جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
رقم القصيدة : 22739
-----------------------------------
أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
قم، فهني الأرض فيها والسماءا
طبق الأرجاء منها أرج
عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا
بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها
قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا
قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي
ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا
فهنيئاً : فتح الخير بمن
ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا
وأتى أكرم مبعوث قد اخ
ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا
سيد الرسل جميعاً "أحمد"
مَن بعلياهُ أتى «الذكر» ثناءا
"مبعث" قد ولدته ليلة
للورى ظلماؤها كانت ضياءا
بوركت من ليلة في صبحها
كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا
خلع الله عليها نضرة
راقت العالَم زهواً واجتلاءا
كلما مرَّت حلت في مرِّها
راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا
واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً
عطف نشوان ويختال ازدهاءا
فلتهنّ «الملة ُ الغرّاءُ» مَن
أحكم الله به منها البناءا
ولتباهل فيه أعداء الهدى
ولتباه اليوم فيه العلماءا
ذو محيا فيه تستسق السما
وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا
رق بشراً وجهه حتى لقد
كاد أن يقطر منه البشرماءا
فعلى نور الهخدى من وجهه
وجد الناس إلى الرشد اهتداءا
فهو ظل الله في الأرض على
فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا
فكفى هاشم فخراً أنَّها
وَلدته لمزاياها وعاءا
فلها اليومَ انتهى الفخرُ به
وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا
حيّ فيها المرفد الأسنى وقل:
وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا
زانَ سامرا وكانت عاطلاً
تتشكى من محليها الجفاءا
وغدت أفناؤها آنسة
وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا
زادك الله بهاءً وسناءا
إنما أنت فراش للألى
جعل الله السما فيهم بناءا
ماحوت أبراجها من شهيها
كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا
قد توارت فيك أقمار هدى
ودت الشمس لها تغدو فداءا
أبداً تزدادُ في العليا سنًى
وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا
ثم نادي القبة َ العليا وقل:
طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا
بمعالي العسكريين اشمخي
وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا
واغلبي زهر الدراري في السنا
فبك العالم- لافيها- أضاءا
خطك الله تعالى دارة
لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا
وبنا عرِّج على تلكَ التي
أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا
حجب الله بها الداعي الذي
هو للأعين قد كان الضياءا
وبها الأملاك في ألطافه
للورى تهبط صبحاً ومساءا
قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ
ومن العينينِ فانضجها دماءا
يا إمامَ العصرِ ما أقتلها
حسرة ً كانت هي الداء العياءا
مطلننا البرء في تعليلها
وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا
برئت ذمّة ُ جبارِ السما
من أناس منك قد أضحوا براءا
فمتى تبرد أحشاء لنا ؟
كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا
ونرى يا قائم الحق انتضت
سيفها منك يد الله انتضاءا
أفهل نبقى - كما تبصرنا- ؟
نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!!
لا رأى الرحمة َ من قال رياءا:
قلت الروح لمولاها : فداءا

العصر العباسي >> البحتري >> ما على الركب من وقوف الركاب
ما على الركب من وقوف الركاب
رقم القصيدة : 2274
-----------------------------------
ما على الرّكبِ من وُقوفِ الرّكابِ،
في مَغاني الصّبَا وَرَسْمِ التّصَابي
أينَ أهلُ القِبابِ بالأجْرَعِ الفَرْ
دِ، تَولّوا، لا أينَ أهلُ القِبابِ
سَقَمٌ، دونَ أعينٍ ذاتِ سُقْمٍ،
وَعَذابٌ دونَ الثّنَايا العِذابِ
عرَّجوا، فالدّموعُ، إنْ أبكِ في الرُّبْـ
ـعِ، دُموعي، وَالاكتئابُ اكتئابي
وَكَمِثلِ الأحبابِ، لَوْ يَعلَمُ العا
ذِلُ، عندي مَنازِلُ الأحْبَابِ
فإذا ما السّحابُ كانَ رُكَاماً،
فسَقَى بالرّبابِ دارَ الرّبَابِ
وَإذا هَبّتِ الجَنُوبُ نَسيماً،
فَعَلَى رَسْمِ دارِها وَالجَنَابِ
عَيّرَتْني المَشيبَ، وَهْيَ بَدَتْهُ
في عِذارِي، بالصّدّ وَالإجتِنابِ
لا تُرِيهِ عَاراً فَمَا هُوَ بالشّيْـ
ـبِ، وَلَكِنّهُ جَلاءُ الشّبَابِ
وَبَيَاضُ البَازِيّ أصْدَقُ حُسْناً،
إنْ تأمّلْتِ، مِنْ سَوَادِ الغُرَابِ
عَذَلَتني، في قَوْمِها، وَاستَرَابَتْ
جيئَتي في سِوَاهُمُ، وَذَهَابي
وَرَأتْ عندَ غَيرِهمْ، مِن مَديحي،
مثلَ ما كانَ عندَهمْ مِنْ عِتابي
لَيسَ من غَضْبَةٍ عَلَيهِمْ، وَلكن
هُوَ نَجْمٌ يَعْلُو مَعَ الكُتّابِ
شِيعَةُ السّؤدَدِ الغَرِيبِ، وَإخْوَا
نُ التّصَافي، وأسرة الآدابِ
همْ أُولو المجدِ إن سألتَ، فإنْ كَا
ثَرْتَ كانُوا هُمُ أولي الألْبَابِ
وَمتى كُنتَ صَاحِباً لذَوي السّؤ
دَد يَوْماً فإنّهُمْ أصْحابي
وَكفَاني، إذا الحَوَادِثُ أظْلَمْـ
ـنَ، شِهَاباً بغُرّةِ ابنِ شِهَابِ
سَبَبٌ أوّلٌ عَلى جُودِ إسْمَا
عيلَ أغْنَى عَنْ سائِرِ الأسْبابِ
لاستَهَلّتْ سَمَاؤهُ، فَمُطِرنا
ذَهَباً في انْهِلالِ تلكَ الذّهَابِ
لا يَزُورُ الوفَاءَ غِبّاً، وَلا يَعْـ
ـشَقُ غَدرَ الفَعالِ عِشقَ الكَعابِ
مُستَعيدٌ، عَلى اختِلافِ اللّيَالي،
نَسَقاً مِنْ خَلائِقٍ أتْرَابِ
عادَ مِنْها لِمَا بَداهُ إلى أنْ
خِلْتَهُ يَسْتَمِلُّهَا مِنْ كِتَابِ
فَهوَ غَيثٌ، والغَيثُ مُحتَفِلُ الوَد
قِ، وَبحرٌ، والبَحْرُ طامي العُبابِ
شَمّرَ الذّيْلَ للمَحَامِدِ، حتّى
جَاءَ فيها مَجرُورَةَ الهُدّابِ
عَزَماتٌ يُضِئْنَ داجية الخُطـ
ـبِ، وَلَوْ كانَ من وَرَاءِ حِجابِ
يَتَوَقّدْنَ، وَالكَواكبُ مُطْفَا
ة، وَيَقطَعنَ، وَالسّيوفُ نَوابِي
تَرَكَ الخَفْضَ للدّنيءِ، وَقَاسَى
صَعْبَةً العيش في المساعي الصعاب
سَامَ بالمَجدِ، فاشتراهُ، وَقد بَا
تَ عَلَيْهِ مُزَايِداً للسّحَابِ
وَاجدُ القَصْدِ، طرْفُهُ في ارْتِفاعٍ
مِنْ سُمُوٍّ، وكَفُّهُ في انصِبابِ
ثَرّةٌ مِنْ أنَامِلٍ ظلن يَجرِيـ
ـنَ على الخابطينَ جَرْيَ الشّعابِ
وَسَمِيٌّ لَهُ تَمَنّى مَعَاليـ
ـهِ، وَكَلْبٌ مشتقهُ منْ كِلابِ
وإذ الأنْفُسُ اخْتَلَفْنَ فَما يُغـ
ـني اتّفاقُ الأسْماءِ وَالألْقَابِ
يا أبا القاسِمِ! اقْتِسَامُ عَطَاءٍ
مَا نَرَاهُ، أمِ اقْتِسامُ نِهَابِ
خُذْ لِسَاني إلَيكَ، فالمِلْكُ للألْـ
ـسنِ في الحُكمِ عَدلُ مِلكِ الرّقابِ
صُنتَني عَنْ مَعاشرٍ لا يُسَمّى
أوّلُوهُمْ إلاّ غَداةَ سِبَابِ
مِنْ جِعَادِ الأكُفّ غَيرِ جِعادٍ،
وَغِضَابِ الوُجوهِ غيرِ غِضَابِ
خَطَرُوا خَطرَةَ الجَهامِ، وسَارُوا
في نَوَاحي الظّنونِ سَيرَ السّحاب
أخطأوا المَكرُماتِ، وَالتمَسَوا قا
رِعَةَ المَجدِ في غَداةِ ضَبَابِ
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حبستُ رجائي عن الباخلينَ
حبستُ رجائي عن الباخلينَ
رقم القصيدة : 22740
-----------------------------------
حبستُ رجائي عن الباخلينَ
وانزلت في إبني علي رجائي
هما ليَ حرزٌ من النائبا
تِ بل حَرَمٌ من جميعِ البلاءِ
ولي شافعانِ بدارِ البقاءِ
ولي شافعات بدار البقاءِ
أشبلي عليٍّ ومَن إن دعو
تُ في كلّ خطبٍ أجابا دُعائي
أرى الدهر ـ من حيثُ لا أتقي ـ
رماني، ويعلمُ أنتم وقائي

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> مني القصد وتحقيق الرجاء
مني القصد وتحقيق الرجاء
رقم القصيدة : 22741
-----------------------------------
مني القصد وتحقيق الرجاء
من سليلي آل طاها الأصفياءِ
لاأرى يجبه بالرد امرؤ
قارِعاً لله باباً للدعاءِ
فرجائي كيف يغدو خائباً
عند بابين لجبار السماءٍِ

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يابن الإمام العسكريّ وَمن
يابن الإمام العسكريّ وَمن
رقم القصيدة : 22742
-----------------------------------
يابن الإمام العسكريّ وَمن
رب السماء لدينه انتجبه
أفهكذا تغفي وأنت ترى
نارَ الوباءِ تشبُّ ملتهبه
لا تنطفي إلاّ بغادية ٍ
من لطفكم، تنهلُّ منسكبه
أيضيقُ عنّا جاهُكم؟ ولقد
وَسِعَ الوجودَ، وكنتم سببه
الغوثَ! أدركنا! فلا أحدٌ
أبداً سواكَ يغيثُ مَن نَدبه
غضِبَ الإلهُ، وأنت رحمتهُ،
يارحمة الله اسبقي غضبه

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> هي دار غيبته فحي قبابها
هي دار غيبته فحي قبابها
رقم القصيدة : 22743
-----------------------------------
هي دار غيبته فحي قبابها
والثم بأجفان العيون ترابها
بذلت لزائرها ولو كشف الغطا
لرأيت أملاك السما حجابها
ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أمرها
لهوت تقبل دهرها أعتابها
سعُدت بمنتظر القيام ومَن به
عقدت عيون رجائه أهدابها
وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ
وأبيكَ ماحوتِ السما أضرابها
بضرايح حجبت أباه وجده
وبغيبه ضربت عليه حجابها
دارٌ مقدَّسة ٌ وخيرُ أئمَّة ٍ
فَتح الإلهُ بهم إليه بابها
لهُم على الكرسيّ قبّة سؤددٍ
عَقدَ الإلهُ بعرشهِ أطنابها
كانوا أظلَّة َ عرشهِ وبدينِه
هبطوا لدائرة غدوا أفطابها
صدعوا عن الرب الجليل بأمره
فغدوا لكل فضيلة أربابها
فهدوا بني الالباب لكن حيروا
بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها
لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها
فنمت بأكرم مغرس أطيابها
فالله صور آدما من طينة
لهم تخيَّر محضَها ولُبابها
وبراهمُ غُرراً من النُطفِ التي
هي كلَّها غررٌ وَسل أحسابها
تُخبرَك أنَّهمُ جروا في أظهرٍ
طابت وطهَّر ذو العُلى أصلابها
وتناسلوا فإذا استهلَّ لهم فتى
نسجت مكارمه له جلبابها
حتى أتى الدنا الذي سيهزها
حتى يدك على السهول هضابها
وسينتضي للحرب محتلب الطلى
حتى يُسيلَ بشفرتيه شعابها
ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضُ طالباً
ترة له جعل الله طلابها
هو قائمٌ بالحقِّ كم من دعوة
هزَّتهُ لولا ربُّه لأجابها
سعُدت بمولِدِهِ المباركِ ليلة ٌ
حَدرَ الصباحُ عن السرورِ نقابها
وزهت به الدنيا صبيحة طرزت
رجعت إلى عصرِ الشبيبة ِ غضَّة
من بعد ماطوت السنين شبابها
يا من يُحاولُ أن يقومَ مهنيّاً
إنهض بلغت من الأمور صوابها
وأشر إلى من لا تشير يدُ العُلى
لِسواهُ إن هي عَدَّدت أربابها
هو ذلك الحسن الزكيُّ المجتبى
من ساد هاشم شيبها وشبابها
جمع الأله به مزايا مجدها
ولها أعادَ بعصرِه أحقابها
نُشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ ردائِه
أطهارَها، أطيابها، أنجابها
وله مآثر ليس تحصى لو غدت
للحشرِ أملاكُ السما كتّابها
ذك الذي طلب السماء بجده
وبمجده حتى ارتقى أسبابها
مالعلم منتحلا لديه وإنما
وَرثَ النبوَّة َ وحيَها وكتابها
يا من يريش سهامَ فكرتِه النهى
فلأي شاكة أراد أصابها
ولدتكَ أمُّ المكرماتِ مبرَّءاً
مما يُشينُ من الكرامِ جنابها
ورضعت من ثدي الأمامة علمها
مُتجلبباً في حجرِها جلبابها
وبنورِ عصمتِها فُطمت فلم ترث
حتى بأمر الله نبت منابها
وغداً تلون ثوابها وعقابها
وإليكم جَعل الإلهُ إيابها
وعليكم يوم للعاد حسابها
يامن له انتهت الزعامة في العلى
فغداً يروض من الأمور صعابها
لو لامست يدك الصخورَ ولفجَّرت
بالماء من صم الصخور صلابها
ورعى ذِمام الأجنبين كما رعى
لنبي أرومة مجده أنسابها
رقت الأنام طبايعاً وصنايعاً
بهما ملكت قلوبها ورقابها
وجدتك أبسط في المكارم راحة
بيضاء يستسقي السحاب سحابها
ورأتك أنور في المعالي طلعة
لله دارك إنّها قِبَلُ الثنا
وبها المدايح أثبتت محرابها
رضوانُ بِشرك فاتحٌ أبوابها
فأقم كما اشتهت الشريعة ُ خالداً
تطوي بنشرك للهدى أحقابها

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أميرَ المؤمنين أغِث صريخاً
أميرَ المؤمنين أغِث صريخاً
رقم القصيدة : 22744
-----------------------------------
أميرَ المؤمنين أغِث صريخاً
ألم يجنب قبرك مستغيثاً
أتاك يحث ناجية المطايا
وصرف الدهر يطلبه حثيثاً
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حزت بالكاظمين شأنا كبيرا
حزت بالكاظمين شأنا كبيرا
رقم القصيدة : 22745
-----------------------------------
حزت بالكاظمين شأنا كبيرا
فابق ياصحن آهلا معمورا
فوق هذا البهاء تكسي بهاء
ولهذي الأنوارِ تزدادُ نورا
إنما أنت جنة ضرب الله
عليها كجنة الخلد سورا
إن تكن فُجِّرت بهاتيك عينٌ
وبها يشربُ العبادُ نَميرا
فلكم فيك من عُيونٍ ولكن
فُجّرت من حواسدٍ تفجيرا
فاخرت أرضك السماء وقالت:
إن يكن مفخرٌ فمنّي أستُعيرا
ودعا يا رجاءُ هاك بناني
من غدا فيهما الضراح فخورا
بمصابيحي استضيء ربا معال
شرفا بيت ربك المعمورا
لك فخر المحارة انفلقت عن
دُرّتين استقلَّتا الشمس نورا
وهما قُبّتان ليست لكلٍّ
منهما قبة السماء نظيرا
صاغ كلتيهما بقدرتهِ الصا
ئغ من نوره وقال : أنيرا
حولَ كلٍّ منارتن من التبرِ
يجلى سناهما الديجورا
كبرت كل فيه بهما شأنا
فأبدن عليهما التكبيرا
فغدت ذاتَ منظرٍ لك تحكي
فيه عذراءَ تستخفُّ الوقورا
كعروسٍ بَدت بقرطي نُضار
فملت قلب مجتلها سرورا
بوركت من منابر قد أقيمت
عُمداً تحملُ العظيم الخطيرا
رفعت قبة الوجود ولولا
ممسكاها لآذنت أن تمورا
يالك الله ما أجلك صحنا
وكفى بالجلال فيك خفيرا
حرم لآمن به أودع الله
طبتَ إمّا ثراك مِسكُ وأمّا
عبق المسك من شذاه استعيرا
بل أراها كافورة َ حملتها
الريحِ خُلديَّة فطابت مسيرا
كلّما مرَّت الصبا عرَّفتنا
أنها جددت فطابت مسيرا
أين منها عطر الأمامة لولا
أنها قبلت ثراك العطيرا
كيف تحبيري الثناء فقل لي:
أنت ماذا لا حسن التحبيرا
صحنُ دارٍ أم دارة ٌ نيّراها
بهما الكونُ قد غدا مستنيرا
إن أقل : أرضك الأثير ثراها
ما أراني مدحت إلا الأثيرا
أنت طور النورِ الذي مذ تجلّى
لابن عمران دك ذاك الطورا
أنت بيتٌ برفعه أذِن الله
لفرهاد فاستهلَّ سرورا
وغدا رافِعاً قواعد بيتٍ
طبر الله أهله تطبيرا
خير صرح على يدي خير ملك
قدر الله صنعه تقديرا
تلك ذاتُ العمادِ لو طاوَلته
أنها جَددت عليك المرورا
أو رأى هذه المباني كسرى
لرأى ماابتناه قدماً حقيرا
ولنادي مهنياً كل من جاء
من الفرسِ أوَّلاَ وأخيرا
قائلاً: حسبكم بفرهاد فخراً
بلداً طيباً وربًّا غفورا
قد أقرَّ العيون منك بصنعٍ
ومن قال غير ذا قال: زُورا
وبهذا البنا لكم شادَ مجداً
لم يزل فيه ذكر كم منشورا
وبعصر سلطانه ناصر الدين
فأخليق بأن يباهي العصورا
قد حمى حوزة َ الهدى فيه ربٌّ
قال: كن أنت سيفه المنصورا
ملك عن أب وعن حد سيف
يا مُقيل العِثار تُهنيك بُشرى
تركت جدج حاسد يك عثورا
من رأى قبل ذا كعمّك عمًّا
ليس تغنى الملوك عنه نقيرا
وسعت راحتاه أيامَ عصرٍ
لم يلدن الأنسان إلا قتورا
بَثَّ أكرومة ً تُريك المعالي
ضاحكات الوجوه تجلو الثغورا
ذَخر الفوز في مبانٍ أرتنا
أنَّه كان كنزَها المذخُورا
ونظرنا في بذلهِ فهتفنا:
هكذا تبذل الملوك الخطيرا
قد كسى هذهِ المقاصر وشياً
فسيكسي وشياً ويحيي قصورا
يبدو فيكِ الصباحُ سَفورا
فوق جُدرانهِ بدا مسطُورا
إنّما الرقُّ مُهرِقٌ خطَّ وصفي
ذا البنا فيه فاغتدى منشورا
لك في دفتيه سحر ولكن
خطه مذ برى البليغ زبورا
فاروِعني سحاّرة َ الحسن واحذر
لافتتانٍ بسحرها أن تطيرا
وتحدث بفضل فرهاد وانظر
كيف منه نشرت روضاً نضيرا
مستشارٌ في كلّ أمرٍ ولكن
لسوى السيف لم يكن مُستشيرا
في حجور الحرب شب وكانت
أظهر الصافنات تلك الحجورا
قد حبا في الملا فكان غماماً
واحتبى في العلى فكان ثبيرا
ملأت بردتاه علماً وحلماً
وحجى راسخاً وجوداً غزيرا
لا تقس جود كفه بالغوادي
وندى كفِّه يمدُّ البحورا
بل من البحر تستمد الغوادي
كم عليهِ تطفَّلت كي تميرا
قل في عصرنا الكرام وفي فر
هاد ذاك القليل صار كثيرا
كم رقاب ارقها ورقاب
حررتها هباته تحريرا
إن رأينا نهر المجرَّة ِ قدماً
عبرته الشعرى وكان صغيرا
فهي اليوم دونَهُ وقفت من
دونِ بحرٍ فلا تُسمَّى العَبورا
لا ثلوناً ولا نزوراً شطورا
في سماطي نادي علاه وثيرا
وعليه اتكا بأعلى رواق
تخذ المكرمات فيه سميرا
وغدا باسطاً به كفَّ جُودٍ
نشرت ميت الندى المقبورا
فاحتلبها لبون جود درورا
وتشطر ضروعها حافلات
لا تلوناً ولا نزورا شطورا
واترِك غيرها فتلك زَبون
تدع القعب في يديك كسيرا
وعلى العصب لا تدر فأولى
لو جعلتَ العصاب عضباً طريرا
سعدُ قرِّط مسامعَ الدهر إنشادَ
ك تسمع من شئت حتى الصخورا
غير عبد الهادي أخيه أخي الـ
بالقوافي مُهنياً وبشيرا
قل لها لا برحتِ فردوس أُنسٍ
وإمامين يُنقذان من النار
لمن فيهما غدا مستجيرا
وعلما غدا أبا لبني العلم
وأكرم به أبياً غيورا
وأغر أذيال تقواه للنا
س نفضن الدنيا وكانت غرورا
كم بسطنا الخطوب أيد أرتنا
أخذل الناس من أعدَّ نصيرا
وطواها محمدُ الحسنُ الفعل
طبتِ أهلاً وتربة ً وهواءً
كم نشقنا بجوِّه كافُورا
قد حماكِ المهديُّ عن أن تضامي
وكفاك المخشي والمحذورا
ومن الأمنِ مدّ فوقك ظِلاًّ
ومن الفخر قد كساك حبيرا
من يسامي علاه شيخاً كبيرا
وله دانت القُرومُ صغيرا
لم نجد ثانيا له كان بالفخر
خليقاً وبالثناءِ جديرا
سيف مقالاً فصلاً عزماً مبيرا
وأخي الشمس طلعة تُبهِت الشمـ
س إذا وجهه استهل منيرا
وأخي الغيثِ راحة ً تخجل
الغيثَ ولو ساجلته نوءً غزيرا
قمرا سؤدد وفرعا معال
حفظ فيك حوزة الدين إذ كم
عنكَ ردّا باعَ الزمان قصيرا
واستطالا بهمة يأسران الـ
ـخطبَ فيها ويُطلقانِ الأسيرا
فبها سيدا معاً طور موسى
من رأى همة ً تُشيد الطورا
ومقاصير لو تكلفها الدهر
لأعي عجزاً وأبدى القصورا
لم يريدا غلا اللطيف الخبيرا
فيه كانا أعفَّ في الله كفًّا
ووراء الغيوب أنقى ضميرا
أجهدها في خدمة الدين نفساً
شكر الله سعيها المشكورا
أتعباها لتستريح بيوم
فيه تلقى جزاءَها موفورا
يعدل الحج ذلك العمل الصالح
إذ كان مثلُه مبرورا
معد الله أن يعد لكل
منهما فيه جنة وحريرا
أيها الصحن لم تزل للمصلى
ومن الذنب مسجداً وطهورا
دُمتَ ما أُرستِ الجبالُ وبانيـ
ـكَ ليومِ يُدعى بها أن تسيرا
واستطبها معطارة النظم منها
تَحسبُ اللفظَ لؤلؤاً منثورا
خُتِمت كافتتاحها فيك لا تعلَّم
أيا شذاه أذكى عبيرا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كذا يظهر المعجز الباهر
كذا يظهر المعجز الباهر
رقم القصيدة : 22746
-----------------------------------
كذا يظهر المعجز الباهر
فيشهدُه البرُّ والفاجِرُ
ويروي الكرامة مأثورة
يبلّغُها الغائب الحاضر
يقر لقوم بها ناظر
ويقذى لقومٍ بها ناظر
فقلب لها ترحاً واقع
وقلبٌ لها فرحاً طائر
أجل طرف فكرك يامستدل
وانجِد بطرفكَ يا غائِر
تصفَّح مآثر آل الرسول
وحسبُك ما نَشرَ الناشر
ودونكه نبأ صادقاً
لقلب العو هو الباقر
فمن صاحب الأمر أمس استبان
لنا معجز أمره باهر
بموضع غيبته قد ألم
أخو عِلّة ٍ داؤُها ظاهر
رمى فمه باعتقال اللسان
رامٍ هو الزمنُ الغادر
فأقبل ملتمساً للشفاء
لدى من هو الغائب الحاضر
ولقنه القول مستأجر
عن القصد في أمره جائر
فيناه في تعب ناصب
ومن ضجرهِ فكره حائر
إذا انحلَّ من ذلك الاعتقال
وبارحه ذلك الضائر
فراح لمولاه في الحامدِين
وهو لألآئِهِ ذاكر
لعمري لقد مَسَحت داءهُ
يدٌ كلُّ حيٍّ لها شاكر
يدٌ لم تزل رحمة ً للعبادِ
كذلك أنشأها الفاطر
تحدث وان قائم آل النبي
له النهي وهو هو الآمر
أيمنعُ زائرَه الاعتقالُ
ممّا به ينطقُ الزائر
ويغضي على أنه القادر
ويكبو مُرجيّه دونَ الغياثِ
أحاشيه بل هو نعم المغيث
غذا نضنض الحادث الفاغر
فهذي الكرامة لا ما غدا
يلفقه الفاسق الفاجر
أدِم ذكرها يا لسانَ الزمانُ
وفي نشرها فمك العاطر
وهنّ بها سُرَّ مرَّا وَمن
به ربعُها آهلٌ عامر
هو السيد الحسن المجتبى
خضمّ الندى غيثه الهامر
وقل: ياتقدست من بقعة
بها يَغفرُ الزلّة َ الغافرُ
كلا اسميكِ للناسِ بادٍ له
بأوجههم أثر ظاهر
فأنت لبعضِهمُ سرَّ مَن
لقد أطلق الحسن المكرمات
محيّاكِ وهو بَهاً سافر
فأنتِ حديقة ُ أُنس به
وأخلاقه روضك الناظر
ونسجُ التقى برُدُه الطاهر
هو البحر لكن طما بالعلوم
على أنه بالندى زاخر
على جودِه اختلف العالمون
يبشر واردها الصادر
بحيث المنى ليس يسكو العقام
أبوها ولا أمُّها عاقر
فتى ذكره طارفي الصالحات
وفي الخافقين بها طائر
ينالُ عُلاهُ ولا نثر
يباري الصَبا كرماً كفّه
على أنه بالصبا ساحر
فإن أمطرت استحيت الغاديات
ونادت: لأنت الحيا الماطر
فيا حافظاً بيضة المسلمين
لأنت لكسرِ الهدى جابر
فبلّغت لذَّتها مَن سواك
وبالزهد أنت لها هاجر
تمنيهم في حماك المنيع
وهمك خلفهم ساهر
سبقتم علا بدوام الأله
يدومُ لكم عزِّه القاهر
وحولك أهل الوجوه الوضاء
كذا فلتكن عترة الأنبياء
وإلاّ فما الفخرُ يا فاخر
ولا سهرت فيك عين الحسود
إلاّ وفي جفنِها غائر
فليس لعلياكم أول
وليس لعلياكم آخر
وكلهم عالم عامل
وغيرهم لابن تامر
لكم قولة ُ الفصل يومَ الخصام
ويومَ الندى الكرمُ الغامر
وَفَرت على الناسِ دنياهُم
فكلٌّ له حسنُها ساحر
وكل نجوم هدى من علاك
بها قلت فالمثل السائر
فدُم دارُ مجدك مأهولة ٌ
وباب علاك بها عامر
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
رقم القصيدة : 22747
-----------------------------------
بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
أهدي إليك طرائف البِشرِ
وبطلعة منه مباركة
حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر
وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت
زمناً تنمقها يد الفخر
هي من طراز الوحي لا نزعت
عن عطف مجدك آخر العمر
وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت
قدسية النفحات والنشر
فحبتك عطراً ذاكياً وسوى
أرجِ النبوّة ليس من عطر
الآن أضحى الدين مبتهجاً
وفم الأمامة باسم الثغر
وتباشرت أهلُ السماءِ بمن
حفَّت به البُشرى إلى الحشر
فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت
شرف التنزل ليلة القدر
ولما أتت فيه مسلِّمة ً
بالامر حتى مطلع الفجر
لله مولدُه ففيه غدا
الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر
هو مولدُ قال الإلهُ به
كرماً لعينك بالهنا قرّي
وحباك أنظر نعمة وفدت
فيه برائق عيشكَ النضر
بالكر به كأس السرور فما
أحلاه عيداً مرَّ في الدهر
صقلت به الأيّامُ غرَّتها
وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ
أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ
من في الوجود يقوم بالشكر
فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت
في روضة ٍ مطلولة الزهر
ولكم على نشر الحبور طوت
طيَّ السجل حشى ً على جمر
يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ
حنقوا بمولد مدرك الوتر
سيف كفال بأن طابعه
مَلكُ السما لجماجم الكفر
بيديه قائمة وعن غضب
سيسله لطلى ذوي الغدر
فترى به كم خدر مُلحدة ٍ
نهب وكم دم ملحد هدر
حتى يعيد الحق دولته
تختالُ بين الفتحِ والنصر
للمجتبى الحسن الزكي زكى
عيص ألف بطينة الفخر
نشأت "بسامراء" أنملة
ديما تعم الأرض بالقطر
وكأنه فيها وصفوته
أهل بالنهى والأوجه الغر
قمرٌ توسّط هالة َ فغدا
متضوع أرج السيادة من
عطفي علاه بأطيب الذكر
عمار محراب العبادة قد
نشر الإلهُ به أبا ذرّ
وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه
في دهرهِ لكفى بني الدهر
حر العوارف يسترق بها
في كل آن ألسن الشكر
ومنزه ما غيرت يده
تبعات هذي البيض والصفر
جذلان يبدأ بالسخا كرماً
ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر
وله شمائلُ بالندى كَرُمت
فغمرن من في البر والبحر
والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ
حتّى يهينَ كرائمَ الوفر
مولى علت فهر بسؤدده
وله انتهى إرثاً على فهر
من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً
لمشى على العيوق والنسر
الخلق من ماء لرقته
والحلمُ مفطورٌ من الصخر
تبري طُلى الأعدام أنملُهُ
بصنايعٍ من مَعدن التبر
لم تترك خطباً تسادفه
إلا ثنته مقلم الظفر
يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً
فقد استنابك صاحب العصر
ورأى ولي الامر فيك نهى
فدعاك : قم بالنهي والامر
فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها
علماً به هديت بنو الدهر
ياخير من وفدت لنا ثله
وأجل من يمشي على العفر
بك إن عدلتُ سواك كنت كم
تزن الجبال الشم بالذر
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في
مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر
ماذا أقول بمدحكم ولكم
جاءَ المديح بمحكمِ الذكر
كيف الثناءُ على مكارِمكمُ
عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري
فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم
ولك العلى ونباهة القدر

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ياقائما بالحق حل بنا
ياقائما بالحق حل بنا
رقم القصيدة : 22748
-----------------------------------
ياقائما بالحق حل بنا
ملا يفرجه سوى لطفك
بك عنه لذنا حيث لاشرف
عند الإلهِ أجلُ من شرفك
ترضى تعودُ نفوسُنا سَلباً
بيدِ الحِمام ونحن في كَنفك
ويروعُنا ريبُ المنونِ وقد
عذنا بجاه العز من سلفك

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قضاءُ حقِّ الضيفِ أولى به
قضاءُ حقِّ الضيفِ أولى به
رقم القصيدة : 22749
-----------------------------------
قضاءُ حقِّ الضيفِ أولى به
من شرع الواجب من حَقِّه
وعلّة ُ المرءِ أرى بُرءَها
أرجى لذي العلة من خلقه
والعبد لا يُصلحُ من شأنِه
إلا الذي يملك من رقه

العصر العباسي >> البحتري >> هل للندى عدل فيغدو منصفا
هل للندى عدل فيغدو منصفا
رقم القصيدة : 2275
-----------------------------------
هل للنّدى عَدلٌ، فيَغدو مُنصِفاً
مِن فِعلِ إسماعيلِهِ ابنِ شِهابِهِ
ألْعَارِضُ الثّجّاجُ في أخْلاقِهِ،
وَالرّوْضَةُ الزّهْرَاءُ في آدابِهِ
أزْرَى بهِ، مِنْ غَدْرِهِ بصَديقِهِ
وَعُقُوقِهِ لأخيهِ، مَا أزْرَى بِهِ
في كُلّ يَوْمٍ وَقْفَةٌ بِفَنَائِهِ،
تُخزِي الشّريفَ، وَرَدّةٌ عن بابِهِ
إسْمَعْ لغَضْبانٍ تثَبّثَ سَاعَةً،
فَبَداكَ قَبْلَ هجَائِهِ بعِتابِهِ
تالله يَسْهَرُ في مَديحِكَ لَيْلَهُ
مُتَمَلْمِلاً، وَتَنَامُ دونَ ثَوَابِهِ
يَقظَانُ يَنْتَخِبُ الكَلامَ، كأنّه
جَيشٌ لَدَيْهِ يُرِيدُ أنْ يَلقى بِهِ
فأتى بهِ كالسْيفِ رَقرَقَ صَيقَلٌ،
ما بَينَ قائِمِ سِنْخِهِ وَذُبَابِهِ
وَحَجَبْتَهُ حَتّى تَوَهّمَ أنّهُ
هَاجٍ أتَاكَ بشَتمِهِ وَسِبابِهِ
وَإذا الفتى صَحِبَ التّباعُدَ وَاكتَسَى
كِبْراً عَليّ، فلَستُ من أصْحابِهِ
وَلَرُبّ مُغرٍ لي بعرضِكَ زَادَني
غَيظاً بجِيئَةِ قَوْلِهِ وذَهَابِهِ
لَوْلا الصّفَاءُ وَذِمّةٌ أَعْطَيْتُها
حَقَّ الوفاءِ، قضَيتُ من آرَابِهِ
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إذا لم أُعوَّد منك غير التفضُّل
إذا لم أُعوَّد منك غير التفضُّل
رقم القصيدة : 22750
-----------------------------------
إذا لم أُعوَّد منك غير التفضُّل
فهل كيف لاأرجوك في كل معضل
وإياك في عتبي اطيل حراءة
لأنك في كل الأمور مؤملي
وأنك بعد الله لا المرتجى الذي
عليه اتكالي بل عليه معوَّلي
وما أحدٌ إلاّ ويُقبَر ميتاً
وها أنا ذا خي قبرت بمنزلي
على أن هذا الدهر طبق سيفه
الجوارح مني مفصلاً بعد مفصل
وحملني أعباءه فكأنني
على كاهلي منها أنوءُ بأجبُل
ومذ سدَّ أبوابَ الرجادون مقصدي
قرعتُ بعتبي منك بابَ التفضُّل
أأصدُر ضمآناً وقد جئتُ مُورِداً
رجائي من جدواك أعذب منهل
وتُسلمني للدهر بعد تيقُّني
بأنك مهما راعني الدهر معقلي
فهب، سوءُ فعلي من صِلاتك مانعي
فحسن رجائي نحو جودك موصلي

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إليكم تذل النفس من بعد عزة
إليكم تذل النفس من بعد عزة
رقم القصيدة : 22751
-----------------------------------
إليكم تذل النفس من بعد عزة
وليست تذل النفس إلا لمن تهوى
فلا تحو جوها بالسؤال لغيركم
فتسألَ مَن يسوى ومَن لم يكن يسوى

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كم ذا تطارح في منى ورقاءها
كم ذا تطارح في منى ورقاءها
رقم القصيدة : 22752
-----------------------------------
كم ذا تطارح في منى ورقاءها
خفض عليك فليس داوك داءها
أنظنها وجدت لبين فانبرت
جزعاً تبثك وجدها وعناءها
فحلبت قلبك من جفونك أدمعاً
وسَمت كربعيّ الحيا جَرعاءها
هيهات ما بنتُ الأراكة ِ والجوى
نضج الزفيرُ حشاكَ لا أحشاءها
فاستبقِ ما أبقى الأسى من مُهجة ٍ
لك قد عَصرت مع الدُموع دماءها
كذَبتك ورق الابطحينِ فلو بكت
شَجَناً لاخضل دَمعها بطحاءها
فاطرح لحاظَك في ثنايا أُنسها
من أيِّ ثَغرٍ طالعت ما ساءها
لاالفها صدعته شاعبة النوى
يوماً ولا فَطَم الغمامُ كباءها
وغديرُ روضتِها عليه رفرفت
عذب الاراك وأسبغت أفياءها
لكن بزينة ِ طوقِها لمَّا زهت
مزجت بأشجان الانين غناءها
ورأت خضاب الراحتين فطربت
وظننت تطريب الحَمام بُكاءَها
أأخا الملامة كيف تطمع ضلة
بالعذل من نفسي تروض إباءها
أرأيت ريقة إفعوان صريمة
نفس السليم بها تروم شفاءها
عني فما هبَّت بوجديَ ساجعٌ
تدعو هديلا صبحها ومساءها
ما نبَّهتَ شوقي عشيَّة َ غرَّدت
بظباءِ كاظمة ٍ عدِمت ظباءَها
لكنما نفسي بمعترك الاسى
أسرت فوادح كربلاء عزاءها
يا تُربة الطف المقدَّسة ِ التي
هالُوا على «ابن محمد» بوغاءَها
حيَّت ثراكِ فلاطفتهُ سحابة ٌ
من كوثرِ الفردوسِ تَحمل ماءَها
واريت روح الانبياء وإنما
واريت من عين الرشاد ضياءها
فلا يهمّ تَنعى الملائكُ مَن لهُ
عَقدَ الإلهُ ولاءَهُم وَولاءها
ألآدم تنعى وأين خليفة الـ
ـرحمنِ آدمُ كي يُقيمَ عزاءها
وبك انطوى وبقية الله التي
عرضت وعلم آدم أسماءها
أم هل إلى نوح وأين نبيه
نوحٌ فليُسعد نوحَها وبكاءها
ولقد ثوى بثراكِ والسببُ الذي
عصم السفينة مغرفاً أعداءها
أم هل إلى موسى وأين كليمه
موسى لكي وجداً يطيل نعاءها
ولقد توارى فيكِ والنار التي
حمل الأئمة كربها وبلاءها
دفنوا النبوة وحيها وكتابها
بك والإمامة َ حُكمها وقضاءها
لا ابيضَّ يومٌ بعد يومك أنّه
ثكلَت سماءُ الدين فيه ذُكاءها
يومٌ على الدُنيا أطلَّ بروعة ٍ
رأت الحُتوف أمامها ووراءها
واستك مسمع خاففيها مذبها
هَتف النعيُّ مطبِّقاً أرجاءها
طرقتكِ سالبة البهاءِ فقطّبي
ما بشر من سلب الخطوب بهاءها
ولتغد حائمة الرجاء طريدة
لا سجل ينقع برده أحشاءها
فَحشا ابنِ فاطمة ٍ بعرصة كربلا
بَردت غليلاً وهو كان رُواءها
ولتطبق الخضراء في أفلاكها
حتى تصك على الورى غبراءها
فوديعة الرحمن بين عبادة
قد أودعنه أمية رمضاءها
صرعته عطشاناً صريعة كأسها
بتنوفة سدت عليه فضاءها
فكسته مسلوب المطارف نقعها
وسقته ضمآن الحشا سمراءها
يوم استحال المشرقان ضلالة
تبعث به شيع الضلال شقاءها
إذ ألقَح ابنُ طليق أحمد فتنة ً
وَلدت قلوبُهم بها شحناءها
حَشدت كتائِبَها على ابن محمدٍ
بالطف حيث تذكرت آباءها
الله أكبر! يا رواسي هذه الأ
رض البسيطة زايلي أرجاءها
يَلقى ابنُ منتجع الصلاحِ كتائباً
عَقدَ ابنُ مُنتجع السفاحِ لِواءَها
ما كان أوقحها صبيحة قابلت
بالبيضِ جبهته تُريقُ دِماءها
ما بلَّ أوجُهها الحيا ولو انّها
قِطعُ الصفا بلَّ الحيا مَلساءها
من أين تخجل أوجه أموية
سَكبت بلذَّاتِ الفُجورِ حياءها
قَهَرت بني الزهراء في سُلطانِها
واستأصلت بصفاحها أمراءها
في الأرضِ مَطرح جَنبها وثواءَها
ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت
رأت الحتوف أمامها ووراؤها
فاستوطأت ظَهر الحِمام وحوَّلت
للعز عن ظهر الهوان وطاءها
طلعت ثنيات الحتوف بعصبه
كانوا السيوفَ قضاءَها ومِضاءها
من كل منتجع برائد رمحه
في الروع من مهج العدى سوداءها
إن تعر نبعة غزه لبس الوغى
حتى يجدل أو يعيد لحاءها
ما أظلَمت بالنقع غاسقة ُ الوغى
حتى بجدل أو يعيد لحاءها
يعشُو الحِمامُ لشعلة ٍ من عَضبه
كرهت نفوس الدارعين صلاءها
فحسامُه شمسٌ وعزرائيلُ في
يوم الكفاح تخاله حرباءها
وأشمُّ قد مسح النُجوم لواؤُه
فكأَنَّ من عَذباته جوزاءها
زحمَ السماء فمن محكّ سنانِه
جرباء لقَّبت الورى خضراءها
أبناء موت عاقدت أسيافها
بالطف أن تلقى الكماة لقاءها
لقلوبُها امتحنَ الإلهُ بموقفٍ
مَحضتهُ فيه صَبرها وبلاءها
في حيثُ جعجعت المنايا بَركها
وطوائف الآجال طفن إزاءها
ووفت بما عقدت فزوَّجت الطُلى
بالمُرهفات وطلّقت جوباءها
كانت سواعدَ آل بيت مُحمدٍ
وسيوف نجدتها على من ساءها
جعلت بثغر الحتفِ من زُبر الضُبا
ردماً يحوط من الردى حلفاءها
واستقبلت هامَ الكماة فأفرَغت
قطراً على رَدم السيوفُ دماءها
كره الحمام لقاءها في ضنكه
لكن أحب الله فيه لقاءها
فَثوت بأفئدة ٍ صوادٍ لم تجد
ريًّا يَبلُّ سوى الردى أحشاءها
تغلي الهواجرمن هجير غليلها
إذ كان يُوقدُ حرّهُ رمضاءها
ما حال صائمة ِ الجوانح أفطرت
بدم وهل تروي الدما إضماءها
ما حالُ عاقرة ِ الجسوم على الثرى
نهبت سيوف أمية أعضاءها
وأَراكَ تُنشيءُ يا غمامُ على الورى
ظلاًّ وتروي من حَياك ضِماءها
وقلوب أبناء النبي تفطرت
عطشاً بقفرٍ أرمضت أشلاءها
وأمض ما جرعت من الغصص التي
قدحت بجانحة الهدى إيراءها
هتكُ الطغاة على بناتِ محمدٍ
حجب النبوة خدها وخباءها
فتنازعت أحشاءها حرق الجوى
وتجاذبت أيدي العدوّ رداءها
عجباً لِحلم الله وهي بعينهِ
برزت تُطيلُ عويلها وبُكاءها
ويرى من الزفرات تجمع قلبها
بيد وتدفع في يد أعداءها
حال لرؤيتها وإن شمت العدى
فيها فقد نحت الجوى أحشاءها
ما كان أوجها لمهجة أحمد
وأمض في كبد البتولة داءها
تربت أكفك يا أمية إنها
في الغاضريّة تربّت أُمراءها
ما ذنبُ فاطمة ٍ وحاشا فاطماً
حتى أخذت نذنبها أبناءها
لا بلَّ منك المُزن غلَّة عاطش
فيما سقيت بني النبي دماءها
فعليك ما صلى عليها الله لعـ
ـنته يُشابه عَودُها إبداءها
بولاء أبناء الرسالة أتَّقي
يوم القيامة هولها وبلاءها
آليتُ ألزمُ طائراً مدحي لهم
عُنقي إذا ما الله شاء فناءها
ليرى الإله ضجيع قلبي حبها
وضجيع جسمي مدحها ورثاءها
ماذا تظن إذا رفعت وسيلتي
لله حمد أئمتي وولاءها
أترى يقلِّدني صحيفة شقوتي
ويبزُّ عُنقي مدحها وثناءها
بل أين من عنقي صحيفتي التي
أخشى وقد ضمن الولاءُ جلاءها
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قم ناشد الأسلام عن مصابه
قم ناشد الأسلام عن مصابه
رقم القصيدة : 22753
-----------------------------------
قم ناشد الأسلام عن مصابه
أصيب بالنبي أم كتابه
أم أنَّ ركب الموت عنه قد سرى
بالروح محمولا على ركابه
بلى قضى نفسُ النبيّ المرتضى
وأجدرج الليلة في أثوابه
مضى على اهتضامه بغضة
غص بها الدهر مدى أحقابه
عاش غريباً بينها وقد قضى
بسيف أشقاها على اعترابه
لقد أراقوا ليلة القدر دماً
دماؤها انصببن بانصبابه
تنزل الروح فوافى روحه
صاعدة شوقاً إلى ثوابه
فضج والاملاك فيها ضجة
منها اقشعر الكون في إهابه
وانقلب السلامُ للفجر بها
للحشر إعوالاً على مُصابه
الله نفس أحمد من قد غدا
من نفص كل مؤمن "أولى به"
غدره ابن ملجم ووجهه
مُخضَّبٌ بالدم في محرابه
وجه لوجه الله كم عفرت
في مسجد كان "أبا ترابه"
فاغبر وجه الدين لا صفراره
وخُضّب الإيمانُ لاختضابه
ويزعمُون حيثُ طلّوا دمهُ
في صومهم قد زيد في ثوابه
والصوم يدعو كل عام صارخاً
قد نضحوا دَمي على ثيابه
إطاعة ٌ قتلُهم مَن لم يكن
تُقبلُ طاعاتُ الورى إلاّ به
قتلتُم الصلاة في محرابها
ياقاتليه وهو في محرابه
وشق رأس العدل سيف جوركم
مذشق منه الرأس في ذبابه
فليبك "جبريل" له ولينتحب
في الملأ الأعلى على مصابه
نعم بكى والعيثُ من بُكائه
ينحب والرعد من انتحابه
منتدباً في صرخة ٍ وإنّما
يستصرخُ «المهديّ» في انتدابه
ياأيها المجوب عن شيعته
وكاشف الغُمّى على احتجابه
كم تغمد السيف لقد تقطّعت
رقابُ أهلِ الحق في ارتقابه
فانهض لها فليس إلاك لها
قد سئم الصابرُ جرع صابه
واطلب اباك المرتضى ممن غدا
مُنقلباً عنهُ على أَعقابه
وقل ولكن بلسان مرهف
واجعل دماء القوم في جوابه:
يا عصبة الالحاد أين من قضى
مُحتسباً وكنتِ في احتسابه
أين أميرُ المؤمنين أوما
عن قتله اكتفيت في اغتصابِه
لله كم جُرعة غيظٍ ساغها
بعد نبيّ الله من أَصحابه
وهي على العالم لو توزعت
أشرقت العالم في شرابه
فانع إلى أحمد ثقل أحمد
وقُل له يا خير مَن يُدعى به
إنَّ الأُلى على النفاقِ مَرَدوا
قد كشفوا بَعدك عن نِقابِه
وصيروا سرح الهدى فريسة
للغيِّ بين الطلسِ من ذِيابه
وغادروا حقَّ أخيك مُضغة ً
يلوكها الباطلُ في أنيابِه
وظلَّ راعي إفكهم يحلبُ مِن
ضرع لبون الجور في وطابه
فالأمة اليوم غدت في مجهل
مذ قتلوا الهادي الذي تهدى به
لم يتشعَّب في قريشِ نسبٌ
إلاّ غَدا في المحضِ مِن لُبابه
حتى أتيت فأتى في حسب
قد دخل التنزيل في حسابه
فيالها غلطة دهر بعدها
لا يَحمدُ الدهر على صوابِه
مشى إلى خُلفِ بها فأَصبحت
أَرؤُسهُ تتبع من أَذنابِه
وما كفاه أن أرانا ضلة
وِهادُه تعلو على هِضابه
حتى أرانا ذئبَه مُفترساً
بين الشبول ليثه في غابه
هذا أمسر المؤمنين بعدما
ألجأهم للدين في ضِرابه
وقادَ من عُتاتِهم مَصاعباً
ما أسمَحت لولا شبا قِرضابِه
قد أَلفَ الهيجاءَ حتى ليلها
غرابه يأنس في عقابه
يمشي إليها وهوَ في ذِهابِه
أشد شوقاً منه في غيابه
كالشبل في وثبته والسيف في
هبته والصل في انسيابه
أرداهُ من لو لَحظته عينُه
في مأزق لفر من إرهابه
ومر من بين الجوع هارباً
يود أن يخرج من إهابه
وهوَ لعمري لو يشاءُ لَم يَنل
ما نال أشق القوم في آرابه
لكن غدا مُسلِّماً مُحتسِباً
والخير كل الخير في احتسابه
صلّى عليه الله من مضطهدٍ
قد أغضبوا الرحمن في اغتصابِه

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها
أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها
رقم القصيدة : 22754
-----------------------------------
أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها
حرام بغير المرهفات عتابها
هي القرحة الأولى التي مض داؤها
بأحشاكِ حتّى ليس يبرى انشعابُها
لقد أوجعت منكِ القلوبَ بلسعِها
عقارب ضغن أعقبها دبابها
إلى الآن يَبرى سمُّها منكِ مهجة ً
بابرتِها قد شُقَّ عنها حِجابها
كأَن لم يكن ضدّاً سواه مقاوِماً
حياتَكِ مقصوراً عليها ذِهابُها
لها العذرُ لم تسلَم لباري نفوسِها
فتُلوى لمن وُلي عليها ـ رِقابها
ولا صدَّقتْ يوماً بما في كتابِه
فتخشى الذي يحصي عليها كتابها
ولو آمنتُ بالله لم يغدُ في الورى
بإمرة ِ مولى المُؤمنين خِطابها
علتْ فوق أعوادِ الرسول لبيعة ٍ
بها مِن ثقيل الوزر طال احتقابها
تقلب بين المسلمين أناملا
ترك عن الأسلام كيف انقلابها
أعد نظراً نحو الخلافة أيما
أحق بأن تضفو عليه ثيابها
أمن هو نفس للنبي أم التي
له دحرجت تحت الظلام دبابها
يقولون بالإجماع وُليِّ أمرها
ضئيل بني تيم لينفى ارتيابها
وهل مدخلاً للرُشد أبقى ، وفيه من
مدينة علم الله قد سد بابها
بلى عدلت عن عيبة العلم واقتدت
بمن مُلئت من كل عيبٍ عيابها
ولو لم يكن عبد من الله لم تذل
- ولا لعقة مما تحلت - كلابها
فلله ما جرت سيفة غيها
على مرشديها يومَ جَلَّ مُصابها
بها ضَربتْ غَصباً على مُلكِ أحمد
بكف عدي واستمر اغتصابها
غلى حيث بالأمر استبدت أمية
فأسفرَ عن وجهِ الضَّلال نِقابها
وأَبدت حقودَ الجاهلية بعدما
ـ لخوفٍ من الإسلام ـ طال احتجابها
ولت سيوفاً أظمأ الله حدها
فأضحى دم الهادين وهو شرابها
فقل لنزار سومي الخيل إنا
تحن إلى كر الطراد عرابها
لها إن وهبت الأرض يوماً أرتكها
قد انحط خلف الخافقين ترابها
حرام على عينيك مضضة الكرى
فان ليالي الهم طال حسابها
فلا نومَ حتى توقَد الحرب منكمُ
بملمومة ٍ شهباء يُذكي شهابها
تَساقى بأفواهِ الضُّبا مِن أُميَّة ٍ
إلى مهج الأبطال تهوى حرابها
فِراخُ المنايا في الوكور لرقِّها
قد التقطت حب القلوب عقابها
عَجبتُ لكم أن لا تجيش نفوسكم
وأَن لا يقيءَ المرهفاتِ قرابها
وهذي بنو عَصّارة الخمرِ أصبحت
على منبر الهادي يطن ذبابها
رَقدتِ وهبَّت منكِ تطلبُ وِترها
إلى أن شفى الحقد القديم طلابها
نَضت من سواد الثُّكل ما قد كسوتها
وأصبحنَ حُمراً من دِماكِ ثيابها
أفي كل يوم منك صدر ابن غابة
تَبيت عليهِ رابضاتٍ ذيابها
يمزق أحشاء الأمامة ظفرها
عناداً ويدمى من دم الوحي نابها
لك الله من موتورة هان غلبها
وعهدي بها صَعب المرام غلابها
كأَن من بني صَخرٍ سيوفك لم تكن
مقام جفون العين قام ذبابها
وحتّى كأَن لم تنتثر في صدورها
أنابيب سمر لم تخنك حرابها
إفي الحق أن تحوي صفايا تراثكم
وتَذهب في الأحياءِ هدراً دماؤكم
ويبطل حتّى عند حَربِ طِلابها
هبوا ما على رقش الأفاعي غضاضة
إذا سل منها ذات يوم إهابها
فهل تصفح الأفعى إذا ما تلاقيا
على تِرة ٍ كفُّ السليمِ وَنابها
أيخرجها من مستكن وجارها
وسصفو له بالرغم منها لصابها
ويطرقها حتى يدمي صماخها
يكف له اثرن قدماً نيابها
وتنساب عنه لم تساور بنانه
بنهش ولم يعطب حشاه لعابها
فما تلك من شأن الأفاعي فلم غدت
بها مُضر الحمراء ترضى غضابها
أَصبراً وأعرافُ السوابق لم يكن
من الدم في ليل الكفاح اختضابها
أَصبراً ولم تُرفع من النقع ضلّة ٌ
يُحيل بياضَ المشرقين ضُبابها
قناها ولم تندق طعناً حرابها
أَصبراً وبيضُ الهندِ لم يُثن حدَّها
ضراب يرد الشوس تدمى رقابها
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم
عَليها الفلا اسودَّت وضاقت رحابها
وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم
يهد الجبال الراسيات انتحابها
حواسر بين القوم لم تلق حاجباً
لها الله حَسرى أين منها حِجابها؟!
كجمر الغضا أكبادهن من الظما
بِقفرٍ لُعاب الشمسِ فيهِ شرابُها
تُردِّدُ أنفاساً حِراراً وتَنثني
لها عبرات ليس يثني انصبابها
فهاتيك يحرقن الغوادي وهذه
ينوب مناب الغاديات انكابها
هواتفُ من عَليا قريشٍ بعصبة ٍ
قضوا كسيوف الهند فل ذبابها
مَضوا حَيثُ لا الاقدامُ طائشة الخطا
ولا رجح الأحلام خفت هضابها
تُطارِحهم بالعَتبِ شجواً وإنّما
دماً فجر الصخر الأصم عتابها
تنادي بصوت زلزل الأرض في الورى
شجى ضعفه حتى لخيف انقلابها
أفتيان فهر أين عن فتيانكم
حميَّتكم والأُسد لم يُحم غابها
أتصفر من رعب ولم تنض بيضكم
فيحمر من سود المنايا إهابها
وتقهرها حرب على سلب بردها
وأرجلها بغياً يباح انتهابها
وتتركها قسراً ببيداء من لظى
هواجرها كادت تذوب هضابها
على حين لا خدرٌ تقيلُ بكِسره
عن الشمس حيث الأرض يغلي ترابها
فوادح أجرى مقلة الأرض والسما
دماً صبغت وجه الصعيد مصابها
فيامن هم الهادون والصفوة التي
عن الله قُرباً قاب قوسين قابها
عليكم سلام الله ماديم الحيا
مرتها صبا ريح فدر سحابها
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
رقم القصيدة : 22755
-----------------------------------
يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
ليست ضُباكِ اليوم تلك الضبا
للضيم أصبحت وشالَت ضُحى ً
نعامة العز بذاك الأبا
فلست بعد اليوم في حبوة
مثلُكِ بالأمس فحلّي الحُبا
فعزمُك انصبَّ على جمرِه
دم الطلى منك إلى أن خبا
ما بقيت فيكِ لمُستنهِض
بقيَّة ٌ للسيف تُدمي شَبا
ما الذل كل الذل يوماً سوى
طرحكِ أثقال الوغى لُغّبا
لا يُنبت العزَّ سوى مَربع
ليس به بَرق الضبا خُلَّبا
ولم يطأ عرش العلا راضياً
مَن لم يطأ شوكَ القنا مغضبا
حيَّ على الموتِ بني غالبٍ
أينَ الحفاظُ المرُّ أين الإبا
قُومي فأمّا أن تُجيلي على
أشلاء حرب خيلك الشزبا
أَو ترجعي بالموت محمولة ً
على العوالي أغلباً أغلبا
ماأنت للعلياء أو تقبلي
بالقُبِّ تنزو بكِ نزو الدبى
تقدمها من نقعها غبرة
تطبق المشرق والمغربا
يا فِئَة َ لم تدرِ غير الوَغى
أُمَّاً ولا غير المواضِي أبا
نومكِ تحت الضيم لا عن كرى ً
أسهر في الأجفان المر أين الأيا
أتشرق الشمس ولا عينها
بالنقع تعمى قبل أن تغربا
وهي لكم في السبي كم لاحظت
مصونة لم تبد قبل السبا
كيف بنات الوحي أعداؤكم
تدخل بالخيلِ عَليها الخِبا
ولم تَساقط قطعاً بيضكم
وسمرُكم لم تنتثر أكعُبا
فدمعُها لو لم يكن مُحرقاً
عاد به وجه الثرى حشاً الهبا
تنعى الألى سحب أياديهم
تستضحك العامَ إذا قطَّبا
تنعاهم عطشى ولكن لهم
جَداولُ البيض حلت مشربا
خُطَّت بأطرافِ العوالي لهم
مضاجعُ تسقى الدمَ الصيِّبا
سل بهم أما تسل كربلا
غذ واجهوا فيها البلا المكربا
دكوا رباها ثم قالوا: لها
وقد جثوا نحن مكان الربا
يا بأبي بالطف أشلاؤُها
تنعى بَها ليلاً تسلُّ الوغى
يا بأبي بالطف أوداجُها
للسيف أضحت مرتعاً مخصبا
يا بأبي بالطف أحشاؤها
عادت لأطراف القنا ملعبا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يعلم الله أن قلبي صفات
يعلم الله أن قلبي صفات
رقم القصيدة : 22756
-----------------------------------
يعلم الله أن قلبي صفات
سئمت طولَ قرعه الحادثاتُ
مضغته لهى الخطوب وكلت
وعلى المضغ لا تلين الحصاة
فُطّرت مُهجتي من الصبر لكن
لحسين فطّرنها الزفراتُ
يا قتيلاً وما نعته المرنّات
ولم تبكه الضبا الباترات
أكل اللوم هاشماً بعد يوم
لم تُجل وسطه لِضيم قذاة ُ
كلما سالت الكفاحُ حديداً
علم الراسيات كيف الثبات
مُنتضٍ للوغى صفيحة َ عَزمٍ
وهو تلك الصفيحة المُنتضاة
إن يمت فالفرند ذاك الفرند
المُجتلي والشباة ُ تلك الشباة ُ
كفلتهم بحجرها الحرب قدماً
والمواضي عليهم حانيات
واذا ما انتسبتهم ففتاهم
أبواه الهيجاء والمرهفات

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> كم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا
كم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا
رقم القصيدة : 22757
-----------------------------------
كم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا
مآن في جربها أن تلبس الرهجا
وكم قنا الخط كفُّ المطلِ تفطمُها
مآن ترضع الأحشاء والمهجا
وكم تعلل بيض الهند معمدة
عَن الضراب ولمّا تعترق وَدَجا
ياناهجاً في السرى قفراء موحشة
ما كان جانبها المرهوب منتهجا
صديان يقطع عرضَ البيد مقتعداً
غوارب العيس لم يقعد بهنَّ وجا
خذ من لِساني شكوى غَير خائبة ٍ
من ضيق ما نحن فيه تضمن الفرجا
تستنهض الحجة َ المهدي من خَتمَ
الله العظيم به آباءَه الحجبا
لم يستتر تحت ليل الريب صبح هدى
إلاّ وللخلق منه كان منبلجا
من نبعة ٍ تثمر المعروفَ مورقة ٍ
في طينة المجد ساري عِرقها وشجا
المورد الخيل شقراً ثم يصدرها
دهماً عليها إهاب النقع قد نسجا
والضارب الهام يوم الروع مجتهداً
في الله ليس يرى في ضربِها حَرجا
من كل شيخ نُهى نجدٍ وكهل حِجى
الفارجين مَضيق الكرب إن نُدبوا
والكاشفين ظلام الخطب حين دجى
إن ضللتهم سماء النقع يوم وغى
كانت وجوههم في لَيلها سُرجا
يا مدرك الثار كم يَطوي الزمان على
إمكان إدراكه الأعوام والحججا
لا نومَ حتى تعيدَ الشمَّ عزمتكم
قاعاً بها أمتاً ولا عوجا
في موقفٍ يخلطُ السبع البحارَ معاً
بمثلها من نجيع قد طغت لُججا
من عُصبة ٍ ولجت يوم الطفوف على
هِزبركم غاب عزٍّ قطّ ما وُلِجا
ظنت بما اقترحت عليه
يوم تجهم وجه الموت فيه وقد
لاَقى ابن فاطمة ٍ جذلانَ مبتهجا
في فتية ٍ كسيوف الهندِ قد فتحوا
من مُغلق الحرب في سمر القنا الرُّبحا
وأضرموها على الأعداء ساعرة
ثم اصطلوا دونه من جمرها الوهجا
ضراغم إن دعا داعي الكفاح بهم
نزى من الرعب قلب الموت واختلجا
ما فُوخِروا في الوغى إلاّ قضت لهم
عمارها أنهم كانوا لها ثبجا
من كل أغلبَ في الهيجاء صعدتُه
ترى تمائمها الأكبادَ والمُهجا
أشمُّ ينشقُ أرواح المنونِ إذا
تفاوحت بين أطراف القنا أرجا
أو أصحرته لدى روع حفيظته
فقلب كل هزير لم يكن ثلجا
بيض الوجوه قضوا والخيلُ ضاربة ٌ
رواق ليل من النقع المثار سجا
وُغودرت في شعاب الطف نسوَتُهم
يَجهشنَ وجداً متى طفلٌ لها نشجا
من كلّ صادية الأحشاء ناهلة ٍ
من دمعها والشجى في صدورها اعتلجا
تدعو فيخرج دفاع الزفير حشى
صدورِها ويردّ الكظم ما خرجا
لا صبر يالآل فهر وابن فاطمة
يُمسي وكان أمانَ الناس مُنزعجا
مقلقلاً ضاقت الأرض الفضاءُ به
حتى على لفح نيران الظما درجا
قد قضى بفؤاد حر غلته
لو قلب الصخر يوماً فوقه نضجا
ألله أكبر آل الله مشربهم
بين الورى بذعاف الموت قد مزجا
مروعون وهم أن المروع غدا
وسِع الفضاء عليهم ضيِّقاً حرجا
قد ضرج السيف منهم كل ذي نسك
بغير ذكر إله العرش مالهجا
فغودرت في الثَّرى صرغى جسومهم
وفي نفوسهم لله قد عرجا
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أُميّة ُ غوري في الخمول وأنجدي
أُميّة ُ غوري في الخمول وأنجدي
رقم القصيدة : 22758
-----------------------------------
أُميّة ُ غوري في الخمول وأنجدي
فما لكِ في العلياء فوزة ُ مَشهدِ
هبوطاً إلى أحسابكم وانخفاظها
فلا نسبٌ زاكٍ ولا طيبُ مَولدِ
تطاولتموا لا عن علا فتراجعوا
إلى حيث أنتم واقعدوا شر مقعد
قديمكم ما قد علمتم ومثلهُ
حديثكم في خزيه المتجدّد
فماذا الذي أحسابكم شرفت به
فاصعدكم في الملك أشرف مصعد
صلابة ُ أعلاكِ الذي بللُ الحيا
به جف أم في لين أسفلم الندى
بني عبد شمسٍ لاسقى الله جُفرة ً
تصمك والفحشاء في شر ملحد
ألما تكوني من فجورك دائماً
بمِشغلة ٍ عن غصب أبناء أحمد
وراءك عنها لا أبا لك إنما
تقدمتها لاعن تقدم سؤدد
عجبتُ لمن في ذِلّة النعل رأسُه
به يترآى عاقداً تاج سيد
دعوا هاشماً والفخر يعقد تاجَهُ
على الجبهات المستنيرات في الندي
كريمُ أبي شمَّ الدنيَّة أنفُه
إليكم إلى وجه من العار أسود
يُرَشّحُ لكن لا لشيء سوى الخنا
وليدكم فيما يروحُ ويغتدي
وتترف لكن للبغاء نساؤكم
فيدنس منها في الدجى كلّ مرقد
ويسقى بماء حرثكم غير واحد
فكيف لكم ترجى طهارة مولد
ذهبتم بها شنعاءَ تبقى وصومها
لأحسابكم خزياً لدى كل مشهد
فسل عبد شمس هل يرى جرمَ هاشم
إليه سوى ماكان أسداه من يد
وقل لأبي سفيان ماأنت ناقم
أأمنك يوم الفتح ذنب محمد
فكيف جَزيتم أحمداً عن صنيعه
وكم لكم داسوا عرينة مُلبد
غداة ثنايا الغدر منها إليهم
تطالعتموا من أشئم إثر أنكد
بعثتم عليهم كلَّ سوداءَ تحتها
دفعتم إليهم كل فقماء مؤيد
ولا مثل يوم الطف لوعة واجد
وحرقة ُ حرّانِ وحسرة مُكمد
تباريح أعطين القلوب وحبيبها
وقلن لها قومي من الوجد واقعدي
غداة ابن بنت الوحي خر لوجهه
حياضَ الردى لا وقفة المتردّدِ
درت آل حرب أنها يوم قتله
فموتُ أخي الهيجاء غير موسّد
وان أكلت هندية البيض شلوه
فلحمُ كريم القوم طعمُ المهنّد
وإن لم يشاهد قتله غير سيفه
فذاك أخوه الصدق في كلّ مشهد
لقد مات لكن ميتة ً هاشمية ً
لهم عُرفت تحت القنا المتقصّد
فاشمَمه شوك الوشيج المُسدّد
وقال قفي يا نفسُ وقفة َ واردٍ
من الموت حيثُ الموت منه بمرصد
فآثر أن يسعى جمرة الوغى
برجلٍ ولا يُعطي المقادة عن يد
قضى ابن علي والحفاظ كلاهما
فَلَست ترى ما عِشتَ نهضة َ سيّد
ولا هاشميَّاً هاشماً أنفَ واترٍ
لدى يوم روع بالحسام المهند
لقد وضعت أوزارها حربُ هاشم
وقالت قيام القائم الطهر موعدي
إمام الهدى سمعاً وأنت بمسمع
عتاب مثير لا عتاب مفند
فداؤك نفسي ليس للصبر موضع
فتُغضي ولا من مِسكة ٍ للتجلّد
أتنسى وهل يَنسى فعالَ أُميّة ٍ
أخو ناظر من فعالها جد أرمد
وتقعد عن حرب وأيُّ حشاً لكم
عليهم بنار الغيظ لم تتوقد
فقم وعليهم جرد السيف وانتصفت
لنفسك بالعضب الجراز المجرد
وقم أرهم شُهبَ الأسنّة ِ طُلّعاً
بغاشية من ليل هيجاء أربد
فكم ولجوا منكم مغارة أرقم
عِناداً ودقّوا منكم عنقَ أضيد
فلا نَصفَ حتى تنضحوا من سيوفكم
على كل مرعى من دماهم مورد
ولا نصف إلا أن تقيموا نساءهم
سبايا لكمن في محشد بعد محشد
وأُخرى إذا لم تفعلوها فلم تَزِل
حزازاتُ قلب الموجع المتوجّد
تبيدونهم عطشى كما قتلوكم
ضماءً قلوب حرُّها لم يُبرّد

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> اقائم بيت الهدى الطاهر
اقائم بيت الهدى الطاهر
رقم القصيدة : 22759
-----------------------------------
اقائم بيت الهدى الطاهر
كم الصبرُ فتَّ حَشا الصابرِ
وكم يتظلُّم دينُ الإله
إليكمن النفر الجائر
يمدُّ يداً تشتكي ضعفَها
لطبِّكَ في نبضها الفاتر
نرى منك ناصره غائباً
وشركُ العِدى حاضرُ الناصر
فنوسع سمعك عتباً يكاد
يُثيركَ قبل نِدى الآمرِ
نهزَّك لا مُؤثراً للقعود
على وثبة الأسد الخادر
ونوقض عزمك لا بائتاً
بمقلة من ليس بالساهر
ونعلم انك عما تروم
لم يَكُ باعُك بالقاصِر
ولم تخشَ من قاهرٍ حَيثما
سوى الله فوقكَ من قاهرِ
ولا بدَّ من أن نرى الظّالمين
بسيفك مقطوعة الدابر
بيومٍ به ليسَ تبقى ضُباك
على دارِعِ الشرك والحاسِر
ولو كنت تملك أمر النهوض
أخذت له أهبة الثائر
وإنّا وإن ضرَّستنا الخطوبُ
لنعطيكَ جهدَ رِضى العاذر
ولكن نرى ليس عند الأله
أكبرُ من جاهكَ الوافرِ
فَلو تسألِ الله تعجيلُه
ظهورك في الزمن الحاضر
لوافتكَ دعوتُه بالنّهوض
باسرع من لمحة الناظر
فثقف عدلك من ديننا
قنا ً عجمتها يد الآطر
وسكّن أمنُك منّا حشاً
وَحتّى غَدوا بين مقبورة
إلىم وحتىم تشكو العقام
لسيفك أم الوغى العاقر
وكم تتلظى عطاش السيوف
إلى ورد ماء الطلى الهامر
أما لقعودك من لآخر
أثرها فديتك من ثائر
وقدها يميت ضحى المشرقين
بظلمة قسطلِها المائر
يردن بمن لا بغير الحمام
أو دركَ الوِترَ بالصادرِ
وكلّ فتى حَنِيت ضَلعُه
على قلب ليث شرى ً هاصر
يحدثه أسمر حاذق
بزجر عُقاب الوَغى الكاسر
بان له إن سرى مستميـ
ـتاً لطعن العدى أوبة الظافرِ
فيغدو أخفَّ لضمّ الرِّماح
منه لضم المها العاطر
أولئكَ آل الوغى المُلبسون
عدوهم ذلة الصاغر
هُم صَفوة المجدِ من هاشمٍ
وخالصة الحسب الفاخر
كواكب منك بليل الكفاح
تحفُّ بنيّرها الباهرِ
لهم أنت قطب وغى ثابت
وهم لك كالفلك الدائر
ضِماء الجيادِ ولكنُّهم
رواء المثقف والباتر
كماة تلقب أرماحهم
برضاعة الكبد الواغر
لدى الروع بالأَجل الحاضرِ
فان سددوا السمر حكموا السما
وسدّوا الفضاءَ على الطائر
وإن جردوا البيض فالصافنات
تعوم ببحر دمٍ زاخرِ
فثمة طعن قنا لا تقبل
أسنَّتها عثرة َ الغادر
وضربٌ يؤلّف بين النفوس
ألا أينكَ اليوم يا طالباً
بماضي الذحول وبالغابر
وأين المعد لمحو الضلال
بتجديد رسم الهدى الدائر
وناشرَ راية ِ دين الإله
وناعش جد التقى العائر
ويابن الألى ورثوا كابراً
خميد المآثر عن كابر
ومن مدحهم مفخر المادحين
وذكرهم شرف الذاكر
ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام
عَن السيف منهُم يد الساهرِ
تَداركْ بسيفك وترَ الهدى
فقد أمكنتكَ طلى الواتر
كفى أسفاً أن يمرَّ الزمان
ولست بناه ولا آمر
وأن ليسَ أعيننا تستضيء
بمصباح طلعتك الزاهر
على أنّ فينا اشتياقاً إليك
كشوق الربى للحيا الماطر
عليك إمام الهدى عز ما
غدا البر يلقى من الفاجر
لك الله حلمك غر البغاة
فأنساهم بطشة َ القادر
وطول انتظارك فت القلوب
فكم ينحت الهم أحشاءنا
وكم تستطيل يد الجائر
وكم نصب عينيك يابن النبي
نساط بِقدر البَلا الفائر
وكم نحن في لَهوات الخطوب
نناديك من فمِها الفاغرِ
ولم تَك منّا عيونُ الرجاء
بغيرك معقودة الناظر
أصبراً على مثل حزّ المُدى
ولفحة ِ جمر الغضا السّاعرِ
أصبراً وهذي تيوس الضلال
قد أمنت شفرة الجازر
اصبراً وسرب العدى رائع
يروح ويغدو بلا ذاعر
نرى سيف أو لهم منتضى
على هامنا بيد الآخر
به تعرق اللحم منا وفيه
تشظّي العظامَ يدُ الكاسر
وفيه يسوموننا خطة
بها ليس يرضى سوى الكافر
فنشكوا إليهم ولا يعطفون
كشكوى العقير للعاقر
وحين التقت حلقات البطان
ولم نر للبغي من زاجر
عججنا إليكَ من الظالمين
عجيجَ الجِمالِ من الناحرِ
وبتنا نود الردى كلنا
لننقل عنهم إلى قابر
أجل يَومنا ليس بالأجنبي
من يوم والدك الطاهر
فباطن ذاك الضلال القديم
مضمره عين ذا السابر
فعنك انطوى أي تلك الخطو
ب فتحتاج فيه إلى الناشر
أيَومُ النبيّ ومن هاهُنا
أُتينا بهذا البَلا الغامر
غداة قضى فغدا العالمون
ولكن رَأى فُرصة الثائر
فأضرمها فتنتة لم تدع
رشاداً لبادٍ ولا حاضرِ
غدا الدين أهون لما ذكت
لدى القوم من سحمة الصاهر
أذلك أم يوم أضحى الوصيّ
يرى فيئه طعمة الفاجر
وعنه تقاعد صحب النبي
ومالوا إلى بيعة الماكر
فما في مُهاجرة المسلمين
له بعد طه سوى الهاجر
ولا في قَبيلة أنصارهم
لهُ حَيث أفردَ من ناصرِ
بني قيلة بعدت قيلة
وما ولدت عن رضا الغافر
أيُصبح فيكم بلا عاضد
وصيُّ الرسول ولا وازرِ
وقهراً إلى شيخ تيم يقاد
بكف ابن حنتمة العاهر
وَتُبتزُّ فاطمة بينكم
وأنتم حضور ولَم تَغضبوا
فيا بؤس للملأ الحاضر
وحين قضت بيعة الغاصبين
باذواء فرع الهدى الناضر
غَدت عَثرة ُ الوحي لم تخل منـ
ـهم ولا حلبة الشاة من ضائر
ترى غلية الشرك أنى مقبورة
بملحدها في الدجى السّاتر
وبَين قَتيل بمحرابه
خضيب الشوى بالدم القاطر
وميت برى منه سمّ العدو
حشاً ملؤها خِشية الفاطر
وَبين صَريع بصيخودة ٍ
تريب المحيا بها عافر
قضى والهداية ُ في مصرع
ووسد والرشاد في قابر
ومن ساهر الهم يبغي النهوض
منتظرٍ دعوة َ الآمرِ
مصائبُ يفطرنَ قلب الجليد
وينضخن دمعاً حشى الصابر
فهل ينشد الصبر في مثلها
وما مثلها دار في خاطر
 
العصر العباسي >> البحتري >> محمد ما آمالنا بكواذب
محمد ما آمالنا بكواذب
رقم القصيدة : 2276
-----------------------------------
مُحَمّدُ! مَا آمَالُنَا بكَوَاذِبِ
لَدَيْكَ، وَلا أيامنا بشواحب
دَعَوْنَاكَ مَدْعُوّاً إلى كُلّ نَوْبَةٍ،
مُجيباً إلى تَوْهينِ كيد النّوَائبِ
بعَزْمِ عُمُومٍ مِنْ مَصَابيحِ أشعَرٍ،
وَحَزْمٍ خُؤولٍ مِنْ لُؤيّ بنِ غالِبِ
لَغِبتَ مَغيبَ البَدرِ عنّا، وَمَن يَبِتْ
بلا قَمَرٍ يَذْمُمْ سَوَادَ الغَياهِبِ
فكَم من حَنينٍ لي إلى الشّرْقِ مُصْعَدٍ،
وَإنْ كانَ أحْبابي بأرْضِ المَغارِبِ
وَما التَقَتِ الأحشاءُ، يَوْمَ صَبَابةٍ،
على بَرَجاءٍ مِثْلِ بُعدِ الأقارِبِ
ولا سُكبَتْ بِيضُ الدّموعِ وَحُمرُها
بحَقٍّ، على مِثلِ الغيوثِ السّوَاكِبِ
رَحَلْتَ فلَمْ آنَسْ بمَشْهَدِ شاهدٍ،
وَأُبْتَ فلَم احفِلْ بغَيْبَةِ غائِبِ
قَدِمْتَ فأقدَمتَ النّدى يحملُ الرّضَا
إلى كلّ غضْبانٍ، على الدّهرِ، عاتِبِ
وَجِئْتَ، كَما جَاءَ الرّبيعُ، محَرِّكاً
يَدَيْكَ بِأخْلاقٍ تَفي بالسّحائِبِ
فعَادَتْ بكَ الأيّامُ زُهراً كأنّما
جَلا الدّهرُ منها عن خُدودِ الكَوَاعبِ
أبَا جَعفَرٍ! ما رَفْدُ رِفْدٍ بمُسْلِمي
إلى مَذهَبٍ عَنكُمْ، وَلا سَيبُ سائبِ
فمَن شاءَ فَليَبخُلْ، وَمن شاءَ فليَجُد،
كَفاني نَداكمْ من جَميعِ المَطالبِ
وَمَا أنسَ لا أنسَ اجتِذابَكَ همّتي
إلَيكَ، وَتَرْتيبي أخَصَّ المَرَاتِبِ
صَفِيُّكَ مِنْ أهل القَوَافي بزَعمِهمْ،
وَأنتَ صَفيّي دونَ أهلِ المَوَاهبِ
حَلَفْنَاهُ حِلْفاً بَيْنَنَا، فتَجَدّدَتْ
مَناسبُ أُخرَى بَعدَ تلكَ المَناسِبِ
فيَا خَيرَ مَصْحوبٍ، إذا أنَا لمْ أقُلْ
بشُكْرِكَ، فاعلَمْ أنّني شرُّ صَاحبِ
بمنظومة نظم اللآلى يخالها
عليك سراة القوم عقد كواكب

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أهاشم لا يوم لك أبيض أو ترى
أهاشم لا يوم لك أبيض أو ترى
رقم القصيدة : 22760
-----------------------------------
أهاشم لا يوم لك أبيض أو ترى
جيادك تزجى عارض النقع أغبرا
طوالعُ في ليل القَتام تخالها
وقد سدَّت الأُفق، السحاب المسخرا
بني الغالبيين الألى لست عالماً
أأسمع في طعن اكفك أم قرى
إلى الآن لم تجمع بكِ الخيلُ وثبة ً
كأَنّكِ ما تدرين بالطفّ ما جرى
هلم بها شتث النواصي كأنها
ذياب غضاً يمرحن بالقاع ضمرا
وإن سألتك الخيل أين مغارها
فقُولي ارفعي كلَّ البسيطة عثيرا
فان دماكم طحن في كل معشر
وما الموتُ إلاّ أن تعيش فتقسرا
ولا كدم في كربلا طاح مكنم
فذاك لأجفان الحمية أسهرا
غداة أبو السجاد جاء يقودها
أجادلَ للهيجاء يحمِلنَّ أنسرا
عَليها من الفتيان كلَّ ابنِ نثرة ٍ
يَعُدّ قتير الدرع وشياً مُحبّرا
أشم إذا ما افتض للحر عذره
تنشقُّ من أعطافها النقعَ عنبرا
من الطاعني صدر الكتيبة في الوغى
إذا الصف منها من حديد توقرا
هُم القوم إما أجروا الخيلَ لم تطأ
سنابكها إلا دلاصاً ومغقرا
إذا ازدحموا حشداً على نقع فيلق
رأيت على اللّيل النهار تكوَّرا
كماة تعد الحي منها إذا انبرت
عن الطعنَ من كان الصريعَ المقطّرا
ومن يَخترم حيثُ الرماح تظافرت
فذلك تدعوه الكريمَ المظفّرا
فما عبروا إلاّ على ظهرِ سابح
إلى الموت لمّا ماجت البيضُ أبحرا
مضوا بالوجوه الزهر بيضاً كريمة
عليها لئام النقع لا ثوه أكدرا
فقل لنزار: ماحنينك نافع
ولومت وجداً بعدهم وتزفرا
حرام عليك الماء مادام مورداً
لأبناء حربٍ أو ترى الموت مصدرا
وحجر على أجفانك النوم عن دم
شبا السيف يأبى أن يُطلّ ويهدرا
أللهاشمي الماء يحلو ودونه
نوت قومه حرى القلوب على الثرى
وتهدأ عينُ الطالبيَّ وَحولها
جفونُ بني مروانَ ريّا من الكرى
كأنك يا أسياف غلمان هاشم
نسيتِ غداة َ الطفّ ذاك المعفّرا
هبي لبسوا في قتله العار أسوداً
أيشفي إذا لم يلبسوا الموت أحمر
ألا بَكّرَ الناعي ولكن بهاشم
جميعاً وكانت بالمنية أجدرا
فما للمواضي طائل في حياتها
إذا باعُها عجزاً عن الضرب قَصرا
اللعيش تستبقي النفوس مضامة
ثوى اليومَ أحماها عن الضيم جانباً
وأصدقها عند الحفيظة مخبرا
وأطعمها للوحش من جثث العدى
وأخضبُها للطير ظِفراً ومِنسرا
قضى بعد مارد السيوف على القنا
ومرهفه فيها وفي الموت أثرا
ومات كريم العبد عند شبا القنا
يُواريه منها ما عليه تكسَّرا
فإن يُمس مغبرَّ الجبين فطالما
ضُحى الحرب في وجه الكتيبة غبّرا
وإن يقض ضمآناً تفطّر قلبه
فقد راع قلب الموت حتى تفطر
وألقحها شعواءَ تشقى بها العِدى
ولُود المنايا ترضعُ الحتفَ مُمقرا
فظاهر فيها بين درعين نثرة
وصبر ودرع الصبر أقواهما عرا
سطا وهو أحمى من يصون كريمة
وأشجع من يقتاد للحرب عسكرا
فرافده في حومة الصرب مرهف
على قلّة الأنصار فيه تكثّرا
تعثّر حتى مات في الهام حدُّهُ
وقائمة في كفه ما تعثرا
كأن أخاه السيف أعطي صبره
فلم يبرح الهيجاء حتى تكسرا
له الله مفطوراً من الصبر قلبه
ولوكان من صم الصفا لتفطرا
ومُنعطفٍ أهوى لِتقبيلِ طفله
فقبّل منه قبله السهمُ منحرا
لقد وُلدا في ساعة ٍ هو والردى
ومن قبله في نحره السهم كبرا
وفي السبي ممّا يصطفي الخِدر نسوة ٌ
يعز على فتيانها أن تسيرا
حمت خدرها يقضى وودت بنومها
تردَّ عليها جفنها لا على الكرى
مشى الدهرُ يوم الطف أعمى فلم يدع
عماداً لها إلاّ وفيه تعثّرا
وجشمها المسرى يبيداء قفرة
ولم تدر قبل الطف ماالبيد والسرى
ولم تر حتى عينها ظل شخصها
إلى أن بدت في الغاضريّة خُسّرا
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> نعى الروح جبريل بأن ذوى الغدر
نعى الروح جبريل بأن ذوى الغدر
رقم القصيدة : 22761
-----------------------------------
نعى الروح جبريل بأن ذوى الغدر
أراقوا ذمَ الموفينَ لله بالنذرِ
نعى وانقلاب الكون في ضمن نعيه
بأن ذوي الحجر استباحوا ذوي الحجر
نعى فغدا من في الوجود بدهشة
هي الحشر لا بل دونها دهشة ُ الحَشر
نعى من بقلب الدهر من جرح جسمه
جراحاتُ حُزنٍ لا يعالجنَ بالسَبر
نعى ان روح الكون بالطف أقلعت
يدُ الموت منه وهي دامية ُ الظِفر
نعى مقلة الأسلام فاحتلب الشجى
دماء أفاويق الدموع من الصخر
نعى شطر قلب الدين للدين فاغتدى
ومن قلبه شطر ينوح على شطر
نعى من دعا بالدين حي على الهدى
اناساً دعوا بالشرك حي على الكفر
نعى داعياً لله حيا وميتا
وفي زبر الأسياف يصدع والذكر
نعى ساجداً صلت إلى الله روحه
قضى رأسه المرفوع من سجدة الشكر
نعى من بجنب الله للموت هلمه
ومن قلبه فيها أقام على جمر
نعى ذان قدس يعلم الله انها
منزّهة ُ الأفعالِ في السرّ والجهر
نعى للنفوس التسع من كان عاشر الـ
ـعقول أبا الخمس الجواهر للفخر
نعى الجوهر الفرد الذي في أموره
تجرد للرحمن من عالم الأمر
نعى من له النفس البسيطة لم تصل
ولو حاولت إدراكه بالقوى العشر
نعى صفوة الله العظيم ولطفه
على الخلق في الدنيا وفي الحشر والنشر
نعى من له خلق الورى يوم خلقهم
ويومَ يقوم الحشر سلطنة ُ الحشر
نعى خير من سار المطي برحله
وأكرَم من يمشي سويّا على العَفر
نعى مطعم الهلاك مشبع غرثها
أخي الشتوات الشهب في الحجج الغبر
نعى من يضيف الطير والوحش سيفه
وجيش المنايا تحت رايته يسري
نعى واسماً وجه المنايا بعضبه
فقلب المنايا بين قادمتي نسر
نعى من يحلي الشوس ضرباً فسيفه
على النحر طوق أو وشاحٌ على الخصر
نعى ابن الذي سد الثغور بسيفه
وأفرغَ فيها من دم الشوس لا القَطرِ
نعى ضامياً أبكى السماء بعندم
وحق لها تبكي بأنجمها الزهر
نعى من بكى لا خيفة من عداته
ولكن لا شفاق عليهم من الكفر
نعى شاكراً نال الشهادة صابراً
وقد يجتى شهد العواقب بالصبر

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
رقم القصيدة : 22762
-----------------------------------
لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
إن كانَ حتفُكَ ساقه المقدارُ
وأرى الضنينَ على الحمام بنفسه
لا بدَّ أن يفنى ويبقى العار
للضيم في حسب الأبيّ جِراحة ٌ
هيهات يبلغ قعرها المسبار
فاقذف بنفسك في المهالك إنما
خوفُ المنيّة ذلّة وَصغارُ
والموت حيث تقصفت سمر القنا
فوق المطهّم، عزّة ٌ وفخار
سائل بهاشم كيف سالمت العدا
وعلى الأذى قرَّت وليس قرار
هدأت على حسك الهوان ونومها
قدماً على لين المهاد غرار
لا طالب وتراً يجرد سيفه
منهم ولا فيهم يقال عثار
ولرب قائلة وغرب عيونها
يدمى فيخفي نطقها استعبار
ماذا السؤال فمت بدائك حسرة
قضيت الحميّة ُ واستبيح الجارُ
ما هاشم ان كنت تسأل هاشم
بَعد الحسين ولا نزار نزار
ألقت أكفّهُم الصفاحَ وإنّما
بشبا الصوارِم تُدرك الأوتار
أبني لِويّ والشماتة ُ أن يُرى
دمكم لدى الطلقاء وهو جبار
لا عذر أو تأتي رِعالُ خُيولِكم
عنها تضيق فدافدٌ وقفار
مستنهضين إلى الوغى أبناءَها
عجلا مخافة أن يفوت الثار
يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم
فيها وعمتهم قناً وشفار
متنافسين على المنيّة بينهم
فكأَنما هي غادة ٌ معطار
حيث النهارُ من القتام دُجنّة ٌ
ودجى القتام من السيوف نهار
والخيل دامية ُ الصدورِ عوابسٌ
والأرض من فيض النجيع غمار
أتوانياً ولكم بأشواط العلى
دون الأنام الورد والأصدار
هذي أُميّة ُ لاسرى في قُطرِها
غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطار
لبست بما صنعت ثيابَ خِزاية ٍ
سوداً نولى صبغهن العار
أضحت برغم أنوفكم مابينها
بنسائكم تتقاذفُ الأمصارُ
شَهدت قفار البيد أنَّ دموعها
منها القفار عدون وهي بحار
من كلّ باكية تجاوب مثلَها
نوحاً بقلب الدين منه أوار
حُمِلَت على الأكوار بعد خدورها
ألله ماذا تحمل الأكوار
ومروعة تدعو وحافل دمعها
مابين أجواز الفلا تيار
أمجشما أنضاء أغياب السرى
هيماء تمنع قطعها الأخطار
مرهوبة الجنبات قائمة الضحى
ويشوقها الأنجاد والأغوارُ
أبداً يموج مع السراب شجاعها
من حر ما يقد النقا المنهار
تهوي سباع الطير حين تجوزها
وتى وما للسيد فيها غار
يطوي مخارم بيدها بمصاعب
للريح دون ذميلها إحسار
من كل تريح بعقر دار لم غلمة
يسري لِواءُ العزّ أنّى ساروا
سمة العبيد من الخشوع عليهم
لله ان ضمتهم الأسحار
وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم
بيض القواضب أنهم أحرار
قف نادِ فيهم أين من قد مُهّدت
بالعدل من سطواتها الأمصار
ماذا القعود وفي الأنوف حمية
تأبى المذلة والقلوب حرار
أتطامنت للذل هامة عزكم
أم منكم الأيدي الطوال قصار
وتظلُّ تدعوا آل حربٍ والجوى
ملؤ الجوانح والدموعُ غزار
أطريدة َ المختار لا تتبجحي
فيما جرت بوقوعه الأَقدار
فلنا وراء الثار أغلب مدرك
ما حالَ دون مناله المقدارُ
أسد ترد الموت دهشة بأسه
وله بأرواح الكُماة عِثار
صلّى الإله عليهِ من متحجّب
بالغيب ترقب عدله الأقطار
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> انى يخالط نفسك الأنس
انى يخالط نفسك الأنس
رقم القصيدة : 22763
-----------------------------------
انى يخالط نفسك الأنس
سفهاً ودهرُك سعدُه نحسُ
ومن الحوادث ليس يمتنع الـ
ـثقلانِ لا جنٌّ ولا إنس
بل كلّ ربع فيه ناعية ٌ
وبكلّ فج مربعٌ درسُ
وفجايع الأيام طائفة
شرقاً وغرباً شأنها الخلس
وأجلها يوم الطفوف فلا
وهم تصوره ولا حدس
يوم أبو السجاد ألقحها
شعواء تزهق دزنها النفس
واسود مشرقها ومغربها
بالنقع حتّى ماتت الشمس
لمّا طليقة ُ جدِّه وردت
لقتاله يقتادها رجس
يلقى الرّماح بصدره وكأَن
يوم الكريهة صدره ترس
فالشوس تأنس بالفرار كما
بالموت منه تأنس النفس
ويروم كل سبق صاحبه
هرباً فيسبق جسمه الرأس
للمرهفات نفوسُهم وجسومُهم
للوحش لم يشقق لها رمس

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد عهدنا الربوع وهي ربيع
قد عهدنا الربوع وهي ربيع
رقم القصيدة : 22764
-----------------------------------
قد عهدنا الربوع وهي ربيع
أين لا أين أُنسها المجموعُ
درج الحيُّ أم تتّبع عنها
نجمع الغيث أم بدهياء ريعوا
لاتقل : شملها النوى صدعنه
إنّما شمل صبري المصدوع
كيف أعدت بلسعة الهم قلبي
يا ثراها وفيك يُرقى اللسيع
سبق الدمع حين قلت سقتها
فتركت السما وقلت الدموع
فكأني في صحنها وهو قعب
حين أنّت وقلبي الموجوع
بتّ ليلَ التمام أَنشد فيها
هَل لِماضٍ من الزمان رجوع
وادّعت حولي السجا ذات طُوقٍ
مات منها على النياح الهجوعُ
وصفت لي بحمرتي مُقلتيها
حين أنّت وقلبي الموجوع
ياطروب العشي خلفك عني
ماحنيني صبابة وولوع
لم يَرُعني نوى الخليط ولكن
من جوى الطف راعني مايروع
قد عذلت الجزوع وهو صبور
وعذرت الصبور وهو جزوع
عجباً للعيون لم تغد بيضاً
لمصاب تحمر فيه الدموع
وأساً شابت الليالي عليه
وهو للحشر في القلوب رضيع
أيّ يوم رعباً به رجف الدهر
إلى أن منه اصطفقن الضلوع
أيُّ يوم بشفرة البغي فيه
عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ
يوم أرسى ثقل النبي على الحتف
وخفت بالراسيات صدوع
يوم صكت بالطف هاشم وجه
الموت فالموت من لقاها مروع
بسيوف في الحرب صلت فللشو
س سجود من حولها وركوع
موقف لا البصير فيه بصير
لاندهاش ولا السميع سميع
جلَّل الأُفق منه عارضُ نقعٍ
من سنا البيض فيه برق لموع
فلشمس النهار فيه مغيب
ولشمس الحديد فيه طلوع
أينما طارت النفس شعاعاً
فلطير الردى عليها وقوع
قد تواست بالصبير رجال
في حشى الموت من لِقاها صُدوع
سكنت منهم النفوس جسوماً
هي بأساً حفائظٌ ودروع
سد فيهم ثغر المنية شهم
لثنايا الثغر المخوف طلوع
وله الطرف حيث سار أنيس
وله السيف حيث بات ضجيع
لم يقف موقفاً من الحزم إلا
وبه سِنُّ غبيرهِ المقروع
طمعت أن تسومه القوم خسفاً
وأبى الله والحسام الصنيع
كيف يلوي على الدنية جيداً
لِسوى الله ما لواه الخضوع
ولديه جأش أرد من الدرع
لضمأى القنا وهن شروع
وبه يرجع الحفاظ لصدر
ضاقت الأرض وهي فيه تضيع
فأبى أن يعيش إلا عزيزاً
أو تجلّى الكفاحُ وهو صريعُ
كل عضو في الروع منه جموع
رمحه من بنائه وكأن من
عزمه حد سيفه مطبوع
زوج السيف بالنفوس ولكن
مهرها الموت والخضاب النجيع
بأبي كالثاً على الطفِّ خِدراً
هو في شفرة الحسام منيع
قطعوا بعده عُراه ويا حبـ
ـل وريد الاسلام أنت القطيع
وسروا في كرائم الوحي أسرى
وعَداكَ ابنَ أمّها التقريع
لو تراها والعيسُ جشّمها الحا
دي من السير فوق ما تستطيع
ووراها العَفافُ يدعو ومنه
بِدمِ القلبِ دَمعُه مَشفوع
قِراه فحوَّمٌ ووقوع
مل أحشائها جوى وصدوع
فترفق بها فما هي إلا
ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مروعُ
لاتسمها جذب البرى أو تدري
ربه الخدر ماالبرى والنسوع
قوضي ياخيام عليا نزار
فلقد قوّض العمادُ الرفيع
واملأي العين يا أمية نوماً
فحسين على الصعيد صريع
ودعي صَكّة َ الجباهِ لويٌّ
ليس يُجديك صكُّها والدموع
أفلطما بالراحتين فهلا
بسيوف لا تنقيها الدروع
وبكاء بالدمع حزناً فهلا
بدم الطعن والرماحُ شروع
قل ألا قراع ملمومة الحتـ
ف فواهاً يافهر أين القريع
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ألله ياحامي الشريعة
ألله ياحامي الشريعة
رقم القصيدة : 22765
-----------------------------------
ألله ياحامي الشريعة
أتقر وهي كذا مروعه
بك تستغيثُ وقلبها
لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو جرد الخيل مصيغة
لدعوتها سمعيه
وتكاد ألسنة السيوف
تجيب دعوتها سريعه
فصدورها ضاقت بسرّ
الموت فأذن أن تذيعه
لا تشتفي أو تنز عن
غروبها من كل شيعه
أين الذريعة ُ لا قرارَ
على العدى أين الذريعه
لا ينجعُ الإمهال بالعا
تي فقم وأرق نجيعه
للصنع ما أبقى التحمّل
موضعاً فدع الصنيعه
طعناً كما دفقت أفاويقَ
الحيا مُزنٌ سريعه
ولكم حَلوبة ُ فِكرتي
من ضُبا البيض الصنيعه
وعميد كل مغامر
يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تنميه للعلياء هاشمُ
أهل ذروتها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ
قتلته آل أُميّة ٍ
من كل عبل الساعدين
تراه أو ضخم الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحد الـ
سيف يجعله شفيعه
ومقارع تحت القنا
يلقى الردى منه قريعه
لم يسر في ملمومة ٍ
إلاّ وكان لها طليعه
ومُضاجع ذا رونقٍ
ألهاهُ عن ضمّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظ
عزمه ينسى هجوعه
مات التصبر بانتظا
رك أيها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمل
غير أحشاء جزوعه
قد مزَّقت ثوبَ الأسى
وشكت لواصلها القطيعه
فالسيف إنّ به شفاء
قُلوبِ شيعتك الوجيعه
فسواه منهم ليس ينعش
هذه النفس الصريعه
طالت حبال عوائق
فمتى تعود به قطيعه
كم ذا العقود ودينكم
هُدِمت قواعده الرفيعه
تنعى الفروع أصوله
وأُصولُه تنعى فُروعه
فيه تحكَّم مَن أباح الـ
ـيوم حرمته المنيعه
مَن لَو بِقيمة قدره
غاليت ماساوى رجيعه
فاشحذ شبا عضب له الأ
رواح مذعنة مطيعه
إن يدعها خفت لدعـ
ـوَتِه وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل
بكر بلا في خير شيعه
ماذا يهجيك إن صبرت
لوقعه الطف الفضيعه
أترى تجيء فجيعة
بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسين على الثرى
خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
ورضيعه بدم الوريد
مخضَّبٌ فاطلب رضيعه
وضُبا انتقامِكِ جرِّدي
لطلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنود الله تمـ
ـلأ هذه الأرض الوسيعة
واستأصلي حتى الرضيع
لآل حربٍ والرضيعه
ما ذنبُ أهل البيت حـ
ـتى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتّى مصارعهم
وأجمعها فضيعه
فمغيبُ كالبدر ترتقبُ
الورى شوقاً طلوعه
ومكابد للسم قد سقيت
حُشاشته نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيف آثر
عزه وأبى خضوعه
ألفى بمشرعة الردى
فخراً على ظمأ شروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّة ُ
تشكر الهيجا صنيعه
ومصفَّدٌ لله سلَّم
أمرّ ما قاسى جميعه
فلقسره لم تلق لولا
الله كفاً مستطيعه
وسبية باتت بأفعى
الهمّ مهجتُها لسيعه
سُلِبت وما سُلبت محا
مد عزّها الغرُّ البديعه
فلتغد أخبية الخدور
تطيح أعمدها الرفيعه
ولتبد حاسرة عن الو
جه الشريفة ُ كالوضيعه
فأرى كريمة التنزيل بين
أُميَّة ٍ برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك
كُفاة دعوتها صريعه
واهاً عرانين العلى
عادت أنوفكم جديعة
ماهز أضلعكم حداء
القوم بالعيس الضليعه
حملت ودائعكم إلى
من ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يا ضلَّ سعيُكِ أُمة ً
لم تشكر الهادي صنيعه
اأضعت حافظ دينه
وحفظتِ جاهلة ٍ مُضيعه
آل الرسالة لم تزل
كبدي لرزؤكم صديعه
ولكم حلوبه فكرتي
در الثنا تمري ضروعه
وبكم أروضُ من القوا
في كل فاركة شموعه
تحكي مخائلها بروق
الغيث معطية ً منوعه
قلدي وكفها وعنه
سواي خُلّبها لموعه
فتقبلوها إنني
لغد أقدمها ذريعة
أرجو بها في الحشر
راحة هذه النفس الهلوعه
وعليكم الصلوات ما
حنت مطوفة سجوعه
أرجو بها في الحشر
راحة هذه النفس الهلوعه
وعليكم الصلوات ما
حنت مطوفة سجوعه
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> على كل واد دمع عينيك ينطف
على كل واد دمع عينيك ينطف
رقم القصيدة : 22766
-----------------------------------
على كل واد دمع عينيك ينطف
وما كلُّ وادٍ جُزتَ فيه المُعرَّفُ
أظنك أنكرت الديار فمل معي
لعلك دارَ العامريّة تعرف
نشدتُك هل أبقيت للدمع موضعاً
من الأرض تهمي الغيث فيه وتنطف
فهذا ولم تذرف دموعاً وإنّما
دم القلب من أجفان عينيك يذرف
فلا تكُ ممّن ينبذ الصبرَ بالعرى
إذا غدت الورقاء في الأيك تهتف
فما ذاك من شجو فيشجيك نوحها
وهل يستوي يوماً صحيحٌ ومُدنَف
ألم ترها لم تذر دمعة ثاكل
ولم ينصدع شملٌ لها متألّف
وقد لبست في جيدها طوقَ زينة ٍ
وجيدك فيه طوق حزن معطف
إذا ماشدت فوق الأراك ترنماً
فأنك تنعى والجوائج ترجف
أُعيذك أن يهفو بحلمك منزلٌ
تعفى وفيه للأوابد مألف
فلا تبك في أطلاله بتلهف
فليس يرد الذاهبين التلهف
ولو عاد يوماً بالتأسف ذاهب
عذرتك لكن ليس يجدي التأسف
وإن جزوعاً شأنُه النوحُ والبكا
لغير بَني الزهرا مُلامٌ مُعنّف
بنفسي وآبائي نفوساً أبيّة ً
يجرعها كأس المنية مترف
تُطلّ بأسياف الضلال دماؤهم
وتُلغى وصايا الله فيهم وتُحذف
وهم خير من تحت السماء بأسرهم
وأكرمُ مَن فوق السماء وأشرفُ
وهم يكشفون الخطب لا السيف في الوغى
بأمضى شباً منهم، ولا هو أرهف
إذا هتف الداعي بهم يومَ من دمِ الـ
ـفوارس أفواه الضبا تترشف
أجابوا ببيض طائعاً يقف القضا
إلى حيث شاءت مايزال يصرف
ومن تحتها الآجالُ تسري وفوقَها
لواء من النصر العزيز يرفرف
لهم سطوات تملأ الدهر دهشة
وتنبث منها الشمُّ والأرض ترجف
عَجِبتُ لقوم مِلءُ أدراعهم رَدى ً
ومِلء ردائيهم تُقى ً وتعفّف
يغولهم غُولٌ المنايا وتغتدي
بأطلالهم ريحُ الحوادثِ تَعصِفُ
كرامٌ قضوا بين الأسنّة والضُبا
كراماً ويوم الحرب بالنقع مسدف
هداة أجابوا داعي الله فاتهى
بهم لقصور من ذرى الشهب أشرف
فما خلت في صرف القضا يصرع القضا
وأنَّ جبالَ الحتف بالحتف نُنسف
بنفسي رؤوساً من لوي أنوفها
عن الضيم مُذ كان الزمان لتأنفُ
أبت أن تشم الضيم حتى تقطعت
بيومٍ به سمر القنا تتقصّف
وما ناءت الأطوادُ في جبروتها
فكيف غدا فيها ينوءُ مثقّف
فيا ناعياً روح الخلائق فاتشد
لقد أوشكت روح الخلائقِ تَتلف
وأيقن كل منهم قام حشرة
كأنك تنعى كل حي وتهتف
ويا رائد المعروف جُذّت أُصولُه
وياطالب الأحسان لا متعطف
ويأساً بني الآمال أن ليس مفضل
عليهم وقلبٌ بالأسى ليس يُتلف
فيا ظلة السارين إن غاب نجمهم
لقد خبطوا في قفرة ٍ وتعسّفوا
ويالصباح الدين يوم تكورت
شموس الهدى من أفقه فهو مسدف
ويالبني عدنان يوم زعيمها
غدت من دماه الشرفية تنطف
لتلقى الجياد السابقات عنانها
فليس لها بعد الحسين مصرف
وتبك السيوفُ المشرفياتُ أغلباً
لها بنفوس الشوس في الروع يتحف
فيصدرها ريانة من دمائهم
ويوردها ضمآنة تتلهّف
وتنعى الرماحُ السمهريّات قسوراً
لها بصدور الدارعين يقصّف
فلله من خطب له كل مهجة
يحق من الوجد المبرح تتلف
وأقسم ماسن الشلال سوى الألى
على أمة المختار بغياً تخلفوا
فيومٌ غدوا بغياً على دارِ فاطمٍ
أتت جندهم بالغاضرية تزحف
وقتل ابنِها من يوم رُضت ضلوعها
ومن هتكها هتك الفواطِم يُعرف
ومن يوم قادوا حيدر الطهر قد غدوا
بهنَّ أُسارى شأنهنَّ التلهّف
فمن مخبر المختار أن بقية
الأله الفتى السجاد بالقيد يرسف
ومن مبلغ الزهراء أن بناتها
عليها الرزايا والصائبُ عكَّف
تطوف بها الأعداء في كل بلدة
فمن بلد أضحت لآخر تقذف
غذا رأت الأطفال شعثاً وجوهها
وألوانها من دهشة الرزء تخطف
تَعالَى الأسى واستعبرت ومن العِدى
حذاراً دُموع المقلتين تكفكف
بنفسي النساء الفاطميات أصبحت
من الأسر يسترثفن من ليس يرأف
ومُذ أبرزوها جهرة ً من خدورها
عشية لاحام يذود ويكنف
توارت بخدرٍ من جلالة قدرها
بهيبة أنوار الأله يسجف
لقد قطّع الأكبادَ حزاً مصابُها
وقد غادر الأحشاءَ تهفو وترجف
إليكم بني الزهراء زهر بدايع
تطرز في حسن الرجاء وتفوف
وإنّي فيها أرتجي يوم محشري
بقربي منكم سادتي أتشرف
عليكم صلاة الله ماحن طائر
بوكرٍ وما دامت مِنى ً والمخيّف

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف
لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف
رقم القصيدة : 22767
-----------------------------------
لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف
فهاشمها بالطف مهشومة الأنف
وفي الأرض فلتنثل كنانة نبلها
فلم يبق سهم في وفاضهم يشفي
ويا مضرَ الحمراء لا تنشري اللوا
فان لواك اليوم أجدر باللف
ويا غالباً ردي الجفونَ على القذا
لمن أنتِ بَعد اليوم ممدودة ُ الطرفِ
لِتنض نزارُ الشوسُ نثرة َ زغفها
فبعد أبيّ الضيم ما هي للزَغفِ
بني البيض أحسابا كرامأ وأوجهاً
وساماً وأسيافاً هي البرق في الخطفِ
ألستم إذا عن ساقِها الحربُ شمّرت
وعن نابها قد قلّصت شفة الحتفِ
سحبتم إليها ذيلَ كلِّ مفاضة ِ
تردّ الضُبا بالثلم والسمرَ بالقصفِ
فكيف رضيتم من حرارة وِترها
بماء الطُلا منكم ضبا القومِ تستشفي
ألم يأبكم أن الحسين تنازعت
حشاه القنا حتى ثوى بثرى الطفِّ
بشم أنوف اكرهوا السمر فانتنت
تكسر غيضاً وهي راغفة الأنف
أبا حسنٍ أبناؤك اليوم حلَّقت
بقادمة الأسياف عن خِطّة ِ الخسفِ
ثنت عِطفها نحو المنيَّة إذ أبت
بأن تغتدي للذل مثنية العطف
لقد حشدت حشد العطاش على الردى
عطاشا وما بلت حشاً بسوى اللهف
ثوت حيث لم تذمم لها الحرب موقفاً
ولا قبضت بالرعب منها على كف
سل الطف عنهم أين بالأمس طنبوا
وأين استقلّوا اليومَ عن عرصة الطفِّ
وهل زحف هذا اليوم أبقى لحيهم
عميدَ وغى ٍ يستنهض الحيّ للزحفِ
فلا وأبيك الخير لم يبق منهم
قريع وغى ً يُقري القَنا مهجَ الصفِّ
مشوا تحتَ ظلّ المرهفات جميعهم
بأفئدة ٍ حرَّى إلى مَورد الحتفِ
فتلك على الرمضاء صرعى جسومهم
ونسوتُهم هاتيك أسرى على العجفِ
مضوا بالأُنوف الشمّ قدماً وبعدهم
تخال نزاراً تنشق النقع في أنف
وهل يملك الموتور قائم سيفه
ليدفع عنه الضيم وهو بلا كفِّ
خذي ياقلوب الطالبين قرحة
تزول الليالي وهي دامية القِرفِ
فان التي لم تبرح الخدر أبرزت
عشية لا كهف فتأوي غلى كهف
لقد رفعت عنها يد القوم سجفها
وكان صفيح الهند حاشية َ السجفِ
وقد كان من فرط الخفارة صوتها
يغض فغض اليوم من شدة الضعف
وهاتفة ناحت على فقد إلفها
كما هتفت في الدوح فاقدة الإِلفِ
لقد فزعت من هجمة القوم ولهاً
إلى ابن أبيها وهو فوق الثرى مغفِ
فنادت عليه حين ألفته عارياً
على حسمه تسفى صبا الريح ماتسفي
حملتُ الرزايا قبل يومك كلّها
فما أنقضت ظهري ولا أوهنت كتفي
ولاويتُ من دهري جميع صروفه
فلم يلو صبري قبل فقدك في صرف
ثكلتك حين استعظلَ الخطبُ واحداً
أرى كلّ عضو منك يُغني عن الألفِ
يودي لو أن الردى كان مرقدي
ولا ابن أبي نبهتُ من رقدة الحتفِ
ويا لوعة َ لو ضمَّني اللِحدُ قبلها
ولم أبدُ بين القوم خاشعة َ الطرفِ
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أحسينٌ مذ الحفاظُ انتضاكا
أحسينٌ مذ الحفاظُ انتضاكا
رقم القصيدة : 22768
-----------------------------------
أحسينٌ مذ الحفاظُ انتضاكا
كسر الموتُ جفنَه عن شَباكا
مستميتاً رآك فارتاع حتّى
ودَّ رعباً بأنّه ما رآكا
يا قتيلاً ولا مرنّة ُ نبعٍ
بشباها وليّ ثار نعاكا
وإلى الآن ما بكاك حميم
بحسام دماً فروى صدا كا
أكل اللوم هاشماً بعد يوم
فيه سمر القنا شربن دما كا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
رقم القصيدة : 22769
-----------------------------------
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
ولم يك في الغبراء منك زلازلُ
وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا
وعزمك عن قرع المقادير ناكل
إذا كنت ممّن يأنف الضيمَ فاعتصم
بعزم له قلب الحوادث ذاهل
وليس يزيل الضيم غلا أباته
ويرحضُ عار الذل إلاّ المُناضل
رم العز في الخضراء بين نجومها
وكن ثاقباً فيها وهن أوافل
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت
أنيسَ المواضي فهي منك أواهل
أما لك في سم العرانين إسوة
فتسلك ما سنته منها الأفاضل
بيوت علاهم في الحوادث ان دهت
قناٍ وضباً مشحزذة وقنابل
هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ
أُميّة َ لما آزرتها القبائل
وأجروا بأرض الغاضريّة أبحراً
من الدم لم تبصر لهن سواحل
بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه
أواخره مرهوبة ٌ والأوائل
مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ
وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل
غذا غيمت بالنقع شمت بوارقاً
لهم غربُها بالموت والدمّ هاطل
وللضاريات الساغبات برزقها
قناهم بمستن النزال كوافل
وفي اكبد الأبطال تغرس سمرهم
ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل
لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها
فعزُّهم بَين السماكين نازل
ولم يُرَ يومَ الطف أصبرَ منهم
غداة بها للموت طافت جحافل
وما برحت تلقى القنا بصدورها
غلى أن ترت من دماها العواسل
بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ
هوت أفلا بالطعن وهي كوامل
ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا
فريداً عن الدين الحنيف يقاتل
على سابحٍ لم تعتلق بغُباره
إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل
عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها
على حمله الغبرا، له المُهر حامل
همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى
تعود أعاليهن وهي أسافل
نضى لقراع الشوس عضباً مهنداً
تميلُ المنايا أينما هو مائل
وغادرهم في غربه جُثّماً على
الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل
وما زال يرديهم إلى أن قضى على
ظماً والمواضي من دماه نواهل
قضى بعد ماأعطى المهند حقه
ولا جسم غلا وهو للروح ثاكل
وخلف عدنناً كأفراخ طائر
تحوم عليها كلَّ حين أجادل
وبلطف من عليا نزار عقائلاً
أسارى ومن أجفانها الدمع هامل
بلا كافل نطوي المهامه في السرى
وأنى لها بعد ابن أحمد كافل
أُميَّة هبيّ من كرى الشرك وانظري
فهل أسرت للأنبياء عفائل
فما للنساء المحصنات وللسى
تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هَوازِل
وما لبنيات الرسول وللظما
بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل
فتحسب رقراق السحاب بموره
نطاقاً ومنها الماء في الأرض سائل
فتجهش من حرّ الضماء بركبكم
ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل
ألا يالحاك الله فارتقبي وغى
يثور بها من غالب الغلب باسل
هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى
من الثار فليهمل لك الثار هامل
طلوب فلو في مهجة الموت وتره
لشقّ إليه الصدرَ والموت ناكل
ينال بحد السيف ماهو طالب
وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل
شَروب بماضي الشفرتين دَم العِدى
وأجسامَهم بالسمهريّة آكل
أملتهم الكونينِ في فم عزمه
حنانيك مافي ذمنا الدهر طائل
متى يارعاك الله طال انتظارنا
تقيم عماد الدين إذ هو مائل
وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ
تغولكم شرقاً وغرباً غوائل
وتَصبحُ فيكم روضة ُ الدين غضّة ً
وتزهر منكم للأنام الخمائل
بني الوحي أهدى حيدر مدحه لكم
يدين لها قس بما هو قائل
فعذراً فانيباقل إن اقل بكم
مديحاً له قس الفصاحة باقل
وصلى عليكم خالق الخلق ماجرت
على رزئكم سحب الدموع الهواطل
 
العصر العباسي >> البحتري >> أتاركي أنت أم مغرى بتعذيبي
أتاركي أنت أم مغرى بتعذيبي
رقم القصيدة : 2277
-----------------------------------
أتَارِكِي أنْتَ أمْ مُغْرًى بتَعْذيبي،
ولائمي في هَوَى إنْ كَانَ يُزْرِي بي
عَمْرُ الغَوَاني، لَقَدْ بَيّنّ، من كَثَبٍ،
هَضِيمَةً في مُحبٍّ غَيرِ مَحْبُوبِ
إذا مَدَدْنَ إلى أعْرَاضِهِ سَبَباً،
وَقَينَ مِنْ كُرْهِهِ الشّبّانَ بالشِّيبِ
أمُفْلِتٌ بكَ، مِنْ زُهْدِ المَهَا، هَرَبٌ
من مُرْهَقٍ، بِبَوَادي الشَّيْبِ، مقروبِ
يَحْنُونَهُ مِنْ أعَاليهِ، عَلى أوَدٍ،
حَنْوَ الثِّقَافِ جَرَى فَوْقَ الأنَابِيبِ
أمْ هَلْ مَعَ الحبّ حِلْمٌ لا تُسَفِّهُهْ
صَبَابَةٌ، أوْ عَزَاءٌ غَيرُ مَغْلُوبِ
قَضَيْتُ مِنْ طَلَبي للغانِيَاتِ، وَقَدْ
شَأَوْنَني حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبِ
لَمْ أرَ كالنُّفَّرِ الأغْفَالِ سائِمَةً
من الحَبَلَّقِ، لمْ تُحفَظْ منَ الذِّيَبِ
أغشَى الخُطُوبَ، فإمّا جئنَ مأدَبتي
فيما أُسَيِّرُ، أوْ أحكَمْنَ تأديبي
إنْ تَلْتَمِسْ تَمرِ أخلافَ الأمورِ، وإن
تَلبَثْ مَع الدّهْرِ تَسمعْ بالأعاجيبِ
وأرْبَدُ القَطْرِ يَلْقاكَ السَّرَابُ بهِ،
بَعدَ التّرَبّدِ، مُبْيَضَّ الجَلابيبِ
إذا خلَى جَوُّهُ للرّيحِ، عَارِضَةً،
قالَتْ مَعَ العُفْرِ أوْ حَنّتْ مَعَ النِّيبِ
لُجٌّ مِنَ الآلِ، لمْ تُجعَلْ سَفائِنُه
إلاّ غُرَيْرِيّةَ البُزْلِ المَصَاعِيبِ
مثلَ القَطَا الكُدْرِ، إلاّ أنْ يَعُودَ بها
لَطْخٌ منَ اللّيْلِ سُوداً كالغَرَابيبِ
إذا سُهَيْلٌ بَدا رَوحنَ من لَهَبٍ
مُسَعَّرٍ في كِفَافِ الأفْقِ، مَشْبُوبِ
وَقَدْ رَفَعتُ، وَمَا طأطأتُها، وَهَلاً
عَصا الهِجاءِ لأهلِ الحَينِ والحُوبِ
إذا مَدَحْتُهُمُ كانُوا، بأكاذبِ ما
وَأوْه، أخْلَقَ أقْوَامٍ بتَكْذِيبي
حتّى تُعُورِفَ منّي، غَيرَ مُعْتَذِرٍ،
تَحَوُّزِي عَن سوَى قَوْمي، وَتَنْكيبي
إلى أبي جَعْفَرٍ خاضَتْ رَكَائِبُنا
خِطَارَ ليل مَهولِ الخَرْقِ مَرْهُوبِ
نَنُوطُ آمَالَنَا مِنْهُ إلى مَلِكٍ
مُرَدَّدٍ في صَرِيحِ المَجدِ، مَنسُوبِ
مُحتَضَرِ البابِ، إمّا آذِنِ النَّقَرَى،
أوْ فائتٍ لعُيونِ الوَفْدِ مَحجوبِ
نَغْدو على غَايَةٍ في المَجْدِ قاصِيَةِ الـ
ـمَحَلّ، أوْ مَثَلٍ في الجودِ مَضروبِ
إذا تَبَدّى يَزِيدُ الخَيْلَ لاءِمُهْ،
بحاتِمِ الجُودِ شِعباً، جَدَّ مَرءوبِ
حَتَى تُقَلِّدَهْ العَلْيا قَلاَئِدَها،
مِنْ بَيْنِ تَسمِيَةٍ فيها، وَتَلْقِيبِ
يَكُونُ أضْوَأَهُمْ إيمَاضَ بَارِقَةٍ،
تَهْمي، وأصْدَقَ فيهم حدَّ شؤبوبِ
إنْ جَاوَرَ النِّيلَ جارَى النّيلَ غالِبُه،
أوْ حَلّ بالسِّيبِ زُرْنا مالكَ السِّيبِ
أغَرُّ يَمْلِكُ آفَاقَ البِلادِ، فَمِنْ
مُؤخَّرٍ لَجَدى يَوْمٍ، وَمَوْهُوبِ
رَضِيتُ، إذْ أنَا مِنْ مَعروفِهِ غَمِرٌ،
وازدَدْتُ عَنه رِضًى من بعد تجرِيب
خَلاَئِقٌ كَسَوَارِي المُزْنِ مُوفِيَةٌ
عَلى البِلادِ، بِتَصْبيحٍ، وَتَأوِيبِ
يَنهَضْنَ بالثِّقْلِ لا تُعطى النّهوضَ بهِ
أعناقُ مَجفَرَةِ الهُوجِ، الهَرَاجِيبِ
في كلّ أرْضٍ وَقَوْمٍ، مِنْ سَحَائِبِهِ،
أُسكوبُ عارِفَةٍ مِنْ بَعدِ أُسكُوبِ
كَمْ بَثّ في حَاضرِ النّهرَينِ مِن نَفَلٍ
مُلقًى على حَاضِرِ النّهرَينِ مَصْبُوبِ
يَملأُ أفْوَاهَ مُدّاحِيهِ مِنْ حَسَبٍ،
على السِّماكَينِ، والنَّسرَينِ محسوبِ
تُلْقِي إلَيْهِ المَعاني قَصْدَ أوْجُهِهَا،
كالبَيْتِ يُقْصَدُ أمّاً بالمَحَارِيبِ
مُعطًى مِنَ المَجْدِ مُزْدَادٌ برَغْبَتِهِ،
تجرَى على سَنَنٍ مِنْه، وأُسْلُوبِ
كالعَينِ مَنْهُومَةً بالحُسنِ تَتْبَعُه،
والأنْفِ يَطلُبُ أعلى مُنْتَهَى الطِّيبِ
ما انفَكّ مُنتَضِياً سَيْفَيْ وَغًى وَقِرًى
على الكَوَاهلِ تَدمَى، والعَرَاقِيبِ
قد سرني برء عجل من عداوته
بعد الذي احتطبت من سخطه الموبي
سَارُوا معَ النّاسِ حيثُ النّاسُ أزْفَلَةٌ
في جُودِهِ بَينَ مَرْؤوسٍ وَمَرْبُوبِ
وَلَوْ تَنَاهَتْ بَنُو شَيْبَانَ عَنْهُ إذاً
لم يَجشَمُوا وَقعَ ذي حَدّينِ مذرُوبِ
ما زَادَهَا النَّفْرُ عَنْهُ غَيْرَ تَغْوِيَةٍ،
وَبُعْدُهَا مِنْ رِضَاه غَيرَ تَتْبيبِ

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> عثر الدهر ويرجو أن يقلا
عثر الدهر ويرجو أن يقلا
رقم القصيدة : 22770
-----------------------------------
عثر الدهر ويرجو أن يقلا
تربت كفك من راج محالا
اي عذر لك في عاصفة
نسفتَ من لكَ قد كانوا الجبالا
فتراجع وتنصّلِ ندماً
أو تخادع واطلبِ المكرَ احتيالا
أنزوعاً بعد ما جئت بها
تنزع الاكباد بالوجد اشتعالا
قتلت عُذرك إذ أنزلَتها
بالذرى من هاشم تدعو نِزالا
فرّغِ الكفَّ فلا أدرى لِمن
في جفير الغدر تستبقي النبالا
نِلتَ ما نِلتَ فدع كلَّ الورى
عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا
إنما أطلقت غرباً من ردى
فيه الحقت بيمناك الشمالا
قد تراجعت وعندى شَرَعٌ
شيما تلبسها حالا فحالا
وتجملت ولكن هذه
سَلبت وجهكَ لو تدرى الجمالا
لا أقالتني المقادير إذا
كنت ممن لك بادهر أقالا
أزلالَ العفوِ تبغي وعلى
أهل حوض الله حرمت الزلالا
المطاعين إذا شبت وغى
والمطاعيمُ إذا هبَّت شِمالا
والمحامين على أحسابهم
جهد ما تحمي المغاوير الحجالا
أُسرة ُ الهيجاءِ أتراب الضُبا
حلفاء السمر سحباً واعتقالا
فهم الأطواد حلماً وحجى
والضُبا والأُسد غرباً وصيالا
ولهم كل طموح لا يرى
خد جبار الوغى غلا نعالا
إن دُعوا خفّوا إلى داعي الوغى
وإذا النادي احتبى كانوا ثِقالا
أهزل الأعمار منهم قولهم
كلما جد الوغى : زيدي هزالا
كل وطاء على شوك القنا
إثر مشاء على الجمر اختيالا
وقفوا والموت في قارعة
لو بها أرسى ثهلان لمالا
فأبوا إلا اتصالاً بالضُبا
وَعن الضيم من الروح انفصالا
أرخصوها للعوالي مهجاً
قد شرها منهم الله فغالى
نَسيت نفسيَ جسمي أو فلا
ذكرت إلاّ عن الدنيا ارتحالا
حين تنسى أوجهاً من هاشم
ضمّها التربُ هلالاً فهلالا
افتديهم وبمن ذا أفتدي
أمن لهلاك الورى كانوا الثمالا
عجباً من رجلها ماقطعت
في طريق المجد من نعل قبالا
وترت من كم على جمر الوغى
ألقت الأخمُص رجلاها صِيالا
عترَة ُ الوحى غدت في قتلها
حُرماتُ الله في الطفّ حلالا
قُتلت صبراً على مشرعة ٍ
وجدت فيها الردى أصفى سجالا
يومى لت آل حرب لا شفت
حقدَها إن تركت لله آلا
يا حشا الدين ويا قلبَ الهدى
كابدا ما عشما داء عضالا
تلك أبناء علي غودرت
بدماها القومُ تستشفي ضَلالا
نسيت أبناء قهر وترها
أم على ماذا أحالته اتكالا
فَمن الحاملُ عنّي آية ً
لهم لو هزت الطود لزالا
ايها الراغب في تغليسة
بامون قط لم تشك الكلالا
إقتعدها وأقم من صدرها
حيث وفد البيت يلقون الرحالا
واحتقبها من لساني نفثة
ضرماً حوَّلها الغيظُ مقالا
وإذا أندية ُ الحيِّ بدت
تُشعرُ الهيبة َ حشداً واحتفالا
قِف على البطحاء واهتُف ببني
شيبة الحمدِ وقل قوموا عِجالا
كم رضاع الضيم لا شب لكم
ناشىء ٌ أو تجعلوا الموتَ فِصالا
كم وقوفُ الخيل لا كم نسِيت
علكَها اللجمِ ومجراها رِعالا
كم فرار البيض في الغمد أما
آن أن تهز للضرب انسلالا
كم تمنّون العوالي بالطُلى
أقتل الأدواء مازاد مطالا
فهلمّوا بالمَذاكي شُزبا
والضبا بيضاً وبالسمر طوالا
حلَّ ما لا تبرُك الإبلُ على
مثله يوماً ولو زِيدت عِقالا
طحنت أباءُ حربٍ هامَكم
برحى حربٍ لها كانوا الثفالا
وطأوا آنافكم في كربلا
وطأة طكت على السهل الجبالا
قوِّموها أسلاً خَطيّة
كقدود الغيد ليناً واعتدالا
واخطبوا طعناً بها عن ألسن
طالما أنشأت الموتَ ارتجالا
وانتضوها قُضباً هنديَّة ً
بسوى الهاماتِ لا ترضى الصقالا
ومكانَ الحدِّ منها ركِّبوا
عزمكم ان خفتموا منها الكلالا
واعقدوه عارضاً من عثير
بالدم المهراق منحلّ العَزالى
وابعثوها مثلَ ذؤبان الغضا
لا ترى إلا على الهام مجالا
وإلى الطف بها حرى فلا
برد أو تنسف هاتيك التلالا
بطراد تلدم الطف به
للأُلى منكم قضوا فيه قتالا
وطعان يمطر السمر دماً
فوقها حيث دم لاشراف سالا
كم لكم من صِبية ٍ ما أُبدلت
ثم من حاضنة إلا رمالا
سل بحِجر الحرب ماذا رضعت
فثديُّ الحربِ قد كنَّ نصالا
رضعت من دمِها الموت فيا
لرضاع عاد بالرغم فصالا
ونواع برزت من خدرها
تلزم الأيدي أكباداً وجالا
كم على النعي لها من حنَّة ٍ
كحنين النيبِ فارقن الفصالا
كبنات الدوح تبكي شجوَها
وغوادي الدمع تنهلّ انهلالا
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن لم أقف حيثُ جيش الموت يزدحمُ
إن لم أقف حيثُ جيش الموت يزدحمُ
رقم القصيدة : 22771
-----------------------------------
إن لم أقف حيثُ جيش الموت يزدحمُ
فلا مشت بي في العلا قدم
لا بدَّ أن أتداوى بالقنا فلقد
صبرت حتى فؤادي كله ألم
عندي من العزم سرٌّ لا أبوحُ به
حتى تبوحَ به الهِنديَّة الخُذم
لا أرضعت لي العلى ابناً صفو درَّتِها
إن هكذا ظل رمحي وهو منفطم
إلية بضبا قومي التي حمدت
قدماً مواقعها الهيجاء لا القمم
لأحلبن لدي الحرب وهي قناً
لبانها من صدور الشوس وهو دم
مالي أسلم قوماً عندهم ترثي
لاسالمتني يد الأيام إن سلموا
مَن حامِلٌ لوليّ الأمرِ مألكة ً
تضوى على نفثات كلها ضرم
يابن لألى يقعدون الموت أن نهضت
بهم لدى الروع في وجه الضبا الهمم
الخيل عندك ملتها مرابطها
والبيض منها عرى أغمادها السأم
هذي الخدور ألاعدّاء هاتكة ً
وذي الجباه ألا مشحوذة تسم
لاتطهر الأرض من رجس العدى أبداً
ما لم يَسِل فوقها سيل الدم العرم
بحيثُ موضع كلٍّ منهم لك في
دماه تكن فيه تجلى هذه الغمم
قد آن أن يمطرَ الدنيا وساكِنها
دماً أغر عليه النقع مرتكم
حران تدمغ هام القوم صاعقة
من كفه وهي السيف الذي علموا
نهضاً فَمن بظُباكم هامهُ فلقت
ضرباً على الدين فيه اليومَ يحتكم
وتلك أنفالكم في الغاصبين لكم
مقسومة وبعين الله تقتسم
جرائم آذتهم أن تعاجلَهم
بالأنتقام فهلا أنت منتقم
وإنَّ أعجب شيء أن أبثكَّها
كأَنَّ قلبك خالٍ وهو مُحتدم
ما خلتُ تعقد حتّى تُستثارَ لهم
وأنت أنت وهم فيما جنوه هم
لم تبق اسيافهم منكم على ابن تقى
فكيف تبقى عليهم لا أبا لهم
فلا وصفحك إن القوم ما صفحوا
ولا وحلمك إن القوم ما حلموا
فحمل أمك قدماً أسقطوا حنقاً
وطفل جدك في سهمِ الردى فطموا
لا صبر أو تضع الهيجاء ما حملت
بطلقة ٍ معها ماءُ المخاضِ دمُ
هذا المحرّم قد وافتك صارخة ً
ممّا استحلّوا به أيامهُ الحُرم
يملأنَ سمعكَ من أصوات ناعية ٍ
في مسمع الدهر من إعوالها صمم
تنعى إليك دماء غاب ناصرها
حتى أُريقت ولم يرفع لكم علم
مسفوحة ً لم تُجب عند استغاثِها
إلاّ بأدمع ثكلى شفَّها الألم
حنّت وبين يديها فِتية ٌ شَرِبت
من نحرها نُصبَ عينيها، الضُّبا الخُذم
مُوسّدين على الرمضاءِ تنظرهم
حرّى القلوب على ورد الردى ازدحموا
سقياً لثاوينَ لم تَبلل مضاجِعَهم
إلاّ الدماءُ وإلاّ الأدمُعُ السجم
أفناهُمُ صَبرهم تحت الضُّبا كرماً
حتى قضوا ورداهم ملؤه كرُم
وخائضين غمار الموت طافحة
أمواجُها البيضُ بالهاماتِ تَلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها
فصارعوا الموت فيها والقنا أجم
ولا غضاضة يوم الطف أن قتلوا
صبراً بهيجاء لم تثبت لها قدم
فالحرب تعلم إن ماتوا بها فلقد
ماتت بها منهم الأسياف لا الهمم
أبكيهم لعوادي الخيل إن ركبت
رؤسها لم تكفكف عزمها اللجم
وللسيوف إذا الموت الزؤام غدا
في حدها هو والأرواح يختصم
وحائرات أطار القوم أعينها
رُعباً غداة عليها خِدرَها هَجموا
كانت بحيث عليها قومها ضربت
سرادقاً أرضه من عزهم حرم
يكاد من هيبة ٍ أن لا يطوفَ به
حتى الملائكُ لولا أنّهم خَدم
فغودرت بين أيدي القوم حاسرة ً
تسبى وليس لها من فيه تعتصم
نعم لوت جيدَها بالعتب هاتِفة ً
بقومِها وحشاها ملؤه ضَرُم
عجّت بهم مُذ على أبرادها اختلفت
أيدي العدوِّ ولكن مَن لَها بِهم
نادت ويا بُعدهم عنها مُعاتِبة ً
لهم وياليتهم من عتبها أمم
قومي الأُلى عُقدت قِدماً مآزرُهم
على الحمية ماضيموا ولا اهتضموا
عهدي بهم قصر الأعمار شأنهم
لا يهرمون وللهيابة الهرم
مابالهم لاعفت منهم رسومهم
قروا وقد حملتنا الأنيق الرسم
ياغادياً بمطايا العزم حملها
هماً تضيق به الأضلاع والحزم
عرّج على الحيِّ من عمرو العلى وأرح
منهم بحيث اطمأن البأس والكرم
وحي منهم حماة ليس باتنهم
من لا يرف عليه في الوغى العلم
المشبعين قرى طير السما ولهم
بمنعة الجار فيهم يشهدُ الحرم
والهاشمين وكل الناس قد علموا
بأن للضيف أو للسيف ماهشموا
كماة حرب ترى في كل بادية
قتلى بأسيافهم لم تحوها الرجم
كأَنَّ كلّ فلاً دارٌ لهم وبها
عيالها الوحش أو أضيافها الرخم
قِف منهم موقفاً تغلي القلوبُ به
من فورة العتب واسأل ما الذي بهم
جفت عزائم فهر أم ترى بردت
منها الحمية أم قد ماتت الشيم
أم لم تجد لذعَ عتبي في حشاشتها
فقد تساقطَ جمراً من فمي الكلم
أين الشهامة أم أين الحفاظ أما
يأبى لها شرف الأحساب والكرم
تسبى حرائرها بالطف حاسرة
ولم تكن بغُبار الموت تلتثمُ
لمن أُعدّت عتاقُ الخيل إن قعدت
عن موقف هتكت نها به الحرم
فما اعتذارك يافهر ولم تثبي
بالبيض تُثلم أو بالسمر تنحطم
أجل نساؤكِ قد هزَّتكِ عاتِبة ً
وأنت من رقدة تحت الثرى رمم
فلتُلفت الجيدَ عَنك اليوم خائبة ً
فما غناؤكِ حالت دونكِ الرجم

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> حلولُك في محلّ الضيم داما
حلولُك في محلّ الضيم داما
رقم القصيدة : 22772
-----------------------------------
حلولُك في محلّ الضيم داما
وحدُّ السيفِ يأبى أن يُضاما
وكيف تمس جانبك الليالي
بِذُلٍّ أو تحلّ به اهتضاما
ولم تنهض بأعباء ثقال
بهن سواك لم يطق القياما
ولم تضرم بحد السيف حرباً
إلى كبد السما ترمي الضراما
فيملأ طِرفُك الآفاقَ نقعاً
ويملأ سيفُك الأقطارَ هاما
أتبذل للخمول جناب حر
يحذر أن يعاب وأن يذاما
وآلك بالضبا شرعوا المعالي
وجيش الموت يزدحم ازدحاما
غداة طريدة المختار جاءت
تقود لحربِهم جيشاً لُهاما
ورامت أن نسوم الضيم ندباً
أبى من عزه عن أن يضاما
فأفرغ جاشه درعاً عليه
ونقعَ الموتِ صيّره لِثاما
يؤازه أخو صدق شمام
يساند من أباطحه شماما
وصل في صريمته مواس
لصل ينفث الموت الزؤاما
هو العباسُ ليثُ بني نزارٍ
ومن قد كان للاجي عصاما
هزبر أغلب تخذ اشتباك الـ
ـرماح بِحومة الهيجا أُجاما
فمدت فوقه العقبان ظلا
ليُقريها جسومَهم طعاما
وواجهت الضبا منه محيّاً
منيراً نوره يجلو الضلاما
أخلاء تصافحه يراها
إذا اختلفت بجبهته لطاما
أبي عند مس الضيم يمضي
بعزم يقطع العضب الحساما
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
رقم القصيدة : 22773
-----------------------------------
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
فخلِّ حشايَ وأحزانَها
أغض الشبيبة عني إليك
فقضِّ بزهوك ريعانها
ودعني اصارع همي وبت
ضريع مُدامك نَشوانها
قد استوطن الهمُّ قلبي فعفتُ
لك الغانياتِ وأوطانها
عدوت ملاعب ذات الأراك
فلست ألاعب غزلانها
وعفتُ غدائر بيض الخدود
فما أنشِقُ الدهر ريحانها
افق لست أول من لامني
على وصل نفسي تحنانها
فكم لي قبلك لوامة
تشاغلت مطرحاً شانها
تريني بالعذل غشفاقها
وفيه تلوّنُ ألوانَها
تُناشدني الصبر لكن تُريدُ
أن أعرف اللهو عرفانها
وما هي مني حتى تخاف
عليَّ الهمومَ وأشجانها
وما في ضلوعي لها مهجة ٌ
عليها تحاذرُ نيرانها
ولا بَين جفنيَّ عينٌ لها
من الكحل أغسل اجفانها
ولو ضمنت أضلعي قلبها
سلوت النوائب سلوانها
ولو وجدت بعض ما قد وجدتُ
لبلّت من الدمع أردانها
خَلا أنها مذ رأتني غدوتُ
لهيفَ الحشاشة حرّانها
فقالت أجدّك من ذي حشاً
جوى الحزنِ لازمَ ايطانها
لمن حُرقُ الوجد تذكي وراء
حنايا ضلوعك نيرانها
وتشجيك كل هتوف العشي
تردّد في الدوح ألحانَها
تسلَّ وبالله لما اغتنمت
من جدّة اللهو إبّانها
فقلت سلوتُ إذاً مُهجتي
إذا أنا حاولت سلوانها
كفاني ضناً أن ترى في الحسين
شفت آلُ مروان أضغانها
فأغضبت الله في قتله
وأرضت بذلك شيطانها
عشيّة َ أنهضها بَغيُها
فجاءته تركب طغيانها
بجمع من الأرض سد الفروج
وغطّى النجودَ وغيطانها
وطا الوحشَ إذ لم يجد مهرباً
ولازمت الطيرُ أوكانها
وحفّت بمن حيثُ يلقى الجموع
يثني بماضيه وحدانها
وسامته يركبُ إحدى اثنتين
وقد صرّت الحربُ أسنانها
فأمّا يُرى مذعناً أو تموت
نفس أبي العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالأباء
فنفسُ الأبيّ وما زانَها
إذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزعُ جُثمانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شأنها
فشمَّر للحرب في مَعركٍ
به عرك الموتُ فِرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراءَ تلفحُ أعنانها
ركينٌ وللأرض تحت الكماة
رجيف يزلزل ثهلانها
أقرُّ على الأرض من ظهرها
إذا ململ الرعب اقرانها
تزيد الطلاقة ُ في وجهه
إذا غيَّر الخوفُ ألوانها
ولمّا قضى للعُلى حقَّها
وشيد بالسيف بنيانها
ترجّل للموت عن سابقٍ
له أخلت الخيلُ ميدانها
ثوى زائدَ البِشر في صرعة ٍ
له حبّب العزُّ لُقيانها
كأَنَّ المنيّة كانت لديه
فتاة ٌ تواصل خِلصانها
جلتها له البيض في موقف
به أثكل السمر خرصانها
فبات بها تحت ليلِ الكفاح
طروب النقيبة جذلانها
وأصبح مشتجراً للرماح
تحلي الدما منه مرانها
عفيراً متى عاينته الكماة
فما أجلت الحرب عن مثله
صريعاً يجبّن شُجعانها
تريب المحيا تظن السماء
بأنَّ على الأرض كيوانها
غريباً ارى ياغريب الطفوف
توسُّدَ خديك كثبانها
وقتلك صبراً بأيدٍ أبوك
ثناها وكسر أوثانها
اتقضي فداك حشا العالمين
خميص الحشاشة ضمأنها
ألستَ زعيمَ بني غالبٍ
ومِطعامَ فهر ومطعانها
فلِم أغفلت بك أوتارَها
وليست تعاجل امكانها
وهذي الأسنة والبارقات
اكالت يد المطل هجرانها
وتلك المطهمة المقربات
تجر على الأرض ارسانها
أجبناً عن الحرب يامن غدوا
على أوّل الدهر أخدانها
اترضى أراقمكم ان تعد
بنو الوزغ اليوم أقرانها
وتنصب اعناقها مثلها
بحيث تطاول ثعبانها
يميناً لئن سوفت قطعها
فلا وصل السيف أيمانها
وإن هي نامت على وِترها
فلا خالطَ النومُ أجفانها
تنامُ وبالطفِّ علياؤها
أُمية تنقضُ أركانها
وتلك على الأرض من أُخدمت
وربِّ السماوات سكّانها
ثلاثاً قد انتبذت بالعراء
لها تنسج الريح اكفانها
مصابٌ أطاشَ عقولَ الأنام
جميعاً وحير اذهانها
عليكم بني الوحي صلى الأله
ماهزت الريح افنانها

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إن ضاع وترك يابن حامي الدين
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
رقم القصيدة : 22774
-----------------------------------
إن ضاع وترك يابن حامي الدين
لاقال سيفك للمنايا كوني
أَولم تُناهض آلَ حربٍ هاشمٌ
لا بشّرت علويّة ٌ بجنين
أَمعلّلَ البيضِ الرقاق بنهضة
في يوم حرب بالردى مشحون
كم ذا تهزُّك للكريهة ِ حنّة ٌ
من كل مشجية الصهيل صفون
طال انتظار السمر طعنتك التي
تلد المنون بنفس كل طعين
عجباً لسيفك كيف يألف غمدَه
وشباهُ كافلُ وِتره المضمون
لله قلبُك وهو اغضبُ للهدى
ما كان أَصبرَه لهتك الدين
فيما اعتذارك للنهوض وفيكم
للضيم وَسمٌ فوق كلِّ جبين
ايمينكم فقدت قوائم بيضها
أم خيلكم اضحت بغير متون
لا استكّ سمع الدهر سيفُك صارخاً
في الهام فاصل محده المسنون
إن لم تقُدها في القتام طوالعاً
فكأنّها قِطعُ السحابِ الجون
ماإن سطت يحماة ثغر تهامة
إلاّ ذَعرن حماة َ ثغر الصين
يحملن منك إلى الأعادي مخدراً
يرمي المنون لقاؤه بمنون
غضبان إن لبس الضواحي مصحراً
نزعت له الآساد كل عرين
فمتى أراك وأنت في اعقابها
بالرمح تطعن صلب كل ركين
حيث الطريد أمام رمحك دمعه
كغروب هاضبة القطار هتون
لم يمسِحنَّ جفونَه إلاّ رأى
شوك القنا الأهداب رأي مطعون
والموتُ يسأم قبض أرواح العدى
تعباً لقكعك حبل كل وتين
فتمهد الدنيا بإمرة عادل
وبنهي علام وقسط أمين
ومُضاءِ منصلتٍ وعزمِ مجرّبٍ
وأناتِ مقتدرٍ وبطشِ مكين
اتشيم سيفك عن جماجم معشر
وتروكم بالذحل في صفين
وحنين بيضهم الرقاق بهامكم
ملأَ الزمانَ برنّة ٍ وحنين
وكمينُ حقد الجاهلية ِ فيهم
أنى طلعتم غالكم بكمين
غصبوكم بشبا الصوارم أنفساً
قام الوجود بسرها المكنون
كم موقفٍ حلبوا رقابكم دماً
فيه وأعينكم نجيع شؤون
لا مثل يومكم بعرصة كربلا
في سالفات الدهر يوم شجون
قَد أرهفوا فيه لجِدكَ أنصلاً
تركت وجوهكم بلا عرنين
يوم أبي الضيم صابر محنة
غضب الإلهُ لوقعها في الدين
سلبته أطرافُ الأسنّة ِ مهجة ً
تفدى بجملة عالم التكوين
فثوى بضاحية الهجير ضريبة ً
تحت السيوف لحدها المسنون
وقفت له الأفلاكُ حينَ هويّه
وتبد لت حركاتها بسكون
وبها نعاه الروح يهتف منشداً
نفذت وراءَ حجابه المخزون
وتصك جبهتك السيوف وإنها
لولا يمينك لم تكن ليمين
ما كنتَ حين صُرعتَ مضعوف القوى
فاقول لم ترفد بنصر معين
وأما وشيبتك الخضيبة إنها
لأبر كل إليه ويمين
لو كنتَ تستامُ الحياة َ لأرخصت
منها لك الأقدارُ كلّ ثمين
أو شئتَ محوَ عداك حتّى لا يُرى
منهم على الغبراء شخص قطين
لأخذت آفاق البلاد عليهم
وشحنت قطريها بجيش منون
حتّى بها لم تُبق نافخَ ضرمة ٍ
منهم بكلّ مفاوزٍ وَحصون
لكن دعتك لبذل نفسك عصبة
حان انتشارُ ضلالِها المدفون
فرأيتَ إنّ لقاءَ ربِّك باذلاً
للنفس أفضلُ من بقاء ضنين
فصبرت نفسك حيث تلتهب الضبا
ضرباً يذيب فؤادَ كلّ رزين
والحربُ تطحن شوسَها برحاتِها
أضمير غيب الله كيف لك القنا
والسمر كالأضلاع فوقك تنحني
والبيض تنطبق انطباق جفوني
وقضيتَ نَحبَك بين أظهر معشرٍ
حُملوا بأخبث أظهُرٍ وبطون
وأجلُّ يومٍ بعد يومك حلّ في
الإسلام منه يشيبُ كلُّ جنين
يوم سرت اسرى كما شاء العدى
فيه الفواطمُ من بني ياسين
ابرزن من حرم النبي وإنه
حرمُ الإله بواضحِ التبيين
من كلّ محصنة ٍ هناك برغمها
أضحت بلا خدر ولا تحصين
سُلبت وقد حجبَ النواظرَ نورُها
عن حر وجه بالعفاف مصون
قذفت بهن يد الخطوب بقفرة
هيماء صالية الهجير شطون
فغدت بهاجرة الظهيرة بعدما
كانت بفياح الظلال حصين
حرّى متى التهبت حشاشتُها ظماً
طفقت تروح قلها بأنين
وَحَدَتْ بها الأعداءُ فوق مصاعبٍ
ترمي السهول من الفلا بحزون
لاطاب ظلك يازمان ولاجرت
أنهار مائك للورى بمعين
ماكان أوكسها لكفك صفقة
فيها ربحت ندامة َ المغبون
فلقد جمعت قواك في يوم به
ألقحت أمَّ الحادثات الجون
وبه مُذ ابتكرت مصيبة ُ كربلا
عقُمت فما لنتاجها من حين
احماة ثغر الدين حيث سيوفكم
شَرِعت محجّة َ نهجهِ المسنون
صلّى الإلهُ عليكم ما مِنكم
هتفَ الصوامعُ باسم خير أمين
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
رقم القصيدة : 22775
-----------------------------------
أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
تهيج على طول الليالي البواكيا
اعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم
طوى جزعاً طيَّ السجلِ فؤاديا
ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها
بعدِّ رزايا تتركُ الدمعَ داميا
ستنسى الكرى عين كأن جفونها
حلفن بمن تنعاهُ أن لا تلاقيا
وتعطى الدموعَ المستهلاتِ حقَّها
محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا
وأعضاءُ مجدٍ ما توزّعت الضُّبا
بتوزيعها غلا الندى والمعاليا
لئن فرقتهاىل حرب فلم تكن
لتجمع حتى الحشر إلا المخازيا
ومما يزيل القلب عن مستقره
ويترك زندَ الغيظِ في الصدر واريا
وقوفُ بنات الوحي عند طليقِها
بحال بها يشجين حتى الأعاديا
لقد ألزمت كف البتول فؤادها
خطوبٌ يطيح القلب منهنَّ واهيا
وغودر منها ذلك الضلعُ لوعة ً
على الجمر من هذي الرزيّة حانيا
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها
إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
مضوا عَطرِي الأبرادِ يأرجُ ذكرهم
عبيراً تهاداه الليالي غواليا
غداة َ ابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده
بعزمهم ثم انتضاهم مواضيا
واسرى بهم نحو العراق مباهيا
بأوجههم ثم الظلام الدراريا
تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابة ٍ
على نشزات الغيل أصحر طاويا
تساوره افعى من الهم لم يجد
لسورتها شيئاً سوى السيفِ راقيا
وأظمأه شوق غلى العز لم يزل
لِورد حياضِ الموتِ بالصِيد حاديا
فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّة ٍ
تفلّ له العضبَ الجرازَ اليمانيا
وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمة ٍ
تعيد غِرارَ السيف بالدمّ راويا
بيوم صبغنَ البيضُ ثوبَ نهاره
على لابسي هيجاه أحمر قانيا
ترقت به عن خطة الضيم هاشم
وقد بلغت نفس الجبان التراقيا
لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفاً
إلى الحشر لا يزداد إلاّ معاليا
همُ الراضعون الحربَ أوّل درِّها
ولا حلم يرضعن إلا العواليا
بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها
عليه أبوه السيفُ لا زال حانيا
طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن
ليلبسه إلا من الصبر ضافيا
يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً
غلى صدره أن قد حملن الأمانيا
هم القوم أقمارُ النديّ وجوههم
يضئن من الآفاق ما كان داجيا
مناجيدُ طلا عينَ كلّ ثنيّة ٍ
يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا
ولم تدر إن شدّوا الحبى أُحباهم
ضمَّن رجالاً أَم جبالاَ رواسيا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
رقم القصيدة : 22776
-----------------------------------
فتاة َ الحيّ حسبكِ من جفائي
صلي قبل التفرق والتنائي
أَضامية َ الوشاح إلى مَ اضمى
وريقك في ترشفه روائي
فرفقاً يابنة الغَيرانِ رفقاً
بذي كبد تحن إلى اللقاء
صدودكِ في حشاه أَمضَّ داءٍ
ووصلك عنده أشفى دواء
فلا خاطَ الكرى عينيَّ شوقاً
لرؤية وجهكِ الحسنِ الرواءِ
أما والراميات إلى المصلى
كامثال السهام من النجاء
لقد قلَّبن أَيدي الشوقِ مني
صريعاً بين أَلحاظ الظِباءِ
فكم منها لهوتُ بذات خِدرٍ
يجول بخدها ماء الحياء
بميبلة المساء على صباح
ومطلعة ِ الصباح من المساءِ
هظيمِ الكشح مرهفة ِ التثنّي
كسول المشي لا عبة الغشاء

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> جاز النسيم على الغيد الرعابيب
جاز النسيم على الغيد الرعابيب
رقم القصيدة : 22777
-----------------------------------
جاز النسيم على الغيد الرعابيب
فجاء يحمل منها نفحة َ الطيب
هي الظبا بضبا الالحاظ كم صرعت
ليثاً فأضحى لديها غيرَ مطلوب
بما استحلت فتاة الحي سفك دمي
واستعذبت في مِطال الوصل تعذيبي
هب حسن يوسف فيها مودع أولم
يكن لها في فؤادي وجدُ يعقوبِ

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
رقم القصيدة : 22778
-----------------------------------
وأغيد منسوب غلى الرب لاح لي
على خده خال غلى الزنج ينسب
وما نظرت عيناي كالخال مبتلى
مقيماً على نار من الخد تلهب
فتلدغه أفعى من الجعد تارة ً
وتلبسه طوراً من الصدغ عقرب
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> خطرت في رداء حسن قشيب
خطرت في رداء حسن قشيب
رقم القصيدة : 22779
-----------------------------------
خطرت في رداء حسن قشيب
تتثنّى كغصن بانٍ رطيبِ
خلت لما تفاوح المسك منها
فُضَّ في رحلنا لَطيمة طيبِ
وتراني إذا رشفت لُماها
لَم أخلهُ إلاّ جنا يعسوبِ
فاعتنقنا شوقاً وبتنا نشاوى
من كؤوس الكرى بغير رقيب
لاتلمني ياصاحبي في هواها
لعب الشوق في فؤادي الطروب

العصر العباسي >> البحتري >> أمنك تأوب الطيف الطروب
أمنك تأوب الطيف الطروب
رقم القصيدة : 2278
-----------------------------------
أمِنْكَ تأوُّبُ الطّيفِ الطّرُوبِ،
حَبيبٌ جَاءَ يُهْدَى مِنْ حَبيبِ
تَخَطّى رِقْبَةَ الوَاشِينَ، وَهْناً،
وَبُعْدَ مَسَافَةِ الخَرْقِ المَجُوبِ
يُكاذِبُني، وأصْدُقُهُ وَداداً،
وَمِنْ كَلَفٍ مُصَادَقَةُ الكَذُوبِ
تُجيبُ الدّارُ سَائِلَهَا، فتُنبي
عَنِ الحَيّ المُفَارِقِ مِنْ تُجِيبِ
نأوْا بأوَانِسٍ يَرْجِعْنَ وَحْشاً،
إذا فُوجِئْنَ بالشَّعْرِ الخَضِيبِ
أقُولُ لِلِمّتي، إذْ أسْرَعتْ بي
إلى الشّيْبِ: اخسرِي فيهِ، وَخيبي
مُخَالِفَةً بِضَرْبٍ بَعْدَ ضَرْبٍ،
وَمَا أنَا واختِلاَفَاتِ الضُّرُوبِ
وَكَانَ حَديثُها فيها غَرِيباً،
فَصَارَ قَديمُهَا حَقَّ الغَرِيبِ
يَعيبُ الغَانِيَاتُ عَليّ شَيْبي،
وَمَنْ لي أنْ أُمَتَّعَ بالمَعِيبِ
وَوَجْدي بالشّبابِ، وإنْ تولى
حَميداً، دونَ وَجدي بالمَشيبِ
أمَا لرَبيعَةِ الفَرَسِ انْتِهَاءٌ
عَنِ الزَّلْزَالِ فيها، وَالحُرُوبِ
لِكُلّ قَبِيلَةٍ خَيْلٌ تَدَاعَى
إلى خَيْلٍ مُعَاوَدَةِ الرّكُوبِ
كَدَأبِ بَني المُعَمِّرِ، حينَ زَارُوا
بَني عُمَرٍ، بُمُصْمِيَةٍ شَعُوبِ
تَبَالَوْا صادِقَ الأحْسَابِ، حتّى
نَفَوْا خَوَرَ الضّعِيفِ عَنِ الصّلِيبِ
صَرِيحُ الخَيلِ والأبطالِ أغْنَى
عَنِ الهُجُنَاتِ، والخَلْطِ المَشُوبِ
وَكَانُوا رَقّعُوا أيّامَ سِلْمٍ،
على تِلْكَ القَوَارِحِ والنُّدُوبِ
إذا ما الجُرْحُ رُمّ على فَسَادٍ،
تَبَيّنَ فيهِ تَفْرِيطُ الطّبيبِ
رَزِيَةُ هَالِكٍ جَلَبَتْ رَزَايَا،
وَخَطبٌ باتَ يكشِفُ عن خطوبِ
يَشُقُّ الجَيْبَ، ثمّ يَجيءُ أمْرٌ،
يُصَغَّرُ فيهِ تَشقِيقُ الجُيُوبِ
وَقَبْرٍ عَنْ أيَامِنِ بَرْقَعيدٍ،
إذاهيَ ناحَرَتْ أُفُقَ الجَنُوبِ
يَسُحُّ تُرَابُهُ أبَداً عَلَيْهَا
عِهاداً، مِنْ مُرَاقِ دَمٍ صَبِيبِ
إذا سَكَبَتْ سَمَاءٌ ثمّ أجْلَتْ،
ثَنَتْ بسَمَاءِ مُغْدِقَةٍ سَكُوبِ
وَلَمْ أرَ للتِّرَاتِ بَعُدْنَ عَهْداً،
كَسَلّ المَشرَفيّةِ مِنْ قَرِيبِ
تُصَوَّبُ فَوْقَهُمْ حزَقُ العَوَالي،
وَغابُ الخَطّ مَهْزُوزُ الكُعُوبِ
كَنَخْلِ سَميحَةَ استَعلى رَكيبُ
تُكَفّيهُ الرّياحُ على رَكِيبِ
فَمَنْ يَسمَعْ وَغَى الأخَوَينِ يُذعَرْ
بصَكٍّ، مِنْ قِراعِهِما، عجيبِ
تخمط تغلب الغلباء ألقت
على الثرثار بركاً والرحوب
زَعِيمَا خُطّةٍ، وَرَدَا حِمَاماً
وُرُودَهُمَا جَبَا المَاءِ الشَّرُوبِ
إذا آدَ البَلاءُ تَحَمّلاهُ
عَل دَفّيْ مُوَقَّعَةٍ، رَكُوبِ
إذا قُسِمَ التّقَدّمُ لمْ يُرَجَّحْ
نَصِيبٌ، في الرّجَالِ، عَلى نَصِيبِ
خَلاَ أنّ الكَبيرَ يُزَادُ فَضْلاً،
كَفَضْلِ الرّمحِ زِيدَ من الكُعُوبِ
فهَلْ لابْنَيْ عَدِيٍّ مِن رَشيدٍ،
يَرُدُّ شَرِيدَ حِلْمِهِمَا العَزِيبِ
أخافُ عَلَيْهِما إمْرَارَ مَرْعًى
من الكَلإِ الذي عُلقَاهُ، مُوبِي
وأعْلَمُ أنّ حَرْبَهُمَا خَبَالٌ
على الدّاعي إلَيْهَا، والمُجِيبِ
كما أسرَى القَطا لِبَيَاتِ عَمْروٍ،
وَسَالَ لهُلْكِهِ وادي قَضِيبِ
وَفي حَرْبِ العَشِيرَةِ مُؤيِداتٌ،
تُضَعْضِعُ تالِدَ العِزّ المَهِيبِ
لَعَلّ أبَا المُعَمِّرِ يَتّليها
ببُعْدِ الهَمّ، والصدرِ الرّحِيبِ
كَمْ مِنْ سُؤدَدٍ قَد باتَ يُعطي
عَطِيّةَ مُكثِرٍ فيهِ، مُطيبِ
أهَيْثَمُ، يا ابنَ عَبدِ الله، دعوَى
مُشِيدٍ بالنّصيحَةِ، أوْ مُهِيبِ
وَمَا يُدْعَى، لِمَا تُدْعَى إلَيهِ،
سِوَاكَ، ابنَ النّجيبَةِ والنّجِيبِ
تَنَاسَ ذُنُوبَ قَوْمِكَ، إنّ حفظَ الـ
ـذُّنُوبِ، إذا قَدُمنَ من الذّنُوبِ
فَلَلسّهْمُ السّديدُ أحَبُّ غِبّاً،
إلى الرّامي، مِنَ السّهمِ المُصِيبِ
مَتَى أحْرَزْتَ نَصرَ بَني عُبَيْدٍ،
إلى إخْلاصِ وِدّ بَني حَبيبِ
فَقَدْ أصْبَحْتَ أغْلَبَ تَغلِبيٍّ،
على أيْدي العَشيرَةِ، والقُلُوبِ

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> اكال اشتغالي في هواه مهفهف
اكال اشتغالي في هواه مهفهف
رقم القصيدة : 22780
-----------------------------------
اكال اشتغالي في هواه مهفهف
أنيق الصبا سبحان مبدع فطرته
أُطالعُ منه في ليالي فروعِهِ الـ
ـطوالِ على أنوار مصباح غُرَّته
صحيفة ُ وجهٍ في فؤادي يحبّ في
حروف معان هن غير مصربه
بصاد فمٍ في نقطة الخال معجمٍ
ولامِ عذارٍ تحت تشديد طرَّته

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ضمنت غلائل ربة الأرج
ضمنت غلائل ربة الأرج
رقم القصيدة : 22781
-----------------------------------
ضمنت غلائل ربة الأرج
ماشئت من هيف ومن دعج
معشوقة ُ اللحظاتِ قد كُحلت
بالفا تنين السحر والغنج
إنَّ الذي لِشقاي صوَّرها
بالشهد قال لريقها امتزج
كم أرشفتني الثغرَ قائلة ً
هل في حميا الريق من حرج
بيضاء تبعث من ضفائِرها
بسلاسل الريحان كالسَبَج
إن قال لليل ادج فاحمها
للصبح قال جبينها ابتلج
تشدو فتطرب في تنقلها
ياللحن من رمل ومن هزج
 
العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> برزت تحملُ بالراح راحا
برزت تحملُ بالراح راحا
رقم القصيدة : 22782
-----------------------------------
برزت تحملُ بالراح راحا
فكست بهجة نور براحا
لستُ أدري راحها أم لُماها
ما سقتني أم زلالاً قراحا
غادة مجدولة تتثنى
مرحاًر باالشباب رداحا
ومهاة ابت الوصل لما
رأت الشيب برأسي لاحا
قلت أَنت الشمس تغرب ليلاً
ويراها العالمون صباحا
فأجابت غنني أنا بدر
يأفلُ الصبحَ ويبدو رواحا
ثم قالت ماترى الشهب عقداً
فوق نحري والثريا وشاحا
قلت فوق الكشح ما جال إلاّ
وأعار الطير قلبي الجناحا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
رقم القصيدة : 22783
-----------------------------------
يالأثمي وشهاب وجدي ثاقب
كيف العزاء وطود صبري ساخا
وقف السُهادُ بمقلتي مُتوسمًّا
فراى بها اثر الكرى فأناخا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ابدين تفاح الخدود
ابدين تفاح الخدود
رقم القصيدة : 22784
-----------------------------------
ابدين تفاح الخدود
وسترن رمان النهود
ونشرنَ ريحانَ الغدائرِ
فوق أغصانِ القُدود
وأتينَ يحملنَ الكؤوسَ
كأَنهنَّ ثغورُ غيدِ
هب حسن يوسف فيها مودع أَو لم
غِها سودُ الجعودِ
من كلّ ضامية الوشاحِ
رؤّية الخلخال رُود
هيفاء لو طالبتها
بدمي فَوجنتُها شهيدي
لكنَّها عَطفَت عليَّ بصد
فمتى بسفك دمي تقرُّ
وَصدغُها لامُ الجحودِ
من مائلاتٍ كالغصونِ
دعت بها النسماتُ ميدي
من مصبياتٍ للحليم
بطرف جازية وجيدِ
من قاسمات الدرّ ما
بين المضاحك والعُقود
أنت العميدُ وحبّدا
بدمي النقا ولعُ العميدِ
فارشف عروساً من طِلى َ
جُليت على وَردِ الخدودِ
جاءت إليك تزفُّها
عذراءُ كاعبة ُ النهودِ
ياما أسرّكِ ليلة َ
في الدهر كاملة َ السعودِ
فلنا صباحُكِ قد تجلّى
مُسفراً عن يوم عيد
بيض لو تك من العذار
بشقر لاماتِ وسودِ

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
رقم القصيدة : 22785
-----------------------------------
يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا
فاجتنينا سوالفاً وخُدودا
وافتنصنا جآذراً ناصباتٍ
شرك الحسن يقتنصن الأُسودا

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
رقم القصيدة : 22786
-----------------------------------
مرَّت بنا أمسِ تميميّة ٌ
ساحبة ً أذيالها العاطره
آنسة ُ الدلّ تُرى وهي إن
آنستَها وحشيّة ٌ نافره
قد جَذبت أحشاءَنا مُذ غدت
ترمقنا بالنظرة الفاتره
فانجذَبَت من شغفٍ نحوَها
تسبقُ منا الأرجلَ السائره
وعادَ منا كلُّ ذي صبوة ٍ
وفي حشاهُ رجله عاثره

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
رقم القصيدة : 22787
-----------------------------------
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
حُمراً لعمري غَرّه ما يبصرهُ
وإنّما يقدحُ زندُ الشوقِ في
قلبي، ومن عيني يطيرُ شررُه

العصر الأندلسي >> حيدر بن سليمان الحلي >> إنّ التي سكنت ضميري
إنّ التي سكنت ضميري
رقم القصيدة : 22788
-----------------------------------
إنّ التي سكنت ضميري
في حُسنِها سَلَبت شعوري
برشاقة الغُصنِ الرطيبِ
ولفتة الظبي الغريرِ
قد أرهفت من لحظها
سيفاً ضريبتُهُ ضميري
قسما بعامل قدّها الخطّـ
ـارِ يخطرُ بالحريرِ
ما أسكرتني خمرة ٌ
لولاكِ يا عينَ المديرِ
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى