جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
رقم القصيدة : 13560
-----------------------------------
يوْمٌ كأنَّ نسِيمهُ
نفحاتُ كافورٍ ومسكِ
وكأنَّ قَطْرَ سمائِهِ
دُرُّ هوى من نظم سِلكِ
مُتَغَيّرٌ غيناً وصَحْـ
ـوا مثل ما حدّثَتْ عنكِ
كالطفلِ يُمنَحُ ثمّ يُمْـ
ـنَعُ ثم يضْحَكُ ثم يبكي

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
رقم القصيدة : 13561
-----------------------------------
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظهُ عبثاً
بالخلقِ جذلانَ إن تشكُ الهوى ضحكا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
رقم القصيدة : 13562
-----------------------------------
سكنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
زادَهُ فيه سكوناً حَرَكُهْ
فهو كالمركزِ يبْقَى ثابتاً
كلّما دارَ عَلَيْه فَلَكُهْ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
رقم القصيدة : 13563
-----------------------------------
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
قلبي لَسَبْتِ فأين من يرقيكِ
وحلَلَتِ في القَمَر المنيرِ فكيف ذا
وحلولُهُ أبداً أراهُ فيكِ
لا تحسبيني أشْتَكي لِعَواذلي
آلامَ قلبي منكِ، لا وأبيكِ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى
لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى
رقم القصيدة : 13564
-----------------------------------
لكلّ محِبٌّ نظرَة ٌ تَبعثُ الهوَى
ولى نَظَرة ٌ نحوَ القَتول هي القتلُ
تُرَدَّد بالتكريهِ رُسْلُ نواظري
ومن شيم الإنصافِ أن تكرّم الرّسل
ركبتُ نوى ً جوّابة َ الأرضِ لم يعشْ
لراكبها عيسٌ تخبّ ولا رجل
أسائلُ عن دارِ السماح وأهْلِهِ
ولا دارَ فيها للسماح ولا أهل
ولولا ذُرى ابن القاسمِ الواهبِ الغنى
لما حُطّ منها عند ذي كرَم رحل
تُخَفَّضُ أقدارُ اللئامِ بلؤمهم
وَقَدْرُ عليّ من مكارِمِهِ يعلو
فتى لم يُفَارِقْ كفَّهُ عَقْدُ مِنّة ٍ
ولا عِرضهُ صونٌ ولا مالهُ بذلُ
له نِعَمٌ تخضَرّ منها مَوَاقِعٌ
ولا سِيمَا إن غَيّرَ الأفقَ المحل
ورحبَ جَنَابٍ حين ينزلُ للقِرى
وفصلُ خطابٍ حين يجتمع الحفل
ووجهٌ جميلُ الوجه تحسبُ حرّهُ
حساماً له من لحظ سائله صقل
مُروَّعَة أموالهُ بعطائهِ
كأن جنوناً مسّها مِنهُ أو خَبْل
وأيّ أمانٍ أو قرارٍ لخائف
على رأسه من كفّ قاتله نصل
لقد بَهَرتْ شهبَ الدراري منيرة ً
مآثرُ منكمْ لا يكاثِرُها الرّمْلُ
ورثتمْ تراثَ المجدِ من كلّ سيّدٍ
على منكبيه من حقوقِ العلا ثقل
فمنْ قمرٍ يُبقي على الأفق بَعْدَهُ
هلالاً ومن ليث خليفته شبل
وأصبحَ منكمْ في سلا الجور أخرسا
وقام خطيباً بالذي فيكمُ العدل
ملكتُ القوافي إذ توخيتُ مدحكمْ
ويا رُبّ أذوادٍ تَمَلّكها فَحْلُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
رقم القصيدة : 13565
-----------------------------------
زَادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
ويسمُّ نَصْلُ السّهْمِ وهو قَتول

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
رقم القصيدة : 13566
-----------------------------------
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
حتى كأنَّ الشمسَ تذكي المَندلا

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
رقم القصيدة : 13567
-----------------------------------
لهمْ رياضُ حتوفٍ فالذبابُ بها
تشدوهمُ في الهوادي كلما اقتحموا
بيضٌ تصفّ المنايا السودَ صارخة ً
وهي الذكور التي انقضتْ بها القمم

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
رقم القصيدة : 13568
-----------------------------------
وحمّامِ سوءٍ وخيمِ الهواءِ
قليلِ المياه كثيرِ الزّحامِ
فما للقيام قعودٌ به
ولا للقعود به مِنْ قيامِ
حنيّاتُهُ قانصاتٌ لنفسي
وَقَطَراتُهُ صائباتُ السهام
ذكرْتُ به النّارَ حتى لقد
تخيلتُ إيقادَها في عظامي
فيا رَبّ عَفْوَكَ عن مُذنبٍ
يخافُ لقاءكَ بَعْد الحِمام

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
رقم القصيدة : 13569
-----------------------------------
ومرتفعٍ في الجذعِ إذ حُطّ قدرهُ
أساءَ إليه ظالمٌ وهو محْسِنُ
كذي غَرَقٍ مَدّ الذراعين سابحاً
من الجوّ بحرا عَوْمُهُ ليس يُمْكنُ
وتحسبُهُ من جَنّة ِ الخلد دانياً
يعانقُ حُوراً لا تراهنّ أعْيُنُ

العصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
رقم القصيدة : 13570
-----------------------------------
طَيّارة ٌ وَلها فَرْخَانِ وَاعجَبَا
إذ لا تَزُفّهما حتى تَرقاها
كَأنَّما البَحرُ عَيْنٌ وَهِيَ أسوَدِها
فَسَبْحُها فيه، وَالعَبْرَانِ جفناها

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
رقم القصيدة : 13571
-----------------------------------
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛
وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
رقم القصيدة : 13573
-----------------------------------
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ
كيمَا أنالَ بقرضٍ
مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
رقم القصيدة : 13574
-----------------------------------
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
فديْتُكَ، واعتززْتُ على ذليلِ؟
وَفِيمَ أنِفْتَ مِنْ تَعْلِيلٍ صَبٍّ،
صَحيحِ الوُدّ، ذي جسْمٍ عَلِيلِ؟
فَهَلاّ عُدْتَني، إذْ لَمْ تُعَوَّدْ
بشَخصِكَ، بالكتابِ أوِ الرّسُولِ؟
لقدْ أعيَا تلوّنُكَ احتيَالي،
وَهَلْ يُعني احْتِيالٌ في مَلُولِ؟

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
رقم القصيدة : 13575
-----------------------------------
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ
تْهُمُ منهُ الظّنونُ
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛
وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
وتمنّوءا أنْ يخونَ الـ
ـعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ،
وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي،
وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
يا جَوَاداً بيَ! إنّي
بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
أرخصَ الحبُّ فؤادي
لكَ، والعلقُ ثمينُ
يا هلالاً! تترَا
ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو
مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ
ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،
حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،
وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ

 

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا غزالاً ! أصَارني
يا غزالاً ! أصَارني
رقم القصيدة : 13576
-----------------------------------
يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة ٌ
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
فكما شئتَ لي فكُنْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
رقم القصيدة : 13577
-----------------------------------
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟
لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل
أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا
وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي
دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا
وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً،
لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا
وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ،
فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا
كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ
نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا
وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى
سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا
وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ،
فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا
وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ،
مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا
لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته،
قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً،
أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا
ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ
تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا
مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا،
فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا
يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً،
فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا
محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ
إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى
هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها
ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا
تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها،
صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا
ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها
تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا
أجلْ‍! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ،
لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
رقم القصيدة : 13578
-----------------------------------
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ
يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،
أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ
تضحكُ في الحبّ، وأبكي أنَا،
أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ
أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى
قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ:
يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ،
هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
رقم القصيدة : 13579
-----------------------------------
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي
وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،
وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،
كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،
تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي
مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
رقم القصيدة : 13580
-----------------------------------
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا
يَفديكَ مي مُحِبٌّ، شأنُهُ عَجَبٌ،
ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا
لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ؛
هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا
ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنة ً قدرَتْ؛
هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
رقم القصيدة : 13581
-----------------------------------
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي؟
وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني،
فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي
لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي؛
وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ
ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي
فديْتُكَ، مِنْ مكارهِهِ، بنَفسي

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
رقم القصيدة : 13582
-----------------------------------
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟
قَدْ مِتُّ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ
أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني
مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه،
إلاّ اعتيادُ أسى ً، في القلبِ، مسجونِ
صبراً ‍! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني،
بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!
كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي
قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟
شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه،
شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ
لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ
قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني، فَيُرْوِيني!
وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَة ٍ،
فكمْ أرَاهُ يغنّيني، فيُشجيني !
وإنْ بعدْتُ، وأضنتني الهمومُ، لقد
عَهِدْتُهُ، وَهْوَ يِدْنيني، فيُسْليني
أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ، فلكمْ
حللتُ، عن خصرِهِ، عقدَ الثّمانينِ
يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ
كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ
واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ؛
وَإنْمَا الدّهْرُ، بالمَكْرُوهِ، يَرْمِيني
وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ،
إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني
أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً
لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ، يَفْدِيني
يا رَبِّ قَرّبْ، على خَيرٍ، تَلاقِينَا،
بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
رقم القصيدة : 13583
-----------------------------------
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
لا تَخشَ منيَ نِسياناً، وَلا بَدَلاً
وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحياة ِ، وَلا بالبِعدِ عنك سَلا؟
أتلفْتَني كلفاً، أبْليتَني أسفاً،
قَطّعتَني شَغَفاً، أوْرَثْتَني عِلَلا
إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ، فلا
بلغتُ يا أملي، من قرْبكَ، الأمَلا
واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ؛
وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
رقم القصيدة : 13584
-----------------------------------
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
مضمَّخة ُ الأنفاسِ، طيّبة ُ النّشْرِ
أشارَ بها نحوِي بنانٌ منعَّمٌ،
لأغْيَدَ مَكْحُولِ المَدامعِ بالسّحْرِ
سرَتْ نضرة ٌ، من عهدها، في غصُونها،
وَعُلّتْ بمِسكٍ، من شَمائِلِه الزُّهْرِ
إذا هوَ أهدَى الياسمينَ بكفّهِ،
أخَذْتُ النّجومَ الزُّهرَ من راحة البدرِ
له خلقٌ عذبٌ وخلقٌ محسَّنٌ،
وظرفٌ كعرفِ الطّيبِ أوْ نشوة ِ الخمرِ
يُعَلّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذّهُ،
كمثلِ المُنى وَالوَصْلِ في عُقُب الهجر

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
رقم القصيدة : 13585
-----------------------------------
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ،
فأعْطَيْتِهِ، جَهْرَة ً، مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛
وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ
وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ؛
وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ
فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ
أبقّيهِ، حفظاً، كمَا لم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا؛
فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟
وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟
ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛
وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ،
عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء،
بِيَ الفِعْلَ، حُسْنُكِ، حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ
ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّي، وَفيٌّ أبيٌّ
لعلْقِ العلاقة ِ أنْ يبتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا،
وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛
ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ،
ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ،
وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ،
وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ؛
وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ،
وداعِ هوى ً ماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ،
ولكنّني: مكرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ،
إلى أنْ رأى سيرة ً، فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ،
أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى ؛
ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
رقم القصيدة : 13586
-----------------------------------
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
فالقَلبُ مِنهُنّ، وَالأحداقُ والكَبِدُ
حبّي لكِ، الناسُ طرّاً يشهدون به؛
وأنتِ شاهدة ٌ إنْ يثنِهِمْ حسدُ
لَمْ يَعْزُبِ الوَصْلُ فِيما بَينَنا أبَداً،
لَوْ كِنتِ وَاجِدَة ً مِثْلَ الذي أجِدُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
رقم القصيدة : 13587
-----------------------------------
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
لأنْتَ الذي نَفْسِي عَلَيْهِ تَذُوبُ
فَلا تَحسَبوا أنّي تَبدّلتُ غيركم،
ولا أنّ قلبي، منْ هواكَ، يتوبُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
رقم القصيدة : 13588
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
لَديكِ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ؟
رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي،
وأجفانُ عيني، بالدّموعِ، شواهدُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
رقم القصيدة : 13589
-----------------------------------
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،
والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،
كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،
كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،
بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ
جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،
بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،
فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،
وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ،
لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى
نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،
ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،
سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!


 

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
رقم القصيدة : 13590
-----------------------------------
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
أنْسَتكَ دُنياكَ عَبداً، أنتَ مولاهُ
ألْهَتْكَ عَنْهُ فُكَاهاتٌ، تَلَذُّ بها،
فليسَ يجري، ببالٍ منكَ، ذكرَاهُ
عَلّ اللّياليَ تُبْقِيني إلى أمَلٍ
الدّهْرُ يَعْلَمُ وَالأيّامُ مَعْنَاهُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
رقم القصيدة : 13591
-----------------------------------
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي
وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ،
وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي
فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي،
لدى عطشِي، على الماء القراحِ
وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا،
لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ
وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ،
رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !
وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً،
أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ
رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ،
وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ
فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً،
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟
عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛
وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ
وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني
بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ
فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ،
وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ
وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً،
ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> مَتى أبُثّكِ مَا بي،
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
رقم القصيدة : 13592
-----------------------------------
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
يا راحَتي وعذابي؟
مَتَى يَنُوبُ لِسَاني،
في شَرْحِه، عن كتابي؟
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي
أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بي
فلا يطيبُ طعامي؛
وَلا يَسُوغُ شَرَابي
يا فِتْنَة َ المُتَقَرّي،
وحجّة َ المتصابي
الشّمسُ أنتِ، توارَتْ،
عن ناظرِي، بالحجابِ
ما البَدْرُ، شَفّ سَنَاهُ
عَلى رَقِيقِ السّحَابِ،
إلاّ كوجْهِكِ، لمّا
أضاء تحتَ النّقابِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
رقم القصيدة : 13593
-----------------------------------
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
يا سوء ما لقيَ الفؤادُ
أصفي الودادَي مدلَّلاً،
لْمْ يَصْفُ لي مِنْهُ الوِدَادُ
يقضي عليّ دلالُهُ،
في كُلّ حِينٍ، أوْ يَكادُ
كيفَ السّلوّ عنِ الّذي
مثوُاهُ من قلبي السّوادُ؟
ملكَ القلوبَ بحسنِهِ،
فَلَها، إذا أمَرَ، انْقِيادُ
يا هاجرِي كمْ أستفيدُ
الصّبرَ عَنْكَ، فَلا أْفَادُ
ألاّ رثيْتَ لمنْ يبيتُ،
وحشوُ مقلتِهِ السّهادُ؟
إنْ أجْنِ ذَنْباً في الهَوَى ،
خطأً، فقد يَكبو الجوادُ
كانَ الرّضَى ، وأعيذُهُ
أنْ يعقبَ الكونَ الفسادُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
رقم القصيدة : 13594
-----------------------------------
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
مَحضاً، وَلامَ به الوَاشِي، فلم أُطِعِ
إلفٌ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي
عَنْهِ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ
تجلو المُنى شخصَهُ لي، وهو محتجبٌ
عني، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ
يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكة ٍ،
فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ
أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ، مُضْمِرَة ً،
لقتلِ نفسي عمداً، أشنعَ البدعِ
تاللَّهِ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ،
منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ
ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحة ٌ
عَنْهُ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
رقم القصيدة : 13595
-----------------------------------
يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
قد ضاقَ بي، في حبّكَ، المذهبُ
أعتبُ، من ظلمِكَ لي جاهداً،
ويغلبُ الشّوقُ، فأستعتِبُ
ألزمتَني الذّنْبَ الذي جئتَهُ،
صَدَقْتَ، فاصْفَحْ أيّها المُذنِبُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
رقم القصيدة : 13596
-----------------------------------
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
ومستغشّاً لناصحِيهِ
ومَنْ أطاعَ الوشاة َ فينَا،
حتى أطَعْنَا السّلُوّ فِيهِ
الحَمْدُ للَّهِ، إذْ أرَاني
تَكذيبَ ما كُنتَ تَدّعِيهِ
مِن قبلِ أن يُهزَمَ التّسَلّي؛
ويغلبَ الشّوقُ ما يليهِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
رقم القصيدة : 13597
-----------------------------------
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
وَأُعزَلُ، عَنْ رِضَاكِ، وَقد وَليتُ؟
وكيفَ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً،
لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ!
أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ،
وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ
وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ، إلاّ:
رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
رقم القصيدة : 13598
-----------------------------------
قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
قُلتُ: أنتَ العَليلُ وَيْحَكَ لا هُو
ما الذي أنكرُوهُ منْ بثراتٍ،
ضَاعَفَتْ حُسْنَهُ وَزَادَتْ حُلاهُ
جِسْمُهُ، في الصّفاء وَالرّقّة ِ، الماء،
فلا غروَ أنْ حبابٌ علاهُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
رقم القصيدة : 13599
-----------------------------------
أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ
وقدْ رأتْكَ الأماني
رِضى ً، فَلَمْ تَتَعَدّكْ
يا ليتَ ما لكَ عنْدي
منَ الهوى ، ليَ عندَكْ
فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي،
كطولِ ليْليَ بعدَكْ
سَلْني حَيَاتي أهَبْها،
فلسْتُ أملكُ ردّكْ
الدّهْرُ عَبْدِيَ، لَمّا
أصْبَحتُ، في الحبّ، عَبدَكْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
رقم القصيدة : 13600
-----------------------------------
عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
وَاستحدثَ القَلبُ شَوْقاً بعد سُلْوَانِ
مِنْ حُبّ جارِيَة ٍ، يَبْدو بها صَنَمٌ
مِنْ اللُّجَينِ، عَلَيْهِ تاجِ عِقْيَانِ
غَرِيرَة ٌ، لَمْ تُفَارِقْها تَمَائِمُها،
تسبي العقولَ بساجي الطّرْفِ وسنانِ
لأسْتَجِدّنُ، في عِشقي لها، زَمَناً
يُنسي سوالفَ أيّامي وأزماني
حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَة ً،
نَسَختُ، في حُبّها، كُفراً بإيمانِ

 

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
رقم القصيدة : 13601
-----------------------------------
إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
وَأصابَتْكِ بِمَا لَمْ أُرِدِ
فلقدْ كنتُ، لعمرِي، فادياً
لكِ بالمالِ وبعضِ الولدِ
فثقي منّي بعهدٍ ثابتٍ،
وَضَمِيرٍ خَالِصِ المُعْتَقَدِ
وَلَئِنْ سَاءَكِ يَوْمٌ، فَاعْلَمي
أنْ سيتْلُوهُ سرورٌ بغدِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
رقم القصيدة : 13602
-----------------------------------
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
وَاختْيارِي إنْ أُخَيَّرْ
كَمْ لامَني فِيكَ الحَسُودُ،
وفنّدَ الواشي، فأكثرْد
قالوا: تغيّرَ بالسّلوّ،
وَبِالمَلاَمَة ِ قَدْ تَعَيَّرْ
وتوهّموكَ جنيْتَ ذنْباً
بالتّجنّي، ليسَ يغفرْ
وَبِزَعْمِهِمْ أنْ لَيسَ مِثلي،
في الرّضَى بالدُّونِ، يعْذَرْ
لَمْ يَعْلَمُوا أنّ الهَوَى
رقٌّ، وأنّ الحسنَ أحمرْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
رقم القصيدة : 13603
-----------------------------------
لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
لقد فقتَ، في الحسنِ، بدرَ الكمالِ
أمَا والّذي نكّدَ الحظَّ فيّ،
دُنُوُّ المَكَانِ بِبُعْدِ المَنَالِ
لقدْ بلّغتني دواعي هواكَ
إلى غايَة ٍ، مَا جَرَتْ لي بِبَالِ
فَقُل للهَوَى : يَجْرِ مِلءَ العِنَانِ،
فَمَيْدَانُ قَلْبي رَحيبُ المَجَالِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أيّها البَدرُ الّذِي
أيّها البَدرُ الّذِي
رقم القصيدة : 13604
-----------------------------------
أيّها البَدرُ الّذِي
يَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ
حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ الـ
ـتّجَنّي، فَتَحَمّلْ
لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ،
غيرَ أنّي أتجمّلْ
ثمّ لا يأسَ، فكمْ قدْ
نيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
رقم القصيدة : 13605
-----------------------------------
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ
أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ،
وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ
فديتُكَ، ما للماء، عذباً على الصّدى ،
وَإنْ سُمتَني خَسفاً، مَحَلُّكَ من قلبي
وَلَوْلاَكَ، ما ضَاقتْ حشايَ، صَبابة ً،
جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
رقم القصيدة : 13606
-----------------------------------
باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
زهدتِ فيمَنْ ليسَ فيكِ بزاهدِ
وَسَقَيْتِني، من ماء هَجْرِكِ، ما لَهُ
أصْبَحْتُ أشْرَقِ بالزُّلالِ البَارِدِ
هَلاّ جَعَلتِ، فدَتْكِ نَفسي، غاية ً
للعتْبِ، أبلغُها بجهدِ الجاهدِ
لا تُفْسِدَنْ، ما قَدْ تأكّدَ بَينَا
من صالحٍ، خطراتُ ظنٍّ فاسدِ
حاشاكِ من تضييعِ ألفِ وسيلة ٍ،
شجيَ العدوُّ لهَا، بذنبٍ واحدِ
إنْ أجْنِهِ خَطَأً، فقد عاقَبتِني،
ظُلماً، بأبْلَغَ مِنْ عِقابِ العَامِدِ
عُودي لِما أصْفَيْتِنِيهِ مِنَ الهَوَى
بدءاً، فلستُ لِما كرهتِ بعائدِ
وضعي قناعَ السّخطِ عن وجهِ الرّضَا
كيْما أخرّ إليهِ أوّلَ ساجدِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
رقم القصيدة : 13607
-----------------------------------
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي
وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً
بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي
وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي،
فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟
تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي،
فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي
ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا،
ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
رقم القصيدة : 13608
-----------------------------------
أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
وسبيلُ الهوى ، وقصدُ الولوعِ
أنْتِ وَالشّمسُ ضُرّتَانِ، وَلَكِنْ
لكِ، عندَ الغُروبِ، فَضْلُ الطُّلوعِ
ليسَ بالمؤيسي تكلّفُكِ العتْبَ،
دَلالاً، منَ الرّضَى المطبوعِ
إنّما أنتِ، والحسودُ معنّى ،
كوكبٌ يستقيمُ بعدَ الرّجوعِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
رقم القصيدة : 13609
-----------------------------------
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً
عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ
يا كوكباً، بارَى سناه سناءه،
تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ
قرّتْ وفازَتْ، بالخطيرِ من المُنى ،
عينٌ تقلِّبُ لحظَها، فترَاكِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
رقم القصيدة : 13610
-----------------------------------
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا
لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ، في الذي
أبديْتِهِ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا
ولقد شكوتُكِ، بالضّميرِ، إلى الهوَى ،
وَدَعَوْتُ، مِنْ حَنَقٍ، عليكِ فأمّنا
مَنّيتُ نَفسي، من وَفائِكِ، ضَلّة ً،
وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَة ُ المُنَى

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
رقم القصيدة : 13611
-----------------------------------
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي
أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى
حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟
ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ
جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟
صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني
حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
رقم القصيدة : 13612
-----------------------------------
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
يا مَنْ يُصِحّ، بمُقْلَتَيهِ، وَيُسقِمُ
أصْبحتَ تُسخِطُني، فأمنحُكَ الرّضَى
مَحْضَاً، وَتَظلِمُني، فَلا أتَظَلَّمُ
يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ،
فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ، مُظْلِمُ
قد كان، في شكوى الصّبابة ِ، راحة ٌ،
لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
رقم القصيدة : 13613
-----------------------------------
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
ثمّ امتَزَجتِ امتِزاجِ الرّوحِ بالجسدِ
ساء الوُشاة َ مكاني منكِ، وَاتّقدَتْ،
في صدرِ كلّ عدوٍّ، جمرة ُ الحسدِ
فليسخطِ الناسُ، لا أهدِ الرّضَى لهمُ،
وَلا يَضِعْ لَكِ عَهدٌ، آخرَ الأبَدِ
لوِ استطعتُ، إذا ما كنتِ غائبة ً،
غضضْتُ طرفي، فلم أنظرْ إلى أحدِ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
رقم القصيدة : 13614
-----------------------------------
يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
إلاّ بِوَصْلٍ، قِصَرَكْ
لوْ باتَ عندي قمرِي،
ما بتُّ أرعَى قمرَكْ
يا ليلُ خبّرْ: أنّني
ألْتذُّ عنْهُ خبرَكْ
بِاللَّهِ قُلْ لي: هَلْ وَفَى ؟
فَقالَ: لا، بَل غَدَرَكْ!

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
رقم القصيدة : 13615
-----------------------------------
لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
لأكْتَفِيَنْ بِسَماعِ الحَبَرْ
وَإنْ عَرَضَتْ غَفْلَة ٌ للرّقيبِ،
فحسبيَ تسليمة ٌ تختصرْ
أُحَاذِرُ أنْ تَتَظَنّى الوُشَاة ُ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ
وَأصْبِرُ مُسْتَيْقِناً أنّهُ
سيحظَى ، بنيلِ المُنى ، من صبرْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
رقم القصيدة : 13616
-----------------------------------
سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
وأرضَى بتسليمكِ المختصرْ
وَلا أتَخَطّى التِمَاسَ المُنى ،
وَلا أتَعَدّى اخْتِلاسَ النّظَرْ
أصونكِ من لحظاتِ الظّنونِ،
وأعليكِ عن خطراتِ الفكرْ
وأحذرُ منْ لحظاتِ الرّقيبِ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ

العصر الأندلسي >> ابن زيدون >> هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
رقم القصيدة : 13617
-----------------------------------
هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
أمْ لشاكيكَ طَبيبُ؟
يا قَرِيباً، حِينَ يَنْأى ،
حاضِراً، حِينَ يَغِيبُ!
كَيْفَ يَسْلُوكَ مُحِبٌّ،
زَانَهُ مِنْكَ حَبيبِ!
إنّمَا أنتَ نسيمٌ،
تَتَلَقّاهُ القُلُوبُ
قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ،
هِوَ، لا شَكّ، مُصِيبُ
أنّ سِرّ الحُسْنِ مِمّا
أضمرَتْ تلكَ الجيوبُ

 
العصر العباسي >> البوصيري >> أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
رقم القصيدة : 13729
-----------------------------------
أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
لولاك ما غفرَ الذنوبَ مديحُ
حُدِّثْتُ أنَّ مَدَائِحي في المُصطفَى
كَفَّارة ٌ لِيَ وَالحَدِيثُ صَحِيحُ
أربحْ بمن أهدي إليه ثناؤه
إن الكريم لرابحٌ مربوحُ
يا نَفْسُ دُونَكِ مَدْح أحْمدَ إِنَّهُ
مسكٌ تمسكَ ريحه والروحُ
ونصيبكِ الأوفى من الذكرِ الذي
منه العَبيرُ لِسامِعِيهِ يَفوح
عَجَباً لهُمْ يُنْكِرُونَ نُبُوَّة ً
كرماً بكلِّ فضيلة ٍ ممنوحُ
الله فضلهُ ورجَّحَ قدرهُ
فَلْيَهْنِهِ التَّفضيلُ وَالتَّرْجِيح
إن جاء بعد المرسلينَ ففضلهُ
من بعده جاء المسيح ونوحُ
جاءوا بوحيهم وجاء بوحيه
فكأَنه بين الكواكِبِ يُوح
حارَتْ عقولُ الناسِ في أوْصافِه
وَتَبَلّدَتْ وَلها بها تَنْقِيحُ
أنَّى يُكَيِّفُها امرؤٌ وَيَحُدُّها
بالقولِ وهْيَ لِذَا الوُجُودِ الرُّوح
رَدتْ شهادَتَه أُناسٌ ما لهمْ
طَعْنٌ عليه بها ولا تَجْرِيحُ
ولقد أتى بالبيناتِ صحيحة
لو أن ناظر من عصاه صحيحُ
عَرَفوهُ مَعْرِفَة َ اليَقِينِ وأنْكَرُوا
إن الشقيَّ إلى الشقاء جموحُ
فأَبادَ مَنْ أَبْدى مُخَالَفَة لهُ
لَمْ يُعْرَفِ التَّحْسِينُ وَالتَّقْبِيح
وجلا ظلامَ الظلمِ لما أومضتْ
وَمَضَتْ لديْه صحائفٌ وَصَفِيح
شيئانِ لا يَنْفِي الضَّلالَ سِواهُما
نورٌ مفاضٌ أو دمٌ مسفوحُ
عجباً لهم لم ينكرون نبوَّة
ثَبَتَتْ وَلم يُنْفَخْ بآدَمَ رُوح
مالي اشتغلتُ بزجرهمْ فكأنني
بين الطوائفِ طارقٌ منبوحُ
لاتتعبنَّ بذكرهم قلباً غدا
ولهُ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَرْوِيحُ
وانشرْ أحاديثَ النبيِّ فكلُّ ما
ترويهِ من خبرِ الحبيبِ مليحُ
واذكر مناقبهُ التي ألفاظها
ضاقَ الفضاءُ بذكرها وَاللُّوح
أعجبتَ أن غدت الغمامة ُ آية ً
يُوحُوا إليهم ما عسَى أَنْ يُوحوا
أو أن أتت سرحٌ إليه مطيعة ٌ
فكأنما أتتِ الرياضَ سروحُ
ولِمَنْبَعِ المَاءِ المَعِينِ براحَة ٍ
راح الحصى وله بها تسبيحُ
أوْ أن يَحِنَّ إليه جِذْعٌ يابِسٌ
شَوْقا وَيَشْكُو بَثَّهُ وَيَنُوح
حتى دَنا منه النبيُّ وَمَنْ دَنا
منه نأى عن قلبه التبريحُ
وَبأَنْ يُكَلِّمَهُ الذِّرَاعُ وكيفَ لا
يُفْضِي إِليه بِسِرِّهِ وَيَبوح
وَبِأَنْ يَرَى الأَعْمَى وَتَنْقَلِبَ العَصا
سيفاً ويحيا الميتُ وهو طريحُ
وَبأَنْ يُغاثَ الناسُ فيه وقد شكَوْا
محلاً لوجه الأرضِ منهُ كُلُوحُ
وَبأنْ يَفِيضَ لهُ وَيَعْذُبَ مَنْهَلٌ
قد كانَ مُرًّا ماؤُه المَنْزُوحُ
يابردَ أكبادٍ أصابَ عطاشها
ماءٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ مَجْدُوحُ
صَلّى عليه الله إنَّ صَلاَتَهُ
غَيْثٌ لِعِلاَّتِ الذُّنوبِ مُزِيحُ
أسرَى الإِله بِجِسْمِهِ فكأَنَّه
بَطلٌ على مَتن البُرَاق مُشِيحُ
وَدَنَا فلا يَدُ آمِلٍ مُمْتَدَّة ٌ
طَمَعاً وَلا طَرْفٌ إِليهِ طَموحُ
حتى إذا أوْحَى إليه الله ما
أوحى وحان إلى الرجوع جنوحُ
عاد البُراقُ به وثوبُ أديمهِ
ليلاً بماء حيائه منضوحُ
فَذَرُوا شَياطِينَ الأُلى كَفَرُوا به
يوموا إليهم ما عسى أن يوحوا
تالله ماالشبهات من أقوالهم
إلا كما يتحركُ المذبوح
كم بين جسمٍ عدَّلَتْ حركاتِه
روحٌ وعودٍ ميَّلته الريحُ
وَلاَ النَّبيُّ مُحَمَّدٌ وَعُلُومُه
عَقَدَ الإلهُ به الأُمورَ فَلمْ يَكُنْ
لسِواهُ إمْساكٌ وَلا تَسريحُ
ضلَّ الذينَ تألهوا أحبارهم
ليَحَرَّموا ويحللُوا ويبيحوا
يا أُمَّة َ المُخْتَارِ قد عُوفِيتُمُ
مما ابْتُلُوا وَالمُبْتَلَى مَفضوح
فاسْتَبْشِرُوا بِشِرا الإِله وَبَيْعِكُمْ
منه فميزانُ الوفاء رجيحُ
وَتَعوَّضوا ثَمَنَ النُّفوسِ مِنَ الهُدَى
فمِنَ الهُدَى ثَمَنُ النُّفُوسِ رَبِيحُ
يامن خزائنُ جُودهِ مملوءة ٌ
كَرَماً وبابُ عطائِه مَفْتُوحُ
نَدْعُوكَ عَنْ فَقْرٍ إِليكَ وحاجَة ٍ
ومجالُ فضلكِ للعفاة ِ فسيحُ
فاصفح عن العبدِ المسيءِ تكرماً
إن الكريمَ عن المسيءِ صفوحُ
وَاقبلْ رسولَ الله عُذْرَ مُقَصِّرٍ
هُوَ إنْ قَبِلْتَ بِمَدْحِكَ المَمْدُوحُ
في كلِّ وَادٍ مِنْ صِفاتِكَ هائمٌ
وَبِكلِّ بَحْرٍ مِنْ نَدَاكَ سَبُوح
يَرْتاحُ إنْ ذُكِرَ الْحِمى وعَقِيقه
وأراكُه وثُمامُه والشِّيح
شوقاً إلى حرمٍ بطيبة َ آمنٍ
طابَتْ بذلكَ رَوْضَة ٌ وضرِيحُ
إِني لأرْجُو أنْ تَقَرَّ بِقُرْبِه
عيني ويؤسي قلبي المجروح
فاكحل بطيفٍ منه طرفاً جفنُه
بدموعهِ حتى يراهُ قريحُ
فلقد حباني الله فيك محبة ً
قلبي بها إلا عليك شحيحُ
دَامَتْ عَلَيْك صلاتُه وسلامُه
يَتْلُو غَبُوقَهُمَا لَدَيْك صَبُوحُ
ما افْتَرَّ ثغْرٌ للأزاهِرِ أَشْنَبُ
وانْهَلَّ دَمْعٌ للسَّحَابِ سَفُوحُ​
العصر العباسي >> البوصيري >> جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
رقم القصيدة : 13730
-----------------------------------
جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
ولِلناسِ بالإحسَانِ منكِ عوائدُ
فَطُوبَى لِمَن يَسْعَى لِمَشْهَدِكِ الذي
تكَادُ إلى مَغْنَاهُ تَسْعَى المَشَاهِدُ
إِذَا يَمَّمَتْهُ القاصِدُونَ تَيَسَّرَتْ
عليهمْ وإنْ لم يسألوكِ المقَاصدُ
تَحَقَّقَتِ البُشْرَى لِمَن هُوَ رَاكِع
يُرَجِّي به فضلاً وَمَنْ هُوَ ساجِدُ
فعفَّرَتِ الشبانُ والشيبُ أوجهاً
بهِ والعَذارَى حُسَّرٌ والقَواعِدُ
هُوَ المَنْهَلُ العَذْبُ الكَثِيرُ زِحَامُهُ
فرِدْهُ فما من دون وردكَ ذائدُ
أتيتُ إليه والرجاءُ مُحلأٌ
فما عدتُ إلاَّ والمحلاَّ واردُ
فيالك من يأس بلغتُ به المنى
وعُسْرٍ لأَقْفَالِ اليَسارِ مَقالِدُ
ألذُّ من الماءِ الزلالِ مواقعاً
عَلَى كَبِدِ الظَّمْآنِ وَالماءُ باردُ
سَلِيلَة َ خَيْرِ العالِمَينَ «نَفيسَة ٌ»
سَمَتْ بِكِ أعراقٌ وطابَتْ مَحاتِد
إذا جحدتْ شمس النهارِ ضياءها
فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدُهُ في الناسِ جاحِدُ
بآبائِكِ الأطهارِ زُيِّنَتِ العُلاَ
فحبَّاتُ عقدِ المجدِ منهم فرائدُ
ورثتِ صفاتِ المصطفى وعلومهُ
فَفضْلُكُمَا لولاَ النُّبُوَّة ُ وَاحِدُ
فلم ينبسط إلا بعلمك عالم
وَلمْ يَنْقَبِضْ إِلاَّ بِزُهْدِكِ زاهِدُ
مَعارِفُ ما يَنْفَكُّ يفضى بِسِرِّها
إلى ماجدٍ من آل أحمدَ ماجدُ
يُضيُ محياهُ كأنَّ ثناءه
إلى الصُّبْحِ سارٍ أوْ إِلى النَّجْم صاعدُ
إذا ما مضى منهم إمامُ هدى ً أتى
إمامُ هدى ً يدعو إلى الله راشدُ
تَبَلَّجَ مِنْ نورِ النُّبُوَّة ِ وَجْهُهُ
فمنه عليه للعُيُونِ شوَاهِدُ
وفاضَتْ بِحَارُ العِلْم مِنْ قَطْرِ سُحْبِها
عليه فطابَتْ لِلْوِرادِ المَوارِدُ
رأى زينة الدنيا غروراً فعافها
فليس له إلا على الفضل حاسدُ
كأنَّ المعالي الآهلات بِغيْرِهِ
ربوعٌ خلتْ من أهلها ومعاهدُ
إِذَا ذُكِرَت أَعمالُه وَعُلومُه
أقرَّ لها زيدٌ وبكرٌ وخالدُ
وما يستوي في الفضلِ حالٍ وعاطلٌ
وَلا قاعِدٌ يومَ الوغَى وَمجاهِدُ
فقل لبني الزهراء والقول قربة ٌ
يَكِلُّ لسانٌ فيهِمُ أوْ حصائدُ
أحَبَّكُمُ قلبي فأصبحَ مَنْطِقِي
يُجَادِلُ عنكم حِسْبَة ً ويُجالدُ
وَهل حُبُّكُمْ لِلنَّاسِ إلاَّ عَقِيدة ٌ
عَلَى أُسِّهَا في الله تُبْنَى القَواعِدُ
وإِنَّ اعتقاداً خالياً منْ مَحَبَّة ٍ
وودٍ لكم آل النبي لفاسدُ
وإِني لأَرْجُو أن سَيُلْحِقُنِي بِكُمْ
وَلائي فيَدْنُو المَطْلَبُ المُتَبَاعِدُ
فإِنَّ سَرَاة َ القَوْمِ منهم عَبيدُهمْ
وإن حروف النطق منها الزوائد
فدتكم أناس نازعوكم سيادة ً
فلم أدْرِ ساداتٌ هُمُ أَمْ أسَاوِدُ
أرادوا بكم كيداً فكادوا نفوسهم
بكم وعَلَى الأَشْقَى تَعودُ المكايِدُ
فإنْ حِيزَتِ الدُّنيا إِليهم فإنَّ مَنْ
نَفَى زَيْفَهَا سَلْماً إِليهم لناقِدُ
ولو أَنكم أبناؤُها ما أبَتْكُمْ
وَما كانَ مَوْلُودٌ لِيَأْباهُ وَالِدُ
إذَا ما تَذَكَّرْتُ القضايا التي جرتْ
أُقِضَّتْ عَلى جَنْبَيَّ منها المَراقِدُ
وجَدَّدَتِ الذِّكْرَى عَلَّي بَلاَبِلاً
أكابد منها في الدجى ما أكابدُ
أفي مثلِ ذاك الخطب ما سُلَّ مغمدٌ
ولا قامَ في نَصْرِ القَرابَة ِ قاعَدُ
تعاظمَ رزءاً فالعيون شواخصٌ
له دهشة ً والثاكلات سوامدُ
وطُفِّفَ يومَ الطَّفِّ كَيْلُ دِمائكم
إذ الدم جار فيه والدمع جامدُ
فيا فِتْنَة ً بَعدَ النبيِّ بها غَدَا
يهدََّم إيمانٌ وتبنى مساجدُ
وما فتنتْ بعد ابن عمران قومهُ
بما عبدوا إلا ليهلكَ عابد
كذاكَ أَرادَ الله منكُمْ ومِنهمُ
وليس له فيما يريدُ معاندُ
ولو لم يكن في ذاك محض سعادة ٍ
لكم دونهم لم يغمدِ السيفَ غامدُ
وأنتم أناسٌ أذهبَ الرجسُ عنهمُ
فليسَ لهم خَطْبٌ وإِنْ جَلَّ جاهِدُ
إِذا ما رَضُوا الله أوْ غَضِبُوا لهُ
تساوى الأداني عندهم والأباعدُ
وسيَّانِ من جمرِ العدا متوقدٌ
عَلَى بَهْرَمَانِ الصِّدْقِ منكم وخَامِدُ
وقدت عليكم بالمديحِ وكلكم
عليه كتابُ الله بالمَدْحِ وَافِدُ
وقد بينت لي هل أتى كم أتى بها
مكارمُ أخْلاَق لكم وَمَحَامِدُ
فلَوْلا تَغاضِيكم لنا في مديحِكم
لَرُدَّتْ علينا بالعيوبِ القصائدُ
وَلَمْ أَرْتَزِقْ مِنْ غيركم بِتِجَارَة ٍ
بضائعها عند الأنام كواسدُ
عمدتُ لقومٍ منهم فكأنني
عَلَى عَمَدٍ لا يرْجِعُ القَوْلَ عَامِدُ
أَأَطْلُبُ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ مُساعِداً
وقد صَدَّهم حِرْمانُهُم أنْ يُساعِدُوا
ومن وجدالزند الذي هو ثاقبٌ
فلنْ يَقْدَحَ الزَّنْدَ الذي هوَ صالِدُ
وحسبي إذا مدح ابنه الحسن التي
لها كرمٌ: مجدٌ طريفٌ وتالدٌ
وإني لمهد من ثنائي قلائداً
إِليها حلاَلٌ هَدْيُها والقلائدُ
هي العروة الوثقى عي الرتبُ العلا
هي الغاية القصوى لمن هو قاصدُ
كأني إذا أَنشدْتُ في الناسِ مَدْحَها
لما ضلَّ من ذكر المكارمِ ناشدُ
أَسَيِّدَتي ها قد رَجَوْتُكِ مُعْلِناً
بما أنا مندر المناقبِ ناضدُ
وأعينُ آمالي إليكِ نواظرٌ
لما أنا من عادات فضلك عائدُ
وما أجدبتْ قومٌ أتى من لدنهمُ
لمرعى الأماني من جنابكِ رائدُ
ولولا ندى كفيكِ مااخضر يابسٌ
ولا اهتز من أرض المكارمِ هامدُ
إِلَى الله أَشْكُو يابنَة َ الحَسَنِ الذي
لَقِيتُ وَإِني إنْ شكَوْتُ لَحامدُ
وَمَالِي لا أَشْكُو لآلِ مُحمَّدٍ
خطوباً بها ضاقت عليَّ المراصدُ
ومَنْ لصُرُوفِ الدَّهْرِ عَنِّيَ صارفٌ
ومن لهموم القلب عني طاردُ
تسلط شيطانٌ من النفسِ غالبٌ
عَلَيَّ وَشَيْطانٌ مِنَ البُؤْسِ مارِدُ
فيا وَيْحَ قَلْبٍ ما تَزَالُ سماؤُهُ
بهالِشَيَاطِينِ الخُطوبِ مَقاعِدُ
فيا سامعَ الشَّكْوَى وَيَا كاشفَ البَلا
إِذَا نَزَلَتْ في العالَمِينَ الشَّدَائدُ
ويامن هدى الطفل الرضيع ولم تؤب
إِليهِ قُوَى عَقْلٍ وَلا اشْتَدَّ ساعدُ
ويامن سقى الوحش الظماء وقد حمت
مَوَارِدَهَا مِنْ أَنْ تُنالَ المَصَايدُ
ويامن يُزجى الفلك في البحر لطفه
وهنَّ جِوَارٍ بَلْ وَهُنَّ رَوَاكِدُ
ويامن هو السبعَ الطوابقَ رافعُ
ومن هو للأرضِ البسيطة ِ ماهدُ
ويا مَنْ تُنَادينا خَزَائِنُ فضلِهِ
إلى رفدهِ إن أمسك الفضلَ رافدُ
فلا البَابُ من تِلْكَ الخزائن مُغْلَقٌ
ولاخيرَ من تلك الخزائنِ نافدُ
دعوناكَ من فقرٍ إليك وحاجة ٍ
وَكلٌّ بما يَلْقَاهُ لِلصَّبْرِ فاقِدُ
وأفضت بمافيها إليك ضمائرٌ
وأنتَ على مافي الضمائرِ شاهدُ
دعوناكَمضطرينَ ياربِّ فاستجب
فإِنكَ لم تُخْلَفْ لَدَيْكَ المواعِدُ
فليس لنا غوثٌ سواكَ وملجأٌ
نُراجِعُهُ في كَرْبِنَا وَنُعاوِدُ
فقدر لنا الخيرَ الذي أنت أهلهُ
فما أحدٌ عما تُقَدِّرُ حائدُ
وَصفْحاً عنِ الذَّنبِ الذي هوَ سائقٌ
لِناركَ إِلاَّ إنْ عَفَوْتَ وَقائد
وَصِلْ حَبْلَنَا بالمصطفى إنَّ حَبْلَهُ
لنا صِلَة ٌ يَا رَبِّ منكَ وعَائدُ
عليه صلاة ُ الله ما أُحْمِدَ السُّرَى
إليه وذلت للمطي فدافدُ​
 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
رقم القصيدة : 13731
-----------------------------------
إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
فليس لما أوليت من نعمٍ حدُّ
لك الأمرُ من قبل الزمانِ وبعدهِ
ومالكَ قبلٌ كالزمانِ ولا بعدُ
وحُكْمكَ ماض في الخلائِق نَافذٌ
إِذا شئتَ أمراً ليس من كونِه بُدُّ
تُضلُّ وتهدي منْ تشَاءُ منَ الوَرَى
وما بِيد الإنْسَان غَيٌّ ولا رُشْدُ
دعوا معشر الضلال عنا حديثكم
فلا خطأٌ منه يجابُ ولا عمدُ
فلو أنكم خلقٌ كريمٌ مُسختمْ
بقَوْلِكُم لكن بمَنْ يُمْسَخُ القِرْدُ؟
أتانا حديثٌ ما كرهنا بمثلهِ
لكُمْ فِتْنَة ً فيها لمِثلِكُمُ حَصْدُ
غَنِيتُمُ عَنِ التأْويلِ فيه بظاهرٍ
وَمَن ترَكَ الصّمْصَامَ لم يُغَنِهِ الغِمْدُ
وَأَعْشى ضياءُ الحقِّ ضَعْفَ عُقُولِكمْ
وشمسُ الضُّحَى تَعْشَى بها الأَعيُنُ الرُّمْد
ولن تدركوا بالجهل رشداً وإنما
يُفرقُ بين الزيفِ والجيد النقدُ
وعظتم فزدتمْ بالمواعظِ نسوة ً
وليسَ يفيدُ القَدْحُ إن أَصْلَدَ الزَّنْد
وما لَيَّنتْ نار الحجازِ قلوبكمْ
وَقد ذابَ مِن حرِّ بها الحَجَرُ الصَّلْدُ
وَما هِيَ إلا عينُ نَارِ جَهنَّم
تَرَدَّدَ مِنْ أَنفاسِها الحرُّ وَالبَرْدُ
أتت بشواظٍ مُكفَهِرٍ نحاسهُ
فلوِّحَ منها للضحى والدجى جلد
فما اسودَّ من ليلٍ غدا وهو أبيضٌ
وَما ابيضَّ منْ صبْحٍ غَدا وَهْوَ مُسْوَدُّ
تُدَمِّرُ ما تأتي عليه كعاصفٍ
من الرِّيح ما إن يُستطاعُ لهُ رَدُّ
تَمُرُّ عَلَى الأرض الشديد اختلافُها
فَتُنْجِدُ غَوْراً أوْ يغورُ بها نَجْدُ
وَتَرْمِي إلى الجوِّ الصُّخورَ كأنما
بِباطِنهَا غيظٌ على الجَوِّ أوْ حِقْدُ
وتخشى بيوتُ النارِ حرَّ دُخانها
وَيَزْدَادُ طُغيانا بها الفُرسُ والهِنْدُ
فلو قَرُبَتْ مِنْ سَدِّ يأجُوجَ بَعْدَما
بَنَى منه ذُو القَرْنَيْنِ دُكَّ بها السَّدُّ
وَلَمَّا أساء الناسُ جِيرة َ ربِّهِمْ
ولمْ يَرْعَها منهم رئيسٌ وَلا وَغْدُ
أَراهم مَقاماً ليسَ يُرْعَى لِجَارِهِ
ذمامٌ ولم يحفظ لساكنه عهدُ
مدينة نارٍ أحكمت شرفاتها
وأبراجها والسورُ إذ أبدع الوقدُ
وقد أبصرتها أهل بصرى كأنما
هي البصرة الجاري بها الجزر والمدُّ
أضاءت على بعد المزار لأهلها
من الإبلِ الأعناقُ والليلُ مربدُ
أشارت إلى أن المدينة قصدُها
وَلله سِرٌّ أنْ فَدَى ابنَ خَلِيلِهِ
يروحُ ويغدو كلُّ هولٍ وكربة ٍ
على الناس منها إذ تروح وإذ تغدو
فلمَّا التَجَوْا للمصطفى وتَحرَّمُوا
بساحتهِ والأمرُ بالناسِ مشتدُّ
أتوا بشفيعٍ لا يردُّ ولم يكنْ
بِخَلْقٍ سوَاهُ ذلك الهَوْلُ يَرْتَدُّ
فأُطْفِئَتِ النارُ التي وَقَفَ الوَرَى
حيارى لديها لم يعيدوا ولم يبدوا
فإنْ حَدَثَتْ مِنْ بَعْدِها نارُ فِريَة ٍ
فما ذلك الشيءُ الفَرِيُّ وَلا الإِدُّ
فللَّه سِرُّ الكائناتِ وجَهْرُها
فكمْ حِكم تَخْفَى وَكَمْ حِكَم تَبْدُو
وقدماً حمى من صاحب الفيلِ بيتهُ
ولمَّا أَتى الحَجَّاجُ أَمْكَنَهُ الهَدُّ
فلا تنكروا أن يحرمَ الحرمُ الغنى
وساكنه من فخره الفقر والزهدُ
وقد فديت من ماله خير أمة ٍ
وَلو خُيِّروا في ذلِكَ الأمرِ لَمْ يُفدُوا
فَواعَجَباً حتى البِقاعُ كَريمَة ٌ
لها مثلُ ما للساكِنِ الجاهُ وَالرِّفْدُ
فإِن يَتَضَوَّعْ منه طِيبٌ بِطَيْبة ٍ
فما هو إلاَّ المندلُ الرطبُ والندُّ
وإن ذهبت بالنار عنه زخارفٌ
فما ضَرَّهُ منها ذَهابٌ وَلا فَقْدُ
أَلاَ رُبما زادَ الحَبيبُ مَلاَحَة ً
إذا شُقَّ عنه الدرعُ وانتثرَ العقدُ
وكم سُتِرَتْ لِلْحُسْن بالحَلْي مِنْ حُلًى
وكم جَسَدٍ غَطَّى مَحَاسِنَهُ البُرْدُ
وأهيبُ ما يُلقى الحسامُ مجرَدَّاً
ورَوْنَقُهُ أنْ يَظْهَرَ الصَّفْحُ وَالحَدُّ
وما تلكَ للإسلامِ إلا بواعثٌ
على أَنْ يجِلَّ الشَّوْقُ أوْ يَعْظُمَ الوَجْدُ
إِلى تُرْبَة ٍ ضَمَّ الأَمانَة َ والتُّقَى
بها والنَّدى والفضلَ من أحمدٍ لحدُ
إلى سَيِّدٍ لم تأْتِ أُنْثَى بِمِثْلِهِ
وَلاَ ضَمَّ حِجْرٌ مِثْلهُ لاَ وَلاَ مَهْدُ
ولم يمشِ في نعلٍ ولا وطىء َ الثرى
شبيهٌ له في العالمين ولا ندُّ
شَبوقد أُحْكِمَتْ آياتُهُ وتشابَهَتْ
فَلِلْمُبْتَدِي وِرْدٌ لِلمُنْتَهي وِرْد
وإن كان فيها كالنجوم تناسخٌ
فطالعُهَا سَعْدٌ وغاربُها سعْدُ
وإن قصرت عن شأوها كل فكرة ٍ
فليست يدٌ للأنجم الزهرِ تمتدُ
فلمَّا عَمُوا عنها وصَمُّوا أَراهمُ
سيوفاً لها برقٌ وخيلاً لها رعدُ
ومن لم يلن منه إلى الحق جانبٌ
بِقَولٍ أَلانَتْ جَانِبَيهِ القَنا المُلْد
وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء ٍ
ويشفيه من داء به الكي والفصدُ
فغالبهم قومٌ كأن سلاحهم
نيوبٌ وأظفارٌ لهم فهم أسدُ
ثقاتٌ من الإسلامِ إن يعدوا يفوا
وإن يسألوا يهدوا وإن يقصدوا يجدوا
وَأَمَّا مكانُ الصِّدقِ منهم فإِنه
مقالهُمُ وَالطّعْنُ والضَّرْبُ والوعْدُ
إِذا ادَّرَعُوا كانتْ عُيُونُ دُرُوعِهِمْ
قلوباً لها في الرَّوْحِ مِنْ بَأْسِهِم سَرْدُ
يشوقك منهم كل حلمٍ ونجدة ٍ
تَحَلَّتْ بِكلٍّ مِنْهما الشِّيبُ وَالمُرْدُ
بهاليلُ أما بذلهم في جهادهم
فأنفسهم والمالُ والنصحُ والحمدُ
فلله صديقُ النبيِّ الذي له
فضائلُ لم يدرك بعدٍّ لها حدُّ
وَمَنْ كانَ لِلْمُخْتَارِ في الغارِ ثانياً
وَجَادَ إلى أنْ صارَ ليسَ لهُ وَجْد
فإِنْ يَتَخَلَّلْ بالعباءَة ِ إنه
بذلك في خُلاَّتهِ العلمُ الفردُ
ومن لم يخف في الله لومة لائمٍ
وَلم يُعْيِهِ قِسْطٌ يُقامُ وَلا حَدُّ
ولا راعه في الله قتلُ شقيقهِ
ألا هكذا في الله فليكن الجَلدُ
ومنْ جَمَعَ القرآنَ فاجْتَمَعَتْ به
فضائلُ منه مثل ما اجتمعَ الزبدُ
وجهَّزَ جيشاً سار في وقت عسرة ٍ
تعذَّر من قوتٍ به الصاعُ والمدُّ
ومن لم يُعَفَّر كَرَّمَ الله وجهه
جبينٌ لغير الله منه ولا خدُّ
فَتَى الحَربِ شَيْخُ العِلْمِ والحِلْمَ والحِجَى
عَلِيُّ الذي جَدُّ النَّبيِّ لَهُ جَدُّ
ومَن كانَ مِنْ خيرِ الأَنامِ بِفَضْلِهِ
كهارونَ مِن موسَى وذلكمُ الجَدُّ
تَوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْبَ ليس لهُ زَنْد
وإن عجمت أفواهها عودَ بأسهِ
أَفادَتْكَ عِلْماً أَنَّ أفواهَها دُرْدُ
يُوَرِّدُ خديهِ الجلادُ وسيفهُ
فذَاكَ إِذَا شَبَّهْتَهُ الأَسَدُ الوَرْدُ
وعندي لكم آل النبي مودة ٌ
سَلَبْتُمْ بها قلبي وصارَ له عِنْدُ
على أنَّ تذكاري لما قد أصابكم
يُجدِّدُ أشجاني وإن قدم العهدُ
فِدًى لكُمُ قَوْمٌ شقُوا وَسَعِدْتُمُ
فدارُهمُ الدنيا ودارُكمُ الخُلْدُ
أترجونَ من أبناء هندٍ مودة ً
وَقَدْ أرضَعَتْهُمْ دَرَّ بِغضَتِها هِنْدُ
فلاَ قَبِلَ الرَّحْمنُ عُذْرِي عُداتِكم
فإِنهم لا يَنْتَهُونَ وإِنْ رُدُّوا
إليك رسول الله عذري فإنني
بِحُبِّكَ في قَوْلِي ألِينُ وَأَشْتَدُّ
فإن ضاع قولي في سواك ضلالة ً
فما أنا بالماضي من القول معتدُّ
وما امتد لي طرفٌ ولا لان جانبٌ
لِغَيْرِكَ إلا ساءني اللِّينُ والمَدُّ
أأشْغَلُ عَنْ رَيْحَانَتَيْكَ قَريحَتِي
بشيحٍ ورندٍ لا نما الشيح والرَّندُ
وأَدْعُو سِفاهاً غيرَ آلِكَ سادتي
وهل أنا إنْ وُفقتُ إلا لهم عبدُ
فلاراح معنياً بمدحي حاتمٌ
ولا عُنِيَتْ هندٌ بِحبِّي ولا دَعْدُ
ولا هيَّجت شوقي ظباءٌ بوجرة ٍ
ولا بعثتْ وصفي نقانقها الربدُ
ويا طِيبَ تَشْبِيبي بِطَيْبَة َ لاثَنَى
عنان لساني عنك غورٌ ولا نجدُ
فَهَبْ لي رسولَ الله قُرْبَ مَوَدَّة ٍ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وتَرْوَى بِه كِبْد
وإني لأَرجو أنْ يُقَرِّبَنِي إِلَى
جَنابِكَ إِرْقالُ الرَّكائِبِ والوخْد
ولولا وثوقي منك بالفوزِ في غدٍ
لما لَذَّ لي يَوْماً شَرابٌ وَلاَ بَرْدُ
علَيْكَ صلاة ُ الله يُضْحِي بطيْبَة ٍ
لَدَيْكَ بها وفْدٌ ويُمْسِي بها وفْدُ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
رقم القصيدة : 13732
-----------------------------------
كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ
خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها
وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ
ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها
دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ
ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ
لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ
ذهبَ الشبابُوسوفَ أذهبُ مثلما
ذهبَ الشبابُ وما امرؤٌ بمخلِّدِ
إنَّ الفَناءَ لكلِّ حَيٍّ غايَة ٌ
محتومة ٌ إن لم يكن فكأن قدِ
وارحمتا لمصورٍ متطورٍ
في كلِّ طَوْرٍ صورة َ المُتَرَدِّدِ
قذفتْ به أيدي النوى من حالقٍ
سامي المحلِّ إلى الحضيضِ الأوهدِ
مُستَوْحِشٍ في أُنْسِهِ مُتعاهِدٍ
بحنينهِ شوقاً لأولِ معهدِ
منعتهُ أسبابٌ لديهِ رجوعهُ
فاشتاق للأوطان شوقَ مقيدِّ
يا لَيْتَهُ لوْ دامَ نَسْياً مالَهُ
من ذاكرٍ أو أنه لم يولدُ
حَمَلَ الهَوَى جَهْلاً بأَثْقالِ الهَوَى
مُسْتَنْجِداً بعزيمة ٍ لم تُنْجِدِ
ما إنْ يَزالُ بما تكلَّفَ حَمْلَهُ
في خطتي خسفٍ يروحُ ويغتدي
غَرضاً لأمْرٍ لا تَطيشُ سِهامُه
ومعرَّضاً لمعنفٍ ومفندِ
وخليفة ٍ في الأرضِ إلا أنه
مُتَوَعِّدٌ فيها وعيد الهُدْهُدِ
وَجَبَ السُّجودُ لهُ فلما أنْ عصى
قالتِ خطيئته له اركع واسجدِ
ونبت به الأوطان فهو بغربة ٍ
ما بين أعداءٍ يسيرُ وحسَّدِ
أنفاسه تُحصَى عليه وعلم ما
يفضى إليه غداله حُكمُ الغدِ
أبداً تراهُ واجداً أو عادماً
في حَيْرَة ٍ لَقْطَاتُها لم تُنْشَد
يُمسِي ويُصْبِحُ مُتْهِماً أَوْ مُنجِداً
لمِعَادِهِ معَ مُتْهِمٍ أوْ مُنجِد
يرمي به سهلاً ووعراً زاجراً
بَطْنُ المِسَنِّ به كَظَهْرِ المِبْرَدِ
متخوفاً منه المصير لمنزلٍ
مُسْتَوبَلِ المَرْعَى وبيء المَوْرِدِ
ما إن رأى الجاني به أعماله
إلاّ تمنى أنه لم يولدِ
حسبي له حب النبي وآلهِ
عِنْدَ الإِله وسيلَة ً لَمْ تُرْدَدِ
فإذا أجَبْتَ سؤَالَهُ في آلِهِ
سلْ تعط واستمدد فلاحاً تمددِ
وأْمَنْ إذا قامَ النبيُّ مَقَامَهُ الْـ
ـمحمود في الأمر المقيم المقعدِ
وتزوَّدِ التقوى فإن لم تستطعْ
فمِنَ الصلاة ِ على النبيِّ تَزَوَّدِ
صلَّى عليه الله إن صلاة َ مَنْ
إِلاَّ يَمُدُّ إليهِ راحَة َ مُجْتَدِي
واسمع مدائح آل بيت المصطفى
منى ودونكَ جمعها في المفردِ
صنو النبي أخو النبي وزيرهُ
ووليهُ في كل خطبٍ مؤيدِ
جَدُّ الإِمامِ الشَّاذِليِّ المُنْتَمي
شرفاً إليه لسيدٍ عن سيدِ
أسماؤهم عشرونَ دون ثلاثة ٍ
جاءت على نسقٍ كأحرفِ أبجدِ
لِعَلِيِّ الحَسَنُ انْتَمَى لِمُحَمَّد
عيسى وسرُّ محمدٍ في أحمدِ
واختار بطالٌ لوردٍ يوشعاً
وبيوسفٍ وافى قصيٌّ يقتدي
وبحاتمٍ فتحت سيادة ُ هرمزٍ
وغَدا تَمِيمٌ لِلْمَكَارِمِ يَهْتَدِي
وبِعبَدِ جَبَّارِ السمواتِ انْتَضَى
لِلْفَضْلِ عبدُ الله أيَّ مُهَنَّدِ
وأتى عليٌّ في العلا يتلوهم
فاختم به سور العلا والسؤودِ
أعْنِي أبا الحَسَنِ الإِمامَ المُجْتَبَى
مِنْ هَاشِمٍ والشَّاذِليَّ المَوْلِدِ
إن الإمامَ الشاذليَّ طريقهُ
في الفضلِ واضحة ٌ لعينِ المهتدي
فانقُلْ ولوْ قَدَماً عَلَى آثَارِهِ
فإذا فعلتَ فذاك آخذُ باليدِ
واسْلُكْ طرِيقَ مُحَمَّدِيِّ شرِيعَة ٍ
وَحَقِيقَة ٍ ومُحَمَّدِيِّ المَحْتِدِ
مِنْ كلِّ ناحِيَة ٍ سَنَاهُ يَلوحُ مِنْ
مصباحِ نورِ نبوة ٍ متوقدِ
فَتْحٌ أتى طُوفانُهُ بِمَعارِفٍ
تنُّورها جوديُّ كلِّ موحدِ
قد نالَ غَايَة َ ما يَرُومُ المُنْتَهِي
مِنْ رَبِّهِ ولهُ اجتهادُ المُبْتَدِي
مُتَمَكِّن في كلِّ مَشْهدِ دَهْشَة ٍ
أو وقفة ٍ مافوقها من مشهدِ
منْ لا مقام له فإن كمالهُ
لِلنَّاسِ يُرْجِعُه رُجُوعَ مُقَلِّدِ
قل للمحاولِ في الدنوِّ مقامهُ
ما العَبْدُ عندَ الله كالمُتَعَبِّدِ
وَالفضلُ ليسَ يَنالُهُ مُتَوَسِّلٌ
بتورعٍ حرجٍ ولا بتزهدِ
إن قال ذاك هو الدواءُ فقل له
كُحْلُ الصَّحِيحِ خِلاَفَ كُحْلِ الأرْمَدِ
يمَشي المُصَرِّفُ حيثُ شاء وغيْرُهُ
يمشِي بحُكْمِ الحَجْرِ حُكْمِ مُصَفَّدِ
من كان منكَ بمنظرٍ وبمسمعٍ
أَيُحَالُ منه عَلَى حدِيثٍ مُسْندِ
لِكلَيْهِمَا الحُسْنَى وَإنْ لم يَسْتَوُوا
في رُتْبَة ٍ فقدْ اسْتَوَوْا في الموْعِدِ
كلٌّ لِما شاء الإِله مُيَسَّرٌ
والناسُ بين مقربٍ ومشردِ
وإذا تحققت العناية ُ فاسترح
وإذا تخلفتِ العناية فاجهدِ
أَفْدِي عَلِيًّا في الوجودِ وَكلُّنَا
بِوُجودِهِ مِنْ كلِّ سوءٍ نَفْتَدِي
قُطْبُ الزَّمانِ غَوْثُهُ وإِمامُهُ
عينُ الوجودِ لسانُ سرِّ الموجدِ
سادَ الرِّجالَ فَقَصَّرَتْ عَنْ شَأْوِهِ
هممُ المؤوبِ للعلا والمسئدِ
فتلق ما يلقى إليك فنطقهُ
نُطْقٌ بِرُوحِ القُدْسِ أيُّ مُؤَيِّدِ
إما مررتَ على مكان ضريحهِ
وشممتَ ريح الندِّ من ترب ِالندِ
ورأيت أرضاً في الفلا مخضرة ً
مخضلة ً منها بقاعُ الفدفدِ
والوحْشُ آمِنَة ٌ لَدَيهِ كأَنَّها
حُشِرَتْ إِلى حَرمٍ بأَوَّلِ مَسْجِد
ووجَدْتَ تَعْظِيماً بِقَلْبِكَ لَو سَرَى
في جلمدٍ سجدَ الورى للجلمدِ
فقل السلام عليك يا بحر الندى الطـ
ـامي ويا بحر العلوم المزبدِ
يا وارِثاً بالفَرْضِ عِلْمَ نَبِيِّهِ
شرفاً وبالتعصيبِ غير مفندِ
الْيَوْمَ أحْمَدُ مِنْ عَليٍّ وارِثٌ
حظي عليًّ من وراثة أحمدِ
يُعْزَى الإمامُ إلَى الإِمامِ وَيقْتدِي
للمُقْتدي بِهُدَاهُ فضلُ المُقْتدي
والمرء في ميراثهِ أتباعهُ
فاقْدِرْ إذَنْ فضلَ النبيِّ مُحَمَّدِ
صَدَعَ الأسَى قَلْباً بِسَجْعِ مُغَرِّدِ
وسرى السرور إلى القوب فهزها
مَسْرَى النَّسيمِ إِلَى القَضيبِ الأَمْلَدِ
شَوْقاً لِمُرْسيَة ٍ رَسَتْ آساسَها
بِعَلِي أَبي العَبَّاسِ فَوْقَ الفَرْقَدِ
اليَوْمَ قامَ فَتَى عَلِيٍّ بَعْدَهُ
كيما يبلغَ مرشداً عن مرشدِ
فكأنَّ يُوشَعَ بعدَ موسى قائمٌ
بطريقه المثلى قيامَ مؤكدِ
فليقصِدِ المُسْتَمْسِكونَ بِحَبْلِه
دار البقاء من الطريق الأقصدِ
فإذا عزمت على اتباع سبيله
فَاسمَعْ كلامَ أخِي النَّصِيحَة ِ ترْشُدِ
فنظامُ أعمالِ التقى آدابها
فاصحب بها أهل التقى والسؤددِ
وتجنب التأويل في أقوال من
صاحبت من أهل السعادة تسعدِ
قد فرَّقَ التأوِيلُ بَيْنَ مُقَرَّبٍ
يَوْمَ السُّجُودِ لآدَمٍ ومُبَعَّدِ
وحذارِ أن يثقِ المريدُ بنفسهِ
وَاحْزِمْ فما الإِصلاحُ شَأْنُ المُفْسِدِ
فالوَصفُ يَبْقَى حُكْمُهُ مَعَ فَقْدِهِ
وَالمَرْءُ مَرْدُودٌ إِذَا لَمْ يُفْقَدِ
إن الضنينَ بنفسهِ في الأرضِ لا
يلوي على أحدٍ وليس بمصعدِ
ويظنُّ إِنْ رَكَدَتْ سفينَتُهُ عَلَى
أمْوَاجِها ورِياحها لَمْ تَرْكُدِ
فاصحب أبا العباسِ أحمد آخذاً
يَدَ عارِفِ بِهوَى النُّفُوسِ مُنَجِّدِ
فإذَا سقَطْتَ عَلَى الخَبيرِ بِدَائها
فَاصْبِرْ لِمُرِّ دَوَائِهِ وَتَجَلَّدِ
وإذَا بَلَغْتَ بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ مِنْ
عِلْمَيْهِ فانْقَعْ غُلَّة َ القَلْبِ الصَّدِي
فمَتى رأَى موسى الإِرادَة َ عِنْدَهُ
خِضْرُ الحقيقَة ِ نَالَ أقْصَى المَقْصِدِ
وإِذَا الفَتى خُرِقَتْ سَفِينَة ُ جِدَّهِ
لنجاتها وجدَ الأسى غيرَ الددِ
وتبدلت أبوا الغلام بقتلهِ
بأَبرَّ مِنْهُ لِوَالِدَيْهِ وأرْشَدِ
وَأُقِيمَ مُنْتَقَضُ الجِدَارِ وتَحْتَهُ
كَنْزُ الوُصُولِ إلى البقاءِ السَّرْمَدِي
فلْيَهْنِ جَمْعاً في الفِراقِ ووُصْلة ً
من قاطعٍ وترقياً من مخلدِ
مغرى ً بقتل النفسِ عمداً وهولا
يعطي إلى القودِ القيادِ ولا اليدِ
لله مقتولٌ بغير جناية ٍ
كَلِفٌ بِحُبِّ القاتِلِ المُتَعَمِّدِ
ما زالَ يَعْطِفُها عَلَى مَكْرُوهِها
حتَّى زَكَتْ وَصَفَتْ صعفاءَ العَسْجَدِ
وأحيبَ داعيها لردِّ مشردٍ
مِنْ أَمْرِها طَوعاً وَجمْعِ مُبَدَّدِ
لم تترك التقوى لها من عادة ٍ
ألفت ولا لمريضها من عوَّدِ
فليهنِ أحمدَ كيمياءُ سعادة ٍ
صحَّتْ فلا نارٌ عليه تغتدي
جعلتهُ لم يرَ للحقيقة ِ طالباً
إلا يمُّ إليه راحة َ مجتدي
ألفاظُهُ مَبْذُولة ٌ بَذْلَ الحَيَا
ومَصونَة ٌ صَوْنَ العَذارَى الخُرَّدِ
كلُّ يَرُوحُ بِشُرْبِ راحِ عُلُومِهِ
طَرِباً كَغُصْنِ البانَة ِ المُتأَوِّدِ
ضمنَ الوقارَ لها اعتدالُ مزاجها
فشَرَابُها لا يَنْبَغي لِمُعَرْبدِ
فَضَحَتْ مَعَارِفُها مَعارِفَ غَيْرِها
والزيفُ مفضوحٌ بنقدِ الجيِّدِ
كشفتْ له الأسماعُ عن أسرارها
فإِذَا الوُجودُ لِمقْلَتَيْهِ بِمَرْصَدِ
وأرتهُ أسبابَ القضاء مبينة ً
للمستَقيمِ بِعِلْمِها وَالمُلْحِدِ
تأبى علومكَ يافتى ً غيرَ التي
هيَ فَتْحُ غَيْبٍ فَتْحُهُ لَمْ يُسْدَدِ
قل للذِين تَكَلَّفُوا زِيَّ التقَى
وتَخَيَّرُوا لِلدَّرْسِ ألفَ مُجَلَّدِ
لا تَحْبَوا كُحْلَ العُيُونِ بِحِيلة ٍ
إِنَّ المَهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِالإِثْمِدِ
ما النحلُ ذللتِ الهداية ُ سُبلها
مثل الحميرِ تقودها للموردِ
من أملتِ التقوى عليه وأنفقتْ
يَدُهُ مِنَ الأكوانِ لا مِنْ مِزْوَدِ
وأَبِيكَ ما جَمَعَ المَعالِيَ وادِعاً
جمع الألوف من الحسابِ على اليدِ
إلا أبو العباسِ أوحد عصرهِ
أكْرِمْ به في عَصرِهِ مِنْ أوْحَدِ
أفْنَتْهُ في التَّوْحِيدِ هِمَّة ُ ماجِدٍ
شذَّتْ مقاصدها عن المتشددِ
ساحتْ رجالٌ في القِفارِ وإنه
لَيَسِيحُ في مَلَكُوتِ طَرْفٍ مُسْهَدِ
ولهُ سرائرُ في العُلا خَطَّارَة ٌ
خطارها وركابها لم تشددِ
فالمستقيم أخو الكرامة عندهُ
لا كلُّ من ركب الأسود بأسودِ
وأجلُّ حالِ معاملٍ تبعية ٍ
أُخِذَتْ إلى أدَبِ المُرِيدِ بِمِقْوَدِ
فأَتى مِنَ الطُّرْقِ القَرِيبِ مَنَالُها
وأتى سواهُ من الطريق الأبعدِ
سيفٌ من الأنصارِ ماضٍ حدُّهُ
فاضرِبْ بهِ في النَّائِبَاتِ وهَدِّدِ
أُثْني عليه بِباطنٍ وبِظاهرٍ
لاسرَّ منه بمغمدِ ومجردِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَصَرُوا النبيَّ وسابَقوا
معه الرياح بكل نهدٍ أجردِ
وَثَنَوْا أَعِنَّتَهُمْ وقد تَرَكُوا العِدا
بالطعنِ بين مجدلٍ ومقددِ
من كل ذمرٍ كالصباحِ جبينهُ
ذربٌ بخوضِ المضلاتِ معوَّدِ
وبِكُلِّ أسْمرَ أزْرقٍ فُولاذُهُ
وبِكُلِّ أبيضَ كالنَّجِيعِ مُوَرَّدِ
شهد النهار لفضلٍ بمسددٍ
مِنْ رأيهِ ولِطاعِنٍ بمُسَدَّدِ
وتمخضت ظلم الليالي منهم
عن ركعٍ لا يسأمون وسجدِ
خَافَ العَدُوُّ مَغِيبهُمْ لِشُهُودِهمْ
والموتُ يَكْمُنُ في الحُسامِ المُغْمَدِ
الساتر والعوراتِ من قتلى العدا
يَوْمَ الحَفيظَة ِ بالقَنا المُتَقَصِّدِ
والطَّاعِنُو النَّجْلاَءَ يُدْخِلُ كَفَّهُ
في إثْرِها الآسي مكانَ المِرْوَدِ
سَلْ مِنْ سَلِيلِهمُ سُلوكَ سَبِيلِهمْ
يُرْشِدْكَ أحمدُ للطَّرِيقِ الأحمِد
مستمطراً بركاتهِ من راحة ٍ
أندى من الغيثِ السكوبِ وأجودِ
فَمَواهِبُ الرَّحمنِ بين مُصَوَّبٍ
منها لراجي رحمة ٍ ومصعدِ
يامن أمُتُّ له بحفظ ذمامهِ
وبِحُسْنِ ظنِّي فيهِ لِي مُسْتَعْبِدِي
مَوْلاَيَ دُونَكَ ما شَرَحْتُ بِوَزْنِه
وَرَوِيِّهِ قَلْبَ الكئيبِ الأكْمَدِ
فاقبل شهابَ الدينِ عذر خريدة ٍ
عَذْراءَ تُزْرِي بالعَذَارَى النُّهَّد
معسولة ٍ ألفاظها من كاملٍ
أبردْ حشى من ريقها بمبردِ
طلَعَتْ مَجَرَّة ُ فضلِها بِكَواكِبٍ
دُرِّيَّة ٍ مَحْفُوفَة ٍ بالأَسْعدِ
رامَ استراق السمعِ منها ماردٌ
لَمَّا أتَتْكَ فَلمْ يَجِدْ مِن مَقْعَدِ
من منهلٍ عذبٍ صفا سلساله
لا مِنْ صَرًى يَشْوِي الوجُوهَ مُصَرَّد
بَعَثَتْ إِليكَ بها بواعِثُ خاطِرٍ
مُتَحَبِّبٍ لِجَنابكُمْ مُتَودِّد
صادَفْتُ دُرَّا مِنْ صِفاتِكَ مُثْمَناً
فأعرتهُ منِّي صفاتِ منضِّدِ
جاءت تسائلك الأمان لخائفٍ
مِنْ رِبْقَة ٍ بِذُنُوبِهِ مُتَوَعد
فاضمَنْ لها دَرْكَ المعادِ ضمانَها
بالفَوْزِ عنكَ لِسامِع ولِمُنْشِد
فإذا ضمنتَ له فليس بخائفٍ
من مبرقٍ يوماً ولا من مرعدِ
جاهُ النبيِّ لِكُلِّ عاصٍ واسِعٌ
والفضلُ أجدرُ باقتراحِ المُجْتَدِي[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
رقم القصيدة : 13733
-----------------------------------
أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
فأخو السيادة أحمدُ بن محمدِ
الصاحبُ ابن الصاحبِ ابن الصاحبِ الـ
ـحِبْرُ الْهُمَامُ السَّيِّدُ ابنُ السَّيِّدِ
لاتشركنَّ به امرأً في وصفهِ
فتكونَ قد خالفْتَ كلَّ مُوَحِّد
الشمس طالعة ٌ فهل من مبصرٍ
والحَقُّ مُتَّضِحٌ فهل من مُهتَدِي
إنَّ الفتى منْ سوَّدتهُ نفسهُ
بالفضلِ لامن سادَ غير مسوَّدِ
والناسُ مُخْتَلِفُوا المذاهِبِ في العُلا
والمذهبُ المختارُ مذهبُ أحمدِ
وفي علوم الأولين حقوقها
والآخرينَ وفاءَ من لم يجحدِ
فكأَنهُ فينا خليفة ُ آدمٍ
أوْ آدَمٌ لو أنهُ لم يولَدِ
أفضَى به علْمُ اليَقِين لعَيْنِه
ورآه حاسدهُ بعيني أرمدِ
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ فليسَ كحائرٍ
في دينهِ من أمرهِ مترددِ
قد كان يحكم في الأمور بعلمهِ
شهدَ المحقُّ لديهِ أم لم يشهدِ
لولا يخاطبنا بقدر عقولنا
جَاءتْ معارفْه بما لم نَعْهَدِ
ورِثَ النُّبُوَّة َ فَلْيَقُمْ كَقِيَامِهِ
مَنْ حَاوَلَ الميراثَ أو فَلْيَقْعُد
فلِسَانُهُ العَضْبُ الْحُسَامُ المُنْتَضَى
وبيانه بحرٌ خضمُّ المزبدِ
وبصيرة ٌ بالله يشرق نورها
ويُضِيءُ مثلَ الكَوْكَبِ المُتَوَقِّد
وخَلائِقٌ ما شابَها مَنْ شَانَها
فأَتتْ كماءِ المُزْنِ في قَلْبِ الصَّدِي
فَلِبَابِ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ فلْيَسِرْ
من كان بالأعذارِ غير مُقيَّدِ
هوَ كَعْبَة ُ الفضلِ الذي قُصَّادُهُ
قد حَقَّقُوا منه بُلوغَ المقصِد
لَمَّا ورَدْتُ عَلَى كَريمِ جَنَابِهِ
فوردتُ بحر الجودِ عذبَ الموردِ
لَمَّا وَرَأَيتُ وَجْهاً أَشْرَقَتْ أَنْوَارُه
فَأضاءَ مثلَ الكوكَبِ المُتَوَقِّد
أعْرَضْتُ عَنْ لهوِ الحَديثِ وَقُلْتُ يا
مَدْحَ الورَى عنِّي فمَا أَنَا مِنْ دَدِ
وعزمتُ في يومي على العملِ الذي
ألقاهُ لي نعْمَ الذخيرة ُ في غَدِ
مَدْحٌ إِذا أعمَلْتُ فيهِ مِقْوَلي
جَاهدْتُ عن دينِ الهُدَى بِمهَنَّدِ
أبقى له الذكرَ المخلدَ علمهُ
أنْ ليس في الدُّنْيَا امرُؤٌ بِمُخَلَّدِ
فَاسْتُنْفِدَتْ بوجودِهِ آمالهُ
واختار عند الله مالم ينفدِ
شُغِفَتْ بِه الدُّنْيَا وَآثَرَ أُخْتَها
حُبَّا فَأَوْهَم رَغْبة ً بِتَزَهُّدِ
وأتى عليها جوده فكأنها
لهوانها في نفسهِ لم توجدِ
فإذا نظرتَ إلى مقاصدهِ بها
أبَدَتْ إِليكَ حَقيقة َ المُتَجَرِّدِ
كلِفٌ بِمَا يَعْنِيهِ مِنْ إِسعادِ ذِي الْـ
ــحاجات في الزمنِ القليلِ المسعدِ
يطوي من التقوى حشاهُ على الطوى
وَيَبِيتُ سَهْرَاناً مُقَضَّ المَرْقَد
ويغضُّ من مغسولتين بدمعهِ
مَكْحُولَتَيْنِ مِن الظَّلامِ بإِثْمِد
عوِّلْ عليه في الأمور فإنه
أهلُ الغَرِيبِ وبَيْتُ مالِ المُجْتَدِي
واستمطر البركات من دعواته
حيث استقل سحاب راحته الندي
واسمع لما يوحى من الذكر الذي
يُشْجِي القلوبَ لَوَ أنها مِنْ جَلْمَدِ
صَدَرَتْ جَواهِرُ لفظِهِ مِنْ باطِنٍ
صافِي التُّقَى مِثْلِ الحُسام المُغْمدِ
فأراكه سحرَ البيانِ منضداً
بِيَدِ البَلاغَة ِ وَهْوَ غيرُ مُنَضَّدِ
مُتَحَلِّياً بِجَوَامِعِ الكَلِمِ التي
يُعْنى بها حَدِبٌ عناءَ تَجَلُّدِ
فالقَصُّ منه إذا أتَاكَ تَعَدَّدَتْ
منه المعاني وَهْوَ غيرُ مُعَدَّدِ
قل للإمام المقتدي بعلومهِ
قد فازَ مِنْ أَضْحى بِرأْيِكَ يَقْتَدِي
يَا مَنْ يُرَاعِي للفضيلة ِ حَقَّهَا
لتلذذٍ بالفضلِ لا لتزيدِ
لم تصغ ِ للعلماء إلا مثلما
أصْغَى سُلَيْمانٌ لِقَوْلِ الهُدْهُدِ
عَجِبَتْ لِزُهْدِكَ في الوزارة ِ مَعْشَرٌ
فأَجَبْتُهُمْ عَجَباً إذَا لم يَزْهَدِ
ما ضرَّ حبراً قلدتهُ أئمة ٌ
أَنْ لم يكنْ لِمَنَاصِبٍ بِمُبلَّدِ
وإذا سما باسْمِ العلومِ فلا تَسَلْ
عن حطِ نفس بالحضيض الأوهدِ
ما المَجْدُ إِلاَّ حِكْمَة ٌ أُولِيتَهَا
ينحط عنها قدر كل ممجدِ
يارتبة ً لاترتقى بسلالمٍ
وسيادة ً ما تشترى بالعسجدِ
خيرُ المناصِبِ ما العيُونُ كَليلَة ٌ
عنه وما الأيدي له لمْ تُمْدَدِ
مَوْلايَ دونَكَ مِنْ ثنائيَ حُلَّة ً
تُبْلِي مِنَ الأيام كلَّ مُجَدَّدِ
جَاءَتْ مُسارِعَة ً إليكَ بِساعَة ٍ
سَعِدَتْ مُطالِعة ً وإنْ لم تُرصَدِ
يَوْمُ اتِّصَالٍ بالأَحِبَّة ِ، حَبَّذا
يَوْمٌ به انقَطَعَتْ قلوبُ الحُسَّدِ
ما سُيِّرَتْ ما بَيْنَ يوسُفَ مِثْلَما
قد سُرَّ فيه أَحْمَدٌ بمُحَمَّدِ
ياحبذا مدحٌ لآلِ محمدٍ
دون التغزلِ في غزالٍ أغيدِ
إن الجلالة َ منذ رُمتُ مديحكم
لم تَرْضَ لي ذكْرَ الحِسانِ الخُرَّدِ
فالله يَجْمَعُ شَمْلَكُمْ ساداتِنا
جَمْعَ السلامَة ِ في نعيمٍ سَرْمَدِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
رقم القصيدة : 13734
-----------------------------------
ما لِلنَّصارى إليَّ ذَنْبٌ
وإنما الذنبُ لِلْيَهودِ
وكيفَ تَفْضِيلُهُمْ وفيهمْ
سرُّ الخنازيرِ والقرودِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
رقم القصيدة : 13735
-----------------------------------
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
وتوجهْ تلقاءَ بئرِ عُمارهْ
فالبِتِيَّاتِ فالحِرازِ فَتُبْتيـ
ـــت فشبرا البيوم فالخمارهْ
وإذا جِئْتَ حَاجِراً بَيْنَ بَلْبَيْـ
ـس وقليوبَ من خرابِ فزارهْ
فارجِعِ السَّيْرَ بَيْنَ بِنْها وَأتْـ
ـرِيبَ وكلٌّ لِشاطِىء ِ البَحْر جَارَه
وإذا ما خطرتَ من جانبِ الرمـ
ـلِ بِفاقُوسَ فاقْصِدِ الخَطَّارَه
وشمنديلَ وهي منزلة ُ الجيـ
ـشِ وسعدانة ٍ محلِّ غراره
خَلِّني مِنْ هَوَى البَداوة ِ إني
لست أهوى إلا جالَ الحضاره
واقر تللك القرى السلام فإن أعـ
ـيَتْكَ منها عبارَة ٌ فإشارَه
إنَّ قَلْبي أضْحَى إلى ساكِنِيها
باشتياقٍ وَمُهْجَتي مُسْتَطاره
أذكرتنا عيشاً قديماً نزعنا
هُ لِبَاساً كالحُلَّة ِ المُسْتعَارَه
وزماناً في الحُسْنِ وجْهَ عَلِيٍّ
ذا بَهاءٍ وبَهْجَة ٍ ونَضَاره
صاحبٌ لا يزالُ بالجُودِ والإفـ
ـضالِ طلق اليدينِ حلو العباره
كم هدانا من فضلهِ بكتابٍ
معجزٍ من علومهِ بآثاره
وجههُ مسْفِرٌ لعافيهِ ما نحـ
ـتاجُ في الجود عنده لسفاره
يدهُ رقعة ُ الصباحِ فما أغـ
ـربها من سلامة ٍ وطهاره
يَذْكُرُ الوعْدَ في أُمورٍ ولا يَذْ
كُرُ جَدْوى وَلو بكلِّ إمارَه
إنما يذكرُ العطيَّة َ من كا
نتْ عَطاياهُ تارة ً بعدَ تاره
سَيِّدي أنْتَ نُصرَتي كلما شَنَّ
عَلَيَّ الزَّمانُ بالفَقْرِ غارَه
شاب رأسي وما رأست كأني
زامِرُ الحَيِّ أوْ صغيرُ الحاره
وَابن عِمْرانَ وهْوَ شَرُّ مَتاع
للورى في بطانة ٍ وظهاره
حَسَّنَ القُرْبُ منكُم قُبحَ ذِكْرَا
هُ كتحسين المسك ذكراً لفاره
فهو في المدح قطرة ٌ من سحابي
وهو في الهجو من زنادي شراره
ما لهُ مِيَزَة ٌ عَلَيَّ سِوَى أنَّ
له بغلة ً ومالي حماره
وَعِياطٌ تُدْوَى الدَّوَاوينُ منه
لا بمعنًى كأنه طِنْجِهَاره
يَتَجنَّى بِسُوءِ خُلْقٍ عَلَى النا
سِ ونفسٍ ظلومة ٍ كفاره
لم تهذبهُ كل قاصرة ِ الطـ
ـرفِ أجادتْ بأخدعيهِ القصاره
وابن يغمورَ إذ كساهُ من الـ
ـدِّرَّة ِ دِرْعاً كأَنّه غَفَّارَه
طبعت رأسهُ دماً وبساطي
جلدة ً أو حسبته جلناره
وسليمانُ كلما قرع القرْ
عَة َ طَنَّتْ كأنها نُقَّارَه
وقعاتٌ تنسي المؤرخَ ما كا
نَ من سنبسٍ ومن زناره
إن جَهِلتُمْ ما حلَّ في ساحلِ الشَّيْخِ
ـخِ من الصفحِ فاسألوا البحاره
قالتِ البغلة ُ التي أوقعتهُ
أنا مالي على الغبونِ مراره
إنَّ هذا شيخٌ له بجواريـ
معَ الناس كلَّ يومٍ صِهَارَه
قُلْتُ لا تفتَري عَلَى الشاعرِ الفقِّـ
ـهِ ، قالت : سلِ الفقيه عُماره
لو أتاهُ في عرسهِ شطرُ فلسٍ
لرأى البيع رجلة َ وشطاره
قلتُ هذا شادُّ الدَّوَاوينِ، قالتْ
ما أُولِّي هذا علَى الخَرَّاره
قلتُ ذي غيرة ُ الأبيرة ِ ألاَّ
تشتهي أن تفارقَ الأباره
قالت أقْوَى وكيفَ أُغْيَرُ مِنّي
عند شيخٍ كلٍّ بغيرِ زباره
قلتُ: ما تَكْرَهينَ منه؟ فقالت
أَيُّ بُخْلٍ فيه وأيُّ قَتارَه
أنا في البيتِ أشتهي كفَّ تبنٍ
ومنَ الفرطِ أشتهي نُوَّاره
وعَلِيقي عليه أرْخَصُ مِنْ ما
لِ المَوارِيثِ في شِرا ابنِ جُبَاره
سَرَق النِّصْفَ واشتَرى النِّصف بالنِّصْـ
فِ وَأفْتَى بأنَّ هذا تجارَه
لاتلوموا إذا وقعتُ من الجو
عِ فإني من الخوى خواره
ما كفاه من الطَّوافِ ببلبيـ
ـسَ إلى أن يطوفَ بي السياره
آه من ضيعتي وما ذاك إلا
أنَّ مالي عَلَى الغُبونِ مَرارَه
أُكْمِلَتْ خِلْقَتي وَشَيبي ومالي
في حجورٍ أختٌ ولافي مهاره
أيُّ شبرية ٍ ألذُّ وطاءً
من ركوبي وأيما شباره
عَيَّرَتْني بها بِغالُ الطواحِيـ
ـنِ، وقالتْ تَمَّتْ عليكِ العِيارَه
دُرْتُ حتى وَقَعْتُ عنْدَ المَناحِيـ
ـسِ فيا لَيتَ أنني دَوَّارَه
ولقد أنذرتهُ فرأيتهُ
جَاهِلِيّاً لمْ تُغْنِ فيهِ النِّذاره
وَقَوافيَّ ليسَ فيها صِقالٌ
من ندى لا وليس فيها زفاره
كلُّ عذراءَ ما تردُّ من الكُـ
ـفءِ بعيبٍ ولا زوال بكاره
سرن من حسنهنَّ في الشرقِ والغرْ
بِ فَكْنَّ الكَواكِبَ السَّيَّاره
لَنْ يَصِيدَهُنَّ النَّوال مِنْ بَحْرِ فكري
أو يصطاد الدُّرُّ بالسناره
غير أني أعددتها لخطايا
وَذُنُوبٍ أسْلَفْتُها كَفَّارَه
أَوَلَمْ تَدْرِ أنَّ مَدْحَ عَلِيٍّ
مثلُ حجٍّ وعمرة ٍ وزياره
أيها الصاحب المؤمل أدعو
كَ دُعاءَ استغاثَة ٍ واستجارَه
أَثْقَلَتْ ظَهريَ العِيالُ وقد كُنْـ
ـتُ زماناً بهم خفيفَ الكاره
ولو أني وحدي لكنت مريداً
في رِباطٍ أو عَابِداً في مَغارَه
أحسبُ الزهدَ هيناً وهو حربٌ
لستُ فيه ولا مِنْ النَّظَّارَه
لا تَكلْنِي إلى سِواكَ فَأخْيَا
رُ زماني لا يمنحونَ خياره
وَوُجُوهُ القُصَّادِ فيه حَدِيدٌ
وقلوبُ الأجواد فيه حجاره
فإذا فاز كف حرٍّ ببرٍّ
فهو إما بنقضة ٍ أو نشاره
إنَّ بيتي يقول قد طال عهدي
بدخولِ التَلِّليس لي والشكاره
وطعامٍ قد كان يعهده النا
سُ متاعاً لهم وللسياره
فالكوانينُ ما تعابُ من البر
دِ بِطَبَّاخة ٍ وَلا شَكَّاره
لابساطٌ ولا حصيرٌ بدهليـ
ـزي ولا مجلسي ولا طياره
ليس ذا حالُ من يريدُ حياة ً
لِعيالٍ ولا لِبَيْتٍ عِمَارَه
قلتُ إنَّ الوَزيرَ أسْكَنَ غيْرِي
في مَكاني ولي عليه إجَاره
قيل إن الوزيرَ لن يقصد الفسـ
ـخَ، فَلِمَ لا رَاجعْتَ في الخَرَّاره
أسقَطَتْه مِنْ ظَهْرِنَا فأَرَتْنَا
جيبه لازماً لبطن المحاره
ثمَّ شَدُّوه بالإزارِ فخِلْنا
هُ الخياليَّ مِنْ ورَاءِ السِّتاره
لم يُفضِّل عليك غيركَ لكـ
عطاياهُ كَالكُؤُوسِ المُدارَه
فسأَغْدُو به سعيداً كأني
لاعْتِدالِ الرَّبيعِ للشمسِ دارَه
وَيَشُوقُ الأضْيافَ في بادَهَنْجٍ
مِنْ بعيدٍ قُرُونَهُ كالمَناره
إنَّ بتاً يغشاهُ كلُّ فقيرٍ
من عليٍّ في ذمة ٍ وخفاره
صَرَفَ الله السُّوءَ عنه وَآتا
هُ مِنَ المَجْدِ والعُلا ما اختَاره[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
رقم القصيدة : 13736
-----------------------------------
قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
وطابَ منه ومنكَ الأصْلُ والثَّمَرُ
بحرانِ لو جادَبحرٌ مثل جودهما
بيعتْ بأرخصَ من أصدافها الدررُ
لله دَرُّكَ عِزَّ الدِّين لَيْثَ وَغًى
لهُ من البيضِ نابٌ والقنا ظفرُ
ألقى الإلهُ على الدنيا مهابتهُ
فالبِيضُ تَرْعُدُ خوفاً منه والسُّمُرُ
أريتنا فضل شمس الدين منتقلاً
إليكَ منه وصحَّ الخُبْرُ والخَبَرُ
إنْ تُحْي آثارَهُ مِنْ بعْدِ ما درسَتْ
فإنَّكَ النِّيلُ تُحْيِي الأرضَ والمَطرُ
وإنْ تَكُنْ أنتَ خيرَ الوارثينَ لهُ
فما يُنازِعْكَ في ميراثِهِ بَشَرُ
وإنْ تَكُنْ في العُلا والفَضْلِ تَخْلُفُهُ
فالشمسُ يَخْلُفُها إنْ غابَتِ القَمَرُ
أخجلتَ بالحلمِ ساداتِالزمانِ فلمْ
يَعْفُوا كَعَفْوِكَ عَنْ ذَنْبٍ إذا قَدرُوا
وَلمْ تَزَلْ تَسْتُرُ العَيْبَ الذي كَشَفُوا
ولم تَزَلْ تَجْبُرُ العَظْمَ الذي كَسَرُوا
لوْ أنَّ ألْسِنَة َ الأيامِ ناطِقَة ٌ
أثْنَتْ علَى فَضْلِكَ الآصالُ والبُكَرُ
شَرَعْتَ للنَّاسِ طُرْقاً ما بها عَجَرٌ
يخافُ سالكها فيها ولا بُجَرُ
لو يستقيمُ عليها السالكون بها
كما أمرتَ مشتْ مشى المها الحمرُ
أكرمْ بأيدمرَ الشمسيِّ من بطلٍ
بِذِكْرِهِ في الوَغَى الأبطَالُ تَفْتَخِرُ
تخافُ منه وترجوهُ كما فعلتْ
في قلبِ سامعها الآياتُ والسُّوَرُ
مَعْنَى الوجودِ الذي قامَ الوجودُ به
وهلْ بِغَيرِ المَعاني قامتِ الصُّوَرُ؟
بنانهُ من نداهُ الغيثُ منسكبٌ
وسَيْفُهُ مِنْ سُطاهُ النارُ تسْتَعِرُ
نَهَتُه عَنْ لَذَّة ِ الدُّنْيا نَزَاهتُهُ
وَشَرَّدَ النَّوْمَ مِنْ أجفانِهِ السَّهَرُ
وليسَ يُضْجِرُهُ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ
وكيفَ يُدْرِكُ مَن لا يَتْعَبُ الضَّجَرُ
يُمْسِي ويُصْبِحُ في تَدْبيرِ مَمْلَكة ٍ
أعيا الخلائقَ فيها بعضُ مايزرُ
يكفيه حملُ الأماناتِ التي عرضتْ
على الجِبالِ فكادَتْ منه تَنْفَطِرُ
خافَ الإلهُ فخافَتْهُ رَعِيَّتُهُ
والمَرءُ يُجْزَى بما يأتي وما يَذَرُ
واخْتارَهُ مَلكُ الدُّنيا لِيَخْبُرَهُ
في ملكه وهو مختارٌ ومختبرُ
فَطَهِّرَ الأرضَ مِنْ أهْلِ الفسادِ فلا
عَيْنٌ لهُمْ بَقِيَتْ فيها ولا أثَرُ
ودَبَّر المُلْكَ تَدْبيراً يُقَصِّرُ عنْ
إدراكِ أيسرهِ الأفهامُ والفكرُ
وحينَ طارت إلى الأعداءِ سُمْعَتُه
ماتَ الفرنجُ بداء الخوف والترُ
فما يبالي بأعداءٍ قلوبهمُ
فيها تَمَكَّن منهُ الخوفُ والذُّعُرُ
وكل أرضٍ ذَكَرْناهُ بها غَنِيَتْ
عَنْ أنْ يُجَرَّدَ فيها الصارِمُ الذَّكَرُ
فلَوْ تُجَرَّدُ مِنْ مِصرٍ عَزائُمهُ
إلأى العدا بطلَ البيكارُ السفرُ
في كلِّ يومٍ ترى القتلى بصارمهِ
كأَنَّما نُحِرتْ في مَوسِمٍ جُزُرُ
كأنَّ صارمهُ في كلِّ معتركٍ
نذيرُ موتِ خلتْ من قبلهِ النُذُرُ
شكراً له من وليٍّ في ولا يتهِ
معنى كرامته للناس مشتهرُ
عَمَّ الرَّعِيَّة َ والأجْنادَ مَعْدَلَة ً
فما شكا نفراً من عدلهِ نفرُ
وسرَّ أسماعهمْ منهُ وأعينهم
وَجْهٌ جَميلٌ وذِكْرٌ طَيِّبٌ عَطِرُ
تَأرَّجَتْ عَنْ نَظِيرِ المِسْكِ نَظْرَتُهُ
كما تأرجَ عن أكمامهِ الزهرُ
مِنْ مَعْشَرٍ في العُلا أوْفَوْا مُهُودَهُمُ
وليسَ مِنْ مَعْشَرٍ خانُوا ولا غَدَرُوا
تُرْكٌ تَزيَّنَتِ الدُّنيا بِذِكْرهِمُ
فهم لها الحلى ُ إن غابوا وإن حضروا
حَكَتْ ظواهرُهمْ حُسْناً بواطِنَهُمْ
فهُمْ سواءٌ أسَرُّوا القوْلَ أوْ جَهَروا
بِيضُ الوجوهِ يَجُنُّ اللَّيْلُ إنْ رَكِبُوا
إلى الوغَى ويُضِيءُ الصُّبْحُ إنْ سَفَرُوا
تَسْعَى لأبْوَابِهمْ قُصّادُ ما لهمْ
وجاههم زمراً في إثرها زمرُ
تسابقوا في العلا سبقَ الجيادِ لهم
من الثناء الحجول البيض والغررُ
وكل شيء سمعنا من مناقبهم
فمن مناقب عز الدين مختصرُ
مولى ً تلذ لنا أخبارُ سؤددهِ
كأنَّ أخبارهُ من حسنها سمرٌ
فلَوْ أدَارَتْ سُقاة ُ الرَّاحِ سِيرَتَهُ
عَلَى النَّدَامى وحَيَّوْهُمْ بها سكِرُوا
يا حُسْنَ ما يَجْمَعُ الدُّنيا ويُنْفِقُها
كالبَحْرِ يَحْسُنُ منه الوِرْدُ والصَّدَرُ
لكل شرطٍ جزاءٌ من مكارمهِ
وكلُّ مبتدأ منها له خبرُ
فما نَظَمْتُ مدِيحاً مُبْتَكَراً
إلا أتاني جودٌ منه مبتكرُ
صَدَقْتُ في مَدْحِهِ فازْدادَ رَوْنَقُهُ
فما على وجهه من ريبة ٍ قترُ
ومَنَ أعانَ أُولِي الطاعاتِ شَارَكَهُم
فسَلْهُمُ عنْهُ إنْ قَلُّوا وإنْ كثُرُوا
لِذاكَ أثْنَوا عليه بالذِي عَلِمُوا
خيراً فياحسنَ ما أثنوا وما شكروا
قالوا وجَدْناهُ مِثْلَ الكَرْمِ في كَرَمٍ
يَفِيءُ منه علينا الظِّلُّ والثّمَرُ
ومايزالُ يُعينُ الطائعينَ إذا
تطوعوا بجميلٍ ، أو إذا نذروا
ومن أعاَ أولي الطاعاتِ شاركهم
في أجْرِ ما حَصَرُوا منه وما تَجَرُوا
فما أتى الناسُ من فرضٍ ومن سننٍ
ففي صحيفتهِ الغَرَّاء مستطرُ
فحجَّ وهو مقيمٌ والحجازُ به
قومٌ يقيمونَ لاحجُّوا ولا اعتمروا
وجاهدتْ في سبيل اله طائفة ٌ
وخَيْلُها منه والهِنْدِيّة ُ البُتُرُ
وأطعمَ الصائمين الجائعين ومن
فرطِ الخصاصة في أكبادهم سعرُ
ولم تفتهُ من الأوراد ناشئة ٌ
فيما يقولُ وَلا عِيٌّ وَلا حصَرُ
يَطْوِي النَّهارَ صِياماً وهْوَ مُضطَرِمٌ
وَاللَّيلَ يَطْوي قِياماً وهوَ مُعْتَكِرُ
ومالُهُ في زَكاة ٍ كلُّهُ نُصُبٌ
لا الخُمْسُ فيه لَهُ ذِكْرٌ ولا العُشْرُ
أعمالهُ كلها لله خالصة ٌ
ونُصْحُهُ لم يُخالِط صَفْوَهُ كَدَرُ
كم عادَ بغيٌ على قومٍ عليه بغوا
وحاقَ مَكْرٌ بأَقوامٍ به مَكَرُوا
لَمْ يَخْفَ عَنْ علْمِهِ في الأرضِ خافِيَة ٌ
كأنَّهُ لِلْوُجُودِ السَّمْعُ والبَصَرُ
فلا يظنُّ مريبٌ من جهالتهِ
بأنَّ في الأرضِ شيءٌ عنه يَسْتَتِرُ
عصتْ عليه أناسٌ لاخلاقَ لهم
الشُّؤمُ شِيَمَتُهُمْ واللُّؤمُ والدَّبَرُ
تلثموا ثم قالوا: إننا عربٌ
فقلتُ لاعربٌ أنتمولا حضرُ
ولا عُهُودَ لكُمْ تُرْعَى ولا ذِمَمٌ
ولا بُيُوتُكمُ شَعْرٌ ولا وَبَرُ
وَأيُّ بَرِّيَّة ٍ فيها بُيُوتُكمُ
وهل هي الشعرُ قولوا لي أم المدرُ؟
وَليسَ يُنْجِي امْرأ رامُوا أذِيَّتَهُ
منهمْ فِرارٌ فقُلْ كَلاَّ ولا وَزَرُ
يَشْكُو جميعُ بني الدُّنيا أذِيَّتَهُمْ
فهمْ بِطُرْقِهِم الأحجارُ والحُفَرُ
يَرَوْنَ كلَّ قَبِيحٍ منْهُمُ حَسَناً
ولم يبالوا ألام الناس أم عذروا؟
مِنْ لُؤمِ أحْسابِهِمْ إنْ شاتَمُوا رَبِحُوا
ومن حقارتهم إن قاتلوا خسروا
لَمَّا عَلِمْتَ بأَنَّ الرِّفْقَ أَبْطَرَهُم
والمفسدون إذا أكرمتهم بطروا
زجرتهم بعقوباتٍ منوعة ٍ
وفي العقوباتِ لِلطاغينَ مُزْدَجَرُ
كأَنهم أقْسَمُوا بالله أنهمُ
لا يَتْركونَ الأذى إذَا قُهِرُوا
فَمَعْشَرٌ رَكِبُوا الأوْتادَ فانقطعَتْ
أمعاؤهم فتمنوا أنهم نُحروا
ومعشرٌ قطعتْ أوصالهم قطعاً
فما يُلَفِّقُها خَيْطٌ ولا إبَرُ
ومعشرٌ بالظبا طارت رؤوسهم
عن الجسومِ فقلنا إنها أكرُ
ومعشرٌ وُسِّطوا مثل الدلاءِ ولم
تربط حبالٌ بها يوماً ولا بكرُ
ومعشرٌ سُمِّروا فوق الجيادِ وقد
شدت جسومهم الألواح والدسرُ
وآخَرُونَ فَدَوْا بالمالِ أنْفُسَهُمْ
وقالتِ الناسُ خيرٌ من عمى ً عورُ
موتاتُ سوءٍ تلقوها بما صنعوا
ومن وراءِ تلقيهم لها سقرُ
وَقد تَأَدَّبَتِ المُسْتَخْدَمون بهم
والغافلون إذا ما ذُكِّروا ذَكروا
فَعَفَّ كلُّ ابنِ أنْثَى عَنْ خِيانتِه
فَلمْ يَخُنْ نفسَهُ أُنْثَى وَلا ذَكَرُ
إن كان قد صلحت من بعد مافسدت
أحوالهم بكَ إن الكسرَ ينجبرُ
لولاكَ ما عدلوا من بعدِ جورهمُ
على الرعايا ولا عفُّوُّا ولا انحصروا
ولا شكرتهم من بعد ذمهم
كأنهم آمَنُوا مِنْ بعْدِما كَفَرُوا
وكنتُ وصَّيتهمْ أن يحذروك كما
وصَّى الحكيمُ بَنيهِ وَهْوَ مُحْتَضَرُ
وقلتُ لا تَقْرَبوا مالاً حَوَتْ يَدُهُ
فالفَخُّ يَهْرُبُ منه الطائرُ الحَذِرُ
وحاذِرُوا معه أنْ تَرْكَبُوا غَرَراً
فليس يحمد من مركوبه الغررُ
ولا تصدوا لما لم يرضَ خاطرهُ
إنَّ التَّصَدِّي لما لمْ يَرْضَهُ خَطَرُ
فبان نصحي لهم إذ مات ناظرهم
وقد بدت للورى في موته عِبَرُ
مُقَدَّماتٌ: أماتاهُ وأقْبَرَهُ
مشاعليان ماأدوا ولا نصروا
وجرَّسوهُ على النعشِ الذي حملوا
مِنَ الفِراشِ إلى القَبْرِ الذي حَفَرُوا
ياسوءَ ماقرءوا من كلِّ مخزية ٍ
عَلَى جِنَازَتِهِ جَهْراً وما هَجَرُوا
وكبَّروا بعد تصغيرٍ جرائمهُ
وَقَبَّحُوا ما طَوَوْا منها وما نَشَروا
وكان جمَّع أموالاً وعدَّدها
كما يزول بحلق العانة الشعرُ
وراحَ من خدمة ٍ صفرَ اليدينِ فقلْ
للعاملين عليها بعدهُ عبروا
إذا تَفَكَّرْتَ في المُسْتخْدَمينَ بدَا
منهم لِعَيْنَيْكَ ما لم يُبْدِهِ النَّظَرُ
ظَنُّوهُمُ عَمَرُوا الدُّنيا بِبَذْلِهمُ
وإنما خرَّبوا الدنيا وماعمروا
فطهِّرِ الأرضَ منهمْ إنهمْ خَبَثٌ
لو يغسلونهم بالبحر ما طهروا
نِيرانُ شَرٍّ كَفانَا الله شرَّهمُ
لايرحمونَ ولا يبقون إن ظفروا
فاحْذَرْ كِبارَ بَنِيهمْ إنهمْ قُرُمٌ
وَاحْذَرْ صِغارَ بَنِيهمْ إنهم شَرَرُ
فالفيلُ تَقْتُلُهُ الأفْعَى بِأصْغَرِها
فيها ولم تخشَهُ منْ سِنِّها الصِّغَرُ
واضربهم بقناً مثل الحديدِ بهم
فليسَ من غيرِ ضَرْبٍ يَنْفَعُ الزُّبُرُ
ولا تَثِقْ بِوَفاءٍ مِنْ أخِي حُمُقٍ
فالحمقُ داءٌ عياءٌ برؤه عسرُ
مِنْ كلِّ مَنْ قَدْرُهُ في نَفْسِهِ أبَداً
مُعَظَّمٌ وَهُوَ عند الناسِ مُحْتَقَرُ
يَصدُّ عنكَ إذا استغنى بجانبه
ولا يزوركَ إلا حين يفتقرُ
كأنه الدَّلْوُ يعلو حينَ تَمْلَؤُهُ
ماءً ويُفْرِغُ ما فيهِ فَيَنْحَدِرُ
وَالدَّهْرُ يَرْفَعُ أطْرَافاً كما رَفَعَتْ
أَذْنَابَها لِقَضاءِ الحاجَة البَقَرُ
حسبُ المحلة ِ لما زال ناظرها
أن زال مذ زال عنها البؤس والضررُ
وَأنَّ أعْمالَها لمَّا حَلْلتَ بها
تغارُ من طيبها الجناتُ والنهرُ
وأهلها في أمانٍ من مساكنها
من فوقهم غرفٌ من تحتهم سررُ
ملأتَ فيها بيوتَ المال من ذهبٍ
وَفِضَّة ٍ صُبَراً يَا حَبَّذا الصُّبَرُ
وَالمالُ يُجْنَى كما يُجْنَى الثمارُ بها
حتى كأنَّ بَنِي الدُّنيا لها شَجَرُ
وتابعت بعضها الغلات في سفرٍ
بعضاً إلى شُوَنٍ ضاقَتْ بها الخُدُرُ
وَسِقَتْ الخيْلُ لِلأبْوَابِ مُسْرَجَة ً
لَمْ تُحْص عَدّاً وتُحْصَى الأنجُمُ الزُّهُرُ
والهجنُ تحسبها سحباً مفوَّفة ً
في الحقِّ منها فضاءُ الجوِّ منحصرُ
وكلُّ مقترحٍ مادارَ في خلدٍ
يأتي إليكَ به في وقتهِ القدرُ
وما هممتَ بأمرٍ غير مطلبهِ
إلاَّ تيَّسرَ من أسبابهِ العسرُ
والعاملون على الأموال ما علموا
مِنْ أيِّ ما جهة ٍ يأْتي وما شعَرُوا
وما أرى بيت مالِ المسلمين درى
مِنْ أينَ تأتي لهُ الأكياسُ والبِدَرُ
هذا وما أحَدٌ كلَّفْتَهُ شَطَطاً
بما فعلتَ كأن الناسَ قد سُحروا
بلْ زَادَهمْ فيكَ حُبّاً ما فَعَلتَ بهِمْ
مِنَ الجمِيلِ وَذَنْبُ الحُبِّ مُغْتَفَرُ
فإنْ شَكَوْا بِغْضَة ً مِمَّنْ مَضَى سَلَفَتْ
فما لقلبٍ على البغضاءِ مصطبرُ
فالصبر من يدِ من أحببتهُ عسلٌ
وَالشَّهْدُ مِنْ يَدِ مَنْ أبغَضْتَهُ صَبرُ
لقد جُبِلْتَ عَلَى عَدْلٍ وَمعْرِفَة ٍ
سارت بفضلهما الأمثال والسِّيَرُ
فما حَكَمْتَ بمَكْروهٍ عَلَى أحَدٍ
حُكماً يخالفهُ نصٌ ولا خبرُ
رزقتَ ذرية ً ضاهتكَ طيبة ً
مِنْ طِينَة ٍ غارَ منها العَنْبَرُ العَطِرُ
فليَنْهِكَ اليوَمَ منها الفضلُ حين غَدا
دين الإلهِ بسيف الدين منتصرُ
عَلَى صفاتِكَ دَلَّتْنا نَجابَتُهُ
وبان من أين ماء الوردِ يعتصرُ
ميزانهُ في التقى ميزانُ معدلة ٍ
وَحِكْمة ٍ لا صَغًى فيها وَلا صِغَرُ
مَشَى صِرَاطاً سَوِيّاً مِنْ دِيانَتِهِ
فما يزال بأمر الله يأتمرُ
تُرْضِيكَ في الله أعْمالٌ وَتُغْضِبُهُ
وما بدا لي أمرٌ منكما نكرُ
قالت لي الناسُ ماذا الخُلفُ؟ قلت لهم:
كما تَخَالَفَ موسى قَبْلُ والخَضِرُ
أما عصى أمرموسى عند سفك دمٍ
مافي شريعة ِ موسى أنه هدرُ
وقد تعاطى ابن عفانٍ لأسرتهِ
وما تعاطى أبو بكرٍ ولا عمرُ
ولَنْ يَضِيرَ أُولي التَّقْوَى اختلاَفُهُمْ
وهم على فِطْرة ِ الإسلامِ قد فُطِرُوا
مشمِّرٌ في مراعي الله مجتهدٌ
وبالعفافِ وتقوى الله مؤتزرُ
وقعتُ بين يديه من مهابتهِ
وقالتِ الناسُ ميتٌ مسَّهُ كبرُ
وَقَصَّرَتْ كلماتي عَنْ مَدَائحِه
وقد أتيتُ من الحالين أعتذرُ
فاقبل بفضلك مدحاً قد أتاك به
شيخٌ ضعيفٌ إلى تقصيره قصرُ
فما على القوسِ من عيبٍ تعابُ به
إنِ انْحَنَتْ واستقامَ السَّهْمُ والوتَرُ
وَالْبَسْ ثَنَاءَ أجَادَتْ نَسْجَهُ فِكَرٌ
يَغارُ في الحُسْنِ منه الوَشْيُ والحِبَرُ
مِنْ شاعرٍ صادقٍ ما شانهُ كَذبٌ
يَهيم في كلِّ وَادٍ منْ مدائِحِه
على معانٍ أضلت حسنها الفكرُ
لا يَنْظِمُ الشِّعْرَ إلاَّ في المَدِيحِ ومَا
غيرُ المديحِ له سؤالٌ ولا وطرُ
ماشاقهُ لغزالٍ في الظبا غزلٌ
ولا لغانية ٍ في طرفها حورُ
مديحهُ فيك حرٌّ ليس يملكهُ
منَ الجَوائزِ أثمَانٌ وَلا أُجَرُ
إنَّ الأديبَ إذا أهْدَى كَرَائِمَهُ
فقصدهُ شرفُ الأنسابِ لا المهرُ
تَبّاً لِقَومٍ قد اسْتَغنَوْا بما نَظَمُوا
من امتداح نبي الدنيا ومانثروا
فلو قفوت بأخذ المالِ إثرهم
لَعَوَّقَتْني القَوافي فيكَ والفِقَرُ
خير من المالِ عندي مدحٌ ذي كرم
ذكري بمدحي له في الأرض ينتشرُ
فالصفرُ من ذهبٍ عندي وإن صفرتْ
يدي وإن غنيتْ سيانِ والصفرُ
بقيتَ ماشئتَ فيما شئتَ من رتبٍ
عليَّة ٍ عمرُ الدنيا بها عمروا
وَبَلَّغَتْكَ اللَّيالي ما تُؤَمِّلُهُ
ولا تعدت إلى أيامك الغيرُ
وَقد دَعتْ لكَ منّي كلُّ جَارِحَة ٍ
وبالإجابَة ِ فَضْلُ الله يُنْتَظَرُ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
رقم القصيدة : 13737
-----------------------------------
جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
وَبِشْرُكَ لِلرَّاجي نَدَاكَ بَشِيرُ
فضلتَ بني الدنيا ففضلك أوَّلُ
وَأوّلُ فضلِ الأوَّلِينَ أخِيرُ
وأنتَ هُمامٌ دبَّرَ الملك رأيهُ
خَبِيرٌ بأحْوالِ الزَّمانِ بَصِيرُ
إذَا المَلِكُ المَنْصُورُ حَاوَلَ نَصْرَهُ
كَفَى المَلِكَ المَنْصُورَ منك نَصِيرُ
فلا تنسهِ الأيامُ ذكركَ إنهُ
به فَرِحٌ بينَ الملوكِ فخُورُ
إذا مرَّ في أرضٍ بجيشٍ عرمرم
تكادُ لهُ أمُّ النجومِ تمورُ
وَتَحْسِبُهُ قد سارَ يَرْمِي بُرُوجَهَا
بخيلٍ عليها كالبروجِ يُغيرُ
وَمَا قلْبُها مِمَّا يَقَرُّ خُفُوقُهُ
ولا طرفها حتى يعودَ قريرُ
سواءٌ عليه خَيْلُه وَرِكابُهُ
وَسَرْجٌ إذا جابَ الفَلاة َ وَكُورُ
لقد جَهِلَتْ دَاوِيَّة ُ الكُفْرِ بَأْسَهُ
وَغَرّهمْ بالمسلمينَ غَرُورُ
فلا بُورِكُوا مِنْ إخْوَة ٍ إنَّ أُمَّهُمْ
وإن كُثرتْ منها البنونَ تزورُ
فَإنْ غَلُظَتْ مِنْهُمْ رِقَابٌ لِبُعْدِهِ
فما انحطَّ عنها للمذلة ِ نيرُ
ألم تعلموا أنَّا نواصلُ إن جفوا
وَأنَّا على بعد المزار نَزُورُ
يَظمُونَ خَيْلَ المُسلمينَ يَصُدُّها
عن العدوِ في أرض العدوِّ دُحورُ
أما زُلْزِلَتْ بالعادِياتِ وجاءها
من التُّركِ جمٌّ لا يُعَدُّ غفيرُ
أتوا بطمراتٍ من الجُرْدِ سُيِّرتْ
وَرَجْلٍ لهُمْ مِثْلُ الجَرادِ طُمُورُ
فلم يرقبوا من صرحِ هامانَ مرقباً
بهامَتِهِ بَرْدُ السَّحابِ بَكُورُ
وصبَّ عليهم عارضٌ من حجارة ٍ
ونبلٍ وكلٌّ بالعذابِ مطيرُ
وساكموهُ خسفاً من نقوبٍ كأنها
أثافٍ لها تلكَ البُرُوجُ قُدُورُ
فَذَاقُوا به مُرَّ الحِصارِ فأصْبَحُوا
لهم ذلك الحصنُ الحصينُ حصيرُ
من الخيلِ سورٌ والصوارمِ سورُ
وليس لهم إلاَّ إلى الأسرِ ملجاٌُ
وَإلاَّ إلى ضَرْبِ الرِّقابِ مَصيرُ
فلما أحسُّوا بأسَ أغلبَ همَّة ً
غَدُوٌّ إليهم بالردى وبكورُ
دعوهُ وشملُ النصرِ منهم ممزقٌ
أماناً وجِلْبابُ الحياة ِ بَقِيرُ
أعارَهُمُ کفْرَنْسِيسُ تلكَ وَسِيلَة ٌ
رأى مُسْتَعيراً غِبَّها وسَعِيرُ
فَدَى نفسَهُ بالمالِ والآلِ وانْثَنَى
تَطيرُ به مِن حيثُ جاءَ طُيُورُ
فلا تذكروا ما كان بالأمسِ منهمُ
فذاكَ لأحقادِ السيوفِ مثيرُ
فلو شاءَ سُلْطانُ البَسِيطَة ِ ساقَهُمْ
لمِصْرٍ وتَحْتَ الفارِسَيْنِ بَعِيرُ
تُبَشَّرُ مِصر دائماً بِقُدُومِهِمْ
إذا فصلتْ منهم لغزَّة عيرُ
تسُرُّهمْ عند القفول بضاعة
وَتَحْفَظُ منهمْ إخْوة ً وَتَمِيرُ
ولو شاء مَدَّ النِّيلَ سَيْلُ دمائِهِمْ
وَرَقَّتْ نُحُورٌ ماءَهُ وسُحُورُ
بعيدٍ كعيدِ النحرِ ياحُسنَ ما يُرى
به مِنْ عُلوجٍ كالعُجُولِ جَزُورُ
وَلكنه مِنْ حِلْمِهِ وَاقْتِدارهِ
عَفُوٌّ عَنِ الذَّنْبِ العظيم غفورُ
ولم يبقهمْ إلا خميراً لمثلها
مَلِيكٌ يَجُبُّ الرَّأْيَ وَهْوَ خَبيرُ
يرى الرأيَ مُزَّ الرَّاحِ يُهوي عتيقهُ
ويكرهُ منه الحلوُ وهو عصيرُ
فَوَلَّوْا وَسوءُ الظَّنِّ يَلوِي وُجُوُهَهمْ
فتحسبُها صُوراً وماهيَ صورُ
وقد شغرتْ منهم حصونٌ أواهلٌ
وما راعها من قبلِ ذاك شغورُ
فللهِ سلطانُ البسيطة ِ إنهُ
مَليكٌ يَسيرُ النَّصْرُ حيثُ يسيرُ
ويغمدُ في هامِ الملوكِ حُسامَهُ
ويَرْهَبُ منْ هامِ الملُوك غَفيرُ
وَيَجْمعُ مِنْ أشْلاَئهِمْ مُتَفَرِّقاً
بِصارِمِهِ جَمْعَ الهَشِيمَ حَظِيرُ
فأخلقْ بأن يبقى ويبقى لمُلكهِ
ثَناءٌ حَكاهُ عَنْبَرٌ وعَبيرُ
يؤَيَّدُ منها بالنفيرِ نفيرُ
وَيَحْمِلَ كلَّ المُلْكِ عنه وَإصْرَهُ
حَرِيٌّ بِتَدْبيرِ الأُمورِ جَدِيرُ
أخُو عَزَماتٍ فالبَعِيدُ منَ العُلا
لديهِ قريبٌ والعسيرُ يسيرُ
تَكادُ إذا ما أُبْرِمَتْ عَزَماتُهُ
لها الأرضُ تطوى والجبالُ تسيرُ
دعاني إلى مغناهُ داعٍ وليس لي
جنانٌ عليَّ ذاكَ الجنابِ جسورُ
فقلت له دَعْنِي وَسَيْرِي لِماجِدٍ
له الله في كلِّ الأمورِ يجيرُ
إذا جِئْتُهُ وَحْدي يقُومُ بِنُصْرَتي
قبائلُ من إقبالهِ وعشيرُ
فَتًى أبْدَتِ الدُّنيا عواقِبَها لَهُ
وأفضتْ بما فيها لديهِ صدورُ
فغفلتهُ من شدة ِ الحزمِ يقظة ٌ
وَغَيْبَتُه عَمَّا يُرِيدُ حُضورُ
وما كلُّ فضلٍ فيه إلاَّ سَجِيَّة ٌ
يُشاركُ فيها ظاهرٌ وضميرُ
فليس له عندَ النِّزالِ مُحَرِّضٌ
وليس له عند النوال سفيرُ
هو السيفُ فاحذرْ صفحة ً لغرارهِ
فَبَيْنَهُما لِلاَّمِسِينَ غُرورُ
مهيبٌ وهوبٌ للمحاولِ جودهُ
جوادٌ ولليثِ الهصورِ هصورُ
إشاراتهُ فيما يرومُ صوارمٌ
وساعاتُهُ عما يَسَعْنَ دُهُورُ
إذا هَجرَ الناسُ الهجيرَ لكَرْبِهِمْ
يلُّ له أنَّ الزمانَ هجيرُ
وهل يتَّقى حرَّ الزمانِ ابنُ غادة ٍ
جليلٌ على حرِّ الزمانِ صبورُ
يُحاذِرُهُ الموْتُ الزُّؤَامُ إذا سطا
ولكنه مِنْ أنْ يُلامَ حَذُورُ
وتستهونِ الأهوالَ في المجدِ نفسهُ
وتَسْتَحْقرُ المَوهُوبَ وهُوَ خَطيرُ
مَكارِمُهُ لَمْ تُبْقِ فَقراً ورَأْيُهُ
إلى بعضهِ أغنى الملوكِ فقيرُ
كَفَتْهُ سُطاهُ أنْ يُجَهِّزَ عَسْكراً
وآراؤُه أنْ يُسْتَشارَ وَزِيرُ
فواطَنَ أطْرافَ البَسِيطَة ِ ذِكْرُهُ
وصينتْ حصونٌ باسمهِ وثغورُ
مُحَيَّاهُ طَلْقٌ باسِمٌ رَوضُ كَفِّهِ
أرِيضٌ وَماءُ البشْرِ منه نميرُ
حَكَى البحرَ وصفْاً مِنْ طهارَة ِ كَفِّه
فقيل له من أجلِ ذاك طهورُ
وما هو إلاَّ كيمياءُ سعادة ٍ
ووصفى لتلك الكيمياءِ شذورُ
بها قامَ شعري للخلاصِ فما أرى
لشعري امتحانَ الناقدين نصيرُ
وربَّ أديبٍ ذي لسان كمبردٍ
بَدَا مِنْ فَمٍ كالكِيرِ أوْ هوَ كِيرُ
أَرادَ امْتحاناً لي فَزَيَّفَ لَفْظَهُ
نتانٌ بدا من نظمهِ وخريرُ
إذا مارآني عافني واستقلني
كأَنِّي في قَعْرِ الزُّجَاجَة ِ سُورُ
ويعجبهُ أني نحيفٌ وأنهُ
سَمِينٌ يَسُرُّ الناظرِينَ طَرِيرُ
ولم يدرِ أن الدُّرَّ يصغرُ جرمهُ
وَمقدارُهُ عند الملوكِ خطيرُ
فقامَ بنصري دونهُ ذو نباهة ٍ
حليمٌ إذا خفَّ الحليمُ وقورُ
ولا جورَ في أحكامهِ غير أنه
على الخائنينَ الجائرينَ يجورُ
فلا تنظرالعُمَّالُ للمالِ إنَّهُ
عَلَى بَيْتِ مالِ المسلمينَ غَيُورُ
وأنَّ عذابَ المجرمينَ بعدلهِ
طويلٌ وعُمْرَ الخائنينَ قَصِيرُ
له فلمٌ بالبأسِ يجري وبالندى
ففِي جانِبَيْهِ جَنّة ٌ وَسَعِيرُ
تُحَلِّي الطَّرُوسَ العاطِلاتِ سطورُها
كما تتحلى بالعقودِ نُحور
أُجَلِّي لحَاظِي في خمائِلِ حُسْنِهِ
فَمِنْ حَيْرَة ٍ لَمْ تَدْرِ كيفَ تَحُورُ
حَكَى حَسناتٍ في صحائِفِ مُؤْمِنٍ
يُسَرُّ كبيريٌّ بها وصغيرُ
فكانت شكولاً منه زانتْ حروفهُ
حِساباً قَلَتْ منه الصِّحاحَ كُسورُ
فقلتُ وَقد راعَتْ بِفَضْلِ خِطابِهِ
وراقتْ عيونَ الناظرينَ سطورُ
لئنْ جاءهم كالغيثِ منهُ مبشراً
لقد جاءهم كالموتِ منه نَذِيرُ
فويلٌ لقومٍ منْ يراعٍ كأنهُ
خلالٌ يَرُوعُ الأُسْدَ منه صَريرُ
وَلِمَ لا وَآسادُ العرينِ لِداتُهُ
يَكُونُ له مثلُ الأُسودِ زَئيرُ
يَغُضُّ لديهِ مقلتيهِ ابنُ مقلة ٍ
كما غضَّ منْ في مقلتيهِ بثورُ
وأنَّى له لو نالهُ مِنْ تُرابِهِ
لِيكْحَلَ منه مُقْلَتَيْه ذَرُورُ
وَقد كَفَّ عنْ كوفيَّة ٍ كَفَّ عاجِزٍ
وفيه نظيمٌ دُرُّهُ ونثيرُ
وَوَدَّ العذارَى لوْ يُعَجِّلُ نِحْلَة ً
إليهنَّ مِنْ تلكَ الحُروفِ مُهُورُ
رَأَى ما يَرُوقُ الطّرْفَ بلْ ما يَرُوعُهُ
فخارَ وذو القلبِ الضعيفِ يخورُ
بَني ما بَنَى كِسْرَى وعادٌ وَمُتَّبَعٌ
وليسَ سواء مُؤْمِنٌ وَكَفُورُ
ودلَّ على تقوى الإلهِ أساسهُ
كما دلَّ بالوادي المُقّدَّسِ طورُ
حجازيَّة ُ السُّحْبِ الثقالِ يسوقها
على عجلٍ سوقاً صباً ودبورُ
ومنها نجومٌ في بروجٍ مَجَرَّة ٍ
عَلَى الأرضِ تَبْدُو تارَة ً وتَغُورُ
تضيقُ بها السُّبْلُ الفجاجُ فلا يرى
بها للرياحِ العاصفاتِ مسيرُ
فكم صخرة ٍ عادية ٍ قذفتْ بها
إليهِ سهولٌ جمَّة ٌ ووعورُ
ومنْ عُمُدٍ في همَّة ِ الدَّهرِ قوَّة ٌ
وفي باعهِ من طولهنَّ قصورُ
أشارَ لها فانقادَ سهلاً عسيرها
إلأيهِ وما أمرٌ عليه عسيرُ
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ودونَ مَا
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ثَبِيرُ
وما كانَ لَولا مالَهُ مِنْ كَرَامة ٍ
لِيَأْتِيَنا بالمُعْجِزاتِ أميرُ
لمافيه من تقوى وعلمٍ وحكمة ٍ
بِحُرِّ مَبَانِيهِ الثَّلاَثُ تُشِيرُ
فَمِئْذَنَة ٌ في الجوِّ تُشْرِقُ في الدُّجَى
عليها هُدًى لِلْعَالمِينَ وَنُورُ
ومن حيثما وجَّهْتَ وجهكَ نحوها
تلقتكَ منها نضرة ٌ وسرورُ
يَمُدُّ إليها الحاسدُ الطرفَ حسرة ً
فَيَرْجِع عنها الطَّرْفُ وهْوَ حَسير
فكم حَسَدتها في العُلوِّ كواكبٌ
وغارَتْ عليها في الكمالِ بُدُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مُؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فللناسِ مِنْ تَذْكارِهِ وأذانه
فَطُورٌ عَلَى رَجْعِ الصَّدَى وَسَحُورُ
وقُبَّة ُ مارستانَ ليسَ لِعِلَّة ٍ
عليه وإن طالَ الزمانُ مرورُ
صحِيحُ هَواءٍ للنُّفوسِ بِنَشْرهِ
معادٌ وللعظمِ الرميمِ نشورُ
يَهُبُّ فيهدي كلَّ روحٍ بجسمهِ
كأن صباهُ حين ينفخُ صورُ
فلَوْ تَعْلمُ الأجسامُ أنَّ تُرابَهُ
مهادُ حياة ٍ للجسومِ وثيرُ
لَسارَتْ بِمَرْضاها إليه أسِرَّة ٌ
وصارتْ بموتاها إليه قُبُورُ
وما عادَ يُبْلِي بعدَ ذلك مَيِّتاً
ضريحٌ ولا يشكوُ المريضَ سريرُ
بجنتهِ ورقٌ تُراسلُ ماءَهُ
يَشوقُ هديلٌ منهما وهديرُ
وَقد وَصَفَتْ لي الناس منها عَجائِباً
كأَوْجُهِ غِيدٍ ما لَهُنَّ سُفورُ
محاسنها استدعتْ نسيبي وما دعا
نسيبي غزالٌ قبلَ ذاكَ غريرُ
وباتَ بها قلبي يُمثِّلُ حسنها
لعيني ونومي بالسُّهادِ غزيرُ
وَلا وَصْفَ إلاّ أنْ يَكُونَ لِواصفٍ
ورودٌ على موصوفهِ وصدورُ
بَدَتْ فهْيَ عندَ الصَّالحِيَّة ِ جِلَّقٌ
وفي تلك جنَّاتٌ وتلك قبورُ
ولو فتحتْ أبوابها لتبادرتْ
منَ الدُّرِّ ولدانٌ إليهِ وحُورُ
ومدرسة ٌ ودَّ الخورنقُ أنه
لديها حظيرٌ والسديرُ غديرُ
مدينة ٌ علمٍ والمدارسُ حولها
قُرى ً أو نجومٌ بدرهنَّ منيرُ
تبدَّتْ فأخفى الظَّاهرية َ نورها
وليسَ بِظُهْرِ للنُّجُومِ ظُهُورُ
بِناءٌ كَأَنَّ النَّحْلَ هَنْدَسَ شَكْلهُ
وَلانَتْ لهُ كالشَّمْعِ منه صُخُورُ
بناها حكيمٌ ليس في عزماتهِ
فتورٌ ولا فيما بناهُ فتورُ
بناها شديد البأسِ أوحدُ عصرهِ
خلتْ حِقَبٌ من مثله وعصورُ
فما صنعتْ عادٌ مصانعَ مثلهُ
وَلا طاولَتهُ في البِناءِ قُصُورُ
ثَمانِيَة ٌ في الجوِّ يَحْمِلُ عَرْشَها
وبعضٌ لبعضٍ في البناء ظَهيرُ
يرى من يراها أ، رافعَ سَمكها
عَلَى فِعْلَ ما أعْيا المُلوكَ قَدِيرُ
وَأنَّ مَناراً قائماً بإزائها
بَنانٌ إلى فضلِ الأميرِ تُشِيرُ
كأَنَّ مَنارَ اسْكَنْدَرِيَّة َ عنده
نواة ٌ بدتْ والبابُ فيه نقيرُ
بناها سعيدٌ في بقاعٍ سعيدة ٍ
بها سَعِدَتْ قَبْلَ المَدارِسِ دُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فصارت بيوتُ الله آخرَ عمرها
قصورٌ خلتْ من سادة ٍ وخدورُ
ذَكَرْنا لَدَيْها قُبَّة َ النَّسْرِ مَرَّة ً
فما كادَ نسرٌ للحياءِ يطيرُ
فإنْ نسبتْ للنسرِفالطائرالذي
له في البروجِ الثابتات وكورُ
وإلاّ فكَمْ في الأرضِ قد مَال دونَها
إلى الأرضِ عِقْبانٌ هَوَتْ وَنُسُورُ
تبينتُ في محرابها وهي كالدُّمى
قدُودَ غَوانٍ كُلُّهُنَّ خُصُورُ
وقد حُلِّيتْ منها صدورٌ بعسجدٍ
وَلُفَّتْ لَها تَحْتَ الحُلِيِّ شُعُورُ
بها عُمُدٌ كاثَرْنَ أيَّامَ عامِها
ومن عامها لم يمضِ بعدُ شهورُ
مَبانٍ أبانَتْ عَنْ كمالِ بِنائِها
وأعربَ عن وضعِ الأساسِ هتورُ
سماوية ٌ أرجاؤها فكأنها
عليها من الوَشْي البَديعِ سُتُورُ
تَوَهَّمَ طرْفِي أنَّ تَجْزِيعَ بُسْطِها
رُقومٌ وتلوينَ الرُّخامِ حريرُ
وكم جَاوَزَ الإبْدَاعُ في الحُسْنِ حَدَّهُ
فأَوْهَمَنا أنَّ الحقيقة َ زُورُ
فللَّه يَومٌ ضَمّ فيه أئمة ً
تَدَفَّقَ منهم لِلعلومِ بُحورُ
وشمسُ المَعالي مِنْ كِتابٍ وسُنَّة ٍ
على الناسِ من لفظِ الكلامِ تُديرُ
وقد أعْرَبَتْ للناسِ عَنْ خَيْرِ مَوْلِدِ
عَرُبٌ به والفضبُ فيه كثيرُ
فأكرمْ بيومٍ فيهِ أكرمُ مولدٍ
لأكْرَمِ مَوْلُودٍ نَمَتْهُ حُجورُ
يطالعهُ للمسلمينَ مسرة ٌ
ولكِنْ به للكافرِينَ ثبورُ
قَرَأْنا بها القرآنَ غيرَ مُبَدَّلٍ
فغارتْ أناجيلٌ وغارَ زبورُ
وَثَنَّتْ بأخْبارِ النبيِّ رُواتُها
وكلٌّ بأَخْبارِ النبيِّ خَبِيرُ
وثَلَّثَ يدعو الله فيها موَحِّـ
ـدٌ ذكورٌ لنعماءِ الإلهِ شكورُ
وما تلكَ للسلطانِ إلاَّ سعادة ٌ
يَدُومُ لهُ ذِكْرٌ بها وأُجُورُ
دَعاها إليه وافرُ الرَّأْي والحجَا
يزينُ الحجى والرَّأيُ منه وقورُ
فهل في ملوكِ الأرضِ أو خلفائها
له في الذي شادتْ يداه نظيرُ
على أنهم في جنبِ ما شاد من عُلاً
ولو كان كالسبعِ الطباقِ حصيرُ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
رقم القصيدة : 13738
-----------------------------------
ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
بصَليلٍ عِداهُ أوْ بِصَريرِ
ما رَأَى الناسُ قَبْلَهُ مِنْ يَراعٍ
لوزيرٍ صريرهُ كالزئيرِ
فإذا سَطَّرَ الكتابَ أرانا
بَحْرَ فضلٍ أمواجُهُ مِنْ سُطورِ
وإذا استخرجوهُ يسْتَخْرجُ الدُّر
رَ نَفِيساً مِنْ بَحْرِهِ المَسْجُورِ
نظرتْ مُقلتي إليه كأني
ناظِرٌ في بَدِيعِ زَهْرٍ نَضِيرِ
ثم شَرَّفْتُ مِسْمَعِي بِتُؤَامٍ
وَفُرادَى مِنْ دُرِّهِ المَنْثُورِ
لا تُطاوِلْهُ في الفخارِ فما غا
درَ في الفخرِ مُرتقى ً لفخورِ
ذِكرهُ لَذَّة ُ المسامعِ فاسْتمـ
ـتعْ به من لسانِ كلِّ ذكورِ
ثمَّ معنى ً وصورة ً فهوَ في الحا
لَيْنِ مِلءُ العيُونِ مِلءُ الصُّدورِ
زُرْتُ أبوابهُ التي أسعدَ اللـ
بها كلَّ زائرٍ ومَزُورِ
كلُّ من زارها يعودُ كما عُدْ
تُ بِفَضْلٍ مِنها وأجرٍ كثيرِ
وَكفانيَ سَعْيِي إليها لأُهْدَى
منه بالرشدِ في جميعِ الأمورِ
إنَّ مَنْ دَبَّرَ المَمالِكَ لا يَعْـ
ـزُبُ عنْ حُسنِ رأيهِ تدبيري
كان رزقي من جدهِ وأبيهِ
أيَّ رزقٍ ميَسّرٍ موفورِ
وإذا كان مثلُ ذاكَ على الوا
رِث إني عَبْدٌ لِعَبْدِ الشَّكُورِ
فارِسِ الخَيْلِ العالِمِ العامِلِ الـ
ـحَبرِ الهُمَام الحُلاحِلِ النَّحْرِيرِ
لم يزلْ من علومهِ وتقاهُ
بين تاجٍ من سؤددٍ وسريرِ
أبداً بالصوابِ ينظرُ في الملـ
ـك وفي بيت ماله المعمورِ
فغدا الجندُ والرَّعية ُ والما
لُ بخيرٍ من سعيهِ المشكورِ
فأَقَلُّ الأجْنادِ في مصرَ يُزْرِي
مِنْ بلادِ العِدا بأوْفَى أمِيرِ
قُلْ لِمَنْ خابَ قَصْدُهُ في جميع النَّـ
ـاسِ مِنْ آمرٍ وَمِنْ مَأْمُورِ
يَمِّمِ الصاحِبَ الذي يُتَرَجَّى
فتحُ ثغرٍ به وسدُّ ثغورِ
وبعيدُ الأمورِ مثلُ قريبٍ
عندهُ والعسيرُ مثلُ يسيرِ
آهِ مِمَّا لَقِيتُ مِنْ غَيْبَتي عنـ
ـه ومِنْ نِسْبَتِي إلى التَّقْصِيرِ
كَثُرَ الشَّاهِدُونَ لي أنَّني مُـ
ـتُّ وفي البعدِ عنه قلَّ عذيري
مَنْ لِشَيْخٍ ذي عِلَّة ٍ وعِيالٍ
ثَقَّلَتْ ظَهْرَهُ بِغَير ظَهيرِ
أثْقَلُوهُ وكَلَّفُوه مَسيراً
ومن المستحيلِ سيرُ ثبيرِ
فَهْوَ في قيْدِهِمْ يُذَادُ مِنَ السَّـ
ـعِي لتحصيلِ قُوتِهِمْ كالأسيرِ
وعَتَتْ أمهم عليَّّ ولَّجتْ
في عُتُوٍّ منْ كَبْرَتي ونُفورِ
وَدَعَتْ دونَهُم هُنالِكَ بالوَيْـ
ـلِ لأمرٍ في نَفْسِها والثُبورِ
حَسِبَتْ عِلَّتِي تَزُولُ فقالتْ
ياكثيرَالنهوينِ والتهويرِ
كلُّ داءٍ لهُ دواءٌ فعجِّلْ
بمُداواة ِ داءِ عُضْوٍ خَطِيرِ
قُلتُ مَهْلاً فما بِمِلحِ السَّقَنْقُو
رِ أُداوي وَلا بِلَحْمِ الذُّرورِ
سَقَطَتْ قُوَّة ُ المَرِيضِ التي كا
نَتْ قديماً تُزادُ بالكافُورِ
وعصاني نظمُ القريضِ الذي جـ
ـرَّ ذُيُولاً عَلَى قَرِيضِ جَرِيرِ
وَازْدَرَتْنِي بعضُ الوُلاة ِ وقدْ أصْـ
ـبحَ شعري فيهم كخبز الشعيرِ
وغسلتُ الذي جمعتُ من الشعـ
ـرِ بفيضٍ عليه غسلَ صخورِ
وَنَهَتْني عَن المَسيرِ إليهم
شدة ُ البأسِ من سخاً في مسيرِ
وهَجَرْتُ الكِرامَ حتى شَكاني
منهمُ كلَّ عاشِقٍ مَهْجُورِ
وَكَزُغْبِ القطا وَرائي فِراخٌ
من إناثٍ أعولهم وذكورِ
يتعاوونَ كالذئابِ وينقضـ
ـونَ من فرطِ جوعهم كالنسورِ
وفتاة ٍ ما جُهِّزَتْ بجهازٍ
خُطِبَتْ لِلدُّخولِ بعدَ شُهورِ
وَاقْتَضَتْني الشِّوارَ بَغياً عَلَى مَنْ
عنك آياتُها قَعُودَ حَسِيرِ
أقعدتني بقرية ٍ أسلمتني
لِضَياعٍ مِنْ فاقَتِي وكُفُورِ
كلُّ يَومٍ مُنَغَّصٌ بِطَعامٍ
أوْ رَفِيقٍ مُنَغِّصٍ بِشُرُورِ
ورِفاقي في خِدْمَة ٍ طُولَ عُمْرِي
رفقتي في الحرانِ مثل الحميرِ
كلَّما رُمْتُ أُنْسَهُمْ ضَرَبُوا
من وحشة ٍ بينهم وبيني بسورِ
وأَبَوْا أنْ يُساعِدُوني عَلَى قُو
تِ عِيالي بُخْلاً بِكَيلِ بَعِيرِ
فَسَيُغْنِيني الإلهُ عنهمْ بِجَدْوى
خير مولى ً لنا وخير نصيرِ
صاحبٌ يبلغُ المؤملُ منه
كلَّ ما رامَهُ بِغَيرِ سَفِيرِ
من أناسٍ سادوا بني الدين والدنـ
ـيا فما في الورى لهم من نظيرِ
سَرَّتِ الناظِرِينَ منهم وجوهٌ
وُصِفَتْ بالجَمالِ وَصْفَ البُدُورِ
ورثوا الأرضَ مثل ما كتبَ اللـ
ـهُ تعالى في الذكرِ بعد الزبورِ
فهم القائمونَ في الزَّمنِ الأوَّ
لِ بالقسطِ والزَّمانِ الأخيرِ
وَهُمُ المُؤْمِنُونَ الوارِثُو الفِرْدَوْ
سِ والمفلحون في التفسيرِ
عَبَدُوا الله مُخْلصينَ لهُ الدِّيـ
ـنَ لِما في قلوبِهِمْ مِنْ نُورِ
وأحبوا آل النبيِّ فكانوا
معهم في مغيبهم والحضورِ
في مَقامٍ مِنَ الصَّلاحِ وَأمْنٍ
وَمُقامٍ مِنَ النَّعِيمِ وَثِيرِ
أهلُ بيتٍ مطهرينَ من الرِّجـ
ـسِ وهم أغنيا عن التطهيرِ
حُجِبُوا بالأثاثِ عَنَّا وبالزَّيِّ
ـزيَّ وأخفوا جمالهم بالخدورِ
لبسوا الزيَّ بالقوبِ وأغنوا
صِدْقُهُمْ عَنْ لِباسِ ثَوْبَيْ زُورِ
وَأرَوْنا أهلَ التقَى في الزَّوايا
سَلَّمُوا في البَقا لأِهْلِ القُصُورِ
وأتَوْا كلُّهُمْ بِقَلْبٍ سَليمٍ
وأتى غيرهم بثوبٍ نقيرِ
وحَكَتْهُمْ ذُرِّيَّة ٌ كالذَّرارِي
من بطونٍ زكية ٍ وظهورِ
يُطْعِمُونَ الطَّعامَ لا لجَزَاءٍ
يَتَرَجَّوْنَهُ وَلا لِشُكُورِ
علمَ الله منهم ما جهلنا
وكَفَاهُمْ شُكْرُ العليم الخَبِيرِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
رقم القصيدة : 13739
-----------------------------------
ثناؤكَ من روضِ الخمائلِ أعطرُ
ووجهكَ من شمسِ الأصائلِ أنورُ
وسعيكَ مقبولٌ وسعدكَ مقبلٌ
وكلُّ مرامٍ رُمتَ فهو ميسرُ
وجاءك ما تختارُ من كلِّ رفعة ٍ
كأنك في أمر المعالي مخيرُ
وَقَدْرُكَ أَعْلَى أنْ تُهَنَّى بِمَنْصِبِ
وَأنتَ مِنْ الدُّنْيا أجَلُّ وَأكْبَر
فيا لكَ شَمْساً تَمْلأُ الأرضَ رَحْمَة ً
وَيَمْلأَهَا شَوْقاً لهُ حِينَ يُذْكَرُ
لقدْ مُلِئَتْ حُبّاً وَرُعْباً قلوبُنا
بهِ فهوَ بالأمْرَينِ فيها مُصَوَّرُ
وَقد أَذْعَنَتْ حبّاً منه الجوارحُ طاعة ً
له إنَّ سلطان الجوارحِ سنقرُ
يروعُ العدا مثل البغايا إماتة ً
فلا تُدْنه منهم واحِداً منكَ ساعة ً
فيأَيُّها الشمسُ الذي في صِفاتِهِ
ويُجْرِي عَلَى وَفقِ المُرَادِ أُمُورَهُ
تعلَّمَ منك الناس ما مدحوا به
كأنك فيهم للفضائلِ عنصرُ
وأنتَ همامٌ قدَّمتهُ ثلاثة ٌ
لها المُنْتَهَى قَوْلٌ وَفِعْلٌ ومَنْظَرُ
من التُّركِ في أخلاقهِ بدوية ٌ
لها يَعْتَزِي زَيْدٌ وعَمْرٌو وَعَنْتَرُ
وتَنْفَعِلُ الأشياءُ مِنْ غَيرِهِ فِكْرَة ٍ
وكان بها للناس بعثٌ ومحشرُ
فأخمدَ مابين الخليلِ برأيهِ
ونابُلُسَ النارَ التي تَتَسَعَّرُ
وقد زبرت زبراً وقبضاً وحارثاً
كِنانَة ُ مِثْلَ الكَرْمِ إبَّانَ يُزْبَرُ
وَقَد أخرَبَتْ ما ليسَ يَعْمُرُ عامِرٌ
وقد قَتَلَتْ ما ليسَ يَقْبُرُ مَقْبَرُ
ولولاه لم تخمدْ من القومِ فتنة ٌ
وَلَم يَنْعَقِد فيها عَلَى الصُّلْحِ مَشْوَرُ
إذا ما أراد الله إنفاذ أمرهِ
يُنطَقُ ذا رَأْي به ويُبَصِّرُ
فإن فوَّض السلطانُ أمر بلاده
إليه فما خَلْقٌ بهِ منه أجْدَرُ
وَأَمْس رَأى حالَ المَحَلَّة ِ حائِلاً
وأعمالها والجورَ ينهى ويأمرُ
فقالَ لأِهلِ الرَّأْي مَنْ يُرْتَضى لها
فقالوا لهُ اللَّيْثُ الهُمَامُ الغَضَنْفَرُ
وَيَجْمَعُ شِرَّ الماءِ والنارِ سيْفُهُ
سُطاهُ كما يحمي العريتة َ قسوَرُ
خبيرٌ بأَحوالِ الأنامِ كأَنَّهُ
بما في نفوسِ العالمين يخبَّرُ
ولاسترَ مابين الرعايا وبينه
ولكنه حلماً على الناسِ يسترُ
فلما رَأتْ أهلُ المَحَلَّة ِ قدْرَهُ
يعززُ مابين الورى ويوقَّرُ
تناجوا وقالوا : قام فينا خليفة ٌ
ولَكنْ لهُ مِنْ صَبْوَة ِ الظَّرْفِ مِنْبَرُ
هَلُمُّوا لهُ فَهْوَ الرَّشِيدُ بِرأْيهِ
وبين يديهِ جودُ كفيهِ جعفرُ
وصارمهُ للناسِ هادٍ ومنذرِ
فَقُلْ لِلرَّعايا لا تخافوا ظُلامَة ً
ولا تحزنوا من حُكمِ جورٍ وأبشروا
فقد جاءكم والٍ بروقُ سيوفهِ
إذا لَمَعَتْ لم يَبْقَ في الأرض مُنْكَرُ
فتى ً حَسُنتْ أخبارهُ واختيارهُ
وطابَ مَغِيبٌ مِنْ عُلاهُ ومَحْضَرُ
عجبتُ له يرضى الرَّعايا اتضاعهُ
ويعظمُ مابين الرعايا ويكبرُ
وَيَرْمي العدا مِنْ كَفِّهِ بِصَواَعقٍ
وَأنْمُلُها أنهارُ جُودٍ تَحَدَّرُ
فيبسطُ فيها مايشاء ويقدرُ
لهُ وقد اعْتاصَتْ عَلَى مَنْ يُفَكِّرُ
ويستعظمُ الظلمَ الحقيرَ فلو بدا
كمِثْلِ القَدافِي العَيْنِ أوْ هُوَ أحْقَرُ
فَطَهَّرَ وَجْهَ الأرضِ مِنْ كلِّ فاسِدٍ
وما خلتهُ من قبلهِ يتطهرُ
ومَهَّدَهُ للسَّالِكِينَ مِنَ الأذَى
فليس به الأعمى إذا سار يعثرُ
فَشَرِّقْ وغَرِّبْ في البِلادِ فكَمْ لَهُ
بها عابِرٌ يُثْنِي عليه ويَعْبُرُ
وما كلُّ والٍ مِثلُهُ فيه يَقْظَة ٌ
ولا قلبهُ باللهِ قلبٌ منَوَّرُ
أنام َ الرَّعايا في أمانِ وطرفهُ
لمافيه إصلاحُ الرَّعيَّة ِ يسهرُ
فلاَ الخوفُ مِنْ خَوْفٍ ألمَّ بأَرضِهِ
ولا الشرُّ فيها بالخواطرِ يخطرُ
أتى الناسَ مثلَ الغيثِ في أرضِ جودهِ
يُرَوِّضُ ما يأتي عليه ويزهرُ
وكانت ولاة الحربِ فيها كعاصفٍ
مِنَ الرِّيحِ ما مَرتْ عليه تُدَمِّرُ
وكل امرىء ٍ ولَّيتهُ في رعيَّة ٍ
بمافيه من خيرٍ وشرٍ يؤثرُ
فَمَنْ حَسُنَتْ آثارُهُ فهُوَ مُقْبِلٌ
ومَنْ قَبُحَتْ آثارُهُ فهُوَ مُدْبِرُ
وكَمْ سِعدَتْ بالطالعِ السَّعْدِ أمَّة ٌ
وكم شقيت بالطالهِ النَّحسِ معشرُ
فما بَلَغَ القُصَّادُ غايَة َ سُؤْلِهِمْ
لقد خاب من يرجو سواه ويحذرُ
ومن حظهُ من حسن مدحي وافرٌ
وحظِّي مِنْ إحْسانِهِ بيَ أوْفَرُ
أمولاي عذراً في القريضِ وكلُّ من
شَكا العَجْزَ عَنْ إدراك وَصْفِكَ يُعْذَرُ
لكَ الهممُ العليا وكلُّ محاولٍ
مداها وكم بالمدحِ مثلي مُقّصِّرُ
تباشرتِ الأعمالُ لمَّارأيتها
بمرآكَ والوجه الجميلُ مُبَشِّرُ
عذَرتُ الورى لمَّا رأوكَ فهللوا
لِمَطْلَعِ شَمْسِ الفضلِ مِنْكَ وكَبَّروا
دعوكَ بها كسرى وكم لك نائبٌ
يُقِرُّ لهُ في العَدْلِ كِسْرَى وقَيْصَرُ
عمرت بها ماليس يخربُ بعدها
وقد أخربَ الماضونَ ما ليسَ يَعْمُرُ
وكلِّ امرىء ٍ غادٍ لملقاهُ مبكرُ
فيممتهُ مستبشراً بقدومهِ
وطائرُ حَظِّي منه بالسَّعْدِ يُزْجَرُ
وحققَ طرفي أن مرآك جنة ٌ
وبِشْرُكَ رِضْوانٌ وكَفُّكَ كَوْثَرُ
تسُرُّ عيونَ الناظرينَ وتبهرُ
وأقبلتَ تحيي الأرضَ من بعدِ موتها
وفي الجُودِ ما يُحْي المَواتَ ويَنشُرُ
فأَخْرَجْتَ مَرْعاها وَأجْرَيْتَ ماءَها
غَداة َ بِحارُ الأرضِ أشْعَثُ أغْبُرُ
ولوْلاكَ ما راعَتْ بُحُوراً تُراعُها
ولاكان من جسر على الماء يجسرُ
فها هِيَ تَحْكِي جَنَّة َ الخُلْدِ نُزْهَة ً
ومِنْ تَحْتِها أنهارُها تَتَفَجَّرُ
وأعطيتَ سلطاناً على الماء عالياً
به يزخرُ البحرُ الخضمُّ ويسجرُ
فخُذْ آيَتيْ موسى وعيسى بِقُوَّة ٍ
وكلُّ النصارى واليهودِ تحَسَّروا
فيا صالحاً في قسمة ِ الماءِ بينهم
ولا ناقَة في أرْضِهِمْ لكَ تُعْقَرُ
فَفِي بَلَدٍ مِنْ حُكْمِكَ الماءُ راكِدٌ
وفي بلدٍ من حُكمهِ يتحدَّرُ
فهذا لهُ وقْتٌ وحْدٌّ مُعَيَّنٌ
وَهذا له حَدٌّ ووَقْتٌ مُقَدَّرُ
هنيئاً لإبنوطيرَ أنك زرتها
وشَرَّفَها مِنْ وَقْعِ خَيْلِكَ عَنْبَرُ
دَعَتْ لكَ سُكانٌ بها ومساكنٌ
ولم يدعُ إلاَّ عامرٌ ومعمِّرُ
وصلَّوا بها لله شُكراً وصدَّقوا
وحقَّ عليهم أن يُصَلوا وينحروا
فكلُّ مكانٍ منكَ بالعدلِ مخصبٌ
وبالحمدِ وَالذِّكْرِ الجميلِ مُعَطَّرُ
أتيتكَ بالمدحِ الذي جاءَمظهراً
إلى الناسِ مِنْ حُبِّيكَ ما أنا مُضمِرُ
فخّذهُ ثناءً يخجلُ الزهرَ نظمهُ
وَهَلْ تُنْظَمُ الأزهارُ نَظْمي وتُنْثَرُ
منَ الرأيِ أن يُهدى لمثلكَ مثلهُ
جَهِلْتُ وهَلْ يُهْدَى إلى البحرِ جَوهَرُ
فتنتُ بشعري وهو كالسحرِفتنة ً
وَقُلْتُ كَذَا كانَ کمْرؤُ القَيْسِ يَشْعُرُ
ومالي أُزَكِّي النفسَ فيما أقولهُ
وأتبعها فيما يذَمُ ويشكرُ
وها إنَّ شمسَ الدينِ للفضلِ باهرٌ
وليسَ بِخافٍ عنه للْفَضْلِ مَخْبرُ
إلى الله أشكو إنَّ صَفْوَ مَوَدَّتِي
على كدرِ الأيامِ لاتتكدرُ
وإنْ أَظْهَرَ الأصْحابُ ما ليسَ عِنْدَهم
فإني بما عِندي مِنَ الوُدِّ مُظْهِرُ
وإن غُرستْ في أرضِ قلبي محبة ٌ
فليسَ بِبُغْضٍ آخِرَ الدَّهْرِ تُثْمِرُ
وَيَمْلِكُني خُلْقٌ عَلَى السُّخْطِ والرِّضا
جَمِيلٌ كمِثْلِ البُرْدِ يُطْوَى ويُنْشَرُ
وقَلْبٌ كمِثْلِ البحرِ يَعْلو عُبابهُ
ويَزْخَرُ مِنْ غَيْظٍ ولا يَتَغَيَّرُ
إذا سئلَ الإبريزَ جاشَ لعابهُ
ويصفو بما يطفو عليه ويظهرُ
وما خُلُقِي مَدْحُ اللَّئِيمِ وَإنْ عَلَتْ
بهِ رُتَبٌ لا أنَّني مُتَكَبرُ
ولا أبتغي الدنيا ولا عرضاً بها
بِمَدْحي فَإنِّي بالقَنَاعَة ِ مُكْثِرُ
ليعلم أغنى العالمين بأنه
إلى كَلِمِي مِنّي لِدُنياهُ أفْقَرُ
وأبسطُ وجهي حين يقطبُ وجههُ
أأنظمُ هذا الدُّرَّ في جيدِجاهلٍ
وأظلمهُ إني إذنْ لمبذِّرُ
وعندي كلامٌ واجبٌ أن أقولهُ
فلا تَسأَمُوا مِمَّا أقولُ وتَسخَروا
وَلَمْ تَرَني للْمالِ بالمَدْحِ مُؤثِراً
ولكنني للودِ بالمدحِ مؤثرُ
فيا مَصْدَر الفضلِ الذي الفضلُ دأْبُه
فما اشتُقَّ إلا منه للفضلِ مصدرُ
بَرِئْتُ مِنَ المُسْتَخدِمينَ فخَيْرُهم
لصاحِبِهِ أعْدَى وَأَدْهَى وأنْكَرُ
هَدَرْتُهُم مِثلَ الرُّماة ِ لِكِذْبِهِمْ
وَعنديَ أنَّ المرء بالكذْبِ يُهْدَرُ
وقد قيلَ كُتَّابُ النصارى مناسرٌ
فما مثلُ كُتَّابِ المحلة ِ منسرُ
فبرِّدْ فؤادي بانتقامكَ منهمُ
فقد كاد قلبي منهمُ يتفطرُ
مُنِعْتُ بهم حَظِّي شُهوراً وَلم أصِلْ
إلى حظِّهمْ حتى مضتْ لي أشهرُ
وحَسْبُكَ أنّي منهمُ مُتَضَوِّرٌ
وكلُّ امرىء ٍ منهم كذا يتضوَّرُ
فَواعجَباً مِنْ واقِفٍ منهمُ على
شَفا جُرُفٍ هارٍ مَعي يَتَهوَّرُ
يقولون لو شاء الأميرُ أزالهمْ
فقلتُ زوَالِ القَوْمِ لا يُتَصَوَّرُ
فقد قهرَ السلطانُ كلَّ معاندٍ
وما أَحَدٌ لِلْقِبْطِ في الأرضِ يَقْهَرُ
وما فيهمُ لاباركَ الله فيهمُ
أخو قَلَمٍ إلاَّ يَخُونُ ويَغْدِرُ
إن استضعفوا في الأرضِ كان أقلهمْ
عَلَى كلِّ سُوءٍ يُعْجِزُ الناس أقْدَرُ
كأَنَّهُمُ البُرْغُوثُ ضَعْفاً وجُرأة ً
وإن يشبع البرغوثُ لولا يُعَذّرُ
رِياستُهُمْ أنْ يُصْفَعُوا ويُجَرَّسوا
ودِينهُمْ أنْ يَصلُبُوا ويُسمِّروا
وما أحَدٌ منهم على الصَّرْفِ صابِرٌ
ولا أحَدٌ منهم على الذُّلِّ أصْبَرُ
ومُذْ كَرِهَ السُّلطانُ خِدْمَتَهُمْ لهُ
تَمَنّى النَّصارَى أنهم لم يُنَصَّروا
إذ كانَ سُلطانُ البسيطة ِ منهمُ
يَغارُ على الإسلامِ فالله أغْيرُ
وَبالرَّغْمِ منهمْ أنْ يَرَوْا لكَ كاتباً
وما أحَدٌ في فَنِّهِ منهُ أَمْهَرُ
ويُعجبهمْ منجدُّ جدَّيهِ بُطرُسٌ
وَيَحْزُنُهُمْ مَنْ جَدُّ جَدَّيْهِ جَحْدَرُ
بأن النصارى يرغبون لبعضهم
ومن غيرهم كلٌّ يُراعُ ويزعرُ
عداوتهم للملكِ ماليسَ تنقضي
وَذَنْبُ أخي الإسلامِ ما ليسَ يُغْفَرُ
ومنهمْ أُناسٌ يُظْهِرونَ مَوَدَّتي
وبغضهملي من قفا نبكِ أشهرُ
وَكَمْ عمَّرَ الوالي بلاداً وأخْرَبُوا
وكَم آنَسَ الوالي قُلوباً ونفَّروا
وقالوا بأيَّامِي مَساقٌ مُحَرَّرٌ
وليس لهم فلسٌ مساقٌ محرَّرُ
وكَمْ زُورِ قَولٍ قُلْتُمُ أيُّ حُجَّة ٍ
وَكَمْ حُجَجٍ للْخائِنينَ تُزَوَّرُ
وإن تنصروني قُمتُ فيهم مجاهداً
فإنهم لله أَعْصَى وأكْفَرُ
وإلا فإني للأميرِمُذَكِّرٌ
بمافعلوه والأميرُ منظَّرُ
وكَمْ مُشْتَكٍ مِثْلي شَكا ليَ منهمُ
كما يشتكي في الليل أعمى وأعورُ
وكنتُ وما لي عندهم من طلابة ٍ
أزَوَّدُ من أموالهم وأسفَّرُ
وما ضَرَّني إلاّ معارِفُ منهمُ
ذُنُوبُ وِدادِي عندهمْ لا تُكَفَّرُ
ولولا حيائيأ أعاندَ ممسكاً
لحقِّي أتاني الحقُّ وهو مُعَبِّرُ
فإنْ شَمَّروا عَنْ ساقِ ظُلْمِي فإنني
لِذَمِّهِمُ عَنْ ساقِ جَدِّي مُشَمِّرْ
وإنْ حَمَلوا قلبي وساروا فمنْطِقِي
يُحَمَّلُ في آثارهم ويُسَيَّرُ
وإن يسبقوا للبابِ دوني فإنهم
بما صَنَعوا بالناس أحْرَى وأجْدَرُ
فإنْ أشْكُ ما بي للأمير فإنه
ليعلمُ منه ما أسرُّ وأجهرُ
فإنْ أشْكَتِ الأيامُ تُلْقِ قِيادَها
إليه وتجفُ منْ جفاهُ وتهجرُ
وتملي على أعدائهِ ما يسوءهم
وتوحي إلى أسماعهِ ما يُحَبِّرُ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
رقم القصيدة : 13740
-----------------------------------
يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
أيَّامه طائعة ٌ أمرهْ
ومنْ لهُ منزلة ٌ في العلا
تَكِلُّ عَنْ أوْصافِها الفِكْرَه
أخلاقكَ الغرُّ دعتنا إلى الـ
ـإدلاءِ في القولِ على غرهْ
إذْ لمْ تَزَلْ تَصْفَحُ عَمَّنْ جَنى
وتُؤْثِرُ العَفْوَ مَعَ القُدْرَهْ
حتى لقد يَخْفَى على الناسِ ما
تُحبُّ مِنْ أمرٍ وما تَكْرَهْ
إليكَ نَشْكُو حالَنا إننا
عائلة ٌ في غاية ِ الكَثْرَهْ
أُحدِّثُ الموْلَي الحديثَ الذي
جَرَى عليهم بالخيطِ والإبرَه
صاموا مع الناس ولكنَّهمْ
كانوا لَمِنْ يبصرُهم عِبرَه
إن شَربوا فالبِئْرُ زِيرٌ لهُمْ
ما بَرِحَتْ والشَّرْبَة ُ الجَرَّه
لهم من الخبيزِ مسلوقة ٌ
في كل يومٍ تشبهُ النشرَه
أقولُ مهما اجتمعوا حولها
تنزَّهوا في الماءِ والخضره
وأقبلَ العيدُ وما عندهم
قمحٌ ولا خبزٌ ولا فطره
فارْحَمْهُم إنْ أبْصَرُوا كَعْكَة ً
في يدِ طفلٍ أو رأوا تَمْرَه
تشخصُ أبصارُهم نحوها
بشهقة ٍ تتبعُها زفرَه
فكم أقاسي منهمُ لوعة ً
وكم أقاسي منهمُ حسره
كم قائلٍ يا أبَتا منهمُ
قَطَعْتَ عَنَّا الخُبْزَ في كَرَّه
ما صِرْتَ تأتينا بفلس ولا
بِدِرْهَمٍ وَرِقٍ وَلا نُقْرَه
وَأنتَ في خِدْمَة ِ قَوْمٍ فَهَلْ
تخدمهمْ يا أبتا سُخرهْ
ياخيبة َ المسعى إذا لم يكن
يَجْري لنا أَجْرٌ وَلا أُجْرَه
لقد تعجبتُ لها فطنة ً
أتى بها الطِّفْلُ بلا جَرَّه
وَكيف يَخْلُوا الطَّفْلُ مِنْ فِطْنَة ٍ
وكلُّ مولودٍ عَلَى الفِطْرَه
ويومَ زارتْ أمهمْ أختها
والأختُ في الغيرة ِ كالضَّرَّهْ
وأقبلتْ تشكو لها حالها
وصبرها مني على العسره
قالت لها كيفَ تكونُ النسا
كذا معَ الأزواجِ يا غِرَّهْ
قُومِي اطْلبي حَقَّكِ منه بِلا
تَخَلفٍ منكِ ولا فَترَه
وإنْ تَأَبَّى فخُذي ذَقْنَهُ
ثمَّ انتفيها شعرة ً شعره
قالت لها ما عادتي هكذا
فإنَّ زوجي عنده ضجره
أخافُ إن كلمتهُ كلمة ً
طَلَّقَني قالتْ لها: بَعْرَه
فهونَتْ قدري في نفسها
فجاءت الزوجة ُ مُحْتَرَّه
فاستقبلتني فتهددتها
فاستقبلتْ رأسي بآجرَّه
وباتت الفتنة ُ ما بيننا
مِنْ أوَّلِ اللَّيْلِ إلى بُكْرَه
وما رأى العبدُ له مخلصاً
إلاَّ وما في عَيْنِهِ قَطْرَه
فَحَقُّ مَنْ حالَتُهُ هذِهِ
أَنْ يَنْظُرَ المَوْلى لهُ نظْرَه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
رقم القصيدة : 13741
-----------------------------------
يَهُودُ بُلْبَيْسَ كُلَّ عِيدٍ
أفضلُ عندي من النصارى
أما تَرَى البَغْلَ وهْوَ بَغْلٌ
في فضلهِ يفضلُ الحمارا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
رقم القصيدة : 13742
-----------------------------------
إنْ تُحْيَ آمالي بِرُؤْيَة ِ عيسى
فلطالما أنضتْ إليه العيسا
وَحَظيتُ بَعْدَ اليَأْسِ بالخِضْر الذي
ما زالَ يَرْقَى أوْ حَكَى إدْريسا
لولا وجودُ الصاحبينِ كليهما
صارتْ بيوتُ العالمينَ رُمُوسا
كم قلتُ لمَّا أنجبَ الأبُ ابنَهُ
لا غَرْوَ أنْ يَلِدَ النَّفِيسُ نَفِيسا
لله شمسُ الدين شمسٌ أطلعتْ
فينا بُدوراً للهدى وشموسا
رَدَّتْ لنا يدُهُ الغَضُوبَ وأسْكَنَتْ
بالعدلِ آرامَ الكناسِ الخيسا
أغنتْ مكارمهُ الفقيرَ وأطعمتْ
من كان من خير الزمانِ يئُوسا
حِبْرٌ تَصَدَّرَ لِلنَّوالِ فلَمْ يَزَلْ
يَتْلو عليه مِنَ المَدِيحِ دُرُوسا
دُعيَ ابن سينا بالرئيسِ ولو رأى
عيسى لسَمَّى نفسهُ المرؤوسا
وَحَسِبْتُهُ مِنْ يَأْسهِ وَذَكائِهِ
بَهْرامَ قارَنَ في العُلاَ بَرْجِيسا
منْ مَعْشَرٍ لَيُسَارِعونَ إلى الوَغَى
مُتنازِعِينَ مِنَ الحِمامِ كُؤُوسا
لهُ الخِصام إذا تَشاجَرَتِ القَنا
لمْ يَجْعَلوا لهُمُ الحَديدَ لَبُوسا
وأخُو البَسالَة ِ مَنْ غَدا بِذِراعِهِ
لادرعهِ يوم الوغى محروسا
يُوفُونَ ما وعَدُوا كأَنَّ وُعُودَهم
كانت يميناً بالوفاء غُموسا
يأَيُّها المَوْلى الوَزِيرُ ومَنْ لَهُ
حِكَمٌ أغارَتْ منه رَسْطاليسا
هُنِّيتَ تقليداً أتاكَ مُجَدِّداً
لِلناسِ مِنْ سُلْطانِهِم ناموسا
أُرسلتَ منه للخلائقِ رحمة ً
عَمَّتْ قِياماً منهمُ وجلُوسا
وكأَنَّ قارِئَهُ بِيَومِ عَرُوبَة ٍ
لَكَ يُعرِبُ التَّسْبِيحَ والتقْديسا
ونَظّمْتَ شَمْلَ المُلْكِ بالقَلَم الذي
حَلَّيْتَ منه للسُّطورِ طُروسا
وبِسَتْرِكَ العَوْراتِ قد كَشفَ الورَى
لكَ بالدعاء المستجابِ رؤوسا
من كل مشدودِ الخناقِ بكربة ٍ
نفستَ عنه خناقهُ تنفسيا
أطْفأْتَ نِيرانَ العَداوة ِ بَعْدَما
أوطأتَ منها الموقدين وطيسا
وأرحتهمْ من فتنة ٍ تحيي لهم
في كلِّ يومٍ داحساً وبسوسا
هَلَكَتْ جَدِيسُ وطَسْمُ حِينَ تعادَتا
وكأَنَّ طَسْماً لمْ تكنْ وجدَيسا
يا بنَ الذي يَلْقَى الفَوارِسَ باسِماً
حاشاكَ أن تلقى الضيوفَ عبوسا
سَعِدَتْ بِكَ الجُلساء فاحْذَرْ بعضَهُمْ
فلَرُبَّما أعْدَى الجَليسُ جَليسا
بخسوا ضيوفَ اللهِ عندك حظهمْ
لا كان حظكَ عندهم مبخوسا
وأُعِيذُ مَجْدَكْ أنْ يكونَ بِطائِفٍ
مِنْ حاسِدٍ بِنَمِيمَة ٍ مَمْسوسا
فالله عَلّمَ كلَّ عِلْمٍ آدَماً
وأطاعَ آدمُ ناسِياً إبْلِيسا
إنَّ المُرَاحِلَ مَنْ أضاعَ أُجُوُرَهُ
واعْتاضَ عنها بالنفيسِ خسيسا
فارغبْ إلى حُسنِ الثناءِ فإنه
لا يستوي في الذِّكْرِ نِعْمَ وبيسا
مأنتَ ممنْ تستبيحُ صدورهم
حِقْداً ولا أعراضُهُمْ تَدْنِيسا
أدعوكَ للصفحِ الجميلِ فإن تُجبْ
أحكمَ بنياناً علا تأسيسا
ومن السياسة ِ أن تكون مُراعياً
للصالِحِينَ تَبَرُّهمْ وتَسوسا
قومٌ إذا انتدبوا ليومِ كريهة ٍ
ألْفَيتَ واحِدَهمْ يَرُدُّ خَمِيسا
تالله ماخابَ امرؤٌ متوسلٌ
بالقَوْمِ في النُّعْمَى ولا في البُوسَى
ولقد أتيتكَ باليقينِ فلا تخلْ
إنْ عادَ إسْحاقٌ إليها ثانياً
ورأيتُ منهمْ ما رأيتُ لغَيرِهم
وأقمتُ دهراً بينهم جاسوسا
من كان ملتبساً عليه حديثهم
أذْهَبْتُ عنه منهمُ التَّلْبِيسا
ما ضَرَّهُم قول المُعانِدِ إنهمْ
بِفعالِهمْ أقوى الأنام نُفوسا
كَمْ ذَمَّهُمْ جَهْلاً وأنْكَر حالَهُمْ
قومٌ يلون الحكمَ والتدريسا
فرددتُ قولهمْ بقولي ضارباً
مَثَلاً على الخَضِر السَّلامُ وموسى
وعلى سليمان النبي فإنه
أغرى رحاليه على بلقيسا
وعلى فتى الحسنِ الذي سطواتهُ
مَرَّتْ على الأعداءِ مَرَّ المُوسى
يا رُبَّ ذِي عِلْمٍ رَأى نُصْحِي لَهُ
فأجابني أتُطِبُّ جالينوسا
لَمْ يَدْرِ أني كلما اسْتَعْطَفْتُهُ
كانَ الحَديدَ وكنتُ مِغْناطِيسا
لو كنْتُ أرْضَى الجاهليَّة َ مْثِلَهُ
أمْلَيْتُ مامَلأ القلوبَ نَسِيسا
ونفختُ نار عداوة ٍ لاتصطلى
بلْ لا يُطِيقُ لها العَدوُّ حَسيسا
لَمْ يُبْقِ لي خَوفُ المَعادِ مُعادِياً
فيهيجَ مني للهياجِ رسيسا
أوَ ما ترى حبُّ السلامة ِ جاعلي
أُلْقِي السَّلامَ مُسالِماً والكِيسا
أمكلفي نظمَ النسيبِ وقد رأى
عُودَ الشبابِ الرطبَ عادَ يبيسا
أمَّا النسيبُ فما يناسبُ قولهُ
شَيْخاً أبَدَّ معَمَّراً مَنْكوسا
ما هَمَّ يَخْضِبُ شَيْبَهُ مُتَشَوِّقاً
زَمَنَ الصِّبا إلاّ اتَّقَى التَّدْليسا
لما رأى زمن الشبيبة ِ مدبراً
نَزعَ السُّرَى وتَدَرَّعَ التعْريسا
مَضْتِ الأحِبَّة ُ والشبابُ وخَلَّفا
ليّ الادِّكارَ مسامراً وأنيسا
أذكرتني عهدَ الطعانِ فلم أجدْ
رُمحاً أصولُ به ولا دبُّوسا
أيَّام عزمي لاتفوتُ سهامهُ
غَرَضاً وسَهْمي جُرْحُهُ لا يُواسَى
ثَنَتِ السُّنُونَ سِنانَ صَعْدَتي التي
لم تَلْقَ رادِفَة ً ولا قَرْبُوسا
فقناة ُ حربي لاأردْ تقويمها
للطَّعْنِ إلاّ رَدَّها تَقويسا
ما حالُ مَنْ مُنِعَ الرُّكُوبَ وطَرْفُهُ
يَشْكُو إليه رَباطَهُ مَحْبُوسا
بالأمس كان له الشموسُ مذللاً
واليومَ صارَ لهُ الذَّلولُ شموسا
لادَرَّ درُّ الشيبِ إنّ نجومهُ
تذرُ السَّعيدَ من الرجالِ نحيسا
كيفَ الطريقُ إلى اجتماعٍ جاعلٍ
بيت الفراشِ بساكنٍ مأنوسا
لو كانَ لي في بَيْتِ خالي نُصْرَة ٌ
جمعتْ نقيَّ الخدِّ والإنكيسا
ونصيحة ٍ أعربتُ عنها فانثنتْ
كالصُّبْح يَجْلو ضَوْءُهُ التغليسا
إنَّ النَّصارى بالمَحَلّة ِ وُدُّهُمْ
لو كانَ جَامِعُها يكونُ كَنِيسا
أتُرَى النصارَى يَحْكُمونَ بأنَّه
مَنْ باشَرَ الأحْباسَ صارَ حَبِيسا
ضَرَبُوا عَلى أبْوابها الناقُوسا
صَرَفَ الإلهُ السُّوءَ عنكَ بِصَرْفِهِ
فاصرفهُ عنَّا واصفعِ القسيسا
أفْدِي بهِ المُسْتَخْدَمينَ وإنَّما
أَفْدِي بِتَيْسٍ كاليَهود تُيوسا
لو كنتُ أمْلِكُ أمْرَهُمْ مِنْ غَيْرَتي
لم أبقِ للمستخدمينَ ضروسا
يرْعوْنَ أموالَ الرَّعيَّة ِ بالأذَى
لو يُحْلَبُونَ لأَشْبَهُوا الجاموسا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ
فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ
رقم القصيدة : 13743
-----------------------------------
فُزْتَ بِأَهْلِ الفَضْلِ حتَّى حَكَوْا
عندَكَ فَوْزاً عندَ عَبَّاسِ
لا سِيَّما هذا الأَدِيبُ الذي
أتَى مِنَ النَّظْمِ بأَجْناسِ
النابِهُ المُفْلِقُ في مَدْحِهِ
وهَجْوِهِ الجارحُ الآسِي
لم أرَ من قبلِ وُقوفي على
ما قالَ نُشَّاباً بِقِرْطاسِ
ونخلة ٍ تشكرُ جدواكَ من
أصلٍ ومن فرعٍ ومن راسِ
شاهِقَة ٍ مِنْ دُونِ مِصْرٍ تُرَى
وهي حوالي دربِ دَوَّاسِ
وَرُقْعَة ُ الشِّطْرَنْج ثُمَّ انْتَهَى
ولم أكنْ للفضلِ بالناسي
حالية ٌ عامرة ٌ شُبِّهتْ
بيادقُ فيها بأفراسِ
فقلْ لنا من ذا الأديبُ الذي
زاد به حبي ووسواسي؟
إن كان مثلي مغربياً فما
في صحبة ِ الأجناسِ من باسِ
وَإنَّ مِثْلِي عندَه اليَوْمَ كالصَّـ
ـرة ِ عند الجبلِ الراسي
وبين دارينا كما بيننا
وإن يكذبْ نسبتي جئتهُ
بجبتي الصُّوفِ ودفاسي
وإنْ يَجد في لُغَتي رِيبَة ً
أكتم نبا نازَعْتُ إفْلاَسِي[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
رقم القصيدة : 13744
-----------------------------------
ما أكلنا في ذا الصيامِ كُنافه
آهِ وابعدها علينا مسافه
قالَ قَوْمٌ إنَّ العِمادَ كَرِيمٌ
قُلْتُ هذا عندي حَدِيثُ خُرافَهْ
أنا ضَيْفٌ لَهُ وَقَدْ مُتُّ جوعاً
لَيتَ شِعْرِي لِمْ لا تُعدُّ الضِّيافَهْ
وهْوَ إنْ يُطْعِمِ الطَّعامَ فما يُطْعِمُهُ
ـعمهُ إلاَّ بسمعة ٍ أو مخافهْ
وهوَ في الحَرِّ والخريفِ وفي الـ
ـبَيْتِ يَجْمُعُ الحُطَام كالجَرَّافهْ
فاعلموهُ عني ولا تعتبوني
إنَّ عنديَ في الصومِ بعضَ الحِرافهْ
فهو إنْ لمْ يُخرجْ قليلاً إلى الحا
ئط في ليلتي طلعتُ القرافهْ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أخبروني غضبة ً وصلفا
أخبروني غضبة ً وصلفا
رقم القصيدة : 13745
-----------------------------------
أخبروني غضبة ً وصلفا
أنكم رُحْتُمُ إليهِ مَرْصَفا
ثمَّ قالوا عَنْ ذُقون حُلِقَتْ
قُلْتُ لا بُدَّ لها أن تُخْلَفا
إنَّ حلقَ الذقنِ خيرٌ للفتى
يابني الأعمامِ منْ أنْ تنتفا
وَالذي حَلَقَ أنصافَ اللِّحى
كانَ في الأَحكامِ عَدْلا مُنصِفا
حلقَ النصفَ بذنبٍ حاضرٍ
وعفا بالنصفِ عمَّا سلفا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
رقم القصيدة : 13746
-----------------------------------
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
فأبى أقلُّ العالمين عُقُولا
قومٌ رأوا بشراً كريماً فادَّعوا
من جهلهمْ للهِ فيهِ حُلولا
وعصابة ٌ ماصدقتهُ وأكثرتْ
بالإفكِ والبهتانِ فيه القيلا
لَمْ يَأْتِ فيهِ مُفْرِطٌ ومُفَرِّطٌ
بالحَقِّ تَجْرِيحاً وَلا تَعْدِيلا
فكأنما جاء المسيحُ إليهمُ
لِيُكَذِّبُوا التَّوْراة َ والإنجيلا
فاعجبْ لأمتهِ التي قد صيَّرتْ
تنزيهها لإلهها التَّنكيلا
وإِذا أرادَ الله فِتْنَة َ مَعْشَرٍ
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
هُمْ بجَّلُوهُ بِباطِلٍ فابْتَزَّهُ
أعداؤُه بالباطلِ التَّبْجِيلا
ويَنَامُ مِنْ تَعَبٍ وَيَدْعُو رَبَّهُ
زُمراً ألم ترَ عِقدها محلولا
هُوَ آدَمٌ فِي الفَضلِ إلاَّ أنهُ
لَمْ يُعْطَ حال النَّفخة ِ التَّكْمِيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
رقم القصيدة : 13747
-----------------------------------
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
يتناولُ المشروبَ والمأكولا
وينامُ من تعبٍ ويدعو ربَّهُ
ويرومُ من حرِّ الهجيرِ مقيلا
ويمسُّهُ الألمُ الذي لم يستطعْ
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا
ياليتَ شعري حين مات بزعمهم
منْ كان بالتدبير عنهُ كفيلا
هَلْ كانَ هَذا الكَوْنُ دَبَّرَ نَفْسَهُ
من بعدهِ أم آثرَ التعطيلا
اجزُوا اليَهُودَ بِصَلْبِهِ خَيراً ولا
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
زعموا الإلهَ فدى العبيدَ بنفسهِ
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
أيَكونُ قَوْمٌ في الجَحِيمِ ويَصْطَفِي
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
وإذا فَرَضْتُمْ أنَّ عيسى ربَّكُمْ
أَفَلَمْ يَكُنْ لِفِدائِكُمْ مَبْذُولا
وأُجِلُّ رُوحاً قامَتِ المَوْتى بهِ
عَنْ أَنْ يُرَى بِيَدِ اليَهودِ قَتِيلا
فدعوا حديثَ الصَّلبِ عنه ودونكمْ
مِنْ كُتْبِكُمْ ما وافَقَ التَّنْزِيلا
شهدَ الزبورُ بحفظهِ ونجاتهِ
أفتعجلون دليلهُ مدخولا
أيَكونُ قَوْمٌ في الجَحِيمِ ويَصْطَفِي
أو من أشيدَ بنصرهِ مخذولا؟
أيَجُوزُ قَوْلُ مُنَزِّهِ لإِلههِ
سبحانَ قاتِلِ نَفْسِهِ فأَقُولا؟[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
رقم القصيدة : 13748
-----------------------------------
أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
شوكَ القتادِ لرأسهِ إكليلا
ومضى بحملِ صليبهِ مستسلماً
للموتِ مكتوفَ اليدينِ ذليلا
كم ذا أبكتكمْ ولمْ تستنكفوا
أنْ تَسْمَعُوا التَّبْكِيتَ والتَّخْجِيلا
ضلَّ النصارى في المسيحِ وأقسموا
لايهتدون إلى الرشادِ سبيلا
جَعَلوا الثَّلاثَة َ واحِداً وَلَو اهْتَدوا
لَمْ يَجْعَلُوا العَدَدَ الكَثيرَ قليلا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
ذا صورة ٍ ضلوا بها وهيولى[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
رقم القصيدة : 13749
-----------------------------------
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
بهِمِ عَلَى ُسُبل الهُدَى مَدْلُوُلا
والمدَّعو التثليثِ قومٌ سَوَّغوا
ما خالف المنقولَ والمَعْقولا
والعابدونَ العجلَ قد فُتنوُا به
ودُّوا اتخاذ المُرْسلينَ عجولا
فإِذا أتَتْ بُشْرَى إليهمْ كَذَّبُوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلُوا تقتيلا
وكفى اليهودَ بأنهم قد مَثَّلُوا
مَعْبُودَهُم بِعِبَادِهِ تَمثِيلاً
وبأَنَّ إسرائيلَ صارعَ رَبَّهُ
ورمى به شُكراً لإسرائيلا
وبأنَّهم رحَلُوا به في قُبَّة ٍ
إذْ أزمعوا نحوَ الشامِ رحيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
رقم القصيدة : 13750
-----------------------------------
وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
وسبيلهُمْ أنْ يسمعوُا المنقولا
وبأنهم ضَرَبُوا لِيَسْمَعَ رَبَّهُمْ
في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا
وبأنَّ رَبَّ العالَمينَ بدالَهُ
في خلقِ آدمَ يالهُ تجهيلا
وبدا لَهُ في قَوْمِ نوح وَانْثَنى
أسفاً يعضُّ بنانهُ مذهولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
رقم القصيدة : 13751
-----------------------------------
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
لهمُ رباً وخيانة ً وغلولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
رقم القصيدة : 13752
-----------------------------------
وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
فكأنهم حسِبوا الخُروجَ دُخولا
وحديثهمْ في الأنبياءِ فلا تسلْ
عنه وخَلِّ غِطاءهُ مَسْدُولا
لَمْ يَنتَهُوا عَنْ قَذْفِ دَاوُدَ وَلا
لوطٍ فكيفَ بقذفهم روبيلا
وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ
ذِكْراً مِنَ الفِعْلِ القَبيحِ مَهولا
وإلى المسيحِ وأمهِ وكفيّ بها
صِدِّيقَة ً حَمَلَتْ به وَبتُولا
وَلِمَنْ تَعَلَّقَ بالصَّلِيب بِزَعْمِهِم
لعناً يعودُ عليهم مكفولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
رقم القصيدة : 13753
-----------------------------------
وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي
نسبوا لهُ تصويرهُ تضليلا
وَبأنَّ موسى صَوَّرَ الصُّوَرَ التي
ما حلَّ منها نهيهُ معقولا
ورضوا له غضبَ الإلهِ فلا عدا
غَضَبُ الإلهِ عَدُوَّهُ الضِّلِّيلا
وبأنَّ سِحْراً ما اسْتطاعَ لآيَة ٍ
منه وَلا استطاعتْ لهُ تَبْطِيلا
وبأَنَّ ما أبْدَى لهُمْ مِنْ آيَة ٍ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
لإلهِهِ بِبَعُوضَة ٍ مَخْذُولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
رقم القصيدة : 13754
-----------------------------------
ورضوا لموسى أن يقولَ فواحشاً
ختمتْ وصيَّتُهُ لهنَّ فصولا
نقلوا فواحشَ عن كليمِ اللهِ لمْ
يَكُ مِثلُها عَنْ مِثْلِهِ مَنْقُولا
وَأَظُنُّهُمْ قد خالفوه فَعُجِّلَتْ
لهُمُ العُقُوبَة ُ بالخَنا تَعْجِيلا
وشكتْ رجالهمُ مصادرَ ذيلها
ونِساؤُهُمْ غيرَ البُعُولِ بُعولا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
رقم القصيدة : 13755
-----------------------------------
لُعِنَ الذينَ رأوا سبيلَ محمدٍ
وَالمؤْمِنِينَ بِهِ أضَلَّ سَبِيلا
أَبْناءُ حَيَّاتٍ ألَمْ تَرَ أنهمْ
يَجِدُونَ دِرْيَاقَ السُّمومِ قَتولا
مذْ فارقوا العجلَ الذي فتنوا به
ودُّوا اتخاذ الأنبياء عجولا
فإذَا أَتَى بَشَرٌ إليهمْ كَذَّبوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلوا تقتيلا
أَخْلَوْا كِتَابَ الله مِنْ أحكامِهِ
عدواً وكان العامرَ المأهولا
جعلوا الحَرَامَ بهِ حَلالاَ وَالهُدَى
غياَ وموصولَ التقى مفصولا
وَدَعاهُم ما ضَيَّعُوا مِنْ فَضْلِهِ
إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
كَتَمُوا العِبادَة َ والمعادَ ومَا رَعَوْا
للحقِّ تعجيلاً ولا تأجيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
رقم القصيدة : 13756
-----------------------------------
عجباً لهم والسَّبْتُ بيعٌ عندهمْ
لمْ يلقَ منهُ المُشترونَ مقيلا
هَلاَّ عَصَوْا في السَّبْتِ يُوشَعَ إذْ غَدا
يدعو جنوداً للوغى وخيولا
أو خالفوا هارونَ في ذبحٍ وفي
عَجْنٍ له لَمْ يُبْدِ عنهُ نُكُولا
أو ألحقوا بهما المسيحَ وسَوَّغوا التَّحـ
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
وحَدِيثُهُمْ في الأنبياء فلا تَسَلْ
قد نُصَّ عنْ شَعْيا وعَنْ يُوئِيلا
أولمْ يروا حُكمَ العتيقة ِ ناسخاً
أحكامَ كتبِ المرسلينَ الأولى[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
رقم القصيدة : 13757
-----------------------------------
أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
قولاً على خيرِ الورى منحولا
لادرَّ درهمُ فإنَّ كلامهم
يذرُ الثَّرى من أدمعي مبلولا
فكأنني ألفيتُ مقلة َ فاقدٍ
ثكلى وموجعة ٍ تصيبُ عويلا
ظَنُّوا بربِّهِمُ الظُّنُونَ وَرُسْلِهِ
أوْ خالَفُوا هارُونَ في ذَبْحٍ وَفي
إنْ يبخسوهُ بكيلِ زورٍ حقَّهُ
فلأوسعنهمُ الجزاءَ مكيلا
ومن الغبينة ِ أن يجازى إفكهم
صِدْقِي ولَسْنا في الكلاَمِ شُكُولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
رقم القصيدة : 13758
-----------------------------------
لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
أترى الطبيبَ غدا يزور عليلا
إنْ أنْكَرُوا فضلَ النبيِّ فإِنما
أَرْخَوْا عَلَى ضَوْء النّهارِ سُدُولا
الله أكبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
وكتابهُ أقوى وأقومُ قيلا
طلعتْ به شمسُ الهداية ِ للورى
وأبى لها وصفُ الكمالِ أُفولا
والحقُّ أبلجُ في شريعتهِ التي
جمعتْ فروعاً للورى وأصولا
لاتذكروا الكتبَ السَّوالفَ عندهُ
طلعَ النهارُ فأطفِئُوا القنديلا
دَرَسَتْ معالِمُها أَلاَ فاستَخبِرُوا
منها رُسوماً قد عَفَتْ وطُلُولا
تُخْبِرْكُمْ التَّوْراة ُ أنْ قد بَشَّرَتْ
قِدْماً بأحمدَ أَم بإسماعيلا
ودعتهُ وحشَ الناسِ كلُّ نديَّة ٍ
وعلى الجميعِ له الأيادي الطُّولى
تَجِدُوا الصحيحَ مِنَ السَّقِيم فطالما
صدقَ الحبيبُ هوى َ المحبِ نحولا
مَنْ مِثْلُ موسَى قد أُقِيمَ لأَهْلِهِ
من بين إخوتهمْ سواهُ رسولا
أوْ أنَّ إخوتهمْ بنو العيصِ الذي
نُقِلَتْ بَكارَتُهُ لإسْرائيلا
تاللهِ ما كانَ المُرادُ به فتى
موسى ولا عيسى ولا شموِيلا
إذْ لَنْ يَقومَ لَهُمْ نَبِيٌّ مِثْلُهُ
منهم ولو كان النبيُّ مثيلا
طوبى لِمُوسى حينَ بَشَّرَ باسمِهِ
ولِسامِعٍ مِنْ فَضْلِهِ ما قيلا
وَجِبالُ فارانَ الرَّواسِي إنها
نالتْ عَلَى الدُّنْيا به التَّفضيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
رقم القصيدة : 13759
-----------------------------------
واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
مِنْ لَفْظِه التَّحْرِيفَ والتَّبْدِيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
رقم القصيدة : 13760
-----------------------------------
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
فلقَدْ دَعاهُ قبلَ ذلكَ إيلا
ودَعاهُ رُوحَ الحَقِّ لِلْوَحْيِ الذي
يُتلى عليه بُكرة ً وأصيلا
وَأَبى لَها وصْفُ الكمال أُفُولا
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
إنْ أنْطَلقْ عنكم يَكنْ خيرٌ لكم
ليجيئكمْ منْ ترتَضُوهُ بديلا
يأتي على اسم الله منه مباركٌ
ما كانَ مَوْعِدُ بَعْثِه مَمْطُولا
يَتْلُو كِتابَ البَّيِّناتِ كِتابهُ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
ودُّوا اتِّخاذ الأنبياءِ عُجُولا
وكَفَاهُمُ بِخَطِيئَة ِ تَخْجِيلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
بالإِفْكِ والبُهْتَانِ فيهِ القِيلا
وكما شَهِدْتُ لهُ سيَشْهَدُ لِي إذا
صار العليمُ بما أتيتُ جهولا
يُبْدِي الحوادِثَ والغُيوبَ حَدِيثُه
وَيسوسُكُمْ بالحَقِّ جِيلاً جِيلا
هوَ صخرة ٌ ما زوحمتْ صدمتْ فلا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
والآخرونَ الأَوَّلونَ فقومهُ
وَعَلَى الجَمِيع لَهُ الأَيادِي الطُّولَى
والمُنْحَمِنَّا لا تَشُكُّوا إنْ أتَى
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
رقم القصيدة : 13761
-----------------------------------
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
إذْ كانَ يَحيَى لِلْمَسِيحِ رَسيلا
وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ
فصلِ الخطابِ أوامراً وفصولا
فهوَ الذي نَعَتَ الزَّبورُ مُقَلَّداً
ذا شفرتينِ من السيوفِ صقيلا
قُرنتْ بهيبتهِ شريعة ُ دينهِ
فأراك أخذَ الكافرينَ وبيلا
فاضتْ على شفتيهِ رحمة ُ ربهِ
فاستشفِ من تلكَ الشفاهِ عليلا
وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
في أمة ٍ خُصَّتْ بكل كرامة ٍ
وتفيأتْ ظلَّ الصّلاحِ ظليلا
وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
كلٌّ يُسِرُّ وَيُعْلِنُ التَّهْلِيلا
رُهبانُ ليلٍ أسدُ حربٍ لم تلجْ
إلاَّ القنا يومَ الكريهة ِ غيلا
كم غادَروا الملك الجليلَ مُقَيَّداً
والقَرْمَ مِنْ أشْرافِهمْ مَغْلولا
فالله مُنْتَقِمٌ بهمْ مِنْ كلِّ مَنْ
يَبْغي عَلَى الحَقِّ المُبينِ عُدُولاَ
أعجبتَ من ملكٍ رأيتَ مقيداً
وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
خَضَعَتْ مُلوكُ الأرضِ طائِعَة ً لَهُ
وغَدا به قرْبانُهُمْ مَقْبُولا
مازال للمستضعفينَ مؤازراً
وأُولِي الصَّلاَحِ وَلِلعُفاة ِ بَذُولا
لم يدعهُ ذو فاقة ٍ وضرورة ٍ
إلاَّ ونالَ بجودهِ المأمولا
ذاكَ الذِي لم يَدْعُهُ ذُو فاقَة ٍ
إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
تَبْقَى الصَّلاة ُ عليهِ دائِمَة ً فَخُذْ
وَصْفَ النبيِّ مِنَ الزَّبُورِ مَقُولا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
رقم القصيدة : 13762
-----------------------------------
وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
فاسْمَعْهُ يفْرِحْ قَلْبَكَ المَتْبُولا
عَبْدِي الذي سُرَّتْ به نَفْسِي وَمَنْ
وحيي عليه مُنَّزَلٌ تنزيلا
لَمْ أُعْطِ ما أعْطَيْتُهُ أَحَداً مِنَ
ـفضلِ العظيمِ وحسبهُ تخويلا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
يكُ بالهَوى في حكمهِ ليميل
إنْ غضَّ منْ بصرٍ ومنْ صَوتٍ فما
غَضَّ التُّقَى والفَضْلُ مِنْهُ كلِيلا
فَتَحَ العُيُونَ العُورَ لكنَّ العِدا
عنْ فضلهِ صرفُوا العيونَ الُحولا
أحيا القلوبَ الغلفَ ، أسمعَ كل ذي
صَمَمٍ وَكَمْ داءٍ أزالَ دَخِيلا
يُوصي إلى الأُمَم الوصايا مِثْلَمَا
يُوصِي الأَبُ الْبَرُّ الرَّحِيمُ سَليلا
لا تُضْحِكُ الدُّنيا لهُ سِناً وَما
لمْ يؤتَ منها عدة ُ تنويلا
وهُوَ الذي مِنْ بعْدِ يَحيَى جاءهم.
حمداً جديداً بالمزيدِ كفيلا
وكتابهُ ماليسَ يطفأُ نوُره
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
فيها وفاضلتِ الوعورُ سهولا
فَزَهَتْ وَنَالَتْ حُسْنَ لُبْنانَ الذي
لولا كرامة ُ أحمدٍ ما نيلا
لوطٍ فكيفَ بِقَذْفِهِمْ رُوبِيلا
عزَّا وطابتْ منزلاً ونزيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
رقم القصيدة : 13763
-----------------------------------
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
فالله يَجْزِي بالجَمِيلِ جَمِيلا
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
لا تَخْطُرُ الأَرْجاسُ فيهِ وَلا يُرَى
لُخطاهمُ في أرضهِ تنقيلا
كتفاثُ بينهما علامة ُ مُلكهِ
للهِ مُلكٌ لا يزالُ أثيلا
من كانَ من حِزبِ الإلهِ فلمْ يزلْ
منه بحسنِ عناية ٍ مشمولا
فاسْمَعْهُ يفْرِحْ قَلْبَكَ المَتْبُولا
أصْنَامُ بابِلَ قد أتاكَ دَليلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
رقم القصيدة : 13764
-----------------------------------
وَالغَرْسُ في البَدُوِ المُشار لِفضلِهِ
إنْ كنتَ تجهلهُ فسلْ حِزقيلا
غُرِستْ بأرضِ البدوِ منه دوحة ٌ
وَيُفَنِّدُ العُلَماءَ تَوْبِيخاً لَهُمْ
فأتتك فاضلة َ الغصونِ وأخرجتْ
إلاَّ القنَا يَوْمَ الكَرِيهَة ِ غِيلا
وَسَلوهُ كَمْ تَمْتَدُّ دَعْوَة ُ باطِلٍ
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
لكلامِ موسى قد أتى تَذْييلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
رقم القصيدة : 13765
-----------------------------------
وسَلَنَّ حَبْقُوقَ المُصَرِّحَ باسْمِهِ
وبوصفهِ وكفى به مسؤولا
إذا أوْصَلَ القَوْلَ الصَّريحَ بِذِكْرِهِ
للسَّامعينَ فأحسنَ التوصيلا
والأرضُ مِنْ تَحْمِيدِ أحمدَ أصْبَحَتْ
وبِنُورِهِ عَرْضاً تُضِيءُ وطُولا
روِيتْ سهامُ محمدٍ بقسيِّهِ
وغَدا بها مَنْ ناضَلَتْ مَنْضُولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
رقم القصيدة : 13766
-----------------------------------
واسمعْ برِؤيا بُختنصَّرَ والتمسْ
منْ دانيالَ لها إذنْ تأويلا
وَسَلوهُ كَمْ تَمْتَدُّ دَعْوَة ُ باطِلٍ
لِتُزيحَ علة َ مُبطلٍ وتُزيلا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
رقم القصيدة : 13767
-----------------------------------
وارمِ العِدا ببشائرٍ عنْ أرميا
إِذْ كَفَّ نَبْلُ كِنانِهِ مَتْبُولا
إذ قال قدْ قدَّستهُ وعصمتْهُ
وجعلتُ للأجناسِ منهُ رسُولا
وجعلتُ تقديسي قبيلَ وجودهِ
وَعْداً عَلَيَّ كَبَعْثِهِ مَفْعُولا
وحديثُ مكة َ قد رواهُ مُطولاً
شَعْيا فُخذْهُ وَجَانِبِ التَّطْوِيلا
إذْ راحَ بالقَوْلِ الصَّرِيح مُبَشِّراً
بالنَّسْلِ منها عاقراً معْضولا
وتَشَرَّفَتْ باسمٍ جديدٍ فادعها
حَرَمَ الإِلهِ بَلَقْتَ منه السُّولا
فتنبهتْ بعد الخمولِ وكُلِّلَتْ
وَبِوَصْفِهِ وكَفَى به مَسْؤولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
رقم القصيدة : 13768
-----------------------------------
وَنَأَتْ عَنِ الظُّلْمِ الذِي لا يَبْتَغِي
لخضابهِ شيبُ الزمانِ نصولا
حَرَمٌ على حمل السلاحِ مُحَرَّمٌ
فكأَنما يَسْقِي السُّيُوفَ فلُولا
وَتَخالُ مِنْ تَحْرِيمِ حُرْمَتِهِ العِدا
عُزْلاً وإنْ لَبِسُوا السِّلاحَ ومِيلا
لم يتخذْ بيتٌ سواهُ قبلة ً
فازدد بذاكَ لما أقولُ قبولا
وبَنُو نَبايُتَ لَمْ تَزَلْ خُدَّامُها
لا تَبْتَغِي عنها لَهُمْ تَحْوِيلا
جُمْعَتْ له أغنامُ قيدارَ التي
قد كانَ منها ذبحُ إسْمَاعِيلا
فنمتْ وأمِّنَ خوفُها وعدوُّها
قد باتَ منها خائفاً مَهْزُولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
رقم القصيدة : 13769
-----------------------------------
وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
لكلامِ موسى قد أتى تذييِلا
وَجَمِيعُ كُتُبِهِمُ على عِلاَّتَها
نَطَقَتْ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَعْليلا
لم يجهلوه غيرَ أنَّ سيوفهُ
أبْقَتْ حُقُوداً عِندَهمْ وذُحُولا
فاسْمَعْ كلامَهُمُ ولا تَجْعَلْ عَلَى
ما حرَّفوا من كتبهمْ تعوِيلا
لولا اسْتِحَالتُهُمْ لَمَا ألْفَيْتَنِي
لكَ بالدليلِ على الغريم محِيلا
أوقدْ جهلتَ من الحديثِ رواية ً
أمْ قد نسيتَ مِنَ الكتابَ نُزُولا
فاترك جدالَ أخي الضلالِ ولا تكن
بمراء منْ لا يهتدي مشغُولا
مالي أُجَادِلُ فيهِ كلَّ أَخي عَمّى ً
كيما أقيمَ على النهارِ دليِلا
واصرفْ إلى مدحِ النبيِّ محمدٍ
قوْلاً غدا عن غيرهِ معدُولا
فإذا حصلتَ على الهدى بكتابهِ
لا تَبْغِ بَعْدُ لِغَيرِهِ تَحْصِيلا
ذِكْرٌ بِهِ تَرْقَى إلَى رُتُبِ العُلا
فَتخَالُ حامِلَ آيهِ مَحْمُولا
يذَرُ المُعارضَ ذا الفصاحة ِ ألكناً
في قولهِ وأخا الحجا مخبولا
لا تَنْصِبَنَّ لهُ حِبالَ مُعانِدٍ
فَتُرَى بِكَفَّة ِ آفة ٍ مَحْبُولا
إن كنتَ تنكرُ مُعجزاتِ محمدٍ
يوماً فكنْ عمَّا جهلتَ سئُولا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
رقم القصيدة : 13770
-----------------------------------
شَهِدَتْ لهُ الرُّسْلُ الكِرامُ وَأشْفَقَوا
من فاضلٍ يستشهدُ المفضولا
قارَنْتُ نُورَ النَّيِّرَيْنِ بِنُورِهِ
فرأيتُ نورَ النيرينِ ضئيلا
وَنَسَبْتُ فضلَ العالَمِينَ لفضلِهِ
فَنَسَبْتُ منهُ إلى الكَثِيرِ قليلا
وَأرانِيَ الزَّمَنِ الجَوادَ بِجودِهِ
لَمَا وَزَنْتُ بهِ الزَّمانَ بَخِيلا
ما زالَ يَرْقَى في مَواهِبِ رَبِّهِ
وينالُ فضلاً من لدنهِ جزيلا
حتى انثنى أغنى الورى وأعزهمْ
ينقادُ محتاجاً إليهِ ذليلا
بَثَّ الفضائِلَ في الوجودِ فَمنْ يُرِدْ
فضلاً يَزِدْه÷ بفضلهِ تفصيلا
فالشمسُ لا تُغْني الكَواكِبُ جُمْلَة ً
في الفضلِ مغناها ولا تفضيلا
سَلْ عَالَمَ المَلْكُوتِ عنهُ فَخيرُ مَا
سأل الخبيرُ عن الجليلِ جليلا
فَمنِ المُخَبِّرُ عَنْ عُلاً مِنْ دونِها
ثَنَتِ البُراقَ وأخَّرَتْ جِبْرِيلا
فَلوِ اسْتَمدَّ العالَمونَ عُلومَه
مَدَّتْهُمُ القَطَراتُ منهُ سيُولا
فتَلَقَّ ما تسطيعُ من أنوارهِ
إِنْ كانَ رَأْيُكَ في الفَلاحِ أصِيلا
لوطٍ فكيفَ بِقَذْفِهِمْ رُوبِيلا
قَوْلاً مِنَ السِّرِّ المَصُونِ ثَقِيلا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
علماً وجرَّدَ صارماً مصقولا
أوَماترى الدِّينَ الحنيفَ بسيفهِ
جعلَ الطُّهورَ له دماً مطلولا
ورَمَى به شُكراً لإسرائيلاً
ألفَيْتَهُ بِدَمِ العِدَا مَغْسولا
داعٍ بأمر اللهِ أسمعَ صوتهُ الثَّقـ
ـقْلَينِ حتى ظُنَّ إسْرَافِيلا
لمْ يدعُهُمْ إلاَّ لما يحييهمُ
أبداً كما يَدْعُو الطَّبيبُ عَليلا
ويَنَامُ مِنْ تَعَبٍ وَيَدْعُو رَبَّهُ
تخذتْ عزئمهُ الفضاءَ سبيلا
يُهْدِى إلى دارالسلامِ من اتقى
فإذَا أَتَى بَشَرٌ إليهمْ كَذَّبوا
في خَلْقِ آدَمَ يَا لَهُ تَجْهِيلا
مِمَّن عَصَى بعدَ القتيلِ قتيلا
حتى يقولَ الناسُ أتعبَ مالكاً
بحُسامِهِ وأراحَ عزريلا
عَدْواً وَكانَ العامِرَ المَأْهُولا
مُذْ فارَقوا العِجْلَ الذي فُتِنوا به
مَنْ خُلْقُهُ القرآنُ جَلَّ ثناؤُهُ
عنْ أن يكونَ حديثهُ مملولا
وإذا أتَتْ آياتُهُ بِمَدِيحِهِ
رَتَّلْتُ منها ذِكْرَهُ تَرْتِيلا
وبأَنَّ ما أبْدَى لهُمْ مِنْ آيَة ٍ
متبتلٌ لإلههِ تبتيلا
وإِذا أرادَ الله فِتْنَة َ مَعْشَرٍ
والآخِرونَ الأوَّلونَ فَقوْمُه
وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ
فأَبَى أَقَلُّ العالَمِينَ عُقُولا
من لي بأني من بنانِ محمدٍ
باللثمِ نلتُ المنهلَ المعسولا
مِنْ راحَة ٍ هِيَ في السَّماحَة ِ كَوْثرٌ
ناراً لِمَا غَرَسَ اليَهُودُ أَكُولا
سارتْ بطاعتها السَّحابُ كأنما
أمرتْ بما تختارُ ميكائيلا
أنَّى دعا وأشارَ مبتهلا بها
لمياهِ مُزنٍ مايزالُ هطولا
وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ
موسَى ولا عِيسَى وَلا شَمْوِيلا
وَكَمْ اشْتَكَتْ بَلَدٌ أذاهُ فأُلْبِسَتْ
بدعائهِ من صحوة ٍ إكليلا
يارحمة ً للعالمينَ ألم يكن
طفلاً لِضُرِّ العالمين مزيلا
إذ قامَ عَمُّكَرفي الورى مستسقياً
تُخْزُوا يَهُوذَا الآخِذَ البِرْطِيلا
لَمْ يُؤْتَ منها عَدَّهُ تَنْوِيلا
ألفيتَ فيها التابعينَ الفيلا
في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا
جادتهمُ مطرَ الرَّدَى سِجِّيلا
فَفَدَوْكَ مَوْلوداً وَقَيْتَ نُفُوسَهُمْ
شِيباً وَشُبَّاناً مَعاً وَكُهُولا
حتى إذا ما قُمْتَ فيهمْ مُنْذِراً
أبْدُو إليكَ عَداوة وذُحولا
فلقيتهمْ فرداً بعزمٍ ماانثنى
يوماً وحسنِ تصبرٍ ماعيلا
وأراهُ لا بِتَكَلُّمٍ إلاَّ إذا
ثِقة ً بنَصْرِ مَنِ اتَّخَذْتَ وَكِيلا
وَأَطَلْتَ في مَرْضَاة ِ رَبِّكَ سُخْطَهُمْ
جُمِعَتْ لَهُ أغْنامُ قَيْدَارَ التي
وَطَفِقْتَ يَلْقاكَ الصَّدِيقُ مُعادِياً
والسِّلْمُ حرباً والنَّصيرُ خذولا
وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
وَهَزَزْتَ فيهمْ صارماً مَسْلولا
وأقمتَ ذاكَ العضبَ فيهم قاضياً
ونَصَبْتَ تلكَ البيِّناتِ عُدولا
فطفقتَ لاتنفكُّ تتلو آية ً
أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ
حتَّى قضَى بالنَّصْرِ دينُكَ دِينهُ
وغدا لدين الكافرين مُزيلا
وعَنَتْ لِسَطْوَتِكَ المُلوكُ وَلَمْ تَزَلْ
فصْلِ الخطاب أوامِراً وفصولا
فَتخَالُ حامِلَ آيهِ مَحْمُولا
ثَكْلى ومُوجَعَة ٍ تُصِيبُ عَوِيلا
الله أعطى المصطفى خُلقاً على
في قَولِهِ وأخا الحِجا مَخْبولا
غَمَرَ البَرِيَّة َ عَدْلُهُ فَصَدِيقُهُ
وعدوُّهُ لا يظلمونَ فتيلا
وَإذا أرادَ الله حِفْظَ وَلِيِّهِ
ويَرُومُ مِنْ حَرِّ الهَجِيرِ مَقِيلا
عُرِضَتْ عليهِ جبالُ مكة َ عسجداً
فأبى لفاقتهِ وكان مُعيلا
ركبَ الحمارَ تواضعاً من بعدما
ركبَ البراقَ السابقَ الهذلولا
فَنَمَتْ وأُمِّنَ خَوْفُها وَعَدُوُّها
من عَدَّ موجَ البحرِ عدَّ طويلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
وأخذتُ منه لبابهُ المنخولا
واصْرِفْ إلى مَدْحِ النبيِّ مُحَمَّدٍ
فيهِ بِحَبْلِ موَدّة ٍ مَوْصولا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
سبقَ الجيادَ إلى المدى مشكُولا
وأضاءتِ الأيامُ مِنْ أنوارِهِ
فاستصحبتْ غُرَراً بها وحجولا
إني امرؤٌ قلبي يحبُّ محمداً
ويلومُ فيهِ لائماً وعَذُولا
الله أكبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
ليس المُحِبُّ لمن يحبُّ ملولا
وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
معهُ زماناً والكفاحَ طويلا
فأَقُومَ عنه بِمقْولٍ وبصارم
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
طوراً بقافية ٍ يُريكَ ثباتها
لَعْناً يَعُودُ عليهمُ مكفولا
وبضربة ٍ يَدَعُ المُدجَّجَ وِتْرُها
صَمَمٍ وَكَمْ داءٍ أزالَ دَخِيلا
وبطعنة ٍ جلَتَ السِّنانَ فمثلتْ
عَيْناً لِعَيْنِكَ في الكَمِيِّ كَحِيلا
في مَوقِفٍ غَشِيَ اللِّحاظَ فلا يَرى
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
فَرَشَفْتُ ثَغْرَ المَوتِ فيه أَشْنَبَا
وَلَثَمْتُ خَدّ المَشْرَفيِّ أَسِيلا
لَمْ يُتخذْ بَيْتٌ سِوَاهُ قِبْلَة ً
يَدْعُو جُنُوداً للوَغَى وخُيُولا
فاطْرَبْ إذا غَنَّى الحَديدُ فخْيرُ ما
سَمِعَ المَشُوقُ إلى النِّزالِ صَليلا
تالله يُثنى القلبُ عنه ما ثنى
موسَى ولا عِيسَى وَلا شَمْوِيلا
أسَفاً يَعَضُّ بنَانَهُ مَذْهُولا
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
فلأقطعنَّ حبالَ تسويفي التي
منعتْ سواي إلى حماهُ وصولا
ولأمنعنَّ العينَ فيه منامها
ولأَجْعَلَنَّ لها السُّهَادَ خَلِيلا
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
سبحانَ قاتِلِ نَفْسِهِ فأَقُولا؟
من كل دامية ِ الأياطلِ زدتُها
عنقاً إذا كلفتها التمهيلا
سارت تقيسُ ذراعها سقفَ الفلا
فكأَنما يَسْقِي السُّيُوفَ فلُولا
يَذَرُ المُعارِضَ ذا الفَصاحَة ِ ألْكَنا
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
فَرِحَتْ بِهِ البَرِيَّة ُ القُصْوَى وَمنْ
من ميسمٍ فتكافئآ تقتيلا
قطعتْ حبالَ البعدِ لما أعملتْ
شَوْقاً لَطَيْبَة َ ساعِداً مَفْتُولا
لأتَى بِسَيْلٍ ما يُصِيبُ مَسِيلا
ولِسامِعٍ مِنْ فَضْلِهِ ما قيلا
وبأنَّ سِحْراً ما اسْتطاعَ لآيَة ٍ
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
قَوْلاً عَلَى خيرِ الوَرَى مَنْحُولا
حيناً بطولِ إساءتي مشكولا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
وكفى بفضلٍ منه لي تنويلا
وإذا تعسرتِ الأمورُ فإنني
راجٍ لها بمحمدٍ تسهيلا
ياربِّ هبنا للنبيِّ وهبْ لنا
ما سَوَّلَتهُ نُفوسُنا تَسْوِيلا
واسترْ علينا ما علمتَ فلمْ يُطقْ
مِنَّا امْرُؤٌ لِخَطِيئَة ٍ تَخْجِيلا
وَاعطِفْ عَلَى الخَلْقِ الضَّعِيفِ إِذا رَأى
هولَ المعادِ فأظهرَ التهويلا
يومٌ تضلُّ به العقولُ فتشخًصُ الـ
ذَا صُورَة ٍ ضَلوا بها وهَيُولَى
وَجِبالُ فارانَ الرَّواسِي إنها
حيناً وحيناً يُظهرونَ عويلا
وَأَضَلّهُمْ رَأوُا القَبِيحَ جَمِيلا
لهُمُ رِباً وخيانَة ً وَغُلولا
لتنالَ من ظمأِ القيامة ِ نفسهُ
ورَضُوا لِمُوسى أنْ يقولَ فواحِشاً
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
فرطاً تبلِّغنا به المأمولا
واصرف به عنا عذابَ جهنمَ
كَرَماً وكُفَّ ضِرامَها المَشْغُولا
وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
خَتَمَتْ وصِيَّتُهُ لهنَّ فصُولا
ما هزَّتِ القُضْبَ النسيمُ ورجعتْ
ورقاءُ في فننِ الأراكِ هديلا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
رقم القصيدة : 13771
-----------------------------------
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ
وَأنتَ عنْ كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسْؤُولُ
في كلِّ يومٍ تُرجى أن تتوبَ غداً
وَعَقْدُ عَزْمِكَ بالتَّسْوِيفِ مَحْلُولُ
أما يُرى لكَ فيما سَرَّ من عملٍ
يوماً نشاطٌ وعَّما ساء تكسيلُ
فَجَرِّدِ العَزْمَ إنَّ الموتَ صارِمُهُ
مُجَرَّدٌ بِيَدِ الآمالِ مَسْلُولُ
واقطع حبالَ الأمانيِّ التي اتَّصَلتْ
فإنما حَبْلُها بالزُّورِ مَوْصولُ
أنفقتَ عُمركَ في مالٍ تُحَصِّلُهُ
وَمَا عَلَى غيرِ إثْمٍ منكَ تحصيلُ
ورُحْتَ تعمرُ داراً لابقاءَ لها
وأنْتَ عنها وإن عُمِّرْتَ مَنْقُولُ
جاءَ النَّذِيرُ فَشَمِّرْ لِلْمَسِيرِ بلا
مهلٍ فليس مع الإنذارِ تمهيلُ
وصُنْ مَشِيبَكَ عنْ فِعْلٍ تُشانُ به
فكلُّ ذي صبوة ٍ بالشيبِ معذولُ
لاتنكنهُ وفي القودينِ قد طلعتْ
منهُ الثُّريَّا وفوق الرَّأسِ إكليلُ
فإنَّ أَرْواحَنا مِثْلَ النُّجُومِ لها
مِنَ المَنِيَّة ِ تَسْيِيرٌ وَتَرْحِيلُ
وإنَّ طالِعَها مِنَّا وَغَارِبَها
جِيلٌ يَمُرُّ وَيَأْتي بَعْدَهُ جِيلُ
حتى إذا بعثَ الله العبادَ إلى
يَوْمِ بِهِ الحكمُ بينَ الخلْقِ مَفْصولٌ
تبينَ الربحُ والخسرانُ في أممٍ
تَخالفَتْ بيننا منها الأقاوِيلُ
فأخسرُ الناسِ من كانتْ عقيدتهُ
فِي طَيِّها لِنُشُورِ الخَلْقِ تَعْطِيلُ
وأمة ٌ تعبدُ الأوثانَ قد نصبتْ
لها التصاويرُ يوماً والتماثيلُ
وأمة ٌ ذهبتْ للعجلِ عابدة َ
فنالها مِنْ عَذابِ الله تَعْجِيل
وأمة ٌ زعمتْ أنَّ المسيحَ لها
ربٌ غدا وهو مصلوبٌ ومقتولُ
فثلثتْ واحداً فرداً نوَحِّدُهُ
وَلِلْبَصَائِرِ كالأَبصارِ تَخْيِيلُ
تبارَكَ الله عَمَّا قالَ جاحِدُه
وجاحِدُ الحَقِّ عِنْدَ النَّصْرِ مَخْذُول
والفوزُ في أمة ٍ ضوءُ الوضوءِ لها
قد زانها غُررٌ منه وتحجيلُ
تظلُّ تتلو كتاب اللهِ ليسَ بهِ
كسائِرِ الكُتْبِ تَحْرِيفٌ وتَبْدِيلُ
فالكتبُ والرُّسلُ من عند الإلهِ أتتْ
ومنهمُ فاضِلٌ حَقَّا ومفضولُ
والمصطفَى خيرُ خَلْقِ الله كلِّهِمِ
لهُ على الرسلِ ترجيحٌ وتفضيلُ
مُحَمَّدٌ حُجَّة ُ الله التي ظَهَرَتْ
بِسُنَّة ِ مالها في الخلقِ تحويلُ
نَجْلُ الأكارمِ والقومِ الذين لهم
عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ الطَّوْلُ والطُّولُ
مَنْ كَمَّلَ الله معناهُ وصورتهُ
فلَمْ يَفُتْهُ عَلَى الحَالَيْنِ تَكْمِيلُ
وخَصَّهُ بوقارٍ قرَّ منه لهُ
في أنفسِ الخلقِ تعظيمٌ وتبجيلُ
بادِي السكينة ِ في سُخْطٍ لهُ وَرِضاً
فلم يزلْ وهو مرهوبٌ ومأمولُ
يُقابِلُ البِشْرَ منه بالنَّدَى خُلُقٌ
زاكٍ على العدلِ والإحسانِ مجبولُ
مِنْ آدمٍ ولحينِ الوضعِ جوهرهُ الـ
مكنونُ في أنفس الأصدافِ محمولُ
فلِلنُّبُوَّة ِ إتْمامٌ ومُبْتَدَأٌ
به وَللفَخْرِ تَعْجِيلٌ وَتأْجِيلُ
أتتْ إلى الناسِ من آياتهِ جُمَلٌ
أَعْيَتْ عَلَى الناسِ مِنْهُنَّ التَّفاصيلُ
أَنْبَا سَطِيحٌ وَشِقٌّ وَابْنُ ذِي يَزَنٍ
عنه وقُسٌّ وَأحبارٌ مَقاوِيل
وعنه أَنْبَأَ موسى وَالمسيحُ وقد
بأنه خاتمُ الرُّسلِ المباحِ له
مِنَ الغَنائِم تقسيمٌ وتَنْفِيلُ
وليسَ أَعْدَلَ منه الشاهِدُونَ لهُ
ولا بأعلمَ منهُ إنْ هُمُ سيلوا
وإنْ سألتهُمْ عنه فلا حرجٌ
إِنَّ المَحَكَّ عَنِ الدِّينارِ مَسْؤُولُ
كم آية ٍ ظَهَرَتْ في حينِ مَوْلِدِهِ
بهِ البشائرُ منها والتَّهاويل
علومُ غيبٍ فلا الأرصادُ حاكمة ٌ
وَلا التقاويمُ فيها وَالتَّحاويل
إذِ الهَواتِفُ والأنوارُ شاهِدُها
لَدَى المَسامِع وَالأبصارِ مَقْبُول
ونار فارسَ أضحتْ وهي خامدة ٌ
وَنَهْرُهُمْ جامِدٌ والصَّرْحُ مَثْلول
ومُذْ هدانا إلى الإسلامِ مَبْعَثُه
دهى الشياطينَ والأصنامَ تجديلُ
وانظر سماءً غدتْ مملوءة ً مرساً
كأنها البيتُ لما جاءهُ الفيلُ
فردَّتِ الجنَّ عنْ سمع ملائكة ٌ
إذْ رَدَّتِ البَشَرَ الطَّيْرُ الأَبابِيل
كلٌّ غَدا وله مِنْ جِنْسِهِ رَصَدٌ
لِلجنَّ شُهْبٌ وللإنسانِ سجِّيل
لَوْلا نبيُّ الهدَى ما كانَ في فَلَكٍ
على الشياطينِ للأَمْلاكِ تَوْكِيل
لَمَّا تَوَلَّتْ تَوَلّى كلُّ مُسْتَرِقٍ
عَنْ مَقْعَدِ السَّمْعِ منها وهْوَ مَعْزُول
إنْ رُمتَ أكبرَ آياتٍ وأكملها
يا خيرَ مَنْ رُوِيَتْ لِلناسِ مَكْرُمَة ٌ
وانظرْ فليس كمثلِ الله من أحدٍ
ولا كقولٍ أتى من عندهِ قيلُ
لو يستطاعُ لهُ مثلٌ لجيءَ به
والمستطاعُ من الأعمالِ مفعولُ
لله كمْ أَفحَمَتْ أفْهامَنا حِكْمٌ
منه وكمْ أَعْجَزَ الألْبابَ تَأْويلُ
يَهْدِي إلى كُلِّ رُشْدٍ حِينَ يَبْعثُهُ
إلى المسامعِ تتيبٌ وترتيلُ
تَزْدادُ منه عَلى تَرْدادِهِ مِقَة ً
وكلُّ قولٍ على التردادِ مملولُ
ما بَعْدَ آياتِهِ حَقٌّ لِمُتَّبِعِ
والحَقُّ ما بَعْدَهُ إلاَّ الأَباطِيلُ
وما محمدٌ إلا رحمة ٌ بُعِثَتْ
للعالمينَ وفضلُ اللهِ مبذولُ
هو الشفيعُ إذا كان المعادُ غداً
واشتدَّ للحشرِ تخويفٌ وتهويلُ
فما على غيرهِ للناسِ معتمدٌ
ولا على غيرهِ للناسِ تعويلُ
إنَّ امْرأً شَمَلَتْهُ مِنْ شَفَاعَتِهِ
عِناية ٌ لامْرُؤٌ بالفَوْزِ مَشْمُول
نالَ المَقامَ الذي ما نالَهُ أحَدٌ
وطالما ميَّزَ المقدارَ تنويلُ
وأدركَ السؤلَ لمَّاقامَ مجتهداً
ومَا بِكلِّ اجتهادٍ يُدْرَكُ السُّولُ
لو أنَّ كُلَّ عُلاً بالسَعْيِ مُكْتَسَبٌ
ما جازَ حين نزولِ الوحيِ تزميلُ
أَعْلَى المَراتِبِ عند الله رُتبَتُهُ
فاعلم فما موضعُ المحبوبِ مجهولُ
من قاب قوسينِ أو أدنى له نزلٌ
وحُقَّ منه له مثوى ً وتحليلُ
سَرع إلى المسجِدِ الأقصَى وَعاد بِهِ
ليلاً بُراقٌ يبارى البرقَ هذلول
يا حبَّذا حالُ قُربِ لاأكيِّفُهُ
وحبَّذا حالُ وصْلٍ عنه مغفولُ
وَكَمْ مواهِبَ لم تَدْرِ العِبادُ بها
أتتْ إليه وسترُ الليلِ مسدولُ
هذا هو الفضلُ لا الدنيا وما رجحتْ
به الموازينُ منها والمكاييلُ
وكم أتتْ عنْ رسول اللهِ بيَّنَة ٌ
في فضلها وافقَ المنقولَ معقولُ
نورٌ فليسَ له ظلٌ يُرى ولهُ
مِنَ الغَمامَة ِ أَنَّى سَارَ تَظْليل
ولا يُرى في الثَّرى أثرٌ لأخمصهِ
إذا مشى وله في الصخرِ توحيلُ
دنا إليهِ حنينُ الجِذعِ من شغفٍ
إذْ نالهُ منه بَعْدَ القُرْبِ تَزْيِيلُ
فَلَيْتَ مِنْ وَجهِهِ حَظِّي مُقابَلَة ٌ
وَلَيْتَ حَظِّيَ منْ كَفَّيْهِ تَقْبِيلُ
بيضٌ ميامينُ يستسقى الغمامُ بها
للشمسِ منها وللأنواءِ تخجيلُ
ما إنْ يَزالُ بها في كلِّ نازِلَة ٍ
للقُلِّ كثرٌ وللتصعيبِ تسهيلُ
فاعجبْ لأفعالها إن كنتَ مدركها
واطربْ إذا ذُكرتْ تلك الأفاعيلُ
كم عاود البرءُ من إعلالهِ جسداً
بلمسهِ واستبانَ العقلَ مخبولُ
وَرَدَّ ألفَيْنِ في رِيِّ وَفي شِبَعٍ
إذ ضاق باثنينِ مشروبٌ ومأكولُ
وردَّ ماءً ونوراً بعدَ ماذهبا
رِيقٌ لهُ بِكِلا العَيْنَيْنَ مَتْفُولُ
ومنبعُ الماء عذباً من أصابعهِ
وذاكَ صُنْعٌ به فينا جَرَى النيلُ
وكم دعا ومحيَّا الأرضِ مكتئبٌ
ثمَّ انثنى وله بِشرٌ وتهليلُ
فأصْبَحَ المَحْلُ فيها لا مَحَلَّ لَهُ
وغالَ ذكرَ الغلا من خصبها غولُ
فبالظِّرابِ ضُرُوبٌ لِلْغَمامِ كما
عَنِ البِناءِ عَزالِيها مَعازيلُ
وآضَ من روضها جيدُ الوجودِ به
مِنْ لُؤْلُؤِ النَّورِ تَرْصِيعٌ وتكليلُ
وَعَسْكَرٍ لَجبٍ قَدْ لَجَّ في طَلَبٍ
لغزوهِغَرَّهُ بأسٌ وترعيلُ
دعا نزالِ فولَّي والبوارُ به
من الصَّبا والحصى والرُّعبِ منزولُ
واغيرتا حين أضحى الغارُ وهو بهِ
كمثلِ قلبي معمورٌ ومأهولُ
كأَنَّمَا المُصطَفى فيهِ وصاحِبُه الصَّـ
ـديقُ ليثانٍ قد آواهما غيلُ
وَجلَّلَ الغارَ نَسْجُ العنكبوتِ عَلَى
وَهْنٍ فيا حَبَّذا نَسْجٌ وَتَجْلِيلُ
عناية ٌ ضلَّ كيدُ المشركينَ بها
وما مَكايِدُهمْ إلاَّ الأضاليلُ
إذْ يَنظُرُونَ وهمْ لا يُبْصِرُونَهُما
كأنَّ أبصارهم من زيغها حُولُ
إنْيقطع الله عنه أمة ً سفهتْ
نفوسها فلها بالكفرِ تعليلُ
فإنما الرُّسلُ والأملاكُ شافعها
لِوُصْلة ٍ منه تَسکلٌ وَتَطْفِيلُ
ماعُذْرُ من منعَ التصديقَ منطقهُ
وقد نبا منه محسوسٌ ومعقولُ
والذئبُ والعيرُ والمولودُ صدَّقَهُ
والظُّبْيُ أَفْصَحَ نُطْقاً وَهْوَ مَحْبُولُ
والبَدْرُ بادَرَ مُنْشَقًّا بِدَعْوَتِهِ
له كما شقَّ قلبٌ وهو متبولُ
وَالنَّخْلُ أثْمَرَ في عام وسُرَّ بِهِ
سلمانُ إذ بسقتْ منه العثاكيلُ
إنْ أَنْكَرَتْهُ النَّصَارَى واليَهُودُ عَلَى
ما بيَّنتْ منه توراة ٌوإنجيلُ
فقد تكرَّرَ منهم في جحودهم
للكفرِ كفرٌ وللتجهيل تجهيلُ
قلْ للنصارى الألى ساءت مقالتهم
فما لها غير محضِ الجهلِ تعليلُ
مِنَ اليَهُودِ اسْتَفَدْتُمْ ذَا الجُحودَ كما
من الغرابِ استفادَ الدفنَ قابيلُ
فإنَّ عِنْدَكُمُ تَوْراتُهُمْ صَدَقَتْ
ولمْ تُصَدَّقْ لكمْ منهمْ أناجِيلُ
ظلمتونا فأضحوا ظالمينَ لكم
وذاكَ مِثْلُ قِصاصٍ فيهِ تَعْدِيلُ
منكمُ لنا ولكم من بعضكمْ شغلٌ
والناسُ بالناسِ في الدنيا مشاغيلُ
لقدْ عَلِمْتُمْ ولكِنْ صَدَّكُمْ حَسَدٌ
أنّا بما جاءنا قومٌ مقابيلُ
أما عرفتم نبي الله معرفة َ الأبـ
ـأَبْناء لكنكم قَوْمٌ مناكِيلُ
هذا الذي كنتم تستفتحون به
لولا اهتدى منكمُ للرشدِ ضِلِّيلُ
فَلا تُرَجُّوا جزِيلَ الأجْرِ مِنْ عَمَلٍ
إنَّ الرَّجاء مِنَ الكُفَّارِ مَخْذُولُ
تؤذنونَ بزقٍّ من جهالتكمْ
به انتفاخٌ وجسمٌ في ترهيلُ
موتوا بغيظٍ كماقد ماتَ قبلكمُ
قابيلُ إذ قرَّبَ القربانَ هابيلُ
ياخي من رويتْ للناسِ مكرمة ٌ
عنهُ وفُصِّلَ تَحْرِيمٌ وَتَحْلِيلُ
كَمْ قد أتتْ عنكَ أخبارٌ مُخَبِّرَة ٌ
في حُسْنِها أشْبَهَ التَّفْرِيعَ تَأْصِيلُ
تَسْرِي إلَى النَّفْسِ منها كلما ورَدَتْ
أنْفاسُ وَرْدٍ سَرَتْ وَالوَرْدُ مَطْلولُ
مِنْ كُلِّ لَفْظٍ بَلِيغٍ راقَ جَوْهَرُهُ
كأنُهُ السَّيْفُ ماضِ وَهْوَ مَصْقُولُ
لم تبقِ ذكراً لذي نُطقٍ فصاحتهُ
وهل تضيءُ مع الشمسِ القناديلُ؟
جاهَدْتَ في الله أبْطَالَ الضَّلالِ إلى
أن ظلَّ للشركِ بالتوحيدِ تبطيلُ
شَكا حُسامُكَ ما تَشْكو جُمُوعُهُمْ
ففيه منها وفيها منه تَفْلِيلُ
لله يَوْمُ حُنَيْنٍ حينَ كانَ بهِ
كساعة ِ البَعْثِ تَهْوِيلٌ وَتَطْوِيلُ
ويوم أقبلتِ الأحزابُ وانهزمتْ
وكمْ خبا لهبٌ بالشركِ مشعولُ
جاءوا بأسلحة ٍ لم تحمِ حاملها
إنَّ الكُماة َ إذا لم ينصروا ميلُ
مِنْ بَعدِما زُلزلتْ بالشِّرْكِ أبْنِيَة ٌ
وانْبَتَّ حَبْلٌ بأيْدِي الرَّيْبِ مَفْتُولُ
وظنَّ كلُّ امرىء ٍ في قلبهِ مرضٌ
بأنَّ موعدهُ بانَّصرِ ممطولُ
فأنزَلَ الله أمْلاكاً مُسَوَّمَة
لبوسها من سكيناتٍ سرابيلُ
شاكى السلاح فما تشكو الكلالَ ومن
صنعِ الإلهِ لها نسجٌ وتأثيلُ
مِنْ كُلِّ مَوْضونَة ٍ حَصْداءَ سابِغَة ٍ
تَرُدُّ حَدَّ المَنايا وهْوَ مَفْلُولُ
وَكلِّ أَبْتَرَ لِلْحَقِّ المُبِينِ بهِ
وللضلالة ِ تعديلٌ وتمييلُ
لم تبقِ للشركِ من قلبٍ ولا سببٍ
إلاَّ غَدَا وَهْوَ مَتبُولٌ وَمَبْتُولُ
وَيَوْمُ بَدْرٍ إذِ الإسلامُ قد طَلَعَتْ
به بُدُوراً لها بالنصْرِ تَكميلُ
سيءتْ بما سرنا الكُفَّار منه وقد
أفنى سراتهمُ أسرٌ وتقتيلُ
كأنَّما هُوَ عُرْسٌ فيه قد جُلِيَتْ
على الظبا والقنا روسٌ مفاصيلُ
والخَيْلُ تَرْقُصُ زَهْواً بالكُماة ِ وما
غيرَ السيوفِ بأيديهمْ مناديلُ
ولا مُهُورَ سِوَى الأرْوَاحَ تَقْبَلُها الْبِيـ
ـضُ البهاتيرُ والسُّمْرُ العطابيلُ
فلوْ تَرَى كلَّ عُضْوٍ مِنْ كماتِهِمُ
مُفَصَّلاً وهْوَ مَكفُوفٌ ومَشْلولُ
وكلُّ بيْتٍ حَكى بَيْتَ العَرُوضِ لهُ
بالبِيضِ والسُّمْرِ تَقْطِيعٌ وتَفْصِيلُ
وداخلتْ بالردى أجزاءهم عللٌ
غدا المرفَّلُ منهاوهوَ مجزولُ
وَكلُّ ذِي تِرَة ٍ تَغْلِي مَراجلُهُ
غَدا يُقادُ ذَليلاً وهْوَ مَغلول
وكلُّ جرحٍ بجسمٍ يستهلُّ دماً
كأنهُ مبسمٌ بالرَّاحِ معلولُ
وعاطلٌ مِنْ سلاحٍ قد غدَا ولهُ
أساورُ من حديدٍ أو خلاخيلُ
والأرضُ مِنْ جُثَثِ القَتْلَى مُجَلَّلَة ٌ
والتُّرْبُ مِنْ أَدْمُعِ الأحياءِ مَبْلولُ
غَصَّتْ قلوبٌ كما غصَّ القليبُ بهم
فللأسى فيهمُ والنارِ تأكيلُ
فأصْبَحَ البِئْرُ إذْ أَهْلُ البَوارِ به
مِثْلُ الوَطيسِ بهِ جُزْرٌ رَعابيلُ
وأصبحتْ أِّيماتٍ محصناتُهُمُ
وأمهاتُهُمُ وهي المثاكيلُ
لاتمسكُ الدمعَ من حزنٍ عيونهمُ
إلاَّ كما يمسكُ الماءَ الغرابيلُ
وصارَ فَقْرُهُم لِلمسلِمينَ غِنَى
وفي المَصائِبِ تَفْوِيتٌ وتَحْصِيلُ
ورَدَّ أَوْجُهَهُمْ سُوداً وأعْيُنَهُمْ
بِيضاً مِنَ الله تَنكيدٌ وتَنْكِيلُ
سالتْ وساءتْ عُيونٌ منهمُ مَثَلاً
كَأنَّما كلُّها بالشَّوْكِ مَسْمُولُ
أبْغِضْ بها مُقَلاً قد أشْبهَتْ لَبَناً
طفا الذبابُ عليهِ وهو ممقولُ
ويومَ عَمَّ قلوبَ المسلمينَ أسى ً
بِفَقْدِ عَمِّكَ والمَفْقُودُ مَجْذُولُ
ونال إحدى الثنايا الكَسْرُ في أحدٍ
وجاءَ يَجْبُرُ منها الكَسْرَ جِبْرِيلُ
وفي مواطنَ شتى كم أتاكَ بها
نَصْرٌ مِنَ الله مَضْمُونٌ ومَكْفُولُ
ومَلَّكَتْ يَدَاكَ الْيُمْنَى مَلائكَة ٌ
غُرٌ كرامٌ وأبطالٌ بهاليلُ
يُسارِعُونَ إذا نَادَيْتَهُمْ لِوَغَى
إنَّ الكرامَ إذا نودوا هذاليلُ
مِنْ كُلِّ نِضْوٍ نُحولٍ ما يزالُ به
إلى المكارمِ جدٌّ وهو مهزولُ
بنانهُ بدمِ الأبطالِ مختضبٌ
آلَ النبي بمنْ أو ما أشبهكم
لقد تعَذَّرَ تشبيهٌ وتمثيلُ
وهل سبيلٌ إلى مدحٍ يكون به
لأهْلِ بَيْتِ رَسولِ الله تَأْهِيلُ
يا قَوْمِ بايَعْتُكُمْ أَنْ لا شَبِيهَ لَكُمْ
مِنَ الوَرَى فاسْتقِيلوا البَيْعَ أوْ قِيلُوا
جاءت على تلو آياتِ النبي لهم
دلائلٌ هي للتاريخِ تذييلُ
مَعاشِرٌ ما رَضُوا إنِّي لَمُبْتَهِجٌ
بهِمْ وما سَخِطُوا إنِّي لمَثْكُولُ
وإنَّ من باع في الدنيا محبتهم
مبغضهُ اللهَ في الأخرى لمرذولُ
وحسبُ من نكلتْ عنهمْ خواطرهُ
إنْ ماتَ أو عاشَ تنكيلٌ وتثكيلُ
إنَّ المَوَدَّة َ في قُرْبَى النبيِّ غِنى ً
لا يَسْتَمِيلُ فُؤَادي عنهُ تَمْوِيلُ
وكَمْ لأصْحَابِهِ الغُرِّ الكِرامِ يَدٌ
عِنْدَ الإلهِ لها في الفضلِ تَخْوِيل
قومٌ لهمْ في الوغى من خوفِ ربهمُ
حسنُ ابتلاءٍ وفي الطاعاتِ تبتيلُ
كأنهمْ في محاريبِ ملائكة ٌ
وفي حُروبِ أعادِيهمْ رَآبِيلُ
حَكَى العَباءة َ قَلْبي حينَ كانَ بها
لِلآلِ تَغْطِيَة ٌ والصَّحْبِ تَخْليل
وَلِي فُؤَادٌ ونُطْقٌ بالوِدادِ لَهمْ
وبالمَدائحِ مَشغوفٌ ومَشْغولُ
فإن ظننتُ بهم ختلاً لبعضهمُ
إني إذنْ بِغُرورِ النفْس مَخْتُول
أ~مة ُ الدينِ كلٌَ في محاولة ٍ
إلى صوابِ اجتهادٍ منه مَوْكُولُ
لِيَقْضيَ الله أَمْراً كانَ قَدَّرَهُ
وكُلُّ ما قَدَّرَ الرّحْمنُ مفعُولُ
حسبي إذا ما منحتُ المصطفى مدحي
في الحشرِ تزكية ٌ منهُ وتعديلُ
مَدْحٌ بهِ ثَقُلَتْ ميزانُ قائلِهِ
وخَفَّ عنهُ من الأوزارِ تثقيلُ
وكيفَ تَأْبَى جَنَى أَوْصافِهِ هِمَمٌ
يروقها من قطوفِ العزِّ تذليلُ
وليس يدركُ أدنى وصفهِ بشرٌ
أيقطعُ الأرضَ ساعٍ وهو مكبولُ
كُلُّ الفَصاحَة ِ عِيٌّ في مَناقِبِهِ
إذا تَفَكَّرْتَ والتَّكْثِيرُ تَقْلِيلُ
لو أجمعَ الخلقُ أن يحصوا محاسنهُ
أَعْيَتْهُمُ جُمْلَة ٌ منها وتَفْصِيلُ
عُذْراً إليك رسولَ الله مِنْ كَلِمي
إنَّ الكريمَ لديهِ العُذْرُ مقبولُ
إنْ لَمْ يكنْ مَنْطِقِي في طيبِهِ عَسَلاً
فإنه بمديحي فيكَ مَعْسُولُ
ها حُلَّة ً بخِلاَلٍ منكَ قد رُقِمَتْ
مافي محاسنها للعيبِ تخليلُ
جاءت بحبى وتصديقي إليكَ وما
حبيِّ مشوبٌ ولا التصديقُ مدخولُ
ألبستها منك حُسناً فازدهتْ شرفاً
بها الخواطرُ منا والمناويلُ
لم أنتحلها ولم أغصبْ معانيها
وَغيرُ مَدْحِكَ مَغصوبٌ ومَنْحُولٌ
ومَا على قَوْلِ كعْبٍ أَنْ تُوازِنَهُ
فَرُبَّمَا وَازَنَ الدُّرَّ المَثَاقيلُ
وهلْ تعادلهُ حُسناً ومنطقها
عن منطق العربِ العرباء معدولُ
وَحَيْثُ كُنَّا معاً نَرْمِي إلى غَرَضٍ
فحبذا ناضلٌ منا ومنضولُ
إن أقفُ آثارهُ إني الغداة َ بها
على طريق نجاحٍ منك مدلولُ
لمَّا غفرتَ له ذنباً وصنتُ دماً
لولا ذِمامُكَ أَضْحى وَهْوَ مَطْلولُ
رَجَوْتُ غُفْرانَ ذَنْبٍ مُوجِبٍ تَلَفِي
لهُ منَ النَّفْسِ إملاءُ وَتَسْوِيلُ
وليسَ غيرَكَ لِي مَوْلى ً أؤَمِّلُهُ
بَعْدَ الإلَهِ وَحَسْبِي مِنْكَ تَأْمِيلُ
ولي فُؤَادُ مُحِبِّ ليسَ يُقْنِعُهُ
غيرُ اللقاءِ ولا يشفيهِ تعليلُ
يميلُ بي لك شوقاً أو يخيل لي
كأنما بيننا من شُقة ٍ ميلُ
يهمُّ بالسعيِّ والأقدارُ تمسكهُ
وكيفَ يعدوُ جوادٌ وهو مشكولُ
مَتَى تَجُوبُ رسولَ الله نَحْوَكَ بِي
تِلْكَ الجِبالَ نَجِيبَاتٌ مَراسِيلُ
فأَنْثنِي وَيَدي بالفَوْزِ ظافِرَة ٌ
وثوبُ ذنبي من الآثامِ مغسولُ
في مَعْشَرٍ أَخْلصوا لله دِينَهُمُ
وفَوَّضُوا إنْ هُمُ نالوا وإنْ نِيلُوا
شُعْثٍ لهُمْ مِنْ ثَرَى البَيْتِ الذي شَرُفَتْ
به النبيُّون تطييبٌ وتكحيلُ
مُحَلِّقي أَرْؤُسٍ زِيدَتْ وجُوهُهُمْ
حسناً بهِ فكأنَّ الحلقَ ترجيلُ
قد رَحب البيتُ شَوْقاً وَالمقَامُ بهمْ
والحِجْرُ والحَجَرُ الملْثُومُ والميلُ
نذرتُ إن جمعتْ شملي ببابكَ أوْ
شَفَتْ فُؤَادِي بِهِ قَوْداءُ شِمْلِيلُ
ألُّ من طيبة ٍ بالدمعِ طيبَ ثرى ً
لِغُلَّتي وغَلِيلي منه تَبْلِيل
دامَتْ عليكَ صلاة ُ الله يَكْفَلُها
مِنَ المهَيْمِن إبلاغٌ وتَوْصِيلُ
ما لاحَ ضوء صباحٍ فاشتسرّبه
من الكواكبِ قنديلٌ فقنديلُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
رقم القصيدة : 13772
-----------------------------------
اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
وأراحَ قلبي من مكابدة الوَلَهْ
وتَبَدَّلتْ مني الصبابة ُ سلوة ً
صينتْ بها عبراتي المتبذلهْ
مالي وللعشاقِ أتبعُ منهمُ
أُمماً تَضِلُّ عن الرشادِ مضلَّلَهْ
مِنْ كُلِّ مَنْ يَشْكو جِنايَة َ نَفْسِهِ
ويرومُ من أحبابهِ ماليس لهْ
إني امرؤٌ أعطى السُّلُوَّ قيادهُ
وأراحَ مِنْ تعبِ الملامة ِ عُذَّلهْ
ودعا جميلُ ابن الزُّبيرِ مديحهُ
فأطاعهُ وعصى الهوى وتغزلهْ
مولى ً حظِّى بعدَ نقصانٍ فكمْ
من عائدٍ لي من نداهُ ومنْ صِلَهْ
وَجَبَتْ عليَّ لهُ حُقُوقٌ لَمْ أقُمْ
منها بماضِية ٍ ولا مُسْتَقْبَلَه
لاأستطيعُ جحودها ،وشهودها
عندي بما أولتْ يداهُ مُعَدَّلهْ
ما طالَ صَمْتُ مَدائِحي عَنْ مَجْدِهِ
إلا لأنَّ صلاتهِ مسترسلهْ
فمتى هَمَمْتُ بشُكْرِ سالفِ نِعْمَة ٍ
ألفيتُ سالفتي بأخرى مثقلهْ
مَنْ مِثْلُ زَيْنِ الدِّينِ يَعْقُوبَ الذي
أضحتْ به رُتَبُ الفخارِ مؤثلهْ
عَمَّ الخَلائِقَ جُودُهُ فكأَنَّما
يدهُ بأرزاقِ الورى متكفِّلهْ
حكمتْ أناملها له بالرفعِ منْ
أفعالِهِ الحُسنى بِخَمْسَة ِ أَمْثِلَهْ
وأَحَلَّهُ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ ذَكَاؤُهُ
فرأيتُ منه عطارداً في السنبلهْ
سَلْ عنه وَاسْأَلْ عَنْ أبيهِ وجَدِّهِ
تَسْمَعْ أحاديثَ الكرام مُسَلْسَلَهْ
إنْ صالَ كانَ الليثُ منهُ شَعْرَة ً
أو جادَ كان البحرُ منه أنملهْ
كم أظهرتْ أقلامهُ من معجزٍ
لِلطِّرْسِ لَمَّا أنْ رَأَتْهُ مُرْسَلَهْ
ملأتْبإملاءِ الخواطرِ كتبهُ
حِكَماً عَلَى وفْقِ الصَّوابِ مُنَزَّلَهْ
وَبَدَتْ فَواصِلُهُ خِلالَ سُطُورِها
تُهدى لقارئها العقودَ مفصَّلهْ
ما صانها نقصُ الكمالِ ولم تَفتْ
في الحُسنِ بسملة ُ الكتابِ الحمد لهْ
قد أغْنَتِ الفُقرَاءَ وافْتَقَرَتْ لَهمْ
هممُ الملوكِ فما تزالُ مؤملهْ
مِنْ معشرٍ شرعوا المكارمَ والعُلى
وتبوءوا من كلِّ مجدٍ أوَّلهْ
آلُ الزُّبير المرتجى إسعادهمْ
في كُلَّ نائِبَة ٍ تَنُوبُ وَمُعْضِلَهْ
المكْثِرُونَ طَعامَهُمُ وَطِعانَهُمْ
يَوْمَ النِّزالِ وَفي السِّنِينَ المُمْحِلَهْ
قومٌ لكُلِّهمُ على كلِّ الورى
أَبَداً يَدٌ مَرْهُوبَة ٌ ومُنَوِّلَهْ
إن يسألوا كرماً وعلماً أعجزوا
ببديعِ أجوبة ٍ لتلك الأسئلهْ
أنفوا ذنوباً ودَّ كلُّ مُقبَّلٍ
لو أنها حسناتهُ المتقبلهْ
لولا مَناقِبُكُمْ لكانت هذه الدُّنـ
ـيا مِنَ الذِّكْرِ الجِميلِ مُعَطَّلَهْ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
رقم القصيدة : 13773
-----------------------------------
إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
مثلُ خُلقِ العُشَّاقِ والعُذَّالِ
كلُّ عدلٍ مضايقٍ في وصولٍ
كَعَذُولٍ مُضايِقٍ في وِصالِ
لَسْتُ أَدْرِي معنَى التَّباغُضِ ما بَيْـ
ـنَ الفَرِيقَيْنِ غيرَ حُبِّ المالِ
فإذا زالتِ المطامِعُ منهمُ
أذَّنَ الخُلْفُ بينهمْ بالزوالِ
سالمتني المستخدمونَ وكانوا
قد أعدُّوا سلاحهمْ لقتالي
ورثى بعضهمْ لبعضٍ وقد با
نَ لَكَ الآنَ شِدَّة ُ الأهوالِ
ورَأى ابنُ الأَشَلِّ قد كانَ يبقى
كاتباً مثلَ جدهِ بالشمالِ
فالتَجا لِلْعَفافِ مَنْ كانَ يَوْماً
لا له يَخْطُرُ العَفافُ ببالِ
ولهم أعينٌ تغضُّ عن العيـ
ـنِ وَأيْدٍ تُمِدُّ عِنْدَ الغِلالِ
بأبي حزمكَ الذي طَرَّقَ الأنـ
ـذالَ منهمْ طَرائِقَ الأبْدالِ
لا تُوطِّنْ قلوبَهُمْ بِهِجاءٍ
إنها من سُطاكَ في بَلْبالِ
ما استَوَى السَّيْفُ وَاللِّسانُ مَضاءً
أَتُساوَى حَقِيقَة ٌ بمُحالِ
إنَّ قولي هزلاً وفعلكَ جداً
مِثْلُ نَبْلِ الحَصَى ورَشْقِ النِّبالِ
وللهفي ولعتُ بالضربِ في الرَّمْـ
ـلِ لأ حَظَى بأَسْعَدِ الأشْكالِ
فحمدتُ الطريقَ إذا أشهدتْ لي
حينَ عايَنْتُها بِحُسْنِ مآلِ
وَغَدا الاجتماعُ لِي عَنْـ
ـكَ بُلوغَ الرَّجاءِ وَالآمالِ
أنْبَتَ العِزُّ منكَ في بَيْتِ نَفْسِي
وَالغِنَى مِنْ يَدَيْكَ في بيتِ مالِي
وإذا كنتَ نُصرة ً ليَ فيما
أرتجيهِ فذاك عينُ سؤالي[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
رقم القصيدة : 13774
-----------------------------------
إنَّ النَّصارَى واليَهودَ مَعاشِرٌ
جُبِلوا على التَّحْرِيفِ والتبْدِيلِ
لوْ أنَّ فيهمْ عُوَّرٌ عَنْ باطِلٍ
أبقوا على التَّوراة ِ والإنجيلِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
رقم القصيدة : 13775
-----------------------------------
يا أيُّها السَّيِّدُ الذي شَهِدَتْ
ألفاظهُ لي بأنهُ فاضلْ
حاشاكَ منْ أن أجوعَ في بلدٍ
وأنتَ بالرزقِ فيهِ لي كافلْ
ألَمْ تَكُنْ قد أَخَذْتَ عارِيَة ً
مِنْ شَرْطِها أنْ تُرَدَّ في العاجِلْ
وَكانَ عَزْمِي عندَ الوصولِ بِكُمْ
أَجْمَلَ مِنْ أن أُسَاقَ لِلْحاصِلْ
ما كانَ مثلي يعيرهُ أحدٌ
قطُّ ولكنْ سيِّدي جاهلْ
لو جَرَّسُوهُ عليَّ مِنْ سَفَهٍ
لقلتُ غيظاً عليه يستاهلْ
طالَ بي شوقٌ إلى وطني
والشَّوْقُ داءٌ لا ذُقْتَهُ قاتِلْ
وبُغيتي أن أكونَ سائبة ً
مِنْ بَلدِي في جَوانِبِ السَّاحِلْ
لاتطمعوا أن أكونَ عندكمُ
فذاكَ مالا يرومهُ العاقلْ
وبعدَ هذا فما يحلُّ لكمْ
ملكي فإني من سيِّدي حاملْ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
رقم القصيدة : 13776
-----------------------------------
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَ ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ
عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنتُ أَعْلَمُ أنِّي ما أوَقِّرُهُ
كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ
من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ
وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع
فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ
مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً
فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً
ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى
أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى
تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ
إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ
ـينِ والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفاعَتُهُ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ
من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء ُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ
وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ
وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ
وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ
حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً
أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
حرصاً علينا فلم نرتبْ ولم نهمِ
أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى
في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ
صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أممٍ
وكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ
قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ
وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْلُ الكِرامُ بها
فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها
يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظُلَم
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ
بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ
والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ
في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفي حَشَمِ
كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنونُ في صَدَفِ
من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ
طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَئِم
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ
يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهم ُ
قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ
كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
والنَّارُ خامِدَة ُ الأنفاس مِنْ أَسَفٍ
عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
وساء سلوة َ أن غاضتْ بحيرتها
ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ
حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعة ٌ
والحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِم
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ
تُسْمَعْ وَبارِقَة ُ الإِنْذارِ لَمْ تُشَم
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنُهُمْ
بأَنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ
منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ
من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَة ٍ
أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما
نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ
جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَة ً
تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ
كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ
فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة ٌ
تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم
وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما
وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ
ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على
خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم
وقاية ُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ
من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُبهِ
إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ
إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ
قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ
وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ
فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ
وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ
وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ
وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ
حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها
سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ
ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ
وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى
ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثة ٌ
قَدِيمَة ٌ صِفَة ُ المَوْصوفِ بالقِدَم
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا
عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ
دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَة ٍ
مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ
لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ
أَعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها
ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ
وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها
ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له
لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى
أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجمِ
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به
مِنَ العُصاة ِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ
وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً
فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ
لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها
تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ
سَعْياً وفَوْقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ
وَمَنْ هُوَ النِّعْمَة ُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً
من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها
والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ
في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ
من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ
نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ
عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ
وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ
وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا
من العناية ِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ
بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتهِ
كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ
ما زالَ يلقاهمُ في كلِّ معتركٍ
حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم
ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ
أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ
تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها
ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ
بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَة ٍ
يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ
يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصطَلِم
حتَّى غَدَتْ مِلَّة ُ الإسلام وهْيَ بِهِمْ
مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَة َ الرَّحِم
مكفولة ً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ
ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَم
وسل حُنيناً وسل بدراً وسلْ أُحُداً
فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم
المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت
من العدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللممِ
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ
أقلامهمْ حرفَجسمٍ غبرَ منعجمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ
والوردُ يمتازُ بالسيمى عن السلمِ
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نشرهمُ
فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُباً
مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُزُم
طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقاً
فما تُفَرِّقُ بين البهمش والبُهمِ
ومن تكنْ برسول الله ونصرتُه
إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ
بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ
كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم
كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ
فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ
كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَة ً
في الجاهلية ِ والتأديبِ في اليتمِ
خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ
ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم
إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ
كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم
أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا
حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ
فياخسارة َ نفسٍ في تجارتها
لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ
يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ
إن آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقضٍ
فإنَّ لي ذمة ً منهُ بتسميتي
مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ
إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي
فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّة َ القدمِ
حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ
أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ
وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ
إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَة َ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ
يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ
يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُوذُ به
سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي
إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ
فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها
ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ
يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظُمَتْ
إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ
لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها
تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ
ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ
لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ
والطفْبعبدكَ في الدارينِإنَّ لهُ
صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ
وائذنْ لِسُحْبِ صلاة ٍ منكَ دائمة ٍ
على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
رقم القصيدة : 13777
-----------------------------------
عَرِّجْ بِرامَة َ إنها لمَرامِي
وبحيرة ٍ فيها عليَّ كرامِ
نزلوا العقيقَ فأدمعيشوقاً إلى
تِلْكَ الرُّبَا مِثْلُ العَقِيقِ دوامِ
ما للديارِ وللمحبِّ كأنما
مُزِجَتْ حمائمها له بحمامِ
عَهْدِي بها وَكأنَّ مُنْهَلَّ الْحَيا
دمعي ومصْفَرَّ البهار سقامي
وشدا الحمامُ على الثُّمامِ وما لمنْ
مرِّ الصبا وحكتهُ عودُ ثُمامِ
وذُهِلْتُ لا أدْرِي بمَا أنا مائلٌ
بِشَذا نَسِيمٍ أَوْ بِشَدْوِ حَمامِ
نمَّ الوشاة ُ بنا ألا إنَّ الهوى
لَمْ يَخْلُ مِنْ وَاشٍ ولا نَمَّامِ
وتحدَّثوا أني سلوتُ هواكمُ
كيفَ السُّلُوُّ من الزُّلالِ الطَّامي
وضربتمُ بيني وبين جمالكمْ
حجباً من الإجلالِ والإعظامِ
وقضتْ مهابتكمْ بتركِ زيارتي
مَنْ ذَا يَزُور الأُسْدَ في الآجامِ
ولو أنني حاولتُ نقضَ عهودكمْ
لأبى جمالكمْ وحفظُ ذمامي
ماضرَّكمْ جبرَ الكسيرِ وحسبهُ
مايلتقي في الجبرِ منْ آلامِ
ولقد خلوتُ بذكركمْ ولعبرتي
بتسهد في الجفنِ أي زحامِ
وقرأتُ سلوانَ السلامِ فليس من
رَوْمٍ لهُ مِنِّي وَلا إِشْمَامِ
قَسَماً بِحُسْنِكُمُ المَصُونِ وإنَّهُ
عندَ المُحِبِّ لأَكْبَرُ الأقسام
لأعفِّرنَّ بأرضكمْ خديَ منْ
ممشى المها ومراتعِ الآرامِ
وَلأَبْكِيَنَّ عَلَى زَمانٍ فاتَني
منكمْ بعينيْ عروة َ بن حزامِ
ولأهدينَّ إلى الوزيرِ وآلهِ
درَّ المدائحِ في أجلِّ نظامِ
هُدِيَ الأَنامُ بهِمْ إلى طُرُقِ العُلا
لمَّا غدوا في الفضلِ كالأعلامِ
صانَ النَّدى أعراضهم وزهتْ بهمْ
فكأنما الأزهارُ في الأكمامِ
وَتَأَثَّلَتْ لِلدِّينِ وَالدنيا بهمْ
عَلْيا تُخَلِّقُ جِدَّة َ الأَيَّامِ
وَحَمَى الوَزِيرُ الصاحِبُ بن مُحَمَّدٍ
جنباتها من رأيهِ بحسامِ
لمَّا أصابَ بها مقاتلَ للعدا
علموا بأنَّ القوسَ في يدِ رامِ
الله وفَّقهُ فوفقَ كلَّ ما
يَنْوِيهِ مِنْ نَقْضٍ وَمِنْ إِبْرَامِ
فكأنما الأقدارُ في تصريفها
منقادة ٌ لمرادهِ بزمامِ
وَصَلَ النَّهارَ بِلَيْلِهِ في طاعَة ٍ
وصلاتهُ موصولة ٌ بصيامِ
كُحِلَتْ بِتَقْوَى الله مُقْلَتُهُ التِي
لم تكتحلْ أجفانها بمنامِ
يُمْسِي وَيُصْبِحُ طاوِياً أحْشاءَهُ
كرماً على سغبٍ وحرِّ أوامِ
عجباً له يطوى حشاهُ على الطوى
وَتَحُضُّهُ التَّقْوَى على الإِطْعامِ
نزعتْ وماهَمَّتْ بهِ النفسُ التي
نزعتْ عن الشهواتِ نزع هُمامِ
فَتَنَعُّمُ الأَرواحِ ليسَ بمُدْرَكٍ
إلاَّ بتَرْكِ تَنَعُّمِ الأجْسامِ
قَرَنَ الوزارة بالوِلاَيَة ِ فهْوَ فِي
حلِّ من التقوى ومن إحرامِ
فاقتْ مناقبهُ العُقُولَ فوَصفهُ
ما ليسَ يُدْرَكُ في قُوَى الأَفهامِ
فقرائحي فيما أتت من مدحهِ
كالنَّحْلِ يَأْتِي الزَّهْرَ بالإلهامِ
أو ماتراها ريقهُا يحلى الجنى
وبِناؤُها في غايَة ِ الإِحْكامِ
وإذا رَعَتْ كرم المكارمِ أخرجتْ
شهدَ المدائحِ فيهِ سُكْرَ مُدامِ
تكسو محاسنهُ المديحَ جلالة ً
فيجلُّ فيها قدرُ كلِّ كلامِ
يهتزُّ للمجدِ اهتزازَ مثقفٍ
كَرَماً وَيُنْتَدَبُ انْتِدابَ حُسامِ
كَلِفٌ بِإسْداءِ الصَّنائِعِ مُغْرَمٌ
لازالَ ذا كلفٍ بها وغرامِ
يَرْتاحُ إنْ سُئِلَ النَّوالَ كَأنما
وردتْ عليه بشارة ٌ بغلامِ
تَفْدِيهِ أقْوامٌ كَأنَّ وُجُوهَهُمْ
عند السؤالِ صحائفُ الآثامِ
كم بين ذكرِ الصاحبِ بن محمدٍ
فينا وذِكْرِ أولئكَ الأقوامِ
شَوْقاً لِما مَسَّتْ أنامِلُهُ فَيا
هَوْنَ النُّضارِ وَعِزَّة َ الأَقلامِ
أكرِمْ بأقلامٍ غدا قسمي بها
من كلِّ خيرٍ أوفرَ الأقسامِ
فكم ارتزقتُ بغيرها لضرورة ٍ
فكأنما عكفتْ على الأصنامِ
وَرَجَعتُ عنها آيِساً فكَأَنّما
رَجَعَ الرَّضِيعُ مُرَوَّعاً بِفِطامِ
زانَ الوجُودَ بخَمْسَة ٍ سَمَّاهُمُ
من أحمدٍ ومحمدٍ بأسامي
فتشابهتْ أسماؤهمْ وصفاتهمْ
وغنوا عن التعريف بالأعلامِ
فثناءُ واحدهمْ ثناءُ جميعهمْ
في الفضلِ للتفخيمِ والإدغامِ
مِثْلُ الثُّرَيَّا وَهْيَ عِدَّة ُ أَنْجُمٍ
يدعونها بالنَّجمِ للإعظامِ
أَبَنِي عَلِيَّ كلُّكُمْ حَسَنٌ أتى
في الفضلِ منسوبٌ لخير إمامِ
فتحتْ به سننُ العلا وفروضها
فكأَنهُ تكبِيرة ُ الإِحْرامِ
وكَأنَّكُمْ فِي فَضْلِكُمْ رَكَعاتُها
مَخْتُومَة ً بِتَحِيَّة ٍ وَسَلامِ
إنَّ العُلا لَمْ تَسْتَقِم إلاَّ بِكمْ
ياخمسة ً كدعائمِ الإسلامِ
أَنْتمْ أَنامِلُها وليسَ لها غِنى ً
عَنْ خِنْصِرٍ منكُمْ وَلاَ إبْهامِ
أنتم قوى الإدراكِ من إحساسها
لَمْ تَفْتَقِرْ مَعَكُمْ إلى استفهام
ولكمْ بأصحابِ العباءة نسبة ٌ
تَبَعِيَّة ٌ بِتَناسُبِ الإقْدامِ
حامَيْتُمُ عنهمْ وَحَامَوْا عنكُمُ
إنَّ الكريمَ عن الكريمَ يحامِى
فاللهُ حسبكَ يامحمدُ صاحباً
وَمُؤَازِراً في رِحْلَة ٍ وَمُقامِ
يامن أعارَ البدرَ من أوصافهِ
حُسْنَ المُحَيَّا والمَحَلَّ السَّامِي
جعلَ الإلهُ بكَ الخميسَ مباركَ الـ
ـحَرَكاتِ في الإِنْجَادِ وَالإِتْهامِ
متنقلاً مثلَ البدورِ وسائرا
بنداكَ في الآفاقِ سيرَ غمامِ
جادَتْ عَلَى سُكانِ مِصْرَ غُيُومُهُ
وَدَهَتْ صَواعِقُهُ فَرَنْجَ الشَّامِ
صَدَقتْ سواحِلَهُمْ بُرُوقُ سُيُوفِهِمْ
وتعاهَدَتْ منها حِصادَ الهامِ
وعَقَدْتَ رَأيَكَ فيهِمُ فَلَقِيتَهُمْ
فَرْداً بِجَيْشٍ لاَ يُطاقُ لُهامِ
أَطْفَأْتَ نِيرانَ الوغَى بِدِمائِهِمْ
ولها بقرعِ النبعِ أيُّ ضِرامِ
وَأَذَقْتَ بالرُّمْحِ الصَّمِيمِ كمُاتَها
طَعْمَ الرَّدَى والصَّارِمِ الصَّمْصامِ
وَلبِسَتْ فيها سابِغات عَزائِم
تُغْنِي الكُماة َ عَنه ادِّراعِ الَّلامِ
فُتحتْ بهمتكَ القلاعُ وحُصِّنَتْ
فأبى تناولها على المُستامِ
للهِ أقلامُ الوزيرِ فإنها
نَظْمُ العُلا وَمَفاتِحُ الإظْلام
نسجتْ بُرودَ بلاغتيهِ وأبدتِ الـ
إِبْدَاعَ في الآسادِ والآجامِ
فالنظمُ مثلُ جواهرٍ بقلائدٍ
والنثرُ مثلُ أزاهرٍ بكمامِ
وإذا نظرتَ إلى مواقعِ نقشها
في الطرسِ قلتَ أخِلَّة ُ الرَّمامِ
ورثتْ مكارمهُ بنُوهُ فحبذا
كرمُ السَّجايا من تُراثِ كِرامِ
ما كانَ إلاالشَّمسَ فضلا أعقبتْ
من وارثيهِ بكلِّ بدرِ تمامِ
أَوَلَيْسَ أَحْمَدُ بَعْدَهُ ومُحَمَّدٌ
بَلَغَا مِنَ العَلْياءِ كلَّ مَرام
فَلْيَهْنِ هذا أَنَّ هذا صِنْوُهُ
وَكِلاهُما لأَبِيهِ حَدُّ حُسامِ
ضاهَتْكُما في المَكْرُماتِ بَنُوهُما
والشِّبلُ فيما قيلَ كالضرغامِ
بأبيه كُلٌّ يَقْتَدِي وَبِعَمِّهِ
مِنْ أكْرَمِ الآباءِ وَالأَعْمامِ
مَوْلايَ زَيْنَ الدِّينِ يا مَنْ جُودُهُ
كَنْزُ العُفاة ِ ومُهْلِكُ الإعْدامِ
أَوَكُلَّ ما حَلِمَتْ به
فيما عَلِمْناهُ أجَلُّ مَقام
بم زاد عنكَ أبو يزيدَ وقد غدتْ
مِصْرٌ مُفَضَّلَة ً عَلَى بسْطامِ
لَمَّا عَمِلْتَ بما عَلِمْتَ مُراقِباً
لله في الإقدامِ والإحْجام
طوَّحتَ بالدنيا وقلتَ لها الحقي
بمعاشرِ الوزراءِ والحُكامِ
ونسيتَ مالم يُنسَ من لذاتها
وعددتها من جملة ِ الآثامِ
مَوْلايَ عُذْراً في القَرِيضِ فليسَ لي
في النَّظْمِ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ إلْمَام
لوْ لم أرُضْ عَقْلِي بِمَكْتَبِ صِبْيَة ٍ
حَميتْ عليَّ عوارضُ البرسامِ
مازلتُ أرغبُ أن أكون مُعلماً
فيكونَ فضلي مكملَ الإعلامِ
قدْ صارَ كُتَّابي وبَيْتِيَ مِنْ بَنِي
غَيْرِي وأبنائي كَبُرْجِ حَمامِ
أعْطَتُهُمْ عَقلي وآخُذُ عَقلَهُمْ
فأبيعُ نوري منهم بظلامِ
لوْ أَنَّ لِي عَنْ كلِّ طِفْلٍ مِنْهمُ
أو طفلة ٍ شاة ً من الأنعامِ
لضربنَ للأمثالِ لابن نفاية ٍ
وَبَلِيَّتِي عِرْسٌ بُلِيتُ بِمَقْتِها
والبَغْلُ مَمْقُوتٌ بغَيرِ قيامِ
جَعَلَتْ بإِفْلاسِي وَشَيْبِيَ حُجَّة
إذا صِرْتُ لاخلفي ولاقدامي
بلَغَتْ مِن الكِبَرِ العِتي ونُكِّسَتْ
فِي الخَلْقِ وَهْيَ صَبِيَّة ُ الأَرحامِ
إنْ زُرْتُها في العامِ يَوْماً أنْتَجَتْ
وَأتَتْ لِسِتَّة ِ أشْهُرٍ بِغُلامِ
أوهذه الأولادُِ جاءت كلها
مِنْ فِعْلِ شَيْخٍ ليسَ بالقَوَّامِ
وَأظُنُّ أنَّهُمُ لِعُظْمِ بَلِيَّتِي
حَمَلَتْ بِهِمْ لا شَكَّ في الأَحلامِ
أوَ كلَّ ما حلمتْ به حملتْ به
من لي بأنَّ الناسَ غيرُ نيامِ
يا لَيْتَها كانَتْ عَقِيماً آيِسا
أَوَلَيْتَنِي مِنْ جُمْلَة ِ الخُدَّامِ
أوَلَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ تَزْوِيجي بها
لو كنتُ بِعْتُ حَلالها بِحَرامِ
أولَيْتَنِي بعضُ الذينَ عَرَفْتُهُمْ
ممنْ يُحَصَّنُ دينهُ بِغُلامِ
كيفَ الخَلاصُ مِنَ البَنِين وَمِنْهُمُ
قومٌ وَرايَ وَآخَرُونَ أمامِي
لَمْ يُرْزَقِ الرِّزْقَ المُقِيمُ بأَهْلِهِ
فشكوا عنا بُعدي وفقرَمقامي
فارَقْتُهُمْ طَلَباً لِرِزْقِهِمُ فلا
صرفى يسرُّهُمُ ولا استخدامي
مَنْ كانَ مِثْلِي لِلْعِيالِ فإِنَّهُ
بَعْلُ الأَرَامِلِ أَوْ أَبُو الأَيْتَامِ
أصبحتُ من حملي همومهمُ على
هرمي كأني حاملُ الأهرامِ
فإِنْ اعْتَذَرْتُ لَهُمْ عَنِ التَّقْصِيرِ في
مدحي الوزيرَ فحجة ُ الأقدامِ
كالشَّيْبِ يُغْدِقُ بالهُمُومِ ذَنُوبَهُ
والذَّنبُ فيه لكثرة الأعوامِ
لا بَلْ رَكِبْتُ لهمْ جَوادَ خلاعة ٍ
ما زالَ يَجْمَحُ بي بغَيْرِ لِجَامِ
إني امرؤٌ ما مدَّ عينَ خلاعتي
طَمَعٌ لدِينارٍ وَلا دِرْهامِ
وَإذا مَدَحْتُ الأكْرَمِينَ مَدَحْتُهُمْ
بِجَوائِزِ الإعْزَازِ وَالإكْرَامِ
فاصفحْ بحلمكَ عن قوافي التي
حظيتْ لديكَ بأوفر الأقسامِ
إنْ يُحْيِي جُودُكَ لِي أبا دُلَفِ غَدا
حَيَّا لَهُ فَضْلي أَبَا تَمَّامِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
رقم القصيدة : 13782
-----------------------------------
لَيْتَ شِعْرِي ما مُقْتَضَى حِرْماني
دُونَ غَيْرِي والإلْفُ لِلرَّحْمنِ
أَتَرَاني لا أسْتَحِقُّ لِكَوني
جامِعاً شَمْلَ قارِئي القرآنِ
أَمْ لِكَوْني فِي إثْر كُلِّ صَلاة ٍ
بي يُدْعَى لدَوْلَة ِ السُّلْطانِ
وبِأَيِّ الأَسْبابِ يُعْطَى مَكانٌ
صدقاتِ السلطان دون مكانِ
حُملتْ من عطائهِ ألفُ دينا
رِ إلينا من بعدها ألفانِ
ماأتاني منها ولا الدرهم الفرْ
دُ وهذا حقيقة ُ العدوانِ
زَعَمَ ابنُ البَهاءِ إنَّ عطايا الْمَـ
ـلِكِ الصالحِ العَظيمِ الشَّانِ
ما كفتْ سائرُ المدارسِ أوْ ضُـ
ـمَّ إليها من مالها درهمانِ
ولعمري لقد توَفَّرَ نصفُ الـ
ـمالِ مِنها وَرَاحَ في النِّسْيانِ
إن أكنْ ماأقولهُ منه دعوى
فاطلُبُوني عليه بالبُرهانِ
أو ما كانَ عِدَّة َ الفُقها ألْـ
ـفُ فقيهٍ من بعدها مئتانِ
«فاحْسبُوها بِمُقَتَضَى الصَّرْفِ دِينا
راً وَرُبْعاً لِلْجِلَّة ِ الأعْيانِ
تَجِدُوها ألْفاً وخَمْسَ مِئاتٍ
غيرَ ما خَصَّها من النقصانِ
والبِخاسِ الَّذي أُضِيفَ إلَى النَّـ
ـفقة ِ والبخس من يدِ الوَزَّانِ
أنا لا أنسبُ البهاءَ على ذا
لكَ إلاَّ لقلة ِ الإيمانِ
هُو وَلَّى أهْلَ الخِيَانَة ِ فيها
وتَوَلِّي الجَوادِ كالخَوَّانِ
كلما جاءتِ الدنانيرُ
ينقضُّ عليها البهاءُ كالشيطانِ
مَدَّ فيها يَدَ الخيانَة ِ فامْتَـ
ـدَّ إليه بالذَّمِّ كلُّ لسانِ
ولعمري لو اتقى الله في الـ
اتَّقَتْهُ الأَنامُ في الإعْلان
وعلى كلِّ حالة ٍ أحمدُ اللـ
الَّذِي مِنْ سُؤَالِهِ أعْفاني
فلقد حلَّ في المدارسِ في الأخـ
ـذِ كثرة ُ الأذى والهوانِ
وأزيلتْ بالسَّبِّ أعراضُ من فيـ
فما قامَ الرِّبْحُ بالخُسْرانِ
كيف أنسى قول الشهابِ جهاراً
قَبَّحَ الله كلَّ ذي طَيْلَسَانِ
خَدَعُونا والله مِمَّا يَمُدُّو
نَ أكُفَّا كَكِفَّة ِ المِيزان
آهِ واضيعة َ المساكينِ إن وُلّـ
أمْرَ الطَّعامِ في رَمَضانِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
رقم القصيدة : 13783
-----------------------------------
انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ
فالكلَُ قد غيروا وضع القوانينِ
لم يبقَ شيءٌ على ما كنتَ تعهدهُ
إلاَّ تغيَّرَ من عالٍ إلى دون
الكاتِبُونَ ولَيْسُوا بالكِرامِ فما
منهمْ على المالِ إنْسانٌ بِمَأْمُونِ
والكُّلُّ جمعاً ببذلِ المالِ قد خدموا
وما سَمِعْنا بهذا غيرَ ذا الحِينِ
فَهُمْ على الظَّنِّ لا التَّحْقِيقِ بَذْلُهُم
وما تَحَقُّقُ أمْرٍ مِثْلَ مَظْنُونِ
نالوا مناصبَ في الدنيا وأخرجهم
حُبُّ المنَاصِبِ في الدُّنيا على الدِّينِ
قد طالَ ما طُرِدوا عنها وما انْطَردُوا
إلاَّ وقَوْمٌ عليها كالذِّبابينِ
وطَالما قُطِّعَ أَذْنابُ الكِلابَ لَهُمْ
فاسْتُخدِمُوا بَعْدَ تَقْطِيع المَصارِينِ
قد ينفعُ الناسَ حتى الحشُّ من غرضٍ
وغيرهُ من رياحينٍ وبشنينِ
ضُمَّانُ رِيحٍ بِطَيرٍ فَوْقَ طائِرِهمْ
يطيرُ والريحُ شُيَّاعٌ بمضمونِ
لَوْ أمْكَنَ الْقَوْمُ وَزْنُ المالِ لاتَّخَذُوا
له الموازينَ من بعدِ القبابينِ
وَمَسْحَهُمْ للسَّمواتِ العُلى افْتَعَلُوا
فيها كما يفعلُ المسَّاحُ للطينِ
ولم يبالوا برجمِ الغيبِم أحدٍ
كلَّا ولا برجومِ للشياطينِ
عزُّوا وأكرمهمْ قومٌ لحاجتهمْ
ما نَالَهُم بَعْدَ ذَاكَ العِزِّ مِنْ هُوْن
وطاعنوا الناسَ بالأقلامِ واستلبوا
مِنْهُمْ بِهَا كُلِّ مَعْلُومٍ ومَكْنُونِ
وَمِنْ مَواشٍ وَأَطْيارٍ وَآنِيَة ٍ
ومن زروعٍ وكيولٍ وموزونِ
لهم مواقفُ في حرب الشرورِ كما
حَرْبُ الْبَسُوسِ وَحَرْبٌ يَوْمَ صِفِّينِ
لايكتبون وصولاتٍ على جهة ٍ
مُفَصَّلاتٍ بأَسمَاءِ وَتَبْيِينِ
إلا يقولونَ فيما يكتبونَ لهُ
من الحقوقِ وماذا وقتُ تعيينِ
فَاسْمَعْ وَكاسِرْ وَحَسِّ الرِّيحَ يا فَطِناً
فلستَ أوَّلَ مقهورٍ ومغبونِ
همُ اللصوصُ ومن أقلامهم عُتُلٌ
بِهَا يَسَفُّونَ أَمْوَالَ السَّلاَطِينِ
وَكُلُّ ذَلِكَ مَصْرُوفٌ ومَصْرِفُهُمْ
لِلشَّيْخِ يُوسُف أبي هِبْصِ بْنِ لَطْمِينِ
وللشرابِوتبييتِ الخطاء بهِ
يجلو العُقارَ بأجناسِ الرياحينِ
وَلِلْعُلُوقِ وَأَنْواعِ الْفُسُوقِ مَعاً
وللخروقِ الكثيراتِ التلاوينِ
وَلِلبِغالِ الْوَطِيَّاتِ الرِّكابِ تَرَى
غلمانهمْ خلفهمْ فوقَ البراذينِ
وَلِلْمَنَادِيلِ فِي أَوْسَاطِ مَنْ مَلَكُوا
وَلِلْمَنَاطِقِ فيها وَالهَمايِينِ
وَلِلرِّيَاعِ العَوَالِي الارْتِفَاعِ بِناً
وَلِلْبَساتِين تُنْشَا وَالدَّكاكِينِ
وَلِلفَجَاجِ وَحُملاَنِ النِّعاجِ وَأطْـ
ـيارِ الدَّجاجِ وَأنْواعِ السَّمامِين
وللشَّباذي وللأنطاعِ تفرشُ في
تموزَ فوقَ رُخامٍ في الأواوينِ
وللمجالسِ في أوساطها خركٌ
وللطنافسِ في أيامِ كانونِ
ولستُ أحصرُ ألواناً لأطعمة ٍ
تَفَنَّنَ القَوْمُ فيها كُلَّ تَفْنِينِ
وَلِلْمَلابِسِ كَمْ ثَوْبٍ مُلَوَّنَة ِ
فيها العراقي مع الهندي والبوني
وكمَ ذخائرَ ما عند الملوكِ لها
مِثْلٌ فَمِنْ مُودَعٍ سَقْفاً وَمَدْقُونِ
وَكَمْ مجالِسِ أُنْسٍ عُيِّنَتْ لَهُمْ
تُنسِي الهُمُومَ وتُسْلِي كُلَّ مَحْزُونِ
وَكَمْ حُلِيِّ نِساءِ لا يُثَمِّنُهُ
مُقَوِّمٌ قَطُّ في الدُّنْيا بِتَثْمِينِ
فَقُلْ لِسُلْطَانِ مِصْر وَالشام مَعاً
ياقاهراً غيرَ مخفيِّ البراهينِ
ومن يُخوِّفُ من سيفٍ براحتهِ
ذوي السيوفِ وأصحابِ السكاكين
اكشف بنفسكَ أسواناً ومن معها
من الصعيدِ بلا قومٍ مساكينِ
عُمَّالُها قَدْ سَبَوْهُمْ مِنْ تَطَلُّبِهِمْ
ما لا يَكُونُ بِمَفْرُوضٍ ومَسْنُونِ
كُلٌّ تَرَى كاتِباً لِلسُّوءِ يُنْظِرُهُ
لنهبهم كم كذا عامٍ وكم حينِ
سَبَوا الرَّعِيَّة َ لَمْ يُبْقُوا عَلَى أَحَدٍ
ولا أمانة َ للقبطِ الملاعينِ
لاتأمننَّ على الأموال سارقها
ولا تُقَرِّبْ عدُوَّ الله وَالدِّين
وخلِّ غزوَ هُلاكو والفرنسِ معاً
واغْرُنَّ عَامِلَ أسْوَان تنالُ بِهِ
جَنَّاتِ عَدْن بِإحْسانِ وَتَمْكِينِ
وكُلَّ أمْثالِهِ في الْقِبْطِ أغْزُهُمْ
فالغزو فيهم حلال الدهر والحينِ
وَاسْلُبْهُمْ نَعماً قَدْ شاطرُوكَ بِها
كما يشاطرُ فلاَّحُ الفدادينِ
فقد تواطوا على الأموالِ أجمعها
وَفِذْلكُوا كُلَّ تِسْعِينٍ بِعِشْرِينِ
وَصانَعُوا كُلَّ مُسْتَوْفٍ إذَا رَفَعُوا
لَهُ الْحِسابَ بِسُحْتٍ كالطَّوَاعِينِ
قَسُّ الْقُسُوسِ وَمُطرَانِ المَطارِينِ
إمَّا بِرَسْم مِدَادٍ أوْ لِصابُونِ
وَلِلزُّيُوتِ وَإيقَادِ الْكَنَائِسِ كَمْ
وللدقيقِ المهيَّا للقرابينِ
فذاكَ في الصدقاتِ الجارياتِ بهِ
يُسْحَبْ عَلَى الوَجْهِ أَوْ يُقْلَبْ بِسجِّينِ
وكيف يقبلُ برَّاً من مصانعة ٍ
من كلِّ مسكينة ٍ فيه ومسكينِ
كم هكذا سرقوا كم هكذا ظلموا
كم هكذا أخذوا مالَ السلاطينِ
أتُركُ ذنبٍ وسؤالٌ لمغفرة ٍ
عِنْدَ الإلهِ لِقَوْمٍ كالمجانِينِ
وَقالَ قَوْمٌ لَقَدْ أَحْصَى مَنالَهُمْ
وقامَ فيها بمفروضٍ ومسنونِ
فَقُلْتُ وَالله مَا وَصْفِي لأنْشُرَها
فيما يقوم بهِ شرحي وتبييني
وإنما ذاك مجهودي ومقدرتي
وَطاقتِي في حِجاناتِ الثَّعابينِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> ثكلت طوائفَ المستخدمينا
ثكلت طوائفَ المستخدمينا
رقم القصيدة : 13784
-----------------------------------
ثكلت طوائفَ المستخدمينا
فلم أرَفيهمُ رجلاً أمينا
فَخُذْ أَخْبارَهُم مِنِّي شِفاهاً
وانظرني لأخبركَ اليقينا
فقد عاشرتهمْ ولبثتُ فيهمْ
مع التجريبِ من عمري سِنِينا
حَوَتْ بُلْبَيْسُ طائِفَة ً لُصُوصاً
عدلتُ بواحدٍ منهم مئينا
فُرَيجى والصفيَّ وصاحبيهِ
أبا يقطونَ والنشوَ السَّمينا
فكُتَّابُ الشَّالِ هم جميعاً
فلا صَحِبَتْ شِمالُهُمُ اليَمِينا
وَقَدْ سَرقُوا الْغِلالَ وما عَلِمْنا
كما سرقت بنوسيفِ الجرونا
وكيف يُلامُ فُسَّاقُ النصارى
إذا خانت عدولُ المسلمينا
وجُلُّ الناسِ خوانٌ ولكن
أُناسٌ مِنْهُمْ لا يَسْتُرُونا
ولولا ذاك مالبسوا حريراً
ولا شَرِبُوا خُمُورَ الأندَرِينا
ولا رَبَّوا من المردانِ قوماً
كَأَغْصانٍ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينا
وَقَدْ طَلَعَتْ لِبَعْضِهِمُ ذُقونٌ
ولكِنْ بَعْدَما نَتَفُوا ذُقونا
بأَيِّ أَمَانَة ٍ وبِأَيِّ ضَبْطٍ
أَرُدُّ عَنه الخِيَانَة ِ فاسقِينا
ولا كِيساً وَضَعْتُ عَلَيْهِ شَمْعاً
ولا بَيْتاً وضَعْتُ عَلَيْهِ طِينا
وَأَقْلاَمُ الجَماعَة ِ جائِلاتٌ
كأَسْيَافٍ بأَيْدِي لاعِبِينا
فإِنْ ساوقْتَهُمْ حَرْفاً بحَرْفٍ
فكلُّ سمٍ يحطوا منه سينا
ولا تحسبْ حسابهم صحيحاً
فإن بخصمهِ الداءَ الدفينا
ألم ترَ بعضهم قد خانَ بعضاً
وعَنْ فِعْلِ الصَّفا سَلَّ المَكِينا
ولم يتقاسموا الأسفالَ إلا
لأنَّ الشَّيْخَ مَا احْتَمَلَ الْغُبُونا
أقاموا في البلادِ لهم جباة ٌ
لقبضِ مغلها كالمقطعينا
وَإنْ كَتَبُوا لِجُنْدِيِّ وُصُولاً
عَلَى بَلَدٍ أصابَ بِهِ كَمِينا
ومَا نَقْدِيَّة ُ السُّلْطانِ إلاَّ
مع المستخدمينَ مجردينا
فكم ركبوا لخدمتهم نهاراً
وليلاً يسألونَ ويضرعونا
وكم وقفوا بأبواب النصارى
عَلَى أَسْيافِهِمْ مُتَوَكِّئِينا
وكَأنُّهُمُ عَلَى مَالِ الرَّعايا
وما ازدادوا به إلا ديونا
كأنَّهُمُ نِساءٌ مَاتَ بَعْلٌ
لَهُ وَلَدٌ فَوُرِّثْنَ الثُّمَيْنا
وقد تعبتْ خيولُ القومِ مما
يَطُوفُونَ الْبلادَ وَيَرْجِعُونا
عذرتهمْ إذا باعوا حوالا
تهم بالربع للمستخدمينا
وأعطوهمْ بها عوضاً فكانوا
لنِصْفِ الرُّبْعِ فيهِ خاسِرِينا
أمولانا الوزير غفلتَ عما
يُهِمُّ مِنَ الكِلاَبِ الخَائِنينا
أتُطْلِقُ جامِكيَّاتٍ لِقَوْمٍ
وتُنْفِقُ فَيْءَ قَوْمٍ آخَرِينا
فلا تهملْ أمورَ الملكِ حتى
يذلَّ الجندُ للمتعممينا
فَهَلْ مَلَكُوا بأَقْلامٍ قِلاعاً
وهَلْ فَتَحُوا بأَوْرَاقٍ حُصُونا
ومن قتلَ الفرنجَ قتلٍ
ومن أسرَ الفرنسيسَ اللعينا
ومن خاضَ الهواجرَ وهو ظامٍ
إلَى أَنْ أَوْرَثَ التَّتَرَ المَنُونا
ولاقُوا المَوْتَ دُونَ حريمِ مِصْرٍ
وَصانُوا المَالَ مِنْهُمْ وَالْبَنِينا
ولم تؤخذْ كما أخذتْ دمشقٌ
ولا حُصِرَتْ كَميَّا فارِقِينا
وَمَا أحَدٌ أَحَقَّ بأَخْذِ مَالٍ
مِنَ الأَتْرَاكِ وَالمُتَجَنِّدِينا
ومن لم يدخر فرساً جواداً
لِوَاقَعَة ٍ وَلا سَيْفاً ثَمِيناً
فَبَعْدَ المَوْتِ قُلْ لِي أيُّ شَيءٍ
له في بيت مالِ المسلمينا
إذا أمناؤنا قبلوا الهدايا
وصاروا يتجرونَ ويزرعونا
فلِمْ لا شاطَرُوا فيما اسْتَفادوا
كما كان الصحابة ُ يفعلونا
وكلهمُ على مالِ الرعايا
ومَالِ رُعاتِهِمْ يَتَحَيَّلُونا
تحيَّلتِ القضاة ُ فخانَ كلٌّ
أمانتهُ وسموه الأمينا
وكَمْ جَعَلَ الْفقِيهُ الْعَدْلَ ظُلْماً
وَصَيَّرَ بَاطِلاً حَقَّاً مُبِينا
وما أَخْشَى عَلَى أَمْوَالِ مِصْرٍ
سوى من معشر يتأولونا
يَقُولُ المُسْلِمُونَ لنَا حُقُوقٌ
بها ولنحنُ أولى الآخذينا
وَقالَ الْقِبْطُ إنَّهُمُ بِمِصْرَ الْـ
ـمُلُوكُ ومَنْ سوَاهُمْ غاصِبُونا
وَحَلَّلتِ الْيَهُودُ بِحِفْظِ سَبْتٍ
لهم مالَ الطوائفِ أجمعينا
فلا تقبلْ من النوابِ عذراً
ولا النُّظَّارِ فِيما يُهْمِلُونا
فلا تَسْتَأْصِلِ الأمْوَالَ حَتَّى
يَكُونُوا كلُّهُمْ مُتَواطِئِينَا
وَإلاَّ أيُّ مَنْفَعَة ٍ بِقَوْمٍ
إذا استحفظتهم لا يحفظونا
ألَيْسَ الآخِذُونَ بِغَيْرِ حَقٍّ
لمافوق الكفاية ِ خائنينا
وأنَّ الكانزين المال منهم
أولئكَ لم يكونوا مؤمنينا
تَوَرَّعَ مَعْشَرٌ مِنْهُمْ وَعُدُّوا
مِنَ الزُّهَّاد وَالمُتَوَرِّعِينَا
وَقِيلَ لَهُمْ دُعاءُ مُسْتَجَابٌ
وَقَدْ مَلَئُوا مِنَ السُّحْتِ البُطُونا
فلا تقبل عفافَ المرء حتى
ترى أتباعه متعففينا
ولا تُثْبِتْ لهُمْ عُسْراً إذَا مَا
غَدَتْ ألْزَامَهُ مُتَمَوِّلِينا
فإنَّ الأصْلَ يَعْرَى عَنْ ثِمَارٍ
وأوراقٍ ويكسوها الغصونا
فإنّ قطائعَ العُربانِ صارت
لِعُمَّالٍ لها ومُشارِفِينا
فَوُلِّيَ أمْرَها ابْنُ أبِي مُلَيْحٍ
فأَصْبَحَ لا هَزِيلَ وَلاَ سَمِينا
وناطحَ وهو أفرعُ كل كبشٍ
فكيفَ وقد أًاب له قرونا
وقد شهدتْ بذاهلبا سويدٍ
وَهُلْبا بعْجَة ٍ حَرْباً زَبُونا
وكم راعت لبغلتهِ شمالاً
وكم دراعت لبغلتهِ يمينا
ولولا ذاك ماولوا فراراً
من البحرِ الكبيرِ لطور سينا
إذَا نَثَرُوا الدَّرَاهِمَ في مَقامٍ
ظَنَنْتَ بِه الدَّرَاهِمَ ياسَمِينا
إذا جَيَّشْتَ جَيْشاً في غَزاة ٍ
تَرَى كُتَّابَهُمْ مُتَباشِرينا
وَإنْ رَجَعُوا لأرْضِهِمُ بخَيْرٍ
فَلَم تَرَ كاتِباً إلاّ حَزِينا
وَقَدْ ثَبَتَتْ عَداوَتُهُمْ فَمَيِّزْ
بِعَيْنكَ مَنْ يَكُونُ لهُ مُعينا
ولمَّا أنْ دُعُوا للْبَابِ قُلْنا
بأنَّ القومَ لا يتخلصونا
وكانُوا قدْ مَضَوْا وَهُمُ عُرَاة ٌ
فَجاءوا بَعْدَ ذَلكَ مُكْتَسِينا
وصاروا يشكرونَ السجنَّ حتى
تمنَّى النَّاسُ لوْ سكَنَوْا السُّجُونا
فقلتُ لعلكم فيه وجدتم
بطولِ مقامكم مالاً دفينا
بأنْفُسِنا وَخالَفْنا الظُّنُونا
وَقُلْنا: المَوْتُ ما لا بُدَّ منه
فماذا بعد ذلك أن يكونا
فلم تتركم الأقوال شيئاً
وخاطَرْنا وّجئنا سَالِمِينا
نحِيلُ عَلَى البِلاد بِغَيْر حَقٍّ
أناساً يعسفون ويظلمونا
وإن منعوا تقولنا عليهم
بأنَّهُمُ عُصَاة ٌ مُفْسِدُونا
وجهَّزنا ولاة َ الحربِ ليلا
عَلَى أنْ يكْبِسُوهُمْ مُصْبِحينا
فَصَالُوا صَوْلة ً فِيمَنْ يَلِيهِمْ
وصلنا صولة ً فيمن يلينا
فَجِئنا بالنِّهابِ وبالسَّبايا
وجاءوا بالرِّجالِ مُصَفَّدينا
وجنُّ مشارفٍ بعثوا شهوداً
فإنَّ من الوثوقِ بهم جنونا
ومن ألفَ الخيانة َ كيف يرجى
له أن يحفظ اللصَّ الخئونا
وما ابنُ قُطَيَّة ٍ إلاّ شَرِيكٌ
لهُمْ في كُلِّ ما يتَخَطَّفُونا
أغَارَ عَلَى قُرَى فَاقوسَ مِنْهُ
بِجَوْرٍ يَمْنَعُ النَّوْمَ الجُفُونا
وَجاسَ خِلالها طُولاً وعَرْضاً
وغادَرَ عالِياً مِنْها حُزُونا
فسلْ أذنينَ والبيروق عنه
ومنزلَ حاتمٍ وسلِ العرينا
فقد نسفَ التلالَ الحُمرَ نسفاً
ولم يترك بعرصتها جرونا
وصَيَّرَ عَيْنَها حِمْلاً ولكِنْ
لِمَنْزِلهِ وغَلَّتَها خَزِينا
وأصبحَ شغلهُ تحصيلَ تبرْ
وكانَتْ رَاؤُهُ من قَبْلُ نُونا
وقدَّمهُ الذين لهم وصولٌ
فَتَمَّمَ نَقْصَهُ صِلَة ُ اللذينا
وفي دَارِ الوِلايَة ِ أيُّ نَهْبٍ
فَلَيْتَكَ لَوْ نَهَبْتَ النَّاهِبِينا
ومافرعونُ فيها غير موسى
يِسُومُ المُسْلِمِينَ أذًى وهُونا
إذَا ألْقَى بِها مُوسى عَصاهُ
تلقفتِ القوافلَ والسفينا
وَفيها عُصْبَة ٌ لا خَيْرَ فِيهمْ
على كلِّ الورى يتعصبونا
وشاهدهمْ إذا اتهموا يؤدي
عن الكلِّ الشهادة َ واليمينا
ومن يستعطِ بالأقلامِ رزقاً
تَجِدْهُ عَلَى أمانَتِه ضنينا
ولستُ مبرئاً كُتَّابَ درجٍ
إذااتهمتْ لدى الناسخونا
فهاك قصيدة ً في السرِّ مني
حَوَتْ مِنْ كلِّ وَاقِعَة ٍ فُنُونا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ
قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ
رقم القصيدة : 13785
-----------------------------------
قُلْتُ لَكُمْ عِنْدَ السُّرَّاقِ مُبَلِّغٌ
أخْذِي عَنِ المَذْكُورِ ما مَعْناهُ
لاتجعلوني في الحميرِ كناظمٍ
سَرَقَتْ يَدَاهُ فَقُطِّعَتْ أذُناهُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
رقم القصيدة : 13786
-----------------------------------
غَدا جَامعُ ابنِ العاصِ كهفَ أَئِمَّة ٍ
فللهِ كهفٌ للأئمة ِ جامعُ
لَقَدْ سَرَّنَا أنَّ الْقُضاة َ ثَلاثَة ٌ
وأنكَ تَاجَ الدِّينِ لِلْقَوْمِ رَابعُ
بهِمْ بِنْيَة ُ الإِسْلام صَحَّتْ وكيف لا
تَصِحُّ وهُمْ أرْكَانُها والطِّبائِعُ
فَهمْ رُخَصاً أَبْدَوْا لنا وَعَزائماً
هُدينا بها فهي النجومُ الطوالعُ
فلا تبتئس إنْ وسع الله في الهدى
مذاهبنا بالعلم والله واسعُ
تفرقتِ الآراءُ والدينُ واحدٌ
وكُلٌّ إلى رَأْيٍ مِنَ الحَقِّ رَاجِعُ
فهذا الختلافٌ جرَّ للخلقِ راحة ً
كما اخْتَلَفَتْ في الرَّاحَتَيْنِ الأصابعُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
رقم القصيدة : 13792
-----------------------------------
قلْ لعليِّ الذي صداقتهُ
على حقوقِ الإخوانِ مؤتمنهْ
أخوكَ قدْ عُوِّدتْ طبيعتهُ
بشربة ٍ في الربيعِ كلَّ سنهْ
والآنَق عفنتْ عليهِ وقد
هَدَّتْ قُواهُ وَجَفَّفَتْ بَدَنهْ
وَعاوَدَتْ يَوْمَها زِيارَتَهُ
وما اعتراها من قبلِ ذاك سنهْ
وَعادَ عِنْد القِيَامِ يَحْمِلُها
بِرَاحَتَيْهِ كأَنَّها زَمِنَهْ
جئتُ بها للطبيبِ مشتكياً
وَدَمْعَتِي كالْعَوَارِضِ الهَتِنَهْ
فقالَ عُدْ لي إذا احْتَمَيْتُ وكُلْ
في كُلِّ يومٍ دجاجة ً دَهنَهْ
كَيْفَ وُصُولي إلى الدَّجَاجة ِ والـ
ـبَيْضَة ُ عِنْدي كأَنَّها بَدَنَهْ
جزاكَ ربِّي إذا انسهلتُ بما
شرِبتُ عن كلِّ خَرْيَة ٍ حَسَنهْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> انظرْ بحمد اللهِ في
انظرْ بحمد اللهِ في
رقم القصيدة : 13793
-----------------------------------
انظرْ بحمد اللهِ في
عينيهِ سراً أيَّ سرِ
طَمَسَ اليَمِينَ بِكَوكَبٍ
وسَيَطْمُسُ اليُسْرَى بِفَجْرِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
رقم القصيدة : 13794
-----------------------------------
لقد عاب شعري في البَريَّة ِ شاعرٌ
ومن عابَ أشعاري فلا بدَّ أن يهجا
وشعري بحرٌ لا يوافيهِ ضفدعٌ
وَلا يَقْطَعُ الرَّعَادُ يَوْمَا لَهُ لُجَّا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
رقم القصيدة : 13795
-----------------------------------
فداؤكَ من إذا رُمت امتنانا
عليَّل أبى إلاَّ امتناعا
فلا عندي له نعمٌ تجازى
وَلا لِي عِنْدَهُ ذِمَمٌ تُرَاعَى
أباسطهُ وأحذرهُ كأني
أُمَارِسُ مِنْ خلائِقِهِ السِّباعا
فلا أنا آمنٌ منه ضراراً
ولاَ هُوَ آمِلٌ مِنِّي انْتِفاعاً
فلستُ أوُدُّهُ إلاَّ رياءً
وليس يودُّني إلا خداعا
أَضَعْت حُقُوقَهُ وأَضَاعَ حَقِّي
فيا لَكِ صُحْبَة ً ذَهَبَتْ ضَيَاعَا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
رقم القصيدة : 13796
-----------------------------------
أَمَّا المَحَبَّة ُ فَهِيَ بَذْلُ نُفُوسِ
فَتَنَعَّمِي يَا مُهْجَتِي بالبُوسِ
بذلَ المحِبُّ لمن أحبَّ دموعهُ
وطوى حشاهُ على أحرِّ رسيسِ
صَدِّقْ وَقُلْ مَنْ لَمْ يَقُمْ كَقِيَامِهِ
لَمْ يَنْتَفِعْ مِنْهُ امْرُؤٌ بِجُلُوسِ
قَبِلَ الإِلهُ تَقَرُّبِي بِمَدِيحِهِ
وتوَجُّهي لجنابهِ المحروسِ
رُمتُ المسيرَ إليهِ أعجزني السُّرَى
وأباحني مرآهُ غير يئوسِ
أكْرِم بِيَوْمِ الأَرْبَعَاءِ زِيَارَة ً
لكَ إنهُ عندي كألفِ خميسِ
كلُّ اتصالاتِ السعيدِ سعيدة ٌ
بمثابة ِ التثليثِ والتسديسِ
شرفاً لشاذلة ٍ ومرسية ٍسرتْ
لَهُما الرِّياسَة ُ مِنْ أجَلِّ رَئيس
ما إنْ نَسَبْتُ إلَيْهما شَيْخَيْهِما
إلاَّ جلوتهما جلاء عروسِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ
تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ
رقم القصيدة : 13797
-----------------------------------
تجنبْ أحاديثَ الحسودش فواجبٌ
تجنبهُ فيما يقولُ ويفعلُ
وكلُّ حسودٍ ما عدتهُ ملامة ٌ
وكلُّ لئيمٍ ما عليه معَوَّلُ
مَتَى قال عَنِّي السُّوءَ عِنْدَكَ إنَّهُ
كذاك يقولُ السوء عنك وينقلُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
رقم القصيدة : 13798
-----------------------------------
بِقُبَّة ِ قَبْرِ الشَّافِعِيِّ سَفِينَة ٌ
رَسَتْ مِنْ بِناءٍ مُحْكَمٍ فَوْقَ جُلْمُودِ
وَمُذْ غاضَ طُوفانُ العُلُومِ بِمَوْتِه اسْـ
ـتَوَى الفُلْكُ في ذَاكَ الضَّرِيحِ عَلَى الجُودِيِّ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> البوصيري >> قد أخذ المسلمون عكا
قد أخذ المسلمون عكا
رقم القصيدة : 13799
-----------------------------------
قد أخذ المسلمون عكا
وأشبعوا الكافرين صكا
وساقَ سلطاننا إليهمْ
خَيْلا تَدُكُّ الْجِبَالَ دَكَّا
وأقسم التركُ منذ سارتْ
لا تَرَكُوا لِلْفُرَنْجِ مُلْكاً[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عبدالوهاب البياتي >> مذكرات رجل مجهول
مذكرات رجل مجهول
رقم القصيدة : 138
-----------------------------------
8 نيسان
أنا عامل , ادعى سعيد
من الجنوب
أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين
و كان عمري آنذاك
سنتين - ما اقسى الحياة
و أبشع الليل الطويل
و الموت في الريف العراقي الحزين -
و كان جدي لا يزال
كالكوكب الخاوي , على قيد الحياة
13
مارس
أعرف معنى أن تكون ؟
متسولا , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير !
و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟
أعرف معنى أن تكون ؟
لصاً تطارده الظلام
و الخوف عبر مقابر الريف الحزين !
16 حزيران
اني لأخجل أن أعري , هكذا بؤسي , أمام الآخرين
و أن أرى متسولاً , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير
و أن أمرغ ذكرياتي في التراب
فنحن , يا مولاي , قوم طيبون
بسطاء , يمنعنا الحياء من الوقوف
أبداً على أبواب قصرك , جائعين
13 تموز
و مات جدي , كالغراب , مع الخريف
كالجرذ , كالصرصور , مات مع الخريف
فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة
فنحن , يا مولاي , نحن الكادحين
ننسى , كما تنسى , بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب
و هجرت قريتنا , و أمي الأرض تحلم بالربيع
و مدافع الحرب الأخير , لم تزل تعوى , هناك
ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع
و كان عمري آنذاك
عشرين عام
و مدافع الحرب الأخير لم تزل .. عشرين عام
مولاي ... ! تعوى في الصقيع
29 أيلول
ما زلت خادمك المطيع
لكنه علم الكتاب
و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب
و يقظة العملاق في جسدي الكئيب
و شعوري الطاغي , بأني في يديك ذبابة تدمى
و أنك عنكبوت
و عصرنا الذهبي , عصر الكادحين
عصر المصانع و الحقول
ما زال يغريني , بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1
مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون
لأنهم لا يعلمون
بأن أمثالي لهم حق الحياة
و حق تقرير المصير
و ان في أطراف كوكبنا الحزين
تسيل أنهار الدماء
من اجل انسان , الغد الآتي , السعيد
من اجلنا , مولاي انهار الدماء
تسيل من اطراف كوكبنا الحزين
19 شرين 2
الليل في بغداد , و الدم و الظلال
ابداً , تطاردني كأني لا ازال
ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان انسان الغد الآتي السعيد
انسان عالمنا الجديد
مولاي ! يولد في المصانع و الحقول[/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى