[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
رقم القصيدة : 15800
-----------------------------------
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
فَتَى العَرَبِ احتَلَّ رَبْعَ الفَنَاءِ
أُصِبْنَا جَمِيعاً بسَهْمِ النضَالِ
فهَلاَّ أُصِبْنَا بِسَهْمِ الغِلاَءِ!!
ألا أيُّها المَوْتُ فَجَّعْتَنا
بِمَاءِ الحَيَاة ِ ومَاءِ الحَيَاءِ
فماذا حضرتَ بهِ حاضراً
وماذا خبأتَ لاهلِ الخباءِ !
نعاءِ نعاءِ شقيقَ الندى
إليهِ نَعِيّاً قَلِيلَ الجَدَاءِ
وكانا جميعاً شريكيْ عنانٍ
رضيعيْ لبانٍ خليليْ صفاءِ
على خالدِ بن يزيدَ بن مزْ
يَدِ امْرِ دُمُوعاً نَجيعاً بِمَاءِ
ولا تَريَنَّ البُكَا سُبَّة ً
ألصقْ جوى ً بلهيبٍ رواءِ
فقدْ كثرَ الرزءُ قدرَ الدموعِ
وَقَدْ عَظّم الخَطْبُ شَأْنَ البُكَاءِ
فباطنه ملجأ للأسى
وظاهرهُ ميسمٌ للوفاءِ
مَضَى المَلِكُ الوَائِليُّ الذي
حَلَبْنا به العَيْشَ وُسْعَ الإنَاءِ
فأودى الندى ناضرَ العودِ والـ
ـفتوة ُ مغموسة ً في الفتاءِ
فأضحتْ عليهِ العلى خشعاً
وبَيْتُ السَّمَاحَة ِ مُلْقَى الكِفَاءِ
وقدْ كانَ مما يضيءُ السريرَ
والبَهْوَ يَمْلأَه بِالبَهَاءِ
المُلْكَ عَنْ خالدٍ والمُلُوكَ
بقمعِ العدى وبنفيِ العداءِ
أَلَمْ يَكُ أَقْتَلَهُمْ لِلأسُودِ
صبراً وأوهبهمْ للظباءِ ؟!
ألمْ يجلبِ الخيلَ من بابلٍ
شوازبَ مثلَ قداحِ السراءِ
فمدَّ على الثغرِ إعصارها
برأي حسامٍ ونفسٍ فضاءِ
فلما تراءتْ عفاريتُهُ
سنا كوكبٍ جاهليِّ السناءِ
وقَدْ سَدَّ مَنْدُوحَة َ القاصِعَاءِ
مِنهُمْ وأمسَكَ بالنافِقَاءِ
طَوَى أمرَهُمْ عَنْوَة ً في يَدَيْهِ
طَيَّ السجِلّ وَطَيَّ الردَاءِ
أقروا ـ لعمري ـ بحكمِ السيوفِ
وكانتْ أحقَّ بفضلِ القضاءِ
وما بالولاَية ِ إقرَارُهُمْ
ولكنْ أَقرُّوا لَهُ بالوَلاَءِ
أُصِبْنَا بِكَنْزِ الغِنَى والإمَامُ
أمسى مصاباً بكنزِ الغناءِ
وما إن أصيبَ براعي الرعية ِ
لاَ بَلْ أُصيبَ بِرَاعي الرعَاءِ
يَقُولُ النطَاسِيُّ إِذْ غُيبَتْ
عن الداءِ حيلتُه والدواءِ
ونُبُوُّ المَقيلِ بهِ والمَبيتِ
أقعصهُ واختلافُ الهواءِ
وقَدْ كانَ لَوْ رُدَّ غَرْبُ الحِمَامِ
شَدِيدَ تَوَقٍّ طَوِيلَ احتِمَاءِ
مُعَرَّسُهُ في ظِلال السُّيُوفِ
وَمَشْرَبُه مِنْ نَجِيعِ الدمَاءِ
ذُرَى المِنْبَرِ الصَّعْبِ منْ فُرْشِهِ
ونارُ الوغا نارُه للصلاءِ
ومَا مِن لَبُوسٍ سِوَى السَّابِغَاتِ
تَرقْرَقُ مِثْلَ مُتُونِ الإضَاءِ
فهلْ كانَ مذْ كانَ حتى مضى
حَمِيداً لَهُ غيرُ هذا الغِذَاءِ
أذهلَ بنَ شيبانَ ذُهلَ الفخارِ
وذُهْلَ النَّوَالِ وذُهْلَ العَلاءِ
مضى خالدُ بن يزيدَ بن مزْ
يَدَ قَمَرُ اللَّيلِ شَمْسُ الضَّحاءِ
وخلَّى مساعيهُ بينكمْ
فإِيَّايَ فيها وَسَعْيَ البِطَاءِ
ردوا الموتَ مراً ورودَ الرجالِ
وبَكُّوا عليهِ بُكاءَ النساءِ
غَليلي علي خالدٍ خالدٌ
وضيفُ همومي طويلُ الثواءِ
فلَمْ يُخْزِني الصَّبْرُ عنه ولا
تَقَنَّعتُ عاراً بِلُؤمِ العَزَاءِ
تَذَّكرْتُ خَضْرَة َ ذَاكَ الزَّمَانِ
لديهِ وعمران ذاكَ الفناءِ
وزوارُه للعطايا حضورٌ
كأَنَّ حضُورَهُمُ للعطَاءِ
وإذْ علمُ مجلسِهِ موردٌ
زلالٌ لتلكَ العقولِ الظماءِ
تحولُ السكينة ُ دونَ الأذى
بهِ والمُرُوَّة ُ دُونَ المِرَاءِ
وإذْ هوَ مطلقٌ كبلِ المصيفِ
وإذْ هو مفتاحُ قيدِ الشتاءِ
لَقَدْ كانَ حَظي غيرَ الخَسِيسِ
مِنْ رَاحَتَيْهِ وغَيْرَ اللَّفَاءِ
وكنتُ أَرَاهُ بِعَيْنِ الرَّئيس
وكان يراني بعين الإخاءِ
ألهفي على خالد لهفة ً
تكونُ أمامي وأخرى ورائي
ألهفي إذا ما ردى للردى
ألهفي إذا ما احتبى للحباءِ
أَلَحْدٌ حَوَى حَيَّة َ المُلْحِدينَ
ولَدْنُ ثَرى حَالَ دُونَ الثَّرَاءِ؟!
جزتْ ملكاً فيه ريَّا الجنوبِ
ورائحة ُ المُزْنِ خَيْرَ الجَزَاءِ
فكَمْ غَيَّبَ التَّرْبُ مِنْ سُؤْدَد
وغَالَ البِلَى مِنْ جِمِيلِ البَلاَءِ!
أَبَا جَعْفَرٍ ليُعِرْكَ الزَّمانُ
عزاً ويكسبكَ طولَ البقاءِ
فما مزنُكَ المرتجى بالجهامِ
ولارِيحُنا مِنكَ بالجِرْبِيَاءِ
ولا رجعتْ فيكَ تلكَ الظنونُ
حيارى ولا انسدَّ شعبُ الرجاءِ
وقد نُكِسَ الثَّغْرُ فابعَثْ لَهُ
صدورَ القنا في ابتغاءِ الشفاءِ
فَقَدْ فاتَ جَدُّكَ جَدَّ المُلُوكِ
وعُمْرُ أَبِيكَ حَدِيثُ الضيَاءِ
ولَمْ يَرْضَ قَبْضَتَهُ لِلحُسَامِ
ولا حملَ عاتقِهِ للرداءِ
فما زالَ يفرعُ تلكَ العلى
مع النجمِ مرتدياً بالعماءِ
ويصعدُ حتى لظنَّ الجهولُ
أنَّ لَهُ مَنْزِلاً في السَّماءِ
وقَدْ جَاءَنا أَنَّ تِلْكَ الحُرُوبَ
إذا حديتْ فالتوتْ بالحداءِ
وعاودَها جَرَبٌ لَمْ يَزَلْ
يعاوِدُ أسعافَها بالهناءِ
ويمتحُ سجلاً لها كالسجالِ
ودلواً إذا أفرغتْ كالدلاءِ
ومِثْلُ قُوَى حِبْلِ تلْكَ الذرَاعِ
كانَ لزازاً لذاكَ الرشاءِ
فلا تخزِ أيامَه الصالحاتِ
وما قدْ بنى من جليلِ البناءِ
فَقدْ علِمَ اللَّهُ أَنْ لَنْ تُحِبَّ
شيئاً كحبكَ كنزَ الثناءِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
رقم القصيدة : 15801
-----------------------------------
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
لم يحفظِ الميثاقَ والعهدا
ولا رَعى وُدي ولاحُرْمَتي
ولم أَزَلْ أرعى لهُ الوُدَّا
يا قاتلي ظلماً بسيفِ الهوى
إذ صرتُ عبداً فارحمِ العبدا
قَدْ والذي عَذَّبَ قَلْبي بِكمْ
قاسَيْتُ مُذْ فارَقْتني جَهْدا[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
رقم القصيدة : 15802
-----------------------------------
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في
وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
تعريسها خللَ السر تقريبها
حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
متعصباً بعصابة ِ التسويدِ
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
رقم القصيدة : 15803
-----------------------------------
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
فيها وراءُ الحرِّ يوم ظمائِهِ
أنتَ الذي لا تُعذَلُ الدنيا إذا
ما النائباتُ صفحنَ عنْ حوبائهِ
لو كانَ يغنى حازمٌ عن واعظ
كنتَ الغنيَّ بخزمِهِ وذكائهِ
لستَ الفتى إنْ لم تعرِّ مدامعاً
من مائها والوجدُ بعدُ بمائِهِ
وإذَا رأَيتَ أَسى امرئٍ أوْ صَبْرَه
يوماً فقدْ عاينتَ صورة َ رائهِ
إني أرى تربَ المروءة ِ باكياً
فأكادُ أبكي معظماً لبكائهِ
حَقٌّ على أَهْلِ التَّيقُّظِ والحِجَى
وقَضَاءُ طَبٍّ عالمٍ بِقَضَائِهِ
أَلاَّ يُعزَّى جَاذِعٌ بِحَمِيمهِ
حتَّى يُعزَّى أوَّلاً بِعَزائِهِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
رقم القصيدة : 15804
-----------------------------------
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
لَيْسَ عِندي لِلَوْعة ٍ مِنْ مزيدِ
بأبي شادِنٌ تَنَسَّمْتُ مِنْ عَيْـ
ـنيهِ يَوْمَ الخميس ريحَ الصّدودِ
صار ذنبي كذنبِ آدمَ يا عمرُ
ـرُو، فأُخرجتُ من جنان الخلودِ
أَناأفدِي سَاجِي الجُفونِ يُسمَّى
ويُكَنَّى بِبَعضِ عَبْدِ الحميدِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
رقم القصيدة : 15805
-----------------------------------
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
لما ترنمَ والغصونُ تميدُ
ساقٌ على ساقٍ دعا قمرية ً
فدعَتْ تُقاسِمُهُ الهَوَى وتَصيدُ
إلفانِ في ظلِّ الغصونِ تألفا
والتَفَّ بَينَهُما هَوى مَعْقُودُ
يتطعمانِ بريقِ هذا هذهِ
مجعاً وذاكَ بريقِ تلكَ معيدُ
يا طائرانِ تمتعا هنيتما
وعِمَا الصَّباحَ فإنني مَجْهودُ
آهٍ لوَقعِ البيْيِ يابنَ مُحمَّدٍ
بَينُ المحب على المحب شديدُ
أَبْكي وقَدْ سَمَتِ البُروقَ مُضيئَة ً
مِنْ كل أقْطار السَّماءِ رُعودُ
واهتزَّ رَيْعانُ الشَّبَابِ فأشرقَت
لِتهلُّلِ الشَّجرِ القُرَى والبيدُ
وَمضَتْ طَواوِيسُ العِراقِ فأَشْرَقَتْ
أَذْنابُ مُشرقَة ٍ وهُنّ حُفودُ
يرفلنَ أمثالَ العذارى طوفاً
حولَ الدوارِ وقدْ تجانى العيدُ
إني سأنثرُ منْ لساني لؤلؤاً
يَرِدُ العِراقَ نِظَامُه مَعْقودُ
حتى يحلَّ منَ المهلبِ منزلاً
للمجدِ في غرفاتهِ تشييدُ
رَفعَ الخلافَة َ راية ً فتقاصَرتْ
عنها الرجالُ وحازها داودُ
السَّيدُ العَتَكيُّ غَيْرَ مُدافَعٍ
إِذْ ليْسَ سُؤدُدُ سيدٍ مَوْجُودُ
نقرتُ باسمكَ في الظلامِ مسدراً
داودُ إنك في الفعالِ حميدُ
قَدْ قِيلَ : أَيْنَ تُريدُ، قُلْتُ : أخا النَّدَى
وأبا سليمانُ الأغرُ أريدُ
فافْتَحْ بجُودِكَ قفْلَ دَهْري إنَّهُ
قُفْلٌ وجُودُ يَديْكَ لي إقليدُ
فالجودُ حيَّ ما حييتَ وإنْ تمتْ
غاضَتْ مَناهِلُه وماتَ الجُودُ[/font]
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
رقم القصيدة : 15800
-----------------------------------
نعاءِ إلى كلِّ حيٍّ نعاءِ
فَتَى العَرَبِ احتَلَّ رَبْعَ الفَنَاءِ
أُصِبْنَا جَمِيعاً بسَهْمِ النضَالِ
فهَلاَّ أُصِبْنَا بِسَهْمِ الغِلاَءِ!!
ألا أيُّها المَوْتُ فَجَّعْتَنا
بِمَاءِ الحَيَاة ِ ومَاءِ الحَيَاءِ
فماذا حضرتَ بهِ حاضراً
وماذا خبأتَ لاهلِ الخباءِ !
نعاءِ نعاءِ شقيقَ الندى
إليهِ نَعِيّاً قَلِيلَ الجَدَاءِ
وكانا جميعاً شريكيْ عنانٍ
رضيعيْ لبانٍ خليليْ صفاءِ
على خالدِ بن يزيدَ بن مزْ
يَدِ امْرِ دُمُوعاً نَجيعاً بِمَاءِ
ولا تَريَنَّ البُكَا سُبَّة ً
ألصقْ جوى ً بلهيبٍ رواءِ
فقدْ كثرَ الرزءُ قدرَ الدموعِ
وَقَدْ عَظّم الخَطْبُ شَأْنَ البُكَاءِ
فباطنه ملجأ للأسى
وظاهرهُ ميسمٌ للوفاءِ
مَضَى المَلِكُ الوَائِليُّ الذي
حَلَبْنا به العَيْشَ وُسْعَ الإنَاءِ
فأودى الندى ناضرَ العودِ والـ
ـفتوة ُ مغموسة ً في الفتاءِ
فأضحتْ عليهِ العلى خشعاً
وبَيْتُ السَّمَاحَة ِ مُلْقَى الكِفَاءِ
وقدْ كانَ مما يضيءُ السريرَ
والبَهْوَ يَمْلأَه بِالبَهَاءِ
المُلْكَ عَنْ خالدٍ والمُلُوكَ
بقمعِ العدى وبنفيِ العداءِ
أَلَمْ يَكُ أَقْتَلَهُمْ لِلأسُودِ
صبراً وأوهبهمْ للظباءِ ؟!
ألمْ يجلبِ الخيلَ من بابلٍ
شوازبَ مثلَ قداحِ السراءِ
فمدَّ على الثغرِ إعصارها
برأي حسامٍ ونفسٍ فضاءِ
فلما تراءتْ عفاريتُهُ
سنا كوكبٍ جاهليِّ السناءِ
وقَدْ سَدَّ مَنْدُوحَة َ القاصِعَاءِ
مِنهُمْ وأمسَكَ بالنافِقَاءِ
طَوَى أمرَهُمْ عَنْوَة ً في يَدَيْهِ
طَيَّ السجِلّ وَطَيَّ الردَاءِ
أقروا ـ لعمري ـ بحكمِ السيوفِ
وكانتْ أحقَّ بفضلِ القضاءِ
وما بالولاَية ِ إقرَارُهُمْ
ولكنْ أَقرُّوا لَهُ بالوَلاَءِ
أُصِبْنَا بِكَنْزِ الغِنَى والإمَامُ
أمسى مصاباً بكنزِ الغناءِ
وما إن أصيبَ براعي الرعية ِ
لاَ بَلْ أُصيبَ بِرَاعي الرعَاءِ
يَقُولُ النطَاسِيُّ إِذْ غُيبَتْ
عن الداءِ حيلتُه والدواءِ
ونُبُوُّ المَقيلِ بهِ والمَبيتِ
أقعصهُ واختلافُ الهواءِ
وقَدْ كانَ لَوْ رُدَّ غَرْبُ الحِمَامِ
شَدِيدَ تَوَقٍّ طَوِيلَ احتِمَاءِ
مُعَرَّسُهُ في ظِلال السُّيُوفِ
وَمَشْرَبُه مِنْ نَجِيعِ الدمَاءِ
ذُرَى المِنْبَرِ الصَّعْبِ منْ فُرْشِهِ
ونارُ الوغا نارُه للصلاءِ
ومَا مِن لَبُوسٍ سِوَى السَّابِغَاتِ
تَرقْرَقُ مِثْلَ مُتُونِ الإضَاءِ
فهلْ كانَ مذْ كانَ حتى مضى
حَمِيداً لَهُ غيرُ هذا الغِذَاءِ
أذهلَ بنَ شيبانَ ذُهلَ الفخارِ
وذُهْلَ النَّوَالِ وذُهْلَ العَلاءِ
مضى خالدُ بن يزيدَ بن مزْ
يَدَ قَمَرُ اللَّيلِ شَمْسُ الضَّحاءِ
وخلَّى مساعيهُ بينكمْ
فإِيَّايَ فيها وَسَعْيَ البِطَاءِ
ردوا الموتَ مراً ورودَ الرجالِ
وبَكُّوا عليهِ بُكاءَ النساءِ
غَليلي علي خالدٍ خالدٌ
وضيفُ همومي طويلُ الثواءِ
فلَمْ يُخْزِني الصَّبْرُ عنه ولا
تَقَنَّعتُ عاراً بِلُؤمِ العَزَاءِ
تَذَّكرْتُ خَضْرَة َ ذَاكَ الزَّمَانِ
لديهِ وعمران ذاكَ الفناءِ
وزوارُه للعطايا حضورٌ
كأَنَّ حضُورَهُمُ للعطَاءِ
وإذْ علمُ مجلسِهِ موردٌ
زلالٌ لتلكَ العقولِ الظماءِ
تحولُ السكينة ُ دونَ الأذى
بهِ والمُرُوَّة ُ دُونَ المِرَاءِ
وإذْ هوَ مطلقٌ كبلِ المصيفِ
وإذْ هو مفتاحُ قيدِ الشتاءِ
لَقَدْ كانَ حَظي غيرَ الخَسِيسِ
مِنْ رَاحَتَيْهِ وغَيْرَ اللَّفَاءِ
وكنتُ أَرَاهُ بِعَيْنِ الرَّئيس
وكان يراني بعين الإخاءِ
ألهفي على خالد لهفة ً
تكونُ أمامي وأخرى ورائي
ألهفي إذا ما ردى للردى
ألهفي إذا ما احتبى للحباءِ
أَلَحْدٌ حَوَى حَيَّة َ المُلْحِدينَ
ولَدْنُ ثَرى حَالَ دُونَ الثَّرَاءِ؟!
جزتْ ملكاً فيه ريَّا الجنوبِ
ورائحة ُ المُزْنِ خَيْرَ الجَزَاءِ
فكَمْ غَيَّبَ التَّرْبُ مِنْ سُؤْدَد
وغَالَ البِلَى مِنْ جِمِيلِ البَلاَءِ!
أَبَا جَعْفَرٍ ليُعِرْكَ الزَّمانُ
عزاً ويكسبكَ طولَ البقاءِ
فما مزنُكَ المرتجى بالجهامِ
ولارِيحُنا مِنكَ بالجِرْبِيَاءِ
ولا رجعتْ فيكَ تلكَ الظنونُ
حيارى ولا انسدَّ شعبُ الرجاءِ
وقد نُكِسَ الثَّغْرُ فابعَثْ لَهُ
صدورَ القنا في ابتغاءِ الشفاءِ
فَقَدْ فاتَ جَدُّكَ جَدَّ المُلُوكِ
وعُمْرُ أَبِيكَ حَدِيثُ الضيَاءِ
ولَمْ يَرْضَ قَبْضَتَهُ لِلحُسَامِ
ولا حملَ عاتقِهِ للرداءِ
فما زالَ يفرعُ تلكَ العلى
مع النجمِ مرتدياً بالعماءِ
ويصعدُ حتى لظنَّ الجهولُ
أنَّ لَهُ مَنْزِلاً في السَّماءِ
وقَدْ جَاءَنا أَنَّ تِلْكَ الحُرُوبَ
إذا حديتْ فالتوتْ بالحداءِ
وعاودَها جَرَبٌ لَمْ يَزَلْ
يعاوِدُ أسعافَها بالهناءِ
ويمتحُ سجلاً لها كالسجالِ
ودلواً إذا أفرغتْ كالدلاءِ
ومِثْلُ قُوَى حِبْلِ تلْكَ الذرَاعِ
كانَ لزازاً لذاكَ الرشاءِ
فلا تخزِ أيامَه الصالحاتِ
وما قدْ بنى من جليلِ البناءِ
فَقدْ علِمَ اللَّهُ أَنْ لَنْ تُحِبَّ
شيئاً كحبكَ كنزَ الثناءِ[/font]
[font="] [/font]
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
رقم القصيدة : 15801
-----------------------------------
صدَّ ومااحتَسَبَ الصَّدَّا
لم يحفظِ الميثاقَ والعهدا
ولا رَعى وُدي ولاحُرْمَتي
ولم أَزَلْ أرعى لهُ الوُدَّا
يا قاتلي ظلماً بسيفِ الهوى
إذ صرتُ عبداً فارحمِ العبدا
قَدْ والذي عَذَّبَ قَلْبي بِكمْ
قاسَيْتُ مُذْ فارَقْتني جَهْدا[/font]
[font="] [/font]
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
رقم القصيدة : 15802
-----------------------------------
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في
وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
تعريسها خللَ السر تقريبها
حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
متعصباً بعصابة ِ التسويدِ
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ[/font]
[font="] [/font]
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
رقم القصيدة : 15803
-----------------------------------
أمحمدَ بن سعيد ادَّخرِ الأسى
فيها وراءُ الحرِّ يوم ظمائِهِ
أنتَ الذي لا تُعذَلُ الدنيا إذا
ما النائباتُ صفحنَ عنْ حوبائهِ
لو كانَ يغنى حازمٌ عن واعظ
كنتَ الغنيَّ بخزمِهِ وذكائهِ
لستَ الفتى إنْ لم تعرِّ مدامعاً
من مائها والوجدُ بعدُ بمائِهِ
وإذَا رأَيتَ أَسى امرئٍ أوْ صَبْرَه
يوماً فقدْ عاينتَ صورة َ رائهِ
إني أرى تربَ المروءة ِ باكياً
فأكادُ أبكي معظماً لبكائهِ
حَقٌّ على أَهْلِ التَّيقُّظِ والحِجَى
وقَضَاءُ طَبٍّ عالمٍ بِقَضَائِهِ
أَلاَّ يُعزَّى جَاذِعٌ بِحَمِيمهِ
حتَّى يُعزَّى أوَّلاً بِعَزائِهِ[/font]
[font="] [/font]
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
رقم القصيدة : 15804
-----------------------------------
أنا في لَوْعة وحُزْنٍ شَديدِ
لَيْسَ عِندي لِلَوْعة ٍ مِنْ مزيدِ
بأبي شادِنٌ تَنَسَّمْتُ مِنْ عَيْـ
ـنيهِ يَوْمَ الخميس ريحَ الصّدودِ
صار ذنبي كذنبِ آدمَ يا عمرُ
ـرُو، فأُخرجتُ من جنان الخلودِ
أَناأفدِي سَاجِي الجُفونِ يُسمَّى
ويُكَنَّى بِبَعضِ عَبْدِ الحميدِ[/font]
[font="] [/font]
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
رقم القصيدة : 15805
-----------------------------------
عن فشاقكَ طائرٌ غريدُ
لما ترنمَ والغصونُ تميدُ
ساقٌ على ساقٍ دعا قمرية ً
فدعَتْ تُقاسِمُهُ الهَوَى وتَصيدُ
إلفانِ في ظلِّ الغصونِ تألفا
والتَفَّ بَينَهُما هَوى مَعْقُودُ
يتطعمانِ بريقِ هذا هذهِ
مجعاً وذاكَ بريقِ تلكَ معيدُ
يا طائرانِ تمتعا هنيتما
وعِمَا الصَّباحَ فإنني مَجْهودُ
آهٍ لوَقعِ البيْيِ يابنَ مُحمَّدٍ
بَينُ المحب على المحب شديدُ
أَبْكي وقَدْ سَمَتِ البُروقَ مُضيئَة ً
مِنْ كل أقْطار السَّماءِ رُعودُ
واهتزَّ رَيْعانُ الشَّبَابِ فأشرقَت
لِتهلُّلِ الشَّجرِ القُرَى والبيدُ
وَمضَتْ طَواوِيسُ العِراقِ فأَشْرَقَتْ
أَذْنابُ مُشرقَة ٍ وهُنّ حُفودُ
يرفلنَ أمثالَ العذارى طوفاً
حولَ الدوارِ وقدْ تجانى العيدُ
إني سأنثرُ منْ لساني لؤلؤاً
يَرِدُ العِراقَ نِظَامُه مَعْقودُ
حتى يحلَّ منَ المهلبِ منزلاً
للمجدِ في غرفاتهِ تشييدُ
رَفعَ الخلافَة َ راية ً فتقاصَرتْ
عنها الرجالُ وحازها داودُ
السَّيدُ العَتَكيُّ غَيْرَ مُدافَعٍ
إِذْ ليْسَ سُؤدُدُ سيدٍ مَوْجُودُ
نقرتُ باسمكَ في الظلامِ مسدراً
داودُ إنك في الفعالِ حميدُ
قَدْ قِيلَ : أَيْنَ تُريدُ، قُلْتُ : أخا النَّدَى
وأبا سليمانُ الأغرُ أريدُ
فافْتَحْ بجُودِكَ قفْلَ دَهْري إنَّهُ
قُفْلٌ وجُودُ يَديْكَ لي إقليدُ
فالجودُ حيَّ ما حييتَ وإنْ تمتْ
غاضَتْ مَناهِلُه وماتَ الجُودُ[/font]