصيدة : 14538
-----------------------------------
أرَسْماً جديداً، من نَوَارَ، تعَرّفُ
تسائله إذ ليس بالدار موقفُ
تَبَغّ ابنَ عَمِّ الصِّدقِ، حيثُ لقِيتَهُ
فإنّ ابنَ عَمّ السَّوءِ، إنْ سَرَّ يُخلفُ
إذا مات منا سيد قام بعدهُ
نظير له، يغني غناه ويخلفُ
وإني لأَقْري الضَّيفَ، قبلَ سؤالِهِ
وأطعن قدماً، والأسنة ترعفُ
وإني لأخزى أن ترى بي بطنة ،
وجارات بيتي طاويات، ونحفُ
وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي
إذا حرك الأطناب نكباء حرجفُ
وإني أرمي بالعداوة أهلها،
وإنّيَ بالأعداءِ لا أتَنَكّفُ
وإنّي لأُعْطي سائلي، ولَرُبّما
أُكلَّفُ ما لا أستَطيعُ، فأكلَفُ
وإنّي لمَذْمومٌ، إذا قيلَ حاتِمٌ
نبا نبوة ، إن الكريم يعنفُ
سآبى ، وتَأبَى بي أُصُولٌ كريمَة ٌ
وآباء صدق، بالمودة ، شرِّفوا
وأجعل مالي دون عرضي، إنني
كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وأُتْلِفُ
وأغْفِرُ، إنْ زَلّتْ بمَوْلايَ نَعْلَة ٌ
ولا خير في المولى ، وإذا كان يقرفُ
سأنصره، إن كان للحق نابعاً،
وإنْ جارَ لم يَكْثُرْ عليّ التّعَطّفُ
وإن ظلموه قمت بالسيف دونه
لأنصره، إن الضيف الضعيف يؤنَّفُ
وإنّي، وإنْ طالَ الثّواءُ، لَمَيّتٌ
ويَعْطِمُني، ماوِيَّ، بيتٌ مُسقَّفُ
وإنّي لَمَجْزِيٌّ بِما أنا كاسِبٌ
وكل امرئ رهن بما هو متلفُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
رقم القصيدة : 14539
-----------------------------------
قُدُوري، بصَحراءَ، مَنصُوبة ٌ
وما يَنْبَحُ الكَلْبُ أضْيافِيَهْ
وإنْ لم أجِدْ لِنَزيلي قِرًى
قَطَعْتُ لهُ بعضَ أطرافِيَهْ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
رقم القصيدة : 14540
-----------------------------------
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا،
ولا تقولي، لشيء فات، ما فعلا؟
ولا تقولي لمال، كنت مهلكه،
مهلاً، وإن كنت أعطي الجن والخبلا
يرى البخيل سيل المال واحدة ،
إن الجواد يرى ، في ماله، سيلا
إن البخيلَ، إذا ما مات، يتبعه
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا
فاصدقْ حديثك، إن المرء يتبعه
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ
كما يراهم، فلا يقرى ، إذا نزلا
لا تعذليني على مال وصلت بهِ
رحماً، وخير سبيل المال ما وصلا
يَسعى الفتى ، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ
وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى ، الأجَلا
إني لأعلم أني سوف يدركني
يومي، أصبح، عن دنياي، مشتغلا
فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكة ٍ
لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا
أبلغْ بني ثعل عني مغلغلة ،
جهد الرسالة لا محكاً، ولا بطلا
أغزوا بني ثعل، فالغزو حظكم،
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا
ويهاً فداؤكم أمي وما ولدتْ،
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا
إذْ غاب مبن غاب عنهم من عشيرتنا،
وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَة ٍ
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَة ٍ
عَفَّ الخليقة ِ، لا نِكْساً ولا وكِلا[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
رقم القصيدة : 14541
-----------------------------------
وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وردك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله،
من الناس، إلا كلُّ ذي نيقة مثلي
ولي نيقة في المجد والبذل لم تكنْ
تألفها، فيما مضى ، أحدٌ قبلي
وأجعلُ مالي دون عرضي، جنة ً
لنفسي، فاستغني بما كان من فضلي
ولي، معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلة ٌ
إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل
وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ
وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي
شيكفي ابنتاي المجد، سعد بن حشرج،
أحمل عنكم كل ما حل من أزلي
وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّة ً
فيذكرها، إستمال إلى البخل[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
رقم القصيدة : 14542
-----------------------------------
لا نَطرُقُ الجاراتِ، من بعدِ هَجعَة ٍ
من الليل، إلا بالهدية تحملُ
ولا يُلْطَمُ ابنُ العَمّ، وَسطَ بيوتِنا
ولا نتَصَبّى عِرْسَهُ، حين يَغْفُلُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
رقم القصيدة : 14543
-----------------------------------
أتاني مِنَ الدّيّانِ، أمسِ، رِسالة ٌ
وغَدْراً بحَيٍّ ما يقولُ مُواسِلُ
هما سألاني ما فعلت، وإنني
كذلك، عما أحدثا، وأنا سائلُ
فقلتُ: ألا كَيفَ الزّمانُ علَيكُما؟
فقالا: بخير، كلُّ أرضك سائلُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
رقم القصيدة : 14544
-----------------------------------
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً،
تُدَقّ لك الأفحاءُ في كلّ منزِلِ
فإن نزيعَ الجفر يذهب عيمتي،
وأبلغ بالمخشوب، غير المفلفلِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
رقم القصيدة : 14545
-----------------------------------
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
كخطك، في رق، كتاباً منمنما
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها
شُهُوراً، وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما
دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه،
وغيرت الأيام ما كان معلما
وغيرها طول التقادم والبلى ،
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجة ٍ
وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما
ونحراً كفى نور الجبين، يزينه
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا
كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة
من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَة ً
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّة ِ، مرّة ً
تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا
وعاذلتين هبتا، بعد هجعة ،
تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّة ً
فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما
ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ
ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ
عليك، فلن تلفي لك، الدهر، مكرما
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ
إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا
ولا تشقين فيه، فيسعد وارثٌ
بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَة ً
وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ
إذا ساق مما كنت تجمع مغنما
تحملْ عن الذنين، واستبق ودهمُ
ولن تستطع الحلم حتى تحلما
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَة ِ بالأنَا
وكفّ الأذى ، يُحسَم لك الداء مَحسما
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجة ٌ
إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا
إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا
وذو اللب والتقوى حقيق، إذا رأى
ذو طبع الأخلاق، أن يتكرَّما
فجاورْ كريماً، واقتدح من زنادهِ
وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا
وعوراء، قد أعرضت عنها، فلم يضرْ
وذي أودٍ قومته، فتقوما
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ
وأصفح من شتم اللئيم، تكرَّما
ولا أخذِلُ الموْلى ، وإن كان خاذِلاً
ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً
وإن كان ذا نقص من المال مصرما
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ
إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى
إذا هو لم يركب، من الأمر، معظما
يرى الخمص تعذيباً، وإن يلق شبعة ً
يبت قلبه، من قلة الهم، مبهما
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ
من العيش، أن يلقى لبوساً ومطعما
يَنامُ الضّحى ، حتى إذا ليلُهُ استوَى
تنبه مثلوج الفؤاد، مورَّما
مقيماً مع المشرين، ليس ببارحٍ،
إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا
ولله صعلوك يساور همُّه،
ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما
فتى طلباتٍ، لا يرى الخمص ترحة ً
ولا شَبعَة ً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ،
تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا
ترى رمحه، ونبله، ومجنه،
وذا شطب، عضب الضريبة ، مخذما
وأحناء سرج فاتر، ولجامهُ،
عتاد فتى هيجاً، وطرفاً مسوَّما[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
رقم القصيدة : 14546
-----------------------------------
وفيتان صدق، لا ضغائن بينهمْ،
إذا أرْمَلُوا لم يُولَعُوا بالتّلاوُمِ
سريتْ بهم، حتى تكل مطيُّهمْ،
وحتى تَراهُمْ فَوْقَ أغْبَرَ طاسِمِ
وإنيّ أذين أن يقولوا: مزايل
بأي، يقول القوم، أصحاب حاتمِ
فإمّا تصيب النفس أكبر همهّا،
وإما أبشركمْ بأشعث غانمِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
رقم القصيدة : 14547
-----------------------------------
كذلكَ فصدي إن سألت مطيتي
دمَ الجوف، إذْ كلُّ الفصاد وخيمُ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
رقم القصيدة : 14548
-----------------------------------
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ،
ويحيي العظام البيض، وهي رميمُ
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى ،
مخافة ، يوماً، أن يقال لئيمُ
وما كان بي ما كان، والليل ملبسٌ،
رواق له، فوق الإكام، بهيمُ
ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتي
وقد آبَ نَجمٌ، واسْتَقَلّ نُجُومُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
رقم القصيدة : 14549
-----------------------------------
تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
فلا تيأسنْ ذو قومه أن يغنَّما[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
رقم القصيدة : 14550
-----------------------------------
لا تَسْتُري قِدْري، إذا ما طبَختُها
عليّ، إذا ما تَطْبُخينَ، حَرامُ
ولكِنْ بهَذاكَ اليَفاعِ، فأوْقِدي
بجَزْلٍ، إذا أوْقَدْتِ، لا بضِرامِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
رقم القصيدة : 14551
-----------------------------------
وددتُ، وبيت الله، لو أن أنفهُ
هَواءٌ، فما مَتّ المُخاطَ عن العَظمِ
ولكِنّما لاقاهُ سَيفُ ابنِ عَمّهِ
فأبَّ، ومر اليف منه على الخطمِ[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
رقم القصيدة : 14552
-----------------------------------
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
وما أنا مُخْلِفٌ مَنْ يَرْتَجيني
سأمْنَحُهُ على العِلاّتِ، حتى
أرى ، ماوِيّ، أن لا يَشتَكيني
وكامة ِ حاسد، من غير جرم،
سَمِعتُ، وقلتُ مرّي، فانقِذيني
وعابُوها عليّ، فلَمْ تَعِبْني
ولم يَعْرَقْ لها، يَوْماً، جَبيني
وذي وجهين، يلقاني طليقاً،
وليسَ، إذا تَغَيّبَ، يَأتَسيني
نظراتُ بعينه، فككففت عنهُ،
محافظة على حسبي وديني
فلُوميني، إذا لم أقْرِ ضَيْفاً
وأُكْرِمْ مُكْرِمي، وأُهِنْ مُهيني[/font]

[font=&quot]العصر الجاهلي >> حاتم الطائي >> ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
رقم القصيدة : 14553
-----------------------------------
ولا أُزَرّفُ ضَيْفي، إنْ تَأوّبَني
ولا أداني له ماليس بالداني
لهُ المؤاساة عندي، إن تأوبني،
وكلُّ زادٍ، وإنْ أبْقَيْتُهُ، فاني[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> نشيد الجبار ( هكذا عنى بروميثيوس )
نشيد الجبار ( هكذا عنى بروميثيوس )
رقم القصيدة : 14554
-----------------------------------
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي
يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني
عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي
موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ
سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا،
وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً
بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ،
وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ
رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ
في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي
فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي
أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ
إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى
عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي
قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ
عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ
وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا
هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً
فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما
وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ
وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي
والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا
يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى
بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً
فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا
خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا
عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي
وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم
والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه
لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
رقم القصيدة : 14555
-----------------------------------
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي
وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي
وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي
وحياته ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي
في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ
ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ
نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ
ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:
مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
رقم القصيدة : 14556
-----------------------------------
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
وما أ، تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها
وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها
بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ
وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ
وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟
وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ
وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا
شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه
وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا
فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ
ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ
وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
رقم القصيدة : 14557
-----------------------------------
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ
تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي
فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:
"تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ
فصارَت عغفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ
عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
رقم القصيدة : 14558
-----------------------------------
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى
والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي
لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ»
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ
ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ»
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!
حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!»
الكونُ مُصغٍ، ياكوكبُ، خاشعٌ
طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً
فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا
وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً
في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب[/font]

 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
رقم القصيدة : 14559
-----------------------------------
كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ
يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ
ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ
والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه
قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ
والكون من مظهرِ الحياة كأنما
هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ
والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً
للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ
شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ
سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه
ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ
وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه
سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ
بُغتَ الشقيُّ، فصاح في هزل القضا
متلفِّتاً للصائل المُنتابِ
وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً:
«ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟»
لاشيءِ، وإلا أنني متعزلٌ
بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي
«أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً
وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي»
«أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!
أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟»
«لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا
رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!»
«وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ
عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!»
ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها
حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ
«أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ
والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي»
«لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى
وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب»
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ
وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:
«يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني
أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ التلاّبِ»
والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى
جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ
فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها
شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي»
أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى
ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي»
وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ
فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ»
«وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها
يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ»
«فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً،
قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ
أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي
فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي»
وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً
في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي
«وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي
وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟
إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً
في روحي الباقي على الأحقابِ..
فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه
أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي»
فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى
والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»:
لا أرى للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ،
الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ
«فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها
وارحم جلالَكَ منت سماع خطابي"
وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً
عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
رقم القصيدة : 14560
-----------------------------------
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما
يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا
وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم
جَهلاً وعاشُوا عِشية َ الأَغرابِ
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا
وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى
وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ
مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها
وتحرَّوا كتحرُّكِ الأنصابِ
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا
إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً
يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ
بلْ في اليرابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى
تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ
ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى
نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه
هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ
قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره
في فهمِ ألفاظٍ، ودرسٍ كيابٍ
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى
كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ
دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ
ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ![/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
رقم القصيدة : 14561
-----------------------------------
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ!
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ
بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ
حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي
بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،
من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ
في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ
في صدرك الرّكود، الرحيب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني
رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً،
تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ
فتبكي، بلوعوٍ ونحيبِ
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً
وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو
جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ
ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ
ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور
طفلاً، بصدركَ الغربيب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في
نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ
بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ!
ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ
وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ،
بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا
بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ
ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ
نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ
مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ
لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ!
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر
ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو
بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً
لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما
قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي
لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ
نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي
قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ
ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي...
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً
أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو
لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟
حلِ لُجِّ الأَسَى ،
ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ
قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو
دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ
ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا
نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ:
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ
مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى
في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا
مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ
ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!»
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ
باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ
ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا
ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ
ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ
ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا
مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي
وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ
لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ
ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ
ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ
ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ..[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
رقم القصيدة : 14562
-----------------------------------
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ
ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ
عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى
ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها
وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ
على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
رقم القصيدة : 14563
-----------------------------------
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ،
قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ،
مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسُ روحَهُ قميصَ اضطهادٍ
فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ
هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ
رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا
واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ
الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي
قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ
ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي
فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي
صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
رقم القصيدة : 14564
-----------------------------------
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ
كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ
بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،
فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا
من الورد غضّة ٍ أملُود
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ
في نشوة الشباب السعيدِ
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه
وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،
في ذلك القرارِ البعيدِ..؟
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ
تشدوُ بساحر التغريدِ
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ
في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل
ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،
وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ
رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ
قاتل رغمَ حسنه المشهودِ
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ
وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ
سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،
ويشقي بعِيشة المنكودِ
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،
ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ
الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
رقم القصيدة : 14565
-----------------------------------
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ!
خلق البلبل الجميل ليشدوا
وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا
ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ
موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى
إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا
خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ
شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي
عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام
عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ
تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا
شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ
ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ
فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ
عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،
وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب
ما بين غَامضٍ وَشَديدِ
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ
اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً
رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ
ويقضي على بهاءِ الوُجودِ
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،
مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
رقم القصيدة : 14566
-----------------------------------
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما
نامَ، أو حامَ على هذا الوجود
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى
وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ
وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى
وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ،
وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ
وثلوجٍ، وضباب عابرٍ،
وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى
وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ
كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً
غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ
يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ
ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى
ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا
ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ
ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى
والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي
ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ
ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ
خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي
صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
رقم القصيدة : 14567
-----------------------------------
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ
بينَ الصنوبّر الميّادِ
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ
نفسي عن استماعِ فؤادي
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي
لحديثِ الآزال والآبادِ
وأغنيّ مع البلاد البلابل في الغابِ،
وأصغيِ إلى خرير الوادي
وَأُناجي النُّومَ والفجرَ، والأَطيارَ
والنّهرَ، والضّياءَ الهادي
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها
بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي
لا أغنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي
فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمالِ!
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي
من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس،
بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي
فهو من معدنِ السّخافة والإفك
ومن ذلك الهُراء العادي
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ
وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي
وأدعُو لمجدها وأنادي[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> صلوات في هيكل الحب
صلوات في هيكل الحب
رقم القصيدة : 14568
-----------------------------------
عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ
كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ
كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ
وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ
ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ
دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ "فينيسُ"
تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ
لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ
للْعالم التعيسِ العميدِ!
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر
ضِ ليُحييِ روحَ السَّلامِ العهيدِ!
أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ
عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجودِ
فيكِ ما فيه من غموضٍ وعُمقٍ
وجمالٍ مُقَدِّسٍ معبودِ
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ
تجلّى لقلبيَ المعمودِ
فأراه الحياة َ في مونِق الحسن
وجلّى له خفايا الخلودِ
أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ
الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر،
ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ
كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين
بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ
رُ في حقل عمريَ المجرودِ
وأنتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ
وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد
ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ
وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
ما تلاشى في عهديَ المجدودِ
من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ،
إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ
والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي
بعد أن عانقتُ كآبة ُ أيَّامي
فؤادي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة ُ الأناشيد، غناكِ
إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ
وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ
وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً
قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ
وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ
الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ
فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ
عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيدِ:
خطواتٌ، سكرانة ُ بالأناشيد،
وصوتٌ، كرجْع ناي بعيدِ
وَقوامٌ، يَكَادُ يَنْطُقُ بالألحان
في كلِّ وقفة ٍ وقعودِ
كلُّ شيءٍ موقَعٌ فيكِ، حتّى
لَفْتَة ُ الجيد، واهتزازُ النهودِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في قدْسها
السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في رقَّة ِ
الفجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ً كلَّ أوانٍ
في رُواءِ من الشباب جديدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ فيكِ وفي عينَيْـ
وفي عيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدُودِ
أنتِ دنيا من الأناشيد والأحْلام
والسِّحْرِ والخيال المديدِ
أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ
وفوْقَ النُّهَى وفوقَ الحُدودِ
أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي،
وربيعي، ونَشْوَتِي، وَخُلودي
يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْدي
من رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ
فدَعيني أعيشُ في ظِلّك العذْبِ
وفي قرْب حُسْنك المشهودِ
عيشة ً للجمال والفنّ والإلهام
والطُّهرْ، والسّنَى ، والسّجودِ
عيشة َ النَّاسِكِ البُتولِ يُنَاجي الرّ
بَّ في نشوَة ِ الذُّهول الشديدِ
وامنَحيني السّلامَ والفرحَ الرّو
حيَّ يا ضَوْءَ فجْريَ المنشودِ
وارحَميني، فقدْ تهدَّمتُ في كو
نٍ من اليأس والظلام مَشيدِ
أَنقذِيني من الأَسى ، فلقد أَمْسيـ
أَمْسَيتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
في شِعَابِ الزَّمان والموت أمشي
تحت عبءِ الحياة جَمَّ القيودِ
وأماشي الورَى ونفسيَ كالقبرِ،
ـرِ، وقلبي كالعالم المهدودِ
ظُلْمَة ٌ، ما لها ختامٌ، وهولٌ
شائعٌ في شكونا الممدودِ
وإذا ما اسْتخفّني عَبَثُ النَّاس
تبسَّمتُ في أسَى ً وجُمُودِ
بسمة ً مُرَّة ً، كأنِّيَ أستلُّ
من الشَّوْك ذابلاتِ الورودِ
وانْفخي في مَشَاعِري مَرَحَ الدُّنيا
وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحَرارَة ، عَلَّي
أتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
وأبثُّ الوُجودَ أنْغامَ قلبٍ
بُلْبُليٍّ، مُكَبَّلٍ بالحديدِ
فالصباحُ الجميلُ يُنعشُ بالدِّفءْ
حياة َ المحطَّمِ المكدودِ
أَنقذيني، فقد سئمتُ ظلامي!
أَنقذيني، فقد مللتُ ركودي
آهِ يا زَهرتي الجميلة ُ لو تَدْرِين
ما جَدَّ في فؤادي الوَحِيدِ
في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أكوانٌ
من السحر ذات حسن فريد
وشموسٌ وضَّاءة ٌ ونجومٌ
تَنْثُرُ النُّورَ في فَضَاءٍ مديدِ
وربيعٌ كأنّه حُلُمُ الشّاعرِ
في سَكرة الشّباب السعيدِ
ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي
ولا ثورة َ الخَريفِ العتيدِ
وَطُيورٌ سِحْرِيَّة ٌ تتناغَى
بأناشيدَ حلوة ِ التغريدِ
وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ
أو طلعة ُ الصباحِ الوليدِ
وغيومٌ رقيقة تَتَادَى
كأَباديدَ من نُثَارِ الورودِ
وحياة ٌ شعريَّة ٌ هي عندي
صورة ٌ من حياة ِ أهلِ الخلودِ
كلُّ هذا يشيدهُ سحرُ عينيكِ
وإلهامُ حسْنكِ المعبودِ
وحرامٌ عليكِ أن تَهْدمي ما
شَادهُ الحُسْنُ في الفؤاد العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسْحَقي آمـ
ـالَ نفسٍ تصْبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَا
في حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ
فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ
إذا كانَ في جَلالِ السّجودِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
رقم القصيدة : 14569
-----------------------------------
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
فَرَقّتْ بينَ الصُّخُورِ بِجُهْدِ
وَتَغَشَّانيَ الضَّبَابُ..، فأورقتُ
وأزهرتُ للعواضف، وحْدي
وتمايلتُ في الظَّلام، وعطَّرتُ
فضاءَ الأَسى بأنفاس وردي
وبمجد الحياة ِ، والشوقِ غّنَّيْتُ..،
فلم تفهم الأعَاصيرُ قصدي
وَرَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ،
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدِي
ومَضتْ بالشَّذى فَقُلْتُ: «ستبني
في مروجِ السّماءِ بالعِطْر مَجْدي»
وَتَغَزَلْتُ بالرَّبيعِ، وبالفجرِ
فماذا ستفعلّ الرّيحُ بَعدِي؟[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
رقم القصيدة : 14570
-----------------------------------
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ
فافهمي النَاسَ..، إنما النّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ
وعِيشيي في ظهرك المحمودِ
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ،
كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ
كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ
وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ
صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرض كالقرود،وما أضـ
أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ!
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِ
ي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ
ولكن لتُعبدي من بعيدِ...[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
رقم القصيدة : 14571
-----------------------------------
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
ويخبو توهُّجُ تلكَ الخدودْ
وتذوي وُرَيْداتُ تلك الشِّفاهِ؟
وتهوِي إلى التُّرْبِ تلكَ النُّهودْ؟
وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ
وينحلُّ صَدْرٌ، بديعٌ، وَجِيدْ
وتربدُّ تلكَ الوحوهُ الصًّباحُ
وكلٌّ ـ إذا ما سألنا الحياة ـ
ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ
أنيقُ الغدائر، جعدٌ، مديدْ
ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ
هباءً، حقيراً، وتُرْباً، زهيدْ
وينجابُ سِحْرُ الغَرامِ القويِّ
وسُكرُ الشَّبابِ، الغريرِ، السّعيدْ
أتُطوَى سماواتُ هذا الوجودِ؟
ويذهبُ هذا الفَضاءُ البعيدْ؟
وتَهلِكُ تلكَ النُّجومُ القُدامى ؟
ويهرمُ هذا الزّمانُ العَهيدْ؟
ويقضِي صَباحُ الحياة ِ البديعُ؟
وليلُ الوجودِ، الرّهيبُ، العَتيدْ؟
وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ؟
وبدرٌ يضيءُ، وغَيمٌ يجودْ؟
وضوءٌ، يُرَصِّع موجَ الغديرِ؟
وسِحْرٌ، يطرِّزُ تلكَ البُرودْ؟
جليلاً، رهيباً، غريباً، وَحيدْ
يضجُّ، ويدوي دويَّ الرّعودْ؟
وريحٌ، تمرُّ مرورَ المَلاكِ،
وتخطو إلى الغاب خَطَوَ الوليدْ؟
وعاصفة ٌ من بناتِ الجحيم،
كأنَّ صداها زئير الأسودْ
تَعجُّ، فَتَدْوِي حنايا الجبال
وتمشي، فتهوي صُخورُ النُّجودْ؟
وطيرٌ، تغنِّي خِلالَ الغُصونِ،
وتهتف ُللفجر بين الورود؟
وزهرٌ، ينمِّقُ تلك التلال
وَيَنْهَل من كلِّ ضَوءٍ جَدِيدْ؟
ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ
ونفحُ الشباب، الحَييّ، السعيد
أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفَناءِ
ليلهُو بها الموتُ خَلْفَ الوجودْ..
وَيَنْثُرَهَا في الفراغِ المُخِيفِ
كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرود
فينضبُ يمُّ الحياة ِ، الخضيمُّ
ويَخمدُ روحُ الربيع، الولود
فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ
ولا تُنبِتُ الأرضُ غضَّ الورود
كبيرٌ على النَّفسِ هذا العَفَاءُ!
وصعبٌ على القلب هذا الهموذ!
وماذا على الَقدَر المستمرِّ
لو استمرَأَ الّناسُ طعمَ الخلود
ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط
ولم يفُجعَوا في الحبيبِ الودود
ولم يَسلكوا للخلمودِ المرجَّى
سبيلَ الرّدى ، وظَلامَ اللّحودْ
فَدَامَ الشَّبابُ، وَسِحْرُ الغرامِ،
وفنُّ الربيعِ، ولطفُ الورُودْ
وعاش الورى في سَلامٍ، أمينٍ
وعيشٍ، غضيرٍ، رخيٍّ، رَغيد؟
ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ
يَلَذُّ له نوْحُنا، كالنّشيد[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
رقم القصيدة : 14572
-----------------------------------
تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
ولو دُمْتَ حيَّا سَئمتَ الخلودْ
وَعِشْتَ على الأرضِ مثل الجبال
جليلاً، غريباً، وَحيد
فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة
ولم تصطبحْ منْ رحيقِ الوُجود
ولم تدرِ ما فتنة ُ الكائناتِ
وما سحْرُ ذاكَ الربيعِ الوَليد
وما نشوة ُ الحبّ عندَ المحبِّ
وما صرخة ُ القلبِ عندَ الصّدودْ
ولم تفتكرْ بالغدِ المسترابِ
ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ
وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ
من الكون-وهو المقيمُ العهيد-؟
وماذا يودُّ وماذا يخافُ
من الكونِ-وهو المقيمُ الأبيد-؟
تأمَّلْ..، فإنّ نِظامَ الحياة ِ
نظامُ، دقيقٌ، بديعٌ، فريد
فما حبَّبَ العيشَ إلاّ الفناءُ
ولا زانَهُ غيرُ خوْفِ اللحُود
ولولا شقاءُ الحياة ِ الأليمِ
لما أدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ
ومن لم يرُعْه قطوبُ الديَاجيرِ
لَمْ يغتبطْ بالصّباح الجديدْ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
رقم القصيدة : 14573
-----------------------------------
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ
فأيُّ غَناءٍ لهذي الحياة
وهذا الصراعِ، العنيفِ، الّشديد
وذاك الجمال الذي لا يُملُّ
وتلك الأغاني،وذاكَ الّنشيد
وهذا الظلامِ، وذاك الضياءِ
وتلكَ النّجومِ، وهذا الصَّعيد
لماذا نمرّ بوادِي الزمان
سِراعاً، ولكنّنا لا نَعُود؟
فنشرب من كلّ نبع شراباً
ومنهُ الرفيعُ، ومنه الزَّهيد؟
ومنه اللذيذُ، ومنه الكريهُ،
ومنه المُشيدُ، ومنه الُمبيد
وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود
ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
وفيها البَديعُ، وفيها الشنيعُ،
وفيها الوديعُ، وفيها العنيدْ
فيصبحُ منها الوليُّ، الحميمُ،
ويصبحُ منها العدوُّ، الحقُودْ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ
أتيناه من عالمٍ، لا نراه
فُرادى ، فما شأنُ هذي الحقُودْ؟
وما شأنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ؟
وما شأنُ هذا الإخاءِ الوَدودْ؟[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
رقم القصيدة : 14574
-----------------------------------
خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ
وَنُصبحَ أهلاً لمجدِ الخُلُودْ
وتطهرُ أرواحنا في الحياة
بنار الأسى ......
وَنَكْسَبَ من عَثَراتِ الطَّريقِ
قُوى ً، لا تُهُدُّ بدأبِ الصّعود
ومجداً، يكون لنا في الخلود
أكاليلَ من رائعاتِ الورود[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> "خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
"خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
رقم القصيدة : 14575
-----------------------------------
"خُلقنا لنبلغَ شأوَ الكمال
ونُصبحَ أهلاً لمجدِ الخلودْ»[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ
ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ
رقم القصيدة : 14576
-----------------------------------
ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ
وَنِلنا كمالَ النُّفوسِ البعيدْ
فهل لا نَمَلُّ دوامَ البقاء؟
وهل لا نَوَدُّ كمالا جديد
وكيف يكوننَّ هذا "الكمالُ":
ماذا تراه؟ وكيف الحدود
وإنّ جمالَ «الكمال» «الطُّموحُ»
وما دامَ «فكراً» يُرَى من بعيدْ
فما سِحْرُهُ إنْ غدا «واقعاً»
يُحَسُّ، وأصبحَ شيئاً شهيدْ؟
وهل ينطفي في النفوس الحنينُ
وتصبحُ أشواقُنا في خُمودْ
فلا تطمحُ النَّفْسُ فوقَ الكمالِ
إذا لم يَزُل شوْقُها في الخلودِ
فذاكَ لعمري شقاءُ الجدود
وحربٌ، ضروسٌ،_ كاقد عهدتُ_
وَنَصْرٌ، وكسرٌ وهمُّ مديدْ
وإن زال عنُها فذاك الفَناءُ
وإن كانَ في عَرَصات الخُلود[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
رقم القصيدة : 14577
-----------------------------------
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
تتغنَّى ، وقطعة ُ من وجودي
فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حَنينٍ
أبديِّ إلى صَميم الوجودِ
فيكَ مَا في خواطري من بكاءٍ
فيك ما في عواطفي مِنْ نَشيدِ
فيكَ ما في مَشَاعري مِنْ وُجومٍ
لا يغنِّي، ومن سرور عهيدِ
فيكَ ما في عَوَالمي مِنْ ظلامٍ
سرمديّ، ومن صباحٍ وليدِ
فيكَ ما في عَوَالمي من نجومٍ
ضاحكاتٍ خلف الغمام الشرودِ
فيكَ ما في عَوَالمي من ضَبَابِ
وسراب، ويقظة ، وهجودِ
فيكَ ما في طفولتي مِنْ سلامٍ،
وابتسامٍ، وغبطة ٍ، وَسُعودِ
فيكَ ما في شبيتي من حنينٍ،
وشجون، وبهجة ، وجمودِ
فيك- إن عانق الربيع فؤادي
تتثنَّى سَنَابلي وَوُرُودي
ويغنى الصّباحُ أنشودة َ الحب،
على مَسْمَعِ الشَّبابِ السَّعيدِ
ثم أجنى في صيْف أحلاميَ
الساحر ما لذَّ من ثمار الخلودِ
فيك يبدو خريفُ نفسي مَلُولاً،
شاحبَ اللون، عاريَ الأملود
حَلَّلْته الحَياة ُ بالحَزَنِ الدّا
هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ
فيك يمشي شتاءُ أيَّاميَ البا
كي، وتُرغي صَوَاعقي وَرُعُودي
وتجفُّ الزهورُ في قلبيَ الدا
جي، وَتَهْوي إلى قرارٍ بعيدِ.
أنت يا شعرُ-قصة ٌ عن حَياتي
أنت يا شعرُ صورة ٌ من وجودي
أنت يا شعر-إن فرحتُ-أغاريدي
وإن غنَّت الكآبة -عودي
أنت ياشعرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ
أتلَّهى به خلال اللحودِ..
أتحسَّاهُ في الصَّباحِ، لأنسى
ما تقضَّى في أمسيَ المفقودِ
وأناجيه في المساءِ، لِيُلْهِيَني
أنتَ ما نِلْتُ من كهوفِ الليالي
وتصفَّحتُ من كتاب الخلودِ
فيك ما في الوجودِ مِنْ حَلَكٍ، دا
جٍ، وما فيه من ضياءٍ، بَعيدِ
فيك ما في الوجودِ من نَغَمٍ،
حُلْوٍ، وما فيه مِن ضَجيجٍ، شَديدِ
فيك ما في الوجودِ مِنْ جَبَلٍ،
وعْرٍ، وما فيه من حَضِيضٍ، وَهِيدِ
فيك ما في الوجودِ من حَسَكٍ،
يُدْمِي، وما فيه من غَضيضِ الورودِ[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
رقم القصيدة : 14578
-----------------------------------
يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى
وصدَّ الخميسَ المَجْرَ، والأسَدَ الوَرْدَا
لِيُدْرِكَ أمجادَ الحُروبِ، وَلَوْ دَرى
حَقِيقَتَها مَا رام مِنْ بيْنها مَجْدا
فَما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأرضَ بالدِّما
وتركَبَ في هيجائها فرَساً نهْدَا
ولكنّه في أن تَصُدَّ بهمَّة ٍ
عن العالَمِ المرزوءِ، فيْضَ الأسى صدَّا[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
رقم القصيدة : 14579
-----------------------------------
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة
فلا بدَّ أن يسجيبَ القدرْ
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
وفي ليلة ٍ من ليالي الخريفِ
ويدفنها السيّلُ، أنَّى عَبَرْ»
ومن لم يعانقه شوقُ الحياة
تبخَّرَ في جوِّها، واندثر
ْفويلٌ لمن لم تَشقُهُ الحياة ُ
منْ لعنة ِ العَدَمِ المنتصرْ!»
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ
وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:
«إذا ما طَمحْتُ إلى غَاية ٍ
ركبت المنى ، ونسيتُ الحذر
«وجاء الرَّبيعُ، بأنغامِهِ،
ولاكبة اللَّهَب المستعرْ
«وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ»
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..
«ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ، تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ»
«ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ، تألّقَ في مهجة ٍ واندَثَرْ»[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
رقم القصيدة : 14580
-----------------------------------
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟
ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ!
إذاً، فهل ترفضُ الدنيا، وتنتحرُ؟
وذا جنونٌ، لَعَمْري، كلُّه جَزَعٌ
باكٍ، ورأيٌ مريضٌ، كُلُّه خَوَرُ!
فإنما الموتُ ضَرْبٌ من حَبائِله
لا يُفلتُ الخلقُ ما عاشوا، فما النَّظرُ؟
هذا هو اللّغْزُ، عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقة ِ، وحْشٌ، فاتكٌ حذِرُ
قد كَبَّلَ القدرُ الضّاري فرائسَه
فما استطاعُو له دفْعاً، ولا حَزَروا
وخاطَ أعينَهم، كي لا تُشَاهِدَهُ
عينٌ، فتعلمَ ما يأتي وما يذرُ
وَحَاطَهُمْ بفنونٍ من حَبَائِلِهِ
فما لَهُمْ أبداً مِنْ بطشِه وَزرُ
لا الموتُ يُنقذُهم من هَوْل صولَتهِ
ولا الحياة ُ، تَسَاوَى النّاسُ والحَجَرُ!
حَارَ المساكينُ، وارتاعُوا، وأَعْجَزَهم
أن يحذروهُ، وهَلْ يُجْديهمُ الحذرُ
وَهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدة ٍ
منَ الخطوب، وكونٍ كلَّه خَطرُ؟
وكيف يحذرُ أعمَى ، مُدْلِجٌ، تَعِبٌ
هولَ الظَّلامِ، ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ؟
قد أيقنوا أنه لا شيءَ يُنقذهُم
فاستسلموا لِسُكُونِ الرُّعْبِ، وانتظروا..
ولو رأوه لسَارتْ كي تحارِبَه
مِنَ الورى زُمَرٌ، في إثرِهَا زُمَرُ
وثارت الجنّ، والأملاك ناقمة ً
والبحرُ، والبَرُّ، والأفلاكُ، والعُصُر
لكنه قوَّة ٌ تُملي إرادتها
سِرَّا، فَنَعْنو لها قهراً، ونأتمرُ
حقيقة مُرَّة ، يا ليلُ، مُبْغَضَة ٌ
كالموت، لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ، حتَّى قلتُ: «قد نُثِرَتْ
تلك النجومُ، ومات الجنُّ والبشرُ
وَعَاد للصّمتِ..، يُصغي في كآبته
كالفيلسوف-إلى الدنيا، ويفتكرُ..
وقَهْقَهَ القَدرُ الجبّارُ، سخرية ً
بالكائنات. تَضَاحَكْ أيّها القدرُ!
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ، باكية ً
طوائفُ الخلق، والأشكالُ والصورُ
وأنتَ فوقَ الأسى والموت، مبتسمٌ
ترنو إلى الكون، يُبْنَى ، ثمّ يندَثِرُ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
رقم القصيدة : 14581
-----------------------------------
يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً
وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ
غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ
تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ
غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة ٌ
لكن مودَّة طائر مأسورِ
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ
لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ...
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي
فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى
مشبوبة بعواطفي وشعوري
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ
كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها
روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري
يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه
مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ
ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ
غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي
ما بينهم كالبلبل المأسورِ
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري،
وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري
يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني
مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري!
ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ
متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ
وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره
ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ
لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي
ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكا
ـكاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ
حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ٌ
تختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة ٌ
بموَّار الدَّم المهْدورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ
لكل دعارة وفجورِ؟
يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!
قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها
رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ
واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي
ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير
وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً
في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ
ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً
ألاّقة ، في دوحة وزهورِ... ‍‍‍‍‍[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
رقم القصيدة : 14582
-----------------------------------
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما
دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ
شِيدَتْ على العطْفِ العميقِ، وإنّها
لتجفُّ لو شِيدتْ على التفكيرِ
وَتَظَلُّ جَامِدَة الجمالِ، كئيبة ً
كالهيكلِ، المتهدِّم، المهجورِ
وَتَظَلُّ قاسية َ الملامحِ، جهْمة ً
كالموتِ..، مُقْفِرة ً، بغير يرورِ
لا الحبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنّاسِ، بين جَداولٍ وزهورِ
مُتَوَرِّدَ الوَجناتِ سكرانَ الخطا
يهتزُّ من مَرَح، وفرْط حبورِ
متكلِّلاً بالورْدِ، ينثرُ للورى
أوراقَ وردِ "اللَّذة ِ" المنضورِ
كلاَّ‍! ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
في الكون تحتَ غمامة ٍ من نورِ
مَتَوشِّحاً بالسِّحر، ينفْخ نايَهُ
ـبوبَ بين خمائلٍ وغديرِ
أو يلمسُ العودَ المقدّسَ، واصفاً
للموت، للأيام، للديجورِ
ما في الحياة من المسرَّة ِ، والأسى
والسِّحْر، واللَّذاتِ، والتغريرِ
أبَداً ولا الأملُ المُجَنَّحُ مُنْشِداً
فيها بصوتِ الحالم، المَحْبُورِ
تلكَ الأناشيدُ التي تَهَبُ الورى
عزْمَ الشَّبابِ، وَغِبْطة العُصْفورِ
واجعلْ شُعورَكَ، في الطَّبيعة قَائداً
فهو الخبيرُ بتِيهما المسْحورِ
صَحِبَ الحياة َ صغيرة ً، ومشى بها
بين الجماجم، والدَّمِ المهدورِ
وعَدَا بهَا فوقَ الشَّواهِق، باسماً
متغنِّياً، مِنْ أعْصُرِ وَدُهورِ
والعقلُ، رغْمَ مشيبهِ ووقَاره،
ما زالَ في الأيّامِ جِدَّ صغيرِ
يمشي..، فتصرعه الرياحُ..، فَيَنْثَنِي
مُتوجِّعاً، كالطّائر المكسورِ
ويظلُّ يَسْألُ نفسه، متفلسفاً
متَنَطِّساً، في خفَّة ٍ وغُرورِ:
عمَّا تُحَجِّبُهُ الكواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ.. يا لهُ
من ساذجٍ متفلسفٍ، مغرور!
وافتحْ فؤادكَ للوجود، وخلَّه
لليمِّ للأمواج، للدّيجورِ
للثَّلج تنثُرُهُ الزوابعُ، للأسى
للهَوْلِ، للآلامِ، للمقدورِ
واتركْه يقتحِمُ العواصفَ..، هائماً
في أفقِها، المتلبّدِ، المقرورِ
ويخوضُ أحشاءَ الوجود..، مُغامِراً
في ليْلِها، المتَهَّيبِ، المحذورِ
حتَّى تعانقَه الحياة ُ، ويرتوي
من ثغْرِها المتأجِّجِ، المسجورِ
فتعيشَ في الدنيا بقلبٍ زاجرٍ
يقظِ المشاعرِ، حالمٍ، مسحورِ
في نشوة ٍ، صُوفيَّة ٍ، قُدسية ٍ،
هيَ خيرُ ما في العالمِ المنظورِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
رقم القصيدة : 14583
-----------------------------------
يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري
وَقَصَمْت بالأرزَاءِ ظَهْرِي
ورميْتَني من حَالقٍ وسخرتَ منِّي أيَّ سُخْرِ
فَلَبِثْتُ مرضوضَ الفؤادِ أَجُرُّ أجنحتي بِذُعْرِ...
وَقَسَوْتَ إذ أبقيتني في الكَوْن أذْرَعُ كُلَّ وَعْرِ
وفجعتني فيمَن أحبُّ ومنْ إليه أبُثُّ سرّي
وَأَعُدُّهُ، فَجْرِي الجميلَ، إذا کدْلَهَمَّ عليَّ دَهْرِي[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
رقم القصيدة : 14584
-----------------------------------
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه
حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ
تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه
وتعودُ طاهرة ً هناكَ الأنفُسُ
حَرَمُ الحياة ِ بِطُهْرِها وَحَنَانِها
هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة ِ والصِّبا
كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ‍[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
رقم القصيدة : 14585
-----------------------------------
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
والمُنَى بَيْنَ لَوْعة ٍ وَتَأَسِّ
هذه سُنَّة ُ الحياة ، ونفسي
لا تَوَدُّ الرَّحيقَ فِي كَأْسِ رِجْسِ
مُلِىء الدهر بالخداعِ، فكم قد
ضلَّلَ الناسَ من إمام وقَسِّ
كلَّما أَسْأَلُ الحياة َ عَنِ الحقِّ
تكُفُّ الحياة ُ عن كل هَمْسِ
لمْ أجِدْ في الحياة ِ لحناً بديعاً
يَسْتَبِيني سِوى سَكِينَة ِ نَفْسي
فَسَئِمْتُ الحياة َ، إلا غِرَاراً
تتلاشى بِهِ أَناشِيدُ يَأْسِي
ناولتني الحياة ُ كأساً دِهاقاً
بالأماني، فما تناولْتُ كأسِي
وسقتْني من التعاسَة أكواباً
تجرعْتُها، فيأشدّ تُعْسي
إنّ في روضة ِ الحياة ِ لأشواكاً
بها مُزِّقتْ زَنابِقُ نفسي
ضَاعَ أمسي! وأينَ مِنِّي أَمْسِي؟
وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي
وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ
سَاعَة َ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ
لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمس
سِوَى لَوْعَة ٍ، تَهُبُّ وَتُرسي
تتهادى ما بين غصّات قلبي
بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي
كخيال من عالم الموْت، ينْساب
بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ
تلك أوجاعُ مهجة ٍ، عذَّبتْها
في جحيم الحياة أطيافُ نحسِ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
رقم القصيدة : 14586
-----------------------------------
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
ونفسي لَمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي!
لم أُفِدْ مِنْ حَقائِقِ الكونِ إلاّ
أنني في الوجُود مُرْتَادُ رمسِ
كلُّ دهر يمُرُّ يفجعُ قلبي
ليتَ شعري أينَ الزَّمان المؤسي
في ظلام الكُهوفِ أشباحُ شؤمٍ
وبهذا الفَضَاءِ أطيافُ نَحْسِ
وَخِلالَ القُصور أنّاتُ حُزْنٍ
وَبتلكَ الأكواخ أَنْضَاءُ بؤسِ!
والقَضَاءُ الأَصَمُّ يَعْتَسِفُ ال
نّاس ويقضي ما بين سَيْفٍ وَقَوْسِ!
هذه صورة ُ الحياة ِ؛ وهذا
لونُها في الوجود، من أمسِ أمسِ
صُورة ٌ للشَّقَاءِ دَامِعَة ُ الطَّرْفِ
ولونٌ يَسُودُ في كلِّ طَرْسِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
رقم القصيدة : 14587
-----------------------------------
أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
فأهوي على الجذوعِ بفأسي!
ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا يالَتْ
تهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ!
ليتَني كنتُ كالريّاح، فأطوي
ورودُ الرَّبيع مِنْ كلِّ قنْس
ليتني كنتُ كالسّتاء، أُغَشِّي
كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي!
ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي
فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّتْ
فأدعوكَ للحياة ِ بنبسي!
ليت لي قوة َ الأعاصيرِ..! لكْ
أنتَ حيٌّ، يقضي الحياة برمسِ..!
أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور،
وتقضي الدهور في ليل مَلْس...
أنتَ لا تدركُ الحقائقَ إن طافتْ
حواليكَ دون مسّ وجسِ...
في صباح الحياة ِ صَمَّخْتُ أكوابي
وأترعتُها بخمرة ِ نفسي...
ثُمَّ قدَمْتُها إليكَ، فأهرقْتَ
رحيقي، ودُستَ يا شعبُ كأسي!
فتألَّمت..، ثًمَّ أسكتُّ آلامي،
وكفكفتُ من شعوري وحسّي
ثُم نَضَّدْتُ من أزاهيرِ قلبي
باقة ً، لمْ يَمَسَّها أيُّ إِنْسِي...
ثم قدّمْتُها إليكَ، فَمزَّقْتَ
ورودي، ودُستَها أيَّ دوسِ
ثم ألبَسْتَني مِنَ الحُزْنِ ثوباً
وبشوْك الجِبال توَّجتَ رأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، ياشَعْبي
لأقضي الحياة َ، وحدي، بيأسي
إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، علَّي
في صميم الغابات أدفنُ بؤسي
ثُمَّ أنْسَاكَ ما استطعتُ، فما أنت
بأهْلِ لخمرتي ولكَأسي
سوف أتلو على الطُّيور أناشيدي،
وأُفضي لها بأشواق نَفْسي
فَهْي تدري معنى الحياة ، وتدري
أنّ مجدَ النُّفوسِ يَقْظَة ُ حِسِّ
ثم أقْضي هناك، في ظلمة الليل،
وأُلقي إلى الوجود بيأسي
ثم تَحْتَ الصَّنَوْبَر، النَّاضر، الحلو،
تَخُطُّ السُّيولُ حُفرة َ رمسي
وتظَلُّ الطيورُ تلغو على قبْرِي
ويشدو النَّسيمُ فوقي بهمس
وتظَلُّ الفصولُ تمْشي حواليَّ،
كما كُنَّ في غَضارَة أمْسي
أيّها الشّعبُ! أنتَ طفلٌ صغيرٌ،
لاعبٌ بالتُّرابِ والليلُ مُغْسِ..!
أنتَ في الكَوْنِ قوَّة ٌ، لم تَنسْسها
فكرة ٌ، عبقريَّة ٌ، ذاتُ بأسِ
أنتَ في الكَوْنِ قوة ٌ،كبَّلتْها
ظُلُمَاتُ العُصور، مِنْ أمس أمسِ..
والشقيُّ الشقيُّ من كان مثلي
في حَسَاسِيَّتي، ورقَّة ِ نفسي
هكذا قال شاعرٌ، ناولَ النَّاسَ
رحيقَ الحياة ِ في خير كأسِ
فأشاحُوا عنْها، ومرُّوا غِضابا
واستخفُّوا به، وقالوا بيأس:
"قد أضاعَ الرشّادُ في ملعب الجِنّ
فيا بؤسهُ، أصيب بمسّ
طالما خاطبَ العواصفَ في الليلِ
ويَمْشي في نشوة ِ المُتَحَسِّي
طالما رافقَ الظلامَ إلى الغابِ
ونادى الأرواحَ مِن كلِّ جِنْس»
طالما حدَّثَ الشياطينَ في الوادي،
وغنّى مع الرِّياح بجَرسِ»
إنه ساحرٌ، تعلِّمُه السحرَ
الشياطينُ، كلَّ مطلع شمسْ
فکبعِدوا الكافرَ الخبيثَ عن الهيكلِ
إنّ الخَبيثَ منبعُ رِجْسِ»
«أطردوه، ولا تُصيخوا إليه
فهو روحٌ شريِّرة ٌ، ذات نحْسِ
هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ،
عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ
جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها
فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ
فَهْوَ في مَذهبِ الحياة ِ نبيٌّ
وَهْوَ في شعبهِ مُصَابٌ بمسِّ
هكذا قال، ثمّ سَار إلى الغابِ،
ليَحْيا حياة شعرٍ وقُدْسِ
وبعيداً، هناك..، في معبد الغاب
الذي لا يُظِلُّه أيُّ بُؤْسِ
في ظلال الصَّنوبرِ الحلوِ، والزّيتونِ
يقْضي الحياة َ: حرْساً بحرْسِ
في الصَّباح الجميل، يشدو مع الطّير،
ويمْشي في نشوة ِ المنحسِّي
نافخاً نايَه، حوالْيه تهتزُّ
ورودُ الرّبيع منْ كلِّ فنسِ
شَعْرُه مُرْسَلٌ- تداعُبه الرّيحُ
على منكبْيه مثلَ الدُّمُقْسِ
والطُّيورُ الطِّرابُ تشدو حواليه
وتلغو في الدَّوحِ، مِنْ كُلِّ جنسِ
وترا عند الأصيل، لدى الجدول،
يرنو للطَّائرِ المتحسِّي
أو يغنِّي بين الصَّنوبرِ، أو يرنو
إلى سُدْفَة الظَّلامِ الممسّي
فإذا أقْبَلَ الظلامُ، وأمستْ
ظلماتُ الوجودِ في الأرض تُغسي
كان في كوخه الجميل، مقيماً
يَسْألُ الكونَ في خشوعٍ وَهَمْسِ
عن مصبِّ الحياة ِ، أينَ مَدَاهُ؟
وصميمِ الوجودِ، أيَّان يُرسي؟
وأريجِ الوُرودِ في كلِّ وادٍ
ونَشيدِ الطُّيورِ، حين تمسِّي
وهزيمِ الرِّياح، في كلِّ فَجٍّ
وَرُسُومِ الحياة ِ من أمس أمسِ
وأغاني الرعاة ِ أين يُواريها
سُكونُ الفَضا، وأيَّان تُمْسي؟؟
هكذا يَصْرِفُ الحياة َ، ويُفْني
حَلَقات السنين: حَرسْاً بحرْسِ
يا لها من معيشة ٍ في صميم الغابِ
تُضْحي بين الطيور وُتْمْسي!
يا لها مِنْ معيشة ٍ، لم تُدَنّسْهَا
نفوسُ الورى بخُبْثٍ ورِجْسِ!
يا لها من معيشة ٍ، هيَ في الكون
حياة ٌ غريبة ٌ، ذاتُ قُدسِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
رقم القصيدة : 14588
-----------------------------------
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
منَ السَّماءِ، فكانتْ ساطعَ الفَلَقِ
وَمَزّقتْ عَن جفونِ الدَّهْرِ أَغْشِيَة ً
وعن وجوه الليالي بُرقُعَ الغسقِ
الحبُّ رُوحُ إلهيٌّ، مجنّحة ٌ
أيامُه بضياء الفجر والشّفقِ
يطوفُ في هذهِ الدُّنيا، فَيَجْعَلُها
نجْماً، جميلاً، ضحوكاً، جِدَّ مؤتلقِ
لولاهُ ما سُمِعتْ في الكون أغنية ٌ
ولا تألف في الدنيا بَنْو أُفْقِ
الحبُّ جَدْولٌ خمرٍ، مَنْ تَذَوَّقَهُ
خاضَ الجحيمَ، ولم يُشْفِق من الحرقِ
الحبُّ غاية ُ آمالِ الحياة ِ، فما
خوْفِي إذا ضَمَّني قبرٌ؟ وما فَرَقِي؟[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
رقم القصيدة : 14589
-----------------------------------
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
تقْضِي الحياة ُ، بَنَاهُ اليأسُ والوجَلُ
وفِي العَزِيمَة ِ قُوَّاتٌ، مُسَخَّرَة ٌ
يخِرّ دونَ مَداها اليأسُ والوجَلُ
والنّاسُ شَخْصان: ذا يسْعى به قَدَمٌ
من القُنوطِ، وذا يسعَى به الأملُ
هذا إلى الموتِ، والأجداثُ ساخرة ٌ،
وَذَا إلى المَجْدِ، والدُّنْيَا لَهُ خَوَلُ
ما كلُّ فعل يُجِلُّ النَّاسُ فَاعلَه
مجداً، فإنَّ الورى في رأَيِهم خطَلُ
ففي التماجد تمويهٌ، وشعْوذَة ٌ،
وَفِي الحَقِيقَة مَا لا يُدْرِكُ الدَّجِلُ
مَا المَجْدُ إلا ابتِسَامَاتٌ يَفِيضُ بها
فمُ الزمانْ، إذا ما انسدَّتِ الحِيَلُ
وليسَ بالمَجدْ ما تشْقى الحياة ُ به
فَيَحْسُدُ اليَوْمُ أمْساً، ضَمَّهُ الأَزَلُ
فما الحروبُ سوى وحْشيَّة ٍ، نهضَتْ
في أنفُسِ النّاسِ فانقادَتْ لها الدّولُ
وأيقظتْ في قلوبِ النّاسِ عاصفة ً
غامَ الوجودُ لها، واربْدَّت السُّبُلُ
فَالدَّهْرُ مُنْتَعِلٌ بالنَّارِ، مُلْتَحِفٌ
بالهوْلِ، والويْلِ، والأيامُ تَشْتَعِلُ
وَالأَرْضُ دَامية ٌ، بالإثْمِ طَامِيَة ٌ،
وَمَارِدُ الشَّرِّ في أَرْجَائِهَا ثَمِلُ
والموْتُ كالماردِ الجبَّارِ، منتصِبٌ
فِي الأرضِ، يَخْطُفُ مَنْ قَدْ خَانَهُ الأَجَلْ
وَفِي المَهَامِهِ أشلاءٌ، مُمَزَّقَة ٌ
تَتْلُو على القَفْرِ شِعْراً، لَيْسَ يُنْتَحَلُ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
رقم القصيدة : 14590
-----------------------------------
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً
على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ
بديعٍ، على مُروج السُّهولِ
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ
والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ
والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ
وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب
ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار
والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ
فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ!
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان
في نشوة ِ الخيال الجليلِ
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ
وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ
بأرجاءِ قَلبي المبتولِ
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر
يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ
في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا
ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ
وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان
حرّاً في مثل هذي الكبولِ
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو
دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ
وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي
في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ
كم في ظلامِه من قَتيلِ
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي
بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي
لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ
ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا
مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى
وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ
مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى
بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ!
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً
غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي!
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي
حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ!
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ،
إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ
آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
رقم القصيدة : 14591
-----------------------------------
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
ملَّ من ذلِّ الحياة ِ الأرْذلِ
كُلُّ شَعْبٍ قَدْ طَغَتْ فِيهِ الدِّمَا
دونَ أن يثْأَرَ للحقّ الجلي
خَلِّهِ لِلْمَوْتِ يَطْوِيهِ!.. فَمَا
حظُّه غيرُ الفَناء الأنكلِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
رقم القصيدة : 14592
-----------------------------------
ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه
في أعيُنِ النّاسِ إلاّ أنّه حُلُمُ!
ولو مشى فيهم حيّاً لحطَّمه
قومٌ، وقالوا بخبثٍ: «إنّهُ صنَمُ»!
لا يعبدُ النَّاسُ إلا كلَّ منعدمٍ
مُمنَّعٍ، ولمنْ حابَاهُمُ العَدَمُ!
حتَّى العَبَاقرة ُ الأفذاذُ، حُبُّهُمُ
يلقى الشقاءَ وتَلقَى مجدَها الرِّمَمُ!
النَّاسُ لا يُنْصِفُونَ الحيّ بينهمُ
حتّى إذا ما توارى عنهمُ نَدِموا!
الويْل للنَّاسِ من أَهْوائهمْ أبداً
يمشي الزَّمانُ وريحُ الشَّرِّ تحتدمُ..[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
رقم القصيدة : 14593
-----------------------------------
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ
للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ
باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ
سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا
وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها
من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ
بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ،
وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ
سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت
حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى
وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها
في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً
حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا
والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً
في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً
بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع
ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً
بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ،
والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ
للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ
هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً
كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها
فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ
وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً
في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ
فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ
.......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى
في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ
ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني
في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا
تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله
في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها
وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه
وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ
في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً
مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى
وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ
متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً
أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها
فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا
الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه
ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ
ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت
وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ
بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ
في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري
منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى
والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ
والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها
فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ
فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه
حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري
ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ
سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه
وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً
كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً
وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً
نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا‍
يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
«فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ
والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ»
«وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً
مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً
كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا
وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى
......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى
ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً
من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ‍ تدَفَّقِي
كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي»
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي
ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً
كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي»
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ
ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
«وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى
في معبد الحق الجليل السامي"[/font]

 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
رقم القصيدة : 14594
-----------------------------------
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً
ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ،
مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ
إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ
إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ
وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ
إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى
ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي
ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ
شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ
أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر‍ إنّه
في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ
فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى
ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها
ما كان يوماً صاحباً وحميمَا‍
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى
حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟
هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما
خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
رقم القصيدة : 14595
-----------------------------------
وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ
فأرى الوجودَ يضيقُ عن أحلامي
إلاّ إذا قَطَّعتُ أسْبابي مَعَ الدُّ
نيا وَعِشْتُ لِوَحْدتي وَظَلامي
في الغابِ، في الجبلِ البعيدِ عن الورى
حيثُ الطبيعة ُ، والجمالُ السامي
وأعيشُ عيشة َ زاهدٍ مُتَنَسِّكٍ
ما إنْ تُدَنِّسه الحَياة ُ بِذَامِ
هجرَ الجماعة َ للجبا، تورُّعاً
عنها وعن بَطْشِ الحياة الدَّامي
تمشي حواليه الحياة ُ كأَنَّها
الحلمُ الجميل، خفيفة َ الأقدامِ
وتَخَرُّ أمواجُ الزَّمانِ بهَيْبة ٍ
قدسيَّة ٍ، في يميِّها المُترامي
فأعيش في غابِ حياة ً، كلّها
للفنِّ للأَحلامِ، للإلهامِ
لكِنَّني لا أستطيعُ، فإنَّ لي
أمَّا، يصدُّ حنانُها أوهامي
وصغارَ إخوانٍ، يرون سلامهمَ
في الكَائناتِ مُعَلَّقاً بسَلامي
فقدوا الأب الحاني، فكنتُ لضعفهم كهفاً،
يَصدُّ غوائلَ الأيامِ
وَيَقِيهمُ وَهَجَ الحياة ، وَلَفْحَها
ويذودُ عنهم شرّة َ الآلامِ
فأنا المكبَّلُ في سَلاسِلَ، حيَّة ٍ،
ضَحَّيْتُ مِنْ رَأَفي بها أحلامي
وأنا الذي سكنَ المدينة َ، مكرهاً
ومشى إلى الآتي بِقَلْبٍ دامِ
يُصْغي إلى الدُّنيا السَّخيفة ِ راغماً
ويعيشُ مثلَ النَّاسِ بالأَوهامِ
وأنا الذي يحيا يأرض، قفرة ً
مدحوَّة ً للشكِّ والآلامِ...
هَجَمَتْ بيَ الدُّنيا على أهوالها
وخِضمَّها الرَّحْبِ، العميقِ الطَّامي
من غير إنذَارٍ فَأحْمِلَ عُدَتي
وأخوضَهُ كالسَّابحِ العَوَّامِ
فتحطّمتْ نفسي على شُطْآنهِ
وتأجّجتْ في جَوِّه آلامي
الويلُ للدّنيا التي في شرعها
فأسُ الطَّعام كريشة ِ الرّسّامِ؟[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
رقم القصيدة : 14596
-----------------------------------
أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً
ولا بدَّ أنْ يأتي على أُسِّهِ الهَدْمُ
فيصبحَ ما قد شيدَّ الله، والورى
خراباً، كأنَّ الكلُّ في أمسهِ وهمُ!
فقل لي: ما جّدوى َ الحياة ِ وكربِها،
وتلك التي تزوي، وتلك التي تنمو؟
«وفوْجٍ، تغذِّيه الحياة ُ لِبَانَها،
وفوجٍ، يُرى تَحْتَ التُّرابِ لَهُ رَدْمُ؟
وعقلٍ من الأضواء، في رأس نابغ
وعقلٍ من الظّلماء، يحملهُ فدمُ؟
وأفئدة حسرَ، تذوب كآبة
وأفئدة ٍ، سكرى ، يِرفُّ لها النّجمُ؟
لِتعْسِ الوَرى ، شاءَ الإلهُ وجودَهم
فكانَ لَهُمْ جهلٌ، وكانَ لَهُمْ فهمُ!![/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
رقم القصيدة : 14597
-----------------------------------
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا
ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ
ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد
إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟
أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ
جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ
ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا
بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ
ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما
ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً
فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ
ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى
يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.،
فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ
وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ،
وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ،
فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ
مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً
فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ
ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا
بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ
ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه
ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها
سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها
منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت
قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا
مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها
سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي
هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ
ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً
عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
رقم القصيدة : 14598
-----------------------------------
تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ
بقومي، وديجورُ المصائبِ مُظْلِمُ»
«وَسَيْلُ الرَّزايا جَارفٌ، متدفّعٌ
عضوبٌ، وجه الدّهر أربدُ، أقتمُ؟
سَكَتُّ، وقد كانت قناتيَ غضَّة ً
تصيحُ إلى همس النسَّيم، وتحلمُ
وقلتُ، وقد أصغتْ إلى الرّيحِ مرّة ً
فجاش بها إعصارهُ المتهزِّمُ
وقلتُ وقد جاش القَريضُ بخاطري
كما جاش صخَّابُ الأواذيِّ، أسْحَمُ:
أرى المجدَ معصوب الجبين مُجدَّلاًً
على حَسَكِ الآلم، يغمرهُ الدَّمُ
وقد كان وضَّاحَ الأساريرَ، باسماً
يهبُّ إلى الجلَّى ، ولا يَتَبَرّمُ»
فيا إيها الظلمُ المصَّعرُ حدَّه
يرويدكَ! إن الدّهر يبني ويهدمُ
سيثارُ للعز المحطَّم تاجه
رجالٌ، إذا جاش الرِّدى فهمُ هُمُ
رجالٌ يرون الذَُلَّ عاراً وسبَّة ً
ولا يرهبون الموت، والموتُ مقدمُ
وهل تعتلي إلا نفوسٌ أبيِّة ٌ
تصدَّع أغلالَ الهوانِ، وتَحطِمُ»[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
رقم القصيدة : 14599
-----------------------------------
إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ
صغيراً، فلم يتعبْ، ولم يتجشَّم
ومَنْ كان جبَّارَ المطامِعِ لم يَزلْ
يلاقي من الدّنيا ضراوة َ قشعمِ[/font]

[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> حمرة الشمس
حمرة الشمس
رقم القصيدة : 146
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هذا انت والا حمرت الشمس واليم
ريح المطر ولا نسايم حنينك
يومك ضحكت وبش باوجانك الدم
قبل الغياب وكلهم حاسدينك
كن النهار اللي رسم للشفق فم
ضحكه ثغرك اللي سماها جبينك
هذا انت ولا من يضم الحشا ضم
هذى يدين البرد والا يدينك
ثلجي نحرك ... أدفي من غفاية الهم
عن خاطر ٍ صحوات همه تدينك
بأعانق احدود الضما والغلاجم
وأبقي معك سيد هواك ورهينك[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
رقم القصيدة : 14600
-----------------------------------
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها
وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ
ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ
ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ
لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ
فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ
كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً
في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ
وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً
غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ
وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلا مضضٍ
والجم شعورك فيها، إنها صنمُ
فمن تآلّم لن ترحم مضاضتهُ
وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً
ـ إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!
وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ
شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ
فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ
وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا
واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً
في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ
واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً
إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
رقم القصيدة : 14601
-----------------------------------
يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
وسمعَ طغاة الأرض "أطرشُ" أضخم
وفي صَيْحَة ِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ
تَخُرُّ لَهَا شُمُّ العُرُوشِ، وَتُهْدَمُ
ولعلة ُ الحقّ الغضوضِ لها صدى ً
وَدَمْدَمَة ُ الحَربِ الضَّروسِ لَهَا فمُ
إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ
يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ
لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ
إذا نهضَ المستضعفونَ، وصمّموا!
إذا حَطَّمَ المُسْتَعبِدُونَ قيودَهُمْ
وصبُّوا حميمَ السُّخط أيَّان تعلمُ..!
أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى
وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ، مُظلمُ؟
ألاّ إنَّ أحلام البلادِ دفينة ٌ
تُجَمْجِمُ فِي أعْماقِهَا مَا تُجَمْجِمُ
ولكن سيأتي بعد لأي نشورها
وينبث اليومُ الذي يترنَّمُ
هُوَ الحقُّ يَغْفَى .. ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطاً
فيهدمُ ما شادَ الظلاّمُ، ويحطمُ
غدا الرّوعِ، إن هبَّ الضعيف ببأسه،
ستعلم من منّا سيجرفه الدمُّ
إلى حيث تجنى كفَّهُ بذرَ أمسهِ
وَمُزْدَرعُ الأَوْجَاع لا بُدَّ يَنْدَمُ
ستجرعُ أوصابَ الحياة ، وتنتشي
فَتُصْغِي إلى الحَقِّ الذي يَتَكَلَّمُ
إذا ما سقاك الدهرُ من كأسِهِ التي
قُرَارَتُها صَابٌ مَرِيرٌ، وَعَلْقَمُ
إذا صعق الجبّارُ تحتَ قيوده
يُصِيخُ لأوجاعِ الحَياة ِ وَيَفْهَمُ!![/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
رقم القصيدة : 14602
-----------------------------------
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
كأنَّها، حين يبدو فجرُها «إرَمُ»
يا قلبُ! كم فيكَ من كونٍ، قد اتقدَتْ
فيه الشُّموسُ وعاشتْ فَوقُه الأممُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من أفقٍ تُنَمِّقْهُ
كواكبٌ تتجلَّى ، ثُمَّ تَنعِدمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من قبرٍ، قد انطفَأَتْ
فيهالحياة ُ، وضجَّت تحتُه الرِّمَمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من كهفٍ قد انبَجَسَتْ
منه الجداولُ تجري مالها لُجُمُ
تمشي..، فتحملُ غُصناً مُزْهِراً نَضِراً
أو وَرْدَة ً لمْ تشَوِّهْ حُسنَها قَدَمُ
أو نَحْلة ً جرَّها التَّيارُ مُندَفِعاً
إلى البحارِ، تُغنّي فوقها الدِّيَمُ
أو طائراً ساحراً مَيتْاً قد انفجرتْ
في مُقْلَتَيْهِ جِراحٌ جَمَّة ٌ وَدَمُ
يا قلبُ! إنَّك كونٌ، مُدهِشٌ عَجَبٌ
إنْ يُسألِ الناسُ عن آفاقه يَجِمُوا
كأنَّكَ الأبدُ المجهولُ...، قد عَجَزَتْ
عنكَ النُّهَى ، واكْفَهَرَّتْ حَوْلَكَ الظُّلَمُ
يا قلبُ! كمْ من مسرَّاتٍ وأخْيِلة ِ
ولذَّة ٍ، يَتَحَامَى ظِلَّها الألمُ
غَنَّتْ لفجرِكَ صوتاً حالماً، فَرِحاً
نَشْوَانَ ثم توارتْ، وانقضَى النَّغمْ
وكم رأي لَيْلُك الأشباحَ هائمة ً
مذعورة ً تتهاوى حولها الرُّجُمُ
ورَفْرَفَ الألمُ الدَّامِي، بأجنحة ٍ
مِنَ اللَّهيبِ، وأنَّ الحُزْنُ والنَّدَمُ
وكمْ مُشَتْ فوقكَ الدُّنيا بأجمعها
حتَّى توارتْ، وسار الموتُ والعدمُ
وشيَّدتْ حولك الأيامُ أبنية ً
مِنَ الأناشيدِ تُبْنَى ، ثُمّ تَنْهدمُ
تمضي الحياة ُ بما ضيها،وحاضِرها
وتذْهَبُ الشمسُ والشُّطآنُ والقممُ
وأنتَ، أنتَ الخِضمُّ الرَّحْبُ، لا فَرَحٌ
يَبْقَى على سطحكَ الطَّاغي، ولا ألمُ
يا قلبُ كم قد تملَّيتَ الحياة َ، وككمْ
رقَّيتَها مَرَحاً، ما مَسَّك السَأمُ
وكمْ توشَّحتَ منليلٍ، ومن شَفَقٍ
ومن صباحٍ تُوَشِّي ذَيْلَهُ السُّدُمُ
وكم نسجْتَ من الأحلام أردية ً
قد مزَّقّتْها الليالي، وهيَ تَبْتَسِمُ
وكم ضَفَرتَ أكاليلاً مُوَرَّدة ً
طارتْ بها زَعْزَعٌ تدوي وتَحْتَدِمُ
وَكَمْ رسمتَ رسوماً، لا تُشابِهُهَا
هذي العَوَالمُ، والأحلامُ، والنُّظُمُ
كأنها ظُلَلُ الفِردَوْسِ، حافِلة ً
بالحورِ، ثم تلاشَتْ، واختفى الحُلُمُ
تبلُو الحياة َ فتبلِيها وتخلَعُها
وتستجدُّ حياة ً، ما لها قِدمُ
وأنت أنتَ: شبابٌ خالدٌ، نضِرٌ
مِثلُ الطَّبيعة ِ: لا شَيْبٌ ولا هرَمُ[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
رقم القصيدة : 14603
-----------------------------------
هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا
والسِّنديانِ، والزْيتونِ
أنتِ أْشهى منَ الحياة ِ وأبْهى
من جمالِ الطَّبيعة ِ الميمونِ
ما أرقَّ الشّبابَ، في جسمكِ الغضِّ
وفي جيدكِ البَديعِ، الثَّمينِ!
وأدقّ الجمالَ في طرفِك السَّاهي،
وفي ثغرِكِ الجميلِ، الحَزين!
وألذَّ الحياة َ حينَ تغنّيـ
ـن فَأُصْغِي لصوتِكِ المحزُونِ
وأرى رُوحَكِ الجميلة َ عِطْراً
ضايعاً في حلاوة التَّلحينِ!
قَدْ تَغَنَّيْتِ منذُ حينِ بصوتٍ
ناعمٍ، حالمٍ، شجيٍّ حنونِ
نَغَماً كالحَياة ِ عذباً عميقاً
في حنانٍ، ورقة ٍ وحنينِ
فإذا الكون قطعة ٌ من تشيد
علويِّ، منغّمٍ موزونِ
فَلِمَنْ كنتِ تُنشدين؟ فقالتْ:
«للضياءِ البَنفسجيِّ الحزينِ»
«للضّباب المورّد، المتلاشي
كخيالات حالمٍ، مفتونِ
«للمساءِ المطلِّ لشَّفَق السّا
لسحْرالأسى ، وسحْر السكونِ
للعبير الذي يرفرف في الأفقِ
ـقِ ويفنى ، مثلَ المنى ، في سكونِ»
للأَغاني التي يُردِّدُها الرّا
بمزماره الصّغيرِ، الأمينِ
وبنى اللَّيلُ والرّبيعُ حواليـ
نيا حَيَاة َ الهوى ، وروحَ الحنينِ
ويوشِّي الوجودَ بالسحر، والحلام
والزهر، والشَّذى ، واللُّحونِ
للحياة ِ التي تغنّي حوالَيَّ،
على السَّهْلِ، والرُّبى والحُزُونِ
للينابيعِ، للعصافير، للظلّ
لهذا الثّرى ، لتلكَ الغصونِ
«للنَّسيمِ الذي يضمِّخُ أحلا
بعطر الأقاح والليمونِ
«للجَمال الذي يفيضُ على الدُّ
لأشواق قلبيَ المَشحونِ
للزّمان الذي يوشِّح أيّامي
مي بِضَوءِ المنى وظلِّ الشُّجونِ
للشباب السكران، للأملِ المعبودِ،
لليأسِ، للأسى ، للمُنونِ
فَتَنهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: «وقلبي
مَنْ يغنّيه؟ مَنْ يُبيد شُجوني؟
قالت:الحُبُّ ثم غنّتْ لقلبي
قُبَلاً عبقرية َ التلحينِ
قبلاً، علَّمتْ فؤادي الأغاني،
وأنارتْ لهُ ظَلامَ السنينِ
قبلاً، تَرقصُ السعادة ُن والحبُّ
على لحنِها العَميقِ الرّصينِ
..وأفقنا، فقلتُ كالحالم المسحور:
ـحورِ: قولي، تَكَلَّمي، خَبِّريني
أيُّ دنيا مسحورة ، أي رؤيا
طالَعَتْني في ضوء هذي العُيونِ:»
زمرٌ من ملائكِ املأِ الأعلى
يغنّون في حُنُوِّ حَنونِ
«وصبايا رواقصٌ، يتراشقْـ
بزهر التُّفاحِ واليَاسمينِ
في فضاءٍ، مُوَرَّدٍ، حالمٍ ساهٍ
هٍ أطافتْ به عذارى الفُنونِ»
«وجحيمٍ تَؤُجُّ تَحْتَ فرادِيـ
كأحلامِ شاعرٍ مَجنونِ؟
«أيُّ خمرٍ مؤجَّجٍ ولهيبٍ
مُسكرٍ؟ أيّ نشوة ، وجنونِ؟
أي خمرٍ رشفتُ، بل أيّ نارٍ
في شفاهٍ، بديعة ِ التَّكْوينِ»
«واسمعي الغابَ، فهو قيتارة ُ الكو
.......
أي إثمٍ مقدَّسٍ، قد لبسنا
بُرْدَهُ في مسائنا الميمونِ؟»
فبَدَا طيفُ بسمة ٍ، ساحرٌ عذبٌ، على ثَغرِها، قويُّ الفتونِ
.........
وأجابتْ- وكلّها فتنة ٌ تُغوي،
ـوي، وتُغري بالحبِّ، بلْ بالجنونِ ـ:
كلُّ زهرِ يَضُوعُ منه أريجٌ
من بخُورِ الرّبيعِ، جَمُّ الفُتونِ
ونجومُ السماء فيه شموعٌ
أَوْقَدَتْها للحُبِّ رُوحُ القرونِ
طهَّري يا شقيقة َ الروحِ ثَغْري
بلهيبِ الحياة ِ، بَلْ قبِّليني»
«قبِّليني، وَأَسْكِري ثغريَ الصَّا
وقلبي، وفِتنتي، وجنوني
علَّني أستطيعُ أَنْ أتغنّى
لجمال الدّجى بوَحي العُيونِ
«آه ما أجملَ الظَّلامَ! وأقوى
وحيه في فُؤادي المَفْتونِ!
أنظري الليلَ فهو في حلّة
ـلام يمشي على الذُّرى والحُزُونِ»
واسمعي الغاب،فهو قيثارة ُ الكونِ
نِ تغنّي لحبنا الميمونِ»
إن سِحْرَ الضَّباب، واللّيلِ، والغَا
بِ، بعيدُ المدى ، قويُّ الفُتونِ
وجمالُ الظّلام يعبقُ بالأحلامِ
والحبّ... فابسمي، والثميني...
آه: ما أعذَبَ الغرامَ! وأحلى
رَنَّة َ اللَثمِ في خشوع السَكونِ!
.. وَسَكِرْنا هناك.. في عالم الأحـ
تحتَ السَّماء، تحتَ الغُصونِ...
وتوارى الوجودُ عنّا بما فيـ
وغبْنا فيعالَم مَفْتونِ...
ونسينا الحياة ، والموتَ، والسُّكو
وما فيه مِنْ مُنّة ومَنونِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
رقم القصيدة : 14604
-----------------------------------
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
ومشاعري عمياء بأحزانِ-
أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي
مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ
وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ
للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ
ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى
وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ
حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ
فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ
فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً
بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ
وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها
ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ
إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ
عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
رقم القصيدة : 14605
-----------------------------------
ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
فقد سئمت وجومَ الكَوْنِن من حينِ
إن اللَّيالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدي
بالسِّحْر أضْحتْ مع الأيَّامِ ترميني
ناخت بنفسي مآسيها، وما وجدتْ
قلباً عطوفاً يُسَلِّيها، فَعزِّيني
وَهَدّ مِنْ خَلَدِي نَوْحٌ، تُرَجِّعُه
بَلوى الحياة ِ، وأحزانُ المساكينِ
على الحياة أنا أبكي لشقوتِها
فَمَنْ إذا مُتُّ يبكيها ويبكيني؟
يا ربة السِّعرِ، غنِّني، فقد ضجرت
نفسي من النّاس أبناء الشياطين
تَبَرَّمَتْ بَيْنيَ الدُّنيا، وَأَعوزَهَا
في مِعزفِ الدَّهرِ غرِّيدُ الأَرانينِ
وَرَاحَة ُ اللَّيل ملأى مِنْ مَدَامِعِهِ
و غادة ُ الحُبّ ثكلى ، لا تغنِّنيني
فهل إذا لُذت بالظلماء منتحباً
أسلو؟ وما نفعُ محزونٍ لمَحزونِ؟
يا ربة َ الشعر! إن يبَائسٌ، تعسٌ
عَدِمْتُ ما أرتجي في العالَم الدُّونِ
وفي يديكِ مزاميرٌ يُخَالِجُها
وحي السَّما فهاتيها وغنّيني
ورتِّلي حولَ بيتِ الحُزْن أغْنِيَة ً
تجلُو عن النَّفسِ أحوانَ الأحايينِ
فإن قلبي قبرٌ، مظلمٌ،قُبرتْ
فيه الأمانِي، فما عادتْ تناغيني
لولاك في هذه الدنيا لما لمست
أوتارَ رُوحِيَ أَصْواتُ الأفَانينِ
ولا تغنَّيتُ مأخوذاً..، ولا عذُبتْ
لي الحياة ُ لدى غضِّ الرياحينِ
ولا ازدهى النَّفْسَ في أشْجَانَها شَفَقٌ
يُلوِّنُ الغيمَ لهواً أيَّ تلوينِ
ولا استخفَّ حياتي وهي هائمة ٌ
فجرُ الهوى في جفون الخُرَّدِ العِينِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
رقم القصيدة : 14606
-----------------------------------
إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،
وَأَهْلُ الحَيَاة ِ مِثْلُ اللُّحُونِ
نَغَمٌ يَسْتَبي المشاعر كالسحرِ،
وصوتٌ يُخلُّ بالتَّلحينِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ
كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ
رقم القصيدة : 14607
-----------------------------------
كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
رقم القصيدة : 14608
-----------------------------------
غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ
وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ،
يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون
جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ
وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه
آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه
أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها
زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها
أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها
بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ!
وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ!
ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ
فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه،
ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ
نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت
بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها
فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت
قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها
تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها
كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً
ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً
أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه
وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ
منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ
وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه
وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ
ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ
واليومَ لقد غشَّاه الليلُ
غنَّاه الأمسُ وَأَطْرَبَهُ
وشجاه اليومُ، فما غدهُ؟[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
رقم القصيدة : 14609
-----------------------------------
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً
إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا
أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ[/font]

[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
رقم القصيدة : 14610
-----------------------------------
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ
إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ
فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض
وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ
أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة
كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق
وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر
وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ
أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا
وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً
فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ
وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي
بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي
وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي
وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً
سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا
وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!
أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي
وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ
وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ
تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ
أنَّة َ الأوتار..!
غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ
ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...
مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي
لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي
ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي
رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ
وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ
ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً
واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ
وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا
سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي
مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الأَلمِ[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> شعري نُفَاثة صدري
شعري نُفَاثة صدري
رقم القصيدة : 14611
-----------------------------------
شعري نُفَاثة صدري
إنْ جَاشَ فِيه شُعوري
لولاه ما أنجاب عنّي
غَيْمُ الحياة ِ الخطيرِ
ولا وجدتَ أكتئابي
ولا وجدت سروري
بِهِ تَراني حزيناً
أبكي بدمعٍ غزيرِ
به تراني طروباً
أجرّ ذيلَ خُبوري
لا أنظمُ الشعرَ أرجو
به رضاءَ الأمير
بِمِدْحَة ٍ أو رثاءٍ
تُهْدَى لربّ السريرِ
حسْبي إذا قلتُ شعراً
أن يرتضيهِ ضَميري
مالشعرُ إلا فضاءٌ
يَرفُّ فيه مَقالي
فيما يَسُرُّ بلادي
وما يسرُّ المعالي
وما يُثِيرُ شُعوري
من خافقاتِ خيالي
لا أقرضُ الشعرَ أبغي
به اقتناصَ نَوال
الشِّعرُ إنْ لمْ يكنْ في
جمالِهِ ذَا جَلالِ
فإنَّما هُوَ طيفٌ
يَسْعَى بوادي الظِّلال
يقضي الحياة َ طريداً
في ذِلّة ، واعتزال
يا شعرُ! أنت مِلاكي
وطارِفِي، وتِلادي
أنا إليكَ مُرادٌ
وأنتَ نِعْمَ مُرادي
قِف، لا تَدَعْني وحيداً
ولا أدعك تنادي
فَهَلْ وجدتَ حُساماً
يُناط دون نجادِ
كَمْ حَطَّمَ الدَّهْرُ
ذا هِمَّة ٍ كثيرَ الرّمادِ
ألقاه تَحْتَ نعالٍ
من ذِلَّة وحِدادِ
رِفقاً بأَهْلِ بلادي!
يا منجنون العَوادي![/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> إنَّ الحياة َ صِراعٌ
إنَّ الحياة َ صِراعٌ
رقم القصيدة : 14612
-----------------------------------
إنَّ الحياة َ صِراعٌ
فيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيها
إلا شديدُ المراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ
فَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ
الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ
وضجّة ٌ واختلاسْ
السرور،
والابتئاسْ
بين النوائبِ بونٌ
للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا
البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها
سوى حقيرِ الرزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ
سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ
بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا...جميعاً
تفْنى ويحْيا السلامْ!
والذلُّ سبُّهُ عارٍ
لا يرتضيهِ الكِرامْ!
الفجر يسطع بعد الدّ
ُجى ، ويأتي الضِّياءْ
ويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْراً
على مِهَادِ العَفَاءْ
وللشّعوب حياة ٌ
حِينا وحِينا فَنَاءْ
واليأْسُ موتٌ ولكنْ
موتٌ يثيرُ الشّقاءْ
والجِدُّ للشَّعْبِ روحٌ
تُوحِي إليهِ الهَناءْ
فإن تولَّتْ تصدَّت
حَيَاتُهُ لِلبَلاءْ[/font]

[font=&quot]
[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
رقم القصيدة : 14613
-----------------------------------
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ
واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِ والنَّحْلِ
وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
مالنا والكؤوس، نطلبُ منها
نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌ وسُكْرُ!
خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لنا ساقٍ
وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي
وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ
وأحلامِ قلبها المسحورِ...
نحن نلهو تحتَ الظلالِ، كطفلينِ
سعيدين، في غُرورِ الطُّفولة ْ
وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي
وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
نحن نغدو بين المروج ونُمسى
ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون
ونُصغي لِقَلْبها المتغنّي
نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي على أرضٍ
مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ، والخَيالِ
فوقَها يرقصُ الغرامُ، ويلهو
ويغنّي، في نشوة ٍ ودلالِ
نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ
في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ، نتلو
سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
قد تركنا الوُجودَ للنَّاس،
ـضُوا عليه الحياة َ كيفَ أرادُوا
وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَ رُوحٌ
وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
قد سِكْرنا بحبّنا، واكتَفْينا
طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا يا سُقاة ُ
نحن نحيا فلا نريدُ مزيداً
حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا يا حَياة ُ
حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى
حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
إنَّ في ثغرِنا رحيقاً سماويَّا
وفي قلبنا ربيعاً مُفَوَّفْ
أيُّها الدَّهْرُ، أيُّها الزَّمَنُ الجاري
إلى غيرِ وُجهة ٍ وقرارِ!
أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُ الأَعمى !
قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أو فسيرُوا
وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لنا الأحْلامُ
والحبُّ، والوجودُ، الكبيرُ
وإذا ما أبَيْتُمُ، فاحْمِلُونا
ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ
وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> في سكونِ الليل لما
في سكونِ الليل لما
رقم القصيدة : 14614
-----------------------------------
في سكونِ الليل لما
عانقَ الكونَ الخشُوع
وَاخْتَفَى صَوْتُ الأَمَانِي
خَلْفَ آفَاقِ الهُجُوعْ
رَتَّلَ الرَّعْدُ نَشِيداً
رَدَّدَتْهُ الكَائِنَاتْ
مِثْلَ صَوْتِ الحَقِّ إنْ صَا
حَ بأعماقِ الحيَاة
يتهَادى بضَجيجٍ
في خلاَيا الأودَيهْ
أَمْ هِيَ القُوَّة ُ تَسْعَى
بِاعْتِسَافٍ واصْطِخَابْ
صَوْتِهَا رُوحُ العَذَابْ؟»
مِثْلَ جَبَّارِ بَنِي الجِنِّ بأَقْصَى الهَاوِيَة ْ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
رقم القصيدة : 14615
-----------------------------------
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف
َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ
وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ
فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي
لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ،
فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى
في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ
وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ
وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين![/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
رقم القصيدة : 14616
-----------------------------------
أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ
ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأملْ
وتنمو بصدرِي ورُودٌ، عِذابٌ
وتحنو على قلبيَ المشتعِلْ
ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحياة ِ
وذاك الشّبابُ، الوديعُ، الثَّمِلْ
ويفتنُني سِحْرُ تلك الشِّفاهِ
ترفرفُ منْ حولعنّ القُبَلْ
فأعبُدُ فيكِ جمالَ السّماء،
ورقَة َ وَرْدِ الرَّبيعِ، الخضِلْ
وطُهْرَ الثلوج، وسِحْرَ المروج
مُوَشَّحَة ً بشعاعِ الطَّفَلْ
أراكِ، فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً
كأنّيَ لم أَبْلُ حربَ الوجودْ
ولم أحتمِلْ فيه عِبثاً، ثقيلاً
من الذِّكْريَاتِ التي لا تَبيدْ
وأضغاثِ أيّاميَ، الغابراتِ
وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
ويْغْمُرُ روحِي ضياءٌ، رفيقٌ
تُكَلّلهُ رَائعاتُ الورودْ
وتُسْمُعُني هَاتِهِ الكَائِنَاتُ
رقيقَ الأغاني، وحُلْوَ النشيدْ
وترقصُ حولِي أمانٍ، طِرابٌ
وأفراحُ عُمْرِ خَلِيٍّ، سَعيدْ
كأنِّيَ أصبَحْتُ فوقَ البَشَرْ
وتهتزُّ مثْلَ اهتزازِ الوتَرْ
أناملَ، لُدْناً، كرَطْب الزَّهَرْ
فتخطو أناشيدُ قلبيَ، سكْرَى
تغرِّدُ، تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ
وتملأَني نَشْوة ٌ، لا تُحَدُّ
أوَدُّ بروحي عناقَ الوجودِ
بما فيه من أنفسٍ، أو شجرْ
وليلٍ يفرُّ، وفجرٍ يكرُّ
وغَيْمٍ، يُوَشِّي رداءَ السحرْ[/font]
 
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي
رقم القصيدة : 14617
-----------------------------------
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي
أذريتها للريح، مثل الرمال
وقلتُ: «يا ريحُ، بها فاذهبي
وبدِّديها في سَحيقِ الجبالُ
"بل في فجاج الموت.. في عالَمٍ
لا يرقُصُ النُّورُ بِهِ والظِّلالْ..
لو كان هذا الكونُ في قبضتي
ألقيْتُه في النّار، نارِ الجحيمْ
ما هذا الدنيا، وهذا الورى
وذلكَ الأُفْقُ، وَتِلْكَ النُّجُومْ؟
النَّارُ أوْلى بعبيدِ الأسى ،
ومسرحِ الموتِ، وعشِّ الهمومْ
يا أيّها الماضِي الذي قد قَضَى
وضمَّهُ الموتُ، وليلُ الأَبَدْ
يا حاضِرَ النَّاس الذي لم يَزُل!
يا أيُّها الآتي الذي لم يَلِدْ
سَخَافة ٌ دنياكُمُ هذه
تائهة ٌ في ظلمة ِ لا تُحَدْ..[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
رقم القصيدة : 14618
-----------------------------------
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
وبحارٌ، لا تُغَشّيها الغيومْ
وأناشيدٌ، وأطيارٌ تَحُومْ
وَرَبيعٌ، مُشْرِقٌ، حُلْوٌ، جَميلْ
كانَ في قلبي صباحٌ، وإياهْ،
وابتِسَامَاتٌ ولكنْ... واأسَاهْ!
آه! ما أهولَ إعْصَارَ الحياة ْ!
آه! ما أشقى قُلُوبَ النّاسِ! آه!
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ،
فإذا الكلُّ ظلامٌ، وسديمْ..،
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ
يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباحْ؟
قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدْ
وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواحْ
وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيدْ
أين نايي؟ هل ترامتْه الرياحْ؟
أين غابي؟ أين محرابُ السُّجُودْ..؟
خبِّروا قلبي. فما أقسى الجراحْ!
كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميدْ!
يا بني أمِّي! تُرى أين الصَّباح؟
أوراءَ البحر؟ أم خلفَ الوُجود؟
يا بني أمي؟ ترى أينَ الصباح؟
ليت شعري! هل سَتُسَلِيني الغَداة ْ
وتعزِّيني عن الأمسِ الفَقِيدْ
وتُريني أن أفراحَ الحياة
زُمَرٌ تمضي، وأفواجٌ تعود
فإذا قلبي صياح، وإيّاه..،
وإذا أحلاميَ الأولى وَرُودْ..،
وإذا الشُّحْرورُ حُلْوُ النَّغماتْ..،
وإذا الغَابُ ضِيَاءٌ وَنَشِيدْ..؟
أم ستنساني، وتُبْقيني وحيد؟
ليتَ شِعْري! هل تُعَزِّيني الغَدَاة ْ؟[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
رقم القصيدة : 14619
-----------------------------------
أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
أينَ الطُّموحُ، والأَحْلامُ؟
أين يا شعبُ، رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ
أينَ، الخيالُ والالهامُ؟
أين يا شعبُ، فنُّك السَّاحرُ الخلاّقُ؟
أينَ الرُّسومُ والأَنغامُ؟
إنَّ يمَّ الحياة ِ يَدوي حوالَيْكَ
فأينَ المُغامِرُ، المِقْدَامُ
أينَ عَزْمُ الحياة ِ؟ لا شيءَ إلاّ
الموتُ، والصَّمتُ، والأسى ، والظلامُ
عُمُرٌ مَيِّتٌ، وَقَلْبٌ خَواءٌ
ودمٌ، لا تثيره الآلامُ
وحياة ٌ، تنامُ في ظلمة ِ الوادي
وتنْمو من فوقِها الأوهام
أيُّ عيشٍ هذا، وأيُّ حياة ٍ؟!
رُبَّ عَيْشٍ أخَفُّ منه الحِمَام
قد مشتْ حولَك الفصولُ وغَنَّتْكَ
فلم تبتهِجْ، ولمْ تترنَّمْ
ودَوَتْ فوقَك العواصِفُ والأنواءُ
حَتَّ أَوشَكْتَ أن تتحطَّمْ
وأطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْك
فلم تضطرب، ولم تتألمْ
يا إلهي! أما تحسُّ؟ أَمَا تشدو؟
أما تشتكي؟ أما تتكلَّمْ؟
ملَّ نهرُ الزّمانِ أيَّامَكَ الموتَى
وأنقاضَ عُمرِكَ المتهدِّمْ
أنتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ، ولا حيٌّ
فيمشي، بل كائنٌ، ليس يُفْهَمْ
أبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ
جامدٍ، لا يرى العوالِمَ، مُظْلِمْ
أيُّ سِحْرٌ دهاكَ! هل أنتَ مسحورٌ
شقيٌّ؟ أو ماردٌ، يتهكَّمْ؟
آه! بل أنتَ في الشُّعوب عجوزٌ،
فيلسوفً، مُحطَّمٌ في إهابِهْ
ماتَ شوقُ الشبابِ في قلبِه الذاوي،
وعزمُ الحياة ِ في أعصابِهْ
فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ..، بعيداً..
وهناكَ.. اصطفى البقاءَ مع الأموات،
«في قبرِ أمسِهِ» غيرَ آبِهْ...
وارتضى القبرَ مسكناً، تتلاشى
فيه أيَّامُ عُمرِهِ المتشابِهْ
وتناسى الحياة َ، والزّمَنَ الدّاوي
وما كان منْ قديمِ رِغَابِهْ
واعبدِ «الأمسَ» وادَّكِرْ صُوَرَ الماضِي
فدُنْيَا العجوزِ ذكري شبابِهْ...
وإذا مرَّتِ الحياة ُ حوالَيْكَ
جميلاً، كالزّهر غضَّا صِباها
تتغنّى الحياة بالشوق والعزم
فيحْي قلبَ الجمادِ غِنَاها
والربيعُ الجميلُ يرقصُ فوقَ
الوردِ، والعشبِ، مُنْشِداً، تيَّاهاً
ومشَى النّاسُ خلفَها، يتَمَلوْنَ
جمالَ الوجودِ في مرآها
فاحذرِ السِّحْرَ! أيُّها النَّاسكُ القِدِّيسُ
والربيعُ الفَنَّانُ شاعِرُها المفتونُ
يُغْرِي بحبِّها وهواها
وَتَمَلَّ الجمالَ في رِممِ الموتَى ..!
بعيداً عن سِحْرِهَا وَصَدَاها
وَتَغَزَّلْ بسِحْرِ أيَّامِكَ الأولى
وخَلِّ الحياة َ تخطو خطاها
وإذا هبَّت الطيورُ مع الفجر،
تُغنِّي بينَ المروجِ الجميلهْ
وتُحَيِّي الحياة َ، والعالَمَ الحيَّ،
بِصَوْتِ المحبَّة ِ المعسولهْ
والفَراشُ الجميلُ رَفْرَفَ في الرَّوْضِ،
يناجي زهورَهُ المطلولهْ
وأفاقَ الوجودُ للعمل المُجْدِي
ولِلسَّعي، والمعاني الجليلهْ
ومشى الناس في الشِّعاب، وفي الغاب،
وفوق المسَالكِ المجهولهْ
ينشدون الجمالَ، والنُّورَ، والأفراحَ
والمجدَ، والحياة َ النبيلهْ
فاغضُضِ الطَّرفَ في الظَّلامِ! وحاذِرْ
فِتْنَة َ النُّورِ..! فهيَ رُؤْيَا مَهولَة ...
وَصَبَاحُ الحياة ِ لا يُوقِظُ الموْتَى
ولا يَرْحَمُ الجفونَ الكليلهْ
كلُّ شيءٍ يُعَاطِفُ العالَم الحيَّ،
ويُذكِي حياتَه، ويُفيدُهْ
والذي لا يجاوِبُ الكونَ بالاحساسِ
عِبْءٌ على الوجودِ، وُجُودُهُ
كُلُّ شيءٍ يُسايرُ الزَّمنَ الماشي
بعزمٍ، حتى الترابُ، ودودُهُ
كلُّ شيءٍ ـ إلاَّكَ ـ حَيٌّ، عَطوفٌ
يُؤْنِسُ الكونَ شَوْقُه، ونَشيدُهُ
فلِماذا تعيشُ في الكون يا صَاحِ!
وما فيكَ من جنًى يستفيدُهْ
لستَ يا شيخُ للحياة ِ بأَهْلٍ
أنت داءٌ يُبِيدُها وتُبِيدُهْ
أنت قَفْرٌ، جهنَّميٌّ لَعِينٌ،
مُظْلِمٌ، قَاحلٌ، مريعٌ جمودُهْ
لا ترفُّ الحياة ُ فيه، فلا طيرَ
يغنّي ولا سَحَابَ يجودُهْ
أنتَ يا كاهنَ الظلامِ ياة ٌ
تعبد الموتَ..! أنت روحٌ شقيٌّ
كافرٌ بالحياة ِ والنُّورِ..، لا يُصغي
إلى الكون قلبُه الحَجَرِيُّ
أنتَ قلبٌ، لا شوقَ فيه ولا عزمَ
وهذا داءٌ الحياة ِ الدَّوِيُّ
أنتَ دنيا، يُظِلُّها أُفُقُ الماضي
وليلُ الكآبة ِ الأَبديُّ
مات فيها الزّمانُ، والكونُ إِلاَّ
أمسُها الغابرُ، القديمُ، القَصِيُّ
والشقيُّ الشقيُّ في الأرض قلبٌ
يَوْمُهُ مَيِّتٌ، وما ضيه حيُّ
أنتَ لا شيءَ في الوجودِ، فغادِرْهُ
إلى الموت فَهْوَ عنك غَنِيُّ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
رقم القصيدة : 14620
-----------------------------------
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
زُمرة ُ الأحلامْ
فَوْقَ سِرْبٍ مِنْ غَمَامَاتِ الشُّجُونْ
مِلْؤُهَاالآلامْ
شَخَصَتْ، لَمَّا رَأَتْ، عَيْنُ النُّجُومْ
بَعْثَة َ العُشَّاقْ
وَرَمَتْهَا مِنْ سَمَاها بِرُجُومْ
تسكبُ الأحراق
كنت إذْ ذَاك على ثَوْبِ السكون
أنثرُ الأَحزانْ
وَالهَوى يَسْكُبُ أَصْدَاءَ المَنُونْ
في فؤادٍ فانْ
سَاكِتاً مِثْلَ جَميعِ الكَائِناتْ
راكدَ الألحانْ
هائمٌ قلبي بأعماقِ الحياة
تائهٌ، حيرانْ
إنَّ للحبِّ عَلى النَّاسِ يَدا
تقصفُ الأعمارْ
وَلَهُ فَجْرٌ على طُولِ المدى
سَاطِعُ الأَنْوَارْ
ثورة ُ الشّر، وأحلامُ السّلام،
وجمالُ النّور
وابتسامُ الفَجْرِ في حُزْنِ الظَّلامْ،
في العيونِ الحُورْ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
رقم القصيدة : 14621
-----------------------------------
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي
وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي
خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ
وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً
قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي
وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى
إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو
وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي
وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ
برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى
يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا
كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ
مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ
عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى
لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا
تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ
فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي
من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أُسْكُني يا جرَاحْ
أُسْكُني يا جرَاحْ
رقم القصيدة : 14622
-----------------------------------
أُسْكُني يا جرَاحْ
وأسكني يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ
وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ
مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى
قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ
لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة
مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه
في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى
في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ
واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ
والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ
والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ
وأسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواحْ
وزَمانُ الجنونْ
وَأَطَلَ الصَّباحْ
مِنْ وراءِ القُرونْ
في فؤادي الرحيبْ
مَعْبِدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْه الحياة ْ
بالرّؤى ، والخيال
فَتَلَوتُ الصَّلاة
في خشوع الظّلالْ...
وَحَرقْتُ البخور...
وأضأتُ الشُّموع
إن سِحْرَ الحياة ْ
خالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ
مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَ يأتي الصبَّاح
وتمُرُّ الفصولْ..؟
سوف يأتي رَبِيعْ
إن تقضَّى رَبِيعْ
کسكُنِي يا جراحْ
وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواح
وَزَمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصَّباحْ
مِن وراءِ القُروُنْ
من وراءِ الظَّلامْ
وهديرِ المياهْ
قد دعاني الصَّباحْ
وَرَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءُ
هزّ قلبي صَداهْ
لَمْ يَعُد} لي بَقاء
فوق هذي البقاعْ
الودَاعَ! الودَاعَ!
يا جبالَ الهمومْ
يا ضَبابَ الأسى !
يا فِجَاجَ الجحيمْ
قد جرى زوْرَقِي
في الخضمِّ العظيمْ...
ونشرتُ القلاعْ...
فالوَداعَ! الوَداعْ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
رقم القصيدة : 14623
-----------------------------------
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ
وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ
وتبدرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ
وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام
وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ
ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ
رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ
وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء
ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ[/font]


[font=&quot][/font]
[font=&quot]شعراء المغرب العربي >> أبو القاسم الشابي >> أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
رقم القصيدة : 14624
-----------------------------------
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب،
يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ
أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ
نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ
ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً
رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ
فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم
فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ
نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي
شُواظاً من الحَزَن المشتعل
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة
رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها
كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
أصيخي! فما بين أعشار قلبي
يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
معيداً على مهجتي بحفيف
جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى
وشعشعها بلهيب الحياة
وجرّعني من ثُمالاتِه
مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
إليَّ! فقد وحّدت بيننا
قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ
كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ
اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ
ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ
إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ
تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
يردِّدُه حُزنُنا في سكون
على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ
جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ[/font]


[font=&quot][/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى