العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
رقم القصيدة : 12040
-----------------------------------
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
وَلا أحَدٌ يَبقَى سِوى مالِكِ المُلْكِ
أيا نفسُ أنتِ الدهرَ في حالِ غفلة ٍ
وليستْ صروفُ الدهرِ غافلة ً عنكِ
أيا نفسُ كمْ لي عنكِ منْ يومِ صرعة ٍ
إلى اللّهِ أشكُو ما أُعالجُهُ مِنْكِ
أيا نفسُ إن لمْ أبكِ ممَّا أخافهُ
عليكِ غَداً عندَ الحسابِ فمن يَبكي
أيا نفسُ هذي الدارُ لا دارُ قلعة ٍ
فلا تجعَلِنّ القَصْدَ في منزِلِ الإفْكِ
أيا نفسُ لا تنسي عنِ اللهِ فضلهُ
فتأييدُهُ مُلكي، وَجِذْلانُهُ هُلكي
وَلَيسَ دَبيبُ الذَّرّ فوْقَ الصَّفاة ِ، في
الظلامِ بأخفى من رياءٍ ولا شركِ
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
رقم القصيدة : 12040
-----------------------------------
نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَ ما شكِّ،
وَلا أحَدٌ يَبقَى سِوى مالِكِ المُلْكِ
أيا نفسُ أنتِ الدهرَ في حالِ غفلة ٍ
وليستْ صروفُ الدهرِ غافلة ً عنكِ
أيا نفسُ كمْ لي عنكِ منْ يومِ صرعة ٍ
إلى اللّهِ أشكُو ما أُعالجُهُ مِنْكِ
أيا نفسُ إن لمْ أبكِ ممَّا أخافهُ
عليكِ غَداً عندَ الحسابِ فمن يَبكي
أيا نفسُ هذي الدارُ لا دارُ قلعة ٍ
فلا تجعَلِنّ القَصْدَ في منزِلِ الإفْكِ
أيا نفسُ لا تنسي عنِ اللهِ فضلهُ
فتأييدُهُ مُلكي، وَجِذْلانُهُ هُلكي
وَلَيسَ دَبيبُ الذَّرّ فوْقَ الصَّفاة ِ، في
الظلامِ بأخفى من رياءٍ ولا شركِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
رقم القصيدة : 12041
-----------------------------------
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
فانظُرْ لِمنْ تمضي وتتركُ مالَكَا
وَلَقَدْ تَرَى أنّ الحَوادِثَ جَمّة ٌ،
وَتَرَى المَنِيّة َ حَيثُ كنتَ حيالَكَا
يا إبنَ آدَمَ كَيفَ ترْجو أنْ يَكُو
الرأيُ رأْيَكَ والفِعالُ فِعالكَا
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
رقم القصيدة : 12041
-----------------------------------
إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَ ومالَكَا
فانظُرْ لِمنْ تمضي وتتركُ مالَكَا
وَلَقَدْ تَرَى أنّ الحَوادِثَ جَمّة ٌ،
وَتَرَى المَنِيّة َ حَيثُ كنتَ حيالَكَا
يا إبنَ آدَمَ كَيفَ ترْجو أنْ يَكُو
الرأيُ رأْيَكَ والفِعالُ فِعالكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
رقم القصيدة : 12042
-----------------------------------
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّ لديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِ بمكرمٍ
بأكثرَ من حثوِ الترابِ عليكَا
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
رقم القصيدة : 12042
-----------------------------------
كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلَيْكَا،
يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّ لديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِ بمكرمٍ
بأكثرَ من حثوِ الترابِ عليكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
رقم القصيدة : 12043
-----------------------------------
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
ومِلْ عنها إذا قصدتْ إليكَا
فإنّ جَميعَ ما خُوّلْتَ مِنْها
ستنفُضُهُ جميعاً من يديكا
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
رقم القصيدة : 12043
-----------------------------------
خُذِ الدنيَا بأيسرِهَا عليكَا
ومِلْ عنها إذا قصدتْ إليكَا
فإنّ جَميعَ ما خُوّلْتَ مِنْها
ستنفُضُهُ جميعاً من يديكا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
رقم القصيدة : 12044
-----------------------------------
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
وَمَنْ تَعامَى عَنْ قَدْرِهِ هَلَكَا
مَنْ لم يُصِبْ مِنْ دُنياهُ آخِرَة ً،
فَلَيْسَ مِنها بمُدْرِكٍ دَرَكَا
للمَرْءِ ما قَدّمَتْ يَداهُ منَ الـ
الفضلِ وللوارثينَ ما تركَا
يا سكرة َ الموتِ أنتِ واقعة ٌ
للمَرّءِ في أيّ اsفَة ٍ سَلَكَا
يا سكرة َ الموتِ قد نصبتِ لهذا
الخلقِ في كلِّ مسلكٍ شركَا
أُخَيَّ إنَّ الخطوبَ مُرصدة ٌ
بالموتِ لا بدَّ منهُ لِي ولكَا
ما عُذرُ منْ لمْ تنمْ تجاربُهُ
وَحَنْكَتْهُ الأمُورُ، فاحْتَنَكَا
خُضتَ المُنى ثمَّ صرتَ بعدُ إلى
مولاكَ في وحلهنَّ مرتبكَا
ما أعجبَ الموتَ ثمَّ أعجبُ منهُ
ـهُ مُؤمِنٌ، مُوقِنٌ بهِ ضَحِكَا
حنَّ لأهلِ القبورِ منْ ثقتِي
إن حنَّ قلبي إليهمِ وبكَى
الحَمْدُ للّهِ حَيثُما زَرَعَ الـ
الخيرَ امرءٌ طابَ زرعُهُ وزكَا
لا تجتني الطيباتِ يوماً منَ
ـغَرْسِ يَدٌ كانَ غَرْسُها الحَسكَا
إنَّ المنايا لا تخطئنَ ولا
تبقينَ لا سوقة ً ولا ملكَا
الحَمدُ للخالقِ الذي حَرَكَ الـ
الساكنَ منَّا وسكنَ الحركَا
وَقَامَتِ الأرْضُ والسّماءُ بهِ،
وَما دَحَى منهُما وَما سَمَكَا
وقلبَ الليلَ والنهارَ وصبَّ
رّزْقَ صَبّاً ، وَدَبّرَ الفَلَكَا
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
رقم القصيدة : 12044
-----------------------------------
المَرْءُ مُستَأسَرٌ بما مَلَكَا،
وَمَنْ تَعامَى عَنْ قَدْرِهِ هَلَكَا
مَنْ لم يُصِبْ مِنْ دُنياهُ آخِرَة ً،
فَلَيْسَ مِنها بمُدْرِكٍ دَرَكَا
للمَرْءِ ما قَدّمَتْ يَداهُ منَ الـ
الفضلِ وللوارثينَ ما تركَا
يا سكرة َ الموتِ أنتِ واقعة ٌ
للمَرّءِ في أيّ اsفَة ٍ سَلَكَا
يا سكرة َ الموتِ قد نصبتِ لهذا
الخلقِ في كلِّ مسلكٍ شركَا
أُخَيَّ إنَّ الخطوبَ مُرصدة ٌ
بالموتِ لا بدَّ منهُ لِي ولكَا
ما عُذرُ منْ لمْ تنمْ تجاربُهُ
وَحَنْكَتْهُ الأمُورُ، فاحْتَنَكَا
خُضتَ المُنى ثمَّ صرتَ بعدُ إلى
مولاكَ في وحلهنَّ مرتبكَا
ما أعجبَ الموتَ ثمَّ أعجبُ منهُ
ـهُ مُؤمِنٌ، مُوقِنٌ بهِ ضَحِكَا
حنَّ لأهلِ القبورِ منْ ثقتِي
إن حنَّ قلبي إليهمِ وبكَى
الحَمْدُ للّهِ حَيثُما زَرَعَ الـ
الخيرَ امرءٌ طابَ زرعُهُ وزكَا
لا تجتني الطيباتِ يوماً منَ
ـغَرْسِ يَدٌ كانَ غَرْسُها الحَسكَا
إنَّ المنايا لا تخطئنَ ولا
تبقينَ لا سوقة ً ولا ملكَا
الحَمدُ للخالقِ الذي حَرَكَ الـ
الساكنَ منَّا وسكنَ الحركَا
وَقَامَتِ الأرْضُ والسّماءُ بهِ،
وَما دَحَى منهُما وَما سَمَكَا
وقلبَ الليلَ والنهارَ وصبَّ
رّزْقَ صَبّاً ، وَدَبّرَ الفَلَكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
رقم القصيدة : 12045
-----------------------------------
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
يُناجي البَحرَ وَالسَمَكَا
فأرْسَلَ عَيْنَهُ لمّا
رآني مقبلاً وبَكَى
فلمَّا أن حلفتُ لهُ
بأنّي صائِمٌ ضَحِكَا
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
رقم القصيدة : 12045
-----------------------------------
رَأيتُ الفَضْلَ مُتكئِا
يُناجي البَحرَ وَالسَمَكَا
فأرْسَلَ عَيْنَهُ لمّا
رآني مقبلاً وبَكَى
فلمَّا أن حلفتُ لهُ
بأنّي صائِمٌ ضَحِكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
رقم القصيدة : 12046
-----------------------------------
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
إذْ لم يَخِبْ سَعيُ مَنْ رَجاكَا
أنتَ الذي لم تزلْ خفيَّاً
لم يبلُغِ الوهمُ منتهاكَا
إنْ أنت لم تهدِنَا ضللنَا
يا ربُّ إنَّ الهُدَى هداكَا
أحَطْتَ عِلْماً بِنا جَميعاً ،
أنتَ ترانَا ولا نراكَا
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
رقم القصيدة : 12046
-----------------------------------
لا رَبّ أرْجُوُهُ لي سِوَاكَا،
إذْ لم يَخِبْ سَعيُ مَنْ رَجاكَا
أنتَ الذي لم تزلْ خفيَّاً
لم يبلُغِ الوهمُ منتهاكَا
إنْ أنت لم تهدِنَا ضللنَا
يا ربُّ إنَّ الهُدَى هداكَا
أحَطْتَ عِلْماً بِنا جَميعاً ،
أنتَ ترانَا ولا نراكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رأيتُ الشيبَ يعروكَا
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
رقم القصيدة : 12047
-----------------------------------
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
بأنَّ الموتَ ينحُوكَا
فَخُذْ حِذرَكَ، يا هذا،
فإنِّي لستُ آلوكَا
وَلا تَزْدَدْ مِنَ الدّنْيا،
فَتَزْدادَنْ بِهَا نُوكَا
فتقوَى اللهِ تُغنيكَ
وَإنْ سُمّيتَ صُعْلُوكَا
تناومْتَ عنِ الموتِ
وَدَاعِ الموتِ يدعوكَ
وَحاديهِ، وَإنْ نِمْت،
حثيثُ السيرِ يحدوكَا
فلا يَوْمُكَ يَنْساكَ،
ولا رزقُكَ يعدوكَا
متى تَرْغَبْ إلى النّاسِ،
تكنْ في الناسِ مملوكَا
إذا ما أنتَ خفَّفْتَ
عَنِ النّاسِ أحَبّوكَا
وثقَّلتَ مَلُّوكَ
وَعابُوكَ، وَسَبّوكَا
إذا ما شئتَ أن تُعصى
فَمُرْ مَنْ ليسَ يرجُوكَا
ومُرْ مَنْ ليسَ يخشاكَ
فيَدْمَى عِنْدَها فُوكَا
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
رقم القصيدة : 12047
-----------------------------------
رأيتُ الشيبَ يعروكَا
بأنَّ الموتَ ينحُوكَا
فَخُذْ حِذرَكَ، يا هذا،
فإنِّي لستُ آلوكَا
وَلا تَزْدَدْ مِنَ الدّنْيا،
فَتَزْدادَنْ بِهَا نُوكَا
فتقوَى اللهِ تُغنيكَ
وَإنْ سُمّيتَ صُعْلُوكَا
تناومْتَ عنِ الموتِ
وَدَاعِ الموتِ يدعوكَ
وَحاديهِ، وَإنْ نِمْت،
حثيثُ السيرِ يحدوكَا
فلا يَوْمُكَ يَنْساكَ،
ولا رزقُكَ يعدوكَا
متى تَرْغَبْ إلى النّاسِ،
تكنْ في الناسِ مملوكَا
إذا ما أنتَ خفَّفْتَ
عَنِ النّاسِ أحَبّوكَا
وثقَّلتَ مَلُّوكَ
وَعابُوكَ، وَسَبّوكَا
إذا ما شئتَ أن تُعصى
فَمُرْ مَنْ ليسَ يرجُوكَا
ومُرْ مَنْ ليسَ يخشاكَ
فيَدْمَى عِنْدَها فُوكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
رقم القصيدة : 12048
-----------------------------------
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
سَتَسلُكُ المَسلَكَ الذي سَلَكَا
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
رقم القصيدة : 12048
-----------------------------------
لا تَنسَ، وَاذكُرْ سَبيلَ مَنْ هَلَكا،
سَتَسلُكُ المَسلَكَ الذي سَلَكَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
رقم القصيدة : 12049
-----------------------------------
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَ معقولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
وعقلهُ أبداً ما عاشَ مدخُولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْ رِعايَتَها،
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَ مَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَ جاهلُهُ
للأمْرِ وَجهانِ: مَعرُوفٌ، وَمَجهولُ
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِ مُنفَلِتاً،
حتى يغُولَكَ من أيامِكَ الغُولُ
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرة ٌ
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَ مختولُ
لن تستتم جميلاً أنتَ فاعلهُ
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ، بُهلولُ
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْ راحَتَيكَ به،
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ، مَغلُولُ
الحَمْدُ للّهِ في آجالِنا قِصَرٌ،
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَا طُولُ
نعوذُ باللهِ من خذلانهِ أبداً
فإنَّما الناسُ معصومٌ ومخذولُ
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُ أعْمُرُهُ،
على يقيني بأني عنهُ منقُولُ
وَأنّ رَحْلي، وَإنْ أوْثَقْتُهُ، لَعَلى
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطايا الحَينِ، محمولُ
ولو تأهبتُ والأنفاسُ في مهلٍ
والخيرُ بيني وبين العيشِ مقبولُ
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ،
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِ مَحْلُولُ
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهة ٍ
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُ مَعسُولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذو نَفَس،
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِ مَسْلُولُ
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّا مُذْ أعِدّ لَنا
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِ مشَغولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌ ومجتنبٌ
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ، وَمَوْصُولُ
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانية ٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّ مأكُولُ
وكل شيءٍ من الدنيَا فمنتقضٌ
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا، فمَمْلُولُ
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِ مائِدَة ٌ،
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُ مكفولُ
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ، فأوْسَعَهم،
وفضلهُ لبُغاة ِ الخير مبذولُ
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْ واستعدَّ لهُ
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِ مأمولُ
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
رقم القصيدة : 12049
-----------------------------------
طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَ معقولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
وعقلهُ أبداً ما عاشَ مدخُولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْ رِعايَتَها،
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَ مَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَ جاهلُهُ
للأمْرِ وَجهانِ: مَعرُوفٌ، وَمَجهولُ
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِ مُنفَلِتاً،
حتى يغُولَكَ من أيامِكَ الغُولُ
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرة ٌ
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَ مختولُ
لن تستتم جميلاً أنتَ فاعلهُ
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ، بُهلولُ
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْ راحَتَيكَ به،
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ، مَغلُولُ
الحَمْدُ للّهِ في آجالِنا قِصَرٌ،
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَا طُولُ
نعوذُ باللهِ من خذلانهِ أبداً
فإنَّما الناسُ معصومٌ ومخذولُ
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُ أعْمُرُهُ،
على يقيني بأني عنهُ منقُولُ
وَأنّ رَحْلي، وَإنْ أوْثَقْتُهُ، لَعَلى
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطايا الحَينِ، محمولُ
ولو تأهبتُ والأنفاسُ في مهلٍ
والخيرُ بيني وبين العيشِ مقبولُ
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ،
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِ مَحْلُولُ
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهة ٍ
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُ مَعسُولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذو نَفَس،
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِ مَسْلُولُ
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّا مُذْ أعِدّ لَنا
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِ مشَغولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌ ومجتنبٌ
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ، وَمَوْصُولُ
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانية ٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّ مأكُولُ
وكل شيءٍ من الدنيَا فمنتقضٌ
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا، فمَمْلُولُ
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِ مائِدَة ٌ،
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُ مكفولُ
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ، فأوْسَعَهم،
وفضلهُ لبُغاة ِ الخير مبذولُ
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْ واستعدَّ لهُ
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِ مأمولُ
شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> أعتقيني
أعتقيني
رقم القصيدة : 1205
-----------------------------------
. أعتقيني، فأنا ما عدت صبّا
لم يعد يغري هواك شفتيّا
.. لا تقولي: مات قلبي ، إنّه
لم يكن – مذ ذاق طعم الحبّ- حيّا!
.. أثملته رشفة الحب، فلمّا
غادرته، عاد بالحبّ إليّا !
.. رجفة الشوق التي تسكنه
سكنت ، والليل أغفى مقلتيّا!
.. وشواظ النّار في أحشائه
خمدت تحت رماد العمر فِيّا
.. نزق العمر تولّى، وانطوت
صفحةٌ كانت غراماً عامريا!
.. واستفاقت شعرةٌ في لُمّتي
قتلت في داخلي طفلاً صبيا!
.. أسفرت من خلف شَعْري وانثنتً
كفتاةٍ ضحكت- منّي- عليّا
.. وأقامت عرسها في مأتمي
فاستسلّ الغيظ سَيْفَيْ حاجبيّا
.. هذه صفحة وجهي فاقرئيها
كلّ سطرٍ ،هو في الصدر لديّا
.. فأنا قلبي ، وقلبي لغةٌ
كتبت أحداثها في ناظريّا
********
*******
.. كان قلبي في الهوى معتزلاً
رفقةَ العقل ؛ فأرداه شقيّا
..فتخلّى عن هواه واهتدى
لم يعد يحوِ من الأدواء شيّا
.. لغة العشّاق لا تطربه
لو أتت شهْداً و سحراً بابليّا
..وإذا ما صافحته نظرةٌ
بمساس الحسن كان السامريّا
..فاتركيني في حياتي، إنّه
لم يكن قلبي طليقاً في يديّا
..أتسلّى ، والليالي سلوةٌ
للذي لم يتّخذ خِلاً صفيّا
.. وحديث الصمت في أعماقنا
صوته يسري إلى العقل جليّا
.. كحداء الركب في أذن الدجى
يمتطي الّليل ويطوي الأرض طيّا
.. وينادي راكباً ضاقت به
سبل الأرض ، إلى متن الثريّا
..فا عذريني إن نأى الشوق الذي
كان يدنيني إليكِ يا سُميّا!
أعتقيني
رقم القصيدة : 1205
-----------------------------------
. أعتقيني، فأنا ما عدت صبّا
لم يعد يغري هواك شفتيّا
.. لا تقولي: مات قلبي ، إنّه
لم يكن – مذ ذاق طعم الحبّ- حيّا!
.. أثملته رشفة الحب، فلمّا
غادرته، عاد بالحبّ إليّا !
.. رجفة الشوق التي تسكنه
سكنت ، والليل أغفى مقلتيّا!
.. وشواظ النّار في أحشائه
خمدت تحت رماد العمر فِيّا
.. نزق العمر تولّى، وانطوت
صفحةٌ كانت غراماً عامريا!
.. واستفاقت شعرةٌ في لُمّتي
قتلت في داخلي طفلاً صبيا!
.. أسفرت من خلف شَعْري وانثنتً
كفتاةٍ ضحكت- منّي- عليّا
.. وأقامت عرسها في مأتمي
فاستسلّ الغيظ سَيْفَيْ حاجبيّا
.. هذه صفحة وجهي فاقرئيها
كلّ سطرٍ ،هو في الصدر لديّا
.. فأنا قلبي ، وقلبي لغةٌ
كتبت أحداثها في ناظريّا
********
*******
.. كان قلبي في الهوى معتزلاً
رفقةَ العقل ؛ فأرداه شقيّا
..فتخلّى عن هواه واهتدى
لم يعد يحوِ من الأدواء شيّا
.. لغة العشّاق لا تطربه
لو أتت شهْداً و سحراً بابليّا
..وإذا ما صافحته نظرةٌ
بمساس الحسن كان السامريّا
..فاتركيني في حياتي، إنّه
لم يكن قلبي طليقاً في يديّا
..أتسلّى ، والليالي سلوةٌ
للذي لم يتّخذ خِلاً صفيّا
.. وحديث الصمت في أعماقنا
صوته يسري إلى العقل جليّا
.. كحداء الركب في أذن الدجى
يمتطي الّليل ويطوي الأرض طيّا
.. وينادي راكباً ضاقت به
سبل الأرض ، إلى متن الثريّا
..فا عذريني إن نأى الشوق الذي
كان يدنيني إليكِ يا سُميّا!
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
رقم القصيدة : 12050
-----------------------------------
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
وحططتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالِي
وَيَئِسْتُ أنْ أبقَى لشيءٍ نِلتُ ممّا
فيكِ يا دنيا وإن يبقَى لِي
فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليَأسِ بَينَ جَوانحي،
وأرحْتُ من حَلِّي ومن ترحالِي
ولئنْ يئستُ لرُبَّ برقة ِ خُلَّبٍ
بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقة ِ آلِ
فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِ فاذهَبي،
يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍ وَزَوَالِ
والآنَ صارَ ليَ الزمانُ مؤدَّباً
فَغَدَا عَليّ وَرَاحَ بالأمْثَالِ
والآن أبصرتُ السبيلَ إلى الهدَى
وَتَفَرّغَتْ هِمَمي عَنِ الأشْغالِ
وَلَقَدْ أقامَ ليَ المَشيبُ نُعاتَهُ،
تُفضي إليَّ بمفرقٍ وقذالِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ المَوْتَ يُبْرِقُ سَيْفَهُ
بيَدِ المَنيّة ِ، حَيثُ كنتُ، حِيالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ عُرَى الحَياة ِ تخَرّمَتْ،
وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَ لمَالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ على الفَنَاءِ أدِلّة ً،
فيما تَنَكّرَ مِنْ تَصَرّفِ حالي
وَإذا اعتَبرْتُ رَأيتُ خَطبَ حوادِثٍ
يَجرينَ بالأرْزاقِ، وَالآجالِ
وإذا تَنَاسَبَتِ الرّجالُ، فما أرَى
نَسَباً يُقاسُ بصالِحِ الأعْمالِ
وَإذا بحَثْتُ عَنِ التّقيّ وَجَدْتُهُ
رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بفِعَالِ
وَإذا اتَقَى الله امْرُؤٌ، وَأطاعَهُ،
فَيَداهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعَالِ
وعلى التَّقِيِّ إذا ترسَّخَ في التُّقى
تاجان تاج سكينة ٍ وجلالِ
وَاللّيْلُ يَذْهَبُ وَالنّهارُ، تَعاوُراً
بالخلقِ في الإدبارِ والإقبالِ
وَبحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إلَيْهِ نَفْسُهُ
منهُ بأيامٍ خلَتْ ولَيالِ
إضرِبْ بطَرْفِكَ حيثُ شئتَ، فأنتَ في
عبرٍ لهنَّ تداركٌ وتوالِ
يبكي الجديدُ وأنتَ في تجديدهِ
وَجَميعُ ما جَدّدْتَ منهُ، فبَالِ
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ في غَدٍ،
في قَبرِهِ، مُتَفَرّقُ الأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّ لنَفسِهِ
مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها، مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّ بِرُشْدِهِ،
حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِ بِمَنّهِ
خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّ جُلُودُهُمْ،
وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُ الأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ، وَالحَوا
ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِ والتنا
زُلِ والأمورِ عظيمة ِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّ مُضللٍ
بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامة ٍ
عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَة ٍ، وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِ وجوهُهَا
فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَها وَتَلالي
وسوابقٌ غرٌّ محجَّلة ٌ جرتْ
خُمْصَ البطونِ خفيفة َ الأثقالِ
مِنْ كُلّ أشعَثَ كانَ أغبرَ ناحِلاً،
خلقَ الرداء مرقَّعَ السربالِ
حِيَلُ ابنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَة ٌ،
نزلُو بأكرمِ سيدٍ فأظلُّهُمْ
في دارِ مُلْكِ جَلالَة ٍ، وَظِلالِ
وَمِنَ النعاة ِ إلى ابنِ آدَمَ نَفْسَهُ،
حَرَكُ الخُطى ، وَطلوعُ كلّ هِلالِ
ما لي أرَاكَ لحُرّ وَجْهِكَ مُخْلِقاً،
أخْلَقْتِ، يا دُنْيا، وُجُوهَ رِجالِ
كُنْ بالسّؤالِ أشَدّ عَقْدِ ضَنَانَة ٍ،
ممنْ يضنُّ عليكَ بالأموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَ فإنّها
في الوَزْنِ تَرْجُحُ بذلَ كلّ نَوَالِ
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَه،
نسيَ المثمِّرُ زينة َ الإقلالِ
وإذا امرؤٌ لبسَ الشكوكَ بعزمِهِ
سَلَكَ الطّريقَ على عُقودِ ضَلالِ
وَإذا ادّعَتْ خُدَعُ الحَوادِثِ قَسوَة ً،
شَهِدَتْ لَهُنّ مَصارِعُ الأبْطالِ
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
رقم القصيدة : 12050
-----------------------------------
قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ،
وحططتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالِي
وَيَئِسْتُ أنْ أبقَى لشيءٍ نِلتُ ممّا
فيكِ يا دنيا وإن يبقَى لِي
فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليَأسِ بَينَ جَوانحي،
وأرحْتُ من حَلِّي ومن ترحالِي
ولئنْ يئستُ لرُبَّ برقة ِ خُلَّبٍ
بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقة ِ آلِ
فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِ فاذهَبي،
يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍ وَزَوَالِ
والآنَ صارَ ليَ الزمانُ مؤدَّباً
فَغَدَا عَليّ وَرَاحَ بالأمْثَالِ
والآن أبصرتُ السبيلَ إلى الهدَى
وَتَفَرّغَتْ هِمَمي عَنِ الأشْغالِ
وَلَقَدْ أقامَ ليَ المَشيبُ نُعاتَهُ،
تُفضي إليَّ بمفرقٍ وقذالِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ المَوْتَ يُبْرِقُ سَيْفَهُ
بيَدِ المَنيّة ِ، حَيثُ كنتُ، حِيالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ عُرَى الحَياة ِ تخَرّمَتْ،
وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَ لمَالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ على الفَنَاءِ أدِلّة ً،
فيما تَنَكّرَ مِنْ تَصَرّفِ حالي
وَإذا اعتَبرْتُ رَأيتُ خَطبَ حوادِثٍ
يَجرينَ بالأرْزاقِ، وَالآجالِ
وإذا تَنَاسَبَتِ الرّجالُ، فما أرَى
نَسَباً يُقاسُ بصالِحِ الأعْمالِ
وَإذا بحَثْتُ عَنِ التّقيّ وَجَدْتُهُ
رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بفِعَالِ
وَإذا اتَقَى الله امْرُؤٌ، وَأطاعَهُ،
فَيَداهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعَالِ
وعلى التَّقِيِّ إذا ترسَّخَ في التُّقى
تاجان تاج سكينة ٍ وجلالِ
وَاللّيْلُ يَذْهَبُ وَالنّهارُ، تَعاوُراً
بالخلقِ في الإدبارِ والإقبالِ
وَبحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إلَيْهِ نَفْسُهُ
منهُ بأيامٍ خلَتْ ولَيالِ
إضرِبْ بطَرْفِكَ حيثُ شئتَ، فأنتَ في
عبرٍ لهنَّ تداركٌ وتوالِ
يبكي الجديدُ وأنتَ في تجديدهِ
وَجَميعُ ما جَدّدْتَ منهُ، فبَالِ
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ في غَدٍ،
في قَبرِهِ، مُتَفَرّقُ الأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّ لنَفسِهِ
مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها، مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّ بِرُشْدِهِ،
حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِ بِمَنّهِ
خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّ جُلُودُهُمْ،
وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُ الأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ، وَالحَوا
ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِ والتنا
زُلِ والأمورِ عظيمة ِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّ مُضللٍ
بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامة ٍ
عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَة ٍ، وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِ وجوهُهَا
فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَها وَتَلالي
وسوابقٌ غرٌّ محجَّلة ٌ جرتْ
خُمْصَ البطونِ خفيفة َ الأثقالِ
مِنْ كُلّ أشعَثَ كانَ أغبرَ ناحِلاً،
خلقَ الرداء مرقَّعَ السربالِ
حِيَلُ ابنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَة ٌ،
نزلُو بأكرمِ سيدٍ فأظلُّهُمْ
في دارِ مُلْكِ جَلالَة ٍ، وَظِلالِ
وَمِنَ النعاة ِ إلى ابنِ آدَمَ نَفْسَهُ،
حَرَكُ الخُطى ، وَطلوعُ كلّ هِلالِ
ما لي أرَاكَ لحُرّ وَجْهِكَ مُخْلِقاً،
أخْلَقْتِ، يا دُنْيا، وُجُوهَ رِجالِ
كُنْ بالسّؤالِ أشَدّ عَقْدِ ضَنَانَة ٍ،
ممنْ يضنُّ عليكَ بالأموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَ فإنّها
في الوَزْنِ تَرْجُحُ بذلَ كلّ نَوَالِ
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَه،
نسيَ المثمِّرُ زينة َ الإقلالِ
وإذا امرؤٌ لبسَ الشكوكَ بعزمِهِ
سَلَكَ الطّريقَ على عُقودِ ضَلالِ
وَإذا ادّعَتْ خُدَعُ الحَوادِثِ قَسوَة ً،
شَهِدَتْ لَهُنّ مَصارِعُ الأبْطالِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
رقم القصيدة : 12051
-----------------------------------
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
ما أمَرَ الله، وَلا يَعْمَلُ
قد بينَ الرحمان مقتَ الذي
يأمر بالحقِّ ولا يفعلُ
مَنْ كانَ لا تُشْبِهُ أفْعَالُهُ
أقْوالَهُ، فصَمْتُهُ أجْمَلُ
من عذلَ الناسَ فنفسي بمَا
قد فارَقَتْ مِنْ دِينِها أعْذَلُ
إنّ الذي يَنْهَى ، ويأتي الذي
عنهُ نَهَى في الخَلقِ، لا يَعدِلُ
والراكبُ الذنبِ على جهلهِ
اعذَرُ ممنْ كانَ لا يجهلُ
لا تَخْلِطَنْ ما يَقْبَلُ الله مِنْ
فعلٍ بقولٍ منكَ لا يُقبلُ
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
رقم القصيدة : 12051
-----------------------------------
يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
ما أمَرَ الله، وَلا يَعْمَلُ
قد بينَ الرحمان مقتَ الذي
يأمر بالحقِّ ولا يفعلُ
مَنْ كانَ لا تُشْبِهُ أفْعَالُهُ
أقْوالَهُ، فصَمْتُهُ أجْمَلُ
من عذلَ الناسَ فنفسي بمَا
قد فارَقَتْ مِنْ دِينِها أعْذَلُ
إنّ الذي يَنْهَى ، ويأتي الذي
عنهُ نَهَى في الخَلقِ، لا يَعدِلُ
والراكبُ الذنبِ على جهلهِ
اعذَرُ ممنْ كانَ لا يجهلُ
لا تَخْلِطَنْ ما يَقْبَلُ الله مِنْ
فعلٍ بقولٍ منكَ لا يُقبلُ