جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
رقم القصيدة : 11244
-----------------------------------
ناداني الحقُّ من عقلي ومن ذاتي
فالسلبُ للعقل والإثباتُ للذاتِ
كآية الشورى سلب وهي مثبتة
ما قدْ نفته منْ إدراكٍ لآلاتِ
إني عملتُ على تحصيلِ شاهدِه
حتى شهدت لما أضمرت آياتي
فلم أعرِّج على أهلٍ ولا ولد
ولا على أحدٍ منْ البرياتِ
إلا به فرأيت الكل صورته
فكنتُ حياً بهِ ما بينَ أمواتِ
وعندما شهدت عيني منائحه
ذوقاً علمتُ بهِ ما بينَ أمواتِ
ذوقاً علمتُ بهِ علمَ الخفياتِ
فكنتُ أشهدُهً في كلِّ حادثة ٍ
شهود من قد رآه في الحميات
فسلم الأمر في بعد وفي كثب
وجاد جُوداً بإيجادٍ على آلات
بقاب قوسين أو أدنى علمت به
علمي بهِ في الثرى والسمهرياتِ
إنَّ الخلافَ وفاق ليس يعلمه
إلا الذي ذاقه عند الزيارات
كمثلِ أسمائه الحسنى لمعتبر
والعينُ واحدة ٌ والكلُّ للذاتِ
مع الخلافِ الذي فيها لناظرها
عند التقابل من أقوى الدلالات
على الذي قلته إنْ كنتَ ذا نظر
وكنتَ فيهِ منْ أربابِ الكراماتِ
الحقُّ يعلمُ ما وهم ٌبصورُهُ
فإنه الحقُّ في درك النبوّات
منْ قالَ إنَّ وجودَ الحقِّ في صورٍ
ورآها فهوَ جهلٌ بالمقاماتِ
لو قالَ مع قالَ علماً لا خفاءَ بهِ
والنقضُ يصحبهُ مع العلاماتِ
لنْ قالَ معْ كانَ أولى وهوَ مجهلة ٌ
أيضا ولو قال إنَّ العين في اللاتي
أصابَ في كلِّ وجهٍ من مقالِتهِ
شرعا وعقلاً وفيه نفيُ آفاتِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خليلي لا تعجلا واكتما
خليلي لا تعجلا واكتما
رقم القصيدة : 11245
-----------------------------------
خليلي لا تعجلا واكتما
حديثي حذاراً على مهجتي
فإني اتحدتُ بمن قامَ لي
إذا ما توجَّهتُ في قِبلتي
ففي كلِّ شيء لهُ صورة ٌ
إذا ما بدتْ فلها وجهتي
وذاك الذي كنتُ أملته
فما كانَ بعضي سوى جملتي
تملكني وتملكته
فلي عزه وله ذلتي
وإنْ أنتَ تعكسُ ما قلتهُ
يصحُّ فجمعي في وحدتي
وفي حال حبي أنا كاره
له ولحبي فيا حيرتي
أتاني ليلا على غفلة
فثبت إتيانه حجتي
لو أنَّ الذي همت فيه هوى
يكونُ على ديني أوْ ملَّتي
لما كنت أشكو الجوى والنوى
ولكنَّهُ ليسَ من عترتي
يخالفني ووفاقي لهُ
لذاك توقفت في وقفتي
هويت السمان ومن لي بهم
وحبي لعينهمُ نحلتي
وما سمن القوم إلا الذي
يبلغني منهمُ منيتي
يقيني بهمْ مشحمٌ ملحمٌ
يقيني منَ الأخذِ في عثرتي[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله يعلمُ نفسي
الله يعلمُ نفسي
رقم القصيدة : 11246
-----------------------------------
الله يعلمُ نفسي
وما عليه أجنَّتْ
فحكمة ُ الله لما
طلبتُها ما تجنتْ
فكم تمنت نفوسٌ
إدراكها واطمأنَّتْ
ولو دَرتْ أن هذا
يضرّها ما استكنت
لذاكَ خابتْ فذابتْ
ولمْ تنلْ ما تمنَّتْ
ولو تمتْ عقولٌ
إليه بالشوقِ حنَّتْ
نالته عِلماً ولكن
ضلَّتْ بهِ حينَ ظنتْ
لقد منحت مقاماً
له الخلائق أنّت
كما خصصتْ بأمرٍ
عنه الملائك جنّت[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
رقم القصيدة : 11247
-----------------------------------
ثلاثة ُ أسماءَ تكوَّ نَ بينها
على ما تراه العينُ شكلُ مثلَّثْ
ثوى في جِنانٍ راحلاً ومودِّعاً
لأمرٍ منَ الغيبِ الإلهيّ يحدثُ
ثنيتُ عنانَ الفكر فيه فلم أصب
إلى أنْ أتاني الروحُ في الروعِ ينفثُ
ثبت له حتى إذا ما انقضى الذي
أتاني بهِ عيناً فقمتُ أحدِّثُ
ثناءً على اللهِ الذي خصَّه بما
جرى عندَ نسيانٍ فلمْ يكُ ينكثُ
ثمال لأسماء إلهية بدتْ
بسلطانها فهو الإمام المحدِّث
ثقلت بهذا الجسم عن نيلِ مطلبي
مدى هذهِ الدنيا إلى حينِ أبعثُ
ثناني عليهِ فارحاً لا مجاهداً
لذا أنا مسموعٌ إذا ما يحدث
ثقيلٌ على الأسماعِ ما جئتها بهِ
وفي الأرضِ والأفلاكِ والكلُّ محدثُ
ثمانية ٌ حمالة ُ عرشِ ذاته
أنا وصفاتي بل أنا العرش فابحثوا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
رقم القصيدة : 11248
-----------------------------------
نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أرى
قديماً ولكني رأيتُ حديثا
أظنّ الذي قد كان بيني وبينه
بياناً يسمى للحجابِ كلوثا
فشبهتُ نفسي في طلابِ حقيقتي
بليلٍ أتى يبغي النهارَ حثيثا
ليأخذ منه تارة فيردُّه
إلى الغيبِ حتى لا يُرى مبثوثا
وهل يعدمُ العلاتِ إلا قديمها
ولكنْ نراهُ في العيانِ حدوثا
فمدَّ بنا حبلاً من العلوِّ نازلاً
ولم يك في نعتِ الحبالِ رثيثا
له قوّة ٌ تغشى النعاسَ عيوننا
لها ألسنٌ فينا وكمْ وكميثا
ويعطى قليلاً من وجودي لأنني
قليلٌ ويعطينا الوجودَ أثيثا
أُضاحِكُ في يوم السرورِ كرائماً
وأقبلُ في اليومِ العبوسِ ليوثا
سمعنا حديثاً بالرصافة طيِّباً
وعند مسيئي لو سمع خبيثا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
رقم القصيدة : 11249
-----------------------------------
ما لقومٍ إذا تفكررتُ فيهمْ
لا يكادونَ يفقهونَ حديثا
هم بعينِ القديمِ في كلِّ حالٍ
يطلبونَ الوجودَ منهُ حثيثا
فيبثُّون علمَه لشخوصٍ
ما لديهم علمٌ بذاك نثيثا
قلتُ للعيسوي فيكَ انتباهق
للذي قلته فقال كميثا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
رقم القصيدة : 11250
-----------------------------------
الفرقُ بينَ القديمِ الذاتِ والحدثِ
يبينُ للمنكر المحجوبِ في الجدثِ
فاصبر عليه ولا تحفلْ بصولَتِه
ما دامَ في عالمِ التقييدِ بالخبثِ
الدهرُ ينقله لو كان يعقلُه
لي اسم شيخٍ من اسم الكهلِ والحَدَث
هذي شبيبتهُ هذي كهولته
هذا هوَ الهرمُ ما ينفكُّ عن حدثِ
فما ترى طيباً يلذُّ مطعمه
ألا ترى ضدَّه المنعوتَ بالخبثِ
أينَ الحبائبُ من جمعِ الإناثِ من الذُّ
كران إذ جمعوا لحناً على خبث
فليسَ ثمَّ سوى فرقٍ يبينهُ
ما قلتهُ فاسترحْ فيهِ أو اكترثِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
رقم القصيدة : 11251
-----------------------------------
كيف يخشى فؤاد من ليس يخشى
غيرَ محبوبهِ القديمِ ويرجو
كلُّ قلبٍ قدْ داخلتهُ حظوظٌ
من كيانِ العلى فذا القلبُ ينجو[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
رقم القصيدة : 11252
-----------------------------------
يا لابساً خِرقة َ التصوَّفِ ما
عليكَ فيما لبستَه حرجُ
إنْ كنتَ منْ عصبة ٍ منزهة ٍ
قد عرفوا ذاتَهم وما مرجُوا
قامُوا على عفة ٍ ومسغبة ٍ
تهلكُ حتى أتاهمُ الفرجُ
تحصَّنوا بالعليِّ حين علوا
وخصهمُ بالشهودُ إذْ عرجوا
فانظر إلى حالهم وحليتهم
وحصنِ تقديسهِ الذي ولجوا
وادخلْ منَ الموضع الذي دخلوا
تخرجْ بالحلية ِ التي خرجوا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
رقم القصيدة : 11253
-----------------------------------
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
نصبرُ فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ
بذاك خالقنا الرحمنُ عودنا
في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج
ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت
كما السماءُ لها في ذاتِها فرجُ
والكونُ علوٌ وسفلُ ليسَ غيرهُما
والأمر بينهما بالنص مندرج
وكلُّ شيءٍ منَ الأكوانِ نعلمُهُ
موحدا هو في القرآن مزدوجُ
حتى الوجودُ الذي إليهِ مرجعنا
بما له من صفاتِ الكون يزدوج
فليس يوجد فرد ليس يشفعه
شيءٌ سوى منْ لهُ التقسيمُ والدرجُ
ذاك الإله الذي لا شيء يشبهه
من خلقه فبه الإصباح تتبلج
وهوَ العزيزُ فلا مثلٌ يعادلُهُ
وإنما بمتابِ العبدِ يبتهج
فكيفَ منْ هوَ محتاجٌ ومفتقرٌ
إلى أمورٍ بنا إنْ لمْ يكنْ حرجُ
فلا يصحُّ على الإطلاقِ أنَّ لنا
حكمَ الغنى ولهذا فيهِ يندرجُ
الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا
إذا الخلائق فيما قلته مرجوا
همُ المصابيحُ في الظلماءِ إنْ ولجوا
كما هم العمى إنْ زالوا وإنْ خرجوا
سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به
علماً عقولٌ لمَّا في ذاتهِ دلجُوا
أما تراها على الأعقابِ ناكصة
لما رأت فنيتْ في ذلك المهج
فليسَ يدركُ مجهولٌ حقيقتهُ
وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج
لو أنهم نظروا في حسنِ صورته
قالوا بهِ قرنٌ قالوا بهِ فلجُ
قالوا بعينيهِ في إبصارِهِ وطفٌ
قالوا بهِ كحلٌ قالوا بهِ دعجُ
فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا
عليه في علمهم فيه وما درجوا
هذا معَ الخلقِ كيفَ الحق فاعتبروا
ما في بيوتِهمُ منْ نورِهِ سرجُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
رقم القصيدة : 11254
-----------------------------------
تاهَ الفؤادَ بذكرِ اللهِ وابتهجا
ولاحَ صبحُ الهدَى للعبد وابتلجا
وأسرجَ اللهُ منْ أنوارِ حكمتهِ
ومنْ معارفهِ في قلبهِ سرجا
فظلَّ يفتحُ من أبوابِ رحمته
على خليقتهِ ما كانَ قدْ رتجا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
رقم القصيدة : 11255
-----------------------------------
إني اتخذْتُ إلى ذي العرشِ معراجاً
فإنَّ لي شرعة ٌ منهُ ومنهاجا
على لسانِ رسولٍ منهُ ألبسني
بهِ المهيمنُ في إسرائِهِ تاجا
إذا رأيتَ وفودَ اللهِ قدْ وصلوا
يأتونَ دينَ الإلهِ الحقِّ أفواجا
فاستغفر الله واطلبْ عفوهُ كرماً
وكن فقيراً إلى الرحمن محتاجا
معاشر الناس إنَّ الله أنبتكم
من أرضهِ نطفاً في النشء أمشاجا
وثمُّ أولجكُم لمَّا أماتكُمْ
فيها لأمرٍ أرادَ الحقَّ إيلاجا
وقد علمت بأنَّ الله يخرجكم
بعد المماتِ من الأجداثِ إخراجا
من بعدِ إنزالهِ من أجلِ نشأتكمْ
ماء كمثلِ منيّ الناسِ ثجّاجا
وصيَّر الناسَ أقساما منوَّعة
ثلاثة في كتابِ الله أزواجا
لو أنَّ ما عندنا من علمِ صانعنا
يكونُ في رهجِ الاسواقِ ما راجا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي [/font]
[font=&quot]إني نذرتُ وما في النذرِ من حرجٍ
رقم القصيدة : 11256
-----------------------------------
إني نذرتُ وما في النذرِ من حرجٍ
بذلُ الذي ملكتْ كفِّي من المهَجِ
لوجه ربي إنْ جاد الإله على
قلبي بمعرفة ِ الأوزانِ والدرجِ
في العلمِ بالله إلا بالغير انّ لنا
نفساً قدِ اعتادتِ التنزيهَ في الفرجِ
ما بينَ أطباقِ أفلاكٍ مزينة ٍ
بزينة ِ اللهِ في التأديبِ والدلجِ
إني أسيرُ إليهِ وهوَ يطلبني
في كلِّ حالٍ بسرٍّ غيرِ منزعج
وذاك أني في سيري أشاهدُهُ
يسيرُ بي نحو ذاتي سيرض مبتهجِ
في كلِّ حالٍ فيفنيني مشاهدة
عني وما عندنا في ذاكَ منْ حرجِ
لم يبقَ عقلٌ ولا حسٌّ أحسُّ به
فيرحم الغصنَ ما في اللدنِ من عوجِ
أومت إليَّ وقد ظلتْ محفتها
بكفها والذي في الطرفِ من غنجِ
لا تركبنَّ بحاراً لستَ تعرفها
فقدْ تلاطمتِ الأمواجُ في اللججِ
واثبت على السيفِ إن السيفَ مرحمة ٌ
ولا تَوسَّط فإنَّ الهلكَ في الثبج
قدْ ضفتُ ذرعاً بما تأتي شكايتُهُ
فهل لديكمْ بما يشكوهُ منْ فرجِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
رقم القصيدة : 11257
-----------------------------------
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
لقدْ حارَ فيهِ صاحبُ الفكرِ والحججْ
جنيتُ بمصحوبٍ على كل حالة ٍ
تحيره الأمواجُ في هذه اللججْ
جرى معه الفكرُ الصحيحُ إلى مدى
فما غابَ عنْ ثفٍّ ولا بلغَ البثجْ
جميع النهى غرقى شهودٌ أو فكرة
ففي عينهِ نفيُ العقولِ معَ المهجْ
جمعتُ لهُ ذاتي فلمْ تكُ غيرهُ
فحِرت فما أدري ثوى فيّ أم خرج
جزى القدَرُ المحتوم في كلِّ كائنٍ
بما هوَ فيهِ ما عليهِ به حرجْ
جزى الله عنا من يجازي مسيئنا
على سوءِهِ حسناً فأصبحَ يبتهجْ
جزاءً وِفاقاً لا اتفاقاً وإنهم
يقولون بالتوحيدِ والأمر مزدوج
جنينا عليه بالقبول فأمرنا
مَريجٌ فعينُ الكون تبدو إذا مَرَج
جماعٌ بأثنى قيلَ فيها طبيعة ٌ
تولَّد منه كل ما دبَّ أو درج[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
البرقُ يلمعُ والرعودُ تسبحُ
رقم القصيدة : 11258
-----------------------------------
البرقُ يلمعُ والرعودُ تسبحُ
والغيثُ ينزل والمنازلُ تصبحُ
مخضرة ٌ هاماتها وبقاعُها
والزهرُ في روضاتِها يتفتحُ
فترى جنانَ الخلد أنشاها لنا
بصدورٍ أعلامٍ إذا هي تشرحُ
وقطوفها تدنو فتطعمُ منْ لهُ
ذوقٌ إا هيَ بالعبارة تفصحُ
فالخلقُ منهُ إذا نظرتَ مهللٌ
ومكبِّر ومعظِّمٌ ومُسَبِّح
والكلُّ مثنٍ بالذي هوَ أهلهُ
فالله يُعطي مَن يشاء ويمنحُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
بالعصرِ أقسمَ أن الخير يلزم مَن
رقم القصيدة : 11259
-----------------------------------
بالعصرِ أقسمَ أن الخير يلزم مَن
في الوزنِ يخسر ميزاناً ويرجحه
حتى إذا جاءَ يومَ الحشرِ موقفنا
الخوفُ يبهمهُ والوزنُ يوضحهُ
وليسَ بابٌ منَ الأبوابِ يغلقهُ
إلا وفعلكَ يأتيهِ فيفتحهُ
فالجودُ يمنحه والعدلُ يصلحُهُ
والعلمُ يوضحه والوزنُ يفضحه
إنْ كان شراً فشراً أنت كاسبه
أو كان خيراً فخيراً أنت تمنحه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
المرجفانِ هما الإبريقُ والطاسُ
رقم القصيدة : 11260
-----------------------------------
المرجفانِ هما الإبريقُ والطاسُ
والأحمرانِ كذاكَ اللحمُ والراحُ
والشحمُ ثمَّ الشبابُ الأبيضانِ إلى
شهود هذين نفسُ القوم ترتاحُ
والتمرُ والماءُ عندي الأسودانِ يُرى
كأنَّه في ظلامِ الليلِ مصباحُ
الجاه والذهبُ المسكوكُ نعتهما
الأصفران ووجه التبر وَضَّاح
إذا تجلى لك المطلوبُ فيه بدتْ
لناظرِ القلبِ في الأشباح أرواح
هي المعاني قدْ راحتْ وما برحتْ
قد قيدتها عن التسريح أشباح
لو أنها سألتْ عنهمْ جماعتهم
لقال قائلهم راحوا وما راحوا
في فقدِ ما قلتهُ الآلامُ أجمعُها
كما بوجدٍ إنَّها للنفس أفراحِ
إني نصحتكمُ لمَّا رحمتكُمُ
وذا الوجودُ قليلٌ فيه نصَّاح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
باب المعارفِ مفتوحٌ لقارعِه
رقم القصيدة : 11261
-----------------------------------
باب المعارفِ مفتوحٌ لقارعِه
وكيفَ يقرعُ بابٌ وهوَ مفتوحُ
ما ذاك إلا لما في الدار من حرم
والشخصُ ذو بصرٍ والصدرُ مشروحُ
وصاحبُ الدارِ غيران وذو مقة
في أهلهِ والهوى رمزٌ وتشريحُ
وليس يقرع هذا البابَ غيرُ فتى
له قليبٌ به وجدٌ وتبريحُ
له قليبٌ مع أهلِ الدارِ حيره
هوى ً له فيهِ تطفيفٌ وترجيحُ
ما الحبُّ إلا لأهلِ الدار ليسَ لها
وقد يكون لها وفيه تلويح
لأنهمْ عينها إنْ كنتَ ذا نظرٍ
ولا تقل هي دارٌ إنه ريح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
إنَّ الذي فرضَ القرآنَ يرجعكُمْ
رقم القصيدة : 11262
-----------------------------------
إنَّ الذي فرضَ القرآنَ يرجعكُمْ
إلى معاد وفيه العيشُ والفرحُ
يأتي إليكَ بهِ منْ كلِّ ناحية ٍ
عوارفُ الخيرِ والآلاء والمنح
وحارَ منها رجالٌ سادة ٌ صبروا
عن بابه الدهرَ ما زالوا وما برحوا
إنَّ الذين بسهم الحبِّ قد قتلوا
وددتُ لوْ أنهمْ ماتوا وما جرحوا
لله قومٌ إذا ما أصلحوا فسدوا
وثم قوم إذا ما أفسدوا صلحوا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
حمداً الإلهِ يقدسُ الأرواحا
رقم القصيدة : 11263
-----------------------------------
حمداً الإلهِ يقدسُ الأرواحا
باللامِ لا بالباءِ والأشباحا
حمد سرى نحو المهيمنِ سرُّه
ليشاهدَ الأقلامَ والألواحا
حياه عند نزوله في لا ولا
من شرَّفَ المشكاة َ والمصباحا
حتى يراقبَ نشأة ً ممزوجة ً
ويواصل الإمساءَ والإصباحا
حرٌّ عن الأغيارِ عبدٌ للذي
جلى إليه وجهه الوضَّاحا
حاذر غوائلَ مكرهِ في بسطِهِ
لا تأمنِ الرزاقَ والفتَّاحا
حنتْ إليهِ ركائبٌ منْ شوقهِ
منحتهُ فتحَ البابِ والمفتاحا
حاميم يتلوها طواسمُ رمزِه
ليسخرَ الأفلاكَ والأرواحا
حاربتُ منْ أهواهُ فيه بأمرهِ
لأحصلَ الأكسابَ والأرباحا
حتى أوافي الضدَّ صحبة َ عاشقٍ
وأجانبَ العدَّالَ والمنصاحا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
ولستُ لمنْ أجالدُه بغيرٍ
رقم القصيدة : 11264
-----------------------------------
ولستُ لمنْ أجالدُه بغيرٍ
جزاء إذ أجالده كفاحا
ولكني أجالدُ فيهِ نفسي
وأبغي الفوز فيه والنجاحا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
رقم القصيدة : 11265
-----------------------------------
صحتُ بالكوكبِ المنيرِ عشاءً
يا نظيرَ النورِ بدرَ الصباحِ
يا حبيبي وهل عليّ إذا ما
جئتكم عنْ حقيقة ٍ منْ جناحِ
أين سرُّ الوصالِ بالله قل لي
منكما في الطلاقِ أو في النكاحِ
عملٌ هلْ يصحُّ فيهِ ازدواجٌ
أي وتهيامُ بالوجوهِ الصباحِ
نكح المغرب الصباحَ فأبدى
ربُّنا عندَ ذاكَ نورَ الصلاحِ
فأنارت أرض الوجودِ وأبدت
كلَّ شيء مخبأ في البطاح
ثمَّ غابا عنٍ الوجودِ زماناً
حين حلّت عساكرُ الاقتراح
وأقاما بربوة ِ المحو حتى
ما أهَّلتْ أهلَّة ُ الافتتاحِ
قيل يا كوكبان هُبّا بخير
كمهبِّ الجنوبِ بين الرياحِ
وانعما بالشهودِ حالاً وعلماً
واسعيا للصلاة ِ عند الرواحِ
ثمَّ لما منَّ الكريمُ عليهم
باتصالِ الذواتِ بعد انتزاحِ
قلت: ليت الإله يشرح صدري
لعلومٍ تنالُ دونَ تلاحي
جاءني الكوكبُ العليُّ رسولاً
من حكيمٍ مهيمنٍ فتَّاح
قالَ يا سائلَ الكريمِ علوماً
ما على عالمٍ بها من جُناح
إن تكن تحسن استماعَ خطابي
خذْ حباكَ الإلهُ بالانشراحِ
فعلُ أشباحنا على الروح يبدو
وكذا فعلهُ على الأشباحِ
حكمة ٌ مهدَ الحكيمُ ثراها
وبَنا سقْفَها لأمرٍ مُتاح
يا أخي قمْ ترَ حبيبكَ عيناً
فاعلاً في الجسومِ والأرواحِ[/font]

[font=&quot]
[/font]
 
[frame="4 80"]
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
ألبستُ ستَّ العيشِ مثلَ الذي
رقم القصيدة : 11266
-----------------------------------
ألبستُ ستَّ العيشِ مثلَ الذي
ألبسني أهلُ التقى والسماحِ
خرقة َ أهلِ اللهِ فخراً وما
على الذي يلبسها من جُناحِ
وشرطها أن تلبيها على الشر
طِ الذي يلبس أهل الصلاح
مقامها الفوزُ غداً والنجاحِ
في كلِّ ما تطلبهُ والفلاحِ

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

شرع القتلُ للرجوع سريعاً
رقم القصيدة : 11267
-----------------------------------
شرع القتلُ للرجوع سريعاً
للذي جئت منه عند الكفاحِ
دونَ موتٍ وإنَّ عيني تراهُ
ميتاً قد علمت معنى السراحِ
جعلَ اللهُ في الشهادة ِ رزقاً
للذي نالها بغيرِ انتزاح
فهوَ إنْ كانَ في العيانِ فساداً
فهوَ عند الإله عين الصلاحِ
كلُّ ما كانَ أو يكونُ وما لا
إنما كونه بأمر متاح
ما يريد العبيد منه تعالى
غير درك المنى وخفض الجناح
ما على من يريد ردّاً إليه
في الذي قد أتى به من جناح
ما يريد العصاة منه تعالى
غير عفو عن الذنوبِ القباح
ما يريد الفقير منه تعالى
غيرَ بذلِ الندى وجودِ السماحِ
هوَ ليلي إذا أتيتُ أناجي
ونهاري عند المسا والصباحِ
لو تراني إذا وصلتُ إليه
منْ وجودي في بسطة ٍ وانشراحِ
لستُ أبغي سواه في كلِّ حالٍ
أنا فيه من ضيقٍ أو انفساح

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

فهو القوي إذا قضى
رقم القصيدة : 11268
-----------------------------------
فهو القوي إذا قضى
وهوَ القويُّ إذا منحْ
فالحمدُ لله الذي
بهما على قلبي فتح
إني رأيتُ الحقَّ والْ
ـميزانَ في يدهِ رجحْ
فسألته ما يبتغي
فأجابَ ما يدري فصحْ
قولُ الخلائقِ كلهم
إنّ الكريمَ لهُ المنحْ
ما زلت أعبده له
والمؤمنين ومن صلح
من ليس يعبده كذا
بين الخلائق يفتضح
وإذا فهمت مقالتي
زندُ المشاهدِ ينقدحْ
فترى الذي قد قلته
من نور زندك قد وضح
فاقدح زنادَ وجوده
فالكشفُ فيهِ لمنْ قدَحْ
إني نصحتكمُ وقدْ
أدى الأمانة َ منْ نصحْ

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

كلُّ فعلٍ كانَ مني حكمُهُ
رقم القصيدة : 11269
-----------------------------------
كلُّ فعلٍ كانَ مني حكمُهُ
بين ندبٍ ووجوبٍ ومباحِ
ثمَّ مكروهُ وحظرٌ فانظروا
كلَّ هذا عينهُ عينُ الصلاحْ
علمُ ذاتٍ نعت تنزيهٌ لها
ثمَّ أسماءُ معانٍ تستباحْ
وصفاتُ الفعل فرضٌ فعلها
ثم إدراكٌ به كان الفلاح
فانظروا ما قلتُ في خالقنا
والزموا البابَ وقولوا لا براحْ
فجميعُ الناسِ قد أسعدهم
بينَ تقييدٍ وقولٍ بالسراحْ
فالذي أطلق منهم علمه
ربَّ جودٍ ووفاءٍ وسماحْ
ربُّ حربٍ ونزاعٍ وكفاحْ
إنما العلمُ الذي أطلبه
بإلهي هو بالشرعِ الصراح
مسكنُ الشخصِ الذي يحظى بهِ
بيته المعلومُ فينا بالضُّراح

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
رقم القصيدة : 11270
-----------------------------------
خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
علي من التفريغ من كرم السخِّ
خفى بما أبداه من نورِ ذاته
عن العقلِ والأبصارِ في عالمِ السلخِ
خبرتُ وجودَ الكونِ في كلِّ حالة ٍ
فعاينتهُ قدْ حازَ مرتبة َ المسخِ
خؤوناً أميناً صادقاً كاذباً وما
تقابلتِ الأحوالُ إلاَّ من الطبخ
خلقتُ لأمر لا أقوم بحقه
وذلكَ لاستعدادنا حالة َ النفخِ
خُصصنا بأسماءِ الإله عناية ً
وبالصورة ِ المثلى وأكرمتُ بالنسخِ
خصوصية ً جاءتْ من اللهِ تبتغي
كرامة َ شيخٍ نالها زمنَ الشرخِ
خصيصُ به ذاكَ المقامُ لأنهُ
تولّد ما بين العفارِ إلى المرخ
خفيفٌ معَ الطبعِ الثقيلِ إذا مشى
يحوز طريقَ الشاة ِ والفيلِ والرُّخِ
خبيئة صافٍ كرَّم الله ذاتَه
بها فلهُ من نورِها سورة ُ الدَّخِ

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

البدرُ في المحو لا يُجارى
رقم القصيدة : 11271
-----------------------------------
البدرُ في المحو لا يُجارى
وفي تناهيهِ لا يُحَدُ
صحّ له النورُ بعد محو
ثم إليه يعود بعدُ
سرائر سرِّها ثلاث
ربٌّ مليكٌ واللهُ فردٌ
في المحو صحّت له فأثنتْ
عليه لما أتاه يعدو

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
رقم القصيدة : 11272
-----------------------------------
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
وأنا الذي لا حكمَ لي مفقودُ
عنقاءُ مغربٍ قدْ تعورفَ ذكرها
عُرفاً وبابُ وجودها مسدودُ
ما صيَّرَ الرحمنُ ذكريَ باطلاً
لكنْ لمعنى سرُّهُ مقصودُ
هو أنني وهابه أسرارهم
عرفانها فصِراطُنا ممدود
والسالكونَ على مراتبِ نورهم
فأجلُهم منْ نورهِ التجريدُ

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
رقم القصيدة : 11273
-----------------------------------
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
أني إمامُ العالمينَ محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه
فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

أنا المحي لا أكنى ولا أتبلد
رقم القصيدة : 11274
-----------------------------------
أنا المحي لا أكنى ولا أتبلد
أنا العربيُّ الحاتميّ محمدُ
لكلِّ زمانٍ واحدٌ همْ عينهُ
وإني ذاكَ الشخصُ في العصرِ أوحدُ
وما الناسُ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ
حرامٌ على الأدوارِ شخصانِ يوجدُ
أقابلُ عضاتِ الزمانِ بهمة ٍ
تذلُّ لها السبعُ الشدادُ وتخمدُ
مويدُنا فيهِ على كلِّ حالة ٍ
إلهُ السما وهوَ النصيرُ المؤيدُ
وما ذاك عن حقٍّ ولكن عناية
اتتني وحُسَّادي ترومُ وتجهد

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي

يومُ المعارجِ يومٌ لا انقضاء له
رقم القصيدة : 11275
-----------------------------------
يومُ المعارجِ يومٌ لا انقضاء له
دنيا وآخرة ً لا ينقضي أمدُهْ
وكلُّ ما ينقضي منهُ لحادثة ٍ
تكون فيه وفيها ينتهي أبده
ولوْ يعدُّ الذي يكونُ من حدثٍ
في يومهِ ما انتهى في يومهِ عددُهْ
لو كان لي سند ما كنت مستنداً
إليهِ والعلمُ يقضي أنني سندُهْ



[/frame]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
رقم القصيدة : 11276
-----------------------------------
الوهمُ يصلحُ ما الألبابُ تفسدُه
في الحقِّ لكنَّها ما لوهمٍ تبعدُهْ
العقلُ يحكم والأوهام تحكمه
فيه فتضبطه ولا تحدِّدهْ
وكيفَ يحكُمْ عقلَ قاصرٍ حدّثٌ
على مكونهِ والعجزُ مشهدُهْ
تنوَّعَ الذاتُ بالأفكارِ إنَّ لها
مثل الهيولى ولكن لا تعدّده
يرمي الإلهُ بها منْ كانَ عنهُ بهِ
وليسَ يرمي بهِ إلا ويقصدُهْ
العقلُ بالنظر الفكريّ يمسكه
والكشفُ يرسلُه ولا يقيدهْ
لو كان للعقلِ حكمٌ في مكوّنه
لما أتى شرعه وقتاً يفنده[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
رقم القصيدة : 11277
-----------------------------------
تنوعتِ الأحوالُ فاعترفَ العبدُ
وكان له القربُ المعين والبعدُ
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ قدْ وعدَ الذي
أتاه به صدقاً وقد صدق الوعد
فمنْ كانَ ذا عهدٍ ولياً بعهدهِ
يوفي له بالشرعِ ما قرّر العهد
فسلم إليه الأمر في كلِّ حالة
فللهِ هذا منْ قبلُ منْ بعدُ
أنا المؤمن السّجاد أبغي بسجدتي
شهودَ إلهٍ قيلَ فيهِ هوَ الفردُ
وما هو إلا الواحدُ الأحدُ الذي
يقرُّ بهِ عقدٌ ويجحدهُ عقدُ
فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فقدْ عرفَ المعنى وقدْ حققَا لقصدُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
رقم القصيدة : 11278
-----------------------------------
أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
ألا ليتَ شعري منْ هوَ الربُّ والعبدُ
تسترت عني بي فقلت بأني
ظهرتُ فلمْ تخفَ خفيتَ فلمْ أبدُ
طلبتكمُ مني فلمْ أرَ غيركمْ
فهل حكمُ القبلِ المحكمُ والبعدُ
قعدتُ بكمْ عنكمْ لكوني كونكُم
فلما قعدنا قمتَ أنت بنا تعدو
إليكمْ عسى يبدو وجودي إليكمُ
فألقيته في إسمٍ يقال لهُ الفردُ
فأسماؤك الحسنى يكثر كونها
وجودي ولولا ذاكَ لمْ يكنِ البعدُ
فمنْ يحصها حالاً يكونُ بجنة ٍ
ومن يحصها عدّاً يكون له الحدّ
لي البعدُ والتداني من اسمكمْ
فبعدي لكم قربٌ وقربي بكمْ بعدُ
إذا أنتَ أعطيتَ النعيمَ وجدتني
شكوراً وإن لم تعطني فلك الحمد
مركبنا يبغيه برهانُ وجدكم
وأفراده بالذاتِ يطلبها الحدّ
فمنْ قامَ في الأفرادِ فالحدُّ آجلٌ
ومن قام في التركيب برهانه النقد
فكم بين موضوع حماه محرَّم
وكمْ بينَ محمولٍ يساعِدهُ الجدُّ
إذا غطني ملقى الحديثِ بباطني
ففي حلِّ تركيبي يكونُ له قصد
فيفصم عني وهوَ للذاتِ قاهرٌ
إذا بلغ المقصودُ من غطى الجهد
أسايرُهُ حتى إذا ينقضيَ الذي
أتاني بهِ ألوي على عقبي أعدُو
يزملني منْ كان عندي حاضراً
لما هدَّ مني ما تضمنَّه العهدُ
ولستُ بما قدْ قلتهُ بمشرِّعٍ
لقومي ولكني ورثتُ فلمْ أعدُ
بما أنا مأمورٌ به أنا آمرٌ
وما لي مهما جاني منهما بدُّ
لعبت بشطرنجِ العقولِ مدبراً
ولي في الذي يبدو القبولُ أو الردّ
وبالنردِ يلهو صاحبُ الشرعِ والحجى
وقد عرفَ المطلوبَ من لهوِهِ النردُ
وبينهما شطرنجُ نردٍ لمنْ يرى
ويقضي عليه ما يقابله العقد
تولّى على الأسرارِ سلطانُ ودِّه
وأفلحَ شرٌّ كانَ سلطانَهُ الودُّ
له حرمات في شهور تعينت
فواحدهم فردٌ وباقيهمُ سرد
إذا أنتَ شاهدتَ الوجودَ وجودُهُ
بذلكَ ما يعطيهِ من قدحِهِ الزندُ
ولكنه بالريح روحٌ بقائه
يقال لهُ في عرفنا النفخُ والوقدُ
فيفعلُ فعلَ النورِ والنارِ وسمُهُ
كما لهما الإطفاء والذم والحمد
فخضَّ بفتحِ النونِ إذْ عمَّ نفعهُ
ورحمتُهُ والضمُّ من شأنهِ السدُ
فتطمع فيه الكاعبات لنفعه
وترهبُ منهُ في أماكنها الأسدُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
رقم القصيدة : 11279
-----------------------------------
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به
فذلك العجزُ أيضاً فيه تقييد
فليسَ يخرجُ في ظني ومعرفتي
شيءٌ عن القيدِ لا شركٌ وتوحيدُ
تنزيهكَ الحقَ حدٌّ أنتَ تعلمُهُ
إن النزيه بنفي الحدّ محدود
إن قلت ليس كذا أثبته بكذا
وذا لباسٌ نزيهٌ فيهِ تجريدُ
سلبُ التحيرِ عنهُ لا يشرفُهُ
وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ
لوْ لمْ يكنْ في كذا لزالَ عنهُ كذا
وزالَ عنهُ بهِ حمدٌ وتمجيدُ
أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها
فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ
لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ
آثارها فلنا منْ ذلكَ الجودُ
إنّ الوجودَ الذي أثبتهُ نسبٌ
فلا وجودَ فما في العينِ موجودُ
بذا المحالُ الذي ترمي بهِ فطرٌ
وكيفَ يقبلُهُ والكونُ مشهودُ
أثبت عينك عند النفي نافية
فمنْ نفيتَ وبابُ النفيِ مسدودُ
وكيفَ تنفي وجوداً أنتَ تثبتهُ
عقلاً وعيناً وحوض العقل مورود[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
رقم القصيدة : 11280
-----------------------------------
واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ
من المعارفِ والزُّلفى ولا لبدُ
ولا تعينُ في شيءٍ يكونُ لنا
ولو يعيشُ الذي قدْ عاشَهُ لبدُ
لله قومٌ لهم علمٌ ومعرفة ٌ
وهم عليه إذا يدعوهمُ لبد
عميٌ وأبصارهم بالنور ناظرة ٌ
لو يشهدونَ الذي شهدْتُهُ شهدوا
لا يشهدونَ وإنْ قامتْ حقائقهمْ
بهم معاينة من ربهم شهدوا
إنَّ العبيدَ الذينَ الحقُّ عينهم
لنفسهِ واصطفاهمْ كلهم عبدوا
جلالهُ واستمروا في عبادتِهِ
ولو تجلى لهمْ في عينهم عبدوا
ولا ترددُ فيهِ من ترددهُ
إلا رجال به من نفسهم عبدوا
من أجله قام بي ما يشهدون به
المسكُ والندُّ والتخليقُ والجسدُ
وإنني لتجليهِ إذا نظرتْ
عين المحققِ في ذاتي له جسد
لما تعينَ مني ما اتصفتُ بهِ
لذاكَ قامَ بمنْ يدري بهِ حسدُ
دنوا من الحضرة ِ العلياء حين بدتْ
أعلامُ صدقِهِمُ منهمْ وما بعدوا
إن أسدلتْ حجب الأغيارِ ودونهمُ
أبقاهمُ وبرفعِ الستر قد بعدوا
لله قومِ غزاة ٌ ما لهم عددٌ
وإنَّ أسماءَه الحسنى هيَ العددُ
مقدَّم العسكر الجرّارِ سيدهم
وهمْ كثيرونَ لا يحصى لهمْ عددُ
إن ينصروا اللهَ ينصرهمْ بهمتهِ
ومن خواطرهم يأتيهم المدد
تاهَ الزمانُ فلمْ يظفرَ بحصرهمُ
وما حواهم فلم تقطعهم المدد
لمَّا تعرضَ لي منْ كنتَ أحسبهُ
معي ومستندي لم يبق لي سند
منْ كانَ أسماؤه الحسنى له سنداً
معنعناً في ترقيه علا السند[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
رقم القصيدة : 11281
-----------------------------------
بالشرعِ أعلم ما البرهانُ ينكرهُ
والشرعُ أولى بما أولي وأقصدهُ
الأينُ والكيفُ والأعضاءُ أجمعها
مع القوى وبها أثني وأحمدُهُ
له كما جاءَ في الشرعِ المطهرِ منْ
زيغِ العقولِ ومن وهمٍ يحدده
لذاكَ جاءَ بإيمانٍ يصدقهُ
وحرم الفكر في ذاتٍ يعبده
أهلُ العقولِ عصوه فهي زيِّهمُ
بما تولدهُ والكشفُ يفسدُهُ
فظنها أنَّها في كلِّ ما نظرتْ
أصابتِ الحقَّ والبرهانُ يعضدُهُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ
إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ
رقم القصيدة : 11282
-----------------------------------
إنَّ لي رباً كريماً أجدهُ
كالذي نعلمُ أو نعتقدهْ
هو مني وأنا منه به
ولذا في كلِّ حالٍ أجدهْ
كلُّ من نال الذي قد نلته
من وجودٍ قدْ تعالى مشهدُهْ
إن أستاذي الذي أدّبني
هو شخصٌ في وجودي يشهدُهْ
هو مني والدٌ معتبرٌ
وأنا منه كهو أو ولده
لا أسميه لأني عالم
أنه يكره ذا بلْ يعبده
ولذا قلتُ بشخصٍ للذي
قد روى منْ قدْ تعالى سندُهْ
ما قصدنا لنوالٍ غيرهُ
هو رِفدي فأنا أسترفدُهْ
إنه النائب عن خالقنا
برضانا ولذا نعتمدهْ
من يكن يعرفه جهلاً به
أنْ يرى في كل حالٍ نعبده
وبهذا الأمرِ قد كلفنا
وعلمنا أنَّ هذا مقصدُهْ
فليكن عندك من ذا خبرٌ
منصفٌ تعرفه لا تجحده[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
رقم القصيدة : 11283
-----------------------------------
إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ
أقبلتُ أعدو إليه وهو بي يعدو
فقالَ لي وهوَ من ذاتي يخاطبني
إنَّ الوجودَ الذي رأيتهُ فقدُ
فقلتُ: أنتَ معي فقال: أنت معي
كالفردِ يضربُ فيه عندنا الفردُ
لما رأيتُ وجودي لا يزايلني
علمتُ أنَّ وجودَ السيِّد العبد
بذا أتتْ في كتابِ الله صورته
الأمرُ للهِ منْ قبلُ ومنْ بعدُ
الحقُّ عندي معي بي وهوَ معتمدي
في كلِّ حالٍ إذا أروحُ أو أغدو
الجودُ يبغي وجودي فهوَ لي سندٌ
وما لنا منه في أعياننا بدّ
كمثلِ أسمائه الحسنى التي ثبتتْ
بالنصِّ يطلبها التقييدُ والعدُّ
إن العقولَ لتحصيها مفصلة
فيها الخلافُ وفيها المثلُ والضدُّ
كذلكَ الحكمُ في كوني فأما أنا
أثبتها فلها الإثباتُ والوجدُ
والحلم فينا الذي يعطي حقائقنا
الحلُّ والعقدُ والتليين والشدُّ
هوَ الذي لمْ يزلْ يخفي حقيقتهُ
بما هيّ اليومَ في أبصارِنا تبدُو
منهُ الأمورُ التي تشقى وتسعدُنا
أخرى ويشهدُ ذا الغيُّ والرشدُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
رقم القصيدة : 11284
-----------------------------------
علمي بربي عزيزٌ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي ذاقه من خلقه أحد
وهم رجالٌ ذوو علمٍ ومعرفة ٍ
لأنهمْ وجدوا عينَ الذي أجدُ
مضى بكلِّ الذي في النفسِ منْ جلدٍ
لم يبقَ لي سَبَد منه ولا لَبَدُ
وليسَ علمي بشيءٍ غابَ عنْ بصري
لأنني عينه والأمرُ متَّحدُ
فلست أجهلني ولا أكيفه
لو أنني عشتُ ما قدْ عاشَه لبدُ
ما زال يطلبني من كنتُ أطلبه
وليس يثبت من قولي هنا عدد
لانها نسب والعين واحدة
ما بيننا وبهذا العلم ينفرد
إني رويتُ علوماً عن مهيمنها
وما لنا غيرُ أسماء لها سَنَد
هم الشيوخَ لنا إنْ كنت تعرف ما
ذكرته وهم السادات والعدد
بهم يدافعهم وليس غيرهمُ
هناك فاعلم بأنَّ الساكن البلد
لولا تحكمهمْ لمْ ندرِ أنهمُ
همُ وعينُ حجاب الناظرِ الجسدُ
لذاك يحسدنا منْ ليسَ يعرفُنا
وليس ثَم فلا عينٌ ولا حسد[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
رقم القصيدة : 11285
-----------------------------------
حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
أنا الفقير وأنت السيد الصمدُ
أنت الذي بجمالِ الكون ينفرد
وأنتَ أيضاً بذاتِ العينِ تتحدُ
فليسَ يبقى لعينِ الاتحادِ بنا
في كوننا كثرة ٌ تبدو ولا عددُ
العلمُ يشهدُ أنَّ الأمرَ واحدة ٌ
كما أتتك به الآياتُ فاتئدوا
لو كلف الخلقُ ما عاشوا عبادته
من غير حدّ لما ملوا وما عبدوا
تغلي من أجلي أجفاني لنارِ هوى
بالقلبِ من داخل الأحشاء تتقدُ
لله قومٌ بتركِ الاقتداء شقوا
وآخرون بترك الاقتدا سعدوا
الحقُّ أبلجُ ما يخفى على أحدٍ
وقد تنازع فيه النسر والأسد
عليهِ أجمعَ أهلُ الأرضِ كلهمْ
عقلاً وشرعاً فما يرمى به أحد
من أعجب الأمر فيهم ما أفوه به
همُ المقرونَ بالأمرِ الذي جحدوا
وإنما اختلفت فيه مقاصدهم
فنعمَ ما قصدوا وبئسَ ما وجدوا
إلا إمامٌ بعينِ الشرعِ أدركهُ
له الإصابة ُ نعمَ الركنُ والسند
هوَ الكريمُ فما تُحصى مواهبهُ
من العطايا ومنه الجودُ والرفد
لما توهمَ أن الأمر مغلطة ٌ
عقلُ المنازعُ تاهَ العقلُ فاستندوا
إلى الشريعة ِ لا تلوي على نظرٍ
منَ العيونِ التي أصابها الرمدُ
لو أنها شفيتْ مما بها نظرتْ
يعطي العلومَ بسيرِ الكوكبِ الرصدُ
وإنَّ ربك بالمرصادِ فازدجروا
يدري بذلك سبَّاقٌ ومقتصد
ترنو إليك عيونٌ ما لها بصر
لما تمكَّنَ منها الغلُّ والحسدُ
وذاك حين رأت كشفاً قد اختلفت
عليه عند ذوي ألبابه الجدد
فقال شخص بما الثاني يقابله
وكلهمْ ناظرٌ في اللهِ مجتهدُ
منوَّع في التجلي حكمه أبدا
ما ثم روحٌ تراه ما له جسد
فلو تجلى إلى الاسرار كان له
حكم يخالف هذا ما له أمد
وإنما يتجلى في بصائرنا
فيحكمُ الوهمُ فيه بالذي يجدُ
وقتاً ينزهه وقتاً يشبهه
وقتا يمثله جسما ويعتقد
إنَّ الحديثَ على ما قدْ تخيلهُ
وقد تحكم فيه الغيُّ والرشد
سبحانه وتعالى أنْ تراه على
ما قد رأى نفسه فإنه الأحد
والواحد الحقُّ لا غير يشفعه
والغيرُ ما ثمَّ فاسترهُ إذا يردُ
لو كان لي نظر في ما نظرت
عيني إليه به ما ضمني البلد
هوَ الأمينُ الذي آلى بهِ قسماً
في حقِّ منْ لمْ يكنْ لكونهِ أمدُ
لو انتفى الأزل المعلومُ عنه كما
عنه انتفى إذ نفاه الحال والبلد[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
رقم القصيدة : 11286
-----------------------------------
هيهات هيهات لا مالٌ ولا ولد
نعم ولا سَبَدٌ يبقى ولا لَبَدُ
وليسَ ينفعني إذا وردتُ على
ربِّ السمواتِ إلا الواحدُ الصمدُ
سبحانه وتعالى أن يكيفه
عقلٌ وأن يمتري في كونه أحد
هو المهيمن فوق العرش أعمده
بنصبه ما له في فعله مرد
المالُ عندي وحالُ الفقرِ يحجبني
عنه فعينُ افتقاري ذلكَ السندُ
إلى غنيّ مليّ لا افتقارَ له
إلى الأمورِ التي إليه تستندُ
إذا يحكمني فيما يملكني
في الحال أحجره فكيف اعتمد
عليه فيه وعندي الضعف يمنعني
عن التصرُّف فيه هكذا أجد
وقوّة الحال عين العلم أذهبها
بالأصل صبراً ولا صبر ولا جلد
لو كنتُ أصبر أو أقوى على جلد
ما ضمني للذي قدْ عالني بلدُ
وما أنا الغوثُ أحمي الخلقَ منهُ ولا
أنا لهُ بدلٌ ولا أنا وتدُ
لكنني خاتمٌ بالعلمِ منفردٌ
للهِ مرتقبٌ بالسرِّ متحدُ
لا يعتريني لما قد قلت عني أذى
ولا ينهنهني عنْ بغيتي الأسدُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
رقم القصيدة : 11287
-----------------------------------
سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
إذا قيلَ أنتَ الربُّ قالَ أنا العبدُ
على الكلِّ عهدٌ قدْ عرفتَ مقامَهُ
فمن لا يفي بالعهد ليس له عهد
كذا نصهُ في الوحيِ عبدٌ مقربٌ
محمد المختارُ والعَلَمُ الفرد
وجاءَ به نصُّ الكتابِ مؤيداً
كلامُ رسولٍ صادقٍ وعده الوعدُ
فللهِ ما يخفى وللهِ ما يبدو
وللهِ فيهِ الأمرْ قبلُ ومنْ بعدُ
ولمْ يدرِ هذا الأمرَ إلا أولوا النهى
منَ السادة ٍ الغرِّ الذينَ همُ قصدُ
قويمٌ إذا حادتْ مقاصدُ مثلهِ
عن المرتبة ِ العليا فخانهم الحدّ
أقاموا براهينَ العدالة ِ عندهُ
فقولهمُ قول وحدهمُ حدُّ
وحال لهم في كل غيبٍ ومشهدِ
مذاق عزيز طعمه العسلُ الشهد
وذلك عن وحي من الله واصلٌ
إلى النحلِ فانظر فيه يا أيها العبد
فإن كان إلهاما من الله إنه
هو الغاية القصوى إلى نيلها تعدو
فما فيه من تركِ استناد معنعنٍ
ومن كان هذا علمه جاءه السعد
فليسَ لهُ إلا الغيوبَ شهادة ٌ
ومن كان هذا حاله ما له حد
تجنبْ براهينَ النهى إنها عمى
إلى جنب ما قلنا فقربكمُ البعد
لو أنَّ الذي قلناه يقدر قدره
لنوديتُ بينَ الناسِ يا سعدُ يا سعدُ
كما جاءَ منْ أسرى إليه بهِ على
بُراقِ الهدى نحوَ الذي قلتُ يشتدُّ
ومنهُ أخذنا علمَهُ بشهادة ٍ
من الذوقِ ذقناها وشاهدنا الوجدُ
إلى كلِّ خيرٍ سابقاً ومسارحاً
وقد جاء في القرآن أنوارها تبدو
أروحُ عليها بكرة ً وعشية ُ
بشوقٍ إلى تحصيلها وكذا أغدو
ألا إنَّ بذلَ الوسعِ في اللهِ واجبٌ
ودار الذي ما من صداقته بدّ
وليس سوى النفسِ التي عابد لها
وكانتْ من الأعداءِ لمنْ حالُه الرشدُ
تعبدتَ يا هذا بكلِّ فضيلة ٍ
وأنتَ لها أهلٌ إذا حصلَ الجهدُ
وساعدك التقوى فنلت بها المنى
ولكنْ إذا أعطاكَ من ذاتهِ الجدُّ
إذا جاءك الوفد الكريم مغلسا
وساعده من عند مرسله الرفد
فذلك بشرى منه إنك مجتبى
وإن لك الزُّلفى كما أخبر الوفد
وما الوفدُ إلا رسلهُ وكتابهُ
وليس لما جاءت به رسله ضدّ
يقاومهُ فاعلمْ بأنكَ واصلٌ
إليهِ ولا هجرٌ هناكَ ولا صدُّ
فواصِلْ ذوي الأرحام مما منحته
وإنْ أنتَ لمْ تفعلْ فذالكمُ الطردُ
وحاذِرْ من الجودِ الإلهيّ إنه
لهُ المكرُ في تلكَ المنائحِ والردُّ
فلوْ كانَ عن ربٍّ لكانَ مخلصاً
كما يحلمُ الشطرنجُ أن يحكمَ النردُ
ألا إنَها الأفلاكُ في حكمها بها
قدْ أودعَ فيها اللهُ منْ علمهِ تعدو
على كلِّ مخلوقٍ وإنَّ قضاءَه
عليه بهِ فاحمدْ فمنْ شانكَ الحمدُ
فحقق تنقل إن كنت بالحقِّ حقه
ولا تعتمد إلا على من له المجد
وذلكَ منْ يدري إذا كنتَ عالماً
وقدْ أثبتَ التحقيقُ من حالهِ الجحدُ
ولا تجحدن إلا كفوراً لعلمه
لذلك لم يخلد وإن ذكر الخلد
فما الخلدُ إلا للذي ظلَّ مشركاً
يروحُ ويغدو دائماً فيهِ ولا يعدو[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
رقم القصيدة : 11288
-----------------------------------
إنَّ الفروعَ لها أصلٌ يولدُها
وهيَ الأصولُ لمنْ أيضاً تولدهُ
الحقُّ أصلُ وجودي ثمَّ معرفتي
أصلٌ لعلمي بهِ إنْ كنتَ تشهدُهُ
بهِ أتانا رسولُ اللهِ في خبرٍ
عكسَ الذي قالَ منْ بالفكرِ يجحدهُ
الله أنزه أن تُدرى حقيقته
وأنْ يولدّهْ من كانَ يعبدُهُ
وإنما قلتَ ذا مما لنا وردتْ
بهِ النصوصُ التي للشرعِ تعضدُهُ
إنْ تنصروا الله ينصركمْ ويشهدُكمْ
إصلاح من أنت تبغيه فتفسده[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من اتقى الله فذاك الذي
من اتقى الله فذاك الذي
رقم القصيدة : 11289
-----------------------------------
من اتقى الله فذاك الذي
أساء ظناً بالذي أوجده
فمنْ يشاهدُ ما رمزنا لهُ
فليتق الله الذي أشهدَه[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
رقم القصيدة : 11290
-----------------------------------
وكفى بربِّ الوارداتِ شهوداقل للذي نظم الوجودَ عقوداً
هلا اتخذتَ عليكَ فيهِ شهودا
عدلاً منَ الأكوانَ منْ ساداتهِ
المصطفينَ معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم
ليبايعونَ الحاضرَ المفقودا
فإذا مضى زمنٌ مضى لمرورهِ
عقدٌ فجدَّدَ للإمامِ عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته
وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمامَ هوّ الذي شهدتْ لهُ
صمُّ الجبالِ بكونِهِ معبودا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما راينا من غاية ٍ
ما راينا من غاية ٍ
رقم القصيدة : 11291
-----------------------------------
ما راينا من غاية ٍ
إلا كانتْ لنا ابتدا
ثمّ عدْ لي إذا أضيـ
ـفَ إلينا كان اعتدا
الوليُّ الذي إذا
بلغَ الغاية َ ابتدا
والحكيم الذي إذا
بلغ المقصدَ اهتدى
إنْ تجلَّى له الذي
كانَ مطلوبُه اقتدى
ثم إنْ زادَ علمه
ضلَّ فيهِ وما اهتدى
لمْ يقلْ عالمٌ إذا
نسخ الحكم بالبدا
مثلَ ما قيلَ في ذُكا
رجعتْ وهي في المدى
الإمامُ الذي إذا
أبصرَ العينَ أسندا
اقتداء بمن إذا
أصلحَ الأمرَ أفسدا
بفسادهم الصلاحُ
لمنْ ظلَّ مرشدا
لمْ يدعْ ربنا الذي
لم يزلُ مصطفى سدى
إنما قال إنه
علمٌ بل هم الهدى
لا تقل غيرَ ذا فمنْ
ضلَّ في القولِ ما هدى
وتحفظ من عصبة ٍ
لم يكونوا ذوي ندى
إنما الشُّحُّ مهلكٌ
وهوَ من أعظم العدى
لا يغرنَّكَ كونُهُ
مانعاً منعه جدى
إنما الشحُّ للنفو
س التي تقبل الردى
فإذا أنا تخلصتُ
فهيَ للحقِّ كالردا
فاحمدِ اللهَ يا أخي
على ما به هدى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
رقم القصيدة : 11292
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ أكرمَ أحمداً
ونادى بهِ حتى إذا بلغَ المدى
تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً
فكان له روحاً كريماً مؤيدا
وأعطاه ما أبقى عليه مهابة ً
فأورثهُ علماً وحلماً وسؤددا
وأعلى بهِ الدين الحنفيَّ والهدى
وصيرهُ يومَ القيامة ِ سيدا
وهيأ يومَ الفصلِ عندّ ورودهِ
لهُ فوقَ أدنى في التقربِ مقعدا
وعين يوم الزور في كلِّ حضرة ٍ
له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا
فيا خيرَ خلقِ اللهِ بلْ خيرَ مرسلٍ
لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا
تحليتَ للإرسالِ في كلِّ شرعة ً
يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا
ففي قولكُم لمّا دعيتُ مذمماً
وقد كان سمّاكَ الإله محمدا
لقدْ عضمَ الرحمنُ بالرحمة ِ اسمنا
كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا
علومٌ وأسرارٌ لمن كان ذا حجى
تدل على خُلق كريمٍ من العِدى
فيا خيرَ مبعوثٍ إلى خيرِ أمة ٍ
لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا
ولمَّا دعوتُ الله غيرة َ مؤمنٍ
على من تعدَّى في الشريعة واعتدى
أتاكَ عتابُ اللهِ فيهِ ولم تكنْ
أردت به إلا التعصبُ للهدى
بأنكَ قدْ أرسلتَ للخلقِ رحمة ً
ومن كان هذا أصله طاب مولدا
مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف
وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا
وها أنا أتلو في مديحك السنا
تعزُّ على منْ كانَ في العلمِ قدْ شدا
ولم أغل بل قلت الذي قال ربنا
وجئت به فضلاً مبيناً لأرشدا
مدحتك بالأسماء أسماء ربنا
ولمْ ألتفت عقلاً ورأياً مسدَّدا
بأنكَ عبدُ اللهِ بلْ أنتَ كونهُ
وأنت مضاف الكافِ شَرعاً وما عدا
فعينك عين السِّرِّ والسمعُ سمعُه
وأنت الكبير الكل للعين إنْ بدا
وأنت الذي أكني إذا قلت كنية
وأنت الذي أعني إذا ما تمجدا
لقد خصك الرحمن بالصورة ِ التي
روينا ولم ينزل لنا ذكرها سدى
وأنت مقالُ العبد عند قيامه
من الركعة الزلفى ليهوي فيسجدا
وأنتَ وجودُ الهاءِ مهما تعبدتْ
وأنتَ وجودُ الواوِ مهما تعبدا
فقلْ إنه هوَ أو فقلُ ليسَ هو بهوٌ
وإياكَ أن تبغي لنفسكَ موعدا
ولا تأخذ إلا لقاءً زوراً فإنه
حقيقتكم إن راح عنكم وإن غدا
ولمَّا اصطفاكَ اللهُ عبداً مقرباً
أراك الذي أعطى عليك وأشهدا
فمنْ كانَ يدريهِ يكونُ موحداً
ومن كان لا يدري يكون موحدا
إذا ما مدحت العبد فامدحه هكذا
وكن في الذي تلقيه عبداً موحدا
فإنك لم تمدحه إلا به فكن
لمن جاء يستفتيك ركناً ومقصدا
فواللهِ لولا اللهُ ما كنتُ مصلحاً
ووالله لولا الكونُ ما كنتُ مُفسدا
فمنْ كانَ مشهوداً به كانَ مؤمناً
ومن كان معلوماً له كان ملحدا
فكنْ منْ علا في الأمرِ بالأمرِ نفسهِ
ولا تكُ ممن قالَ قولاً فأخلدا
فهذا مديح الاختصاصِ مبينٌ
جمعتُ لكمْ بين الندا فيه والندى
وأجريتُ فيه الخمر نهر الشارب
إذا ما تحسَّى جرعة منه عربدا
ألا إنني أرجو منَ اللهِ أنْ أرى
بمشهده الأعلى عبيداً مؤيدا
بأسمائه الحسنى وأنفاسِ جودِه
أكونُ بها بينَ الأنامِ مسوَّدا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
رقم القصيدة : 11293
-----------------------------------
يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه
وبذاكَ أضحى في القيامة ِ سيدا
صلَّى عليه الله من رحموته
ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ
عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلمِ التي أسماؤها
في آدمَ هي للمقربِ أحمدا
جمعَ الإناثَ إلى الذكورِ كلامُه
بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثة َ عارضٌ متحققٌ
مثل الذكورِ لا تكنْ مترددا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني
هنَّ الشقائقُ لا تجبْ من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه
قدْ كانَ عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشكُّ بكونِهِ
روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته
والوسط الأفضل في المعتقد
مثلٌ أتاكَ ولا أسميهِ لما
قدْ جاءَ في نصِّ الشريعة ِ مسندا
أدباً معَ اللهِ العظيمِ جلالهُ
فالدهر للذاتِ النزيهة ِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها
وتكونُ زائدة ً إذا أمرٌ بدا
مثلّ الذي قدْ جاءَ ليسَ كمثلهِ
في سورة الشورى وخابَ من اعتدى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
رقم القصيدة : 11294
-----------------------------------
ما في الوجودِ اختيارٌ عندَ منْ شهدا
وكيف ينكر ما في الكون قد وجدا
وقدْ أتاكَ بهِ القرآنُ في سورٍ
يدري بها عندما تتلى الذي جحدا
لذاكَ قيدتْهُ بذي الشهودِ فلا
تزد عليه ولا تشركْ به أحدا
فمنْ أجوزُ وما في العلمِ من أحدٍ
سوى الإله الذي في خلقه شهِدا
الصورُ صورهمُ والخلقُ عينهمُ
نعم وصورتهم حقاً كما وردا
لأنه سمعنا بل كان نشأتنا
روحاً وصورة ً جسمٍ لا تقلّ جسدا
فما يخاطبه إلا حقيقتهُ
مقصودة ٌ عينهُ وهوّ الذي قصدا
ما ثَم غير فتفنيه هويته
لذاكَ جاءَ بأنَّ الحقَ ما ولدا
ولا تولد عن شيءٍ تقدّمه
فبالوجودِ القديمِ الحادث انفردا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
رقم القصيدة : 11295
-----------------------------------
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
ذاكَ الوحيدُ فلا تشركْ بهِ أحدا
كما أتاك بآي الكهفِ آخرها
وقدْ أضافَ إليه ذاكَ فاستندا
ذا الفعلُ كلفَ والأفعالُ أجمعها
للهِ ليسَ لكونِ فعلهِ أبدا
وقدْ أضيفَ إليهِ وهوَ فاعلهُ
لكي يميز من أقرَّ أو جحدا
إنَّ الحقائقَ لمْ تتركْ لنا سبداً
بما أتينا به فيه ولا لبَدا
فكل فعل فإن الله خالقه
وقدْ جعلتْ لهُ من دونهِ سندا
لكي يصيب فلا تحظى إضافته
إذا أضافَ إليهِ فعلُ ما شهدا
ولا يحاسبُ إلا منْ عقيدتهِ
هذا الذي قلتهُ عدلاً كما وردا
إلا الذي قالها في الله من أدبٍ
لا باعتقادٍ فيجزيه بما قصدا
وتلك مسألة ٌ حار الأنام لها
وليس يعرفها إلا الذي شهدا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
رقم القصيدة : 11296
-----------------------------------
إذا ما ذكرتَ اللهَ في غسق الدجى
دُجى الجسمِ لو عند الصباحِ إذا بدا
صباحُ الذي يحيى به الجسم عندما
هوَ الروحُ لكنْ بالمزاجِ تبلدا
فلا يأخذُ الأشياءَ منْ غيرِ نفسهِ
ولكن بآلاتٍ بها سرُّه اهتدى
فأمسى فقيراً بعد أن كان ذا غنى
وأصبحَ عبداً بعدَ أنْ كان سيدا
لقد خلته رُوحاً كريماً منزهاً
فأصبح ريحاً عنصرياً مُجسَّدا
وكانَ جليساً للخضارمة ِ العلى
بمقعدِ صدقٍ للنفوسِ مؤيدا
لقد كان فيهم ذا وقار وهيبة ٍ
فلما ارتدى الجسمَ الترابيَّ ألحدا
وأجرى له نهراً من الخمر سائغاً
فلمَّا تحسى شربة ً منهُ عربدا
وكان له فوق السموات مشهدٌ
فلمَّا رأى الأرضَ الأريضة أخلدا
وكان لما يلقاه بالذاتِ قائلاً
وكانَ إذا ما جاءَه الوحيُ أسجدا
وقدْ كانَ موصوفاً فأصبحَ واصفاً
كما كانّ ذا قصدٍ فأصبحَ مقصدا
كما كانَ فيما نالَ منهُ موحداً
فأصبح فيما نيل منه موحدا
وفي عالمِ البعدِ الذي قدْ رأيتهُ
رأيتُ لهُ في حضرة ِ القربِ مقعدا
ولما تجلّى مَن تجلى بنعتهم
رأيتهمُ خرّوا بكياً وسجّدا
وأصعقهمْ وحيٌ من اللهِ جاءهمْ
فلمَّا أفاقوا قلتُ : ماذا فقال: دا
أصابهمُ في حالِ نشأة ِ ذاتهم
ولن يصلحَ العطارُ ما الدهر أفسدا
فقلت: وهل ميزتني في رعيلهم
فقالَ : وهل عبدٌ يصيرُ مسودا
جعلتكمُ في أرضِ كوني خليفة ً
وأبلستُ منْ ناداكَ فيها وفندا
وأسجدتُ أملاكي وكانوا أئمة
لرتبتك العليا فأمسيت معبدا
نهيتك عن أمر فقاربته ولم
نجد لك عزماً إذ نرى منك ما بدا
وقمت لكم فيه بعذر مُبين
بوّئت داراً خالداً ومخلدا
كما قال من أغواكمُ غير عالم
بما قالهُ إذْ قالَ قولاً مسددا
وحار بخسران إلى أصل خلقه
كنورِ سِراجٍ في ظلام توقَّدا
يضيء لإبصارٍ ويحرقُ ذاته
عن أمر إلهي أتاه فما اعتدى[/font]
[font=&quot]************
[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأ
يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأ
رقم القصيدة : 11297
-----------------------------------
يريد قوله تعالى آمراً: {و استفززْ من استطعتَ منهم بصوتِك وأجلبْ عليهم بخيلِكَ ورجلكَ وشاركْهم في الأموالِ والأولادِ وعدهم}.فيا ليتَ شعري هل يرى الناس ما أرى
من العلم في القرآن والنورِ والهدى
لقد جمعَ الله الكريمُ بفضلِه
ورحمتهِ بينَ الأوداءِ والعدى
وما كلُّ قربٍ كائنٌ عن قرابة ٍ
كمثلي وإنَّ الحقَّ بالكاملِ ارتدى
وكان كمالي فيه بالصورة التي
خُصصت بها فانظره في باطن الردا
وفي سورة ِ الشورى إبانَ وجودِها
بديّ لمن قد فاز فيها إذا ابتدا
وأنزلنا في عالمِ الخلقِ قدوة ً
أئمتها وأسوة ً لمن اقتدى
فللهِ ما يبقي وللهِ ما مضى
فلمْ يوجدِ الأشياءَ خلاقها سدى
وإني لعلاّم بما جئتكم به
وما أنا ممنْ حارَ فيهِ وقلَّدا
وإنَّ لنا في كلِّ حالٍ مواقفاً
ومقعدَ صدقٍ في الغيوبِ ومشهدا
وإني ممن أسلم الأمرَ فيكمُ
إليهِ وممنْ بالإمامة ِ قلَّدا
أنا خاتمٌ للأولياء كما أتى
بأنَّ ختام الأنبياءِ محمدا
ختامَ خصوصٍ لا ختامَ ولا ية
تعم فإنّ الختمَ عيسى المؤيَّدا
لقد منح الله العبيدَ قصيدة ً
يقوم بها يومَ القيامة ِ مُنشدا
على رأسِ مبعوثٍ إلى خيرِ أمة ٍ
لقد طاب أصلاها شمياً ومولدا[/font]
[font=&quot]************
[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
رقم القصيدة : 11298
-----------------------------------
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
على شدنية ٍ سبتاً ووجدا
وفيك تركت ما لا كنت فيه
أصرِّفه وأحباباً وولدا
تميزتِ الأمورُ إذا أبينتْ
لذي عينينِ برهانا وحدّا
إذا ما البعدُ آلَ إلى اقترابٍ
فبُعد الحدِّ ما ينفك بُعدا
نظمتُ قوافي الألفاظ لما
أردت مديحكم عقداً فعقدا
فقامتْ نشأة ٌ حسناً لعينٍ
وزهراً في الرياضِ شذاً وملدا[/font]
[font=&quot]***********
[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
رقم القصيدة : 11299
-----------------------------------
الحمدُ للهِ لا أشركُ به أحدا
إذ لم يجد أحدٌ سواه ملتحدا
لمْ يتخذْ كفؤاً منْ خلقهِ سنداً
ولمْ يلدهُ أبٌ حقاً ولا ولدا
جلَّ الإله فما تحصى عوارفُهُ
الواهب الأكرم المِحسان والصمدا
الحقُّ مفتقرٌ إليهِ أنَّ لهُ
نعت الغنى وبهذا كله انفردا
والعبدُ مفتقر إليه متكل
عليهِ مستندٌ لذاتهِ أبدا
إن افتقاري ذاتٌ لي إلى عدمٍ
وليس يعرفه إلا الذي وردا
من عنده بالذي أعطاه من حكم
بأنَّ معبوده منْ ذاتِهِ عبدا
وإنَّ أعمالنا عن أمره ظهرت
وإنَّ عابده جبرٍ ولا كرهٍ وما عبدا
بلْ كان متصفا بالعجز معترفاً
بأنه ربه حقّاً وما عَبَدا
بلْ كان مفتخراً إليه مفتقراً
لذاته وبهذا الأمر قد سعدا[/font]
[font=&quot]***********
[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما رأينا من عنايته
ما رأينا من عنايته
رقم القصيدة : 11300
-----------------------------------
ما رأينا من عنايته
يأخذ الأموالَ والولدا
غير ربٍّ لم يزل أبدا
بكمالِ الوصفِ منفردا
أبصرَ المغرورُ جنته
ثمَّ لمْ يدرِ الذي شهدا
قالَ ما أظنُّ في خلدي
أنْ تبيد هذه أبدّا
لمْ تكنْ كما تخيلهُ
أنها تبقى لهُ أمدا
وهيَ عندَ اللهِ باقية ٌ
للذي قد كان معتقدا
قأراهُ الظنُّ خيبتهُ
وأرى العلمَ الذي انتقدا
فأراهُ ما توعدهُ
وأراه ما به وعَدا
لمْ يزلْ في قدسٍ جنتهِ
طالع العلى منتقدا
حامداً لله خالقِه
حيثُ لم يتركُ له سندا
كلُّ من طابت سريرتُه
بالذي في سرِّه اتحدا
لم يجد من دون خالقه
أحداً يكونُ ملتحدا
إنَّ لي مولى ً أسرُّ بهِ
ما يرى شيئاً يكون سدى
عينُ كونِ الشيء حكمتُه
ما لها حكمٌ عليهِ بدا
الذي ترجى عوارِفهُ
كان لي رُكنا ومستندا
عز لم يعرف وما عرفوا
غيرَ منْ أضلهمْ بهدى
فهو المعلوم عندهمُ
والذي لا يعلمن أبدا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حدّث الشيخُ أبونا
حدّث الشيخُ أبونا
رقم القصيدة : 11301
-----------------------------------
حدّث الشيخُ أبونا
عن أبيه عن قتادَهْ
عنْ عطاءٍ بن يسارٍ
عن سعيدِ بن عبادهْ
إنَّ مَنْ مات محبّاً
فله أجر الشهاده
ثم قد جاء بأخرى
مثل هذا وزياده
عنْ فضيلِ بن عياضِ
وهوَ من أهلِ الزيادهْ
إن من مات خليّا
كانتْ النارُ مهادهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]*********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
رقم القصيدة : 11302
-----------------------------------
لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا
ليسلكَ فيهِ مسلكهُ البعيدا
فما وفى بذاك فحاد عنه
إلى علمٍ يورثهُ السفودا
عنِ الكشفِ الأتمِّ فكانَ فيهِ
إذا أنصفته فرداً وحيدا
فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتمْ
طهوراً للصلاة ِ تكنْ سعيدا
فإنَّ اسمَ الصعيد يريك علوًّا
لهذا الحقِّ أودعكَ اللحودا
ويمم ترب من جعلت ذلولا
تحزْ خيراً تكونُ بهِ رشيدا
وتعطيك الأمانة مستواها
وتحذوكَ المشاهدَ والشهودا
وتحميكَ العناية ُ في حماها
وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا
وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ
على ترتيبها بيضاً وسُودا
فتأكلها بهِ لحماً طرياً
إذا ما المدعي أكلَ القديدا
إذا ما خضت في الآيات تشقى
وتحرمُ أنْ تكونَ لها شهيدا
إذا جدَّ العليُّ اسمي اعتلاً
على العظماءِ أورثهمْ حدودا
سمعتُ له وقد أصغى إليه
لما قالوهُ بينهمُ فديدا
رأيتهمُ وقد خرُّوا إليه
وبينَ يديهِ من أدبٍ سجودا
ولنتُ لصونهِ المخزونَ لمَّا
ألانَ بهِ الجلامدَ والحديدا
وقدْ وافى على قومٍ قيامٌ
فصيَّرهُم بهمته قُعودا[/font]
[font=&quot]************[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
رقم القصيدة : 11303
-----------------------------------
لا ذنبَ أعظم من ذنبٍ يقاومُ عفـ
ـوَ اللهِ الذي يأتيهِ معتقدا
وكلُّ ذنبٍ بجنبِ العفو محتقرٌ
عفو الإله ولا يخصصُ به أحدا
ورحمة ُ اللهِ خلقٌ وهيَ قدْ وسعتْ
من أوجد الله من خلقٍ وإنْ جحدا
وكيفَ لا تسعُ الأكوانُ رحمتهُ
وهوَ الذي وسعَ الأكوانَ وانفردا
عنِ الكيانِ بهِ فلمْ يجدْ أحدٌ
من دون خالقه مولى وملتحدا
هو الوجودُ الذي بالجودِ تعرفه
نفوسنا ولهذا الأمرِ قدْ عبدا
فلو عرضت على من كان يجهله
عبادة الله في الأشياء ما عبدا
كما هو الأمر لكنَّ فيه ملحمة ً
بين العقولِ فكُن بالشرعِ مُتحدا
قدْ أخبرَ اللهُ عنْ سلطانِ رحمتهِ
بأنه مثلُ علمِ الله واعتقدا[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
رقم القصيدة : 11304
-----------------------------------
ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
وفاز من يتخذ ربَّ الورى سندا
هو المهيمن فوقَ العرشِ مسكنه
كما يليقُ به ديناً ومعتقدا
يأتي وينزلُ والألبابُ تطلبه
كما روينا على المعنى الذي قَصَدا
ومنْ يكونَ على ما قلتُ فيهِ فقدْ
وفى بما كلفَ الإنسانُ واقتصدا
ودعْ مقالة َ قومٍ قالَ عالمهمْ
بأنهُ بالإلهِ الواحدِ اتحدا
الإتحادُ مُحال لا يقولُ بهِ
إلا جهولٌ بهِ عنْ عقلهِ شردا
وعن حقيقتِه وعن شريعته
فاعبدْ إلهكَ لا تشركْ بهِ أحدا
وانهض إلى واهب الأسرار تحظ به
ولتتخذْ عندُه قبلَ القدومِ يدا
عليه من دارك الدنيا ومن فكر
تظلُّ منْ أجلها في حيرة ٍ أبدا
وكن إماما ولا تسعى لمفسدة
بكل وجهٍ وكنْ في الحكمِ مجتهدا
ولا تغالطْ بتعليلٍ وأقيسة ٍ
وكنْ عن الرأي والتقليد مُنفردا
إني نصحتكَ والرحمنُ يشهدُ لي
كما أمرتُ وهذا كلهُ وردا[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
رقم القصيدة : 11305
-----------------------------------
إنَّ لله في الوجودِ عبيدا
لم ينالوا الصعودَ إلا سعودا
لم يزالوا ببابِ منْ كانْ منهمْ
عينهم عاكفين فيه قعودا
يطلبونَ الوصالَ منهُ ابتداءَ
منة ً ثمَّ يطلبونَ الصدودا
ليروا حكمة َ التقابلِ منه
فيهمُ ثمَّ يطلبونَ الشهودا
ما سمعنا منهم حنين اشتياقٍ
حين حلُّوا ولا سمعنا فديدا
ليتَ شعري كيفَ الوصولُ إليهمْ
حين خَرُّوا عند التجلِّي سجودا
بعدوا بالسجود عنه اقترابا
لا اغترابا إذ كان عنهم بغيدا
إنَّ تسبيحهم يدُلُّ عليهِ
ولذا يسألون منه حدودا
طلبوا منه ما يعود عليهم
حكمه فاستفاد وأمنه الحدودا[/font]
[font=&quot]***********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
رقم القصيدة : 11306
-----------------------------------
يا بدرُ بادرْ إلى المنادي
كَفيتَ فاشكر ضُرّ الأعادي
قد جاءك النور فاقتبسه
ولا تعرِّج على السوادِ
فمنْ أتاهُ النضارُ يوماً
يزهدُ في الخطِّ بالمدادِ
فقم بوصف الإله وانظر
إليهِ فرداً على انفرادِ
وحصنِ السمعَ إذ تنادي
وخلصَ القولَ إذ تنادي
والبس لمولاك ثوبَ فقرٍ
كي تحظى بالواهب الجوادِ
وقلْ إذا جئته فقيراً
يا سيّداً ودّه اعتمادي
اسقِ شرابَ الوصالِ صباً
ما زال يشكو صدى البعاد
تاه زماناً بغير قوتٍ
إذ لم يشاهد سوى العباد
فكنْ لهُ القوتَ ما استمرتْ
أيامُه الغرُّ باقتصادِ
حتى يموت العذول صبراً
وتنطفي جمرة ُ البعادِ
ويعجبَ الناسُ منْ شخيصٍ
يكونُ بعدَ الضلالِ هادي
منْ كانَ ميتاً فصارَ حياً
فقد تعالى عن النفاد
ما خلعَ النعلَ غيرُ موسى
بشرطِها عندَ بطنِ وادِ
من خلعتَ نعله تناهت
رتبة ُ أقوالهِ السدادِ
فإن تكنْ هاشميَّ ورثٍ
فاسلكْ بها منهج السدادِ
والبس نعاليك إن من لم
يلبسْ نعالهِ في وهادِ
فهلْ يساوي المحيطُ حالاً
منْ لمْ يرَ العينَ في الرمادِ
فميز الحال إذ تراه
في مركب القدس في الغوادي
ورتب العلم إذ يناجي
سّرك بالسرِّ في الهوادي
وارقبهُ في وهمٍ كلِّ سيرٍّ
في ساترٍ إن أتى وبادي
ولا تشتتْ ولا تفرقْ
عبديه من حاضر وبادي
فإنْ وهبتَ الرجوعَ فرقْ
بين الحواضرِ والبوادي
واحذر بأنْ تركبَ المهارى
إذ تقرنُ العيرَ بالجوادِ
لا يحجبنكَ الشخوصُ واصبر
على مَهماته الشدادِ
وانظر إلى واهبِ المعاني
وقارنِ العينَ بالفؤاد
وأسند الأمر في التلقي
لهُ تكنْ صاحبَ استنادِ
ولا يغرنكَ قولُ عبدي
فالحقُّ في الجمعِ لا ينادي
وإنَّ هذا المقامُ أخفى
من عدمِ المثلِ للجوادِ
فكنهُ علماً وكنهُ حالاً
مع رائح إن أتى وغادي
وكنهُ نعتاً ولا تكنهُ
ذاتاً فعين المحال بادي
ولا تكنْ ذا هوى ً وحبٍّ
فيه فقلب المحب صادي
من بات ذا لوعة ٍ محباً
شكا له حرقة َ الجواد
وانظرْ بعينِ الفراقِ أيضاً
فيه ترى حكمة َ العِناد
وحكمة ُ الحزمِ والتواني
وحكمة السِّلم والجِلاد
فحكمة ُ الصدِّ لا يراها
سوى حكيمٍ لها وسادي
وانظر إلى ضاربٍ بعود
صفاة يبس فانساب وادي
واعجبْ لهُ واتخذُه حالاً
تجده كالنارِ في الزناد
فالماءُ للروحِ قوتُ علم
والجسمُ للنارِ كالمزادِ
فإن مضى الماء لم تجده
بدارٍ دنياكَ في المعادِ
وإن خبَت ناره عشاءً
فسوّ من مات في المهاد
أوضحتُ سراً إنْ كنتُ حراً
كنتُ به واري الزناد
من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ
لمْ يقرنِ الغيَّ بالرشادِ
فمنْ أتاه الحبيبُ كشفاً
لمْ يدرِ ما لذَّة ُ الرقادِ
مثلَ رسول الإله إذْ لمْ
يسكن له النومُ في فؤاد
لوْ بلغَ الزرعُ منتهاهُ
اشتغلَ القومُ بالحصادِ
أو نازلَ الحصنَ قومُ حربٍ
لبادر الناسُ للجهادِ
ناشدتك الله يا خليلي
هلْ فرشُ الخزِّ كالقتادِ
لا والذي أمرنا إليهِ
ما عندهُ الخيرُ كالفسادِ[/font]
[font=&quot]***********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه
رقم القصيدة : 11307
-----------------------------------
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلالَه
كان الوجودُ على ساقٍ واحدِ
فإنْ انتفى عينُ التواصلِ منهما
نقصَ الوجودُ عن الوجودِ الراشدِ
فانظر بقلبك أين حظك منهما
في الرزقِ أو في العالمِ المتباعدِ[/font]
[font=&quot]***********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النار تضرم في قلبي وفي كبدي
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
رقم القصيدة : 11308
-----------------------------------
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
شوقاً إلى نورِ ذاتِ الواحدِ الصمدِ
فجد عليّ بنورِ الذاتِ منفرداً
حتى أغيبَ عن التوحيد بالأحد
جاد الإله به في الحال فارتسمت
حقيقة ٌ غيبتْ قلبي عنِ الجسدِ
فصرتُ أشهدُه في كلِّ نازلة
عناية منه في الأدنا وفي البعد[/font]
[font=&quot]***********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
رقم القصيدة : 11309
-----------------------------------
فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه
من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبيينُ الحقائقِ في ذراها
وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ
لجاءَ اللصُّ يفتكُ بالوليدِ
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من
حمى بيتَ الولاية ِ من بعيدِ
فلولا ما تكوَّنَ من أبينا
لما أمرتْ ملائكة ُ السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي
يُسمّى وهو حيٌّ بالشهيد
وحيدُ الوقتُ ليس له نظيرٌ
فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ
لقدْ أبصرتهُ حتماً كريماً
بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه
مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه
على الجسمِ المغيبِ في اللحود
لأصبح عالماً حيّاً كليماً
طليقَ الوجهِ يرفلُ في البرودِ
فمن فهم الإشارة فليصنها
وإلا سوفَ يحلقُ بالصعيدِ
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ
على الأفلاكِ من سَعْد السُّعودِ
رأيتُ الأمرَ ليسَ بهِ توانٍ
سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا
وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ
دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي
ولكنْ كانَ في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى
إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهلْ يخشى الذئابَ عليهِ من قدْ
مشى في القفرِ من خفَر الأسُوْدِ
وخاطبتُ النفيسة َ من وجودي
على الكشفِ المحققِ والوجودِ
أبعدَ الكشفِ عنهُ لكلِّ عينٍ
جحدتْ وكيفُ ينفعني جحودي
فردّتْ في الجوابَ عليَّ صدقاً
تضرعَ للمهيمنِ والشهيدِ
وسَلْه الحفظَ ما دامَ التلقِّي
وسَلْه العيشَ للزَّمنِ السَّعيد
سألتكَ يا عليمَ السرِّ مني
عصا ما في المودَّة ِ بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداءَ جسمي
بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني
كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً
كستركَ نورَ ذاتكَ في العبيدِ
وأنْ تبدي عليَّ شهودَ عجزي
بتوفيتي مواثيقَ العهودِ[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تجردتُ عنْ وجودي
إذا تجردتُ عنْ وجودي
رقم القصيدة : 11310
-----------------------------------
إذا تجردتُ عنْ وجودي
كنتُ أنا الهوُ على الشهودِ
وكان كوني لأنَّ عيني
عينُ شهودي بلا مزيدِ[/font]
[font=&quot]********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
رقم القصيدة : 11311
-----------------------------------
يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ
وحبذا الروضة َ من مشهدِ
وحبذا طيبة من بلدة ٍ
فها ضريحُ المصطفى أحمدِ
صلى عليه الله من سيِّدٍ
لولاهُ لمْ نعلم ولمْ نهتدِ
قدْ قرنَ اللهُ بهش ذكرهُ
في كلِّ يومٍ فاعتبرْ ترشدِ
عشرٌ خفياتٌ وعشرٌ إذا
أُعلنَّ بالتأذينِ في المسجدِ
فهذه عشرون مقرونة ٌ
بأفضل الذكر إلى الموعد[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
رقم القصيدة : 11312
-----------------------------------
إنَّ الذي فتحَ الخزائنَ جودُهُ
لمْ يبدِ للأبصارِ غيرَ وجودِهِ
والحكم للأعيان ليس لذاته
إلا القبولُ لهُ بحكمِ شهودِهِ
هوَ مظهرُ أحكامِهمْ في عينهِ
لمَّا تعينَ مظهراً لعبيدهِ
لا وجهَ أعظمُ منْ غنى في نعتهِ
بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل
سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه
حالٌ بنا وحليهُ من جودِهِ
إنا جعلنا ما علينا زينة ً
لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيتهُ ألزمتهُ
ذاكَ الوفاءَ بعينهِ لعهودهِ[/font]
[font=&quot]***********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
رقم القصيدة : 11313
-----------------------------------
أنا في العالمِ الذي لا أراكمُ
كمسيحِ النصارى بين اليهودِ
فإذا ما رأيتكم نُصْبَ عيني
أنا واللهِ في جنانِ الخلودِ[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
رقم القصيدة : 11314
-----------------------------------
ما مقامي بأرضَ نخلة َ إلا
كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ[/font]
[font=&quot]**********[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أسبِّح الله بأسمائه
أسبِّح الله بأسمائه
رقم القصيدة : 11315
-----------------------------------
أسبِّح الله بأسمائه
من كلِّ مذمومٍ ومحمود
إنْ نطقتْ بحمدهِ ألسنٌ
فبينَ مفقودٍ وموجود
فحامدٌ يجري بإطلاقهِ
وحامدٌ يجري بتقييدِ
وكلهمْ في حمدهِ محسنٌ
وإن أتوا فيه بتحديد
وليس في الوسع سوى ما بدا
فإنهُ جمعٌ بتبديدِ
لوْ كانَ في الوسعِ لقنا بهِ
ولمْ نقل فيهِ بتجريدِ
واللهِ إني عابدٌ للهوى
ليس له فأين توحيدي
حكمُ الهوى صيرني عابداً
لربه فذاك معبودي
إني لما جئتُ به منصفٍ
لستُ كمن قد ضلَّ في البيد
ولم أقل عجّل لنا قطناً
سخرية يا خيرَ مشهودِ
لا بدَّ منْ يومٍ لنا جامعٍ
ما بين منحوسٍ ومسعودِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تولدتَ عني وعن واحدٍ
تولدتَ عني وعن واحدٍ
رقم القصيدة : 11316
-----------------------------------
تولدتَ عني وعن واحدٍ
فسميتَ بالغائبِ الشاهدِ
فلولا قبولي وأسماؤهُ
لما كنت عني وعن واحد
فيا منْ هوَ النعتُ في عينهِ
ومَن نعتُه ليس بالزائدِ
لقدْ رُمتُ أمراً فلمْ أستطع
كما رامَه الصيدُ بالصائدِ
تراوغُ عنْ سهمهِ قاصداً
وأين الفِرارُ من القاصدِ
ومنْ أعجبِ الأمرِ أني بهِ
صدرت ولم يك عن واردِ
وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ
سوى مقبلٍ عنه أو شارد
تعاليتُ لما تعاليتم
وما أنت بالواحد الواجد
أنا واحدٌ واجدٌ كونكمْ
ولستُ لعيني بالفاقد
أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت
كما أنا عن موجدٍ ماجدِ
فإنّ غناه وإنَّ افتقاري
دليلٌ لذي النظر الفاسد
وكيفَ الغنى والذي عندنا
منْ أسمائِهِ بالغنى شاهدي
فإن غناه بأعياننا
محالٌ عليهِ لدى الناشدِ
ولكنه مثلُ ما قاله
غنيٌّ عن العالم الراصد
وذاك الغنيُّ بلا مِرية
وإياكَ من نفثة ِ العاقدِ
تعالى عن الفقر في ذاته
علوّ الحفيظِ على الراقد
تعوذتُ منهُ بهِ مثلَ ما
تعوذتُ منْ غاسقٍ حاسدِ
فنعتي الإقامة ُ في موطني
كما نعته عنهُ بالوافدِ
فينزلُ ربي إلى خلقِه
ولا وَصْفٌ للخلقِ بالصَّاعد
إليهِ ولكنْ لآياتِهِ
كما جاءَ في المحكمِ النافدِ
يقرّ ويجحَدُ إقرارُه
وأينَ المقرُّ منَ الجاحدِ
أزينهُ وهوَ ليْ زينة ٌ
كما زيّن القلبُ بالساعدِ
طردتَ الذي لم تُرد قربَه
وسميتَ عبدَك بالطاردِ
إذا امتحن الله عبّادَه
نفوزُ بمعرفة ِ العابدِ
كما الأمُّ تضربُ أولادها
لتظهر مرتبة ُ الوالدِ
دعاني إلى رفدهِ جودهُ
وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ
فسيري به مثلَ سيري له
فأنعتُ بالسائقِ القائد
أذودُ الردى عنْ جنابِ الهدى
لا علمَ في الناسِ بالذائدِ
وما ذدته عنه إلاّ به
فيا خيبة َ العالمِ الحائدِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
رقم القصيدة : 11317
-----------------------------------
أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
هيَ الكثيرة ُ بالأوتارِ والعددِ
وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ
عن العقولِ سوى حقيقة ِ الأحدِ
وإنَّ أسماءَه الحسنى التي بقيتْ
لنا وإن جهلت من أعظم العدد
ولاظهورٌ لها فإنها نسبٌ
فكيفَ أجعلها في الدفعِ معتمدي
والناسُ في غفلة ٍ عمَّا ذكرتُ لهمْ
فيها وعنْ سبلِ التحقيقِ في حيدِ
فليسَ يفقدها وليسَ يوجدُها
والفقد والوجد في سلم وفي لدد
فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها
هل يبقى للكون من خُلدٍ ومن أبد
وكيفَ يبقى ولا دورٌ يعدُّ بهِ
والدهر يعرف بالأدوار والمدَد
وما تسمى بهِ الحقُّ العليمُ سدى ً
إلا من أجلِ الذي يعطيهِ من مددِ
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها
معَ الزمانِ ولكنْ لا إلى أمدِ
لا بل إلى أبد الآباد جريتها
هلْ في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ
والله لو علمتْ نفسي بما سمحت
من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد
بذاتها وهيَ لمْ تشعرْ بما وهبتْ
من العطايا لماتت وهي لم تجد
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا
إن العطايا لمن لو شاء لم تفد
هذا من الجهة ِ المقصودِ جانبها
كما الوفودُ لمن لو شاء لم يفد
إنَّ الورودَ الذي في الكونِ صورتُهُ
من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد
هذا هوَ الأدبُ المشروعُ ليسَ لهُ
إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد
قدْ قلتُ فيهِ مقالاً لستُ أنكرهُ
إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد
إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها
هي العلومُ التي تهدي إلى الرشدِ
رشد المعارفِ لا رشد السعادة ِ و
الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصورِ والجسدِ
فاحمدْ إلهكَ لا تحمدْ سواهُ فما
يعطي السعادة َ إلا حمدُهُ وقدِ
لا تنكروا الطبعَ إنَّ الطبعَ يغلبني
والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَنَد
دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا
وهوَ الظهورُ بهِ في كلِّ معتقدِ
به أدين فإنَّ الله رجحه
على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ
في كلِّ طالعة ٍ عُليا ونازلة ٍ
سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد
سكنْ إلهي روعاتي فإنَّ لها
ميلاً شديداً إلى ما ليسَ مستندي
إنّ الركونَ إلى الأدنى منَ السببِ
الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد
ولا أخص به أنثى ولا ذكراً
ولا جهولاً ولا منْ قالَ بالرصدِ
بل حكمُهُ لم يزلْ في كلِّ طائفة ٍ
من كلِّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد
لولا مسامحة ُ الرحمنِ فيك لما
رأيتُ شخصاً سعيداً آخرَ الأبدِ
هوَ الإلهُ الذي عمَّتْ عوارِفهُ
لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد
ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم
يظهر به أحد فضلاً على أحد[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
رقم القصيدة : 11318
-----------------------------------
ألفِ لامْ ميمْ وذلكَ ما أردنا
منْ إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألفِ لام ميمْ بحيٍّ ليسَ يفنى
لما يعطى الفناء من الجحودِ
ألفِ لامْ ميمْ بصادٍ عند صادٍ
لواردٌ علمهُ عندَ الشهودِ
ألفِ لامْ را لسابقة ٍ أتثنا
بصدقِ الوعدِ لا صدقِ الوعيدِ
ألفِ لامْ را لقدْ عظمتَ أمراً
يشيبُ لهولهِ رأسُ الوليدِ
ألفِ لامْ را مبشرة ٌ تجلتْ
طلبتُ وجودَه من غير حدٍّ
ألفِ لامْ ميم ورا لوميضِ برقٍ
يبشرني بإقبالِ الرعودِ
ألفِ لامْ را أنستُ بهِ خليلاً
إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألفِ لامْ را بميزانٍ صدوقٍ
فصلتُ بهِ المرادُ من المريدِ
وكاف ها يا يربُعهن عين
إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظيراً
إذا حضرَ المشاهدُ بالشهيدِ
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ
وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاءَ مقتبساً لنارٍ
وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلتْ بهِ قتيلاً
لينقله إلى ضيقِ اللحود
ألفِ لامْ ميمْ لأوهنَ بيتِ شخصٍ
تولعَ بالذبابِ من الصيودِ
ألفِ لامْ ميمْ غلبتُ الرومُ فيه
ليغلبني بآياتٍ المزيدِ
ألفِ لامْ ميمْ ليحفظَ بي وصايا
سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسودِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
رقم القصيدة : 11319
-----------------------------------
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي تعالى جدُّ ربي عن وجودي
فأعجبْ إذْ دعاني للسجودِ
فذلكَ لي فإنَّ اللهَ أعلى
وأعظمُ أنْ يضافَ إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً
وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبني إنْ نظرتُ وبينَ ربي
كما بينَ الشهادة ِ والشهيدِ
علا منْ قدْ علا والخلقُ حقٌّ
وأينَ على السماءِ منَ الصعيدِ
وقيدَهُ لنا الإطلاقُ فيهِ
ونقصه لنا طلبُ المزيدِ
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ
فيظهرُ في القريبِ وفي البعيدِ
فنحنُ بهِ فأثبتني فقيراً
ونحنُ لهُ فأينَ وجودُ جودي
تنزهُ لي فلمْ أقدرْ عليهِ
فلما أنْ تحصَّلَ في القيودِ
ظفرتُ بهِ فلمْ أرَ غيرَ ذاتي
فقلتُ أنا فقال أبى وجودي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
رقم القصيدة : 11320
-----------------------------------
الحقُّ في شاهدٍ يبدو ومشهودِ
والخلقُ ما بينَ مفقودٍ وموجودِ
إن قلت هذا هو المخلوق قيل أنا
الحقُّ باطنهُ منْ غيرِ تقييدِ
أو قلتُ هذا هوَ الحقُّ الذي شهدتْ
لهُ دلالتهُ في عينِ توحيدِ
يقال لي بلْ هوَ الحقُّ الذي عرفوا
وجودَه أنَّهُ منْ حضرة ٍ الجودِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد أقسم الله لي في سورة البلد
قد أقسم الله لي في سورة البلد
رقم القصيدة : 11321
-----------------------------------
قد أقسم الله لي في سورة البلد
بأنه خَلَقَ الإنسانَ في كَبَدِ
وما أراد بهذا الخلقِ من أحد
من نشأتي سوى روحي معَ الجسدِ
وإنَّها حضرة ُ الأسماءِ حضرتُهُ
تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزد
وإنها درجاتٌ في الجنانِ على
أعدادها نزلت بحكمها وقد
وما لنا سند في ذاك أسردُه
للسامعينَ وإن الأمرَ في سندِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
رقم القصيدة : 11322
-----------------------------------
ولا أزال كذا ما دام مسكننا إني تعوذت بي مني فإن لنا
النورَ بالروحِ والإظلامَ بالجسدِ
ولا أزال كذا ما دام مسكننا
فلو ترحلت عن أهلٍ وعن بلد
وجدتُ فيه ضياءً لا ظلامَ بهِ
يغني عن الأهل والأموالِ والولدِ
لكنَّ لهُ الظلُّ ذاكَ الظلُّ راحتنا
في صورة ِ الجسمِ لا في صورة ِ الجسد
منزه العينِ من تأثير ما ظهرتْ
بهِ الطبيعة ُ في الأركانِ منْ مددِ
لي التقاءُ بها ما دمتُ أسكنها
واللبثُ لا ينتهي فيها إلى أَمَد
لوْ لمْ يكنْ فيهِ منْ خيرٍ ومنْ دعة ٍ
إلا تخلصنا من باعثِ الحَسَدِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
رقم القصيدة : 11323
-----------------------------------
فالأولُ الحقُّ بالوجودِ
والآخرُ الحقُّ بالشهودِ
إليهِ عادتْ أمورُ كوني
فإنما الربُّ بالعبيدِ
فكلُّ ما أنت فيه حقٌّ
ولم تزل فيه في مزيد[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود
رقم القصيدة : 11324
-----------------------------------
إذا أشهدت أنك في شهود
خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه
به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً
فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ
يقاومُ من مرادٍ أو مريدِ
إذا ما الحقُّ جلاهُ إلينا
تعيَّنَ في السيادة ِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي
سوى منْ عينهُ حبلُ الوريدِ
فيظهرني فأظهرهُ فيخفى
فأخفيهِ بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ
فأكرمْ بالسلامِ وبالشهودِ
رفعتُ بهِ فلمْ أرَ غيرَ ذاتي
تصرفٌ في القيامِ وفي القعودِ
ليشهد في جميع الأمر منه
وفيه فينطفي غيظاً حسودي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ سري هوَ قولي
إنَّ سري هوَ قولي
رقم القصيدة : 11325
-----------------------------------
إنَّ سري هوَ قولي
إنني عينُ وجودِهْ
وإذا أبصر عيني
أنني عينُ شهودِهْ
وبذا يكونُ شُكري
إنْ شكرتُ من مزيده
أقربُ الأمر لكوني
منْ يكنْ حبلُ وريدِهْ
فأنا بين مُرادٍ
لحبيبي ومريدِهْ
عدمٌ لستُ وجوداً
معَ كوني من عبيدهْ
بوجودي أثبت النا
ظر عندي عينَ جوده[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
رقم القصيدة : 11326
-----------------------------------
دنا وتدلى عبدُ ربٍّ وربهُ
فلما التقينا لم أجد غيرَ واحدِ
دواماً مع الدنيا على كل حالة ٍ
وفي الساحة الأخرى بأعدلِ شاهد
دعوت به حتى إذا ما استجاب لي
رأيتُ الصدى يجري فكنتُ كفاقدِ
دووا بي عليهِ كيْ أرى غيرَ موجدي
لذاك أرى بين السُّهى والفراقدِ
دعاني إليهِ بالسجودِ فعندما
سجدتُ له خابت لديه مقاصدي
ولا لكَ يا هذا حجابكَ فلتقمُ
بعزة ِ معبودٍ وذلة ِ عابدِ
دعيتُ فلمَّا جئتُ أكرمَ مجلسي
وقالَ لنا أهلاً بأكرمِ واردِ
ومشيت لما قد جاءني من خطابه
وأطعمي ذوقاً لذيذَ المواعدِ
دوامُ شهودِ الذاتِ فيه لمن درى
إذا ما ابتلاهُ اللهُ سمَّ الأساودِ
دعِ الأمر يجري منه لا منك واتئد
تكنْ في عدادِ المحصناتِ الفرائدِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
رقم القصيدة : 11327
-----------------------------------
غزالٌ منَ الفردوسِ باتَ معانقي
فقبلني ودّاً فتم مرادي
له زينة ُ الأسماءِ أسماءِ خالقي
عليهِ من الأثوابِ ثوبُ حدادِ
من أجل الذي قد بات فيه مهيماً
ضَحوكاً للقياه صحيح وداد
تراه مع الأنفاس يتلو كتابه
بعبرة ِ محزونٍ حليفِ سهادِ
يقوم بأمرِ اللهِ إذا قالَ قمْ بهِ
بطاعة ِ مهديٍّ وسنة هادي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
رقم القصيدة : 11328
-----------------------------------
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
نزيهاً عن الفصلِ المقوم والحدّ
تعالى فلا كونٌ يقاوم كونه
يعبرُ عنهُ الكشفُ بالعلمِ الفردِ
تميزَ في خلقٍ جديدٍ مميزٍ
بأسمائه الحسنى وبالأخذ للعهد
فقلت له من أنت يا من جهلته
فقال المنادي ذو الثناء وذو المجد
كمثلِ الصدى كان الحديث فمن يقل
خلاف الذي قدْ قلتهُ خابَ في القصدِ
فمنْ يدرِ سرَّ الفردِ لمْ يجهلِ الذي
يجىء به الفرد الوحيدُ من العدّ
وليس سواه والعيون كثيرة ٌ
وتخلتفُ الألقابُ فيهِ مع الفقدِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
رقم القصيدة : 11329
-----------------------------------
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها
شرقاً وغرباً وإني بيضة ُ البلدِ
وما أنفذُ أمراً في الوجودِ فما
يبدو مقامي فما يدريه من أحد
وما أُغالط نفسي حين أسمع ما
أدعى بهِ منْ أمامِ سيدٍ سندِ
أتابعُ الحقَّ فيما شاءه وقضى
قبلَ الوقوعِ عن اذن السيِّد الصمد
فينفذُ الأمرُ بي في كلِّ آونة ٍ
ولا ترى الخَلق إلا صورة َ الجسد
عجزاً وفقراً وكتماً لا يزايلني
وإنني أحديّ الذات بالأحد
وعينُ ذكرِ مقامي سترهُ ولذا
صرحتُ إذْ قبلَ الأقوامُ مستندي
فقال قائلهم دعواه قد عريتْ
عن الدليلِ وهذا عينُ معتقدي[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
رقم القصيدة : 11330
-----------------------------------
لولا قبولي ما رأيتُ وجودي
وبه مننت عليِّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي
يدري بها من كان أصل وجودي
وربها تميزُ منْ كتابي كونهُ
ولمَّا قضى في علمهِ بمزيدِ
وهوَ الغنيُّ ولستُ أعرفُ ذاتَهُ
إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه
بالافتراقِ خرجتُ عنْ توحيدي
الله يعلمُ أنني ما كنته
أو كانني إلا بخطِّ جدودي
جردتُ عنْ أسمائهِ وصفاتِهِ
ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي
ما قلتُ بالتثليثِ والتفريدِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
رقم القصيدة : 11331
-----------------------------------
إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني
عنه ويحصره ذكراه في خلدي
الذكرُ باللفظِ عينُ الذكرِ منهُ بنا
فنحن نذكره في حالة الرصدِ
لولا تحولهُ في العينِ في صورٍ
ما صحَّ ذكرٌ على الوجهينِ منْ أحدِ
والذكرُ بالقلبِ ذكرٌ لا حروفَ لهُ
لأنُّه واحدٌ من ساكني البلدِ
إني أرى نشأة َ الديهورِ قائمة ً
وهيَ التي خلقتْ بالطبعِ في كبدِ
هو النزيه الذي لا شيء يشبهه
وإن تقيّد لي بالجسمِ والجسد
هوَ المقيدُ في الإطلاقِ صورتَهُ
فهو الكثير بكثر ليس عن عدد
لكنها نسبٌ والعينُ واحدة ٌ
هوية دُعيتْ بالواحد الصمد
ألفيتُ أسماءَه الحسنى بحضرتنا
تسعاً وتسعين لم تنقصْ ولم تزد
فكمُلتْ مائة ً فيها حقائقنا
وغبتُ فيهِ مغيبَ الشفعِ في الأحدِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
رقم القصيدة : 11332
-----------------------------------
الله أكبر ما بالدارِ من أحدٍ
وما خَلَتْ وهي عندي عينُ مستندي
دارُ الوجودِ تسمى وهوَ مظهرها
وما الوجودُ سواها عندَها وقدِ
ما إنْ ذكرتُكَ باسمٍ لستُ أعرِفهُ
إلا ويوجدُ لي معناهُ في خلدي
وكانَ فيَّ ولمْ أشعرْ بموضعهِ
كموضعِ الروح لا يدري به جسدي
شواهدُ الحالِ في الاشياءِ تعلمني
بها فأصبح في معلومة ٍ جددِ
يمسي عليها رجالٌ ما لهمْ عدد ٌ
يغني الأمان الذي فيها عن العدد
هي السبيلُ إليها فهي غايتها
مثل الترادفِ في الأسماء بالعدد
علمتُ منها علوماً لم يكن أحدٌ
يدري بها غير أهلِ العلم بالرصدِ
لهمْ رقيتٌ عليهمْ منْ نفوسهمُ
لا يعلمونَ بهِ يهدي إلى الرشدِ
ضخم الدسيعة ِ وهَّابٌ أخو كرمٍ
ربُّ الجزورِ وربُّ الوهبِ والرفدِ
إذا تحركهُ الأنواءُ تحسبهُ
كأنه البحر يرمي السيفَ بالزبد
إن كانَ ينصره من كان يخذله
فلا تناقضَ بينَ الفردِ والأحدِ
أنهى إليكم كتاباً فيه ذكركمُ
لتعقلوا عنه ما يلقى بلا سَنَد
منَ الأقاولِ منْ فقرٍ ومنْ بخلٍ
من أجل قرض وإمساك عن المدد[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
رقم القصيدة : 11333
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمداً لا يقاومُهُ
تحميدُ حمدٍ ولا تحميدُ حمادِ
لا حَمدَ يعلو كحمدِ الحمدِ فاحظ به
إنْ كنتَ تحمدُهُ قصدقهُ بادِ
فهوَ الثناءُ الذي لا مينَ يصحبهُ
ولا يجوزُ عليهِ خرقُ معتادِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
رقم القصيدة : 11334
-----------------------------------
إذا ما المرءِ غابَ عنَ الوجودِ
بمتا تلقاهُ منْ غطِّ الشهودِ
إذا نزلَ الأمينُ عليهِ يلقي
إليه الوحي من عين المزيد
فيفنيهِ الفناءُ عنِ الوجودِ
وما يفنيهِ إلا بالوجودِ
ففيه به فناء العين منه
وإن يقصد يستر بالجحود
رأيتُ أهلهُ طلعتْ بدوراً
مكمَّلة ً بمنزلة ِ السعودِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
رقم القصيدة : 11335
-----------------------------------
إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه إني أفاديك يا من عزَّ مطلبه
بالنفسِ والمالِ والأهلين والولدِ
قل المساعد إذ عزَّتْ مطالبكم
على الشهودِ وما بالربع من أحد
سواك فانظر فما أبصرتُ من أحد
إلا وأنت له ظلٌّ بلا جدِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
رقم القصيدة : 11336
-----------------------------------
ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
وإنْ كانَ قرآناً فذاكَ شهودي
زبورٌ وتوراة ٌ وإنجيلُ مهتدٍ
مسيحٌ وقرآنٌ صريحٌ وجودي
تعاليتَ أنت الله في كل صورة ٍ
تجلتْ بلا سترٍ لعينِ مريدِ
وقدْ شهدتْ عندي بذاكَ مسامعي
من ألفاظِ معصوم بحبل وريدِ
فما العالم المنعوتُ بالنقصِ كائنٌ
ولكنه نقصٌ بغير مزيد
فما نظرت عيني مليكاً مسوَّداً
تجلى لمملوك بنعتِ مسود
سواه ولكن فيه للقلبِ نظرة
إذا هوَ حلاَّه بنعتٍ عبيدِ
فأخبرت عن قرب بما أنا شاهد
وإنْ كنتُ فيما قلتهُ ببعيدِ
فبعدي بهِ قربٌ إليهِ وقربنا
هوَ البعدُ إذ كانَ الوجودُ شهيدي
وما أنا معصوم ولست بعاصمٍ
إذا طلعتْ شمسي بنجمِ سعودي
ولو كنتُ معصوماً لما كنت عارفاً
وإني لعلاَّم به وبجودي
كما جاءنا نصُّ الكتابِ مخبراً
بغفرانِ ذنبِ المصطفى بقيودِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
رقم القصيدة : 11337
-----------------------------------
يقولون أنت الحقُّ بل أنا خلقه
ولوْ كنتَ حقاً لمْ يكنْ ببعيدِ
فإني مشهودٌ وحكمي قاصرٌ
وإنْ كان عينُ الحقِّ عينَ وجودي
وحكمي عليه نافذٌ غير قاصرٍ
وعينُ وجودِ الحقِّ عينُ شهودي
ولستُ بخلاقٍ ولستُ بفاجرٍ
إذا كانَ لي كنْ واستمرَّ قصودي
ومهما يفو سمعي فإني سامعٌ
لما أوردوهُ فالورودُ ورودي
وما أنا علامٌ ولستُ بجاهلٍ
إذا كان مشهودي بحيث شهودي
وما أنا حيٌّ ولا أنا ميتٌ
وإنْ ألحقوني عندهمْ بلحودي
ولستُ بأعمى لا ولا أنا مبصرٌ
إذا كانَ قربي منهُ قربَ وريدي
ولستُ بذي نطقٍ وإنْ كنتُ مفصحاً
بأخبارٍ ما عاينتُ دونَ مزيدِ
فذاتي ذاتُ الحقِ إذ هي عينُنا
كما جاءَ في الشرعِ المبينِ فعودي
إلى الحقِّ يا نفسي ولا تجزعي لما
أتيتُ بما أودعْتُهُ بقصيدي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ
ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ
رقم القصيدة : 11338
-----------------------------------
ما إنْ علمتُ بأمرٍ فيهِ منْ عددٍ
إلا وقامت به حقيقة الأحدِ
عينٌ توحدُ والأسماءُ تكثرها
والكثرُ لا ينتهي فيها إلى أمدِ
لما علمت بهذا واتصفت به
علمت أن وجودَ الفرد في العدد
فخبروني عن أمر لا شبيه له
وما هو الله ذو الآلاءِ والرفد
إنَّ الغنيَّ الذي غناهُ عنْ عرضٍ
هو الفقير إلى الآلاتِ والعدد
وليس في الكون إلا من تكون له
هذي الصفات فما في الكون من أحد
يقالُ فيه غنيٌّ لا افتقارَ لهُ
وذلك الحكم في الأدنى وفي البعد
وذلك الحكم ساري إن علمتَ به
في كل ذي روح أو في كل ذي جسد
إنَّ الوجودَ الذي تدري بهِ بلدٌ
وإنه واحد من ساكني البلد
أقولُ فيه مقالاً لا لا أقولُ بهِ
حتى أعاينه في كلِّ مستند
هو الوجود الذي الأعيان صورته
وإنَّ صاحبه مشاركث النكدِ
لولا الوجودُ ولولا حسنُ صورتِه
ما كانَ لي أملٌ في كلِّ ذي حيدِ
عنْ منْ لي منْ وفي منْ فاستعدَّ لهُ
إنَّ الإمامَ الذي يهدي إلى الرشدِ
إنَّ الإلهَ دعانا أنْ نلاقيهُ
بالموتِ عندَ فراقِ الروحِ للجسدِ
لذاك أسرعتِ الأرواح طائرة
ولمْ تعرجْ على أهلٍ ولا ولدِ
ليسَ التعجبُ منْ تعجيلِ رحلتها
إن التعجبَ من نوحٍ ومن لُبد[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا شهودي ما عرفت وجودي
لولا شهودي ما عرفت وجودي
رقم القصيدة : 11339
-----------------------------------
لولا شهودي ما عرفت وجودي
فامنن عليّ به فأنتَ شهيدي
وعلامتي اني جهلت وجودَكم
منْ حيثُ ما هوَ هوَ بغيرِ مزيدِ
ودليلُ ما قدْ قلتهُ منْ جهلنا
منْ ذاتكمْ أني جهلتُ وجودي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
رقم القصيدة : 11340
-----------------------------------
إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها
تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزدِ
بأنْ يكونَ لنا في كلِّ حادثة ٍ
عينُ استناد وأنتم خير مستندي
جاء الجوابُ لنا من فوق أرقعة
سبعُ من الدُّخ قامَتْ لا على عمدِ
يرونها وأنا عينُ العمادِ لها
لذا تزول إذا زلنا من البلد
فإنَّها لي ولوا عبني ما بينتْ
والحقُّ يبعد عن مراتب العدد
لذا يكفرُ بالتثليثِ قائلهُ
أينَ الثلاثُ من المنعوتِ بالأحدِ
اللهُ أعظمُ أنْ يلقاهُ منْ أحدٍ
في عينِ كثرته فاعمل به وقد
ينجو إذا صاحبُ الأعدادِ يهلكُ في
تعداده وهو الحيرانُ في كبد
وكلُّ عينٍ من الأعدادِ تطلبُه
ولا سبيل إلى فوزٍ بِلا سندِ
قل للذي رام أنْ يحظى بموجده
هيهاتِ هيهاتِ لا تعدلْ عن الرشدِ
فليسَ يحظى بهِ منْ ليسَ يشبههُ
وليس يشبهه في العين من أحدِ
إذا تجلَّى لكمْ في عينِ وحدتِهِ
لنْ تدركوهُ لأنَّ الروحَ ذو جسدِ
والعينُ ذو جسدٍ فأينَ وحدتُهُ
فارجع وراك ولا تكرع ولا ترد
إنَّ المهيمنَ بالأسماءِ نعرفه
والاسمُ يظهرهُ لصاحبِ الرصدِ
لذاكَ قالَ لهم سموهمُ فإذا
سموهمُ بان من أسمائهم رَشَدي
فواحد العينِ مجهولٌ بلا صفة ٍ
فاعملِ عليهِ فإنَّ الناسَ في حيدِ
عن الذي رمتُ منه إن تحصله
لوْ لمْ يكنْ فيهِ إلا الوصفُ بالجسدِ
لذاكَ يطلبهُ حتى يكونَ كهوَ
ولا يكن فاقتصر عليك لا تزد
لو أنَّ إبليسَ علامٌ بخالقه
كان الإله له من أعظم العدد
لو أنَّ آدمَ لم يخذلْ طبيعته
ما كان في الملأ الذريّ من لدد[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
رقم القصيدة : 11341
-----------------------------------
مطوتُ متونَ الصافناتِ جيادي
بقبة أجياد ومهبطِ وادِ
أزاحمُ فيهِ كلَّ ملكٍ متوجِ
وأنفق فيه طارفي وتِلادِي
وأظهرُ فيه كلَّ يومٍ بصورة
إلى أنْ نزلتُ الأرضَ أرضَ إيادِ
فعاينتُ قساً في عكاظٍ وعندَهُ
بمجلسهِ المهديُّ وهو ينادي
أظلكمُ وقتٌ عليه مهابة ٌ
بإظهار مهدي شريعة ِ هاد[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً
لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً
رقم القصيدة : 11342
-----------------------------------
لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً
ولمْ أزلْ في عمى ً منه إلى الأبدِ
إذا يحددني في كلِّ آونة
فلا أزالُ مع الأنفاسِ في كبدِ
كذا أتتنا به الآياتُ ناطقة
بقافٍ وأنزلها في سورة البلد
من فوق سبعِ سمواتٍ منزلة ٍ
على حقيقة ِ ذي روحٍ وذي جسدِ
أتى بها تبلغ الأسماعَ دعوته
عن اذن منزلها ألواحد الصمد
فعندما سمعتْ أذني تلاوتَهُ
بالوهمِ في قبة ٍ قامتْ على عمدِ
مربعُ الشكلِ والأملاكُ تحرسهُ
من كلِّ ذي حسدٍ والكلُّ ذو حسدِ
من جنسهِ فجميعُ الخلقِ تحسدُهُ
من الملائكة ِ العالين بالسَّند
إنَّ الذي تحتَ أرضَ الأرضِ منزلهُ
لمحرقون بنور النجم للرصد
لأنهُ نسخة ٌ من كلهمْ فلهُ
هذا السفوفُ فقلْ خيراً ولا تزدِ
لما رأيتُ لهُ حكماً على جسدي
علمت منه الذي ألقاه في خلدي
لولا تطابقُ ألفاظِ الكتابِ على
عين المعاني لكان الخلقُ في حَيَد
فليس إعجازه إلا نزاهته
عن الأباطل هذا سرُّه وقد
وما سواه فأقوال مزخرفة
ليستْ من الخلاقِ في شيءٍ فلا تعدِ
إن القرآن لنور يُستضاء به
يهدي مع السنة المثلى إلى الرشد
فخذ به صعداً إنْ كنتَ في سفل
وخذْ بهِ سفلاً إنْ كنتَ في صعدِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لحدتُ بنتي بيدي
لحدتُ بنتي بيدي
رقم القصيدة : 11343
-----------------------------------
لحدتُ بنتي بيدي
لأنها ذو جسدي
أنا على حكم النوى
فليس شيءٌ بيدي
مقيد في وقتنا
ما بينَ أمسٍ وغدِ
جسمي لُجين خالصٌ
حقيقتي من عسْجدِ
كالقوسِ نشئي ولذا
عينُ قوامي حيدي
يقول ربي إنه
خلقني في كبدِ
فكيف أرجو راحة
ما دمت في ذا البلد
لولاهُ ما كنتُ أنا
ذا والدٍ وولدِ
ولم يكن لي كفؤاً
كخالقي من أحدِ
فالنعتُ نعتٌ واحدٌ
في عينِ ذاتِ العدد
فحلَّ إلهي بيننا
في الكونِ لا المتعقدِ
بنشأة ٍ ثابتة
يصحُّ منها سندي
في أنني مثلكمُ
وأنتَ لي مستندي
بالفرضِ لا إني أنا
مثلٌ وهذا رشدي
نفيت عني المثل في
مثلٌ وهذا رشدي
وجنتي عالية ٌ
مع الحسانِ الخردِ
وإنما قالَ بهِ
كما لنا في المقصد
طبيعة ُ الكون له
أهل وعينُ الأحد
بعلٌ لها فاجتمعا
على وجودي وقدِ
ما قلتُ ذا عنْ نظرٍ
قد قام بي في خَلَدي
وإنَّما قرَّرَهُ
عندي رسولُ الصمدِ
فكانَ يملي وأنا
أكتب عنه بيدي
وهكذا الأمرُ ولا
يعرفهُ منْ أحدِ
غيرُ إمامٍ سابق
بالخيرِ أوْ مقتصدِ
والغيرُ لا يعرفُهُ
في الحال بل في الأبد
وكلُّ فرعٍ راجعٌ
لأصله لم يزد[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول بأني واحد بوجودي
أقول بأني واحد بوجودي
رقم القصيدة : 11344
-----------------------------------
أقول بأني واحد بوجودي
وإني كثيرٌ في الوجودِ بجودِي
لنا ألسن بالجود والكرم الذي
ورثناهُ منْ آبائنا وجدودي
تميَّزَ ربي عنْ وجودي بحدِّنا
وجد إلهي إنْ نظرتَ جدودي
ولا حدّ لله العظيم فإنه
نزيه وتنزيه الإله حدودي
وإني في خلق جديد بصورتي
ولستُ بخلقٍ للحديثِ جديدِ
تفكرت في قولٍ جديد فلم أجد
سواه وإنَّ الله غيرُ جديدِ
وأعلم أني في مزيد بجودِه
لأني شكورٌ لا بشكرٍ مزيدِ
ولولا امتثالُ الأمر ما قلت هكذا
فعينُ دعائي للوفا بعهودي
عقدتُ معَ اللهِ الكريمِ بأنَّهُ
هوَ الربُّ لي في غيبتي وشهودي
وما زال هذا حالتي وعقيدتي
فميزني فيمن وفى بعهودي
لساني كلامُ الحقِّ فالقولُ قولُهُ
أنوب به عن أمره وشهيدي
عليه كلام جاء من عنده بنا
أنا قائم في قومتي وسجودي
تنزَّهتُ منْ ربي وجوداً مكملاً
فقال: وجود الكون عين وجودي
أقسم ما بين المراد حقيقته
لمنْ ليسَ يدريها وبينَ مريدِ
وما وقعَ التقسيمُ فيها وإنه
لمعنى ً يراه الناظرونَ سديدِ
كما قسّم الله الصلاة َ بحكمة
لنا بينَ ساداتٍ وبينَ عبيدِ[/font]

[font=&quot]********
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
رقم القصيدة : 11345
-----------------------------------
وقال أيضاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
على ما دلَّ كلّي من وجودهْ
فيشهدني وأشهده بنفسي
فأفنى عن وجودي من شهودهْ
ولولا أن يقال صبا لأمر
لقلتُ صدورنا منْ عينِ جودهْ
يراهُ العارفُ الخريتُ ليلاً
بأجواز المفازة ِ عين بيذه
يراه النائمُ اليقظانُ كشفاً
كرؤية ذي التهجد في هجوده
يراه الحائرونَ بلا دليلٍ
كرؤية ذي المقاصد في قصوده
يراهُ ناظمُ المرجانِ فيهِ
من أسماءٍ لهُ سلكاً بجيدهْ
يراهُ ناظمُ الألفاظِ بيتاً
هوَ الروحُ المؤيدُ في قصيدهْ
يراه ناظم الأحجار عقدا
وذاك العقد من اسنى عقوده
قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ
بهِ أخذَ الشهادة َ في عقودِهْ
له التسبيحُ والفرقان فيه
يميزه ركوعك مع سجودِه
وحاذرْ أنْ تمازجَ بين ربٍّ
وبين من اصطفاهم من عبيده
يراهُ مطلقاً من كانَ أعمى
كرؤية ذي البصيرة في قيوده
فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ
وهذا الأشعريُّ على حدودِهْ
وكلهمُ رهينُ الحبسِ فيهِ
بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده
على الإنصافِ آمنهُمْ شخيصٌ
طليقٌ ليسَ يرسفُ في قيودِهْ
وهمْ أجنادُه وظهورُ ملكٍ
مطاعٍ إنَّما هوَ منْ جنودِهْ
بذا سعدوا وحازوا الأمنَ منهُ
وإنْ تعبوا المآلُ إلى سعودِهْ
لذا سبقتْ إلى الغايات رحمتيّ
وحازتْها بمنزلتي سعودِهْ
فحلتِ في الجنانِ وفي جحيمٍ
وإن كانا لنا داري خلوده
فاخبئه ليستر في جحيمٍ
من الآلام أنسى من جحوده
فلوْ لزموا الحقائقَ لمْ يكونوا
كمنكرٍ ما رآه لذي ورودِهْ
تجلّى للبصائر من بعيد
تجليه كمن هو في وريده
وأطلعه على ما كان منه
من الشكر العميم على مزيده
تراه عند وصل العين منه
بذاكَ مثلَ فصلكَ في شرودِهْ
فلا تطلب منَ الرحمنِ عهداً
فيسألكَ المهيمنُ عن عهودِهْ
وسالمهُ تكنْ عبداً سؤوماً
وتظفرْ بالزيادة ِ في شهودِهْ[/font]

[font=&quot]**********
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ
رقم القصيدة : 11346
-----------------------------------
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيدِ
ولا تطلقنَّ النعتَ إن كنتَ تهتدي
إذا أنتَ أرسلتَ النعوتَ ولمْ تكنْ
تقيدها فيهِ فما أنتَ مهتدي
إذا كنتَ علاماً بما أنتَ ظاهرٌ
علمتَ بأنّ السرَّ بالعبد مرتدي
وإنْ كنتَ لا تدري ولستَ بطالبٍ
ولا باحثٍ فاعلمْ بأنكَ معتدي
إذا لمْ يقعْ نفعٌ لنفسكَ ههنا
فأنتَ إذا بعثرتَ أخسرُ في غدِ
لو أنك مطلوبٌ بكل جريمة ٍ
ومُتُّ على التوحيدِ علماً كانَ كانَ قدِ
ولستَ بأهلٍ للخلود بنارِه
ولستَ بمحرومٍ ولستَ بمفسدِ
كذا أنتَ عندَ اللهِ في عينِ علمِهِ
بقبضة اليمنى تروحُ وتعتدي
دليلي عليه ذو السجلاتِ فاعلموا
وذلك عينُ الحكم في غير مَشْهد
وإنْ كنتَ سبَّاقاً لكل فضيلة ٍ
تفوزُ إذا جاؤوا بأصدقِ مقعدِ[/font]

[font=&quot]********
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
رقم القصيدة : 11347
-----------------------------------
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ منْ أنا ذاتُهُ
فرأيتُهُ مني كحبلِ وريدي[/font]

[font=&quot]*******
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
رقم القصيدة : 11348
-----------------------------------
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
ويشهدُ لي بالنقصِ عينُ مزيدي
فما أدري ما هذا ولستُ بجاهلٍ
وقدْ عرفتني بالأمورِ حدودي[/font]

[font=&quot]*******
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
رقم القصيدة : 11349
-----------------------------------
ولولا حدودُ الشيءِ ما امتازَ عينهُ
ولولا حدودي ما عرفتُ حدودي
لقدْ عشتُ أياماً بغيرِ منازعٍ
ولم أك محسوداً لغير حسود[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> قراءة في وجة امرأة شو هاء..!
قراءة في وجة امرأة شو هاء..!
رقم القصيدة : 1135
-----------------------------------
بدت بوجهٍ قبيح اللّونِ محروق ِ
وقد علتْ فيه أصواتُ المساحيقِ
وقد جرتْ فيه للأصباغ معركةٌ
عنيفةٌ واعتلى صَوتُ البطاريقِ
لها فمٌ واسعُ الشّدقين تملؤه ُ
أسنانُ غُولٍ فلا تسأل عن الرّيقِ
ولا تسلْ عن جبين ٍ بارزٍ رسَمَتْ
فية الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ
ولا تسلْ عن لسانٍ ساءَ منطقهُ
إذا تحدّث ألغى صَرْحَهَ البوقِ
لصوتها غنة شوهاء مؤذية
كأنما قد أصيبت بالخوانيق
رنَتَ بعينين كالثقبينِ قد مُلئا
غَدراً ، وقد عانتا من شدةِّ ِ الضّيق ِ
كأنما رُبطتْ أطرافُها ، فبدتْ
كعين إبليسَ في جَفْن ٍ وفي مُوْق ِ
أهدابُها كغصون ِ الشّوك ِ أظهرها
فَصْل ُ الخريف ِ بلا زَيْف ٍ وتزويق
بيضاءُ لكنّها سوداءُ قاتمة ٌ
لمن يراها بعين ٍ ذات ِ تدقيق ِ
تمشي فتحسب أنّ الخُبْثَ في جسد ٍ
يمشي أمامك مفتوحَ المغاليق ِ
حديثُها كذبٌ مَحضٌ ، حقيقتُه
مأخوذة ٌ من أباطيل الغرانيق ِ
تُباع في كلّ سوقٍ للضلالِ ، فلا
تسأل عن التاجر الكذّاب والسوق
ولا تَسَل عن دنانيرٍ مزوّرة ٍ
وعن عُقودٍ جرتْ من غير توثيق ِ
وعن سماسرة ٍ باعوا ضمائرهم
وذوّبوا العقل في نار الأباريق ِ
خبيرة في ادّعاء ِ العدل جاهدة ٌ
في وَصْفِ آثارِه من غير تطبيق ِ
تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً ً
وفي مشاعرها إحساسُ زنديق ِ
سمعتُ عنها حديثَ المُعجبين بها
ومَنْ يُلاقون دَعواها بتصفيق ِ
سمعتُ عنها حديث َ العاشقين لها
فَاستْفَْت ِ عن عاشقٍ لاه ٍ ومعشوق ِ
أتيتُها وظلام الليل يلعنها
مما يشاهد من فسق ٍ وتَلفيق ِ
أتيتها فإذا همّي يحاصرني
كأنني طائرٌ في بطن صندوق
ِ
يا هَمُّ قاسمتَني ليلي سلكتَ إلى
أعماق نفسي طريقاً غيرَ مطروق ِ
مَنْ دلّ ركبكَ ، من أعطاكَ تذكرةً
على " خطوطِ " لأسى القاسي لتطويقي ؟
مَنْ هذه المرأةُ الشّوهاءُ ، أحسبُها
وقد تراءت أمامي ، شّر مخلوقِ ؟
بدتْ أمامي بسمْتٍ لا نظيرَ له
الوجه مُستْحدَثٌ والعقلُ إغريقي
أجابني ساخراً مني : أتجهلُها
هذي العظيمةُ ذاتُ الخيل والنّوق ِ
هذي التي تتغنّى بالسّلام ولا
يهزّها أنْ ترى مليونَ مَسْحوق ِ
وتدعّي أنّها ترعى العبادَ ، وكم
مُجنْدلٍ بين رجليها ومخنوق ِ
هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها
فَثوبُها أبيض الأكمام والزّيقِ
لها جواسيسُها في كلّ ناحية ٍ
فلا تسلْ عن إشاراتٍ وتحديق ِ
ولا تسلْ عن سؤالات ٍ موجّهةٍ
إلى الضّحايا وأوراقٍ وتَحقيق ِ
تغزو الفضاءَ غروراً، لا تريد به
إلا التسابقَ في مَلِْ الصناديق ِ
هذي العظيمة ُ – ياهذا – فألجمنَي
صمتي ، لما أدركته ريقي
ِ
بَرئْتُ منها ( ولن ترضى *) تؤكدُ لي
أن البراءةَ منها فِعلُ صدّيق ِ
--------------------
(*) انظر سورة البقرة آية : 120[/font]

[font=&quot]**********
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
رقم القصيدة : 11350
-----------------------------------
ليَ الملكُ لا بلْ نحنُ للملكِ آلة ٌ
فإنْ كنتَ ذا علمٍ بما قلتَ فاهتدي
تخيل لي السلطان ان كنتُ حاكماً
بصورة مهديّ وسنة مهتدي
فإنَّ بالاستحقاقِ قدْ نالَ ملكهُ
ويغفلُ عمَّا في الرداءِ لمرتدِ
وليسَ بالاستحقاقِ ما نالَ آية ً
ليسألَ عنهُ في القيامة ِ في غدِ
يقابل من يلقى بدرعٍ حصينة
ويقتلُ أعداءً بكلِّ مهندِ[/font]

[font=&quot]*******
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمداً
الحمدُ للهِ حمداً
رقم القصيدة : 11351
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمداً
يربى على كل حمد
بأنه يتعالى
حالَ النزولِ لوعدِ
نزولُ ربي علوٌّ
منه إلى كلِّ عبد
وإنما جاء عندي
لمَّا تقدَّمَ عهدي
وفيتُ للهِ عهداً
لذاكَ وفي بعهدي
حدُّ الإلهِ تعالى
مجداً على كلِّ حدِّ
وكلُّ حدٍّ فمنهُ
فلستُ في ذاك وحدي
لما أتيت إليه
سعيا لصدرٍ ووردِ
أتى بضعفِ مجيئي
إليه من غير حدّ
سبحانه وتعالى
عنْ كلِّ معنى ً مؤدي
إلى حدوثٍ وحدٍّ
وذاك علمي وعقدي
إنَّ الحدودَ التي في
كلامِهِ المتعدي
بكلِّ نفعٍ إلينا
فإنَّ ذلكَ عندي[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عمل الهمة ِ اعتلى
عمل الهمة ِ اعتلى
رقم القصيدة : 11392
-----------------------------------
عمل الهمة ِ اعتلى
فوقَ رسمِ المزبره
وكذا الرسم غاية ٌ
للبرودِ المدبرَهْ
غاية ُ الرسمِ همة ٌ
مصطفاة مطهره
ولها غاية ٌ علتْ
بالوجودِ المنظرهْ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
رقم القصيدة : 11393
-----------------------------------
خرقتُ حجابَ الغيبِ أطلبُ سره
فلم ألفِ إلا بهتة وتحيُّرا
فعدتُ إلى الأكوانِ أبغي شهودَه
فلمْ أرَ في الأكوانِ علماً مقررا
فيا مدّعي علم الأكاسيرِ ليته
تقرر في الأوزانِ وزْناً مُحرَّرا
يوافق أوزانَ الطبيعة ِ كونُه
على الفعل لا يلقى عن الأمر مَخبرا
فيقلب عينَ البدرِ شمساً منيرة ً
وينشءُ بهراماً شموساً وأقمرا
فقالَ له الميزانُ لستَ بحاصلٍ
لمنْ ظلَّ طولَ الدهرِ فيّ مفكرا
ولكنَّ حصولي اتفاقاً فإنني
عزيزٌ عن الإدراكِ غيباً ومحضراً[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
رقم القصيدة : 11394
-----------------------------------
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
واللهُ يظهرُه في العينِ أنوارا
لا بدَّ منه لهُ حفظاً لشرعتنا
ولو تسرَّبَ أنفاقاً وأغواراً
يشوِّه الوجهَ منهُ عندَ رؤيتهِ
وثم يخطَفُ أسماعاً وأبصارا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
رقم القصيدة : 11395
-----------------------------------
إذا أخذَ الفرقانُ منْ كانَ يتقي
جزاءً لتقواه وعفواً وتكفيرا
فما بعدَ ذا من غاية يطلبونها
سوى قربه الأعلى وجوباً وتقريرا
ففي جنة ِ المأوى وُجوداً محققاً
وفي جنته المعنى جلالاً وتوقيرا
لأنّ اقترابَ الذاتِ قربَ مسافة
محالٌ عليها فالتزمْ ذاكَ تعزيرا
تباركتَ أنت الله في كلِّ صورة
كذا جاءَ في القرآنِ كبرهُ تكبيرا
وأنتَ شرعتَ اللهَ أكبرَ من كذا
فحيرَ أهلَ الفكرِ قولكَ تحييرا
لذاك ترى أهل الحقائق شمَّروا
ذيولهم عن أخذهم فيه تشميرا
وأوّله أهلُ العقولِ بفكرهم
ولوْ سلموه مثلنا كانَ توفيرا
لقدْ أطلقَ اللهُ العليمُ مقالة ً
بزهراتِهِ فيها تدمرُهُ تدميرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
رقم القصيدة : 11396
-----------------------------------
تغيرتُ لما أنْ تغيرَ لي المجرى
لذا جئتُ شيئاً خارقاً عندكم أمرا
فيا ليتَ شِعري من يسير سيرنا
إلى حضرة ٍ ذوقية ٍ شربها أمرا
إذا رويتْ أكبادنا من شَرابها
وأحدثَ في الأكوانِ من شربها أمرا
وصحتْ لنا في العالمين خلافة
خلعتُ بها عن ذاتِهِ النهيَ والأمرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن قلبي وخاطري
إن قلبي وخاطري
رقم القصيدة : 11397
-----------------------------------
إن قلبي وخاطري
صيّراني كما ترى
أقطعُ الليلَ ساهراً
أهجرُ النومَ والكرى
وأنيسي مَن يعمر السـ
ـبيدَ لا يعمرُ القرى
مذ تجلى لناظري
في سماءٍ وفي الثرى
ما أرى غيرَ سيدي
دونَ شكٍّ ولا أمترا
أعظم الناسِ فِرية ً
مَن على ربهِ افترى
أحضروه في كلِّ ما
يعلمُ الخلقُ أو يرى
واحذروه فإنه
عينُ مَن عينَه يرى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي صيرا
الحمدُ للهِ الذي صيرا
رقم القصيدة : 11398
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي صيرا
وجودَنا لفعله مظهرا
لوْ أننا نعلمُ أرواحنا
بالوجهِ في الصبحِ إذا أسفرا
كما علمنا بالجسومِ التي
عينها الليلُ إذا أدبرا
كنَّا بهِ نعلم أعياننا
لكنْ جهلناها لأمرٍ طرا
من ظلمة ِ الطبع وأخلاطِه
فاعتمَ الليلُ وما أقمرا
حينَ رَمَتْ بالرجمِ أرواحَ مَنْ
يسترقِ السمعَ كما أخبرا
انظر إلى الأرضِ وخيراتها
وما بها الرحمن قد أظهرا
لا بدَّ أنْ يصبح عمرانُها
كمثلِ ما أصبحَ وادي القرى
عروشُها خاوية ٌ حينَ لمْ
يغيرِ الناسُ بها المنكرا
عمَّ بلاءُ الله سكَّانَها
فأهلكَ المقبلَ والمُدبرا
بذا أتانا النصُّ من عنده
في محكم الذكر كذا سطرا
فقال فيه واتّقوا فتنة
وتممَ القولَ بهِ منظرا
سبحان مَنْ أخبرنا أنه
كان على الأخذ بنا أقدرا
هذا الذي جئتَ بهِ واضحٌ
في سورة ِ الأنفالِ قدْ حررا
وبعد ذا ترجع أفكارها
إلى أمامٍ ما لهُ منْ ورا
لا فعلَ في العالمِ إلا لهُ
فإنَّ ما سميتَه مُنكرا
فحكمُه ذلكَ لا عينهُ
فلتعتبرْ قولي حتى ترى
به وإن شئت بأعياننا
لتشهدَ الأسماءَ والمحضرا
يبدو إليكَ الأمرُ من فصهِ
كما بدا لمنْ به أخبرا
مثلَ رسولِ اللهِ في وقتهِ
والوارثِ المختار بين الورى
فالحمد لله الذي قد وقى
من شرِّ ما يمكن أن يُحذرا
لولا كتابٌ سابقٌ فيكمُ
نتبذتمُ لفعلكمْ بالعرا
لما رأى عسكرها شمّرا
إلا لكي تعصمَكم كالعُرى
لأنها أعصم ما يُتقى
لمَّا بدا الرحمنُ قدْ قدرا
تعوذوا منهُ بهِ أسوة ً
بسيدٍ يعلمُ ما قررا
من يعرفِ الحقَّ وأسرارَه
يكن لما أذكره منكِرا
العمى لا تدركُ أبصارنا
إلا ظلاماً وهي شيءٌ يرى
وليسَ يدري بالذي قلتهُ
إلا الذي في غيبه أحضرا
فالغيبُ لا يدركهُ غائبٌ
أوضحتُ أمراً ليس يدري بهِ
إلا الذي في شأنه قد جرى
أو سيِّد خص بأسراره
مثل إمام نفسُه قد درى
يسري بهِ قدماً إلى ذاتهِ
لا يعرف الخلفَ ولا القَهقَرى
ما هو كالخنس في سيرها
بل هو كالبدرِ الذي أزهرا
أظهرَ عينَ الشمسِ في ذاتِهِ
وهوَ على ما هو لمن أبصرَا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
رقم القصيدة : 11399
-----------------------------------
إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ
وثمَّ حقُّ رسولِ اللهِ إيثارا
والعارفونَ يرونَ الحقَّ عينهمُ
ولا يرونَ بعينِ الحقِّ أغيارا
فهمْ يغارونَ أنْ يلقى بساحتهمْ
خيانة ٌ منْ نفوٍ كنَّ أغوارا
فهمُ مع اللهِ لا في حقِّ أنفسهم
لذا أقاموا من التنزيه أسوارا
تنزيهِ تشبيهٍ لا تنزيهٍ ليسَ كذا
بما أتاهم من الرحمن أخبارا
يحكون ما قاله عن نفسِه فإذا
حكوه كانوا له جنداً وأنصارا
لا يعرفونَ سوى الرحمنِ منْ أحدٍ
لم يألفوا فيه لا داراً ولا جارا
لو أنهم وجدوا أمراً ينازعهم
فيه لأدخلهم نزاعهم نارا
ولمْ يكنْ مادحٌ منهم لهُ أبداً
بكل فنٍّ من الأمداحِ مِكثارا
همُ الأقلونَ إنْ قلوا وإنْ كثروا
حلاهمُ الحقُّ أسراراً وأسرارا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
رقم القصيدة : 11400
-----------------------------------
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضرراً
فدارِهِ ثم لا تُظهر له خَبَرا
وادفعْ أذاه بما توليه من حُسنٍ
وامننْ عليهِ ولا تعلمْ بهِ بشرا
فإنَّ ذلكَ إكسيرٌ وقوتهُ
إنَّ تقلبَ العين والأجساد والصورا
يرجعْ عدوُّكَ صديقاً فتأمنهُ
ولا تخف منه إضراراً ولا ضررا
وما يلقاها إلا صابرٌ وله
حظٌّ من العلمِ لمَّا أمعنَ النظرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
رقم القصيدة : 11401
-----------------------------------
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا
ولا تعترض فيه عليه لأنه
سيحدثُ في معناهُ منهُ لكمْ ذكرا
ولا تكُ فيه موسوياً فإنهُ
مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا
تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا
بأعينهمْ منْ غيرهمْ أحدثُوا أمرا
فينكرهم في الحين ديناً وغيرة
فيرهقها المتبوعُ من أمرها عسرا
فإنْ عادَ بالإعراضِ عنهمُ لنكرهمْ
تقيم لهُ مما أتتهُ بهِ عذرا
كذا سنة ُ الرحمنِ في كلِّ تابعٍ
ومتبوعهِ فاحذرْ من العالمِ المكرا
فمنْ يتقِ الله العليمَ بحالهِ
سيجعلُ لهُ الرحمنُ من أمرهِ يسرا
ومن يتوكل في الأمور على الذي
يكونَ بها أولى كما أنَّهُ يدرى
وقدْ جعلَ اللهُ العليمُ بأمرهِ
لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا
لقدْ جئتكمْ بالأمرِ منْ عندِ ربكمْ
كما جاءتْ الأرسالُ منْ عندهِ تترى
وإني لهمْ في كلِّ ما قلتُ وارثٌ
ولمْ ألتمسْ منكمْ ثناءً ولا أجرا
وأجري على الله الكريم جعلته
لديهِ إلى يومِ الورودِ لنا ذخرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
رقم القصيدة : 11402
-----------------------------------
إنَّ الذي أظهرَ الأعيانَ لو ظهرا
ما زاد حكماً على الأمر الذي ظهرا
هو الجليُّ الخفيُّ في تصرُّفه
فليسَ يظهرُ منهُ غيرُ ما ظهرا
مُقدَّس الذاتِ عن إدراكِ ما ظهرا
لكنه يهبُ الأرواح والصورا
فكلُّ صورة روحٍ عينُ صورتِه
وهوَ الذي عين الأفلاكَ والبشرا
منْ آدمَ خمرتْ يداهُ طينتهُ
بذاكَ سمي فيَ ما قدْ روى بشرا
لما أتى من وراء السّتر كلمني
وما رأيتُ لهُ عيناً ولا خبرا
علمت أنَّ حجابي لم يكن أحداً
غيري فلم أتعب الألبابَ والفكرا
فما رأيتَ وجودَ الحقِّ في أحد
إلا رأيت له في كونِه أثرا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
رقم القصيدة : 11403
-----------------------------------
منَ الحروفِ حروفٌ هنَّ كالعرضِ الـ
ـمجهولِ تغييرهُ في سمعنا ظهرا
تبدو لإشباعها في لفظِ مُشبعِها
حروفُ علتها بها الكلامُ جرى
ضَمٌّ وفتحٌ وكسرٌ للبناءِ أتتْ
أسماؤها وبهذا الحكمُ قدْ شهرا
وثمَّ رفعٌ ونصبٌ جاءَ بعدهما
خفضٌ لإعرابٍ ما في لفظه ذُكرا
والجزمُ يذهبها مع السكونِ فلا
تسمعْ لها منذ لفظٍ واردٍ خبرا
وما تولد عنها حين تشبعها
لكي يقضي منها اللافظُ الوَطَرا
كواو أو ياء أو ما جاء من ألف
حروفُ مدٍّ ولينٍ تشبهُ القدرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
رقم القصيدة : 11404
-----------------------------------
الوحيُ بالشرعِ قدْ سدتْ مغالقُهُ
وليسَ ينكرُ ذا إلا الذي كفرا
لمْ يبقَ منهُ سوى الشخصُ يدركهُ
في نومه أو بكشفٍ هكذا ظهرا
وليسَ يدركهُ منْ غيرِ صورتهِ
إلا هنا ولهذا حاز مَنْ عَبَرا
علماً صحيحاً من الرحمنِ بشرهُ
بهِ المهيمنُ في رؤياه إنْ شكرا
وفيهِ مزجٌ رقيقٌ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي يعرف الآياتِ والسورا
فينزلُ الشيءَ في رؤياه منزلة ً
بآية فهي قرآنٌ لمن نظرا
في جمعها والذي تحويه منْ عبرٍ
وحياً صحيحاً لنا بهِ القضاءُ جرى
فاسلكْ طريقتنا إنْ كنتَ ذا نظرٍ
ولاتعرجْ بنا إنْ كنتَ معتبرا
قدْ يخطيءُ العابرُ الرؤيا يعبرها
وقد يصيبُ كما رويته خبرا
عن النبي رسولِ الله سيِّدِنا
فيما تأوله الصديقُ لو عثرا
أصابَ بعضاً وأخطى بعضَها وبذا
أتى الحديثُ الذي رويتُهُ أثرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
رقم القصيدة : 11405
-----------------------------------
العينُ واحدة ٌ والأمرُ واحدة ٌ
والكثرُ ما قامَ إلا بالذي أمرا
والواحدُ الفردُ قد قامت به نسب
فصار من قيل فرد فيه قد كبرا
لمَّا تعددتِ الأسماء قيلَ لنا
أينَ التوحدُ والتكثير قدْ شهرا
وهذهِ نسبٌ ولا وجودَ لها
والحكم ليس لمعدومٍ وقد ظهرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
رقم القصيدة : 11406
-----------------------------------
إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
لها معانٍ وأسرارٌ لمن نظرا
فأولُ الأمر في مرقومنا ألفٌ
واللفظ ينكره حرفاً على ما ترى
قالَ ابن حبانَ فيهِ في طريقتهِ
بأنه نصفُ حرفٍ هكذا ذكرا
ونصفهُ همزة ٌ في عينِ كاتبها
كذا رأيتُ لهُ نصاً وأينَ يرى
كمثلهِ في علومِ أصلِ مأذخذها
من جعفر وبهذا الفن قد شهرا
واللفظ ينكر ما قد قال في ألف
وما ابتغى جدلاً ولا رآه مرا
وإنَّهُ مذهبي إنْ كنتَ تبتغي
لكنَّهُ ثبتها في الاعتبارِ قرا
فيهَ جميعُ الذي قدْ صادَ صائدُكمْ
من الحروفِ لمنْ أعلمتَهُ قدرا
فهمزة ٌ تقطعُ العشّاق إنْ هُجرت
وإنَّ في وصلِ من تهوى لها خبرا
والباءُ تعملُ في عقدِ النكاحِ إذا
خطت على صفة ٍ قد ألبست حبرا
والتاءُ تجمع شملاً بالحبيبِ إذا
محبوبه بانَ عنه أو نوى سفرا
والثاءُ تثبتُ أحوالَ الرقيب إذا
جاء الحبيبُ إليه بعد ما هجرا
والجيم تعملُ في أحوالِ منشئه
حتماً فتفرده إذا القضاءُ جرى
والحاءُ تطلب بالتنزيهِ كاتبها
يوماً إذا صار تشبيه به وطرا
جاءت إليك بأعيانِ الورى زمرا
حتى يقضي منها الكاتبُ الوطرا
والدالُ في كلِّ ما ينويهِ فاعلة ٌ
لهُ المضاءُ وجلَّ الأمرُ أو صغرا
والذالُ في حضرة ِ الزلفى لهُ قدمٌ
فكلما رامَ تقديماً يرى لورا
والراءُ توصلهُ وقتاً وتفرحهُ
بكل ما يبتغي فزاحم القدرا
وإنَّ لاماً إذا ما جاورت ألفاً
كذا رأيناهُ في أعمالنا ظهرا
والطاء تطلبُ تنفيذ الأمور له
فانظر ترى عجباً إنْ كنتَ معتبرا
والظاء تعطى حصول العبد في رتب
تعنو الوجوه له والشمسُ والقمرا
والكاف فيه لمهمومٍ إذا كتبت
تفريجُ كربٍ لهُ في كلِّ ما أمرا
واللامُ درعٌ له فيه يحصنه
من كلِّ سوءٍ ومكروهٌ من الأمرا
والميم يروى به من كان ذا عطشٍ
من العلومِ بهذا القدر قد فخرا
والنون تجري مع الأفلاك صورتُه
لنيلِ صورة أنثى تَشتهي ذكرا
والصادُ نورٌ قويٌّ في تشعشعهِ
بما له منه في أحواله السرا
والضادُ كالصادِ إلا أنَّ منزله
أدنى فتلحقه برتبة الوزرا
والعينُ كالجيمِ إلا أنَّ صورتهُ
في الفعل أقوى ظهوراً هكذا اعتبرا
والغين كالعينِ إلا أنْ يقومَ بهِ
عينُ السحاب الذي لا يحمل المطرا
والفاءُ كالباءِ في التصريفِ وهيَ بهِ
أتمُّ فعلاً فقدْ جلتْ عنِ النظرا
والقافُ تعملُ في الضدينِ إنْ كتبتْ
غرباً وشرقاً فكن للحالِ مدَّكرا
والسين تعصمُ من سوء تخيُّله
نفسُ الضعيفِ إذا شخصٌ بذاكَ زرى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما نظرتْ عيني إلى
ما نظرتْ عيني إلى
رقم القصيدة : 11407
-----------------------------------
ما نظرتْ عيني إلى
شيءٍ تراهُ فأرى
إلا الذي قال لنا
بأنَّهُ الخلقُ برى
قلتُ فمن قيل لنا
من المياه والثرى
فليس في الكون الذي
تراه من غير يرى
سواهُ فانظرْ عجباً
يدري به من قد درى
إنَّ الوجودَ واحدٌ
في عينه دون امترا
وكلُّ من قال به
في حقهِ فما افترى
فنحنُ فيهِ كلنا
كأصيَد في جوفِ الفرا
والجوفُ منه فارغٌ
والحقُّ ما فيه مِرا
قد قلن ما ذا بشراً
بلْ ملكاً فيما نرى
ولم يكن بملك
ما كانَ إلا بشرا
فهكذا أمرَ الإلـ
ـهُ في الوجودِ والورى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شغلي بمن شرَّع لي الشـ
شغلي بمن شرَّع لي الشـ
رقم القصيدة : 11408
-----------------------------------
شغلي بمن شرَّع لي الشـ
ـغلَ بهِ فحيرا
خاطبني بأنني
عبدٌ له وما نرى
لعينه من شاهد
إلا العمى والأثرا
وقالَ لي إنّ الذي
تراه قد ظهرا
ولولاكَ يا ربَّ الورى
ما كنتُ إلا الورى
مثلُ الذي قالَ لنا
منْ صحة ٍ قدْ انبرى
ميراثنا منْ أحمدٍ
خير الأنام والورى
خيرِ إمامٍ طاهرٍ
سليل أعراف الثرى
صلى عليه الله من
خليفة ٍ قد ظهرا
بكلِّ ما أمله
من ربه ما افتخرا
لأنه عبدٌ وما
للعبدِ أنْ يفتخرا
إلا بمن كوّنه
عبداً لهُ فاشتهرا
أنا الذي قلتُ أنا
لذا يقينا خبرا
لو أنني قلتُ أنا
به رأينا عبرا
فاحمدْ وزدْ في شكرهِ
يزدكمُ ما ذكرا
في محكمِ الذكر لنا
لشاكرٍ إنْ شكرا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
رقم القصيدة : 11409
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حمدَ منْ لمْ
يجدِ جزاءً ولا شكورا
وإنما العبد قيل له قل
فقالَ ما قالهُ خبيرا
بانه فيه عبد قَنٍ
ممتثلا امره الكثيرا
لمْ يتخذْ دونهُ ولياً
في حمدهِ لا ولا نصيرا
من علم الحقَّ علمَ ذوقٍ
يعلمُهُ ناقداً بصيرا
من حكم العلم في هواه
كان على نفسه قديرا
يعرفهُ كلُّ منْ رآهُ
بنعته سيِّداً حصورا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حسنتُ ظني بربي
حسنتُ ظني بربي
رقم القصيدة : 11410
-----------------------------------
حسنتُ ظني بربي
فاعقب الظنَّ خيرا
أعطاني الظنُّ فيهِ
خيراً كثيراً وميرا
بهِ تعودتُ شرعاً
منْ رده الكورَ حورا
فأسرع الخيرُ نحوي
سيرا حثيثا فسيرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
رقم القصيدة : 11411
-----------------------------------
هذا الذي قلتهُ في اللهِ من صفة ٍ
الله جاء به في الذكر مسطورا
على لسانِ رسولٍ سيدٍ ندسٍ
إذْ طهرَ اللهُ أهلَ البيتِ تطهيرا
فلمْ ينلهمْ لذا في عرضهم دنسٌ
إذ شمروا ذيلهم للنصر تشميرا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
رقم القصيدة : 11412
-----------------------------------
السرُّ ما بينَ إقرارٍ وإنكارِ
في المشتري وهمِّ المدلجِ الساري
لم لا يقول وقد أودعت سرّهما
أنا المعلمُ للأرواحِ أسراري
أنا المكلّم من نارٍ حجبتُ بها
نوراً فخاطبتُ ذاتَ النور في النارِ
أنا الذي أوجد الأكوان مظلمة ً
ولو أشاءُ لكانتْ ذاتَ أنوار
أنا الذي أوجد الأسرار في شجِ
مجموعة ً لمْ ينلها بوسُ أغيارِ
يا ضارباً بعصاه صلد رابية
شمس وبدر وأرض ذات أحجار
فاعجبْ إلى شجرٍ قاصٍ على حجرٍ
وانظر إلى ضاربٍ من خلف أستار
لقدْ ظهرتَ فما تخفى على أحدٍ
إلا على أحدٍ لا يعرفُ الباري
قطعتُ شرقاً وغرباً كيْ أنالهمُ
على نجائبَ في ليلٍ وأسحارِ
فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبراً
وكيف تسمع أذن خلف أسوار
أمْ كيفَ أدركُ منْ لا شيءَ يدركهُ
لقد جهلتك إذ جاوزتُ مقداري
حجبتَ نفسكَ في إيجادِ آنية
فأنت كالسرّ في روح ابنة القاري
أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به
أنت المنزه عن كون وأقطار[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
رقم القصيدة : 11413
-----------------------------------
يا هلال الدياجِ لحْ بالنهارِ
فلقد أنتْ نزهة الأبصارِ
أنتَ محوٌ وأنتَ في العينِ بدرٌ
بتجليكَ في الضياءِ المحارِ
فإذا ما بدا هلالُ المعاني
طالعاً من حديقة ِ الأبصار
قل له بالتواضع المتعالي
لا بنفسِ الدعاءِ والإنكارِ
يا هلالٌ بين الجوانحِ سارَ
لا تفارق حنادسَ الأغيار
كنْ عبيداً بقصرها ومليكاً
بعدَ محوينا لكمْ في السرارِ
حكمة قد تحيرُ الخلقَ فيها
وسراجان أسرجا بنهارِ
عجباً في سناهما كيف لاحا
وسناء الشمس مذهبُ الأنوار
كلُّ نورٍ في كلِّ قلبٍ محارٌ
ما عدا قلتَ وارثِ المختارِ
فاشكرِ الله يا أخيّ على ما
وهبته نتائجُ الأذكارِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
رقم القصيدة : 11414
-----------------------------------
هزم النورُ عسكرَ الأسحارِ
فأتى الليلُ طالباً للنهارِ
فمضى هارباً فرارَ خداعِ
والتوى راجعاً على الأسحارِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
رقم القصيدة : 11415
-----------------------------------
إنَّ اللسانَ رسولُ القلبِ للبشرِ
بما قدْ أودعهُ الرحمنُ منْ دررِ
فيرتدي الصدق أحياناً على حذر
ويرتدي المين أحياناً على خطرِ
كلاهما علم في رأسه لهب
لا يعقلُ الحكمَ فيهِ غيرُ معتبرِ
وانظر إلى صادقٍ طابت مواردُه
وكاذبٍ رائحٍ غادٍ على سفر
معَ اتحادهما والكيفُ مجهلة ٌ
من سائلٍ كيفَ حكمُ الحقِّ في البشرِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ
كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ
رقم القصيدة : 11416
-----------------------------------
كيفَ يكون الخلافُ في بشرٍ
تميزوا في العلى عن البشر
فهم ذوو رحمة ٍ ذوو نظر
مسددٍ في تخالفِ الصورِ
ونعمة ٍ لا تزالُ تصحبهمْ
ليسوا ذوي مِرية ٍ ولا ضرر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
رقم القصيدة : 11417
-----------------------------------
إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ
ولذاكَ أضحى أقربَ الأستارِ
منه تفجرتِ العلومُ على النهى
وبهِ يكون الكشفُ للأبصارِ
فيهِ البروقُ وليسَ يذهبُ ضوؤها
أبصارَنا لتقدسَ الأبصار
فيه الرعودُ وليسَ يذهبُ صوتُها
أسماعَنا لتنزُّهِ الأسرارِ
فيه الصواعقُ ليس يذهبُ رسمنا
إحراقها لعناية ِ الآثار
فيه الغيوم وليس يهلك سيلها
أشجارنا لتحققِ الإيثارِ
ما بعدَه شيء سوى مطلوبِنا
ربُّ الأنامِ معَ اسمِهِ الغفارِ
فإذا انجلى ذاك الغمام فذاته
تبدو إلى الأنوار في الأنوار
والنورُ يدرج مثله في ضوئه
كالشمسِ لا تُفني ضياءَ النار
فترى البصائرُ والعيونُ جلاله
وجماله في الشمسِ والأقمارِ
فافهم إشارتنا تفز بحقائق
تخفى على العقلاءِ والنظارِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
رقم القصيدة : 11418
-----------------------------------
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
فيها بحكم تصرُّف الأقدار
دارتْ بهِ الأفلاكُ في فسحاتها
والكونُ في الأدوار بالأكوارِ
فإذا تحل بمنزل تهفو له
شوقاً إليه مطارحُ الأنوار
فيمدّها بالفيض في غَسَقِ الدُّجى
حتى يشمِّر عسكرُ الأسحارِ
للانتقالِ من البسيطة ِ قاصداً
جهة اليمينِ ومغربَ الأسرارِ
ويحلّ إرديسُ العليُّ بوحهِ
في أثر ذاك العسكرِ الجرارِ
يخفى على عينِ المشاهد نوره
كالشمسِ تنفي سطوة َ الأقمارِ
فالزمهريرُ معَ الأثيرِ تحكما
بالبردِ والتسخين في الأطوار[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
رقم القصيدة : 11419
-----------------------------------
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
على شخوصٍ مزجة ِ الأطوارِ
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار
والمارِ والهواءِ ثمَّ النارِ
بالإستحالاتِ وبالتكوينِ
وبتناهي مدة ِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي
أمر الإله الواحدِ القهَّارِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
رقم القصيدة : 11420
-----------------------------------
يطوفُ بالبيتِ من يدينِ لهُ
لكنهُ خارجٌ عنِ البشرِ
كأنهُ في طوافهِ جملٌ
يخبط لا يلتوي على الحجر
مثلُ حنين وقدْ رآهُ فتى ً
من أعلمِ الناسِ من بني عمر
فقال هذا الذي أقول به
في حقِّ هذا الأنيسِ فازدجرِ
لكنني قد وجدت معذرة
كان عليها في سالف العمر
كان له مقطع يطوف به
ومن أتى عادة فلم يمر[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
رقم القصيدة : 11421
-----------------------------------
ألبستُ منْ هوَ ذاتي خرقة َ الخضرِ
ما بينَ زمزمَ والركنين والحجرِ
على التزيُّن بالمرضيِّ من صفة ٍ
محمودة ٍ بينَ أهلِ الشرعِ والنظرِ
ولا تزال مع الأنفاسِ قائمة ً
به إلى منتهى الأوقاتِ والعُمرِ
وما تحللها من سيءٍ فلنا
عليه شرط صحيح جاء في الخبر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
رقم القصيدة : 11422
-----------------------------------
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
وأحسنَ الناسِ في المعنى وفي الصورِ
وكانَ قدْ ملكتْ قلبي محاسنها
خبراً محققهُ يربى على الخبرِ
ألبستُها من سنى الأثوابِ ثوبَ تقى ً
فخراً على جنسها منْ خرقة ِ الخضرِ
وهيَ التأدبُ بالآدابِ أجمعِها
معَ التخلقِ بالآياتِ والسورِ
والعهدُ ما بيننا أنْ لا تبوحَ بها
ولا تعرفُها شخصاً من البشرِ
لكيْ تكونَ من الإخلاصَ نشأتها
فليسَ يلحقُها شيءٌ من الغيرِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
رقم القصيدة : 11423
-----------------------------------
ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ
في النومِ ما بينَ بابِ البيتِ والحجرِ
وقبّلتْه فقبّلنا مقبّلهَا
وغبتُ فيهِ عن الإحساسِ بالبشرِ
واستصرختْ في نيات الطوافِ وفدْ
حسرنَ عن أوجهٍ من أحسنِ الصُّورِ
هذا إمامٌ نبيلٌ بينَ أظهرنا
هذا قتيلُ الهوى واللثمِ والنظرِ
قالتْ لها قبليهِ الأمُّ ثانية ً
عساه يحيى كمثلِ النفخِ في الصور
فالنفخُ يخرجُ أرواحَ الورى وبهِ
يحيى إذا دُعيت للنشر من حفر
فعاودتُ فأزالتْ حكم غاشيتي
وأدبرتْ وأنا منها على الأثرِ
أُقبلُ الأرض إجلالاً لوطأتها
حبالَه وأنا منه على حذرِ
من أجل تقييدِه بصورة ِ امرأة ٍ
عند التجلِّي فقلتُ النقصُ من بصري
ونسوة ٍ كنجومٍ في مطالعِها
وأنتَ منهنَّ عينَ الشمسِ والقمرِ
يا حسنها غادة ً كالشمسِ طالعة ً
تسبي العقولَ بذاكَ الغنجِ والحورِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
رقم القصيدة : 11424
-----------------------------------
لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
عين الذي كنت أبغيه بلا صورِ
علمتُ أن الذي أبغيه يطلبني
بالعلم بي لا به فانهض على أثري
ترى الذي قد رأينا من منازله
في كلِّ آية ٍ تنزيهٌ من السورِ
وكلُّ آية ٍ تشبيهٌ ومحكمة ٌ
تُتلى علينا من المكتوبِ في الزبر
ومَطلبُ الحقِّ منا أن نوحِّدَه
رباً كما هوَ في القرآنِ والنظرِ
ما مطلبُ الحقِّ منا أنْ نكيفهُ
حتى نراه بمجلى الشمسِ والقمرِ
ولا تفكرتُ فيه ما بقيتُ ولا
يزال من فكرهِ عقلي على غررِ
في آلِ عمرانِ جاءَ النصُّ يطلبني
بما لديه من التخويفِ والخدر
وذاك عن رأفة ٍ منه بنا ولذا
يتلى علينا معَ الآصالِ والبكرِ
الليلُ للهِ لا لي والنهارُ معاً
لأنه الدهر فانظر فيه واعتبر
لا تعتبرْ نفسهُ إنْ كنتَ ذا نظرٍ
مسددٍ ولتكنْ تمشي على قدرِ
إنَّ المعارجَ والإسرا إليه بهِ
على البراقِ الذي أنشأتُ من فكري
حتى انتهيتُ إلى ماشاءه وقضى
تركتهُ وامتطينا رفرفَ الدررِ
عند التفاتي به إذ كان ينزل بي
إلى السماءِ يناجيني إلى السحرِ
ودَّعته ثم سرنا حيث قال لنا
إذا به عن يميني طالباً أثري
لما تأمّلته لم أدر صورته
وعلمنا أنهُ هوَ غاية ُ الخطرِ
غفلتُ عنهُ لهُ إذ كانَ مقصدُهُ
مني التغافلَ بالتحويلِ في الصورِ
لأنه عالم أني أميّزه
لمَّا تكفلني منْ حالة ِ الصغرِ
له ولدتُ لهذا ما برحتُ له
مشاهداً ناظراً فيهِ إلى كبري
لذاك أخبرنا بأنه معنا
على مكانتنا في بدوٍ أوْ حضرِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
رقم القصيدة : 11425
-----------------------------------
رأيتُ بارقة ً كالنجمِ لامعة ً
بسقفِ بيتي على قُرب من السحرِ
علمتها عينَ منْ أهوى تعرفني
بما أنا منهُ في وردٍ وفي صدرِ
وكنتُ في حاضرِ الأبصارِ أرقُبه
لحادثٍ كان لي فيهم من الخبر
على لسانِ الذي ظني بهِ حسنٌ
يحيا الفؤادُ بذاكرهُ وبالنظرِ
عن الرسولِ رسولِ الله سيدنا
المصطفى المجتبى المختارِ منْ مضرِ
فقلت أعرفكم حالاً وأشهدكم
عيناً وأظهرَكمْ لأعينِ البشرِ
لأنُهم جهلوا ما نحنُ نعلمهُ
منَ التجلي الذي للهِ في الصورِ
ما قلتُ فيكم ولا فهنا بذكركمْ
إلا بما جاءَ في الآياتِ والسورِ
أتلو وأسردُ آياتٍ علمتُ بها
في شأنكمْ عنكمْ ما قلتُ عنْ نظرِ
ما لي التحكمُ في نفسي فكيفَ لنا
فيه التحكمُ والرامي على خطرِ
من أن يصيبَ به من لا يجوز له
فيهِ التصرفُ إلا حالة َ الضررِ
مثل النبي الذي يوحى إليه به
لكي يبلغه للسمع والبصرِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
رقم القصيدة : 11426
-----------------------------------
بالشمِّ أدركَ أحياناً وبالنظرِ
ما ليس يدركه غيري من النظرِ
ولستُ منهُ بلا شكٍّ على خطرٍ
مثل المقلّد للمعصومِ في الخبرِ
من حاله الشمّ أعلى منه منزلة
أعني المقلد لا الإدراك بالنظر
للذوقِ أخذ شريف لا يكيفه
في فعلهِ غيرُ أهلِ الضربِ والبصرِ
وليس يعرفُ من ذوق بجارحة ٍ
مذاق جارحة أخرى أبو البشر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
رقم القصيدة : 11427
-----------------------------------
استغفرُ اللهَ منْ علمٍ أفوهُ بهِ
فإنَّ قائله منهمْ على خطرِ
وهوَ الصحيحُ الذي لا شكَّ يدخلني
فيه ولكنني منه على حذر
وقدْ أتيتُ بهِ لحكمة ٍ حكمتْ
عليّ فيه على ما جاء في القدر
من العلوم التي قد عزَّ طالبها
ولم ينلها لما في الأمر عن غَرَرِ
لولا وراثتنا خيرَ الأنامِ لما
حصلتها السيدَ المختارَ منْ مضرِ
وهوَ العليمُ بها منْ ضربة ٍ حصلتْ
لهُ منَ اللهِ ذي الآلاءِ في السمرِ
فاسمع فديتك إني قد عزمت على
إبراز ما كان في الأصدافِ من درر
إنْ قيلَ ما سببُ التكبيرِ والغيرِ
فقلْ لهُ ذاكَ مجلى الحقِّ في الصورِ
فما ترى العينُ إلاَّ واحداً أبداً
والكِبرُ جاء من الإحكام في النظرِ
إنَّ الوجودَ على الإيهامِ نشأتهُ
مثل الشهادة ِ حال الذرِّ في الفطرِ
والحكمُ مني بهذا القولِ صورته
ما قلُته وكذا المشهودِ بالبصرِ
الغيبُ لله لا الأبصارُ تدركه
وما ترى العينُ يكنى عنه بالبشرِ
من كلِّ نجمٍ وأفلاكٍ يدور بها
وما يولده من هذه الأكْر
إنْ لمْ تحققهُ برهاناً ومعرفة ً
كما هو الأمر فاقنع فيه بالخبر
من ذائقٍ لمْ يقلْ ما قالَ عن نظرٍ
ولا قياسٍ ولا حدسٍ ولا ضَرر
إنّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليسَ لهُ
فيهِ شريكٌ كما قدْ جاءَ في الأثرِ
وأين مثلُ رسولِ الله سيِّدِنا
فيما يُقال ففكِّر فيه واعتبر
فيما يقولُ لبيدٌ في جهالتِهِ
وليسَ يدري الذي قدْ قال فادكرِ
فإنّ ذا فطنة ٍ مثلي مخلفة ٍ
ترى الحقائقَ تأتيها على قدر
ولا تقل إن ذا وهم وسفسطة
القولُ ما قلته فانهض على أثَري
والله لولا شهودُ الحقِّ ما نظرت
عيني إلى أحد من عالم الغير
إني يتمية ُ دهري ما لها شبهٌ
من الفرائدِ في نجْر ولا بحر[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيها المشغوفُ بالذكر
يا أيها المشغوفُ بالذكر
رقم القصيدة : 11428
-----------------------------------
يا أيها المشغوفُ بالذكر
في حالة ِ الإشفاعِ والوترِ
لو كنتَ لي في عالمِ الخلقِ
لكنتَ لي في عالمِ الأمرِ
إنْ ضاقَ ظرفُ الدهرِ عنْ عينكم
فلمْ يضقْ عن عينكم صدري
ما أوسع القلبَ إذ آمنت
جوارحي بكلِّ ما يجري
لم أدرِ أنَّ للقلب ظرف لكم
لولا الذي أخبرني سري
عندَ تجليهِ لنا طالباً
في ليلة ٍ يعطى إلى الفجرِ
أنتَ الذي أخبرتني بالذي
فهمت به في السِّرِّ والجهر
على لسانِ السيدِ المصطفى
الطيبِ الأسلافِ من فهرِ
ما جئتكمْ بالأمرِ منْ خارجٍ
بلْ جئتكمْ بالأمرِ منْ بحرِ
تلتطمُ الأمواج فيه كما
تأتي بهِ الأنفاسُ في الذكرِ
فإنْ ذكرتم فاذكروه بما
تلاه في القرآنِ ذي الذكر
لا تذكروهُ بالذي تنظروا
فالفرعُ يُعطى قوّة َ النجر
ذكرته يوماً على غَفلة ٍ
بغيرِ ما قلبٍ منَ الأمرِ
فلم أجدْ عند مذاقِ الجنى
طعمَ الذي أعلم بالخبر
وجدته كالمنِّ في طعمه
والفارقُ الواضحِ بالسكرِ
بالصحو يأتي ذكره دائماً
والقبضُ والبردُ معَ الوفرِ
والذكرُ من عندي على ضدِّه
يأتيك بالسكر وبالحرِّ
فذكره ما بين أذكارنا
بين الليالي ليلة َ القدرِ
سبحانَ من صيَّرني عالماً
من بعد ما قد كنتُ كالغمر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> توهمت من أهواه خارجَ صورتي
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
رقم القصيدة : 11429
-----------------------------------
توهمت من أهواه خارجَ صورتي
فقدرتُهُ في القربِ بالباعِ والشبرِ
فيحيي فؤادي بالوصالِ وباللقا
ويقتلني بالصدِّ منهُ وبالهجرِ
يجرِّد عن غصنٍ قويمٍ وعن نقا
ويبسمُ عن درٍّ ويُسفر عن بدرِ
ويُجري لنا نهراً من الضَّرْعِ طيباً
ومن عسلٍ أصفى وماءٍ ومن خمرِ
يمدُّ بهِ كوني لأني من أربعٍ
خلقتُ بها في النشأتين بلا أمر
معَ الأمرِ بالتكوينِ في كلِّ حالة ٍ
ولا أدرِ معناهُ ولا أدرِ أدري
أتيتُ إليهِ منْ طريقٍ ذلولة ٍ
مسهَّلة لكن على مَركبٍ وَعر
بنقرٍ بأوتارٍ بأيدي كواعبٍ
يملن علينا من هوى لا من السُّكر
فلما تأملنا وجدنا وجودَنا
بأسمائه الحسنى فقمتُ بها أجري
إلى عالمِ الأكوانِ أخبرهُمْ بها
كما أخبر الرحمن في محكم الذكر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
رقم القصيدة : 11430
-----------------------------------
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
إليكَ مرجعهُ فانهضْ على قدرِ
واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه
مصدِّق في الذي قد جاء من خبر
وخذْ بهِ خلفَهُ في الحالِ مقتدياً
واركنْ إليهِ ولا تركنْ إلى النظرِ
واعلمْ بأنَّ ذوي الأفكارِ في عمهٍ
فكنْ من الفكرِ يا هذا على حذرِ
والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ
صفاتُهُ ولهُ في التحكيمِ في العبرِ
وما له ذلك التحكيم في عِبَرٍ
إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر
وليس يعرف سرَّ الله في القدر
إلاّ الذي علم الأعيانَ بالأثرِ
وما رأى أثرَ الأسماءِ في أحدٍ
فقال في قبتيها هم على خطر
لا نعتَ أشرفُ من علمٍ يفوزُ به
يقولُ من فاتهُ يا خيبة َ العمرِ
يمشي بهِ آمناً فالعلمُ محفظة ٌ
لمنْ يحصله منْ وقعة ِ الغررِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
رقم القصيدة : 11431
-----------------------------------
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ
فإن كان عسر أطلقَ العبد حمده
على كلِّ حالٍ منهُ في نفعٍ أو ضرِّ
وإن كان يسر قيد العبد حمدُه
كما جاءَ في الأنعامِ والفضلِ في اليسرِ
بذا جاءتِ الأخبارُ في حمدِ سيدٍ
رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ
معلمِ أسبابِ السعادة ِ كلها
لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ
أنا أسوة فيه كما قال ربنا
تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر
وفي غيرها فاعلمْ بأنكَ مقتدٍ
به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري
نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة
فقومي له فيها على قدم الشكر
فإنَّ الذي يدعى عنِ الخلقِ في غنى
ونحن على ما نحن من حالة ِ الفقر
ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرة ٌ
إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي سترِ
فأصبحوا إذا عمَّ التجلي وجودَهُ
وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
يخاطبني من كل ذاتِ عناية
بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
فنثري الذي يدريه ما هو من نثري
وشعري الذي أبديهِ ما هوَ من شعري
هويته من كل شيء وجوده
وصحت به الآثار فانهض على أثري
ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل
إذا ما رأيتَ الحقَّ إني في خسرِ
فما الناسُ إلا بينَ هادٍ ومهتدٍ
فمنهم إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ
وهذي إشاراتٌ لمنْ كانَ عالماً
بما قلته في السرِّ كانَ أوْ الجهرِ
إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي
شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر
فما عندكمْ إلا وجودٌ محققٌ
وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر
لقد قررَ الإيمانُ عندي حقائقاً
تنافي براهينَ النهيِ من ذوي الفكرِ
فحزت به كشفاً فعادت معارفاً
مطالعها في القلبِ كالأنجمِ الزهرِ
فلا ريب عندي في الذي قد طعمته
من العلم بالله المقرَّر في صدري
حييت به علماً وعقداً وحالة
هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر
لقيتُ بهٍ رباً كريماً بحضرة ٍ
منزهة علياء ماطرة النثر[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
رقم القصيدة : 11432
-----------------------------------
رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ
ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ
فخاطبتْ ذكرانا لأني رأيتهمُ
رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ
وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً
من الروح القاءً لسورة غافر
وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرتُهُ
وأنهمُ ما بينَ ناهٍ وآمرٍ
هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل
بأنَّ الذي قدْ جاءَ ليسَ بخابرِ
وما خصَّ نوعاً دونَ نوعٍ لأنهُ
رأى الأمر يسري في صغير وكابر
ولا تمترِ فيما أقول فإنني
وقفتُ على علمٍ منَ البحرِ زاخرِ
تحسينهُ ماءً فراتاً وإنَّه
لمِلحٌ أُجاجٌ في السنين المواطرِ
فمنْ كانّ ذا فكرٍ تراه محيراً
ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر
تمنيت أن أحظى برؤية ِ مؤمنٍ
صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ
وذاك الذي يأتي بصورة تاجر
مليّ من الأرباحِ ليس بخاسر
فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ
ولم أر لابساً زيّ شاطر
تنوعتِ الأشياءُ والأمرُ واحدٌ
وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر
إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر
يشاهده قلبي وعقلي وناظري
تناولتُه منه على حين غفلة ٍ
من الكونِ لمْ يشعرْ بهِ غيرُ شاعرِ
فنظمتهُ فيهِ مديحاً منزهاً
ونَثراً علا قدراً على كلِّ ناثر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
رقم القصيدة : 11433
-----------------------------------
إذا كانت الأشياء تبدو عن الأمر
تساوى الدنيُّ الأصلِ والطيبُ النجرِ
لقدْ ضربوه قاطعينَ بأنَّهُ
إذا ضربوه لا يقوم من القر
فأنطقه للقوم ثم أعاده
إلى الحالة الأولى إلى مطلعِ الفجر
كما سبَّح الحصباءُ في كفِّ سيِّدٍ
وأصحابه الأعلام كالأنجمِ الزهر
فما كانتِ الآياتُ إلا سماعهُم
وهذا الذي قدْ جاءَ ضربٌ منَ النثرِ
وكلٌّ لهُ حالٌ ووقتٌ معينٌ
فحالٌ إلى كَشفٍ ووقتٌ إلى ستر
فما كانَ منْ شامٍ يراهُ ممثلاً
فيبصره حياً إذا كان منْ مصرِ
وجاء الذي مثلي غريباً مقرّراً
يقول الذي قالاه ما فيه من نُكْرِ
فمنْ شاءَ فليكفرْ ومن شاءَ فليقلْ
بأني على حق يقينٍ من الأمر
لقوّة ِ إيماني بما قال خالقي
وصدقي الذي قد قرّر الله في صدري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
رقم القصيدة : 11434
-----------------------------------
شهدتُ الذي تدعونَه الغوثَ والذي
له الملكُ بعدَ الغوثِ والغوثُ لا يدري
بما هوَ غوثٌ ثمّ إنْ كانَ عالماً
به فاختصاص جاء في ليله يسري
تباركَ ملكُ الملكِ جلَّ جلالهُ
وعزَّ فلمْ يدرك بفكرٍ ولا ذكرِ
تعالى عن الأمثالِ علو مكانة ٍ
تبارك حتى ضمه القلبُ في صدري
ولمْ أدرِ ما هذا ولا ينجلي لنا
مقالته فيه وبالشفع والوترِ
عرفناه لما أن تلونا كتابه
فللجهرِ ذاكَ الوترُ والشفعُ للسرِّ
وما عجبي من ماءِ مُزن وإنما
عجبتُ لماءٍ سال من يابس الصخر
كضربة ِ موسى بالعصا الحجر الذي
تفجَّرَ ماءً في أناسٍ لهُ تجري
وكلُّ أناسٍ شربُه عالم به
يميزه ذوقاً وإنْ حلَّ في النهر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
رقم القصيدة : 11435
-----------------------------------
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حينيني إلى الشمسِ المنيرة ِ والفجرِ
فإني أحظى في النهارِ بشفعهِ
وأحظى إذا ما جاءَ في الليلِ بالوترِ
لقدْ أقسمَ الحقُّ العليُّ بليلهِ
وبالفجرِ والإتباعِ فيهِ لذي حجرِ
بأنَّ الذي قدْ جاءَ في الذكرِ ذكرهُ
مضافاً إلينا ما له الأنس بالأجر
إذا كنتُ في قومٍ ولمْ أكُ عينهُم
وسرهمُ سري وجهرهمُ جهري
فما أنا فيهم ذو وفاءٍ وإنني
إذا حقق الأقوام شاني لفي خسر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
رقم القصيدة : 11436
-----------------------------------
أرى الأنوارَ في شرحِ الصدورِ
عياناً في الورودِ وفي الصدورِ
وليس له امتنان فيه أني
أرى أثرَ الأمورِ منَ الأمورِ
فإنَّ الحكمَ للمعلومِ عقلاً
وكشفاً في الجنانِ وفي السعيرِ
فحكمُ الشيءِ مقصورٌ عليه
وما أدَّاه ذاك إلى القصورِ
ولكنَّ الأديبَ إذا رآهُ
يقولُ بذاكَ من خلفِ الستورِ
ويدخلْ محرماً بلداً حراماً
ويلبس للملابسِ ثوبَ زور
فيأخذه العليم بما ذكرنا
ويوصلهُ إلى دهرِ الدهورِ
لقد دلَّتْ شواهده عليه
بما دارت عليه رَحى السرورِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
رقم القصيدة : 11437
-----------------------------------
أرى ليلة َ القدرِ المعظمِ قدرها
ترفعُ مني في الشهودِ ومنْ قدري
وذلك شطر الدهرِ عندي لأنها
تكون بما فيها إلى مطلعِ الفجر
ترحلُ عني تبتغي عينَ موجدي
وقد سترت أمري وقد شرحتْ صدري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
رقم القصيدة : 11438
-----------------------------------
إذا طلعتْ شمسُ الفناءِ الذي حجى
أكور بها حقاً إذا هو لم يكر
بكوني إذا ما كنت خلعاً فإنه
نزيه عن أحكامٍ تكون عن الأكر
إذا كانَ قدْ جاءَ الحديثُ بأنَّهُ
لأجل اختلافِ الاعتقاداتِ ذو غير
ولكنه بالذاتِ عند أولي النُّهى
غنيٌّ بنصِّ الذكرِ في محكمِ السورِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
رقم القصيدة : 11439
-----------------------------------
إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر إنَّ التحكم في الأشياءِ للقدر
وإنَّ فيه مجالَ الفكرِ والعبر
وقلْ به إنه على تحكمه
لا حكمَ فيه على الأرواحِ والصورِ
إلا بأعيانها فاعلم طريقة َ
الحكمِ فيها لها إنْ كنتَ ذا نظرِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
رقم القصيدة : 11440
-----------------------------------
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق تولّد ما بين الطبيعة ِ والأمر
وجودٌ يسمى عالمَ الخلقِ والأمرِ
أهيم به دهري لصورة ِ خالقي
ولولا وجودُ الدهرِ لمْ أفنَ في الدهرِ
أذوبُ وأفنى رقة ً وصبابة ً
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
وفي صورة ِ الأكوان أبصرتُ صاحبي
لذا كثرتْ أسماءُ حبي في شعري
فإن قلتُ شعراً في شخيصٍ معينٍ
فما هوَ إلا ما تضمنَّهُ صدري
هو الحق لكن قيدَتْه حقائق
تقومُ به من عقلٍ أو حسٍّ أو فكر
يناجيه في سرّي ضميري وشاهدي
بأسمائه في الشفع كان أو الوتر
أقولُ لهُ حبي فأسمعُ ردَّه
بما قلته مثلّ الصدى حكمُه يجري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
رقم القصيدة : 11442
-----------------------------------
روحٌ يذكَّرُ والأنثى طبيعتهُ
فكل عينٍ فمن أنثى ومن ذَكَرِ
هذا فراش وذا سقف يظلله
والأمر بينهما يجري على قدر
لله حكم اقتدارٍ لا يزايله
كما القبولُ لنا فاسلكْ على أثري
والكونُ عنْ أصلِ شفعِ لا وجودَ لهُ
في الوترِ فاعلم وكنْ منهُ على حذرِ
والرابطُ الفردُ لا ينفكُّ بينهما
لولاهُ ما كانَ ما شاهدتَ من صورِ
عقلاً وشرعاً وتنزيهاً لمعرفة ٍ
وليس في العلم إنْ أنصفتَ من خطر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا النظر الفكريّ كان سميري
إذا النظر الفكريّ كان سميري
رقم القصيدة : 11443
-----------------------------------
إذا النظر الفكريّ كان سميري
وكان وجودُ الحقِّ فيه سجيري
وعزَّ لوجدانِ الحقيقة ِ مطلبي
وكان ورودي في عمى وصدور
تيقنتُ أني إنْ تأملتُ خاطري
وجدت الذي أبغيه عين ضميري
دعاني إليهِ الشوقُ من كلِّ جانبٍ
فكانَ بشيري بالهوى ونذيري
نفوسٌ عفيفاتٌ أتينَ يعدنني
وقدْ ضربوا ما بينهنَّ بسورِ
شهدنَ علينا إذ شهدنَ بما لنا
وحرمة حبي ما شهدنَ بزورِ
لقد ذهبتْ في حسنِ ذاتي طوائف
ذهاب خبير بالأمور بصير
أضلوا على علمٍ فضلُّوا وضللوا
فيا ليتَ شعري من يكون عذيري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا مَنزلاً ما له نظير
يا مَنزلاً ما له نظير
رقم القصيدة : 11444
-----------------------------------
يا مَنزلاً ما له نظير
لمْ يبقَ سكناكَ في الصدورِ
هما فتسمو بذاكَ قدراً
على المقاصير والقصورِ
ولم يزل من تكون مأوى
لهُ على أكملِ السرورِ
في غبطة وانتظامِ أمرٍ
فيكَ إلى آخرِ الدهورِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
رقم القصيدة : 11445
-----------------------------------
إنَّ المهيمن وصّى الجار بالجارِ
والكلُّ جارٌ لربِّ الناسِ والدارِ
فإنْ تعدى عليهِ جارُه فلهُ
العفوُ والأخذُ آثاراً بآثارِ
إنْ شاءَ عاقبه أو يعف عن كرمٍ
والعفوُ شيمة ُ من يصغي إلى القاري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
رقم القصيدة : 11446
-----------------------------------
إذا ما ذكرتُ اللهَ في السرِّ والجهرِ
ليذكرني ربي بما كان من ذكري
لأنا نقلناه حديثاً معنعناً
وما زال ذاك النقلُ عنه على ذكري
فمنْ كونهِ كوني ومنْ عينهِ عيني
ومن سرِّه سرّي ومن جهره جهري
ولستُ بغيرِ لا ولا أنا عينهُ
فمنْ أنا عرفني فإني لا أدري
فلو كنته عيناً لما كنت جاهلاً
ولو لم أكنه لم يكن أمره أمري
فميزه عني الذي فيه من غنى
وميزني عنه الذي بي من الفقر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
رقم القصيدة : 11447
-----------------------------------
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
حسناءَ ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ
ترنو إليّ بعينٍ كلها حَوَر
فمتُّ وجداً بها من ذلكَ الحورِ
لمَّا نظرتُ إليها وهيَ تنظرني
فنيت حبالها من لذة ِ النظرِ
وقلتُ للنفسِ يا نفسُ انظري عجباً
هذا الخيالُ فكيف الحس يا بصري
انظر إلى لطفهِ وحسنِ صورتِه
بالفاء لأبالي منْ حضرة ِ الفكرِ
ولتعتبرهْ وجوداً لمْ يقم عدمٌ
به ولا ندمٌ من صورة ِ البشر
فإنها جنّة ُ المأوى لساكنها
وجنة ُ الخلدِ لا منْ جنة ِ النظرِ
وتلكَ جنة ُ عدنٍ والكثيبُ بها
معَ الذي يحتوي عليهِ منْ صورِ
هذي المعالي التي الأفكارُ تطلبها
وهيَ التي نالَ أهلُ الكشفِ بالنظرِ
فأين غايتهم فيما ذكرت لكم
هذي الروائح من مسك لهم عطر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
رقم القصيدة : 11448
-----------------------------------
لما شهدت الذي سوى حقيقتهُ
في ذاتِ أكملِ مخلوقٍ منَ البشرِ
يخصه اسم وما الأسماء تحصره
وليسَ شيئاً لهُ نعتٌ بمنحصرِ
لأنه قائمٌ بكلِّ ما وصفتْ
به الذواتُ من التنزيه والغير
سبحانَ من أوجد الأشياء من عدمٍ
ومنْ ثبوتِ وجودٍ غيرِ مختصرِ
في عينه أو عيونِ الخلقِ يظهره
أحكامُها بالذي فثيها منَ الصورِ
وكلهُ خارجٌ عنْ عينِ صورتِهِ
بما له في وجودِ العينِ من سور
الحقُّ أوجدَه والكونُ عينهُ
بما لديه من الآياتِ والسور
في كلِّ آية ِ تنزيهِ لهُ علمٌ
بهِ يشبههُ منْ كانَ ذا نظرِ
فالحكم يشفعه والعينُ توتره
والعقلُ ينكر ما يتلوه من خبر
جلّ الإلهُ فما تحصى مشاهدهُ
قدْ حارَ فيهِ وجودُ العقلِ والبصرِ
لأنَّهُ يتعالى في نزاهتهِ
عنِ العقولِ وعمَّا كانَ في الفطرِ
لذا يقولُ رسولُ اللهِ نحنُ بهِ
كما يكون له فانهض على قدر
لو كان لي ما له لكنته وأنا
إنْ كنتهُ فأنا منهُ على خطرِ
لكنْ أقولُ أنا إنْ قلتهُ بأنا
عينُ الوجودِ الذي في الحقِّ من سيرِ
فالصورُ ليسَ لهُ والعينُ ليسَ لنا
وباجتماعهما لي ينقضي وطري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
رقم القصيدة : 11449
-----------------------------------
أحببتُ شخصاً جميعُ الناسِ تعرفُهُ
من كانَ في بدوه أو كان في حضرِهْ
الشمسُ منْ نورِهِ فالقلبُ منزلهُ
والمسكُ في ريحهِ والشهدُ منْ أثرهْ
إذا أعاينهُ تسري الحياة ُ بهِ
في خدهِ فيذوبُ القلبُ منْ خفرِهْ
لمَّا بحثتُ عليهِ لا أراهُ سوى
ما قام بالنفس منه فهو من أثره
فما يهيمُ قلباً في الهوى أبداً
إلا تخيله لا غير من نظره
فبالخيالِ نعيمُ الناسِ أجمعُهم
كما بهِ الألمُ الآتي على قدرِهْ
إذا علمت بهذا قد نعمت بما
تشكو نواهُ إذا ما غابَ في سفرِهْ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تنازعني الأقدار فيما أرومه
تنازعني الأقدار فيما أرومه
رقم القصيدة : 11450
-----------------------------------
تنازعني الأقدار فيما أرومه
وإنَّ نزاعي فيه أيضاً من القدرِ
فحكمي عليها إنْ تأملتُهُ بها
فمنها أمانُ الخائفين مع الحذرِ
تقابلتِ الأضداد منها كمثل ما
تقابلتِ الأسماء بالنفع والضرر
فكل الذي في الكون من متقابلٍ
من العلمِ بالله العظيمِ لمن نظر
فسلِّم وفوِّضْ واتَّكلْ واعتمدْ فقد
يجيئك ما ترضاه يمشي على قدر[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
رقم القصيدة : 11451
-----------------------------------
توقف فإن العلم ذاك الذي يجري
وتعلمْ بأنَّ الحكمَ منا ولا تدري
وما قلت إلا ما تحققه به
كذا قرّر الله المهيمن في صَدري
أنا في عباد الله روح مقدّس
كمثل الليالي روحها ليلة القدر
تقدّست عن وتر بشفع لأنني
غريبٌ بما عندي عن الشفعِ والوتر
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مبشّراً
بأني ختام الأمر في غرَّة الشهر
وقال لمنْ قدْ كانَ في الوقتِ حاضراً
منَ الملإِ الأعلى ومنْ عالمِ الأمرِ
ألا فانظروا فيه فإنّ علامتي
على ختمهِ في موضعِ الضربِ في الظهرِ
وأخفيتهُ عن أعينِ الخلقِ رحمة ً
بهم للذي يعطى الجحود من الكفر
عرضتُ عليهِ الملكَ عرضاً محققاً
فقالَ ليَ الأمرُ المعظمُ في السترِ
لأنكَ غيبٌ والسعيدُ من اقتدى
بسيدِهِ في حالة ِ العسرِ واليسرِ
فنحمدُ في السراءِ حمداً مخصصاً
ونحمد حمداً سارياً حالة الضرّ
ظهوركَ في الأخرى فثمَّ ظهورنا لذا
جئتني في العربِ إذْ جئتَب بالشكرِ
فإنَّ وجود الشكرِ يبغي زيادة
من الله في النعماء فانهض على اثري
لو أنك يا مسكين تعرف سرَّه
لكنت بما تدري به أوحد العصر
غريباً وحيداً حائراً ومحيراً
وكنتَ على علمٍ تصانُ عنِ الذكرِ
خفيٌّ على الألبابِ منْ أجلِ فكرها
وإن كان أعلى في الوضوحِ من البدر
أنا وارثٌ لا شكَّ علمَ محمدٍ
وما الفخر إلا في الجسومِ وكونها
ولستُ بمعصومٍ ولكنَّ شهودَنا
هو العصمة الغرَّاء في الأنجمِ الزهر
ولستُ بمخلوقٍ لعصمة ِ خالقي
منَ الناسِ فيما شاءَ منهُ على غمرِ
علمت الذي قلنا ببلدة تونس
بأمر إلهي أتاني في الذكر
أتاني بهِ في عامِ تسعينَ شربنا
بمنزلِ تقديسٍ منَ الوهمِ والفكرِ
ولمْ أدرِ أني خاتمٌ ومعينٌ
إلى أربعٍ منها بفاسٍ وفي بدرِ
أقامَ لي الحقُّ المبينُ يمينهُ
بركبتهِ والساقُ منْ حضرة ِ الأمرِ
وبايعته عند اليمين بمكة
وكانَ معي قومٌ وليسوا على ذكري
وأَقسمَ بالحجرِ المعظمِ قدرهُ
وفي ذلكَ الإيلاء يمينٌ لذي حجرِ
مولدة الأرواح ناهيك من فخر
لقد جاء بالميراثِ في طيء نشري
وأينَ بلالٌ منْ أبي طالبٍ لقدْ
تشرفَ بالتقوى المحقرُ في القدرِ
سألتكَ ربي أنْ تجودَ لعبدكمْ
بأنْ يكُ مستوراً إلى آخرِ الدهرِ
كمثل ابن جعدون وقد كان سيِّداً
إماماً فلم يبرح من الله في ستر
سألتكَ ربي عصمة َ السترِ إنهُ
على سنة الحناوي سنتنا تجري
لقدْ عاينتْ عيني رجالاً تبرزوا
خضامة ً علياً وما عندهمُ سري
وأقسمتُ بالشمسِ المنيرة ِ والضحى
وزمزم والأركانِ والبيتِ والحجر
لئن كان عبدُ الله يملك أمره
فما مثلهُ عبدُ السميع أو البرِّ
فإنَّ لكلِّ اسم تعيَّن ذكرُه
سوى الذات مدلولاً له حكمة الظهر
فمنْ يشتهي الياقوتَ منْ كسبِ كدِّهِ
يقاسي الذي يلقاه من غمة البحر
وإن ذكروا روحي حننت إلى مصر
أتاني بهِ الفاروقُ عندَ أبي بكرِ
فلم أستطع عني دفاعاً ولم أكن
بما جاءني فيهِ مبشرهُ أدري
بحجرته الغرّا بمسجد يثرب
بحضرة ِ عبد الله ذي النائلِ الغمرِ
وما زلت من وقتِ الغروبِ بمشهد
فملت إليه في رجالٍ ذوي نهى
ومصباحُ مشكاة ِ المشيئة ِ في يدي
أنوّر بيت الله عن وارد الأمر
لأسرحَ منهُ والصلاة ُ تلزني
على ما أراه ما يزيد على العشر
لباسي الذي قد كان في اللون أخضرا
وإني منْ ذاكَ اللباسِ لفي أمرِ
غنيتُ بتصديقي رسالة َ أحمدٍ
عنِ الكشفِ والذوقِ والمحققِ والخبرِ
وهذا عزيز في الوجودِ مناله
ولوْ لمْ يكنْ هذا لأصبحتُ في خسرِ
ولي في كتاب الله من كل سورة
نصيبٌ وجلُّ الخيرِ منْ سورة ِ العصرِ
تواصوا بحقِّ اللهِ في كلِّ حالة ٍ
كما أنهم أيضاً تواصوا على الصبر
أحبُّ بقائي ها هنا لزيادة ٍ
وأفزع إيماناً إلى سورة النصر
إذا لم أكن موسى وعيسى ومثلهم
فلست أبالي أنني جامع الأمر
فإني ختم الأولياء محمد
ختامُ اختصاص في البداوة ِ والحضر
شهدتُ له بالملك قبلَ وجودِنا
شهودَ اختصاصٍ أعقلُ الآن كونهُ
ولم أك في حال الشهادة في ذعر
لقدْ كنتُ مبسوطاً طليقاً مسرحاً
ولم أك كالمحبوس في قبضة الأسر
ظهرتُ إلى ذاتي بذاتي فلمْ أجدْ
سواي فقال الكل أنت ولا تدري
فإن أشركت نفسي فلم يك غيرها
وإنْ وحدتْ كانت على مركبٍ وعر
إذا قلتُ بالتوحيد فاعلم طريقه
فما ثمَّ توحيدٌ سوى واحدِ الكثرِ
ولا بد أن تمتازَ فالوتر حاصلٌ
ولكن في الايجاد لا بد من نزر
لقد حارتِ الحيراتُ في كلِّ حائرٍ
وحاصلُ هذا الأمرِ في القولِ بالنكرِ
فإنْ شهدتْ ألفاظنا بوجودِنا
تقولُ المعاني إنني منكَ في خسرِ
إذا ذكروا جسمي حننتُ لشامِنا
وإنْ ذكروا روحي حننتُ من فخرِ
ألا إن طيب الفرع من طيب أصله
وكيفَ يطيبُ الفرعُ من خبثِ النجرِ
يعزُّ علينا أنْ تردَّ سيوفنا
مفللة ً من ضربِ هام ومن كسر
صريراً من أقلامٍ سمعتُ أصمني
وما علمتْ نفسي بصمٍّ منَ الصرِّ
حياة فؤادي من علومِ طبيعتي
كإحياء ماء قد تفجر من صخر
بلاداً مواتاً لا نبات بأرضها
فأضحتْ لمحياها تبسمُ بالزهرِ
تتيهُ بهَ عجباً وزهواً ونحوهُ
حدائقَ أزهارٍ معطرة ِ النشرِ
نراها مع الأرواح تثنى غصونها
حنواً على العشاقِ دائمة َ البشرِ
فيا حسنه علماً يقوم بذاتنا
جمعنا بهِ بينَ الذراعِ معَ الشبرِ
وما بينَ سعيِ الساعِ والباعِ والذي
يهرول بالتقسيم فيه وبالشبر
فيحظى بمجلاه وبالصورة التي
لها سورة ٌ فوقَ الطبيعة ِ والفقرِ
سريتُ إليهِ صحبة َ الروحِ قاصداً
إلى بيتهِ المعمورِ في رفرفِ الدرِّ
فكن في عداد القوم واصحب خيارهم
ولا تكُ في قومٍ أسافلة ٍ غمرِ
ولا تتركنهم وانظر الحق فيهمُ
ولا تتخذ نجماً دليلاً عليهمُ
فسكناهمُ المعروفُ بالبلدِ القفرِ
وعاشر إذا عاشرت قوماً تبرقعوا
أشدّاء مأمونين من عالم القهر
علومُ عبادِ اللهِ في كلِّ موقفٍ
وغير عباد الله في موقف النشر
ترى عابدَ الرحمنِ في كلِّ حالة ٍ
تميل به الأرواح كالغصن النضر
بقاء وجودي في الوجود منعماً
بما أنعمَ اللهُ عليَّ منَ السحرِ
يسوق لي الأرواح من كل جانب
فما معجراتٌ بالخيالِ ولا السحرِ
كما جاد لي بالحل من كل حرمة
صبيحة َ يومِ الرميِ منْ ليلة ِ النحرِ
ويممَ لي المطلوب من كل منسكٍ
تجلى لنا فيه إلى حالة النفر
سباني وأبلاني بكلِّ مقرطقٍ
وما نظمَ الرحمنُ منْ لولؤ الثعرِ
نزين به إكليل تاجٍ وساعد
لقدْ أنشأَ اللهُ العلومَ لناظري
على صورٍ شتى منَ البيضِ والسمرِ
ترفلنَ في أثوابِ حسنٍ مهيمٍ
منوّعة الألوان من حمر أو صفر
وبيضٍ كريماتٍ عقائلَ خردٍ
يجرّرن أذايلَ البها أيما جرّ
لقد جمع الله الجمالَ لأحمد
وغير رسول الله منه على الشطر
فمنْ كانَ يدري ما أقولُ ويرتقي
إلى عرشِهِ العلويِّ من شاطئ النهرِ
فذاك الذي حاز الكمال وجوده
وزاد على الأملاك علماً بما يجري
إذا جاء خير الله يصبح نادماً
بما فرطِ المسكينُ في زمنِ البذرِ
علومٌ أتتْ نصاً جلياً تقدَّستْ
عن الظنِّ والتخمين والحدس والحزرِ
تجيءُ وما ينفكُّ عنها مجيئها
ولكنها تأتيكَ بالمدِّ والجزرِ
ألا كلُّ خُلقٍ كان مني تخلقاً
بخلقٍ إلهيٍّ كريمٍ سوى النذر
فيا شؤمهُ خلقاً فإنَّ أداءَهُ
كمثلِ أداء الفرض في القسر والجبر
لقد طلعتْ يوماً عليَّ غمامة ٌ
تكون لما فيها من الصون كالخدر
فقلتُ تجلى في غمامِ علمتهُ
أتاني بهِ الرحمنُ في محكمِ الذكرِ
فجادت على أركان كوني بأربع
علومٌ يقومُ الحبرُ منا بفضلها
فما هي من زيد يمرّ على عمر
تعالتْ فلا شخصٌ يفوزُ بنيلها
ولا سيما إنْ كان في ظلمة الحشر
بها ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ
غداة َ غدٍ في موقفِ البعثِ والنشرِ
كما ميزَ الرحمنُ بينَ عبادِهِ
إذا دفنوا في الأرضِ من ضغطة ِ القبرِ
فضمٌ لتعذيبٍ وضمُ تعشق
فلا بد منه فاعلموا ذاك من شعري
قد اشتركا في الضم من كان ذا وفا
لما كان في عهدٍ ومن كان ذا غدر
يجيءُ بأعذارٍ ليقبلَ عذرهُ
وليسَ لهُ يومَ القيامة ِ منْ عذرِ
ويقبلُ منهُ صدقهُ في حديثهِ
ولو جاء يومُ العرضِ بالعمل النزر
لقد عمّ بالطبع العزيز قلوبنا
فلا يدخلن القلبَ شيءٌ من النكر
جهلت علوماً في حداثة سننا
وما نلتَ هذا العلمِ إلا على كبر
وما خفتُ منْ شيءٍ أتاني بغتة ً
كخوفي إذا خفنا منَ النظرِ الشزرِ
جرينا به في حلبة الكشفِ والحجى
على الصافناتِ الغر والسبق الضمر
فلما أتينا الصورَ قالَ لنا فتى ً
ألا إنَّهُ الناقورُ فافزعْ إلى النقرِ
فلمتُ إليهِ في رجالٍ ذوي نهى ً
بمحوٍ وإثباتٍ من الصحوِ والسكرِ
أهدى كما قال الجُنيد بحامل
فقلت له: أين القعود من البكر
فأنزلني منه بأكرم منزل
علوت به فوق السماكين والنّسرِ
وفرقَ حالي بينَ هذا وهذهِ
وأينَ زمانَ الرطبِ منْ زمنِ البسرِ
إذا كانَ لي كنتُ الغنيَّ بكونِهِ
وأصبحت ذا جاه وأمسيتُ ذا وفر
دعاني إلهي للحديثِ مسامراً
ولي أذن صماءُ من كثرة الوقر
وحملني ما لا أطيقُ احتمالهُ
وأطّت ضلوعي من ملابسة الوقر
وخفتُ على نفسي كما خافَ صالحٌ
على قومه خوفَ المقيمين في الحجر
إذا قلت يا الله لبى لدعوتي
ولمْ يقصيني عنهُ الذي كانَ منْ وزري[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
رقم القصيدة : 11452
-----------------------------------
شغف السهادُ بمقلتي ومزاري
فعلى الدموعِ معولي ومشاري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
رقم القصيدة : 11453
-----------------------------------
قالَ ابنُ ثابتِ الذي فخرتْ بهِ
فقرُ الكلامِ ونشأة ُ الأشعارِ
فلذا جعلتُ رويَّهُ الراءَ التي
هي من حروفِ الردِّ والتكرارِ
فأقولُ مبتدئاً لطاعة أحمد
في مدح قومٍ سادة ٍ أخيار
إني امرؤٌ منْ جملة ِ الأنصارِ
فإذا مدحتهمُ مدحتُ نجاري
لسيوفهمْ قامَ الهدى وعلتْ بهمْ
أنواره في رأس كلِّ منارِ
قاموا بنصرِ الهاشميَّ محمدٍ
المصطفى المختارِ منْ مختارِ
صحبوا النبيَّ بنية ٍ وعزائمِ
فازوا بهنَّ حميدة َ الآثارِ
باعوا نفوسهمُ لنصرة ِ دينه
ولذاك ما صحبوه بالإيثار
لهمُ كنى المختارُ بالنفسِ الذي
يأتيه من يمن مع الأقدار
سعد سليل عبادة فخرتْ به
يومَ السقيفة ِ جملة ُ الأنصار
لله آسادٌ لكلِّ كريهة ٍ
نزلتْ بدينِ اللهِ والأبرارِ
عزوا بدين الله في إعزازهم
دين الهدى بالعسكر الجرّار
فيهم علا يومَ القيامة ِ مشهدي
وبهم يرى عند الورود فخاري
لوْ أنني صغتُ الكلامَ قلائداً
في مدحهم ما كنت بالمكثار
كرشَ النبيُّ وعيبة ٌ لرسولهِ
لحقتْ بهِ أعداؤُهُ بتبارِ
رهبانُ ليلٍ يقروونَ كلامهُ
آسادُ غابٍ في الوغَى بنهار[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي هيمني حسنه
إنَّ الذي هيمني حسنه
رقم القصيدة : 11454
-----------------------------------
إنَّ الذي هيمني حسنه
منَ الذي هامَ ولا تدري
في سورة ِ الأعلى وأمثالها
كالفجرِ والليلِ إذا يسري
سبحانَ من جل فما مثله
من أحد إلا الذي أدرى
في سورة ِ الشورى أتى ذكرُهُ
وإنَّه الآنَ على ذكري
قدْ جاءَ حقاً بالصفاتِ التي
تزيد في العدّ عن العشر
تحملُ عرشَ الذاتِ من ذاتها
وما لها عينٌ سوى سرِّي
بها وجودي وبها كنتهُ
لذاك تجري بي عن أمري
لا تنظروني غيره إنني
هوية الحقِّ بلا ستر
فليس في العالم من مفصل
إلا وفيه علمُ الذكر
فتصب يعرفه من له
في ذاتِهِ منزلة ُ الشكرِ
لهُ مزيدُ العلمِ من شكرِهِ
يستره ما فيه من كفر
وليسَ بالكفرِ الذي ذقتهُ
منْ قررَ الإنسانَ في خسرِ
بأصله ثم أتى شارحا
مفرعا بالحقِّ والصبر
بذا أتى النص الذي قاله
لخلقهِ في محكمِ الذكرِ
فمنْ يردْ يمتازُ في أهلهِ
فليمشِ بالحالِ على أثري
فإنه الحقُّ الذي قال لي
انصح عبادي وامتثل أمري
بمكة َ في حالة ٍ تقتضي
في وقتها القبض من العسر
وفي دمشق قال لي مثله
في مرة أخرى على سرِّي
فقلتُ يا رب أعني على
ما قلتَ لي فقالَ بالنصرِ
فلمْ يزلْ في نصرتي قائماً
في كلِّ حالٍ دائمِ البِشر
وقالَ تممْ ما بدأتُمْ بهِ
من الفتوحات على قدر
على لسانِ المصطفى أحمدٍ
ولمْ ينبْ عني في العذرِ
فإنَّ فيها سبباً مقلقاً
يضيقُ منْ إيرادِهِ صدري
فقالَ لي لا تلتفتْ إنني
مزيلُ ما تخشى من الضرّ
أيدكَ اللهُ فكنْ آمناً
ولا يكن قلبك في ذُعر
فقمتُ بالعلمِ لهمْ مفصحاً
مبيناً في السرِّ والجهر
أورده من غير كيلٍ له
كأنَّما آخذٌ منْ بحرِ
لو أنه ينظر في قوله
إنَّ إليه مرجع الأمر
رأى وجودَ الحق عين الذي
يطلبهُ في وحدة ِ الكثرِ
لو أنه يعرفُ أحواله
ما ميزَ الخيرَ منَ الشرِّ
ليس له الشرُّ فإنّ الذي
سمي شرّاً عدم فادر
بيدهِ الخيرُ فقل كالذي
يقولُ فيهِ صاحبُ السبرِ
فإنَّهُ الخيرُ كما قالَ لي
منْ قالَ بالباعِ والبشبرِ
فاعبد إلهَ السرِّ مستسلماً
ولا تكفرْ صاحبَ الفكرِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إله تعالى أن يرى ببصيرة
إله تعالى أن يرى ببصيرة
رقم القصيدة : 11455
-----------------------------------
إله تعالى أن يرى ببصيرة
ولا بصرٌ والنصُّ جاءَ بإبصارِ
وليسَ يُرى شيءٌ سواهُ وإنَّه
على كلِّ حالٍ عينُ ذاتي ومقداري
لذاكَ يسمى ظاهراً باطناً لنا
لأثبت أو أنفي فالأسماءُ أبصاري
فلا تجزَعَن فالأمرُ والشانُ واحد
ولا تلتفت إلى يساري وإعساري
فإني عينُ الأمرِ إنْ كنتَ موسراً
ولستُ لهُ عيناً بعسري وإقتاري
ألا إن عيني شاهد وشهادتي
كذلكَ فيما صحَّ فيهِ من أخباري
لقد أثبتُ الأرحامَ بيني وبينه
وإنَّ أولي الأرحامِ أوْلى بأقداري
أنا سجنُه منه إذا كنت رحمة
وإنْ لم تكن رحمتي فقد بعدت داري
ألا إنني جارَ لمنْ هو صورتي
وقد جاء حقُّ الجارِ فرضٌ على الجار
فقدْ أثبتَ المثلُ الذي قدْ نفاهُ لي
بليسَ وقدْ حارتْ لذلكَ أفكاري
إذا قلت: مثل قال: لا فأقول لا
وإنْ قلتُ لا : أبقى رهيناً بأوزاري
فما هوَ لي بعضٌ ولا أنا كلهُ
وما ثم كلّ غير ما برأَ الباري
ولما بدا خلقي بعيني رأيتني
بأسمائه الحسنى وسبعة أسوار
وما أنا إلا جودُه ووجودُه
وإنَّ الذي يبدو لعينكَ آثاري
تعالى بأنْ يحظى بغير وجودِه
وأين مع التحقيقِ عينٌ لأغياري
إذا قمتُ أثني والثناءُ كلامُهُ
فما أنا فيما قدْ حمدتُ بمكثارِ
إذا أبصرتْ عيني جمالَ وجودِه
أكونُ بهِ في الحالِ صاحبَ أنوارِ
وإنْ لم أكن أبصر سواي فإنني
لعالمِ وقتي بي وصاحبِ أسرارِ
ولكنْ متى أنْ دامَ بي ما ذكرتُهُ
وذلكَ في التحقيقِ يثبتُ أضراري[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
رقم القصيدة : 11456
-----------------------------------
الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
فإنني ولد للوالدِ الذكرِ
إن الأنوثة من نعتِ الرجال لذا
تراهمُ يحملون العلم في الصورِ
فيصبحونَ حبالى حاملين بهِ
حملَ السحابِ لما فيها من المطرِ
يحي بهِ كلُّ ميتٍ لا حراكَ بهِ
فيشكر الحيّ شكرَ الزَّهر للزهر
فالزهرُ أسماؤهُ الحسنى بجملتها
والزهرُ ما أعطتِ الأسماءُ منْ أثرِ
يا رحمة َ اللهِ قدْ حزتِ الوجودَ فما
في الكونِ مقلة ُ عينٍ تخلو منْ نظرِ
بهِ يرونَ وجودَ الكونِ فيهِ كما
يرون فيه وجودَ الحقِّ في البشر
ما بين ضمٍّ وفتحٍ قد بدتْ عبر
لكلِّ قلبٍ سليمٍ فيهِ معتبرِ
تربى على قوة ِ الأرواحِ قوتُهُ
فليسَ يحرقهُ الإدراكُ بالبصرِ
لأنه سبحات الوجه فاعتبروا
في النورِ والظلمة ِ العمياءِ والغيرِ
هما الحجابُ لها ولم يقم بهما
إحراقها لا ولا ما فيه من ضرر
والحجب ليس سوانا وهو خالقنا
ونحنُ مجلى ً لهُ بالسمعِ والبصرِ
كذا رأيناهُ ذوقاً في مشاربِنا
كما رويناه فيما صح من خبر
هوَ القويُّ حينَ ما تعطي جوارِحنا
من النتائج فانظر فيه وادّكر
لولاهُ ما نظرتْ عينٌ ولا سمعتْ
أذن لما قد تلاه الحقُّ في السور
الله يخلقنا والله يخلفنا
على الدوام كما قد جاء في الزبر
وما له خبرٌ فينا يخبرنا
سوى الذي نحن فيه اليوم من سير
وما تكونَ عنهُ منْ تقابلنا
في جنة ِ الخلد والمأوى على سرر
ومنْ يكونُ على ضدِّ النعيمِ بما
يلقاهُ منْ ألمِ الضراء في سقرِ
ليسَ التعجبُ منْ هذا وما عجبي
إلا بأني مع الأنفاس في سفر
دنيا وآخرة ٌ فانظرْ ترى عجباً
في حالِنا واعتبرهُ صنعَ مقتدرِ
والجوهر الأصل باقٍ لا زوال له
هوَ المحلّ لما بيديهِ منْ صورِ
الله جلى لنا ما قد جلاه لنا
على صفاءٍ بلا شَوْبٍ ولا كَدَرِ
لذا أرى زمراً تأتي على زُمَرٍ
كما أتتْ في كتاب الله في الزمر
إنَّ المياه على مقدار أعينها
فمنه منهمرٌ وغير منهمِر
إنَّ السحابَ بخارُ الأرضِ أنشأهُ
ماء يحلله للنجمِ والشجرِ
شيئاً فشيئاً ويبقى بعضها لندى ً
أو تستحيل هواء في ذرى الأكر
لذا رأيت خروج الودْق من خللِ
فيهِ ليبرزَ ما في الروضِ من ثمرِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
الحمدُ للهِ حقَّ حمدِهْ
رقم القصيدة : 11352
-----------------------------------
الحمدُ للهِ حقَّ حمدِهْ
حمداً يوافيه دون وعدهْ
عينا فلا يعتريه نقصٌ
يجيئه من وراء حدِّهْ
الحد أمر يعم حتى
يسالُ فيهِ عنْ حدِ عدِّهْ
ولم أقل فيه ذاك إلا
من أجل من لم ينل بضده[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
رقم القصيدة : 11353
-----------------------------------
وملكني الصفات فكنت مثلا ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي
بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكرتَ فيهِ
على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد
تعالى عن مصاحبة ِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني
فإنَّ الأصلَ فيّ من الصعيد
صعدتُ بهِ إلى شرفِ المعالي
فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي
ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي
فالحقني بمنزلة ِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا
ونزههُ عنْ المثلِ الوجودي
وأيُّ فضيلة ٍ أسنى وأعلى
يقاومُها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباءِ حقاً
يقيناً صادقاً وعلى الجدودِ
وأعلمني المهيمنُ أنَّ جدي
من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جدّ الإلهِ فقدْ تعالى
عنِ الكفوءِ المصاحبِ والوليدِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
رقم القصيدة : 11354
-----------------------------------
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا إنَّ التكاليفَ مجراها إلى أمد
والعلمُ بالله لا يجري إلى الأمد
في كلِّ حينٍ يزيد المرء معرفة ً
بربهِ وبأحوالٍ إلى الأبدِ
فما يمرّ عليه اليومَ من نفسٍ
إلا ويأتي بعلمٍ لمْ يزل يردِ
فإذْ ولا بد من علمٍ فأحسنُه
العلمُ باللهِ لا بالكونِ فاستزدِ
كما أتاك به أمر المهيمن في
طهَ وفي خبرٍ فاعمل بهِ تزدِ
العلمُ باللهِ في علمي بأنفسنا
ذا أحالَ عليهِ المصطفى وقدِ
والله ليس بمعلومٍ فليس لنا
علم بنا فاعتبر ما قلته تجد
العجز غايتنا فيه فحاصله
لا علمِ بي وبهِ يدورُ في خلدي
فراقبِ اللهُ يا هذا على حذرٍ
والعلمُ بالله عينُ العلمِ بالرصَد
في سورة ِ الفجرِ قال الله يعلمنا
بأنَّ ربَّك بالمرصاد فاعتمد
عليه إنَّ له علماً يجدِّده
فإنهُ لكثيرُ الخيرِ والرفدِ
يعطي العطاءَ وما يعطيه عن كرمٍ
لو كان ذا كرمٍ لكانَ علته
لو} كانّ ضا كرمٍ لكانَ علتهُ
وليس ذا علة تهدي إلى الرشَد
لمّا انفردتُ مع الملعومِ في خلدي
سألتُ من ذا فقالوا بيضة ُ البلدِ
فقلت لما رأيت الأمر فيّ كما
ذكرت بالحكم في الأدنى وفي البعد
وقالَ لي خاطري ما أنتَ واحدُهُ
الكلُّ مثلكَ فاسمعْ هدى منتقدِ
إني حكمت له فيما نطقتُ به
منَ المعارِفِ فيهِ حكمُ مجتهدِ
فإنْ أصبتُ قذاكَ الظنُّ بي وبهِ
أو لم أصب فهو مني لا من الأحد
ولم أقل ذاك عن سوءٍ يخالجني
بل قلته أدبا مع سيِّدٍ صمد
ظننتُ باللهِ خيراً إذْ حكمتُ بهِ
منْ ظنَّ باللهِ سوءاً كانَ في حيدِ
عن الصوابِ الذي ما زال يطلبه
مني فإنْ لمْ يكنْ أصبحتُ ذا فندِ
أخذتُ عنْ واحدٍ جلَّتْ عوارفهُ
هذي المعارفُ لمْ آخذْ عنْ العددِ
حصلتُ عنهُ علوماً في مشاهدة ٍ
ما لا يحصلهُ النظارُ في مددِ
بل لا تحصله النظار عن مدد
أخرى الليالي ولا منْ قالَ بالسندِ
العلمُ ذوقٌ ضروريٌّ لذائقهِ
فاعمل عليه فما في الربعِ منِ أحدِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك الله لا أبغي به بدلا
تبارك الله لا أبغي به بدلا
رقم القصيدة : 11355
-----------------------------------
تبارك الله لا أبغي به بدلا
ولا أراهُ سوى في الأهلِ والولدِ
عجبتُ منْ غفلتي بهِ وأنا
منهُ كما قدْ علمتمْ بيضة ُ البلدِ
اعلم بأنَّ الذي بالعقل أطلبه
لو فات عن بصري ما فات عن خلدي
قد صحَّ بالنقل أنَّ العينَ واحدة ٌ
مني ومنهُ فلا يحجبكَ بالجسدِ
فإنَّهُ عينُ كلي هكذا وردتْ
ظهراً وبطناً وما بالربعِ من أحد
غيري وصورته في الحس صورتنا
بكلِّ وجهٍ وإنَّ الأمرَ في حيدِ
قد قال عني أموراً لست أعرفها
فيه فما جاء من غيٍّ ومن رَشَد
وقتا يميزني عنه ويجمعني
وقتاً عليه به لا بدَّ من عدد
قد حرت فيه فلا أدري أيثبت لي
عين افتقاري أو استغناي في الأبد
من أعجب الأمر أني حادث وأنا
عين القديم بما قد جاء بالسند
بأنه فيّ عين السمعِ والبصرِ
وأنَّهُ عينُ ما أسعى بهِ ويدي
لأنه صح أنَّ العينَ حادثة ٌ
مني وكيفَ يكونُ الأمرُ يا سندي
تقابل الأمر فينا والوجود لنا
حقاً يقيناً بلا ريبٍ ولا فَندِ
إنْ كنته فلماذا قلتَ فيهِ بأنَّ
الحقَّ سبحانهُ ركني ومعتمدي
لولا أنا لم بليس النفي تتبعه
ولا بنفي أب عنه ولا ولد
والكاف عيني بلا شك وزائدة
في قولِ أكثرهمْ فاقرأ ولا تزدِ
في اللحنِ يثبتُ ما قلناهُ من شبهٍ
ولم يكن كفؤ الله من أحد
لذا أتت سورة ُ الإخلاص عن سبب
من يهتدي فيه بالهدي الصحيح هدي
إني أنزهك عن تنزيه أكثرهم
بما أتت فيه أرسالٌ لكم وقد
كما فديتكَ من تقديسِ عالمهمْ
في زعمهِ وهوَ في التقديسِ ذو عندِ
كيفَ الفداءُ وما شيءٌ يعادِلهُ
لو افتدى أحد بما فديت فدي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
رقم القصيدة : 11356
-----------------------------------
صَيَّر الأعيانَ عيناً واحداً
فوجودُ الحقِّ في نفيِ العددِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لنا في سبأ آية ً
إنَّ لنا في سبأ آية ً
رقم القصيدة : 11357
-----------------------------------
إنَّ لنا في سبأ آية ً
يعرفها السابقُ والمقتصدْ
إذ تصعقُ الأرواحُ من وحيه
ولم تجد شيئاً له يستندْ
حتى إذا فزَّعَ عنْ قلبهمْ
فقيلَ ماذا قيلَ قالوا الأحدْ
فابحثْ على حكمتها جاهداً
بالذكر لا بالفكر حتى تجد
منِ الذي أجلى إليكَ الذي
أصعقَ منك الروحَ قبلَ الجسد
كمثلِ موسى حينَ أبدى لهُ
في ذاتهِ الربُّ الذي لمْ يلدْ
لذاك لمْ ينتجْ لهُ قصدُهُ
فابحثْ على حكمتهِ واتئدْ
ولا تكنْ فيما ترى طالباً
بعقلكم دون الهُدى تستند
فإنما الشرعَ سبيلُ الهدى
عليه عوِّل غيره لا ترِد
من يعرف المعنى الذي صُغته
من نظمنا هذا هوَ المقصدْ
فإنه الأفضل في حكمنا
يجري على حكمتهِ لمْ يزدْ
يدور بالحكمة دولابه
فماؤه يسقي جميعَ البلد
لذا أتى في وسط ذكره
والوسط الأفضلُ في المتعقدْ
بهِ أتى القرآنُ في فضلنا
وهوَ لمنْ يطلبُ أقوى سندْ
فمنْ يقلْ سكنَ لنا صادَهُ
أقل له هذا وهذا ورد[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
رقم القصيدة : 11358
-----------------------------------
الأمرُ أعظمُ أنْ يخطيء بهِ أحدٌ
فما له في وجودِ العلمِ مُستندْ
جاء الحديثُ فما تُدرى حقيقته
ولا يعينها فكرٌ ولا سندْ
والكشفُ ليسَ لهث فيها مداخلة ٌ
لأنه بوجودِ الصور ينفرد
أمر الإله كما قد جاء واحدة
والعبد من سرِّه بالحقِّ متحد
فما ترى جسداً إلا ويعقبه
إذا مضى عليهِ منْ حينهِ جسدْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا في الأمرِ مثلكمْ
أنا في الأمرِ مثلكمْ
رقم القصيدة : 11359
-----------------------------------
أنا في الأمرِ مثلكمْ
ترجمان على الولدْ
فليكن خيراً ملجإٍ
إنكمْ خيرُ مستندْ
إن خيرَ الأنام من
عجل الخيرَ إنْ قصدْ
فإنا منكمُ كما
أنتمُ بيضة ُ البلدْ
أنت عزٌّ لدينِ مَن
شرع الخير واجتهد
النبيُّ الذي بهمـ
ـتهِ حلتِ العقدْ
كيفَ تحصى مآثرٌ
ما لها عندنا عددْ
فاحمدِ الله يا أخي
فالسعيد الذي حمد
فبهِ دهرهُ نجا
وبهِ اليومَ قدْ سعدْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
رقم القصيدة : 11360
-----------------------------------
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدْ
إذا كان إثباتا ولستُ بمنتقد
فمنْ كانَ ينوي الخيرَ فالخيرُ حاصلٌ
ومن كان ينوي الشرَّ فالشرُّ قد فقد
ولو كان عقد الأمر عقداً معينا
لضاقٌ نطاقُ الأمرِ فاقدَحْ عسى تقدْ
فقد وسم الحق اعتقاداتِ خلقه
وحسبك ما قد قلت في حقه وقد
ويأبى جنابُ الحقِّ إلا اتساعه
لتشهده الأبصارُ في كلِّ معتقدْ
وما تدرك الأبصار منه سوى الذي
تراه وما يخفى عن العينِ يعتقد
وإنَّ اللبيبَ الحبر يصمتُ عندما
يرى شاهدَ التحويلِ في الحقِّ قد وجدْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
رقم القصيدة : 11361
-----------------------------------
وعجَّلتُ إليك ربِّ لترضى موسى
ولسوفَ يعطيك ربك فترضى محمد[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا منْ إذا أبصرتُهُ
يا منْ إذا أبصرتُهُ
رقم القصيدة : 11362
-----------------------------------
يا منْ إذا أبصرتُهُ
أبصرتُ نفسي وإذا
أبصرني أبصرَ أيـ
ـضاً نفسَه مُعوّذا
منهُ بهِ فليتني
لم أكُ إذ كنتُ كذا
فكلُّ ما أسأله
فيهِ يقولُ حبذا
هذا هوَ الجودُ الذي
صيَّر قلبي جِهبِذا
لذا تراني كلما
أذكُرهُ منبذا
فالحمدُ لله الذي
أقامني في ذا وذا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
رقم القصيدة : 11363
-----------------------------------
ذللْ وجودَكَ لا تكنْ ذا عزة ٍ
حتى تصيرَ نشأتيكَ جذاذا
ذنباً عظيماً قد أتى وكبيرة
من يتخذ غير الإله ملاذا
ذنب ولا تعد التأخر واتضع
إنَّ المذنبَ يثبتُ الأستاذا
ذابتْ حشاشته وعمَّ بلاؤه
لمَّا سقاه وابلاً ورذاذا
ذهبتْ به أيّامه في غفلة ٍ
إذ لم تكن عينُ الثبوتِ معاذا
ذهبَ الذين يشاهدونَ ذواتهُم
وتسللوا منه إليه لواذا
ذبوا إلى العلمِ الغريبِ بظاهرٍ
لمْ يبرحوا في ذاتهم أفذاذا
ذكرهمُ بوجودهمْ في بهتهمْ
حتى يروه ملجأً وعِياذا
ذاك الإمام وما سواه فسُوقة ٌ
فإذا رأوهُ فيهِ قالوا ماذا
ذهلوا بمجلاه ولمْ يكُ غيرهمْ
ليس القديمُ مع الحديثِ يُحاذى[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
رقم القصيدة : 11364
-----------------------------------
أرى نشأة َ الدنيا تشيرُ إلى البلى
بما حملته من سرورٍ ومن أذى
إذا ما رأيتُ اللهَ أنشأَ خلقه
من أعماله فرّقت ما بين ذا وذا
وتعلمُ عندَ الفقءِ أنكَ واحدٌ
ولا تعتبر من قال فشرا ومن هذى
وكنْ بكتابِ اللهِ معتصماً ولا
تحرِّف كلامَ الله عن نصِّه إذا
أتتك به الأرسال تترى وكن به
على كلِّ حالٍ تتقيهِ معوذا
تكنْ عندَ أهلِ العلمِ شخصاً مقدساً
وعندَ أولي الألبابِ حبراً وجهبذا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
رقم القصيدة : 11365
-----------------------------------
القلبُ منزلُ من سواه واتخذه
بيتاً يكونُ بهِ جوداً وما نبذَهْ
وكيفَ ينبذه والحق يسكنُه
إذا قلوبٌ لأهلِ الزورِ منتبذَهْ
إنَّ القلوبَ التي بالعلمِ زينها
هيَ القلوبُ التي للحقِّ متخذَهْ
فكلُّ قلبٍ تعالى عن أكنته
وقفله فهو قلبٌ للهوى اتخذه
قد اصطفاه لما قلناه عامره
وعنْ سواهُ منْ أحوالِ العمى انتبذهْ
فلوْ رماه بسهمٍ منْ رمايتهِ
رامَ العمى وأصابَ العينَ ما نقذَهْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من قالتِ الأملاك فيه ماذا
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
رقم القصيدة : 11366
-----------------------------------
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
الحكمُ فيهِ أنْ يكونَ ملاذا
لا بل يكون لمن تعوَّذ باسمه
من كلِّ ما تخشى النفوسُ معاذا
أقوى الورى واشدّهم في عقده
من صيَّر الأصنامَ فيه جُذاذا
لمْ يتخذْ غيرَ الإله مهيمناً
إذ قيل أنت فقال: لا بل هذا
منْ غرة ٍ قامتْ بهِ في ربهِ
فأتته سحاً انعمٍ ورَذاذا
فلذاكَ ولاهُ الأمانة َ ربُّهُ
وأقامه في خلقه أستاذا
يدعو إلى الإسلامِ لا يلوي على
من قال فيمن قد دعاه ماذا
هجرَ الورى متفرداً معْ ربهِ
لمْ يتخذْ إلا الإلهِ عياذا
فأتوا زرافاتٍ إليه إجابة
لمّا دعاهمْ ما أتوا أقذاذا
فتنزل الخيرُ الكثير عناية ٌ
من ربِّهم بقلوبهم أفلاذا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنهمْ كانوا إذا
إنهمْ كانوا إذا
رقم القصيدة : 11367
-----------------------------------
إنهمْ كانوا إذا
قيلَ لهمْ قولوا كذا
منْ أمورٍ ليسَ في
قولها شرعاً أذى
بادروا من فورهم:
أمرُ من قال بذا
ولقدر نتجوا
للمعالي ولذا
أصغر القوم الذي
عن هواه انتبذا
فتراه عَلَماً
ذا علومٍ جهبذا
لهداهُ صاحباً
للهوى منتبذا
كلُّ منْ ساعدهُ السَّ
ـعْدُ فيهِ اتخذا
عزمَهُ ناصرَهُ
وعليهِ استحوذا
ما يصيخون لمن
قال فشرا وهذى
وبذا قدْ عرفوا
فاستخصوا وبذا
وكبيرُ القومِ في
حظرِهِ قدْ أخذا
فلذا تبصره
أبداً متخذا
هكذا شأنُ الذي
عينوه هكذا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد طهر الله الإمام الرضى
قد طهر الله الإمام الرضى
رقم القصيدة : 11368
-----------------------------------
قد طهر الله الإمام الرضى
من كلِّ سوء يقتضيه الأذى
فإنهُ سبحانهُ قدْ قضى
أنْ لا يكونَ الأمرُ إلا كذا
ولمْ يؤاخذْهُ بما قدْ مضى
إذا يتوب العبد عنه إذا
وجاء بالفعل الذي يرتضى
ومثلُ هذا العبدِ لنْ ينبذا
ووجهه من نورِه ما أضا
لأنه حذوَ الإله حذا
ليس تراه عينُ من غمضا
عينا إذا أنزله بالحذا
فأشبهتْ صورتُهُ فالقضا
مطلوبُهُ فلمْ يكنْ غيرَ ذا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
رقم القصيدة : 11369
-----------------------------------
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
وثناؤه أيضا على أستاذِهْ
أستاذُه الحقُّ المبينُ لأنه
عينُ التجاءِ عبيدِه وملاذُهْ
يأتيه منه عوارفُ معروفة ٌ
ما بينَ هطالٍ وبينَ رذاذهْ
متقلباً في كلِّ خيرٍ شاملٍ
منَ الإلهِ عليهِ في إنقاذِهْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا المقام وهذه أسرارُه
هذا المقام وهذه أسرارُه
رقم القصيدة : 11370
-----------------------------------
هذا المقام وهذه أسرارُه
رُفع الحجاب فأشرقت أنوارُه
وبدا هلالُ التمّ يسطعُ نورُه
للناظرين وزالَ عنه سرارُه
فأنار روضَ القلبِ في ملكوته
وأتتْ بكلِّ حقيقة ٍ أشجارُهُ
عند التنزُّلِ صحَّ ما يختارُه
قلبٌ أحاطت بالردى أستارُه
وبدا النسيمُ ملاعباً أغصانَهُ
فهفتْ بأسرارِ العلى أطيارُهُ
جادتْ على أهل الروائح مِنّة
منهُ برياً طيبها أزهارهُ
هامَ الفؤاد بحبهِ فتقدستْ
أوصافه وتنزَّهَت أفكارُه
وتنزلَ الروح الأمينُ لقلبهِ
يومَ العروبة فانقضتْ أوطارُهُ
إنَّ الفؤادَ معَ التنزلِ واقفٌ
ما لم يصح إلى النزيل مطارُه
منْ كانَ يشغله التكاثرُ لمْ يكنْ
بعثته يومَ ورودِه اكثاره
منْ فتيء لحقيقة ٍ يصبرْ على
من يدعي أنَّ الحبيبَ أنيسهُ
في حالهِ فدليلهُ استبشارُهُ
من يدعي حكمَ الكيانِ فإنَّه
قدْ تيمتهُ بحبها أغيارُهُ
منْ كانَ يزعمُ أنَّه من آله
سبحانه فشهوده أذكاره
شهداء منْ نالَ الوجودُ شعارهُ
أمر يعرّف شرعه ودثاره
وأنينهُ مما يجنُّ وصمتهُ
عنه وعبرة وجده وأواره
ما نال من جعل الشريعة َ جانباً
شيا وَلو بلغ السماء منارُه
الحالُ إما شاهدُ أو واردُ
تجري على حكم الهوى آثارُه
والناسُ إما مؤمن أو جاحدٌ
أو مدَّعٍ ثوبُ النفاقِ شعارُه
المنزلُ العالي المنيفُ بناؤه
واهٍ متى ما لم تقم عماره
لأوائها حتى يرى مقداره
فلك على نيل المقامِ مداره
لو كان تسعده النفوسُ وإنما
حجبتهُ عنْ نيلِ العلى أوزارهُ
فإذا أتته عناية من ربِّه
في الحال حِفَّ ببابه زوّارُه
ورأيته لما تخلص روحه
من سجنهِ أسرى بهِ جبارُهُ
وقد امتطى رحبَ اللبانِ مدبراً
يدعى الباقَ قما يشقُّ غبارُهُ
تهوى به الهُوج الشِّداد فيرتمي
نحوَ الطباقِ وشهبهنَّ شفارُهُ
ما زالَ ينزلُ كلِّ نورٍ لائحٍ
من جانبيه فما يقرّ قرارُه
حتى بدت شمسُ الوجود لقلبه
وبدا لعينِ فؤادِهِ إضمارُهُ
وتلاقتِ الأرواحُ في ملكوتهِ
فتواصلتْ ببحارهِ أنهارُهُ
مدَّ اليمينَ لبيعة ِ مخصوصة ً
أبدى لها وجهَ الرضى مختارُهُ
لمَّا بدا حسنُ المقامِ لعينهِ
عقدتْ عليهِ خلاقة ً أزرارهُ
ثم التوى يطوي الطريق لجسمه
ليلاً حذارِ أنْ يبوحَ نهارُهُ
وأتتْ ركائبهُ لحضرة ِ ملكهِ
بودائع يعتادها أبرارُه
وتوجهتْ سفراؤه بقضائِهِ
في كلِّ قلبٍ لمْ يزلْ يختارُهُ
وحمت جوانبه سيوفَ عزائم
منه وطاف ببابه سُمَّارُه
أين الذين تحققوا بصفاته
هذه العداة َ فأينَ همْ أنصارُهُ
منْ يدعي حبَّ الإمام فإنَّما
قذفتْ بهِ نحوَ المنونِ بحارُهُ
وسطا على جيش الكيانِ بصارمٍ
غضبِ المضاربِ لا يفلُّ غرارُهُ
مَنْ يهتدي أهلُ النهى بمناره
ذاك الخليفة تُقتفى أثارُه
إنّ الذين يبايعونكَ إنهم
ليبايعونَ منْ اعتلتْ أسرارُهُ
فيمينكَ الحجرُ المكرمُ فيهمِ
يا نصبة خضعتْ له أخياره
يا بيعة الرضوان دمت سعيدة
حتى تعطل للإمامِ عشارُهُ
إنَّ الديارَ بلاقعٌ ما لمْ يكنْ
صفواً للجينِ نزيلها ونضارهُ
المالُ يصلح كل شيءٍ فاسدٍ
وبه يزول عنِ الجوادِ عثارُهُ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
رقم القصيدة : 11371
-----------------------------------
منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
قولٌ فجهلٌ حائلٌ وتعذَّرُ
إنَّ السبيلَ إلى الإلهِ عناية ٌ
منهُ بمنْ قد شاءَه وتعزُّرُ
لا يرتضي لحقيقة ٍ وعزة ٍ
إلا إذا ضمَّ السنابلَ بيدرُ
الحالُ يطلبهُ بشرطِ مقامهِ
فإذا ادعاهُ فحالهُ لكَ يُشهرُ
يتخيلُ المسكينُ أنّ علومها
ما بينَ أوراقِ الكتابِ تسطرُ
هيهاتِ بل ما أودعوا في كتبهم
إلا يسيراً منْ أمورٍ تعسرُ
لا يقرأ الأقوامُ غيرَ نفوسِهم
في حالهمْ معْ ربهم هلْ يحصرُ
فترى الدخيلَ يقيس فيه برأيه
ليقال هذا منهم فيكبر
وتناقضت أقواله إن لم يكن
عنْ حالهِ فيما تقدَّمَ يخبرُ
علمُ الطريقة ِ لا ينالُ براحة ٍ
ومقايس فاجهد لعلك تظفر
غرَّت علومُ القومِ عن إدراك من
لا يعتريه صبابة ٌ وتحيُّر
وتنفَّسٌ مما يَجنُّ وأنة
وجوى يزيد وعَبرة لا تفتر
وتذللْ وتولهْ في غيبة ٍ
وتلذَّذٌ بمشاهد لا تظهر
وتقبضْ عندَ الشهودِ وغيرة ٍ
إنْ قامَ شخصٌ بالشريعة ِ يسخرُ
وتخشعْ وتفجعْ وتشرعْ
بتشرعٍ للهِ لا يتيغيرُ
هذا مقامُ القومِ في أحوالهمْ
ليسوا كمن قال الشريعة ُ مزجر
ثم ادّعى أنّ الحقيقة خالفتْ
ما الشرعُ جاء به ولكن تستّر
تبّاً لها من قالة مِنْ جاحد
ويلٌ لهُ يومَ الجحيمِ يسعرُ
أوْ منْ يشاهدُ في المشاهد مطرقاً
ليقال هذا عابدٌ متفكِّر
هذا مرائي لا يلذُّ براحة ٍ
في نفسهِ إلا سويعة َ يتطرُ
لكنه من ذاك أسعد حالة
ولهُ النعيمُ إذا الجهولُ يفطرُ[/font]
[font=&quot] [/font]

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى