[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
رقم القصيدة : 15672
-----------------------------------
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا
ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ
فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا
وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر
أمسى مصوناً للنوى مبذولا
إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها
سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا
لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي
تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا
مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا
من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ
رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا
لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ
في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا
الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ
يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا
للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ
لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا
بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ
في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا
أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً
تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا!
لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً
يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا
بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ
هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا
لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً
للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا
يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ
ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا
ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ
لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا
ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً
ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا
كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ
غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً
تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا
فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى
نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا
لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى
في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا
أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى
حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا
أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً
تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا
ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ
يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
رقم القصيدة : 15673
-----------------------------------
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
لم تكمدي فظننتِ ان لم يكمدِ
يكفيكه شوقٌ يطيلث ظماءهُ
و اذا سقاهُ سقاهُ سمَّ الأسودِ
عذلت غروبُ دموعهِ عذالهُ
بِسَواكِبٍ فَنَّدْنَ كُلَّ مُفَندِ
أَتَتِ النَّوَى دُونَ الهَوَى ، فأَتى الأَسَى
دون الاسى بحرارة ٍ لم تبردِ
جَارَى إِليْهِ البَيْنُ وَصْلَ خَرِيدَة ٍ
ماشَتْ إِليْهِ المَطْلَ مَشْيَ الأَكْبَدِ
عبث الفراقُ بدمعهِ بقلبهِ
عبثاً يروحُ الجدُّ فيهِ ويغتدي
يا يومَ شردَ يومَ لهوي لهوهُ
بصَبَابَتِي وأَذَلَّ عِزَّ تَجلُّدِي
ما كانَ أَحْسَنَ لو غَبَرْتَ فلَم نَقُلْ
ما كان أقبح يومَ برقة ِ منشدِ
يومٌ أفاضَ جوى اغاضَ تعزياً
خاضَ الهوى بحريْ حجاهُ المزيدُ
عطفوا الخدورَ على وشيَ الخدودِ صيانة ً
وَشْيَ البُرُودِ بِمُسجَفٍ ومُمَهَّدِ
أهلاً وسهلاً بالإمام ومرحباً
سهلت حزونة ُ كل أمرٍ قرددِ
غلّ المروراة الصحاصح عزمهُ
بالعِيسِ إن قَصَدَتْ وإِن لم تَقْصِدِ
مُتَجَردٌ ثَبْتُ المَوَاطِىء حَزمُهُ
مُتَجَردٌ للحادِثِ المُتَجَردِ
فانتاشَ مصرَ من اللتيا والتي
بتجاوزٍ وتعطفٍ وتغمدِ
في دولة ٍ لحظَ الزمانُ شعاعها
فارْتَدَّ مُنْقَلِباً بعَيْنَيْ أَرْمَدِ
من كان مولدهُ تقدمَ قبلها
او بعدها فكأنهُ لم يولدِ
اللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ هَدْيكَ للرضَا
فينَا ويَلعَنُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَشْهَدِ
أَوَليَّ أمَّة ِ أَحْمَدٍ ما أَحْمَدٌ
بمضيعِ ما أوليتً امة َ أحمدِ
أما الهدى فقد اقتدحتَ بزندهِ
في العالمين فويلُ من لم يهتدِ
نحن الفداءُ من الردى لخليفة ٍ
برضاهُ من سخطِ الليالي نفتدي
مَلِكٌ إذا ما ذِيقَ مُرّ المُبْتَلى
عِندَ الكَرِيهَة ِ عَذْبُ مَاءِ المَحْتِذِ
هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَسَاعِيَ وابتَنَتْ
خططَ المكارمُ في عراض الفرقدِ
سَبقَتْ خُطَا الأَيَّامِ عُمْريَّاتُهَا
ومَضَت فصَارَت مُسْنَداً للمُسْنَدِ
ما زال يمتحنُ العلى ويروضها
حَتَّى اتَّقَتْهُ بكيمِيَاءِ السُّؤْدُدِ
فكأنما ظفرت يداهُ بالمنى
سَخِطَتْ لَهَاهُ على جَدَاهُ سَخطَة ً
فاسْتَرْفَدَتْ أَقصَى رِضَا المُسْتَرْفِدِ
صدمت مواهبهُ النوائبَ صدمة ً
شَغَبَتْ على شَغَبِ الزَّمانِ الأَنْكدِ
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها
فَجَرَتْ عُيُوناً في مُتُونِ الجَلْمَدِ
وأَرَى الأُمُورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَتْ
ظُلُماتُهَا عن رَأْيكَ المُتَوقدِ
عَنْ مثْل نَصْل السَّيْفِ إلا أَنَّهُ
مذ سلَّ اولَ سلة ٍ لم يغمدِ
فبَسَطْتَ أَزْهَرَهَا بوَجْهٍ أَزْهَرٍ
وقَبَضْتَ أرْبَدَهَا بوَجْهٍ أَرْبَدِ
للرَّاغِبينَ زَهَادَة ٌ في العَسْجَدِ
لو يعلمُ العافون كم لك في الندى
من فرحة ٍ وقريحة ٍ لم تخمدِ
و كأنما نافستَ قدرك حظهُ
و حسدتَ نفسكَ حينَ أن لم تحسدِ
عصفت بهِ أرواحُ جودك في غدِ
فيها بشَأْوِ خَلائِق لم تُجْهِدِ
و حطمتَ بالانجاز ظهرَ الموعدِ
فاقام عنك وأنتَ سعدُ الاسعدِ
مرهاً وتربة ُ ارضهِ من إثمدِ
هذَا أَمِينَ اللَّهِ آخِرُ مَصْدَرٍ
شجيَ الظماءُ يه وأولُ موردِ
ووسيلتي فيها اليك طريفة ٌ
شامُ يدينُ بحبّ آل محمدِ
حتّى لقدْ ظَنَّ الغُوَاة ُ وباطِلٌ
أني تجسم فيَّ روحُ ال.....
و متى يخيّم في الفؤاد عناؤها
فغَنَاؤها يَطْوِي المَرَاحِلَ في اليَدِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
رقم القصيدة : 15674
-----------------------------------
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
غَلَبَتْ هُمُومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ
وَطَلَبْتَ وُدي والتَّنائِفُ بَيْنَنَا
فَنَدَاكَ مَطْلُوبٌ ومَجْدُكَ طَالِبُ
فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْثُ كنتَ قَصَائِدٌ
فيها لأهلِ المكرماتِ مآربُ
فَكَأَنَّما هِيَ في السَّماعِ جَنَادِلٌ
وكأنَّما هيَ في العيونِ كواكبُ
وغرائبٌ تأتيكَ إلاَّ أنَّها
لصنيعكَ الحَسَنِ الجميلِ أقاربُ
نِعَمٌ إذا رُعيتْ بشكرٍ لم تزلْ
نِعْماً، وإِنْ لم تُرْعَ، فَهْيَ مَصَائِبُ
كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقد يُرى
بنداك، وهوَ إليَّ منها تائبُ
وتتابعتْ أيَّامه وشهورهُ
عُصَباً يُغِرْنَ كأَنَّهُنَّ مَقَانِبُ
منْ نكبة ٍ محفوفة ٍ بمصيبة ٍ
جذَّ السَّنامُ لها وجُذَّ الغاربُ
أوْ لوعة ٍ منتوجة ٍ منْ فرقة ٍ
حَقُّ الدُّمُوعِ عَلَيَّ فِيهَا وَاجِبُ
ووَلِهْتُ مُذْ زُمَّتْ رِكَابُكَ للنَّوَى
فكأنَّني مُذ غبتَ عنِّي غائبُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
رقم القصيدة : 15675
-----------------------------------
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ
بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ
ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ
تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى
عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ
بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى
فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ
ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ
تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ
أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ
وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ
محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ
عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ
وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى
ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ
بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى
فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ
تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ
لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ
أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى
شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ
أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا
صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ
فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له
وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ
وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه
على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ!
ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه
قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ
سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها
علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ
رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً
يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ
سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً
سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ
ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما
تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
رقم القصيدة : 15676
-----------------------------------
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
اقايضتِ حورَ العين بالعور ا......ِ
اذا شئن بالالوان كنَّ عصابة ً
من الهند والآذانِ كنَّ من الصغدِ
لَعُجْنا عَلَيْكِ العيسَ بَعْدَ مَعاجها
على البيضِ اتراباً على النؤي والودِّ
فلا دمعَ ما لم يجرِ في اثره دمٌ
ولا وجدَ ما لم تعي عن صفة ِ الوجدِ
ومَقدُودَة ٍ رُؤْدٍ تَكادُ تَقدُّها
اصابعها بالعينِ من حسن القدِّ
تُعَصْفِرُ خَدَّيْهَا العُيُونُ بِحُمْرَة
اذا وردت كانت وبالاً على الوردِ
اذا زهدتني في الهوى خيفة ُ الردى
جَلَتْ ليَ عَنْ وَجْهٍ يُزَهدُ في الزُّهْدِ
وَقفْتُ بِهَا اللَّذاتِ في مُتَنَفَّسٍ
مِنَ الغَيْثِ يَسْقِي رَوْضَة ً في ثَرًى جَعْدِ
و صفراءَ احدقنا بها في حدائقٍ
تجُود مِن الأثْمارِ بالثَّعْدِ والمَعْدِ
بِقاعِيَّة ٍ تَجْرِي عَليْنا كُؤوسُهَا
فتبدي الذي نخفي وتخفي الذي نبدي
بنصْرِ بن مَنْصُورِ بنِ بسَّامٍ انفَرى
لنا شظَفُ الأيَّامِ عن عِيشَة ٍ رَغدِ
ألاَ لاَ يَمُدَّ الدَّهْرُ كَفّاً بِسَيئٍ
إلى مجتدي نصرٍ فتقطعُ للزندِ
بسَيْبِ أبِي العَبَّاسِ بَدلَ أَزْلُنَا
بخفضٍ وصَرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَد
غنيتُ بهِ عمن سواهُ وحولت
عجافُ ركابي من سعيدٍ إلى سعدِ
لهُ خلقٌ سهلٌ ونفسٌ طباعها
ليانُ ولكن عزمهُ من صفا صلدِ
رَأَيْتُ اللَّيالي قَدْ تَغيَّرَ عَهْدُها
فلما تراءى لي رجهنَ الى العهدِ
أَسائِلَ نَصْرٍ لاتَسَلْهُ، فإنَّهُ
احنُّ الى الأرفاد منك إلى الرفدِ
فتى ً ما يبالي حينَ تجتمعُ العلى
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِ والبعدِ
فتى ً جودهُ طبعُ فليس بحافلٍ
أفي الجور كان الجودُ منهُ أو القصدِ
إِذَا طرقَتْهُ الْحَادِثَاتُ بنكبَة ٍ
مخضنَ سقاءً منه ليس بذي زبدِ
و نبهنََ مثلَ السيفِ لو لو تسلهُ
يدانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الغِمْدِ
سَأَحْمَدُ نَصْراً ماحَيِيتُ وإنَّني
لأعلمُ أن قد جلَّ نصرٌ عن الحمدِ
تَجلَّى بهِ رُشْدِي وأَثْرَتْ بِه يَدِي
و فاض يه ثمدي وأورى يهِ زندي
فإن يَكُ أَرْبَى عَفْوُ شُكري عَلى نَدى
أُناس فقَدْ أَرْبَى نَدَاهُ على جُهْدِي
ومازَالَ مَنشوراً عَلَيَّ نَوَالهُ
وعِنْدِيَ حتَّى قد بَقِيتُ بلا ”عِنْدي”
وَقصَّرَ قَوْلي مِنْ بَعْدِ ما أَرى
أقولُ فأشجي امة ً وانا وحدي
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ
فَلا يَبْغِ في شِعْرٍ لهُ أَحَدٌ بَعْدِي[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
رقم القصيدة : 15677
-----------------------------------
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
أُنْحْلُ المَغَانِي لِلْبِلَى هِيَ أَمْ نَهْبُ !
وعَهْدِي بِهَا إِذْ نَاقِضُ العَهْدِ بَدْرُهَا
مراحُ الهوى فيها ومسرحه الخصبُ
مُؤَزَّرَة ً مِنْ صَنْعَة ِ الوَبْل والنَّدَى
بوشيٍ زلت وشيٌ، وعصبٍ ولا عصبُ
تَحَيَّر في آرَامِها الحُسْنُ، فَاغَتْدَتْ
قَرَارَة َ مَنْ يُصْبي ونُجْعَة َ مَنْ يَصْبُو
سَواكِنُ في بِرٍّ كما سَكَنَ الدُّمَى
نَوافِرُ مِنْ سُوءٍ كما نَفَرَ السرْبُ
كواعبُ أترابٌ لغيداءَ أصبحتْ
وليسَ لَها في الحُسْنِ شكْلٌ ولاتِرْبُ
لها منظرٌ قيدُ النَّواظرِ لمْ يزلْ
يروحُ ويغدو في خُفارته الحُبُّ
يَظَلُّ سَرَاة ُ القَوْم مَثَنَى ومَوْحَداً
نشاوى بعينيها كأنَّهمُ شربُ
إلى خالدٍ راحتْ بنا أرحبيَّة ٌ
مَرَافِقُهَا مِن عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ
جَرَى النَّجَدُ الأَحْوَى عليها فأَصبَحَتْ
مِن السَّيْرِ وُرْقاً وهي في نَجْدِها صُهْبُ
إلى مَلِكٍ لَوْلاَ سِجَالُ نَوَالِهِ
لَما كانَ للمَعْرُوفِ نِقْيٌ ولاَ شُخْبُ
مِن البِيضِ مَحْجُوبٌ عَن السُّوءِ والخَنَا
ولا تحجبُ الأنواءَ من كفِّه الحُجبُ
مصونُ المعالي لا يزيدُ أذالهُ
ولامَزيدٌ ولاشريكٌ ولا الصُّلْبُ
ولا مُرَّتا ذُهل ولا الحصنُ غالهُ
ولاَ كفَّ شأويهِ عليٌّ ولاَ صعبُ
وأشباهُ بكرِ المجدِ بكرُ بنُ وائلٍ
وقَاسِطُ عَدْنَانٍ وأَنْجَبَهُ هِنْبُ
مَضَوْا وهُمُ أَوْتَادُ نَجْدٍ وأَرْضِهَا
يُرَوْنَ عِظَاماً كُلَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ
وما كان بين الهضبِ فرقٌ وبينهمْ
سوى أنَّهم زالوا ولم يَزُلِ الهَضْبُ
لَهُمْ نَسَبٌ كالفَجْرِ مَا فِيهِ مَسْلَكٌ
خفيُّ ولا وادٍ عنودٌ ولا شعبُ
هو الإضحيانُ الطَّلقُ، رفَّتْ فروعه
وطابَ الثَّرَى مِن تَحْتِهِ وزكا التُّرْبُ
يَذُمُّ سنيدُ القومِ ضِيقَ محلِّهِ
على العلمِ منهُ أنَّهُ الواسع الرَّحْبُ
رأى شرفاً مِمَّن يُريدُ اختلاسه
بَعِيدَ المَدَى فيه على أَهْلِهِ قُرْبُ
فَيَا وَشَلَ الدُّنْيَا بِشَيْبَانَ لاتَغِضْ
ويا كوكبَ الدُّنيا بشيبانَ لا تخبُ
فما دبَّ إلاَّ في بيوتهم النَّدى
ولم تربُ إلاَّ في جحورهم الحربُ
أولاكَ بنو الأحسابِ لولاَ فَعَالهمْ
دَرَجْنَ، فلمْ يُوجَدْ لِمَكْرُمَة عَقْبُ
لهمْ يومُ ذي قار مضى وهوَ مُفردٌ
وَحِيْدٌ مِن الأَشْبَاهِ لَيْسَ لَهُ صَحْبُ
بهِ عَلمتْ صُهْبُ الأَعاجِم أَنَّهُ
بِهِ أَعربَتْ عن ذَاتِ أَنفُسِهَا العُرْبُ
هو المشهدُ الفصلُ الذي ما نجا به
لكسْرَى بنِ كِسْرى لا سَنَامٌ ولاصُلْبُ
أقولُ لأهلِ الثَّغرِ قدْ رُئبَ الثَّأى
وأُسْبغَتِ النَّعْمَاءُ والتَأَمَ الشَّعْبُ
فَسِيحُوا بأَطْرَافِ الفَضَاءِ وأَرْتِعُوا
قنا خَالِدٍ مِن دَرْبٍ لَكُمْ دَرْبُ
فتى ً عندهُ خيرُ الثَّوابِ وشرُّهُ
ومنهُ الإباءُ المَلحُ والكرمُ العذبُ
أشمُّ شريكيٌّ يسيرُ أمامهُ
مَسِيرَة َ شَهْر في كَتائِبه الرُّعْبُ
ولمَّا رَأَى تُوفِيلُ رَايَاتِك التي
إِذَا ما اتلأَبَّتْ لا يُقَاومُهَا الصُّلْبُ
تولَّى ولم يألُ الرَّدى في اتِّباعهِ
كأنَّ الرَّدى في قصدهِ هائمٌ صبُّ
كأنَّ بلادَ الرُّومِ عُمَّتْ بصيحة ٍ
فَضَمَّتْ حَشَاها أَو رَغَا وَسْطَهَا السَّقْبُ
بصَاغِرَة القُصْوَى وطِمَّيْنَ واقْتَرَى
بلاد قَرَنْطَاوُوسَ وَابِلُكَ السَّكْبُ
غَدَا خَائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِناً
عليك فلا رسلٌ ثنتكَ ولا كتبُ
وما الأَسَدُ الضرْغَامُ يَوماً بِعَاكِس
صَرِيمَتَه إِنْ أَنَّ بَصْبَصَ الكَلْبُ
ومرَّ ونارُ الكربِ تلفحُ قلبهُ
وما الرَّوْحُ إلاَّ أَنْ يُخَامِرَهُ الكَرْبُ
مَضَى مُدْبِراً شَطْرَ الدَّبُور، ونَفْسُهُ
على نفسهِ من سُوءِ ظنَّ بها إلبُ
جفا الشَّرق حتَّى ظنَّ من كان جاهلاً
بدينِ النَّصَارَى أَنَّ قِبْلَتَهُ الغَرْبُ
رَدَدتَ أَدِيمَ الدّين أَمْلَسَ بعدَما
غدا ولياليهِ وأيَّامهُ جُربُ
بِكُلِّ فتى ً ضربٍ يُعرِّضُ للقنا
مُحَيّاً مُحَلّى ً حَلْيُهُ الطَّعْنُ والضَّرْبُ
كُماة ٌ، إذا تُدعى نزالِ لدى الوغى
رَأَيْتَهُمُ رَجْلَى ، كأَنَّهُمُ رَكْبُ
من المطريِّينَ الأولى ليس ينجلي
بِغَيْرِهِم للدَّهْرِ صَرْفٌ ولا لَزْبُ
وما اجتُلِيَتْ بِكْرٌ مِن الحَرْبِ نَاهِدٌ
ولاثَيبٌ إلا ومنهمْ لَهَا خِطْبُ
جُعلتَ نظامَ المكرماتِ، فلم تدرْ
رحا سُؤددٍ إلاَّ وأنت لها قُطبُ
إذا افتخرتْ يوماً ربيعة ُ أقبلتْ
مُجنِّبتي مجدٍ وأنتَ لها قلبُ
يَجِفُّ الثَّرَى مِنْهَا وتُرْبُكَ لَينٌ
وينبو بها ماءُ الغمامِ وما تنبو
بجُودِكَ تَبْيَضُّ الخُطُوبُ إِذَا دَجَتْ
وترجعُ في ألوانها الحجحُ الشُّهبُ
هو المركبُ المُدني إلى كُلِّ سُؤددٍ
وَعَلْيَاءَ إلاَّ أَنَّهُ المرْكَبُ الصَّعْبُ
إِذَا سَبَبٌ أَمْسى كَهَاماً لَدَى امرئٍ
أجابَ رجائي عندكَ السَّببُ العضبُ
وسيَّارة ٍ في الأرضِ ليسَ بنازحٍ
على وخدها حزنٌ سحيقٌ ولا سهبُ
تذرُّ ذرورَ الشَّمسِ في كلِّ بلدة ٍ
وَتَمْضي جَمُوحَاً مايُرَدُّ لها غَرْبُ
عَذَارَى قَوَافٍ كنتُ غَيْرَ مُدَافِعٍ
أبّا عُذرها لا ظُلمَ ذاك ولا غصبُ
إِذَا أُنْشِدَتْ في القَوْمِ ظَلّتْ كأَنَّهَا
مُسِرَّة ُ كِبْرٍ أَو تَدَاخَلَها عُجْبُ
مُفَصَّلَة ٌ باللُّؤْلُو المُنْتَقَى لهَا
من الشعْر إلا أَنَّهُ اللُّؤْلُؤُ الرطْبُ[/font]
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
رقم القصيدة : 15672
-----------------------------------
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا
ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ
فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا
وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر
أمسى مصوناً للنوى مبذولا
إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها
سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا
لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي
تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا
مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا
من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ
رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا
لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ
في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا
الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ
يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا
للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ
لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا
بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ
في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا
أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً
تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا!
لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً
يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا
بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ
هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا
لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً
للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا
يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ
ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا
ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ
لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا
ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً
ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا
كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ
غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً
تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا
فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى
نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا
لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى
في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا
أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى
حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا
أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً
تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا
ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ
يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
رقم القصيدة : 15673
-----------------------------------
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
لم تكمدي فظننتِ ان لم يكمدِ
يكفيكه شوقٌ يطيلث ظماءهُ
و اذا سقاهُ سقاهُ سمَّ الأسودِ
عذلت غروبُ دموعهِ عذالهُ
بِسَواكِبٍ فَنَّدْنَ كُلَّ مُفَندِ
أَتَتِ النَّوَى دُونَ الهَوَى ، فأَتى الأَسَى
دون الاسى بحرارة ٍ لم تبردِ
جَارَى إِليْهِ البَيْنُ وَصْلَ خَرِيدَة ٍ
ماشَتْ إِليْهِ المَطْلَ مَشْيَ الأَكْبَدِ
عبث الفراقُ بدمعهِ بقلبهِ
عبثاً يروحُ الجدُّ فيهِ ويغتدي
يا يومَ شردَ يومَ لهوي لهوهُ
بصَبَابَتِي وأَذَلَّ عِزَّ تَجلُّدِي
ما كانَ أَحْسَنَ لو غَبَرْتَ فلَم نَقُلْ
ما كان أقبح يومَ برقة ِ منشدِ
يومٌ أفاضَ جوى اغاضَ تعزياً
خاضَ الهوى بحريْ حجاهُ المزيدُ
عطفوا الخدورَ على وشيَ الخدودِ صيانة ً
وَشْيَ البُرُودِ بِمُسجَفٍ ومُمَهَّدِ
أهلاً وسهلاً بالإمام ومرحباً
سهلت حزونة ُ كل أمرٍ قرددِ
غلّ المروراة الصحاصح عزمهُ
بالعِيسِ إن قَصَدَتْ وإِن لم تَقْصِدِ
مُتَجَردٌ ثَبْتُ المَوَاطِىء حَزمُهُ
مُتَجَردٌ للحادِثِ المُتَجَردِ
فانتاشَ مصرَ من اللتيا والتي
بتجاوزٍ وتعطفٍ وتغمدِ
في دولة ٍ لحظَ الزمانُ شعاعها
فارْتَدَّ مُنْقَلِباً بعَيْنَيْ أَرْمَدِ
من كان مولدهُ تقدمَ قبلها
او بعدها فكأنهُ لم يولدِ
اللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ هَدْيكَ للرضَا
فينَا ويَلعَنُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَشْهَدِ
أَوَليَّ أمَّة ِ أَحْمَدٍ ما أَحْمَدٌ
بمضيعِ ما أوليتً امة َ أحمدِ
أما الهدى فقد اقتدحتَ بزندهِ
في العالمين فويلُ من لم يهتدِ
نحن الفداءُ من الردى لخليفة ٍ
برضاهُ من سخطِ الليالي نفتدي
مَلِكٌ إذا ما ذِيقَ مُرّ المُبْتَلى
عِندَ الكَرِيهَة ِ عَذْبُ مَاءِ المَحْتِذِ
هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَسَاعِيَ وابتَنَتْ
خططَ المكارمُ في عراض الفرقدِ
سَبقَتْ خُطَا الأَيَّامِ عُمْريَّاتُهَا
ومَضَت فصَارَت مُسْنَداً للمُسْنَدِ
ما زال يمتحنُ العلى ويروضها
حَتَّى اتَّقَتْهُ بكيمِيَاءِ السُّؤْدُدِ
فكأنما ظفرت يداهُ بالمنى
سَخِطَتْ لَهَاهُ على جَدَاهُ سَخطَة ً
فاسْتَرْفَدَتْ أَقصَى رِضَا المُسْتَرْفِدِ
صدمت مواهبهُ النوائبَ صدمة ً
شَغَبَتْ على شَغَبِ الزَّمانِ الأَنْكدِ
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها
فَجَرَتْ عُيُوناً في مُتُونِ الجَلْمَدِ
وأَرَى الأُمُورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَتْ
ظُلُماتُهَا عن رَأْيكَ المُتَوقدِ
عَنْ مثْل نَصْل السَّيْفِ إلا أَنَّهُ
مذ سلَّ اولَ سلة ٍ لم يغمدِ
فبَسَطْتَ أَزْهَرَهَا بوَجْهٍ أَزْهَرٍ
وقَبَضْتَ أرْبَدَهَا بوَجْهٍ أَرْبَدِ
للرَّاغِبينَ زَهَادَة ٌ في العَسْجَدِ
لو يعلمُ العافون كم لك في الندى
من فرحة ٍ وقريحة ٍ لم تخمدِ
و كأنما نافستَ قدرك حظهُ
و حسدتَ نفسكَ حينَ أن لم تحسدِ
عصفت بهِ أرواحُ جودك في غدِ
فيها بشَأْوِ خَلائِق لم تُجْهِدِ
و حطمتَ بالانجاز ظهرَ الموعدِ
فاقام عنك وأنتَ سعدُ الاسعدِ
مرهاً وتربة ُ ارضهِ من إثمدِ
هذَا أَمِينَ اللَّهِ آخِرُ مَصْدَرٍ
شجيَ الظماءُ يه وأولُ موردِ
ووسيلتي فيها اليك طريفة ٌ
شامُ يدينُ بحبّ آل محمدِ
حتّى لقدْ ظَنَّ الغُوَاة ُ وباطِلٌ
أني تجسم فيَّ روحُ ال.....
و متى يخيّم في الفؤاد عناؤها
فغَنَاؤها يَطْوِي المَرَاحِلَ في اليَدِ[/font]
[font="] [/font]
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
رقم القصيدة : 15674
-----------------------------------
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
غَلَبَتْ هُمُومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ
وَطَلَبْتَ وُدي والتَّنائِفُ بَيْنَنَا
فَنَدَاكَ مَطْلُوبٌ ومَجْدُكَ طَالِبُ
فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْثُ كنتَ قَصَائِدٌ
فيها لأهلِ المكرماتِ مآربُ
فَكَأَنَّما هِيَ في السَّماعِ جَنَادِلٌ
وكأنَّما هيَ في العيونِ كواكبُ
وغرائبٌ تأتيكَ إلاَّ أنَّها
لصنيعكَ الحَسَنِ الجميلِ أقاربُ
نِعَمٌ إذا رُعيتْ بشكرٍ لم تزلْ
نِعْماً، وإِنْ لم تُرْعَ، فَهْيَ مَصَائِبُ
كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقد يُرى
بنداك، وهوَ إليَّ منها تائبُ
وتتابعتْ أيَّامه وشهورهُ
عُصَباً يُغِرْنَ كأَنَّهُنَّ مَقَانِبُ
منْ نكبة ٍ محفوفة ٍ بمصيبة ٍ
جذَّ السَّنامُ لها وجُذَّ الغاربُ
أوْ لوعة ٍ منتوجة ٍ منْ فرقة ٍ
حَقُّ الدُّمُوعِ عَلَيَّ فِيهَا وَاجِبُ
ووَلِهْتُ مُذْ زُمَّتْ رِكَابُكَ للنَّوَى
فكأنَّني مُذ غبتَ عنِّي غائبُ[/font]
[font="] [/font]
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
رقم القصيدة : 15675
-----------------------------------
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ
بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ
ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ
تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى
عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ
بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى
فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ
ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ
تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ
أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ
وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ
محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ
عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ
وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى
ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ
بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى
فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ
تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ
لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ
أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى
شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ
أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا
صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ
فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له
وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ
وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه
على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ!
ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه
قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ
سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها
علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ
رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً
يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ
سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً
سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ
ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما
تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ[/font]
[font="] [/font]
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
رقم القصيدة : 15676
-----------------------------------
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
اقايضتِ حورَ العين بالعور ا......ِ
اذا شئن بالالوان كنَّ عصابة ً
من الهند والآذانِ كنَّ من الصغدِ
لَعُجْنا عَلَيْكِ العيسَ بَعْدَ مَعاجها
على البيضِ اتراباً على النؤي والودِّ
فلا دمعَ ما لم يجرِ في اثره دمٌ
ولا وجدَ ما لم تعي عن صفة ِ الوجدِ
ومَقدُودَة ٍ رُؤْدٍ تَكادُ تَقدُّها
اصابعها بالعينِ من حسن القدِّ
تُعَصْفِرُ خَدَّيْهَا العُيُونُ بِحُمْرَة
اذا وردت كانت وبالاً على الوردِ
اذا زهدتني في الهوى خيفة ُ الردى
جَلَتْ ليَ عَنْ وَجْهٍ يُزَهدُ في الزُّهْدِ
وَقفْتُ بِهَا اللَّذاتِ في مُتَنَفَّسٍ
مِنَ الغَيْثِ يَسْقِي رَوْضَة ً في ثَرًى جَعْدِ
و صفراءَ احدقنا بها في حدائقٍ
تجُود مِن الأثْمارِ بالثَّعْدِ والمَعْدِ
بِقاعِيَّة ٍ تَجْرِي عَليْنا كُؤوسُهَا
فتبدي الذي نخفي وتخفي الذي نبدي
بنصْرِ بن مَنْصُورِ بنِ بسَّامٍ انفَرى
لنا شظَفُ الأيَّامِ عن عِيشَة ٍ رَغدِ
ألاَ لاَ يَمُدَّ الدَّهْرُ كَفّاً بِسَيئٍ
إلى مجتدي نصرٍ فتقطعُ للزندِ
بسَيْبِ أبِي العَبَّاسِ بَدلَ أَزْلُنَا
بخفضٍ وصَرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَد
غنيتُ بهِ عمن سواهُ وحولت
عجافُ ركابي من سعيدٍ إلى سعدِ
لهُ خلقٌ سهلٌ ونفسٌ طباعها
ليانُ ولكن عزمهُ من صفا صلدِ
رَأَيْتُ اللَّيالي قَدْ تَغيَّرَ عَهْدُها
فلما تراءى لي رجهنَ الى العهدِ
أَسائِلَ نَصْرٍ لاتَسَلْهُ، فإنَّهُ
احنُّ الى الأرفاد منك إلى الرفدِ
فتى ً ما يبالي حينَ تجتمعُ العلى
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِ والبعدِ
فتى ً جودهُ طبعُ فليس بحافلٍ
أفي الجور كان الجودُ منهُ أو القصدِ
إِذَا طرقَتْهُ الْحَادِثَاتُ بنكبَة ٍ
مخضنَ سقاءً منه ليس بذي زبدِ
و نبهنََ مثلَ السيفِ لو لو تسلهُ
يدانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الغِمْدِ
سَأَحْمَدُ نَصْراً ماحَيِيتُ وإنَّني
لأعلمُ أن قد جلَّ نصرٌ عن الحمدِ
تَجلَّى بهِ رُشْدِي وأَثْرَتْ بِه يَدِي
و فاض يه ثمدي وأورى يهِ زندي
فإن يَكُ أَرْبَى عَفْوُ شُكري عَلى نَدى
أُناس فقَدْ أَرْبَى نَدَاهُ على جُهْدِي
ومازَالَ مَنشوراً عَلَيَّ نَوَالهُ
وعِنْدِيَ حتَّى قد بَقِيتُ بلا ”عِنْدي”
وَقصَّرَ قَوْلي مِنْ بَعْدِ ما أَرى
أقولُ فأشجي امة ً وانا وحدي
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ
فَلا يَبْغِ في شِعْرٍ لهُ أَحَدٌ بَعْدِي[/font]
[font="] [/font]
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
رقم القصيدة : 15677
-----------------------------------
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
أُنْحْلُ المَغَانِي لِلْبِلَى هِيَ أَمْ نَهْبُ !
وعَهْدِي بِهَا إِذْ نَاقِضُ العَهْدِ بَدْرُهَا
مراحُ الهوى فيها ومسرحه الخصبُ
مُؤَزَّرَة ً مِنْ صَنْعَة ِ الوَبْل والنَّدَى
بوشيٍ زلت وشيٌ، وعصبٍ ولا عصبُ
تَحَيَّر في آرَامِها الحُسْنُ، فَاغَتْدَتْ
قَرَارَة َ مَنْ يُصْبي ونُجْعَة َ مَنْ يَصْبُو
سَواكِنُ في بِرٍّ كما سَكَنَ الدُّمَى
نَوافِرُ مِنْ سُوءٍ كما نَفَرَ السرْبُ
كواعبُ أترابٌ لغيداءَ أصبحتْ
وليسَ لَها في الحُسْنِ شكْلٌ ولاتِرْبُ
لها منظرٌ قيدُ النَّواظرِ لمْ يزلْ
يروحُ ويغدو في خُفارته الحُبُّ
يَظَلُّ سَرَاة ُ القَوْم مَثَنَى ومَوْحَداً
نشاوى بعينيها كأنَّهمُ شربُ
إلى خالدٍ راحتْ بنا أرحبيَّة ٌ
مَرَافِقُهَا مِن عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ
جَرَى النَّجَدُ الأَحْوَى عليها فأَصبَحَتْ
مِن السَّيْرِ وُرْقاً وهي في نَجْدِها صُهْبُ
إلى مَلِكٍ لَوْلاَ سِجَالُ نَوَالِهِ
لَما كانَ للمَعْرُوفِ نِقْيٌ ولاَ شُخْبُ
مِن البِيضِ مَحْجُوبٌ عَن السُّوءِ والخَنَا
ولا تحجبُ الأنواءَ من كفِّه الحُجبُ
مصونُ المعالي لا يزيدُ أذالهُ
ولامَزيدٌ ولاشريكٌ ولا الصُّلْبُ
ولا مُرَّتا ذُهل ولا الحصنُ غالهُ
ولاَ كفَّ شأويهِ عليٌّ ولاَ صعبُ
وأشباهُ بكرِ المجدِ بكرُ بنُ وائلٍ
وقَاسِطُ عَدْنَانٍ وأَنْجَبَهُ هِنْبُ
مَضَوْا وهُمُ أَوْتَادُ نَجْدٍ وأَرْضِهَا
يُرَوْنَ عِظَاماً كُلَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ
وما كان بين الهضبِ فرقٌ وبينهمْ
سوى أنَّهم زالوا ولم يَزُلِ الهَضْبُ
لَهُمْ نَسَبٌ كالفَجْرِ مَا فِيهِ مَسْلَكٌ
خفيُّ ولا وادٍ عنودٌ ولا شعبُ
هو الإضحيانُ الطَّلقُ، رفَّتْ فروعه
وطابَ الثَّرَى مِن تَحْتِهِ وزكا التُّرْبُ
يَذُمُّ سنيدُ القومِ ضِيقَ محلِّهِ
على العلمِ منهُ أنَّهُ الواسع الرَّحْبُ
رأى شرفاً مِمَّن يُريدُ اختلاسه
بَعِيدَ المَدَى فيه على أَهْلِهِ قُرْبُ
فَيَا وَشَلَ الدُّنْيَا بِشَيْبَانَ لاتَغِضْ
ويا كوكبَ الدُّنيا بشيبانَ لا تخبُ
فما دبَّ إلاَّ في بيوتهم النَّدى
ولم تربُ إلاَّ في جحورهم الحربُ
أولاكَ بنو الأحسابِ لولاَ فَعَالهمْ
دَرَجْنَ، فلمْ يُوجَدْ لِمَكْرُمَة عَقْبُ
لهمْ يومُ ذي قار مضى وهوَ مُفردٌ
وَحِيْدٌ مِن الأَشْبَاهِ لَيْسَ لَهُ صَحْبُ
بهِ عَلمتْ صُهْبُ الأَعاجِم أَنَّهُ
بِهِ أَعربَتْ عن ذَاتِ أَنفُسِهَا العُرْبُ
هو المشهدُ الفصلُ الذي ما نجا به
لكسْرَى بنِ كِسْرى لا سَنَامٌ ولاصُلْبُ
أقولُ لأهلِ الثَّغرِ قدْ رُئبَ الثَّأى
وأُسْبغَتِ النَّعْمَاءُ والتَأَمَ الشَّعْبُ
فَسِيحُوا بأَطْرَافِ الفَضَاءِ وأَرْتِعُوا
قنا خَالِدٍ مِن دَرْبٍ لَكُمْ دَرْبُ
فتى ً عندهُ خيرُ الثَّوابِ وشرُّهُ
ومنهُ الإباءُ المَلحُ والكرمُ العذبُ
أشمُّ شريكيٌّ يسيرُ أمامهُ
مَسِيرَة َ شَهْر في كَتائِبه الرُّعْبُ
ولمَّا رَأَى تُوفِيلُ رَايَاتِك التي
إِذَا ما اتلأَبَّتْ لا يُقَاومُهَا الصُّلْبُ
تولَّى ولم يألُ الرَّدى في اتِّباعهِ
كأنَّ الرَّدى في قصدهِ هائمٌ صبُّ
كأنَّ بلادَ الرُّومِ عُمَّتْ بصيحة ٍ
فَضَمَّتْ حَشَاها أَو رَغَا وَسْطَهَا السَّقْبُ
بصَاغِرَة القُصْوَى وطِمَّيْنَ واقْتَرَى
بلاد قَرَنْطَاوُوسَ وَابِلُكَ السَّكْبُ
غَدَا خَائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِناً
عليك فلا رسلٌ ثنتكَ ولا كتبُ
وما الأَسَدُ الضرْغَامُ يَوماً بِعَاكِس
صَرِيمَتَه إِنْ أَنَّ بَصْبَصَ الكَلْبُ
ومرَّ ونارُ الكربِ تلفحُ قلبهُ
وما الرَّوْحُ إلاَّ أَنْ يُخَامِرَهُ الكَرْبُ
مَضَى مُدْبِراً شَطْرَ الدَّبُور، ونَفْسُهُ
على نفسهِ من سُوءِ ظنَّ بها إلبُ
جفا الشَّرق حتَّى ظنَّ من كان جاهلاً
بدينِ النَّصَارَى أَنَّ قِبْلَتَهُ الغَرْبُ
رَدَدتَ أَدِيمَ الدّين أَمْلَسَ بعدَما
غدا ولياليهِ وأيَّامهُ جُربُ
بِكُلِّ فتى ً ضربٍ يُعرِّضُ للقنا
مُحَيّاً مُحَلّى ً حَلْيُهُ الطَّعْنُ والضَّرْبُ
كُماة ٌ، إذا تُدعى نزالِ لدى الوغى
رَأَيْتَهُمُ رَجْلَى ، كأَنَّهُمُ رَكْبُ
من المطريِّينَ الأولى ليس ينجلي
بِغَيْرِهِم للدَّهْرِ صَرْفٌ ولا لَزْبُ
وما اجتُلِيَتْ بِكْرٌ مِن الحَرْبِ نَاهِدٌ
ولاثَيبٌ إلا ومنهمْ لَهَا خِطْبُ
جُعلتَ نظامَ المكرماتِ، فلم تدرْ
رحا سُؤددٍ إلاَّ وأنت لها قُطبُ
إذا افتخرتْ يوماً ربيعة ُ أقبلتْ
مُجنِّبتي مجدٍ وأنتَ لها قلبُ
يَجِفُّ الثَّرَى مِنْهَا وتُرْبُكَ لَينٌ
وينبو بها ماءُ الغمامِ وما تنبو
بجُودِكَ تَبْيَضُّ الخُطُوبُ إِذَا دَجَتْ
وترجعُ في ألوانها الحجحُ الشُّهبُ
هو المركبُ المُدني إلى كُلِّ سُؤددٍ
وَعَلْيَاءَ إلاَّ أَنَّهُ المرْكَبُ الصَّعْبُ
إِذَا سَبَبٌ أَمْسى كَهَاماً لَدَى امرئٍ
أجابَ رجائي عندكَ السَّببُ العضبُ
وسيَّارة ٍ في الأرضِ ليسَ بنازحٍ
على وخدها حزنٌ سحيقٌ ولا سهبُ
تذرُّ ذرورَ الشَّمسِ في كلِّ بلدة ٍ
وَتَمْضي جَمُوحَاً مايُرَدُّ لها غَرْبُ
عَذَارَى قَوَافٍ كنتُ غَيْرَ مُدَافِعٍ
أبّا عُذرها لا ظُلمَ ذاك ولا غصبُ
إِذَا أُنْشِدَتْ في القَوْمِ ظَلّتْ كأَنَّهَا
مُسِرَّة ُ كِبْرٍ أَو تَدَاخَلَها عُجْبُ
مُفَصَّلَة ٌ باللُّؤْلُو المُنْتَقَى لهَا
من الشعْر إلا أَنَّهُ اللُّؤْلُؤُ الرطْبُ[/font]