جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
رقم القصيدة : 11812
-----------------------------------
إنَّ الزمانَ الذي سميتهُ بفنا
هوَ الزمانُ الذي سميتهُ بفنا
هذا الزمانُ إذا فكرتَ فيهِ ترى
في شانه عجباً لم يتخذ سكنا
مع طولِ صحبته لكلِّ طائفة ٍ
من الخلائقِ روحاً كان أو بدنا
يذمهُ كلُّ شخصٍ إذْ يشاهدُه
وإنْ مضى كانَ ما قدْ ذمهُ حسنا
ما أنصفَ الدهرَ خلقٌ من بريتهِ
وهوَ الذي يورثُ الأفراحَ والحزنا
فينظرونَ الذي قدْ أساءهم أبداً
وينظرونَ وجودَ الخيرِ والمننا
فيسترون الذي قد سرّ أكثره
ويجهرونَ بما قدْ ساءهمْ علنا
فداه خالقه بنفسه فلذا
يقولُ إني أنا الدهرُ الذي امتحنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
رقم القصيدة : 11813
-----------------------------------
إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
هو مني مثل نا وأنا
فيقولُ الشرعُ أنتَ هنا
ويقولُ الكشفُ لستُ هنا
كلُّ منْ تعدوه حكمتهُ
فهوَ في تعمى بها وهنا
وجميعُ الخلق ليس لهم
منْ غذاءٍ غيرهمْ فبنا
فبنا كانتْ عوارضُنا
وبه كنا له سكنا
ويقولُ العقلُ فيهِ كما
قاله مدبِّر الزمنا
وهو لا يدري زمانتهم
فتراه يعبد البدنا
والذي أحواله هكذا
هو إلا عابدٌ وثنا
فإذا قامتْ شواهدُهُ
عنده مضى لها وثنا
عطفهُ عنها وغادرها
عدماً واستلزم السننا
وأتى لكلِّ خافية ٍ
فأتى بها لهم علنا
وأزال الابتداع ولم
ير إلا الفرض والسننا
كلُّ ما في العلمِ يشهدهُ
ليس شيءٌ عنده بطنا
فمتى ما قال قائلهم
حكمة َ الإخفاءِ عنهُ بنى
قل له جهلت صورته
فانظروا ما ضمنَ اللسنا
من يقلْ نحنُ بهِ ولهُ
فليقل أيضاً بنا ولنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
رقم القصيدة : 11814
-----------------------------------
أرى المطلوبَ يكبرُ أنْ يصانا
ويعظم أنْ يقاومَ أوْ يدانى
عجبتُ لقربه الأدنى بذات
منزهة تعالتْ أنْ تُهانا
تجلتْ والضياءُ لها حجابٌ
وجلتْ أنْ نراها كما ترانا
فلا يحظى بها إلا حريص
وأما منْ تكاسلَ أو توانى
فينساها وتنساه وهذا
جزاء قد تلوناه قرانا
فمنْ يقريهِ لمْ يطعم سواها
وقد حاز المكانة َ والمكانا
كما أنَّ العليلَ إذا أتاها
يخصُّ به الزمانة َ والزمانا
ظلامٌ كيف يحجبُه ونورٌ
ونحن نراه دونهما عِيانا
فما أرجو سواهُ لكلِّ أمرٍ
مهمٍّ ليسَ يعرفهُ سوانا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
رقم القصيدة : 11815
-----------------------------------
وإخوانِ صدقٍ جملَ اللهُ ذكرهمْ
معلمهم كلبٌ وهم يزجرونهْ
يعرفهم بالحالِ والفعلِ قدرهمْ
فيعرفهم عيناً وهم يجهلونه
يلازمُ بابَ القومِ يحمي ذمارهمْ
ويحفظهُم طبعاً ولا يحفظونهْ
يقولُ لهم بالحالِ إني منكمُ
وعلمي بكم علم بما تعلمونه
فلم يفهموا ما قاله وتواطئوا
على مسكه حفظاً بما ينظرونه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي
الحمدُ للهِ الذي
رقم القصيدة : 11816
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي
أذهبَ عنا الحزنا
ولمْ نزلْ نعبدُه
ينوبُ عنا مثل ما
فما أتى من خطأ
نفوسنا مكننا
إضافة ُ الفكرِ لنا
ـنا جودَهُ والمننا
كفقرِنا وذُلِّنا
وما بدا إلا بنا
وإنما حجرُه
ما بين ذمٍّ وثَنا
ولا أقول مثلَ ما
ـبرهانِ صحاً بيننا
فقهقهرَ المعلونَ يعـ
ـدُو معلماً بي معلنا
هذا عبيدٌ جئتهُ
بفتنة ٍ ما افتتنتا
فما التوى ولا ونى
قلبتهُ لعلني
أضلهُ فقل أنا
غاً للذي قامَ بنا
فقالَ لي عاصمهُ :
بهِ المهيمنُ اعتنى
ذا حجة ٍ مبرهنا
منْ درة ٍ لما دنا
وقالَ لي خساً يا لعيـ
انْ لا تراه أعينا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول لما أن بدا
أقول لما أن بدا
رقم القصيدة : 11817
-----------------------------------
أقول لما أن بدا
للعينِ ما أشهدَنا
الحمد لله الذي
بجودِه أوجدَنا
من عينه فكان لي
من ذاكَ رباً محسنا
أثنى عليه مُفصحاً
بهِ مسراً معلنا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ لله بالحجازِ يميناً
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
رقم القصيدة : 11818
-----------------------------------
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
ومقاماً مؤمناً وأمينا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
رقم القصيدة : 11820
-----------------------------------
ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
ونزلتمْ بهِ عليهِ سنينا
فجوارُ الإلهِ خيرُ جوارٍ
تعلموه يومَ الورودِ يقينا
وادخلوهُ إذا أتيتم إليهِ
دونَ هدى ً بعمرة ٍ محرمينا
فهو الشرع لا تحيدون عنه
وهوَ نصُّ الرسولِ فيهمْ وفينا
معَ هذا فقلتُ عبدٌ تقيٌّ
وسِعَ الحقُّ بالنصوصِ المتينا
حين ضاقت عنه سماءٌ وأرضٌ
نصَّ فيهِ الرسولُ حياً مبينا
فثقلنا كما ثقلنا بقولٍ
حينَ كنا بما أتى مؤمنينا
لمْ نكنْ في الذي ذكرناهُ عنهُ
ونسبنا لذاته مفترينا
فاحمدوا اللهَ إنني لنبيٌّ
لمْ يكنْ مثلهُ نبيٌّ يقينا
من عذابِ الحجابِ في دارِ بعدٍ
حصل الغيرُ فيهِ حزناً وهونا
ما مقامي بأرضِ شرقٍ وغربٍ
وشمالٍ إلا خساراً مبينا
فاعملوا نحوهُ مطيَّ الأماني
لتكونوا لحكمهِ مسلمينا
إنما أنتمُ عبيدٌ دعاة ٌ
لتكونوا بذلكمْ آمنينا
واتقوا الله في الدعاء إليه
فبتقوى إلهكمْ تعملونا
كلٌّ فرقٍ يكونُ ما بينَ هدى ً
وضلالٍ بهِ يكونُ مصونا
منْ أذى باطلٍ وعصمة حقٍّ
ولأشبالٍ أسدِه فعرينا
من يكن هكذا يغزُ بمقامٍ
حازه من أتاه من طورسينا
لم يكن قصده فكان امتناناً
وجزاء لسعيه ليبينا
عندنا جودُه فنعلم حقاً
أنه لم يكن بذاك ضنينا
ولهذا الفقيرُ يطمعُ فيه
وإليهِ شدَّ الحريصُ الوضينا
يبتغي الجودُ والوجودُ جميعاً
لتكونوا لديهِ حيناً فحينا
إنهُ ذو جدى ً وربُّ وفاءٍ
بعيدٍ أضحى لديهِ مكينا
فإذا ما ابتغاه جاء إليه
ومنْ أسمائهِ أراهُ كمينا
فيهِ حتى تراهُ عيناً بعينٍ
شافياً علة ً وداءٌ دفينا
إنه الداءُ والدواءُ جميعاً
لتقوموا بحقهِ أجمعينا
واطلبوا العدلَ حيث كنتم لديه
واسكنوا من أماكنيه عرينا
مثل زيتونة تمد بدهن
نورَ مصباحنا بهِ لترينا
ما أتانا بهِ لضربِ مثالٍ
نعلمُ الحقَّ منهُ حقاً يقينا
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
رقم القصيدة : 11821
-----------------------------------
إذا أنت لم تعرف إلهك فاعتكف
عليهِ بما تدري ولا تتخذ خدنا
فإني لكلِّ الاعتقاداتِ قابلٌ
وإني منكمْ مثلُ ما أنتمُ منا
مننتُ عليكم بالذي جئتكم به
على ألسنِ الأرسالِ حباً لكمْ منا
بعثتُ إليكم واحداً واصطفيته
لنا ولكم منكم فبنتم وما بنا
وحلتمْ عنِ العهدِ الذي كانَ بيننا
بمشهدٍ قبض الذرّ فيه وما حلنا
أجازيك لي بالصوم إذ كان لي بكم
فيا ليت شعري هل تدين كما دنا
وزلتم بلا أمر ولا عين مبصر
عنِ العينِ بي دونَ الأنامِ وما زلنا
وكنا على أمرٍ بهِ قدْ عرفتمُ
ونحن عليه ما نزال وما زلنا
ونعلمُ أنا إذْ تجولونَ في بنا
بميدانِ أشهادِ جحاجحة ٍ جلنا
فإن قمتَ لي فيما أمرتك طائعاً
بأمرك يا عبدي إذا قمت لي قمنا
وما أبتغي في ذاك أجراً ولا أرى
وفي النفي عرفاني فنحن كما كنا
فما تبتغي نفسي سراحاً لذاتها
فقد ألفت من ذاتها القيد والسجنا
وهذا مَجال فكها وسراحها
ولم ندر هذا الأمر إلا إذا صمنا
ولكن بإذنِ الشرعِ لا بعقولنا
ولوْ قالَ عقلي ما أعرتُ لهُ أذنا
خلافُ الذي قالَ الحكيمُ بفكرهِ
منَ الحكمِ بالتسريحِ جهلاً بما فهنا
فنحنُ على ما قدْ علمتم كذاتهِ
إذا فارقتْ معنى يقيدها معنى
فإطلاقه إن أنتَ أنصفتَ قيدَه
فلا تنتظرْ فيهِ خطاباً ولا إذنا
فلم نخلُ عن مجلى يكون له بنا
ولمْ يخلُ سرٌ يرتقي نحوهُ منَّا
رقيُّ معانٍ لارقيَّ مسافة ٍ
على صورٍ شتى تكونُ بنا عنا
إذا كان هذا الأمر بيني وبينه
فقدْ نالَ أيضاً مثلَ ما نحنُ قدْ نلنا
قدِ انبهمَ الأمرُ الذي كانَ واضحاً
لعقلي بشرعي فالأمور كما قلنا
فقالَ لي : المطلوبُ لستُ بغيركمْ
إذا فزتمُ فزنا وإنْ عدتمُ عدنا
كما جاءَ في الشرعِ المطهر أنهُ
يمل إذا مل العبيد فما فزنا
بشيءٍ لنا نمتازُ عنهُ بهِ ولمْ
يحز دوننا أمراً لديه ولا حزنا
لقد جزتُ فيما قلته حدَّ نشأتي
فيا ليت شعري هل يجوز كما جزنا
وهذا غريبٌ إنْ يقع فهو مطلبي
عليهِ رجالُ اللهِ إنْ ساءلوا حلنا
وما أحدٌ منا إذا جاز حدَّه
إلى ضدِّه يلتذ فيه فإن امنا
فذلك أقصى ما يكون من المدى
وقائلهُ دونَ الأنامِ قد استغنى
ومنهُ يقولُ الحقُّ عني بالغنى
وفي عبدهِ في نجمِ قرآنه أغنى
وبالكسبِ نال العبد هذا الذي أتى
إلى قولهِ أغنى قنى ً ما بهِ أقنى
تقربَ ما نادى الذبيحُ إلههُ
طواعية ً منكمْ ولا تقربِ البدنا
وجلْ بمفازاتِ المعارفِ تائهاً
تزادُ بلا زادٍ ولا تدخلِ المدنا
فإنَّ عوامَ الناسِ قد ينكرونه
إذا جاءكم فليتخذ بعدهم جنا
فإن اتخاذ الستر فرضٌ معيَّنٌ
كذا جاءنا فيما بهِ اللهُ قدْ دنا
ولوْ لمْ يكنْ هذا لكانتْ دماؤنا
تباحُ فيا أهل الوجودِ قد أعلمنا
نصحناكمُ عن إذن ربي وما بقى
سوى أنْ تعوا ما قلتهُ حينَ أفهمنا
أتينا بها بيضاء مثلي نقية
عنِ الغرضِ النفسيِّ حقاً وبينا
وراثة علمٍ من شرائعِ رسله
لنرجعَ فيه للإله إذا أبنا
فمنْ كانَ ذا علمٌ وكشفٍ محققٍ
إذا كان يدعو فليتب مثلَ ما تبنا
عليه مدار الأمر في كلِّ مُرسَلٍ
فقلت لهم فابنوا على مثل ذا يبنى
لقدْ صدقتْ نفسي لكمْ في مقالها
ووالله، خاضت ونحن فما خضنا
عليكَ بصدقِ القولِ في كلِّ حالة ٍ
ولا تتأولْ واتخذهُ لكمْ حصنا
ولا تعجز الحق الذي هو قادر
وكن كالذي قال الإله لهم عنا
فقدْ بانَ في شخصٍ جليلٍ مقامهُ
وأثر فيه بالذي كان أعلمنا
حياؤً وتعظيماً لهُ وترفقاً
وعاد علينا قوله فتضرّرنا
عليه صلاة الله ما ذرَّ شارقٌ
وما ناح للشربِ الحمام وما غنى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
رقم القصيدة : 11822
-----------------------------------
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
وكنا لهُ عندَ النزولِ مكانا
لقدْ ضاقَ عنهُ أرضهُ وسماؤهُ
وبالسَّعة المثلى لديه حبانا
وما وسعَ الرحمنَ إلا وجودُنا
كأنا على العرشِ العظيمِ بنانا
ولما وسعنا الحقّ جل جلالُه
نعمنا به علما به وعِيانا
ولم نتخذ غير المهيمن ساكنا
ولمْ يتخذْ بيتاً يكونُ سوانا
لقد جاد لي ربي بكل فضيلة ٍ
وآتانِ منه بسطة ً وبيانا
إذا نحنُ جئناهُ على كلِّ حالة ٍ
بضعف الذي جئنا إليه أتانا
إذا نحنُ أثنينا عليهِ بذاتنا
وكان لنا منك الشهود أمانا
على كلِّ ما قلناهُ فيكَ وعصمة ٌ
فما ثمَّ عينٌ في الوجودِ ترانا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
رقم القصيدة : 11823
-----------------------------------
ويفضل عنها مثلها وزيادة إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
قصارى حديثي أنْ أكونَ كأنهُ
بذا جاءَ نصُّ الشرعِ في غيرِ موضعٍ
فمن لم يصدقني فيعلم أنهُ
عنِ الحقِّ مصروفٌ إلى غيرِ وجههِ
وعن مشهد التحقيق ربي أكنه
وأعلمُ ما المعنى الذي قامَ واستوى
على عرشه العلويِّ حين اجنَّه
وما هوَ إلا قربهُ ليسَ غيرهُ
ولو كان ذا بعد لأسمعَ أذنه
خطاباً بليغاً يخرقُ السمعَ صوتهُ
ويودعُ فيه من تكلم أذنه
وديعة َ حقٍّ لا وديعة َ حيلة ٍ
فيضحى لما قد فات يقرعُ منه
كما صنع الرامي الذي جاز سهمه
فريستهُ فاستلزمَ القلبُ حزنهُ
فوسع مكانَ الضيقِ منك تخلقا
فمن وسعَ الرحمن سهل حزنه
ولا شطرَ الأشياءِ إلا بعنيها
فقد يقلبُ الفرار وقتاً مجنه
إذا كنتَ ذا خبرٍ لما أنتَ صانعٌ
له فعلمنا أنْ ستدرك حسنه
تأملْ إذا ما قربَ الشخصُ بيضة ٌ
هيَ الكلُّ منْ شخصٍ يقربُ بدنهُ
ويفضل عنها مثلها وزيادة
وهذا دليلٌ إن تحققت عينه
فخذ بالوجودِ الحقِّ ما دمت ههنا
ولا تبقَ شيئاً إنْ تحققتَ عينهُ
فمنْ سنَّ خيراً حازَ منْ كلِّ معتدٍ
به خيره بالفعلِ إذ كان سنه[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كم رأيناك ولم تشعر بنا
كم رأيناك ولم تشعر بنا
رقم القصيدة : 11824
-----------------------------------
كم رأيناك ولم تشعر بنا
إذْ أنا أنتَ وما أنتَ أنا
يعلمُ اللهُ بأني عبدُ منْ
كلما قالَ أنا كانَ أنا
تاه فيه الفكر من عزته
ليرى ما لا يُرى إلا بنا
فإذا ما قلتُ هبْ ليَ نظرة ً
قالَ لا أفعلُ ما دمتَ هنا
زلْ ترى ذاكَ الذي تطلبهُ
من وجودي بكَ مرأى ً حسناً
إنَّ قلبي عين قلبي فانظروا
تبصروا ما قلتُ صبحاً بينا
لستُ ممن شرب العلم به
عسلاً بلْ كانَ ورشاً لبنا
فإذا أسند لي ما يدَّعي
من نصوصِ الوحي فيهِ عنعنا
حدث القلب عن الروحِ كما
حدثَ القلب عن الله لنا
إنني عينك فانظر ما ترى
فأتى بالنص فيه ما كنى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
رقم القصيدة : 11825
-----------------------------------
إذا ما الشخصُ أظهرَ ما يراهُ
وما سبرَ الفهومَ ولا الزمانا
فإنَّ اللوم يلحقه عليه
ويسلبُ منْ إذاعتهِ الأمانا
فمنْ شرطِ الأمانة ِ أنْ يراهُ
بخيلاً في أمانتهِ عيانا
فإنَّ لها إذا فكرتَ أهلاً
وإنَّ لها المكانة َ والزمانا
لقد جاء الرسولُ به صريحاً
وقد كنا تلوناه قرانا
وإنَّ الذوقَ منْ هذا وهذا
إذا كنا بحضرتهِ قرانا
أراه مع الزمانِ بكلِّ وقتٍ
يدور بحكمة ٍ وكذا يرانا
فنزه عن معارضة ِ الليالي
كلامكَ إنَّ حكمَ الدهرِ بانا
به ربُّ البريّة قد تسمى
لذلك قد علا مجداً وشانا
لقد جاد الإله عليَّ إذ لم
أكن من أهله كرماً ودانا[/font]
 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
رقم القصيدة : 11826
-----------------------------------
لله دَرُّ عصابة ٍ سارت بهم
نجبُ الفناءِ لحضرة الرحمانِ
قطعوا زمانهم بذكرِ إلههم
وتحققوا بسرائرِ القرآنِ
ورثوا النبيَّ الهاشمي المصطفى
من أشرافِ الأعرابِ من عدنانِ
ركبوا بُراق الحبِّ في حرم المنى
وسروا لقدسِ النورِ والبرهانِ
وقفوا على ظهرِ الصفا فأتاهمُ
لبنُ الهدى من منزل الفرقانِ
قرعوا سماءَ جسومهم فتفتَّحت
أبوابُها فبدت لهم عينان
عينٌ تبسم ثغرها لمّا رأتْ
أبناءَها في جنة ِ الرضوانِ
وشمالها عين تحدَّرَ دمعُها
لما رأتهم في لظى النيرانِ
قرعوا سماءَ الروحِ لما آنسوا
جسماً ترابياً بلا أركانِ
فبدا لهمْ لاهوتُ عيسى المجتبى
رُوحاً بلا جسمٍ ولا جثمانِ
كملَ الجمالُ بيوسف فتطلعوا
لمقام إدريسِ العليِّ الشانِ
ورثوا الخلافة َ عندما نالوا منى
موسى كليمِ الراحمِ الرحمانِ
سجدَ الملائكة ُ الكرام إليهم
دونَ اعتقادِ وجودِ ربٍّ ثاني
طمحتْ بهم هماتهم فتحللوا
في حضرة الزُّلفى قِرى الضيفانِ
كملت صفاتهم العلية وارتقوا
عن سدرة الإيمانِ والإحسانِ
للذاتِ كان مصيرهم فحباهمُ
بشهودهِ عيناً بلا أكوانِ
وصلوا إليه وعاينوا ما أضمروا
من غيبِ سرِّ السرّ كالإعلان
سبحانه وتقدَّست أسماؤه
وعن الزيادة ِ جلّ والنقصان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
رقم القصيدة : 11827
-----------------------------------
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
بينَ جسمٍ وبينَ روحٍ دفينِ
وحباه الإله منه بعلم
لمْ ينلهُ بعدَ المطاعِ المكينِ
غيره فانعموا بما لاح فيكم
من سناه البهيجِ عند السكون
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
رقم القصيدة : 11828
-----------------------------------
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
عنْ نظيرٍ لهُ بدارِ أمانِ
هوَ علمٌ في أولِ الحالِ عارٌ
وكذا كان في الوجود الثاني
فانظر ذا في الكيان سرّ علاه
ثمَّ تنقيصهُ بآي المثاني
يطلب الرشد والرشادُ سناه
وهوَ أصلٌ للكائناتِ الحسانِ
وإنَّ هذا لهوَ العجابُ ممهدْ
عقلك القاضي لانقلابِ العيانِ
لو توالى أصلُ الوجودِ على ما
كان في الأصل ما التقى زوجان
ثمَّ لمَّا شاءَ الحكيمُ أموراً
أيدتها حقائقُ البرهانِ
أظهرَ الضدَّ والنظيرَ جميعاً
بالعلى والثرى فلاحَ إثنان
فأمدَّ العلوُّ للسّفلِ سِرّاً
وكذا السفلُ للعلوِّ الداني
حكمة ٌ شاءها الحكيمُ فأبدتْ
كل سرٍّ بواضحات البيانِ
فاشكر الله يا أخيّ على ما
أودعته حقيقة الإنسان
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا ورقاءُ المثاني
أنا ورقاءُ المثاني
رقم القصيدة : 11829
-----------------------------------
أنا ورقاءُ المثاني
مسكني روضُ المعاني
أنا عينٌ في العيانِ
ليس لي غيرُ المثاني
فيناديني يا ثاني
وأنا لستُ بثاني
ينتهي إلى وجودي
كلُّ شيءٍ في الكيان
أنا أتلو من تسامتْ
ذاتهُ عنِ العيانِ
ليَ حكمٌ مستفادٌ
في الأقاصي والأداني
ليسَ لي مثلٌ سوى منْ
شانُه يشبه شاني
فانتقد إن كنتَ تبغي
ما أتى بهِ لساني
منْ رقائق تدلتْ
بحقائقَ حسانِ
لقلوبٍ قد تولَّتْ
عن زخارفِ الجنانِ
طالباتٍ منْ تعالى
عن تصاريفِ الزمانِ
فهو الفردُ المعلى
ما له في الحكمِ ثاني
وهوَ الذي اجتباني
وهوَ الذي اصطفاني
وأقامني عَديلاً
بين دنٍّ ودِنانِ
فأُقاصي كلَّ قاصٍ
وأداني كلَّ داني
وأ,الي كلَّ والٍ
وأعاني كلَّ عاني
فإذا هَويت سَفْلاً
فبروجُ السَّرَيانِ
وإذا صعدتُ عُلْواً
فلتحليل المباني
فأنا أعطي المعاني
وأنا أخلي المغاني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأنا السرُّ المسوى
فأنا السرُّ المسوى
رقم القصيدة : 11830
-----------------------------------
فأنا السرُّ المسوى
خلْقُه بلا بَنانِ
رتبَ الأمورَ فيهِ
خالقي لما بناني
فأنا صخرٌ ومني
تتفجرُ المعاني
وأنا معَ العوالي
مثلُ أفراسِ الرهانِ
وأنا الذي توارى
جسمه عن العيانِ
والذي أجبتُ ربّي
طائعاً لما دعاني
فالذي يرى وجودي
لتصاريفِ الزمانِ
كفؤادِ أمَّ موسى
فارغاً منَ المعاني
فهوَ الخليُّ حقاً
من حقائقِ البيان
فأنا أصلُ المعاني
وأنا أُسُّ الأغاني
وأنا سرُّ إمام
فاضلٍ سامي المكانِ
علمهُ أكملُ علمٍ
شانُه أعظم شانِ
هامَ بي لما رآني
في مقاصيرِ الجنانِ
لا أسميه فإني
خائف حدَّ السِّنانِ
والذي يفهمُ قولي
هوَ صخرٌ بنُ سنانِ
أكرمُ الموجودِ كفاً
ثابتٌ عندَ الطعانِ
فأنا والأمُّ والجدّ
ة ُ والجدُّ المعاني
في وجودِنا منَ الجو
دِ معاً بلا زمانِ
مثلَ ما لاحَ لعينٍ
في الهوى برقٌ يماني
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ المدِّ واللينِ
حروفُ المدِّ واللينِ
رقم القصيدة : 11831
-----------------------------------
حروفُ المدِّ واللينِ
أتتْ في حال تسكينِ
لتلويني وتمكني
لتعريني وتكسوني
ولي منها وجودٌ ما
عليهِ اللهُ يحييني
ويفنيني فيقصيني
ويبقيني فيدنيني
وإن ضللتُ يهديني
وإن مرضتُ يشفيني
وإن جوعتُ أطعمني
وإن ظمئتُ يسقيني
وإن أقبلتُ يأتيني
وإن أعرضتُ يدعوني
فأُوافي عالمَ النورِ
وإني في عالم الطِّين
وأي للكاملِ البادي
بحالِ العالِ والدونِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
رقم القصيدة : 11832
-----------------------------------
كلُّ وقتٍ أراكَ ليلة َ قدري
والتي للأنامِ في رمضانِ
هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ وإني
أنا خيرٌ منها بغيرِ زمانِ
فضلها راجعٌ إليَّ وفضلي
راجعٌ للذي عليهِ يراني
فانظروا الخلقَ كله تجدوهُ
أرضهُ وأسماؤهُ الملوانِ
جسداً ميتاً يزولُ ويفنى
يومَ أمشي عنهُ لدارِ الجنانِ
فحياة ُ الوجودِ حيثُ حللنا
منهُ والموتُ عندَ منْ لا يراني
كلُّ فخرٍ في كلِّ شخصٍ معارٌ
غير فخري بصورة الرحمن
وبأشياء جمة ٍ تتعالى
كعلومِ دليلها في عيانِ
وتخلى للهِ دنيا وأخرى
في عياني وتارة ً في جناني
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
رقم القصيدة : 11833
-----------------------------------
ألا إنَّ وحيَ اللهِ في كلِّ كائنِ
من الصخرِ والأشجارِ والحيوانِ
وفي عالمِ الأركانِ في كلِّ حالة ٍ
وفي أنفسِ الأفلاكِ والمَلَوانِ
وقد نزلتْ أملاكه من مقامِها
ليلقاه منها بالتقى الثقلان[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
رقم القصيدة : 11834
-----------------------------------
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
أبايعهُ لأحظى بالأماني
يمينٌ ما لها حجبٌ تعالتْ
عن الحجابِ والحجبِ المثاني
أمنتُ بلثمها منْ كلٍّ سوءٍ
يصيرني إلى دارِ الهوانِ
فأنعمْ بالكثيبِ وساكنيهِ
على مرأى من الحورِ الحِسانِ
تنادي من أريكتها تأملْ
جمالاً ما لَه في الحسن ثاني
فليس الزهد في الأكوان شيا
لأنَّ الكونَ من سرِّ العيانِ
فلا ألوي ولا أرعيهِ سمعي
فأعجبُ بالمعانِ عن المعاني[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
رقم القصيدة : 11835
-----------------------------------
ألبستُ زينبَ ثوبَ الفضلِ والدينِ
من يدِ منْ هوَ مسكينُ ابنُ مسكينِ
هو الفقير الذي قد باع متجراً
أضلاله بالهدى لله والدِّينِ
على التخلُّق بالأسماءِ أجمعُها
أسماءُ ديانٍ يومَ الفصلِ والدينِ
وأعكفُ على كلِّ خيرٍ أنتَ فاعلُه
فإنما الخيرُ في التشريعِ بالدينِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً
رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً
رقم القصيدة : 11836
-----------------------------------
رأيتُ الذي لا بدَّ لي منهُ جهرة ً
ولمْ يكُ إلا ما رأيتُ منَ الكونِ
ولكنه منه على ما رأيته
كإنسانِ عينِ الشخصِ فيه من العينِ
ويأتي على ما يأتي للفصلِ والقضا
وقد كان قبلَ الخلقِ في ذلك العين
إذا المرءُ لم يعرفْ بسمعٍ ولا بدا
لعينٍ أتاه إلا مَن بالحفظ والصَّون
فرضنا له عينَ الكمالِ لأنه
إذا كانَ في الأحجارِ فيها من العينِ
إذا شاء أن يروي من الماء مرتوٍ
فلا يشربُ إلا ما يكونُ منَ العينِ
فذاكَ لهُ مثلُ الرضاعِ لأنهُ
تولَّد منها عن فصالٍ وعن بينِ
وما كان قولي إنه عينُ ما يرى
منَ الكونِ إلا قولهُ لي بلا مينِ
ولما سألتُ الله عوناً على الذي
يكلفني من فرضِه كان في عَوني
ويا عجباً إن المعين هو الذي
يكون مُعاناً ردُّه شاهد البَيْنِ
ولوْ لمْ يكنْ في الغيبِ عينٌ لصورة ٍ
تباعد عنها الشَّينُ والشينُ كونها
فأنت ترى عَيناً وما ثَمَّ من شَيْن
إذا قال لي ما أنت إلا هويتي
فأين الذي قال المنازعُ من بوني
لقدْ حرتُ في أمري وإني لصادقٌ
تقابلُ ألفاظٍ تُترجمُ عن عيني
وما عجبي عن واحدٍ عنه واحدٌ
كما قيل لكنْ مِنْ وحيدٍ عن اثنين
فلولاهُ لمْ أوجدْ ولولاي لمْ يكنْ
ولا بدَّ لي في كون ذاتي من اثنين
حقيقة ُ ذاتي منْ حقيقة ِ ذاتهِ
ولا بدَّ من ذاتي فلا بدَّ من تَين
وإني من الأضدادِ في كلِّ حالة ٍ
كما هو مثل الغرِّ في اللوّنِ والجونِ
ومنْ ذا الذي قدْ قيلَ فيهِ مداينٌ
وهل كان هذا الحكمُ إلاّ من الدّينِ
لقدْ حجبتْ منا قلوبٌ صقيلة ٌ
عن الكشفِ والتحقيقِ من حجبِ الرينِ
لقد خالقوا في اللونِ وهوَ مشاهدٌ
وأينَ شهيدُ الكونِ من شاهدِ اللونِ
لقد لنتُ للأقوامِ حتى كأنني
عجزتُ عن التقييد من شِدَّة اللين
وقد جاء حكمُ الفالِ فيما علمتم
وحاشاهُ مما تعرفونَ منَ الغينِ
كما قيلَ حَدّادٌ لحاجبِ بابهم
وقدْ قيلَ هذا اللفظُ في العرفِ للقينِ
ولو كان في الداعي إلى الله غلظة
لفرُّوا ولكنْ جاء باللين والهينِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
رقم القصيدة : 11837
-----------------------------------
وقال أيضاً:شؤونك يا مولاي قد حيرت سِرّي
وقولكَ بالتفريعِ أذهلني عني
لأني لا أدري بماذا تجيبني
مع العلم أن الأصل فيما أتى مني
وواللهِ ما تجني عليَّ وإنما
نفوسُ الورى منها على نفسها تجني
فلم أو فسلم فالأمور كما ترى
وما هو عن حَدسٍ وما هو عن ظنِّ
ولكنهُ علمٌ صحيحٌ محققٌ
أتين به الأرواح في ظلمة ِ الدَّجْن[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
رقم القصيدة : 11838
-----------------------------------
ما قرة ُ العينِ غيرَ عيني
فبيني كانَ الهوى وبيني
والله لولا وجودُ كوني
ما لاحَ عيني لغيرِ عيني
فكونهُ ما رأيتُ فيهِ
أكمل من صورتي وكوني
بالبينِ أوصلت كلَّ بين
فقامَ شكرُ البينِ بيني
قدْ أحسَّ اللهُ في وجودي
عند أداءِ الفروضِ عوني
أشهدني فيه علم ذاتي
في هذهِ الدار قبلَ حيني
لا فرَّقَ الله يا حبيبي
ما بينَ أنفاسهِ وبيني[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
رقم القصيدة : 11839
-----------------------------------
نهاني ودادي أنْ أبثَّ سرائري
إلى أحدٍ غيري فمت بكتماني
نبابي زمان عز عندي وجودُه
وقدْ كانَ مشهودي لمشهدِ إحساني
نزلتُ إلى الأمرِ الدني وكانَ لي
علوُّ الذي أعلى الإله به شاني
نرومُ أموراً منْ زمانٍ محكمٍ
بتضعيفِ آرائي وتحليلِ أركاني
نرى فيهِ ربي عينَ دهري وموجدي
بتوحيدِ إسلامٍ عميمٍ وإيمانِ
نموت ونحيى حكم دهري بنشأتي
ولم آت فيما قلت فيه ببهتانِ
نسميهِ بالدهرِ العظيمِ لأنهُ
بهِ قدْ تسمى لي بأوضحِ تبيانِ
نمتُّ إليه بالودادِ فعله
يجودُ على أهلِ الوجودِ بطوفانِ
نعيشُ به لما تألم باطني
بما أشعلَ التبريح من نار تركاني
نحت نحوه سبحانه من وجودِنا
خواطر إيماء بتقويضِ بنيانِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
رقم القصيدة : 11840
-----------------------------------
إني لأهوى الهدى والهدى يهواني
فما أرى من هدى إلا تمناني
اللطفُ منْ كرمي والعطفُ من شيمي
والمنع منعي كما الإحسان إحساني
وما منعت الذي منعت من بخلٍ
منعي عطاء فمنعي جودُ محسانِ
والله لو بسطت أرزاقه لبغَتْ
طوائفُ وعلى ذا قامَ بنياني
وزني صحيحٌ فإني عادلٌ حكمٌ
بالله وزني لهذا صح ميزاني
إني لمن أصلِ أجوادِ ذوي حَسَبٍ
العمُّ من طيءٍ والخالُ خولاني
وإنَّ لي نسبَ التقوى يحققه
إحسانُ عقدي بإسلامي وإيماني
كذاكَ لي نسبٌ باللهِ متصلٌ
يقولُ أهلُ النهى بهِ علا شأني[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
رقم القصيدة : 11841
-----------------------------------
ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ
لكن عبادة مُنعمٍ محسانِ
إني على نفسي مننتُ بذكرهِ
وكذاك فعلُ مُحقق إنسان
إن الرجالَ لهم شبابُ زمانة
كالشمسِ في حملٍ وفي نيسان
اللهُ قواهمْ على تكليفهِ
إياهمُ في دولة الميزان
بعناية ِ الندبِ الكريمِ المصطفى
خيِ الخلائقِ من بني عدنانِ
لمَّا سمعتُ بهِ سلكتُ سبيلهُ
وكفرتُ بالطاغوتِ والطُّغيان
عقداً وإيماناً فإنَّ وجودَه
في عينها بشهادة ِ الإحسان
وبذا قضى أنْ لا تكونَ عبادهُ
الإلهِ في محكمِ القرآنِ
فورثته قولاً وعلماً والذي
كلفت من عمل ومن إيمان
حفظَ المهيمنُ دينهُ بقواعدٍ
خمسٍ لما فيه من السُّلطان[/font]
 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما تعدى حفظهُ أعيانها
لما تعدى حفظهُ أعيانها
رقم القصيدة : 11842
-----------------------------------
لما تعدى حفظهُ أعيانها
حفظاً إلهياً إلى الجيرانِ
فبنيتُ إسلامي عليها محكماً
أركانه فيحل من بنياني
اللهُ كرمنا بدولة ِ أحمدٍ
كرماً يعم شرائعَ الإحسانِ
شهدتْ بذلك نيتي وطويتي
وإن امترى في ذلك الثَّقَلان
لما سرى سرّ الوجودِ بجودِه
في عالمِ الأرواحِ والأبدانِ
شهدتْ حقائقه بأنَّ وجودَه
قدْ عمنا في الحكمِ والأعيانِ
لما التفت بناظري لم أطلع
إلا إليهِ فإنهُ بعياني
لو كان ثَم سواه كنت مُقسماً
بينَ الإلهِ وعالمِ الأكوانِ
فانظرْ لما تحوي عليهِ قصيدتي
منْ كلِّ علمٍ قامَ عنْ برهانِ
لوْ أنَّ رسطاليس أو أفلاطنا
في عصرنا لأقرَّ بالحرمانِ
منْ عدلَ الميزانَ يعرفُ قولنا
ويقرُّ بالنقصانِ والخسران
لا تُخْسِرُوا الميزانَ إنَّ عقولكم
دونَ الذي أعنيهِ في الرجحانِ
إقرأ كتابَ اللهِ فاتحة َ الهدى
فجميعُ ما يحويهِ في العنوانِ
إنَّ الإلهَ الحقَّ أعلمُ كونها
عين الصلاة وإنها قسمان
لما قرأتُ كتابهُ في خلوة ٍ
معصومة من خاطرِ الشيطانِ
عاينتُ فيه مَعالماً بدلائل
لا يمتري في صدقها اثنانِ
لو أنَّ عبدَ الفكرِ يشهدُ قوانا
لم ينتطح في سرِّنا عَنزان
لكنهم لما تعبد فكرُهم
ألبابَهم بعدوا عن الفُرقان
إنْ تتق الله الذي يجعل لك
الفرقانَ بينَ الحقِّ والبهتانِ
لو وفقوا ما لفقوا أقوالَ من
لعبوا بهم كتلاعبِ الوِلدان
والكلُّ في التحقيقِ أمرٌ واحدٌ
في أصله بالنص والبرهان
نطقتْ بذلك ألسنٌ معلومة
بإصابة ِ التحقيق في التبيان
لو أنهم شهدوا الذي أشهدته
ما قام في ألبابهم حكمان
لعبتْ بهم أهواؤهم فهمُ لها
عند اللبيبِ كسائرِ الحيوان
إنَّ النجاة َ لمن يقلِّد ربّه
فيما أتاهُ بهِ وهمْ صنفانِ
صنفٌ يراهُ شهودُ عينِ دائماً
أو في حجابٍ عنه وهو الثاني

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
رقم القصيدة : 11843
-----------------------------------
قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني
منْ كانَ يعرفني بالحقِّ ينصفني
ولستُ فيه بمعصوم وإنْ غلطتْ
ألفاظاً فعلى التحقيقِ يوقفني
فصاحبي من أراه في تقلبه
في كلِّ حال من الأحوال ينصحني
في خلوة ٍ إنْ نصحَ الشخصُ في ملإ
فضيحة ً وخليلي ليسَ يفضحني
فالله يمنحُ ما أملت منه وما
يعطيني إلا الذي في الوقتِ يصلحني
نعمْ ويصلحُ بي فالنفسُ واثقة ٌ
به على كلِّ ما يرضى وينفعني
فإنه اللهُ جلَّ اللهُ ذو كرمٍ
المنعُ منهُ عطاءٌ حينَ يمنعني
المنعُ منهُ عطاءٌ فيهِ منفعة ٌ
للعبدِ منْ حيثُ لا يدري ويحجبني
عنه واعلم قطعاً أنه ملك
وإنني نائبٌ عنهُ فيكرمني
يرفعِ غاشية ٍ يقولُ مطرقاً هذا
هذا خليفتنا في السرّ والعلن
بروحه القدسيّ العال أيدني
وبالظلالِ التي في الحرِّ ظللني
وجاءنا منهُ توقيعٌ بأنَّ لنا
ختمَ الولاية ِ والختمانِ في قرن
روحٌ لروحٍ وتيجانٌ مكللة ٌ
من النضار الذي الرحمن يزجرني
عنها وعن حللِ الديباجِ فاعتبروا
فيما أتاكمْ به ذو المنطقِ الحسنِ
الواهبُ الألفَ والآلافُ جائزة
لكلِّ طالبٍ رفدٍ أوْ لذي لسنِ
شبهتُ نفسي في عصري وحالتها
بعصرِ سيدنا سيفِ بن ذي يزن
لا علمَ لي بالذي في الغيبِ من عجبٍ
ولستُ أدري بنعمانَ ولا المزني
حتى رأيتُ الذي بالعلمِ بشرني
والملك وهو مع الأنفاس يطلبني
إنَّ الذي قد دعاني في بشائره
فلا يزالُ معَ الأحيانِ يخطبني
فقلتُ يا ربِّ أما العلمُ أقبلهُ
والملكُ لستُ أراهُ فهوَ يخدعني
إنْ كان عَرَضاً فما لي فيه من أربٍ
أو كان أمراً فإن الأمر يطمعني
في عصمة ِ عصم اللهُ الحفيظُّ بها
نفسي فأعلمُ أنَّ اللهُ يحفظني
إذا سمعتُ كلاماً لا يوافقني
منه أسلمه وليس يحفظني
له التصرفُ في مولاه كيف يرى
مولاهُ فهوَ لهُ منْ أعصمِ الجننِ
أجسامُ كلِّ رسولٍ مصطفى نَدْس
لهُ المكانة ُ والزلفى بلا محنِ
أتى بمألكة من عند مرسله
مبلغاً بلسانِ القومِ واللحن
قد طهرَّ الله نفساً منه زاكية
من كلِّ سوءٍ كمثلِ الحقدِ والإحن

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقول بالله لا بكوني
أقول بالله لا بكوني
رقم القصيدة : 11844
-----------------------------------
أقول بالله لا بكوني
فإنهُ بالدليلِ عيني
إنَّ الحدوثَ الذي لكوني
قدْ حالَ ما بينهُ وبيني
في نظرِ العقلِ لا بكشفي
فالبينُ بيني والبينُ بيني
إنْ دلَّ أني له بغير
فذاكَ لي إذْ سألتُ عوني
أوْ قلتُ إني لهُ بعينٍ
أكذبني صوتهُ وصوني
فالأمرُ بيني وبينَ حبي
عليه نبني إن كنتَ تبني
أثنيتَ يوماً عليَّ جهلاً
فقالَ : أثني عليَّ تثني
فنيت عني به إليه
وذاك ما لم يقم بظني
وما جهلتُ الرويَّ فيما
نظمته فانظروه مني
فما تراه من نظم قولي
فليس شعراً خذوه عني
بل هو ما قال فيه ربي
من ذكر جمع ببينِ كوني
فكلُّ ما في الوجودِ نظمٌ
وليسَ شعراً والوزنُ وزني
ليس الفراهيد لي إمامٌ
أنا إمام له فإني
في كلِّ ما قلتُ من رويٍّ
علامَ وقتي فلا تثني
في آل عمرانَ إنْ نظرتمْ
بيتٌ وفي توبة وثني
بالحجر واعلم بأنَّ قولي
في كلِّ ما قلتُ عنهُ يغني
فالرقمُ مني والحقُّ يملي
فكلُّ ما خطَّ ليسَ مني

العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
رقم القصيدة : 11845
-----------------------------------
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
فإنَّ بخيلَ القومِ ليسَ بمحسانِ
ولا تظهرن إنْ كنتَ تملك سترة ً
إل كلِّ ذي عينٍ بصورة ِ عربانِ
وحققْ إذا ما قلتَ قولاً ولا تكنْ
تخلطُ صدقَ القولِ منك ببهتانِ
ولا تسرعن إنْ جاءَ يسألُ سائلٌ
ولا تبذرِ السمراءَ في أرضِ عيمانِ
وكنْ ذا لسانٍ واحدٍ وهو عينهُ
ولا تك من قومٍ بفيهم لسانان
لسانٌ بخلقٍ وهوَ عضوٌ معينٌ
وليسَ يرى ذا العضوَ إلا لتبيانِ
ونطقٌ بحقِّ فهوَ بالصدقِ ناطقٌ
تقسم قرآناً بتقسيم فُرقان
فيبدو لذاك القسم من كلِّ وجهة ٍ
منَ العالمِ الأدنى إليكَ طريقانِ
طريقُ شكورٍ أو كفورٍ وما هما
فريقانِ بلْ همْ بالتقاسمِ فرقانِ
فإنْ كنتَ عندَ القسمِ بالأمرِ عالماً
فما ثمَّ فرقانٌ بوجهٍ ولا ثانِ
فما أنتَ بالتوحيدِ متحدٌ بهِ
فربحك خسرانٌ ونقصُك رجحاني
ولا تدخلنْ إنْ كنتَ طالبَ حكمة ٍ
حقيقة ٌ ما تبغيهِ كفهُ ميزانِ
قما وضعَ الميزانُ إلا بأرضهِ
هنا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
وما هو مطلوبي فذلك خارجٌ
عنِ الحدِّ والتقسيمِ فيهِ ببرهانِ
فليس وجودُ الخلقِ إلا بجودِه
وجودُ الإله الحقّ ليس بميزان
يفيض الإله الحقّ عين عطائه
وتقبلهُ الأعيانُ منْ غيرِ نقصانِ
فما ثمَّ إلا كاملٌ في طريقهِ
من أصحابِ أفلاكٍ وأصحابِ أركان
بهذا قد أعطى كلُّ من كان خلقُه
كما قاله الرحمن في نصِّ قرآن
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
رقم القصيدة : 11846
-----------------------------------
شكرتُ نعمة َ ربي حينَ أظهرَ لي
وجه القبول وجازاني بإحسان
لمَّا تكلمَ فيهِ لمْ يجيءْ أحدٌ
بمثل ما قلته فيه ببهتانِ
عند المخالفِ إلا رسله ولنا
عنِ الكتابِ وعنْ كشفٍ وإيمانِ
الله يعلمُ أنى ما ذكرتُ لكم
إلا الذي نصهُ عنهُ بقرآ،ِ
فعم عقدَ جميع الخلق كلهمُ
ما قاله وهو عقدي وهو برهاني
إلا الشريكَ الذي بالجهلِ أثبتهُ
منْ كانَ مسكنهُ بدارِ نيرانِ
ناداني الحق لما أن علمت به
خير الموازين بالبرهان ميزاني
فزنْ بهِ وهوَ قرآني وما نطقتْ
به التراجم عني فهو تبياني
فزنْ بهِ لا تزنْ بالعقلِ إنَّ لهُ
في الوزنِ تطفيفاً أو نقصاً بخسران[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
رقم القصيدة : 11847
-----------------------------------
إني وسعتُ الكيانَ طرّاً
لما وسعتُ الذي براني
فكنتُ بيتاً لهُ مسوى
مهيئاً للذي بناني
لهُ فلمْ يرتضي سوايَ
أراه مثل الذي يراني
مذ وسعَ الحقُّ قلبَ كوني
ما زلتُ في لذة ِ العيانِ
أشهدُه فيه كلَّ حينٍ
ذا كرمٍ مطلقِ العنانِ
في كلِّ وصفٍ تراه عيني
على الذي وحيه أراني
ما علم الله غيرَ عبدٍ
أضحى منَ السرِّ في أمانِ
ليس لنا مشهدٌ سواه
أراه فيه ولا أراني
أرنو إليهِ بقدرِ علمي
من غير أيْن ولا زمانِ
ولا ترى عينه سواي
إلا إذا كان في الجنان
أو صار في حلبة المنايا
قد سبقَ القومَ للرهانِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحان من لا أرى سواه
سبحان من لا أرى سواه
رقم القصيدة : 11848
-----------------------------------
سبحان من لا أرى سواه
في كلِّ شيء تراه عيني
وذاك فرقٌ يراه عقلي
ما بين معبودِه وبيني
فكلما قلتُ أنتَ ربي
لبستُ بالسلبِ ثوبَ صوفي
تنزيههُ جدهُ تعالى
تشبيهُه كونه بكوني
طلبتُ بالشرعِ منهُ عوناً
يا مدعي لا يكونُ عوني
إلا لعبدٍ له مجالٌ
ولا مجالٌ إلا لأيني
وفي استوائي العقولُ تاهتْ
إذْ حالَ ما بينها وبيني
قد جاءنا الحقُّ في التلقي
بكلِّ هينٍ وكلِّ لينِ
يا مرسلاً إنني سميعٌ
إنْ قمت لي فيه باثنتين
ذاتٌ تعالتْ لها صفاتٌ
منْ كلِّ حسنٍ وكلِّ زينِ
إنْ رامَ تحصيلهنَّ فكري
بنيتُ بيتي بتبنتينِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
رقم القصيدة : 11849
-----------------------------------
خاب ظني إنْ لم تكن عند ظني
قلْ فمنْ لي يا منية َ المتمني
والذي فات لا تعده علينا
ومن الآن فلتكن عند ظني[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
رقم القصيدة : 11850
-----------------------------------
منْ وافقَ الحقَّ في حكمٍ وفي عملٍ
فإنهُ عمرَ الفاروقَ في الزمنِ
يا نائبَ الحقِّ إنَّ الحقَّ أهلكم
لمَّا أقامكَ في ذا المنصبِ الحسنِ
فإنْ عدلتَ وقاكَ اللهُ فتنتهُ
وإنْ عدلتَ ابتلاكَ اللهُ بالمحنِ
قرينهُ الحالِ تعطى ما أردتَ بما
ضربتهُ مثلاً للهمهمِ الفطنِ
إني لسان صغار لي وعائلة
وترجمانهمُ في السرِّ والعلن
قدْ أصبحوا مالهمْ ثوبٌ يردّ بهِ
بردُ الهواءِ ولا فلسٌ منَ الثمنِ
وما التمست سوى مرسوم سيدهم
فإنْ منعتمْ فلا ثوبٌ سوى الكفنِ
وإنَّ ظني بكمْ في حقهمْ حسنٌ
ولم يخب أحد في ظنه الحسن
إنْ أجدبَ الوقت فاستسقاء صاحبه
يزيلهُ بانسكابِ الوابلِ الهتنِ
فإنهُ ربُّ إحسانِ ومأثرة ٍ
على المقلين بالآلاءِ والمنن[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نتيجة عن واحد لا تكن
نتيجة عن واحد لا تكن
رقم القصيدة : 11851
-----------------------------------
نتيجة عن واحد لا تكن
ألا ترى لم يكن إلاّ بكن
فهو بما أظهر ما عنده
منا ومنهُ ظاهرٌ قد بطنْ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
رقم القصيدة : 11852
-----------------------------------
إنما قلتَ لشيءٍ كن فكان
بكلامِ الحقِّ لا قولِ فلانِ
مهد العذر لنا صاحبه
بإشاراتٍ ورمزٍ في بيانِ
إنما كان عن أذني لا تقل
إنهُ كانَ عنْ إذنْ لكيانْ
يتعالى اللهُ في إيجادِهِ
ما تراه من جميعِ الحدْثان
عن شريكٍ غيرِ ما أثبته
حكمُ إمكانٍ لشخصٍ ذي جنان
نظرَ اللهُ إليهِ نظرة ً
إذْ أتاهُ في غمامٍ لا عيانْ
ما حديثي لمْ يكنْ عنْ لمْ يكنْ
إنما أوردهُ عن كانَ وكانْ
بلسانٍ ومقالٍ واضحٍ
ورقومٍ بيراعٍ وبنان
وكذا أوردهُ الله لنا
في كتابٍ بلسانِ الترجمان[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
رقم القصيدة : 11853
-----------------------------------
هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
من قيل فيهم في لظى مبلسون
حالَ إله الخلق ما بينهم
وبينهُ شرعاً فلا يرحمونْ
إنَّ على أبصارِهم غشوة ٌ
من ظلمة الجهلِ فلا يبصرون
قد علموا الأمر فأنساهمُ
فلم يجيبوا وأبوا يسمعون
فلتأتهمْ ساعتهمْ بغتة ً
من عنده بكلِّ ما يكرهون
تأخذهم منه على غفلة
في حالِ تفريطٍ ولا يشعرونْ
قدْ لعموا الأمرَ فأنساهمُ
أنفسهم سكراً ولا يعلمون
لا يُسأل الله عن أفعاله
بهمْ كما جاءَ وهمْ يسألونْ
قد قيل فيهم وقفوهم يروا
هذا الذي كانوا بهِ يفتنونْ
قدْ قصلَ اللهُ لهمْ مالهمْ
وما عليهم في الذي يقرأون
جاءتْ بهِ الأرسالُ منْ عندهِ
مبشرينَ وبهِ منذرونْ
قالَ لهمْ خيالهمْ حكمنا
اللغوُ فيهِ فعسى تغلبونْ
عاد عليهم حسرة لغوهم
فيه فكانوا في الورى خاسرين
فأعرضَ اللهُ وأرسالهُ
لما تولوا عنهمُ معرضين[/font]
 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله فينا ما سكن
لله فينا ما سكن
رقم القصيدة : 11854
-----------------------------------
لله فينا ما سكن
وما توارى واستكنْ
فإنهُ سبحانهُ
لقلبنا نعمَ السكنْ
فلا تقولوا مالهُ
فإنما القلبُ سكنْ
ولا تكونوا كالذي
غلا لجهلِ فامتحنْ
غلوَّ أهلِ الرفضِ في
أمر الحسين والحسن
الشكرُ للهِ الذي
أسمعني كلَّ حسن
في كلِّ بشرى قالَ لي
إنك عبدٌ مؤتمن
على الذي أعطيته
من كلِّ سرّ في السنن
فقلْ كما قالَ الذي
يقوله من قد أمن
الحمد لله الذي
أذهبَ عن قلبي الحزنْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
رقم القصيدة : 11855
-----------------------------------
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا
لم يشاهد بذكره ما سواه
فإذا شاهد العجائب فيه
لم يكن ذا إنابة في هواه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
رقم القصيدة : 11856
-----------------------------------
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
بدلائلِ التحقيقِ في دعواهما
فإذا جهلتَ الأمرَ في حاليهما
فدليل ما والاه في تقواهما
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ
ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ
رقم القصيدة : 11857
-----------------------------------
ما يتقي اللهَ إلا كلُّ ذي نظرٍ
مسددٍ مجتبى ً قدْ خصهُ اللهِ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي
مولاه دامعة ً في الليلِ عيناهُ
يقول يا سيدي يا منتهى أملي
ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاهُ
اللهُ كرمَ منْ هذي سجيته
ونعتهُ فإذا يدعوهُ لباهُ
لولاهُ ما ضحكت أرضٌ بزهرتها
ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
اللهُ فضله اللهُ جمله
اللهُ عدله اللهُ سواه
يا صفوة َ الدينِ أنتَ الدين أجمعه
طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
رقم القصيدة : 11858
-----------------------------------
إنَّ البروجَ أماكنٌ مقدرة ٌ
في أطلس تحدثُ الأيّامُ دورتَهْ
ولا تزال إلى ما لا انقضاءَ له
فاحفظه لا يحجبنكَ اليومَ سورتهْ
فما لغيرتهِ في الخلدِ من أثرٍ
لكن تؤثر في الأركانِ غيرته
لولا تحركهُ لمْ ندرِ ما زمنٌ
ففيه حيرتنا وفيه حيرته
وما استقامتهُ إلا تمايلهُ
فإنهُ عورة ٌ والكلُّ عورتُهُ
فما ترى في وجودِ الكونِ من أثر
إلا وفيه إذا حققت صورتَه
فكلّ منزلة ٍ في الكونِ ظاهرة ٌ
وإنما هي في التحقيق سورته
فلا تذّمنّ دهراً لستَ تعرفه
فالدهر من شهدتْ بالملك فطرته
بهِ تواصلتِ الأشياءُ وانصرمت
فسيرة ُ الدهر في الأشياء سيرته
وليسَ يدري بها إلا الذي حسنتْ
معَ المهيمنِ في سرٍّ سريرتهُ
ما التفتِ الساقُ بالساقِ التي تليتْ
إلا تقولُ قد التفت غديرتهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
رقم القصيدة : 11859
-----------------------------------
إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله
فعظمه بالذكرى وقلْ قلْ هوَ اللهِ
ألا إنه الرحمنُ في عرشهِ استوى
ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسمِ الرحيمِ خصصتمُ
بآخرة ٍ فانظر تجدْه هو الله
ركنتُ إلى الاسمِ العليمِ لأنني
عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ
يويدني فيهِ وجودٌ هوَ اللهُ
أتتني كراماتٌ فقلت من اسمه الـ
ـكريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم
أخلاءَ وداً اصطفاهمْ لهُ اللهُ
لقدْ قامَ بالقيومِ عالٍ وسافلٌ
إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي
إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسمِ السلامِ عرفتهُ
وقد قيلَ لي أنّ السلامَ هوَ اللهُ
رجعتُ إليه طالباً غَفْر زلتي
فراجعني التوابُ إني أنا اللهُ
وناداني الربُّ الذي قامني به
أجبتكَ فيما قدْ سألتُ أنا اللهُ
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى
جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكنْ معهُ تحمدْ على كلِّ حالة ٍ
ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي
بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي
مجيبٌ أنا فاسألِ فإني أنا اللهُ
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة ٍ
كفورٌ أو شكَّاراً لأني أنا الله
فقلت له أنت العزيزُ فقال لي:
حمايَ منيعٌ فالعزيزُ هوَ اللهُ
عجبتُ لهُ منْ شاكرٍ وهوَ منعمٌ
ومنْ يشكرِ النعماءَ ذاكَ هوَ اللهُ
هو القاهر المحمودُ في قهر عبده
ولولا نزاعُ العبدِ ماقالهُ اللهُ
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه
هوَ الآخرُ الممتنُّ والآخرُ اللهُ
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر
وفي كلِّ مستورٍ فمشهودك اللهُ
لهُ الكبرياءُ السارُّ في كلِّ حادثٍ
فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلمُ ما لا يعلم إلا بخبرهِ
لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومنْ ينشئ الأكوانَ بدءاً وعودة ً
فذاكَ قديرٌ والقديرُ هوَ اللهُ
ومنْ يرني أشهدُ لنفسي بأنهُ
بصيرٌ يراني والبصيرُ هوَ اللهُ
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى
منَ السوءِ مني فالغفورُ هوَ اللهُ
يبالغ في شُكري إذا كنت عاملاً
ولا فعل لي إنَّ الشكورَ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى
مخالفة ً فاشكرهُ إذْ عصمَ اللهُ
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً
بدعواهُ لا بالفعلِ والفاعلِ اللهُ
وما ذكرَ الجبارُ إلا منْ أجلنا
ليجبرنا في الفعلِ والعاملِ اللهُ
نزولٌ من أجلي كونهُ متكبراً
بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلة ِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ
لنا فيهِ والأرحامُ إذْ قالهُ اللهُ
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه
لمنْ يطلبُ الإصلاحَ فالمحسنُ اللهُ
بمقتدرٍ أقوى على كلِّ صورة ٍ
أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ قدْ خلقَ البرا
وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ
سوى من تعالى فالعليُّ هوَ اللهُ
وكلُّ ولي ما عدا الحق نازلٌ
فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوة ٌ من ربنا مستعارة ٌ
فنحنُ ضعافٌ والقويُّ هوَ اللهُ
ولا حيَّ إلا منْ تكون حياتهُ
هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ
كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجدهُ عبدُ الهوى في صلاتهِ
على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه
فأثبتَ عندي جودَه أنهُ اللهُ
لجأتُ إليهِ إنه الصمدُ الذي
إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى
سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورة
تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ
وإطلاقها ألله فالأول الله
أقولُ هوَ الأعلى ولكنْ لغيرِ منْ
وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هوَ المتعالي للذي جاء منْ ظما
وجوعٍ وسقيمٍ مثلّ ما قالهُ اللهُ
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا
كما جاءَ في الأخبارِ فالخالقُ اللهُ
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا
كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي
تسميهِ بالرزاقِ ذلكمُ اللهُ
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ
ولا رامزٍ والحقُّ يعلمهُ الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته
وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوفٌ بنا والنهيُ عن رأفة ٍ يكنْ
بحاكمنا في الزانِ إنْ حده اللهُ
عفوٌّ بإعطاءِ القليلِ وإنْ يكن
بحاكمنا في الزانِ إنْ حدَّه اللهُ
كثيراً سواءً هكذا نصهُ اللهُ
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره
وإنك مدعوٌّ كما حكم الله
فإنَّ لهُ حكمَ المتانة ِ في الورى
وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه
ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأملْ إذا ما كنتَ باللهِ مؤمناً
منَ المؤمنُ الصديقُ فالمؤمنُ اللهُ
ولاتختبر حكمَ المهيمن إنه
شهيد لما قد كان والشاهد الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه
هوَ الباطنُ المجهولُ فالمدرك اللهُ
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة
أكونُ عليها فالشهيدُ هوَ اللهُ
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه
على خلقهِ فانظره فالحاكمُ اللهُ
كما هو إنْ نكرته وأزلته
عنِ الياء فأقصرهُ تجد هوَ اللهُ
وكبرهُ تكبيراً إذا ما ذكرتنا
بهِ حاكمُ اللهِ والأكبرِ اللهُ
وما عزَّ منْ يفنيهِ برهانُ فكرهِ
وقدْ عزَّ عنهُ والأعزُّ هوَ اللهُ
هوَ السيدُ المعلومُ عندَ أولي النهى
وجاءتْ بهِ الأنباءُ والسيدُ اللهُ
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه
لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره
لكلِّ شريكٍ يدعي أنهُ اللهُ
وقلْ فيه محسانٌ كما جاءَ نصهُ
بألسنة ِ الأرسالِ فالمحسنُ اللهُ
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى
فقالَ لي المجلى الجميلُ هوَ اللهُ
ولما علمنا بالبراهينِ أنهُ
رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه
محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة ِ الرحمنِ كانتْ ذواتنا
معَ الحدثِ المرثيِّ والقابضُ اللهُ
ويبسطُنا عند الكثيبِ لكي نرى
على جهة الانعام فالباسطُ الله
كما أنهُ الشافي لسقم طبيعتي
كما جاءَ يشفني وإنْ أسقمَ اللهُ
كما أنه المعطى الوجودَ وما له
منَ الحقِّ خلقاً هكذا قالهُ اللهُ
ولما أتى داعي المقدّم طالباً
تقدمَ منْ يدعو منَ العالمِ اللهُ
ومنْ حكمهِ باسمِ المؤخرِ لمْ أكنْ
على حكمه الهادي كما قد قضى الله
على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قدْ صحَّ قدْ جئتكمْ بهِ
وقدْ قالتِ الحفاظُ ما ثمَّ إلا هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ
بأنَّ لهُ الأسماءَ منْ صدقِ دعواهُ
وقيدها في تسعة ٍ لفظهُ لنا
وتسعينَ منْ أحصاها يدخلُ مأواهُ
وما هوَ إلا جنة ٌ فوقَ جنة ٍ
على درج الأسماء والخلد مثواه
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
رقم القصيدة : 11860
-----------------------------------
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة
سبعٍ إلى قلبهِ والسامعُ اللهُ
منه إليه به كان النزول له
فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعرضُ المشهودُ فيهِ وما
في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتهُ فأنا
عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من أعجبِ الأمر أنَّ الحكم من عدم
في عينِ كونٍ فأين العبدُ والله
فالعينُ تشهدُ خلقاً جاءَ من عدمٍ
والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
لهُ اليمينُ لهُ العينانِ في خبرٍ
أتى به منه والآتي هو الله
فالحكم لي وله عينُ الوجودِ وما
للعينِ مني وجودٌ بل هو الله
فانظرهُ في شجرٍ وانظرهُ في حجرٍ
وانظرهُ في كلِّ شيءٍ ذلكَ اللهُ
كلُّ الأسامي لهُ إنْ كنتَ تعقلهُ
هوَ المسمى بها فكلها اللهُ
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما
بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقلْ لهُ ذاكَ حكمُ العينِ فيهِ ومنْ
يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثمَّ واللهِ إلا حيرة ٌ ظهرتْ
وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله
لمْ ينفردْ بالوجودِ الواحدِ اللهُ
بل الحدوثُ لنا وما يتابعهُ
وهذهِ نسبٌ والثابتُ اللهُ
ينوبُ عنا وإنا منهُ في عدمٍ
ونحن نشهدُه والشاهدُ الله[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
رقم القصيدة : 11861
-----------------------------------
النونُ كالعينِ في أنطى وأعطاهُ
لحنٌ أتاه به شرعٌ فأعطاهُ
الحرفُ يُبدَل من حرفٍ يماثله
في قربِ مخرجهِ لذاك ساواه
وذا بعيدٌ فكيفَ الأمر فيه فقلْ
بأنهُ بعضُ عينٍ حينَ سماهُ
فقال والعين أيضا مثله وكذا
سينٌ وشينٌ لما ذا العينُ حلاهُ
العينُ عمَّ نفوسَ الكونِ أجمعها
جدًّا وحققها فذاك معناه
وما سواه فليس الأمر فيه كذا
لسرِّ ذلكَ ربُّ اللحنِ جلاهُ
فقد تبين أنَّ العين سارية
في كلِّ شيء لهذا السرِّ أدناه
قرباً فأبدلهُ نوناً مسامحة ً
في كلِّ كونٍ ييدُ الحقّ أبداهُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
رقم القصيدة : 11862
-----------------------------------
وقال أيضاً:عبدتُ الله لم أعبد سواه
فما معبودنا إلا الإلهُ
سَرَى توحيده في كلِّ عينٍ
فما شيءٌ يسبحهُ سواهُ
ولكن ليس نفقه علم هذا
وإنْ كان المسبح قد دعاه
لقدْ حجبَ العبادَ بما أراهمْ
منْ أنفسهم فلا عينٌ تراه
ولا عقلٌ يراهُ بعينِ فكرٍ
وبرهانٍ ولمْ يبعدْ داهُ
قريبٌ بالشريعة حين قالت
بأنَّ القلبَ صيرهُ حماهُ
بعيد بالأدلة عن عقولٍ
لقدْ عزَّ الذي يحمي ذراهُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
رقم القصيدة : 11863
-----------------------------------
هذا الذي عنتْ لهُ الأوجهُ
ليس له من خلقه مشبه
ولوْ بدا للعينِ في صورتي
لهُ المقامُ الأفخمُ الأنزهُ
قد استوى فيه وفي نفسه
العالمُ الهمهمُ والأبله
ما يعرفُ الحقَّ سوى نفسهم
إن عرفوا وكلُّ ذا كنهه
فإن تجلّى لعيونِ الورى
رأوه منهم ولذا نزهوا
أنفسهم في بعض أقوالهم
قال به أربابه الوله
تنزيههمْ عادَ عليهمْ كما
جاء به النص الذي نزهوا
وفيه قال العبد سبحانه
عليهِ أهلُ اللهِ قدْ نبهوا
فإنه ليس بأنفاسهم
ما اعتقد الناس وما شبهوا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
رقم القصيدة : 11864
-----------------------------------
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضحاها
تزايدتِ القلوبُ بما تلاها
تراها فيهِ حالاً بعدَ حالٍ
ومجلاها الهلالُ إذا تلاها
وإني من حقيقتهِ بسري
كمثلِ الشمسِ إذ تُعطي سناها
فما أنا في الوجودِ سواهُ عيناً
وما همُ في الوجودِ بنا سواها
فتلكَ سماؤنا لما بناها
وهذي أرضنا لما طحاها
من أجلي كان ربي في شؤون
وقدْ بلغتْ فواكهكم أناها
سنفرغ منكمُ جوداً إليكمْ
لتعطي نفوسَكم منها مناها
ويلحمها بذاتٍ منهُ لمَّا
علمت بأنها كانت سداها
يعذبنا النهار سُدى وويلاً
وليلته يعذبنا نداها
فغطاها الظلامُ بسرِّ كوني
وجلاها النهارُ وما جلاها[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
رقم القصيدة : 11865
-----------------------------------
إذا زلزلتْ أرضُ الجسومِ تراها
وما نالتِ الأجفانُ فيهِ كراها
لقدْ ظهرتْ فيها أمورٌ عظيمة ٌ
وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها
وأخرجَ لي ما قدْ أجنَّ ثراها
وقدْ عجزتْ أبصارنا أنْ ترى لها
بساحتنا حكماً فكيفَ تراها[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
رقم القصيدة : 11866
-----------------------------------
رأيتُ زلزلة ً عظمى منبهة ً
على أمورٍ عظامٍ كدتُ أخفها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ
آثارها وهوَ حالي قد بدا فيها
بدا لشاهدِ عيني عينُ صورتهِ
تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا منْ فوقِ أرقعة ٍ
تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لوْ كانَ يصفو لنا في حال رؤيتنا
إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضتْ نفسي لرؤيتها
وقدْ سألتُ إلهي أن يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها
بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرَّك الجسمُ مني في تحركها
بسجدة ٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكانَ فيما بدا مني لمَّا قصدتُ
من المواعظِ والذكرى تلافيها[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما انبعثتْ همتي إليها
ما انبعثتْ همتي إليها
رقم القصيدة : 11867
-----------------------------------
ما انبعثتْ همتي إليها
ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ
لمْ يلقَ ما عندهُ إليها
بما له خصّها اعتناء
فكلُّ ما عندهُ لديها
فليس في الكون ما تراه
سواهُ فالأمرُ في يديها[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
رقم القصيدة : 11868
-----------------------------------
ما ليلة ُ القدرِ إلا ذاتُ رائيها
وهي الدليلُ على الخيرِ الذي فيها
تحوي على كلِّ خير قيَّدته لنا
بألفِ شهرٍ وذاك القدر يكفيها
ولم يقيدْ بشيءٍ ما يزيدُ على
ما قيدته لنا حتى يوفيها
فليسَ يحصرُ غيرَ الذاتِ في عددٍ
لأنه خير ربٍّ مودع فيها
وخيره سرمديّ لا انقضاء له
فالله يحرسُها والله يكفيها
من كلِّ عينٍ تؤديها إلى عطبٍ
ولوْ قدْ سعينا في تلافيها[/font]
 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
رقم القصيدة : 11869
-----------------------------------
تعالى وجود الذات عن نيل ناظرٍ
فإنَّ وجودَ الذاتِ للهِ عينها
وذاك اختصاصٌ بالإله ولا تقل
بأنّ ذوات الخلقِ كالحقِ كونها
تغيرتِ الأحكامُ لما تغايرتْ
بألفاظه الأنساب فالبينُ بينها
فمنْ شاءَ فليقطعَ ومنْ شاءَ فليصلْ
فذلكَ سترٌ فيهِ للذاتِ صونها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من كان تكملُ ذاتُه بسواها
من كان تكملُ ذاتُه بسواها
رقم القصيدة : 11870
-----------------------------------
من كان تكملُ ذاتُه بسواها
فهوَ الذي بالمحدثاتِ يضاهى
الحقُّ أعظمُ أنْ يكونَ كمثلِ ما
قد قال بعض الناسِ فيه فضاهى
أكوانُه بصفاته وتباهى
في ذاكَ إعجاباً بها وتناهى
منْ يقبلِ الأغيارِ كانَ سواها
وهي التي ثبتتْ لمنْ سواها
عندَ المنازعِ للمحققِ والذي
ما زالَ ينكرُ كونها أشباها
فانظر إلى هذي العقول من الذي
قد كان أثبتها فما أعماها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
رقم القصيدة : 11871
-----------------------------------
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
بهِ مقلُ الأبصارِ بالمنظرِ الأزهى
وكيفَ تراه العين وهو منزه
بكرسيه العالي المنزه والأبهى
إذا سمعتْ أذنايَ شرحَ كلامِهِ
تحققتْ قطعاً بيننا منْ هوَ الأشهى
تعالى جلالُ الله عن كلِّ مدرِكٍ
وللهِ حالٌ ما ألذَّ وما أشهى
فأنهيتُ أمري طالباً حقَّ خالقي
إلا أنَّ عبد الله من كان قد أنهى
فإنْ كان حقاً ما يقالُ فإنه
يقررهُ حالاً وإلا فقدْ ينهى
ومثلي منْ يسهو عن الحقِّ عندما
يقررهُ أمراً ومثلي منْ ينهى
دهاني بأمرٍ كنتُ قبل جهلتُه
فما أمكن المملوك ردَّ فما أدهى
وهي جانبُ البيتِ العتيقِ لعزة
فلم أر أهوى منه بيتاً ولا أدهى
ولمْ يلهني عنهُ حميمٌ وصاحبٌ
فإنْ لمْ يكنْ بالقولِ بالحالِ قد ألهى
فلا تحجبني عنك ربيّ بصورة
فإني لها أسعى كما أنني منها
حديثي الذي عند السماع أبثه
فما هوَ إلا من روايتنا عنها
وما علمتْ نفسي مثالاً مطابقاً
كما تزعم الألباب كنتُ لها شبها
إذا طمعتْ نفسي بإدراكِ ذاتها
فتلكَ التي تدعى بجاهلة ٍ بلها
تخص إذا خصتْ نفوسَ شريفة
منزهة الأوصاف بالصورة الشوهى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
رقم القصيدة : 11872
-----------------------------------
إذا وصفَ الشرعُ المبينُ إلها
فذاك الإله الحقُّ ليس يضاهى
ودعْ عنكَ أفكاراً تنازعُ حكمة ُ
فآلهة ُ الأفكارِ لا تتناهى
وقدْ بلغتْ نفسي إذا هي أنصفتْ
وقالتْ بقولِ الشرعِ فيهِ مناها
فيا قارئَ القرآن شرعكَ فالتزم
فما آية ٌ إلا يزيد رضاها
وما طعمة ُ الأفكارِ إلا تغصصٌ
إذا هي لم تبلغ لديه أناها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً
إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً
رقم القصيدة : 11873
-----------------------------------
إني نظرتُ إلى نفسي بعينِ رضى ً
فقهقهتُ عجباً مني لجهلي بها
وأقبلتُ نحوَ عقلي كيْ تعاتبهُ
أعاقلا نفسه يرضى بمذهبها
كيفَ الرضى وهو ذو مكر وذو خدعٍ
دليلنا ما بدا لي من تعجبها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن المحامد أنواع منوّعة
إن المحامد أنواع منوّعة
رقم القصيدة : 11874
-----------------------------------
إن المحامد أنواع منوّعة
تبيينها لكَ حمدُ الحامدينَ بها
وما لها صور في غير حالهمُ
فكن بذا عالماً إنْ كنتَ منتبها
عم الحلالُ إذا أكلت عن ضررٍ
فإنْ جهلتَ فكُلْ ما كان مُشتبها
وما يعمُّ حرامٌ وهوَ حجتنا
إنَّ المآلَ إلى الرحمن انتبها
إنَّ النجومَ لتجري في مطالعها
بما يشاءُ منْ أمرٍ نحو مغربها
وذلك الأمر أخفاه وأودعه
ربُّ السمواتِ في تسيير كوكبها
فقائل إنَّ هذا الحكمَ ليس لها
وقائلٌ حكمُ هذا منْ كوكبها
يسري فيحدثُ في أعياننا عجباً
وما لها مذهبٌ في أصل مذهبها
وما لها خبر مما يقوم بنا
بل ذلك الأمر فينا من مرتبها
تقلبَ الليلُ عنها والنهارُ معاً
وما التقلبُ إلا من مقلبها
سبحانه وتعالى أنْ يحاط بما
يحويه علماً لدينا في تقلبها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
رقم القصيدة : 11875
-----------------------------------
إني رأيتُ براهينَ العقولِ على
نفي التحيزِ لا تقوى دلالتها
إنّ البدورَ بعينِ الحسِّ تشهدُها
وقدْ أحاطتْ بها في الجوِّ هالتها
ولم تكن غيرَ أنوارٍ بها انبعثت
منها إلى غاية ٍ فيها حبالتها
على السواءِ فدارتْ كي يحيط بها
وما أحاطَ بها غيرُ فآلتها
منها فنطقها بالمحالِ موجدُها
حقاً وقد حققت فيها مقالتها
واعلمْ بأنَّ صفاتِ الحقِّ ليسَ لها
حدٌّ ينال فقد عالت فريضتها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> زوجتِ الأنفسُ أبدانها
زوجتِ الأنفسُ أبدانها
رقم القصيدة : 11876
-----------------------------------
زوجتِ الأنفسُ أبدانها
إذْ أظهرَ الإنسانُ أعيانها
وأحكم الطبعُ بها شهوة ً
إذ أحكمَ الصانعُ بنيانها
أسكنه الرحمن في جنة
يلاعبُ الحورَ وولدانها
أطافَ بالكاسِ وإبريقه
رحمانُهُ عليهِ غلمانها
لما أتى عند كثيبِ الحمى
يطلبُ للأنصارِ رحمانها
أنفسنا لو عرفتْ ذاتها
لأقرأتْ بالجمع قرآنها
سبحان من حيرَّها حكمة
فيها فلا تعرفُ فرقانها
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
رقم القصيدة : 11877
-----------------------------------
لولا وجودُ النفسِ الأنزهِ
ما لاحَ عينُ العالمِ المشبهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
رقم القصيدة : 11878
-----------------------------------
ألبستُ من هومنا اليومَ خرقتنا
لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نسَبٌ
صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخرَ ذي نسبٍ
تفجرَ العلمُ منهُ في نواحيهِ
فليلبسٍ الولدُ المحفوظُ خرقتنا
على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهيَ التزينَ بالأخلاقِ أجمعها
محمودها في الذي يبدي ويخفيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
رقم القصيدة : 11879
-----------------------------------
وجودُهُ منتجٌ كوني لنعلمهُ
والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا منْ دليلِ العقلِ مأخذهُ
والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطة ٌ
الحقُّ ما قلتهُ في الأمرِ يا ساهي
عناية ُ الله بي إذْ كانَ يعلمني
مثال هذا بلا مال بلا جاه
هذا هوَ الجاهُ إنْ حققتَ منصبهُ
وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليسَ يدركهُ
إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
ببيتُ التفكرِ بيتُ العنكبوتِ وبيتُ
الكشفِ عندهمْ في فكرهم واهي
لولا التفكرُ كانَ الناسُ في دعة ٍ
في العلم بالله لا بالآمرِ الناهي
وليس يعبده إلا منزهه
في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباهِ
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم
أسماءَ مرسلة ً فلا تقلْ ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة
ولا اشتقاقاً وكنْ كالعالمِ الواهي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
رقم القصيدة : 11880
-----------------------------------
قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت
في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا
وقامت الحجة ُ الغرَّاء لله
ما للمحالاتِ في العينِ الثبوتُ وقدْ
أقامها العقلُ للأوهامِ للهِ
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده
شهودٌ وهم بأحكام من الله
لوْ لمْ يردْ لمْ يكنْ وقدْ أراد فكان
ولوْ فليسَ لها حكمٌ مع الله
من يزرع المنعَ لمْ يحصدْ سوى عدمٍ
والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها
فليسَ ينتجُ إلا المنعُ واللهِ
ويضعفُ الحكم فيها إن قرنت بها
وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحققٌ لوْ دانَ لنيطَ بهِ
خلافٌ ما يستحقُّ الذاتَ والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت
الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاقَ النطاقُ على منْ ليسَ يعرفها
ولستَ تعرفها إلا من الله
فليسَ يشهدُ في الأكوانِ كائنة ً
وحكمها أحد إلا من الله
فاحمدْ وزدْ واعترفْ بالكونِ من عدمٍ
واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا
تخفى على كلِّ محجوبٍ عن اللهِ
وقل بها إنها العلم الصحيح ولا
تعدلْ إلى غيرها تدنو منَ اللهِ
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به
إلا وتشهدُهُ جوداً منَ اللهِ
تدفع غوائله بما اتصفتَ به
من الشهودِ فلا تغفلْ عنِ اللهِ
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها
إلا وعصمتكمْ فيها منَ اللهِ
قصدي حضوركَ لا تغفلْ وكنْ رجلاً
للهِ باللهِ في اللهِ معَ اللهِ
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا
في أنَّ كونَ وجودِ الله للهِ
يا بردها حكمة ً ذوقاً على كبدي
الحالُ جاءَ بها فضلاً منَ اللهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
رقم القصيدة : 11881
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي بالشرعِ تعرفهُ
ليسَ الإلهَ الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه
والشرعُ ما بينَ تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا
بربنا ولهذا همتي فيهِ
إن الشريعة تجري غير قاصرة
والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرة ٌ
والشرعُ يظهرهُ وقتاً ويخفيهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
رقم القصيدة : 11882
-----------------------------------
مشيئة ُ العبدِ منْ مشيئة ِ اللهِ
بلْ عينها عينها والحكمُ للهِ
منْ حيثُ ما هوَ ربُّ العالمينَ ولا
تعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي
إذا تملُّ يملُّ اللهُ
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدتهِ
ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي
رقم القصيدة : 11883
-----------------------------------
هوية الحق أسراري وأعضائي
فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلتهُ الشرعُ جاءَ بهِ
من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه
ستور أغطية ٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً
ظهرتْ فيها بحكمِ المالِ والجاهِ
هي التي عينُ التوحيدِ مشهدُها
فلا تقلْ عندما تبدو لنا ما هي
هيَ ليسَ يدركها عينٌ سواها ولا
تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله
عني ولستُ بما قدْ قلتُ بالساهي
هنيتَ يا طالبَ التحقيقِ من قدمٍ
صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناكَ معطي وجودِ الكونِ منْ عدمٍ
في عينِ حدٍّ وفي ساه وفي لاهي
هوَ الذي حيَر الألبابَ واعتمدتْ
على براهينها منْ كلِّ أواهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا من يحيرني في ذاته أبداً
يا من يحيرني في ذاته أبداً
رقم القصيدة : 11884
-----------------------------------
يا من يحيرني في ذاته أبداً
تنزيههُ والذي قدْ جاءَ في الشبهِ
إنْ قلتُ ليس كذا قالت شريعته
صدِّق بتنزيهه العالي وبالشّبهِ
للحالتين معاً الذاتُ قابلة ٌ
فأنت لا أنت إذ يدعوك بالشّبه
وقدْ رأى كلُّ ذي فكرٍ وذي بصرٍ
الفرقَ بينَ وجودِ التبر والشبهِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحانه لا بتسبيحِ هويته
سبحانه لا بتسبيحِ هويته
رقم القصيدة : 11885
-----------------------------------
سبحانه لا بتسبيحِ هويته
ذات المسبح لكن لا تقل ما هي
هوية ما لها في العينِ من خبرٍ
ولا تنالُ بأموالٍ ولا جاهِ
هيَ الغنية ُ ما تنكُّ طالبة ً
قرضاً من الخلقِ من لاهٍ ومن ساهِ
انظرْ بإيمانِ عقلٍ بلْ بفطرتهِ
فجملة ُ الأمرِ أنَّ السرَّ في الباهِ
هذا تولدَ عنْ هذا فوالدهُ
هذا فيا حيرة المفتون في الله
إني لأبصره في عين سادنه
وهو المليك به الآمر الناهي
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
رقم القصيدة : 11886
-----------------------------------
الناسُ كلهمو أعداءُ ما جهلوا
في مذهب الأشعريين بضدّهم
فيه بما ذكروه في حدودهمُ
لهمْ وغيرهمُ يأتي بضدهمْ
وهوَ الصحيحُ الذي اختاروه فاعتمدوا
عليهِ وانظرْ إلى عقدي وعقدهمْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
رقم القصيدة : 11887
-----------------------------------
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
حكم عليها بنعتٍ لم يزل فيه
إلا تحوّلها إلا تبدّلها
في كلِّ مجلى ً وهذا فيهِ ما فيهِ
في العقل لا في نصوصِ الشرعِ فالتزموا
قولِ المشرعِ إذْ كانَ الهدى فيهِ
فليس من صور أدنى ولا صور
عليا تشاهد إلا حكمها فيه
فإنْ رأتْ حجراً وإنْ رأتْ شجراً
وإنْ رأتْ حيواناً كلها فيهِ
هو الوجود ولكن ما حكمت به
فإنهُ عينُ أعيانٍ بدتْ فيهِ
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي
يريد قوله تعالى : {وهو الله في السمواتِ وفي الأرض}، وقوله تعالى : {وهو الذي في السماءِ إله وفي الأرض
رقم القصيدة : 11888
-----------------------------------
يريد قوله تعالى : {وهو الله في السمواتِ وفي الأرض}، وقوله تعالى : {وهو الذي في السماءِ إله وفي الأرضِ إلهٌ}.أشهدنا من ذاتِنا ذاته
وذاك في موقفنا الأنبهْ
لو أنه يدركه خلقه
لكانَ مخلوقاً وأعزز بهِ
مذهبنا مذهب أمٍّ لنا
مذهبُ ابنِ العم اذهب به[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
رقم القصيدة : 11889
-----------------------------------
وقال أيضاً:إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
ولستُ أنكره والحكمُ لله
جهلي به عين علمي والنعيم به
مثل العذاب به كالمال والجاه
إن قلت هو قال عين الكشف ليس بهو
أو قلتُ ذا لمْ يوافقني سوى اللهِ
فهذه حِكَم يدري بها حكم
من أهملها مثل أهل الشرع في الباه
فمن يوافقني فيها أوافقه
ومنْ يوافقُ قلْ يا سيدي ما هي
فيعتريه إذا ما قلت ذا خرس
وهو الدليلُ عليه أنه ساهي
فكلُّ منْ في وجودِ الحقِّ يعرفهُ
إلا الذي هوَ في مقصودِنا لاهي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
رقم القصيدة : 11890
-----------------------------------
إذا تحققتَ شيئاً أنتَ تعلمهُ
ساويتَ فيه جميعَ العالمين بهِ
أقولُ هذا لأمرٍ قدْ سمعتُ به
عن واحدٍ فطنٍ للعلمِ منتبِهِ
فقالَ ليسَ كما قالوهُ واعتقدوا
فما لعالمنا العلامِ منْ شبهِ
وذا لجهلٌ بما قلناهُ قامَ بهِ
فليس في قولنا المذكور من شبه
هل نسبة الذهب الإبريز في شِبه
ما صاغَه الصائغُ العلاّم من شَبَه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
رقم القصيدة : 11891
-----------------------------------
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
فلستُ أفكرُ في شيءٍ أقضيهِ
تصرفي ليسَ عنْ فكرٍ ولا نظرٍ
لكن عن الله يوحيه فأُمضيهِ
الأمرُ بيني وبينَ السرِّ منقسمٌ
بحالهِ فهوَ يرضني وأرضيهِ
فما يكون له من حادثٍ قبلي
يبغي تكوّنه إلا وأقضيه
فليسَ يمكنهُ إلا سياستنا
وليس يمكننا إلا ترضيه
فكلّ ما هوَ فيهِ من مكانتنا
وكلُّ ما نحن فيه من مراضيه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني سمعت كلاماً ليس يدريه
إني سمعت كلاماً ليس يدريه
رقم القصيدة : 11892
-----------------------------------
إني سمعت كلاماً ليس يدريه
إلا الذي سمعَ القرآنَ منْ فيهِ
هوَ الرسولُ الذي منْ جاءَ يطلبهُ
بعقله فبهذا القدر أكفيه
إني رأيتُ لهُ نوراً يضيُ بهِ
أهل السماءِ إذا عين توفيه
من الضياءِ الذي فيها حقيقته
وحقه وسوى هذا يعفيه
منْ كانَ أمرضه فكرٌ فإن لهُ
ربّاً يعافيه إيماناً ويشفيه
ما كان أثبته الإيمان من شبهٍ
بالله جاءَ دليلُ الشرعِ ينفيه
والعقلُ أيضا له رِدء يصدقه
في قولهِ فهوَ برٌّ في تحفيهِ
الله يشقي فؤادي إذ رأى جسدي
عين الصَّدى وهو يبكي في تشفيه
لصحبة ٍ سلفتْ ما بين قالبه
وبينهُ وهوَ أمرٌ فيهِ ما فيهِ
لقدْ تنازعَ فيهِ الحاكمانِ معاً
فالشرعُ يظهره والطبع يخفيه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليس يدري ما هو الأمر سوى
ليس يدري ما هو الأمر سوى
رقم القصيدة : 11893
-----------------------------------
ليس يدري ما هو الأمر سوى
منْ هوَ الآنَ على صورتهِ
فإذا تبصره تعلمه
للذي يعلم من صورته
إنما يبصرهُ في ملكهِ
مثله يمشي على سيرته[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أشهد في خالقي بجوده
أشهد في خالقي بجوده
رقم القصيدة : 11894
-----------------------------------
أشهد في خالقي بجوده
ما شاءِهُ من سنا وجودِهْ
واختارني للعلومِ قلباً
عناية ً بي على عبيدهِ
وقالَ لي لا تكنْ محلاً
لواردِ الكونِ في شهودهْ
فإنما جنتي وناري
لكلِّ رسمٍ دارا خلودِهْ
فاذكرْ وجودي بعينِ جودي
يكن عطاء على حسودِه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
رقم القصيدة : 11895
-----------------------------------
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
على عددِ الأخلاطِ والحكمِ إمعهْ
وذلك حكم الحقِّ في حقِّ خلقه
فأينَ يكونُ الشخصُ قالَ أنا معهْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
رقم القصيدة : 11896
-----------------------------------
وليتَ أمورَ الخلقِ إذ صرتُ واحداً
عزيزاً ولا فخرَ لديَّ ولا زهوُ
تركبتُ وجودَ الشفعِ يلزم بابهُ
فغيبتُنا توٌّ وحضرتُنا توّ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
رقم القصيدة : 11897
-----------------------------------
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
ولولا الهوى في القلبِ ما عبدَ الهوى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ بنتي دنيا
ألبستُ بنتي دنيا
رقم القصيدة : 11898
-----------------------------------
ألبستُ بنتي دنيا
لباسَ دينٍ وتقوّى
عسى أراها على ما
قد كلَّف الله تقوّى
فإن دارَك هذي
دارُ اختبارٍ وبلوى
إذا شربتَ بنفسٍ
ماءَ الحياة ِ لتروى
إنّ التنفس فيه
أهنى وأمرى وأروى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي قدْ
إنَّ الإلهَ الذي قدْ
رقم القصيدة : 11899
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي قدْ
علا وجلَّ سموا
هوَ الذي قلتُ عنهُ
يريد مني دُنوّا
فلمْ يزلْ بي شفعاً
ولم يزل فيّ توّا
لما نفى المثلَ عني
لذاكَ لمْ أكُ كفوا
لم أتخذ قولَ ربي
عند التلاوة هُزوا
سبحانه وتعالى
عن الشبيه عُلوّا
ومع هذا التعالي
قد قال يعمر حوّا
قد حِرتُ فيَّ وفيه
فلو أراد البنوّا
لمْ يستحل ذاكَ منهُ
يا ربِّ غَفراً وعفوا
أنتَ القديرُ عليهِ
فكنْ بعقدي عفوا[/font]

 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليس يدري الغير ما طعم الهوى
ليس يدري الغير ما طعم الهوى
رقم القصيدة : 11900
-----------------------------------
ليس يدري الغير ما طعم الهوى
إنما يدريهِ منْ ذاقَ الهوى
والهوى لولا الهوى ما هويت
نفسُ من ذاق الهوى غير الهوى
ما هوى نجمٌ إذا النجم هوى
في هوى إلا من آثارِ الهوى
أولُ الحبِّ هوى ً نعلمهُ
عندنا فالعشقُ من حكمِ الهوى
لا تذمنَّ الهوى يا عاذلي
إنما للمرء فيه ما نوى
فبهِ كونَ كوني فبدا
وبه قد فلق الحبُّ النوى
فيرى صاحبه في مَوصل
ويرى عائدهُ في نينوى
فيرى الصاحب في وصلته
ويرى العائدُ يشكو بالنوى
وقف الحبُّ على القلبِ إذا
ذاقه عند مقاماتِ السوى
وإذا خاطبهُ منْ ذاتهِ
ما يرى خاطبه منه سوى
ليس للقلبِ اهتمامٌ بالذي
نالهُ عندَ المناجاة ِ سوى
قولِ من قالَ له في حكمه
أنا في الحكمِ وإياكَ سوا
ما له من خبر في علمه
غيرُ ما قدْ قالهُ ثمَ لوى
عنه وجها لم يزل وجهته
يطلبُ الوجهُ بها وأدى اللوى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنما الماءُ من الماءِ روي
إنما الماءُ من الماءِ روي
رقم القصيدة : 11901
-----------------------------------
إنما الماءُ من الماءِ روي
والذي مذهبُه ذا ما روي
قدْ روتْ ناسخة ٌ عائشة ٌ
عند قومٍ جهلوا ما قد روي
إنما زادتْ بما قد ذكرتْ
عينُ حكمٍ وهوَ برهانٌ قوي
غرضي والله يوماً أن أرى
الذي بي منْ جواه يرتوي
وإذا أبصرته لم أره
وهوَ ذو شوقٍ عليهِ يحتوي
ما أنا في ظاهر الحرف به
بلْ أنا عينُ الوجودِ المعنوي
ما يرى ما قام بي من كَلَفٍ
غيرُ شخصٍ عربيّ نبوي
هوَ رمزٌ فارسيٌّ غامضٌ
وهوَ نصٌّ عندَ شخصٍ علويّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
رقم القصيدة : 11902
-----------------------------------
وددتُ بأني ما علوتُ كما علوا
عليهِ وإني ما دنوتُ كما دنوا
وعطلتُ ما عندي بما عندهم وما
حصلتُ على ما حصلوه وما دروا
وإنهم في كلِّ حالٍ ومشهدٍ
على حكم ما ظنوه فيه وما نووا
وليتهمُ لو قدَّموه وثابروا
عليهِ تدلوا في النزولِ وما علوا
ولكنهم لما تحققَ جودُهم
وجودهم هدوا قواعدَ ما بنوا
وما ذاك إلا أنَّ في الصدق ثلمة ً
تخوفهم فيما رأوهُ وما رووا
وليتهمُ لما تحققَ كونُهم
لديهم وما اهتموا لذاكَ وما بلوا
ولو كان غيرَ الكون كوّن كونَهم
لما ابتاعَ أضدادَ الهوى ولما شروا
ودادكَ مطلوبي وحبكَ مذهبي
وعشقكَ صفوُ العيشِ هذا إذا صفوا
وصيتهم حبل الإله تمسكوا
به وتدانوا منهمُ عندما خلوا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
رقم القصيدة : 11903
-----------------------------------
وسارعَ إلى الخيراتِ سبقاً فإنَّ منْ
يسارع إلى الخيرات يُحمد سعيه
ونافسْ كما قدْ نافسَ الناسُ وارتقِ
رقيَّ الذي ما زالَ يعصمُ وعيهُ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
رقم القصيدة : 11904
-----------------------------------
لباسي لباسُ المتقين وإنني لباسي لباسُ المتقين وإنني
عريٌّ من التقوى إذا كنتُ كاسيا
دعاني منادي الحقِّ من بين أضلعي
فلوْ كانَ توفيقٌ أجبتُ المناديا
ولما رأى ترك الإجابة لم يقم
وراحَ وخلى القلبَ في الحال خاليا
ولوْ غيرُ داعي الحقِّ من الحشا
أجابَ فؤادي صوتهُ إذ دعانيا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
رقم القصيدة : 11905
-----------------------------------
يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
جزاء لما يدعو أجابَ المناديا
يقول تذكر ما أتى في خطابه
وما أودعَ اللهُ السنينَ الخواليا
يرى حضرة ً لم تشهدِ العينُ مثلها
يناديهِ أياماً بها ولياليا
يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به
من الله لم يدعو له الله داعيا
يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه
لذاك تراه في المحاريب تاليا
يمين له مدَّتْ لبيعة مالك
هو العبد إلا أنه كان واليا
يوليهِ أمرَ الكونِ فهوَ خليفة ٌ
وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا
ينزله في الأرض عبداً مسوَّداً
سووساً عليماً بالأمورِ وراعيا
يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه
منَ الهمة ِ العيا خفياً وخافيا
يناديهِ منْ ولاه أنتَ خليفتي
على الكلِّ مهديَّ المقامِ وهاديا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ بظني
إني رأيتُ بظني
رقم القصيدة : 11906
-----------------------------------
إني رأيتُ بظني
من كان كلباً ظَبيا
وكان شخصاً كريماً
من الأناسي سويا
ولمْ أجيءْ بالذي قلـ
ـت فيه شياً فرِيّا
ولا تقل فيه مسخ
تكنْ فتى ً عربيا
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جمعتُ همي عليا
جمعتُ همي عليا
رقم القصيدة : 11907
-----------------------------------
جمعتُ همي عليا
فما برحتُ لديّا
إليّ يا منْ تعالى
عنِ الكيانِ إليا
فلم أجد غير ذاتي
لمَّا بسطتُ يديا
فأسفلُ الكونِ يعلو
وقتاً بربي عليا
انظرْ حديثَ هبوطٍ
تجدْه فيه جليّا
ما جئتُ شيئاً بقولي
عن الإله فريًّا
هذا حديثُ رسولٍ
قد اصطفاه نبيّا
ولم أكن عند قولي
إني بربي نسيا
لما سريتُ إليه
خِرتُ المكانَ العليّا
ناديتُ مولى الموالي
ربي نداءً خفيّا
إني ضعفتُ إلهي
وصِرتُ شيخا عتيّا
فلم أكن بدعائي
إياكَ ربِّ شقيا
أنت الوليّ الذي قد
صيرت قلبي وليّا
فاجعلنْ ربي إماماً
واجعلن ربي رضيا
فقدْ ضعفتُ لما بي
وذبتُ شيئاً فشيئا
سألتُ ربي أنْ لا
يجعل لذاتي سميّا
قدْ كنتُ عبداً مطيعاً
إذ كنتُ ملكاً سريا
أجرى ليَ اللهُ جوداً
من تحتِ عرشي سريّا
وأسقط الجذعُ قوتا
عليَّ رطباً جنيا
فكانَ منهُ غذائي
وعشتُ عيشاً هَنيًّا
وكانَ بي لطفُ ربي
لذاكَ برّاً حفيًّا
فهل رأيتم إلها
يقومُ شخصاً سويّا
هذا محالٌ ولكنْ
شاهدتُ أمراً نديّا
رأيتهُ عينَ نفسي
منْ حيثُ كنتُ صبيا
ولم أقل بحلولٍ
بل كنتُ منه بريّا
بلْ لمْ أجدْ منه بداً
لمّا هجرتُ مليا
وخرّ جمعي إليه
عندَ الشهودِ بكيا
فكنتُ أولى بنارٍ
للشوقِ فيها صليّا
إني خلصتُ إليهِ
لما اقتربتُ نجيّا
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
رقم القصيدة : 11908
-----------------------------------
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولايَ ما كنتُ في سرٍّ أسرُّ بهِ
عنِ الحبيبِ الذي يدرونَ لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له
إذا تجلى لنا بدارِ دنيايا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه
إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقدْ علمتْ
نفسي بأنَّ كثيبَ الزورِ مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكانَ لنا
ملكاً نصرفهُ فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه
أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد
سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا
وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
رقم القصيدة : 11909
-----------------------------------
جزاكَ اللهُ خيراُ من وليٍّ
عليمٍ بالخفيّ وبالجليِّ
رعاك الله مِن شخصٍ تعالى
عن الأمثال بالنعتِ العليِّ
صدوقُ الوعدِ أنزله كتاباً
فإسماعيل ذو الخلُق الرَّضيّ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
رقم القصيدة : 11910
-----------------------------------
لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ
كما للمشتري عِلمُ النبيّ
وللمريخِ أرماحٌ طوالٌ
إذا اجتمع الكميُّ مع الكميّ
وللشمسِ الأمانة ُ في مكانٍ
كما قال الإله لنا عليّ
وللزهراء ميلُ هوى وحب
فويلُ للشجيِّ منَ الخليِّ
ونش عطارد مرِّيخ لطف
يضمُّ بهِ العيُّ إلى الدنيِّ
بأمر البدر يكتب ما أردنا
إلى الداني المقرَّبِ والقصيّ
ويقطع في بروجٍ معلماتٍ
يكنَّ لسيرها حرفَ الرويّ
فمن حَمَلٍ إلى ثورٍ ويعلو
إلى الجوزاءِ في الفلكِ البهي
إلى السرطانِ من أسدٍ تراهُ
بسنبلة ٍ لميزان الهويِّ
وعقربٍ صدغهُ يرمي بقوسٍ
من النيرانِ من أجلِ الجديِّ
ليشويه فيطفيه بدلو
كحوتِ دِلالة ِ العبد النجيّ
وليسَ لهذه الأبراجُ عينٌ
من الأنوار في النظر الجليّ
ولكنَّ المنازلَ عينتها
من الفلكِ المكوكبِ للخفيِّ
فمنزلتانِ معْ ثلثٍ لبرجٍ
كتقسيم المراتبِ في النديِّ
وبانَ لكلِّ منزلة ٍ دليلٌ
منَ الأسماءِ عنْ نظرٍ خفيِّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا
إلى الدبر إن هقعته تحيّ
ذراعاً عند نثرة طرفِ شخصٍ
بجبهتهِ زبرتْ على بنيِّ
لتعلمه بصرفته فمالتْ
بعواءِ السماءكِ على وليِّ
غفرنَ لهُ زباناتٍ بأمرٍ
من الإكليلِ عنْ قلبٍ تقيِّ
فجادت شَولة ٌ صادت نَاماً
ببلدتها لكلِّ فتى تقيّ
وذابحها يخبرها بما قد
بدا في العجلِ من سرِّ الحليِّ
فتبلعها السعودُ على شهودٍ
منَ أخيية ٍ وأدلاءِ الشقيِّ
مقدَّمها مؤخرها لفرغٍ
يدليهِ الرشاءُ إلى الركيِّ
ليسقي زرعهُ كرماً وجوداً
ليقري بالغداة ِ وبالعشيّ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
رقم القصيدة : 11911
-----------------------------------
وعيُّوقاتُها تهدي إلينا
إذا أخفيت لذي الرصد الذكيّ
نجومُ الرجمِ أرسلها إلهي
لتحرقَ كلَّ شيطانٍ غويّ
وتظهر بالأثيرِ من اشتعالٍ
فتهوي بالهواءِ إلى الغبيِّ
فتحرقهُ فيذهبُ ما لديهِ
من العلمِ المحقّقِ بالهويّ
هي النيران في الأبصارِ نورٌ
كماء شرابِ ظمآن شقي
فسبحانَ العليمِ بكلِّ شيءٍ
وموحيه إلى قلبِ الوليّ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نحن سرُّ الأزليّ
نحن سرُّ الأزليّ
رقم القصيدة : 11912
-----------------------------------
نحن سرُّ الأزليّ
بالوجودِ الأبديّ
إذ ورثنا خلقَ الظا
هر فينا الهاشميّ
واعتلينا واستوينا
بالمقامِ القدسيّ
ووهبنا ما وهبنا
سرّ بدرِ الحبشيّ
وبعثناه رسولاً
للرئيس الندسيّ
بكتاب رقمتْه
كفُّ ذاتِ الحكميّ
بعلومٍ وسمتها
ـل الوجودِ العمليّ
ومطالعُ هلا
حرضَ الناسَ على نيـ
ونهايات التلقي
بالمقام الخلقيّ
ومشتْ أسماءُ ذاتي
في وضيعٍ وعليّ
فالذي آمن منهم
لم يزلْ حياً بحيّ
والذي أعرض منهم
لمْ يفزْ منا بشي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اختلسنا من كراماتِ
اختلسنا من كراماتِ
رقم القصيدة : 11913
-----------------------------------
اختلسنا من كراماتِ
الكيانِ الأبدي
وجينا بمقاماتٍ
العيانِ الأزليّ
ورفعنا عن تكاليفِ
الوجودِ العمليّ
لمضاهاة استواء
فوق عرشٍ فلكيّ
فرأينا من تعالى
بالوجودِ الخلقي
في لطيفٍ ملكيّ
وكثيف بشريّ
وسألناهُ بأسرارِ
رِ المقامِ القدسيّ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سمعت من ليس يدري ما يقول به
سمعت من ليس يدري ما يقول به
رقم القصيدة : 11914
-----------------------------------
سمعت من ليس يدري ما يقول به
قد قال في الله إنَّ الكل هو وإليه
إنّ الإلهَ بعينِ الحقِّ أنطقهُ
بما هوَ الأمرُ فيما قالَ فيهِ عليهِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء
إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء
رقم القصيدة : 11915
-----------------------------------
إنَّ سري هوَ روحُ كلِّ شيء
وهوَ الظاهرُ في ميتٍ وحيْ
فإذا قامَ بحيٍّ فأبٌ
وإذا قام بميتٍ فبني
إنه جَلَّ عن إدراك الذي
قال فيه إنه في كلِّ شي
إنما هوَ عينهُ فاعتبروا
تجدوا ما قلت في نشر وطي
ما تغالي كونهُ عنْ حالة ٍ
ظهرتْ في مدِّ ظلٍّ ثمَّ فيّ
إنما الأمر الذي يسعدكم
أو نقيض السعد في رشد وغي
إنما خصّ بقومٍ للذي
كانَ فيهم منْ ذكاءٍ ثمَّ عيّ
قد أكلناه طبيخا ولقد
جاءني لحماً طرياً وهوَ نيّ
فأبينا أكلهُ حينَ بدتْ
صورة ُ الإيمان فيه من قصي
يا أخي فاعلم الأمرَ الذي
قلته فيه بحقٍّ يا أخي
فخذوهُ أسداً أو حملاً
واتركوا السنبلَ يرعاه الجدي
إنما الأمر عظيمٌ قدرُه
جلّ عندي حينَ جلاهُ إليّ
قلتُ ضمني ذاتي وأنا
أوصلُ المقدارَ مني وعليّ
قالَ لا يمكنُ إلا هكذا
هو فعلُ الشيخِ لا فعلُ صبي
لوْ أرادَ الأمرَ أنْ يخرجهُ
لمْ يكنْ هذا منْ يدي
ليَ منهُ الشربُ ما دامَ وما
دمتُ ما عندي لشربي منه ري
لستُ أدري إننى عبد هوى
إذْ تجلى لي في شكلٍ رشيّ
فتغزلت وما أضمره
وبدا يغشى سناه ناظري[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
رقم القصيدة : 11916
-----------------------------------
إني رأيتُ وجوداً لا أسميهِ
فكلُّ شيء تراه فهو يحويهِ
له الإحاطة بالأشياء أجمعها
فكلُّ عين تراها أنها فيهِ
حصلتُ منْ فكرتي فيهِ على تعبٍ
ولمْ أجدْ حجة ً تبدو فأبديهِ
حصلتُ منهُ على عمياءَ مجهلة ٍ
بهماء خالية ٍ في مهمه التيه
أرنو إليه ولا أدريه فانبهمت
عليَّ حالتهُ وكلها هوَ هي
به خلوتُ وما بالدارِ من أحد
إذ الوجودُ الذي ما زلتُ أبغيه
إني أنا وصفه النفسيُّ فاعتبروا
إن زلْت زال بهذا النعت أدريه
كظلِّ جسمي متى أنْ كنتُ ذا نظرٍ
في نشأتي وهو مجلى من مجاليه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
رقم القصيدة : 11917
-----------------------------------
منْ لمْ يزلْ بامتثالِ الشرعِ يطلبني
ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منهُ على
ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور
شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه
والشرعُ ينقضُ ما الأفكارُ تبنيهِ
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه
فإنَّ ذلكَ فيهمْ منْ تحليهِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
رقم القصيدة : 11918
-----------------------------------
لمّا رأيتُ وجودي في تجليهِ
رأيتُ ما كنتُ أبغيهِ وأنفيهِ
فما رأيت وجوداً كنت أظهره
إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به
علمتُ أن له عهداً يوفيه[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عدّ عن جناتِ عدن
عدّ عن جناتِ عدن
رقم القصيدة : 11919
-----------------------------------
عدّ عن جناتِ عدن
وارتسم في الصدرِ الأوَّلِ
تخفضِ القسطَ وترفعْ
وتولى ّ ثم تعزلِ
بابي معنى شريف
بابي مُعنى غريب
بيته بيتٌ كثيف
حجبتْ فيهِ الغيوبْ
حكمه فيه لطيفْ
رأيه فيه مصيبْ
بَطَلٌ خَلفَ مِجنّ
امتطى أغرَّ أرجلْ
فترى المتلالي الأترع
تحته السِّماكُ الأعزل
أظهفرَ العقلُ النفيسْ
نفسَ غيبِ المتمنى
فهو الملكُ الرئيس
وهي ملك ليس يفنى
وجدَ الجسمُ الخسيسْ
أحرفاً جاءتْ لمعنى
وعنى بذاكَ غني
وأنا لا أتبدل
ثمَّ أخفاهُ وأودعْ
أمره الإمام الأعدل
أشرقتْ شمسُ المعاني
بقلوبِ العارفينا
أشرفت أرضُ المثاني
فتنة ً للسالكينا
وبدا سرُّ المثاني
لعيون الناظرينا
إذ خفى في نشر كوني
نورهُ لما تنزلْ
لسراجٍ ليسَ يسطعْ
بمثالٍ ليسَ يهملْ
حضرة َ العليِّ زيْن
ومقامَ الوارثينا
جَدولٌ بها مَعين
لذة ٌ للشاربينا
فهي الصبحُ المبين
تجعلُ الشك يقينا
وهي تجلو كلَّ دجْن
مع بقاءِ الوبلِ والطلِّ
فسناها الوترُ الأرفعْ
من سَنا المهاة أجمل
يا لطيفاً بالعباد
أرني أنظرْ إليكا
قال زُلْ عن كلِّ واد
يُعقد الأمر عليكا
ما أنا غيرَ المنادي
فالتفِت لناظريكا
كيفَ لا وأنتَ مني
بمكانِ السرِّ الأكملْ
فبمعِ الحقِّ تسمعْ
وبأمر الأمر ينزل[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تاهت على النفوسِ القلوبُ
تاهت على النفوسِ القلوبُ
رقم القصيدة : 11920
-----------------------------------
تاهت على النفوسِ القلوبُ
فسرَّ عاذلٌ ورقيبُ
في الفنا عن فنائي
في سبح اسم ربِّكَ الأعلى
غصنٌ زها فعزَّ وجلاَّ
سواهُ كالحسامِ المحلى
حقاً أقولُ يا غافلين
فيممتْ حماه الغيوبُ
وأشعلتْ هناكَ حروبُ
للهِ ما أحلى
في الطورِ طارَ عني فؤادي
فلمْ أزل عليهِ أنادي
بالمنظرِ الأعلى
بقديمِ العِنايهْ
أضنانِ هجركَ المتمادي
فقالَ لي الوصالُ قريبُ
يا أيها الصفيُّ الحبيبُ
يبدو سرُّ الردآءِ
في النجم صحَّ لي العرشُ ملكا
عليله يوسى ... ما مرضا
وقيل خذه قهراً ومِلكا
فقمتُ فيه عبداً وملكا
فمنْ سماهُ زهرٌ تصوبُ
ومنْ ثراهُ زهرٌ يطيبُ
مَنْ غدا لله بَرّاً تقيَّا
في الحجر حجر عبدٍ تولى ّ
عنْ سرِّ نورِ علمٍ تجلى
فحاز سبعة ً ليس إلاّ
منها بدا وفيها يغيبُ
يُصابُ تارة ً ويصيبُ
في لم يكن أتاني الرسولُ
وغدا الروحُ حيّاً
فلاح في المحيّا السبيل
وكانَ لي بذاكَ دليلُ
إنَّ الوجودَ سرٌّ عجيبُ
يدعو لنفسهِ ويجيبُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
رقم القصيدة : 11921
-----------------------------------
سألتُ جودَ فالقِ الإصباحْ
هلْ لي منْ سراح
فقال لا فإنك معلول
وعنْ أمورٍ ملككَ مسؤولُ
ما كلُّ قائلٍ هوَ مقبولُ
قدْ جاءتِ الجسومُ والأرواحْ
تسعى في الرواح
من قالَ بالتقابلِ يلقاهُ
وفي براعة ِ الخصمِ لاقاهْ
مَنْ كان مثلَه ما توقَّاه
قلنا لهُ فهذه الأشباحْ
ضيقٌ وانفساحْ
ليسَ النديمُ من دانَ بالعقلِ
إن النديمَ مَن دانَ بالنَّقل
أقولُ كلما قالَ لي قلْ لي
إملا لهُ وصففِ الأقداحْ
في البيتِ الضراحْ
في الراحِ راحة ُ الروحِ يا صاحي
فقلْ بها مقالة َ إفصاحِ
ما بين عاذلين ونُصَّاح
والله ما على شاربِ الراح
فيه من جُناح
فاحَ الندى من عرف محبوبي
إذ كان ما بدا منه مطلوبي
فصحتُ يا منايَ ومرغوبي
حبيبي إنْ أكلتَ التفاحْ
جيءْ واعمل ليَ آح[/font]

 
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
رقم القصيدة : 11922
-----------------------------------
رأيتُ سما لاحَ بأفقٍ مبين
من العَلَمِ الفردِ
ولما ارتدى
بالبرُدة ِ المثلى
هلالٌ بدا
بالأفُقِ الأعلى
طعمتُ الهدى
بالموردِ الأحلى
وما أنا فيما ذقته بالظنينْ
لعلمي بالقصدِ
سمعتُ الصدا
من طورِ سيناءْ
وعندي صدا
الماءِ زيراءْ
فقال الصَّدا
ينبىء أبناء
ليعلم ما جئتُ به بعدَ حينْ
من الصدقِ للوعدِ
تمنيت أن
أشهد بالله
ولم أعلمن
أنَّ به جاهي
فقلت لمن
خصَّ بانباهي
لقدْ علمَ الروحُ الخبيرُ الأمينْ
بما لكم عندي
وفيتُ لكمْ
بالعهدِ أزمانا
وكانَ بكمْ
ذاك الذي كانا
وما قلتُكم
صِدقاً وإيماناً
إذا كان مثلي في هواكم يخون
فمن يوفي بالعهد
رجوتُ وصالاً
والنوى يردي
طلبتُ اتصالاً
قالَ يا بعدي
فأنشدتُ حالاً
للذي عندي
أحين رجوتُ الوصلَ منكم أحين
أعذَّبُ بالصَّدِّ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ العام
هذا الوجودُ العام
رقم القصيدة : 11923
-----------------------------------
هذا الوجودُ العام
علمي بهِ أولى
لأنه إنعام
منْ سيدٍ مولى
ويومه من عام
في الشمس إذ تجلى
ترى البصير بلا نصيرْ يعطي البشرْ
إذا عفا
وحكمهم
وما أنا
أنشأتُ ناقوسا
لذكره الزاهر
ماوي الأولى
ماذا ترى العِبَر
ولمْ أكنْ عيسى
بلا نصير
أبدى ليَ اللهُ
حصرٍ إلى
إنَّ الفَهوم
من الصَّدا
قوم به باهوا
فانظر ترى
بعلإني أنا
عينُ المُحفقل لمن يقولُ بالأولى
هذا الذي قلنا
الحقُّ أبداهُ
إلا بكن
ولمْ نقلْ ما هو
هذي الرسوم
فسالتْ أمواهُ
عينُ من كلِّ ما يبلى ولا يبلى
في زعمهم
ولي بذا عهدُ
الفقرِ والذنبِ
منْ قربهُ بعدُ
وبعدهُ قربْ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> السرُّ مني
السرُّ مني
رقم القصيدة : 11924
-----------------------------------
السرُّ مني
كافي منْ أني
رأيتُ ربي
بالمنظرِ الأجلى
دعوتُ صحبي
للموردِ الأحلى
رآه قلبي
في الصورة ِ المثلى
فما ثني
فقال خِدْني
إلى الكثيبِ
دعتني أشواقي
نحوَ الحبيبِ
دعاءَ مشتاقِ
فيا طبيبي
هل لي منْ راقِ
رأيتُ صوني
يطلبهُ كوني
وقال عيني
إنَّ بهِ عوني
وليسَ بيني
عنهُ سوى بيني
فقالَ أينْ
قلتُ إذا تثنى
منْ لي بذاتي
منْ لي بإيلافي
وفي مماتي
حكم لإيلافي
فقلتُ آتي
قال بأوصافي
إياكَ أعني
بالذكرِ إذ أكني
من كان مثلي
يبلى ولا يُبلي
فقاَ كلي :
إنكَ منْ أهلي
قد قال قبلي:
من ليس من شكلي
أخلفتِ ظني
يا كعبة َ الحسنِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
رقم القصيدة : 11925
-----------------------------------
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
هكذا المعلومْ
والذي يقضي به حكمُ النظر
سرهُ مكتومْ
كلُّ منْ أشهدَه سرُّ القدرْ
ربهُ يعلمُ
إنَّ بالحكم الذي فيه ظهر
عينه يحكمُ
عجباً فيمن له نعتُ البشر
وهو لا يفهمُ
والذي يشهدُه نورُ القمر
فهو المرحومُ
والذي عُيِّب عنه واستسرَّ
ذلك المحرومُ
شاهد النقل الذي حيرني
وبهِ أحيا
ودليلُ العقلِ قدْ صيرني
مُنكِراً أشْيا
فتراني عندما خيّرني
أكره المحيا
فأنا ما بين عقلٍ وخبر
ظالمٌ مظلومْ
فإذا سُرِّحتُ من سجنِ الفكر
قمتُ بالقيومْ
بالتجلي في التدلي قلتُ بهْ
فأبى عقلي
والتجلي في التحلِّي منه به
قالَ لي قلْ لي
انت مني عينُ ظلِّي فانتبه
ما الهوى منْ لي
إن جرى الأمرُ على حكمِ البَصَر
قلتُ بالمفهومْ
أو جرى الأمر على حكم العِبَره
ينتفي المرسومْ
لو أنَّ ما بي من شؤون العبادِ
وكلُّ ما يجري
يكونُ بالسبعِ الطباقِ الشدادْ
يسكّن عن دورِ
إنَّ الذي كان مسبيّ مراد
لصاحبِ الأمر
الصبر أولى بي من أجل الظفر
وإنه موهومُ
فاشربْ رحيقاً عندَ وقتِ السحرْ
مِزاجُه تسنيم
بساحلِ البحر رأيتُ التي
ما زلتُ ألغيها
فقلتُ للنفسِ ترى قبلتي
باللهِ أبغيها
فأنشدتْ تخبر عن جملتي
وذاك يطعيها
ليتني رملٌ على شطِّ البحر
يا ابني أو أطومْ
وترى عيني مذ تطلعُ سِحر
لبلادِ الرُّوم
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كأنه الصبحُ المبين
كأنه الصبحُ المبين
رقم القصيدة : 11926
-----------------------------------
فعالا
كأنه الصبحُ المبين
جوّالا
كأنه الصبحُ المبين
جوّالا
دور
دور
لما دعاه الهوى
إلى الذي ذكرتُهُ
أوهنَ مني القوى
ذاك الذي سمعته
على قليبِ أمرٍ
قلبي إليه ليرى
أمراً إليه سعى
يطلبهُ عندَ السرى
فكانَ نعمَ الوعا
لمّا إليهِ قدْ سرى
دور
سيلهما قد طَما
رؤيا من الوحي المبين
دور
لما أتى طالباً
وفي مجاري العبر
ولى به هارباً
رب الندى والندا
بحرُ العمى في عمى
يدري بذاك المرتدى
وجاءَ مستفهماً
فيما بهِ الوحيُ بدى
أوضحتُ ما أبهما
في ناشدٍ أو منشدِ
فجاءه غالباً
تاجٌ على الراسِ بدا
دور
بحرُ العمى في عمى
يدري بذاك المرتدى
وجاءَ مستفهماً
فيما بهِ الوحيُ بدى
أوضحتُ ما أبهما
في ناشدٍ أو منشدِ
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
رقم القصيدة : 11928
-----------------------------------
ياطالبَ العلمِ بالأسرارْ
هيهاتَ لا تكشفِ الأسرارْ
إلا لمن أخذ القزديرا
ودسَّ في ذاته الإكسيرا
ليقلبَ العينَ والتصويرا
شمساً تلوحُ لذي الأبصارْ
وليسَ تدركها الأبصار
يا سائلي عنْ مقامِ الروحِ
وهلْ تضاهي لنورِ يوحِ
أسلك هديتَ سبيل نوح
ما زالَ يولعُ بالأنوارْ
حتى تجلتْ لهُ الأنوارْ
لما رأيتُ بها إدريسا
شبهته بالنبيِّ عيسى
محبي الصدا وأخاه موسى
يهدي إلى منزل الأبرار
ما تشتهيه به الأبرارْ
لما تحققتُ بالإيثارِ
وقدْ تلاعبتُ بالأهواءِ
تلاعبَ الفعلِ بالأسماءِ
علمت ما أعطتِ الإيثار
يا سائلي أينَ حظُّ الجسمِ
وروحه من حظوظ الرسم
فقالَ لي حظه في الإسمِ
من يبتغي العلمَ بالأفكارْ
حارت في مطلبه الأفكار
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
رقم القصيدة : 11929
-----------------------------------
متيمٌ بالجمال قدْ شغفا
فيا إخوان
دور
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أطوالي المهيمن الطرقا
أطوالي المهيمن الطرقا
رقم القصيدة : 11930
-----------------------------------
أطوالي المهيمن الطرقا
عساك يوماً نحوها ترقى
عزيزة ُ الإنسانِ قد ذلتْ
أهلَّة الأسرارِ قد جلَّت
وصيّرتْ قلبي له شَرْقا
وأضلعي لبدرها أفقا
اخرقْ سفينَ الحسِّ يا نائم
واقتلْ غلاماً إنك الحاكم
ولا تكنْ للحائطِ الهادمْ
وافتق سمواتِ العلى فَتْقاً
وارتقِ أراضي جسمها رتقا
سفينة ُ الإحساس أخرقها
وعروة ُ الشيطانِ أوثقها
وصورة ُ الإنسانِ أطلقها
وهمْ بها في ذاتهِ عشقا
وناده رفقاً بها رِفقا
خليفة ُ الرحمن قد جلاّ
عن أنْ يرى بالسجنِ قد حلاّ
أو مدبراً عنه إذا ولّى
قدْ أحكمَ اللهُ بهِ الخلقا
فجلَّ أنْ يحولَ أو يشقى
يا سائلِ عن كنهِ ما أجملْ
من حبِّ مولى لم يزل يحملْ
فقمت أشدوه كما أنزل
ألقى الهوى بالقلبِ ما ألقى
فلا تسلْ عنْ كنهِ ما ألقى
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
رقم القصيدة : 11931
-----------------------------------
يا طالبَ التحققِ انظرْ وجودكَ
ترى جميع الناس عبيدَ عبيدِك
قعدتُ في ساحلِ
البحر الأخضر
أرمتْ لي أمواجُه
الدرَّ الأزهرِ
فقلتُ لا تفعلْ
ما ليس
وارمِ فيه تطلع إلى محيدك
أرمات لي فالحين
معْ در أكهب
فقلتُ أوفيني
عنبرك الأشهبْ
قالتْ نعمْ إنْ كانْ
تعمل لي مركب
فجسمي فيكمْ جسمُ مكبوتِ
وروحي فيهِ روحُ مبخوتِ
من عودِك الفوّاحِ وخذ نزيدك
زبرجدكَ أخضرَ
ومسك أذفر
ودرّياق الأكبر
الله أكبر
فأنا والمطلوب
وقال وعزر
لمنْ تروني قلْ إليكَ نريدك
وأمشي على الساحلِ
وأطلب وافتش
ياقوتي الأحمر
لعلَّ تنعش
فإنْ لقيتُ إنسان
أعمى أو أعمش
وقالَ : لمنْ تطلبْ فقلْ لسيدك
يا طالبَ الصنعة ْ
دبر حياتكْ
وانظر إلى الإكسير
على صفاتِكْ
تجدْه من ذاتك
يسري لذاتك
مربعَ التركيبِ على وجودك
كبريتك الأحمر
لقد معلوم
وهوَ على التحقيق
أجلٌ معدوم
خفي ظهر للعين
مرموزٌ ومفهوم
لا بدَّ يندَم
ويعملُ الحيله
ولا يفيدُ ثم
فقلتُ قال قبلك
منْ قدْ تقدّم
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا بأبي منْ ضمه صدري
ألا بأبي منْ ضمه صدري
رقم القصيدة : 11932
-----------------------------------
ألا بأبي منْ ضمه صدري
وأدريه قطعا وهو لا يدري
لقدْ أقسمَ الحقُّ بما أقسم
وعلمنا مالمْ تكنْ نعلم
وأوضحَ لي ما كانَ قد أبهم
فأقسمَ بالشفعِ وبالوترِ
فأثبتَ عيني عندَ ذي حجر ِ
لقدْ صحَّ لي منْ كنتُ أبغيه
وأثبته وقتا وأنفيه
وقلتُ لمنْ قدْ جاءَ يطغيهِ
لقد مر بي الليلُ إذا يسري
بحالة ِ عسرِ الكونِ في يسرِ
نظرتُ إليه نظرَ العينِ
بأكملِ وصفٍ يقتضي كوني
وفي كشفه أردية ُ الصون
وقدْ خطَّ بالأمرِ الذي تدري
منْ قدرِ الذي سورة ِ القدرِ
وليلة ِ قدرٍ ما لها صبح
ينزل فيها النصرُ والفتحُ
على قلبِ عبدٍ نعتُه الشرح
ينزل فيها عالم الأمر
والروحِ إلى مطلعِ الفجرِ
لو أنِ الذي أشهدت في الجهرِ
وأعطيتهُ في الشأنِ والأمرِ
يلوح لذي الطُّور من الستر
أكلم في النار الذي تدري
وصيرهُ فغي قبضة ِ الأسرِ
وجارية ٍ باتتْ تغنيهِ
وتومي إلى الغيرِ وتعنيه
وما تبتغي إلا تعنيهِ
أجرُّ ذيلي أيما جرِّ
فأوصلُ منكَ السكرَ بالشكرِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> للإله الحقِّ
للإله الحقِّ
رقم القصيدة : 11933
-----------------------------------
للإله الحقِّ
همتي في السبقِ
بخيولِ الصدقِ
من حلوم جلّتْ
في قلوبٍ صلتْ
عن هواها ولّت
لمْ تنلْ بالإملاقِ
إلا الذي عندها من إشفاقِ
هوَ فضلٌ منه
قدْ أخذنا عنهُ
إن يكن هو كره
واعتمدْ في الأرزاقِ
على الإلهِ الكريمِ الخلاقِ
يا إلهِ الخلقِ
إن عدلت استبق
فأنا في المحق
فلتجد بالإنفاقِ
بقدرِ ما عندنا منْ إملاقِ
حكمتهُ الديهورْ
ظهرتْ منْ طورْ
عند فقد النور
لولا حكمُ الإشفاقِ
ما ظهرت حكمة ٌ للاشراق[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
رقم القصيدة : 11934
-----------------------------------
إنَّ الذي سمتْ بهِ الأرواحُ
نافث في الأرواح
إنْ متُّ منْ يكونُ لهُ بعدي
إذا الشوقُ باحْ
استغِفرُ اللهَ مِنْ ذنبي ومنْ سرَفي
عندَ الذي يجودُ بالأفراحِ
هل لها من أنس
وللحوادِثِ ساعاتٌ مُصَرَّفة ٌ
فيهنَّ للحينِ إدْناءٌ وإقصاءُ
كلٌّ ينقَّلُ فِي ضيقٍ وفِي سَعَة ٍ
إنَّ الذي سَمَت به الأرواحُ
فلتقل من أجلي
يا صاح هلْ رأيتَ من ارتاح
واردات الأفراح
بنفخنا أنارتِ الأشباح
إن روح القدس
صلّ يا منى المتيم منْ راح
مقصوصَ الجناحْ[/font]

 
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
رقم القصيدة : 11935
-----------------------------------
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛
وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة ٌ،
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛
وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ
وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى ،
فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ،
وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ
ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا
وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ،
وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
رقم القصيدة : 11936
-----------------------------------
أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الورَى
ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّ التُّقَى
وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ٌ
ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى
وكُلُّ الفَكَاهاتِ ممْلُولة ٌ
وطُولُ التَّعاشُرِ فيهِ القِلَى
وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّة ٌ
وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى
ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَة ٌ
وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُ مُنْتَهَى
وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِي يَدٍ
ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى
وإنَّا لَفِي صُنُعِ ظَاهِرٍ
يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
رقم القصيدة : 11937
-----------------------------------
نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْرُ مِنْ قبلِ تَفْنَى
مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ وَاصِلاً
إلى حاجَة ٍ، حتى تكونَ لهُ أُخرَى
لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَى اللهُ خُطَّة ٌ
من الأمرِ، فيها يَستَوي العَبدُ والموْلى
وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِ نِهَاية ٍ
لمنغمِسٌ في لُجَّة ِ الفَاقة ِ الكُبْرَى

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
رقم القصيدة : 11938
-----------------------------------
أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّ لجَا؟
كُلُّ امرىء ٍ عَلَيْهِ الفَنَا
تَبَارَكَ اللّهُ، وسُبحانَهُ،
لِكلِّ شيءٍ مُدَّة ٌ وأنْقِضَا
يُقَدرُ الإنسانُ في نَفسِهِ
أمراً ويأباهُ عَليْهِ القَضَا
ويُرزَقُ الإنسانُ مِنْ حيثَ لاَ
يرجُو وأحياناً يضلُّ الرَّجَا
اليأسُ يحْمِي للفَتَى عِرْضَهُ
والطَّمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيَا
ما أزينَ الحِلْمَ لإصحابهِ
وغاية ُ الحِلْمِ تمامُ التُّقَى
والحمْدُ من أربَحَ كسبَ الفَتَى
والشّكرُ للمَعرُوفِ نِعم الجزَا
يا آمِنَ الدّهرِ على أهْلِهِ،
لِكُلِّ عَيْشٍ مُدَّة ٌ وانتهَا
بينَا يُرَى الإنسانُ في غِبطَة ٍ
أصبَحَ قد حلّ عليهِ البِلَى
لا يَفْخَرِ النّاسُ بأحسابِهِمْ
فإنَّما النَّاسُ تُرابٌ ومَا

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
رقم القصيدة : 11939
-----------------------------------
للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
ماذا أُوِملُ مِنْ وَفائِكْ
إنِّي عَلَى مَا كانَ مِنْكَ
لَوَاثِقٌ بجبيلِ رأْيكْ
فَكّرْتُ فيما جَفَوْتَني،
فوَجدتُ ذاكَ لطولِ نايِك
فرَأيتُ أنْ أسعَى إلَيْـ
ـكَ وأنْ أُبادِرَ في لِقائِك
حتَّى أُجدَّ بِمَا تَغَيَّرَ
ـرَ لي وأخْلَقَ مِنْ إخائِك

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
رقم القصيدة : 11940
-----------------------------------
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ
فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،
كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي،
أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا
وإن لكل تلخيص لوجها،
وإن لكل مسألة جوابا
وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً؛
وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا
وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً،
وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا؛
وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا
وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً،
وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا
أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ
بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا
كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ
وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا
وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ
تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا
فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني،
وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا
أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً
مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا
ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ
تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا
وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ
يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا
يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ
بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا
ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً؟
بلى ! من حَيثُ ما نُودي أجابَا
ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى
ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا
رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا
عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا
ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى
تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا
فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت
تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا
كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى
كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ
مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ،
رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا
ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي،
إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي
وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ
فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا،
لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
رقم القصيدة : 11941
-----------------------------------
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ
خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَى
وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ،
ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ
وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ
وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة ٍ
إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ
نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ
ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما
بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
رقم القصيدة : 11942
-----------------------------------
لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،
والدَّهرُ فيهِ وفِي تصرِيفِهِ عَجَبُ
مَا النَّاسُ إلاَّ مَعَ الدُّنْيا وصَاحِبِهَا
فكيفَ مَا انقلَبَتْ يَوْماً بِهِ انقلبُوا
يُعَظّمُونَ أخا الدّنْيا، فإنْ وثَبَتْ
عَلَيْهِ يَوْماً بما لا يَشتَهي وَثَبُوا
لا يَحْلِبُونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ،
حتى يكونَ لهمْ صَفوُ الذي حَلَبُوا

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
رقم القصيدة : 11943
-----------------------------------
ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ
وقد صبَغَتْ ذَوائِبَكَ الخُطوبُ
كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أي حَثٍّ
يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كما الغُروبُ
ألَسْتَ تراكَ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ
تُقابِلُ وَجْهَ نائِبَة ٍ تَنُوبُ
لَعَمْرُكَ ما تَهُبّ الرّيحُ، إلاّ
نَعاكَ مُصرِّحاً ذاكَ الهُبُوبُ
ألاَ للهِ أنْتَ فتى ً وَكَهْلاً
تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَ الذُّنُوبُ
هوَ المَوْت الذي لا بُدّ منْهُ،
فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُ الكَذوبُ
وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً،
وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ
وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطنٍ،
وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ
أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً،
وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا تؤُوبُ
أتطلِبُ صَاحِباً لاَ عَيْبَ فِيهِ
وأيُّ النَّاسِ ليسَ لَهُ عيوبُ
رأيتُ النّاسَ صاحِبُهمْ قَليلٌ،
وهُمْ، واللّهُ مَحمودٌ، ضُرُوبُ
ولَسْتُ مسمياً بَشَراً وهُوباً
ولكِنَّ الإلهَ هُوَ الْوَهُوبُ
تَحاشَى رَبُّنَا عَنْ كلّ نَقْصٍ،
وحَاشَا سائِليهِ بأَنْ يخيبُوا

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
رقم القصيدة : 11944
-----------------------------------
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ
للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌ عَجَبُ
للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ،
فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُ أدَبُ
مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِ يُطْمِعُهُ
في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَه الطّلَبُ
مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ
فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُ والنّصَبُ
البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَى فِتَنٌ
لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولا عَربُ
ليَسَ على المَرْءِ في قَناعَتِهِ،
إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولا نَصبُ
مَن لم يكِنْ بالكَفافِ مُقْتَنِعاً،
لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَا ذَهَبُ
مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْ عزِيمتِهِ
لَمْ يَزَلِ الرأْيُ مِنْهُ يضْطَرِبُ
مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْ حذراً
يَحذرُ شِدَّاتِهِ ويرْتقِبُ
مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْ كَمِداً،
تُغرِقُهُ، في بُحُورِها، الكُرَبُ
المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَة ٍ،
تُقْتَلُ سُكّانُها، وتُستَلَبُ
والمرءُ فِي لهوهِ وباطِلِهِ
والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّ مقتَرِبُ
يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ صِباً
والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَ واللّعِبُ
دارُكَ تَنعَى إلَيكَ ساكِنَهَا،
قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ
يا جامِعَ المالِ منذُ كانَ غداً
يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُ الحرَبُ
إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَ فَمَا
زالَ عَلَيْنَا الزّمانُ يَنْقَلِبُ
إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ
إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ
بينَا تَرَى القَوْمَ فِي مَجَلَّتِهِمْ
إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَد ذَهَبُوا
إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَ معتَرِفاً
مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْ تَجِبُ
وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَ لهمْ
عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولا حَسَبُ
احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَ إنَّهُمُ
لَيسَ يُبالُونَ منكَ ما رَكِبُوا
فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْ خُلِقُوا
ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُ شَغَبُ
فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِ واللِّئامِ وَلاَ
تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْ جَرَبُ

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
رقم القصيدة : 11945
-----------------------------------
أيا إخوتي آجالُنا تتقرَّبُ
ونحْنُ معَ الأهلينَ نَلْهُو ونَلْعَبُ
أُعَدّدُ أيّامي، وأُحْصِي حِسابَها،
ومَا غَفْلَتِي عَمَّا أعُدُّ وَأحسِبُ
غَداً إنَّا منْ ذَا اليومِ أدْنَى إلى الفَنَا
وبَعْدَ غَد إليهِ وأقرَبُ

العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
رقم القصيدة : 11946
-----------------------------------
يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي،
وأبُوهُ عدِّي لا أبَا لكِ واحْسُبِي
عُدّي، فإنّي قد نَظَرْتُ، فلم أجدْ
بينِي وبيْنَ أبيكِ آدَمَ مِنْ أبِ
أفأنْتِ تَرْجينَ السّلامَة َ بَعدَهمْ،
هَلاّ هُديتِ لسَمتِ وجهِ المَطلَبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلى الرَّضيعِ
إلى الفطِيْمِ إلى الكبيرِ الأشيبِ
فإلى متَى هذَا أرانِي لاعباً
وأرَى َ المنِّية َ إنْ أتَتْ لم تلعَبِ
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
رقم القصيدة : 11947
-----------------------------------
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ،
نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً
كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً،
فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
رقم القصيدة : 11948
-----------------------------------
لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ
لمنْ نبنِي ونحنُ إلى ترابِ
نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْ ترابِ
ألا يا مَوْتُ! لم أرَ منكَ بُدّاً،
أتيتَ وما تحِيفُ وما تُحَابِي
كأنّكَ قد هَجَمتَ على مَشيبي،
كَما هَجَمَ المَشيبُ على شَبابي
أيا دُنيايَ! ما ليَ لا أراني
أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَا بِي
ألا وأراكَ تَبذُلُ، يا زَماني،
لِيَ الدُّنيا وتسرِعُ باستلابِي
وإنَّكِ يا زمانُ لذُو صروفُ
وإنَّكَ يا زمانُ لذُو انقلابِ
فما لي لستُ أحلِبُ منكَ شَطراً،
فأحْمَدَ منكَ عاقِبَة َ الحِلابِ
وما ليَ لا أُلِحّ عَلَيكَ، إلاّ
بَعَثْتَ الهَمّ لي مِنْ كلّ بابِ
أراكِ وإنْ طلِبْتِ بكلِّ وجْهٍ
كحُلمِ النّوْمِ، أوْ ظِلِّ السّحابِ
أو الأمسِ الذي ولَّى ذهَاباً
وليسَ يَعودُ، أوْ لمعِ السّرابِ
وهذا الخلقُ منكِ على وفاءِ
وارجلُهُمْ جميعاً في الرِّكابِ
وموعِدُ كلِّ ذِي عملٍ وسعيٍ
بمَا أسدَى ، غداً دار الثّوَابِ
نقلَّدت العِظامُ منَ البرايَا
كأنّي قد أمِنْتُ مِنَ العِقاب
ومَهما دُمتُ في الدّنْيا حَريصاً،
فإني لا أفِيقُ إلى الصوابِ
سأسألُ عنْ أمورٍ كُنْتُ فِيهَا
فَما عذرِي هُنَاكَ وَمَا جوَابِي
بأيّة ِ حُجّة ٍ أحْتَجّ يَوْمَ الـ
ـحِسابِ، إذا دُعيتُ إلى الحسابِ
هُما أمْرانِ يُوضِحُ عَنْهُما لي
كتابي، حِينَ أنْظُرُ في كتابي
فَإمَّا أنْ أخَلَّدَ في نعِيْم
وإمَّا أنْ أحَلَّدَ في عذابِي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
رقم القصيدة : 11949
-----------------------------------
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ
إذْ نحْنُ نعلمُ أنَّنَا سنمُوتُ
مَنْ لم يُوالِ الله والرُّسْلَ التي
نصَحتْ لهُ، فوَليُّهُ الطّاغوتُ
عُلَماؤنَا مِنّا يَرَوْنَ عَجائِباً،
وَهُمُ على ما يُبصِرونَ سكُوتُ
تفنيهمِ الدُّنيا بوشْكٍ زوالِهَا
فجميعُهُمْ بغرورِهَا مبْهُوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِ ما
يكفيهِ مِنْ شهواتِهِ ويقُوتُ
يَا برزخَ الموْتَى الذِي نَزَلُوا بهِ
فهُمُ رُقُودٌ في ثَراهُ، خُفُوتُ
كَمْ فيكَ ممَّنْ كانَ يوصَلُ حَبْلُهُ
قد صارَ بعَدُ وحَبلُه مَبتوتُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
رقم القصيدة : 11950
-----------------------------------
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
وبالدّموعِ الغِزارِ قَد سُكبَتْ
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ يا
دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ كَلِبَتْ
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِية ٌ
وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَا كَسَبُتْ
يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَة ٍ
أيّ امتِناعٍ لهَا إذا طُلِبَتْ
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُ عاكِفَة ً
ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَا ركِبَتْ
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَة ً،
لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَا احتلِبَتْ
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍ بمدركِهَا
كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأ طلبَتْ
في النّاسِ مَنْ تَسهُلُ المَطالبُ أحْـ
ـياناً عَلَيهِ، ورُبّما صَعُبَتْ
وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَا جمحتْ
وشهوَة ُ النّفسِ رُبّما غَلَبَتْ
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُ مُقْتَنِعاً،
ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَا رحُبَتْ
وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ
الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذا انقلبَتْ
مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُ بِهَا
الأمواتَ والعينُ رُبَّما كذبَتْ
وأيّ عَيشٍ، والعَيشُ مُنقَطِعٌ؛
وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍ ذَهَبَتْ
ويحَ عقولِ المستعصمينَ بدارِ
الذلِّ فِي أيِّ منشبٍ نشبَتْ
منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَا ومنْ
يُخمِدُ نيرانَها، إذا التَهَبَتْ
ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْ مَصائِبِها؛
ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذا نَكَبَتْ
يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَة ٍ،
فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَا جَلَبَتْ
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقد خَلَتِ
الآجالُ من وقتِها واقتربتْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
رقم القصيدة : 11951
-----------------------------------
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ
كأنّي لا أرَى أحَداً يَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّ حيٍّ،
فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَا يفوتُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
رقم القصيدة : 11952
-----------------------------------
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
والمَنايا لا تُبالي مَنْ أتَتْ
كم وكم قد درَجتْ، من قَبلِنا،
منْ قرونٍ وقُرُونٍ قَدْ مضتْ
أيّها المَغرورُ ما هذا الصِّبَا؟
لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْهُ لانْتَهتْ
أنِسِيتَ المْوتَ جَهْلاً والبِلَى
وسَلَتْ نفْسُكَ عَنْهُ ولَهَتْ
نحنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى ،
وشَقَاءٍ، وعَنَاءٍ، وعَنَتْ
مَنْزِلٌ ما يَثبُتُ المَرْءُ بِهِ
سالماً، إلاّ قَليلاً إنْ ثَبَتْ
بينمَا الإنسانُ فِي الدُّنيا لَهُ
حرَكاتٌ مُقلِقاتٌ، إذْ خَفَتْ
أبَتِ الدّنْيَا على سُكّانِها،
في البِلى والنّقصِ، إلاّ ما أبَتْ
إنّما الدّنْيا مَتاعٌ، بُلغة ٌ،
كَيفَما زَجّيْتَ في الدّنيا زَجَتْ
رحمَ اللهُ امرءاً انصفَ مِنْ
نَفسِهِ، إذ قالَ خيراً، أوْ سكَتْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
رقم القصيدة : 11953
-----------------------------------
للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ،
أخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُّرَّهات
وأمَا وربِّ المسجِدينِ كِلاَهُمَا
وأمَا وربِّ مِنَي وربِّ الرَّاقصاتْ
وأما وربِّ البيتِ ذِي الأستَارِ
والمسعَى وزمزَمَ والهدايَا المشْعِراتْ
إنَّ الذِي خُلِقَتْ لهُ الدُّنْيا ومَا
فيها لنَا ذُلٌّ يَجِلّ عنِ الصّفاتْ
فلينظُرِ الرَّجُلُ اللَّبيبُ لنفسِهِ
فجميعُ مَا هوَ كائنٌ لاَ بُدَّ آتْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
رقم القصيدة : 11954
-----------------------------------
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِ مَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ
فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَ ذِكرُهُ،
فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَ أمْوَتُ
وما زالَ مِنْ قوْمي خَطيبٌ وشاعِرٌ،
وحاكِمُ عَدْلٍ، فاصِلٌ، مُتَثَبِّتُ
سأضرِبُ أمثالاً لمَنْ كانَ عاقِلاً،
يسيرُ بها مِنِّي رَوِيٌّ مبيَّتُ
وحَيّة ُ أرْضٍ لَيسَ يُرْجَى سَليمُها
تراهَا إلَى أعدَائِهِ تتفَلَّتُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
رقم القصيدة : 11955
-----------------------------------
قَلّ للّيْلِ وللنّهارِ اكْتِراثي،
وهُما دائِبانِ في استِحثَاثي
ما بَقائي على اخْتِرامِ اللّيالي،
ودَبيبِ السَّاعَاتِ بالأحداثِ
يا أخِي مَا أغرَّنَا باِلمَنَايَا
فِي اتِّخاذِ الأَثاثِ بَعْدَ الأثَاثِ
لَيتَ شِعري، وكيفَ أنتَ، إذا ما
وَلوَلَتْ باسمِكَ النّساءُ ألرّواثي
لَيتَ شِعري،وكيفَ أنتَ مُسجَى
تحتَ رَدْمٍ حَثَاهُ فَوْقَكَ حثائي
لَيتَ شِعري، وكَيفَما حالُكَ فيـ
ـمَا هُناكَ تكونُ بَعدَ ثَلاثِ
إنَّ يوماً يكونُ فيهِ بمالِ
ـمَرْءِ أدْلى بهِ ذَوو المِيراثِ
لحقِيقٌ بإنْ يكونَ الَّذِي يرْ
حَلُ عمَّا حَوَى قَلِيلَ التَّرَاثِي
أيّها المُستَغيثُ بي حَسبُكَ الله
مُغيثُ الأنَامِ مِنْ مُسْتَغاثِ
فلَعَمري لَرُبّ يَوْمِ قُنُوطٍ،
قَدْ أتَى اللهُ بَعْدَهُ بالغِيَاثِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
رقم القصيدة : 11956
-----------------------------------
وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ،
إنَّ الهُمُومَ أشَدُّهُنَّ الأحْدَثُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
رقم القصيدة : 11957
-----------------------------------
النّاسُ في الدين والدّنْيا، ذوُو درَجِ،
والمالُ ما بَينَ مَوْقوفٍ، ومُحتَلَجِ
منْ عاشَ تقْضَى لَهُ يوْماً لُبَانَتُهُ
وللمضايقِ أبوابٌ منَ الفرجِ
مَنْ ضاقَ عنكَ، فأرْضُ الله واسِعة ٌ،
في كلّ وَجْهِ مَضِيقٍ وَجْهُ مُنفَرَج
قَدْ يدرِكُ الرَّاقِدُ الهادِي برقْدَتِهِ
وقَدْ يخيبُ أخُو الرَّوْحاتِ والدَّلَجِ
خيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ أنْجَحُها،
وأضيَقُ الأمرِ أقصاهُ منَ الفَرَجِ
لقَد عَلِمتُ، وإنْ قصّرْتُ في عملي،
أَنَّ ابنَ آدَمَ لاَ يخلُو منَ الحُجَجِ
أمَنْ تكُونُ تَقيّاً عندَ ذي حرجٍ
مَا يتقِي الله إلاَّ كلُّ ذِي حَرَجِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
رقم القصيدة : 11958
-----------------------------------
لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ
منْ رجا خافَ ومَنْ خافَ رَجَا
قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْ فتْنَة ٍ
عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَ نَجَا
تَرْغَبُ النّفسُ، إذا رَغّبْتَها،
وإِذَا زَجَّيْتَ بِالشِّيءِ زَجَا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
رقم القصيدة : 11959
-----------------------------------
أسلُكْ منَ الطُّرُقِ المَنَاهِجُ
واصبرْ وإِنْ حُمِلْتَ لاَعِج
وانبُذْ هُمُومَكَ أنْ تَضِيـ
ـقَ بهَا، فإنّ لهَا مَخارِجْ
واقضِ الحوائِجَ مَا استطَعْتَ
ـتَ وكنْ لهَمّ أخيكَ فارِجْ
فَلَخَيْرُ أيّامِ الفَتَى ،
يَوْمٌ قَضَى فيهِ الحَوائِج[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
رقم القصيدة : 11960
-----------------------------------
ذَهبَ الحرصُ بأصحابِ الدَّلجْ
فَهُمُ فِي غمرة ٍ ذاتِ لُجَجْ
ليسَ كُلُّ الخيرِ يأْتِي عَجَلاً
إنّما الخَيرُ حُظوظٌ ودَرَجْ
لا يَزَالُ المَرْءُ ما عاشَ لَهُ
حاجَة ٌ فِي الصَّدْرِ مِنْهُ تختلِجْ
رُبَّ أمْرٍ قَدْ تضايقتُ بِهِ
ثمّ يأتي الله مِنْهُ بالفَرَجْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
رقم القصيدة : 11961
-----------------------------------
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ،
وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ،
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِ مخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة ٌ،
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه،
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة ٍ،
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ،
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا وزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة ً،
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
رقم القصيدة : 11962
-----------------------------------
تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو
فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَ المسْلَكُ النَّهْجُ
رأيْتُ خرابَ الدَّار يحليهِ لهْوهَا
إذا اجتَمَعَ المِزْمارُ والطّبلُ والصَّنج
ألا أيّها المَغرورُ هَلْ لَكَ حُجّة ٌ،
فأنْتَ بها يَوْمَ القِيامَة ِ مُحتَجُّ
تُديرُ صُرُوفَ الحادِثاتِ، فإنّها
بقَلْبِكَ منها كلَّ آوِنَة ٍ سَحجُ
ولاَ تحْسَبِ الحَالاَتِ تبْقَى لإهْلِهَا
فقَد يَستَقيمُ الحالُ طَوْراً، ويَعوَجّ
مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّ بظَرْفِه،
ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِ لهُ مَجّ
إِذَا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ
كَذَاكَ لجَاجاتُ اللِّئامِ إِذَا لَجُّوا
تبارَكَ منْ لَمْ يَشْفِ إِلاَّ التُّقَى بهِ
وَلَمْ يأْتَلِفُ إِلاَّ بهِ النَّارُ والثَّلْجُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الله أكرَمُ يُناجَى ،
الله أكرَمُ يُناجَى ،
رقم القصيدة : 11963
-----------------------------------
الله أكرَمُ يُناجَى ،
والمرءُ إِنْ راجَيْتَ راجَى
والمَرءُ ليسَ بمُعظِمٍ
شَيئاً يُقَضّي منهُ حاجَا
كَدَرَ الصّفاءُ مِنَ الصّديـ
قِ فلا ترَى إلاّ مِزاجَا
وإذا الأمُورُ تَزاوَجَتْ،
فالصَّبْرُ أكْرَمُهَا نِتَاجَا
والصدقُ يعقِدُ فوقَ رَأسِ
حليفهِ للبِّرِ تَاجَا
والصِدْقُ يثقُبُ زندُهُ
في كلّ ناحيَة ٍ سِراجَا
ولربَّما صَدَعَ الصّفا
ولربَّما شعبَ الزُّجَاجَا
يأْبَى المعَلَّقُ بالهوَى
إلاَّ رَوَاحاً وادِّلاَجاً
أُرْفُقْ فعُمرُكَ عُودُ ذي
أوَدٍ، رأيتُ له اعوِجاجَا
والمَوْتُ يَخْتَلِجُ النّفو
سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْعَلْ مُعَرَّجَكَ التّكَرّ
مَ مَا وجَدتَّ لَهَا انعِراجَا
يا ربَّ برْقٍ شمْتُهُ
عَادَتْ مخيلَتُهُ عَجَاجَا
ولرُبَّ عَذْبٍ صارَ بَعْدَ
عذوبة ٍ مِلْحاً أجاجَا
ولَرُبّ أخْلاقٍ حِسانٍ،
عُدْنَ أخلاقاً سِماجَا
هَوّنْ عَلَيكَ مَضايِقَ الـ
الدُّنيَا تَعُدْ سُبُلاً فجاجَا
لا تَضْجَرَنّ لضيقَة ٍ
يَوْماً فَإنَّ لَهَا انفراجَا
منْ عاجَ منْ شَيْءٍ إِلى
شيءٍ أصَابَا لَهُ مَعَاجَا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
رقم القصيدة : 11964
-----------------------------------
ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
وأنّ لحاجاتِ النّفوسِ جَوايِحُ
إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ
فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهم مُصالحُ
إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّا يضرُّهُ
وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُ صالحُ
إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ
فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله، مادِحُ
إذا ضاقَ صَدْرُ المرءِ لمْ يصْفُ عَيْشُهُ
ومَا يستطِيبُ العَيْشَ إلاَّ المُسامِحُ
وبَيْنَا الفَتى ، والمُلهِياتُ يُذِقنَهُ
جَنَى اللهْوِ إذْ قَامَتْ عَلَيْهِ النَّوَائِحُ
وإنَّ امرَأً أصفاكَ في الله وُدّهُ،
وكانَ علَى التَّقْوى مُعِيناً لناصِحُ
وإنْ ألبَّ النَّاسِ منْ كانَ هَمُّهُ
بما شَهِدَتْ منهُ عَلَيهِ الجَوارِحُ[/font]

 
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
رقم القصيدة : 11965
-----------------------------------
أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا
يَثِبْنَ عَليّ مِن كلّ النّواحي
ومَأ أدْرِي إذَا أمسيتُ حَيّاً
لَعَلّي لا أعِيشُ إلى الصّبَاحِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
رقم القصيدة : 11966
-----------------------------------
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
بَعدَ لَهْوٍ وشَبابٍ ومَرَحْ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّ لَمْ
يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّ فَرَحْ
يا بَنِي آدَمَ صُونُوا دينَكُمْ
يَنْبَغي للدّينِ أنْ لا يُطّرَحْ
وأحْمَدُوا اللهَ الذِي أكرَمَكُمْ
بنذيرٍ قامَ فيكُمْ فنصَحْ
يخطيبٍ فتحَ اللهُ بهِ
كُلَّ خيرٍ نلتُمُوهُ وشرَحْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
رقم القصيدة : 11967
-----------------------------------
إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
نَ لفاجِرٍ عِندي يَدُ
فتُجَرَّ مَحْمدَتي إلَيْـ
ـهِ ولَيسَ ممّنْ يْحْمَدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
رقم القصيدة : 11968
-----------------------------------
دعنيَ منْ ذكرِ أبٍ وجدِّ
ونَسَبٍ يُعليكَ سُورَ المَجْدِ
ما الفَخرُ إلاّ في التّقَى والزّهْدِ،
وطاعة ٍ تعطِي جِنانَ الخُلْدِ
لا بُدَّ منْ وردٍ لأهْلِ الورْدِ
إمّا إلى خَجَلٍ، وإمّا عَدّ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
رقم القصيدة : 11969
-----------------------------------
ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ
وأيّ بَني آدَمٍ خالِدُ؟
وبدءُهُمُ كانَ مِنْ ربِّهِمْ
وكُلٌّ إلى رَبّهِ عائِدُ
فيَا عَجَبَا كيفَ يَعصِي الإلهَ
أمْ كيفَ يجحدهُ الجاحِدُ
وللهِ فِي كلِّ تحرِيكَة ٍ
وفي كلّ تَسكينَة ٍ شاهِدُ
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ٌ
تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
رقم القصيدة : 11970
-----------------------------------
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَ مَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَ محدَثاً
ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَ بمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَ بموصُوفٍ
وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَ بمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولم تَزَلْ
قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَ مَفقودِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
رقم القصيدة : 11971
-----------------------------------
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ،
شتَّانَ بينَ الضَّلالِ والرشَدِ
حَسْبُكَ ما قَدْ أتَيْتَ مُعْتَمِداً،
فاستغفرِ اللهَ ثمَّ لاَ تعُدِ
يَا ذا الذي نقصُهُ زيادَتُهُ
إنْ كنتَ لم تَنتَقِصْ، فلَمْ تَزِدِ
مَا أسرعَ الليلَ والنَّهارَ بِسَا
عاتٍ قِصارٍ، تأتي عَلى الأمَدِ
عجبْتُ منْ آمِلٍ وَوَاعظُهُ
المَوْتُ فَلَمْ يتَّعِظْ ولَمْ يكَدِ
يجرِي البِلَى فِيهَا عَلَيْنَا بِمَا
كانَ جَرَى قَبْلَنَا عَلَى لُبَدِ
يا مَوْتُ يا مَوْتُ كمْ أخي ثقة ٍ
كلَّفْتنِي غمضَ عينهِ بيدِي
يا مَوْتُ يا موتُ قد أضفتَ إلَى
الفِلَّة ِ منْ ثروة ٍ ومنْ عُدَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ صحبتْنَا بِكَ
الشَّمْسُ ومسَّتْ كوَاكِبُ الأسَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ لاَ أرَاكَ منَ
ـخَلْقِ، جَميعاً، تُبقي على أحَدِ
ألحَمْدُ لله دائِماً أبَداً،
قَدْ يَصِفُ القَصْدَ غَيرُ مقتصدِ
منْ يستتِرْ بالهدَى يبَرَّ ومَنْ
يبغِ إلى اللهِ مَطْلَباً يَجِدِ
قُلْ للجَليدِ المَنيعِ لَستَ منَ الـ
الدُّنيا بذِي منعة ٍ ولاَ جَلَدِ
يا صاحبَ المُدّة ِ القَصيرَة ِ لا
تغفُلْ عنِ المَوْتِ قَاطِعِ المُدَدِ
دَعْ عنكَ تقوِيمَ منْ تقَوِّمُهُ
وابدأ، فَقَوّمْ ما فيكَ منْ أوَدِ
قدْ ملأَ المَوْتٌ كُلَّ أرْضٍ وَمَا
يَنزِعُ مِنْ بَلْدَة ٍ إلى بَلَدِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
رقم القصيدة : 11972
-----------------------------------
ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ، حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّ عَظُمَتْ،
فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّي عَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍ حُطَامٍ
وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّ يَبِيدُ
وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّة ٍ،
وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌ مَشِيدُ
ولَيسَ بباقٍ على الحادِثاتِ،
لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌ شديدُ
وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُ الفَنَا،
إذا كانَ يَبلَى الصَّفَا والحَديدُ
ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَ أنْ
يُنيبَ إلى الله، رَأيٌ سَديدُ
فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى ،
فإنّكَ فيها وحيدٌ فَريدُ
أرى َ الموتُ ديْناً لَهُ عِلَّة ٌ
فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَ مِنْهَا تحِيدُ
تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَة ٍ
يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْ يَميدُ
كأنّكَ لم تَرَكَيفَ الفَنَا،
وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُ الرَّشِيدُ
وكيفَ يموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ
وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُ الوَليدُ
ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِي وَعْدِهِ
وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍ وعيدُ
أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُ قَدْ
وأنْتَ بظَنّكَ فيها تزيدُ
وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَة ٍ،
وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْ تزيدُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
رقم القصيدة : 11973
-----------------------------------
أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى ،
أصْفاكِ مُمتَلىء ٌ قَذَى
أينَ الذينَ عَهِدْتُهُمْ
قَطَعُوا الحَياة َ، تَلَذُّذَا
دَرَجُوا، غَداة َ رَماهُمُ
رَيْبُ الزّمانِ، فأنْفَذَا
سنصيرُ أيْضاً مِثْلَهُمْ
عَمَّا قَليلٍ هكذا
يَا هؤْلاَءِ تفَكَّرُوا
لِلْمَوتِ يَغذُو مَنْ غذَا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
رقم القصيدة : 11974
-----------------------------------
عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً،
في ظِلّ شاهقَة ِ القُصورِ
يسْعَى عليكَ بِمَا اشتهيْتَ
لدَى الرَّوَاح أوِ البُكُورِ
فقال حسن ثم ماذا؟ فقال:فإذا النّفوسُ تَقعَقَعَتْ،
في ظلّ حَشرجَة ِ الصّدورِ
فَهُناكَ تَعلَم، مُوقِناً،
مَا كُنْتَ إلاَّ فِي غُرُورِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
رقم القصيدة : 11975
-----------------------------------
ألا إنّما الدّنيا علَيكَ حِصارُ
يَنالُكَ فيها ذِلّة ٌ وصَغارُ
ومَالكَ فِي الدُّنيا مِنَ الكَدِّ راحَة ٌ
ولاَ لكَ فِيهَا إنْ عَقَلْتَ قرارُ
وما عَيشُها إلاّ لَيالٍ قَلائِلٌ،
سراعٌ وأيَّامٌ تَمُرُّ قِصَارُ
وما زِلْتَ مَزْمُوماً تُقادُ إلى البِلى ،
يَسُوقُكَ لَيلٌ، مرّة ً، ونَهارُ
وعارية ٌ ما فِي يَدَيْكَ وإنَّمَا
يُعارُ لرَدٍّ ما طَلَبْتَ يُعارُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
رقم القصيدة : 11976
-----------------------------------
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ،
يهلِكُ المُستجَارُ والمستَجِيرُ
إنْ تكُن لَستَ خابِراً باللّيالي
وبأحداثِهَا فإنِّي خَبِيرُ
هنَّ يبلَيْنَ والبِلَى نحْنُ فِيهَا
فسَواءٌ صغيرُنا والكَبيرُ
أيُّهَا الطَّالِبُ الكثِيرَ ليغْنَى
كلُّ مَنْ يَطُلبُ الكَثيرَ فَقِيرُ
وأقَلُّ القَليلِ يُغني ويَكْفي،
لَيْسَ يُغْنِي ولَيْسَ يَكْفِي الكثيرُ
كيفَ تَعمى عنِ الهدى ، كيفَ تعمى ،
عَجَباً والهُدَى سِرَاجٌ مُنيرُ
قدْ أتاكَ الهُدَى من اللهِ نُصحاً
وِبَهِ حَيّاكَ البَشيرُ النّذيرُ
ومعَ اللهِ أنتَ مَا دُمْتَ حيّاً
وإلى َ اللهِ بعدَ ذاكَ تَصيرُ
والمَنَايَا رَوائِحٌ وغَوادٍ،
كُلَّ يومٍ لَها سحابٌ مطيرُ
لا تَغُرَّنَّكَ العُيُونُ فكمْ
أعْمَى تراهُ وإنَّهُ لبصِيرُ
أنا أغنى العِبادِ ما كانَ لي كِنٌّ،
وما كانَ لي مَعاشٌ يَسيرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
رقم القصيدة : 11977
-----------------------------------
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَى وبِالأثَرِ
بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِ مغتبِطٌ
حتى رَماهُ الزّمانُ بالكَدَرِ
سائِلْ عنِ الأمرِ لستَ تعرِفُهُ
فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِي الخبرِ
كمْ فِي ليالٍ وفي تقلبِهَا
مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْ فِكَرِ
إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ، وقَدْ
عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفي غَرَرِ
ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِ فقُلْ
واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَ الضَّررِ
ما طَيّبُ القَوْلَ عندَ سامِعِهِ الـ
ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِ الثّمَرِ
الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَة ٌ
تَنهاكَ عَمّا أرَى منَ الأشَرِ
ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباً مرِحاً،
تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِ والبطَرِ
تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ، بَلْهَ، وقَد
عمّمَك الدَّهرُ عمة َ الكِبَرِ
لوْ كنتَ للموْتِ خائفاً وجِلاً
أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَ بالعِبَرِ
طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ من الـ
الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِي قِصَرِ
لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَ في
ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِ العِبَرِ
يا عَجَباً لي، أقَمتُ في وَطَنٍ،
ساكِنُهُ كُلّهُمْ على السّفَرِ
ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ من ثقتي،
فانهلَّ دمعي كوابلِ المطرِ
فقل لأهلِ القبورِ من ثقة ٍ
لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَى عُمُرِي
يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
للوارِدينَ القُبُورَ مِنْ صَدَرِ
ما فَعَلَ التّارِكُونَ مُلكَهُمُ،
أهلُ القِبابِ العِظامِ، والحجَرِ
هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَ بَينَكُمُ،
أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومن خَطَرِ
ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
بدّدَ عَنْهَا محاسِنُ الصُّورِ
اللهُ فِي كلِّ حادثٍ ثقَتِي
واللهُ عزّي واللهُ مفتخرِي
لَستُ مَعَ الله خائِفاً أحَداً،
حسبِي بهِ عاصماً منَ الأشرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
رقم القصيدة : 11978
-----------------------------------
ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّ يسرُّ
وكذاكَ الأُمورُ: حُلوٌ ومُرُّ
وكَذاكَ الأمورُ تَعبُرُ بالنّا
سِ فخطبٌ يمضِي وخطبٌ يكرُّ
مَا أغرًّ الدّنيا لذِي اللهوِ فِيهَا
عَجَباً للدّنْيا، وكَيفَ تَغُرّ
ولمَكْرِ الدّنْيا خَطاطيفُ لَهْوٍ،
وخَطاطيفُها إلَيهَا تَجُرّ
ولَقَلّ امرُؤٌ يُفارِقُ ما يَعْـ
يعتادُ إلاَّ وقلبُهُ مقشَعِرُّ
وإذا مَا رضيتَ كلَّ قضاءِ
اللهِ لمْ تخشَ أنْ يصيبَكَ ضَرُّ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
رقم القصيدة : 11979
-----------------------------------
تَوَقّ ما تأتيهِ وما تَذَرُ،
جَميعُ ما أنتَ فيهِ معتذِرُ
مَا أبعدَ الشَّيْءَ مِنْكَ مَا لَمْ يُسَا
عِدْكَ عليهِ القضَاءُ والقدرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ
طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ
رقم القصيدة : 11980
-----------------------------------
طلبتُ المستقَرَّ بكلِّ أرْضٍ
فلمْ أرَ لِي بأرضِ مستقرّاً
أطَعتُ مَطامِعي فاستَعَبَدَتني،
ولَوْ أنِّي قنعتُ لَكُنْتُ حرَّاً
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
رقم القصيدة : 11981
-----------------------------------
أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
وحَظّيَ، في صَوْنِهِ، أوْفَرُ
ولَو لمْ يكُنْ فيهِ معْنى ً عليكَ
نظرتُ لنفسِي كمَا تنظُرُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
رقم القصيدة : 11982
-----------------------------------
الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ
الدَّارُ جنَّة ُ خلدٍ إنْ عمِلتَ بِمَا
يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ قصّرْتَ، فالنّارُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أخويَّ مرَّا بالقُبُو
أخويَّ مرَّا بالقُبُو
رقم القصيدة : 11983
-----------------------------------
أخويَّ مرَّا بالقُبُو
رِ، وسَلّمَا قَبلَ المَسيرِ
ثمّ ادْعُوَا مَنْ عادَهَا
منْ ماجدٍ قرمٍ فخورِ
ومسوَّدٍ رحبِ الفناء
ءِ أغَرَّ كالقَمَرِ المُنِيرِ
يَا مَنْ تضمَّنُهُ المقَابِرُ
بِرُ مِنْ كَبيرٍ، أوْ صَغيرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
رقم القصيدة : 11984
-----------------------------------
ما أسرعَ الأيَّامَ فِي الشَّهرِ
وأسرعَ الأشهُرَ في العُمْرِ
لَيسَ لمَنْ لَيْسَتْ لَهُ حيلَة ٌ
مَوْجودَة ٌ، خَيرٌ من الصّبرِ
فاخطُ مع الدَّهْرِ عَلَى مَا خَطَا
واجْرِ معَ الدَّهْرِ كمَا يجرِي
منْ سابقَ الدَّهرَ كبَا كبوة ً
لم يُستَقَلها من خُطى الدّهرِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
رقم القصيدة : 11985
-----------------------------------
نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ ليُوجزُوا،
وللصَّمتُ في بعضِ الأحايينِ أوجَزُ
فإنْ كنتَ عنْ أن تحسنَ الصمتَ عاجزاً
فأنتَ، عنِ الإبلاغِ في القوْلِ، أعجَزُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
رقم القصيدة : 11986
-----------------------------------
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي،
وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي
بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً،
لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّ مِنها،
تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي
وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى
ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً،
وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً
وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى
ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً
يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
رقم القصيدة : 11987
-----------------------------------
ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ
مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ
مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولاَ سوقاً
إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ
للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ
وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا
هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ
هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ
يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ
كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ
أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ
إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ
إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا لوِ اجتهَدُوا
فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ
إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا
أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا
إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ،
وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ
ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا،
كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ
إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا
وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا
ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا،
كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
رقم القصيدة : 11988
-----------------------------------
سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِ الدّوَارِسِ،
كأنهمُ لَمْ يجْلِسُوا فِي المجالِسِ
ولم يبلُغُوا منْ بارِدِ الماءِ لَذَّة ً
ولمْ يَطْعَمُوا مَا بَيْنَ رطبٍ ويابِسِ
وَلمْ يكُ مِنهُمْ، في الحَياة ِ، مُنافسٌ
طَوِيلُ المُنَى فِيهَا كثيرُ الوَسَاوِسِ
لقدْ صرتُمُ فِي غَاية ِ الموْتِ والبِلَى
وَأنْتُمْ بهَا ما بَينَ رَاجٍ وَآئِسِ
فلَوْ عَقَلَ المَرْءُ المُنافِسُ في الذي
تركْتُمْ من الدُّنيَا إذَا لمْ ينافسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
رقم القصيدة : 11989
-----------------------------------
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ،
حتى يُعَضّ بأنْيابٍ وَأضراسِ
لاَ بأسَ بالمرءِ مَا صحَّتْ سَرِيرتُهُ
مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْلِ العِلْمِ والنَّاسِ
كاسَ الألى أخذُوا لِلْمَوْتِ عُدَّتَهُ
وَما المُعِدّونَ للدّنْيا بأكْياسِ
حتَّى متَى والمنَايَا لِي مخاتِلة ٌ
يَغُرّني في صُرُوفِ الدّهرِ وَسْوَاسِي
أينَ المُلُوكُ التي حُفّتْ مَدائِنُها،
دونَ المَنَايا، بحُجّابٍ وحُرّاسِ
لقدْ نسيتُ وكأْسُ الموتِ دائرة ٌ
في كفِّ لا غافلٍ عنها ولا ناسي
لأشربنَ بكأسِ الموتِ منجدِلاً
يوماً كمَا شرِبَ الماضُونَ بالكاسِ
أصْبَحْتُ ألعَبُ والسّاعاتُ مُسرِعَة ٌ
ينقصنَ رزقِي ويستقصينَ أنفاسِي
إنّي لأغْتَرّ بالدّنْيا وَأرْفَعُهَا
مِن تحتِ رِجليَ، أحياناً، على رَاسِي
ما استعبدَ المرءَ كاستِعْبادِ مطمعهِ
ولاَ تسلَّى بمثلِ الصَّبْرِ واليَاسِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
رقم القصيدة : 11990
-----------------------------------
ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ
وأنْتَ لِكَأْسِهِ لاَ بُدَّ حَاسِ
إلى كَمْ، والمَعادُ إلى قَريبٍ،
تذكِرُ بالمعَادِ وأنتَ ناسِ
وكمْ منْ عِبرة ٍ أصْبَحتَ فِيهَا
يلِينُ لَهَا الحَدِيدُ وأَنتَ قَاسِ
بأيِّ قُوى ً تظنُّكَ ليْسَ تبْلَى
وقدْ بليَتْ عَلَى الزَّمَنِ الرَّوَاسِي
ومَا كُلُّ الظُّنُونِ تكُونُ حَقّاً
ولاَ كُلُّ الصَّوَابِ عَلَى القياسِ
وكلُّ مخيلة ٍ رُفعتْ لعينٍ
لهَا وَجْهانِ مِنْ طَمَعٍ وَيَاسِ
وَفي حُسنِ السّريرَة ِ كُلّ أُنْسٍ؛
وَفي خُبثِ السّريرَة ِ كُلّ بَاسِ
وَلم يَكُ مُنَيَة ٌ، حَسَداً وَبَغْياً،
ليَنْجُو مِنْهُمَا رَأساً برَاسِ
ومَا شيءٌ بأخلَقَ أنْ تراهُ
قَليلاً مِنْ أخي ثِقَة ٍ، مُؤاسِ
وَما تَنْفَكّ مِنْ دُوَلٍ تَرَاهَا،
تنقَّلُ منْ أنَاسِ فِي أُنَاسِ
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
رقم القصيدة : 11991
-----------------------------------
لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
مَنِ احْتَاجَ إلى النّاسِ
فَصُنْ نَفْسَكَ عَمّا كَا
نَ عندَ النَّاسِ باليَاسِ
فكَمْ مِنْ مَشرَبٍ يَشفي الـ
ـصّدى من مَشرَبٍ قاسِ
وثقلُ الحقِّ أحياناً
كَمِثْلِ الجَبَلِ الرّاسِي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ
خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ
رقم القصيدة : 11992
-----------------------------------
خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَا النَّاسُ بالنَّاسِ
وَلا بُدّ في الدّنيا من النّاسِ للنّاسِ
ولسْتَ بناسٍ ذكرَ شيءٍ تريدُهُ
ومَا لمْ تُرِدْ شَيئاً، فأنتَ لهُ النّاسي
من الظُّلْمِ تشْغِيبُ أمرِئٍ ليسَ منصِفٍ
ومَا بامرِىء ٍ لم يَظلمِ النّاسَ من باسِ
ألاَ قلَّ مَا ينجُو ضميرٌ منَ المُنَى
وفيهِ لهُ منهُنَّ شعبَة ُ وسواسٍ
ولمْ ينجِ مخلوقاً منَ الموتِ حيلة ٌ
ولَوْ كانَ في حصْنٍ وَثيقٍ وَحُرّاسِ
ومَا المَرْءُ إلاّ صُورَة ٌ مِنْ سُلالَة ٍ،
يشيبُ ويفْنَى بينَ لمحٍ وأنْفاسِ
تُديرُ يَدُ الدّنْيا الرّدى بَينَ أهلِها،
كأنَّهُمُ شربٌ قُعُودٌ عَلَى كاسِ
كَفَى بدِفاعِ الله عَنْ كلّ خائِفٍ،
وإنْ كانَ فيها بَيْنَ نابٍ وأضراسِ
وكمْ هالكٍ بالشيءِ فِيمَا يكِدُّهُ
وكم من مُعافى ً حُزّ منْ جَبلٍ رَاسِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
رقم القصيدة : 11993
-----------------------------------
إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَ اليأسُ
فلَنْ يَغُمّكَ لا مَوْتٌ، ولاَ نَاسُ
اللهُ أصدقُ والآمالُ كاذِبة ٌ
وكُلُّ هذِي المُنَى في القلبِ وسْوَاسُ
والخيرُ أجمَعُ إنْ صحَّ المُرَادُ لَهُ
ما يَصنَعُ الله لا ما يَصنَعُ النّاسُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
رقم القصيدة : 11994
-----------------------------------
إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَى نفْسِهِ طَاشَا
سَيُرْمَى بِقَوسِ الجَهْلِ مَن كانَ طَيَّاشَا
فَلا يأمَنَنّ المرَءُ سُوءاً يَغُرّهُ،
إذَا جالَسَ المعروفَ بالسُّوءِ أوْ مَاشَى
ولَيسَ بَعيداً كلُّ ما هوَ كائِنٌ،
وَما أقربَ الأمرَ البطيءَ لمَن عَاشَا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
رقم القصيدة : 11995
-----------------------------------
زادَ حُبِّي لقربِ أهلِ المعاصِي
دونَ أهلِ الحدِيثِ والإخلاصِ
كَيفَ أغْتَرّ بالحَياة ِ، وعُمري
ساعَة ً بَعدَ ساعة ٍ في انتِقاصِ؟[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
رقم القصيدة : 11996
-----------------------------------
كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُ حرصُ
والحادِثَاتُ أناتُهَا غفصُ
تَبغي مِنَ الدّنْيا زِيادَتَها،
وزِيادَتي فيها هيَ النّقصُ
وكأنَّ منْ واروهُ فِي جدثٍ
لمْ يبدُ منهُ لناظرٍ شخصُ
ليَدِ المَنِيّة ِ في تَلَطّفِهَا،
عَنْ ذُخْرِ كلّ شَفيقَة ٍ، فحصُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
رقم القصيدة : 11997
-----------------------------------
إنَّ عيْشاً يكونُ آخِرهُ المو
تَ لَعَيشٌ مُعَجَّلُ التّنغيصِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
رقم القصيدة : 11998
-----------------------------------
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
فَكَمْ أُنَاسٍ رَأَيْنَاهُمْ قَدِ انقَرَضُوا
إنّا لَنَرْجُو أُمُوراً نَسْتَعِدّ لهَا،
والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُو لمعترضُ
للّهِ دَرُّ بَني الدّنْيا لَقَدْ غُبِنُوا
فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا
مَا أرْبَحَ اللهُ فِي الدُّنيا تجارَة َ إنْـ
ـسانٍ يَرَى أنّها مِنْ نَفسِهِ عِوَضُ
فَليْسَتِ الدَّارُ داراً لاَ تَرَى أحداً
من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ غَرَضُ
مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَا الدَّنيَّة ُ لاَ
يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنيا ويَنقَبِضُ
تَصِحّ أقْوالُ أقوامٍ بوَصْفِهِمِ،
وَفِي القُلُوبِ إذا كشَّفْتَهَا مَرَضُ
والنَّاسُ فِي غَفْلَة ٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ
وكُلُّهُمْ عنْ جَديدِ الأرْضِ منقرضُ
والحادِثَاتُ بِهَا الأقْدارُ جارِية ٌ
وَالمَرْءُ مُرْتَفعٌ فيها، وَمُنخَفِضُ
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَدَّ الرَّحيلُ بِنَا
حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ نرْتكِضُ
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيرَاتِ ساكِنَة ٌ
وَقَلبُهُ مِنْ دَواعي الشّرّ مُنقَبِضُ
اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ
وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُ مَضَضُ
ومَا استرَبْتَ فَكُنْ وقَّافَة ً حذراً
قد يُبرَمُ الأمرُ أحْياناً فيَنتَقِضُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
رقم القصيدة : 11999
-----------------------------------
اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِي الأرضِ
وَعُلُوُّ بَعضِهِمِ على بَعْضِ
دَعْهُمْ ومَا اختارُوا لأنْفُسِهِمْ
فاللهُ بينَ عِبَادِهِ يَقْضِي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
رقم القصيدة : 12000
-----------------------------------
أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَ قاضِي،
وإنّي بتَقْديرِ الإلهِ لَرَاضِي
أرَى الخَلْقَ يَمضِي واحداً بعدَ واحدٍ،
فيَا ليْتَنِي أدْرِي متَى أنَا ماضِ
كأنْ لَمْ أَكُنْ حَيّاً إذا احتَثَّ غاسِلِي
وَأحكَمَ دَرْجي في ثِيابِ بَيَاضِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
رقم القصيدة : 12001
-----------------------------------
قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضَا
وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقّة ً، وَتَقَبُّضَا
نلْ أيَّ شَيءٍ شئْتَ منْ نَوْعِ المُنَى
فكأنّ شَيْئاً لم تَنَلْهُ، إذا انقَضَى
وَإذا أتَى شيءٌ أتَى لمُضِيّهِ،
وكأنَّهُ لَمْ يأْتِ قَطُّ إذَا مضَى
نَبْغِي منَ الدُّنْيَا الغِنَى فيزيدُنَا
فَقْراً ونطلُبُ أنْ نَصِحَّ فنمرضَا
لَنْ يَصْدُقَ اللّهَ المَحَبّة َ عَبْدُهُ،
إلاَّ أحَبَّ لَهُ ومِنْهُ وأبغضَا
والنَّفْسُ فِي طَلَبِ الخلاصِ ومَا لَهَا
مِن مَخلَصٍ، حتى تَصِيرَ إلى الرّضَى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
رقم القصيدة : 12002
-----------------------------------
نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِي الرّضَى ،
حَسْبَيَ اللهُ بِمَا شاءَ قَضَى
قَد أرَدْنَا، فأبَى اللّهُ لَنَا،
وأرَادَ اللهُ شيئْاً فمضَى
ربَّ أمرٍ بِتُّ قدْ أبرَمْتُهُ
ثُمَّ مَا أصْبَحْتُ إلاَّ فانقَضَى
كمْ وكمْ من هَنَة ٍ مَحقُورَة ٍ،
ترَكَتْ قَوْماً كَثيراً أمْرَضَا
رُبَّ عَيْشٍ لأنَاسٍ سلَفُوا
كانَ ثُمَّ انقرَضُوا أوْ قُرِضَا
عَجَباً للمَوْتِ مَا أقْطَعَهُ،
مَا رَأيْنَا ماتَ رُفِضَا
رُفِضَ المَيّتُ مِنْ ساعَتِهِ،
وَجَفَاهُ أهْلُهُ حينَ قَضَى
شَرُّ أيّامي هوَ اليَوْمُ الذي
أقْبَلُ الدّنْيَا بديني عِوَضَا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
رقم القصيدة : 12003
-----------------------------------
رضيتُ لنفسي بغيرِ الرضَا
وَكُلٌّ سَيُجْزَى بما أقَرَضَا
بُلِيتُ بدارٍ رَأيْتُ الحَكيمَ
لزَهْرَتِها قاصِياً مُبْغِضَا
سَيَمْضِي الذي هوَ مُسْتَقْبَلٌ،
مُضِيَّ الذي مرّ بي، فانقَضَى
وإنَّا لفِي منزلٍ لمْ يَزَلْ
نَراهُ حَقيقاً بأنْ يُرْفَضَا
قضَى اللهُ فيهِ عَلَيْنا الفَنَا
لهُ الحَمدُ شكراً على ما قَضَى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،
حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،
رقم القصيدة : 12004
-----------------------------------
حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن على الأرْضِ،
حتى بَغَى بَعضُهُمْ منها على بَعْضِ
فحسْبِيَ اللهُ ربِّي لاَ شبيهَ بِهِ
وَضَعتُ فيهِ كِلا بَسطي، وَمُنقَبَضِي
إنّ القُنُوعَ لَزادٌ، إنْ رَأيتُ بهِ،
كُنْتُ الغَنِيَّ وكُنْتُ الوافِرَ العِرْضِ
ما بَينَ مَيْتٍ وبَينَ الحَيّ من صِلَة ٍ،
منْ ماتَ أصْبَحَ فِي بحْبُوحَة ِ الرَّفْضِ
الدّهْرُ يُبرِمُني طَوْراً وَيُنْقِضُني،
فَمَا بَقَائي على الإبرامِ والنّقْضِ
مَا زلْتُ مُذْ كانَ فِيَّ الرُّوحُ منقَبِضاً
يَمُوتُ، في كلّ يَوْمٍ مرّ بي، بعضِي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
رقم القصيدة : 12005
-----------------------------------
ماذَا يصيرُ إليكِ يَا أرضُ
مِمنْ غَزاهُ اللّينُ، وَالخَفْضُ
أبْهَرْتِ مَنْ وَافَتْ مَنِيّتُهُ،
وكانَ حُبَّ حبيبِهِ بُغْضُ
عَجَباً لِذي أمَلٍ يُغَرّ بِهِ،
وَيَقينُهُ بِفَنَائِهِ نَقْضُ
ولكُلّ ذي عَمَلٍ يَدينُ بهِ،
يَوْماً عَلَى دَيَّانِهِ عَرْضُ
يَا ذا المقيمُ بمنزلٍ آشِبٍ
وَمَقامُ ساكِنِهِ بهِ دَحْضُ
مَا لابْنِ آدَمَ فِي تصرُّفِ مَا
يجْرِي بهِ بَسْطٌ ولاَ قَبْضُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
رقم القصيدة : 12006
-----------------------------------
خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْ كُلُّ واحِدٍ
عثارَ أخيهِ منكُما، فَتَرَافَضَا
وَمَا يلْبَثُ الحِبّانِ، إنْ لم يُجوَزَا
كَثيراً منَ المكُروهِ، أنْ يَتَباغَضَا
خَلِيلَيَّ بابُ الفَضْلِ أنْ يَتَواهَبَا
كمَا أنَّ بابَ النَّقْصِ أنْ يتقَارضَا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
رقم القصيدة : 12007
-----------------------------------
حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَ أشْمَطُ
أحَسِبْتَ أنَّ المَوْتَ فِي اسْمِك يغلَطُ
أمْ لَستَ تْحسَبُهُ عَلَيكَ مُسلَّطاً،
وَبَلى ، وَرَبِّكَ، إنّهُ لمُسَلَّطُ
وَلَقَدْ رَأيتُ المَوْتَ يَفْرِسُ، تارَة ً،
جُثَثَ المُلوكِ وتارَة ً يتَخَبَّطُ
فتآلَفِ الخُلاَّنِ مفتقِداً لَهُمْ
سَتَشِطّ عَمّنْ تَألفَنّ، وَتَشَحطُ
وكأنّني بكَ بَيْنَهُمْ وَاهي القُوَى ،
نِصْواً، تَقَلَّصُ بَينَهُمْ وتَبَسَّطُ
وكأنّني بِكَ بَينَهُمْ خَفِقَ الحَشَا،
بالموتِ فِي غَمَرَاتهِ يتشَحَّطُ
وكأنّني بكَ في قَميصٍ مُدْرَجاً،
في رَيطَتَينِ مُلَفَّفٌ، وَمُخَيط
لاَ ريطَتَيْنِ كريطَتَيْ متنسِّمٍ
رُوحَ الحَياة ِ، وَلا القَميصُ مُخَيَّطُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
رقم القصيدة : 12008
-----------------------------------
أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُ بَعْضَهُ
لنفْسِكَ ذخراً إنَّ ذَا لسُقُوطُ
اتُوَصِي لِمَنْ بعدَ المَمَاتٍ جَهَالة ً
وتَتْرُكُهُ حَيّاً وأَنْتَ بَسِيطُ
نصِيبُكَ مِمَّا صِرْتُ تَجْمَعُ دَائباً
فَثَوْبَانِ منْ قِبْطِيَّة ٍ وَحَنُوطُ
كأنَّكَ قَدْ جُهِّزْتَ تُهْدَى إِلى البِلَى
لنَفْسِكَ فِي أيْدِي الرِّجَالِ أطبطُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
رقم القصيدة : 12009
-----------------------------------
غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَ مُتّعِظهْ،
نَفْسٌ مُقَرَّعَة ٌ بكلّ عِظَهْ
نَفْسٌ مُصَرَّفَة ٌ، مُدَبَّرَة ٌ،
مَطْلُوبَة ٌ فِي النَّوْمِ واليقَظَهْ
نَفْسٌ ستُطْغيها وَساوِسُهَا،
إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُنَّ محْتَفِظَهْ
فاللهُ حَسْبُكَ لاَ سِواهُ ومَنْ
راعَ الرُّعَاة َ وحَافَظَ الحَفَظَهْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
رقم القصيدة : 12010
-----------------------------------
عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّي مُوَّدعُ
وعيْنَايَ منْ مضِّ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا
وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَة ُ تَجمَعُ
ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْرِ في كلّ ساعة ٍ
لَهُ عارضُ فيهِ المنيَّة ُ تَلْمَعُ
أيَا بَانِيَ الدُّنْيَا لِغيْرِكَ تََبْتَنِي
ويَا جامِعَ الدُّنيَا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
أَرَى المرْءَ وثَّاباً عَلَى كُلِّ فُرْصَة ٍ
وللمَرْءِ يَوْماً لاَ مَحَالَة َ مَصْرَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلكَ غَيْرُهُ
مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيسَ يَشْبَعُ
أيُّ امْرِىء ٍ فِي غَايَة ٍ لَيْسَ نَفْسُهُ
إلى غايَة ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
رقم القصيدة : 12011
-----------------------------------
أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّ أسْرَعُ
وَأراهُ يَجْمَعُ دائِباً لا يَشْبَعُ
قُلْ لِي لمَنْ اصْبَحْتَ تَجْمَعُ مَا أرَى
البَعْلِ عِرْسِكَ لاَ أبَا لكَ تَجْمَعُ
لا تَنظُرَنّ إلى الهوَى ، وَانظُرْ إلى
رَيْبِ الزّمانِ بأهْلِهِ ما يَصْنَعُ
الموتُ حَقٌّ لاَ محالة َ دُونَهُ
ولِكُلّ مَوْتٍ عِلّة ٌ لا تُدْفَعُ
المَوْتُ داءٌ ليسَ يَدفَعُهُ الدَّوا
ءُ إذَا أتى ولكلِّ جنبٍ مصْرَعُ
كمْ مِنْ أُخَيٍّ حيلَ دونَ لِقائِهِ،
قَلبي إليهِ، من الجَوانحِ، مَنزَعُ
وإذا كبرتَ فَهَلْ لنفْسِكَ لَذَّة ٌ
مَا للكبيرِ بلذَّة ٍ متمتِعُ
وإذا قنعتَ فأنْتَ أغْنَى من غَنِي
إنَّ الفقِيرَ لكُلُّ منْ لاَ يقنعُ
وإذا طلبْتَ فَلاَ إلى متضايقِ
مَن ضَاق عنك فرِزْقُ رَبّك أوْسعُ
إنَّ المطامِعَ مَا علِمْتَ مزلَّة ٌ
للطّامِعِينَ، وَأينَ مَن لا يَطمَعُ
إقْنَعْ وَلا تُنكِرْ لرَبّكَ قُدرَة ً،
فاللّهُ يَخفِضُ مَن يَشاءُ، وَيَرْفَعُ
ولرُبَّمَا انتفعَ الفتَى بضرارِ مَنْ
يَنوي الضّرارَ، وَضرَّهُ مَن يَنفَعُ
لا شيءَ أسرَعُ مِنْ تَقَلّبِ مَن له
أُذْنٌ تُسَمّعُهُ الذي لا يَسمَعُ
كُلُّ امرِيءٍ متفَرِّدُ بطباعِهِ
لَيْسَ امْروءٌ إلاَّ عَلَى مَا يُطْبَعُ[/font]

 
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
رقم القصيدة : 12012
-----------------------------------
خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُو الظّنونَ بهِ،
وإنْ بَدَا لكَ أمرٌ مشكِلٌ فَدَعِ
قدْ يصبحُ المْرءُ فِيمَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ
مُمَلَّقَ البالِ بَيْنَ اليَأْسِ والطَّمَعِ
لم يَعمَلِ النّاسُ في التّصْحيحِ بينَهمُ،
فاضطَرّ بَعضُهُمْ بَعضاً إلى الخُدَعِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
رقم القصيدة : 12013
-----------------------------------
لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
ألمْ ترَ أنَّ الموْتَ مَا ليْسَ يُدْفَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ النَّاسِ فِي غَفَلاتِهِمْ
ألمْ تَرَ أسبابَ الأمُورِ تَقَطَّعُ
ألمْ تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إلى البِلى ؛
ألمْ تَرَ أسْبابَ الحِمامِ تُشَيَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الفَقْرَ يعقِبُهُ الغِنَى
ألَمْ تَرَ أنَّ الضِّيْقَ قَدْ يَتَوَسَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الموتَ يهتِرُ شبيبة ً
وَأنّ رِماحَ المَوْتِ نحوَكَ تُشرَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ المرْءَ يشبَعُ بطْنُهُ
وناظِرُهُ فِيمَا تَرَى ليْسَ يشبَعُ
أيا باني الدُّنْيَا لغيرِكَ تبْتَنِي
وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لغيرِكَ تَجْمَعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ المْرءَ يَحْبِسُ مَالَهُ
ووارِثُهُ فيهِ، غَداً، يَتَمَتّعُ
كأنّ الحُماة َ المُشفِقِينَ عَلَيكَ قد
غَدَوْا بكَ أوْ رَاحُوا رَوَاحاً فأبرَعُوا
ومَا هُوَ إلاَّ النَّعْشُ لَوْ قَدْ دَعَوْا بهِ
تُقَلُّ، فتُلْقَى فوْقَهُ ثُمّ تُرْفَعُ
ومَا هُوَ إلاَّ حادِثٌ بَعْدَ حادِثٍ
فمِنْ أيّ أنواعِ الحوادثِ تَجزَعُ
ألا، وَإذا أُودِعتَ تَوْديعَ هالِكٍ،
فآخِرُ يَوْمٍ منْكَ يَوْمٌ تُوَدَّعُ
ألا وكَما شَيّعْتَ يَوْماً جَنَازَة ً،
فأنْتَ كمَا شَيّعْتَهُمْ سَتُشيَّعُ
رَأيْتُكَ في الدّنْيا على ثِقَة ٍ بها،
وإنَّكَ فِي الدُّنيا لأنْتَ المُرَوَّعُ
ولمْ تعْنَ بالأمْرِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ
وكُلُّ امْرِىء ٍ يُعْنَى بِمَا يَتَوَقَّعُ
وإنَّكَ للْمَنْقُوضُ فِي كُلِّ حَالَة ٍ
وَإنّ بني الدّنيا على النْقضِ يُطبَعوا
إذا لم يَضِقْ قوْلٌ عَلَيكَ، فقل بهِ،
وَإن ضَاق عنكَ القوْلُ فالصّمتُ أوسعُ
فَلا تَحتَقِرْ شَيئاً تَصاغَرْتَ قدرَه،
فإنّ حَقيراً قد يَضُرّ ويَنْفَعُ
تَقَلَّبْتَ فِي الدُّنْيَا تَقَلُّبَ أهْلِهَا
وَذُو المالِ فِيهَا حَيْثُ مَا مَال يتبَعُ
ومَا زِلتُ أُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعِبْرَة ٍ
تكَادُ لَهَا صُمُّ الجبالِ تَصَدَّعُ
فما بالُ عَيْني لا تَجُودُ بمائِهَا
وَما بالُ قَلبي لا يَرِقّ ويَخشَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلْكُ غَيرُهُ
متَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَن ليسَ يقْنَعُ
وَأيّ تمرىء ٍ في غاية ٍ، ليسَ نَفسُه
إلى غاية ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ
وَبَعضُ بني الدّنيا لبَعضٍ ذَريعَة ٌ،
وَكُلٌّ بِكُلٍّ قَلّمَا يَتَمَتّعُ
يُحَبُّ السَّعِيدُ العَدْلُ عِنْدَ احتِجاجِهِ
ويبغِي الشَّقيُّ البَغْيَ والبَغْيُ يصرَعُ
ولَمْ أرَ مِثْلَ الحقِّ أقْوَى لحُجَّة ٍ
يدُ الحقّ، بينَ العلمِ والجهل، تَقرَعُ
وذُو الفضْلِ لا يهتزُ إنْ هزَّهُ الغنى
لِفَخْرٍ ولاَ إنْ عضَّهُ الدَّهْرُ يَفْزَعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
رقم القصيدة : 12014
-----------------------------------
ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُ الطّمَعُ،
مَا اجتمعَ الحِرْصُ قَطُّ والوَرَعُ
لَوْ قنعَ النَّاسُ بالكفافِ إذَاً
لا تّسَعُوا في الذي بهِ قَنِعُوا
للمَرْءِ فيمَا يُقيمُهُ سَعَة ٌ،
لَكِنّهُ ما يُريدُ ما يَسَعُ
يا حالِبَ الدّهرِ دَرَّ أشْطُرِهِ!
هلْ لكَ فيما حَلَبْتَ مُنتَفَعُ؟
يا عَجَبا لامرىء ٍ تُخادِعُهُ الـ
السَّاعَاتُ عنْ نفسِهِ فينخدِعُ
يا عَجَبا للزّمانِ، يأمَنُهُ
منْ قَدْ يَرَى الصَّخْرَ عَنْهُ ينصَدِعُ
عَجِبْتُ منْ آمِنٍ بمنزلة ٍ
يَكْثُرُ فيهَا الأمرَاضُ والوَجَعُ
عجِبْتُ منْ جَهْلِ قَومٍ قَدْ عرَفُوا
الحقَّ فَوَلَّوْا عَنْهُ ومَا رَجَعُوا
النّاسُ في زَرْعِ نَسْلِهِمْ وَيَدُ الـ
الموتِ بِهَا حصدُ كلِّ مَا زرَعُوا
ما شَرَفُ المَرْءِ كالقَناعَة ِ والصّبْـ
ـرِ، على كُلّ حادِثِ يَقَعُ
لمْ يزلِ القانِعُونَ أشرفَنَا
يَا حبذَا القَانِعُونَ مَا قَنِعُوا
للمَرْءِ في كُلّ طَرْفَة ٍ حَدَثٌ
يذهِبُ منْهُ مَا ليْسَ يُرْتَجَعُ
مَنْ ضاقَ بالصّبرِ عَنْ مُصِيبَتِهِ
ضاقَ ولمْ يَتَّسِعْ لَهَا الْجَزَعُ
الشَّمْسُ تَنْعَاكَ حينَ تغْرَبُ لَوْ
تَدْرِي وتنعاكَ حِينَ تَطَّلِعُ
حَتَّى متَى أنْتَ لاعِبٌ أشِرٌ
حَتَّى متَى أنْتَ بالصِّبَا وَلِعُ
إنَّ المُلوكَ الأُوَلَى مضَوْا سَلَفاً
بادوا جَميعاً، وَما بادَ ما جَمَعُوا
يَا ليْتَ شعرِي عَنِ الذّينَ مَضَوْا
قَبْلي إلى التُّرْبِ، ما الذي صَنَعُوا
بُؤْساً لَهُمْ أيَّ منزلٍ نَزَلُوا
بُؤساً لهُمْ، أيّ مَوْقعٍ وَقَعُوا
الحَمْدُ للْهِ! كُلُّ مَنْ سكَنَ الـ
الدُّنيَا فَعَنْهَا بالموْتِ ينقَطِعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
رقم القصيدة : 12015
-----------------------------------
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
ودَعِ الرُّكونَ إلى الحياة ِ فتنتفِعْ
لوْ كانَ عُمْرُكَ ألفَ حولٍ كاملٍ
لمْ تَذْهَبِ الأيّامُ حتى تَنقَطِعْ
إنّ المَنِيّة َ لا تَزالُ مُلِحّة ً،
حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أمْرٍ مُجْتَمِعْ
فاجْعَلْ لِنَفْسِكَ عُدّة ً لِلقَاءِ مَنْ
لَوْ قَدْ أَتَاكَ رسُولُهُ لَمْ تمتَنِعْ
شُغِلَ الخَلائِقُ بالحَياة ِ، وَأغفَلُوا
زَمَناً، حَوادِثُهُ عَلَيْهِمْ تَقْتَرِعْ
ذَهَبَتْ بنا الدّنْيا، فكَيفَ تَغُرّنَا،
أمْ كيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُ فينخدِعْ
وَالمَرْءُ يُوطِنُها، ويَعْلَمُ أنّهُ
عَنْهَا إلى وَطَنٍ سِواهَا منْقَلِعْ
لَمْ تُقْبِلِ الدُّنيا عَلَى أحدٍ بريتَهَا
فَمَلَّ منَ الحيَاة ِ ولاَ شَبَعْ
يا أيّها المَرْءُ المُضَيِّعُ دينَهُ،
إحرازُ دينِكَ خَيرُ شيءٍ تَصْطَنِعْ
ـنَتِها، فَمَلّ مِنَ الحَياة ِ وَلا شَبعْ
فَاعْمَلْ فَمَا كلفْتَ مَا لا تستطِعْ
وَالحَقُّ أفضَلُ ما قَصَدْتَ سَبيلَهُ،
وَاللّهُ أكْرَمُ مَنْ تَزُورُ وتَنْتَجِعْ
فامْهَدْ لنَفسِكَ صالحاً تُجزَى بهِ،
وانْظُرْ لِنَفْسِكَ أيَّ أمْرٍ تتَّبِعُ
وَاجعَلْ صَديقَكَ مَن وَفى لصَديقِهِ،
وَاجعلْ رَفيقَكَ، حينَ تسقُطُ، من سرُعْ
وامْنَعْ فؤَادَكَ أنْ يميلَ بكَ الهوَى
وَاشدُدْ يَديكَ بحَبلِ دينِكَ وَالوَرَعْ
واعْلَمْ بأنَّ جَميعَ مَا قَدَّمْتَهُ
عندَ الإلهِ، مُوَفَّرٌ لكَ لم يَضِعْ
طُوبَى لمَنْ رُزِقَ القُنُوعَ، ولَم يُرِدْ
ما كان في يَدِ غَيرِهِ، فيُرَى ضرَعْ
وَلئِنْ طَمِعتَ لَتُصرَعنّ، فلا تكُنْ
طَمِعاً، فإنّ الحُرّ عَبدٌ ما طَمِعْ
إنَّا لنلْقَى الْمَرءَ تشرَهُ نَفْسُهُ
فيضِيق عَنْهُ كُلُّ أمْرٍ متَّسِعُ
وَالمَرْءُ يَمْنَعُ ما لَدَيْهِ، ويَبْتَغي
ما عندَ صاحبِهِ، وَيَغْضَبُ إن مُنعْ
ما ضَرَّ مَنْ جَعَلَ التّرابَ فِراشَهُ
ألاّ يَنَامَ على الحَريرِ، إذا قَنِعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
رقم القصيدة : 12016
-----------------------------------
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ!
رُويداً أتَدْرِي مَنْ أرَاكَ تخَادِعُ
ويا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِ بَلاَغِهِ
سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْ أنْتَ جَامِعُ
وَكم قد رَأينا الجامِعينَ قدَ اصْبَحَتْ
لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَا
يَرَونَ، لمَا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ،
ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِعُ
وَصارَتْ بُطونُ المُرْملاتِ خَميصَة ً،
وأيتَامُهُمْ منهمْ طريدٌ وجائعُ
وإنَّ بُطُونَ المكثراتِ كأنَّما
تنقنقُ فِي أجوافِهِنَّ الضَّفَادِعُ
وتصْرِيفُ هذَا الخَلْقِ للهِ وَحْدَهُ
وَكُلٌّ إلَيْهِ، لا مَحَالَة َ، راجِعُ
وللهِ فِي الدُّنيَا أعَاجيبُ جَمَّة ٌ
تَدُلّ على تَدْبيرِهِ، وبَدَائِعُ
وللهِ في أسرارُ الأمُورِ وإنْ جَرَتْ
بها ظاهِراً، بَينَ العِبادِ، المَنافِعُ
وللهِ أحْكَامُ الْقَضَاءِ بِعِلْمِهِ
ألاَ فهوَ معْطٍ مَا يَشَاءُ ومَانِعُ
إذا ضَنّ مَنْ تَرْجو عَلَيكَ بنَفْعِهِ،
فذَرْهُ، فإنّ الرّزْقَ، في الأرْضِ، واسعُ
وَمَنْ كانَتِ الدّنْيا هَواهُ وهَمَّهُ،
سبَتْهُ المُنَى واستعبدَتْهُ المَطَامِعُ
وَمَنْ عَقَلَ استَحيا، وَأكرَمَ نَفسَه،
ومَنْ قَنِعَ استغْنَى فَهَلْ أنْتَ قَانِعُ
لِكلِّ امرِىء ٍ رأْيَانِ رَأْيٌ يَكُفّهُ
عنِ الشّيءِ، أحياناً، وَرَأيٌ يُنازِعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
رقم القصيدة : 12017
-----------------------------------
خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
وَاصطِناعُ الخَيرِ أبْقَى ما صَنَعْ
وَنَظِيرُ المَرْءِ، في مَعرُوفِهِ،
شَافِعٌ بَتَّ إليْهِ فشَفَعْ
مَا ينالُ الخَيْرُ بالشَّرِّ ولاَ
يَحْصِدُ الزَّارِعُ إلاَّ مَا زَرَعْ
ليْسَ كلُّ الدَّهْرِ يوماً واحداً
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ
خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْ بهِ،
وَاسْلُ عَمّا بانَ منْها، وَانقَطَعْ
إنّمَا الدّنْيا مَتَاعٌ زائِلٌ،
فاقْتَصِدْ فيهِ وخُذْ مِنْهُ وَدَعْ
وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَى بهِ،
واتبعِ الحقَّ فنِعْمَ المُتَّبَعْ
وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِ الغِنى ،
فمَنِ احتاجَ إلى النّاسِ ضَرَعْ
اشهدِ الجامعَ لو أنْ قد أتى
يومُهُ لم يُغنِ عنهُ ما جمعْ
إنْ للخَيرِ لَرَسْماً بَيْنَنَا،
طبعَ اللهُ عليهِ ما طبعْ
قد بلونَا الناسَ في أخلاقهمْ
فرأيناهُمْ لذي المال تَبَعْ
وحَبيبُ النّاسِ مَنْ أطْمَعَهُمْ،
إنما الناسُ جميعاً بالطمعْ
احمدِ اللهَ على تدبيرهِ
قدَّرَ الرِّزقَ فعطى ومنَعْ
سُمْتُ نَفْسِي وَرَعاً تَصْدُقُهُ،
فنهاها النقصُ عن ذاكَ الورعْ
وَلنَفسي حِينَ تُعطَى فَرَحٌ،
واضطرابٌ عندَ منعٍ وجزعْ
ولنَفْسِي غَفَلاتٌ لمْ تَزَلْ،
وَلَها بالشّيْءِ، أحْياناً، وَلَعْ
عجباً من مطمئنٍ آمنٍ
إنَّما يُغذَى بألوانِ الفزعْ
عَجَباً للنّاسِ ما أغْفَلَهُمْ
لوقوعِ الموتِ عمَّا سيقعْ
عجباً إنَّا لنلقَى مَرتعاً
كُلّنا قَدْ عاثَ فيهِ وَرَتَعْ
يا أخِي الميتَ الذي شيعتُهُ
فحُثِي التربُ عليهِ ورجعْ
لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَ الـ
ـزّادِ، يا هَذا، لِهَوْلِ المُطّلَعْ
يومَ يهدوكَ محبوكَ إلى
ظُلمة ِ القبرِ وضيق المُضطجعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
رقم القصيدة : 12018
-----------------------------------
أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،
أنْتَ باللّهْوِ وَالهَوَى مَخدوعُ
كيفَ يَعْمَى عنِ السبيلِ بَصيرٌ
عَجَباً ذا، أوْ يَستَصِمّ سَميعُ
مَا لَنا نستَطِيعُ أنْ نجمعَ المَا
لَ، وَرَدَّ المَماتِ لا نَستَطيعُ
حُبِّبَ الأكلُ والشرابُ إلينَا
وَبِنَاءُ القُصُورِ وَالتّجْميعُ
وَصُنُوفُ اللّذّاتِ مِنَ كُلَ لَوْنٍ،
والفَنَا مُقْبلٌ إلينَا سريعُ
لَيْسَ ينجُو منَ الفَنَا فاجِرٌ لَبَّتْ
ولا السَّفلة ُ الدَّنيُّ الوَضِيعُ
كُلُّ حيٍّ سيطعَمُ الموتَ كَرهاً
ثُمَّ خَلْفَ المَمَاتِ يَوْمٌ فَظيعُ
كَيفَ نَلْهُو أوْ كيفَ نَسلو من العيـ
هُوَ مِنَّا مُرْجعٌ منزُوعُ
نَجْمعُ الفَانِي والقَليلَ منَ المَا
لِ ونَنْسَى الَّذِي إليهِ الرُّجُوعُ
في مَقامٍ، تَعشَى العُيونُ إلَيْهِ،
وَالمُلوكُ العِظامُ فيهِ خُضُوعُ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
رقم القصيدة : 12019
-----------------------------------
رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ،
وَأخو الدّنْيا على النّقصِ طُبعْ
إنّ مَنْ يَطمَعُ في كلّ مُنًى
أطْمَعَتْهُ النّفسُ فيهِ لَطَمِعْ
للتُّقَى عاقِبَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
والتَّقيُّ المَحْضُ مَنْ كانَ يُرَعْ
وقُنوعُ المرءِ يَحْمِي عِرْضَهُ
ما القَريرُ العَينِ إلاّ مَنْ قَنِعْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
رقم القصيدة : 12020
-----------------------------------
ماَ بالُ نفسكَ بالآمالِ منخدِعُهُ
وَما لهَا لا تُرعى بالوَعْظِ مُنْتَفِعَهْ
أما سَمِعتَ بمَنْ أضْحى لهُ سَبَبٌ،
إلى النُجاة ِ، بحَرْفٍ واحدٍ سَمِعَهْ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
رقم القصيدة : 12021
-----------------------------------
أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ من عَيْـ
ـشٍ كَفافٍ، قوتٍ، بقَدْرِ البَلاغِ
صاحِبُ البغيِ ليسَ يسلمُ منْهُ
وعلى نَفسِهِ بَغَى كلُّ بَاغِ
ربَّ ذِي نعمَة ٍ تعرَّضَ مِنْهَا
حائِلٌ بَينَهُ، وَبَينَ المَسَاغِ
أبْلَغَ الدّهرُ فِي مواعظِهِ بَلْ
زادَ فيهِنّ لي على الإبْلاغِ
غَبَنَتْني الأيّامُ عَقْلي، ومالي،
وَشَبابي، وَصِحّتي، وَفَراغي
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
رقم القصيدة : 12022
-----------------------------------
للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُ لَيْلَة ٍ
مخضَتْ صَبيحَتَها بيْومِ المَوْقِفِ
لوْ أنّ عَيناً شاهدَتْ ، مِنْ نَفسِها،
يوْمَ الحسابِ ، تمثّلاً لم تُطرَفِ
العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
رقم القصيدة : 12023
-----------------------------------
إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
وَما عَنائي بما يَدْعُو إلى الكُلَفِ
لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْ قَنَاعَتِهِ
وَلا امتِلاءَ لعَينِ المُلْتَهي الطّرِفِ
منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْ عَلَيْهِ هوى ً
يَدْعُو إِلى البغْيِ والعُدْوانِ والسَّرَفِ
ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُو إلى رَشَدٍ
إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌ فقفِ
أُخَيّ! ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلا عصَفَتْ،
إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِ والتّلَفِ
ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْ لَمْ يزلْ بَطِراً
وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي على شُرَفِ
كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِ فِي جَدَثٍ
مُجَدَّلٍ، بتراب الأرْضِ مُلتَحِفِ
للهِ أهلُ قبورٍ كنتُ أعهَدُهُمْ
أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ، وَالغُرَفِ
يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْيا وَزِينَتِها،
حَسْبُ الفَتَى بتقَى الرَّحْمَانِ منْ شرفِ
والخيرُ والشَّرُّ فِي التَّصْويرِ بينهُمَا
لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ
أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَا استطَعْتَ وَلاَ
تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِ النّطِفِ
ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْ أطْرافِهِ طَرَفاً،
إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْ طَرَفِ
وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَ اعتَصَمتَ بهِ،
مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُ السّوءَ ينصرِفِ
الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لا مَثيلَ لَهُ،
ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِ وَاللُّطُفِ
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
رقم القصيدة : 12024
-----------------------------------
مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
وَلا سيّما من مُترَفِ النّفسِ مُسرِفِ
طَلَبْتُ الغِنَى فِي كُلِّ وجهٍ فَلَمْ أجِدْ
سَبيلَ الغِنى ، إلاّ سبيلَ التّعَفّفِ
إذَا كَنْتَ لاَ ترضَى بشيءٍ تنالُهُ
وكنْتَ عَلَى مَا فاتَ حَمَّ التَّلهُّفِ
فلَستَ مِنَ الهَمّ العَريضِ بخارِجٍ،
ولسْتَ منَ الغيظِ الطَّويلِ بمشْتَفٍ
أرَانِي بنفْسِي معجباً متعزِّزاً
كأنّي على الآفاتِ لَستُ بمُشرِفِ
وَإنّي لَعَينُ البَائِسِ الواهِنِ القُوَى ،
وعينُ الضَّعيفِ البائسِ المتطرِّفِ
وليْسَ امْرُوٌ لمْ يرْعَ منْكَ بجهْدِهِ
جَميعَ الذي تَرْعاهُ مِنْهُ، بمُنصِفِ
خَليليّ ما أكْفَى اليَسيرَ منَ الذي
نُحاوِلُ، إنْ كُنّا بما عَفّ نكتَفي
وَما أكرَمَ العَبدَ الحريصَ على النّدى ،
وَأشرَفَ نَفْسَ الصّابرِ المُتَعَفّفِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
رقم القصيدة : 12025
-----------------------------------
اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
عَلَى اعْتِدَائِي عَلَى نَفْسِي وإسْرَافِي
تشرَّفَ النَّاسُ بالدُّنيَا وقَدْ غِرقُوا
فِيهَا فَكُلٌّ علَى أمواجِهَا طافِ
هُمُ العَبيدُ لدارٍ قَلْبُ صاحِبِها،
ما عاشَ، منها على خوْفٍ وَإيجافِ
حسبُ الفتَى بتقَى الرّحمانِ منْ شرفٍ
وما عَبيدُكِ، يا دُنْيا، بأشرافِ
يا دارُ! كمْ قد رَأينا فيكِ مِنْ أثَرٍ،
يَنعَى المُلُوكَ إلَينَا، دارِسٍ، عافِ
أوْدَى الزّمانُ بأسْلافي، وخَلّفَني،
وَسوْفَ يُلْحِقُني يَوْماً بأسْلافي
كأنَّنَا قَدْ توافيْنَا بأجمعِنَا
فِي بَطْنِ ظَهْرٍ عَلَيْهِ مدرَجُ السَّافِي
أُخَيّ! عِندي مِنَ الأيّامِ تجْرِبة ٌ،
فِيمَا أظُنُّ وعِلْمٌ بارِعٌ شافِ
لاَ تمشِ فِي النَّاسِ إلاَّ رحْمَة ً لَهُمُ
وَلا تُعامِلْهُمُ إلاّ بإنْصَافِ
واقطعْ قُوَى كُلّ حِقْدٍ أنْتَ مضمِرُهُ
إنْ زَالّ ذو زَلّة ٍ، أوْ إنْ هَفا هافِ
وَارْغَبْ بنَفْسِكَ عَمّا لا صَلاحَ لهُ،
وَأوْسِعِ النّاسَ مِنْ بِرٍ، وَإلْطافِ
وإنْ يَكُنْ أحدٌ أوْلاَكَ صالحَة ً
فكافِهِ فَوْقَ ما أوْلى بأضْعافِ
ولاَ تكشِّفْ مسيئاً عنْ إساءَتِهِ
وَصِلْ حِبالَ أخيكَ القاطعِ، الجافي
فتستّحقَّ منَ الدُّنيَا سَلاَمَتَهَا
وَتَسْتَقِلَّ بعِرْضٍ وافِرٍ، وَافِ
ما أحسَنَ الشّغلَ في تَدبيرِ مَنفَعَة ٍ،
أهلُ الفَراغِ ذوُو خوْضٍ وَإرْجافِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
رقم القصيدة : 12026
-----------------------------------
ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
دُعُوا للموتِ واختُطفُوا
فَوَافَوْا حِينَ لا تُحَفٌ،
ولا طُرفٌ ولا لُطفُ
تُرصُّ عليهمِ حُفرٌ
وتُبنَى ثمَّ تنخسفُ
لهُمْ مِنْ تُربِهَا فُرُشٌ
وَمِنْ رَضراضِها لُحُفُ
تَقَطّعَ مِنْهُمُ سَبَبُ الـ
الرجاءِ فضيعوا وجُفُوا
تَمُرّ بعَسكَرِ المَوْتَى ،
وَقَلْبُكَ مِنْهُ لا يَجِفُ
كأنّ مُشَيّعيكَ، وقَدْ
رَمَوْابكَ، ثَمّ، وَانصرَفوا
فُنُونُ رَداكِ، يا دُنْيا،
لعمرِي فوقَ ما أصفُ
فأنتِ الدارُ فيكِ الظلمُ
ـمُ، والعُدوانُ، والسّرَفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الهمُّ
والأحزانُ والأسفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الغدْ
رُ، والتّنغيصُ، والكُلَفُ
وَفيكِ الحَبْلُ مُضطَرِبٌ؛
وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ
وفيكِ لساكنيكِ الغبنُ
والآفاتُ والتلفُ
وَمُلْكُكِ فيهِه دُوَلٌ،
بهَا الأقدارُ تختلفُ
كأنَّكِ بينهمْ كُرة ٌ
تُرامَى ثم تُلتَقَفُ
ترى الأيامَ لا يُنظِرْ
نَ والساعاتِ لا تقِفُ
ولَنْ يَبقَى لأهْلِ الأرْ
ضِ لا عزٌّ، وَلا شَرَفُ
وكُلٌ دائمُ الغفلا
تِ والأنفاسُ تختطفُ
وأيُّ الناسِ إلا مُوْ
قِنٌ بالموتِ مُعتَرِفُ
وَخَلْقُ اللّهِ مُشْتَبِهٌ،
وسعْيُ الناسِ مُختلِفُ
وما الدنيَا بباقية ٍ
ستُنْزَحُ ثمَّ تُنتسَفُ
وقولُ اللهِ ذاكَ لنَا
وليسَ لقولهِ خُلُفُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
رقم القصيدة : 12027
-----------------------------------
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ،
فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ
فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعة ً
إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌ يَندُبونَهُ،
فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍ حُلُولُهُ،
وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى
بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ،
ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ
وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً
أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ، وَاصِفُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
رقم القصيدة : 12028
-----------------------------------
تزيدُهُ الأيامُ إنْ أقبلتْ
شدَّة َ خوفٍ لتصارِيفِهَا
كأنَّها في حالِ إسعافِهَا
تُسْمِعُهُ أوْقاتَ تَخوِيفِهَا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
رقم القصيدة : 12029
-----------------------------------
ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
ترَى أحداً يبقَى فتطمعُ أنْ تبْقَى
لكُلّ امرىء ٍ حَيٍّ منَ المَوْتِ خُطّة ٌ
يصيرُ إليَا حينَ يستكملُ الرِّزْقَا
تَزَوّدْ منَ الدّنْيا، فإنّكَ شاخِصٌ
إلى المنتهى واجعلْ مطيتكَ الصدقَا
فأمسِكْ من الدّنيا الكَفافَ، وَجُد على
أخيكَ، وَخُذْ بالرّفقِ، وَاجتنبِ الخَرْقا
فإنّي رَأيْتُ المَرْءَ يُحرَمُ حَظَّهُ
منَ الدّينِ وَالدّنْيا، إذا حُرِمَ الرّفْقَا
وَلا تَجعَلَنّ الحَمدَ إلاّ لأهْلِهِ،
وَلا تَدَعِ الإمساكَ بالعُرْوَة ِ الوُثْقَى
ولا خيرَ فيمن لا يؤاسي بفضلهِ
ولا خيرَ فيمن لا يُرى وجههُ طلقَا
وليس الفتى في فضله بمقصرٍ
إذا ما اتّقَى الرّحمانَ، وَاتّبعَ الحَقّا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
رقم القصيدة : 12030
-----------------------------------
ما أغفلَ الناسَ والخطوبُ بهم
في خَبَبٍ مَرّة ٍ، وَفي عَنَقِ
وفي فناءِ الملوكِ مُعتبرٌ
كفى بهِ حُجَّة ً على السوقِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
رقم القصيدة : 12031
-----------------------------------
طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِ والشرقِ
فأعْوَزَني هَذا، على كَثرة ِ الخَلقِ
فصِرْتُ وَحيداً بَينَهُمْ، مُتَصَبّراً،
على الغدرِ منهُمْ، وَالمَلالة ِ وَالمَذقِ
أرى منْ بها يقضي عليَّ لنفسِهِ
ولمْ أرَ منْ يرعَى عليَّ ولا يُبقِي
وكَمْ من أخٍ قد ذقته ذا بَشاشة ٍ
إذا ساغَ في عيني يَغَصُّ بهِ حلْقي
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفي لأهْلِها،
فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولا صدقِ
وَلم أرَ أمْراً واحِداً مِنْ أُمُورِهَا
أعَزّ، وَلا أعْلى منَ الصّبرِ للحَقّ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،
قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،
رقم القصيدة : 12032
-----------------------------------
قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍ وَثيقِ،
لَيسَ للمَيتِ بَعدَهُ من صَديقِ
مَنْ يَمُتْ يَعدَمِ النّصيحة َ وَالإشـ
ـفاقَ من كلّ ناصِحٍ، وَشَفيقِ
نزلَ الساكنُ الثّرى من ذوي
ـطافِ في المَنزِلِ البَعيدِ السّحيقِ
كُلُّ أهْلِ الدّنْيا تَعومُ على الغَفْـ
منهَا في غمرِ بحرٍ عميقِ
يتبارونَ في السباحِ فهمْ مِنْ
بَينِ نَاجٍ مِنهُمْ، وَبَينِ غَريقِ
والتماسي لِما أطالَبُ مِنهَا
لمْ أكُنْ، لالْتِماسِهِ، بحَقيقِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
رقم القصيدة : 12033
-----------------------------------
عامِلِ النَّاسَ برأْيٍ رفيقٍ
والقَ مَنْ تلقى بوجهٍ طليقِ
فإذا أنتَ جميلُ الثَّناءِ
وإذا أنتَ كثيرُ الصديقِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
رقم القصيدة : 12034
-----------------------------------
داوِ بالرفقِ جراحاتِ الخرقْ
وابلُ قبلَ الذَّمِّ قبلَ الذَّمِّ والحمدِ وذُقْ
وَسّعِ النّاسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ،
لم يضقْ شيءٌ على حُسنِ الخلُقْ
كُلُّ مَنْ لم تَتّسِعْ أخْلاقُهُ،
بعدَ إحسانٍ إليهِ ينسحقْ
كمْ تُرانَا يا أخي نَبْقى على
جَوَلانِ المَوْتِ في هذا الأفُقْ
نحنُ أرْسَالٌ إلى دارِ البلَى
نَتَوَالى عُنُقاً، بَعْدَ عُنُقْ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
رقم القصيدة : 12035
-----------------------------------
الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُ خُلُقُ
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍ فيتركَهُ
إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الفلَقُ
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لا ضِياءَ لَهُ،
والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُ يأتلِقُ
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أبَداً،
وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَ الحَشا قَلَقُ
يستغنم الناسُ من قومٍ فوائدهمْ
وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْ رَبَقُ
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا، مُنافسة ً،
وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ ما رُزِقُوا
يا مَن بنى القَصرَ في الدّنْيا، وَشَيّدَه،
أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُ وَالغرَقُ
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَ فانِيَة ٌ،
وشربهَا غصصٌ أو صفوهَا رنقُ
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنت واردُهُ
فانظرْ لنفسكَ قبلَ الموتِ يا مَذِقُ
اسْمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَ مِيتَتِهِ؛
وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَ الجِدّة ِ، الخَلَقُ
يَبلى الشّبابُ، وَيُفني الشّيبُ نَضرتَهُ،
كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها، الوَرَقُ
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ من طَمَعٍ،
يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِ الطّرْفُ، وَالعُنُقُ
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لا تَبُوحُ بِهِ،
إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَ مُعْتَنِقُ
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُ الجِهازَ لهَا،
بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ لي رمقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلى صُوَرٍ،
تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَها الخِرَقُ
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُ سَفَرٌ
يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَ افترَقُوا
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِ غابِرُهُمْ،
كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْ لحقُوا
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لا بَقاءَ لهُ
والبَرُّ، والبَحرُ، وَالأقطارُ، وَالأفقُ
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِ بِهَا
وَكُلّنا راحِلٌ عَنها، وَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَيني براقِدَة ٍ،
قتلَى الحوادثِ بينَ الخلقِ تخترقُ
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُ مصرعَهُ
كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُ تختفقُ
كلُّ امرء ولهُ رزقٌ سيبلغُهُ
واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولا حمقُ
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَ مُقْبِلَة ً،
فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولا مَلَقُ
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَ غَدَا
إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَا علقُ
فالحمدُ للّهِ حمْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُ ورقُ
والحمدُ للهِ حمداً دائماً أبداً
فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ، سَبَقُوا
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِ انبعاثهمِ
وَيوْمِ يُلجِمهُم، في الموْقِفِ، العَرَقُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
رقم القصيدة : 12036
-----------------------------------
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ،
ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ،
أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ،
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ،
وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي
صَفيَّ، منَ الإخوانِ، كُلُّ مُوافِقٍ
صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> انظر لنفسِكَ يا شقيْ
انظر لنفسِكَ يا شقيْ
رقم القصيدة : 12037
-----------------------------------
انظر لنفسِكَ يا شقيْ
حتَّى مَتَى لا تتَّقي
أو ما تَرَى الأيامَ
ـتَلِسُ النّفُوسَ، وَتَنتَقي
انظر بطرفِكَ هلْ تَرى
في مَغرِبٍ، أوْ مَشرِقِ
أحداً وفَى لكَ في الشّدائدِ
إنْ لجأْتَ بموثِقِ
كَمْ مِنْ أخٍ غَمّضْتُهُ
بيدَيْ نصيحٍ مُشْفِقِ
وَيَئِسْتُ منهُ فلَستُ أطْـ
أنْ يعيشَ فنلتَقِي
لا تَكْذِبَنّ، فإنّهُ
مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَفَرّقِ
والموتُ غاية ُ مَنْ مَضَى
منَّا وموعدُ منْ بَقي[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
رقم القصيدة : 12038
-----------------------------------
وَما المَوْتُ إلاّ رِحْلَة ٌ، غَيرَ أنّهَا
مِنَ المَنْزِلِ الفَاني إلى المنزِلِ الباَقي[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
رقم القصيدة : 12039
-----------------------------------
أرى الشيءَ أحياناً بقلبي معلَّقَا
فلا بُدَّ أن يَبْلَى وأن يتمزقَا
تصرفتُ أطواراً أرى كلَّ عبرة ٍ
وكانَ الصّبا مني جَديداً، فأخْلَقَا
وكُلُّ امرئٍ في سعيهِ الدهرَ ربمَا
يفتحُ أحياناً لهُ أو يُغلقَا
وَما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلاّ تَفَرّقَا
وَحَسْبُ امرىء ٍ من رَأيه أن يُوَفَّقَا[/font]
[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> سعود الصاعدي >> قاسمتك الحب
قاسمتك الحب
رقم القصيدة : 1204
-----------------------------------
.. مهداة للأستاذ النبيل / عبدالرحمن الأنصاري ..صدىً لماكتبه في ملحق الأربعاء في مقالته الأخيرة بتاريخ 7/2/1424ه
.. أعد عليّ أحاديث المحبّينا
وانشر ذُكاك من الأشذاء نسرينا
فعطرك العطر ، لا باريس تنفحه
ونورك النور ، والأضواءُ تغرينا !
فأنت أيقظت في صدري لواعجه
وكلُّ ما فيك يا نجل التّقى فينا
قاسمتك الحبَّ يا بن الغرّ في زمنٍ
باتت محبّته زوراً وتلوينا
نعم أحبّك ، والإيمان يدفعني
إليك ممتطياً حُبّ النبيّينا
عذراً إذا الشعر أعياني فمابرحت
أشواق قلبي تناديه ليأتينا
حتّى شرقتُ بدمعي كيّ أطوّعه
رسول بوحٍ فيُسقاه ويسقينا
فما أتاني بما أبغيه من شَجَنٍ
وقد عييتُ ، فقلت : الحبُّ يكفينا
أجدادك.. الفخر يزهو حين يصحبهم
والنصر يذكرهم عزّاً وتمكينا
فمن كسعدٍ إذا نادوا لمفخرةٍ؟!
ومَن كحنظلة الإيمان يحيينا؟!
فلا وربّك ، والأيام شاهدةٌ
وكلُّ سطرٍ حمى "التاريخ" تدوينا
لم يعرف المجد في الأسفار ملحمةً
إلاّ ويذكرهم غُرّاً ميامينا
هم الرجال إذا نار الوغى اضطرمت
وهم مصابيحنا بالنور تهدينا
بيضٌ كأنّ سناء البدر أشعلهم
وعلمهم منهلٌ يُروى فيروينا
ويؤثرون على جوعٍ ومسغبةٍ
كأنّهم خُلقوا للنّاس تأمينا
ويرتقون ، وقد ضمّ الهوى نفرٌ
إلى الصدور ، وهم قد بايعوا الدّينا
وإن تعالى حبيس الطّين مابلغت
آفاقُه شبر مَن لم يعشق الطّينا !![/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى