العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ليهنك يا نحير أهلِ زمانه
ليهنك يا نحير أهلِ زمانه
رقم القصيدة : 22319
-----------------------------------
ليهنك يا نحير أهلِ زمانه
ويا كاملاً عنه غدا الطرف قاصرا
ويا منبعاً للجود والفضل والندى
ومن لم يزل بحراً من العلم زاخرا
ويا من يحلّ المشكلات بذهنه
وأفكاره رأياً تحير البصائرا
بطفل زكيّ قد أتاك وإنّما
يضاهيك بالأخلاق سرّاً وظاهرا
وبشرتني فيه فقلت مؤرخاً
بمولد عبد الله نلت البشايرا
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
رقم القصيدة : 22320
-----------------------------------
الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
ـ الحمد لله ـ في أيام محمود
إذ سلّ من مرهفات الله بيض ظبا
فشيّد الدين فيها أيّ تشييد
واستملك الملك عن رأي يسدده
بحدّ سيف وفضل غير محدود
سدّ الثغور وتمهيد الأُمور به
فالملك ما بين تسديد وتمهيد
أيّام دولته الفراء تحسبها
خالاً على وجنات الخرد الغيد
الدهر يرهب من ماضي عزائمه
والبحر يطلب منه ساحة الجود
روت معاليه عن سعد وما عدلت
بالعدل إذ ذاك عن حكم ابن مسعود
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
رقم القصيدة : 22321
-----------------------------------
وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
من على سلطاننا عبد المجيد
بشِّرَ الإسلام في مولده
فأسرَّ الناس من هذا السعيد
فزهت بغداد حتى إنّها
قابلت أيّام هارون الرشيد
وغدت تشرق من أنواره
مثلما قد أشرق البدر بعيد
زادنا بشراً فزدنا طرباً
ما عليه قبل هذا من مزيد
قد حبانا الله في مولده
كلّ ما نهواه من عزٍّ مديد
فترانا دائماً في فرج
كل يوم نحن في عيد جديد
وإذا الكون أضا أرَّخته
فضياء الكون من عبد الحميد
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
رقم القصيدة : 22322
-----------------------------------
حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
وقدَّمت الطَّريق على الرفيق
وقد فتق الزمان على فؤادي
هموماً فهي بارزة الفتوق
خرجت إلى جميل أبي جميل
إلى الرحب الفضاء من المضيق
ولولا تمره والبرّ منه
بقينا صابرين على السويق
فلو جاد النقيب لنا بسمنٍ
حَمِدْنا التمر يعجن بالدقيق
رأت عيناي في سفر عجيب
أعزّ لديّ من بيض الأنوق
أخا رشد يغض من المعاصي
وزنديق يتوب من الفسوق
وقالوا إنّ قدّوري تردّى
رواء الناس كالبر الصدق
فآونة يصلّي في فريقٍ
وآونة يسبّح في فريق
وأخبرني ثقاتُ الناس عنه
بأن لا زال في كرب وضيق
فكاد الشوق يحملني إليه
فيستشفي مشوقٌ من مشوق
ولكنّي كتبت له كتاباً
كما كتب الشفيق إلى الشفيق
أعزِّره على ترك الحميّا
وأهديه إلى بئس الطرق
أقول له وبعض النصح غشٌّ
بما بيني وبينك من حقوق
وثوقك بالعذاب عنها
وعفو الله أولى بالوثوق
وكم لله من فرجٍ قريب
وكم للعبد من سعة وضيق
أتنسى لا اقترفت الإثم إلاَّ
كبيراً بين مزمار وبوق
ليالينا الّتي انصرمت وولت
حَلَتْ إلاّ بكأس من رحيق
وكان مكاننا أنّى سكرنا
مكان الكلب قارعة الطريق
يمرّ بنا الشقيّ فنبتليه
ونزهد بالتقيّ المستفيق
وقولك للتي سكرت ونامت
فعلت بك المقابح أو تفيقي
سددت مسامع الحسناء قهرأ
بمثل الجذع من نخل سحوق
تخبّرني ضيوفك أين جاءت
بأنك قد بعدت عن اللحوق
تنادي بالطعام بلا شراب
كما نهق الحمار على العليق
وما هذا الذي عوّضت عنها
وهل يُغني الحديث عن العتيق
ألم تك بالفساد كما تراني
يشقّ عليّ أن أعصي شقيقي
فلا طابت أُوَيقات لصاحٍ
رمى أمَّ الخبائث بالعقوق
لقد كدَّرت يومئذ صفائي
وقد أيبست بالتأنيب ريقي
وأصبح عنك راضي غير راضٍ
فلا تركْن إلى سخط الصديق
وقد رزق لسعادة بالمعاصي
بسلطنة ابن سلطان رزوقي
وكم خمرٍ معتقة ٍ رأها
ففضلها على الخلّ العتيق
وكان الدنّ لا يروي مناها
فأصبح يشمئز من النشوق
وكم من تائب من قبل هذا
مروع من كبائره فروق
وحدّ التائبين اليوم عندي
اختياراً رميهم بالمنجنيق
فيا لك توبة عادت عليه
بأن يهوي سحيقاً من سحيق
رأيناهُ يصلّي الخَمْسَ باقٍ
بمحراب الصلاة على الشهيق
فسلّطنا شياطين القوافي
عليه بالصَّبوح وبالغبوق
وأغوينا في سحرٍ مبينٍ
من التبيان بالشعر الرقيق
إلى أن عاد أفسق من عليها
وأسرع بالإجابة من سلوقي
فما يدنو من الشيطان إلاّ
تمسَّكَ منه بالحبل الوثيق
وكان بنعمة لو كان يرعى
لها حقاً ويوفي بالحقوق
وها هو بعدما في كلّ حال
تغيّر بالمجاز عن الحقيقي
قضى في خدمة النقباء عمراً
وتلك نضارة العيش الأنيق
غريقك يا أبا سلمان فيها
وكم في بحر جودك من غريق
يقول رجاء من آوي إليه
لقد حنَّتْ ألى الخيرات نوقي
يؤمّل من مكارمك الأماني
ويرقب منك صادقة البروق
فلا غابت شموس بني عليّ
وقد أذِنَتْ علينا بالشروق
تلوح لنا بهم صور المعالي
فتهدينا إلى المعنى الدقيق
لبابك سيّد النقباء وافت
منبئة ً علاك عن العلوق
وتكشف عندك الأستار كشفاً
بحرّ القول عن حال الرقيق
تحثّ السير مسرعة تهادى
إلى علياك من فجٍّ عميق
تقوم على الرؤوس لهم أناس
تساويهم على قدمٍ وسوق
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
رقم القصيدة : 22323
-----------------------------------
رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
بما بعينيه من غنج ومن حور
مؤنث الطرف ما زالت لواحظه
تسطو وتفتك فتك الصارم الذكر
مهفهفُ القد معسول اللمى غنج
أقضي ولم أقض منه في الهوى وطري
ما لي بمقلة أحوى الطرف من قبل
مؤيّد بجنود الحسن منتصر
يعطو إليّ بجيد الظبي ملتفتاً
تلَفُّتَ الظبي من خوف ومن حذر
وكلَّما ماسَ قلت الغصن حركة
ريح الصبا وهو في أوراقه الخضر
عجبت ممن قسا والعهد كان به
ارَقَّ من نسمات الروض في السحر
أشكو إليه صباباتٍ أكابدها
كأنَّما رحت أشكوها إلى حجر
نيران خدّيك ها قد أحرقت كبدي
يا جنّة أنا منها اليوم في سقر
إنْ لم تكن بوصالٍ منك تسعفني
فلا أقلّ من الإسعاف بالنظر
جد لي بطيفك واسمح إن بخلت به
إني لأقنع بعد العين بالأثر
واذكر ليالينا الأولى ظفرت بها
والدهر يعجب والأيام من ظفري
تلذّ لي أنت في سمعي وفي بصري
حيث المسرّة أفلاكٌ تدور بنا
والشمس تشرق ليلاً في يد القمر
في روضة فَوَّفَتْ أيدي الربيع لها
ما أبدع القطر من شيءٍ ومن حبر
والطلّ في وجنات الزهر يومئذٍ
ما بين منتظم منه ومنتثر
ومن أحبُّ كما أهواه معتنقي
ومرشفي السكّر المصريَّ في السكر
إذا تبسَّمَ أبصرنا بمبسَّمَه
ما أودع الله في الياقوت من درر
خاف العيون صباح الغرق تنظره
حتى تعوَّذَ بالأصداغ والطرر
أطل حديثك في قدٍّ فتنت به
وإنْ ذكرتَ حديث الخصرْ فاختصر
يقول لي في تثنّيه مفاخرة ً
ألبانُ من شجري والورد من ثمري
يا قاتل الله غزلان الصّريم فما
أبْقَتْ ـ وقد نفرت ـ صبراً لمصطبر
وما لأعينهن النّجلَ حين رنت
أصَبْنَ قلبي وما الجاني سوى نظري
وقفت منهن والأشجان تلعب بي
في موقف الربع بين الخوف والخطر
وبي من النافر النائي بجانبه
صبابة تعلق الأجفان بالسهر
عهدي بها ورداء الوصل يجمعنا
والوصل يذهب طول الليل بالقصر
لم يرقب الواشي يخشى من تطلعه
ما أوْلَعَ الدهرَ بالتبديل والغير
تركتني ولكم مثلي تركت لقى ً
فريسة بين ناب الخطب والظفر
هيجت أشجان قلبي فانتدبت لها
بكّل منتدب للشجو مبتدر
إنَّ السلامة في سلمان من كدر
يجني عليَّ ومن همّي ومن فكري
يسرُّ نفسي ويقضي لي مآربها
بنائلٍ من ندى كفَّيه منهمر
تالله ما أبصرت عيناي طلعته
إلاّ وأيقَنْتُ أنّي بالنوال حري
توقّع الرَّوض ما تسديه غادية
أناخ كلكلها ليلاً بذي بقر
إذا استقلت تراءى من مخايلها
مبشّرُ الوارد الظمآن بالغدر
أصبحت من يده البيضاء في دعة ٍ
وحسن أنظاره في منظر نضر
كأنَّما أنا من لألاء غرّته
في روضة باكرتها المزن بالمطر
تهُبُّ منه رياح اللطف عاطرة
من طيّبٍ عطرٍ عن طيّب عطر
أمْعِنْ بدقّة معنى ذاته نظراً
وانظر بعينيك واستعن عن الخبر
وسلْ إذا شئت عن أجداده فلقد
ضاقت بذاك صدور الكتب والسير
أغَظْتُ في مدحه قوماً بقافية ٍ
عن المقيم تجوب الأرض في سفر
وحاسداً قصرت أيدي المنال به
كمفلس الحيِّ رام اللعب بالبدر
تسرُّ قوماً وأقواماً تغيظهم
والشهب ترمي ظلام الليل بالشرر
كالراح تسري إلى الأرواح نشوتها
فالروح في خفة والجسم في خدر
هم الذين أراشوني بنائلهم
لولاهم الآن لم أنهض ولم أطر
المطلقون لساني على
تلك الشمائل بعد العيّ والحصر
بيض تضيء بنور الله أوجهُهُم
في حندس من ظلام الخطب معتكر
النافعون إذا عاد الزمان على
بنيه في الساعة الخشناء بالضرر
تقوى على أزمات الكون أنفسهم
وليس تقوى عليها أنفسُ البشر
فيا لك الله سادات إذا افتخرت
كانت هي المفخر الأسنى لمفتخر
لا تذكر الناس في شيء إذا ذكروا
كاليمّ يقذف بالألواح والدسر
يا أيها الدهر يأتينا بهم نسقاً
هل جئت منهم بمعنى غير مبتكر
ويا معاني المعالي من شمائلهم
لقد برزت لنا في أحسن الصور
دع ما تقول البرايا في مناقبهم
فكيف قولك بالآيات والسور
سرٌّ منالله إلاّ أنَّ نورهم
ف الخافقين وما صبحٌ بمستتر
عَلَوا على الناس إعلاناً فقلت لهم
بالله أقسم لا بالركن والحجر
أنتم لنا وَزَرٌ من كل نائبة
بوركنم نفر السادات من نفر
ونِعْمَ مدَّخرٌ أنتم لمدّخر
مولاي أصبحت واليام مقبلة
وأنت في عنفوان العز والعمر
أنّي لأرقب وعداً منك منتظراً
ووعد غيرك عندي غير منتظر
فاسلم ودم في سرور لا فناء له
باقٍ على أبدِ الأزمان والعصر
ليهنك يا نحير أهلِ زمانه
رقم القصيدة : 22319
-----------------------------------
ليهنك يا نحير أهلِ زمانه
ويا كاملاً عنه غدا الطرف قاصرا
ويا منبعاً للجود والفضل والندى
ومن لم يزل بحراً من العلم زاخرا
ويا من يحلّ المشكلات بذهنه
وأفكاره رأياً تحير البصائرا
بطفل زكيّ قد أتاك وإنّما
يضاهيك بالأخلاق سرّاً وظاهرا
وبشرتني فيه فقلت مؤرخاً
بمولد عبد الله نلت البشايرا
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
رقم القصيدة : 22320
-----------------------------------
الدين أصْبَح منصوراً بتأييد
ـ الحمد لله ـ في أيام محمود
إذ سلّ من مرهفات الله بيض ظبا
فشيّد الدين فيها أيّ تشييد
واستملك الملك عن رأي يسدده
بحدّ سيف وفضل غير محدود
سدّ الثغور وتمهيد الأُمور به
فالملك ما بين تسديد وتمهيد
أيّام دولته الفراء تحسبها
خالاً على وجنات الخرد الغيد
الدهر يرهب من ماضي عزائمه
والبحر يطلب منه ساحة الجود
روت معاليه عن سعد وما عدلت
بالعدل إذ ذاك عن حكم ابن مسعود
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
رقم القصيدة : 22321
-----------------------------------
وَلَدٌ قد أشرَقَ الكونُ به
من على سلطاننا عبد المجيد
بشِّرَ الإسلام في مولده
فأسرَّ الناس من هذا السعيد
فزهت بغداد حتى إنّها
قابلت أيّام هارون الرشيد
وغدت تشرق من أنواره
مثلما قد أشرق البدر بعيد
زادنا بشراً فزدنا طرباً
ما عليه قبل هذا من مزيد
قد حبانا الله في مولده
كلّ ما نهواه من عزٍّ مديد
فترانا دائماً في فرج
كل يوم نحن في عيد جديد
وإذا الكون أضا أرَّخته
فضياء الكون من عبد الحميد
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
رقم القصيدة : 22322
-----------------------------------
حَثْثتُ على عنيف السَّير نُوقي
وقدَّمت الطَّريق على الرفيق
وقد فتق الزمان على فؤادي
هموماً فهي بارزة الفتوق
خرجت إلى جميل أبي جميل
إلى الرحب الفضاء من المضيق
ولولا تمره والبرّ منه
بقينا صابرين على السويق
فلو جاد النقيب لنا بسمنٍ
حَمِدْنا التمر يعجن بالدقيق
رأت عيناي في سفر عجيب
أعزّ لديّ من بيض الأنوق
أخا رشد يغض من المعاصي
وزنديق يتوب من الفسوق
وقالوا إنّ قدّوري تردّى
رواء الناس كالبر الصدق
فآونة يصلّي في فريقٍ
وآونة يسبّح في فريق
وأخبرني ثقاتُ الناس عنه
بأن لا زال في كرب وضيق
فكاد الشوق يحملني إليه
فيستشفي مشوقٌ من مشوق
ولكنّي كتبت له كتاباً
كما كتب الشفيق إلى الشفيق
أعزِّره على ترك الحميّا
وأهديه إلى بئس الطرق
أقول له وبعض النصح غشٌّ
بما بيني وبينك من حقوق
وثوقك بالعذاب عنها
وعفو الله أولى بالوثوق
وكم لله من فرجٍ قريب
وكم للعبد من سعة وضيق
أتنسى لا اقترفت الإثم إلاَّ
كبيراً بين مزمار وبوق
ليالينا الّتي انصرمت وولت
حَلَتْ إلاّ بكأس من رحيق
وكان مكاننا أنّى سكرنا
مكان الكلب قارعة الطريق
يمرّ بنا الشقيّ فنبتليه
ونزهد بالتقيّ المستفيق
وقولك للتي سكرت ونامت
فعلت بك المقابح أو تفيقي
سددت مسامع الحسناء قهرأ
بمثل الجذع من نخل سحوق
تخبّرني ضيوفك أين جاءت
بأنك قد بعدت عن اللحوق
تنادي بالطعام بلا شراب
كما نهق الحمار على العليق
وما هذا الذي عوّضت عنها
وهل يُغني الحديث عن العتيق
ألم تك بالفساد كما تراني
يشقّ عليّ أن أعصي شقيقي
فلا طابت أُوَيقات لصاحٍ
رمى أمَّ الخبائث بالعقوق
لقد كدَّرت يومئذ صفائي
وقد أيبست بالتأنيب ريقي
وأصبح عنك راضي غير راضٍ
فلا تركْن إلى سخط الصديق
وقد رزق لسعادة بالمعاصي
بسلطنة ابن سلطان رزوقي
وكم خمرٍ معتقة ٍ رأها
ففضلها على الخلّ العتيق
وكان الدنّ لا يروي مناها
فأصبح يشمئز من النشوق
وكم من تائب من قبل هذا
مروع من كبائره فروق
وحدّ التائبين اليوم عندي
اختياراً رميهم بالمنجنيق
فيا لك توبة عادت عليه
بأن يهوي سحيقاً من سحيق
رأيناهُ يصلّي الخَمْسَ باقٍ
بمحراب الصلاة على الشهيق
فسلّطنا شياطين القوافي
عليه بالصَّبوح وبالغبوق
وأغوينا في سحرٍ مبينٍ
من التبيان بالشعر الرقيق
إلى أن عاد أفسق من عليها
وأسرع بالإجابة من سلوقي
فما يدنو من الشيطان إلاّ
تمسَّكَ منه بالحبل الوثيق
وكان بنعمة لو كان يرعى
لها حقاً ويوفي بالحقوق
وها هو بعدما في كلّ حال
تغيّر بالمجاز عن الحقيقي
قضى في خدمة النقباء عمراً
وتلك نضارة العيش الأنيق
غريقك يا أبا سلمان فيها
وكم في بحر جودك من غريق
يقول رجاء من آوي إليه
لقد حنَّتْ ألى الخيرات نوقي
يؤمّل من مكارمك الأماني
ويرقب منك صادقة البروق
فلا غابت شموس بني عليّ
وقد أذِنَتْ علينا بالشروق
تلوح لنا بهم صور المعالي
فتهدينا إلى المعنى الدقيق
لبابك سيّد النقباء وافت
منبئة ً علاك عن العلوق
وتكشف عندك الأستار كشفاً
بحرّ القول عن حال الرقيق
تحثّ السير مسرعة تهادى
إلى علياك من فجٍّ عميق
تقوم على الرؤوس لهم أناس
تساويهم على قدمٍ وسوق
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
رقم القصيدة : 22323
-----------------------------------
رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
بما بعينيه من غنج ومن حور
مؤنث الطرف ما زالت لواحظه
تسطو وتفتك فتك الصارم الذكر
مهفهفُ القد معسول اللمى غنج
أقضي ولم أقض منه في الهوى وطري
ما لي بمقلة أحوى الطرف من قبل
مؤيّد بجنود الحسن منتصر
يعطو إليّ بجيد الظبي ملتفتاً
تلَفُّتَ الظبي من خوف ومن حذر
وكلَّما ماسَ قلت الغصن حركة
ريح الصبا وهو في أوراقه الخضر
عجبت ممن قسا والعهد كان به
ارَقَّ من نسمات الروض في السحر
أشكو إليه صباباتٍ أكابدها
كأنَّما رحت أشكوها إلى حجر
نيران خدّيك ها قد أحرقت كبدي
يا جنّة أنا منها اليوم في سقر
إنْ لم تكن بوصالٍ منك تسعفني
فلا أقلّ من الإسعاف بالنظر
جد لي بطيفك واسمح إن بخلت به
إني لأقنع بعد العين بالأثر
واذكر ليالينا الأولى ظفرت بها
والدهر يعجب والأيام من ظفري
تلذّ لي أنت في سمعي وفي بصري
حيث المسرّة أفلاكٌ تدور بنا
والشمس تشرق ليلاً في يد القمر
في روضة فَوَّفَتْ أيدي الربيع لها
ما أبدع القطر من شيءٍ ومن حبر
والطلّ في وجنات الزهر يومئذٍ
ما بين منتظم منه ومنتثر
ومن أحبُّ كما أهواه معتنقي
ومرشفي السكّر المصريَّ في السكر
إذا تبسَّمَ أبصرنا بمبسَّمَه
ما أودع الله في الياقوت من درر
خاف العيون صباح الغرق تنظره
حتى تعوَّذَ بالأصداغ والطرر
أطل حديثك في قدٍّ فتنت به
وإنْ ذكرتَ حديث الخصرْ فاختصر
يقول لي في تثنّيه مفاخرة ً
ألبانُ من شجري والورد من ثمري
يا قاتل الله غزلان الصّريم فما
أبْقَتْ ـ وقد نفرت ـ صبراً لمصطبر
وما لأعينهن النّجلَ حين رنت
أصَبْنَ قلبي وما الجاني سوى نظري
وقفت منهن والأشجان تلعب بي
في موقف الربع بين الخوف والخطر
وبي من النافر النائي بجانبه
صبابة تعلق الأجفان بالسهر
عهدي بها ورداء الوصل يجمعنا
والوصل يذهب طول الليل بالقصر
لم يرقب الواشي يخشى من تطلعه
ما أوْلَعَ الدهرَ بالتبديل والغير
تركتني ولكم مثلي تركت لقى ً
فريسة بين ناب الخطب والظفر
هيجت أشجان قلبي فانتدبت لها
بكّل منتدب للشجو مبتدر
إنَّ السلامة في سلمان من كدر
يجني عليَّ ومن همّي ومن فكري
يسرُّ نفسي ويقضي لي مآربها
بنائلٍ من ندى كفَّيه منهمر
تالله ما أبصرت عيناي طلعته
إلاّ وأيقَنْتُ أنّي بالنوال حري
توقّع الرَّوض ما تسديه غادية
أناخ كلكلها ليلاً بذي بقر
إذا استقلت تراءى من مخايلها
مبشّرُ الوارد الظمآن بالغدر
أصبحت من يده البيضاء في دعة ٍ
وحسن أنظاره في منظر نضر
كأنَّما أنا من لألاء غرّته
في روضة باكرتها المزن بالمطر
تهُبُّ منه رياح اللطف عاطرة
من طيّبٍ عطرٍ عن طيّب عطر
أمْعِنْ بدقّة معنى ذاته نظراً
وانظر بعينيك واستعن عن الخبر
وسلْ إذا شئت عن أجداده فلقد
ضاقت بذاك صدور الكتب والسير
أغَظْتُ في مدحه قوماً بقافية ٍ
عن المقيم تجوب الأرض في سفر
وحاسداً قصرت أيدي المنال به
كمفلس الحيِّ رام اللعب بالبدر
تسرُّ قوماً وأقواماً تغيظهم
والشهب ترمي ظلام الليل بالشرر
كالراح تسري إلى الأرواح نشوتها
فالروح في خفة والجسم في خدر
هم الذين أراشوني بنائلهم
لولاهم الآن لم أنهض ولم أطر
المطلقون لساني على
تلك الشمائل بعد العيّ والحصر
بيض تضيء بنور الله أوجهُهُم
في حندس من ظلام الخطب معتكر
النافعون إذا عاد الزمان على
بنيه في الساعة الخشناء بالضرر
تقوى على أزمات الكون أنفسهم
وليس تقوى عليها أنفسُ البشر
فيا لك الله سادات إذا افتخرت
كانت هي المفخر الأسنى لمفتخر
لا تذكر الناس في شيء إذا ذكروا
كاليمّ يقذف بالألواح والدسر
يا أيها الدهر يأتينا بهم نسقاً
هل جئت منهم بمعنى غير مبتكر
ويا معاني المعالي من شمائلهم
لقد برزت لنا في أحسن الصور
دع ما تقول البرايا في مناقبهم
فكيف قولك بالآيات والسور
سرٌّ منالله إلاّ أنَّ نورهم
ف الخافقين وما صبحٌ بمستتر
عَلَوا على الناس إعلاناً فقلت لهم
بالله أقسم لا بالركن والحجر
أنتم لنا وَزَرٌ من كل نائبة
بوركنم نفر السادات من نفر
ونِعْمَ مدَّخرٌ أنتم لمدّخر
مولاي أصبحت واليام مقبلة
وأنت في عنفوان العز والعمر
أنّي لأرقب وعداً منك منتظراً
ووعد غيرك عندي غير منتظر
فاسلم ودم في سرور لا فناء له
باقٍ على أبدِ الأزمان والعصر