جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
رقم القصيدة : 13375
-----------------------------------
نَوْمِي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
والليلُ فيه زيادة ٌ لا تنقصُ
من عادياتٍ كالذئاب تذاءبتْ
وَسَرَتْ على عَجَلٍ فما تَتَربّصُ
جَعَلتْ دمي خمرا تُداوِمُ شُرْبَها
مسترخِصاتٍ منه ما لا يُرخصُ
فترى البعوضَ مغنيّاً بربَابِهِ
والبقُّ تشربُ والبراغثُ ترقص[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
رقم القصيدة : 13376
-----------------------------------
بأي وفيّ في زمانك تختصُّ
فيغلو غُلواً في يديك به رخصُ
وكم من عدوٍ كامنٍ في مصادقٍ
وَموضِعِ أمْنٍ فيه يحترسُ اللص
وكم فرس في الحسن أكمل خلقه
فلما عدا في الشأو أدركهُ النقص
وكم منظرٍ في البُزلِ قُدّم في السرى
فلما استمرّ النصُّ أخّرَهُ النص
كذاكَ خليلُ المرءِ يدعو اختبارُهُ
إلى ما يكون الزهدُ فيه أو الحرصُ
ولا خيرَ في خلقٍ يُذمّ لجهله
وَيُحْمَدُ منه قبلَ خبرته الشخص
وما المالُ إلا كالجناحِ لناهضٍ
وقد يعْتَريهِ عن حوائجِهِ القَصّ
وكم فاضلٍ ملبوسُهُ دونَ قَدْرِهِ
وِعَا الجوهرِ الأجسام لا الدرّ والفص[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
رقم القصيدة : 13377
-----------------------------------
خذْ بالأشد إذا ما الشرعُ وافقه
ولا تمِلْ بك في أهوائك الرُّخَصُ
ولا تكنْ كبني الدنيا، رأيتهم
إن أدْبَرَتْ زَهِدُوا أو أقبلَتْ حَرَصوا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وزاهدٍ في المال لا ينثني
وزاهدٍ في المال لا ينثني
رقم القصيدة : 13378
-----------------------------------
وزاهدٍ في المال لا ينثني
في قممِ العلياءِ عن حرصهِ
ليستْ ترى عيناهُ شِبْهاً له
مبرَّاً في الفضل من نقصهِ
كأنَّما العالمُ مرآتُهُ
فما يرى فيها سوى شخصهِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
رقم القصيدة : 13379
-----------------------------------
صِحّاتُنَا بالزمانِ أمْراضُ
ودهرنا مبرمٌ ونقّاضُ
وِللّيالي في صَرْفِها عِبَرٌ
فهيَ سهامٌ ونحنُ أغراضُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
رقم القصيدة : 13380
-----------------------------------
ومروٍ صدى الروضاتِ يسحب دائباً
على الأرضِ منه جملة ً تتبعضُ
إذا ما جرى واهتزّ للعين مزبداً
حسبتَ به فرواً من النسر يُنفضُ
وتنساب منه حية ٌ غير أنها
تطولُ على قدرِ المساب وتعرضُ
وتحسبه إن حبكتْ متنهُ الصبا
عموداً علاه النقشُ وهو مفضَّضُ
لهُ رِعْدَة ٌ تعتادُهُ في انحداره
كما تبسطُ الكف العنان وتقبضُ
كأنَّ له في الجسم روحاً إذا جرى
به نهضة ٌ والجسمُ بالروح ينهضُ
وما هوَ إلا دمعُ عينٍ كأنها
لطولِ بكاءٍ دهرها لا تغمّضُ
إذا سَرَحَتْ للسقي من كلّ جانبٍ
رأيتَ بقاعَ الأرض منها تُروِّض
يقيمُ عليها الأنسُ، والصبحُ مقبلٌ
ويرحلُ عنها الوحشُ، والليل معرض[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
رقم القصيدة : 13381
-----------------------------------
ومن سُفُنِ القَفْرِ سَبّاحة ٌ
من الآلِ بَحْرا إذا ما اعْتَرَضْ
لها شرة ٌ لا تبالي بها
أطالَ لها سبسبٌ أم عرضُ
إذا خَفَقَ البَرْدُ بي خلْتَني
على كورها طائراً ينتفض
وإنْ يعرض البعض من سيرها
تَرَ العِيسَ من خلفها تنقرض
فلو عُوّضَ المرءُ منها الصِّبا
لما رَضِيتْ نَفْسهُ بالعِوَض
هي القوسُ، إني لسهمٌ لها
أصيبُ بكلّ فلاة ٍ غرضْ
إذا انبسطتْ للسرى أيأستْ
سنا البرق مني أو تنقبضْ
وعذبُ الدموع دليلٌ على
بُكاءِ تَبَسُّمِ بَرْقٍ ومَضَ
كأني من البعد إذ شِمتُهُ
جستُ بعرقي عِرفاً نبضْ
ترفعَ نحوَ ربوع الحمى
وحلّ عزاليهُ وانخفضْ
وجادَ على التُرْبِ من صَوْبِهِ
بريِّ الصدى وشفاءِ المرضْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
رقم القصيدة : 13382
-----------------------------------
أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
وذوبي غيرَ جامدة ٍ وفيضي
فقد قُلبَ التأسي بالرزايا
أسى ً ملأ التراقي بالجريض
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ
فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريض
فدع أشرَ الجموح وكنْ ذليلاً
لعزِّ الله كالعودِ المروضِ
فلستَ مُنَعَّماً بيدَيْ حبيبٍ
ولا بِمُعذَّبٍ بيدي بغيض
وأشقى الناس في الأخرى ابن دنيا
يقول لنفسه في الغيِّ خوضي
أما شَرَحَتْ له عِبَرُ الليالي
معانيَ بعدَ مُلتبسِ الغموض
وناحتْ هذه الدّنْيا عليه
فظنّ نياحها شدوَ القريض
فلا يغترّ بالحدثانِ غمرٌ
لذيذُ النوم في طرفٍ غضيضِ
فقد يُصْمي الرّدى في الوكر فرخاً
فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريض
وَيُبْلِي غَيْرَ مُسْتَبُقٍ حَيَاة ً
لقشعمِ شاهقٍ ميتِ النهوضِ
ويُلحِمهُ ابنهُ ما اختار نهساً
بمنسرهِ المدمى من أنيضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ
ترحِّلُ سودَ لمتهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في محياهُ موتاً
جُفوفَ الزّهْرِ في الروض الأريض
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى
كما يخفينَ في تربِ الحضيض
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيْدا
بها بين القشاعم والبَعوض
رأيتُ الخلقَ مرضى لا يُداوى
لهم كلبٌ من الزمن العضوضِ
ولا آسٍ لهم إلاّ مريضٌ
فهل يُجْدِي المريضُ على المريض
يواصلُ فيهم فتكُ ابن آوى
وهم في غفلة ِ البهمِ الربيضِ
وما ينجو امرؤ من قبضتيه
يُدِلّ يسبق مُنجَرِدٍ قبيض
وقالوا الزكرميّ أُذيقَ كأساً
يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ
فقدتمْ في المعلى كبرَ حظٍّ
له بالفائزين نَدَى مُفِيض
يطيرُ به جناحُ الطبع سبقاً
من الإحسان في جوٍّ عريض
ولو مُزجتْ حلاوتهُ بنفطٍ
لَسَاغَ وَجَلّ عن خَصَرِ الفضيض
لقد عَدِمَ المعمّى منه فكّاً
ومات لموته عِلمُ العروضِ
أبا حفصٍ تركت بكلّ حَزْنٍ
عليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ
يُروي الله ترباً نمتَ فيه
فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميض
فقد أبقيتَ ألسنة َ البرايا
بفخركَ في حديثٍ مستفيضِ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
رقم القصيدة : 13383
-----------------------------------
وابنُ السماءِ ينيرُ مَطْلَعُهُ
فَيَسُرّ مَوْلِدُهُ بني الأرضِ
فكأنَّه في أُفْقِهِ ضِلَعٌ
نَحِلَتْ وقد عَريتْ من النحضِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
رقم القصيدة : 13384
-----------------------------------
ولّى شبابي وَرَاعَ شَيْبِي
مِنِّي سِرْبَ المها وَفَضّهْ
كأنَّما المشطُ في يميني
تجرّ منه خيوطَ فِضهْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
رقم القصيدة : 13385
-----------------------------------
ومعرضة ٍ ولتْ تمدّ تجنباً
فصارَ خطاها عن مشيبي والوخط
عسى للرّضى في بعض خلقك رقية ٌ
مجرَّبة ٌ يُرْقَى بها خُلُق السخط
عقيلهُ حيٍّ لا ترى ذاتَ بينهم
تُراعُ ببينٍ من نَوَاهُمْ ولا شحط
ترى ما ترى من بأسهم في عداتهم
بأطرافِ بيض الهند والأسلَ الخطي
أخاديدَ ضربٍ يحقر الشكل شكلها
وآثارَ طعن يزدرين على السقط[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
رقم القصيدة : 13386
-----------------------------------
وثابتة ِ الوقفين جوّالة ِ القُرطِ
أصبتُ رشادي في هواها ولم أخطي
إذا مشطت فرعاً تفرّعَ ليلهُ
وطالَ من القيناتِ فيه سُرى المشط
تقومُ فيغشاها له بحرُ ظلمة ٍ
ترى قُدماً منها تقبل بالشط[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
رقم القصيدة : 13387
-----------------------------------
إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
فكل فراقٍ موجِعٌ في انقطاعها
وإن كانت الأيَّام مطبوعة على
خِلافي فقلْ مَنْ لي بنقل طباعها
فلا تقطعوا عنّا سطورَ رسالة ٍ
تُمثِّلُ لي أشخاصكم في سماعها
فلي كبدٌ بالبين منكم تصدّعتْ
وطولُ اغترابي زائدٌ في انصداعها
لأصْبَحْتُ في الدّنْيا حريصاً عليكمُ
ألا إنّ مثلي زاهدٌ في متاعها[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
رقم القصيدة : 13388
-----------------------------------
حتى متى بين اللوى فالأجرعِ
لَوْماً، فما أمرّه في مسمعي
ويحكَ لو كنتَ وفياً لم تقلْ:
"ويحكَ لا تبكِ برسمٍ بلقعِ"
وهو الحمى سَقْياً لأيّامِ الحِمَى
فإنها ولّتْ ولمّا ترجعِ
مالك لا تبكي بكاءً بالأسى
بين رسومٍ وبَوَالي أربعُ
بأدمعٍ بين الجفونِ حوّمٍ
وأدمعٍ على الخدمد وقّعِ
وزفرة ٍ موصولة ٍ بزفرة ٍ
تَصْعَدُ عن نارِ حشى ً مُلَذَّع
وقفتَ في الدار بعينٍ لا تَرَى
تغيُّرَ الربعِ وأذنٍ لا تعي
ولوعة ٍ بالشوق غيرِ لوعتي
وأضلعٍ في الوجد غيرِ أضلعي
وإنَّما يبكي بكائي شجناً
ووجعٌ يعرفُ فيه وجعي
لو أنطقَ المربعَ وهو أخرسٌ
تضرُّعٌ، أنطقهُ تضرعي
ووقعة ٍ ردّتْ قيانِ وُرقهِ
نوائحاً بالحزن يبكين معي
كأنها وما لها من أدمعٍ
أعارها القطرُ سجالَ أدمعي
يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البُلى
نشرَ يمانٍ خلقٍ لم يُرقعِ
بالله خبرني أأنت رَبْعُهُمْ
أم أنْتَ مَرْعى ً للظباءِ الرّتّع
فقال: بل ربعُهُمُ وإنَّما
تحمّلتْ عني شموسُ مطلعي
أدرئة الغوط سترن ظبية
تدير عَيْنَيْ فتنة ٍ في البُرقع
سيفٌ وسهمٌ لحظها ولهذمٌ
يا عجبا لفتكها المُنَوَّع
كأنما تبسمُ إن مازحتها
عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّع
كأُقْحوانِ روضَة ٍ يَصْقُلهُ
مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّع
كأن في فيها سلافَ قهوة ٍ
صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَع
إذا رضيع الكاس أصغى سحراً
إلى صفيرِ الطّائِرِ المُرَجِّع
خُصّتْ من الصوتِ بمعنى مؤيسٍ
من لغة الوصل ولفظ مُطْمع
ومهمهٍ متصلٍ بمهمة ٍ
مَرْتٍ بموّاج السراب مُتْرع
كأنَّ منشورَ المُلاء فوقه
متى تملْ ذكاء عنها تُرفعِ
كأنَّما جُنْدُبُه مُرَجِّعٌ
نغمة َ شادٍ ذي لحون مسمع
يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ
يقبضُ فيه روحَ كلّ زعزع
لكلّ غارٍ فيها ماء، وشوى
فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدع
لا نارَ تُذكى في الدجى لسفرهِ
إلا بريقَ مقلة السمعمعِ
تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا
مثل اضطراب السمهريِّ المشرع
يقفو راذيا جُنّحاً في السير لا
لا تُوضَعُ عنهنّ سياطُ المُزْمع
يصكّ منها دَأياتٍ دملت
فهي بشمّ الأنفِ فيها ترتعي
وذاتِ أخفافٍ سَرَتْ أربعها
منتعلاتٍ بالرياحِ الأربع
كأنها وللنجاة ما نجت
منهوشة ٌ بين أفاعٍ لُسّع
تُحْدَى بسحرِ ساهر في نِغْضَة ٍ
شهمِ الجنانِ لوذعيّ ألمعي
والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرْسِلَتْ
لمغربٍ فيه أفولُ المطلعِ
كأنها واضعة ٌ خدودها
لهجعة ٍ فيه وإنْ لم تَهْجَعْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
رقم القصيدة : 13389
-----------------------------------
ومحسودة ٍ ـ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
لها في عميم الخلقِ حسنٌ منوّعٌ
إذا انْعَطَفَتْ فالحوط بالبدر ينثني
وإن نظرتْ فالعينُ بالسحر تنبع
ولما تلاقينا تَكَلّمَ مِقْوَلٌ
بسرِّ الهوى منها، ومني مدمع
بدرينِ مستورين فالدرّ منهما
يُرَى جارباً بالشوق واللفظُ يسمع
شكوتُ ونطقٌ بيننا فلأيّنا
ببرح الجوى في مذهب الحكم يقطع
ومالتْ إلى تأنيسنا بعد وحشة ٍ
بأجوفَ لم تُخْلَقْ لجنبيه أضْلع
تمدّ إلى تنغيمه سبطَ أنملٍ
كأقلام دُرٍّ بالعقيق تقمع
إذا وَتَرٌ هِزَتْهُ بالنقْر خِلْتَهُ
يئنُ من الآلام أو يتضرّعُ
وينبض كالشريان إن عبثتْ به
وَجَسّتْهُ منها باللطافة إصبع
عوامل سحرٍ في عوامل أنملٍ
بها يُخْفَضُ القلبُ الطروبُ وَيُرفَعُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً
ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً
رقم القصيدة : 13390
-----------------------------------
ولمّا رأتْ طيرَ الفراق نواعباً
وقد همّ بالتوديع كلّ مودع
شكتْ ما شكا المحزون من عزْمة النوى
فأبكتْ لها عينيْ غَزَالٍ مُرَوَّع
ولم أرَ في خدٍّ يُزَرَّرُ قبلها
من الغيد شهباً في غمامة برقع
وقد سفرت عن صفرة ٍ عَبّرَ الأسى
لعيني بها عن وَجْد قلبٍ مفجع
وأقبلَ درّ النحر فوق تريبها
يصافِحُه من خدّها دُرّ أدْمُع
فيا ربّ إنّ البينَ أضحتْ صروفه
عليّ وما لي من معينٍ فكنْ معي
على قربِ عذّالي وبُعدِ حبائبي
وأمواه أجفاني ونيران أضلعي[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
رقم القصيدة : 13391
-----------------------------------
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
بفراقٍ من الزمان متنوَّعْ
فانقطاع الوصال كم يتمادى
وحصاة ُ الفؤاد كم تتصدَّعْ
ليت شعري هل أرتدي بظلامٍ
لا يراني الضياءُ فيه مروّعْ
بحداءٍ من واصفِ البين غادٍ
وَنَعيبَ من حالكِ اللّون أبقع
فبنارِ الأسى يُحرّق قلبُ
وبماءِ الهوى يُغرقُ مدمعْ
هذه عادة ُ الليالي فلمها
وهي لا تسمعُ الملامة ، أو دعْ
تطعنُ الحيّ فالجسوم بواقٍ
في يدِ السّقْمِ والنفوسُ تُشَيَّع
وكأن الحسان زُودنَ صبري
فهو بالبين بينه نيوزع
كلّ نمامة ِ الرياح تلاقي
منه أنفاسَ روضة ٍ تتضوّع
يلمعُ الماءُ في سنا الخدّ منها
فكأن الرحيقَ منه يشعشع
تنتحي بالأراك ثغرَ أقاحٍ
للندى فيه ريقة ٌ تتميّع
نصّلتْ في القوام باللحظ منها
صعدة ً في يدِ الملاحة تُشرعْ
تجرحُ القلبَ، والأديمُ صحيحٌ
فعن السحر منه حدثتُ فاسمع
قفْ وقوفَ الحيا بدمنَة ِ ربعٍ
ضَيّعَ الدمعَ فيه رسمٌ مُضَيّع
دارسٌ لا تزالُ غُبْرُ السّوافي
تَفْرِقُ التربَ فيه ثُمّتَ تجمع
كم به من سوانح في المغاني
آمناتٍ من نبأة الخوف ترتعْ
وظباءٍ كأنهنَّ دُماهُ،
حينَ تَرْنُو، لو أنَّها تَتَبَرْقَعْ
وحبيسٍ على الفلا زمخريٍ
خاضبٍ أفتخِ الجناحين أقزعْ
رافِعٍ في الهواءِ طُولى عليها
عنقٌ كاللّواءِ في الجيش يُرْفَعْ
تحسب العين رجله نصب رحل
أصلمٌ ليتَ أنّه كان أجدعْ
إنّ ثوبَ الصبا يمزّق مني
ما الذي بالخضاب منه يُرقَّعْ
فعصتني الفناة ُ كيداً وكانتْ
في الهوى من يدي إلى الفم أطوعْ
أنْبَتَ الدهر في المفارقِ شيباً
بهموم في مُضْمَرِ القلب يُزْرع
وابتدا والنوى بيمناه تبدي
صورة الماء في السراب، فتخدع
بشمالٍ تثني عليها جنوباً
بهبوبٍ، يقلقلُ الكورَ زعزع
كلما أمرعت ببقلٍ جُفالٍ
قلتُ بالحمر من حمى القيظ تُلذعْ
حيثُ أذكتْ ذكاءُ فيها أوارا
يلفحُ الوجهَ في اللثام فيسفعْ
وإذا ما لَمَسْتَ جَدْوَلَ ماءٍ
خلتهُ حية ً من الحر تلسعْ
أنا نبعٌ لا خروعٌ عند عمري
وأرى العود منه نبعٌ وخروع
لستُ أُثْنِي عن السُّرى في طريقٍ
خَيّمَ الليلُ فوقه وهو خيدع
فكأني خُلقتُ جوّابَ أرضٍ
أصلُ العزم حشوها وهي تقطعْ
وكأنَّي في مِقْوَلٍ من زماني
مَثَلٌ وافدٌ على كلّ مسمع[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
رقم القصيدة : 13392
-----------------------------------
أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ
وعاوَدَنِي فيها رِداعي ولم أشِمْ
ترائب عُوّادٍ يضمّخُها الردعُ
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلة ٍ
تذوبُ بنارٍ في الضلوع لها لذْعْ
مطلاً مطيل النوح لو أنّ دمنة ً
لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ
طلولٌ عقت آياتها فكأنما
غرابيبها جزعٌ وأدمانها ودعُ
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ
كلاميَ حتى قيل هل يَمْزَحُ الربع
تخط مع المحل الجنوب بمحوها
سطورَ البلى فيها وتعجبها المسعُ
ولم يبقَ إلاَّ ملعبٌ يبعث الأسى
ويدعو الفتى منه إلى الشوق ما يدعو
ومجموعة ٌ جمع الثلاث ولم تزدْ
عليه صوالي النار أوجهها سفع
لبسنَ حداد الثكل وهي مقيمة ٌ
على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْع
ومضروبة ٌ بين الرسوم وما جنتْ
عقاب النوى من هامها الضرب والقلعُ
ومحلولكٌ ما فكَّ زيجاً ولا له
بسرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعٌ
أبان لنا عن بيننا فلسانه
علينا له قطعٌ أتيح له القطع
إذا لم تكن للحي داراً فما لها
إذا وقفَ المشتاق فيها جرى الدمع
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا
وإذ أنا إلفٌ للجآذر لا سِمْع
وينبو عن اللوم المعنّفِ مسمعي
بمنْ حُسنها بين الحسان له سمعُ
فتاة ٌ لها في النفسِ أصلٌ من الهوى
وكلّ هوًى في النفس من غيرها بدع
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى
بلذّتها ما ليس يبلغه البِتْع
يصدّ الهوى عن قطفِ رمان صدرها
وإن راقَ في خوط القوام له ينع
وكم من قطوفٍ دانياتٍ ودونها
تعرض أشراع من الرمح أو شرع
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبة ً
وخَلْقاً عميماً في الشباب له جمع
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ
فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لمع
وبيدٍ أبادتْ عيسَنَا بيبابها
فهن غراث في عجافٍ لها رَتْع
إذا سمع الحادي بها السمعُ ظنهُ
كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَة ٍ يدعو
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلة ٍ
ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكلَ السّبع
فإن يهلك الإيحاف حرفاً بمهمه
فإنهما السيفُ المُجرّدُ والنّطعُ
نحوتٌ عليها كلّ حرفٍ بعاملٍ
من العزّم مخصوص به الخفضُ والرّفع
وعاركتُ دهري في عريكة بازلٍ
ينوء به هادٍ كما انتصبَ الجذع
وما خار عُودي عند غمز مُلمّة ٍ
وهل خار عند الغمز في يدك النبع
وملتحفٍ بالصقل من لمع بارقٍ
يُطير فراشَ الهام من حدّه القرعُ
أقام مع الأحقاب حتى كأنما
لحديه عنه من حوادثها دفعُ
وتحسبُ أهوال الحروب لشيبهِ
وكلّ خضابٍ في ذوائبه ردْعُ
إذا سُلّ واهتزت مضاربه حكى
أخا السلّ هزته بأفكلها الرّبعُ
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به
فما صارمٌ في الأرض من غمده سقع
أأذكى عليه القينُ بالرّيح نارَهُ
وأمكنه في الطبع بينهما طَبْع
أصاعقة ٌ منقضّة ٌ من غراره
يهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ
وجامدة ٍ فاضت فقلنا تعجباً
أنهرٌ تمشّت فوقه الرّيح أو درع
وأحكمها داودُ عن وَحْيِ ربِّهِ
بلطفِ يدٍ، قاسي الحديد لها شَمعُ
ترى الحلقاتِ الجُعْدَ منها حبائِكاً
مسمَّرة ً فيها مساميرها القرع
سرابية ُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها
على الذِّمْرِ طعنٌ يتقيه ولا مصع
وعذراء يغشاها ذكورٌ أسنة ٍ
وتُثْنَى لجمعٍ كلّما افترقَ الجمع
ومنجردٍ كالسيد يُعمل أرضهُ
فيبني سماءً فوقه سمكها النقع
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى
ففي يده بذلٌ من الجري لا منع
له بصرٌ مستخرجٌ خبءَ ليلة ٍ
إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمع
ويمرقُ بي في السبق في كلّ حلبة ٍ
فتحسبهُ سهماً يطيرُ به النزع
برأيي وعزمي أكملَ الله صِبْغَتي
ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرع[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
رقم القصيدة : 13393
-----------------------------------
ونورية ٍ للنار فيها ذؤابة ٌ
تذوب بها ذَوْبَ النّضارِ المميَّع
تنوبُ منابَ الشمسِ بعد غروبها
إذا بزغت كالشمس في رأس مطلع
تُكتّمُ ما تلقاه إلاَّ شكية ً
تُعبّرُ عنها في إشارة إصبع
وتحسبها تُلقي ضروباً من الجوى
تحكمَ فيها من غرامي المنوّع
كسقمي وإيراقي وصبري وموقفي
وصمتي وإطراقي ولوني وأدمعي[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
رقم القصيدة : 13394
-----------------------------------
وأخْضَرٍ حَصَلَتْ نفسي به ونَجَتْ
وما تفارق منه روعة ٌ رُوعي
رغا وأزبدَ والنكباءُ تغضبهُ
كما تَعَبّثَ شيطانٌ بمصرُوعِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
رقم القصيدة : 13395
-----------------------------------
سرْ تحظَ باليسر إن كابدت في أفقٍ
عُسْرا فقد يجدُ الدرياقَ مَنْ لُسِعا
وربّما ضاقَ رزقُ المرء في بلدٍ
حتى إذا سارَ عَنْهُ دَرّ واتّسعا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
رقم القصيدة : 13396
-----------------------------------
مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
فقف صابراً تُسعدْ على الحزن جازعا
فمن مُبلغُ الغادين عنّا بأننا
وقفنا واجرينا بهنّ المدامعا
معالمُ أضحتْ من دُماها عواطلاً
فقلْ في نفوسٍ قد هجرنَ المطامعا
وفينا بمثياقِ العهود لربعها
كأنَّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا
فمن دمنة ٍ تحت القطوب كمينة ٍ
بها وثلاثٌ راكدات سوافعا
ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنما
أمَرّ البلى محوا عليها الأصابِعا
تأوهَ منه شيّقُ الركبِ نائحاً
فَطَرّبَ فيه مُلغِطُ الطّيْرِ ساجعا
وما زلتُ أجري الدمعَ من حُرق الأسى
وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا
وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرْضِهم
كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعا
كأنَّ حصاة َ القلب كانت زجاجة ً
مقارعة ً من لاعجِ الشوقِ صادعا
أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها
فأبصرتُ منها الآهلات بلاقعا
كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها
وقد سُقِيَتْ سَمّاً من البين ناقعا
أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً
فمن لي بأن ألقى الصبا فيك راجعا
أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به
ومن كان أهلي بودّي مُرَاضِعا
لقد دخلتْ بي منكِ في الحزنِ لوعة ٌ
حُرِمْتُ بها من ذِمّة ِ الصبر راجعا
أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي
حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا
ذويني أكنْ للعزم والليل والسرى
وللحرب والبيداء والنجم سابعا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
رقم القصيدة : 13397
-----------------------------------
بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
أوَكلّ شيءٍ من هواكَ يروعه
فإذا وصلتَ خشيتُ منك قطيعة ً
فالعيش أنت وصوله وقطوعهُ
لا تتهمني في الوفاء فإنني
كتمتُ سرّكَ والدموع تذيعهُ
نَقَلَ الهوى قلبي إلى عيني التي
منها تَفَجّرَ بالبكا يَنْبُوعه
أبّكَيْتَني فأذَعتْ سِرّك مُكْرَهاً
فعلامَ تعذلُني وأنتَ تُذيعهُ
قال العذول: لقد خضغتَ لحُبّه
فأحْبَبْتُهُ. عِزّ المحبِّ خُضُوعهُ
أقْصِرْ فما يجتثّ أصْلَ علاقة ٍ
جذبتْ بأطراف الملام فروعه
وكأنَّ لَوْمَكَ رافضيّ مَيّتٌ
وكأن سمعي إذ نعاه بقيعهُ
يا من لذي أرقٍ يطولُ نزاعهُ
شوقاً إلى من طال عنه نُزوعهُ
باتت جحيمُ القلب تلفحُ قلبهُ
فتَفيضُ، من قلبٍ يغيضُ، دموعه
عَقَدَ الجفونَ ببارقٍ نَقَبَ الدجى
وخفا، كما اطّرد الشجاعُ، لميعهُ
وكأنه بالغيثِ باتَ محدثاً
للطرف بالخضراء وهو سميعه
خدعَ الظلامَ وكان من لمعانه
مِسْبَارُه وحُسَامُهُ ونجيعه
وَمُجَلْجِلٍ دَرّتْ بأنْفَاسٍ الصّبا
وهنأ لقضباءِ النباتِ ضروعه
خَضَعَتْ له عُنْقٌ لها وتحمّلَتْ
من ثقلهِ فوق الذي تسطيعهُ
وجرت به أثر السماء من الثرى
ميتاً فَعَاشَتْ بالرّبيع ربوعه
نَفَضَتْ له لِمَماً فطارَ هجوعه[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
رقم القصيدة : 13398
-----------------------------------
أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
ما هكذا يُتألّفُ الأُلاّفُ
يا كيف باتَ عليّ قلبكِ جامداً
يَقْسو فلَيْسَ يُلينُه استعطافُ
وجمانُ ثغركِ رفّ من لمعانهِ
وعقيقُ خدّكِ رائقٌ شفّافُ
لم تنصفيني في معاملة الهوى
وأعزّ شيءٍ في الدمى الإنصاف[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
رقم القصيدة : 13399
-----------------------------------
يا باقة ً في يميني للرّدَى بُذِلَتْ
أذابَ قلبي عليكِ الحُزْنُ والأسفُ
ألم تكوني لتاجِ الحُسْنِ جوهرة ً
لمّا غرقتِ، فهلاّ صانكِ الصدّفُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها
دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها
رقم القصيدة : 13400
-----------------------------------
دَعوا عبراتي تنبري من شؤونها
فلن تصرفوا تَوْكافَهُنّ عن الوكفِ
ويحملُ دمعُ العين عن قلبيَ الأسى
ولكنه يبدي هوايَ الذي أُخْفِي[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
رقم القصيدة : 13401
-----------------------------------
صفا ليَ من وردِ الشبيبة ما صفا
وجادَ زماني بالأماني فانصفا
وشنّفتُ أذني بالهوى حُسنُ منطقٍ
بنجواه غازلتُ الغزال المشنّفا
لياليَ كانتْ بالسرورِ منيرة ٍ
وكان قناعي حالكاً لا مفوّفا
وشربي من نسلِ الغمام سلالة ً
تعودُ من العنقود في الدنّ قرقفا
معتّقة ً حمراءَ ينساغ صِرفها
إذا الماء فيها بالمزاج تصرّفا
كماءِ عقيقٍ في الزّجاجِ مُنَظّمٍ
عليه من الإزباد دّراً مجوفا
توقّدَ في كفِّ المنادم نورها
ولكنه بالشرب في فمه انطفا
تطوفُ بها ممشوقة ُ القدّ زرفنتْ
من المسك في الكافور صُدغاً مُعطفا
إذا أعرضتْ في الدلّ ذلّ أخو الهوى
وصاغَ لها لفظَ الخضوع المُلطّفا
هنالك خفّتْ بي إلى اللهو صبوة ٌ
وثقّلتِ الكاساتُ كفّي بما كفى
كأنِّيَ لم أقنصْ نَوَارا من المها
ولم أجنِ عذبَ الرشفِ من مُرّة الجفا
ذكرتُ الحمى والساكنيه ودونه
خِضَمّ عليه تنبري الرّيحُ حرجفا
ولما أقلوا يوم بينهمُ على
هلال السُّرى للشمس خدراً مسجفا
وألْقَتْ حُلاها من يديها وعَطّلَت
من الحلي فيد جيدَ رئم تشوّفا
سقى الأقحوان الطلُّ .... عفّة
وعضّتْ من الحُزْنِ البنانَ المُطَرّفا
ولما جرى الدرّ الرطيبُ بخدها
وسال إلى الدر النظيم توقّفا
وأين تراهُ ذاهبا عن جنى فمٍ
كأنَّ رضابَ الكأس منـ ترشّفا
أما وشبابٍ بالمشيب أعتبرتُهُ
فأشرقتُ عيني بالدموع تأسفا
لقد سرتُ في سهب المديح هداية ً
ومثلي فيه لا يسيرُ تعسفا
ولو كنتُ من دُرّ الدّراري نظمته
لكانَ عليّ منه أعلى وأشرفا
همامٌ من الأملاك هزّ لواءَه
وأوضحَ حوليه الجيادَ وأوجفا
شجى ً ذكره للروم كالموت إن جرى
أخافَ، وإن أوفى على النفس أتلفا
ذَبوبٌ عن الإسلام مَدّ لجيشِهِ
جناجاً عليه بالأسِنَّة ِ رفرفا
يردّ عن الضرب الحديد مثلَّماً
ويثني عن الطعن الوشيجَ مقصَّفا
إذا ظَلَلّتْهُ الطيرُ كانت أجورها
جسوماً ثَنى عن طَعنها الزُّرْقَ رُعّفَا
نسورٌ وعقبانٌ إذا هي أقبلتْ
محلقة ً سَدّتْ من الجوِّ نَفْنَفَا
وتحسبها في نقعهِ رقمَ بُرقعٍ
يجولُ على وجهٍ من الشمس مُسدفا
حمى ما حمى من بيضة ِ الدّين سيفهُ
وأشفق في ذات الإله وعنّفا
ومن عَدَمٍ أغنى ، ومن حيرة ٍ هدَى
ومن ظمإٍ أروى ، ومن مرض شفى
كريمُ السجايا لوذعيّ زمانه
تَهَذّبَ من أخلاقه وتظرّفا
إذا عنَّ رأيٌ كالسُّها في ضيائه
ولم يكف أذكى رأيه الشمس فاكتفى
سما في العلا قدرا فأدرك ما سما
إليه، وأصمى سَهْمُهُ ما تهدفا
سكوبُ حيا الكفين لا ناضبُ النّدى
ولا مخلفٌ وعداً إذا الغيث أخلفا
تريه خفيّات الأمور بصيرة ٌ
كأن حجابَ الغيب عنها تكشّفا
بذكْرِ ابن يحيَى عَطّرَ الدهرَ مَدْحُنَا
وخَلّدَ فيه ذكرنا وتشرّفا
جوادُ بنانِ البذل منه غمائمٌ
تصوبُ على أيدي بني الدهر وُكفّا
عليم بسرّ الحرب من قبل جهرها
وقرع الصفا بين الفريقين بالصفا
يقارع منهم حاسرا كل مُعْلَمٍ
أفاضَ عليه الفارسيَّ المضعفا
عصاهُ لتأدِيب العُصاة ِ إذا بَغَوْا
غِرارُ حسامٍ يقرعُ الهامَ مرهفا
على أنّه راسي الأناة مخدَّعٌ
إذا زاغَ حلم عن ذوي الحزم أو هفا
بنو الحرب أنتم أرضعتكم ثديّها
فمفترق الأقدام فيكم تألّفا
لكم قُلُبٌ بالذابلات وبالظبا
أخاديد في ............
إذا ما بدا طعنُ الكماة وضربهم
كنقطٍ وشكلٍ منه أعجمت أحرفا
فدع عنك ما حظته ........
........................
لك الخيلُ تسري الليلَ من كل سلهبٍ
ترى بطنه من شدة الركض مُخْطَفا
إذا وطئت شمَّ الجبال نَسَفْنَها
بنصرك للتوقيع في الجيش حُرِّفا
إذا وطئت شمَّ الجبال نسفتها
وغادرْنها قاعاً لعينيك صفصفا
فيه ملكَ العصر الذي ظلّ عدله
على الدين والدنيا صفا منه ما صفا
نداك بطبعٍ للعفاة ارتجلتهُ
وغيرك رَوّى في نداه تَكَلُّفَا
وكم من فقير بائس قد وصلته
فأضحى غنياً يسحب الذيل مترفا
لمدحك أضحت كلّ فكرة ِ شاعرٍ
مصنفة ً منه غريباً مصنفا
وإنَّ كنتُ عن حَفْلِ العُلى غائباً فلي
ثناءٌ كعرفِ المسك بالفضل عرّفا[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
رقم القصيدة : 13402
-----------------------------------
وقد تَشُقّ بنا الأهوالَ جارية ٌ
تجري بريح متى تسْكُنْ لها تقفِ
لها شراعٌ ترى الملاَّحَ يلحَظُهُ
ككاهنٍ يقسمُ الألحاظ في كتِفِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
رقم القصيدة : 13403
-----------------------------------
أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
ثلاثون يمشي المرءُ فيها إلى خلفِ
ولو صحّ مشيٌ نحوه لا بتدرته
فجئتُ الصِّبا أحبو على العينِ والأنْفِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
رقم القصيدة : 13404
-----------------------------------
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصَّخرِ أقسى
وهو من رقة ِ النسيمِ أرقُّ
كهصورٍ في كفّه الظُّفْرُ عَضْبٌ
وغريرٍ في صدره النهدُ حُقّ
عزمتي كوكبٌ وطرفي ريحٌ
وأضاتي غيمٌ، وسيفيَ برْق
ضربتي في مفارقِ الذِّمرِ جيبٌ
بين كفيّ عند غيطٍ يُشقّ
حشُوها من فُلولِ عَضْبِي شَظَايا
كنيوبٍ عَنْهُنَّ قَلّصَ شِدْقُ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
رقم القصيدة : 13405
-----------------------------------
وممشوقة ِ القدّ معشوقة ٍ
تعذِّبُ أنفسَ عُشاقِها
بعينٍ إذا سَحَرَتْ بالفتور
بدا للمها بعض أحداقها
وقدٍّ يميتُ حياة الغصون
فتذوي نضارة ُ أوراقها
وشدوٍ يقوم لفرط السّرُور
بنفس الحزين على ساقها
تهيمُ به الهيمُ عن شربها
زُلالاً لإحياء أرماقها
وتخلعُ إن سمعتهُ الحمامُ
عليها قلائدَ أطواقها
فمن لشجٍ سَهْلُ أخلاقِهِ
يُعَذّبُهُ وَعْرُ أخلاقها
ترى صدَّها عاقلاً رُوحه
فيا وَصْلَها جُدْ بإطْلاَقِها[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولمّا تنازعن معنى الحديث
ولمّا تنازعن معنى الحديث
رقم القصيدة : 13406
-----------------------------------
ولمّا تنازعن معنى الحديث
بمختلف اللفظ أو متّفِقْ
لوينَ الحواجبَ نزعَ القسيّ
وأرسلنَ عنهنّ نيلَ الحدقْ
فلم يُصبِ القلبَ من قبلها
سهامٌ مُنَصّلَة ٌ بالحَدَقْ
فكان علينا الهوى لا لنا
وعنَّ الفراق ومنه الفرق
فيا لو رأيتَ ارتعادَ الجسومِ
لقلتّ الرياح تهزّ الورق
وأبصرتَ حُمْرَ دموعِ الجفونِ
لقلتَ تعلّق منها العلقْ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
رقم القصيدة : 13407
-----------------------------------
أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
له على لثم دُرٍّ في اللمى يَقَقٍ
وما علمتُ بجهلٍ أنّ ريقتها
تُعطي السلامة ريَّ المندل العبق
لا عدتُ أُحْرِقُ عودا من سواكِ فمٍ
يزيدُ إحراقهُ في شِدّة ِ الحُرَقِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
رقم القصيدة : 13408
-----------------------------------
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
تُشِيرُ كفّاه تعويذا من الغَرَق
يدعو ولم يكُ مضطراً: خذوا بيدي
وعنده الفرْق بين الأمْنِ والفَرَق
فإن بكيتُ فإني قد ذَكَرْتُ به
من جُرّعتْ منه كأس الموت بالشرَق
رُدْتْ على البحر من كفّي جوهرَة ٌ
ثم انقلبتُ بقلبٍ دائمِ الحرقِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
رقم القصيدة : 13409
-----------------------------------
أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
كالورد لوناً ونشرها عبقُ
كأنَّما كوكبٌ يصافحني
مجوَّفُ الجسم روحهُ شفقُ
حمراءُ مشمولة ٌ لها عمرٌ
في طرفٍ منه دهرها غَرقُ
أسالها حُمرة َ العقيق فلي
من لؤلؤٍ، بعد شربها عرق
راحٌ أضافتْ إلى دمي دمها:
طبائعٌ في المزاج تَتَفِق
وللثّرَيا يدٌ مُخَتَّمَة ٌ
منها بناناً خضابُها الغَسَقُ
كأنها والصباح يقطفها
عنقودُ نَوْرٍ له الدّجَى ورق
وفحمة الليل كلما اعترضتْ
ألْهَبَ فيها اتّقادَهُ الفلق
عجبتُ من مُحرقٍ ومحترقٍ
لا فحمة ٌ منهما ولا حرق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
رقم القصيدة : 13410
-----------------------------------
يا تارِكاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
هلاّ اتقيتَ السمَّ بالدرياقِ
وتناوَلتْ يُمْناكَ نارا لم تَخَفْ
في لمسها لَذَعاً من الإحراق
حمراءَ تشربُ بالأنوف سُلافها
لُطفاً وبالأسماعِ والأحداقِ
بزُجاجة ٍ صُوَر الفوارِسِ نَقْشُها
فَتَرى لها حَرباً بكفِّ السّاقي
وكأنَّما سَفَكَتْ صوارمُها
لَبِسْتْ به غَرَقاً إلى الأعْناق
وكأنَّ للكاساتِ حُمْرَ غلائلٍ
أزرارها دُررٌ على الأطواقِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
رقم القصيدة : 13411
-----------------------------------
وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
كعطفة ِ رأس السنان الذّليق
له مقلة ٌ كُحلتْ بالنجيع
تُصرفُ إيماض لحظٍ صدوق
كأن بجؤجؤه مهرقاً
موشى ً بأحرفِ خطٍّ دقيقِ
يصيدُ بكٍّ خطاطيفها
مركبة ٌ في وظيفٍ وثيق
يباكر بالصيد سربَ القطا
وبينهما كلّ فجٍّ عميقِ
ويُصْبحُ سربَ الحَمامِ الحِمام
ويَجنحُ مثل الجناح الخفوق
كأنَّ عقاباً على أفقه
ترود الوغى يوم ريح خريق
ولمّا انجلى الليل واستوضحت
له غُرَّة ُ الصبح في رأس نيق
فباتَ ولا خوفَ في نفسه
بهمّته حازَ بيضَ الأنوقِ
وقَلّبَ، والفتكُ في نَفسه،
حماليق مثلَ ائتلاق البروق
وقد نَفَضَ الطلَّ عن منكبيه
بمثل انتفاضِ الطمرِّ العتيق
ترى ريشهُ فوقَ أرجائه
طِراقاً كمثل حباب الرّحيق
رأى ما رأى وبريق الشعاع
يكحلُ أجفانه بالشروق
وأيقنَ بالسوءِ من صيده
فدل على سبجٍ بالعقيق
وحلّق وانقضّ من جَوِّه
كما صُوَّبَتْ حجرُ المنجنيق
فتحسبه عند إقعاصها
يشقّ حيازيمها عن شقيق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
رقم القصيدة : 13412
-----------------------------------
وَمُنَسَّمٍ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
من نكبة ٍ هوجاءَ حُلّ وثاقها
وكأنَّما رأت الحِقاقَ فعجعجت
فيها القرومُ وأزبدت أشداقها[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
رقم القصيدة : 13413
-----------------------------------
وَمُجَرِّرٍ في الأرْضِ ذيلَ عسيبِهِ
حَمَلَ الزبرجَدَ منه جسمُ عقيق
يجري ولمعُ البرق في آثاره
من كثرة ِ الكبوات غيرَ مفيق
ويكادُ يخرج سرعة ً من ظِلِّهِ
لو كان يرغبُ في فراق رفيق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
رقم القصيدة : 13414
-----------------------------------
وطَائِرة ٍ بِذَّ الخيولُ بسبقها
وقد لبستْ للعين من فَرسٍ خَلْقا
إذا شئت ألقتْ بي على الغرب رجلُها
ونالتْ يدٌ منها بوثبتها الشرقا
لحوقٌ كأنِّي جاعلٌ من عدائها
لرسغِ الفرا عقلاً وجيد المها ربقْا
كريحٍ تَرَى من نقعها سُحُباً لها
ومن رشحها قطرا ومن لحظها برقا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
رقم القصيدة : 13415
-----------------------------------
جاءتكَ أولاد الوجيه ولاحقٍ
فأرتكَ في الخلقِ ابتداعَ الخالقِ
نينانٌ أمواهٍ، وفتخُ سباسبٍ
وظباءُ آجامٍ، وعُصمُ شواهقِ
بمؤلَّلاتٍ تستديرُ كَأنَّها
أقلامُ مبتدعِ الكتابة ِ ماشقِ
قد وَقّعتْ لك بالسعود وما جَرَتْ
بسوادِ نِقْسٍ في بياض مَهارِق
غُرٌّ محجَّلة ٌ تكاملَ خلقها
بمجانسٍ من حسنها ومطابق
وكأنَّما حَيّثْ عُلاكَ وجوهها
فأسأل فيها الصبح بيضَ طرائق
كرّت ذخائر عربها في عتقها
وشأت بفضله عدوها المتلاحقِ
وإذا الجلال تجرّدت عن جردها
لبست غلالة َ كلّ لونٍ رائقِ
من كلّ طرفٍ يستطير كطرفهِ
جَرْياً فوثبته غِلابُ السابق
وَرْدٌ تميَّعَ فيه عَنْدَمُ حُمْرَة ٍ
كالورد أُهدي في الربيع لناشقِ
وكأنَّه وكأنَّ غرة وجهه
شفقٌ تألّقَ فيه مطلع شارقِ
وكأنَّ صبحاً خصَّ فاه بقبلة ٍ
فابيضّ موضعها لِعَيْنِ الرامق
متصيد برياضة ٍ وطلاقة ٍ
في تيه معشوقٍ وطاعة عاشق
وإذا تغنى بالصهيل مطرباً
أنسى أغاني معبدٍ ومخارقِ
ومزعفرٍ لونَ القميص بِشُقْرَة ٍ
كالرّيح تعصفُ في التهاب البارق
وتراه يدبر كالظليم بردفه
عُجباً، ويُقبلُ كانتصاب الباشقِ
وإذا طرقت به انتهي بك غاية
أبدا تشقّ على الخيال الطارق
كاد الكميتُ ينوبُ عن لعس اللمى
ويسوغُ كالخمر الكُمَيْتِ لذائق
ويمدّ فوق البحر عند عبوره
جسراً بهادٍ للسماءِ معانقِ
خيلٌ كأنَّ الرّكض من خيلائها
في قلب كلّ معاندٍ ومنافقِ
وكأنما اقتسمت عيونَ أجادلٍ
وشدوقَ غربان، وسوق نقانِقِ
قُدها تخبّ بكلّ ذمرٍ أبلهٍ
بخداعِ أبطال الوقائع حاذقِ
وإذا أثَرْنَ بنقعهنّ سحائباً
صبتْ على الأعداء صوبَ صواعقِ
أصبحتَ في السادات ناصرَ دَوْلَة ٍ
تصفُ العُلى عدل مناطق
بطلاً يطول بذكره في سلمه
كصياله بحسامه في المأزق
مترحلاً نحو المعالي ساكناً
بالجيش في ظلّ اللواء الخافق
شدّتْ عزائمه مهالكهُ كما
شُدّتْ فزازينٌ بعقد بيادقِ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
رقم القصيدة : 13416
-----------------------------------
ربّ ليلٍ هصرتُ فيه بغصْنٍ
لابسٍ نضرة َ النّعيم وريقِ
فيه رمانة ٌ تُطاعنُ صدري
فهي أمضى من السنان الذليقِ
أسأل الورد منه عن أُقْحوانٍ
مجتنى الشهد منه في طلّ ريقِ
فشققتْ الشقيق من شفتيه
عن حبابٍ محدِّثٍ عن رحيقِ
واكتستْ زرقة ُ السماءِ سحاباً
مُسمعاً رعدهُ هديرَ الفنيقِ
وحَمَى من وشاتنا كلُّ وبلٍ
بأفاعي السيول كلَّ طريق
وكأنَّ الظلامَ يحرقُ قارا
منه في الخافقين نفطُ البروقِ
رقّ صبري وصبرها بنسيمٍ
واصفٍ صُبْحَهُ بمعنى رقيق
وشوادٍ شدت فلولا اشتهاري
نُحْتُ من شدوها بكلّ شهيق
أضحك الله من بكى بجمانٍ
رحمة ً للذي بكى بعقيقِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
رقم القصيدة : 13417
-----------------------------------
خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
ومثلي لا يناطُ به العقوقُ
أأقدر أنْ يُقَدَّرَ لي زمانٌ
له خلقٌ بألفتنا خليقُ
فيقبض بُعْدنَا ليلٌ عدوٌ
ويبسط قربَنا يومٌ صديق
لقد حنّتْ إلى مثواك نفسي
كمرزِمة ٍ إلى وطنٍ تتوقُ
تحمّلَ بالنوى عني التأسي
وحمّلني الأسى ما لا أطيقُ
وَحَمّرَ دمعيَ المبيصِّ حُزْنٌ
يذوب بحرّه قلبي المشوقُ
كأنَّ العينَ تُسقِطَ منه عيناً
فلؤلؤه، إذا ذرفت، عقيق
وهبني قد قدحتُ زنادَ عزمٍ
تضرّمَ في الأناة ِ له حريقُ
أليسَ الله ينفذ منه حكما
فيعقلني به، وأنا الطّليق؟
فرغتُ من الشباب فلستُ أرنو
إلى لهوٍ، فيشغلني الرّحيقُ
ولا أنا في صقلّية ٍ غلاماً
فتلزمني لكلّ هوى حقوق
لياليَ تُعْمِلُ الأفراحُ كأسي
فما لي غير ريقِ الكأسِ ريقُ
تجنّبتُ الغواية عن رشادٍ
كما يَتَجَنَّبُ الكَذِبَ الصّدوق
وإن كانت صبابات التصابي
تلوحُ لها على كلمي بروقُ
كتبتُ إليك في ستين عاماً
فساحاً في خطايَ بهنّ ضيق
ومن يرحلْ إلى السبعين عاماً
فمعتَرك المنون له طريق
أبا الحسن انتشقْ من سلاماً
كأن نسيمه مسكٌ فتيقُ
وقلّ لدي عليلٍ عند كربٍ
تناولُ راحة ٍ فيها يفيق
أرى القدرَ المُتاحَ إذا رآني
جريتُ جَرَى فكان هو السّبوق
فلا تيأس فللرحمن لُطفٌ
يُحَلّ بِيُسْرِهِ العَقْدُ الوثيق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
رقم القصيدة : 13418
-----------------------------------
يا ليلُ هل لصباحي فيكَ إشراقُ
فقد نفى النومَ عن عينيّ إيراقُ
عساكر البقّ نحوي فيك زاحفة
كأنما بُثّ وسطَ البيت سمّاق
من كل طاعنة ِ الخرطوم سارية ٍ
كأن لسعتها بالنار إحراق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
رقم القصيدة : 13419
-----------------------------------
وطائرٍ في الجوِّ من مغرب
في قطعهِ الليل إلى مشرق
كأنما تنبعُ من سحبه
شعلة نفط للدجى مُحرِّق
لو كان يبقى نوره في الدجى
كان كحطِّ التبر في الميلق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
رقم القصيدة : 13420
-----------------------------------
ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
أما علا النورُ من إسرائها الغسقا
أما تضوّع من أردانِها أرجٌ
كأنَّما مسكُ دارينٍ به فُتِقا
أما تألق من سمطيْ تبسمها
برقٌ إذا ما رآهُ ناظرٌ برقا
هيفاءُ يَقْلَقُ في الخصر الوشاحُ لها
كأنَّ قلبيَ منه عُلّم القلقا
كأنَّما مالَ خُوطٌ في مُلاءتها
بالشمس واهتزّ منها في كثيب نقا
باتت على عُقبِ الشكوى تملّقني
وكلّ دمية حسنٍ تُحسنُ الملقا
واستوثقت من نقاب فوق وجنتها
وإنَّما أشْفَقَتْ أنْ ألثُمَ الشَفقا
يا هذه تدّعينَ الوجدَ عارية ً
من الضنى فدعي الشكوى لمن عشقا
وأجملي قتل نفس لا يُتاركها
بَرْحُ الغرامِ وإلاَّ رَمّقي الرمقا
ما أحْسَنَ العطف من تأنيس نافرة ٍ
كأنَّما رُضْتَ منها شادِناً خَرِقا
فبتّ أحمي بأنفاسي حصى دررٍ
ببردها في التراقي تعرف الفلقا
وأجتني مستطيباً ما حواهُ فمٌ
من ماء ظَلْمٍ بَرُودٍ يُطفىء الحرقا
وللوشاة ِ عيونٌ غير واقعة ٍ
على ضجيعين من في الكرى اعتنقا
من زار في سنة الأجفان في خَفَرٍ
لم يخش غيرانَ مرهوبَ الشذا حَنِقا
قنعتُ بالطيف لمّا صدّ صاحبهُ
والطيبُ إن غابَ أبقى عندك العبقا
لولا هلالٌ أعير الطرف زورقه
في خوضه لجة الظلماء ما طرقا
من أين لي في الهوى نومٌ فيطرقني
خيالٌ مَنْ نومها يُغري بي الأرقا
وإنَّما الفكرُ في الأجفان مثّلها
فما كذبتُ على جفني ولا صدقا
ألله أعطى لقومٍ في تعشّقهم
سعادة ً، ولقومٍ آخرين شقا
والله أحيا بيحيى كلّ مكرمة ٍ
للمعتفين، وأجرى نائلاً غدقا
مَلْكٌ تناول أسبابَ العلا بيدٍ
قد أودعَ الله فيها رزق من خلقا
سميذع تبسط الآمالَ همتُهُ
ويقبضُ الحلمُ منه الغيظ والحنقا
أعلى الملوكِ منارا في ذرى شَرَفٍ
لا يرتقي كوكبٌ في الجوّ حيث رقا
وأثبتُ الأُسُدِ في جوفِ العدى قدماً
إذا جناحُ لواءٍ فوقه خَفَقا
إن ضنّ بالجود مقبوضُ اليدين سخا
وإن عتا ظالمٌ في ملكه رفقا
كم من عدوين في دينٍ قد اختلفا
حتى إذا أخذا في فضله اتّفقا
وكم نديمين لولا لذّة ٌ لهما
في ذكرِ سيرته الحسناءِ لافترقا
كأنَّما النَّاس من أطواق أنعمه
حمائم تتغنى مدحَهُ حزقا
كأنّما يعتري أمواله ولهٌ
فما لهما غير أصواتِ العُفَاة ِ رُقَى
تجاوِدُ الكفَّ منه الكفُّ مغنية ً
فقلما تبقيان العينَ والورقا
من أوْهنَ الله كيدَ الناكثين به
إذا قذفتَ بحقٍّ باطلاً زهقا
من لا يصول الهدى حتى يطول به:
لا يضرب السيف، لولا الضّاربُ، العنقا
تكبو السوابقُ عن أدنى مداه فلو
يسابقُ الريح في أفق العلا سبقا
ذِمرٌ إذا عَلقَتْ بالحرب عزمتُهُ
روَّى القواضب فيه والقنا علقا
كأنَّما العَضْبُ في يُمْناهُ صَاعِقَة ٌ
إذا علا رأسَ جبَّارٍ به صَعَقا
يكادُ لولا تلظّي الروع ذابلُهُ
في كفّه من نداه يكتسي ورقا
كأنّما يُودعُ اليمنى له قلماً
يخطّ خطّ المنايا كلما مشقا
وما رأى ناظرٌ من قبله أسداً
قد أكملَ الله فيه الخَلْقَ والخُلُقا
ويومِ حربٍ ترى الأبطال مورِدة ً
فيها حياضَ المنايا شُزُّباً عُتُقا
تروقُ ذا الجهل زيناً ثم تَذْعَرُهُ
خوفاً إذا شامَ من أنيابها روقا
ترى السوابغَ عن أذمار مأزقها
تُواقعُ الأرضَ من وقع الظبا فرقا
إذا انتحتك مدمّاة لها حلقٌ
خلتَ اليعاقيب فيها فتّحتْ حدقا
شكّ القلوبَ بصدقِ الطعن لهذمُهُ
وغادرَ الهامَ فيها سيفُهُ فِلقَا
إليك يا ابن تميمٍ أُعملتْ قُلُصٌ
تحت الرحائل تبري الوخد والعنقا
كأنّ مثواك لليت العتيق أخٌ
واليعملاتُ إليه تملأ الطّرُقا
وكيف تُعْقلُ أيدي العيس عن ملكٍ
بكفِّ نعماه معقولُ الندى انطلقا
تُقَبّلُ السحبُ منه للسماحِ يدا
لوْ ألقِيَ البحرُ في معروفها غَرِقا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
رقم القصيدة : 13421
-----------------------------------
بقيتُ مع الحياة ِ ومات شعري
بشيبي فالقذال به يُنقّى
فشعري لا يُكفَّنُ في خضابٍ
ولا ينفكّ للأنظار مُلقْى
وتركُكَ مَنْ شجاك الموتُ منه
بلا كفنٍ لحزنٍ فيك أبقى
فلا تخضبْ مشيبك للغواني
فتغنى عنه ناعمة ً وتشقى
فشاهدُ زورِ خضبك ليس يُعطى
بباطله من الغادات حقا
فلا تهو الفتاة َ وأنتَ شيخٌ
فأبعدُ وَصْلِها مِنْ صَيْدِ عَنْقا[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
رقم القصيدة : 13422
-----------------------------------
أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ
وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني
حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه
وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي
ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه
دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ
إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ
وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ
فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه
كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ
وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه
فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه
فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه
مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ
وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه
برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ،
أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ
وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ
رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما
تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه
كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ
وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه
فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا
يغايره في حسنها ويماحكه
على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه
إذا ما مضى عني من العمر هاتكه
شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى
وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه
كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ
مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه
غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي
له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه
وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ
بعارضها والغيث درّتْ حواشكه
وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ
إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه
ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً
حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه
على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى
ملوكاً على الأجسام منهم درانكه
وبات لجينُ الماء بالقر جامدا
لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه
أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ
يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه
وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ
مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه
مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً
وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه
بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ
بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه
ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ
صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه
أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً
فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه
تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ
وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه
إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ
فما بال جدوى راحتي لا تُداركه[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومالئة ٍ من سناها العيونَ
ومالئة ٍ من سناها العيونَ
رقم القصيدة : 13423
-----------------------------------
ومالئة ٍ من سناها العيونَ
أأبصرتَ شمسَ الضحى هِيْ كذاكْ
تسوك حَصَى برد في عقيق
فيا لهما ظُلما بالسّواك
وما قهوة ٌ مُيّعَتْ مسكة
فبينهما للأريج اشتراك
بأطيبَ منها جَنى ريقة ٍ
إذا نحرَ الليل رمحُ السماكْ
وما ذقتُ فاها ولكنّني
نَقَلْتُ شهادَة َ عُودِ الأراك[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هات كأس الراح أو خذها إليكْ
هات كأس الراح أو خذها إليكْ
رقم القصيدة : 13424
-----------------------------------
هات كأس الراح أو خذها إليكْ
يَنْزِلِ اللهوُ بها بين يديْك
ريقة ُ العيش بها، فاخلع على
شفتيها كلّ حينٍ شفتيك
وأطع فيها نديميك بما
حكما واعصِ عليها عاذليك
وإذا سَقّيْتَ منها شَفقاً
طلعتْ حُمرتهُ في وجنيتكْ
وتناولْ نشوة ً من روضة ٍ
طلعت كالشمس بالنجم عليكْ
تتغنّى بنسيبٍ قُلتهُ
فهواها راجعٌ منك إليك
فاوُضَتْ في الوصل عيني عينها
فازدهتْ عجباً وقالت: ما لديك؟
أعليلٌ أنتَ، ماذا تشتهي؟
قلت: قطفي بَيَدِيْ رمّانتيَك
فانثنتْ كبرا وقالتْ: ويلتا
أوَهَذا كُلّهُ تطلبُ وَيْكَ؟
أنا شمسٌ وبعيد فلكي
وضيائي نافرٌ من راحيتكْ
لو بدا أمرُكَ لي من قبلِ ذا
ما رأتْ ناظرتي ناظرتيك[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
رقم القصيدة : 13425
-----------------------------------
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالة َ نورا
وهي من طيبها غزالة ُ مِسْكِ
أنتِ في العين واللسانِ وفي القلـ
ـبِ فأين استقرّ قدريَ منك
إن نقضتِ الوفاءَ بالغدر ظُلماً
فبهذا أشارَ طرفك عنكِ
لكِ قلبي صَفَا فلا غشّ فيه
وهو للهجر منكِ في نارِ سبْكِ
أضحكَ الشامتين صدُّكِ عني
بدموعي، فأدمعَ القلب تبكي[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
رقم القصيدة : 13426
-----------------------------------
الهجرُ يضحكُ والهوى يبكي
والوصل بينهما على هُلك
يا جنّتي ما كنتُ أحسبُ أنْ
أصلى جحيم قطيعة ٍ منكْ
لله عينٌ منك مخبرة ٌ
عنّي بكلّ سريرة عنكْ
عَجَبي للفظٍ منك ذي نُسُكٍ
هذا وَلحظُكِ حاضرُ الفتك
وسلبتِ قلبي من حشاي فهلْ
لكِ في القلوبِ صناعة ُ الدكّ
أغزالة َ الفلك التي عقبتْ
مِسكاً فقلتُ: غزالة ُ المسك
إن دام هَجْرُكِ لي بلا سببٍ
فلأنت قاتلتي بلا شكّ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
رقم القصيدة : 13427
-----------------------------------
أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
أن ناضرُ الورد على وجنتيك
لا تنكري أنّكِ حورية ٌ
فنفحة ُ الجنة نَمّتْ عليك
وعقربا صدغيكِ من عنبرٍ
سَمُّهُما ويلاهُ من عقربيكْ
وردفكِ المرتجّ في غُصْنِهِ
ميّاسٌ آهتزّ برمانتيك
ويحُ وشاحيك فمتا أصبحا
صِفْرَينِ إلاَّ حَسَدا دُمْلجيك
أفي نطاقيك تثَنَّيْتِ أمْ
دفعتِ خصريك إلى خاتميك
بالله من صيّر من ناظريك
سهميكِ أم رُمحيكِ أم صارميك
فحيثما كنتِ خشيتُ الرّدى
منكِ، أكلّ القتل في ناظريك؟
لو شئتِ حييتِ نشاوى الهوى
من لون خدّيك بتفاحتيك
وإن تَغَنّيْتِ لنا لم نَزَلْ
نخلعُ أفواهاً على أخمصيك
لا صبرَ لي عنك وإن كان لي
على جناياتك، صبرٌ عليك[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
رقم القصيدة : 13428
-----------------------------------
ما الذي أعددت للموتِ فقدْ
قُدّرَ الموتُ بلا شكّ عليكْ
أذنوباً كاثرت عِدّ الحصى
بئس ما استكثرت من كسبِ يديكْ
بئس ما يُسمع من تعظيمها
مَلَكا القبر به من ملكيك
أيّ خطبٍ فادحٍ في رقدة ٍ
يوقظ الحشرُ إليها مقلتيك
وصراطٍ لستَ بالنّاجي إذا
وطئتهُ زلة ٌ من قدميكْ
فلك الويلُ من النّارِ إذا
مقلة ُ الرحمنِ لم تنظرْ إليكْ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
رقم القصيدة : 13429
-----------------------------------
لكَ الملكُ والسيفُ الذي مهدَ الملكا
وصالَ به الإسلام فاهتضم الشركا
تقيكَ آباءً ملوكاً كأنما
يُفَتَّقُ للأسماعِ فخرهمُ مسكا
وكلّ عريقٍ في الشجاعة مقدمٌ
له الضربة ُ الفرغاءُ والطعنة ُ السُّلكى
إذا ما رمى أرَض العدى بعَرمرَمٍ
عليه سماءُ النّقع غادرها دَكّا
ومن عَرَضِ الجبنِ المنُوطِ بِغُمرِهِمْ
صفا جوهرٌ منهم بنارِ الوغى سبكا
بنيتَ بهدم المال كعبة َ ماجدٍ
إلى حجها نُزجي القلائص والفلكا
فيا ابن تميم ذا الفخار الذي له
منارٌ ترى فوقَ السماكِ له سمْكا
تُحدّثُنا عنهُ العلى وبمثل ما
تُحدّثُنا عنه، تحدّثنا عنكا
تناولتَ إصلاحَ الزّمان فقلْ لنا
أعدلٌ يسوسُ المُلكَ أم ملكٌ منكا
فجدّدتَ ما أبلى ، وأثبتّ ما نفى
وأدنيتَ من أقصى ، وأضحكت من أبكى[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
رقم القصيدة : 13430
-----------------------------------
إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
شيبٌ ويعقبها من بَعْدِهِ هُلُكُ
فشيبُ ليلك من إصباحِهِ يَقَقٌ
وشيبُ يومك من إمسائه حلكُ
والعيشُ والموتُ بين الخلق في شغُلٍ
حتى يُسكَّنَ من تحريكه الفلك
ويبعثَ الله من جَوْفِ الثرى أُمَماً
كانتْ عظامهُمُ تبلى وتنتهك
في موقفٍ ما لخلق عنه من حِوَلٍ
ولا يحقّر فيه سوقة ً ملكُ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
رقم القصيدة : 13431
-----------------------------------
بيتُكَ فيه مصرَعُكْ
وفي الضريح مَضْجَعُكْ
عَرْتْكَ دنياكَ الّتي
لها شرابٌ يخدعكْ
هِمْتَ بجبِّ فاركٍ
وقلّما تُمَتّعُكْ
يَضُرّكَ الحرصُ بها
والزهدُ فيها ينفعكْ
لا تأمننْ منيّة ً
إنّ عَصَاها تَقْرَعُكْ
مغربكَ القبر الذي
يكونُ منه مطْلَعُكْ
إنْ فَرّقَتْكَ تُرْبَة ٌ
فالله سوف يجمعكْ
وللحساب موقفٌ
أهوالُهُ تروّعك
كم جرّ ما أشفقتَ منْ
لمسِكَ منهُ إصبعكْ
فكيف بالنار التي
منْ كلّ وجهٍ تَلْذَعُكْ
يراك ذو العرش إذا
ناديتهُ ويسمعك
فثقْ به ولا يكنْ
لغيرِهِ تَضَرُّعُك[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
رقم القصيدة : 13432
-----------------------------------
أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
فجرّدْ عن حقائقكَ الشكوكا
ولا تسألْ مِنَ المملوكِ شيئاً
فترجعَ خائباً وسلِ المليكا
فلستَ تنالُ رزقاً لم تَنَلْهُ
ولو أبصرته مما يليكا
فكم خيرٍ به نضيجاً
وكنتَ حُرمتَ رؤيتهُ فريكا[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
رقم القصيدة : 13433
-----------------------------------
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
آة إذ لا تريك منها اختلالا
فتريكَ اليمينَ منك يميناً
بالمحاذاة والشمالِ شمالا[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
رقم القصيدة : 13434
-----------------------------------
وساحبة ٍ ليلاً من الشّعَرِ الجَثْلِ
لها مَثَلٌ في الحسن جلّ عن المثلِ
تمجّ فتيتْ المسك منه أساودٌ
مُعَقْرَبة ٌ أذنابهنّ على النعل
تديرُ الهوى من مُقْلة ٍ بابليّة
لها نجلٌ يغني الجفون عن الكحل
وتمكثُ بين اللحظ واللفظ فتنة ٌ
تحلّ عُقالاً لتصابي عن العَقْل
وما روضة ٌ يُهدي النسيمُ أريجها
محا عن ثراها القطرُ سيئة المحل
بأطيبَ من فيها محادثة ً إذا
حلا النوم عند الفجر في الأعين النجل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
رقم القصيدة : 13435
-----------------------------------
عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ
عنه الخمولُ، وموصولٌ به الأمَلُ
لو لم تُسَلّ سيوفُ الهندِ ما ضُرِبَتْ
يومَ القراعِ بها الأجيادُ والقُللُ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
رقم القصيدة : 13436
-----------------------------------
وغيداء لا ترضى بلثمي خدها
إذا لم أُلاطفْ عِزَّهَا بتذَلّلِ
لها حمرة ُ الياقوتِ في خدّ مخْجَلٍ
وقسوته منها بقلب مُدَلّلِ
كأنِّي أرى هاروتَ منها مُصَوَّرا
على صورتي في كل طرفٍ مكحّل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
رقم القصيدة : 13437
-----------------------------------
وذاتِ دلالٍ لا يزالُ مُسَلّطاً
لها خُلُقٌ وَعْرٌ على خُلُقِيْ السّهْلِ
لها بقضيبِ البان نهضٌ يَزينُها
مُعَينٌ. ونهضٌ خاذلٌ بِنقا الرّمل
إذا ما تمادتْ في الصدود ولم تملْ
إلى الوصل إشفاقاً تَماديتُ في الوصل
وقلتُ لعلّ الهجر يُعقِبُ عطفة ً
فيا رُبّ خصبٍ جاء في عَقبِ المحل
أمَنْ حرّمتْ نومي ومن سفكتْ دمي
ومن صرمتْ حبلي ومن حللّتْ قتلي
بمقلتكِ النجلاء عمداً قتلتني
ولا قَوَدٌ في القتل بالأعينِ النجل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
رقم القصيدة : 13438
-----------------------------------
متى ينال لديكم ما يُؤمّلُهُ
متيَّمٌ ذو تباريحٍ تُبلبِلُهُ
ما ظنّ من قبلِ تعذيبِ الهوى أسَدٌ
أنّ التدللَ من رئمٍ يُذَلّلهُ
ولا درى أن سهمَ الخيف يقصِدُهُ
حتى رأى ساحرَ الألحاظ يُرسلهُ
مضنى ً رماهُ بكربٍ كلُّ ذي فَرَحٍ
كأنَّما ناقلٌ عنه يُنقّله
فالطبّ يُسقِمُهُ، والماء يُعطشُهُ
والقربُ يبعدهُ، والصّونُ يبذلُهُ[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
رقم القصيدة : 13439
-----------------------------------
ذاتُ لفظٍ تجني بسمعكَ منه
زهراً في الرياض ندّاهُ طلُّ
لا يُملّ الحديث منها معاداً
كانتشاقِ الهواء ليس يُمَلّ
ينطوي جَفْنَها على سيفِ لحظٍ
تُغْمَدُ المرهفات حين يُسَلّ
كل عتبٍ سمعتَ منها ومنّي
فهو منها دلٌ ومني ذُلّ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
رقم القصيدة : 13440
-----------------------------------
أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
تفاءلتُ باسمٍ لا يصحّ به الفالُ
وحلّيتُ نفسي بالأباطيلِ في الهوى
ونفسٌ تُحلّى بالأباطيل مِعطالُ
وكنتُ كصادٍ خالَ رَيّاً بقفرة ٍ
وقد غيضَ فيها الماءُ واطّردَ الآلُ
أيشكو بحرّ الشوق منك الصدى فمٌ
وماءُ المآقي فوق خدّك هطّال
وتَغْرِسُ منك العينُ في القلب فتنة ً
ووجدٌ جناها بالضمير وبلبالُ
ولا بدّ من أمنية ٍ تخدعُ الهوَى
لِتُدْرَكَ منها بالتعلّلِ آمال
فمثّلْ لعينيكَ الكرى فعسى الكرى
يزورُكَ فيه من حبيبك تمثال
وسلْ أرجَ الريحَ القبولَ لعلّهُ
لمعرضة ٍ عَطْفٌ عليك وإقبال
وإن لم تَفُزْ فَوْزَ المحبّين بالهوى
فقد نلتَ من برحِ الصبابة ِ ما نالوا
وليلٍ حكى للناظرين ظَلامُهُ
ظَليماً له من رَوْعَة ِ الصبح إجفال
كأنَّ له ثوباً على الأفْق جيبه
وقد سُحِبَتْ منه على الأرضِ أذيال
عجبتُ لطودٍ من دُجَاهُ تهيله
لطائفُ أنفاسِ الصباحِ فينهال
وقد نَشَرَتْ في جانبيه ليَ النّوَى
قفارا طواها بي طمّر وشملال
ودون مصوناتِ المها بذلُ أنفس
تريك ولوعَ البيضِ فيهنّ أبطال
وفي مُضّمَرِ الظلماءِ كالىء ُ ظبية ٍ
بثعلبة ٍ يُسْقَى بها الموت رئبال
فصيحٌ بأسماءِ الكماة ِ مبارزا
لِتُعْمَلَ فيها بالمهنَّد أفْعال
فيا بُعدَ قُربٍ لم يبتْ فيه نافعاً
بسيرك بالبزلِ الرواسمِ إيغال
سقامَ جفونٍ ما لها من إبلال
لدى الغِيد غَرْثانان: قلبٌ وخلخال
فتاة ٌ تداوي كلّ حين بصحتّي
سقام جفونٍ ما لها منه إبلالُ
منعَّمة ٌ سكرى بصهباء ريقة ٍ
لها في اللمى طعمٌ، وفي الخدّ جريال
نظرتُ إليها نظرة ً عَرَفَتْ بها
إشارة َ لحظٍ، بالصبابة ، عُذالُ
فقالوا: لأدْمَى خدَّها وَحْيُ طَرْفِهِ
فقلتُ: لعمري فتّحَ الورد إخجالُ
فلجّوا وقالو: جنّة كَذّبَتْ بها
ظنونٌ ظنَنّاها، ويا صِدْقَ ما قالوا
أبنتَ كريمِ الحيّ هل من كرامة ٍ
تُرفَّعُ مخفوضاً به عندك الحالُ
نهضتِ إلى هجرِ الوصالِ نشيطة ً
وأنتِ أناة ٌ في النواعم مكسال
أرى العينَ من عينيك جانسن خِلقه
فمن أجلها حوليك ترتعُ آجال
فما لكِ عنَّا تنفرين نِفارَها
أفي الخَلْقِ منّا عند شكلِك إشكال
متى نتلقّى منكِ إنجازَ موعدٍ
وفعلُكِ ذو بخلٍ وقولكِ مفضالُ
وفيكِ على الرُّوَّاضِ إدلالُ صعبة ٍ
ينالُ بها عزَّ امرىء القيس إذلال
ويُقْسِمُ للتقبيل فوكِ مُصَدَّقاً
بأن التي تحوي القسيمة متفالُ
ولو سُلّ روحي من عروقي لردّهُ
إليّ رضابٌ من ثناياكِ سلسال
أرى الوَقْفَ أضحى منك في الزند ثابتاً
ولكنْ وشاحٌ منك في الخصرِ جوّال
وأنتِ مكذبِ الماءِ يُحْيَي وربَّما
غدا شَرَقٌ من شربه وهو قَتّال
أيُؤمَن منك الحتف والكيدُ في الهوى
وطرفُكِ مُغْتالٌ وعِطْفُكَ مُخْتال
حبيسٌ عليكِ العُجبُ إذْ ما لبسته
من الحسنِ نعلاً عند غيركِ سربال
ولابسة ٍ ظلَّيْ دُجاها وأيكهِا
وللسجع منها في القلائد إعمال
تَكَفّلَ في الوادي لها بنعيمها
رياضٌ كوشيِ العبقري وأوشالُ
شدَتْ فانثنى رقصاً بكلّ سميعة ٍ
من الطير مهتزّ من القُضْبِ ميّالُ
فهل علماءٌ في الشوادي مصيخة ٌ
إليهنّ خْرْسٌ بالترنّم جُهّال
فورقاءُ لم تأرقْ بحزنٍ جفونُها
وبلبلة ٌ لم يدرِ منها الأسى بالُ
وأذكرتِني عَصْرَ الشبابِ الذي مضى
لبُرديَ فيه بالتنعّمِ إسبالُ
ونضرة َ عيشٍ كان عمّيَ جامداً
به حيث تِبْري في الزجاجة سيّال
ودارٍ غدونا عن حماها ولم نَرُحْ
ونحن إليها بالعزائم قُفّال
بها كنت طفلاً في ترعرع شِرّتي
أُلاعبُ أيّام الصّبا وهي أطفال
كستني الخطوبُ السودُ بيضَ ذوائب
ففي خلّتي منها لدى البيض إخلال
أبعد أنيسات الهوى أقطعُ الفلا
ويسنح لي من وحشها الجأب والرّالُ
ومن بعد وردٍ في مقيلي وسوسنٍ
أقيلُ ومشمومي بها الطّلْحُ والضال
أحالفُ كورَ الحرفِ من كل مهمهٍ
تَوارَدَ فيه الماءَ أطْلَسُ عَسّال
له في حِجاجِ العين نارية ٌ، لها
إذا طُفئتْ نارية ُ الشمسِ، إشعال
ويهديه هادٍ من دلالة ِ معطسٍ
إلى ما عليه من ظلام الفلا خال
إذا جاء في جنح الدجى نحو غيله
تصدّى له في القوس أسمرُ مُغتالُ
تطيرُ مع الفولاذ والعُودِ نحوه
من الموْت في الريش الخفائفِ أثْقال
ولي عزمة ٌ لا يطبعُ القينُ مثلها
ولو أنَّهُ في الغمد للهامِ فَصّال
وحزمٌ يبيتُ العجز عنه بمعزلٍ
ورأيٌ به اللبس يُرفعُ إشكال
أصيرُ أخفاف النجيب مفاتحاً
لهمّ عليه للتنائف أقْفال
واركبُ إذ لا أرض إلا غُطامطٌ
مطيَّة َ ماءٍ سَبْحُها فيه إرقال
حمامة َ أيْكٍ ما لها فوق غُصْنها
غِناءٌ له عند المعرّيْ إعوال
وأقسمُ ما هوّمتُ إلاّ وزارني
على بُعْده الوادي الذي عنده الآل
بأرضٍ نباتُ العزِّ فيها فوارسٌ
تصولُ المنايا في الحروب إذا صالوا
تظلّلهم، والروع يشوي أوارُهُ،
ذوابل فيها للأسنة ذُبَال
إذا أطفأ الدجنُ الكواكبَ أسرجوا
وجوهاً بها تُهدى المسالكَ ضُلاّلُ
فمن كلّ قرمٍ في الندي هديرهُ
إذا ما احتبى قيلٌ من المجد أو قال
شُجاعٌ يصيدُ القِرْنَ حتى كأنَّهُ
إذا ما كساهُ الرمحُ أحقبُ ذَيّالُ
وموسومة بالبِيض والسمر هُلْهِلَتْ
عليهنّ من نسجِ العجاجاتِ أجلالُ
فقرّحها يومَ الوغى ومهارُها
فوارسها منهم ليوثٌ وأشبالُ
ألا حبّذا تلك الديارُ أواهلاً
ويا حبّذا منها رسومٌ وأطلالُ
ويا حبذا منها تنسمُ نفحة ٍ
تؤدّيه أسحارٌ إلينا وآصالُ
ويا حبّذا الأحياء منهم وحبّذا
مفاصلُ منهم في القبور وأوْصَال
ويا حبّذا ما بينهم طولُ نومة ٍ
تُنَبّهُني منها إلى الحشر أهوالُ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
رقم القصيدة : 13441
-----------------------------------
ما صدّ عني بوجههِ ولَهاَ
إلا لأزدادَ في الهوى وَلَها
رئمٌ إذا ماتعزّزتْ أسدٌ
عاجَلَهَا دَلُّهُ فذلّلهَا
راشَ بسحرٍ سهامَ مُقلتيه
وبالحِمامِ المريجِ نَصّلَها
كأنَّما جَنَّة ٌ بوجنته
وبالعذار يكونُ جدولها
كأنَّما قدّ هُدْبَ مُقْلَتِهِ
صوناً لها ظلُّهُ فظللّها
كأنما انسابَ من ذوائبه
سودُ أفاعٍ عليّ أرسلها
أو دبّ بالحسنِ فوق عارضهِ
نملٌ أصابَ المدادُ أرجلها[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
رقم القصيدة : 13442
-----------------------------------
وليلٍ كأني أجتلي من نجومهِ
حريقَ ذُبالٍ أوْ بريقَ نصال
أشيمُ الثريا فيه طالعة ً كما
ثنيتَ نظاماً فيه سبعُ لآل[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
رقم القصيدة : 13443
-----------------------------------
وناطقة ٍ بالراءِ سجعاً مُرَدَّداً
كحُسْنِ خريرٍ من تَكّسَرِ جَدْوَلِ
مُغردة ٍ في القضبِ تحسبُ جيدها
مقلَّدَ طوْقٍ بالجمانِ المُفَصّل
إذا ما امّحى كُحلُ الدجى من جفونها
دَعَتْكَ إلى كأسِ الغزال المكحل
ملأتُ لها كفّ الصبوح زجاجة ً
مُذَهَّبَة ً بالرّاح فضّة َ أنمل
كأنَّ بياضَ الصّبْحِ حُجّة ُ مؤمنٍ
عَلَتْ من سَوادِ الليل حُجّة َ مبطل
كأنَ شعاع الشمس في الأفق إذا جلتْ
به صدأ الإظلام مِدْوَسُ صيقَلِ
أدِمْ لذّة ً ما مَتّعَتكَ بساعة ٍ
وما دمتَ عن عرق بغير ترحّلِ
فما عيشة الانسان صفوٌ جميعها
ولا آخرٌ من عمره ندّ أوّلِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
رقم القصيدة : 13444
-----------------------------------
وباكية ٍ بعيونِ الجراحِ
إذا ضحكت عن ثغور الأسلْ
لبستُ الغمامَ لها نَثْرَة ً
وجرّدْتَ بارقها المشتعِل
قددتُ بها الدرعَ فوق الكميّ
كما شُقّ متنُ غديرٍ غَلَل
بأدْهَمَ يَسْقُطُ من ذِمْرِهِ
على عُمْرِ كلّ شجاعٍ أجل
يطير به حافرٌ، رثُهُ
شأى البَرْقَ في خَطْفَة ٍ عن عجل
فمبيض عضبي بمسودّه
وأحمرُه بنجيع القُللْ
ولو غُمستْ فيه زُرقُ العيون
لَعُوّضَ من زَرَقٍ بالكَحَل
ولي عزمة لم تبعْ في السُّرى
نشاط السّهادِ بنومِ الكسلْ
إذا ما قذفْتُ ظلاماً بها
تَفَرّتْ جوانبُهُ عن شُعَلْ
ويفتكُ بالمالِ للمعتفينَ
عطاءُ يميني فتكَ البطلْ
وأسبقُ صوْبَ الحيا بالنّدى
بكفّيْ جوادٍ، وخدَّيْ خَجِلْ
إذا شمل القولُ حسنَ البديع
فأين المروّي من المرتجِلْ؟[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
رقم القصيدة : 13445
-----------------------------------
ويْلي على مملوكة ٍ مَلَكَتْ
رقّي بحسنِ مقالها، ويلي
غيداءُ تُسحبُ كلما انعطَفَتْ
مِنْ فرْعها ذيلاً على الذيلِ
وكأنَّها شمسٌ على غُصْنٍ
مترنّحِ التقويمِ والميل
قالتْ، وقد عانقْتها سَحَرا،
لِمَ زُرتنا في آخر الليلِ؟
فأجبتُها، وغمرتُها قبُلاً:
هذا أوانُ إغارة ِ الخيلِ
حتى إذا بَزَغتْ شبيهتُها
كالتاج فوقَ مفارق القيْلِ
نزعَتْ كنزع الروح من جسدي
عني قلادة ساعدٍ غَيْل
فنهضتُ أشرّقُ بالدموع كما
شَرِقَ الفضاء بكثرة السيلِ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَلّني من لا أمَلّهْ
مَلّني من لا أمَلّهْ
رقم القصيدة : 13446
-----------------------------------
مَلّني من لا أمَلّهْ
وأذاب القلبَ دَلُّهْ
رشأ ينفرُ خوفاً
كلّما مَاشاهُ ظِلُّه
يا عليلَ الطرفِ، جسمي
نظرة منك تُعِلّه
نيطَ في خصركَ ردفٌ
عَجَبِي كيفَ تُقِلّهْ
يا غزالاً حرّم اللـ
ـهُ دمي، وهو يُحلّه
إنَّما الحسنُ مَحَلٌّ
لك أو أنت مَحلّهْ
بعضهُ في أوجهِ النا
سِ وفي وجهِكَ كلّه[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
رقم القصيدة : 13447
-----------------------------------
نَنَاَمُ من الأيامِ في غَرَضِ النَّبْلِ
ونُغْذى بمُرّ الصّاب منها فنستحلي
وقد فرغتْ للقوم في غفلاتهم
حتوفٌ بهم تُمسي وتُصبحُ في شُغْل
أرى العالم العلويّ يفنى جميعهُ
إذا خَلتِ الدّنْيا من العالم السفلي
ويبقى على ما كان من قبل خلقِهِ
إلهٌ هَدَى أهلَ الضّلالة ِ بالرّسل
ويبعثُ مَنْ تحتَ التراب وفوقه
نشورا، إليه الفضل، يا لك من فضل
أرى الموت في عيني تخّيلَ شخصُهُ
ولي عُمُرٌ في مثلهِ يتقي مثلي
وكادتْ يدٌ منه تشدّ على يدي
ورجلٌ له بالقُرْبِ تمْشي على رجلي
وفي مدّ أنفاسي لديّ وجزرها
بقاءٌ لنفسٍ غير مُتصل الحبل
ثمانون عاماً عِشتُها ووجدتها
تهدمُ ما تبني وتخفض من تُعلي
وإني لَحَيّ القولِ في الأملِ الذي
إذا رُمْتُهُ ألفيتُهُ مَيّتَ الفعْل
إذا الله لم يمنحكَ خيرا، مُنِعْتَهُ
على ما تعانيه من الحِذْقِ والنُّبل
فيا سائلي عن أهل ذا العصر دعْهمُ
فبالفَرْع منهم يُسْتَدَلّ على الأصّلِ
إذا خَلَلٌ في الحالِ منك وَجَدْتَهُ
فإيّاكَ والتعويلَ منهم على خِلّ
تأملتُ في عقلي وضعفي فقل إذا
سئلتَ: رأيتُ الشيخ في عُمر الطفل
وهمٌ لهه حِمْلٌ على الهمِّ ثِقْلُهُ
فيا ليتَهُ مِنْهُ على كاهلِ الكَهْلِ
رجعْتُ إلى ذكر الحِمام فإنَّه
له زَمَنٌ ملآنٌ بالغدْرِ والخَتْل
وكم لقوة ٍ من قُلّة ِ النيق حطّها
إلى حيث تفنيها الذبابة بالأكلِ
وقسورة ٍ أفضى إلى نزع روحه
وشقّ إليها بين أنيابه العُصْل
فما للردى من منهلٍ لا نُسيغُهُ
وواردُهُ يَغْنَى عن العَلّ بالنّهل
فيا غرسة ً للأجرِ كنتُ نقلتُها
إلى كَنَفيْ صَوْني وألحفتُها ظلي
وأنكحتها من بعد صدقٍ حَمِدتُهُ
كريماً فلم تَذَمُمْ مُعاشَرَة َ البعل
أتاني نعيٌ عنكِ أذكى جوى الأسى
عليّ: اشتعالَ النارِ في الحطب الجزل
وجاءكَ عنّي نعيُ حيّ فلم يُجِزْ
لك الكُحْلُ فيه ما لبستِ من الكحل
على أنّ أسماعَ البلاد تسامعتْ
به وهو يجْري بين ألْسِنَة السُّبْلِ
فنُحْتِ على حيٍّ أماتَ شبابَهُ
زمانُ مشيبٍ لا يُجدّدُ ما يبلي
فمتّ بما شاء الإلهُ ولم أمتْ
لِيَكْتُبَ عمري من حياتي الذي يملي
وفارقت روحاً كان منكِ انْتزاعُهُ
أدقّ دبيباً في الجسومِ من النملِ
أراني غريباً قد بكيتُ غريبة ً
كلانا مشوقٌ للمواطنِ والأهل
بكتني وظنّتْ أنّني مت قبلها
فعشتُ وماتتْ -وهي محزونة -قبلي
أقامتْ على موتي، الذي قيل، مأتماً
وأبكتْ عيونَ الناس بالطّلّ والوبْلِ
وكلٌّ على مِقدار حَسْرته بَكَى
عليّ ولاقَى ما اقتضاه من الشكل
أساكنة َ القبرِ الذي ضُمّ قُطرُهُ
على البرّ منها والديانة والفضلِ
أصابِكِ حزنٌ من مُصَابِيَ قاتلٌ
فهل أجلٌ لا قاك قد كان من أجلي؟
وخلّفْتِ في حِجْرِ الكآبة ِ للبكا
بناتٍ لأمّ في مفارقة الشّمْلِ
يُرينَ كأفراخِ الحمامة ِ صادها
أبُو ملحمٍ في وكرِهِ كأبي الشّبْل
بكتكِ قوافي الشعرِ من غزر أدْمُعٍ
بكاءَ الحَمامِ الوُرْقِ في قُضُبِ الأثْل
وكلّ مهاة ٍ حَوْلَ قبركِ بالفلا
لما بين عينيها وعينيكِ من شكل
فَرَوّى ضريحاً من كفاحٍ عن الثرى
له وابلٌ بالخصبِ ما خُطّ بالمحلِ
أيا ربِّ إن الخَلْقَ لا أرتجيهمُ
فكلْ ضعيف لا يُمِرّ ولا يُحلي
بحلمكَ تعفو عن تعاظمِ زلتي
وفضلك عن نقصي، وحلمك عن جهلي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله
بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله
رقم القصيدة : 13448
-----------------------------------
بجِملٍ حَدا الغيران بُزلَ جمائله
وأرْقصَ قاماتِ القَنَا في قَنَايِلِهْ
فلا عصفت ريحُ الفراقِ التي جرت
بها في خضم الجيش سُفنُ رواحله
ودونَ مهاة ِ الخدر إقدامُ خادرٍ
مبيد الشذا أظفارُهُ من معاقله
حماليقُهُ حُمْرٌ كأنَّ جُفونُها
حُشِينَ بكحلٍ من نجيعِ عوَامِلِهِ
يقلّبُ أجفاناً وِراداً كأنما
تَوارَدَ يومَ الطعن مُشْرَعُ عامله
وقالوا: قفوا كيْ تسمعوا عيسهم
بعاجلِ ما يُرْدي النفوسَ وآجله
وَقَفْنَا نُرَامي بالهَوى مَقْتَلَ الهوَى
ونقرأ في الألحاظ وحيَ رسائله
ونرقب سِرْباً في الخدور، عقولُنا
مبددة ٌ للبين بين عقائله
أنيسُ الهوى للموتِ حوْلَيْه وَحشة ٌ
فأُسْدُ الشّرَى مخذولة ٌ عن خواذله
ويومَ صلِينا فيه نارَ صبابة ٍ
فلا لفَحَتْ إلا وجوه أصائله
عشيَّة َ أبكى البين من رحمة ٍ لنا
بكاءَ قتيل الشوق في إثر قاتله
وفي صدفِ الأحداجِ مكنونُ لؤلؤٍ
تُكفّ بأطرافِ الظُّبا كفّ باذله
طَمَى بالمنايا الحُمْرِ لجُّ سرابِهِ
فكم غائصٍ لهفان من دونِ ساحله
فمَن لقتيلٍ بالقَتولِ وقد غدتْ
وسائلُهُ مصرومة ً من وَسَائلِه
ووقفة ِ رودٍ بضّة ِ الجسم غَضّة ٍ
لتوديع صَبٍّ شاحبِ الجسمِ ناحله
شجٍ كانَ من قبل التفرّق يشتكي
نميمة َ واشيه وتأنيبَ عاذله
وفي بُرقعِ الحسناء مقلة ُ جؤذَرٍ
بها رُدّ كيدُ السحرِ في نحر بابله
ولو شامَ هاروتٌ وماروتُ طَرْفَهُ
لما أصبحا إلاّ قنيصيْ حبائله
جنى غيرَ مستبقٍ ثمارَ قلوبنا
فعنّابهن الرطب ملءُ أنامله
وأغلبُ ظنّي أنَّ ما في وشاحهِ
كساه نحولاً حبُّ ما في خلاخله
طوى ما طوى ذاك النجاءُ من الهوى
فيا مَنْ لقلبٍ من نجيِّ بلابله
فجاد عليهم كلُّ باكٍ ربابُه
ضحوكُ المغاني عن أقاحي خمائله
إذا انهلّ فيه الوَدقُ عاينت منهما
عطاءَ ابن عبّاد وراحة َ سائله
همامٌ يموجُ البرّ كالبحر حوله
إذا رفعَ الراياتِ فوقَ جحافله
وقَلّبَ فيها الموْتُ في لَحْظِهِ العدى
عيونَ ذبالٍ في لدان ذوابله
تحملقُ أبصارُ الوَرَى عن ذكرِهِ
لكيما تَرَى بدر العُلى في منازله
إذا جارَ دهرٌ كان منه ملاذُنا
بُحِقْويْ أبيّ قيّمِ الملكِ عادله
يصونُ الهدى منه إذا خاف ضَيْمَهُ
بحاميه من كيدِ الضّلالِ وكافله
أخو عَزَماتٍ للهجوع مهاجرٌ
إذا هجَعَتْ عينُ العُلى عن مواصله
رقيقُ الحواشي أقعسُ العزّ ماجدٌ
كأن شمولاً رقرقت في شمائله
شديدُ عراكِ البأس يَعْقِرُ قِرْنَهُ
إذا استطعم السرحانُ ما في جمائله
وفي غيضة ِ الخطيّ ليثٌ كأنما
عليه من الماذيّ لينُ غلائله
تورّدُ في الأجياد صفحة ُ سيفه
وتنهشُ في الأكباد حيّة ُ عامله
مقيمٌ بأرضِ الروعِ حيثُ سماؤها
تمور عليه من مثار قساطله
كأنَّ مقامَ الحربِ أشهى ربوعه
إليه، وبيضُ الهند أدنى قبائله
ومخضلّ أوراقِ الصفائح ضُرّجتْ
بكلّ دمٍ أندى نباتِ غوائله
لُهامٌ عليه للعجاج غلائلٌ
لها طرازٌ من بارقات مناصله
وتحسبه بحراً تلفّ عواصفاً
أواخرَه، أرواحُهُ، بأوائله
يظلّلُهُ سِرْبٌ من الطير ملحمٌ
يروحُ بأرواحِ العدى في حواصله
إذا ما رمى قُطْرا به عَزْمُهُ اغْتدَتْ
أعاليهِ بالتدمير تحت أسافله
إليك زجرنا الفلكَ في كلّ زاخرٍ
معالمنا مفقودة ٌ في مجاهله
مدافعة ُ الأهوالِ مدفوعة ٌ إلى
جنائبه تجري بها أو شمائله
إلى مَلِكٍ في سَيفِهِ وَبَنَانِهِ
جهنّمُ شانيه، وجنّة ُ آملِهِ
ومعجزِ آيات الندى ذي سماحة ٍ
مجانسِ نظم المكرمات مقابله
كريمٌ إذا هبّت رياحُ ارتياحه
جرتْ سفنُ الآمال في بحر سائله
رفعْنا عقيراتِ القوافي بِمَدْحِهِ
فأطْرَبْنَ أسْماعَ العُلى في محافله
سلوني عنه، واسمعوا الصدق، إنني
أحدّثُ عن همّاتهِ وفواضله
ولا تسألوني عن فرائض طَوْله
إذا غَمَرَ الدنيا ببعضِ نوافله
فأنْدِي بني ماءِ السماءِ محمّدٌ
وهل طلُّ معروفِ السماء كوابله[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
رقم القصيدة : 13449
-----------------------------------
وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
عدلا بسامعتي عَنِ العذلِ
ومواردُ الرّشفاتِ مُرويتي
حيثُ المياهُ مثيرة ٌ غُلَلي
خذلتْكَ باللحظاتِ خاذلة ٌ
في الإجل ترْسل أسهم الأجَل
مِنْ مُقْلَة ٍ نَقَلَتْكَ قهوتها
بالسُّكْرِ من خَبَلٍ إلى خَبَل
ولَقَلّما يصحوامرؤ حَكَمَتْ
فيه كؤوسُ الأعينِ النُّجُل
إني امرؤ ما زلتُ أنظمُ في
جيدِ الغزال قلائدَ الغزلِ
وجنيّة ٍ ضَنّتْ على نظري
بجنيّ وردِ الوجنة ِ الخضلِ
صبغتْ غلالة َ خدّها بدمي
إن لم يكن فبعندمِ الخجل
تعلو بعود أراكة ٍ برداً
غَسَلَتْ حَصَاهُ مدامعُ السَّبل
وتكفّ عن فَلَقٍ دُجَى غَسَقٍ
بمضرَّجاتٍ من دمِ البطلِ
وكأنَّما خاضتْ ذوائبُها
من جفنها في صِبْغة ِ الكحل
يا هذه استبقي على رَجُلٍ
أفحمتهِ بالفاحمِ الرّجلِ
لا تسأليه عن الهوى وسلي
عنه إشارة َ دمعهِ الهَطلِ
عطفتْ وقالتْ: رُبّ ذي أملٍ
ظفرتْ يداهُ بطائل الأملِ
قِبَلي ديونٌ ما اعترفتُ بها
إلاّ لأمنحَ مُجتنى قُبلي
واهاً لأيّامٍ سُقيتُ بها
كأسَ النعيم براحة ِ الجذلِ
لم يبقَ لي من طيبهنّ سوى
ما أبقتِ الأحلامُ في المقلِ
ثم اعتبرتُ، هداية ً، زمني
فإذا تَصَرّفُهُ عليّ ولي
يا لائمي نَقّلْ ملامَكَ عنْ
نَدْبٍ وصيّرهُ إلى وَكِل
أعلى الزّماعِ تلومُ مغترباً
يقري الرّحال غواربَ الإبل
إني أُقيمُ صدورَها لسُرى ً
يهدي كلاكِلهَا إلى الكَلَل
وأروحُ عن وطني إذا دمِيتْ
بعدي مدامعُ دُمْية ِ الكِلَل
والسيفُ لا يَفْري ضريبتَهُ
حتى تُجرّدهُ من الخللِ
سأثيرُها مِنْ كلّ طاعِنَة ٍ
صَدْرَ الفلاة ِ بأذْرُعِ فُتُل
فإذا بَلَغْنَ محمّدا أمِنَتْ
غلسَ البكور وروحة الأصُلِ
وإلى ابن عبّادٍ تعبّدها
رملاً قطعنَ مداة ُ بالرّملِ
ترعَى الرسيمَ إلى الوجيفِ بنا
بدلاً من الحودانِ والنّفلِ
صُوْر العيونِ إلى سَنَا مَلِكٍ
حيِّ السماحة مَيّتِ البَخَل
مَلِكٌ تقابلُ منه أُبّهة ً
تُغضي العيونُ بها إلى القبلِ
فتُزرّ لأمتُهُ على أسَدٍ
وتلاتُ حبوتهُ على جبلِ
لو لم يزر مغناه ذو عدمٍ
ألقى نداهُ له على السّبُل
أو زاره في الحشر آثره
كرماً عليه بصالح العمل
أحسبتَ أن يمينهُ فرغَتْ؟
هي للندى والبأس في شغلِ
أسدٌ على الفرسان يَفرسها
عند انقراض الأمنِ بالوجلِ
وكتيبة ٍ شهباءَ رانية ٍ
تحتَ العجاج بأعْيُنِ الأسَل
جاءت بها الآسادُ تزأر في
غيل الصّوارِمِ والقنا الذّبُل
والطعنُ يلحقُ من سوابغهم
حَدَقَ الجرادِ بأعين الحجل
وكأن سُمرَ الخطّ في شرقٍ
بالعلّ من دمهمْ وبالنّهل
وكأنما يلحسنَ في غُدُرٍ
مُهَجَ الكماة ِ بألسنِ الشُّعَل
خطبتْ سيوفُك من سراتهم
لِعُلاَكَ فوق منابِر القُلَل
يا ماتحاً برشاء صعدتهِ
بين الأسنة ِ مهجة َ البطلِ
رمحٌ يروقُ الطرف معتقلاً
في كفّ غيرك غيرَ معتقلِ
أيّ الملوك لك الفداء، وقد
صَيّرْتَ جِلتَها من الخول
دامتْ لك الدنّيا ودُمْت لها
وأقامَ سيْفُكَ كلّ ذي مَيَل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
رقم القصيدة : 13450
-----------------------------------
أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
قتلتُ الهوى علماً، أتقتلني جهلا
أظنّك لم تُفتحْ عليك نواظرٌ
إذا هي أعْطَتْ صبوة ً أخذَتْ عقلا
ولا عرضتْ من بيضهنّ سوافرٌ
عليكَ الخدودَ الحُمرَ والأعينَ النُّجلا
لم يصبِ منكَ القلبَ مَشّيُ جآذرٍ
يُنَزِّعُ فيه التّيهَ أقدامَها نَقْلا
ولم ترَ سحراً كالعيون تخالُنا
بِزَعْمِكَ أحياءً ونحنُ بها قتْلى
ومن أعجبِ الأشياءِ أنّ سيوفها
تعودُ رماحاً، حيثُ تلحظُ، أو نبلا
خرجتُ على حدّ القياس مع الهوى
فقلْ مَنْ أمرّ الكأس من بعد ما أحلى
ولما كتبتُ الحبّ في القلب وارتقى
إلى الطَرْفِ ماءُ الشوقِ أنكرَ ما أملى
وبي كلّ غيداءِ القَوامِ كأنَّما
يُطاولُ منها قدُّها شعراً جثلاً
لها بله بالحبّ تحسبُ جِدّهُ
إذا هزّ أعطافي بنشوته هزلا
إذا غرسَتْ في مسمعِ الصّبِّ مَوْعِدا
جنى بيد التسويف من غرسها مطلا
وإن هي زارَتْ خلتَها مستعيرة ً
لها من خطيب الحفل جلسته العَجْلى
أرى البيضَ مثل البيض تقطعُ وصْل من
يُقْطعُ في كفّيه من غيره وصلا
فلا تأمننْ منهنّ إن كنتَ حازماً
ولا من هواها المرءَ خبلاً ولا ختلا
وساقٍ، على ساقٍ، يُصرِّفُ بيننا
بكأسٍ نَظَمْنا للسرور بها شَملا
كلؤلؤة ٍ بيضاءَ في الكفِّ أقبلتْ
بياقونة ٍ حمراءَ مظهرة ً حَمْلا
كأنّ وثوبَ السُّكرِ فيها مُساورٌ
يدبّبُ منه في مفاصلها نملا
ترَكْنا لها من جَوْرِها ما يُسِيئُنا
فمن مزجها بالماء قارنتْ العدلا
وعذراء كانت وردة ً قبل مزجها
ومن بعده عنّتْ لمبصرها شعلا
إذا واجهتْ كاساتُها الليلَ خلتَها
تهتّكُ من ظلمائه حُجُباً كُحلا
وتحسبُها تجلو علينا عرائساً
وشاربُها يفتضّ منهنّ ما يُجْلى
وجدنا «نعم» في الناس يُهجَرُ قوْلُهَا
كأن على الأفواه من لفظها ثِقلا
ولما احتواها كل حيٍّ تعلّقت
بلفظ ابن عبادٍ فكان لها أهلا
جوادٌ بما فوق الغنى لك والمُنى
فهّمْتُكَ العُلْيا لهمتّه سفلى
ترى الناس يستصحون من جود كفّه
إذا الوبلُ منه أنهلّ واتّبعَ الوبلا
هزبرٌ الوغى بالسيف والرمح مقدمٌ
له الضربة ُ الفرغاءُ والطعنة ُ النجلا
تنوءُ به غِرّا حفيظة ُ عَزْمِهِ
وترجحُ أسبابُ الأناة ِ به كهلا
وحربٍ أذيقتْ في بنيها ببأسه
مرارة َ كأسِ الثكل لا عَدِمَتْ ثكلا
وكانتْ عيونُ الماءِ زُرْقاً فأصبحتْ
بما مازَجَتْهُ من دمائهمُ شُهْلا
وما ولدتْ سودُ المنايا وحُمرها
على الكره حتى كان صارمُكَ الفحلا
أقائدها قبَّ الأياطلِ لم تلدعْ
له عند أعداءٍ إغارتُها ذَحْلا
حميتَ حمى الاسلام إذ ذدتَ دونه
هزبراً ورشّحتَ الرشيدَ له شبلا
لئن قلتُ فيه صحّ تأليفُ سُؤدَدٍ
فبارعُ نَقْلٍ من شمائلكَ استملى
ألا حبذا العيدُ الذي عكفت به
على كفّك الأمواه تُمطرها قُبلا
ويا حبذا دارٌ يدُ الله مسحتْ
عليها بتجديدِ البقاءِ فما تبلى
مُقَدَّسَة ٌ لو أنَّ موسى كليمَهُ
مَشَى قَدماً في أرضها خَلَعَ النعلا
وما هي إلاَّ حطة ُ الملِكِ الذي
يحطّ لديه كل ذي أملٍ رَحلا
إذا فتحت أبوابها خلتَ أنها
تقولُ بترحيبٍ لداخلها: أهلا
وقد نقلتْ صُنّاعُها من صفائه
إليها أفانينا فأحسنتِ النقلا
فمن صدره رحباً ومن وجهه سناً
ومن صيتِه فرعا، ومن حمله أصلا
وأعلتْ بها في رتبة ِ الملك ناديا
وقلّ له فوْق السماكين أن يُعْلى
نسيتُ به إيوانَ كسرى لأنَّه
أراني له مَوْلى من الفضلِ لا مثلا
كأن سليمان بنّ داودَ لم تُبحْ
مخافتهُ للجنّ في شيْدهِ مَهلا
كأنَّ عيونَ السحر نافذة ٌ له
على كلّ بانٍ غاية ٍ منه أو فضلا
فجاء مكانَ القول نبعثُ وصفهُ
رقيقاً، وأذنُ الدهر تسمعه جذلى
تجوزُ له الأمواهُ بركة َ جدولٍ
تخالُ الصَّبا منه مشَطِّبَة ً نصلا
إذا اتخذتها الشمسُ مرآة وجهها
أحالتْ عليها من مداوسِها صقلا
ترى الشمسَ فيه ليقة ً تستمدّها
أكفٌّ أقامتْ من تصاويرها شكلا
لها حركاتٌ أُودِعَتْ في سُكونِها
فما تبعَتْ في نقلهنّ يدٌ رِجلا
***وقد توّج البهو البهيّ بقيّة ٍ
فقلْ في عروسٍ في جلابيبها تُجلى
تجمعت الأضدادُ فيها مصانعاً
ولم أرَ خَلْقاً قبلها جَمَعَ الشّمْلا***
***وأغربُ ما أبصرتُ بعد مليكها
بها مُتْرعٌ يعدي الشجاعة َ والبذلا***
تنادمُ في غنّاءَ غنّتْ حَمَامُها
فوارسَ أغصانٍ ترجّحها حَملا
إذا شَربتْ وُدّ المؤيد صيّرتْ
خلائقَهُ راحاً ورؤيتَهُ نُقْلا
كأنَّ مها الأحْداج حلّتْ سماءَها
وإن لم تكن إلاَّ حنياته بُزْلا
كأن سهماً أُرسلتْ عن قسيّها
فما عَدمتْ عينُ الحسود بها سَملا
وما شئتُ ممات لو عُنيتُ بوَصْفِهِ
سلكتُ إليه كلّ قافية ٍ سبيلا
فتحسبُ ما في الأرض من حيوانها
رقى شرفاً فيه إلى الفلك الأعلى
ولمّا عشينا من توقّد نورها
تخذْنا سناه من نواظرنا كُحلا
فيا دارُ أغضى الدهرُ عنكِ وأكثرتْ
أسودُكِ نسلاً فيه يختتل النسلا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
رقم القصيدة : 13451
-----------------------------------
ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
متى ما تَرَقّ العينُ فيها تَسَهّلِ
إذا ما اسمُها ألقاهُ في السمع ذاكرٌ
رأى الطرفُ منه ما عناه بمقول
لها فخذا قَرْمٍ وأظلافُ قَرْهبٍ
وناظرِتا رئمٍ، وهامة ُ ايّلِ
مُبَطَّنَة ُ الأخلاقِ كبراً وعزّة ً
فمهما تَجُدْ بالمشي في المشي تبخل
وكم حوْلَها من سائسٍ حافظٍ لها
يُكرّمُها عن خُطّة ِ المتبذّلِ
ترى ظلفَ رِجلٍ يلتقي إن تنقّلَتْ
بظلفِ يدٍ منها عزيزِ التنقّل
كأنَّ الخطوطَ البيضَ والصّفْرَ أشبَهتْ
على جسمها ترصيع عاجٍ بصندلِ
ودائمة ُ الإقعاءِ في اصلِ خَلقها
إذا قابلتْ أدبارها عين مقْبلِ
تَلفّتُ أحياناً بعينٍ كحيلة ٍ
وجيدٍ على طول اللواءِ مظلّلِ
وعرفٍ دقيقِ الشعرِ تحسبُ نبتهُ
إذا الرّيحُ هَزّتْهُ ذوائِبَ سُنْبُل
تَنَفّسُ كبرا من يراعٍ مُثَقَّبٍ
فتعطي جنوباً منه عن أخذِ شمألِ
وتنفضُ رأساً في الزّمام كأنَّما
تريك له في الجوّ نفضة َ أجدلِ
إذا طلع النطحُ استجادتْ نطاحه
برأسٍ له هادٍ على السُّحبِ معتلِ
وقرنين أوْفَتْ منهما كلّ عقدة
كرمّانتيْ بابِ الخباءِ المُقْفَّلِ
إذا قُمعا بالتبر زادتْ تعززاً
على كلّ خودٍ ذاتِ تاجٍ مُكلَّل
وتحسبها من نفسها إن تبخترتْ
تزَفّ إلى بعلٍ عروساً وتَنجلي
وكم منشدٍ قولَ امرىء القيس حولها
"أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ"[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
رقم القصيدة : 13452
-----------------------------------
ومُعطَّشاتٍ في سعورِ قيونها
تُسقى نجيعَ جماجمٍ وكواهلُ
ومن البروقِ على الرؤوس لوقْعها
وعدٌ يصوبُ من الدماء بوابلِ
وكأن أجنحة َ الفراشِ تقطّعتْ
منثورة ً منهنّ فوق جداولِ
من كلّ أبيضَ راكضٍ في غِمدهِ
لجّ المنية مُعطبٌ بالساحلِ
يفري الضرائبَ في حبائكِ سرْدها
بمضاربٍ شهِدتْ وقائعَ وائلِ
وكأنَّما قفْرٌ يطولُ بمتنِهِ
في رمله للنمل أثر أنامل[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
رقم القصيدة : 13453
-----------------------------------
وذي رونقٍ ترْتاعُ منه كأنَّما
عروسُ المنايا فيه للعين تُجتلى
صموتٍ عن النطقِ المبين لسانُهُ
فإن قرعَ البيضَ اليماني ولولا
جرى والتظى سلاًّ فقلتُ تعجباً:
متى فَجّرَتْ كفٌّ من النار جدولا
لهامِ العدى منه سجودٌ على الثرى
إذا ما اغتدى منه ركوعٌ على الطلا[/font]
 



[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
رقم القصيدة : 13454
-----------------------------------
وأبيضَ تحسبُ فيه الفرندَ
يثيرُ هباءً على جدول
إذا دُعيَ الموتُ بالهزّ منه
أجابَ بصلصلة الجلجلِ
وما سُلّ للضَرْبِ إلاَّ أسالَ
على خدّه أدمعَ المقتل
ترى فيه عينُك غَوْلَ الحِمَامِ
يهمّ بأكلِ يدِ الصيقلِ
وماءً به شرقاتُ الردى
تمَيّعَ في قَبَسٍ مُشْعَل
تقلّدني إذ تقلّدته
ألا إنني منصلُ المنصلِ[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
رقم القصيدة : 13455
-----------------------------------
مُلكٌ جديد مثل طبعِ المُنصلِ
نمش الفرند عليه صنع الصيقلِ
ورياسة ٌ عُلْوية ٌ ترنو إلى
زُهْرِ الكواكبِ إذ تَراءَتْ من عَلِ
وسعادة ٌ لو أنَّها جُعِلَتْ على
هَرمٍ لعادَ إلى الشباب الأولِ
هاتِ الحديث عن الزمانِ وحُسنهِ
وخُذِ الحديث من المُحدِّث عن علي
من ألحفَ الدنْيا جَناحيْ عدْلِهِ
وأجارَ من صرفِ الخطوبِ المعضلِ
من مهّدَ الملكَ العظيم وناهضاً
للمكرمات بكلّ عبءٍ مثقل
ملك تفُلّ عداتَهُ عزماتُهُ
بصوارم قَدَرِيّة ٍ لم تُفْلَل
برٌّ إذا عَمَلٌ خلا من نُصْحِهِ
ورجا التقيُّ قبوله لم يُعْمَلِ
شربتْ قلوبُ الناس منه محبة ً
كرعَ الصوادي في عذوبة ِ منهل
وقضى له بالنجْحِ مبدأ أمردِ
ويدلّكَ الماضي على المستقبل
وسما يحلّقُ في العلى بعداته
مثل البغاثِ خشَيْنَ وَقْعَ الأجدل
إياك أن يختال منهم جاهلٌ
فحسامهُ للجيدِ منه يختلي
إن الشريعة َ منه تُشْرِعُ عاملاً
من كلّ باغٍ عاملاً في المقتل
ورثَ الممالكَ من أبيه فحازَهَا
وتراثَ مجدٍ في الصميم مُؤثَّل
حسمَ المظالمَ عادلاً فكأنهُ
من سيرة العُمرين جدّدَ ما بلي
كم قال من حيّ لميْتٍ: قُمْ ترى
ما نحنُ فيه من التنعّم مُذْ ولي
إن ابن يحيى في المفاخر، ذكرهُ
مُتَضَوّعٌ منه فمُ المتمثّل
ملكٌ إذا خفقتْ عليه بنودُهُ
فالخافقانِ له جناحا جحفلِ
يقتادُ كلَّ عرمرمٍ متموجٍ
كالبحر تركلُهُ نَؤوجُ الشّمأل
وتريك في أفقِ العجاج رماحهُ
شَرَر الأسِنَّة ِ في رمادِ القسطل
في كلّ سابغة ٍ كأنَّ قتيرَها
حَدَقُ الجنادبِ في سرابِ المجْهَل
ماذية ٌ يشكو لكثرة لحمها
ضُراً بلا نفعٍ لسانُ المُنْصُلِ
كغمامة ٍ يجلو عليك بريُقها
في السرد لمعَ البارقِ المتهَلّلِ
يفترّ عن ثغرِ الرئاسة ، والردى
جَهْمٌ يلذّ بعضّ نابٍ أعصل
إن كرّ في ضربِ الكماة ِ بمرهفَ
قدّ الحديدَ على الكمي بجدولِ
وتخالُ يومَ الطعْنِ مهجة َ قِرْنِهِ
تُجري السليط على السنانِ المُشعلِ
لا تسألنْ عن بأسه واقرأه في
صفة ِ الحديد من الكتاب المنزلِ
صلتُ الجبين، على أسِرّة ِ وجهه
نورٌ يشيرُ إلى الظلام فينجلي
ثبتَتْ رصانة ُ حُلمِهِ فكأنَّما
أرساهُ خالقهُ بهضة ِ يذْبُلِ
ما زلتَ في رتبِ العلا متنقلاً
وكذا انتقال البدر في الفلك العلي
وموفّقُ الأعمالِ تحسبُ رأيهُ
صُبحاً يقدّ أديمَ ليلٍ أليلِ
وتكادُ تُردي، في الغمود، سيوفه
وتبيدُ أسهمهُ، وإن لم تُرسلِ
دُمْ للمعالي أيها الملك الذي
أسْدَى الأماني من يمينَيْ مفضل
نِعَمٌ تُنَوِّرُ في الأكفّ كما سقى
عينَ الرياض حَيَا السحابِ المُسْبَل
وفدَتْ عليك سعودُ عامٍ مُقبلٍ
فتلقّهُ بسعودِ عزٍّ مقبلِ
أهْدَى التحية َ واسْتعَار لنُطْقِهِ
من كلّ ممتدح فصاحة َ مِقولِ
وسعى بأرضكَ واضعاً فَمَهُ على
تربٍ بأفواه الملوك مُقَبَّلِ
وكأنه بك للأنامِ مهنىء ٌ
ومبشرٌ لك في علوّ المنزل
بمراتبٍ تُبنى وبأسٍ يُتّقى
وسعادة ٍ تَنْمي، وكعبٍ يعتلي[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
رقم القصيدة : 13456
-----------------------------------
نَهَتِ الكواشحَ عنهُ والعُذّالا
فكأنَّما ملأتْ يديه وصالا
أتظنّها رَحِمَتْهُ من ألمِ الجوى
بمخللٍ يسترحمُ الخلخالا
ظمآنُ يستقي أُجاجَ دموعِهِ
من عارضِ البردِ الشنيبِ زلالا
حتى إذ لَذَعَ الغرامُ فؤادَهُ
شربَ الغليلَ وأُشرِبَ البلبالا
مُضْنى ً أزارتْهُ خيالاً عائدا
فكأنما زارَ الخيالُ خيالا
لا يستجيب لسائلٍ فكأنهُ
طللٌ، وهل طلل يجيب سؤالا؟
كم سامعٍ بالعين من آلامهِ[/font]


[font=&quot] قيلاً بأفواه الدموعِ وقالا
إني طُرِفْتُ بأعينٍ في طرْفِهَا
سحرٌ يَحُلّ من العقول عقالا
وفحصتُ عن سببٍ عصيتُ به النهى
فوجدتُهُ ذُلاًّ يُطيعُ دلالا
وأنا الذي صيّرتُ عِلقَ صبابتي
بصبابتي للغانيات مُذالا
فتصيّدتْني ظبية ٌ إنسيَّة ً
وأنا الذي أتصيّدُ الرئبالا
تُجري الأراك على الأقاح وظلمُها
ريقٌ، أذُقْتَ الشهد والجريالا؟
وتريكَ ليلاً في الذوائب يجتلي
نورا عليك ظلامُهُ وصقالا
وإذا تداولتِ الولائدُ مشطهُ
عَرُضَ السُّرى بالمشط فيه وطالا
وتنفّستْ بالنّد فيه فخيّمتْ
نارٌ مواصلة ٌ به الإشعال
يا هذه لقدِ انفردت بصورة ٍ
للحسنِ صُوّرَ خلقها تمثالا
أمّا الجفون فقد خلقنَ مقاتلاً
مني، فكيف خلقنَ منكِ نبالا؟
هل تطلعينَ عليّ بدرا عن رضى ً
فأراكِ عن غضبٍ طلعتِ هلالا
ألفيتُ برقكِ في المخيلة ِ خُلباً
ويمين عَهدكِ في الوفاء شمالا
ما هذه الفتكات في مهجاتنا
هل كان عندك قتلهنّ حلالا؟
لم لا ترقُّ لنا بقلبك قسوة
اخُلِقَتِ إلا غادة مكسالا؟
وظُباكِ تصرعُ دائباً أهلَ الهوى
وَظُبا عليّ تصرعُ الأبطالا
ملكٌ لنصر الله سلّ مجاهدا
عَضْباً تَوَقّدَ بالمتونِ وسالا
وإذا شدا في الهام خلتَ صليلَهُ
عملاً وهزّ غِرارهِ استهلالا
وكأنهُ من كلّ درع قدّها
يُغْرِي بأحداقِ الجرادِ نمالا
ملكٌ إذا نظَمَ المكارمَ مَثّلَتْ
يدهُ بها التتميمَ والإيغالا
فدعِ الهباتِ إذا ذكرْتَ هباتِهِ:
تُنْسي البحورُ ذكرها الأوشالا
ماضٍ على هَوْلِ الوقائع مُقْدِمٌ
كالسيف صمّمَ، والغضنفر صالا
يرمي بثالثة ِ الأثافي قِرنَهُ
فالأرضُ منها تشْتكي الزلزالا
فبأي شيءٍ تتقي من بأسه
ما لو رَمى جبلاً به لانهالا
يصلى حرورَ الموت من مدّتْ له
يمناهُ من ورقِ الحديد ظلالا
هَدّ الضّلالَ فلم تقُمْ عُمُدٌ له
وأقامَ من عمد الهدى ما مالا
من سادة ٍ أهلاقهمْ وحلومهمْ
تتعرضانِ بسائطاً وجبالا
أقْيالُ حِمْيَرَ لا يَرُدّ زمانُهُمْ
لهمْ، بما أمُروا به، أقْوالا
وإذا الكريهة بالحتوف تسعّرَتْ
وغدتْ نواجذُها قناً ونصالا
واستحضرَ الليلُ النّهارُ بظلمة ٍ
طلعتْ بها زُهرُ النجومِ إلالا
نبذوا الدّرُوع وقاربت أعمارهم
نيل اللّهاذم، والظُّبا الآجالا
حتى كأنهم بهجرِ حياتهم
يجدونَ منها بالحِمامِ وصالا
فهمُ همُ أُسْدُ الأسود براثناً
وأرقّ أبناءِ الملوكِ نِعالا
يا منْ تضَمّنَ فضلهُ إفضالهُ
والفضلُ ما يَتَضَمّنُ الإفضالا
عَيّدْتَ بالإسْلامِ مُهْتبِلاً لهُ
في زينة ٍ خلعتْ عليه جمالا
ولبستَ فيه على شعارِكَ بالتّقى
من ربّكَ الإعظام والإجْلالا
قدّمْتَ عدّ بنيك فيه لمن يَرى
ليثَ الكفاح يُرَشّحُ الأشبالا
في جحفلٍ ملأ الهواء خوافقاً
والسمعَ رِكزاً، والفضاءَ رعالا
وكأن أطراف الذوابل فوقه
تُذكي لإطفاء النفوس ذُبّالا
بالخيل جُرداً، والسيوف قواضباً
والبُزْلُ قُودا، والرماح طوالا
وبعارضِ الموتِ الذي في طبّه
وَبْلٌ يصبّ على عِداكَ وبالا
تركتْ ثعابين القفارِ شعابها
وأُسُودُها الآجام والأغيالا
وأتت معوّلة ً على جيفِ العدى
وحسبنَ سلمكَ بالعجاج قتالا
خَفَقَتْ بنودٌ ظللت عَذَباتها
بُهْماً تبيدُ سيوفُها الضُّلاّلا
من كلّ جسمٍ يحتسي من ريحه
روحاً يقيم بخلقهِ أشكالا
وكأن أجياداً حباك جياده
فكسوتهنّ من الجلالِ جُلالا
من كلّ وَرْدٍ رائقٍ كسميّهِ
فتخالُ من شَفَقٍ له سربالا
أو أشقرٍ كالصبح يعقلُ رادعاً
هَيْقَ الفلاة ِ وجأبها الذيّالا
أو أشعلٍ كالسيد عرّضَ سابحاً
فحسبته بالأيطلين غزالا
أو مُشْبِهٍ لَعَسَ الشفاهِ فكلما
رَشَفَتْهُ بالنّظَرِ العيونُ أحالا
أو لابسٍ ثوباً عليه مرَيَّشاً
وصلتْ قوائمه به أذيالا
أو أدهمٍ كالليل، أمّا لونه
فلكم تمنّى الحسنُ منه خيالا
يطأ الصفا بالجزع منه زبرجدٌ
فيثيرهُ في جوّه قَسْطالا
والبُزْلُ تجنحُ بالقِبابِ كأنَّها
سُفُنٌ مدافعة ٌ صَباً وشمالا
وكأنَّما حملت رُبى قد نوّرَتْ
وَسُقَينَ من صَوْبِ الربيع سجالا
وكأنَّما زُفّتْ لهنّ عرائساً
لتحلّ مَغْنَى عزّكَ المحلالا
بكرت تعالى للهلال وما انثنتْ
حتى رأيت ها الهلال تعالى
صلّيتَ ثم نحرتَ في سُننِ الهدى
بُدناً كنحركَ في الوغى الأقتالا
وتبعتَ سنَّة َ أحمدٍ وأريتنا
مِنْ فِعْلِهِ في الفعلِ منك مثالا
ثمّ انصرفتَ إلى قصورك تبتني
مجداً وتهدمُ بالمكارم مالا
وتؤكد الأسماءَ في ما تشتهي
من همة ، وتصرّفُ الأفعالا[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
رقم القصيدة : 13457
-----------------------------------
ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ
تلاعبتْ بك حورُ الأعينِ النُّجلِ
فخذْ من الرمح في حرب المها عِوضاً
فالطعنُ بالسُّمر غير الطعن بالمقلِ
كم للعلاقة من هيجا رأيتَ بها
ضراغمُ الغيل قتلى من مها الكلل
وكم غزالة ِ إنْسٍ أنْحَلتْ جسدي
بالهجرِ حتى حكى ما رقّ من غزل
ممشوقة ً مِلْتُ عن حِلمي إلى سَفهي
منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَل
تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى
عينٍ تكحّل فيها السحر بالكحل
خداعة ُ الصبّ بالآمال مرسلة ٌ
إليّ بالعضّ في التفاح والقبلِ
وناطقُ الوجدِ مني لا يكلّمه
منها إذا ما التقينا ساكتُ الملل
يا هذه، وندائي دُمية ً طمعٌ
في نطقها، من فقيد اللبِّ مختبلِ
أرى سهامَ لحاظٍ منكَ ترشُقني
أفي جُفونِكِ رامٍ من بني ثُعَل؟
بل ضَعفُ طرفك في سفكِ الدماء له
أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسْلِ
إني امرؤ في ودادي ذو محافظة ٍ
فما يرىف وفائي الخلُّ من خللِ
وعارضٍ مدّ عرضَ الجو وانسبلتْ
في وجنة الأرض منه أدمعُ السَّبلِ
ثَرِّ الشّآبيب، أصواتُ الرعود به
كأنهنّ هدير الجلّة ِ البُزلِ
كأنَّما الأرضُ تجلو من حدائقها
عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحلل
أحيا الإلهُ بها التربَ المواتَ كما
أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي
كفؤ كفى الله في الدهرِ الغشيم به
خطباً يخاطبُ منه ألسنَ العُضَلِ
أقرّ فيها أناساً في مواطنهم
لمّا تنادوا لتوديعٍ ومرتحلِ
وأثبتَ الله أمْناً في قلوبهم
بعد التقلّب في الأحشاء من وجل
بيُمْنِ أكبرِ لا عابٌ يُناطُ به
يُمناه منشأ صوبَ العارضِ الهطلِ
قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ
بالرّفقِ والعدل لا بالجور والعذلِ
من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً
والقولُ يورقُ والإثمار للعملِ
له رجاجة ُ حِلمٍ عند قُدرتهِ
أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من ف
في دولة ٍ في مقرِّ العزّ ثابتة ٍ
تُمْلِي العلى من سجاياهُ على الدول
أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ
أظفاره حُمرُ أطرافِ القنا الذبلِ
بادي التبسم والهيجاءُ كالحة ٌ
لا يتقي العضّ من أنيابها العصل
ترى السلاهبَ من حوليه ساحبة ً
ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلل
من كل ذي ميعة ٍ كالبحرِ تحسبُ منْ
أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيّة ُ البطلِ
تنضو به ملة الإسلام مرهفة ً
بضربهنّ الطلى تعلو على المللِ
قديمة ٌ طَبَعَتْهُنّ القيونُ على
ماضي العزائم من آبائه الأولِ
من كلّ أبيضَ في يمناه، سلّتُهُ
كالبرقِ، يخطفُ عُمرَ القرن بالأجل
جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ
ماءَ الطلى عن تباريجٍ من الغُللِ
ندبٌ تُداوي من الأقوامِ شيمتهُ،
بالبأس والجود، داءَ الجُبْنِ والبَخَل
مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ
في البحرِ بالفُلكِ أو في البرّ بالإبلِ
مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ
إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل
أطاعني زمني لما اعتصمتُ به
حتى حسبتُ زماني عاد مِنْ خولي
وما تَيَقّنْتُ أنِّي قبل رؤيَتِهِ
ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجل
يا صاحبَ الحلم والسيف الذي خمدتْ
نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزلل
لو أنَّ عزمك حدٌّ في الكهَام لما
قدّ الضرائبَ إلا وهو في الخلل
كأنّ ذكركَ والدنيا به عبقتْ
في البأس والجود مخلوعٌ عن المثل
فاسلمْ لمدحكَ واقنَ العزّ ما سجعتْ
سواجعُ الطير بالأسحار والأصلِ[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
رقم القصيدة : 13458
-----------------------------------
حركاتٌ إلى السكونِ تؤول
كلُّ حالٍ مع الليالي تَحُولُ
لا يصحّ البقاءُ في دار دنيا
ومتى صحّ في النّهَى المستحيل؟
والبرايا أغراضُ نبلِ المنايا
وهي أسدٌ، لها من الدهر غيلُ
كيف لا تسلبُ النفوسَ وتُردي
ولها في الحياة مرعى ً وبيلُ
ماتَ من قبلِ ذا أبوكَ بداءٍ
أنت من أجْلِهِ الصحيحُ العليل
وإذا اجتُثّ أصلُ فرعٍ تَبَقّى
فيه ماءٌ من الحياة قليلُ
ما لنا نتبعُ الأمانيّ هلاّ
عَقَلَتْنَا عن الأماني العقول
كم جريحٍ تعلّقَ الروحُ منه
بالتمني والجسمُ منه قتيلُ
وبطيءُ الآمال يسعى بحرصٍ
خطفَ العيش منه حتفٌ عجولُ
عَميَ الخلقُ عن تعادي خيولٍ
ما لها في الهواءِ نقعٌ مهيلُ
تنقلُ الناسَ من حياة ٍ إلى مو
تٍ، على ذاكَ مرّ جيلٌ فجيلُ
وبدهمٍ تمرّ منها وشهبٍ
أمِنَ الليلِ والنهارِ خيول؟
سهّلوا من نفوسهم كلّ صعبٍ
فالردى لا يُقبلُ مَنْ يستقيلُ
واستدلّوا على النفادِ بعاد:
يُذْهبُ الشكَّ باليقين الدّليلُ
أيّ رزءٍ حكاهُ مقولُ ناعٍ
صَمّ هذا الزمانُ عمّا يقولُ
فلقد فتّتَ القلوبَ وكادتْ
راسياتُ الجبالِ منه تزولُ
لم يمتْ أحمد أخو البأسِ حتّى
ماتَ ما بيننا العزاء الجميل
يومَ قامتْ بفقْدِهِ نائحاتٌ
في لَبُوسٍ من حزنِهنّ يهولُ
غُمستْ في السواد بيضُ وجوهٍ
فكأن الطلوعَ فيه أفولُ
وعلى مجلسِ التنعّمِ بُؤسٌ
فبديلُ السماعِ فيه العويل
وتولّتْ عند التناهي افتراقاً
ومضى ربّهُ الوفيّ الوصول
أسمعَ الرعدُ فيه صرخة َ حُزْنٍ
ملءُ ليل الحزين فيه أليل
ودموع السماء في كل أرضٍ
فوق خدّ الثرى عليه تَجُولُ
وحشا الجوِّ حَشْوَهُ نارُ برقٍ
إنّ في ضلوعه لغليلُ
أترى الغيثَ باتَ يبكي أخاه
فبكاءُ العُلى عليه طويلُ
قائدَ الخيلِ بالكماة ِ سِراعَاً
والضحى من قَتَامِهِنّ أصيل
أيّ فضلٍ نبكيه منكَ بدمعٍ
ساكبٍ، فيه كلّ نفسٍ تسيلُ
أعفافاً أم نجدة ً كنت فيها
قَسْوَرَ الغيل والكريهة ُ غول
أم شباباً كأنَّما كان روضاً
ناضرا فاغتدى عليه الذبول
واكتسَى في ثرى ً تغيّبَ فيه
صدأً ذلكَ الجبينُ الصقيلُ
كنت كالسيد للعدى ، والمنايا
مقبلاتٌ كأنهنّ سيول
ولِصَوْبِ السهامِ حَوْلَيكَ وَبْلٌ
لاخضرار الحياة منه ذُبول
طارَ صرفُ الردى إليك برشقٍ
خفّ، والخطبُ في شَبَاهُ ثقيلُ
سهمُ غربٍ أصابَ ضيغم حربٍ
خاضَ في العيش منه نصلٌ قتولُ
هابكَ الموت إذ رآكَ مسحاً
بطلاً، لا يصولُ حيت تصول
لو بدا صورة ً إليك لأضحى
في ثَرَى القبرِ وهو منكَ بديل
فَرَمَى عن دُجُنّة ِ النقعِ نحرا
منكَ، والجوّ بالظّلامِ كحيل
وإذا خاف من شجاع جبانٌ
غالهُ منه جاهداً ما يغولُ
كنتَ سهمَ البلاءِ يرْفع سهمٌ
فيه للنفسِ بالحمام رسول
كم جوادٍ بكاكَ غيرَ صبورٍ
فنياحٌ عليكَ منه الصّهيل
وحسامٍ أطالَ في الجفنِ نوماً
لم يُنَبّهْهُ بالقِرَاعِ الصّلِيل
أيّها القائدُ الأبيّ عزاءً
فثواءُ المقيم منّا رحيلُ
وجليلٌ مُصَابُ أحمدَ لكنْ
يُصبرُ النفسَ للجليلِ الجليلُ[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
رقم القصيدة : 13459
-----------------------------------
حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به
وقلْ من الشعرِ سحرا أو فلا تقُلِ
فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرهُ
حتى يُصَيَّرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجُل[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومديدِ الخطى كأنكَ منه
ومديدِ الخطى كأنكَ منه
رقم القصيدة : 13460
-----------------------------------
ومديدِ الخطى كأنكَ منه
تضعُ اللبدَ فوق تيّارِ سيْلِ
قيدُ وحشٍ، ملاذُ خائرِ وهنٍ
وقرى معقلٍ، وحارسُ ليلِ
أسِبْقُ الريحَ فوقه فإذا ما
فتّها أمسكتْ بفضلة ِ ذيلي[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
رقم القصيدة : 13461
-----------------------------------
أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
وأعننت للأخطئات الأملْ؟
وربّتما سالَ بعضُ النفوس
وبعضٌ لها بالمُنَى مُشْتَغَل[/font]

[font=&quot] [/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ[/font]
[font=&quot] أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ[/font]
[font=&quot] رقم القصيدة : 13462[/font]
[font=&quot] -----------------------------------[/font]
[font=&quot] أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ[/font]
[font=&quot] رجاكَ وإن كان العفافُ به أولى[/font]
[font=&quot] مقيمٌ على فعلِ المعاصي مخالفٌ[/font]
[font=&quot] توالى عليه الغيّ .... فاستولى[/font]
[font=&quot] سألتُكَ يا مولى المَوالي ضرَاعَة ً[/font]
[font=&quot] وقد يَضْرَعُ العبدُ الذليلُ إلى المولى[/font]
[font=&quot] لتصلحَ لي قلباً، وتغفرَ زلّة ً[/font]
[font=&quot] وتقبل لي توباً، وتسمعَ لي فِعْلا[/font]
[font=&quot] ولا عَجَبٌ فيما تمنّيْتُ، إنَّني[/font]
[font=&quot] طويل الأماني عند مَن يحسن الطولا[/font]
 
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
رقم القصيدة : 13463
-----------------------------------
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
وسُراها من رسومي وطلولي
وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ
لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ
نشرتْ عندي أسرارَ هوى
كنتُ أطويهنّ عن كل خليلِ
وأشارت بالرضى ، رُبّ رضى ً
عنك يبدو في شهادات الرسولِ
عجبي كيف اهتدتْ مُهْدِيَة ٌ
خَصَرَ الرِيِّ إلى حرج الغليل
ما درت مضجَعَ نومي إنَّما
دلّها ليلي عليه بأليلي
لستُ أبغي لسقامي آسياً
فَبُلولي منه بالريح البَليل
طرفهُ أشعثُ كالسيفِ سرى
حدّهُ بين مضاءٍ ونحول
عبرتْ بحراً إليه واتّقتْ
حوله بحرا من الدمع الهمول
يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ
صدأً عن صفحة الماءِ الصقيلِ
عاوِدِي منكِ هُبُوباً فيه لي
وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعليلِ
كرياحٍ عَلّلَتْنِي بِمنى ً
كِدْنَ يُثْبِتْنَ جوازَ المستحيل
أصباً هبّتْ بريحانِ الصِّبا
أو شمال أسْكَرَتْنِي بالشِّمول
حيثُ غَنّتني شوادي روضة ٍ
مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيل
في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ
دِقّة ً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليل
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ
وله علمٌ بِموسيقى الهَديل
والدّجى يرنو إلى إصباحهِ
بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ
خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً
فتولّى عنه مبلول الذيول
زرعَ الشيبُ بفوديّ الأسى
فنما منه كثيرٌ من قليلِ
فحسبتُ البيضَ منه أنجماً
عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفول
كلّ منْ ينظُرُ مِنْ عِطْفِ الصِّبا
نظرَ المُعجَبِ بالخلقِ الجميلِ
فجوازي باضطرارٍ عندها
كجوازِ الفتح في الحرف الدخيلِ
كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ
برّحتني محْنَة ُ السّخْطِ القَتول
غادة ٌ يأخذُ منها بابلٌ
طَرف السحرِ عن الطرْفِ الكحيل
فإذا قابلَ منها لحظَها
فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
رقم القصيدة : 13464
-----------------------------------
أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
حرباً وكانت قبل ذا سَلْمى
كانت بهجري غيرَ عالمة ٍ
فَهَدَيْتِها منه إلى علمِ
هذا وفاقٌ عن مخَالفَة ٍ
كالزيرِ تُصْلِحُهُ على البمّ
خودٌ تلقّنُ تِرْبَها حُججاً
كالبنتِ مُصْغِيَة ً إلى الأمِ
والغادتانِ تفيضُ بينهما
خُدعُ الهوى وقطيعة ُ الحلمِ
إنّ النواعمَ في العتاب لها
غَرَضٌ إليه جميعها ترْمي
لو قدْ وقفتِ على ضنى جسدي
لوقفتِ باكية ً على رسمِ
ورأيتِ أضداداً أذوبُ بها:
حُرقاً تُشبّ، وأدمعاً تهمي
وبنفسيَ الخودُ التي برئَتْ
في قتلها نفسي من الاثم
لمياءُ تبسمُ عن مؤشَّرَة ٍ
تجلو الظلامَ ببارقِ الظَّلمِ
وتخوضُ من سَفَهِ الصِّبا مُلَحاً
فتحلّ منك معاقدَ الحِلْم
مرّتْ تميس فقلتُ: هل سكرَتْ
من ريقها بسُلافة ِ الكرْم
كَمُنَعَّمِ الأطرافِ، بَلّلَهُ
شرقُ النسيم بريقهِ الوسمي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
رقم القصيدة : 13465
-----------------------------------
وليلٍ رَسَبْنَا في عُبَابِ ظَلاَمِهِ
إلى أن طفا للصبح في أفقهِ نجمُ
كأنَّ الثريَّا فيه سَبْعُ جواهرٍ
فواصلُها جَزْعٌ به فُصّلَ النظم
وتحسبها من عسكر الشهب سُرْبة ً
عمائمهمْ بيضٌ، وخيلهمُ دُهمُ
كأنَّ السُّها مصنى ً أتاه بنعشِهِ
بنوه وظنوا أن موْتَتَهُ حَتْمُ
كأنَّ انصداعَ الفجر نارٌ يُرَى لها
وراء حجابٍ حالكٍ نفسٌ يسمو
وتحسبهُ طفلاً من الرّومِ طَرّقَتْ
به من بناتِ الزنج قائمة ً أُمّ
أأُعْلِمَ في أحشائها أنَّ عُمْرَهُ
لدى وضعهِ يومٌ، فشيّبه الوهمِ؟
وذَرّتْ لنا شمسُ النّهارِ مذيبة ً
على الأرض روحاً في السماءِ له جسم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
رقم القصيدة : 13466
-----------------------------------
أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
وَعْدا به أُبرىء أسقامي
فعاد عنه للحشا جارحاً
كَرَجْعة ِ السهمِ إلى الرّامي
فقاتلي طرفيَ لا طرفُهَا
والجفنُ من جرحِ الحشا دامِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
رقم القصيدة : 13467
-----------------------------------
وطيّبة ِ الأنفاس تحسبُ وصلَها
ومَنْ واصلته جنّة َ المتنعمِ
تفتّحَ وردُ الخدّ في غصن قدّها
ونورَ فيه أقحوان التبسمِ
كأن استماع اللفظ منها تَعَلُّلٌ
بلذّة راحٍ واقتراحِ ترنّم
تُحدّثُني بالسرِ في ثِنْيِ ساعدي
فيسمعُ نجوى السرّ من فمها فمي
إذا ما الثريا رَحّلَ الليلُ شمله
لها في يدِ الإصباحِ باقة ُ أنجمِ
وجدتَ ثناياها العِذابَ كأنما
تُعلّ بمسكٍ في رحيقٍ مُختَّم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
رقم القصيدة : 13468
-----------------------------------
بِحُكمِ زمانٍ يا لَهُ كيفَ يحكمُ
يُحرّمُ أوطاناً علينا فَتَحْرُمُ
لقد أركبتني غربة ُ البين غربة ً
إلى اليوم عن رسم الحمى بي تَرسمُ
إذا كلّ عني من سنا الصبح أشهبٌ
تناول حَمْلي من دُجَى الليل أدهم
وتحسبُهُ يرتاضُ في غَرْسِ حمله
وَيُسْرَجُ فيه للركوب ويُلجَم
لكلّ زمانٍ واعظٌ، وعظُهُ كما
يَخُطّ كلاماً بالإشارة أبكم
وحادٍ رَمى بالعيسِ كلّ مُضِلّة ٍ
كأن عليه مَجْهَلَ الفيح مَعْلَم
وقد نحرتْ في كلّ شرق ومغرب
عليها نُحور البيد في العزم أسْهَمُ
وأوجفَ حوليها الكماة ُ ضوامرا
فلا سُنْبٌكٌ إلا يساويه مِنْسَم
فمن راكبٍ يأتي به الخصب بازلٌ
ومن فارسٍ يَصْلَى به الحربَ شيظم
فإن تسرِ في ليلٍ وجيشٍ فإنها
سفائنُ برٍّ بين بحرين عُوّم
وصيدٍ يصيدون الفوارسَ بالقنا
إذا نكلَ الأبطالُ في الروعِ أقدموا
ويستطعمون السّمر والبيضَ إنها
نيوبٌ وأظفار بها الأسد تطْعَمُ
دعتهمْ بروقٌ بالأكفّ مشيرة ً
إليهم، وعينٌ عَرْفُهَا يتنسّم
عصَا شملهم شُقّتْ فشرّق مُنجدٌ
إلى طيّة ٍ منهم، وغرّبَ مُتْهِم
وما قَدَّ قَدَّ السير بالطول سَيرَهم
ولكنما المنقدّ قلبي المتيم
طَوَى البعدُ عنا، فانطوينا على الجوى
نواعمَ تشقي بالنعيم، وتنعم
دعونا نساير حادياً قادَ نحوها
مسامعَنا منه الحداءُ المُنَغَّم
فما هذه الأحداجُ إلاّ قلوبُنا
حبائبنا فيها سرائر تُكْتَمُ
بنفسيَ من حورِ المها غادة ٌ لها
فمٌ عن شديدِ الخوف بالصمتِ مُلجَم
ينمّ عليها طيبُ ريَّا كلامِها
فيدري غيور أنصها تتكلّم
أُرَجِّعُ بالشوقِ الحنينَ وإنَّما
يهيجُ حنيني عَوْدها حين يُرْزِمُ
قد سَفَرَتْ في تُوضَحٍ فَتَوَضّحَتْ
مسالكهُ للسفر، والليلُ مظلمُ
ومرّت على سِقْطِ اللوى فتساقطتْ
دموعٌ عليها، دُرَّها لا ينظَّم
وقد ضرّجتْ ثوبي لدى عينِ ضارجٍ
عليّ جفونٌ، ماؤها بالأسى دمُ
معاهدُ مازال امرؤ القيس بينها
يُعبّرُ عن عهدِ الهوى ويترجمُ
تَوَهّمْتِها حُلْماً بها فذكرتُها
وقد يذكرُ الإنسانُ ما يَتَوَهّمُ
وإني لآوي من زمانٍ لبستهُ
إلى ذِكَرٍ تأسو فؤادى وَتَكْلُم
لياليَ تسبي اللبّ منه سبيئة ٌ
تناولها من كافرِ القلبِ مُسلم
سلافة كرمٍ ليس يسخو بمثلها
لغيرِ فتى تَحْظَى لديه وَتُكْرم
يُطافُ بها في حُمْرّة ِ الوردِ جوهراً
له عرضٌ وهو السرورُ المُحرَّمُ
يسيغُ فمي في شِدّة ِ السكر صِرْفَها
وما فرحة ٌ في السمع إلا الترنّمُ
فلله عمرٌ مرّ بي فكأنني
به في جنانِ الخُلدِ قد كنتُ أحلمُ
لياليَ روضُ العيشِ غضّ وماؤهُ
نميرٌ، ومنقوضُ الشبيبة ِ مُبْرَم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
رقم القصيدة : 13469
-----------------------------------
يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ
ما همّ فيك الحُزْنُ بالمستهامْ
همودُ رسمٍ منكِ تحتَ البلى
محركٌ منّي سكونَ الغرامْ
لمّتُ عليكِ الدهرَ في صَرْفِهِ
وقلتُ للأحداث صَمِّي صمامْ
وقامَ في الخُبْرِ لمستخبرٍ
سكوتُ مغناكِ مقامَ الكلام
يا بارقَ الجوّ تَبسّمْ بها
وابكِ عليها بدموعِ الغمامْ
وَحَلّها بالنور من روضة ٍ
تَفُضّ عن فأرة ِ مسكٍ ختامْ
حتى أرى عنها ظباءَ الفلا
مُرَحَّلاتٍ بظباءِ الخيام
من كلّ هيفاءَ غُلاَمية ٍ
مُلْتَبِسٌ بالغُصْنِ منها القوام
تديرُ عيني رشإٍ فيهما
من فترة ِ الطرفِ شبيه السقام
تروحُ والعنبرُ والعودُ في
ليلٍ من الفرع صقيلِ الظلام
تمنعُ أُختَ الشمسِ منها فماً
فيه أخو الدّرّ وأختُ المُدام
لو أنَّ لي حكماً بربع الحمى
أعطيتُهُ من كلّ خطبٍ ذمام
حتى أرى بالوصْلِ حَبْلَ الهَوى
لا يُتّقَى بالبينِ منه انصرام

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
رقم القصيدة : 13470
-----------------------------------
رعى وَرَقُ البيضِ الذي زهرُهُ دَمُ
بهم ورقاً عن زهره الروضُ يبسمُ
جبابرة ٌ في الروع تعدو جيادهم
بهمْ فوق ما سحّ الوشيج المقوَّمُ
تنوءُ بهم في ذُبّلِ الخطِّ أنْجُمٌ
سحائبها نقعٌ، وأمطارها دم
ترحّلُ من آجامها الأسدُ خيفة ً
إذا نَزَلوا للرّعِي فيها وخَيّموا
ترى كلّ جوّ من قناهم ونَقَعِهِمْ
يُكَوْكَبُ إن ساروا بهم وَيُعتّمُ
فِصاحٌ غداة الروع عزّ سكوتهم
وألسنة الأغماد عنهم تُتَرجِمُ
كأن بأيديهم إذا ضربوا الطلى
عزائمَهُمْ، لو أنَّها تتجسّمُ
إذا ما استوَى فِعْلُ المنايا وفعلُهُمْ
بأرواح أبطالِ الوغى فهمُ همُ
أعاريبُ ألقى في نتيجات حَيّهِمْ
لهم أعوجٌ ما يوجفون وشَدْقَم
صحبتهم في موحشِ الأرضِ مُقفرٍ
به الذئبُ يعوي والغزالة ُ تَبْغم
سقى الله عيناً عذبة الدمع أن بكتْ
حظاراً بها للجسم قلبٌ متيم
بلادٌ تلاقيني الدّراريّ كلّما
طلعنَ عليها وهي عنهنّ نَوّم
بأرضٍ يُميتُ الهمَّ عنك سرورها
ويمحو ذنوبَ البؤس فيها التنعّمُ
وكم لي بها من خلّ صدقٍ مساعدٍ
مُهينِ العطايا، وهو للعِرْضِ مكرم
يَفَيضُ على أيدي العفاة ِ سماحة ً
على أنَّهُ من نَجْدَة ٍ يَتَضَرّمُ
إذا فرّتِ الأبطال كرّ، وسيفه
يُحِلّ بيمناه دمَ العلج، محرم
يموجُ به بحره كأنَّ حبابَهُ
عليه دلاصٌ سردها منه يحكم
ونحن بنو الثغر الذين ثُغُوُرُهُمْ
إذا عبَسَتْ حربٌ لهم تَتَبَسّمُ
ومن حَلَبِ الأوداج يُغْذى فطينا
بِحَجْرٍ من الهيجاءِ ساعة َ يُفْطمُ
لنا عَجُزُ الجيشِ اللّهامِ وَصَدْرُهُ
بحيثُ صدورُ السّمْرِ فينا تُحَطَّمُ
يضاعفُ إن عُدّ الفوارسُ عَدُّنا
كأنَّ الشجاعَ الفردَ فينا عرَمرَم
نؤخرُ للإقدامِ في كل ساقة ٍ:
تأخرُ ما يلقى الحتوفَ تَقَدُّم
فإن كان للحرب العوان مُعوَّلٌ
علينا فما كلّ الكواكب تَرْجم
وتنسجُ يوم الرّوعِ من نسج جردنا
علينا ملاءً بالقشاعم ترقم
فمن كلّ مقدامٍ على أعوجية ٍ
بكراتها طيرُ الملاحم تلحم
وطائرة ٍ بالذّمْرِ ملء عنانها
لها الفضلُ في شأو البروق مُسلَّم
رمينا عداة َ الله في عُقْرِ دارهم
بعادية في غمرة الموت تُقْحَمُ
تعومُ بها من بين العُلُوجِ مُظِلّة ً
كما حلّقَتْ فُتْخٌ على الجوّ حُوّم
فمن حاملٍ من غير فحلٍ يُنيخُها
إذا وضعتْ في ساحل الروم صيْلَمُ
ومنسوبة ٍ للحرب مُنْشأة ٍ لها
طوائرُ بالآسادِ في الماءِ عُوّم
كأنَّ قسيّاً في مواخرها الّتي
يُفَرَّقُ منها في المقادم أسهمُ
وترسلُ نِفْطاً يركبُ الماءَ مُحْرِقاً
كُمهلٍ به تشوى الوجوه جهنم
مدائنُ تغزو للعلوجِ مدائناً
فتفتحُ قسرا بالسيوف وتَغْنَمُ
ومتّخذي قُمْصِ الحديد ملابساً
إذا نكلَ الأبطال في الحرب أقدموا
كأنهم خاضوا سراباً بقيعة ٍ
ترى للدّبا فيها عيوناً عليهمُ
صَبَرْنَا لهمْ صَبْرَ الكرام ولم يَسُغْ
لنا الشهد إلاَّ بعدما ساغَ علقم
فغادَر أفواهاً بهم هبرُ ضربنا
نواجذُها من مرهفاتٍ تُثَلَّم
وإنَّ بأيدينا الحديدَ لناطقٌ
إذا ما غدا في غيرها، وهو أبكم
وأجنحة ُ الراياتِ فينا خوافقٌ
كأنَ دمَ الأبطال فيهنّ عدمُ
أمِنْ أبرقٍ بالدرار أوْمَضَ بارقٌ
كطائِشِ كفّ بالبنان يُسَلّم
مَرَى من عيونٍ ساهرات مدامعاً
وكحّلَها بالنُّورِ والليلُ مظلم
فيا عجَبَا من زورة ٍ زارَ طيفُها
جفُوناً من التهويمِ فيها تَوَهّم
ألمّ بساقي عبرة ٍ حدَّ قفرة
بِمِنْسَمِ حرفٍ كلما بُلَ يُلْطَم
وأهدى أريجاً من شذاها ودونها
لمقتحمِ الأهوال سهبٌ وخضرم
وللصبح نورٌ في الظلامِ كما اكتسى
حميماً بطولِ الركضِ في الصدرِ أدهم
أحنّ إلى أرضي التي في تُرابِها
مفاصلُ من أهْلي بَلينَ وأعظمُ
كما حنّ في قَيْدِ الدجى بمُضِلة ٍ
إلى وطنٍ عودٌ من الشوق يُرْزِم
وقد صَفِرَتْ كَفّايَ من رَيّقِ الصبا
ومني ملآن بذكرِ الصبا فم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
رقم القصيدة : 13471
-----------------------------------
بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
إذ لم أصلُ بالعربِ منكم على العُجمِ
دعوا النومَ إني خائفٌ أن تدوسَكمْ
دَواهٍ، وأنتم في الأماني مع الْحُلمِ
وكأسٍ بأمِّ الموتِ يَسعى مُديرُها
إلى أهل كأسٍ حثّها بابنة الكرم
فرُدوا وجوهَ الخيلِ نحو كريهة ٍ
مُصَرِّحة ٍ في الرُّوم بالثُّكْلِ واليُتْمِ
تُهيلُ من النقع المحلّق بالضحى
على الشَّمسِ ما هالَتْه ليلاً على النَّجمِ
وصولوا ببيضٍ في العجاجِ كأنَّها
بروقٌ بضربِ الهامِ محمرّة ُ السّجْم
ولا عَدِمَتْ في سَلِّها من غُمودِها
ظهوراً فقد تخفى الجداول بالرُّجم
وقرعُ الحسامِ الرأس من كلّ كافرٍ
أحبُّ إلى سَمْعي من النَّقر في البمِّ
ولله منكم كلّ ماضٍ كعضبهِ
يَسيلُ إلى الْهَيْجاء متَّقِدَ العَزْمِ
يُحَدِّثُ بالإقدام نَفْساً كأنَّما
يطيرُ إلى الحرب اشتياقاً عن السلم
ويَسطو بمحجوبِ الظُّباتِ إذا بَدا
جلا ما جلا الإصباحُ من ظلمة الظلم
له دخلة ٌ في الجسم تُخرجُ نفسهُ
قبيلَ خروج الحدّ منهُ عن الجسم
ثَبوتٌ إذا ما أقْبَلَ الموتُ فاغِراً
يُردّد في الأسماعِ جرجرة َ القرمِ
له عَينُ ضِرْغام هَصورٍ، فقلبُهُ
بتصريف فعلِ الجهل منه على علسم
ولله أرضٌ إن عدمتم هواءها
فأهواؤكم في الأرض مَنثورة النَّظْمِ
وعزّكم يفضي إلى الذلّ والنوى
من البَيْنِ ترمي الشَّمْلَ منكم بما تَرْمي
فإنَّ بلادَ النَّاسِ ليستْ بلادَكمْ
ولا جارُها والخلِمُ كالجارِ والخِلْمِ
أعَنْ أرضكم يغنيكم أرضُ غيركم
وكَمْ خالة ٍ جَداء لم تُغْنِ عن أُمِّ
أخلّي الذي وُدّي بِوُدٍّ وصَلْتَهُ
لديَّ كما نيطَ الولِيُّ إلى الوسمي
تقيّدْ من القطر العزيز بموطنٍ
ومتْ عند رَبْعٍ من ربوعكَ أو رسمِ
وإيّاك يوماً أن تُجرّبَ غُربة ً
فَلَنْ يستجيزَ العقلُ تجربة َ السُّمِّ!
 
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
رقم القصيدة : 13472
-----------------------------------
دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
به تُخْضبُ الكف والمِعْصمُ
أصفراءُ يَبْيَضّ منها الحباب
أمِ الشمسُ عن أنجمٍ تبسِم
وتلك شقيقة ُ روحِ الفتى
إذا وُجِدتْ فالأسَى يُعْدمُ
تُلامُ على شُرْبِ مشمولة ٍ
ولم يدرِ ما سرّها اللوم
خبيثة ُ دنّ سناها المنيرُ
محيطٌ به قارها المظلم
وقد كثر القول في عمرها
ولم يُدرَ عاصرها الأزلمُ
يقهقه في الصبّ إبريقها
كما هَدرَ البازلُ المُقْرَم
إذا انبعثتْ منه قال النيدم:
أينسابُ من فمه أرقم
يبيتُ لها سهرٌ في العروقِ
وأعينُ شُرّابها نُوّمُ
كأنَّ لها في خفيّ الدّبيبِ
نمالاً مساكنها الأعظمُ
يطوفُ بها رشأ أحورٌ
لمقلته الليثَ مستسلمُ
وتلحظُ بالسحرِ منه الجفونُ
ويلفظُ بالدرّ منه الفمُ
بفوّاحة ِ الزّهرِ مخْضَلة ٍ
تُجادُ معَ الصبحِ أوْ تُرْهمُ
تنظِّمُ فيها أكفُّ الغمام
جُماناً بكفّيكَ لا يُنْظم
كأنَّ لها في طِباقِ الثْرى
بأيدي الحيا حُللاً تُرْقَم
على شدوات طيورٍ فصاحٍ
على أن أفصحها أعجَم
لهنّ أعاريض عند الخليل
مهمَلة ُ الوزن لا تُعْلَم
ترجِّعُ فيها ضروبَ اللحونِ
فَتُطْرِبْنا، وَهْيَ لا تفهم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
رقم القصيدة : 13473
-----------------------------------
هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
وأقبَلَ الصّبْحُ رافعاً عَلَمَهْ
كزاحِفٍ أقبلتْ كتائبُهُ
هازمة ً في اتّباع منهزِمه
كأنّ في كفّه حسامَ سناً
ما مسّ من خندس به حَسَمَه
كأنَّما للمُنَى بها شَفَة ٌ
فهو من الغرب داخلٌ أجمه
ونفخة ُ الزّهر شمُّها عبقٌ
وريقة ُ الماء بالصبا شَبِمَه
ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلُها
مرجعٌ في غصينه نغمه
كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ
عن غُرّة ِ الصبح راحة ٌ غُمَمَه
كأنّما الشمسُ جمرة ٌ جَعَلَتْ
تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه
خذوا من الكرمِ شربة ً وصفتْ
للشربِ ريّا، نسميها كتمهْ
كأنَّما الدّهرُ في تصرفهِ
تريكَ ياقوتة ً منعَّمَة ً
عن لؤلؤٍ في الزجاج مبتسمه
فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثِمَهْ
فالعيش في شربها معَتَّقة ً
بسكرها في العقول محتكمهْ
على غناءٍ بعودِ غانية ٍ
يُجْرِي عليها بنانُها عَنَمَهْ
لسانُ مضرابها، ترى يدها
له فماً، ليتني لثمتُ فمهْ
وشادنٍ في جفونه سَقَمٌ
كأنَّني عنه حاملٌ ألَمهْ
ودّعنا في سلامهِ عَجِلاً
ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمَهْ
كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ
كواضعٍ فوق جمرة ٍ قدمهْ
كأنَّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ
في فلقِ الصبحِ أدغمَ العتمهْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
رقم القصيدة : 13474
-----------------------------------
وكأس نشوانَ فيها الشمسُ بازغة ٌ
باتت تديمُ إلى الإصباحِ لثمَ فمهْ
تخف ملأى وتعطي الثقل فارغة ً
كالجسم عند وجود الروح أو عَدَمِهْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ
وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ
رقم القصيدة : 13475
-----------------------------------
وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ
مُساعدٍ في كلّ أمرٍ لا يُذمْ
يقولُ في لا: لا، وفي نعم: نعم
لا ناكبٌ عن فتية ولا برِمْ
مقلّب القلب لهمّ في الهمَمْ
يحلّ عنك بالغنى عن العدمْ
يحرمُ بالسيف الخطوبَ لا تُلمْ
مجوهرٌ سيفُ عُلاهُ بالكرمْ
مهذّبٌ في كلّ علم للأمم
كأنّما شيمتهُ خمر الشيم
يحيي السرورَ ويميتُ كلّ همْ
نادمتُ منه سيّدا بلا نَدَمْ
من عنب ... سقانيه عتم
مدامة ً زادتْ على عُمْرِ القدمْ
يحملُ من موجودها الكأسُ عَدَمْ
زجاجها الصافي عليها لا يَنِمْ
إلاَّ بوصفٍ أو بذوقٍ أو بشمْ
في ليلة ٍ مَرّتْ كَزَوْرَة ِ الحلم
كأنَّما الأنجمُ منها في الظُّلَمْ
أوجهُ رومٍ يسبحونَ في خِضَمْ
حتى إذا ما عُمُرُ الليلِ اْنصرَم
وفّر من نور الصباح وانهزمْ
كعابسٍ في حنقٍ من مبتسم
قمت لصيد الطير في قرا أحمْ
كالليلِ إلاَّ قبلة الصبح بفم
بحرٌ عليه بالعنان قد ختم
بباشِقٍ متّقِدِ العينِ قَرِمْ
ذي مخلبٍ مُعَوّجٍ لم يستقم
مثلِ هلالٍ طالعٍ مع العَتَمْ
عند انعطافٍ، لا اسودادٍ مدلهمْ
أقنى مُعَرًّى أنفُهُ من الشّمَم
مصَمِّمٌ على الطيور مقتحمْ
والطيرُ منها جبناءٌ وبُهَم
حتى إذا قلّبَ عيناً كالضّرَمْ
صادقة ً طرفتُها لا تُتّهَمْ
وأبصر الفُرْجة َ همَّ فاعتزم
كالليثِ قد أوفى على سرب النَّعَمْ
في روضة ٍ أطيارها ذاتُ نغم
كما تغنّتْ فِرَقٌ من العجم
قامَ الربيع عندها على قدم
فاتحة ً أعينَ زهرٍ لم تنم
تجول فيها كمدامع الرِّهَمْ
ففارقَ الكفَّ إلى الصيد، فَشِمْ
خاطفَ برقٍ في غمامٍ مرتكم
ما فاتكٌ غادرَهَا في المُقْتَحَمْ
فوارساً تلا.........أيدي الخدمْ
وعاود الكفَّ وفيَّاً بالذمم
بمنسرٍ يمسح عنه فضلَ دمْ
مسْحَكَ ميَّاعَ المِدادِ بالقَلَمْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
رقم القصيدة : 13476
-----------------------------------
قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالاً
يشبه الصبّ من نحافة جسمهْ
من يكن صائماً فذا رمضانٌ
خطّ بالنّور للورَى أوّلَ اسمِه

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
رقم القصيدة : 13477
-----------------------------------
وأدهمَ ينهبُ عُرضَ المدى
ويجري به كلّ عِرْقٍ كريم
بعيني عقابٍ وشِدْقيْ غرابٍ
وأرساغ جأبٍ، وساقَيْ ظليم
كأنَّ البروقَ على جِسْمِه
مداوس تصقل منه أديمْ
وتحسبُ غرّة َ صبحٍ منيرٍ
بدتْ منه في وجهِ ليلٍ بهيم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبا هاشم هشمتني الشفار
أبا هاشم هشمتني الشفار
رقم القصيدة : 13478
-----------------------------------
أبا هاشم هشمتني الشفار
فلله صبري لذاك الأوار
ذكرت شخيصك ما بينها
فلم يدعني حبّه للفرار

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
رقم القصيدة : 13479
-----------------------------------
يا رسولي الذي يُحدّثُ سمعي
بحديثين من شفائي وسقمي
بلغِ الشمسَ أنني لا أراها
يومَ صحوٍ حتى أرى وجهَ نُعمِ
قالت الشمس: صفْ لنا خلق شمس
هِمْتَ وجداً بها، فضُوعِفَ همي
قلتُ: والله فيه أحسنُ تقويـ
ـمٍ، فهذا في الوصفِ مبلغُ علمي
غادة ٌ أكثرت خلافي فكانتْ
نارَ حربٍ وكنتُ جنَّة َ سلم
وهي لمياءُ تمنعُ الريقَ صوناً
وتروّي السواكَ منه برغمي
أيّ درٍ من العقيق عليه
خاتمٌ لا يُفكّ عنه بلثم
أكسبتني جفونُها من سقامٍ
عَرضاً ضاق عنه جَوْهَرُ جسمي
يا قتولاً أرى لها في نضالي
حدّ سهمٍ مثلّماً حَدّ سَهْمِي
أدْرَكَ النارَ ناظرٌ لكِ مُرْدٍ
من له ناظرٌ لخدك مُدْمي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
رقم القصيدة : 13480
-----------------------------------
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أشامَكَ من أشْبَهْتَ حُسْنُ ابتسامه
وهلْ بِتْ منْعِ مُسْتعيرا أناملاً
تشيرُ إلينا حُمْرها بسلامه
وكيفَ يشيمُ البرقَ مَنْ باتَ جَفْنُهُ
إلى الصبح مكحولاً بطولِ منامه
أمنْ بردتْأنفاسه من سُلوّهِ
كمن حميت أحشاؤه من غرامه
غزالٌ سقيم الطرفِ أفنيتُ صحتي
ولم تغنِ شيئاً في علاجِ سقامه
وغصنٌ، ذبولي في الهوى باخضراره
وبدرٌ، مُحاقي بالضنا من تمامه
ولوْ شئتُ عَقْدَ الخصرِ منه لحضْني
عليه تثني خيزران قوامه
يصدّ بوردٍ فوقَ خدّ كأنهُ
يقبّلهُ صدغٌ بِعَطْفهِ لامه
وَمُسْتَوْطَنٍ كُورَ النّجيبِ بِعَزْمِهِ
وطارَ له في القفْرِ وَحْيُ زِمَامِهِ
تزاحمُ هماتُ العلا في فؤاده
وغُرّ المعاني في فصيح كلامه
وفي المَيْسِ مَيّاسٌ بإيجافِ سَيْرِهِ
رجومٌ بأجواز الفلا بلغامه
إذا ثار صكّ الصدر بالخف شِرّة ً
فما زال سهبُ الأرض قوتاً لأرضه
ولا انفكّ قوتُ الرحل شحمَ سنامه
وأعملتهُ بدراً ولكنُ رددته
هلالاً، مشى فيه مُحاقُ المهامهِ
وَمَرّتٍ يَطولُ سَفْرَهُ بِنَفاذِهِ
أُتيحَ له مُسْتَنّجِدٌ باعْتزامِهِ
إذا صرصرُ الأرواحِ أغشتهُ صرَّها
شوى الوجهَ منها حرُّهُ باحتدامه
يبلّ صَدَى الأرْماق في القيظ رَكبُهُ
بِمُلْتَقَطٍ يثْنِي القَطَا عن جمانِهِ
تمزَّقُ عنه الكفُّ جلبابَ عرمضٍ
فيبدو كنورِ الصّبْح تحتَ ظلامِهِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
رقم القصيدة : 13481
-----------------------------------
ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
أكلتُمْ عليها، طولَ ليلكمُ، لحمي
بلى لو قَدَرْتُمْ لاتَّخذتُمْ شرابَكمْ
دمي في كؤوسٍ وهي تنحتُ من عظمي
سلامٌ عليمك أوقدوا نارَ حَربكم
فإني مفيضٌ ماءَ سلمي من حلمي
فللحم عندي إن أكلتم عواقبٌ
تُقصّرُ عنهنّ العواقب للظلم
وَلي مِقْوَلٌ قد أطْلَقَتْهُ سَجيّتي
عن الحمد لما عقّلتْهُ عن الذمِّ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ
وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ
رقم القصيدة : 13482
-----------------------------------
وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ
أسُلّ لحربه ظُبَة َ الحُمامِ
ولي كلمٌ كأن اللفظ منها
يَرُشّ السمعَ منه بالسّهامِ
ولكني أكفكفها بحلمٍ
يُلاثُ البُرْدُ منه على شمام
ولستُ أُعيدُ من حَنَقٍ عليه
مخاطبة ً لتجديد الخصام
ويقصرُ في الحقيقة كلُّ شيءٍ
ثَنَيْتَ جمِيعَهُ غَيْرَ الكَلام

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
رقم القصيدة : 13483
-----------------------------------
شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
وَجَرَّدْتُ من عزْمي شقيقَ حُسامي
وقمتُ نهوضَ العَوْدِ حُلّ عِقالُهُ
فأقْعَدَنِي المقدورُ عند قيامي
إذا صاحَ بي أمرٌ من الله صيحة ً
رجعتُ ورائي، والحبيبُ أمامي
وكيْفَ أرى لي قصْد وجهي إليكُمُ
إذا كان في كفّ القضاءِ زمامي
وما هي إلاَّ غربة ٌ مُسْتمرة ٌ
أرى الشيخ فيها بعدَ سِنّ غلام
كأنَّ قَذالي بالقتير مُعَوَّضُ
قبيلة َ سامٍ من قبيلة حام
وماشيّبَ الإنسان مثلُ تغربٍ
يَمُرّ عليه اليومَ منه كَعَام
وهل رحتُ إلاّ طالباً بالنوى عُلى ً
كأني منها للنجومِ مُسامِ
وإني لسهمٌ في نفاذي وليتني
يهدّبُ بي دار الأحبة رامِ
أبا الحسن اسمعْ عذرة ً قد بعثتها
ـ فلا زلتَ في عزّ قرينَ دوام ـ
إذا لم تُطقْ عن أرض قومٍ ترحّلاً
فزرتك ما استوعبته بمقامِ
وأعربتَ عن نفسٍ إليّ مشوقة ٍ
كأنَّ كلاماً منك طيَ كلام
أتاني كتابٌ منك نَمّقْتَ خطّهُ
كما دبّجَ الروضَ انسجامٌ غمامِ
تناولتُهُ من كفّ مُهْدٍ كأنَّما
بردتُ بعذبِ الماء حرَّ أوامِ
مَشَى في ضميري بالسرور كما مشَى
صلاحٌ شفاءٍ في فساد سقام
كأنّ كتابي باليمين أخذته
وقيل ليَ: ادخلْ جنّة ً بسلام
فلا تحسبوني قدْ تَسَلّيتُ عنكم
بطيبِ سماعٍ أو بكأس مُدامِ
ولاضحكتْ سي، وهل ضحكتْ وما
وضعتُ على فَضّ الدموعِ ختامي
متى كنتُ مختارا على الوَصْل فُرْقة ً
تُطيلُ إلى وِرْدِ اللقاءِ هيامي
ولا تحسبوني خائفاً قطعَ مهمة ٍ
يدومُ، وأخفافُ المطيّ دوام
تَنَفّسَ منه الحرُّ في حُرّ وجنتي
تَنَفُّسَ قَيْنٍ في صقيل حسام
ولا ساكناً في ليْلَة ٍ مُدْلَهِمَّة ٍ
سَرَى رَكبُها فيها اصطلاءَ ظلام
إذا ما رغا في الجوّ فحلُ سحابها
حَكى الثلجُ من شدقيه جَعْدَ لغام
ألمْ أركبِ النفسَ اشتياقاً إليكم
غواربَ مخضّر الغواربِ طام
ألم أكُ في الغرقى مشيراً براحتي
فلم أنْجُ إلا من لِقَاءِ حِمامي
ألم أفقد الشمسَ التي كان ضوءها
يُجلي عن الأجفان كلّ ظلامِ
طعمتُ بهذا كله في لقائكم
لِتَغْرَمَ نَفْسٌ أُتْلِفَتْ بغرام
بقيَة َ أحبابي الذين حَوَتْهُمُ
مضاجعُ لم يُضْجَعْ بها لمنام
أخذتُ ذمامي مِنْ زماني عليكم
فما كان إلا غادراً بذمامي
تفرّقتمُ في البين، في كلّ وُجهة ٍ
نثير جُمانٍ، في انقطاع نظامِ
فحزبٌ يكفّ الدهرُ عنه عزيمتي
وحزبٌ تردّ الرومُ عنه مرامي
سأُعْطِي بشيرا قال لي: قد تجمَّعوا
ثوابَ صلاتي طائعاً وصيامي
وأرقُبُ يَوْماً فيه بالوَصْلِ تَلتقي
سجامُ دموعٍ بيننا بسِجام
متى آتكم يُنْشَرْ لكمْ من ضريحه
دفينُ اغترابٍ لا دفينُ رغامِ
 

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
رقم القصيدة : 13484
-----------------------------------
خلعتُ على بُنياتِ الكرومِ
محاسنَ ما خلعنَ على الرسومِ
أخذتُ بمذهب الحكمي فيها
وكيفَ أميلُ عن غرض الحكيمِ
وما فضلُ الطلول على شَمُولٍ
تمجّ المسك في نفَس النسيمِ
يُجدَّدُ حبّها في كلّ قلبٍ
إذا صقلتهُ من صدأ الهمومِ
وكنتُ على قديم الدهر أصبو
إلى اللذّاتِ بالقصر القديم
تُردّ إذا ظمئت عليّ كأسي
كما رُدّ اللبان على الفطيم
وما استنطقتُ من طللٍ صموتٍ
كأنَّ له إشاراتِ الكليم
بل استنطقْتُ بالنّغماتِ عودا
تنبّهَ مُطرباً في حجْر ريمِ
وربّ منيمة ِ الندماءِ سُكراً
نفيتُ بها المنامَ عن النديم
فقامَ ومُقْلَة ُ الإصباحِ فيها
بقية ُ إثمدِ الليلِ البهيم
كأنَّ الصبحَ معترضاً دجاهُ
خصيمٌ يستطيل على خصيمِ
كأن الشرق في هذا وهذا
مَصَفٌّ فيه زنجيّ ورومي
وليلٍ شُقّ فيه ضياءُ صبحٍ
كأدهمَ، في إغارته، لطيمِ
قطعنا تحت غيهبه عَراءً
بعارية ِ العظامِ من اللحوم
وداميَة ٍ مناسِمُها رَسَمْنَا
لها قطعَ المهامهِ بالرسيمِ
وَطُفْنَا في البلاد طوافَ قَوْمٍ
يريح نفوسَهمْ تَعَبُ الجسوم
وفي مغنى ابن عباد حلَلنا
وقد نِلنا المنى عند العَزيم
بحيثُ يَغُضّ أبصارا ملوكٌ
تُعظِّمُ هيبة َ الملك العظيم
تُنَظَّمُ في مراتبه المعالي
فتحسبها نجوماً للنجومِ
وتهمي من أناملِهِ العَطايا
فتحسبها غيوماً للغيوم
وتصدرُ عن ندى يده الأماني،
إذا وردته هيماً، غير هيمِ
إذا نسيَ الكرامُ أنابَ ذكرا
يسافرُ في فمِ الزمن المقيمِ
تناجيه فراسة ُ ناظريه
بما في مُضمرِ القلبِ الكتومِ
فيا ابنَ الصيد من لحمٍ، ولحمٌ
بدورُ مطالع الحسب الصميم
إذا جادوا فأنواءُ العطايا
وإن حلموا فأطوادُ الحلوم
وأحرَمَ في يمينك مَشْرَفيّ
أدَمْتَ ببذلِهِ صَوْنَ الحريم
ومُعْتركٍ تَلَقّى الفنشُ فيه
غريماً مهلكاً نفْسَ الغريمِ
تَسَتّرَ بالظلامِ وفرّ خوفاً
بروعٍ شقّ سامعتي ظليمِ
وذاقَ بيوسفٍ ذي البأس بؤساً
فمرّرَ عنده حلوَ النّعيم
وقد نهشتهُ حيّاتُ العوالي
سلو الليلَ السليمَ عن السليم
ثنى توحِيدُكَ التثليثَ منه
يَعَضّ على يَدَيْ فَزِعٍ كظيم
رآك وأنتَ مبتسمٌ كضارٍ
تثاءبَ عن نواجذه شتيمِ
غداة أتى بصلبانٍ أضلّتْ
علوجاً أبْرَمُوا كَيْدَ البريم
كأنّهم شياطينٌ ولكنْ
رميتَهُمْ بمحرقة ِ النجوم
علوجٌ قُمْصُ حَرْبهمُ حَدِيدٌ
يُعبِّرُ عنهمُ سهكُ النسيم
يقودهم لحينهم ظلومٌ
لأنفسهم، فويلٌ للظلوم
رعى نَبْتَ الوشيج بهمْ فمادوا
وتلك عواقبُ المرعى الوخيم
وأوردهمْ حياضاً في المواضي
بماءِ الموت ساقٍ من جموم
ولما أنْ أتاكَ بقومِ عادٍ
أتيتَ بصرصرِ الريح العقيمِ
وقد ضرَّمتَ نارَ الحرب حتى
حَكَتْ زفراتُها قِطعَ الجحيم
وثارَ بركضِ شُزَّبِها قتامٌ
خلعنَ به الصريمَ على الصريمِ
فثوبُ الجوّ مغبرّ الحواشي
ووجهُ الأرض محمرّ الأديمِ
وقد سَكِرَتْ صِعادُ الخطّ حتى
تأودّ كلّ لدنٍ مستقيمِ
وما شربتْ سوى خمر التراقي
ولا انتشقت سِوَى وَرْدِ الكلوم
فصلّ لربك المعبود وانحرْ
قروماً منهمُ بعدَ القروم
وَعَيّدْ بالهدى وأعِدْ عليهمْ
عذابَ الحرب بالألم الأليم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
رقم القصيدة : 13485
-----------------------------------
أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا
أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ
أم على الكافور بالمسك خُتِم
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى
حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ
غُرّة ُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ
أمِراة ٌ أم غديرٌ دائمٌ
مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما
رفعتْ عنه يداً حتى انفصم
كلّ ذا يدعو إلى مشمولة ٍ
فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ
فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ
واشكلِ الأوتار عن نغمتها
لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا
سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى
نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ
خالفتْ أفعالها أعمارها
فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها
لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا
ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها
تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها
غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها
من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا
جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا
ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ
بُدىء َ المجدُ به ثمّ خُتِم
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ
وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم
يتركُ النقمة َ في جانبهِ
وإذا عاقبَ في الله انتقمْ
وإذا قال: نعم، وهي له
عادة ٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ
كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا
وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ
تنتحي السادات عزّاً فإذا
قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ
منه في تسليمها أمْ مستلمْ
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى
شَفَة ٍ يمشي إليه لا قدم
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا
مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم
كلما أوطأ حرباً سبكاً
حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ
وإذا حاول في طعن الكُلى
صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم
يطأُ الهامَ التي فلقها
بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا
ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ
فضياءُ الشهب في قسطلهِ
ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ
من قناها ساكناتٍ في أجَم
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا
مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم
يستظلّون بأوراق الظبا
وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم
وعروسٍ لك قد أهديْتُها
تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا
حاولوا تحصيلها فهيَ حكم
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ
أممٌ في المدح منْ بعد أممْ
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا
أبداً بُنيانهُ لا ينهدم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خليفة ُ الملك ترى عنده
خليفة ُ الملك ترى عنده
رقم القصيدة : 13486
-----------------------------------
خليفة ُ الملك ترى عنده
خليفة َ الشمس تجلّي الظُّلَمْ
ذابلة ٌ، في الصُّفْرِ مركوزة ٌ
لها من النَّار سِنانٌ خذِم
تبدي من الشمع قراً مدمجاً
لولا نُخاعُ القُطْنِ لم يَسْتَقمْ
فجسمها من ذهبٍ جامدٍ
يُذِيبُهُ روحٌ له مُضْطَرِم
تَقْطفُ من هامتها فَضْلَة ً
قطفكَ بالمقراض رأسَ القلمْ
فنورُها من ذاك مُسْتأنَفٌ
كأنَّهُ الصحّة ُ بعْدَ السّقم
يأكلُها وهيَ غذاءٌ له،
منها لسانٌ وهوَ في غير فمْ
كأنّها راقصة ٌ بيننا
لم تنتقلْ في الرَّقْص منها قدم
قائمة ٌ في مَلَبسٍ أصْفَرٍ
قد حرّكتْ منه لنا فَرْدَ كُمْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
رقم القصيدة : 13487
-----------------------------------
عسى للصَّبا عِلْمٌ بِرَسْمِ المعالمِ
فتبردَ حرّاً من صبابة ِ هائمْ
ربوعٌ ربعتُ اللهو والكاس والصِّبا
بها مُكْرَماً بالوصْلِ عند الكرائم
لياليَ تعذيبي من الوجد مقلقي
ورشفي اللمى من عذبة الرِّيق غارمي
وقد كان في مَحْلِ الهوى وانتجاعِهِ
مُنَدّاي في وَرْد الخدود النّواعم
فيا ريحُ إنَّ الرّوحَ فيكِ فعلّلي
به ساهراً، وقفاً على ذِكرِ نائمْ
تطيّبتِ بالأرضِ التي طابَ تُربها
ومجّ نداها الندَّ في أنف لاثمْ
وأذكرْتِني عَصْرَ الصبا فكأنَّما
تَحدّثُ منه العين عن طيف حالمْ
أعيدي حديثاً عنده مَوْردٌ، لنا
وُقوعٌ عليه، بالقلوب الحوائم
وهاتي جهامَ السُّحبِ أملؤها حياً
بدمعي لسقيا أرْبُعي ومعالمي
سرتْ موهناً تمشي على الماء بالهوى
وبِالمسكِ من أنفاسِها في النّمائمْ
وليس حديثُ الريح إلا تبسّماً
يفتّ حصاة َ القلب بين الحيازم
وكم من بِلى صبرٍ تهبّ به أسى ً
وتجدِيدِ شوقٍ من هوًى متقادم
وأسطارِ حزن يملأ الخدَّ خطُّها
جراحاً، بأقلام الدموع السواجم
فمَنْ لغريبٍ مذْهبٍ شَطْرَ عُمْرِهِ
طِلابُ المعالي وارتكابُ العزائم
ذوى عُودُهُ وانحطّ في العمرِ إذا رَقَى
إلى سنِّ مَنْ أفنى ثلاثَ عمائم
لقد صرمتْ حبلي ظباء الصرائم
وجازَتْ مَوَدّات الهوى بالسخائم
وأعرضَ عن ذكري الحسان وطالما
نقشنَ كلامي في فصوصِ الخواتم
مغيرا، فتغدو غُرّها من غنائمي
كأنِّيَ لم أُشْغَفْ بِزَهْرِ بَرَاقِعٍ
يقصّرُ عن ريّاهُ زَهْرُ الكمائم
ترى نرجس الأجفان منه كلاثمٍ
يشير إلى ما في أقاحِ المباسمِ
لياليَ يشدوني على كأسِ قهوة ٍ
قيانُ العذارى أو قيانُ الحمائم
وصفراء في جسم الزجاج تميّعتْ
تألقَ برقٍ في الغمام لشائم
ترى الشمسَ منها وَسْطَ هالة ِ أنْجُمٍ
ولا فلكٌ إلاَّ بَنَانُ المُنَادم
وكم غادة ٍ زارَتْ على خوفِ رِقْبَة ٍ
ولم يثنِها عن زورتي لومُ لائم
فباتَ يشبّ النارَ في القلب حُبُّها
على أنها كالماء في فم صائم
وبيدٍ تَرَى ذاتَ السنابك في السّرَى
مسلِّمَة ً فيها لذات المناسم
بها من قبيلِ الإنس جنّانُ مَهْمَة ٍ
صعاليكُ إلا من قنا وصوارم
وكلِّ أضاة ٍ لا مغاصَ للهذمٍ
إذا طَلَعَتْ زُهْرُ النجوم العوائم
وكلّ عُقابٍ جانحٍ بقوادمٍ
مُعقٍ بطرف، سابحٍ بقوائم
كأنّ الرياحَ الهوجَ راضوا شدادها
أما ركبوها وهي لِينُ الشكائم
إذا ما انتضوا للحرب ما في غمودهم
رعوا بوجيع الضرب ما في العمائم
وتعجبُ منهم من فصاحة ألسنٍ
وما صَحبوا في القفرِ غيرَ البهائم
وخضرٍ خلاياهُنّ تجري كما ارتَمَتْ
بقاعِ سرابٍ مُجْفَلاتُ النّعائم
كأنّ جبالاً بالعواصف فوقها
مُسَيَّرَة ٌ من موجها المتلاطم
كأنَّ مغاصَ الدّرّ في قعرها بَدَتْ
فرائدهُ أو منثراً للدراهم
كأنّ على الأفلاك مسبحَ فلكها
إذا طلعتْ زُهرُ النجوك العوائم
إلى ابنِ تميم أسْنَدَتْ كلّ مَنْكِبٍ
إلى منكبِ الجوزاءِ غيرَ مزاحم
وجدنا جميع الأرض في أرضِ حمّة ٍ
وفي قَصْدِنا يحيى جميعَ المكارم
همامٌ صريحُ العزم سلّ سيوفَهُ
فذبّتْ ضراباً عن جذور المحارم
بأروعَ عن ثغرِ الرئاسة ِ باسم
تحلّ بنو الآمالِ منه بساحة ٍ
بها يَقِفُ الجبُّارُ وِقْفَة َ واجم
وتمشي بذي الإكبار جَبْهَة ُ ساجدٍ
إليهو فوق التراب أو فم لاثم
حمى مُلكهُ يحيى ولولاه ما احتمى
وهل يحتمي غيلٌ بغير ضبارِم
وحَكّمَ في الجودِ العُفاة َ، وهكذا
يُحَكّمُ أطرافَ الظّبا في الجماجم
تشيمُ به صبحاً من العدل مُشْرِقاً
إذا كنتَ في ليلٍ من الجور فاحم
ويجري لك المعروفُ من كفّ واهبٍ
إذا جَمَدَ المعروفُ من كفّ حارم
إذا رحلته همة ٌ أدْرَكَ العُلَى
وحطّ رحالَ العزّ فوقَ النعائم
ولا عَجَبٌ أن عَلّمَ الجودَ باخلاً:
يَضِلّ أخو جَهْلٍ، ويُهدى بعالم
يسوسُ الوَرَى من بين بَرٍّ وفاجرٍ
بلطفِ صفوحٍ منه، أو عفوِ ناقم
وتطوي سراياه السّرى وهبانهُ
فأيّ انتباهٍ للعيونِ النّوائم
ومن يُمض أمرَ المُلك بالبأس والندى
يَجُزْ حُكْمُهُ في الأرض طيبة حاتم
فما راحة ٌ ولا راحة ٌ للندى بها
ومالٌ عليه البذلُ ضَرْبَة َ لازم
له في مَكَرِّ قَسْوَة ُ قاهِرٍ
وعند مَجَرّ الذيل رأفَة ُ راحم
وَعِفّة ُ سيفٍ، ليس يبْرُقُ بالرّدى
إذا سلّهُ، إلاّ على رأس ظالم
يفضّ ختامَ الهامِ قطفاً عن الطلى
بيسرى إذ اليمنى قبيعة ُ صارم
نَمَتْهُ من الأملاكِ صيدٌ تَقَدّمَتْ
لهم قَدَمُ الإعظام عِند الأعاظم
بهاليلُ من حيٍّ لَقاحٍ سَمَوْا على
أعاربَ من أهلِ العُلى وأعاجم
مجالِسُهُمْ في الحرب والسلم لم تَزَلْ
دسوتَ المعالي أو سرُوجَ الصلادم
بنو الحرب تُخشى صولة ُ البأس منهم
وحربُ القنا في نافذات اللهاذم
لهم كلّ مولودٍ على فطرة ِ الوغى
تُرَاعُ به شبلاً أُسودُ الملاحم
وتحسبُهُ سيفاً على عاتِقِ العلى
ولا حلية ٌ إلا منوطُ التمائم
ولم يدرِ من قبلُ السيوفَ وإنّما
حكى القينُ فيها ما لهم من عزائم
فيا جاعلاً من عَفْوِهِ وانتقامِهِ
جنى النحل طعميه وسمْ الأراقم
لأذكيتَ نارَ العِزّ وهي التي بها
وَضَعْتَ سماتِ الذلّ فوْقَ المَخاطم
سيوفك أبقتْ في الأعادي أبدْتَهُمْ
مآتمَ أحزانٍ بغير مآثم
كأنَّ حروفَ اللينِ كانتْ رؤوسَهُمْ
فلاقَيْنِ حَذْفاً من وقوع الجوازم
وجيشك هنديّ الخوافي، بِهَزّهِ
جناحيْ عُقَابٍ، سمهريُّ القوادم
وزرق ذبابٍ في الثعالب أجدبتْ
وما انتجعتْ إلاّ نجيعَ الضراغم
فيا دولة ً قعساءَ درتْ فأرضعتْ
ثُديَ المنايا أو ثُديّ المكارم
حَلُمَتْ فما تُثْني على حلم أحنفٍ
وجدتَ فما تُصغي إلى جود حاتم
فهنّئْتَ عيدا يقتضي كلّ عودة ٍ
إليكَ، بعزٍّ ثابتِ الملكِ دائم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
رقم القصيدة : 13488
-----------------------------------
أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أم أياة ُ الشمس في كأس النديم
فتلقّ الرَّوحَ من ريحانة ٍ
حَيّتِ الشَّربَ بها راحة ُ ريم
عُصرتْ والدهرُ يومٌ مفردٌ
كقسيمٍ لم تجزهُ بقسيم
جُنِيَتْ أعْنابُها مِنْ جَنَّة ٍ
نُقلتْ منها إلى حرّ الجحيم
فلبُوسُ النارِ فيها سكة ٌ
حَكمتْ للشَّربِ منها بالنعيم
كفَّ حكمُ الماءِ منها سورة ً
تُسكرُ الصاحيَ منها بالشّميم
وكأنَّ الكأسَ تاجٌ كُلّلَتْ
جنباتٌ منه بالدّرّ النظيم
وقواريرُ حبابٍ سبحتْ
من سُلافِ الكرم في ماءٍ كريم
فَهِيَ الدّرْياقُ مِنْ سَمّ الأسى
حيثُ لا يشفيكَ درياق الحكيم
أقْبِلَتْ تَسعَى بها خُمْصَانَة ٌ
عمّ منها حُسنها خلقاً عميم
كلما قامت تثنى خلعَتْ
ميلَ التيه على خوطٍ قويم
سِحرُ هاروتٍ وماروتٍ بها
في فُتُورِ اللحظِ واللفظِ الرّخيم
تودعُ الكفّ شهاباً محرقاً
كلّ شيطانٍ من الهمّ رجيم
في ظلام بَرَقَ الصبحُ له
فتولّى عنه إجفالَ الظليم
وحَكَتْ جَوْزاؤهُ ساقِيَة ً
بنطاقٍ شُدّ في خَصْرِ هضيم
وكأنَّ الشّهْبَ كاساتٌ لها
شاربٌ في الغرب للشّرْبِ مديم
وكأنَّ الصبحَ كفّ أُخْرِجَتْ
لك من جَيْبِ ابنِ عمرانَ الكليم
وكأنَّ الشرقَ فيه رافعٌ
حُجباً عن وجه يحيى بن تميم
مَلكٌ في الملك يبدي فَخرهُ
جَوْهَرا في حَسَب المجدِ الصّمِيم
ذائدٌ بالسيف عن دينِ الهدى
سالكٌ فيه سراطاً مستقيم
أحلَمُ الأملاكِ عن ذي زَلّة ِ
سَبَقَ، السَيفَ له عَذْلُ الحليم
وسليمُ العرضِ تلقى مالهُ
أبداً من بذلهِ غيرَ سليم
ذو إباءٍ من عذاه ناقمٌ
ورؤوفٌ برعاياه رحيمْ
من أزاح الفقر إذ أسدى الغنى
وأباحَ الوفرَ إذ صانَ الحريم
من له طيبُ ثناءٍ أرِجٌ
راحلٌ في مِقْولِ الدّهْرِ مقيم
مَنْ له القِدحُ المُعَلّى في العلى
فائزٌ في الملكِ بالحظّ العظيم
مُنْعِمٌ، نبتُ مغانيه الغنى
أفلا يعدم فيهنّ العديم
لم تزلْ تُرضِعُ أخلافَ الندى
يدهُ العافين مذْ كان فطيم
ماءُ نعماهُ نميرٌ لا صَرى ً
ومُنَدّاهُ خصيبٌ لا وخيم
لا جمودُ القَطْرِ في المحل ولا
خُلّبُ البرق بِعَيْنِيْ مَنْ يَشيم
كم له من حجة ٍ بالغة ٍ
في لسانِ السيفِ تودي بالخصيم
يَعْمُرُ الحرْبَ بجيشٍ أرضُهُ
من دمِ الأعداءِ حمراءُ الأديم
روحهُ، فالذِّمْرِ للذِّمرِ غريم
وكأنَّ الشمسَ من قَسْطَلِهِ
فوقهُ تنظرُ من طرفٍ سقيم
دُقّ فيه السّمْرَ طعناً وَثَنى
ورقَ الفولاذِ بالضرب هشيم
كيفَ لا يُفنى عِداهُ في الوغى
ملكٌ يغدو له الموتُ خديم
كم فلاة ٍ دونه يدفعها
سُنْبُكُ العدو إلى خفّ الرسيم
لابن آوى وَسْطَها وَعْوَعَة ٌ
تُوحِشُ الإنسَ، وللبومِ نئيم
وعظيم الهولِ لولا آية ٌ
لم يكُنْ راكبُهُ إلاَّ أثيم
لم تزل عيني أو أذني به
تُؤذنُ القلب بخوفٍ لا ينيمْ
قد جمعتُ العزمَ ما بينهما
بالسّرَى والنجم بالليل البهيم
ووردتُ النِّيلَ من نَيْلِ يدٍ
تَرْتَوي الآمالُ منها وهي هيم
يا أبا الطاهر جَدَّدْتَ على
ثني أزمانِ العلى المُلْكَ القديم
لستَ كالبحرِ فمِلْحٌ ماؤهُ
لا ولا كالليثِ، فالليثُ شتيم
بل حباكَ الله بأساً وندى ً
خُلُقاً منك على أكْرم خِيمْ

 

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
رقم القصيدة : 13489
-----------------------------------
رَعى مِن أخي الوجدِ طيفٌ ذماما
فحلّلَ من وصلِ سلمى حراما
تَحَمَّلَ منها بريّا العبير
ومنْ أرضها بأريج الخزامى
تَعَرّضُهُ سُورُ قَصْرٍ فَطارَ
وَساوَرَهُ مَوْجُ بَحْرٍ فعاما
مَشَى بالتواصلِ بَيْنَ الجفُونِ
وَدَاوَى السليمَ، وأهدى السلاما
وَمَثّلَ للصّبّ في نومِهِ
ضجيعاً، إذا أرّقَ الصَبَّ ناما
ومن صُوَرِ الفكر محبوبة ً
يعودُ عليلاً بها مستهاما
لها عَنَمٌ في غُصُونِ البنان
يَعُلّ ندى أُقحوانٍ بشاما
ترى نضرة َ الحُسنِ في خدّها
تَمَيّعُ ماءً وتُذّكَى ضِراماً
ترنّحُ بالبدرِ غُصناً رطيباً
وترتجّ في السير دِعصاً ركاما
فأمسيتُ منها بماءِ اللمى
أروّي أواماً، وأشفي سقاما
حلا لي وأسكرني ريقها
فهل خامرَ الأري منهُ المداما
تلاقتْ صواعدُ أنفاسها
فمازجَ منها السلوُّ الغراما
ولا عَجَبٌّ أنَّ ضَمَّاتنا
جَبَرْنَ القلوبَ وَهِضْنَ العظاما
بأرضٍ دحاها الكرى بيننا
ننالُ الأمانيّ فيها احتكاما
فلا بَسَطَ الصبحُ فيها الضّياءَ
ولا قَبَضَ الليلُ عنها الظلاما
فلو عاينَ الأمرَ حلَّ الجوادَ
وشدّ الحزامَ وسلّ الحساما
وأقبلَ بالريحِ نحوَ السحابِ
يظنّ سنا البرق منها ابتساما
ولما أتانا من الإنتباهِ
دخلنا له بالوصال المناما
جعلنا تزاوُرَنا في الكرَى
فما نَتّقِي من مَلومٍ مَلاما
ومرّتْ لطائفُ أرواحنا
بلغوِ الهوى حيثُ مرَتْ كراما
وطامٍ كجيشِ الوغى لا تخوضُ
به غمرة ُ الموتِ إلاَّ اقتحاما
تُباري عليه الدَّبورُ الصَّبا،
مُنَاقَضَة ً، والشمالُ النعامى
إذا ما ارتمى فيه قَرْمُ الرّدى
ركبنا له وهو يرغُو سناما
وردنا فُراتاً يُنيلُ الحياة
ومن كفّ يحيى انتجعنا الغماما
لدى ملكٍ جادَ بالمكرمات
تلاقيه في كلّ فَضْلٍ إماما
أشمُّ قديمُ تراثِ العُلى
يُراجِح بالحلم منه شَماما
إذا قرّ في دستهِ جالساً
رأيتَ الملوكَ لديه قياما
بنادٍ ترى فيه سمتَ الوقارِ
يزينُ عظيماً أبيّاً هُماما
يقلل في الجفن عن اللحاظَ
ويبعث بالوزن فيه الكلاما
تعلّمَ عِفّتهُ سيفهُ
فليس يُريقُ نجيعاً حراما
وما زالَ دينُ الهدى في الخطوبِ
يشدّ عليه يديه اعتصاما
ولا عَجَبٌ أنَّ صَرْفَ الزّمان
تُصرفُ يُسراهُ منه زماما
أما مَهّدَ الملكَ يحيى ، أما
أراكَ لكلّ اعوجاج قواما
أما نشأتْ منه سُحبُ النّدى
سواكبَ تهمي، وكانت جهاما؟
أما ذِكْرُهُ ذِكْرُ من يُتّقى
يداً، ويكون كلامٌ كِلاما؟
يبيد العدا بِلُهامٍ يريك
رداءً على منكبيه القتاما
بعزمٍ يُجرّدُ منه السيوفَ
ورأيٍ يفوّقُ منه السهاما
يعدّ من الصِّيد آبائهِ
كُفاة ً حُفاة ً وغُرّاً كراما
مجالسُهُمْ في الحروبِ السروجُ
إذا قعدَ الموتُ فيها وقاما
تُحمّرُ حِميَرُ ارضَ الوغى
وَتَفْلُقُ بالبِيضِ بَيْضاً وهاما
تَكَهّلَ مُكُهُمُ والزمان
يُصَرَّفُ بين يديه غلاما
وجيشٍ يجيش بأبطاله
كما ماجَ موجُ العباب التطاما
بنقعٍ يُريكَ نجومَ السماء
إذا الجوّ منه على الشمسِ غاما
إذا همّ بالفتكِ فيه الشجاعُ
وحامَ على نفسه الموتُ خاما
غدا ابن تميم به قسوراً
وقد لبِسَ البدْرُ منه التماما
فيا مَنْ تسامى بهمّاتِهِ
فنالَ بها للثريَّا مَصَاما
ملأتَ الزمانَ على وُسعِهِ
أناة ً وبطشاً، فراضاً الأناما
وحلماً مفيدا، وروعاً مبيدا،
وعيشاً هنيئاً، وموتاً زؤاما
وقُضباً بضربِ الطّلى مقطرات
وَقُبّاً على الهامِ تعدو هياما
جعلتَ لكلّ مقالٍ فعالاً
ولم تَحْتَقِبْ في صنيعٍ أثاما
ليهنك عودة ُ عيدٍ مشى
إليك على جَمْرَة ِ الشوقِ عاما
وأوْدَعَ في كلّ لحظٍ رنا
إليك، وفي كلّ لفظٍ سلاما
وحجّ بربعك بيتَ العلى
وطافَ به لا يملّ الزحاما
ومن لَثْمِ يمناك، لولا النّدى
رأى حجرَ الركن يُغشى استلاما
حميتَ حمى المُلكِ بالمرهفاتِ
وَدُمْتَ له في المعالي دواما

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
رقم القصيدة : 13490
-----------------------------------
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها
عصرُ الشبابِ لما أفضى إلى الهرمِ
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفهِ
على مُرادك منه غيرَ مُتّهم
فما هممتَ بأمرٍ أو اشرتَ به
إلاَّ وقامتْ له الدنيا على قدم
إنَّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها
قد اتَّقى منك حدّ السيفِ بالقلم
وخافَ قَدْحَ زناد أمره عجب
يرميه في الماءِ ذي التيار بالضرمِ
ورامَ حقنَ دماءِ الرّومِ معتمداً
على وفاءِ وفيّ منك بالذمم
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ
مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقم
وأقبلتْ مع رسلٍ منه مألكة ٌ
تأسو كلومك في الأعلاج بالكلم
رآك بالقلب لا بالعين من جزَعٍ
في دَسْتِ مُلْكٍ عليه هَيْبَة ُ العِظَمِ
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنيا مُوَاصِلُهُ
كأنما عرفُهُ مسكٌ بكلّ فم
مشى إليك بتدريج على شفة ٍ
من لثم أرضِ عظيم الملك ذي همم
مقدِّماً كلّ عالقٍ من هديّته
كروضة ٍ فوّفتها راحة ُ الدّيم
في زاخرٍ من بحورِ الروم، عادتُهُ
ألا يزال مشوباً منهمُ بدم
لولا النواتي وأثقالٌ لها، حُمِلَتْ
من البطاريق، إجلالاً، على القمم
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها
دُهمٌ بأرجلها تغنى عن اللجم
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ
جرين في زاخرٍ بالموتِ ملتطم
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسة ً
فيه، تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَم
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريك بها
مشيَ العقارب في ألوانها السخم
من كلّ مدَّرعٍ بالحزم ذي جَلَدٍ
لا يشتكي في أليم الضرب من ألم
وما رأيتُ أسوداً قبلهم فتَحَتْ
مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُم
سُدتم وجدتم فأوطان النجوم لكم
مراتبٌ من علّو القدر والهمم
وأرضُ بُنصُرَ قد أهدى غرائبها
لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدم
قل للعفاة أديموا قصد ساحته
إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينم
لولا مكارمُ يحيى والحياة ُ بها
مارُدّ روحُ الغنىف ميّتِ العدم
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده
فمسقَطُ القطر منه منبتُ النعم
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها
ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهم
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها
خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ
من المفاخر عنه ألسنُ الأمم
هديتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرمٍ
بما تجاوزَ قدرَ النار والعلم
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به
والجودُ والبأس مولودان في الشيم
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى
لسانهُ في كريمِ المدحِ عن هرم
فاشرب خبيئة َ دنْ أظهرتْ حبباً
للثم منه ...........ثغر مبتسم
لها تألقُ برقٍ، كيف قيّدهُ
في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَم
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها
صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصمم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
رقم القصيدة : 13491
-----------------------------------
قالوا: صبا، يا مَن رأى مستهامْ
حجاهُ كهلٌ وهواهُ غُلامْ
لعلّهُ صَادَ، ولم يعلموا،
رئماً، حلالٌ صيدهُ لا حرام
أو زاره طيفٌ خفيّ الهوى
يَطْرُقُهُ في الوهم لا في المنام
كأنّ تمثال سليمى اجتلى
عليه منها خَفرا واحتشام
وربّما هاجَ اشتياق الفتى
تألّقُ البرقِ وسجعُ الحمام
أو نفحة ٌ تعبقُ من روضة ٍ
تُحيي من الصبّ رَميمَ العظام
غزالة ُ السرب التي جسمها
معانُ مسكٍ ما علاه ختام
لله ما صورَ في فكرتي
بردُ المنى منها وحرّ الغرام
تمشي، وسكر التيه في عطفها
يُميلُ منها باعتدال القوام
يا من رأى في غُصنٍ روضة
يسمعُ منها للأقاحي كلام
يخبرُ من فاز بتقبيلها
عن بَرَدٍ تنبعُ منه مُدام
أذكى من المندلِ في ناره
ما ساكتِ الدّرَّ به من بشام
كأن في فيها عبيراً إذا
تفجّرَ النورُ وغار الظلام
جسمُ لجينٍ ناعمٌ لَمْسُهُ
لصفرة ِ العسجد فيه اتّهام
قد حازها البعدُ فَمِن دونها
ركوبُ طامٍ موجهُ ذو سنام
تسافرُ الأرواحُ ما بيننا
والسرّ فيما بيننا ذو اكتتام
كأنما تحملُ أنفاسها
لطائماً ضُمّنّ مسكَ السّلام
وهي من العفة لم تَدْرِ مَنْ
جُنّ بها دونَ الغواني وهام
فتّاكة ٌ باللّحْظِ وارحمتا
منها لقلبِ الدّنِفِ المستهام
كأنما علّمَهُ فتْكَهُ
سيفُ عليّ يومَ تفليقِ هام
مُمَلَّكٌ في ملك آبائه
أيُّ كريمٍ أنجبته كرام
ذو ميبة ٍ تَحْسَبُ في دَسْتِهِ
قَسْوَرَة َ الغيلِ وَبَدْرَ التمام
مترجمٌ عنه لسانُ العُلى
فيما عَنَاهُ أو لسانُ الحسام
وكلّ جبّارٍ أتى أرضهُ
مقبل بالرغمِ منه الرّغام
يُقَدِمُ ما بين العوالي إذا
ما نكلَ المقدامُ عنه وخام
يملأ جنب القرنِ من طعنة ٍ
نجلاءَ يرغو شِدقُها وهو دام
مؤيَّدٌ بالله ذو عِصمة ٍ
للدين تأييدٌ به واعتصام
أسنَّة ُ الأعداءِ في حربه
أطعنُ منها إبرٌ في ثمام
ذا كعبة ُ الجودِ الذي كفُّهُ
ركنٌ، لنا لثمٌ به واستلام
لا تحسبوها حجراً إنّها
من ساكبِ المعروف أختُ الغمام
يَمُدّهُ المَدْحُ لِبذلِ النّدى
كمدّهِ المرهفَ يوم اقتحام
وتقبض الحرمانَ منه يدٌ
تَبْسُطُ للوفدِ العطايا الجسام
للبحر بالريح عُبابٌ كذا
جدواه إن أسمِعَ فيها الملام
إن سابقَ القُرّحَ أبْصَرْتهُ
أمامها سَبْقاً يثيرُ القتام
إنَّ الأنابيب لمأمومة ٌ
في الرمح، واللهذمُ فيها إمام
لا يغتررْ بالعفو من سلمه
أعداؤه، فالحربُ دار انْتقام
أخافُ، والموتُ بهم واقعٌ،
أنْ يُفطرَ الصمصامُ بعد الصيام
يُمْلِي لمن يُغْرَى به نقمَة ً:
بالبطءِ في النزعِ نفوذِ السهام
إذا نحيّرنا فقولوا لنا:
أكان رضوى حِلمُهُ أم شَمام
لو رَكَنَ الباغي إلى عزِّهِ
ما قعدَ الذلّ عليه وقام
منفردٌ بالبأس في نفسه
سكونُهُ فيه حَرَاكّ اعتزام
كأنَّه جيشٌ لهامٌ حدا
من أُسُدِ الأبطال جيشاً لهام
أثوابهمْ فيه وتيجانُهُمْ
قُمصُ الأفاعي وتريكُ النعام
من كلّ فتّاكٍ بأقرانه
له حياة ٌ تَغْتَذي بالحِمام
فَصَيْحَة ُ الرّوْعِ وطعمُ الرّدى
لديه كالشّدو على شربِ جام
إنّ ابن يحيى من وكوف الحيا
في زمنِ المحل ليهمي انسجام
فمن حياءٍ لا تَرى وَجْهَهُ
إلا وللغيم عليه لثام
لئن تزاحمنا بساحاته
«فالمَوْردُ العذبُ كثير الزحام»
نطولُ من ساعات أفراحِهِ
بالسّعْدِ ما يقصرُ عنه الأنام
أقسمتُ ما بهجة أيّامه
في عَبْسَة ِ الأيام إلا ابتسام
يا منْ إذا مالَ زمانٌ بنا
عن حكمنا قوّمه فاستقام
لك المذاكي والمواضي التي
تَمَيّعَ الماءُ بها في الضرام
من كلّ يعبوبٍ كريح الصَّبا
يطير جرياً ما أراد اللجام
وكلّ ماضي الحدّ في جفنه
عينُ الردى ساهرة ٌ لا تنام
انصفتَ همّاتِكَ، أعْظِمْ بها
لم يُنْصِفِ الهمّاتِ مثلُ الهمام
قابلكَ العامُ الذي تشتهي
فابقَ لنا من بعدهِ ألفَ عام
إنَّ المنى في سلكه نُظّمَتْ
وإنّه أوّلُ درِّ النظام
فقارنِ السعدَ على أفقهِ
وأنْتَ في العمرِ فرينُ الدوام
موشحٌ شبليك في عزّة ٍ
قعساءَ مرماها بعيدُ المرام
والجودُ في يمناك منه حيا
واليُمْنُ في يُسْراكَ منه زمام

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
رقم القصيدة : 13492
-----------------------------------
يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ
ويستقلّ برضوى همَّكَ الجَمَمُ
لو شئتَ أغناكَ جدّ عن محجَّلة ٍ
شعارُ فرسانها الإقدام والقحمُ
تحطَّمُ السمرَ في الأبطال إن طَعَنَتْ
وساقَها للمنايا سائقٌ حُطمُ
لكنّ عزمك عن حزم يثُور به:
بالقَدْحِ يَظْهَرُ ما في الزندِ ينْكتِم
وليس يدرك نفساً منك صابرة ً
فيما يسوم العدا منه الرّدى سأم
وإن أرضكَ لو ألقى تعزّزها
منها رغاما على أرض العدا رغمُوا
هذا الأجمّ رَمَتْهُ حَمَّة ٌ بشبا
عزمٍ أباحَ حِماهُ فهو مُهتضَمُ
ووجهتْ نحوه بالنصرِ جيشَ وغى
ببحره ظلّ وجهُ الأرض يلتطم
طِرفٌ جموحٌ على الرُّواض من قِدَمٍ
فلا الشكائمُ راضتهُ ولا الخُزُم
أضحتْ سيوفك في تجريدها عوضاً
عليه، من حكماتٍ فيه تحتكمُ
أجدتَ بالقهر عن علمٍ رياضتهُ
ففعلهُ ما تُريكَ الكفُّ والقدم
أحلّ منك ركوباً ذلُّ شِرّتِهِ
وكلُّ مَلْكٍ عليه ظهرُهُ حَرَم
حصنٌ بَنَتهُ لِصَونِ الملك كاهنة ٌ
وأُفْرِغَتْ فيه من تدبيرها الحِكَمُ
على الحُصون مُطِلّ في مهابته
تلك البغاثُ وهذا الأجدل القرم
كأنَّهُ من بروجِ الجوّ منفرِدٌ
فنظرة ٌ منه فوق الأرض تغتَنَمُ
وأعينُ الخلقِ منه كلمت نظرتْ
على العجائب بالألحاظ تزدحمُ
كالأبلقِ الفردِ لم يَركنْ إلى طمعٍ،
لفتحه قبلها، عُربٌ ولا عجمُ
أو ماردٍ في غرامٍ من تمرّدهِ
بمثلِهِ العُصْمُ في الأطواد تعتصم
يشمّ زَهْرَ الدراري الزُّهرِ من كَثَبٍ
بين البروج بعرنينٍ له شمم
وهو الأجمَّ، ولكن لو يُناطِحُهُ
طودٌ، لنكّبَ عنه، وهو منثلم
كانت مغانية في صَدْرِ الزمان لكمْ
وللأسود الضواري ترجعُ الأجم
زَارَتْ روادة فيه كلُّ داهية ٍ
بمثلها من عُداة ِ الحقّ تنتقم
ذاقوا به كلّ ضيقٍ لا انفساحَ له
تصافنوا فيه طرقَ الماء واقتسموا
جهّزتَ حزماً إليهم كلَّ ذي لجبٍ
تُحمّ بالضرب هنديّاتُهُ الخذم
عَرَمْرَمٌ مُقْدم الفرسانِ تَحْسَبُهُ
سَيْلاً يُحَدثُ عمَّا فَجّرَ العَرِم
تعلو الأسودُ رياحاً يطّردنَ به
تنهى وتؤمر في أفواهها اللجم
والحربُ تحرق حوليه نواجذها
ناشتهُ بالعضّ حتى كاد يُلتهم
من كلّ ماضي شبا الكفّينِ قسورة ٍ
بالعيشِ في لهواتِ الموت يقتحم
ما جاء في درعه يعدو بحدّته
إلا وأشْبَهَ منه لبدة ً غمم
ولا مجانيقَ إلا ضُمرٌ جُعلتْ
صخورها حولها الأبطال والبهم
ترمي قلوبهم بالرعب رؤيتها
كما يروعُ نياماً بالردى الحلم
كأنَّما الحصنُ من خوفٍ أحَاطَ بهم
عليهم، وهو المبنيّ، مُنْهَدِم
ومعلماتِ طَلُوعِ النّبْعِ حيثُ لها
في نَزْعِهِنّ بألحانِ الردى نَغَم
كأنما تسمُ الأعداءَ أسهمها
من الردى بسماتٍ، ويحَ من تَسم
تطيرُ بالرّيش والفولاذ واردة ً
من النحور حياضاً ماؤهنّ دم
فإن خَشوا غَرَقاً عُنْوانُهُ بَلَلٌ
هلاّ خشوا را جمات حَشْوُها ديم
من كل عارض نبلٍ غير منقشعٍ
في القطر منه شرارُ الموت يضطرم
حتى إذا أصبحوا جرْحى وقد طمعتْ
في أكلِ قتلاهمُ العقبانُ والرخمُ
نادَوْا بعفوك عنهم فاستجابَ لهمْ
على إساءتِهم من فعلكَ الكرم
أفضْتَ طولاً عليهم بالندى نِعَماً
من بعد ما واقعَتْهُمْ بالرّدى نقم
ولو تَمادَوْا على الرأي الذميمِ ولم
يُسلّموا لك أمرَ الحصن ما سلموا
إنّ الصوارم في فتح الحصون لها
ضربٌ به تُختَلى الأجياد والقمم
إنّ ابن يحيى عليّاً بدرُ مملكة ٍ
لِصيدِ آبائهِ الإقدامُ والقدم
ساسَ الأمورَ فشِعبُ الكفرِ مفترقٌ
بالبأس منه، وشِعبُ الدينِ ملتئم
محاولٌ في كميّ الروع طعنته
نجلاء يشهق منها بالحمام فم
معظَّمُ الجود في الأمْلاكِ، لَذَّتُهُ
في بذل مالٍ لهم من بذله ألم
لا يتقّي العُدْمَ في وِرْدٍ ولاَ صَدرٍ
مَنْ صافحت كفَّه من كفّه ذِمَم
وليس يشكو حَرُورا لَذْعُهُ وَهَجٌ
مَنْ مَدّ ظلاًّ عليه باردا، عَلَم
وما وجدتُ عليلاً عنده أملي
فهو الكريمُ، على العلاَّتِ، لا هرم
قد أشْرَبَ الله في قلبي محبّتهُ
فشبّ في مدحه طبعي وبي هَرَم
يا واحدَ الجود والبأس الذي اتفقتْ
بلا اختلافٍ على تفضيله الأمم
زدْ زادك الله في صون الهدى نظراً
إنّ الصليب ليشقى منك والصنم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
رقم القصيدة : 13493
-----------------------------------
صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
مُفْطِرِ الكفّ بالعطايا الجسامِ
أطلعَ الله للصيام هلالاً
ولنا من علاكَ بدرَ تمامِ
وشفاكَ الإلهُ من كلِ داءٍ
صحّ منه الجلالُ بعد السقام
كان يومَ السرور منك ركوبٌ
أرحلَ الهمّ عن قلوب الأنامِ
إذ شكا من شَكاتِكَ الناسُ والبا
سُ وطعنُ القنا وضرب الحسام
ثم ضجّوا لما رَأوكَ صحيحاً
والعُلى منك ثَغْرُهُ ذو ابتسام
مرضٌ منك قبّلَ الكفّ شوقاً
ثمّ ولّى بخجلة ٍ واحتشام
حجبَ الغيمُ منه في الأفق بدراً
وانجلى عنه ضيائه بسلام
واقتضى الشهرُ من معاليك صنعاً
معْلياً منه همّة ً باهتمام:
قَطْعُ ضوءِ النهار صوماً وبرّا
ودجى الليل بالسُّرى والقيامِ
وسجودٌ من نور وجهكَ طوعاً
ما أطالَ السجودَ وجهُ الظلام
وخشوعٌ يعلوه منك وقارٌ
مُعْرِبٌ عن رَجَاحة ٍ من شَمام
طابَ بينَ الملوك ذكرُكَ كالمسْـ
ـكِ إذ فُضّ عنه طيبُ الختام
فهو ما بينهمْ به سَمَرُ الليْـ
ـل وشَدْوٌ على كؤوس المدام
فلك الله من كريم السجايا
معرِقِ المجدِ في الملوكِ الكرام
ذِمرُ حربٍ، له اقتحامُ هزبرٍ،
وجوادٌ، له يمينُ غَمَام
بائنٌ الخطتين، نخشى ونرجو
رَيْثَ غَفْرٍ له، وبطشَ انتقام
قام الله ذو انتصارٍ لدينٍ
رامت الروم منه كلّ مرام
ورمى ثغرة َ العدوّ بسهمٍ
وثنى سَهْمَهُ عن الإسلام
باعتزامٍ ككوكبِ الجوّ يرْمي
منهمُ كلَّ مارِدٍ بضرام
وَبِحَرْبِية ٍ لها نِفْطُ حَرْبٍ
يحرقُ الماءَ تارة ً باضطرامِ
ترتمي في مُلوَنَّاتِ لُبُودٍ
كرياضٍ نَوّرْنَ فوق إكام
فهي تجلو عرائسَ الموت سودا
هوّلَتْ في عباب أخضرَ طامِ
يا لها من جحافلٍ زاحفاتٍ
بضواري الأسود في الآجام
وذبالٍ على القنا مُشعَلاتٍ
مطفئات الأرواح في الأجسام
وندى فاضَ من بنانِ كريمٍ
غيرِ مُصغٍ في بذلهِ للملامِ
ليس يُفني بيوتَ مال عليّ
طولُ إنفاقها بكرّ الدوام
كيف يُفني الشموس ما اقتبستهُ
من سنا نورها عيونُ الأنام
مَلكٌ قد علا مصامَ الثريّا
ليس فوق الثرى لهُ من مُسام
من ملوكٍ لهم سحائبُ أيدٍ
بالندى والردى هوامٍ دوامِ
إن دعاهُمْ مُثَوِّبُ المَوْتِ خاضوا
في حشا الحرب بالخميس اللهام
أو رماهمْ إقدامُهُمْ بكلومٍ
قَطَرَتْ منهم على الأقدام
وإذا جَرّدوا السيوفَ لِضَرْبٍ
وَلَغَتْ في الدماء، لا من أُوام
لَبِسَ البشرُ منهمُ قَسماتٍ
مائعٌ فوقهنّ ماءُ القَسَام
يا ابن يحيى الذي أبى عزُّهُ أنْ
يقعدَ العزمُ عنده عَنْ قيامِ
أنا أُثْني عليك جَهْدي وعند اللـ
ـهِ يُثني عليك شَهْرُ الصيام
لي إلى الغيثِ من نداك انتجاعٌ
في خضمّ آذيُّة ُ في التطام
تحسبُ الريحَ جنة ً تعتريه
فهو كالقَرْمِ شِدْقُهُ ذو لغام
في حشا رادة كأمَّ رئالٍ
ما لها في نفارها من مُقام
بنتُ بَرٍّ في البحر تركبُ منها
كلكلاً يا لموجه من سنام
ذاتُ وصلٍ تجرّها جرّ ذيلٍ
وهي تقتادُنا كوحي زمام
تتقي من جنوبها وقع سوط
فهي كالسهم طارَ عن قوس رامِ
وحديثُ السّماع عنك عريضٌ
ضاقَ عن بعضه فسيحُ الكلام
لو لمست الجهامَ بالكفّ أضحى
عند ريّ العطاشِ غيرَ جهامِ
أو منحتَ الكهام منك مضاءً
فَلقَ الهامَ وهو غيرُ كهام
أو جعلتَ الحِمامَ قِرْنَكَ في الحر
بِ لجرّعتهُ مذاقَ الحِمامِ
فابقَ في خُطّة ِ العُلى ما تغنى
في غُصونِ الأراكِ وُرْقُ الحَمام

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
رقم القصيدة : 13494
-----------------------------------
أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
لم يبكِ حتى رأى شيباً له ابتسما
لله بالعيد بيضُ الغيدِ نافرة ٌ
أهيَ الحمائم شامتْ أشبهاً قَرماً
لا تعجبنّ لدمعٍ بلّ وَجْنَتُهُ
لابدّ للقطرِ من أرضٍ إذا انسجما
صدّتْ سليمى فما تأتي معاتبة ً
ولا عتابَ إذا حبلُ الهوى انصرما
وأورثَ الموتَ سرُّ البين حين فشا
عندي وعند حبيبٍ أورَثَ الصمما
ريحانة ٌ في لطيفِ الروح قد غُرستْ
لها النسيمُ الذي تُحيي به النّسما
كطينة ِ المسك لا تخليكَ من أرجٍ
إذا تنسّمَ ريّاها امرؤ فغما
لها نظيرُ أقاحٍ ما به صدأ
بإسحلٍ زار من أطرافها عنما
لا تنكرِ الظُّلمَ من خودٍ مدلَّلَة ٍ
في ظَلمها الدرُّ بالمسواكِ قد ظُلما
يَسمو بها عن صفاتِ العين أنّ لها
عيناً يُسفِّهُ منّا سحُرها الحُلما
وهل لعينٍ مهاة ِ الرملِ من سقمٍ
يُهْدِي لكلّ صحيح في الهوى سقما
يا هذه، إنْ أراكِ الدهرُ فيّ بلى ً
فجدّة ُ الثوبِ تبْلى كلما قدما
إن الشبيبة َ في كفَّيكِ عارية ٌ
فإن وجدت لها رَدّا فلا جَرَما
أصابَ فودي بسهمٍ يا له عجباً
رمى المشيبَ، ومن جُول الطويّ رمى
فشيبُ رأسيَ من قلبي الذي ازدحمتْ
فيه صروف همومٍ تُعثرُ الهمما
كأنَّ سِقْطَ زنادٍ كان أوّلُهُ
لمَا تغذى بِعمري في الوقود نما
وبلدة ٍ لطمتْ أيدي القلاصِ بنا
منها وجوهَ قفارٍ بُرْقِعتْ ظُلَما
إذا رميتُ بلحظ العين ساريَها
حسبتُهُ بين أجفانِ الدّجى حُلُما
ساريتُ فيها هداة ً خلتُهُمْ ركبوا
رُبدَ النقانقِ فيها أينُقاً رُسما
شقّوا بها جُنحَ ليلٍ أليلٍ رحلوا
عن غُرة ِ الصبح من ديجوره غُمما
حادتْ بهم عن بقاع المحل جامحة ٌ
ومن بنانِ عليّ زارتِ الدّيما
مملَّكٌ في رُواقِ الملك محتجبٌ
له تبرّجُ نُعمى تغمر الأمما
ترعى سجاياهُ من قُصّاده ذِمماً
وليس يرعى لمالٍ بذلهُ ذِمما
لئن تأخر عنه كلُّ ذي هممٍ
فالله قَدّمَ منه في العلى قدما
تُكاثر القطرَ في الجدوى مكارمه
وهي البحور، فمن ذا يشتكي العدما
إنّ الذي بذلَ الأموالَ ذو هِمَمٍ
سلّ الذكور فصانَ الدينَ والحُرما
ومدّ ظلاً على دينِ الهدى خصراً
لمّا تلظّى حرورُ الكفر واحتدما
لا يقدحُ العفُو في تمكين قدرته
ولا يواقعُ ذنباً كلّما انتقما
ما زال يهشمُ من أسيافه وَرَقاً
من عهد حمير خضرا تحصدُ القِمما
من كلّ برقٍ له بالقَرْعِ صاعقة ٌ
على الأعادي بِضَرْبِ القَطْرِ منه رمى
ماءٌ ونارٌ منايا الأُسْدِ بينهما
ما سُلّ للضرب إلاَّ سالَ واضطرما
في كلّ جيشٍ تثير النقعَ ضُمّرُهُ
يا جُنحَ ليلٍ بهيمٍ ظَلّلَ البُهما
من كلّ مُقتحمِ الهيجاء يوقدها
كمسعرِ النار أنّى همّ واعتزما
إن ضاقَ خطوُ عبوس الأسد من جزع
مَشَى إليه فسيحَ الخطو مبتسما
ما الليثُ يرتد للخطيّ في أجَمٍ
إلا كظبي كناسٍ عنده بغما
يا ابن الملوك ذوي الفخر الألى ملكوا
رقّ الزمان وسادوا العُرب والعجما
كم من عُداة ٍ وسمتمْ لهمْ
يوماً فشيبَ من ولدانهم لِمما
أصبحتَ في الملك ذا قدرٍ إذا طمحتْ
عينُ المُسامي إليه فاتَها وَسَمَا
إنَّا أُناسٌ بما نُثني عليك به
نُهدي إليك رياضاً نَوّرْتْ كَلِما
من كلّ ناظمِ بيْتٍ لا شبيهَ له
فليس يُنثرُ منه الدهرَ ما نظما
مستغرق الذوق للأسماع يحسبه
من قالبِ السحر منه أُفْرِغَ الحكما
فانعمْ بعيدٍ سعيدٍ قد بسطت له
للمعتقين يميناً تَبْسُطُ النعما

 
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
رقم القصيدة : 13495
-----------------------------------
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمَ
من غادة ٍ في وصل هجرانها
يَقْنَعُ منها بوصالِ الحُلُم
صوّرَ منها شوقهُ صورة ً
في فكرة ٍ ساهرة ٍ لم تنم
قالقلبُ يُذكي جذوة ً تلتظي
والعينُ تُدري عبرة ً تنسجم
غيداءُ تاجُ الحسنِ من غيرها
يُضحِي لديها وهو نَعْلُ القدم
أثمرَ بالرّمان من قَدّها
غُصْنٌ ومن أطرَافها بالعَنَم
لمياءُ تبدي الدرّ من أشنبٍ
يحرق بالأنوار جُنحَ الظُّلم
يُبرِدُ حرّ الشّوق ترشافُهُ
عنكَ بمعسولِ الثنايا شَبم
كأنما برقٌ ومسكٌ به
إليه يدعوك بشَيمٍ وشمّ
والصبحُ في مشرقه هازمٌ
والليلُ في مغربه منهزم
أرى اختلافَ الناس دانوا به
في صِيدِ عُرْبٍ منهم أو عجم
وابنُ عليّ حسنٌ سيّدٌ
بلا خلافٍ في جميع الأمم
مُملَّكٌ في كفّه صارم
عزّ به دين الهدى واعتصم
مُبَدِّدُ المعروف من كفّه
وللعلى شملٌ به منتظم
منفّذُ الأمرِ كريمٌ إذا
قالَ: نعم فابْشِرْ بنيلِ النّعم
ومُرهفٍ الحدّ إذا سَلّهُ
سال إلى ضرب الطلى واضطرام
يخطفُ رأسَ الذِّمْرِ قطفاً به
كَحذفِ حرف اللين جزماً بلم
يصرّفُ الرمحَ على طوله
كأنما صُرّفَ منه قلم
لئن همى من راحتيه الحيا
فالبدرُ منه يحتبي بالديم
يُهْدِى به مَنْ ضَلّ في ليله
توقُّدَ النارِ برأسِ العلم
تُقبِّلُ الآمالُ منه يدا
فهي لأفواه الورى مُستلم
منتصرٌ بالله في حربه
لله من أعدائه منتقم
في رَبْعِهِ الرحبِ سماءُ العلى
طالعٌ فيها نجومُ الهمم
كم ضربة ٍ أوسعها سيفهُ
فهو لسانٌ ناطقٌ وهي فم
تعدو سراحينُ الوغى حوله
مجلِّحاتٍ بأسودِ الأجم
يا من وجدنا الجودَ من بذله
ملءَ الأماني، وعدمنا العدم
بقيتَ في الملك لِصونِ العلى
ونضرة ِ الدين، ورَعي الذمم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
رقم القصيدة : 13496
-----------------------------------
وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
لِعُلى يديكَ ونُصرَة ِ الإسلامِ
وبطول عمرٍ يعمرُ الرّتب التي
يختطها الخطّيّ وهي سوام
عامٌ أتاك مُبَشرا برياسة ٍ
أبديّة ِ الإجلال والإعظام
لك في ابتداء العمر عزمُ مؤيّدٍ
وأناة ُ مقتدرٍ، وعدلُ إمام
صدقُ المخايلِ في حداثة ِ سنّهِ
والشبلُ فيه طبيعة ُ الضرغام
كم قائلٍ لنموّ قدرك في العلى
هذا الهلالُ ينير بَدْرَ نمام
تُردي عُداة َ الله منك إشارة ٌ
والسّقْطُ يحرقُ كثرَة َ الآجام
وكأنما الإيمان في حرب العدا
بيمينه منك انتضاءُ حسام
حَسُنَتْ بسعدك للخلائقِ كلهمْ
لمَّا وليتَ خلائقُ الأيام
فانصبّتِ الأرزاقُ بعد جُمودها
وأضاءَتِ الآفاقُ بعدَ ظلام
وتنفّستْ من رَوْض خلقك نفحَة ٌ
صحّتْ بها الآمال بعد سقام
كم قال من حيٍّ لميتٍ قُمْ ترَى
فرحَ الورى بالأمنِ والإنعام
هذا هو الحسنُ الذي حسناته
قعدت لدى الكرماءِ بعد قيامِ
أنظرْ إلى القمر الذي في دسْتِهِ
فيمينهُ تندى بصوبِ غمام
متختّمٌ لعُفاتهِ وعُداتهِ
بالجود أو بقبيعة الصمصام
خلع اللواءُ عليك عزّ مُمَلَّكٍ
تَخْشَى سُطاهُ أجِنَّة ُ الأرحام
تخذ الجنودَ من الأسود فوارساً
مِنْ ضاربٍ أو طاعنٍ أو رام
في كلّ خضراءِ الحبائكِ فاضة ٍ
فاضتْ على قدمٍ من الأقدام
وكأن أحداقَ الجرادِ تبرّقت
منها لِعَيْنيكَ في سَراب موامي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
رقم القصيدة : 13497
-----------------------------------
لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوته
ومولى ً عليه جائرٌ إنْ تكلّما
فلا تُطْلقنْه واجعل الصمتَ قيدَهُ
وصيّرْ إذا قيّدتهُ سجَنهُ الفما

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
رقم القصيدة : 13498
-----------------------------------
أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي
يسرعُ الحيّ في الحياة ببرءٍ
ثم يُفضي إلى المماتِ بسقم
فهو كالبدرِ ينقصُ النورُ منه
بمحاقٍ وكانَ من قبلُ يَنمي
كلّ نفسٍ رَمِيّة ٌ لزَمانٍ
قدر سهم له، فَقل: كيف يرمي
بيضُ أيّامها وسودُ لياليـ
ـها كشهبٍ تكرّ في إِثْر دُهْمِ
وهي في كرّها عساكرُ حربٍ
غُرَّ مَنْ ظنها عساكرَ سلمِ
بَدَرَ الموْتُ كلَّ طائرِ جَوٍّ
في مَفازٍ وكلَّ سابحِ يمّ
رِبّ طوْدٍ يريك غيرَ بعيدٍ
منه شَمّ السماءِ أنْفُ أشَمَ
جَمَعَ المَوْتُ بالمصارع منه
بين فُتخٍ محلّقاتٍ وعُصمِ
كم رأينا وكم سمعنا المنايا
غيرَ أنّ الهوى يُصم ويعمي
أين من عمّرَ اليبابَ، وجيلٌ
لبسَ الدهرَ من جديسٍ وطسم
وملوكٌ من حِميرٍ ملأوا الأرْ
ضَ، وكانتْ من حكمهم تحتَ خَتْم
وجيوشٌ يُظلّ غابُ قناها
أسُداً من حُماة ِ عُربٍ وعجم
كَشّرَ الدهر عن حِدَادِ نُيوبٍ
أكلتهم بكلّ قضْمٍ وخضمِ
وَمُح-ُوا من صحيفة الدهر طُرّاً
مَحَوَ هُوجِ الرياحِ آياتِ رسْم
أفلا يُتّقى تغيّرُ حالٍ
فَيَدُ الدهرِ في بناءٍ وهدم
والرزايا في وعظهنّ البرايا
في الأحايين ناطقاتٌ كبكم
والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ
فقدُ روحٍ به وَوِجدانُ جسمِ
لو بكى ناظري بصوتِ دماءٍ
ما وفَى في الأسى بحسرة ِ أمِّي
مَنْ توسّدتُ في حشاها
وارتدى اللحمَ فيه والجلدَ عظمي
وضعتْني كَرْهاً كما حملتني
وجرى ثديُها بشر بي وطَعمي
شرح الله صدرها لي فأشهى
ما إليها إحضانُ جسمي وضمي
بحنانٍ كأنها في رضاعي
أمّ سقْبٍ درّتْ عليه بشمِّ
يا ابن أمي إني بحكمك أبكي
فقدَ أمي الغداة َ فابكِ بحُكمي
قُسمَ الحُزنُ بيننا فثبيرٌ
لك قسم، وَيَذُبُلٌ منه قسمي
لم أقُلْ والأسى يُصَدّقُ قولي
جمدت عبرتي فلذت بحلمي
ولو أني كففتُ دمعي عليها
عقّني برّها فأصبحَ خصمي
أُمّتا هل سمعتني من قريبٍ
حيثُ لي في النياح صرخة ُ قرم
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه
لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
كم خيالٍ يبيتُ يمسح عطفي
لكِ يا أمتّا ويهتفُ باسمي
وبناتٌ عليك منتحباتٌ
بخدودٍ مخّدرات بلطمِ
بتنَ يمسحنَ منكِ وجهاً كريماً
بوجوهٍ من المصيبة ِ قُتْمِ
وينادينَ بالتفجّعِ أمّاً
يا فداءً لها إجابة ُ غتم
بأبي منك رأفة ٌ أسندوها
في ضريحٍ إلى جنادلَ صُمّ
وعفافٌ لو كان في الأرض عادتْ
كلَّ عظم من الدفين ولحم
وصيامٌ بكلّ مطلَع شمسٍ
قيامٌ بكلّ مطلع نجم
ولسانٌ دعاؤهُ مُسْتجابٌ
ليَ أودعتُهُ الرغامَ برغمي
وحفير من الصبابة ِ فيه
في حجاب التقى سريرة كتم
كم تكفّلتِ من كبيرة سنّ
وتبنّيْتِ من صغيرة يُتمِ
فأضاقتْ يداك من صَدَقاتٍ
كان يُحيا بهنّ ميّتُ عُدْم
كان بين الأناس عُمْرُكِ حمدا
قد تبرّأتِ فيه من كلّ ذمّ
أنتِ في جنة ٍ وروضِ نعيمٍ
لم يَسِمْ أرْضَها السحابُ بوسم
يا أبا بكر: المصابُ عظيمٌ
فهو يُبكي بكلّ سحٍّ وسَجْمِ
أنتَ في الودّ لي شقيقُ وفاءٍ
ومصابي إلى مصابك ينمي
أنت من صفوة ِ الأفاضل نَدْبٌ
في نِصابٍ كريمِ خالٍ وعمِّ
باتَ من طبعك المفجعِ طبعي
ربّ سهم أُعِيرَ صارم شهم
تركت بيت يوسفٍ للمعالي
أسفاً ينحر العيون فيدمي
دوحة ُ المجد بالفخار جناها
يافعٌ فهي في البلى تحت ردم
فسقى التربة َ التي هي فيها
عارضٌ منه رحمة اللهِ تَهمي
ولبستَ العزاءَ يا خير فرْعٍ
قد بكى حسرة ً على خير جِذْم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
رقم القصيدة : 13499
-----------------------------------
يعيدُ عطايا سُكرهِ عندَ صحوهِ
ليُعلمَ أنّ الجودَ منه على عِلْمِ
ويسلمَ في الإنعامِ من قول قائلٍ
تكرّم لما خامرتْهُ ابنة ُ الكرْم
فقد حضّهُ سكرُ المدام على النّدى
ولكنه حضٌ بريّ من الذم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أكْرِمْ صديقك عن سؤا
أكْرِمْ صديقك عن سؤا
رقم القصيدة : 13500
-----------------------------------
أكْرِمْ صديقك عن سؤا
لك عنه واحفظ منه ذِمّهْ
فلربما استخبرت عنـ
ـهُ عَدُوَّهُ فسمعتَ ذَمَّه

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها
ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها
رقم القصيدة : 13501
-----------------------------------
ولي عصا من طريق الذمّ أحمدُها
بها أُقدّمُ في تأخيرِها قدمي
كأنها وهي في كفّي أهشّ بها
على الثمانين عاماً لا على غنمي
كأنّني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ
أرمي عليها رميَّ الشيب والهرم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
رقم القصيدة : 13502
-----------------------------------
رمى الموتُ في عين التصبّرِ بالدم
وقال لحسن الصبر: بين الحشا دُمّ
على القائد الأعلى الذي فُلّ عزمه
كما فُلّ عن ضرب الطلى حّدُّ مخذم
أرى زمنَ الدنيا يُنقِّلُ أهلها
إلى دار أخرى ، من غنّي ومعدم
وخانَ أمينَ الملك فيما انطوى له
على حفظِ أسرار الجلال المكتّم
وصادره الحتفُ الذي حطّهُ إلى
حشا القبر، عن صدرِ الخميس العرمرمِ
وما شاءَهُ ذو العرْشِ جلّ جلالُهُ
يدقّ ويَخْفَى عن خفّي التَوهّم
فما دَفعتْ عنه جنودُ جنودهِ
على أنها في القرب كاليد للفم
ولم يُغْنِ عنها الضرْبُ من كلّ مرْهَفٍ
ولا نافذاتُ الطعنِ من كلّ لهذم
بأيدي كماة ٍ منهمُ كلُّ مُقْدِمٍ
بإقْدامِهِ يحمي حِماهُ ويحتمي
ويُقبلُ في فضفاضة ٍ فارسية ٍ
تحدّثُ عن أبطالِ عادٍ وجُرْهُمِ
عليّ بن حمدونَ الذي كان حَمْدُهُ
تُرفَّعُ منه هِمّة ُ المتكلمِ
خلتْ منه يوم الروع كلّ كتيبة ٍ
وكم عَمِرَتْ من بأسِهِ بالتقدّم
كأنَّ عَلَيها للعجاج مُلاءة ً
مُطَيّرة ً في الجوّ من كلّ قشعم
متى تعبسِ الهيجا لهُ في لِقائِهِ
رأتْ منه في الإقحامُ سِنَّ تبسم
تنقّلَ من سرجِ الكميّ بحتفهِ
إلى حفرة ٍ في جوفِ لحدٍ مُسَنَّمِ
وكم مُكْرَمٍ بالعزِّ فَوْقَ أريكة ٍ
يصيرُ إلى بيتِ العلى المتهدمِ
وكم كرمٍ تنهلّ جدوى يمينه
لأيدي عفاة ٍ من مُحِلّ ومحرم
كأنَّ صفاءَ الجوّ يَوْمَ عَطائِهِ
مشوبٌ بشؤبوب الغمام المديّم
فَظُلّلْتُ منه في تَوَحّشِ غُرْبَة ٍ
بظلّ جناح بين غبراءَ مظلم
وأرضعني ثديَ المنى فكأنني
وليدٌ أتى عمرانَ شيخ التقدّم
وما أبتُ عن جدواهُ إلا مُشيّعاً
بإفْضالِ ذي فَضْلٍ وإنْعام منعم
فيا سيداً زُرناهُ حيّاً وميّتاً
فما زال في هذا الجناب المعظمِ
نردّد تسليماً عليك محبّة ً
وإن كنتَ لم تَردُدْ سلامَ المسلّم
وذي خفقات بالقرى تسحق الحصى
لهنَّ اجتراء من حديد التحدّم
وراجي النّدى من غيره كمعوَّضٍ
من الماءِ، إذ صلى ، ترابَ التيممِ
ويبدي علاهُ من أسرّهِ وجهه
سناءَ نسيم الخير للمتوسّم
وقد كان ذاك البشرُ منه مُبَشرا
بأكبرِ مأمولٍ وأوفرِ مغنمِ
وما زال ميّالاً ءلى البرّ والتقى
تقي نقيّ القلب من كلّ مأثمِ
تنقّلَ والإكرامُ من ربّه له
إلى جنّة ٍ فيها له دار مكرم
له كلّ نادٍ بالوقار مكرَّمٌ
بغير وقورٍ منه مِقْوَلُ أبكم
وَصَفْحٌ عن الجاني بشيمة صَفْحِهِ
وَحِلْمٌ حكى في الغيظ هضبَ يلملمِ
ومدرسة ٌ أبناؤها فقهاؤها
فَمِنْ عالِمٍ منهمْ وَمِنْ متعلّم
ضراغم في الجيش اللهام وإنّما
فوارسهمْ في الحربِ من كل ضيغمِ
وقد كان في نصر الشريعة مشْرعاً
عن الحق ما يشفي به كلَّ مُسلمِ
أرَى قائدَ القوّادِ أعطى مَقَادَهُ
لحكم قضاءٍ في البرايا محكَّمِ
وأسلمَ للحتفِ المقدَّرِ نفسهُ
وقد كان لا يرْقى إليه بِسُلَّم
إذا المَلْكُ ناجاه بوَحْيِ إشارة
رأيتَ له نهضَ العقابِ المحرّم
فتستهدفُ الأغراضَ آراؤه كما
تُقَرْطِسُ أغراضاً صوائبُ أسهم
وتهدي له كفٌّ تصولُ على العدا
إلى كفّ ميمون المضاء المصممِ
أأبناؤهُ أنْتم سراة أكابرٍ
فكلكمُ من مكْرَمٍ وابن مكرم
وأنتم سيوفٌ للسيوف مواضياً
وأيمانكم فيها ذوات تختّمِ
عزاءٌ جميل في المصاب فإنَّكم
جبالٌ حلومٍ بل طوالع أنجمِ
فدامَ لكمْ في العزّ شملٌ منظَّمٌ
وشملُ الأعادي منه غير منظَّمِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
رقم القصيدة : 13503
-----------------------------------
يا بني الحرب ما بنو الحب إلاّ
مثلكم في لقاءِ صرْفِ المنونِ
أنتمُ بالكفاح صرعى العوالي
وهمُ بالملاحِ صَرُعَى العيون
فسيوفُ القيون، أقطعُ منها
بين أهل الهوى ، سيوفُ الجفون

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
رقم القصيدة : 13504
-----------------------------------
أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
حبلُ الديانة منك غيرَ متين
والعزّ أبقى ما تراه لمكرم
إكرامه لمروءة ٍ أو دينِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
رقم القصيدة : 13505
-----------------------------------
وذاتِ عَيْنٍ من الغزلان فاترَة ٍ
كأنَّما السحرُ فيها همَّ بالوسَنَ
لها سنانٌ من الألحاظِ صعْدَتهُ
غُصْنٌ يميسُ برمّانٍ من الفتن
حُسّانة ُ الجيدِ في خَلْقٍ تَقومُ به
فتعجَبُ الشمس من تقويمه الحسن
هَنَّتْ بلحظٍ ولفظٍ فالهوى بهما
يخوض قلبيَ من عيني ومن تيّاه
تيّاهة ُ الدلّ لا تنفكّ في فرحٍ
إذا رأتني من الهجرانِ في حزنِ
تحركي وسكوني عن إرادتها
كأنَّ روحَ هواها مالكٌ بدني

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
رقم القصيدة : 13506
-----------------------------------
رَدَدْتُ الملامَ على العاذلينْ
وحقّقتُْ شكّهُمُ باليقينْ
وقلتُ: سيغفرُ ربّ العبادِ
ذنوباً تُعدّ على المذنبين
فكلّلْتُ رَوْضَ الشّبابِ الأنيق
بروضٍ نضيرٍ وماءٍ مَعين
وراحٍ ترى نارها في المزاج
تصوغُ في الماء صُغرى البرين
لياليَ تمرح في دُهْمِها
مراحَ السوابق بالموجفين
وداجية ٍ خلتُها كحّلتْ
بِكُحْلِ الدجى أعينَ الناظرين
طما بحرها فركبتُ الكؤوس
إلى ساحلِ البحرِ منها سفين
وتحسبُ ظلمة َ أحشائها
تُجن من النور عنّا جنين
كأنّ نجومَ دياجيرها
أقاحي رياضٍ على الأفقِ غين
كَأنَّ لها أسدا مخرجاً
لعينيك جبهته من عرين
وحمراءَ تنشرُ ريّا العبير
وفي طَيّهِ فَرَجٌ للحزين
معتَّقة ٌ شُقّ عنها الثرى
وحيّ السرور بها في دفين
تربّتْ مع الشمس في عمرها
مُنَقَّلة ً في حُجُورِ السّنين
ركضتُ بها الليلَ في نشوة ٍ
أصلّي لها بسجودِ الجبين
هناك ظفرتُ بلا ريبة ٍ
بصيديَ حوراءن سَرْبِ عين
تَنَفّسْتُ في نحرِ كافورَة ٍ
تضمّخُ بالطيّبِ في كلّ حين
وقَبّلْتُ خَدّا تَرى ورده
نضيراً يُشقّ عن الياسمين
ولما وَشَتْ بحِمَامِ الدّجَى
حمائمُ يَنْدُبْنَهُ بالرّنين
تَحَيَرْتُ والصّبّ ذو حيرة ٍ
إلى أن حسبت شمالي اليمين
وخاضَ بيَ الحُزْنُ بحرَ الدّموع
فأرخّضتُ درّ المآقي الثمين
وقد عجبَ الليلُ من مُغْرَمٍ
بكى من تبَسّمِ صُبحٍ مُبين

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
رقم القصيدة : 13507
-----------------------------------
وذاتِ ذوائبٍ بالمسكِ ذابَتْ
بَلَغْتُ بها المُنى وَهْيَ التّمَنّي
منَعَّمة ٌ لها إعزازُ نفس
يُصرَّفُ دلُّها في كلّ فنّ
شموسٌ من ملوك الروم قامت
تدافعُ فاتكاً عن فتحِ حِصنِ
بخدّ لاحَ فيه الوردُ غَضّاً
وغصنٍ ماس بالرّمان لدن
فطالَتْ بيننا حَرْبٌ زَبُونٌ
بلا سيفٍ هناك ولا مجن
وفاضت نفسها الحمراء منها
وسالتْ نفسي البيضاء مني

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
رقم القصيدة : 13508
-----------------------------------
كأنَّما النيلوفر المُجْتَنى
وقد بدا للعينِ فوقَ البنانْ
مداهنُ الياقوتِ محمرّة ً
قد ضُمنتْ شَعْراً من الزعفرانْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
رقم القصيدة : 13509
-----------------------------------
ومُديمة ٍ لَمْعَ البروقِ كأنَّما
هَزّتْ من البِيضِ الصفاحِ متونا
وسرتْ بها الرِّيحُ الشمالُ فكم يدٍ
كانتْ لها عند الرّياض يمينا
صرختْ بصوتِ الرّعد صرخة حامل
ملأت بها الليلَ البهيم أنينا
حتى إذا ضاقتْ بمضمر حملها
ألْقَتْ بحجرِ الأرضِ منه جنينا
قطرا تَنَاثَرَ حَبُّهُ أنّهُ
دُرٌّ تنظّمه لكان ثمينا
وكأنما عُمّي الرياضِ بدمعه
كُسيِتْ من الزهرِ الأنيق عيونا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
رقم القصيدة : 13510
-----------------------------------
ومطلعة ِ الشموسِ على غصونٍ
مُضَاحِكَة ٍ عن الدّرّ المصونِ
كأنَّ السحرَ جيءَ به طبيباً
ليبرئهنّ مِنْ سقم العيون
فلمّا لم يجدْ فيها علاجاً
أقامَ محيَّراً بين الجفون
ولم أرَ قبلها مُقَلاً مِراضاً
محَرَّكَة َ الملاحة ِ بالسكونِ
تُنفَّذُ في القلوب لها سهامٌ
مُنَصَّلة ٌ بفولاذِ المَنُونِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عَذبتني بالعنصرين
عَذبتني بالعنصرين
رقم القصيدة : 13511
-----------------------------------
عَذبتني بالعنصرين
بلظى حشاي وماءِ عيني
ألبستني سقماً أرا
كِ لبستِهِ في الناظرين
جسمي هو الطّيفُ الّذي
يُدنيهِ منكِ طِلابُ ديني
ولقد خفيتُ من الضنا
وأمِنْتُ لَحْظَ الكاشحين
ولئن سلمتُ من الرّدى
فلأنهُ لم يدر أيْني

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
رقم القصيدة : 13512
-----------------------------------
لم أسلُ عنهُ وقد سلا عني
فالذّنْبُ منه وضِدّهُ منِّي
قمرٌ، ملاحاتُ الورى جُمِعَتْ
في خَلقِهِ فنّاً إلى فنِ
قد كان يبلغُ من مواصلتي
ظنّي وفوقَ نهاية ِ الظنّ
ويضيفُ ريقَتَهُ بقبلتِهِ
كَإضافة ِ السلوى إلى المنّ
فاليَوْمَ ينفرُ من ملاحظتي
كنفارِ إنسيٍّ من الجنِّ
 
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
رقم القصيدة : 13513
-----------------------------------
ومُستحسنٍ في كلّ حالٍ دلالُها
كبيرٌ هواها وهيَ في صِغَرِ السنّ
تُرَاعي بعينٍ تغمزُ الناسَ في الهوَى
وتقرأُ منها السحرَ في مَرَض الجفْنِ
كأنكَ منها ناظر إن تبسّمتْ
إلى بَرَدٍ تجلوه بارقة ُ الدّجْنِ
ترى قَدّها في نشوة ٍ من رَشَاقَة ٍ
فهلْ خَلَعتْ منه على الغُصُن اللدن؟
بنفسيَ من جسْمي حديثٌ بحبّها
وطَرفيَ منها رائدٌ روضة الحسن

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
رقم القصيدة : 13514
-----------------------------------
يا صورة َ الحُسْنِ التي طَلَعَتْ
بالشمس في خوط من البان
ما بالُ بلقيسيّ حُسْنِكِ لا
يحنو على وَجدي السُّليماني
لمّا وجدتُ هَواكِ خَامَرَني
أيقنتُ أنّ هواكِ روحاني
لا تنكري داءً نحلتُ به
فبِسُقْم طُرْفِك سُقْم جثماني
يا كيفَ أكتُمُ حبّ فاتكة ٍ
يبديه إسراري وإعلاني
إنْسّية ٌ ذكرى محبّتها
جنيّة ٌ بالشّوقِ تَغْشاني
ولقد يخامرُني بها شَغَفٌ
لايُفْتَدَى منه بسلواني
يا من يجازيني بسيّئة ٍ
أكذا يكون جزاءُ إحساني
وأبي هواكِ وما حلفتُ به
إلاَّ وكانَ الصّدقُ من شاني
لا طاب لي طيبُ الحياة ولا
خَطَرَ الكرى بضميرِ أجفاني
حتى أرى ، والوَصْلُ يجمعنا،
إنْسانَ عينك نُصْبَ إنْساني

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
رقم القصيدة : 13515
-----------------------------------
أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
قصراً بناهُ من السعادة بانِ
فَضَحَ الخوَرنَقَ والسديرَ بحسنه
وسما بقمّتهِ على الإيوان
فإذا نظرتَ إلى مراتبِ مُلكهِ
وبدتْ إليك شواهدُ البرهان
أوْجَبَبْتَ للمنصور سابقة َ العُلَى
وعَدَلْتَ عن كسرَى أنوشروان
قصرٌ يقصِّرُ، وهو عير مقصِّر،
عن وصفه في الحسن والإحسانِ
وكأنهُ من دُرّة ٍ شفافة ٍ
تُعْشي العيونَ بشدّة اللمعان
لا يرتقي الراقي إلى شُرفاتِهِ
إلا بمعراج من اللحظان
عرّجْ بأرض الناصرية كي ترى
شرفَ المكان وقُدرة َ الإمكانِ
في جنَّة ٍ غَنَّاءَ فِرْدَوْسِية ٍ
مخفوقة ٍ بالرَّوْح والرّيحان
وتوقدتْ بالجمر من نارنجها
فكأنما خُلقتْ من النيران
وكأنَّهنّ كراتُ تبرٍ أحمرٍ
جُعِلَتْ صوالجها من القضبان
إن فاخر الأترجُّ قال له: ازدجر
حتى تحوزَ طبائع الايمانِ
لي نفحة ُ المحبوب حين يَشمني
طيباً، ولونُ الصبّ حين يراني
مني المصبَّغ حين يبسط كفّه
فبنانُ كلّ خريدة كبناني
والماءُ منه سبائكٌ فضيّة ٌ
ذابتْ على درجاتِ شاذروان
وكأنَّما سيفٌ هنام مُشَطَّبٌ
ألْقَتْهُ يوم الحرب كفّ جبان
كم شاخصٍ فيه يطيلُ تَعَجّباً
من دوحَة ٍ نَبَتَتْ من العقيان
عجباً لها تسقي الرياض ينابعاً
نبعتْ من الثمراتِ والأغصانِ
خصّتْ بطائرة ٍ على فَنَنٍ لها
حَسُنَتْ فَأُفْرِدَ حُسْنُها من ثان
قُسّ الطيورِ الخاشعاتِ بلاغة ً
وفصاحة َ من منطقٍ وبيان
فإذا أُتِيحَ لها الكلامَ تَكَلّمَتْ
بخرير ماءٍ دائمِ الهملان
وكأنَّ صانِعَها استبدّ بصنعة ٍ
فخرَ الجمادُ بها على الحيوان
أوفتْ على حوضٍ لها فكأنها
منها إلى العجبِ العُجابِ رواني
فكأنها ظنّتْ حلاوة َ مائها
شهداً فذاقتهُ بكلّ لسان
وزرافة ٍ في الجوْفِ من أنبوبها
ماءٌ يريكَ الجري في الطيران
مركوزة كالرمح حيثُ ترى له
من طعنه الحلق انعطاف سنان
وكأنها تَرْمي السماء ببندق
مستنبَطٍ من لؤلؤ وحجان
لو عاد ذاك الماءُ نفطاً أحرقت
في الجوّ منه قميصَ كلّ عنان
في بركة ٍ قامتْ على حافاتها
أسدٌ تذلُّ لعزّة السلطان
نَزَعتْ إلى ظلم النفوس نفوسها
فلذلك انتزعت من الأبدان
وكأن بَردَ الماءِ منها مُطفىء ٌ
نارا مُضَرّمَة ً من العدوان
وكأنما الحيّات من أفواهها
يطرحن أنفسهن في الغدارن
وكأنما الحيتان إذ لم تخشها
أخذت من المنصور عقد أمان
كم مجلسٍ يجري السرور مسابقاً
منه خيولَ اللهو في ميدان
يجول دماه على الخدود ملاحة ً
فكأنَّهُ المحراب من غمدان
فسماؤه في سمكها علويَّة ٌ
وقبابهُ فَلَكيّة ُ البنيان

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
رقم القصيدة : 13516
-----------------------------------
أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
شَعَراتٌ منيرة ٌ للعيون
كالّذي يخضب المشيبَ ويبقي
شاهدات بهنّ نفي الظنون

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
رقم القصيدة : 13517
-----------------------------------
لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
كَحَلَ الظلامُ بنورها أجفاني
جادَ الزنَّادُ بِعُشْوَة ٍ فتَخيّرتْ
قَصَرَ الجفيفة ِ بعد طول زمان
شعواءُ باتتْ ترمحُ الريح التي
أمستْ تجاذبها شليل دخان
وكأنَّما في الجوّ منهما راية ٌ
حمراءُ تخفق، أو فؤاد جبان
أقبلتها من وجه أدهم غُرَّة ً
فأرتك كيف تقابلَ القمران
في ظلّ منسدل الدجى جارتْ به
عيني التي هُدِيتْ بأذن حصاني
لله واصفة ٌ مَعَرَّسَ سادة ٍ
وهناً لعينك باضطراب لسانِ
نزلوا بأوطان الوحوش وما نبا
بهمُ زمانهمُ عن الأوطانِ
خطّافة الحركات ذات مساعرٍ
حملت جفونَ مراجلٍ وجفان
كالبحر أعلاها اللهيبُ وقعرها
جمرٌ كمثل سبائك العقيان
تَشوي اللطاة َ على سواحل لجها
للطارقين شواءة اللحمان
من كلّ منسكب السماحة يلتظي
في كفّه اليمنى شواظُ يماني
وإذا ابن آوى مدّ ذات رُنُوِّهِ
كَحَلَتْهُ بابنِ حَنِيَّة ٍ مرنان
متوسّدين بها عبابَ دروعهم
إنّ الدروع وسائدُ الشجعان
يتنازعون حديثَ كلّ كريهة ٍ
بكرٍ تصالوا حرّها وعوانِ
صرعوا الأوابدَ في الفدافد بالقنا
وخواضب الظلمان في الغيظان
من كلّ وحشيّ يُسابقُ ظِلّهُ
حتى أتاه مسابقُ اللحظانِ
صِيدٌ إذا شهدوا النديّ همى الندى
فيه ونيط الحسن بالإحسان
من كلّ صَبِّ بالحرُوبِ حياتُهُ
مشغوفة ٌ بمنيّة ِ الأقران
في متن كلّ أقبّ تحسبُ أنه
برقٌ يصرِّفه بوَحْي عنان
وإذا تضرّمتِ الكريهة واتقى
لفحاتها الفرسان بالفرسان
وثنى الجريحُ عنانه فكأنَّما
خُلعتْ عليه معاطف النشوان
وعلى الجماجم في الأكفّ صوارمٌ
ففراشها بالضرب ذو طيران
قدّوا الدروعَ بقضبهم فكأنما
صبّوا بها خُلُجاً على غدران
وَأرَوْكَ أنَّ من المياه مَناصِلاً
طُبعَتْ مضاربها من النيران

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
رقم القصيدة : 13518
-----------------------------------
أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
وَدَدْتُ أهليها إلى الأطانِ
أطلقتَ بالكرم الصريح سراحَهُمْ
فرعوا بقاعَ العزّ بعد هوانِ
وعطفتَ عطفة َ قادمٍ أسيافهُ
غُمِدَتْ على الجانين في الغفران
كم من مسيءٍ تحتَ حكمك منهم
قلّدتهُ منناً من الإحسان
ومروَّعٍ وقع الردى في رُوعه
أطفأتَ جَمْرَة َ جَوْفِهِ بأمان
كان الزّمانُ عدّوهم فثنيتهُ
وهو الصّديقُ لهم بلا عُدوان
أمسى وأصبح طيبُ ذكركَ فيهم
بأريجهِ يتأرجح الملوان
ولقد يكون من الضلوع حديثُهُم
في مُعْضِلاتِ تَوَقّعِ الحدثان
يا يومَ ردّهمُ إلى أوطانهم
لرددتَ أرواحاً إلى أبدان
نزلتْ بك الأفراحُ في عَرَصَاتهمْ
وبها يكونُ تَرَحّلُ الأحزان
فِلَذُ القلوب إلى القلوب تراجعت
في مُلتقى الآباء بالولدان
والأمّهاتُ على البناتِ عَواطِفٌ
والمشفقاتُ على اللّداتِ حوانِ
سُرَّ القرابة ُ بالقرابة ِ منهمُ
وتأنسَ الجيران بالجيران
وتَزَاوَرَ الأحبابُ بعد قطيعة ٍ
دخلتْ بذكر الودّ في النّسْيان
في كلّ بيتٍ نعمة ٌ ومسرة ٌ
شربوا سُلافتها بلا كيزان
ودُعاؤهم لك في السماء مُحلّقٌ
حتى لضاقَ بعرضه الأفقان
كحجيج مكة في ارْتفاع عجيجهم
وطوافهم بالبيتِ ذي الأركان
صَيّرْتَ في الدّنْيا حديثك فيهمُ
مثلاً يمرّ بأهل كلّ زمان
فخرٌ يقيمُ إلى القيامة ذكرهُ
مثلَ الشنوفِ تُناط بالآذان
لك يا ابن يحيى في علائك مرتقى
لم تَرْقَهُ من أكبرٍ قدمان
إن كنتَ في الأيمان أشرعتَ القنا
فبها أقمتَ شرائع الإيمان
أو كان فضْلُكَ ليس يُجحَد حقُّه
فعليه مُتّفِقٌ ذوو الأديان
أو كنتَ مرهوبَ الأناة ِ فكامنٌ
فيها وثوبُ الضيغم الغضبان
لا يأمن الأعداء وقعَ صورام
نامتْ مناياهنّ في الأجفان
فلها انتباهٌ في يديكَ وإنَّها
لقطوف هامات الجُناة ِ جوان
كم للعدى في الروع من خَرَسٍ إذا
نطقَ الردى لهمُ من الخرصان
لله دركَ من هُمامٍ حازمٍ
يَرْضى ويغضَبُ في رضى الرحمان
لله منك جميلُ صنعٍ سائحٌ
في الأرضِ منْه حديثُ كل لسان
سرّحتْ مالكِ من يمين سميحة ٍ
والمال في المينى السميحة عان
إني امرؤ أبني القريض ولا أرى
زَمناً يحاولُ هدْمَ ما أنا باني
صنعٌ بتحبير الثناء وَحَوْكِهِ
فكأنما صنعاءُ تحت لساني
وأفيدُ نوّارَ البديع تضوّعاً
مُتَنَسّماً بدقائقِ الأذهان
والشعرُ يسري في النفوس ولا كما
يَسْرِي مع الصّهباءِ والألحان
ولقد شأوتُ الريح فيه مُسابقاً
من بعد ما أمسكتُ فضْل عِناني
وطعنتُ في سنّ الكبير وما نبا
عن طَعْنِ شاكلة البديع سناني
ولو أنني أصْفيْتُ منه لولّدتْ
علياك في فكري ضروبَ معاني
فافْخَرْ فإنَّكَ من ملُوكٍ لم يَزَلْ
لهمُ قديمُ مَفاخِرِ الأزمان
ولقد عكفتَ على مواصلَة ِ النّدى
فكأنَّهُ حُبٌّ بلا سلوان
وغمرتَ بالطَّولِ الزّمانَ فقل لنا
أهُوَ الهواءُ يعمّ كلّ مكان
نُفني مدائحنا عليكَ لأنها
سُقيتْ ظماءً منك ماءَ بنانِ
والرّوضُ إن رَوّى الغمامُ بقاعهُ
أثْنَى عليه تَنَفّسُ الريحان

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
رقم القصيدة : 13519
-----------------------------------
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
ظبية ٌ تبسم عن سِمطي جُمانْ
وكأنَّ العَيْنَ منها تجتلي
بَرداً، للبرق فيه لَمعانْ
بنتِ سبعٍ وثمانٍ وَجَدَتْ
عُمُرِي ضَرْبَكَ سبعاً في ثمان
في شبابٍ بهِجٍ وفّى لها
وثنى ريعانَهُ عنّي فخان
يستبي النَّاسكَ منها ناظرٌ
ساحرُ الطّرفِ عليلُ اللّحظان
وأثيثٌ ذو عقاصٍ غيّمَتْ
فيه للمندل أنفاسُ دخان
يا لها من جنّة ٍ رمّانُها
ما دَرَتْ ما لمسهُ راحة ُ جانْ
يا عليلَ القلب كم ذا تشتهي
سوسنَ النحرِ وعُنّابَ البنان
وأوانُ الهجرِ لا يُجْنَى بهِ
ثَمَرٌ كان لها الوَصْلُ أوان
إذ شَبابي غَضة ٌ أوراقُهُ
وحديثي تُحَفٌ بين الحسان
وقطوفُ اللهو من قاطفها
دانياتٌ ببنيّاتِ الدّنان
كلّ عذراء عجوز قد علا
رأسَها في الدنّ شيبُ القُمُّحان
وكأنَّ الكفّ من حُمرَتِها
غُمستْ أنملها في الأرجوان
صَرْفُها يقسو فيبدي غضباً
فإذا أرْضَيْتَهُ بالمزْجِ لان
رَبّة َ القُرْطِ الذي أحسبه
راشَ للقلب جناحَ الخفقان
إنْ يكن سحركِ قد خُصّ به
لحظُ طرفٍ منك أو لفظُ لسان
فعليٌّ بأسهُ خُصّ بهِ
حدُّ سيفٍ منه أو حدُّ سنان
منعم تهوى القوافي مدحهُ
أوَمَا ناظِمُ مَعناها مُعان
معرقٌ في المجد من آبائه
أسُدِ الرّوع وأملاكِ الزمان
جلّ مِنْ شبلٍ أبوه قَسْوَر،
بَطَلُ الحرْبِ بكفّيهِ جبان
إنْ تلا يحيى عليٌّ في العلى
فبِما دانَ من الإحسان دان
كلَّ يومٍ في المعاني قدرهُ
بسماءِ الملك ينمي للعيانْ
وهلالٌ أوّلُ البدرِ الّذِي
يَرْتَدي بالنور منه الأفقان
كم طريدٍ مُستقرٍ عنده
من حرورِ الخوفِ في ظلّ أمانْ
وفقيرٍ مُعْسِرٍ قد صانَهُ
من مهين الفقر بالمال المهان
كان في غير حماه غرضاً
لِسِهامٍ فُوّقَتْ بالحدثان
في جفافِ العُدمِ حتى غرفَتْ
من يديه في الغنى منه يدان
يشتري بالحمد فقراً كيف لا
يُشترى باقٍ مع الدّهرِ بفان
جادَ حتى قيل هلْ أمواله
عند أهل القصد في صَوْن اختزان
وإذا الهيجاءُ شبّتْ نارُها
بالرقاق البيض والسُّمر اللدان
وأثارتْ شُزَّبُ الجُرْدِ بها
عِثْيراً يسودّ منه الخافقان
فكأنّ الليلَ مما أظلمتْ
جُنّ أو ألقى على الأرض جِران
صادَ بالبأس عليٌّ صِيدَهَا
وثنى منها عن النصر عِنان
بيمينٍ صَيّرَتْ خاتمها
تاجُ عَضبٍ يقطفُ الهامَ يمانْ
وكأنَّ اللّيثُ من صَعْدَتِهِ
بفؤادِ الذِّمْرِ يعني أفعوان
يسرق المهجة َ من عاملهِ
في أضاة ِ الدرع للنار لسان
لست أدري أدَمٌ في رمحه
مِنْ جنان الدهر أم ورد الجنان
يا ابن يحيى أنتَ ذو الطَّوْل الذي
أوّلٌ نائله، والبحر ثانْ
فابقَ للمعروف في العزِّ وَدُمْ
من علوّ القدر في أعلى مكان
وعلى وجهك للبِشرِ سنا
وعلى قَصدكَ للنجمِ ضمان

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
رقم القصيدة : 13520
-----------------------------------
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
تَصدّعتْ منك حصاة ُ الجَنَانْ
وأذكرَتْهُ من زمانِ الصّبا
طيبَ المغاني والغواني الحسان
كيفَ رَمَتْ بالنّارِ أحشاءَهُ
ذاتُ هديلٍ في رياضِ الجِنانْ
يُرنّحُ الغصنَ نسيمٌ بها
معانقٌ بين الغصون اللدان
ومقلتاها لو بكتْ عنهما
فاللؤلؤ الرّطبُ له مقلتان
ما ذاك إلاّ لنوى غربة ٍ
قسا عليها الدهرُ فيها ولانْ
حمامة َ الأيك أبيني لنا
من أين للعجماء نُطقُ البيان
هل خانكِ المخزونُ من دمعة ٍ
بكى بها عنك فمن خان هان
يا ليلة ً عنّتْ لعيني شجٍ
للدمع ما بينهما لجّتانْ
سوداءُ تْخفي بين أحْشائِهَا
من فَلَقِ الإصباح طفلاً هِجان
كأنما قرطُ الثريا لَهُ
في أُذْنِها خَفَقُ فؤادِ الجبان
كأنما فوقَ قذالِ الدجى
لجامُ طرفٍ ما له من عنان
كأنَّما الإظلام بحرٌ طما
والشرقُ والغربُ له ساحلان
كأنَّما الخضراءُ من زُهْرِها
روضة خرقٍ نورها أقحوان
كأنَّما النَّسران قد حَلّقَا
كي يُبْصِرَا حَرباً تُثِيرُ العُثَان
كأنما انقضّا وقد آنسا
مصارعَ القتلى التي ينعيانْ
كأنَّما الجوزاءُ مختالة ٌ
تسحبُ فضلاً من رداء العنان
كأنها راقصة ٌ صوّبَتْ
وزاحمَ الغربَ بها منكبان
كأنَّما شُدّتْ نطاقاً فما
تبدو لها تحتَ ثيابٍ يدان
كأنَّما الشهبُ الّتي غَرّبَتْ
شهبُ خيولٍ في استباقِ الرّهان
كأنَّما الصّبحُ لهُ راحة ٌ
تلقط في الآفاق منها جمان
نَكّبْتُ عن ذِكْرِ الهوى والمها
ونفيها للشيخِ غير الهوان
واهاً لأيّام الشباب الذي
ظلّ به يحلم حتى اللسان
سلني عن الدّنْيا فعندي لها
في كلّ فنّ خبرٌ أو عيانْ
فما على الأرض عليمٌ بما
تجتمع الشهبُ له في القران
ولا مكانٌ تتجارى به
خيلُ القوافي غيرُ هذا المكان
ولا ندى فيه ضروبُ الغنى
إلاَّ ندى هذا، مليكِ الزّمان
هذا عليٌّ نجل يحيى الّذي
في قَصْدِهِ نيلُ المنى والأمان
هذا الذي في الملك أضحى له
عرضٌ مصونٌ، ونوالٌ مُهانْ
هذا الذي شامَ لنصرِ الهُدى
منْ غيرِ شمّ كلَّ عَضْبٍ يمان
مَنْ بشرُهُ تَرْجَمَ عن جوده
والجود في البشر له ترجمان
من تلزمُ الناسَ له طاعة ٌ
قد أمرَ اللهُ بها في القُرآنْ
فمشرقا الأرضِ على فضله
لمغربيها أبداً حاسدان
القاتلُ الفقرَ بسيفِ الغنى
بحيثُ حدّاهُ له راحتان
والثابتُ الحلمِ إذا ما هفتْ
له من الحلم هضابُ الرّعان
لا يَعْرِضُ المطلُ لانجازه
ولا يشين المنّ منه امتنان
تمنّ ما شئتَ على فضله
من الأماني وعليه الضمان
مُملَّكٌ تخفقُ راياته
فيتّقيهِ مَنْ حوَى الخافقان
لقاؤه مُرْدٍ لأقرانه
إذا تلاقتْ حلقات البطان
يبني بركضِ الجرد من أرضه
سماءَ نقع يومَ حربٍ عوان
يكرّ كاللّيْثِ مُبيدا إذا
ما عرّدَ النكسُ وخامَ الهدان
ضرْباً وطعناً بشبا مُنصُلٍ
كأنَّه لفظٌ له معنيان
نورُ هُدى ً في الصدر من دسته
ونارُ بأسٍ فوقَ ظهر الحصان
لا تخشَ من كيد عدوّ الهدى
إنّ عليّاً لعليهِ مُعانْ
عانى خداعَ الحربِ طفلاً فما
يُقعْقعُ القِرْنُ له بالشنان
حمى حِمى الإسلام من ضَيمهِ
واستنصرَ الحقَّ به واستعان
يقدّمُ الأبطال في جحفلٍ
والطيرُ والوحش له جحفلان
معتادة ً أكْلَ لحوم العدى
عذت خماصا ثم راحت بطان
من كلّ ذئبٍ أو عُقابٍ له
كلَّ مكرٍ، فيه شلوٌ خِوانْ
من كلّ مرهوب الشّذا مُقدمٍ
بَرْدٌ عليه حرُّ لذْعِ الطّعان
يِغْشَى بهِ الطِّرْفُ صدورَ القنا
فهو سليمُ الرّدْفِ دامي اللبان
إذا التقى الجمعان في مأزقٍ
وفلّ بالطعن سنانٌ سنانْ
يامن يُفيضُ العرفَ من راحة ٍ
مفاتحُ الأرزاقِ منها بنان
بقيتَ للجود حليفَ العُلى
فأنتَ والجودُ رضيعاً لبانْ
وإن تلاكَ العيدُ في بهجة ٍ
فأنْتَ عيدٌ أوّلٌ، وهو ثان
 
العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
رقم القصيدة : 13521
-----------------------------------
أرأيتَ لنَا ولهم ظُعُنَا
وصنيعَ البين بهمْ وبنا
أرأيتَ نشاوَى قد سكروا
بكؤوسِ نوًى مُلِئَتْ شجنا
ومهاً نظرتْ ونواظرها
وَصَلَتْ دمناً، وجفت دمنا
رحلوا فأثار رحيلُهُمُ
من حرّ ضلوعك ما كمنا
وحسبتُ سرابَ تتابعهمْ
لججاً وركائبَهمْ سُفُنا
ومهاً نظرتْ ونواظرها
خُلقتْ لنواظرنا فتنا
من كلّ مُودِّعَة ٍ نَطَقَتْ
بالسّرِّ مدامعُهَا عَلَنا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحى ً
وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنَا
ورَمَتْكَ بمقلة ِ خاذلة ٍ
هَجَرتْكَ وعاوَدتِ الوَسَنا
وترى للسحر بها حركاً
فيه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي
فظهرتُ أسى ً وخفيتُ ضنى
يا وجدي كيف وجدت به
روحي وغدوت له بدنا
دعْ ذكرَ نزوحٍ عنك نأى
وتبدّلْ من سَكَنٍ سكنا
ونزولَ هواكَ بمنزلة ٍ
كَتَبَتْ زمناً ومحتْ زمنا
واخضبْ يمناك بِقانيَة
فلها فَرَجٌ ينفي الحزنا
وتريك نجوماً في شفقٍ
يجلو الظلماءَ لهنّ سنَا
من كفِّ مطرِّفة ٍ عنماً
كالبدر بَدا والرئمِ رنا
لا ينكثُ فيها ذو شغفٍ
بالعذلِ، وإن خلعَ الرّسنا
إني استوليتُ على أمدي
ووطئت بفطني الفطنا
وسبقتُ فمنْ ذا يلحقني
في مدح عُلى الحسنِ الحسنا
ملكٌ في الملك له هِممٌ
نالَتْ بيمينيه المنَنَا
قُرنَتْ باليَمْنِ نقيبَتُهُ
والعفوُ بقدرته قُرنا
كالشمسِ نأتْ عن مبصرها
بُعداً وسناها منه دنا
من صانَ الدينَ بِصولتِهِ
وأذلّ بعزتهِ الوثنا
من يَحْدِرُ فقرا عنك إذا
فاضَتْ نعماهُ عليك غِنَى
ورأى مَنْ ضنّ فضائله
فسخا، وتَشَجّعَ مَنْ جَبُنَا
وإذا ما أمَّ له حَرَماً
مَنْ خافَ مِنَ الدنيا أمِنا
ولئن هدمَ الأموال فقدْ
شادَ العلياءَ بها وبنى
إن صانَ العِرْضَ وأكْرَمَهُ
فقذال الوفر قد امتهنا
وكأن الحجّ لساحته
في يوم نداه يومُ مِنى
ولنا من فضلِ مذاهبه
آمالٌ نَبْلُغُها ومُنى
وصوارمٌ للأقدار فلا
تقفُ الكفّارُ لها جُنَنَا
تشدوهُ إذا سكرتْ بدمٍ
في ضرب جماجمهم غننا
يتَنَبّعُ ماءُ تألُّقها
فيقالُ: أفي سَكَنٍ، سكنا
لا روضَ ذوى منها قِدماً
بالدّهْرِ ولا ماءٌ أسنا
وتسيلُ سيولُ جحافله
فحقائقها تنفي الظِّنَنَا
وإذا ما هَبْوتُها كَثُفَتْ
تجدُ العقبانُ بها وُكُنا
إنّ ابن عليّ حازَ عُلي
فالفعلُ له والقولُ لنا
قَمرٌ تُسْتَمطَرُ مِنْهُ يدٌ
فتجودُ أناملُه مُزُنا
ينحو الآراءَ بفكرته
فيُصيبُ لها نُقَباً بِهِنَا
من غُلبِ أسودٍ ما عَمَروا
إلاّ آجامَ ظباً وقنا
وكأن الحربَ إذا فتحتْ
تبدي لهمُ مرأى ً حسنا
وتخالهمُ فيها ادّرَعوا
بسلوقَ وقد سلّوا اليمنا
وكأنّ سوابغهم حببٌ
وقد جاشَ بهم ماءٌ أجِنَا
يغشى الإظلامَ بها الضرغا
مُ فتجعلُ مُقلتهُ أُذنا
ولهم بإزاءِ قرابتهم
أسماءٌ نعظمها وكنى
شجرٌ بالبرّ مورّقة ٌ
نتابُ لها ظلاٍّ وَجَنى
وإذا مَتَحَتْ مُهْجاً يدُهُ
جعل الخطيّ لها شطنا
وكفاهُ الرمحُ فَعالَ السيف
فقيل أيضربُ مَنْ طَعَنا
يا من أحيا بالفخر له
بمكارمه أدباً دُفِنا
فأفادَ الشّعرَ مُنَقِّحه
وأصابَ بمنطقِهِ اللّسَنَا
أشبهتَ أباكَ وكنت بما
أشبهتَ مَعاليه قمنا
وحصاة ُ أناتك لو وُزِنتْ
أنْسَتْ برجاحتها حَضَنا
أنشأتَ شواني طائرة ً
وبنيتَ على ماءٍ مُدُنا
ببروجٍ قتالٍ تحسبها
في شُمّ شواهقها قُنَنَا
ترمي ببروجٍ، إنْ ظهرتْ
لعدوٌّ محرقة ، بَطَنَا
وبنفطٍ أبيضَ تحسَبُهُ
ماءً وبه تذكي السّكنَا
ضَمِنَ التوفيقُ لها ظفراً
من هُلكِ عداتك ما ضمنا
أنا مَنْ أهدى لك مُمْتَدحاً
دُرَرا أغليتُ لها ثمنا
وقديم الوردِ جديدُ الحمدِ
هناك أفوهُ به وهنا
ومدَحتُ غلاماً جدّ أبيك
وها أنذا شيخاً يَفَنَا
وتخذتُ تَجِنَّة َ لي وطناً
وهجرتُ صقلِّيَة ً وطنا
لَقِيَتْكَ عُداتُكَ صاغرَة ً
ترجو من نوءيْكَ الهُدنا
فسحابُ نداكَ هَمَتْ مِنَحاً
وسماءُ ظباكَ هَمَتْ مَحَنا
وبقيتَ بقاءَ مجاهدة
وسلكتَ لكلّ عُلى ً سُفُنا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
رقم القصيدة : 13522
-----------------------------------
لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
بالبحرِ والطّوْدِ والضّرْغامِ من حَسَنِ
والبدرِ إذ في يديه للنّدى سُحُبٌ
سواكبٌ عَشْرُها تنهلّ بالمِنَن
ونفسِ مَلْكٍ عظيم قدرُها، رجحتْ
بأنفسِ الخلقِ من قيسٍ ومن يمن
وكيف يحمل هذا كلَّهُ فَرَسٌ
لو أنَّه ما رَسَا من هضبتي حضن
لعلّهُ في سجودٍ يومَ كبوتِهِ
لديه لمّا علاه سيدُ الزمنِ
يا مُسدياُ من نداهُ كلّ مكرمة ٍ
ومجرياً في مداه شُزّبَ الحُصُن
كأنَّ رُمْحَكَ في تصريفه قَلمٌ
مجاولاً بطويل الذابل اليَزَن
تقتادُ جيشَكَ للهيجاءِ معتزِماً
والعزّ منك ونصر الله في قرن
وتلقطُ الرمحَ من أرضِ الوَغى بيدٍ
والطِّرْفُ يجري كلمح البرق في الحَزَنِ
ويلتقي طرفاهُ إن هَزَزْتهما
كأنما طرفاهُ منه في غصنِ
لمّا سلمتَ طَفِقنا في تضرّعنا
ندعُو لكَ الله في سرٍّ وفي عَلن
وأنتَ للخلقِ رأسٌ قد سلمت لهم
فليس يشكون من سُقمٍ على بدنِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
رقم القصيدة : 13523
-----------------------------------
وما أنا ممّن يرْتضي الهَجْوَ خُطّة ً
على أنّ بعضَ الناسِ أصبحَ يهجوني
أُسالِمُ من ألفيتُ قدري كقدرهِ
وأعظمُ مَن فوقي وأحقرُ مَن دوني
ولوْ شئتُ يوْماً لانتصرْتُ بِمِقْولٍ
يُحِيلُ على الأعراض حدّ السكاكين

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
رقم القصيدة : 13524
-----------------------------------
يا أيّها المعرضُ الذي رَقَدَتْ
أجفانُهُ عن سهاد أجفاني
للسحرِ عينٌ، سبحان خالِقِها
وأنتَ من خَلْقِهِ بها رانِ
يا ثانيَ البَدْرِ في تكامُلِهِ
ها أنا في القَسْمِ للسُّها ثانِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
رقم القصيدة : 13525
-----------------------------------
سَلّمِ الأمرَ منك لله واعلمْ
أنَّ ما قدْ قضى به سيكونُ
وإذا صحّ ذاكَ عندك فافْهمْ
أنّ شُغْلَ الضمير منك جنونُ
هل نقيضُ السكون إلاَّ حَرَاكٌ
ونقيضُ الحراكِ إلاّ السّكونُ
هكذا ينْقَضِي الزّمانُ إلى أنْ
تشملَ العالمين فيه المنون
وتَقومَ الموتى النيامُ إلى ما
كُحِلَتْ بالحياة منه العيون
بجنانٍ يُقيمُ فيها مُقيمٌ
أو بنارٍ فيها عذابٌ مهينُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
رقم القصيدة : 13526
-----------------------------------
يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
فأيّ حيّ مُخَلَّدٌ فيها
وإن تردّتْ من قبلنا أممٌ
فهي نفوسٌ رُدّتْ عواريها
أما تَراها كأنَّها أجَمٌ
أسْوَدُها بيننا دواهيها
إنْ سالَمَتْ وهي لا تسالمنا
أيّامُنَا، حارَبَتْ لياليها
وَاوَحْشَتَا من فِراقِ مُؤنِسَة ٍ
يميتني ذكْرُها ويحييها
أذكرها والدموع تسبقني
كأنَّني للأسى أجاريها
يا بحرُ أرخصتَ غير مكترثٍ
مَنْ كنتُ لا للبياع أغليها
جوهرة ٌ كان خاطري صَدَفاً
لها أقيها به وأحميها
أبَتّها في حشاك مُغْرَقَة ً
وبتُّ في ساحليك أبكيها
ونفحة ُ الطيبِ في ذوائبها
وصبغة ُ الكحل في مآقيها
عانقها الموجُ ثمّ فارقها
عن ضَمة ٍ فاضَ روحها فيها
ويلي من الماءِ والتراب ومن
أحكام ضِدين حُكّمَا فيها
أماتها ذا وذاكَ غيرها
كَيْفَ من العُنْصُرَيْن أفديها

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
رقم القصيدة : 13527
-----------------------------------
تخِذتُ العصا قبلَ وقتِ العَصَا
لكيما أُوطّىء َ نَفْسي عليها
ومن لي بإدراك عُمرٍ قضى
إذا أحوجتني الليالي إليها
إذا ماتتِ النفس بعد الحياة
فماذا ترى حاصلاً في يديها
تسلّ بدنياكَ وانظرْ إلى
نفوذِ المقادير في عالميها
وإنَّ لديها متاعاً قليلاً
فكنْ زاهدَ النفس فيما لديها

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
رقم القصيدة : 13528
-----------------------------------
بكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِبكى الناسُ قبليَ فَقْدَ الشبابِ
بدمعِ القلوبِ فما أنْصَفوه
وإنّي عَلَيْهِ لَمُسْتَدركٌ
من البثّ والحزنِ ما أهملوهُ
لعمرُكَ ما الشيبُ إمّا بدا
بفوديك إلاّ الرّدى أو أبوهُ
ألم ترَ أنّكَ بين الشبابِ
كمن ماتَ أو غابَ من شببوه
وإن أبصرتك الدّمى أنْكَرَتْ
معارفَ وَجْهِكَ منها الوجوهُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إني امرؤ لا ترى لساني
إني امرؤ لا ترى لساني
رقم القصيدة : 13529
-----------------------------------
إني امرؤ لا ترى لساني
منظَّماً، ما حييتُ، هَجْوا
كم شاتمٍ لي عَفَوْتُ عَنهُ
مصَمِّماً في اللسان نَهوا
وابتداهَ الهُجرَ فيّ ظلماً
حتى إذا لم أُجِبْهُ رَوّى
لَفْظَتُهُ زَلّة ٌ تُلاقي
مِنْ لَفَظَتِي في الخطابِ عَفَوا
كم قائلٍ إذ تركْتُ عنه
بَحري بترك الجوابِ رَهْوا
وَعوعَ سيدٌ على هزبرٍ
فما رآهُ الهزبرُ كُفْوا
ولو سطا قادراً عليه
لم يُبْقِ للطيرِ فيه شِلوا
إنّ مطايا القريض نُجْبٌ
أجِيدُ سَوقاً لها وحَدوا
بمثل زأر الهصورِ جَزْلاً
أو كَبَغُامِ الغزال حُلوا
لوْ شِئتُ صيّرت بالقوافي
غارة هجوي عليه شعوا
ومَزّقَ القولُ منه عِرْضاً
لا يجدُ المدحُ فيه رفْوا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
رقم القصيدة : 13530
-----------------------------------
وفضفاضَة ٍ خضراءَ ذاتِ حبائكٍ
إذا لُبِسَتْ فاضتْ على بطلٍ كُفوِ
لها لينُ لمسٍ لا يخافُ خشونة ً
تشافهها من حدّ ذي شُطَبٍ مُهْو
على أنها من نسجِ داود نثرَة ٌ
أدقّ على الأبصار من أثر الرفو
تروقكَ منها زُرْقَة ٌ فكأنَّها
سماءٌ بدتْ للعين في رونقِ الصحو
تردّ الردى عن ذِمرها فكأنها
تذرّعُ من سخطِ الأسنة ِ بالعفو

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
رقم القصيدة : 13531
-----------------------------------
يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
ودُنْياكَ مُفْنِيَة ً فانيَهْ
وربّكَ وارثُ أربابها
ومحيي عظامهم الباليهْ
رأيتُ الحِمامَ يبيدُ الأنام
وَلَدْغَتُهُ ما لها راقيه
وأرواحنا ثمراتٌ له
يمدّ إليها يداً جانيهْ
وكل امرىء ٍ قد رأى سمْعُهُ
ذهاباً منَ الأمَمِ الماضيه
وعارية ٌ في الفتى روحُهُ
ولا بدّ من رَدّه العاريه
سقى الله قبر أبي رحمة ً
فسقياهُ رائحة ٌ غاديهْ
وسيّرُ عن جسمه روحه
إلى الرَّوْحِ والعيشة الرّاضيهْ
فكم فيه من خُلُقٍ طاهرٍ
ومن همّة ٍ في العُلى ساميَه
ومن كَرَمٍ في العُلى أوّل
وشمسُ النّهارِ لهُ ثانيَهْ
ولوْ أنّ أخلاقهُ للزمانِ
لكانتْ موارِدُهُ صافيه
أتاني بدارِ النوى نعيُهُ
فيا روعة َ السمع بالداهيه
فحمّرَ ما ابيضّ من عبرتي
وبيضَ لِمّتي الداجيهْ
بدارِ اغترابٍ كأنَّ الحياة َ
لذكر الغريب بها ناسيه
فمثّلتُ في خلدي شَخْصَهُ
وقَرّبْتُ تربته القاصيه
ونحتُ كثكلى على ماجدٍ
ولا مُسْعِدٌ لي سوى القافيه
قديمُ تراثِ العلى سَيّدٌ
على النجمِ خُطّتُهُ ساميه
مضى بالرجاحة ِ من حلمهِ
فما سيّرَ الهضبة َ الراسيهْ؟
وما أنْسَ لا أنْسَ يوْم الفراق
وأسرارُ أعيننا فاشيهْ
ومرّتْ لتوديعنا ساعة ٌ
بلؤلؤ أدمُعِنا حاليهْ
ولي بالوقوف على جمرها
وإنْضاجِهِ قَدَمٌ حافيه
ورحتُ إلى غربة ٍ مُرّة ٍ
وراحَ إلى غُرْبَة ٍ ساجيَه
وقدْ أودعتني آراؤه
نجوماً طوالعُها هاديه
سمعتُ مقالَة شيخي النّصيحِ
وأرْضيَ عَنْ أرضِهِ نائيه
كأنّ بأذني لها صرخة ً
أرادَ بها عُمَرٌ ساريه
مضى سالكاً سُبلَ أبائه
وأجدادهِ الغُررِ الماضيهْ
كرامٌ تولوا بريب المنون
وأبقوْا مفاخرهُمْ باقيَه
مَضَى وهو منّي أخو حَسَرة ٍ
تُمازجُ أنفاسهُ الرّاقيهْ
تجودُ بدفع الأسى والرّدى
على خدّه عينهُ الباكيهْ
وإني لذو حزنٍ بعده
شؤونُ الدمعِ لهُ داميَه
بكيتُ أبي حقبة ً والأسى
عليّ شَواهدُهُ باديه
وما خمدتْ لوعة ٌ تلتظي
ولا جمدتْ عبرة ٌ جاريهْ
ونفسي وإن مُدّ في عُمرِها
لما لقيتْ نفسُهُ لاقيه

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
رقم القصيدة : 13532
-----------------------------------
شفائي من الآلام في الشّفة ِ اللميا
بريقتها أحْيَا وإلا فلا مَحْيا
وكيفَ وريّا لا تجودُ بريقة ٍ
إذا لم أجِدْ في الماءِ من ظمإ رِيّا
فتاة ٌ تديرُ السحرَ من لحظ مُقْلة ٍ
.......................
وتعرضُ إعراض المنى في صدودها
ولوْ أقبلتْ بالوصلِ أقبلتْ الدّنيا
وما بالها لم تُعْطِ مِنْ سيف جفنها
أماناً وقد أعطاه من سيفه يحيى
حمى ابنُ تميم بالظبا ملّة َ الهدى
وأضحى زمامُ الملك في يده العليا
وإنْ أجْدَبَتْ آمالُنَا فهباتُهُ
حدائقُ لم تعدمْ لأنملهِ سُقيا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ
هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ
رقم القصيدة : 13533
-----------------------------------
هل أقالَ الحِمامُ عثرة حيٍّ
أم عدا سهمهُ فؤاد رَميِّ
هلْ أدامَ الزّمانُ وَصْلَ خليلٍ
فوفَى ، والزّمانُ غيرُ وفيّ
وهو كالفكر بين غشّ عَدُوٍّ
لبنيه، وبين نُصحِ وليّ
قد رأينا حالاً نؤولُ إليها
ووعظنا بحالنا الأوليّ
غير أنّا نرنو بأعينِ رشدٍ
كُحِلَتْ من هوَى النفوس بغيّ
أين ما كان خلقه من ترابٍ
لم يكنْ بدءُ خلقه من منيّ
واغتذى عند مولد الروح فيه
من ثُديّ الحياة ِ أوّلَ شيّ
قد دُفِعْنَا إلى حياة ٍ وموْتٍ
ونشورٍ إلى الإلهِ العَليّ
ودوام البقاءِ في دار أخرى
ومجازاة ُ فاجرٍ وتقيّ
كم مليكٍ وسوقٍ وشُجاعٍ
وجبانٍ وطائغٍ وَعَصِيِّ
نشرَتْهُمْ حياتهمْ أيّ نشرٍ
وطواهُمْ حِمامُهُمْ أيّ طيّ
فهمُ في حشا الضريح سواءٌ
ولقد كان ذا لذا غَيْرَ سِيِّ
لك يا من يموتُ شخصٌ وفيءٌ
ثم شخصٌ في القبر من غير فَيّ
أيُّ فْيء لم يصيرُ تراباً
مُحِيَتْ مِنْهُ صورَة ُ البَشَريّ
كيفَ تنجو على مَطِيَّة ِ دُنْيا
وهي تَشّحُو بالجانِبِ الوحْشِي
تطرحُ الراكب الشديد شموساً
وركوبُ الشموس فعل غبيّ
غُرّ مَنْ ظنّ أن يصافي دهراً
وهو للأصفياءِ غيرُ صفيّ
كلّ لاهٍ عمّا يطيل شجاه
يملأ العينَ من رقادِ خليّ
والرّدى يشملُ الأنامَ ومنه
عرضيّ يجيءُ من جَوْهريّ
ومميتُ الحراكِ من سكونٌ
مظهرٌ فعلهُ بسرٍّ خفيّ
وهو يرمي قوائمَ الأعصم الضِّر
بِ ويلوي قوادمَ المضرَحيِّ
لا يهابُ الحِمامُ مَلكاً عظيماً
يجتبي يوم جوده بالحبيّ
ينطقُ الموتُ من ظباه فَيَمْضِي
خيرُ وسميّ رحمة ٍ وَوَليّ
لا ولا مُرْهَفَ المُدى بين فَكّيْ
باطشِ البرثَنيْنِ وَرْدٍ جَريّ
ومتى هابَ موقداً نارَ حربٍ
فارساً في المُضاعَفِ الفارسيّ
للرّدينيّ منه ريٌّ مُعَادٌ
من نجيع العدا كحرف الدّويّ
أيّ رزءٍ جارتْ به الريحُ في الما
ءِ وأفشتهُ من لسانِ النعيّ
ومصابٍ أصابَ كلّ فؤادٍ
في ابن عيد العزيز عبد الغني
قائدٌ قادَهُ إلى الموْتِ عِزّ
باقتحامٍ كهلٍ وعزمٍ فتيّ
فارسُ الماءِ والثرى والفتى المحـ
ـضُ والمروءة الأريحيّ
ورثَ العزّ من أبيه كشبلٍ
أخذَ الفتكَ عن أبيه الأبيّ
جمرة ُ البأس أخمدت عن وقود
بنفوس العداة من كلّ حيّ
وحسامُ الجِلاد فُلّ شباه
بشبا الموت عن قراع الكميّ
حاسرٌ درعه، تضَرُّمَ قلبٍ
خافقٍ في حشا فتًى شَمّريّ
يتقّي حدّ سيفه كلّ علج
يجيبكِ الماذيّ في الآذيّ
مقبلاً لا مولياً بالأماني
عن كفاحِ العِدا وبالسمهريّ
وكأنّ الإتاءَ مال عَلَيه
يوم مَدّوا إليه سُمَر القنيّ
سلبُوا سَيْفَهُ وفيه نجيعٌ
منهمُ كالشقيق فوق الأتيّ
ورأوْا كل مُهْجَة ٍ منهمُ سا
لتْ على صَدْرِ رُمْحِهِ الزاعبيّ
زُوّدوا كل ضربة ٍ منه كالأخدو
دِ تُردي وطعنة ٍ كالطويّ
كلّ نارٍ كانتْ من الغزو تذكى
خمِدتْ في حسامِه المَشّرَفي
صافحَ الموتَ والصفائحُ غَضْبَى
وَلَغَتْ منه في دماءِ رَضيّ
مُشْعراً بالسيوف كالهدي تُهدى
كلّ حورية ٍ إليه هَديّ
فهو نعم العروسُ حشوَ ثيابٍ
قانئاتٍ من كلّ عِرقٍ ضَريّ
طيبُهُ من نجيعه، وهو مسكٌ
في عِذارِيْ مُهَذَّبٍ لَوْذَعِيّ
يا شهيدا في مشهد الحرب مُلقى
وسعيداً بكلّ علجٍ شقيّ
وَسخياً بنَفسِهِ للعوالي
في رضى الله فعلُ ذاكَ السخيّ
كمْ ضروبٍ ضاربته وجليدٍ
وقريبٍ طاعنتهُ وقصيّ
وأخي وفضة ٍ كأمٍ ولودٍ
ما أصابتكَ من بنات القسيّ
كَمْ صَديقٍ بكاكَ مثلي بدَمعٍ
طائعٍ من شؤونه لا عصي
تذرف العينُ منه جرية َ ماءِ
تطأُ الخدّ وهي جمرة ُ كيّ
وثكالى يندبنَ منكَ بحزنٍ
خيرَ ندبٍ مُهذَّبٍ ألمعيّ
حاسراتٍ ينُحنَ في كلّ صُبحٍ
بلّه دمعها وكلّ عشيّ
ليس يدري امرؤ أجَزّ نواصٍ
كانَ منهنّ أم حصادُ نصيّ
سُوّدتْ بالمداد بيضُ وجوه
فهي في كلّ برقعٍ حبشيّ
ولبسنَ المسوحَ بعد حريرٍ
شرّ زيٍّ أرتكَ من خيرِ زِيّ
كلّ نواحة ٍ عليكَ حشاها
حَشْوُهُ منك كلّ داءٍ دَويّ
يتلقّى بنفسجُ اللطمِ منها
ذابلَ الوَرد فوْق وردٍ جنيّ
يا خليلاً أخلّ بي فيه دهرٌ
لوفاءِ الأحرار غير وفيّ
أنْتَ بالموْت غائبٌ، ومثالٌ
في ضمير الفُؤادِ منك نجييّ
وإن أرضاً غودرتَ فيها لتهدي
ريحها منك عَرفَ مسكٍ ذكيّ
فسقى شلوك الممزقَ فيها
خبرُ وسميّ رحمة ٍ وَوَليّ
لم أكنْ إذ نَظَمْتُ تأبينَ مَيْتٍ
لكَ أختارُهُ على مَدْحِ حَيِّ
أنا أبكي عليكَ ما طال عمري
شَرِقَ العين من دموع بريّ
وستبكيكَ بعد موتي القوافي
في نياح من لفظها معنويّ
 


العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
رقم القصيدة : 13534
-----------------------------------
غَزَوْتَ عدوّكَ في أرضِهِ
ففرّ إلى طَرفِ الناحيه
فعاجَلتهُ ثمّ بالمهلكات
كما يُقْتَلُ الشاهُ في الزاويه

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
رقم القصيدة : 13535
-----------------------------------
كيفَ ترجو أنّ تكونَ سعيدا
وأرى فعلك فعلَ شَقِيّ
فاسألِ الرحمة َ ربّاً عظيماً
وَسِعَتْ رحمتُه كلّ شيّ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
رقم القصيدة : 13536
-----------------------------------
أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
وأنتَ مقيمٌ في قيودكَ عانيا
وإنْ لمْ أُبارِ المُزْنِ قطرا بأدمعٍ
عليكَ فلا سُقيتُ منها الغواديا
تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً
فما ألْبَسُ الأجْفانَ إلا بواكيا
وما فرحي يومَ المسرّة ِ طائعاً
ولا حَزَني يوْمَ المساءَة ِ عاصيا
وهل أنا إلاّ سائلٌ عنك سامعٌ
أحاديثَ تبْكي بالنّجِيع المعاليا
قيُودُكَ صيغتْ من حديدٍ ولم تكنْ
لأهلِ الخطايا منك إلا أياديا
تعينك من غير اقتراحك نعمة ٌ
فتقطعُ بالابراقِ فينا اللياليا
كشفتَ لها ساقاً وكنتَ لكشفها
تحزّ الهوادي أو تجزّ النواصيا
وقفنَ ثقالاً لم تُتِحْ لط مشية ً
كأنَّك لم تُجْرِ الجفاف المذاكيا
قعاقع دُهمٍ أسهرتكَ وطالما
أنامتْكَ بِيضٌ أسْمرَتْكَ الأغانيا
و ماكنتُ أخشى أن يقال: محمدٌ
يميلُ عليه صائب الدهر قاسيا
حسامُ كفاحٍ باتَ في السجن مغمدا
وأصبحَ من حليِ الرياسة ِ عاريا
وليث حروب فيه أعدوا برقِّه
وقد كان مقداماً على الليث عاديا
فيا جَبَلاً هَدّ الزمانُ هضابَهُ
أما كنتَ بالتمكين في العزّ راسيا
قُصِرَتَ ولمّا تقضِ حاجتِكَ التي
جرى الدهر فيها راجلاً لك حافيا
وقد يعقلُ الأبطالَ خَوْفُ صيالها
ويُحكمُ تثقيف الأسودِ ضواريا
أقولُ وإني مُهْطِعٌ خوفَ صيحة ٍ
يُجيبُ بها كلٌّ إلى الله داعيا
أسَيْرَ جبالٍ وانْتشارَ كواكبٍ
دنا من شروط الحشر ما كان آتيا
كأنَّكَ لم تجعل قناك مَراودا
تَشُقُّ من الليل البهيم مآقيا
ولم تزد الإظلام بالنقع ظلمة ً
إذا بَيّضَ الإصباحُ منه حواشيا
ولم تثن ماء البيض بالضرب آجناً
إذا صُبّ في الهيجا على الهام صافيا
ولم تُصْدِرِ الإلالَ نواهلاً
إذا ورَدَتْ ماءَ النحور صوافيا
وخيلٍ عليها كلّ رامٍ بنفسه
رضاكَ إذا ما كنتَ بالموت راضيا
وقد لبسوا الغدْرانَ وهي تموجّتْ
دروعاً وسلُّوا المرهفات سواقيا
وكم من طغاة ٍ قد أخذتَ نفوسهمْ
وأبقيتَ منهم في الصدور العواليا
بمعترك بالضرب والطَّعن جُرْدهُ
تمرّ على صرْعى العوادي عواديا
مضى ذاك أيام السرور وأقبلتْ
مناقِضَة ً من بعده هي ما هيا
إذِ المُلْكُ يمضي فيه أمرك بالهدى
كما أعلمت يمناك في الضرب ماضيا
وإذ أنْتَ محجوبُ السرادق لم يكن
له كلماتُ الدهر إلاّ تهانيا
أمرٌ بأبوابِ القصور وأغتدي
لمن بانَ عنها في الضمير مناجيا
وأنشد لا ما كنت فيهنّ منشدا
«ألا حيّ بالزُّرْق الرسوم الخواليا»
وأدعو بينها سيّدا بعد سيّدٍ
ومن بعدهم أصبحتُ همّاً مواليا
وأحداث آثار إذا ما غشيتُها
فَجَرتُ عليها أدمعي والقوافيا
مضيتَ حميدا كالغمامة ِ أقشعَتْ
وقد ألْبَسَتْ وشْيَ الربيع المغانيا
سأدمي جفوني بالسهاد عقوبة ً
إذا وقفت عنك الدموعَ الجواريا
وأمنعُ نفسي من حياة ٍ هنيئة ٍ
لأنّكَ حيٌّ تستحقُّ المراثيا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لا أركبُ البحرَ خوفاً
لا أركبُ البحرَ خوفاً
رقم القصيدة : 13537
-----------------------------------
لا أركبُ البحرَ خوفاً
عليّ منه المعاطب
طينٌ أنا وهو ماءٌ
والطينُ في الماء ذائب

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
رقم القصيدة : 13538
-----------------------------------
يا سالباً قَمَرَ السّماءِ جَمَالَهُ
ألبستني للحزنِ ثوبَ سمائهِ
أضرَمْتَ قلبي فارتمى بشرارة ٍ
وقعتْ بخدّكَ فانطَفَتْ من مائه

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
رقم القصيدة : 13539
-----------------------------------
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها
عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ
شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً
فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب
والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً
فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ
طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ
بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي
لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة
أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب
من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ
فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ
فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ
فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ
فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ
ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ
والليثُ يأنف عن جواب الثعلب
لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً
إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ
أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ
طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ
مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها
عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها
ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها
فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ
نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي
فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ
لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا
غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي
رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً
لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
رقم القصيدة : 13540
-----------------------------------
ما زلتُ أشربُ كأسهُ من كفّهِ
ورضابُهُ نقلٌ على ما أشربُ
حتى انجلى الإصباحُ عن إظلامه
كالستر يُرفع عن مليكٍ يحجب
والشهبُ في غربِ السماءِ سواقطٌ
كبناتِ ماءٍ في غديرٍ تَرْسُبُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
رقم القصيدة : 13541
-----------------------------------
مُصْفَرَّة ُ الجسم وهي ناحلة ٌ
تسْتعذِبُ العيشَ معْ تَعَذّبِها
تطعنُ صدرَ الدجى بعالية ٍ
صنوبريّ لسانُ كوكبها
إن تَلفتْ روحُ هذه اقتسمتْ
من هذه فضلة ً تعيشُ بها
كحيّة ٍ باللّسانِ لاحسة ٍ
ما أدركتْ من سوادِ غيهبها

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
رقم القصيدة : 13542
-----------------------------------
قبسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
ينشقّ منه عن الصباح الغيهبُ
وأريجُ مسكٍ فاحَ عن نفَحاتها
فذوائبُ الظلماءِ منه تطيّبُ
قالوا: الصبوحُ، فقلتُ: قَرِّبْ كأسَهُ
إنّي لِمُهديها بها أتَقَرّبُ
لا تسقني اللبنَ الحليبَ فإنّ لي
في كلّ داليَة ٍ ضروعاً تحلب
وذَخيرة ٍ للعيشِ مَرّ لعمرها
عَدَدٌ يشقّ على يَدَيْ من يحسب
دبّابة ٌ في الرأسِ يصعدُ سُكرها
فتجدّ منا بالعقولِ وتلعب
دارَتْ بعقلي سَورة ٌ من كأسها
حتى كأنَّ الأرضَ تحتي لولب
باكرتها والليل فيه حُشاشة ٌ
يستلّها بالرفقِ منه المغرب
والجوّ أقبلَ في تراكبِ مُزنهِ
قُزحٌ بعطفهِ قوسهِ يتنكّبُ
صابتْ فأضْحَكَتِ النديمِ بأكّؤسٍ
عَهدي به من نقطهنّ يُقَطب
والبشرُ في شربِ المدامة ِ فارتقبْ
منها سرورَ النفسِ ساعة َ تَعْذُب

 

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
رقم القصيدة : 13543
-----------------------------------
تخالَفَتِ النياتُ يومَ تحمّلوا
فركبٌ إلى شرق وركبٌ إلى غربِ
وما قُدّ قَدّ السيرِ بالسيرِ بينهم
ولكنَّما المنقدّ بينهُم قلبي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> انظرهما في الظلام قد نجما
انظرهما في الظلام قد نجما
رقم القصيدة : 13544
-----------------------------------
انظرهما في الظلام قد نجما
فقلت: كما رنا في الدجنة الأسد
فقال: يفتح عينيه ثم يطبقهما
فقلت: فعل امرىء في جفونه رمد
فقال: فابتزه الدهر نور واحدة
فقلت: وهل نجا من صروفه أحد

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
رقم القصيدة : 13545
-----------------------------------
وكأنَّما شَمسُ الظهيرة نارُهُ
وكأنَّما شَجَرُ البسيطة ِ عُودُهُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
رقم القصيدة : 13546
-----------------------------------
وكأنها نونٌ تُمطّ وعينها
ميمٌ لطولِ نحولها بالفدفدِ
كحلتْ جفونَ الصبح منها بالسرى
وتكحلتْ منه بلوْنِ الإثْمدِ
فلجسمها والصبحُ يتبع نورَهُ
من جفنِ ليلتها انسلالُ المرود
يا ليتَها كانتْ سفينة َ زاجرٍ
فتخوضَ بي مدّ العبابِ المزبدِ
فأرى ابن حمدانٍ ونورَ جبينهِ
يجلو سناهُ قذى جفون الأرمدِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
رقم القصيدة : 13547
-----------------------------------
جناحيَ محلولٌ وجيديْ مُطَوَّقٌ
فَرَوْضِيَ مطلولٌ فما ليَ لا أشْدو

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
رقم القصيدة : 13548
-----------------------------------
وناهدة ٍ لمّا تَنَهَّدْتُ أعْرَضَتْ
فراحتْ وقلبي في ترائبها نَهْدُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
رقم القصيدة : 13549
-----------------------------------
واعمُرْ بقصرِ المُلْكِ ناديكَ الذي
أضحى بمجدك بيته معمورا
قصرٌ لو أنَّك قد كحلتَ بنوره
أعمى لعادَ إلى المقام بصيرا
واشتقّ من معنى الحياة نسميه
فيكادُ يُحْدِثُ للعظام نُشورا
نُسيَ الصبيحُ مع المليح بذكره
وسما ففاقَ خورنقاً وسديرا
ولو أنَّ بالألوان قوبلَ حسنُهُ
ما كان شيءٌ عنده مذكورا
أعيت مصانعه على الفُرْسِ الألى
رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا
ومضَتْ على الرّوم الدهورُ وما بنوْا
لملوكهم شَبَهاً له ونظيرا
أذكرتنا الفردوس حينَ أريتنا
غُرَفاً رفعتَ بناءَها وقصورا
فالمحسنون تزيّدوا أعمالهم
وَرَجَوْا بذلك جَنَّة ً وحريرا
والمذنبون هُدوا الصراطَ وكفّرتْ
حسناتهمْ لذنوبهم تكفيرا
فلكٌ من الأفلاكِ إلاّ أنّه
حَقَرَ البدورَ فأطلع المنصورا
أبصرتُهُ فرأيتُ أبدعَ منظرٍ
ثم انثنيتُ بناظري محسورا
وظننتُ أني حالمٌ في جنّة ٍ
لمّا رأيتُ الملكَ فيه كبيرا
وإذا الولائد فتّحتْ أبوابه
جَعَلَتْ تَرَحّبُ بالعُفاة ِ صريرا
عَضّتْ على حلقاتهنّ ضراغمٌ
فغرَتْ بها أفواهها تكسيرا
فكأنَّها لَبَدَتْ لتهصرَ عندها
من لم يكنْ بدخوله مأمورا
تجري الخواطر مطلقات أعنة ٍ
فيه فتكبو عن مداه قصورا
بمرخَّم الساحاتِ تحسبُ أنّهُ
فُرِشَ المهَا وتَوَشّحَ الكافورا
ومحصَّبٍ بالدرّ تحسبُ تربَهُ
مسكاً تَضَوّعَ نشره وعبيرا
يستخلفُ الإصباح منه إذا انقضى
صبحاً على غسقِ الظلام منيرا
وضراغمٌ سكنتْ عرينَ رئاسة ٍ
تركتْ خريرَ الماء فيه زئيرا
فكأنَّما غَشّى النّضارُ جُسومَهَا
وأذابَ في أفواهِها البلّورا
أسدٌ كأنّ سكونها متحركٌ
في النفس لو وجدتْ هناك مثيرا
وتذكّرتْ فتكاتها فكأنما
أقعتْ على أدبارها لتثورا
وتخالُها، والشمسُ تجلو لونَها
نارا وألسُنَها اللواحسَ نورا
فكأنما سُلّتْ سيوفُ جداولٍ
ذابتْ بلا نارٍ فعُدنَ غديرا
وكأنما نسجَ النسيم لمائه
درعاً فقدّرَ سردها تقديرا
وبديعة ِ الثمرات تعبرُ نحوها
عيناي بحرَ عجائبٍ مسجورا
شجرية ٍ ذهبية ٍ نزعتْ إلى
سحر يؤثّر في النهى تأثيرا
قد صَوْلجتْ أغصانها فكأنما
قنصَتْ لهنّ من الفضاء طيورا
وكأنَّما تأبى لواقع طيرها
أن تستقلّ بنهضها وتطيرا
من كلّ واقعة ٍ تَرَ منقارها
ماءً كسلسال اللجين نميرا
خُرسٌ تُعدّ من الفصاح فإن شدّتْ
جعلتْ تغرّدُ بالمياه صفيرا
وكأنَّما في كلّ غصنٍ فضة ٌ
لانتْ فأرسلَ خيطها مجرورا
وتريكَ في الصهريج موقعَ قطرها
فوقَ الزبرجدِ لؤلؤاً منثورا
ضحكتْ محاسنهُ إليك كأنما
جُعلتْ لها زهرُ النجوم ثغورا
ومَصفَّحِ الأبوابِ تبرا نَظّروا
بالنقش بين شكوله تنظيرا
تبدو مساميرُ النضارِ كما عَلَت
فلك النهود من الحسان صدورا
خلعتْ عليه غلائلاً ورسيَّة ً
شمسٌ تردّ الطرفَ عنه حسيرا
وإذا نظرتَ إلى غرائب سقفه
أبصرت روضا في السماء نضيرا
وعجبتَ من خُطّافِ عسجده التي
حامت لتبني في ذراه وكورا
وضعتْ به صناعُهُ أقلامَها
فأرتكَ كلّ طريدة ٍ تصويرا
وكأنَّما للشمس فيه ليقة ٌ
مشقوا بها التزْويقَ والتشجيرا
وكَأنَّما للازَوَرْد مُخَرَّمٌ
بالخطّ في ورقِ السماءِ سطورا
وكأنما وَشّوا عليه ملاءة ً
تركوا وشاحِها مقصورا
يا مالكَ الأرضِ الذي أضحى له
مَلِكُ السماءِ على العداة نصيرا
كم من قصورٍ للملوك تقدّمتْ
واستوجَبَتْ لقصورك التأخيرا
فعمرتها ومَلَكتَ كلّ رئاسة ٍ
منها ودمّرْتَ العدا تدميرا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
رقم القصيدة : 13550
-----------------------------------
وليثٍ مقيم في غياضٍ منيعة ٍ
أميرٍ على الوَحشِ المقيمة ِ في القَفْرِ
يُوَسِّدُ شبليه لحومَ فَوارِسٍ
ويقطعُ كاللصّ السبيل على السَّفر
هزبرٌ له في فيه نارٌ وشفرَة ٌ
فما يشتوي لحمَ القتيلِ على الجمرِ
سراجاه عيناه إذا أظلم الدجى
فإن بات يسري باتت الوحش لا تسري
له جبهة ٌ مثل المجنّ ومعطسٌ
كأنّ على أرجاله صبغة َ الحبر
يصلصلُ رعدٌ من عظيم زئيره
ويلمع برقٌ من حماليقهِ الحمر
له ذنبٌ مستنبطٌ منه سَوْطُهُ
ترى الأرض منه وهي مضروبة الظهر
ويضربْ جنبيه به فكَأنَّما
له فيها طَبْلٌ يَخْصّ على الكرّ
ويُضْحِك في التعبيس فكّيه عن مدى
نيوبٍ صلابٍ ليس تُهتمُ بالفهر
يصولُ بكفّ عرْض شبرين عرْضُها
خناجرها أمضى من القُضُبِ البتر
يجرّدُ منها كلّ ظُفْرٍ كأنَّهُ
هلالٌ بدا للعين في أوّلِ الشهر

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
رقم القصيدة : 13551
-----------------------------------
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني
إذا غابَ لم يبعد على عين مُبصرِ
وبينَ رحيلي والايابِ لحاجها
من الدهر ما يُبْلِي رَتيمَة َ خنصر
ولا بُدّ من حملي على النفس خُطّة ً
تُعلّقُ وردي في اغترابي بمصدري
وتطرحني بالعزم من عير فترة ٍ
سفائنُ بيدٍ في سفائن أبحُرِ
وما هيَ إلا النفسُ تفني حياتَهَا
مُصَرَّفة ً في كلّ سعيٍ مُقَدَّر
أغرَّكِ تلويحٌ بجسمي وإنَّني
لكالسيف يعلو متنه غين جوهر
وما هيَ إلا لفحة ٌ من هواجرٍ
تخلّصَتْ منها كالنّضار المسجَّر
وأنكرتِ إلمام المشيب بلمتي
وأيّ صباحٍ في دجى غير مسفر
وما كان ذا حذرٍ غرابُ شبيبتي
فلمْ طار عن شخصي لشخص مُنفِّر
وأبقتْ صروفُ الدهرِ منّي بقيّة ً
مذكرة ً مثلَ الحسام المذكر
وما ضعضعتني للحوادثِ نكبة ٌ
ولا لان في أيدي الحوادث عُنصري
وحمراءَ لم تسمحْ بها نفس بائعٍ
لسومٍ ولم تظفرْ بها يد مشْتري
أقامتْ مع الأحقابِ حتى كأنَّها
خبيئة ُ كسرى أو دفينة ُ قيصر
فلم يبقَ منها غيرُ جزءٍ كأنهُ
تَوَهُّمُ معنى ً دقّ عن ذهن مُفكرِ
إذا قهقه الإبريق للكأس خِلتهُ
يرجّعُ صوتاً من عُقابٍ مُصرصرِ
وطاف بها غمرُ الوشاح كأنما
يقلّبُ في أجفانه طرفَ جؤذر
قصرتُ بكلٍّ كلَّ يومٍ لهوتُهُ
ومهما يطبْ يومٌ من العيش يقصرُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
رقم القصيدة : 13552
-----------------------------------
أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
وليالٍ دجتْ لنا أم شعورُ
وغصُونٌ تأوّدَتْ أم قدودٌ
حاملاتٌ رمّانهنّ الصدّور

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
رقم القصيدة : 13553
-----------------------------------
سألتُها أن تُعيد لَفْظاً
قالتْ: أصمّ دعوه يعذرْ
حديثُها سكرٌ شهيّ
وأطيبُ السكرِ المُكَرَّرْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
رقم القصيدة : 13554
-----------------------------------
ولو أنَّ عظمي من يراعي، ومن دمي
مدادي، ومن جلدي إلى مجده طِرْسي
وخاطبتَ بالعلياءِ لفظا منقَّحا
وخطّطْت بالظلماءِ أجنحة َ الشمس
لكان حقيرا في عظيمِ الذي له
من الحق في نفس الجلال فدع نفسي
ومالكة ٍ نفسي ملكتُ بها المنى
وقد شرّدتْ عني التوحش بالأنس
وقابلتُ منها كلّ معنى ً بِعدّهِ
يلوّحُ نفسَ الوهم في دُهمة ِ النْقْسِ
كأنيَ في روضٍ أُنَزّهُ ناظري
جليلُ معانيه يدقّ عن الحسّ
مقلتُ بعيني منه خطّ ابن مقلة ٍ
وَفَضّ على سمعي الفصَاحَة َ من قُس
وخفتُ عليه عينَ سحرٍ تُصيبهُ
فَصَيّرْتُ تعويذي له آيَة َ الكرسي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
رقم القصيدة : 13555
-----------------------------------
بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامة ُ طَوْقَها
وكساهُ حُلّة َ ريشِهِ الطّاووس
وكأنَّ هاتيكَ الشقائقَ قَهْوة ٌ
وكأنّ ساحاتِ الديار كؤوسُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
رقم القصيدة : 13556
-----------------------------------
أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
يَهْتِكُ من أنوارهِ الحندسا
كمِنْجَلٍ قد صِيغَ من عَسْجَدٍ
يحصدُ من زهرِ الرّبى نَرْجِسَا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
رقم القصيدة : 13557
-----------------------------------
ومشمولة ٍ راحٍ كأنَّ حبابها
إذا ما بدا في الكأسِ درٌّ مجوَّفُ
لها من شقيقِ الرّوْضِ لونٌ كأنَّما
إذا ما بدا في الكأس منه مُطَرّفُ
سَرَيْتُ على برقٍ كأنّ ظلامَهُ
إذا احمرّ ليلٌ أسوَدَ باتَ يرعف

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
رقم القصيدة : 13558
-----------------------------------
لوْ كنتِ زائرتي لراعكِ منظري
فرأيتِ بي ما يصنعُ التفريقُ
وَلْحالَ من دمعي وحرّ تنفسي
بيني وبينكِ لجة ٌ وحريقُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
رقم القصيدة : 13559
-----------------------------------
نفوسنا بالرجاء ممتسكة ْ
والموتُ للخلق ناصبٌ شركهْ
تبرمُ أجسامنا وتنقضها
طبائعٌ في المزاج مشتركه
لولا انتشاقُ الهوا لمتّ كما
تموتُ مع فَقْدِ مائها السمكه
نُنْشأْ بالبعثِ بعد ميتتنا
أما يُعيدُ الزجاج مَنْ سبكه
ما أغفلَ الفيلسوف عن طُرُقٍ
ليستْ لأهل العقول منسلكه
مَن سَلّمَ الأمرَ للإله نجا
ومن عدا القصد واقَعَ الهلكه

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى