العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
رقم القصيدة : 19797
-----------------------------------
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
بعارضٍ مثلِ الأضَا
يشبهُ اشتعالهُ،
بالنارِ في جذلِ الغضا
وواصلَتْ قَلبي الهمومُ،
فَحفَا جَفني الكَرى
واتخذَ التسهيدُ عيني
مألفاً لمّا جفَا
وكنتُ ذا بأسٍ، فمُذْ
عاندَني صرفُ القضَا
رضيتُ قسراً، وعلى الـ
ـقَسرِ رِضَى مَن كان ذا..
لي أُسوَة ٌ بابنِ الزُّبَيرِ،
إذْ أبَى حملَ الأذَى
وابنِ الأشجّ القيلِ سا
قَ نفسهُ إلى الرّدَى
وهكذا جدّ أبو الـ
ـخَيرِ لإدراكِ المُنَى
وقد سَما قَبلي يَزيدُ
طالباً شأوَ العُلَى
وقد رَمَى عَمرٌو بسَهمِ
كَيدِهِ قلبَ العُلَى
وسَيفٌ استَعلَتْ بهِ
همّتُهُ حتّى رَمَى
أقسمتُ لا أنفكُّ أسمُو
طالباً حُسنَ الثّنَا
ألِيّة ٌ باليَعمَلاتِ،
تَرتَمي بها النَّجَا
لأجعَلَنّ مَعقلي،
مطهَّماً صُلبَ المَطَا
يرضَخُ في البِيدِ الحَصَى ،
وإنْ رَمَى إلى الرُّبَى
يكابرُ السّمعُ اللّحا
ظَ إثرَهُ، إذا جَرَى
إذا اجتَهَدتُ نَظَراً
في إثرِهِ، قلتُ: سَنَا
جادَ بهِ ابنُ المَلِكَ الـ
ـمنصورِ مَنصورِ اللّوا
كأنّما جُودُهُما
لي جانباً من الرَّجَا
فقلتُ، لمّا أثقَلا
ظَهري بأعباءِ النّدَى :
نَفسي الفِداءُ لأميرَيَّ
ومَنْ تَحتَ السّمَا
كأنذما جودُهُما
مجلجلٌ منَ الحبَا
إذا وَنَتْ رُعُودُهُ
عَنّتْ لهُ ريحُ الصَّبَا
فطَبّقَ الأرضِينَ حتى
بلَغَ السّيلُ الزّبَى
كأنّما البيداءُ، غِبَّ
صَوتِهِ، بَحرٌ طَمَا
يلومني في البُعدِ
عن حِماها خِلٌّ لحَى
واللّومُ للحُرّ مُقيمٌ
رادعٌ، والبُعدُ لا
فسَوفَ يَعتادُهما
منّي امرؤٌ محضُ الوَلا
يَجوبُ جَوزاءَ الفَلا
مُحتَقِراً هولَ الدّجَى
قد نِلتُ في رَبعِهِما
من النّعيمِ ما كَفَى
فإنْ أعِشْ صاحَبتُ دَهـ
ـري عالماً بما انطَوَى
وإنْ أمُتْ، فكُلُّ شيءٍ
بلَغَ الحَدَّ انتَهَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
رقم القصيدة : 19798
-----------------------------------
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
فلولا اسمُهُ ما كنتُ في الخلقِ أُعرَفُ
ولولا معاليهِ الشريفة ُ لم تكنْ
عليّ ملوكُ الأرضِ تَحنو وتَعطِفُ
أُحَدّثُهمْ عن برّهِ دونَ سِرّهِ،
وأُلحِفُ في تَعديدِ ما ليَ يُتحِفُ
وأُنشِدُ من مَدحي لهُ كلّ جَزلَة ٍ
تُحَلّى بها أسماعُهُمْ وتُشَنفُ
قَصائدُ في ألفاظِهِنّ مَقاصِدٌ
من الصخرِ أقوى بل من الماء ألطفُ
إذا رامَ أهلُ العَصرِ نَظماً لمِثلِها،
وجاؤوا بلَفظٍ دونَها وتكَلّفُوا
ظَننتُ حِبالَ السّحرِ ما قد أتَوا بهِ،
وتِلكَ عَصَا موسَى لها تتَلَقّفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
رقم القصيدة : 19799
-----------------------------------
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
له نِعَمٌ مَعروفُها ليسَ يُنكَرُ
فَمٌ عن أحاديثِ المَحارِمِ صائمٌ،
وكفٌّ بإسداءِ المكارِمِ مُفطِرُ
يسافرُ منهُ الذكرُ، وهوَ متمَّمٌ،
وكلُّ مُقيمٍ في الثّناءِ مُقَصِّرُ
وأعجبُ من صومِ الأنامِ بربعِهِ،
وقد غمَرَتهم من أيادِيهِ أبحُرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الشعار
الشعار
رقم القصيدة : 1980
-----------------------------------
الإبريقْ
لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ.
الإبريقْ
صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ
وعلي طُول العُمْرِ يُريقْ
ما يحملُهُ
للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ.
الإبريقْ
صُورَتُنا.. إذ نُهرقُ شَهْداً
للرّومانِ وللإغريقْ
وَنَنالُ عَناءَ التّدبيقْ.
أيُّ صَفيقْ
قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً
يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ
وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ
وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!
كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً
لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ
لا تَعرفُ ما معني السَّيْرِ
ولا تعرفُ معني التّحليقْ
وعلي سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو
وعلي صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!
سَنري أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ
وَنري أنّ الحقَّ حقيقْ
حِين نَري رايةَ أُمّتِنا
تخفقُ في ريحِ بلاهَتِها
وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
رقم القصيدة : 19800
-----------------------------------
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
إذ بَشّرَتْ بمعالي مَجدِكَ الفِطَرُ
يا مالِكاً أصحتِ الدّنيا تَتيهُ بهِ،
والصومُ والفطرُ والأعيادُ تفتخرُ
أضحَى وجودكَ في الدّنيا وجودُك لي
عيداً جَديداً بهِ يَستَبشِرُ البَشَرُ
فالعيدُ منتظرٌ في العامِ واحدة ً،
وَجُودُ كَفّكَ عيدٌ ليسَ يُنتَظَرُ
لو يَنطِقُ العيدُ بالإنصافِ قال لنا:
ليهنكُم بالمليكِ الصّالحِ الظفَرُ
ملكٌ سما ذكرُهُ بينَ الملوك، وما
بنى لهُ الذكرَ إلاّ الصّارمُ الذَّكرُ
سهلُ الخلائقِ ما في خلقِهِ شرسٌ
للواردين، ولا في خَدّهِ صَعَرُ
لايعرفُ العذرَ عن إسعافِ ذي أملٍ،
يوماً، ولكنّهُ يُعطي ويَعتَذِرُ
من آلِ أرتقَ الصيدِ الألى رتقوا
فَتَقَ العُلى ، بعدَما حالتْ بها الغِيَرُ
همُ الملوكُ الألى يُكسى الزمانُ بهم
عزاً وتخفى ملوكُ الأرضِ إن ظهروا
المنعمونَ، ولكن قبلما سئلوا،
والصافحونَ، ولكن بعدَما قدرُوا
با ابنَ الملوكِ الألي دانَ الزّمانُ لهم،
لمَّا استقَاموا معَ الباري كما أُمرُوا
لا فضلَ لي في نظامي دُرَّ وصفِكمُ،
بقيمَة ِ الدُّرّ لا بالسّلكِ يُعتَبَرُ
لم تزهُ صنعتُهُ إلاّ بصنعِكُمُ،
تزهو الحمائلُ أنّى يهطِلُ المطرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
رقم القصيدة : 19801
-----------------------------------
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
حُ ويسمو الإيرادُ والورّادُ
أنتَ أعلى من أنْ تُهنّى بعيدٍ
بل تهنّى بمجدِكَ الأعيادُ
فابقَ في نعمة ٍ بها سرّ راجيكَ،
وردّتْ بغيظِها الحُسّادُ
صُمّ في صَومِكَ العُداة ُ، وفي
فطرِكَ منهم تفطَّرُ الأكبادُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
رقم القصيدة : 19802
-----------------------------------
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
وعشْ لتهانيه في كلّ عامِ
فإنْ يَكُ غُرّة َ وجهِ الزّمانِ،
فإنّكَ غرة ُ وجهِ الأنامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
رقم القصيدة : 19803
-----------------------------------
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
بعودِكَ، إنّ السعدَ فيه قرينُه
ويخبرُ أنّ النّصرَ فيهِ مقدرٌ،
ألم ترهُ قد لاحَ في الغربِ نونُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
رقم القصيدة : 19804
-----------------------------------
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
وثَناها مَشيدَة َ الأركانِ
يبتنّي المجدَ أولاً، فإذا ما
شادَهُ شَيّدَ المَنازِلَ ثانِ
وبِناءُ العَلاءِ صَعبٌ على مَن
لم يكنْ عزمُهُ شديدَ المَباني
فإذا حاولَ المقصرُ نيلَ العزّ
نادَى : وعِزّتي لَن تَراني
كلُّ من أسسَ البناء على تقوى
إلهِ السماءِ والرّضوانِ
فلْيَشِدْ قَبلَهُ البناءَ كما قد
شيدَتهُ مناقبُ السلطانِ
زينُ أبناءِ ارتُقَ الملكُ الصّا
لحُ شمسُ الدّينِ الرّفيعِ الشّانِ
ملكٌ يملأُ النواظرَ بالحسنِ،
ويَملا الأكفّ بالإحسانِ
لو يشا اسّسَ المنازلَ من فو
قِ أعالي منازلِ الزِّبرِقانِ
والسواري فوق السواري من الشُّهـ
ـبِ، وأبوابُها على كيوانِ
شادَ في ذروة ِ العلاءِ دياراً،
وجنَى الجنتينِ منهنّ داني
فأراهُ الإلهُ في ظلّها العزَّ،
وطيبَ الهَنا، ونَيلَ الأماني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
رقم القصيدة : 19805
-----------------------------------
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
ففؤادي لديكمُ وجناني
واشتياقي لربعكم لا بوجْدي
بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني
ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ
بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني
مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو
قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني
ومن المبلغُ الأحبة ِ أنّي
طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا
ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ
وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي
ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ،
وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ
والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا
كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ
ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ،
ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي،
ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني
فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني
يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو
داً، وإن كان بادياً للعيانِ
أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما
عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ذلكَ الرّتبَة ُ التي قَصَّرَتْ دو
نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ
وصلت في البيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومَة ِ الهياجِ خَطيباً،
قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا
سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ
لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ
حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ
شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ
لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا
نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبة ِ المَجدِ،
فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ
ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ
مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ
فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا
نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني
واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً،
خالداً في مَسرّة ٍ وأمانِ
ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ،
هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنى ً
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ،
فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
رقم القصيدة : 19797
-----------------------------------
بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
بعارضٍ مثلِ الأضَا
يشبهُ اشتعالهُ،
بالنارِ في جذلِ الغضا
وواصلَتْ قَلبي الهمومُ،
فَحفَا جَفني الكَرى
واتخذَ التسهيدُ عيني
مألفاً لمّا جفَا
وكنتُ ذا بأسٍ، فمُذْ
عاندَني صرفُ القضَا
رضيتُ قسراً، وعلى الـ
ـقَسرِ رِضَى مَن كان ذا..
لي أُسوَة ٌ بابنِ الزُّبَيرِ،
إذْ أبَى حملَ الأذَى
وابنِ الأشجّ القيلِ سا
قَ نفسهُ إلى الرّدَى
وهكذا جدّ أبو الـ
ـخَيرِ لإدراكِ المُنَى
وقد سَما قَبلي يَزيدُ
طالباً شأوَ العُلَى
وقد رَمَى عَمرٌو بسَهمِ
كَيدِهِ قلبَ العُلَى
وسَيفٌ استَعلَتْ بهِ
همّتُهُ حتّى رَمَى
أقسمتُ لا أنفكُّ أسمُو
طالباً حُسنَ الثّنَا
ألِيّة ٌ باليَعمَلاتِ،
تَرتَمي بها النَّجَا
لأجعَلَنّ مَعقلي،
مطهَّماً صُلبَ المَطَا
يرضَخُ في البِيدِ الحَصَى ،
وإنْ رَمَى إلى الرُّبَى
يكابرُ السّمعُ اللّحا
ظَ إثرَهُ، إذا جَرَى
إذا اجتَهَدتُ نَظَراً
في إثرِهِ، قلتُ: سَنَا
جادَ بهِ ابنُ المَلِكَ الـ
ـمنصورِ مَنصورِ اللّوا
كأنّما جُودُهُما
لي جانباً من الرَّجَا
فقلتُ، لمّا أثقَلا
ظَهري بأعباءِ النّدَى :
نَفسي الفِداءُ لأميرَيَّ
ومَنْ تَحتَ السّمَا
كأنذما جودُهُما
مجلجلٌ منَ الحبَا
إذا وَنَتْ رُعُودُهُ
عَنّتْ لهُ ريحُ الصَّبَا
فطَبّقَ الأرضِينَ حتى
بلَغَ السّيلُ الزّبَى
كأنّما البيداءُ، غِبَّ
صَوتِهِ، بَحرٌ طَمَا
يلومني في البُعدِ
عن حِماها خِلٌّ لحَى
واللّومُ للحُرّ مُقيمٌ
رادعٌ، والبُعدُ لا
فسَوفَ يَعتادُهما
منّي امرؤٌ محضُ الوَلا
يَجوبُ جَوزاءَ الفَلا
مُحتَقِراً هولَ الدّجَى
قد نِلتُ في رَبعِهِما
من النّعيمِ ما كَفَى
فإنْ أعِشْ صاحَبتُ دَهـ
ـري عالماً بما انطَوَى
وإنْ أمُتْ، فكُلُّ شيءٍ
بلَغَ الحَدَّ انتَهَى
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
رقم القصيدة : 19798
-----------------------------------
جَزى اللَّهُ عنّا مالكَ الرّقّ كاسمِهِ،
فلولا اسمُهُ ما كنتُ في الخلقِ أُعرَفُ
ولولا معاليهِ الشريفة ُ لم تكنْ
عليّ ملوكُ الأرضِ تَحنو وتَعطِفُ
أُحَدّثُهمْ عن برّهِ دونَ سِرّهِ،
وأُلحِفُ في تَعديدِ ما ليَ يُتحِفُ
وأُنشِدُ من مَدحي لهُ كلّ جَزلَة ٍ
تُحَلّى بها أسماعُهُمْ وتُشَنفُ
قَصائدُ في ألفاظِهِنّ مَقاصِدٌ
من الصخرِ أقوى بل من الماء ألطفُ
إذا رامَ أهلُ العَصرِ نَظماً لمِثلِها،
وجاؤوا بلَفظٍ دونَها وتكَلّفُوا
ظَننتُ حِبالَ السّحرِ ما قد أتَوا بهِ،
وتِلكَ عَصَا موسَى لها تتَلَقّفُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
رقم القصيدة : 19799
-----------------------------------
هنيئاً بشهرِ الصّوم للملكِ الذي
له نِعَمٌ مَعروفُها ليسَ يُنكَرُ
فَمٌ عن أحاديثِ المَحارِمِ صائمٌ،
وكفٌّ بإسداءِ المكارِمِ مُفطِرُ
يسافرُ منهُ الذكرُ، وهوَ متمَّمٌ،
وكلُّ مُقيمٍ في الثّناءِ مُقَصِّرُ
وأعجبُ من صومِ الأنامِ بربعِهِ،
وقد غمَرَتهم من أيادِيهِ أبحُرُ
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الشعار
الشعار
رقم القصيدة : 1980
-----------------------------------
الإبريقْ
لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ.
الإبريقْ
صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ
وعلي طُول العُمْرِ يُريقْ
ما يحملُهُ
للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ.
الإبريقْ
صُورَتُنا.. إذ نُهرقُ شَهْداً
للرّومانِ وللإغريقْ
وَنَنالُ عَناءَ التّدبيقْ.
أيُّ صَفيقْ
قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً
يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ
وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ
وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!
كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً
لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ
لا تَعرفُ ما معني السَّيْرِ
ولا تعرفُ معني التّحليقْ
وعلي سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو
وعلي صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!
سَنري أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ
وَنري أنّ الحقَّ حقيقْ
حِين نَري رايةَ أُمّتِنا
تخفقُ في ريحِ بلاهَتِها
وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
رقم القصيدة : 19800
-----------------------------------
فِطرٌ بهِ كادَ قلبُ الدّهرِ يَنفَطِرُ،
إذ بَشّرَتْ بمعالي مَجدِكَ الفِطَرُ
يا مالِكاً أصحتِ الدّنيا تَتيهُ بهِ،
والصومُ والفطرُ والأعيادُ تفتخرُ
أضحَى وجودكَ في الدّنيا وجودُك لي
عيداً جَديداً بهِ يَستَبشِرُ البَشَرُ
فالعيدُ منتظرٌ في العامِ واحدة ً،
وَجُودُ كَفّكَ عيدٌ ليسَ يُنتَظَرُ
لو يَنطِقُ العيدُ بالإنصافِ قال لنا:
ليهنكُم بالمليكِ الصّالحِ الظفَرُ
ملكٌ سما ذكرُهُ بينَ الملوك، وما
بنى لهُ الذكرَ إلاّ الصّارمُ الذَّكرُ
سهلُ الخلائقِ ما في خلقِهِ شرسٌ
للواردين، ولا في خَدّهِ صَعَرُ
لايعرفُ العذرَ عن إسعافِ ذي أملٍ،
يوماً، ولكنّهُ يُعطي ويَعتَذِرُ
من آلِ أرتقَ الصيدِ الألى رتقوا
فَتَقَ العُلى ، بعدَما حالتْ بها الغِيَرُ
همُ الملوكُ الألى يُكسى الزمانُ بهم
عزاً وتخفى ملوكُ الأرضِ إن ظهروا
المنعمونَ، ولكن قبلما سئلوا،
والصافحونَ، ولكن بعدَما قدرُوا
با ابنَ الملوكِ الألي دانَ الزّمانُ لهم،
لمَّا استقَاموا معَ الباري كما أُمرُوا
لا فضلَ لي في نظامي دُرَّ وصفِكمُ،
بقيمَة ِ الدُّرّ لا بالسّلكِ يُعتَبَرُ
لم تزهُ صنعتُهُ إلاّ بصنعِكُمُ،
تزهو الحمائلُ أنّى يهطِلُ المطرُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
رقم القصيدة : 19801
-----------------------------------
يا مليكاً بذكرِهِ يفخرُ المدْ
حُ ويسمو الإيرادُ والورّادُ
أنتَ أعلى من أنْ تُهنّى بعيدٍ
بل تهنّى بمجدِكَ الأعيادُ
فابقَ في نعمة ٍ بها سرّ راجيكَ،
وردّتْ بغيظِها الحُسّادُ
صُمّ في صَومِكَ العُداة ُ، وفي
فطرِكَ منهم تفطَّرُ الأكبادُ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
رقم القصيدة : 19802
-----------------------------------
تَهَنّ بعيدِكَ يا ابنَ الكِرامِ،
وعشْ لتهانيه في كلّ عامِ
فإنْ يَكُ غُرّة َ وجهِ الزّمانِ،
فإنّكَ غرة ُ وجهِ الأنامِ
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
رقم القصيدة : 19803
-----------------------------------
قدمتَ، وقد لاحَ الهلالُ مبَشّراً
بعودِكَ، إنّ السعدَ فيه قرينُه
ويخبرُ أنّ النّصرَ فيهِ مقدرٌ،
ألم ترهُ قد لاحَ في الغربِ نونُه
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
رقم القصيدة : 19804
-----------------------------------
هكذا إن بنَى المَنازِلَ بانِ،
وثَناها مَشيدَة َ الأركانِ
يبتنّي المجدَ أولاً، فإذا ما
شادَهُ شَيّدَ المَنازِلَ ثانِ
وبِناءُ العَلاءِ صَعبٌ على مَن
لم يكنْ عزمُهُ شديدَ المَباني
فإذا حاولَ المقصرُ نيلَ العزّ
نادَى : وعِزّتي لَن تَراني
كلُّ من أسسَ البناء على تقوى
إلهِ السماءِ والرّضوانِ
فلْيَشِدْ قَبلَهُ البناءَ كما قد
شيدَتهُ مناقبُ السلطانِ
زينُ أبناءِ ارتُقَ الملكُ الصّا
لحُ شمسُ الدّينِ الرّفيعِ الشّانِ
ملكٌ يملأُ النواظرَ بالحسنِ،
ويَملا الأكفّ بالإحسانِ
لو يشا اسّسَ المنازلَ من فو
قِ أعالي منازلِ الزِّبرِقانِ
والسواري فوق السواري من الشُّهـ
ـبِ، وأبوابُها على كيوانِ
شادَ في ذروة ِ العلاءِ دياراً،
وجنَى الجنتينِ منهنّ داني
فأراهُ الإلهُ في ظلّها العزَّ،
وطيبَ الهَنا، ونَيلَ الأماني
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
رقم القصيدة : 19805
-----------------------------------
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
ففؤادي لديكمُ وجناني
واشتياقي لربعكم لا بوجْدي
بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني
ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ
بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني
مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو
قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني
ومن المبلغُ الأحبة ِ أنّي
طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا
ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ
وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي
ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ،
وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ
والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا
كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ
ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ،
ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي،
ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني
فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني
يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو
داً، وإن كان بادياً للعيانِ
أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما
عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ذلكَ الرّتبَة ُ التي قَصَّرَتْ دو
نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ
وصلت في البيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومَة ِ الهياجِ خَطيباً،
قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا
سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ
لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ
حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ
شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ
لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا
نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبة ِ المَجدِ،
فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ
ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ
مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ
فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا
نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني
واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً،
خالداً في مَسرّة ٍ وأمانِ
ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ،
هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنى ً
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ،
فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان