جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
رقم القصيدة : 22486
-----------------------------------
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
وقد بدَّلَ البينُ تمثالها
وأخنى عليها خطوبُ الزمان
فما خالَها تلك مَن خالِها
وفي مهجتي للجوى لوعة ٌ
تُقَطِّع بالوَجْد أوصالها
لقد سوَّلَتْ ليَ سَيْلَ الدموع
فما قلتُ يومئذٍ ما لها
تذكّرتُ عصرَ الصبا والهوى
يهيّجُ للنفس بلبابها
وما اختلس الدهر من لذَّة ٍ
لعهدَ الصبابة وکغتالها
زمانٌ أُعاقِرُ فيه العقار
وأَعصي بِلَهْويَ عذّالها
وأمشي بها مرحاً تستميل
من السكر بالراح ميّالها
وكم غادة ٍ في ليالي الوصال
جمعتُ مع القرط خلخالها
وما زلتُ أرشف من ريقها
لماها وأشربُ جريالها
لئنْ كان ريقك يحيي النفوس
فقد كان لحظك قتالها
وساقية ٍ عمَّها حسنها
بجنحِ دجى ً قد حكى خالها
تديرُ النضار بكأس اللجين
فتحكي المصابيحَ سيّالها
كُمَيْتاً تجولُ بمضمارها
جاذرُ تصرعُ أبطالها
فيا طيب معسول ذاك اللمى
إذا هصرَ الصبُّ عسَّالها
ولستُ بناسٍ لها ما مضى
وإنْ كنتُ أعْمَلْتُ إهمالها
ليالي لم أبد تفصيلها
إذا أنا أبديتُ إجمالها
وأُبْتُ لمشبهة في المسير
زفيفَ النَّعامة أو رالها
كأنَّي تكلَّفتُ مسحاً بها
عروضَ البلاد وأطوالها
طويتُ القفار وخضتُ البحار
ورضتُ الخطوبَ وأهوالها
وجرَّبتُ أبناءَ هذا الزمان
وعرَّفني الدهرُ أحوالها
وإنّي لذاكَ الذي تعرفونَ
حَمَلْتُ المروءَة أثقالها
وإنْ قلَّ مافي يدي لك أكنْ
لأشكو من العصر إقلالها
وإنْ أنا أتربتُ فالمكرمات
تحدَّثُ بأنيَّ فعّالها
وحسبك من ذي يدٍ أصبحت
تطولُ ولا ذو يدٍ طالها
وإنْ أعْضَلَتْ مشكلاتُ الأمور
أزال وفسَّر إشكالها
وقافية من شرود الكلام
بأخبار سلمان قد قالها
وأرسلها مثلاً في الثناء
وخصَّ بمن شاء إرسالها
فتى ً يقتفي إثْرَ آبائه
وحاكَتْ مزاياه أفعالها
تنال من الله نعمَ الثوابُ
وتُنْفِقُ لله أموالَها
تفجَّر من راحتيه النَّدى
وأَوْرَدَ من شاء سلسالها
من السّادة النجبِ الطاهرين
تزينُ العصور وأجيالها
لقَد طهَّر الله تلك الذوات
وأجرى على الخير أعمالها
بني الغوثِ غوث فحول الرجال
ـال إذا کشتَدّ بالناس ما هالها
وأفعالها في جميع الصَّنيع
من البرِّ تسبقُ أقوالها
فما زلتُ أذكر تفضيلها
وما زلت أشكر إفضالها
بكم يُستغاث إذا ما الخطوب
أهالت على الخلق أهوالها
فكنْتُم من الناس أقطابَها
وكنتمْ من الناس أبدالها
فلو حلتِ الأرض من مثلكم
لزُلْزِلَتِ الأرض زلزالها
أبا مصطفى أَنتَ صوبُ الغمام
ويا ربَّما فُقْتَ هطالها
وقد نَفَقَتْ فيك سُوق القريض
وكان نوالُك دَلاّلها
ولما بَلَغْتُ المنى في العُلى
وبَلَّغْتُ نَفسي آمالَها
أَتَتْك النقابة تسعى إليك
تجرُّ من التيه أذايالها
وأَلْقَتْ إليكَ مقاليدها
وأَبْدَتْ لعزّك إذلالها
وراثة آبائك الطاهرين
فما أحدٌ غيرهم نالها
عليكم وفيكم ومنكم نرى
وجوهَ السَّعادة إقبالها
إذا لم تكنْ أنتَ أهلاً لها
من الأنجبين فمن ذا لها
فقد نلتَ ما لم ينله سواك
فضائل نشكر أفضالها
كلامك يشفي صدور الرجال
ويرضي الملوكَ وعمّالها
وحيثُ أخلَّت بها خُلَّة ٌ
سددتَ برأيك إخلالها
وكم يدٍ لك في الصالحات
سبقتَ من البرّ أمثالها
وإنْ أَغْلَقَتْ بابها المكرمات
فإنَّك تفتحُ أقفالها

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
رقم القصيدة : 22487
-----------------------------------
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
لمَنْ أشتكي حالي لِمَنْ أَتَوَجَّعُ
غرامي غريمي وهو لا شك قاتلي
وكم ذلَّ من يهوى غراماً ويخضع
أباحَ دَمي بين الورى من أحِبُّه
فَقُلْتُ وقلبي بالهوى يتقطع
دموعي شهودٌ أَنَّ قلبي يحبّه
وحقّ الهوى عن حبّه لست أرجع
وراموا سلوّي في هواه عواذلي
وحقِّ هواه لست أصغي وأسمع
أنا المغروم المقيم على الهوى
وفي حُبِّه نمُّوا الوشاة وشنّعوا
وقالوا الفَتى في الحبِّ لا شك هالك
فقُلْتُ دَعوه كيفما شاء يصنع
ولو علِموا ما بين من الوجد والأسى
لرقُّوا لحالي في الهوى وتوجَّعوا
سقاني سُحَيراً من حميّا شرابه
فَطِبْتُ وكأسي بالمدامة مترع
ومن نَشْوَتي باحت من الوجد عبرتي
بما في فؤادي والحشا متولع
وأَصْبَحْتُ كالمجنون في حيّ عامرٍ
بليلي ومن وجدي أهيم وأولع
فلو زاروني بالنَّوم طيف خياله
لكنْتُ بطيفٍ منه أرضى وأقنع

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
رقم القصيدة : 22488
-----------------------------------
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
بما هيَّجَ التذكار من لاعج الوجدِ
أحثُّ إلى نجدٍ مطايا كأنّها
لها قلبُ مفؤود الفؤاد إلى نجد
سوابحُ يطوين الفدافد بالخطا
وَمُسْرَجَة ٍ جردٍ لواعبَ بالأيدي
تملُّ من الدار التي قَد ثَوَتْ به
ولكنّها ليست تملُّ من الوخد
إذا کستنشفت أرواح نجدٍ أهاجها
جوى ً هاج من مستنشق الشيح والرند
لعلّي أرى يا عين أحبابنا الألى
وإنْ أعقَبت تلك التواصل بالصد
فمن مبلغُ الأحباب عنّي تحية ٍ
تنبئهم أنّي على ذلك العهد
إذا ذكرتهم نفسُ صبٍّ مشوقة
رَمَتْها صُروف البين بالنأي والبعد
توقَّدتِ النار التي في جوانحي
إلى ساكني وادي الغضا أيّما وقد
فيا ليتَ في الحبّ صبرَ أحبّتي
وعندَ أحبّائي من الشوق ما عندي
ذكرتكمُ والدَّمع ينثر نظمه
لعمركم نظم الجمان من العقد
وإنّي لأستجدي من العين ماءها
على قربنا منكم وإنْ كان لا يجدي
وأكتُمُ عن صَحْبي غرامي وربَّما
لأظهره بالدمع بينَ بَني ودّي
ومِنْ أينَ تخفى لوعة ٌ قد كتمتُها
محاذرة الواشي وبالرغم ما أبدي
وقد قَرأ الواشون سطَري صبابة
بما كتبت تلك الدموع على خدي
فخذ من عيوني ما يدلّ على الجوى
ومن حَرِّ أنفاسي دليلاً على الوجد

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
رقم القصيدة : 22489
-----------------------------------
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ
أفكان الإكسير والشَّعر والبعرُ
وهذي المقالة الشنعاء
كان عهدي به ولا لحية َ الـ
ـتيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء
ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها
قبل هذا أم ليس ثمَّة َ ماء
لم يعانِ الزرنيخَ وهو لعمري
فيه للداء في الذقون دواء
ذهبَ الشَّعر والشعور وأمسى
يَتَخفّى ومشيُه کستحياء
وادّعى أنّه أصيبَ بداءٍ
صَدقَ القولُ إنّما الحَلْقُ داء
أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه
والمجانين عنده حكماء
وترجّى للحَلْق أمراً محالاً
ولقدْ خاب ظنُّه ولارجاء
ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر الـ
وفي الدّبر توضعُ الأجزاء
زاعماً أنَّهم أشاروا إليها
ولهذا جرى عليها القضاء
أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير
هو والسارح البهيم سواء
طلب السعد بالشقاء وهيهات
مع الجهل تسعد الشقياء
ذهبت لحية المريد ضياعاً
وعليها بعدَ الضياع العفاء
ليته صانها ولو بضراطٍ
ولقد يعقب الضراط الفُساء
لم يدع شعرة ً وقد قيل أرخْ
حلقتْ شعرَ لحيتي الكيمياء

العصر العباسي >> البحتري >> يا علي بل يا أبا الحسن الما
يا علي بل يا أبا الحسن الما
رقم القصيدة : 2249
-----------------------------------
يا عليٌّ، بلْ يا أبَا الحَسَنِ المَا
لكُ رِقّ الظّرِيفَةِ الحَسْناءِ
إتّقِ الله أنْتَ شاعرُ قَيْسٍ،
لا تَكُنْ وَصْمَةً على الشّعَرَاءِ
إنّ إخْوَانَكَ المُقِيمِينَ بالأمْـ
سِ أتَوْا للزِّنَاءِ لا للغِناءِ
أنت أعمى، وللزناة هنات
منكرات تخفى على البصراء
هَبْكَ تَستَسمعُ الحَديثَ فَما علـ
ـمُكَ فيه بالغَمزِ، وَالإيمَاءِ
وَالإشَارَاتِ بالعُيُونِ وَبالأيْـ
ـدي، وَأخْذِ الميعَادِ للإلْتِقَاءِ
قد لَعَمرِي توَرّدوا خِطّةَ الغَدْ
رِ، وَجاؤوا بالسّوْءةِ السّوءاءِ
غَيرَ ما ناظرِينَ في حُرْمَةِ الوِدّ
وَلا ذاكِرِينَ عَهدَ الإخَاءِ
قَطَعُوا أمرَهمْ، وَأنتَ حِمارٌ
مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مالي أفارقُ كلَّ يوم صاحباً
مالي أفارقُ كلَّ يوم صاحباً
رقم القصيدة : 22490
-----------------------------------
مالي أفارقُ كلَّ يوم صاحباً
صدعتْ به ريبَ المنون صفاتا
وأرى أحبّائي تَفَرَّق جمعُهم
وتشتّتوا بيد الردى أشتاتا
وخَلَتْ ديار الأكرمين وأصبَحتْ
فيها عظام الأنجبين رفاتا
ودعى التقى ناعٍ يخفّض نعيَه
منّا الرؤوس ويرفع الأصواتا
ولقد أَصمَّ مسامعي بعدك والتقى
وکنبَتَّ حبلُ الآملين بتاتا
يا أطْيَبَ القوم الذين ألِفتُهم
في الناجبين خلائقاً وذواتاً
لو كنتُ أدرِكُ بالأسى ما فاتني
قد كنتُ أدرِكُ بالأسى ما فاتا
ولقد سئمتُ من الحياة وملَّني
طولُ الثواء فلا أريد حياتا
من بعد ما زال الأمين وأنه
كان الجبال الراسيات ثباتا
وفَقَدْتُ منه فرائداً وفوائداً
ومكارماً ومغانماً وهباتاً
ونظرتُ في الأحياء نظرة َ عارفٍ
من بعده فوَجَدْتُها أمواتا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ما مات من بعد عبد الواحد الجودُ
ما مات من بعد عبد الواحد الجودُ
رقم القصيدة : 22491
-----------------------------------
ما مات من بعد عبد الواحد الجودُ
وفي بنيه النجيبُ الشَّهمُ محمودُ
ولا فقدنا من الدنيا مكارمه
وفي ذراريه ذاك الفضل موجود
والفرع كالأصل إن تزكُ مغارسُه
زكا وأثمرَ في أوراقه العود
لا ينزع الله هذا السرّ من رجل
فيه السعادة والمسعود مسعود
قد بارك الله في آل المبارك مذ
كانوا فمولودهم للخير مولود
مطهَّرون فلا رجسٌ بدنّسهم
وأنتَ ظلٌّ إليه اليوم ممدود
تأوي إليهم بنو الحاجات راغبة
والمنهل العذب بين الناس مورود
وما أرى غيرهم فيمن يناظرهم
من يسأل الخير أو تطوى له البيد
نزلتُ فيهم على رَحب أسَرُّ به
ولي بهم أملٌ بالبّر موعود
إنْ طوّقوني بطوقٍ من مكارمهم
فإنَّهم وثنائي الطوق والجيد
تزان غرُّ القوافي كلّما ذكروا
بما تزان وتزهو الخرَّدُ الغيد
يا من إذا عُدَّت الأنجاب حينئذ
فأوَّل الناس في الأنجاب معدود
يا ابن الذي كنت أرجوه وأمدحه
وشاهدٌ لي أياديه ومشهود
ولا يردُّ مقالي في مدائحه
وفي الأقاويل مقبول ومردود
فكلُّ فعلك يا محمود محمودُ
أغظتَ كلَّ حسود أَنتَ تعرفه
وكلُّ ذي نعمة لا شك محسود
الله أبقاك عمن قد مضى خلفاً
ولي بمدحك تغريد وترديد
وعشتَ بالأُنس طول الدهر في رغد
ولا يسؤوك طول الدهر تنكيد

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> في كلّ يومٍ للمنون صولة ٌ
في كلّ يومٍ للمنون صولة ٌ
رقم القصيدة : 22492
-----------------------------------
في كلّ يومٍ للمنون صولة ٌ
فينا وخَطبٌ بالفراق فادحُ
وزفرة ٌ موصولة بزفرة ٍ
ومدمعٌ على الخدود سافح
وحسرة على الذين أصبحت
تعلوهم من الصَّفا صفائح
وأراهم التربُ وكانوا أنجماً
كما تضيء بالدّجى مصابح
وكلُّ يوم وَجْهُ خطبٍ كالح
وللخطوب أوجهٌ كوالح
نُدفَع بالرغم إلى رزية
محاسن الدنيا بها مقابح
نمزج بالدهر وذا صرف الردى
لا هازل فينا ولا ممازح
ونحن عنه أبداً في غفلة
نلهو كما يلهو البهيم السارح
نوضح في اللهو لنا معذرة
وما لنا في اللهو عذر واضح
وفي المنايا للفتى روادع
زواجرٌ عن غيّة نواصح
لا يغفل الإنسان عن مزلقة
لو كان للإنسان عقل راجح
يغتاله دون المنى حمامه
وطرفه إلى الحمام طامح
أيجهل الأمر على علمٍ به
والجهل بالعاقل عيبٌ فاضح
يا رفعة ً بقيت لي في رفعة ٍ
من دونها کنحطّ السماك الرامح
إنّي أعزّيك بخالٍ قد خلا
وما خلا منه اللسان المادح
وكلُّ من يرجو البقاء بعده
فذاك غادٍ بعده ورائح
لا بد أنْ تبكي عليه أعينٌ
وأنْ تنوحَ بعده النوايح
سقاه من وَبْل الغمام صيّبٌ
تروى به الآكام والأباطح
عزَّيتك اليوم به مؤرخاً
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أبا جميلٍ قُرَّ عَيناً بِمَنْ
أبا جميلٍ قُرَّ عَيناً بِمَنْ
رقم القصيدة : 22493
-----------------------------------
أبا جميلٍ قُرَّ عَيناً بِمَنْ
بلَّغك الله به ما تريدْ
وزادك الله سروراً به
زيادة ً ما برحت في مزيد
بالولد الماجد من ماجد
لا يلدُ الماجدُ ألاّ مجيد
يا حبذا الوالد من والدٍ
وحبذا طلعة هذا الوليد
لاحت مزاياك على وجهه
كالبدر في طالع برج سعد
أَلَمْ تكنْ ربَّ الجميل الذي
ما ترك الأحرار إلاَّ عبيد
وأنتَ في الناس لمن يقتفي
قافية المجد وبيت القصيد
وكلّ من آوى إلى فضله
آوى إلى ظلٍّ وركن شديد
فليهنك المولود كلّ الهنا
بخالد الذكر الذي لا يبيد
كلَيْلَة ِ الأعياد ميلاده
وأنت منه كل يوم بعيد
لما بدا للعين أرخته
أشرقتِ الدنيا بعبد الحميد

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> باكر تداماك بكأسِ العقارْ
باكر تداماك بكأسِ العقارْ
رقم القصيدة : 22494
-----------------------------------
باكر تداماك بكأسِ العقارْ
فَقَد مَضى اللّيل وجاء النهار
وداوني فيها وسارع بها
فإنَّ في الخمر دوائر الخمار
أما ترى الورقاء قد غرَّدَتْ
في وَرَقِ الدوح وغنّى الهزار
وکبتسمت للطلّ أزهارُه
وأدمع الطلّ عليها نثار
وقد دَعَتْ للّهو أبناءها
أوقاتَ أيام السرور القصار
فهاتها صرفاً وممزوجة
بين احمرار برزت واصفرار
واملأ لنا أكبر أقداحها
فالله يعفو عن ذنوب كبار
خذها بإعلان ولا تستَتِرْ
فما يطيب العيش بالاستتار
وَعَدِّ عمّن لام من جهله
وعدَّها عاراً وليست بعار
ما عرفَ الَّلذة َ من عافها
وقابل العاذل بالاعتذار
وَخَلِّهِ واللوم في معزل
لا تصغ فيها لنهيق الحمار
إذ يدّعي النُّسكَ ولا يهتدي
به وينعى بخراب الديار
إنّ المرائين إذا استُكْشِفوا
وَجَدْتَهم شرَّ الأنام الشرار
لو لم يجدْ شاربها لذَّة ً
وفي المسرات عليها المدار
ماوعد الله بها المتقي
في جنّة الخلد ودار القرار
يا مولعاً بالمُرد إنّي امرؤ
ما لي عن وجه الحبيب اصطبار
إيّاك والإعراض عن غادة
في وجهها للحسن نور ونار
كم ليلة ٍ زار حبيبٌ به
يشكو إلى المشتاق بُعد المزار
جمعتُ فيها بين ما أشتهي
من غنجٍ أحوى وذات احورار
أقسمُ بالعود وأوتاره
ونغمة ِ الناي وضرب الإطار
ما لذَّة ُ سوى ساعة ٍ
في مجلسٍ يخلعُ فيه العذار
يقضي به الماجنُ أوطاره
وكان مبناه على الاختصار
إنَّ الخلاعاتِ لفي فتية
لم يلبسوا في الأنس ثوب الوقار
تغنيهم الراح إذا أملقوا
كأنّها في الكأس ذوب النضار
يا طالما قد زرت خمّارها
وقلت أنت اليوم ممَّن يزار
فقام يجلوها كغصن النقا
يحمل في راحته الجلّنار
حتى إذا استكفيتُ من شربها
لو شئتُ أدركت من الدهر ثار
غفوتُ عن ذنب زمانٍ مضى
ما أحسنَ العفوَ مع الاقتدار
هذا هو العيش ومن لي به
قبل کنقضاء العُمُرِ المستعار
لا خيرَ في العيش إذا لك يكن
في ظلّ عبد الله عالي المنارْ
ما جئته إلاّ وأبصرتني
أسحبُ من نعماه ذيل الفخارْ
قيَّدَني في برِّه ماجدٌ
كأنّما أطلقني من أسار
موفّق يسعى إليه الغِنى
من غير ما سعي وخوض الغمار
لا يقتني المالَ ولم يدّخرْ
شيئاً ولا مالَ إلى الادّخار
إنّي لأغنى الناس عن غيره
ولي إليه بالسرور کفتقار
المنجزُ الوعدَ بلا منّة ٍ
ولم أكنْ من وعده بانتظار
ما فارق الأُنسَ له طلعة
بل سار في خدمته حيث سار
كم طائل قصَّر عن شأوه
ولاحقٍ ما شقَّ منه الغبار
ومستميح نال ما يبتغي
منه وحاز العزّ والافتخار
يروق كالصّمصام إفرنده
أبيض مثل السيف ماضي الغرار
أمّا جميل الصنع منه فمن
شعاره أكرمْ به من شعار
يركبُ في الجدِّ جوادَ المنى
إذ يأمنُ الراكبُ فيه العثار
حديقة ُ الأفراح في ربعه
للمجتني منها شهيّ الثمار
فلم أبلْ ما دمت خلاًّ له
ما كان من أمري ولا كيف صار
وكلّ ما کستَطْيَبْته كائن
من طيِّب الذات كريم النجار
من كابرٍ ينمة إلى كابرٍ
ومن خيار قد نمّته الخيار
هم الزهيريّون زهر الرُّبا
والأنجمُ الزهر التي تستنار
فهم أجلُّ الناس قدراً وهم
أعزُّ من تعرف في الناس جار
فلا يمسّ السُّوء جاراً لهم
ما ذلَّ مَن لاذ بهم وکستجار
يُوفُونَ بالعَهد ويَرْعَوْنَه
في زمنٍ لم يرعَ فيه الذمار
ألا ترى كلّ کمرىء ٍ منهم
لنائل يرجى ونقعٍ مثار
يلتمس المعروف من برِّهم
ويستفاض الجود فيض البحار
من كلِّ معروفٍ بمعروفه
في كلّ قطرٍ من نداه قطار
إذا دعته للوغى همّة ٌ
كان هو المقدام والمستشار
تغدو رياضي فيه مخضرة ً
أشبهَ شيءٍ بکخضرار العذار
أصلح شاني بأبي صالح
وأغتدي فيه نقيّ الأزار
باهى بي الأزهار في روضها
فرحتُ أزهو مثل ورد البهار
لا زلت في نور صباح الهنا
يا كوكباً لاح وبدراً أنار

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إنَّ هذا قبرٌ لعمرك فيه
إنَّ هذا قبرٌ لعمرك فيه
رقم القصيدة : 22495
-----------------------------------
إنَّ هذا قبرٌ لعمرك فيه
صالحٌ في حياته والمماتِ
صالح الاسم صالح الفعل يفنى
وله الباقيات في الصالحات
من خلالل كريمة ٍ وصفاتٍ
شهدتْ أنَّه كريمُ الذات
أَدْركَتْه الوفاة إذ هو حيٌّ
فتوفيّ وذاك بعد الوفاة
حلّ في جنّة النعيم فأَرِّخ
صالح قد حللتَ في الجنّات

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ما لها مفرية ً بيداً فبيدا
ما لها مفرية ً بيداً فبيدا
رقم القصيدة : 22496
-----------------------------------
ما لها مفرية ً بيداً فبيدا
تَقْطَعُ الأَرضَ هبُوطاً وصُعودا
كلّما لاح لها برق الحمى
نثرت من لؤلؤ الدمع عقودا
لستُ بالمنكر منها عبرة
إنّها كانت على الحبّ شهودا
فإلى أين سُراها ولمن
تطس البيداء أو تحشو الصعيدا
أَوْقَدَ الشوق بها نيرانه
فَتَلَظَّتْ بلظى الوَجد وقودا
تخمد النارُ وما لي لا أرى
للجوى من مهجة الصبِّ خمودا
يا أخلاّئي وأعلاقُ الهوى
جاوزتْ من شغف القلب حدودا
أَخْلَقَتِ بالصَّبر عنكم لوعة
تبعثُ الشوق بها غضاً جديدا
ووهى يوم نأيتم جلدي
بعدَ ما كنتُ على الدهر جليدا
خنتمُ عهدَ الهدى ما بيننا
ورَعَيْنا لكمُ فيها عهودا
من معيدٌ لي في وادي الغضا
زَمَناً مَرَّ ومن لي أَنْ يعودا
في زرودٍ وقفة أذكرها
فَسقى الله حيا المزن زرودا
ومن السّربِ مهاة ٌ لحظها
يَصْرَع اللّبَّ ويصطاد الأسودا
وبروحي شادنٌ من ريقه
لا أعافُ الخمرَ والماء البرودا
سلب الغصن رطيباً قدُّه
والظِباءُ العُفْرُ ألحاظاً وجيدا
لامني اللائم عن جهلٍ به
والهوى يأَنَفُ إلاَّ أن يزيدا
أيّها العاذل يبغي رشدي
خَلِّني والغيّ إنْ كنتَ رشيدا
إنَّ مَن كانت حياتي عنده
طالما جرَّعني الحتفَ صدودا
وحرامٌ أنْ أرى سلوانه
ولو أنّي متُّ في الحبِّ شهيدا
غَلَبَتْني منه أجناد الهوى
إنَّ لمحبِّ على الصبِّ جنودا
من يريني البانَ والورد معاً
في تَثَنّيه خدوداً وقدودا
يمّمي أيّتها النوق بنا
سيّدَ السادات والركن الشديدا
فلئن سِرْتِ بنا حينئذٍ
لعليٍّ كان مسراك حميدا
لا ترى وجهاً عبوساً عنده
حين تلقاه ولا صدراً حقودا
منعمٌ سابغة ٌ نعمتهُ
ومفيد من نداه المستفيدا
كلّما قرَّبتُ من حضرته
فرَّبتْ لي أملاً كان بعيدا
حيثُ طالعنا فأَبْصَرْنا به
طالعاً من ذلك الوجه سعيدا
أسرعُ العالم وعداً منجزاً
وإذا أوعدَ أبطاهم وعيدا
آل بيت سَطَعَتْ أنوارهم
لم تدعْ للغيّ شيطاناً مريدا
وإذا أعربتَ عن أبنائهم
فاذكر الآباء منهم والجدودا
تأْخُذُ الآراء عنه رشدها
فيُريها الرشدَ والرأي السديدا
ليّن الجانب فيه شدّة ٌ
قد أذابت من أعاديه الحديدا
قُيِّدَتْ عادية الخطب فما
تضع الأغلال عنها والقيودا
ببنيهِ حفظ الله بهم
مهجة َ المجد طريفاً وتليدا
رافعٌ راية أعلام الهدى
عاقدٌ للدين بالعزّ بنودا
في بيوت أذِن الله لها
أنْ نراه في مبانيها عمودا
من سيوف الله إذ ما جردتْ
قطعت من عنق الشرك الوريدا
سيّدٌ برٌّ رؤوفٌ محسنٌ
ترك الأحرار بالبرّ عبيدا
فترى الأشراف في حضرته
قُوَّماً بين يديه وقعودا
أمطرتْ من يده قطرَ النّدى
في رياض الفضل يُنْبِتْنَ الورودا
فترى الأقلام في أمداحه
رُكّعاً تملي ثناه وسجودا
يا ابن قطب الغوث والغيث الذي
لم يزلْ يهلُّ إحساناً وجودا
أنتم البحر وما زلتُ بكم
مستمدّاً منكم البحر المديدا
إنْ وَرَدْنا منهلاً من نَيلكم
ما صدرنا عنكم إلاّ ورودا
ما سواكم مقصد الراجي ولا
في سوى شكرانكم نملي القصيدا
يا مريد الخير والخير به
ليس بالبدع ولا غرو إذا
همتُ في مدحك نظماً ونشيداً
جُدْتَ لي بالجود حتى خِلْتَني
بندى وابلك الروض المجودا
وقليلٌ فيك لو أنظمها
في مزاياك لها دُرّاً نضيدا
فاهنا بالنيشان من سلطاننا
مبدئاً للفخر فيه ومعيدا
ذلك اليوم الذي وافى به
كان للأشراف في بغداد عيدا
ملكٌ أرسله مفتخراً
وبه أرسلَ مولاي البريدا
لم تزل ترقى إليها رتباً
نكبت الشانىء َ فيها والحسودا
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا
قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا
رقم القصيدة : 22497
-----------------------------------
قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا
وأَذَبنا بلُجَين الكأس تبرا
وتخيَّلْنا الحميّا لهباً
وحسبنا أنّها بالماء تورى
قال لي الساقي وقد طاف بها
هي خمرٌ وتراها أنتَ جمرا
يا نديماً قد سقاني كأسه
إسقنيها في الهوى أخرى وأخرى
إنَّ أحلى العيش ما مرَّ على
روضة غنّاء والكاسات تترى
ويد المزن وأزهار الرُّبا
نشرتْ من بعد ذاك الطيّ نثرا
فأَدِرْها قرقفاً إنْ مُزِجَت
كَلَّلَتْ ياقوتها بالمزج درّا
لا تَخَف من وِزْرِها في شربها
أو تخشى مع عفو الله وزرا
راحة الأرواح بالراح التي
لم تدع للهمّ في الأحشاء ذكرا
وبأهلي ذلك الظبي وإنْ
أوسعَ المغرم إعراضاً وهجرا
غرَّني في حبّه ذو هيف
كلّما لام به العاذل أغرى
صال باللحظ على عشاقه
وَلَكَم من كرّة ٍ في الحب كرّا
قد قضى في الحبّ أنْ أقضي به
وقضايا حبّه صغرى وكبرى
ما عَلَيه في الهوى صيَّرَ لي
كبداً حرّى وقلباً ما استقرّا
يا زماناً حَذرت أخطاره
نحن لم نأخذ من الأيام حذرا
أنْتَ من دون النقيب القرم لا
تَمْلِكُ اليومَ لنا نَفعاً وضَرّا
سيّدٌ أمّا نداه فالحيا
دوه جوداً وأدنى منه وفرا
هكذا من كان تجري كفّه
نايلاً وفراً وإحساناً وبرّا
وإذا ما المُعوِل العافي أتى
بابه العالي کغتنى فيه وأثرى
باليد البيضاء كم أمطرنا
من غوادي جودها بيضاً وصفرا
وردوا البحر أناسٌ قبلنا
لا وردنا غير تلك اليد بحرا
نتحرى كلَّ آنٍ جودها
وهِو بالفضل وبالمعروف أحرى
وإذا مُدَّت إلى أعدائها
جزرتهم بالمواضي البيض جزرا
هُوَ ربّ الكَرَمِ المحضِ الذي
لا يرى الإقلال يوم الجود عذرا
وإذا أولاك من إحسانه
ساعة ً في عمره أغناك دهرا
فيميناً كلّما شاهدته
قلت فيه إنَّ بعدَ العسر يسرا
سيّدٌ سهلٌ بأوقات الندى
وبأيام الوغى لا زال وعرا
يصنع المعروف مَعْ كلّ امرىء ٍ
وهو لا يبغي على المعروف أجرا
لم يخب في الناس يوماً آملٌ
جاعلٌ آلَ رسول الله ذخرا
نثرالمال على وفّادِه
فشكرنا فضله نظماً ونشرا
سيّدي والفضلُ لولاك عفا
فجزاك الله عن عافيك خيرا
بأبي أنت وأميّ ماجدٌ
قادريٌّ هو أعلى الناس قدرا
ملكتْ رقّي منه أنعمٌ
بعدَ ما كنتُ وأيم الله حرّاً
أيُّ نعمائك يقضي حقّها
أيّها السيّد هذا العبد شكرا
إنّما الفخر الذي طلتَ به
شرح الله به للمجد صدرا
ولقد جَاوَزْتَ حدّاً في العلى
رجعت من دونه الأبصار حسرى
فاهنا بالعيد ودم مبتهجاً
ناحرُ الحاسدِ بالنعّمة ِ نحرا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ومليحة ٍ أخذتْ فؤادي كلَّه
ومليحة ٍ أخذتْ فؤادي كلَّه
رقم القصيدة : 22498
-----------------------------------
ومليحة ٍ أخذتْ فؤادي كلَّه
وجرت بحكم غرامها الأقدارُ
فتّانة باللحظ ساحرة به
ومن اللواحظ فاتنٌ سحّار
خفرت غداة البين ذمَّة وامق
سلبَ القرارَ فما لديه قرار
ودَّعتُها يوم الرحيل وفي الحشا
نارٌ وفي وجناتها أنوار
والركبُ ملتمسٌ نوى ً بغريرة
ترمى لها الأنجاد والأغوار
بمدامع باحت بأسرار الهوى
للعاذلين وللهوى أسرار
لا ينكرنّ المستهام دموعه
مما يجنّ فإنّها إقرار
وخَلَت لها في الرقمتين منازل
كانت تلوح لنا بها أقمار
يا دارها جادتك ساجمة الحيا
وجَرَتْ عليك سيولها الأمطار
أأميمُ ما لي كلَّ آنٍ مرّ بي
وهواك تستهوي لي الأفكار
أمسي وأُصبحُ والجوى ذاك الجوى
والليل ليلٌ والنهار نهارُ
لا أستفيق من الخمار وكيف لي
بالصحْوِ منه وثغرك الخمّار
أتنفّس الصعداء يبعث عبرتي
لهفٌ عليك كما تُشَبّ النار
إنْ كان غاض الصبر بعد فواقها
منّي فهاتيك الدموع غزار
إنّي لأطربْ في إعادة ذكرها
ما أطربت نغماتها الأوتار
ما لي على جند الهوى من ناصرٍ
عزّ الغرام وذلّت الأنصار
ليست تقال لديه عثرة مغرم
حتى كانَّ ذنوبه استغفار

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سقاني مريرَ الكأس حلوُ المباسمِ
سقاني مريرَ الكأس حلوُ المباسمِ
رقم القصيدة : 22499
-----------------------------------
سقاني مريرَ الكأس حلوُ المباسمِ
وغادرني محلولَ عَقِد العزائِم
وحارَبني بالصَدّ والصدّ قاتلي
فيا ليته لا كان إلاّ مسالمي
ومنذ أطعتُ الحبّ فيه صبابة
عَصَيْتُ عذولي في هواه ولائمي
وقد عَلِمَ الواشون إذ ذاك أنّني
بلاني وأبلاني الغرام بجاسم
نعمتُ به أيّام وصلت تصرَّمتْ
ونحن لدى خفض من العيش ناعم
يُديرُ عليَّ الكأسَ يمزج صرفها
نديمي على كأس الطلا ومنادمي
ألذّ من الماء النمير لشاربٍ
وألطفُ خلقاً من هبوب النسائم
لقد مرّ ـ ما أحلاه ـ عيشٌ بقربه
فهل كان ذاك العيش أحلام نائم
ذكرت قضيب البان وهو قوامه
فنحتُ عليه عليه فوق نوح الحمائم
وما كنتُ لولا طاعة الحب في الهوى
ألائم في العشاق غير ملائم

شعراء الجزيرة العربية >> عبدالرحمن العشماوي >> وقفة على اعتاب مستوطنة يهودية
وقفة على اعتاب مستوطنة يهودية
رقم القصيدة : 225
-----------------------------------
يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
أدماها الضجرْ ..
هذه قريتنا تشكو ..
وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
يا أبي ..
وجهك معروق ..
وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
صفراء الشجرْ ..
ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
وفي طلعته لون الأسى ..
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
صوتَ الأذانْ ..
عجبًا ..
صوتُ الأذانْ ؟؟
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
تروي من حكاياتِ الزمانْ :
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
ينساب على هذي التِّلالْ ..
فلماذا سكت اليومَ ..
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
ساحت في الطرقْ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟
يا أبي ..
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!
هذه القرية ما عادتْ لنا ..
هذه القرية كانت آمنهْ ..
هي بالأمس لنا ..
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ ..
 
العصر العباسي >> البحتري >> يا غاديا والثغر خلف مسائه
يا غاديا والثغر خلف مسائه
رقم القصيدة : 2250
-----------------------------------
يا غادِياً، وَالثّغرُ خَلفَ مَسائِه،
يَصِلُ السُّرَى بأصِيلِهِ وَضُحَائِهِ
ألْمِمْ بساحةِ يُوسُفَ بنِ محَمّدٍ،
وَانظُرْ إلى أرْضِ النّدَى وَسَمائِهِ
وَاقرَ السّلامَ على السّماحةِ، إنّها
مَحظورَةٌ مِنْ دونِهِ وَوَرَائِهِ
وَأرَى المكَارِمَ أصْبحَتْ أسماؤها
مُشتَقّةً، في النّاسِ، مِن أسمائِهِ
كالغَيثِ مُنَكِباً على إخْوَانِهِ؛
كَالنّارِ مُلْتَهِباً عَلى أعْدائِهِ
فارَقْتُ يوْمَ فِرَاقِهِ الزمَن الذي
لاقَيْتُهُ يَهْتَزُّ، يَوْمَ لِقَائِهِ
وَعَرَفْتُ نَفسِي بَعدَهُ في مَعشَرٍ
ضَاقُوا على بعُقْبِ يوم قَضَائِهِ
ما كُنتُ أفهَمُ نَيْلَهُ في قُرْبِهِ
حتّى نَأى، ففَهِمْتُهُ في نَائِهِ
يفديك راج مادح لم ينقلب
إلا بصدق مديحه ورجائه
وَافاهُ هَوْلُ الرّدّ بَعدَكَ فانثَنَى
يَدعوكَ، وَاللُّكّامُ دون دُعائِهِ
وَمُؤمَّرٍ صَارَعْتُهُ عَنْ عَرْفِهِ،
فوَجَدْتُ قُدْسَ مُعَمَّماً بعَمائِهِ
جِدَةٌ يَذودُ البُخلَ عن أطرَافِها،
كالبَحرِ يَدفَعُ مِلحَهُ عَن مائِهِ
أعطَى القَليلَئ وَذاكَ مَبلغُ قَدرِهِ،
ثمّ استَرَد وَذاكَ مَبلَغُ وَائِهِ
ما كانَ من أخذي غَداةَ رَدَدْتُهُ
في وَجهِهِ إذْ كانَ من إعطائِهِ
وعجبت كل تعجبي من بخله
والجود أجمع ساعة من رائه
وَقَدِ انتَمَى، فانظُرْ إلى أخلاقِهِ
صَفحاً، وَلا تَنظُرْ إلى آبَائِهِ
خطَبَ المَديحَ، فقُلتُ خَلِّ طرِيقَهُ
ليَجوزَ عَنكَ، فلَستَ من أكفائِهِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> تذكَّر بالخفيفِ عهداً قديما
تذكَّر بالخفيفِ عهداً قديما
رقم القصيدة : 22500
-----------------------------------
تذكَّر بالخفيفِ عهداً قديما
وشاهدَ في الرَّبع تلك الرُّسوما
فظلّ يكفكفُ دَمعاً كريماً
وبات يعالج وجداً لئيما
سقى الله دار اللوى بالحيا
فرامة فالمنحنى فالغميما
وحيّى منازلنا بالعقيق
وألقى عليهنّ غيثاً عميما
وقفنا عليها ضحى ً والهوى
يذيب القلوب ويفني الجسوما
وكم وقفة لي بتلك الديار
أُداري بهنَّ الأسى والهموما
تنمُّ عليَّ دموع العيون
ولم أَرَ كالدمع شيئاً نموما
تقضّى عليَّ لنا زمنٌ بالحمى
ولنْ قضى الله أنْ لا يدوما
وجارتْ علينا صروف الزمان
وكان الزمان ظلوماً غشوما
وكانوا بجمع وكان الكئيب
فحلُّوا الغوير وحلَّ الحطيما
ومرَّتْ نسائم عيش المحب
وعادت عليه برغمٍ سموما
لياليَ مرّت مرور الخيال
وكانت نعيماً فصارت جحيما
ولا نشَّقتني الصبا بعدهم
أريجاً ذكياً ومسكاً شميما
ومما شجاني ورقُ الغوير
تُرَدّدُ في الدَّوح صَوتاً وخيما
على أنّني إنْ بدا بارق
نثرتُ من الدمع درّاً نظيما
تفضحني عَبرتي في الهوى
ولم تر صبّاً لسرٍّ كتوما
وإنَّ غريمي غزال اللوى
فجوزيت بالخير ذاك الغريما
رماني بعينيه ظبي الصريم
فأمسى فؤاد المعنّى صريماً
رماني ولم يخشَ إثماً فرحتُ
قتيلاً وراح بقتلي أثيما
وأنتِ مهاة َ قطيع المها
أَبيتُ لأجلِك أرعى النجوما
وكنتُ ألوم بك العاشقين
فأَصبَحْتُ يا ميُّ فيك الملوما
وأثْقَلَني حِملُ هذا الغرام
وحمَّلني الوجدُ عبثاً عظيما
وها أَنا أشكو فؤاداً عليلاً
وجسماً كطرف أميمٍ سقيما
ولله قلبٌ بها المستهام
وما منع القلب أن لا يهيما
ومن بعد تلك الثنايا العذاب
إلى كم أعاني العذاب الأليما
وأسلمني للمنون المنى
كأنّي أبيت الدياجي سليما
ولولا رجائي بمفتي العراق
لأصبح حالي قبيحاً ذميما
قطعت العلائق عن غيره
كما قطع المشرفيُّ الأديما
كريمٌ أُؤَمّل منه الجميل
وقد خاب من لا يرجّى الكريما
ويولي بنائله الطالبين
فيغني الفقير ويثري العديما
ويهدي المضلَّ ويعطي المقلَّ
ويرفع في البأس خطيباً جسيما
أحاديثُه مثل زهر الرياض
فهل كان إذ ذاك روضاً جميعا
لطيفٌ رقيق حواشي الطباع
فلو جسّمتْ لاستحالت نسيما
فسبحانَ من جَعَلَ الفضلَ في
عُلاك إلى أنْ عَلَوْتَ النجوما
فأوضحتَ بالحقّ للعالمين
صراطاً إلى ربها مستقيما
وأصبحَ معوجّ أمر الأنام
بأحكام حكمك عدلاً قويما
وتغضبُ لله لا للحظوظ
وما زلتَ في غير ذاك الحليما
وأَحْيَيْتَ رِمَّة َ عِلْم النّبيّ
وقبلك كانتْ عظماً رميما
كَشَفْتَ بعلمك إشكالها
فحيَّرتَ فيما كشفتَ الفهوما
وصَيَّرتَ رُشدَك صبحاً منيراً
يشقُّ من الغيّ ليلاً بهيما
لقد نلتَ ما أعجز الأولين
وأصْبَحْتَ في كلّ علم عليما
فَطَوْراً هُماماً وطوراً إماماً
وطوراً عليماً وطوراً حكيما
وأنت أجلُّ الورى رتبة ً
وأعظمُ قدراً وأشرفُ خيما
وقد نتجتْ بكَ أمُّ العلى
ومن بعد ذلك أضحتْ عقيما
فيا مَن به أقلَعُ النائبات
كما تقلع المرسلاتُ الغيوما
ترحَّم على عبدك المستهام
فإنّي عهدتك برّاً رحيما
ولإنّي لأجلب فيك السرور
وإنّي لأكشف فيك الغموما
فلا تشمتنَّ بي الحاسدين
فتطمع فيَّ العدوَّ المشوما
ولا تتركنّي لقى ً للهموم
فتتركني في الزوايا هشيما
وألسنة الخصم مثل الصوارم
تسقى الدماء وتفري اللحوما
فنل سيّدي أنسَ عيدٍ جديد
وحزْ في صيامك أجراً عظيما

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بَقِيْتَ أبا الثناء مدى الليالي
بَقِيْتَ أبا الثناء مدى الليالي
رقم القصيدة : 22501
-----------------------------------
بَقِيْتَ أبا الثناء مدى الليالي
على الداعي لكم خضل اليدين
يحول نداك ما بين الرزايا
إذا هطلتْ يداك به وبيني
تواعدني بك الآمال وعداً
رأيت نجازه من غير مين
تجود على محِبّك كل عام
بلبس عباءة وتَقَرَّ عيني

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لأسماءَ دارٌ حيثُ منقطع الرَّمل
لأسماءَ دارٌ حيثُ منقطع الرَّمل
رقم القصيدة : 22502
-----------------------------------
لأسماءَ دارٌ حيثُ منقطع الرَّمل
سَقاها برجَافِ العَشِيَّة ِ منهلِّ
وَجَرَّتْ عليها الذَّيلَ وطفاءُ أبرَقَتْ
وراحت ومن جلجالها زجلُ الفحل
وإنّي لأستسقي لها وابلَ الحيا
وإنْ كان دمعي ما ينوب عن الوبل
عهدتُ الهوى فيها وكانت كانّما
مواقيتها الأولى مواسم للوصل
حلفتُ بأحشاءِ يحرّقها
وكلّ قريحِ الجفن بالدمع مبتلّ
وما رُمِيَتْ من مهجة صادها الهوى
بمحكولة ِ العينين من غير ما كحل
لقد فتكتْ بي أعينٌ بابليَّة ٌ
فويحك يا قلبي من الأعين النجل
وقد فعل الشوق المبّرح في الحشا
كما تفعل النيران بالحطب الجزل
وإنْ فاض دمعي لا أزال أريقه
فمن كبدٍ تصلى ومن لوعة تصلي
وجور زمان لو أرى فيه منصفاً
لحاكمْتُه فيه إلى حكم عدل
أمثلي يطوف الأرض شرقاً ومغرباً
على أرب يرضى من الكثر بالقلّ
وتقذفني الأسفار في كلّ وجهة
فمن مهمهٍ وعرٍ إلى مهمهٍ سهلٍ
وتحرمني الأيام ما أستحقُّه
فلا كانت الأيام إذ ذاك في حلّ
وأرجع أختارُ الإقامة خاملاً
حليف الجهول الوغد والحاسد النذل
وقد عكفت قومٌ على كلّ جاهلٍ
كما عكفت أقوامُ موسى على العجل
يطاولني من لستُ أرضاه موطئاً
وأُكْرِمُ نعلي أنْ أقيسَ به نعلي
وفاخرني من يحسب الجهل فخره
وناظري من لم يكن شكله شكلي
فتبّاً لدهر تستذلُ قرومه
وتستكبِرُ الأنذال فيه وتستعلي
أقاموا مقامي من جهلت بزعمهم
فما قام في عقدٍ هناك ولا حلِّ
ولو طلبوا مثلي نفسَ حرٍّ أبيِّة ٍ
شديدٍ عليها في الدنا موقفُ الذلّ
أواعدها والدهر يأبى بساعة ٍ
تَبُلُّ غليلي حين تنزعني غلّي
ويعذلني من ليس يدري ولو درى
لما عجَّ في لومي ولا لجَّ في عذلي
على أنّني ما بين شرّ عصابة ٍ
حريصين لا كانوا على الخلق الرذل
لقد أنكروا أشياء أفضلهم بها
وما عرفوا في الدهر شيئاً سوى البخل
وما أشفقوا من وخز دهياءَ طخية ٍ
كما أشفقوا يوم النوال من البذل
مدحتُ شهاب الدين بالعلم والحجى
ومدح شهاب الدينفرضٌ على مثلي
وما يَمَّمَتْ بي ناقة ٌ غير بابه
ولا وَقَّرتْ إلاَّ بإحسانه رحلي
هو الشرف الأعلى هو العلم والتقى
تورَّثه عن جدّه سيّد الرسل
متى حاولته اليعملات حثثتها
إلى السيّد المحمود بالقول والفعل
إلى دوحة من هاشم نبويّة ٍ
نعم إنّ هذا الفرع من ذلك الأصل
وإلاَّ تُحِطْ علماً بأعلم من بها
فَسَلْ من شجاع القوم عن جوهر النصل
وإنّي إذ أصغي لمعنى حديثه
ثملتُ وتردادي بأمداحه نقلي
كلامك لا ما راع من كلّ باهرٍ
ولفظك لا ما کشتير من كورة النحل
وكتبك أمثال الشموس طوالع
فلا الليل يغشاها إذ الشكّ كالليل
هديتَ بها من كان منها بحيرة
وأوْضَحْتَ في تبيانها غامضَ السبل
وأمْلَيْتَ ما حارَتْ عقولُ الورى به
وأصبحت الأقلام تكتبُ ما تملي
وما تنكر الدنيا بأنَّك عالمٌ
وإنْ كان هذا الدهر أَمْيَلَ للجهل
وإنْ عدَّت الأشياخ بالعلم والحجى
فإنَّك شيخٌ الكلّ مولاي في الكلّ
وأنتَ إمام المسلمين بأسرهم
عليك اعتماد القول بالنقل والعقل
فلا أخذَ إلاّ عنك في الدين كلّه
ألا إنَّ حقَّ الأخذ من قولك الفصل
وإنْ قال قومٌ قد عُزِلْتَ فإنّما
عُزِلتَ ولم تُعزَل عن العلم والفضل
يحطُّ سواك العزلُ عن شرف العلى
ومثلُك لا يَنْحَطُّ ما عاش بالعزل
وهل للمعالي لا أباً لأبيهم
سواك وإنْ يأبَ المعاند من بعل
وهبها لدى أسرٍ لدى غير كفوها
فلو خليتْ جاءتك تمشي على رجل
تحنُّ إلى محياك وهي مشوقة
إليك حنين المستهام إلى الوصل
وكم منصب قد قال يوماً لأهله
إليكَ إذاً عنّي فما أَنْتَ من أهلي
أَغَظْتُ بك الحُسّاد في كلِّ مدحة
أشدَّ علىا لأعداء من موقع النبل
وقُلّتُ ولم أرجع إلى غير مثله
ويا كثرَ ما أخرتُ أشياء من قولي
يغيظ كلامي فيك كلّ مناضلٍ
يرى من كلامي فيك نضنضة الصلّ
وفيك أقولُ الحقّ حتّى لو کنّني
أذوقُ الرّدى فيه مريراً وأستحلي

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بشراك في نجلٍ نجيبٍ بدا
بشراك في نجلٍ نجيبٍ بدا
رقم القصيدة : 22503
-----------------------------------
بشراك في نجلٍ نجيبٍ بدا
والبِشْرُ لما حَلَّ لا شكَّ حَلْ
مناقبُ الآباء تحيى به
والسّادة الغرُّ الكرام الأولْ
نورٌ يريد الله إظهراه
وشمسُ فضلٍ في العلى لم تَزَلْ
قد وُلِدَ الزاكي فأرَّخْتُه
الخير في مولده قد حصلْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> خَليليَّ في قلبي من الوَجْد جَذْوَة ٌ
خَليليَّ في قلبي من الوَجْد جَذْوَة ٌ
رقم القصيدة : 22504
-----------------------------------
خَليليَّ في قلبي من الوَجْد جَذْوَة ٌ
تأجَّجُ من شَوقٍ شديدٍ إليكما
يعاني فؤادي ما يعاني من الجوى
وما هو إلاَّ منكما وعليكما
وقد كادَ هذا القلب يضرب ناره
ويوشك قلبُ الصَّبِّ أنْ يتضرّما
ولي أَعينٌ غرقى ولكنْ بمائها
تساقط منها الدمع فذّاً وتوأما
وأعذرُ أجفاني على فيض أدمعي
ولو أَنّها فاضَتْ لفقدكما دما
وأدعو لها بالغمض وهو بمعزل
لعلّ خيالاً يطرق العين منكما
تناءيتما عن وامقٍ فيكما شجٍ
فأَنْجَدْتُما يا صاحبيَّ وأَتْهَما
فهل تريا بيناً رمينا بسهمه
درى أيّ قلب قد رماه وما رمى
وها أنا حتى تنقضي مدة النوى
أعلّل قلبي في عسى ولربّما
لذكركما أُصغي إذا ما ذُكِرْتُما
وأَذكرُ عَهداً منكما قد تقدّما
وعيشاً قَضَيْناه نعيماً بقربكم
ولله عيشٌ ما ألذَّ وأنعما
وما کجتاز بي ركبٌ يجد بسيره
من الرّوم إلاَّ أسألُ الركب عنكما
وإنْ نُشِرَتْ صُحْفُ الغرام لديكما
ففي طيّها منّي السلام عليكم
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> عرفتَ صبابة هذي النياقِ
عرفتَ صبابة هذي النياقِ
رقم القصيدة : 22505
-----------------------------------
عرفتَ صبابة هذي النياقِ
فما لكَ تسأل عن دائها؟
كأَنَّك لم تَدْرِ أَنَّ الهوى
دواها وجالبُ ضرّائها
أُعيذك ممّا بها يا هذيم
غرامٌ أقام بأحشائها
نَأَتْ عن منازلها في الغميم
سقتها السماءُ بأنوائها
وأَجْرَتْ مدامعها حسرة ً
على النازلين بجرعائها
ألا صبَّح الغيث تلك الديار
وحيّى منازلَ أحيائها
فما هي إلاَّ منى العاشقين
تلوح الدّيار بأرجائها
فخلِّ المطيِّ على ما بها
ووافقْ تخالفَ أهوائها
لئن وقفتْ بك في الرقمتين
وقفتَ على بعض أدوائها
فما عرفتْ أوجه المغرمين
لعمرك إلاّ بسيمائها
وإنّك إنْ تَعْذِلِ الوامقين
فإنَّك أكبر أعدائها

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> كفاني المهماتِ عبدُ الغني
كفاني المهماتِ عبدُ الغني
رقم القصيدة : 22506
-----------------------------------
كفاني المهماتِ عبدُ الغني
وذلك من بعض أفضاله
فإنْ نلتُ مالاً فمن جاههِ
وإنْ نِلْتُ جاهاً فمن مالِهِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> حَباكَ الله مِنه بالشِّفاء
حَباكَ الله مِنه بالشِّفاء
رقم القصيدة : 22507
-----------------------------------
حَباكَ الله مِنه بالشِّفاء
ومتَّعك المهيمنُ بالبقاء
فيا بحر النوال ولا أماري
ويا بَدرَ الكمال ولا أُرائي
حياتُك في الوجود أبا جميل
حياة ٌ للمروءة والسخاء
وفي وجدانك الأيام تزهو
كما تزهو الرياض من البهاء
لتشرق في أسرتك النواحي
ولا يبقى الظلام مع الضياء
وأدعو الله مبتهلاً إليه
دعاءً في الصباح وبالمساء
دعاءً يشمل الدنيا جميعاً
ويبعث بالمسرَّة ِ والهناء
بأنْ يُبْقيك للإسلام ظِلاً
تقيه كلَّ ممتنع الوقاء
فلا کعتلَّتْ لعِلَّتِك المعالي
ولا فَقَدَتْك أَبناءُ الرجاء
دواءٌ للعلى من كلِّ داءٍ
فلا کحتاج الدواءُ إلى الدواء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أراني والخطوبُ إذا أَلَّمتْ
أراني والخطوبُ إذا أَلَّمتْ
رقم القصيدة : 22508
-----------------------------------
أراني والخطوبُ إذا أَلَّمتْ
رحبتُ إلى جميلِ أبي جميلِ
كأنَّ الله وكّله برزقي
وحوَّلَني على نِعمَ الوكيلِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ
كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ
رقم القصيدة : 22509
-----------------------------------
كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ
حتى ظننتُ فؤادهَ جلمودا
ولكمْ أسلتَ من العيون مدامعاً
وأهجتَ من حرّ الغرام وقودا
كبدٌ تذوبُ وحسرة ٌ لا تقضي
ودموعُ طرفٍ بألفُ التسهيدا
أنكرتَ معرفتي على عهد النوى
ومَنَحْتَني بَعدَ الوصال صدودا
أَخْلَقْتَ صبري بَعد بُعدِك بالنوى
وكسوتني ثوبَ السقام جديدا
لولا العيون النجل ما عرف النوى
من كان صبّاً في هواك عميدا
ولقد أرى نارَ الزفير ولا أرى
يوماً لنيران الفؤاد خمودا
فالموقرات بريّها وقطارها
والحاملات بوارقاً ورعودا
تهمي الندى وتريك كلَّ عشية ٍ
سَحَبَتْ على زهر الرياض برودا
ما زلتُ أحمدُ للمسير عواقباً
حتّى حَلَلْتُ مقامَك المحمودا
طالَعْتُ في وجه السعيد محمد
فرأيتُ طالع مجتديه سعيدا
قابَلْتُ أَحداث النحوس بسَعْدِه
فأعادَ هاتيك النحوس سعودا
وزجَرْتُ طيرَ السعد يهتُف بکسمه
ورأيتُ منه الطالع المسعودا
أَقْرَرْتُ عينَ المجد فيك مدائحاً
وأَغَظْتُ فيك معانداً وحسودا
وإذا نظرتَ إلى سناه ومجده
لنظرتَ من فلق الصباح عمودا
ما زال يولينا الجميل بفضله
كَرَماً يَسُرُّ الآملين وجودا
وإذا کستمحتُ به النوال وجدْتُه
غيثاً يَسِحُّ ومنهلاً مورودا
ولقد مَدَحْتُ الماجدين فلا أرى
إلاّ مديحاً مقنعاً ومفيدا
لا فارَقَتْ عينايَ طلْعَتَك التي
مَدَّتْ عَلينا ظِلَّكَ الممدودا
سادات أبناء الزمان بأَسْرِهم
ورثوا المكارمَ طارفاً وتليدا
تفني مكارمه الحطامَ ويقتني
ذكراً يُخَلَّدُ في الثناء خلودا
فَلَقَدْ رَقَيْتُ بها لأرفع رتبة
فَبَلَغْتَ أسباب السماء صعودا
ويريك إنْ ضلَّت عقول أولي النهى
رأياً يريك به الصواب سديدا
أَخَذُوا بناصية المفاخر والعلى
وتَسَنَّموها قُوَّماً وقعودا
وتَخالُهم عند العطاء غمائماً
وتظنُّهم يومَ اللقاء أسودا
إنّي لأشكر من جميلك ما به
أكْبَتُّ من بَعد الحسود حسودا
هذا الذكاء ولا مزيد على الذي
أَبْصَرْتُ منك لمن أراد مزيدا
أَبَتِ المحاسنُ والمكارم في الندى
إلاّ بقاءً بعدهم وخلودا
أَخَذوا المذاهبَ في الجميل فلم نجد
إلاّ مقلدُّهم به تقليدا
قلَّدتني نعماً أنوءُ بحملها
فنظمتُ فيك قلائداً وعقودا
لا زلتَ لي عيداً أشاهدُ عوده
حتى ألاقي يوميَ الموعودا

العصر العباسي >> البحتري >> أيها الطالب الطويل عناؤه
أيها الطالب الطويل عناؤه
رقم القصيدة : 2251
-----------------------------------
أيّها الطّالبُ الطّويلُ عَنَاؤهُ،
تَرْتَجي شأوَ مَنْ يَفُوتُكَ شاؤهْ
دونَ إدْرَاكِ أحْمَدَ بنِ سُلَيْمَا
نَ عُلُوٌّ، يُعْيي الرّجالَ ارْتِقاؤهْ
مَا قَصَدْنَاهُ للتّفَضّلِ، إلاّ
أعْشَبَتْ أرْضُهُ، وصَابتْ سَماؤهْ
حَسَنُ العَقلِ وَالرّوَاءِ، وكم دَلّ
على سُؤدَدِ الشّرِيفِ رُوَاؤهْ
مَاءُ وَجْهٍ، إذا تَبَلّجَ أعْطَا
كَ أماناً مِنْ نَبوَةِ الدّهرِ مَاؤهْ
يَتَجلى ضِيَاؤهُ، فيُجَلّي
ظُلمَةَ الحادثِ المُضِبّ ضِياؤهْ
قَدْ وجَدْنَاهُ مُفضِلاً، فحَطَطنا
حيثُ لا يكذِبُ المُرَجّى رَجَاؤهْ
وَهَزَزْنَاهُ للفَعَالِ، فأبْدَى،
جوْهرَ الصّارِمِ الحُسامِ، انتضَاؤهْ
بأبي أنتَ، كَمْ تُرَامي بأمِري
خِلفةَ الدهرِ، صُبحُهُ وَمَساؤهْ
وَإلَيْكَ، النّجَاحُ، فيما يُعَاني
آمِلٌ قدْ تَطاوَلَ استِبطاؤهْ
قَد تَبَدّأتَ مُنْعِماً وكَرِيمُ الـ
ـقَوْمِ مَنْ يَسبِقُ السّؤالَ ابتداؤهْ
فامضِ قُدْماً، فما يُرَادُ مِنَ السّيـ
ـفِ غَداةَ الهَيجَاءِ إلاّ مَضَاؤهْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وإنّي لشيعيٌّ لآل محمَّد
وإنّي لشيعيٌّ لآل محمَّد
رقم القصيدة : 22510
-----------------------------------
وإنّي لشيعيٌّ لآل محمَّد
وإنْ رَغِمَتْ آنافُ قومي وعُذَّلي
وأشْهَدُ أنَّ الله لا ربَّ غيره
وأنَّ وليّ بين الملا علي
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> عفتْ أرسمٌ من دارِ ميٍّ وأطلالُ
عفتْ أرسمٌ من دارِ ميٍّ وأطلالُ
رقم القصيدة : 22511
-----------------------------------
عفتْ أرسمٌ من دارِ ميٍّ وأطلالُ
وحَالَتْ بنا إذْ خَفَّ قاطِنُها الحالُ
فكمْ أسألُ الدار البوالي رسومها
وهل نافعي من أرسم الدار تسآل؟
وقفتُ بها أقضي لها الدَّين بالأسى
وما ينقضي وَجْدٌ عليها وبلبال
وفي النفس من تلك المنازل لوعة
تهيّجها منّي غدوٌّ وآصال
وكم هيَّجتْ بي زفرة ٍ
لنيرانها في مضمر القلب إشعال
وعهدي بذات الضال عذر على الهوى
ألا للهوى العذري ما جمع الضال
بروحي من كانت حَياتي بقربه
ويقتلني بالهجر والهجر قتال
ألاحظُ منه البدر في غسق الدجى
يَميسُ به قدٌّ من البان ميّال
أحبّتنا قد حال بيني وبينكم
خطوبٌ لأحداث الزمان وأهوال
لئن غبتم عن ناظري وحجبتم
فما غاب منكم عن فؤادي تمثال
وما سرّني أنّي مقيمٌ ببلدة
وهمّي عليكم في المهامِهِ جوّال
ألامُ عليكم في الهوى وهوانه
وللصّبّ لوّامٌ وللحبِّ عذال
سقى الله هاتيكَ الديارَ وأهْلَها
وجُرَّت عليها للغمائم أذيال
وعهداً مضى فيه الشباب وطيبه
وقَد غالَه من طارق الشيب مغتال
سأركبها في المهمه القفر مركباً
سَفائَن بَرٍّ لُجُّ أَبْحرِها الآل
ولستُ مقيماً ما أقمتُ بمنزلٍ
وعيشي أنكادٌ تسوء وأنكال
وتَصحَبُني في كلّ فجٍ عزيمتي
وأبيضُ هنديٌّ وأسمرُ عسّال
وما ملكَتْ منّي المطامع مِقْوَداً
لصاحبها في موقف الضيم إذلال
وما ساءني فقرٌ ولا سرّني غنى ً
بحيثُ کستوى عندي ثراءٌ وإقلال
ولمْ أدنُ من أشياءَ ممّا تشينني
ولو قطعتْ منّي لذلك أوصال
وما كان بي والحمد لله خلَّة ٌ
لها بالشريف الباذخ المجد إخلال
ولستُ أبالي والأبوّة مذهبي
إذا أعرضتْ عنّي مع العلم جهّال
همُ سابَقوني بالفخار فقصّروا
وهو طالبوني بألإناء فما طالوا
ولي بعليّ القدر عن غيره غنى ً
إذا عدَّ قول للكرام وأفعال
من القوم أبناء النُبوَّة ِ والعلى
يُشام لهم في كلِّ بارقة ٍ خال
سلِ المجدَ عنهم مجملاً ومفصَّلاً
ويغني عن التفصيل إذ ذاك إجمال
إذا وصفوا بالعلم والحلم والتقى
فبالعلم أعلام وبالحلم أجبال
قواضٍ على أموالهم بنوالهم
وما نِيلَ هذا الفضل إلاَّ بما نالوا
عزائِمُهُم شرقاً وغرباً وبأسُهُمْ
قيودٌ بأعناق الرجال وأغلال
إليك أبا سلمان تسعى ركابنا
وفيها إلى مغناك حلٌّ وترحال
وتصدر عنك الواردون ظماؤها
عليها من الإنعام والشكر أثقال
إذا نحن أثنينا عليك فإنّما
لكلِّ نسيجٍ من ثنائك منوال
يصحُّ رجائي في علاك مريضه
ومن اسمك العالي لقد صدق الفال
تُبشِّرُ بالنَّعْماء منك بشاشَة ٌ
وعطفٌ على من يرتجيك وإقبال
تغيثُ بغوثٍ من دعاك لكربه
وللغيث من جدوى يمينك إخجال
وما زال بي من جود فضلك نعمة ٌ
تسرُّ بها نفسي وينعمُ لي بال
إذا ما کستقى العافون من يدك النوى
سقاها الأيادي عارضٌ منك هطال
وفيك أبا سلمان بالناس رأفة ٌ
يُنالُ بها قصدٌ وتُدْرَكُ آمال
يخبِّرُ عنك الفضل أنَّكَ أهلُهُ
ويشهدُ فيك البأس أنَّك رئبال
تبلَّجَ صُبحُ الحقّ بالصِّدق ظاهراً
فلا کحتال بعد اليوم بالزُّوِر مُحتال
أما وجميلٍ من صنيعك سالفٍ
عليَّ به منٌّ وفضلٌ وإفضال
وآباؤك الغرُّ الميامين إنَّهم
غيوثٌّ إذا جادوا ليوث إذا صالوا
لقد كذبَ الحسّاد فيما تقوَّلوا
عَلَيَّ وأَيم الله ما قلتُ ما قالوا
أعيذُك أنْ تُصغي إلى قولِ كاذبٍ
ويثنيك عنّي ذلك القيل والقال
ألمْ أقضِ عمري في ثنائك كلّه
ولي فيك من غُرِّ المدائح أقوال
خدمتُك في مدحي ثلاثين حِجَّة ً
وصوبك منهّلٌ وجودك سيّال
أباهي بك السادات شرفاً ومغرباً
وأَرْفُلُ في بُرد النعيم وأختال
أنالُ بك الآمال وهي بعيدة
وأَفتَحُ أبواباً عَليهنَّ أقفال
ولإنّي لأرعى الناس بالشكر ذمّة ً
وما في خلوصي بالمودّة إشكال
وأَنْتَ الذي ترجى من الناس كلّها
وتُضْرَبُ في نعماك للناس أمثال
إذا ما القوافي أَقْبَلَتْ بثنائها
عليك فمأمولٌ بها الجاه والمال
وقافية ٍ تتلى ويحلو نشيدها
وكم تتحلّى في ثنائك معطال

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سِرْ بحفظِ الله وکرجَعْ سالماً
سِرْ بحفظِ الله وکرجَعْ سالماً
رقم القصيدة : 22512
-----------------------------------
سِرْ بحفظِ الله وکرجَعْ سالماً
راغماً بالعِزِّ أَنْفَ الحاسدينْ
راكباً في مركبٍ أرَّخته
إركَبوا فيه بخيرٍ آمنينْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لله والدة ُ المليك وما بَنَتْ
لله والدة ُ المليك وما بَنَتْ
رقم القصيدة : 22513
-----------------------------------
لله والدة ُ المليك وما بَنَتْ
من جامعٍ رحبِ الفناء منمنمِ
للراكعين الساجدين لقد زها
سمة التقى للناظرين المترسّم
ترجو من الله الكريم مثوبة ً
أجرُ المثيب على الجيل المنعم
إذْ غيرته وقدَّرته بحكمة ٍ
وكذا يراد من البناء المحكم
أَخَذَتْ بتوسعة ٍ له وأعانها
نظرُ الرَّديف وخدمة المستخدم
فيه الإمام أبو حنيفة من له
زهر المناقب مثل زهر الأنجم
أخذت علوم أصولها وفروعها
عنه الأئمة ُ في الزمان الأقدم
قد عمَّرتهُ وشيَّدتهُ وجدَّتْ
تاريخَ مسجدِ للإمام الأعظمِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أَرَدَّ الدموعَ بأردانهِ
أَرَدَّ الدموعَ بأردانهِ
رقم القصيدة : 22514
-----------------------------------
أَرَدَّ الدموعَ بأردانهِ
وكفكفَ عبرة َ أجفانه؟
صيانة سرّ الهوى يا هذيم
فباح البكاءُ بكتمانه
ولو أنكرَ الصبُّ أمر الغرام
لجاءَ الغرام ببرهانه
وإرسالُ عبرته في الديار
تعبّرُ عن فرطِ أشجانه
يحنُّ إلى أثَلاثِ الغُوَير
حنينَ الغريب لأوطانه
وهامَ بسلعٍ هيام المشوق
وما هام إلاَّ لسكّانه
وقد قال سعد بذاك الحمى
شجتهُ ملاعبُ غزلانه
وذلَّ لسلطان حكم الهوى
وما ذلَّ إلا لسلطانه
وعرَّفني البرقُ شأنَ الغرام
وما أَعْرَفَ المرءَ في شانه
وأوقدَ في القلب نيرانهُ
فماذا تقول بنيرانه؟
رأى صاحبي آية ً للفؤاد
تَدَلُّ على ضِد سُلْوانه
وكاد يصِّدقُ لولا الضّنى
بزورِ السُّلوِّ وبهتانه
فآمَنَ في مرسِلاتِ الدّموع
ولستُ أشكّ بإيمانه

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وعدلٍ ما قضى في الحبِّ يوماً
وعدلٍ ما قضى في الحبِّ يوماً
رقم القصيدة : 22515
-----------------------------------
وعدلٍ ما قضى في الحبِّ يوماً
على عشّاقه إلاَّ بظُلْمِ
فَهِمْتُ بأنَّه قمرٌ منيرٌ
ولكنْ قَد تحيَّرَ فيه فهمي

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رعَى الله أيامَ السُّرورِ بحاجرٍ
رعَى الله أيامَ السُّرورِ بحاجرٍ
رقم القصيدة : 22516
-----------------------------------
رعَى الله أيامَ السُّرورِ بحاجرٍ
وعهدَ صبابتي به وغرامي
بحيثُ الهوى عذبُ المجاني بقربه
ولا عهدَ لي من عادَلٍ بملام
وقد جَمَعَتْنا لِلّذائذ ساعة ٌ
أَحلَّتْ لنا بالسكر كلَّ حرام
وما العيش إلاّ كأس راح رويّة
تدارُ ولكنْ في أكفِّ غلام
إذا رمتُ منه الوصل كان مرامه
من الوصل أقصى بغيتي ومرامي
وإنْ رابه منّي أوامٌ أبلَّه
وكم بلَّ يوماً غلَّتي ولأوامي
شربتُ حميّا كأْسِه ورضابهِ
وكلتاهُما يا صاح كأسُ مدام
ولذَّ بِسَمْعي فيه نظمٌ شدا بِهِ
على نغم السّاعينَ شدوَ حمام

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ
رقم القصيدة : 22517
-----------------------------------
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ
وليسَ الميتُ ينجو من ْيديه
وأقسمُ أنه لو مات أيرٌ
تورَّثَ منه إحدى خصيتيه
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا
راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا
رقم القصيدة : 22518
-----------------------------------
راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا
بَدرُ تِمّ لاحَ فکستوفى الكمالا
قَرَّت العينُ به من أبلجٍ
فَرَأتْ أعينُه السِّحْرَ حلالا
كلّما زاد وَميضاً برقه
زادني من لوعة الوجد کشتعالا
ظامىء ُ الأحشاء في الحبّ إلى
مانعي من ثغره العذب الزلالا
لا أبالي في صبابات الهوى
أَقْصَرَ العاذلُ لومي أمْ أطالا
كم طعينٍ بقوام أهيفٍ
هو لم يشهد طعاناً ونزالا
إنَّ للصّبِّ لعمري كبِداً
زادَ في القلب من الوجد ذبالا
صانَ في أحشائه الحبّ وقد
أهرقتْ أجفانه الدمع المذالا
يامُحِلاَّ في الهوى مني دماً
سيف عينيه وما كان حلالا
وكمالات وعلم ونهى ً
هبة من جانب الله تعالى
دَبَّرَ الملك برأي ثاقب
وأحال الجَوْرَ عدلاً فکستحلا
وكسى بغداد في أيّامه
حُلَّة َ الفخر جمالاً وجلالا
كلَّما جالت به أفكارنا
من ثناءٍ وجدتْ فيه مجالا
فرأيناها لعمري بلدة ً
نِعَمُ الله عليها تتوالى
قَد زَهَتْ فيه وقد عَمَّرها
واحدُ الدنيا مقالاً وفعالا
والعراق الآن لولا عدلُهُ
ما رأى من بعد ما کعوجَّ اعتدالا
لو دعا الشُّمَّ الرواسي أمره
لم تُجِبْ دَعوتَه إلاَّ کمتثالا
أخذتْ زخرفها وازَّينت
فهي للجنَّة ِ قد أمست مثالا
حكمٌ تهدي إلى الرشد ومن
زاغ عنها فلقد ضلَّ ضلالا
وسجاياه التي في ذاته
بَزَغَتْ في أُفُق المجد خلالا
فيْ مزاياه لعمري كرمٌ
وَسِعَ الناس به جاهاً ومالا
لو تطلَّبتَ سواها مثلها
كنتَ ممّن يطلب الشيء المحالا
دولة أيّدها الله فما
ترهب الدنيا ولا تخشى زوالا
من رجالٍ نظم الملك بهم
وإذا كان الوغى كانوا جبالا
قوّة ٌ في ذاتهم لو حاولوا
أنْ يزيلوا جبلاً فيها لزالا
زارَ بغدادَ فزارتنا به
أَيْمُنُ الخير يمينا وشمالا
يا لها من زورة ٍ مقبولة ٍ
أطلعتْ منك على الناس هلالا
فلقد ولاّك سلطان الورى
لا أراني الله فيك الانفصالا
يومَ أقبلتَ على بغداد في
أَيّ يوم كان للعيد مثالا
هو ظلُّ الله في الأرض وقد
مدَّ بالأمن على الناس ظلالا
جئتَ بالخير علينا مقبلاً
وتنقَّلْتَ مع السعد انتقالا
فرأينا منك وما لم نرهُ
قبلَ أنْ جئتَ كمالاً وجمالا
وإذا ما مَدَّ يوماً باعه
ظال فيما يبتغيه وکستطالا
يقصر المادح عنها مطنباً
كلّما بالغ بالمدح وغالى
باسطٌ بالخير والحسنى يداً
نَوَّلَتْ من كلّ ما نهوى نوالا
وإذا جَرَّدَهم يومَ وغى ً
مثلما جرَّدَ أسيافاً صقالا
أشرفُ الناس وأعلاهم سنى ً
أَشْرَفَ الناس مزاياً وخصالا
رحم الله تعالى روحهم
إنَّهم كانوا إلى الخير عجالى
لا أراني عَنْ غنى ً منفصلاً
إنْ يكنْ لي بمعاليه کتّصالا
يا ملاذي ومآلي لم تَزَلْ
أنا لي فيها ملاذاً ومآلا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أرى هذي النياقَ لها حنينٌ
أرى هذي النياقَ لها حنينٌ
رقم القصيدة : 22519
-----------------------------------
أرى هذي النياقَ لها حنينٌ
إلى إلْفٍ لها ولها رُغاءُ
وأجفانٌ بعبرتها رواءٌ
وأحشاءٌ بزفرتها ظماءُ
وانَّ بها من الأشجانِ داءٌ
أعندك يا هذيم لها دواء؟
حدا منها بها للشوق حادٍ
وفاز بها التوقّص والنجاء
أراها والغرام قد کبتلاها
بلى إنَّ الغرامَ هو البلاء
أراعَ فؤادها بينٌ وإلاّ
فما هذا التلهُّفُ والبكاء؟
وهل أودى بها يوماً وقوف
على رسمٍ، ومرتبعٌ خلاء
فذرها والصبابة حيث شاءت
أليس الوجد يفعل ما يشاء
تحنُّ إلى منازلها بسلع
عفتها الهوجُ والريح العفاء
وقوم أحسنوا الحسنى إليها
ولكنْ بعد ذلك قد أساؤا
نأوا عنها فكان لها التفاتٌ
إليهم تارة ً ولها کنثناء
وظنَّتْ أنَّهم يدنون منها
فخابَ الظنُّ وانقطع الرجاء

العصر العباسي >> البحتري >> أصابت قلبه حدق الظباء
أصابت قلبه حدق الظباء
رقم القصيدة : 2252
-----------------------------------
أصابت قلبه حدق الظباء
وأسلم لبه حسن العزاء
وأقفزت المنازل من سليمى
وكانت للمودة والصفاء
واطال ثواؤه في دمنتيها
فهيج شوقه طول الثواء
ولج به الجفاء فليس يدري:
أيظعن أم يقيم على الجفاء
وهل خلق الفتى إلا ليهوى
ويأنس بالدموع وبالدماء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سلِ الله بالسادة ِ الطاهرينَ
سلِ الله بالسادة ِ الطاهرينَ
رقم القصيدة : 22520
-----------------------------------
سلِ الله بالسادة ِ الطاهرينَ
مرامك فهو القريبُ المجيبْ
وزرْ مرقداً لعليِّ المقامِ
وأَرِّخْ محلّ ضريحِ النقيبْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أرأيتَ مثلي في الهوى
أرأيتَ مثلي في الهوى
رقم القصيدة : 22521
-----------------------------------
أرأيتَ مثلي في الهوى
ظمآنَ لا يروى بماءِ
يهوى معانقة َ الظُّبا
ويخاف أحداقَ الظباء
تلك العيون الراميات
جوانحي مضَّ الرماء
تحيي النفوس وإنَّها
لمبيحة ٌ سفكَ الدماء
إنّي بذلت مدامعي
لمقتّرٍ لي بالعطاء
من بعد ما فاء الحبيبُ
من الوصال إلى الجفاء
يا ممرضي بجفوته
لا تَرْكَنَنَّ إلى شفائي
كيفَ الشفاء من الغرام
وقد غدا دائي دوائي
لو كان يبقى من أُحِبُّ
لكنتُ أطمع بالبقاء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قَبرٌ به سيّدٌ شريفٌ
قَبرٌ به سيّدٌ شريفٌ
رقم القصيدة : 22522
-----------------------------------
قَبرٌ به سيّدٌ شريفٌ
تكشفُ في مثلهِ الكروبُ
دهى علاه خطبُ المنايا
وللمنايا بنا خطوبُ
فلا طبيبٌ ولا حبيبٌ
ولا بعيدٌ ولا قريبُ
يردُّ ما قد قضاه ربٌّ
وهو على عبده رقيبُ
وآهاً له من فراق
فغائب القوم لا يؤوبُ
تبكي عليه أشراف قوم
لها بكاءٌ به نحيبُ
يومٌ به قد قيل أَرِّخ
مَضى إلى ربّه النقيبُ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا قلبُ هلْ لكَ في السُّلوِّ
يا قلبُ هلْ لكَ في السُّلوِّ
رقم القصيدة : 22523
-----------------------------------
يا قلبُ هلْ لكَ في السُّلوِّ
فقد أراعك منْ تحبُّ
وجفاك من نهوى فلا
منه إليك اليوم قربُ
ظعنَ الذين هويتهم
وَحَدَتْ بهم نجبٌ ونجبُ
وتنافَرَتْ تلك الظِباء
وريع منها ويك سرب
ساروا بصبرك حيث شاؤوا
فقد أراعك من تحبُّ
فالقلبُ صَبٌّ في هواهم
مغرم والدمع صبّ
طرفي بدمعي لا يجفُّ
ولا زفيرُ الوجد يخبو
يا طرفُ نهنهْ من دموعك
بعدهم فالوجْدُ حَسب
فارقْتُهم وتفرّق الأحبـ
ـباب بعد الجمع صعب
وذكرتهم فكأنما
نارٌ بأحشائي تشب
ياليت قومي يعلمون
بما أُصابُ وما أَصُبُّ
ويلاه من هذا الزمان
فكم دهاني منه خطب
في كلّ يوم تستفاضُ
مدامعٌ ويراعُ قلب
وللوعتي وتجلُّدي
في الحبّ إيجاب وسلب
لا موردي صافي النمير
ولا مذاق العيش عذب
وأُعاتِبُ الدهرَ المُشِتَّ
وهلْ يفيد الدهر عتب؟
والذَّنبُ للأحباب إذ
رحلوا وما للبين ذنب
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سَأَلْتُك عَن منازلنا بنجدٍ
سَأَلْتُك عَن منازلنا بنجدٍ
رقم القصيدة : 22524
-----------------------------------
سَأَلْتُك عَن منازلنا بنجدٍ
وهاتيك الأجارع والبطاحِ
أروّاها الغمامُ الجون حتى
سقى ما حولهنّ من النواحي؟
وهل نَبَتَ الثّمام أو الخزامى
فعطَّر فيه أنفاس الرياح
وهل لطم الشقيق بها خدودا
مضرّجة على ضحك الأقاحي
وهل خَطَبَتْ على الأثلاثِ منه
حمائمها بألسنة فصاح
وكيف عهدتُ أقواماً مرامي
لديهم أنْ أراهم واقتراحي
وهل ذكرت نداماي الأوالي
غبوقي في رباها واصطباحي
منازل صبوتي وديار وجدي
ومنشأ لوعتي ومدى رواحي
لقد كاد الفؤاد يطير شوقاً
إليها يا هذيم بلا جناح

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> نقيبٌ من الأشراف أكرمُ سيّدٍ
نقيبٌ من الأشراف أكرمُ سيّدٍ
رقم القصيدة : 22525
-----------------------------------
نقيبٌ من الأشراف أكرمُ سيّدٍ
من الآلِ من بَيْت النُّبُوَّة آلُهُ
قضى عمره بالخير والبرّ كلّه
ولاذ بعفو الله جلّ جلالُهُ
تنقَّلَ من دارِ الفناء فأرّخوا
عَلياً وللجنّات كان انتقالُهُ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألا من مبلغٌ عنّي نقيباً
ألا من مبلغٌ عنّي نقيباً
رقم القصيدة : 22526
-----------------------------------
ألا من مبلغٌ عنّي نقيباً
يَسُود النّاس في شَرَفٍ ودينِ
بأنّا ما برحنا في سرور
تلاحظنا العناية بالعيون
ولما أَنْ أَتينا الوقْفَ صبحاً
حَلَلْنا في مَحلّ أبي أمين
فكان مكانه جنّأت عدنٍ
وقد قيل المكانة بالمكين
وأَوْسَعَنَا من الإكرام برّاً
وكنّا من نداه على يقين
نَزَلْنا يا أبا سلمان منه
بقيتَ الدهر في حصنٍ حصين
أسامرُ من أحبُّ ولا أداري
رقيباً يتَّقيه ويتّقيني
لنا ما نشتهي من كلّ شيءٍ
يروق إلى المسامع والعيون
ولكنْ الصيام أتى علينا
فصُمْنا في الحنين وفي الأنين
وهنداوِتُكم قد صامَ أيضاً
وأصبحَ عاقلاً بعد الجنون
فهلْ تدري بنا مولاي أنّا
قَهَرْنا جُندَ إبليسَ اللعين
بطاعة أمرك السامي أراه
تمسكَ منه بالحبل المتين
وسلمانُ الأشمُّ سَلِمْتَ أضحى
وفوزي منه تقبيل اليمين
فكَمْ من مِنَّة قُلِّدتُ منه
كما قُلِّدتُ بالعقد الثمين
سيخطبُ في مدائحه قصيدي
كما خطبَ الحمام على الغصون
وأذكرهُ وأشكرهُ وأثني
عليه الخير حيناً بعد حين
فلا منعت من الدنيا مجاني
مكارمه على مَرّ السنين
ولا فارقتُ منه هاشماً
حليف الجود وضّاح الجبين
أَحَلَّتْني مكارمُه مكاناً
أراني النجمَ في الآفاق دوني
فليس البرُّ إلاَّ برَّ حُرّ
يصونُ المجد بالمال المهين
فلا تَرَبَتْ يدُ العافين منه
ولا خابَتْ بطلعَتِه ظنوني

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قوَقَفْنا برَبْع المالكيّة وَقْفَة ً
قوَقَفْنا برَبْع المالكيّة وَقْفَة ً
رقم القصيدة : 22527
-----------------------------------
قوَقَفْنا برَبْع المالكيّة وَقْفَة ً
تهيجُ بنا في الرَّبعِ ما حلَّ بالرَّبعِ
تُثير أسى قلب وأدمعَ ناظرٍ
فمن لاعجٍ وترٍ ومن مدمعٍ شفع
ولم يكف هذا الوجد حتى کستفزني
ونحن بسلع بهف نفسي على سلع
غرامٌ بجمع يا هذيم وصبوة
ومجتمع الأهوال لا زال في جمع
وشوقٍ أَضرَّ القلب لا صبر عنده
ويعلم أنَّ الصَّبر أجلبُ للنفع
يذكّرني أيام ظمياءَ نوَّلَتْ
قَليلاً وبعد النيل مالت إلى المنع
ولم أنسَ إذ زارت بليلٍ تبوَّأتْ
وشاة ُ الهوى منه مقاعد للسمع
وحاكى دجاه فرعها فتطلَّعَتْ
بمثلِ محيّا البدر في داجن الفرع
تعيد على سمعي أحاديث عتبها
كساجعة ورقاء تطرب بالسجع
تدقّ معانيها كدقّة خصرها
فإنَّ بقايا طعْمِه بَعدُ في فمي
وإنَّ رضاباً قد سقَتْنيه مرة ً
على غفلة الواشين في أيمن الجزع
ولذّة هاتيك الأحاديث في سمعي
وما ذاك إلاَّ قبل أن نشهد النوى
ومن قيل أنْ نرمى من البين بالصدع

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ولما ابتليتُ بفقدِ الكرامِ
ولما ابتليتُ بفقدِ الكرامِ
رقم القصيدة : 22528
-----------------------------------
ولما ابتليتُ بفقدِ الكرامِ
وذمِّ الزمان وأصحابه
فأَصْبَحْتُ أَمدَحُ أهلَ القبور
وأهلُ المقابرِ أولى بِهِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا قبرَ محمودِ لا جازَتْك غادية ٌ
يا قبرَ محمودِ لا جازَتْك غادية ٌ
رقم القصيدة : 22529
-----------------------------------
يا قبرَ محمودِ لا جازَتْك غادية ٌ
تسقي ثراكَ بصوبٍ غير مفقودِ
لقد فقدتُ بك المعروفَ أجمعه
يا خيرَ من راح مفقوداً لموجود
وقد كرهتُ حياة لا أراك بها
مذ كان موتُك موت الفضل والجود
وليس بعدك عيشي ما أسَرُّ به
ما العيش من بعد محمود بمحمود
كنّا بفضلك في خصب وفي سعة
ومنهلٍ من ندى كفّيك مورود
ونستظلّ بحيث الدهر هاجرة
ولا ظلال بظلٍّ منك ممدود
أبكيك والحقّ أنْ أبكي عليك دماً
بأدمعٍ فوقَ خدّي ذات أخدود
أنتَ الذي تحكي مناقبه
بشاهدٍ من معاليه ومشهود
أيامه كانت العيادَ أذكرها
فلم تَرُقْ بعده لي طلعة ُ العيد
ما بعد صاحب هذا القبر من أحَدٍ
يُرجى الخيرُ أو يُدْعى إلى الجود
جَرَّبْتَ من بعده السادات أجمها
فصحَّ لي فيه بعد الله توحيدي
وربّما قادني ظنّي إلى أرب
فخاب ظنّي ولم أظفر بمقصودي
وليس من بعده حظٌّ لذي أَملٍ
ولا السراب وإنْ يطغى بمورود
إنّي لأبكي عليه كلّما ذُكرت
أيامه البيضُ في أياميَ السُّود
أبكي على کبن رسول الله يتركني
في فقده بين تنغيصٍ ونتكيد
ليتَ المنايا بما غالت وما تركت
قد بَدَّلَتْ ألْفَ موجود بمفقود
أذمُّ دهراً لعيشٍ لَسْتُ أَحْمدُه
ولستُ أحمدُ عيشاً بعد محمود
بالعيد كنتُ أهنّيه وأمْدَحُه
فصِرْتُ أبكيه أو أرثيه بالعيد

العصر العباسي >> البحتري >> يا برق أفرط في اعتلائك
يا برق أفرط في اعتلائك
رقم القصيدة : 2253
-----------------------------------
يا بَرْقُ أفرِطْ في اعْتِلائِكْ،
أوْ صُبْ بجُودِكَ وَانْهِمَائِكْ
أوْ كَشَفِ الظّلْمَاءَ بِالـ
ـنّورِ المُضيءِ مِنِ انْجِلائِكْ
ما أنْتَ كالحَسَنِ بنِ مَخْـ
ـلَدَ في اقْتِرَابِكَ وَانْتِوائِكْ
إنّي وَجَدْتُ ثَنَاءَهُ
في النّاسِ أشرفَ مِنْ ثَنَائِكْ
وَأرَى نَداهُ بِمَالِهِ،
يَعْلُو نَداكَ لَنَا بِمَائِكْ
وَضِيَاؤهُ، في البِشْرِ، أوْ
لى بالفَضِيلَةِ مِنْ ضِيائِكْ
وَسُمُوُّهُ في للمَجْدِ أزْكَى
مِنْ سُمُوّكَ وَارْتِقَائِكْ
نَفْسي فِداؤكَ إنّ حَظّي
كَوْنُ نَفْسي عن فِدائِكْ
قَدْ سَارَتِ الرّكْبَانُ بِالخَبَرِ الـ
ـمُعَجِّبِ مِنْ وَفَائِكْ
وَتَحَدّثُوا عَنْ نُجْحِ وَعْـ
ـدِكَ في السّماحِ، وَصِدقِ وَائِكْ
فَعَلامَ أغْدو لاحْتِثَا
ثِكَ أوْ أُهَجِّرُ لاقتِضَائِكْ
سيما وَمَا أوْلَيْتَهُ،
بالأمْسِ كانَ عَلى ابْتِدائِكْ
وَيَسُوءُني تَرْكُ اعْتِمَا
دِكَ، وَالتّأخّرُ عَنْ لِقائِكْ
وَنَقِيصَةُ السّيْبِيّ سَيْـ
ـبُكَ، وَالمُتَمَّمُ مِنْ عَطائِكْ
بِمِطَالِهِ، إنّي أعُدُّ
مِطَالَهُ عَنْ غَيرِ رَائِكْ
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قَدِمْتَ فحيّاك المهيمنُ بندرا
قَدِمْتَ فحيّاك المهيمنُ بندرا
رقم القصيدة : 22530
-----------------------------------
قَدِمْتَ فحيّاك المهيمنُ بندرا
لترجعَ مسروراً وتمضي مُظفَّرا
وأقبلتَ بالعيد السعيد مبجّلاً
فهلَّل هذا العيد فيك وكبّرا
بشهرٍ محيّاك استهلّ هلالهُ
فقُلنا هلالُ العيد لاح مبشّرا
فلا ليلَ إلاّ فيك أصبحَ مقمراً
ولا صبحَ إلاّ في جبينك أسفرا
وقلتُ لنفسي والأمانيّ لم تزل
تخيّل لي إمكان ما قد تعذّرا
عسى أنْ أرى من بعد عيسى وبندر
ببندر ما قد كنت في بندر أرى
رعيتُ بهم روض المكارم مزهراً
وأُسقِيتُ منهم عارض الجود ممطراً
وكانوا على روض المجرّة أمّة ً
تفجَّرَ من أيديهم الجود أنهرا
وتلك ديار أورِثوها منيعة ً
حَمَوْها ببيض تقطر الموت أحمرا
فكم طائل قد رامهم بخديعة
ولكنّه ما طال إلاَّ وقصّرا
وكم قائل لي هلْ وجدت نظيرهم
فقلتُ له أين الثريا من الثرى
ذكرت وما ينساهم القلب ساعة
على أنّني فيهم أذوب تَذَكرا
زماناً بهم طلق المحيّا ومنزلاً
من العزّ أمسى بالحديد مسوّرا
تدرّ علينا الخير أخلافها المنى
وكان لنا في الدهر أنْ نتخيّرا
ألم تنظر الأيام كيف تبدَّلَتْ
بأحوالها والدهر كيف تغيّرا
وكانتْ أمورٌ ما هنالك بعدها
يكادُ لها الجلمود أنْ يتفطرا
وقَد كان ذاك المنهل العذب صافياً
بهم قبل هذا اليوم حتى تكدّرا
وقامت لها ساق على سوق فتنة
تباع بها الأرواح بخساً وتشترى
إلى أنْ تلافيتَ العشيرة فکرعَوَتْ
وأصبح فيها آمراً ومؤمَّرا
وأَخْمَدْتَ تلكَ النار بَعدَ وقودها
وقد أوشكتْ لولاك أنْ تتسعّرا
جمعتهم بعد الشتات وسستهم
وأَقْصَيْتَ منهم من عَصى وتكبّرا
وما راح يستغني عن الرأي عسكرٌ
وكم دمّر التدبير والرأي عسكرا
وما كان أقواها لديك قبيلة
لو کنتصرت للبأس نصراً مؤزّرا
إذا الحرُّ ألفى الضيمَ شرط حياته
رأى الرأي فيها أنْ يموتَ ويقبرا
لقد فاز من أصبحتَ في الناس شيخهم
ومن كنتَ فيه هادياً ومدبّرا
دعوتهم للخير إذ ذاك دعوة ً
كشفتَ بها عنهم من الضُرِّ ما عرا
سلكتَ سبيلَ الأوّلين فلم تَحِدْ
عن الرُّشد أو تُلقى عن الورد مصدرا
سَعَيْتَ إلى المجد الأثيلِ مُوَفَّقاً
ومن حلَّ بالتوفيق صدراً تصدّرا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا قَبرُ هلْ عَلِمْتَ مَن ضَمَمْتَهُ
يا قَبرُ هلْ عَلِمْتَ مَن ضَمَمْتَهُ
رقم القصيدة : 22531
-----------------------------------
يا قَبرُ هلْ عَلِمْتَ مَن ضَمَمْتَهُ
ومنْ عليه تنطوي جوانحكْ
من صالحٌ أعماله مضيئة ٌ
تضيءُ من أضوائها مصابحك
فإنَّ في بطنك خيرَ ماجدٍ
قد وُضِعَتْ من فوقه صفائِحُكْ
وأنتَ من طيب عبير نشرهِ
تنفحُ من طيب الشذا نوافحكْ
ولا تزال ـ والإلsه راحمٌ ـ
في رحمة الله التي تصافحكْ
قَدْ حَلَّ من بعد الوفاة ثاويا
أرّخْ بجنّاتِ الخلود صالحكْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> شفيتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ
شفيتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ
رقم القصيدة : 22532
-----------------------------------
شفيتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ
ولم تبرحْ شفاءً للصدور
وطهَّرتَ الشريعة من دنيٍ
يبيعُ الدين في فلسٍ صغير
مطامعُ نفسه قد صيَّرته
كما تدري إلى بئس المصيرِ
ويشكو فقره للناس طرّاً
وما هو لا وربّك بالفقير
تَعاطى من تجاسُرِه أموراً
يسرُّ عداك في تلك الأمور
وببطِشُ بطشَ جبّار على أنْ
له جأشٌ يفرُّ من الصفير
فكيف تلينُ مولانا لخصمٍ
له الويلات من كلبِ عقور
ومن يك ذاته نَجِساً خبيثاً
متى يلقاك في قلب طهور
فلو يُرمى بلجّ البحر يوماً
لنجَّسَ شيبه ماءَ البحور
نظرتَ إليه في عيني رحيمٍ
صفوحٍ عن جنايته غفور
وأَحْيَيْتَ کسمَه من بعد موتٍ
وكان يعدُّ من أهل القبور
فعاد لما نُهي عنه وأمسى
على تلك السفاهة والفجور
يظنٌّ لجهله من غير علمٍ
بأنَّك غيرُ مطلعٍ خبير
ولم يتحمَّل الإكرام حتى
رماه لؤمه في قعرِ بير
يطيش إذا التقيتَّ إليه طيشاً
ولا ربَّ الخورنق والسدير
فلو طالت يداه عليك يوماً
أراك الحتفَ ذو الباع القصير
وإنَّ سَماعَك الأَخبارَ عَنه
وإنْ كثرتْ قليلٌ من كثير
وكدَّرَ كلَّ من يهواك منّا
وكنّا قبلُ كالماءِ النمير
ولا ترضى الحميرُ به إذا ما
نسبناه إلى جنس الحمير
أَزَلْتَ وجودَه فغنِمتَ أجراً
كأعظم ما يكون من الأجور
فأنت ـ فُدِيتَ ـ للإسلام حصنٌ
وسُورٌ للشريعة أيُّ سور
تحامي عن شريعة دين طه
بماضيها محاماة الغيور

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أبو الثناء شهابُ الدين ما بلغتْ
أبو الثناء شهابُ الدين ما بلغتْ
رقم القصيدة : 22533
-----------------------------------
أبو الثناء شهابُ الدين ما بلغتْ
عقائلُ المالِ إلاّ من مواهبهِ
قضى على المال بالإنفاق نائله
فقلتُ يا فوزَ راجيه وطالبه
وكلّما رُحْتُ أستسقي سحائبه
سقيتُ عذاباً نميراً من سحائبه
مستعذب الجود يجني الشهد سائله
كما يسوغ ويستحلى لشاربه
سيف الشريعة ماضي الحد منصلت
فهل ظفِرْتَ بأمضى من مضاربه
وهل سمعتَ بفضلٍ عدَّ في زمن
ولم يكن آخذاً منه بغاربه
يا دَرَّ دَرُّ زمانٍ من غرائبه
إنْ كان أغربَ شيء في غرائبه
قد عزَّ جانبه العالي وبزَّ عُلى ً
فالعِزُّ أجمعُ والعليا بجانبه
ولاح للفلكِ العلى مناقبه
فعدَّها وهي أبهى من كواكبه
يا من يُحدِّثُ عنه العلم يسنده
حدِّثْ عن البحر وکروِ من عجائبه

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا
رقم القصيدة : 22534
-----------------------------------
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا
على ملوكِ الأرض طرّاً وفاقْ
أطلعَ في أفق العلى مجده
بَدْرَ سماءٍ ما له من محاق
أيَّده الله بتأييده
وزاد تفريجاً لضيق الخناق
فالملأُ الأعلى إلى نصره
مُنَزَّلٌ من فوق سبعٍ طباق
عبد العزيز الملك المرتضى
وصفوة العالم بالاتفاق
أهدى إلى النامق أَنْفِيَّة ً
أعدَّها السلطان للانتشاق
فأَصبح النامق من فضله
يرقى من العِزِّ لأعلى مراق
من بعد ما ولاّه أنظاره
وشَدَّ منه للمعالي النطاق
الطاهر الزاكي الذي لم يزل
تشقى به في الناس أهل الشقاق
ذو نعمة ٍ تُسدى لأهل التقى
وسطوة ٍ ترهب أهل النفاق
إنْ لقيَ الأعداءَ في معركِ
شاهَدَتِ الأرواحُ منه الفراق
يشيد ضخم المجد في فتكه
أنّى سطا بالمرهفات الرقاق
نائله عذبٌ بيوم الندى
وهو بيوم البأس مُرُّ المذاق
فقلتُ في نعمة سلطاننا
من كَلِمي ما رقَّ منها وراق
هديَّة ُ السُّلطان أرَّختها
للنامِق الوالي مشيرِ العراق
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لستُ أنسى الرّكب بنا
لستُ أنسى الرّكب بنا
رقم القصيدة : 22535
-----------------------------------
لستُ أنسى الرّكب بنا
بَعد وادي المُنحنى في لَعْلَعِ
وعلى أَرسُم ربعٍ دارسٍ
نفَّسَ الوجدُ وعاءَ الأدمع
أربعٌ للَّهو كانت ملعباً
ثم كانت بعد حين مصرعي
كان للعين بقايا أدْمُعٍ
فأراقتها بتلك الأربع
أترى عيشاً لنا في رامة ٍ
راجعاً يوماً وهل من مرجع؟
كان من ريق الحميّا موردي
وبأزهار الغواني مرتعي
وبأحباب مضى عهدي بهم
وبهم وَجْدي وفيهم ولعي
ولقد اَّصْبَحتُ من بعدهمُ
قانعاً منهم بما لم أقنع
كلّما أذكرهم لي أَنَّة ُ
عن فؤاد مستهام موجع
يستريب الواشي منه عبرة
أظهرتْ ما أضمرته أضلعي
وکدّعى أنّي شجٍ مستغرم
صَدَق الواشون فيما تدّعي
هاجَتِ الوَرقاءُ وجداً كامناً
في فؤادي وأثارت جزعي
ليت في عينيك ما في أعيني
ورأت عيناك فيض الأدمع
إنْ بكيتُ الإلف أثناه النوى
فابكي يا أيتها الوُرق معي

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مَحَوْتَ بسيف سَطوتك الفَسادا
مَحَوْتَ بسيف سَطوتك الفَسادا
رقم القصيدة : 22536
-----------------------------------
مَحَوْتَ بسيف سَطوتك الفَسادا
بحكْمٍ قَد أَرَحْتَ به العبادا
دَخَلْتَ البصرة الفيحاءَ صُبحاً
ونارُ الشرِّ تتَّقدُ اتّقادا
وقد عَبَثَتْ يدُ الأشراف فيها
وطالَ فسادهم فيها وزادا
لقد حكمتْ بها جهّال قوم
يَرَوْن الغيَّ يومئذٍ رشادا
عموا عمّا بصرتَ به وصمُّوا
فما بلغوا بما صنعوا مرادا
فلو عُرِض الصَوابُ إذَنْ عليهم
بحالٍ أعرضوا عنه عنادا
وهل تثقُ النفوس بعين راءٍ
يرى لونَ البياض بها سوادا
تفاوَتَتِ العُقول بما نراه
مَداركُها قياساً وکطرادا
ومن حقّ الرئاسة أنْ نراها
لأَورى الناس إنْ قَدَحَتْ زنادا
وأعلاها لدى الآراء رأياً
وأرفعها وأطولها عمادا
خطوبٌ ما مضى منهنّ خطبٌ
بطارقِ ليلة ٍ إلاَّ وعادا
وكم هدرتْ دماءٌ من أناسٍ
وأموالٌ لهم نفدت نفادا
بحيثُ الأشقياء کستضعفتهم
وقدْ طال الشقا وقد تمادى
ولما ساءَت الأحوال فيهم
ولا نفع الحفاظُ ولا أفادا
ولم يُرَ مَن يُسَدُّ به خِلالٌ
إذا ما أعوز الأمر السدادا
وباتَ الناسُ في وجلٍ عظيم
يُريعُ السَّمعَ منه والفؤادا
دعيتَ لكشفِ هذا الضرِّ عنها
ولا يُدعى سواك ولا يُنادى
ومنذُ قَدِمْتَ مدعوّا إلَيها
أرحتَ بما قدمتَ به العبادا
علمنا أنَّ رأيك فلسفيٌّ
وأنَّك تكشِفُ الكُرَبَ الشدادا
وتنظرُ بالفراسة من يقينٍ
فتنتقدُ الرّجالَ بها انتقادا
وما قَلّدتهم بالرأي منهم
وَلَمْ تحكُم لهم إلاَّ اجتهادا
لقَد أخمدْتَ نيراناً تَلَظّى
وتلك النار قد أمستْ رمادا
وقَرَّتْ أعيُنٌ لولاك باتت
على وجلٍ ولم تذق الرقادا
جزيتم آل راشد كلَّ خير
ففيكم تعرفُ الناس الرشادا
لكم صدرُ الرئاسة في المعالي
وأنتُمْ في بني العليا فُرادى
تدين لك الأقاصي والأداني
وتنقادُ الأُمور لك انقيادا
وقدتَّ صعابها ذللاً وكانت
على الأيام تأبى أنْ تقادا
لقد فاز المشيرُ بك اتكالاً
عليك بما يؤمَّل واعتمادا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
رقم القصيدة : 22537
-----------------------------------
أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
فَبَشَّرَنا بما فيه السُّرورُ
ورحنا تستقرّ لنا قلوبٌ
بما فرحتْ وتنشرح الصدور
تقلَّدتَ القضاء وربَّ عقدٍ
تزيَّنه الترائبُ والنحور
وأمضى ما يكون السَّيف حدّاً
إذا ما کستَلَّه البطل الجسور
تضيء البصرة ُ الفيحاء نوراً
بأحمدَ وهو في الفيحاء نورُ
إذا نازلتَه نازَلْتَ صِلاَّ
يروعُ الصلَّ منه ويستجير
وإنْ نَزَلَتْ بمنزلة ضيوفٌ
فقد شَقِيَتْ بمنزله الجُزور
إذا ما جئته يوماً ستلقى
ضيوفاً نحو ساحته تسير
ألا يا ساكني الفيحاء إني
لكمْ من قَبلها عَبدٌ شكور
ليهنكمُ من الأنصار قاضٍ
لدين الله في الدنيا نصير
فهل عَلِمَ النقيبُ بأَنَّ شوقي
إليه دون أسرته كثير
وهل يقِفُ الكتاب على أخيه
فيعلمُ ما تضمَّنتِ السطور
هما قمرا سماوات المعالي
إذا ما يأْفُلُ القمر المنير
ومقصوصِ الجناح له فؤاد
يكاد إلى معاليكم يطير
فلا خبرٌ ليوصله إليكم
على عجلٍ ولا أحدٌ يسير
يعالجُ في الجوى دمعاً طليقاً
يذوبُ لصوبهْ قلبٌ أسير
ومن لي أنْ تكون بنو زهير
أَحبّائي ولي فيهم سميرُ
إذا هَبّ النَّسيمُ أقول هذي
شمائله الّلطيفة ُ والبخور
تولّى قاضياً فيكم وولى
وفي أعقابهِ ظلمٌ وزُورُ
عدوّكم القضاة الصُّفرُ تتلو
وشرَّ الأصفرين هو الأخير
إذا ما مال نحو الحقّ يوماً
أمالته الوساوسُ إذ يجور
وكم في الناس من شيخ كبير
عليه ينزل اللَّعْن الكبير
تَمَلُّ حياتَه الأحياءُ منّا
وتكرهه الحفائر والقبور
قليل من سجاياه المخازي
وجزءٌ من خلائقه الفجور
طويتُ به الكتابَ وثمَّ طيٌّ
يفوحُ المسكُ منه والعبير

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بوركتِ يا دارَ سلمانَ التي رفعت
بوركتِ يا دارَ سلمانَ التي رفعت
رقم القصيدة : 22538
-----------------------------------
بوركتِ يا دارَ سلمانَ التي رفعت
منها القواعدُ للسادات واعتمرتْ
تَحلُّها من قريش سادة ٌ نجبٌ
باهتْ بهم مضرُ الحمراءُ وافتخرتْ
مثل البدور إذا ما أشرقَتْ وزَهَتْ
أو الضراغم إنْ صالت وإن زَأَرَتْ
على مقاصيرها من كلّ مبتهج
من المحاسن والإحسان قد قصرَتْ
سرِّحْ بها نظراً بها قمراً
فإنّها تعجبُ الأنظار ما نظَرَتْ
وقل بسلمان بانيها وساكنها
أرِّخْ بسلمان دارُ المجد قد عمرتْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أبا مصطفى إنّا ذكرناك بَيْنَنا
أبا مصطفى إنّا ذكرناك بَيْنَنا
رقم القصيدة : 22539
-----------------------------------
أبا مصطفى إنّا ذكرناك بَيْنَنا
فهاجَ بنا شوقٌ إليكَ معَ الذّكرِ
وقد جَمَعَتْنَا للمسرّات ساعة ٌ
هي العمرُ لا ما مرَّ في سالف العصر
ونازَعَنَا فيكَ الحديثَ مُعتَّقٌ
ونحنُ بقصر قد أطلَّ على نهر
وقد مدَّ ماءُ النهر من بعد جزرِه
فيا حسن ذاك المدِّ في ذلك الجزر
بحيث کكتَسَتْ أشجارُه فتمايَلَتْ
على نغماتِ الطير بالورقِ الخضر
وقد غَرَّدَتْ من فوقهن حمائمٌ
لها أنَّة ُ المألوم من ألمَ الهجر
وأطربنا في شكر نعماك أخرسٌ
بأعذب ما قد قال فيك من الشعر
وعاج بنا في كل فنٍ يجيده
فطوراً إلى نظيمٍ وطوراً إلى نثر
وكان لنا فيما روى عنك نشوة ً
من السكر ما يغني النديم عن الخمر
ورقَّ كما رقَّتْ سلافُ مدامة
تَخَيَّلها الندمان ذوباً من التبر
فلو كنتَ فينا حاضراً وَوَجَدْتَنا
ومن تحتِنا الأنهار حينئذ تجري
لقلتَ اغنموها ساعة َ الأنس واسلموا
على غفلات الدهر من نوب الدهر
هي البصرة الفيحاءُ لا مصرَ مثلها
وفيها لعمري ما ينوف على مصر
خلا أَنّني أَصْبَحْتُ بينَ وخامَتَيْ
عناءٍ أعانيه وآخر في فكري
 
العصر العباسي >> البحتري >> ألان علمت أن البعث حق
ألان علمت أن البعث حق
رقم القصيدة : 2254
-----------------------------------
ألان علمت أن البعث حق
وأن الله يفعل ما يشاء
رأيت الخثعمي يقل أنفا
يضيق بعرضه البلد الفضاء
سما صعداً فقصر كل سام
لهيبته وغص به الهواء
هو الجبل الذي لولا ذراه
إذا وقعت على الأرض السماء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ
نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ
رقم القصيدة : 22540
-----------------------------------
نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ
والليلُ قد مدَّ علينا رواق
وربَّ سكران بخمر الكرى
أَفَقْتُه بالعَذل حتّى أفاق
قلتُ له من رامها صعبة ً
حَثَّ المراسيلَ إليها وساق
ماذا التّواني عن طلاب العلى
أَلا تحنّون حنين النياق
لا کكتحلت أجفانكم بالكرى
ولا تصدَّيتمْ إلى غير شاق
إنَّ معاصاة الكرى للعلى
ألذَّ من طوع الهوى للعناق
فشمِّروا للمجد إنّي أرى
مكابدات الذل ما لا تطاق
إنّ جنى النحل لمشتاره
بالذل لو فكرت مرّ المذاق
هذا وفيكم همّة ٌ ترتقي
مراقيَ النجم وأعلى مراق
لئن تقرَّبتم إلى عزَّة ٍ
فَقَدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق
والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة
حاولها فوق الجياد العتاق
وميَّزَ البُعدَ على غيره
ولا يريد الوصلَ بعد الفراق
فلم يكونوا يوم نبَّهتهم
إلاّ كما انضيتُ بيضاً رقاق
ووافقتني منهم غلمة ٌ
لا يعرفونَ الودَّ إلاّ الوفاق

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> حلفتَ بتربة ِ آبائها
حلفتَ بتربة ِ آبائها
رقم القصيدة : 22541
-----------------------------------
حلفتَ بتربة ِ آبائها
ظوامي السيوف دوامي العوالي
وكلّ فتى من بني عَمِّها
قريب النوال بعيد المنال
بأنّي كما يزعم العاذلون
على صَبوتي بالهوى غير سالي
وقلتُ لها إنَّ نار الغرام
تَشُبُّ وقلبي بها اليوم صالي
وعندي من الوجد داءٌ عضال
فهلْ من دواءٍ لدائي العضال؟
ومَن لي بصبر يريح الفؤاد
وما يخطر الصّبر يوماً ببالي؟
وإنّي لأسأل ظبيَ الصريم
وما عن سواك يكون سؤالي
وأنْشُقُ منه نسيماً يَهُبُّ
وأَعْرِفُه بأَريج الغوالي
وما زلتَ حتى خلبت القلوب
وحتى سحرتَ عقول الرجال
ترين أخا الوجد لينَ الكلام
فيطمعُ منك بأمر محال
وتَلوينَ بالدَّين حتَّى يقال
نجاز الغواني كثير المطال
بَخلتِ وما منكم الباخلون
فهلاّ سَمَحْتِ ولو بالخيال
ومن أينَ يخفى عليك الهوى
وقد بان ما بي وأبصَرْتِ حالي
أما صحّ عندك قول الوشاة
فماذا التجافي وماذا التغالي
ولا شيء عندي وحقّ الهوى
أمرُّ من الهجر بعد الوصال

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بلغَ الشَّوقُ لعمري ما أرادا
بلغَ الشَّوقُ لعمري ما أرادا
رقم القصيدة : 22542
-----------------------------------
بلغَ الشَّوقُ لعمري ما أرادا
وقضى من مهجة ِ الصَّبِّ المرادا
فليدعهُ في الهوى عاذله
يَحْسَبُ الغيَّ وإنْ ضَلَّ راشادا
يُرسِلُ الوَجْدَ إلى أجفانه
رُسُلَ الأدمع مثنى وفرادى
لم يُرِقْها عَبرة ً إلاَّ إذا
اتقدتْ نارُ الجوى فيه اتقادا
قد منعتم أعيني طيبَ الكرى
فحريٌّ أنْ يُصارمن الرقادا
وبخلتم بخيالِ طارقٍ
لودنا ما بتٌّ أشكوه البعادا
فابخلوا ما شئتم أنْ تبخلوا
إنَّ طرفي كان بالدمع جوادا
أهلَ وُدّي لِمَ لا ترعَوْن لي
ذمَّة َ الودِّ وأرعاكم ودادا
أَنْفَدَ الصَّبُّ عليكم صَبْرَه
وهو لا يخشى على الدمع نفادا
وعلى ما أنا فيه من جوى ً
ما أظنُّ الوَجْدُ يبقي لي فؤادا
فسقى عهد الهوى من مربع
بتُّ أسقيه من القطر العهادا
أيُّ ربع وَقَفَ الركبُ به
ذاكراً بالربع سلمى وسعادا
وبكى أرْسُمَ رسمٍ دارسٍ
أحسنَ القطرُ بكاها وأجادا
يقفُ المغرم فيها وقفة ً
يخضل السيف عليها والنجادا
ما حضَ النُّصحَ له مجتهداً
أَخطأَ الرأي به والاجتهادا
ذاكراً في الربع أيام الهوى
مَن لأيّامك فيها أنْ تعادا
أينَ أسرابك ما إنْ سَنَحَتْ
أَعْيَتْ القانِصَ إلاَّ أنْ يُصادا
وإذا ما نَظَرَتْ أو خَطَرَتْ
عرَّفتك البيضَ والسُّمر الصعادا
ولكَمْ من طُرَّة ٍ في غُرَّة ٍ
خلع الليل على الصُّبحِ السوادا
وقَوامٍ يَرقُصُ البانُ له
وتَثَنّى مُعْجَباً فيه ومادا
آه من فاتكة ٍ ألحاظهُ
فتكة َ السَّهمِ إذا أصمى الفؤادا
لا تؤاخِذْ بدمي ناظرَهُ
وقَتِيلُ الحبّ يأبى أنْ يفادى
قدْ بلوتُ الدهر وصلاً وقلى ً
وَوَرَدْتُ الحبَّ غمراً وثمادا
فتمنَّيتُ مع الوصل القلى
وتخيَّرْتُ على القرب البعادا
عَرف العالمَ من خالَطَهُم
وکستفاد العلمَ فيهم وأفادا
وإذا ما کنتقد الناسَ کمرؤٌ
زهد الناسَ وملَّ الاتنقادا
قل لمن ظنَّ علياً راجياً
أنْ يبارى في المعالي أو يحادى
وإذا ما قَدَحَتْ أيديهُمُ
بزنادٍ كان أوراهم زنادا
بَعُدَ النجمُ على طالبه
ومن المعجزِ يوماً أنْ يرادا
رفعة ٌ قائمة ٌ في ذاته
أطرافاً يبتغيها أمْ تلادا
قمرُ النادي إذا ناديتَه
حبّذا النادي مجيباً والمنادى
لِمُلِمٍ تَتَرجّى نَقْصَه
ونوالٍ تبتغي منه کزديادا
أبحر الجود وكلٌّ منهمُ
ربَّما أربى على البحر وزادا
جاذبوا العلياءَ فانقادت لهم
يوم قادوها من الخيل جيادا
ولئنْ لانوا قلوباً خشعتْ
فلقد كانوا على الكفر شدادا
أعرضوا عن عوضِ الدنيا وما
زوِّدوا غيرَ التقى في الله زادا
سادَة َ الدُّنيا وأعلام الهدى
وأكرمَ الخلق على الله عبادا
حسبُ آل البيت من مفتخر
ولبَيتِ المجد مذ أضحى عمادا
سيّد في الغُرِّ من أبنائهم
لمباني مجدهم شاد وسادا
منعمٌ أمرح في أنعامه
وإذا ما زدته بالشكر زادا
يا أبا سلمان يا ربَّ الندى
والأيادي البيضَ ما أعطى وجادا
قدتها مستصعباتٍ في العلى
قَد أَبَتْ إلاَّ لعيالك انقيادا
ربَّ أنفٍ شامخٍ أرغمته
فکستحالت نارهُ فيك رمادا
قد جنيتَ العزَّ غضاً يانعاً
ومضى يخرُط شانيك القَتادا
مَنَعَ الصدقُ أكاذيبَ العدى
فإذا خاضوا بها خاضوا عنادا
عَقَدَ الله به ألْسِنَة ً
كانت الأمس على الزور حدادا
لستُ أستوفي ثنائي فيكم
ولو أنّي أجعل البحر مدادا
أنا ممن يرتجي إحسانكم
أَبَدَ الدهر وإنْ مات وبادا
قد ملأتُ الأرض فيكم مدحاً
ذَهَبَتْ في الأرضِ تستقري البلادا
كلَّما أَنْشَدَها مُنْشِدُها
أطربَ الإنسان فيها والجمادا
زلقد ألتذُّ في مدحي لكم
في الأحاديث وإن كان معادا
وإذا أملقتُ أيقنتُ الغنى
ثقة ً بالجود منكم وکعتمادا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها
رقم القصيدة : 22543
-----------------------------------
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها
فابشر فبشراك بالخيرات بشراها
اليمنُ واليُسرُ في أطرافها اقترنا
فاليمنُ واليسرُ يمناها ويسراها
سلمانُ لما اشتراها حين لم يرها
وأقبلتْ أعجبتْ بالحسن من راها
سفائِنُ البَحر إنْ سابقنها سَبَقَتْ
وجاوزتْ قمّ أولادها بأخراها
فإنْ جَرَيْنَ وإنْ أَرَّخْتَهُنَّ فقلْ
تجري وأصبحَ باسم الله مجراها
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
رقم القصيدة : 22544
-----------------------------------
سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
وعَيشاً تقضّى ما أَلذَّ وأنعما
تعاطيتُ فيه الراح تمزج باللمى
وعفراء سكرى المقلتين كأنّما
سقتها الندامى من سلافة أشعاري
لهوتُ بها والدهر مستعذب الجنى
ونلتُ كما أهوى بوصلي لها المنى
ولم أنسها كالغصن إذ مال وانثنى
تمرُّ مع الأتراب بالخَيف من مِنى
مرورَ المعاني في مفاوز أفكاري
وبيضٍ عذارى من لؤيٍّ وغالب
كواعبَ أترابٍ فيا للكواعب
تخطِّينَ في أبهى خطاً متقارب
وَعَفَّين آثار الخُطا بذوائبِ
كما قَد عَفَتْ في منزل الذلِّ آثاري
إذا نظرتْ سلَّت بألحاظها الظبا
وإنْ خَطَرت كانت كما خطر القنا
فما نظرَتْ إلاَّ بأبيض يُنتضى
ولا خَطَرَتْ إلاَّ وتذكّرتُ في الوغى
بهام خطير القدر ميلة خطّاري
كأنّي بها ما بين أختٍ وضرّة ٍ
إليَّ بأسرار الغرام أسرَّتِ
أضميتْ كضيمي بين قومي وأسرتي
ومِن ضَيْمها كادَت تبيحُ طمرَّتي
من الضَّيْم ما أَخْفَيْتُه تحت أطماري
أمضَّ هواها في فؤادي وما حوى
سوى حبّها حتى أليم فما ارعوى
وقد سألتْ عمَّا ألاقي من الجوى
فَرُحْتُ إليها أشتكي مضض الهوى
كما شكتِ الأقلامٌ مني إلى الباري
رَأَتْ فَتَياتُ الحيّ عَيني وَوَبْلَها
فأكثرنَ بالتأنيب إذ ذاك عذلها
فَرُحْتُ وقَد أجْرَت لها العينُ سَيلَها
وجاراتها راحتْ مؤنِّبة لها
على ما جرى في السفح من مدمعي الجاري
أَهيمُ بمرآها وحسن قوامها
وإنّي لمعذورٌ بمثل هيامها
وكم ليلة ٍ قد بِتُّ جنح ظلامها
يسامرني طول الدجى من غرامها
سميرٌ أُناغي في معانيه سُمّاري
إذا قربتْ من ناظري أو تأخَّرتْ
ففي صورة الشمس المنيرة صوِّرتْ
متى أسفرتْ عن وجهها أو تستَّرتْ
على قربها منّي إذا هي أسفرتْ
يباعدُ منها الحسنُ ما بين أسفاري
لها مقلة ٌ كالمشرفيِّ شباتُها
لعقيدة صَبري أوهَنَتْ نفثاتُها
إذا ما رَنَتْ أو رُتّلت كلماتها
لرقّة ِ سحري تنتمي لحاظاتها
وألفاظها نعزي لرقَّة أشعاري

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي
رقم القصيدة : 22545
-----------------------------------
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي
ما راقَ من كلمٍ ومن معنى ً جلي
فلذاك إذ سبق الوجيه تأمُّلي
حسن اطّرادِ جيادِ خيلِ تخيُّلي
في غورِ إطراءٍ عديم تناهي
أبدعْتُ في مدحي وأعلى مَن المدح
دوني وكنت لكالزناد إذا قدحْ
وأتيتُ من فكري بهاتيك المُلَحْ
لأبي الثنا المولى شهاب الدين محـ
ـمودٍ أبي الباقي ابنِ عبد الله

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا
رقم القصيدة : 22546
-----------------------------------
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا
فما أبهى الغزالة والغزالا
وأسْفَرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ
ولكنْ قَدْ وَجَدْتُ به الضلالا
صقيلُ الخدِّ أبْصَرَ من رآه
سوادَ العين فيه فخال خالا
وممنوع الوصال إذا تبدى
وجدت له من الألفاظ لالا
عجبتُ لثغره البسام أبدى
لنا درّاً وقد سكن الزلالا
شهدتُ بشهد ريقته لأنّي
رأيتُ على سوالفه نمالا
فيا عجباً لحسن قد حواه
وقد أهوى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحبَّ ما بَقِيَتْ حياتي
وأشكرُ من صنائعه الجمالا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> تحنُّ نياقُ الظاعنين وما لها
تحنُّ نياقُ الظاعنين وما لها
رقم القصيدة : 22547
-----------------------------------
تحنُّ نياقُ الظاعنين وما لها
تحنُّ وفي القلب المشوق حنينُ
أبالنوقِ ما بالنازحينَ من الأسى
وَوَجْدٌ بأحشاءِ الضلوع كمينُ
ولما التقينا للوداع عشية ً
وباحَتْ بأسرار الغرام عيون
بذلتُ لها من هذه العين عبرة ً
وإنّي بها لولا الفراق ضنين
فلا القلب لما أرفعَ الركبُ صابرُ
ولا الدمع من يوم الفراق مصون
فلولاك ما قاسيت يا غاية المنى
حوادث تقسو مرّة وتلين
إذا كنتِ لا تدرين ما الشوق بالحشا
سليني عن الأشواق كيف تكون
جُنِنتُ بذكر العامِريّة والهوى
جنونٌ ولكنَّ الجنونَ فنونُ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أبا مصطفى زوَّجْتَ بالخيرِ والهَنا
أبا مصطفى زوَّجْتَ بالخيرِ والهَنا
رقم القصيدة : 22548
-----------------------------------
أبا مصطفى زوَّجْتَ بالخيرِ والهَنا
أَخاكَ وقَد بُلِّغْتَ في عُرسِه المنى
وأحسنتَ في تزويجه وسروره
وما زلتَ برَّاً في الأماجد محسنا
وأعلنتَ بالأفراح في كلّ موطنٍ
فأَصبحَ رسْماً بالمسرَّات معلنا
وإنَّك يا ربَّ المكارم والعلى
تفَنَّنْتَ بالفعل الجميل تَفَنُّنا
دعانا إلى الأفراح داعٍ من الهنا
فأذنَ فينا بالسرور وأعلنا
فنعمَ أخٌ هنِّيتَ فيه مزوَّجاً
وحقَّ وأيم الله فيه لك الهنا
تقيٌّ نقيٌّ وابن طاهر
رفيعُ منارِ المجدِ مستحكم البنا
تَقَرُّ به عيناك طِفلاً ويافعاً
وتلقى به الظنَّ الجميلَ تيقُّنا
على مثله تملي القوافي نشيدها
وألسنة ُ الأشراف تنطق بالثنا
وتعترفُ السّادات بالفضلِ من فتى ً
قد کتخذ المعروف إذ ذاك ديدنا
ليظهَرَ فيه الله أسرارَ جدِّه
وقد لاح للأبصار ما فيه من سنا
يلوح عليه للرئاسة طالعٌ
أَلَسْتَ تراه ظاهر المجد بيِّنا
إذا ما کدَّعى بالمجد طالع عِزّه
أقام دليلاً من سناه مبرهنا
حباك به المولى أخاً وحَبَيْتَه
وجادَ به المولى عليك وأحسنا
فشكراً لما خوَّلته ورزقته
فشكرانك النعماء أفضل مقتنى
وها هو فرعٌ قد زكا طيب أصله
به ثمر الآمال مولاي يجتنى
فلا زلتَ مسرور الفؤاد بمثله
فتزجرُ منه طائر السعد أيمنا
وفي كلّ ما ترجو من الله نيله
دَعا لك داعٍ بالتهاني وأَمَّنا
بفضلك کستغني عن الناس كلّها
فلا حُرِمَ الراجون من فضلك الغنى
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> زادُك الله بهجة ً ووقارا
زادُك الله بهجة ً ووقارا
رقم القصيدة : 22549
-----------------------------------
زادُك الله بهجة ً ووقارا
وجلالاً منه فجلَّ جلاله
ولقد خصّنا بنيلك مذ كنتَ
مُنيلاً لنا فَعَمَّ نواله
عادك العيدُ بالسرور ووافاك
مشيراً إلى الهناءِ هلاله
أَنْتَ بَدْرُ السُّعود في طالع المجْـ
وقد أبهرَ العقول كماله
فاز من يرتجيه بالنّجح راجٍ
أنزلتْ في رحابه آماله
وإذا ساءت الظنون بحالٍ
حَسُنَتْ فيك لا بغيرك حاله
بأبي أنتَ من كريم السجايا
تلك أخلاقه وتلك خلاله
وإذا ما أَقْبَلْتُ يوماً عليه
سرَّني من جميله إقباله
وإذا قال في المطالب شيئاً
صَدَقَتْني أقواله وفعاله
فَلَه مِنّي الثناء عليه
حيثُ لي منه جوده ونواله
نال ما لم يُنَلْ من الفضل حَظّاً
قَصَّرَتْ عن مناله أمثاله
يا أبا مصطفى فداؤك عبدٌ
بك يا صفوة الكرام اتصاله
فيك مولاي سؤْلُه ومناه
وإذا غبتَ كان عنك سؤاله
إنّ داعيك والشواغل شتّى
لك في خالص الدعاءِ اشتغاله
وإلى الله في بقائك في العزِّ
قَدِيماً دعاؤه وابتهاله
ما تأخَّرتُ عنك إلاّ لأمرٍ
ولحظٍّ تعوقني أغلاله
وسواءٌ لدى المودَّة عندي
بعد ذاك اتّصاله وانفصاله
وعلى كلِّ حالة ٍ أنتَ في النا
س لعمري ملاذه ومآله
أيُّها المطلق العذار لقد راق
لِعَيْني شبابُه واكتهاله
كلُّ من قد رآك قال فأَرِّخ
زادَ سلمان بالعذار جماله

العصر العباسي >> البحتري >> يأبى سموك واعتلاؤك
يأبى سموك واعتلاؤك
رقم القصيدة : 2255
-----------------------------------
يَأبَى سُمُوُّكَ واعتِلاَؤكْ،
إلاّ التي فيها سَنَاؤكْ
عَمْرِي لَقَدْ فُتّ الرّجَا
لَ، وَفات يَوْمَ السّبقِ شاؤُكْ
يا ابنَ المُدَبِّرِ، والنّدَى
وَبْلٌ تَجُودُ بهِ سَمَاؤكْ
عَظُمَ الرّجَاءُ، وَرُبّ يَوْ
مٍ حَقّ فيهِ لَنَا رَجَاؤكْ
وَيَفُوتُني نَيْلٌ مَسَا
فَتُهُ كِتَابُكَ، أوْ لِقَاؤكْ
فَغِنَاءُ مَنْ يُرْجَى، إذا
لمْ يُرْجَ في حَدَثٍ، غناؤكْ
وَعَطاءُ غَيرِكَ إنْ بَذَلْـ
ـتَ عِنَايَةً فيهِ عَطَاؤكْ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يواعدُني بالوَصْلِ مِنْهُ ويُخْلِفُ
يواعدُني بالوَصْلِ مِنْهُ ويُخْلِفُ
رقم القصيدة : 22550
-----------------------------------
يواعدُني بالوَصْلِ مِنْهُ ويُخْلِفُ
وَيُقْسِمُ بالله العظيم ويَحْلِفُ
وقال ولم يفعلْ ورُمْتُ ولم أَنَلْ
وما زلتُ أبغي وصلة ويسوِّف
وما ضَرَّه لو كان أَنْجزَ وَعْدَه
وكنتُ به لو زارني أتشَرّف
وبات برغم العاذلين منادمي
وثالثنا كأسُ من الراح قرقف
وقد دارت الأقداح بيني وبينه
وشمل الهوى ما بيننا يتألَّف
نت الغيد فتّاك بلحظٍ وقامة ٍ
وما شيم إلاّ مرهف ومثقَّف
تلاعبُ أنفاسُ النسيم بقدِّه
على أنه منها أرق وألطف
تعرَّض لي بالحتف من نَظَراته
وأعرضَ عنّي والمدامع تذرف
وصفتُ له بعض الذي بي من الأسى
وعندي من البرحاء ما ليس يوصف
ألامُ ويلحوني اللحاة بحبّه
أما فيكم يا أيها الناس منصف
وإني على هذا التجنّي لصابر
وأحملُ عبءَ الوجد لا أتكلّف
وأرضى بما ترضون بالسخط والرضا
وآلف بين الناس من راح يألف
وإنّي لمعروفُ عن اللوم في الهوى
وكيفَ يشاء الحبُّ بي يتصرف

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ولما رأيتُ الحيَّ والميْتَ واحداً
ولما رأيتُ الحيَّ والميْتَ واحداً
رقم القصيدة : 22551
-----------------------------------
ولما رأيتُ الحيَّ والميْتَ واحداً
وفَقْد المعالي في وُجودِ الأكابرِ
بكيتَ على أهل القبور وإنّما
بكيتُ السَّجايا الغرَّ بين المقابرِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ويومَ وَقَفْنا دَون أسْنِمة النّقا
ويومَ وَقَفْنا دَون أسْنِمة النّقا
رقم القصيدة : 22552
-----------------------------------
ويومَ وَقَفْنا دَون أسْنِمة النّقا
وقد كان يومٌ يا هذيم عصيباً
على طلل ظامٍ إلى ريِّ أهله
تصبُّ عليه الماقيانِ ذنوبا
ولما تَلَفَّتْنَا فلم نَرَ أنجماً
هنالك إلا قد غربن غروبا
وكلّ فؤاد من رفاقي وأنيقي
تطالب من تلك الرسوم حبيبا
وقد ردَّ طرفٌ الركب بعد طموحه
حسيراً وقلبُ المغرمين كئيبا
شققنَ عليهنّ القلوب تأسّفاً
إذا ما شققنَ الثاكلات جيوبا
وقد أَخَذَتْ منا الديار نصيبها
من الدمع والجفن القريح نصيبا
وحنَّتْ نياق الركب حتَّى وجدتني
وَجَدْتَ لها تحت الضلوع لهيبا
ولم أدرِ يوم الجزع في ذلك الحمى
فقدنَ حبيباً أمْ فقدن قلوبا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إنَّ النَّقيب عليّاً طابَ عنصره
إنَّ النَّقيب عليّاً طابَ عنصره
رقم القصيدة : 22553
-----------------------------------
إنَّ النَّقيب عليّاً طابَ عنصره
وشَرَّفَ الله في السادات محتدَهُ
لجدّه الشيخ باز الله حين بنى
معمّراً في سبيل الله مسجدَه
شيخ الطريقة لم يقصده قاصده
إلاَّ وأعطاه ربُّ العرش مقصده
أو جاء مسترشداً يبغي النجاة به
إلاَّ هداه إلى التقوى وأرشده
فصلِّ لله وادع الله حينئذ
وزرْ من الشيخ قطب الغوث مرقده
فلم تَزَلْ نفحاتُ القدس سارية
منه إليك بما لا كنتَ تعهده
واشهدْ لبانيه إعجاباً بهمَّه
بما بناه وعلاّه وشيّده
وقل لمنْ رام منه أنْ يُؤَرِّخَه
ذا جامعٌ وعليُّّ القدر جدَّده

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هذا البناءُ الذي محمودُ أَنْشَأَهُ
هذا البناءُ الذي محمودُ أَنْشَأَهُ
رقم القصيدة : 22554
-----------------------------------
هذا البناءُ الذي محمودُ أَنْشَأَهُ
وزانه زخرفُ زاهٍ وتشييدُ
فجاءَ في غاية الإتقان منتزها
فيه السُّرور وفيه الأُنْس موجود
لا يسمع المرءُ في مغناه لاغية ً
وطائر اليمن في مغناه غرّيد
آل المبارك لا زالت مباركة
لكم منازل فيها الفضل مشهود
قد أسعدَ الله أرضاً تنزلون بها
ومنزل السعد في أهليه مسعود
فقلْ لأحبابنا زوروه وانبسطوا
فيه ومِن بعدها إنْ شئتم عودوا
من زَارنا فَهُوَ في خيرٍ وفي دَعة ٍ
ولم يفته بحول الله مقصود
يا حبّذا ذلك الباني وبنيته
فللمسرّات في ناديه تجديد
لذاك في ذلك التارخ قيلَ له
هذا مقامك يا محمودُ محمود
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رَمَيْتَ شهابَ الدين في نور فطنة ٍ
رَمَيْتَ شهابَ الدين في نور فطنة ٍ
رقم القصيدة : 22555
-----------------------------------
رَمَيْتَ شهابَ الدين في نور فطنة ٍ
شياطينَ أكدار يُوَسْوِسْنَ في صَدري
فيا لك من شهم إذا جاء كفُّه
تيَّقَّنتهُ كالغيث يهمي وكالقطر
يدلّ على جود کبن غنام جوده
فوا عجباً للبَحر دلّ على البحر
على من يرينا الموتَ طوع يمينه
ونقرأ من صمامه آية النصر
ويُنقِذُ من والاه مما يسوؤه
كما ينقذ الإسلامُ من ظلمة الكفر
فلا زلتما يا نيريْ أفق العلى
ملاذَ الذي يرجو إلى آخر الدهر

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ
رقم القصيدة : 22556
-----------------------------------
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ
بالفرحِ الباقي ممرَّ الدُّهورْ
يلقى المسرّاتِ كما ينبغي
في عقده هذا ويلقى الحبور
قد جمع الأشراف في مجلسٍ
فكلِّ أهل الفضل فيه حضور
زاروه للعقد على موعدٍ
زيارة ً يأنَسُ فيها المزور
من كلّ من أشبهَ قطرَ الندى
بالجود والإقدام ليث هصور
فباشروا بالعقدِ واستبشروا
بأوجهٍ تشرقُ منها البدور
وأَرَّخوه المصطفى عَقْدُهُ
عقدُ نكاحٍ بالهنا والسرور

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألا يا فؤاداً قد أضرَّ به النوى
ألا يا فؤاداً قد أضرَّ به النوى
رقم القصيدة : 22557
-----------------------------------
ألا يا فؤاداً قد أضرَّ به النوى
وأشجاه برقٌ للحبيب لموعُ
إذا ما دعاك الصَّبرُ يوماً عصيته
وأنتَ لما يقضي الغرام مطيع
كتمتَ الهوى دهراً فباحت بسرّه
عُيونٌ وأفْشَتْ ما كتَمْتَ دموع
ويا منزلاً للّهو أبعده النَّوى
أَللمدنفِ النائي إليكَ رجوع
تذكَّرتُ فيكَ العيشَ والغصنَ يافع
وريقٌ وشملُ الظاعنين جميع
فأظْهَرْتَ ممّا أَضمَرَتْهُ أضالع
ولله وَجْدٌ أضْمَرَتْه ضلوع
ولولا الهوى ما أبكتِ العينَ أنَّة ُ
ولا شاق قلبي أرسمٌ وربوع

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ذا مسجدٌ سرَّ أربابُ السُّجود بهِ
ذا مسجدٌ سرَّ أربابُ السُّجود بهِ
رقم القصيدة : 22558
-----------------------------------
ذا مسجدٌ سرَّ أربابُ السُّجود بهِ
وجَامعٌ جامعٌ للساجدِ الراكعْ
بناه لله منشيه وواضعه
وللقواعد من أركانه رافع
يرجو من الله في العقبى مثوبته
فيا له بثواب الله من طامع
دعا إلى صالح الأعمال حينئذٍ
من كان لله فيه خاضعاً خاشع
فالله يجزيه عما كان أنشأه
خيراً وأكرمه من فضله الواسع
كلٌّ يقولُ وخيرُ القول أصَدَقُه
قولاً يشنِّفُ فيه مسمع السامع
إنَّ العِمارَة قد زانت عمارتها
أرِّخْ بتعمير عبد القادر الجامع

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لامَني سَعْدُ على
لامَني سَعْدُ على
رقم القصيدة : 22559
-----------------------------------
لامَني سَعْدُ على
وجدي في آل سعادِ
فذرِ اللَّوم ولا تعبأ
بِغَيٍّ أو رشاد
أنا في وادٍ ومَن
لام على الوجد بواد
قوَّضَ الركبُ صباحاً
وحدا بالركب حادي
فدموعي بانسكاب
وفؤادي باتّقاد
قادني الوجدُ وقد
كنتُ له صعب القياد
وإلى الجزع وأهل الجزع
ـزع هذا القلب صادي
فسقى الجزعَ ومن في
الجزعِ منهلٌّ الغوادي
قرَّبوا منّي تَلافي
يومَ جدُّوا بالعباد
وأرادوا بنواهم
في الهوى غيرَ مرادي
حانَ حيني يا رفيقيَّ
أبناءَ ودادي
من نعيمٍ لعيوني
وعذابٍ لفؤادي
هذه الغاية في الحبّ
لهاتيك المبادي

العصر العباسي >> البحتري >> ظلم الدهر فيكم وأساء
ظلم الدهر فيكم وأساء
رقم القصيدة : 2256
-----------------------------------
ظَلَمَ الدّهْرُ فيكُمُ، وَأسَاءَ،
فَعَزَاءً، بَني حُمَيْدٍ، عَزَاءَ
أنْفُسٌ مَا تَكادُ تُفْقَدُ فَقْداً،
وَصُدورٌ مَا تَبرَحُ البُرَحَاءَ
أصْبَحَ السّيفُ داءَكمْ، وَهوَ الدّا
ءُ الذي لا يَزَالُ يُعيي الدّوَاءَ
وَانْتُحِي القَتْلُ فيكُمُ، فبَكَينا
بدِمَاءِ الدّمُوعِ تِلْكَ الدّمَاءَ
يا أبَا القَاسِمِ المُقَسَّمَ في النَجْـ
ـدةِ، الجُودِ وَالنّدى أجزَاءَ
وَالهِزَبْرَ الذي، إذا دارَتِ الحَرْ
بُ بهِ صرّفُ الرّدى كَيفَ شاءَ
الأسَى وَاجِبٌ عَلى الحُرّ، إمّا
نِيّةً حُرّةً، وَإمَّا رِيَاءَ
وَسَفَاهٌ أنْ يَجزَعَ المَرْءُ مِمّا
كانَ حَتْماً عَلى العِبَادِ، قضَاءَ
وَلماذا تَتّبِعُ النّفْسَ شَيْئاً،
جعَلُ الله الفِرْدوْسَ منهُ بَوَاءَ
أتُبَكّي مَنْ لا يُنَازِلُ بالسّيْـ
ـفِ مُشيحاً، وَلا يَهزُّ اللّوَاءَ
وَالفَتى مَنْ رَأى القُبُورَ لمَا طَا
فَ بهِ مِنْ بَنَاتِهِ، أكْفَاءَ
لسن من زينة الحياة كعد الـ
ـله منها الأموال والأبناء
قَدْ وَلَدْنَ الأعْداءَ قِدْماً، وَوَرّثْـ
ـنَ التّلادَ الأقاصِيَ البُعَدَاءَ
لمْ يَئِدْ كُثرَهُنّ قَيْسُ تَميمٍ،
عَيْلَةً بَلْ حَمِيّةً وَإبَاءَ
وَتَغَشّى مُهَلْهِلَ الذّلُّ فيهِنّ
وَقَدْ أُعْطيَ الأدِيمَ حِبَاءَ
وَشَقيقُ بنُ فَاتِكٍ، حَذَرَ العَا
رِ عَلَيْهِنّ، فَارَقَ الدّهْنَاءَ
وَعَلى غَيرِهِنّ أُحْزِنَ يَعْقُو
بٌ، وَقَد جاءَهُ بَنُوهُ عِشَاءَ
وَشُعَيْبٌ مِنْ أجلِهِنّ رَأى الوَحْـ
ـدَةَ ضُعْفاً، فاستأجَرَ الأنْبِيَاءَ
وَاستَزَلّ الشّيْطانُ آدَمَ في الجنّةِ
لَمّا أغْرَى بِهِ حَوّاءَ
وَتَلَفّتْ إلى القَبَائِلِ، فَانْظُرْ
أُمّهَاتٍ يُنْسَبْنَ أمْ آبَاءَ
وَلَعَمْرِي ما العَجزُ عنديَ، إلاّ
أنْ تَبيتَ الرّجالُ تَبكي النّساءَ
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ
زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ
رقم القصيدة : 22560
-----------------------------------
زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ
فأَوْقَدَتْ في ظلام اللّيل مصباحا
وقال صَحْبيَ ممّا راح يدهِشُهُمْ
أصبحتَ في هذه الظلماء إصباحا
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا
من عرفها وعرفتُ القلب مرتاح
أحيا أريجك ميتاً لا حراك له
فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا
وَعَلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما
يشفي فؤاداً شديد الشّوق ملتاحا
وأسكرتنا بألفاظٍ تكرّرها
وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا
وَبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها
راحاً وأشربُ من ألفاظها تفاحا
وأَقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها
ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا
حتى إذا الفجر لاحت لي ملابسه
مُبْيَضَّة ً ورداءُ الليل قد طاحا
وأَوْضَحَ الأمر في لألاء غُرَّتِهِ
وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذِ
غَدا على إثرها ياسعدُ أرواحا
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بَعد فرقتها
فهلْ لها أنْ تعيدَ الحزنَ أفراحا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
رقم القصيدة : 22561
-----------------------------------
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
وواحدَ الأشرافِ في نُبْلِهِ
وسابقُ اللاّحق من بعده
واللاَّحق السابق من قبلِهِ
أنْتَ كهذا الظلّ في فضله
وجودُ هذا الغيث في نيلهِ
أنْتَ تقينا بأسَ ما نتّقي
وكلّ ما نخشاه من أجْلِهِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أنظر إلى هذه الدار التي كملتُ
أنظر إلى هذه الدار التي كملتُ
رقم القصيدة : 22562
-----------------------------------
أنظر إلى هذه الدار التي كملتُ
فيها من الحسن والإحسان وأوصافُ
تروق للعين منظوراً ومبتهجاً
منها وتنعم زوارٌ وأضياف
ما حلَّ فيها امروءٌ إلاّ ويشمله
في الحال من نفحات القدس ألطاف
من آل بيت رسول الله يسكنها
قوم لم من رجال الغيب أحلاف
الباذلون لوجه الله ما ملكوا
وفي مكارمهم في البرّ إسراف
الله يكلأ بانيها وساكنها
كما بنت قبله للمجدِ أسلاف
من كلّ ضيفٍ من الأمجاد يقصدها
وفي الأماجد أنواعٌ وأصناف
نقل لسلمان لا زالت ولا برحت
أرّخْ بدارك سادات وأشراف

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألا يا سيّد العلماءِ طرّاً
ألا يا سيّد العلماءِ طرّاً
رقم القصيدة : 22563
-----------------------------------
ألا يا سيّد العلماءِ طرّاً
ورَبَّ الجودِ والمجدِ الأثيلِ
ويا حلوَ المذاقة يومَ يفتي
بجود الطبع والفعل الجميلِ
أضرَّ بنا فدتك النفس جوع
ويعجبنا مربّى الزنجفيل
وأذهلنا إليه اليومَ شوقٌ
فكِدْنا أنْ نصيرَ بلا عقولَ
ومثلُكَ من يجودُ بما لديه
ويسخو بالكثير من القليل

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
رقم القصيدة : 22564
-----------------------------------
بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
من العتب ما يملى عليك وما أملي
لقد كنتَ تجزيني بما أنت أهله
على الشعر قبل اليوم بالنائل الجزل
فأرجعُ عن نعماك في ألف درهم
أزيلُ بها فقري وأغني بها أهلي
فنقّصْتَني شيئاً فشيئاً جوائزي
وأوقفت حظّي منك في موقف الذل
فأَصْبَحْتُ مثل الوقح لا فرق بينه
وبيني ولا بونٌ بجزء ولا كلّ
ولي فيك ملء الخافقين مدائح
ولي غُرَرٌ ما قالها أحدٌ قبلي
فمن أيّ وجه أنت أنزلتَ رتبتي
وأصبحتُ بعد الويل أقنع بالطل
فإنْ كان من بخل فلم يرَ قلبها
فتى ً من رسول الله يوصف بالبخل
وإنْ كان من قلٍّ هناك وجدته
فما تعذر القوم الكرام من القلّ
وإنْ كان من طعن العداة وقدحهم
فما قولهم قولي ولا فعلهم فعلي
أكان لمولانا بذلك حكمة
فقصّر عن إدراك حكمته عقلي
فليس من الإنصاف مثلي تُضيعُه
وتجهله ظلماً وحاشاك من جهل
وبحرك تيار ومالك وافر
وجودك معلوم وأنت أبو الفضل
وتبلغ منك الناس أقصى مرامها
ويحرم من دون الورى شاعر مثلي

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> أما والعينُ تبكيها طلولٌ
أما والعينُ تبكيها طلولٌ
رقم القصيدة : 22565
-----------------------------------
أما والعينُ تبكيها طلولٌ
لمن تهوى وتدميها شؤونُ
أَلِيَّة َ مغرمٍ يبدي سُلُوّاً
وفي أحشائه الوجد الكمين
يكتمُ سرَّه بالصَّبر حتى
يبوح بسرّه الدمع الهتون
يطيع غرامه دمعٌ كريمٌ
ويعصي أَمْرَهُ صَبْرٌ ضنين
يقول إذا ذكرتُ له عذولاً
له دين وللعشاق دين
لقد فتكت بي الأحداق حتّى
جُنِنْتُ وما الهوى إلاَّ جنون
وما يُدريك ما طَعَنَتْ قدود
مهفهفة ٌ وما فتكت عيون
فذا منها -وما قتلتْ- قتيل
وذا منها -وما طعنتْ- طعين
ألينُ وأشتكي منها فتقسو
فكم تقسو عَليَّ وكم ألين
وإنّ الظاعنين وإنْ تناءت
عليها لي وإنْ نزحت ديون
وللمستغرمين بعين نجدٍ
غداة البين إذ خَفَّ القطين
قلوبٌ عند كاظمة ٍ رهون
وما قبضتْ إذنْ تلك الرهون
فلا صبرٌ على نأيٍ مقيمٌ
ولا دَمعٌ على سرٍّ أمينُ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ولما قضتَ منّي الحياة ُ مآرباً
ولما قضتَ منّي الحياة ُ مآرباً
رقم القصيدة : 22566
-----------------------------------
ولما قضتَ منّي الحياة ُ مآرباً
وَقَدْ تركوني في المقابر أعْظُما
وقالوا قضى نحباً وسار لرّبه
وماتَ بحمد الله إذ مات مسلما
ومن عبد الرحمنَ سبعين حجة ً
لقى الله باريه أبرَّ وأرحما
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> جئتَ يا ابن الفاروقِ من معجز
جئتَ يا ابن الفاروقِ من معجز
رقم القصيدة : 22567
-----------------------------------
جئتَ يا ابن الفاروقِ من معجز
القول بما لا تَفي به البُلَغاءُ
من بديع التَسْمِيط ما هو للأبـ
ـصار نور وللقلوب جلاء
من قصيد حلتْ غداة تحلَّتْ
فازدهتنا بحليها الحسناء
سمّطتها من قبلك الناس لكنْ
فاتها في قصورها أشياء
أَنْتَ وفّيتها المحاسن طرّاً
إنّما شيمة الكرام الوفاء
ولقد خضتَ في الحقيقة بحراً
وقفت عند حدّه الشعراء
منطق مصقع ولفظ وجيز
وكلام كأنّه الصبهاء
مئل روض الحزون لاح عليه
رونقٌ من جماله وبهاء
فهي الشهد في الحلاوة لفظاً
وهي الماء رقة ً والهواء
فلكَ الأجرُ والمثوبة فيها
ولك الحمد بعدها والثناء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> قصدتُ من الزوراء صدراً معظماً
قصدتُ من الزوراء صدراً معظماً
رقم القصيدة : 22568
-----------------------------------
قصدتُ من الزوراء صدراً معظماً
تَقَرُّ بهِ عيني وينشرح الصدرُ
وأَمَّلْتُ فيه النفع فيما يَسُرُّني
وقد سامني ضرٌّ وقد ساءني دهر
فقلتُ نفسي والرجاء موفَّرٌ
ليهنك هذا القصد والنائل الوفر
فكّنا به كالقلب طول حياتنا
لنا الصَّدرُ دونَ العالمين إو القبر

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> عليُّ لا زلتَ مسروراً بسلمان
عليُّ لا زلتَ مسروراً بسلمان
رقم القصيدة : 22569
-----------------------------------
عليُّ لا زلتَ مسروراً بسلمان
مَسَرَّة ً تُتَمنّى مُنذُ أزمانِ
قد أعلنتْ بالتهاني فهي معلنة
كما نؤمّلُ فيها أيَّ إعلانَ
فلا تزال مدى الأيّام في طربٍ
منعَّم البال في روحٍ وريحان
وسرّك الله في تزويج ذي شرف
من دوحة من علاء ذات أفنان
وخير ما أنتَ قد زوّجتَ من ولد
كفواً بكفوٍ وأقراناً بأقران
هنيّته بسرور في تزّوجه
ولو درى بسروري فيه هنّاني
أَسْدَيتَها مِنّة ً بات الهناء بها
يعيد آثار أفراح بأعيان
فَضْلٌ من الله ما تسديه من منن
تجرُّ في حلبات الفضل أرساني
يا متبعاً هبة الأولى بثانية
وطالما تتبع الحسنى بإحسان
شكراً لأيديك ما زالت تفيض لنا
مناهلَ الجود تروي كل ظمآن
تنهلُّ ما کعترض العافي سماحتها
فأنتَ والعارض المنهل سيّان
عَلَتْ برِفْعَتِك السادات وافتخَرتْ
حتى لقد خِلْتَها تعلو لكيوان
وكيفَ لا تتعالى سادة نجب
فيها عليٌّ عليٌّ القدر والشان
فكم تجلّى لنا من وجهه قمرٌ
فراح يجلو به همّي وأحزاني
الله أبقى بكم في الذكر خالده
وكل ذكر خلا أبنائكم فان
به التقى قَمراً حسن سما بهما
في المجد وکلتفَّ غصن البان بالبان
يهنيكم آل بيت المصطفى فرحٌ
عمَّ البريَّة من قاصٍ ومن دان
فسرَّكم ما رأيتم والسماع به
سماع هاتف للبشرى بألحان
فقالَ والقول للداعي مُؤَرِّخُه
سُروركم دامَ في تزويج سلمان

العصر العباسي >> البحتري >> نلت ما نلت يا بغيض بأم
نلت ما نلت يا بغيض بأم
رقم القصيدة : 2257
-----------------------------------
نلت ما نلت يا بغيض بأم
هي أعطتك رتبة الوزراء
فإذا عددت صنائع قوم
كنت فيها صنيعة البظراء

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> شامتِ البرقَ حينَ لاحَ مطيٌّ
شامتِ البرقَ حينَ لاحَ مطيٌّ
رقم القصيدة : 22570
-----------------------------------
شامتِ البرقَ حينَ لاحَ مطيٌّ
أضمرتْ لوعة ً وأبدتْ حنينا
وشجاها الأسى فقال رفيقي
إنّ في هذه المطّيِ جنونا
حاكياً ومضُه وضوءُ سناه
من سُليمى تَبَسُّماً وجبينا
وبكت أنيق بدمع هتونٍ
لم تدع للفؤاد سرّاً مصونا
وبكينا لها بدمع وما ينفعُ النُّوقَ
وقد ضرَّها الهوى إنْ بكينا
كم أهاجَ القلوب منّا وميض
ثمّ أدمى بعد القلوب العيونا
كان علم الوشاة بالوجد ظنّاً
فأعادت ظنَّ الوشاة يقينا
عبراتٍ أَسْبَلْتُها ودموعاً
كان لولا الهوى بهنّ ضنينا
يوم كان الوداع إذ آل ميٍّ
قوَّضوها ركائباً وظعونا
أَخَذَ الركب بالسُّلُوِّ شمالاً
وأخذناه مع الغرام يمينا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يرى ضيفُ عبد الواحد الخير كلَّه
يرى ضيفُ عبد الواحد الخير كلَّه
رقم القصيدة : 22571
-----------------------------------
يرى ضيفُ عبد الواحد الخير كلَّه
وتُبْصِرُ عيناه جَميعَ الذي يهوى
كريمٌ متى تأو إلى ضوء ناره
أرتك إذن نيرانه جنة المأوى
فأكرمْ به مثوى ولو شاء ضيفه
لأنزل في إكرامه المن والسلوى
يكلّف ما لا تستطيع جفاتُه
ولم يرض حتى حُمِّلت للقرى رضوى
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ
سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ
رقم القصيدة : 22572
-----------------------------------
سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ
ميسَّراً للحمد والثناء
وأسأل التيسير في رؤيته
بالمصطفى الهادي وآل بيتهِ
وبعد فالشوق الكثير الزائد
منّي إليك طارف وتالد
أشتاقكم شوق المشيب للصِّبا
والصبّ يشتاق لأرواح الصَّبا
والمغروم العاشق من يهواه
إذا دعاه للمنى هواه
لا سيما لمّا أتى كتابكم
ولذّ لي في طيِّه خطابكم
كأنّه ترجم عن أشواقي
وعن صَباباتي وعن أعلاقي
خَبَّرَ عن قلبٍ عميدٍ وامقِ
بصاحبٍ بل بصديق صادق
إنْ نظم الكلام يوماً أو نثرْ
فإنَّه يقذِفُ من فيه الدُّرر
بفكرة ٍ ثاقبة ٍ وقَّادة
وفطنة ٍ عارفة ٍ نقّادة
أقوالُه في المجد أو أفعالَه
يَقصرُ عن أمثالها أمثاله
لله درّ ناظم وناقد
جواهراً في بحر فَضل زائد
جاءَ به مبتكراً نظاماً
قد أبهرَ الأفكار والأفهاما
وزَيّنَتْ أقلامُه الطروسا
فأنعشَ الأرواحِ والنفوسا
وهزَّ كل سامعٍ من طرب
فكان عندي من أجلّ الكتب
كأنّه من حسنه حيّاه
يهزّنا الشوق إلى لقياه
يجري النسيم في حواشي لفظه
ويَصدَع الصخرَ بفأس وعظه
فيا جزاك الله خير ما جَزى
مادحَ أصحاب العبا مرتجزا
فكانَ ما قال على فؤادي
كالماء إذْ بَلَّ غليلَ الصادي
جاءت به تحمله الرسائل
وترتضيه العرب الأفاضل
يتلى فتهتزُّ له المحافل
من طرب منه فكلٌّ قائل
أحسنتَ أحسنتَ وأنتَ المحسنُ
وكلُّ شيء هو منكم حسنُ
بلَّغكَ الله الكريمُ الأربا
بالخمسة الذين هم أهل العبا
العترة اللائي من البتول
طيّبة الفروع والأصول
والسادة الغرّ الميامين الأول
ومن بهم نصّ الكتاب قد نزل
هذا وإنّي غير خالي البال
مشوّش الأفكار والأحوال
حرَّرتْ ما حرَّرتْ من سطور
معتذِراً إليكَ من قصوري
وکعذر أخاك إنّه معذورُ
إذا جرى في ردّه تأخير
ودُمْتَ بالأمن وبالإيمان
مُوَفَّقاً في سائِر الأزمان

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألا قطعَ الرحمن كلَّ مقاطعِ
ألا قطعَ الرحمن كلَّ مقاطعِ
رقم القصيدة : 22573
-----------------------------------
ألا قطعَ الرحمن كلَّ مقاطعِ
مضرٍّ بما يقضي به غير نافعِ
رواضٍ بظلمٍ طامع غير قانعِ
وقاضٍ بجورٍ ما له من مضارع
على أنَّه بالعسف أقطعُ من ماضي
فكم قد جنى في حُكْمِهِ من جناية ٍ
وقد راح في غيٍّ له وغواية ٍ
فلا ردَّ قاضٍ ما اهتدى الهداية
قَضى ومَضى لكنْ إلى كلّ غاية ٍ
من الخزي لا يحظى بها أبداً قاضي
بلينا بقاضٍ جائرٍ غير عادلِ
يجورُ بحكمٍ قاصرٍ غيرِ طائلِ
ومنْ أعظمِ البلوى بلاءٌ بجاهل
يقولونَ يقضي قلتُ لكن بباطل
وقالوا يقضُّ الحقَّ قلتُ بمقراضِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بُشرى بمولِد نجلِكُم من مَوْلِدِ
بُشرى بمولِد نجلِكُم من مَوْلِدِ
رقم القصيدة : 22574
-----------------------------------
بُشرى بمولِد نجلِكُم من مَوْلِدِ
من صُلْب أكرمِ ماجدٍ ومُمَجَّدِ
كالسيف أصلتَ نصله من غمده
فبدا نظير الكوكب المتوقد
يحيي مناقَب من مَضى من أهلِهِ
من ناصرٍ حزب العلى ومؤيّد
العاطسين بأنف كلّ أبيّة
والمرعفين بها أنوف الحسَّد
والباسطين على العُفاة أيادياً
كم من يدٍ بيضاء تولى من يد
لا تنكرُ الأعداءُ معروفاً لهم
بمكارم لأكارم لم تجحد
حَدِّثْ ولا حرجٌ عليك بذكرهم
وأَعِدْ حديثَك ما کستطعت وردّد
فليهنكم ولدٌ بدا في وجهه
سيماء سَعْدٍ في الزمان الأسعد
فالله يحفظه ويرفع قدْرَه
ويديمه في طيب عيش أرغد
سرَّتْ به النجباء وافتخرت به
لا زال في فخر عظيم السؤود
قد جاء تاريخي وقرَّ عيونهم
بالناصر بن القاسم بن محمد

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا قدوة َ العُلماء يا من عِلْمُه
يا قدوة َ العُلماء يا من عِلْمُه
رقم القصيدة : 22575
-----------------------------------
يا قدوة َ العُلماء يا من عِلْمُه
بحرٌ ومنهلُ فضلِهِ مَوْرُودُ
يهنيك مولانا بمنصبك الذي
فازَ الوليَّ به وخاب حسود
فلقد حباك الله بالفضل الذي
يسمو على رغم العدى ويسود
في حالتي علمٍ وبذل مكارم
فعلى كلا الحالين أنتَ مفيد
وحَبَتْك ألطاف الوزير علي الرضا
مَن ذكره في الخافقين حميد
ملكٌ فإنّ حلمه فمرقرٌ
ضافٍ وأمّا بطشه فشديد
ولاّك إفتاءَ الأنام وحبّذا
رأيٌ لعَمري إنَّه لسديد
إنَّ الشريعة فيك لابس تاجها
قرمٌ وحامِلٌ سيفها صنديد
وتنوف في كلّ العلوم فأرّخوا
نوَّفتَ في الإفتاء يا محمود

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ألا أيّها النّحريرُ والعالمُ الذي
ألا أيّها النّحريرُ والعالمُ الذي
رقم القصيدة : 22576
-----------------------------------
ألا أيّها النّحريرُ والعالمُ الذي
فضائله كالبحر والفيض والجود
لقد جُدْتَ في هذا الكتاب وشرحه
وقد جئت بالتبيان في كلّ مقصود
قوافٍ كأمثال الجمان قلائد
وأزهى من العقبان في عنق الغيد
وأَوْرَدْتَ من نَصِّ الكتاب مواعظاً
لمن كان منه القلب من نحت جلمود
أقمتَ على القوم الخوارج حجَّة ً
وجئتَهُم في كلّ خوف وتهديد
إلى حضرة السلطان دام بقاؤه
وأيّده ربّ السماء بتأييد
خليفة خير المرسلين وقائم
بتشديد دين الله أيَّة تشييد
وحامى عن الإسلام بالسيف والقنا
فأيّامنا في حكمه العدل كالعيد
تبينُ فرضاً أن تطاع فأرّخوا
فتبيانُ محمودٍ لطاعة ِ محمودِ

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> جميلَ الصَّنيعِ بأهل الأدبْ
جميلَ الصَّنيعِ بأهل الأدبْ
رقم القصيدة : 22577
-----------------------------------
جميلَ الصَّنيعِ بأهل الأدبْ
بيتَ لنا في الهنا والطربْ
أَعِندك علمٌ بأنَّ الهمومَ
على خاطر المرءِ مثل الجرب
ولا من دواء لأدوائنا
ولا برءَ منها كبنت العنب
وحشر مع الغانيات الحسان
إذا حشر المرء مع من أحب
وإنّي فقيرُ إلى قهوة ٍ
ومن لي بها مثل ذوب الذهب
تقوّي العظام وتشفي السقام
وتذهب عن شاربيها النصب
إذا مزجتْ بآمن ماء السماء
تولَّدَ منها لآلي الحبب
فيا من ودادي له ثابت
وما ليَ عن حُبِّه منْقَلَب
صَراحَيتي ما بها قطرة ً
فقلْ عند ذلك يا للعجب
وأنتَ ملكت نصابَ الشراب
فأين الزكاة وهذا رجب
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> دمتَ بالنيشان والعيد سعيدا
دمتَ بالنيشان والعيد سعيدا
رقم القصيدة : 22578
-----------------------------------
دمتَ بالنيشان والعيد سعيدا
فترى أيّامك الغرّاء عيدا
أنت قد ألَّفت فيما بينهم
وأَغظْتَ البَرْمَ والخصم الحسودا
تترقّى رتب المجد التي
ترتقي فيك إلى المجد صعودا
أَقْبَلَ الخيرُ علينا كلُّه
ولقدْ أوسعنا قبلُ صدودا
يا أميراً في كرامٍ نجبٍ
فَضَلُوا العالم إحساناً وجودا
كان روضُ الأنس روضاً ذاوياً
فَغَدا من فَضْلكم غَضّاً جَديدا
شملتهم رأفة ٌ منك بهم
وألانتهم وإنْ كانوا حديدا
تلك أيّام نحوس قد خلتْ
وکستحالت في مزاياك سعودا
قلت يا عنقَ المعالي فزهتْ
عنقاً منك إلى المجد وجيدا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> زرتم فحيّيتم كما ينبغي
زرتم فحيّيتم كما ينبغي
رقم القصيدة : 22579
-----------------------------------
زرتم فحيّيتم كما ينبغي
لصاحِب زارَ وخِلٍّ يَزورْ
مجلسكم هذا وإيناسكم
منكم عليه في المسّرات نور
يا حبذا مجلسُ أنسٍ زها
والسادة الأشراف فيه حضور
بطلعة مقرونة بالهنا
وأوجهٍ تطلع منها البدور
قرَّتْ عيون المجد في عقدكم
وانشرحت منّا لذاك الصدور
جاء بكم عُرسُ فتى ً ماجدٍ
لباطن الأفراح فيه ظهور
في طالع السعد وإقباله
فيه البشارات وفيه الحبور
هنَّيتُ محموداً وإخوانه
لهمّة لا يعتريها فتور
لفعله البر وأفعاله
ليسَ بها من كلّ وجه قصور
قد سَرَّنا الله فأرَّخْتُه
بعُرسِ إبراهيم أقصى السُّرور

العصر العباسي >> البحتري >> ومستضحك من عبراتي وبكائي
ومستضحك من عبراتي وبكائي
رقم القصيدة : 2258
-----------------------------------
ومستضحك من عبراتي وبكائي
بكفيه دائي في الهوى ودوائي
رآني وعيني بالدموع غزيرة
وقد هتك الهجران ستر عزائي
بسطت إليه راحتي متضرعاً
أناشيده ألا يخيب رجائي
فقال: فمن أبكاك إن كنت صادقاً
فقلت: الذي أهوى، فقال: سوائي.

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> ليهنكم العقدُ المبارك إنَّهُ
ليهنكم العقدُ المبارك إنَّهُ
رقم القصيدة : 22580
-----------------------------------
ليهنكم العقدُ المبارك إنَّهُ
عَلى خير كُفْوٍ للكريم وأقرانِ
ومجتمع الأشراف من كلّ وجهة
أكابر ساداتٍ وأشراف أعيانِ
وقد كنت أرجو الله من قبل هذه
أرى فيه ما أمَّلْتُه منذ أزمان
وما زلتُ أدعو الله ما قد يسرّني
بأبناء أصحابي الكرام وإخواني
فكان بحمد الله عقداً مباركاً
جَلوباً لأفراحي سلوباً لأحزاني
سُرِرْنا وسُرَّ الناس فيما أتوا به
بيوم له شأن وناهيك من شان
ودام بخير للمسرات والهنا
فأرَّخْتُ عَقْدُ الخير دام بنعمان

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا مَعْشَر السادة الأسرافِ لا بَرِحَتْ
يا مَعْشَر السادة الأسرافِ لا بَرِحَتْ
رقم القصيدة : 22581
-----------------------------------
يا مَعْشَر السادة الأسرافِ لا بَرِحَتْ
تسمو إلى المجد أشياخاً وفتيانا
طلَعْتُم أنجماً بالعزّ مشرقة ً
والأنجمُ الزهر قد يَطلعنَ أحيانا
لتهنكم بمسرّاتٍ نفوزُ بها
بُشرى كما تنعش الأرواحُ أبدانا
بشارة بغلام قَرَّ أعينكم
قد أعلنتْ بقدوم الخير إعلانا
ومذ بَدَتْ من ضياء الدين غرّته
جَلَتْ عن القلب أدراناً وأحزانا
من دوحة من رسول الله منبتها
تفرّعَتْ منه أغصاناً وقضبانا
طالت به واشمخرت في العلى وسمت
حتى لقد طاولت بالمجد كيوانا
إذا ادعى الشرف السامي تفرُّدكم
في المجد أظهر في دعواه برهانا
يا أشرف الناس بين المنجبين أباً
وأرجحَ الناس إنْ روجحتَ ميزانا
بوركتَ في ولدٍ أرّخ بمولود
تمّ السُّرور وبداود بن سلمانا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هنَّيتُ مولانا المشيرَ بابنهِ
هنَّيتُ مولانا المشيرَ بابنهِ
رقم القصيدة : 22582
-----------------------------------
هنَّيتُ مولانا المشيرَ بابنهِ
لما تبدَّى بالجمال الفائقِ
ولاحَ للخير به أدلّة ٌ
يكشف باديها عن الحقائق
منها وُرودُ نِعمة من مَلِكٍ
أَعزَّه الله لعزِّ الصادق
فكان في ميلاده مَسَرَّة ً
لسابق من الهنا ولاحقِ
مبارك الطلعة ميمون بها
ذو بهجة راقتِ لعين الرامق
أَبْدَعَ في تصويره خالقه
سُبحان مَن صوَّرَه من خالق
حاز من البدر المنير طلعة
ومن أبيه أكْرَمَ الخلائق
شبلُ هزبرٍ باسلٍ غضنفر
أعيذُه من سُوءِ كلّ طارق
ينشأ في حجر المعالي والعلى
على ظهور الضُمَّر السوابق
كم قائلٍ مُؤَرِّخٍ مولدُه
قَرَّت بَعبد الله عينُ النامق
 
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> رَعى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه
رَعى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه
رقم القصيدة : 22583
-----------------------------------
رَعى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه
بغيداء أشكوها الغرام فتنصفُ
إذا خطرت خاف القنا خطراتها
لها من غصون البان قدٌّ مهفهف
وما نظرت إلاّ بأدعج فاترٍ
كما استل ماضٍ يفلق الهام مرهف
نظرت إليها والوشاة بغفلة
وشمل الهوى ما بيننا يتألّف
فلا تنكرا منّي هواها فإنّني
عرفتُ بها في الحبّ ما ليس يعرف
وقد كدتُّ أدمي خدها بنوظر
أبى الله إلاَّ أنها اليوم تذرَف
وقد مَلأَت عَيْنيَّ بالحسن كلِّه
وما الشمس إلاَّ مثلها حين توصف
ليالي لم نحذر بها ما يريبنا
على مثلها فليأسَفِ المتأسّف
نطارحني فيها الحديث فأنثني
كأنْ قد أمالتني من الراح قرقف
تقول تلافُ الصبّ فيمن يحبّه
فقلت لها إنَّ الصبابة تتلفُ
تعنّفني فيك اللحاة جهالة
وما أنا لولا أنتِ ممّن يعنَّف
ورحتُ ولا والله أدراي بأنّني
من الراح أم من ريقها أترشف
وبتنا كما شئنا وشاء لنا الهوى
وباتتْ أباريق المدامة ترعف

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> على أَيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا
على أَيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا
رقم القصيدة : 22584
-----------------------------------
على أَيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا
وأجْرَيْتَ ممّا وَجَدْتَ الدُّموعا
ومن أيّ حال الهوى تشتكي
فؤاداً مروعاً وشوقاً مريعا
تذكّرْتُ أيامنا بالحمى
وقد زانت الغيد تلك الربوعا
ولم أدر حين ذكرت الألى
دموعاً أرقتَ لها أمْ نجيعاً؟
وقال عذولُك لما رآك
وما كنتَ للوجد يوماً مذيعا
لأمرٍ تصبّبُ هذي الدموع
إذا شمتَ في الجزع برقاً لموعا
ولما فقدتَ حبيبَ الفؤاد
غداة الغميم فقدت الهجوعا
وكنتَ غداة دعاك الهوى
لحمل الغرام سميعاً مطيعا
وإنّي نصحتُك من قبلها
وزِدْتُك لَوماً فَزِدْتَ ولوعا
ولما رغبتَ بحمل الغرام
حَمَلْتَ الغرامَ فَلَن تستطيعا
وأصبحتَ تبكي بدوراً غربنَ
زَماناً على الحيّ كانت طلوعا
وأيّامُنا في زمان الصّبا
وإنْ لم تكنْ قافلات رجوعا
فإنْ تبكِهمْ أَسَفاً يا هذيم
فخذني إليك لنبكي جميعا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها
رقم القصيدة : 22585
-----------------------------------
يا سيّداً سادَ في الأشراف أجمعِها
ولم يَزَلْ سيّد السادات مُذ كانا
إنّ النقابة قرَّتْ فيك أعينها
وفاخرتْ بك كبّارا وأعيانا
والحمد لله إذ وافتك يومئذ
بشارة تُعْلِنُ الأفراح إعلانا
من جانب اللمك العالي بعزَّته
على جميع ملوك الأرض سلطانا
عبد العزيز أدام الله دولته
وزادَ في ملكه أمناً وإيمانا
أعلى ملوك بني الدنيا وأرفعها
قدراً وأعظمها في عصره شانا
لو وازنته ملوك الأرض قاطبة
لكان أرجحها في العز ميزانا
أو حارَب الكفرَ أضحى وهو متخذٌ
حِزْبَ الملائك أنصاراً وأعوانا
حامي حمى ملّة الإسلام حارسها
لأمره أذعنتْ لله إذعانا
لولاه ما نشرت للعدل ألوية ٌ
وربّما کمتلأَتْ ظلماً وعدوانا
ولاّك ما كنتَ أهلاً أنْ تكونَ له
مشيداً من مباني المجد أركانا
وبالنقابة في عام نؤرّخه
إليكَ قد بَعَثَ السلطان فرمانا

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> يا بني الشَّيخ والغياث المرجّى
يا بني الشَّيخ والغياث المرجّى
رقم القصيدة : 22586
-----------------------------------
يا بني الشَّيخ والغياث المرجّى
عندَ ضيق الخناق للتنفيسِ
يا غيوثَ الندى بيوم العطايا
وليوثَ الوغى بحرّ الوطيسِ
رفع الله شأنكم في المعالي
رفعة ً لا تزال فوق الرؤوس
لا تزالون في الرجال رؤوساً
من رئيس منكم ومن مرؤوس
قَدَّسَ الله سِرّكم مِن أناسٍ
شغلوا بالتسبيح والتقديس
لبسوا بالتقى أجلَّ لبوس
ولباس التقوى أجلّ لبوس
قد عرفنا ما تنطوون عليه
مذ عرفنا الموهوم بالمحسوس
أنْتَ عبد الرحمن في كلّ حال
من سُعودٍ بريئة من نحوس
ذهبٌ خالص ودرُّ نقيُّ
لم تشبه الأدران بالتلبيس
كلّ يوم تزفُّ منّي قصيد
في ثنائي فيكم زفاف العروس
خَلَّدَتْ بالثناء عصراً فعصراً
سؤود المجد في بياض الطروس
فاهنا في رتبة وأرَّختُ قد
يهنا عبد الرحمن بالتدريس

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مولايَ قَد حان الوَداعُ
مولايَ قَد حان الوَداعُ
رقم القصيدة : 22587
-----------------------------------
مولايَ قَد حان الوَداعُ
وقدْ عزمتُ على المسيرِ
كم زرتُ حضرتك التي
ما زلتُ منها في حبور
ورجَعْتُ عنك بنائلٍ
غمرٍ وبالخير الكثير
والله يعلَمُ أنّني
عن شكر فضلك في قصور
يا مفرَداً في عَصره
بالفضلِ معدوم النظير
يا يوسفَ البدر الذي
يسمو على البدر المنير
ما لي بغيرك حاجة ً
كغنى الخطير عن الحقير
وسواك يا مولاي لا
والله يخطر في ضميري
ما كلُّ وَرّاد يفوز
بمورد العذب النمير
لا زلتَ أهلاً للجميل
مدى الليالي والشهور

العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بِرُوحِكِ يا سُلَيمى ما لِقلبي
بِرُوحِكِ يا سُلَيمى ما لِقلبي
رقم القصيدة : 22588
-----------------------------------
بِرُوحِكِ يا سُلَيمى ما لِقلبي
لَهُ في كلِّ آوِنَة ٍ خُفُوقُ
ولا سيما إذا هبَّت شمالٌ
به أو أوْمَضت منه البروق
أَمِنْكِ الوَجْدُ قَيَّدني بقَيْدٍ
فَرُحْتُ ودمع أجفاني طليق
نهضتُ بعبءِ حبّك يا سليمى
وإنْ حَمَّلْتِني ما لا أطيق
ويملكني هواكِ وكلُّ حرٍّ
لمن يهواه يا سَلمى رقيق
وأعجبُ ما أرى أنّي غريقٌ
بدمع منه في قلبي حريق
وما فرّقتُ شمل الدمع إلاّ
غداة َ البين إذ ظعن الفريق
أُريقُ دَمَ العيون غداة َ سارت
ركائبهم وأيُّ دمٍ أُريق
فَهلَ طيفٌ يلمُّ بنا طروقاً
فَيَمْرَحُ عندنا الطيْف الطروق
وهل نزل الحيا بالويل ليلاً
بها واعشوشب الروض الأنيق
وهل ضحكَ الأقاح على رباها
وخضَّبَ خدَّه فيها الشقيق
فَقَدْ مَرَّتْ لنا فيها ليالٍ
نشاوى بالمدام فلا نفيق
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى