جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قفا ! فلأمرٍ ما سرينا وما نسري
قفا ! فلأمرٍ ما سرينا وما نسري
رقم القصيدة : 10807
-----------------------------------
قفا ! فلأمرٍ ما سرينا وما نسري
وإلا فمشياً مثلَ مشْي القطا الكُدري
قفا! نتبيَّنْ أينَ ذا البرقُ منهمُ
ومن أين تسري الرّيح عاطرة َ النَّشْر
لعلَّ ثرى الوادي الذي كنتَ مرّة ً
أزورهم فيه تضوَّعَ للسَّفر
و إلا فذا وادٍ يسيلُ بعنبرٍ
وإلاّ فما تدري الركابُ ولا ندري
أكُلَّ كِناسٍ في الصَّريمِ تظنّه
كناس الظباء الدُّعج والشُدَّن العفر
فهَلْ عِلموا أنّي أسيرٌ بأرْضِهِمْ
و ما لي بها غيرُ التعسُّفِ منْ خبرِ
ومن عجبٍ أنّي أسائلُ عنهمُ
وهمْ بينَ أحناءِ الجوانحِ والصدر
و لي سكنٌ تأتي الحوادثُ دونهُ
فيبعدُ عن عيني ويقربُ من فكري
إذا ذكَرتْهُ النفسُ جاشتْ لذكرهِ
كما عثَرَ السّاقي بكأسٍ من الخمر
ولم يُبْقِ لي إلاّ حُشاشَة َ مُغرَمٍ
طوى نفسَ الرَّمضاءِ في خلل الجمر
وما زلتُ ترميني اللّيالي بنبلها
و أرمي الليالي بالتجلُّدِ والصَّبرِ
و أحملُ أيّامي عل ظهرِ غادة ٍ
و تحملني منها على مركبٍ وعر
وآليتُ لا أُعطي الزّمانَ مَقادَة ً
إلى مثلِ يحيى ثمّ أغضي على وترِ
وأنْجَدَني يحيى َ على كلّ حادثٍ
و قَّلدني منه بصمصامتي عمرو
وخوَّلِني ما بينَ مَجدٍ إلى لُهى ً
و أورثني ما بينَ عقرٍ إلى عقرِ
حللتُ به في رأس غمدانَ منعة ً
و توَّجني تاجاً من العز والفخر
وما عِبتُهُ إلاّ بأنّي وصفتُهُ
وشبّهْتُهُ يوماً من الدهرِ بالقَطر
وما ذاكَ إلاّ أنّ ألسُنَنا جَرَتْ
على عادة ِ التشبيه في النظمِ والنثر
فلا تسألاني عن زماني الذي خَلا
فوالعصرِإني قبل يحيى لفي خسر
و حسبي بجذلان كأنّ خصالهُ
أكاليلُ درّ فوقَ نصل من التّبر
رقيقِ فِرِندِ الوجهِ والبِشرِ والرِّضَى
صقيلِ حواشي النفس والظرفِ والشعر
فيا ابنَ عليّ ما مدحتك جاهلاً
فإنّك لم تُعدَلْ بشَفْعٍ ولا وَتْر
ويا ابنَ عليً! دُمْ لَما أنْتَ أهْلُهُ
فأهْلٌ لعَقْدِ التاجِ دونَ بني النضر
فتى ً عندهُ البيتُ الحرامُ لآملٍ
ولي منه ما بينَ الحَجون إلى الحِجر
و لمّا حططتُ الرّحلَ دون عراصهِ
أخذتُ أمانَ الدهر من نُوَب الدهر
وكادَ نَداهُ لا يَفي بالّذي جَنى
عليَّ من الإثم المُضاعَفِ والوِزْر
وذلكَ أني كنْتُ أجْحَدُ سَيْبَه
و معروفه عندي لعجزي عن الشكر
إذا أنا لم أقدرْ على شكر فضله
فكيف بشكرِ الله في موضعِ الحشر
حَنيني إليْهِ ظاعِناً ومُخيِّماً
وليسَ حنينُ الطيرِ إلاّ إلى الوكْرِ
فما راشتِ الأملاكُ سهماً يَريشُه
و ما برتِ الأملاكُ سهماً كما يبري
فقد قيَّد الجردَ السوابقَ بالرُبى
وقطَّعَ أنفاسَ العناجيج بالبُهْر
فيا جبلاً من رحمة ِ الله باذخاً
إليه يفرُّ العرفُ في زمن النُّكر
فداؤكَ حتى البدرُ في غسق الدجى
منيراً وحتى الشمسُ فضلاً عن البدر
وما هي إلاّ الشمسُ زَفَّت إلى البدر
فهزَّتُهُ فيه ارتعادٌ من الذُّعر
لو قيل لي مَنْ في البرية ِ كلَّها
سِواكَ على علمي بها قلتُ لا أدري
ألست الذي يلقى الكتائبَ وحدهُ
ولو كُنَّ من آناءِ ليلٍ ومن فَجْرِ
ولو أنّ فيها رَدْمَ يأجوجَ من ظُبى ً
مشطبَّة ٍ أو من ردينيَّة ٍ سمر
فرِفْقاً قَليلاً أيها المِلك الرِّضى َ
بنفسكَ واتركْ منك حظاً على قدر
فذاكَ وهذا كلَّهُ أنت مدركٌ
فأشفَق على العليا وأشفق على العمر
فبالسَّعْي للعَليا يُشادُ بناؤهَا
و في اللهو ايضاً راحة ُ النفس والفكر
و من حقِّ نفسٍ مثل نفسكَ صونها
ليوم القَنا الخطِّيِّ والفتكة ِ البِكر
ولو لم تُرِحْ صِيدُ الملوكِ نفوسَها
وَنَينَ لما حُمِّلْنَ من ذلك الإصر
غَضارة ُ دنيا واعتدالُ شبيبَة ٍ
فما لك في اللذّاتِ واللهوِ من عُذر
و لا خيرَ في الدّنيا إذا لم يفز بها
مليكٌ مُفَدًّى في اقتبال من العمر
ألا انعمْ بأيّامٍ ألذَّ من المنى
تحلَّتْ بآدابٍ أرَقَّ من السِّحر
فرغتَ من المجد الذي أنتَ شائدٌ
فجُرَّ ذيولَ العيش في الزّمن النَّضْر
لَتَهدا جِيادٌ ليس تنفكُّ من سُرى ً
و يسكنُ غمضٌ ليس تنفكُّ من نفر
ومثلُك يدعو المرهَفَ العضْبَ عزمهُ
وتدعُو هواه كلَّ مُرهَفَة ِ الخَصر
و ما زلتَ تروي السيف في الرَّوعِ من دمٍ
فحقُّك أن تُرْوي الثرى من دم الخمر
و ترفلَ من دنياكَ في حللٍ خضر
وإنَّ التي زارتك في الحِذْرِ مَوْهِناً
أحقُّ المها بالخنزوانة والكبر
يودُّ هرقلُ الرّوم ذو التاجِ انّهُ
ينالُ الذي نالته من شرفِ القدر
حَباكَ بها مَن أنتَ شطرُ فؤادِهِ
وما شطرُ شيٍْ بالغنيِّ من الشطر
أخوكَ فلا عينٌ رأتْ مثلهُ أخاً
إذا ما احتبى في مجلس النهي والأمر
وقد وقعَتْ منك الهديّة ُ إذ أتَتْ
مواقعَ برد الماء من غَلَل الصدر
فمن ملكٍ سامٍ إلى ملكٍ رضى ً
تهادتْ ومن قَصرٍ مُنيفٍ إلى قَصر
فما هي إلاّ السعدُ وافقَ مطلعاً
ستنمي لك الأقيالُ من آلِ يعربٍ
ذوي الجفنات البِيضِ والأوجُه الغُرِّ
و قلتُ لمهديها إليك عقيلة ٌ
مقابلة َ الأنسابِ معرقة َ النَّجر
حبوْتَ بها من ليس في الأرض مثلُه
لجيشِ إذا اصطكَّ العرابُ ولاثغر
فيا جعفر العَلياء يا جعفرَ النّدى
و يا جعفرَ الهجاءِ يا جعفرَ النصر
لَنِعْمَ أخاً في كلِّ يوْم كريهَة ٍ
تصولُ بهِ غير الهدانِ ولا الغمر
كبدر الدجى كالشّمسِ كالفجر كالضحى
كصرف الردى كالليث كالغيث كالبحر
لَعمري لقد أُيّدتَ يومَ الوغى به
كما أُيِّدتْ كفّاكَ بالأنمل العشر
لذلك ناجى الله موسى نبيُّهُ
فنادى أن اشرح ما يضيقُ بهِ صدري
و هبْ لي وزيراً من أخي استعنْ به
وشُدَّ به أزري وأشركْه في أمري
لِنعْمَ نِظام الأمرِ والرُّتَبِ العُلى
ونعمَ قوامَ الملكِ والعسكرِ المجر
إليكَ انتمى في كلِّ مجدٍ وسوددٍ
ويكفيهِ أنْ يعزى إليكَ منَ الفخر
و خلفكَ لاقى كلَّ قرمٍ مدججٍ
ومن حِجرِك اقتاد الزمانَ على قَسر
فما جالَ إلاّ في عجاجكَ فارساً
ولا شَبَّ إلا تحتَ راياتك الحُمر
قررتَ بهِ عيناً وأنتَ اصطنعتهُ
وشِدْتَ له ما شِدتَ من صالح الذكر
فما مثلُ يحيى منْ أخٍ لكَ تابعٍ
ولا كبنيهِ من جحاجحة ٍ زهر
و لستَ أخاهُ بلْ أباهُ كفلتهُ
وآويتهُ في حالة ِ العسرِ واليسر
يودّ عليٌّ لو يرى فيهِ ما ترى
ليعلمَ آيَ النّصلِ والصارمُ الهبر
إذاً قامَ يُثْني بالذي هو أهلُهُ
عليهِ ثناءٍ واستهلَّ من الغفر
و ما كنتُ أدري قبلَ يحيى وجعفرٍ
بأنَّ ملوكُ الأرضِ تجمعُ في عصر
عجبتُ لهذا الدّهرِ جادَ بجعفرٍ
ويحيى وليسَ الجودُ من شيمِ الدهر
وما كانت الأيامُ تأتي بمثلكمْ
قديماً ولكن كنتُمُ بَيْضَة َ العُقر
وما المدحُ مدحاً في سواكم حقيقة ً
وما هو إلاّ الكفرُ أو سببُ الكفر
ولو جاد قومٌ بالنفوس سماحة ٍ
لَما منعتْكُمْ شيمة ُ الجود بالعمر
إذا ما سألتُ الله غيرَ بقائكُمْ
فلا بؤتُ بالإخلاصِ في السر والجهر
أأدعو إلهي بالسعادة ِ عندكمْ
وأنتم دَراريُّ السعود التي تَسري؟
أأبغي لديه طالباً ما كفيتَهُ
وأسألهُ السّقيا ودجلة لي تجري؟
لَعمري! لقد أجرَضْتموني بنَيلكُمْ
وحمّلتموني منهُ قاصمة َ الظّهر
أسرتُ بما أسديتمُ من صنيعة ٍ
وما خلتكمُ ترضونَ للجارِ بالأسرِ
فمهلاً! بني عَمّي وأعيانَ مَعْشَري
وأملاكَ قومي والخضارمَ من نجري
فلا تُرهِقُوني بالمزيدِ فحسبُكمْ
وحسبي لديكمْ ما ترونَ منَ الوفرِ
أسَرَّكُمُ أنّي نهضْتُ بلا قُوى ً
كما سرّكمُ أنّي اعتذرتُ بال عذرِ؟
وإنّي لأسْتَعفِيكُمُ أن ترونَني
سريعاً إلى النُّعمى بطيئاً عن الشكر
فإنْ أنا لمْ أستحي مما فعلتمُ
فلستُ بمستحيٍ منَ اللؤمِ والغدر[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ
فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ
رقم القصيدة : 10808
-----------------------------------
فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ
وأمدكمْ فلقُ الصّباحِ المسفرِ
وجَنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانَعاً
بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر
وضربتُمُ هامَ الكُماة ِ ورُعْتُمُ
بيضَ الخدودِ بكلِّ ليثٍ مخدرِ
أبني العوالي السّمهرية ِ والسيو
فِ المشرفية ِ والعديدِ الأكثرِ
منْ منكمُ الملكُ المطاعُ كأنهُ
تحتَ السَّوابعُ تبّعٌ في حمير
كلُّ الملوكِ من السروجِ سواقِطٌ
إلا المُمَلَّكَ فوق ظهرِ الأشقر
القائدَ الخيلِ العتاقِ شواذباً
خُزراً إلى لَحْظِ السِّنان الأخزر
شُعْثَ النَّواصي حَشرة ً آذانُها
قُبَّ الأياطِلِ ظامِياتِ الأنْسُر
تنبو سنابكهنَّ عنْ عفرِ الثرى
فيطأنَ في خدِّ العزيزِ الأصعر
جيشٌ تَقَدَّمهُ اللُّيوث وفوقها
كالغيلِ منْ قصبِ الوشيجِ الأسمر
وكأنّما سَلَبَ القَشاعِمِ رِيشَها
مما يَشُقُّ من العَجاج الأكدر
وكأنما اشتملتْ قناهُ ببارقٍ
متألقٍ أو عارضٍ مثعنجرِ
تمتَدّ ألسِنَة ُ الصَّواعقِ فوقَهُ
عن ظُلَّتَيْ مُزْنٍ عليه كنَهْور
ويقودهُ الليثُ الغضنفرُ معلماً
من كلِّ شَثْنِ اللِّبْدَتينِ غضنفَر
نَحَرَ القَبولَ من الدَّبورِ وسار في
جَمْعِ الهِرَقْل وعزمة ِ الاسكندر
في فِتية ٍ صَدَأُ عبيرُهم
وخَلوقُهم عَلَقُ النجيعِ الأحمر
لا يأكلُ السَّرحانُ شلو طعينهم
مما عليهِ منَ القنا المتكسِّر
أحلافُنَا مكأنَّنا منْ نِسْبَة ٍ
في عبقريِّ البِيدِ جِنّة ُ عَبْقَر
يَغشَونَ بالبِيدِ القِفارِ وإنّمَا
تلدُ السّبنتى في اليبابِ المقفر
قد جاوروا أجَمَ الضّواري حولهم
فإذا همُ زأروا بها لم تَزْأرِ
ومَشَوْا على قِطَعِ النفوسِ كأنّما
تمشي سنابكُ خيلهم في مَرمَر
قوْمٌ يبِيتُ على الحَشايا غيرُهُمْ
ومبيتهمْ فوقَ الجيادِ الضّمرِ
وتظَلُّ تسبَحُ في الدماء قِبابُهُمْ
فكأنهنَّ سفائنٌ في أبحر
فحِياضُهم من كلِّ مهجة ِ خالعٍ
وخيامُهم من كلِّ لِبدَة قَسْوَر
من كلِّ أهرتَ كالحٍ ذي لِبْدة ٍ
أو كلَّ أبيضَ واصحٍ ذي مغفرِ
حيٌ منَ الأعرابِ إلاّ أنهمْ
يردونَ ماءَ الأمنِ غيرمكدَّر
راحوا إلى أُمِّ الرِّئالِ عشية ٍ
وغَدَوْا إلى ظبْي الكثيبِ الأعفر
طَردوا الأوابِدَ في الفدافِد طَردَهم
للأعْوَجِيَّة في مجالِ العِثْيَرْ
رَكِبوا إليها يومَ لَهْوِ قنيصهمْ
في زيّهمْ يومَ الخميس المصحر
إنّا لتجمعُنا وهذا الحيَّ من
بكرٌ أذمَّة ُ سالفٍ لمْ تخفر
ولداتنا فكأننا من عنصر
اللابسينَ من الجلادِ الهبوَ ما
أغناهُمُ عن لأمَة ٍ وسَنَوَّر
لي منهمُ سيفٌ إذا جردتهُ
يوماً ضربتُ بهِ رقابَ الأعصر
وفتكتُ بالزَّمَنِ المُدجَّجِ فتْكَة َ
البَرّاضِ يومَ هجائن ابنِ المُنذر
صَعْبٌ إذا نُوَبُ الزمان استصعبتْ
متنمّرٌ للحادثِ المتنمّر
فإذا عفا لمْ تلقَ غيرَ مملَّكٍ
وإذا سطا لمْ تلقَ غيرَ معفَّر
وكفاكَ من حُبِّ السماحَة ِ أنّهَا
منهُ بموضعِ مقلة ٍ من محجرِ
فغمامهُ من رحمة ٍ وعراصهُ
من جنَّة ٍ ويمينهُ من كوثرُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> المُدْنَفانِ منَ البرِيّة ِ كلِّهَا
المُدْنَفانِ منَ البرِيّة ِ كلِّهَا
رقم القصيدة : 10809
-----------------------------------
المُدْنَفانِ منَ البرِيّة ِ كلِّهَا
جسمي وطَرْفٌ بابليٌّ أحوَرُ
والمُشرِقاتُ النّيّراتُ ثلاثة ٌ:
الشّمسُ والقمرُ المنيرُ وجعفرُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أكوكبٌ في يمينِ يحيى
أكوكبٌ في يمينِ يحيى
رقم القصيدة : 10810
-----------------------------------
أكوكبٌ في يمينِ يحيى
أم صارمٌ باتكُ الغِرارِ
حاملُهُ للمعزِّ عَبْدٌ
والسيفُ عبدٌ لذي الفَقار[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> كانت مُساءلَة ُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا
كانت مُساءلَة ُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا
رقم القصيدة : 10811
-----------------------------------
كانت مُساءلَة ُ الرُّكبانِ تُخبرُنَا
عنْ جعفر بن فلاّحٍ أطيبَ الخبرِ
ثمّ التقينا فلا والله ماسمعت
أذني بأحسن مما قد رأى بصري[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> صدقَ الفناءُ وكذبَ العمرُ
صدقَ الفناءُ وكذبَ العمرُ
رقم القصيدة : 10812
-----------------------------------
صدقَ الفناءُ وكذبَ العمرُ
وجلَ العظاتُ وبالغَ التَّذرُ
إنّا وفي آمَالِ أنفُسِنَا
طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ
لنرى بأعيُننَا مصارعنَا
لو كانتِ الألبْابُ تعتبِرُ
ممّا دهانا أنّ حاضرنا
أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ
فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا
فأكلَّهنّ العينُ والنّظرُ
لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ
ما عدَّ منها السّمعُ والبصرُ
أيُّ الحياة ِ ألذُ عيشتها
من بعدِ علمي أنّني بشر؟
خرستْ لعمرُ اللهِ ألسننا
لمّا تكلّمَ فوقنا القدرُ
هلْ ينفعني عزُّ ذي يمنٍ
وحجولهُ واليمنُ والغرّر
ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ
ولسانيَّ الصمصامة ُ الذكر
ها إنّها كأسٌ بَشِعتُ بهَا
لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر
أفنّتركُ الأيّامَ تفعل مَا
شاءتْ ولا نسطو فننتصر
هلاّ بأيدينا أسنّتنا
في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجرِ
فانبذ وشيجاً وارمِ ذا شُطبٍ
لا البِيضُ نافعة ٌ ولا السُّمُر
دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا
شذرٌ على أحكامها مذر
لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها
إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر
ما الدّهرُ إلاّ ما تحاذرهُ
هفواتهُ وهناتهُ الكبر
والليثُ لبدتهُ وساعدهُ
ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظّفُر
في كلِّ يومٍ تحتَ كلكلهِ
ترة ٌ جبارٌ أو دمٌ هدرُ
وهو المخوفُ بناتُ سطوتهِ
لو كانَ يعفو حينَ يقتدرُ
أقسمتُ لا يبقى صباحُ غدٍ
مُتَبَلِّجٌ، وأحَمُّ مُعتكِرُ
تفنى النّجومُ الزهرُ طالعة ً
والنَّيَّرانِ: الشمسُ والقَمَرُ
ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالِعِها
منظومة ً فلسوفَ تنتثرُ
ولئن سَرى الفَلَكُ المُدارُ بها،
فلسوفَ يسلمه وينفطرُ
أعقيلة َ الملكِ المشيّعها!
هذا الثَّناءُ وهذِه الزُّمَرُ
شهدَ الغمامُ وإنْ سقاكَ حياً
أنّ الغَمامَ إليكَ مُفْتَقِرُ
كم من يدٍ لكَ غيرِ واحدة ٍ
لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ
ولقدْ نزلتِ بنيّة ٍ علمتْ
ما قدْ طوتهُ فهي تفتخرُ
تَغدو عَليها الشّمسُ بازِغَة ً
فتحجُّ ناسكة ً وتعتمرُ
وتكادُ تذهلُ عنْ مطالعها
ممّا تُراوِحُها وتَبتَكِرُ
فقفوا تضرجْ ثمَّ أنفسنا
لا الصّافناتُ الجردُ العكرُ
سفحتْ دماءُ الدّارعينَ بها
حتى كأنَّ جفونهمْ ثغرُ
الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا
ما رجّعوا الذّكراتِ أو زفروا
راحوا، وقد نَضجتْ جوانحُهم
فيها قلوبهمُ وما شعروا
وحنوا على جمرٍ ضلوعهمُ
فكأنما أنفاسهمْ شررُ
ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ
المهجاتِ والعبراتِ يبتدرُ
فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ
واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا
فتقطّعتْ أغمادها قطعاً
وأتت إليهمْ وهي تعتذرُ
لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ
وبنو أبيها الأنجمُ الزّهرُ
وبَنو علّيٍ لا يُقالُ لهم:
صبراً وهمْ أسدُ الوغى الضّبرُ
إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ
أضحتْ بحيثُ الضّيغمُ الهصر
منْ ذللَ الدّنيا ووطدها
حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر
بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ
والأمُّ في الأبناءِ تُعتَقَر
تأتي الليالي دونها ولها
في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر
أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا
يَبقى وتَنْفَدُ قبلَه الصُّور
فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا
ليلاً أتاكَ الفجرُ ينفجرُ
ولقد تكون ومن بدائِعها
حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيرَ
إنّا لَنؤتَى من تَجارِبِهَا
علماً بما نأتي وما نذرُ
قسمتْ على ابنيها مكارمها
إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر
حتى تولتْ غيرَ عاتبة ٍ
لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر
من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً
قَحطانُ واستُحيَتْ لها مُضَر
صفوٌ فهينٌ بعدهُ كدر
وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ
دركاً فيومٌ واحدٌ عمرُ
ولخيرُ عيشً أنتَ لابسهُ
عيشٌ جنى ثمراتهِ الكبر
ولكُلِّ سابِقِ حلبة ٍ أمَدٌ
ولكلَّ واردِ نهلَة ٍ صَدَر
وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن
يسمو صعوداً تمّ ينحدرُ
والسيْفُ يبلى وهو صاعقة ٌ
وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر
والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحى ً
والفيُْ يحسرهُ فينحسرُ
ولقدْ حلبتُ الدّهرَ أشطرهُ
فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر
غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا
قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر
فجزعتُ حتى ليسَ بي جزعٌ
وحذرتُ حتى ليسَ بي حذر[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا
تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا
رقم القصيدة : 10813
-----------------------------------
تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا
ولو رأى رأيكم في شعرِه كفَرا
مهْلاً فلا المتنبّي بالنبيّ ولا
أعدّوا أمثالهُ في شعرهِ السورا
تهتمْ علينا بمرآه وعلّكمُ
لمْ تدركوا منهُ لا عيناً ولا أثرا
هذا على أنّكُم لم تُنصِفوه ولا
أورثتموه حميدَ الذكر إن ذُكِرا
وَيْلُمِّهِ شاعراً أخمَلْتُموه ولم
نعلمْ لهُ عندنا قدراً ولا خطرا
فقد حَمَلتُمْ عليهِ في قصائِدِهِ
وما يُضْحِكُ الثَّقَلَينِ الجِنَّ والبشَرا
صَحَّفْتُمُ اللّفظَ والمعنى عليهِ معاً
في حالة ٍ وزعمتمْ أنهُ حصرا
إذ تقسمونَ برأس العيرِ أنّكمُ
شافهتموهُ فهلْ شافهتمْ الحجرا؟
فما يقولُ لنا القرطاسُ ويلكُمُ
إنّا نَرَى عِظَة ً فيكُم ومُعتَبَرا
شعراً أحَطتُمْ بهِ عِلماً كأنّكُمُ
فاوضتم العيرَ في فحواهِ والحمرا
فلو يُصِيخُ إليكم سمْعُ قائِلِهِ
ما باتَ يعمَلُ في تحبيرِه الفِكَرا
أريتموني مثالاً من روايتكم
كالأعجميَّ أتى لا يُفصِحُ الخبَر
أصمٌ أعمى ولكنّي سهرتُ لهُ
حتى رددتُ إليهِ السّمعَ والبصرا
كانتْ معانيه ليلاً فامتعضْتُ لَهُ
حتى إذا ما بهَرنَ الشمسَ والقمرا
ضجرتمْ وأتانا من ملامكمُ
ومن معاريضكم ما يشبهُ الضجرا
تترى رسائلكمْ فيهِ ورسلكمُ
إذا أتَتْ زُمَراً أردفْتُمُ زُمَرا
فلو رأى ما دهاني من كتابكمُ
وما دها شعرهُ منكم لما شعرا
ولو حرصتم على إحياءَ مهجتهِ
كما حرَصْتُم على ديوانه نُشِرا
هبوا الكتابَ رددناهُ برمتهِ
فمنْ يردُ لكم أذهانه أخرا؟
لئن أعدْتُ عليكُم منْهُ ما ظَهَرا
فما أعَدْتُ عليكُمْ منْه ما استترا
أعَرْتُموني نفسياً منه في أدَمٍ
فمنَ لكم أن تعاروا البحثَ والنظرا؟[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وليلٍ بتُّ أسقاها سلافاً
وليلٍ بتُّ أسقاها سلافاً
رقم القصيدة : 10814
-----------------------------------
وليلٍ بتُّ أسقاها سلافاً
معتقة ً كلون الجلنار
كأن حبابها خرزاتُ درٍّ
عَلَتْ ذَهَباً بأقْداحِ النُّضَارِ
بكفِ مقرطقٍ يزهى بردفٍ
يضيقُ بحَملِهِ وُسعُ الإزار
أقمتُ لشربها عبثاً وعندي
بناتُ اللهو تعبثُ بالعقار
ونجمُ الليلِ يركضُ في الدّياجي
كأنّ الصُّبْحَ يطلبُهُ بثار[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وذي نِجادٍ هِرَقْلّيٍ يُشَرِّفُهُ
وذي نِجادٍ هِرَقْلّيٍ يُشَرِّفُهُ
رقم القصيدة : 10815
-----------------------------------
وذي نِجادٍ هِرَقْلّيٍ يُشَرِّفُهُ
كأنهُ أجلٌ يسطو بهِ قدرُ
كأنّما مَسَحَ القَينُ الجري به
كفاً وقد نهشتهُ حية ٌ ذكر[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وبنتِ أيكٍ كالشبابِ النّضر
وبنتِ أيكٍ كالشبابِ النّضر
رقم القصيدة : 10816
-----------------------------------
وبنتِ أيكٍ كالشبابِ النّضر
كأنّها بينَ الغُصُونِ الخُضْرِ
جنانُ بازٍ أو جنانُ صقرِ
قد خلّفتهُ لقوة ٍ بوكرِ
كأنّما مجَّتْ دماً منْ نَحرِ
أو نشأتْ في تُرْبة ٍ من جمر
أو رَوِيَتْ بجَدْوَلٍ من خمْرِ
لو كفَّ عنها الدهرُ صَرْفَ الدهر
جاءت بمثل النهدِ فوق الصدرِ
تفترُّ عن مثلِ اللثاتِ الحمر
في مثلِ طعم الوصلِ بعدَ الهجرِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وذي شُطَبٍ قد جَلَّ عن كلِّ جوهرٍ
وذي شُطَبٍ قد جَلَّ عن كلِّ جوهرٍ
رقم القصيدة : 10817
-----------------------------------
وذي شُطَبٍ قد جَلَّ عن كلِّ جوهرٍ
فليس له شَكلٌ وليس له جِنسُ
كما قابلتْ عينٌ من اليمِّ لجّة ً
وقد نحرتها من مطالعها الشمسُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> سقتني الخمرَ بعيني قاتلي
سقتني الخمرَ بعيني قاتلي
رقم القصيدة : 10818
-----------------------------------
سقتني الخمرَ بعيني قاتلي
لا يلاقي منكِ مثلي عطشا
أحبَاباً ما أرى في الكأس أمْ
صنع المزجُ عليها حنشا؟
باتَ ساقيها كراقي حَيّة ٍ
فإذا مدّ يميناً نهشا
لا تقلْ عذّرَ من تيمني
إنّما طرَّزَ باسمي وَوَشَى
إنما خطَّ على عارضهِ
مثلَ ما في خاتمي قدْ نقشا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قد أكملَ الله في ذا السيفِ حِلْيَتَهُ
قد أكملَ الله في ذا السيفِ حِلْيَتَهُ
رقم القصيدة : 10819
-----------------------------------
قد أكملَ الله في ذا السيفِ حِلْيَتَهُ
واختالَ باسم معزَّ الدين مُنتَقَشا
كأنّ أفعى سَقَتْ فولاذَه حُمَة ً
وألبستْ جلدهُ من وشيها نمشا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أحببْ به قنصاً إلى متقنصِ
أحببْ به قنصاً إلى متقنصِ
رقم القصيدة : 10820
-----------------------------------
أحببْ به قنصاً إلى متقنصِ
وفريصة ً تُهدى إلى مُستفرِصِ
من أين هذا الخشفُ جاذبَ أحبلي
فلأفحصنّ عنه وإن لم يفحصِ
بل طيفُ نازحة ٍ تصرّمَ عهدها
إلاّ بقايا ودٍّها المستخلص
تدنيكَ من كبدٍ عليكَ عليلة ٍ
و تمدُّ من جيدٍ إليكَ منصَّص
شَعثاءُ تَسري في الكرَى بمحاجِرٍ
لم تكتحل وغدائرٍ لم تعقص
ثَقُلَتْ روادفُها وأُدمَجَ خَصرُها
فأتتكَ بينَ مفعَّمٍ ومخمَّصْ
ما أنتَ من صلتانَ يهدي أينقاً
خوصاً بنجمٍ في الدُّجنَّة ِ أخوص
و يميلُ قمّتهُ النُّعاسُ كأنّهُ
في أُخرَياتِ الليّل ذِفرَى أوقَص
و الفجرُ من تلك الملاءة ِ ساحبٌ
و الليلُ في منقدِّ تلك الأقمص
قد باتَ يَمطُلُني سِناً حتى إذا
عجلَ الصّباحُ به فلم يتربَّص
ألقى مؤلَّفة َ النجوم قلائداً
من كلِّ إكلِيلٍ علية مفصَّص
من يذعرُ السِّرحانَ بعد ركائبي
أو من يصي ليل التّمام كما أصي
ذرني وميدانَ الجيادِ فإنّما
تُبْلى السوابقُ عندَ مَدِّ المِقبَص
لُقّيتُ نعْماءَ الخُطوب وبُؤسَهَا
و سبكت سبكَ الجوهر المتخلّص
فإذا سَعَيْتُ إلى العُلى لم أتّئِدْ
وإذا اشترَيْتُ الحمدَ لم أسترْخصِ
شارفْت أعنانَ السّماءِ بهِمّتي
ووطِئتُ بَهْرامَ النجوم بأخمَصي
مَن كان قَلبي نصلُهُ لم يَهتَبِلْ
أو كان يحيى ردأه لم ينكص
يا أيّها التالي كتابَ سَماحِهِ
هو ذلك القَصَص المعَلّى فاقصص
قلْ في نوالٍ للزّمانِ مبخَّلٍ
قل في كمالٍ للورى مستنقص
رُدّي عليه يا غمامَة ُ جُودَه
أو أفرديه بالمحامد واخصصي
متهلِّلٌ والعرفُ ما لم تجلهُ
بالبِشْرِ كالإبريزِ غيرَ مُخَلَّص
لا تدَّعي دعوى أتتكِ تكذُّباً
كتكذُّبي وتخرُّصاً كتخرّصي
خَطَبَتْ مآثِرَهُ المُلوكُ تعلّماً
فنَبَتْ عن المعْنى البعيدِ الأعْوَص
يا مشرفيُّ استجدْ له من بينهمْ
ياباطلُ ازهقْ يا حقيقة ُ حَصْحِصيْ
عشيتْ به مقلُ الكماة ِ فلو سرى
كردوسة ٌ في ناظرٍ لم يشخص
أمختَّماً منهمْ بقائمِ سيفهِ
وموَشَّحاً بنِجادِهِ المتقلِّص
نيل الكواكبِ رمتَ لا نيل العلى
فزِدِ المكارِمَ بَسْطة ً أو فانقُص
للهِ دَرُّ فَوارِسِ أزدِيّة ٍ
أقْبَلْتَهَا غيرَ البِطانِ الحُيَّص
يتبسَّمونَ إلى الوغى فشفاهمُ
هُدّلٌ إلى أقْرانِهِمْ لم تَقْلِص
ذرنا من اللّيثِ الذي زعموا فهل
جرَّبتَهُ في معركٍ أو مَقْنَص؟
ما هاجهُ أنْ كنتَ لم تنحتْ لهُ
ظفراً وما خطبُ الفريص المفرص
هجَرَتْ يدايَ النصْلَ إن لم أنبعِثْ
بمبحِّثْ عن شأنه ومفحِّص
نظمَتْ معاني المجدِ فيك نفُوسَها
بأدقَّ من معنى البديعِ وأعوص
لو كنتَ شمسَ غمامة ٍ لم تنتقبْ
أو كنتَ بدرَ دجنَّة ٍ لم تنقص
إن كان جرْماً مثلُ شكري فاغتفِرْ
أو كان ذنْباً ما أتَيْتُ فمَحِّص
تَفّديكَ لي يومَ الأسِنّة ِ مُهْجَة ٌ
لم تَظْمَ عندك في حشاً لم تَخمَص
أبَني عليٍّ! لا كفَرْتُ أيادياً
أغلَيْتَني في عصرِ لؤم مُرْخِصِ
جاورتُكم فَجرتمُ من أعظُمي
ووصلتمُ من ريشيَ المتحصِّص
لا جادَ غيرَكمُ السحابُ فإنّكُمْ
كنتمْ لذيذَ العيشِ غيرَ منفَّص
كم في سرادقِ ملككم من ماجدٍ
عممٍ وفينا منْ وليٍّ مخلص
قد غصَّ بالماءِ القراحِ وكان لوْ
يسقى المثمَّلُ عندكم لم يغصص
وإذا استكانَ منَ النّوَى وعذابِها
فإلى لسانٍ في الثناء كمفرص
صنعٌ يؤلَّفُ من نظامِ كواكبٍ
طلعتْ لغيرِ كثيّرٍ والأحوص
مُتبلَّجاتٌ قيل في أزدِيَّهَا
ما قيل في أسْدِيّة ِ ابنِ الأبرص
هل ينهنّي إنْ حرصتُ عليكمُ
فأتَى على المقدار من لم يحرِص
من قال للشَّعرى العَبور كذا اعبُري
كرهاً وقال لأختها الأخرى اغمصي[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ
ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ
رقم القصيدة : 10821
-----------------------------------
ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ
ما كان أحْسَنَهُ لو كان يُلتَقَطُ
بينَ السّحابِ وبينَ الريحِ ملحمة ٌ
قعاقعٌ وظبى ً في الجوِّ تخترطُ
كأنّهُ ساِخطٌ يَرضى على عَجَلٍ
فما يدومُ رضى ً منه ولا سخط
أهْدى الرّبيعُ إلينا روضة ً أُنُفاً
كما تنفّسَ عن كافورهِ السَفط
غمائمٌ في نواحي الجوَّ عاكفَة ٌ
جَعْدٌ تَحَدَّرَ منها وابلٌ سَبِط
كأنّ تهتانها في كلِّ ناحية ٍ
مَدٌّ من البحرِ يعلو ثم ينهبط
والبَرْق يَظهرُ في لألاءِ غرَّتِهِ
قاضٍ من المُزْنِ في أحكامه شَطط
وللجَديَدينِ من طُولٍ ومن قِصَرٍ
حبلانِ منقبضٌ عنّا ومنبسط
والأرْضُ تبسُطُ في الثرى وَرَقاً
كما تنشَّرُ في حافاتها البسطُ
والرّيحُ تَبعَثُ أنفاساً مُعَطَّرَة ً
مثلَ العبيرِ بماءِ الوَرد يختلِط
كأنّما هي أنفاسُ المعزِّ سرتْ
لا شُبْهَة ٌ للنّدى فِيهَا ولا غَلَط
تاللهِ لو كانت الأنواء تشبهه
ما مَرَّ بُؤسٌ على الدّنْيا ولا قَنَط
شَقّ الزمانُ لنا عن نورِ غُرّتِهِ
عن دولة ٍ ما بها وهنٌ ولا سقط
حتّى تسلَّطَ منهُ في الورى ملكٌ
زينتْ بدولتهِ الأملاك والسُّلط
يختطُّ فوق النُّجوم الزُّهرِ منزلة ً
لم يدنُ منها ولم يقرنْ بها الخططْ
إمامُ عدلٍ وفى في كلِّ ناحية ٍ
كما قضَوْا في الإمامِ العدلِ واشترطوا
قد بانَ بالفضلِ عن ماضٍ ومؤتَنِفٍ
كالعِقدِ عن طرَفَيْه يفضُلُ الوسَط
لا يغتدي فرحاً بالمالِ يجمعهُ
و لا يبيتُ بدنيا وهو مغتبط
لكنّهُ ضدُّ ما ظنَّ الحسودُ بهِ
وفوقَ ما ينتهي غالٍ ومنبِسط
يزري بفيض بحارِ الأرض لو جمعتْ
بنان راحتهِ المُغلَولِبُ الخَمِط
وجْهٌ بجَوْهَرِ ماء العرْش متّصِلٌ
عِرْقٌ بمحض صريحِ المجد مرتبط
شمسٌ من الحقّ مملوءٌ مطالِعُها
لا يهتدي نحوها جورٌ ولا شطط
يروِّعُ الأسدَ منه في مكامنها
سيفٌ له بيمينِ النّصرِ مخترط
خابتْ أُميّة ُ منه بالّذي طلبَتْ
كما يخيبُ برأسِ الأقرعِ المشط
و حاولوا من حضيض الأرض إذ غضبوا
كوكباً عن مرامي شأوها شحطوا
هذا وقد فَرّقَ الفُرقانُ بينكما
بحيْثُ يفترِقُ الرِّضْوانُ والسَخط
الناسُ غيركُمُ العُرقوبُ في شرَفٍ
وأنْتُمُ حيْث حَلَّ التْاجُ والقُرُط
ولستُ أشكُو لنفْسي في مودَّتِكُم
لأنّكمْ في فؤادي جيرة ٌ خلط
يا أفضَلَ الناس من عُرْبِ ومن عَجَمٍ
و آلِ أحمدَ إن شبّوا وإن شمطوا
ليهنكَ الفتحُ لا أنّي سمعتُ بهِ
و لا على اللّه فيما شاءَ أشترط
لكن تفاءلْتُ والأقدارُ غالبَة ٌ
و اللّهُ يبسطُ آمالاً فتنبسط
ولستُ أسألُ إلاّ حاجَة ً بَلَغَتْ
سؤلَ الإمام بهاالرُّكّاضة ُ النُّشط
من فوْقِ أدهَمَ لا يَجتازُ غايَتَهُ
نجمٌ من الأفقِ الشمسيِّ منخرط
يَحْتَثُّهُ راكبٌ ضاقَتْ مذاهبُهُ
بادي التشحُّبِ في عُثْنُونِه شَمَط
إنّ الملوكَ إذا قيسوا إليكَ معاً
فأنتَ من كثرة ٍ بحرٌ وهم نقط[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أرقتُ لبرقٍ يستطيرُ له لمعُ
أرقتُ لبرقٍ يستطيرُ له لمعُ
رقم القصيدة : 10822
-----------------------------------
أرقتُ لبرقٍ يستطيرُ له لمعُ
فعصفرَ دمعي جائلٌ من دمي ردعُ
ذكرتكَ ليلَ الركبِ يسري ودوننا
على إضمٍ كثبانُ يبرينَ فالجزع
و للّه ما هاجتْ حمامة ُ أيكة ٍ
إذا أعلنتْ شجواً أسرَّ لها دمع
تداعتْ هديلاً في ثيابِ حدادها
فخفِّضَ فرعٌ واستقلَّ بها فرع
و لم أدرِ إذ بثّتْ حنيناً مرتَّلاً
أشَدْوٌ على غُصْنِ الأراكة ِ أم سَجْع
خليليَّ! هبّا نصطبحها مدامة ً
لها فَلَكٌ وَتْرٌ به أنجُمٌ شَفْع
تَلِيّة ِ عامٍ فُضَّ فيه خِتامُهَا
خلا قبلهُ التسعون في الدَّنِّ والتسع
إذا أبدَتِ الأزْبادَ في الصَّحن راعَنا
بِرازُ كميِّ البأسِ من فوقه دِرع
سأغدوا عليها وهي إضريجُ عَندَمٍ
لها منظرٌ بدعٌ يجئُ به بدع
و أتبعُ لهوي خالعاً ويطيعني
شبابٌ رطيبٌ غُصْنُهُ وجنى ً يَنْع
لعمرُ اللّيالي ما دجى وجهُ مطلبي
ولاضاق في الأرض العريضة لي ذرْع
وتعرفُ مني البيدُ حرقاً كأنَّما
توغّلَ منهُ بينَ أرجائها سمع
وأبيضَ محْجوبِ السُّرادقِ واضِحٍ
كبدر الدجى للبرق من بشره لمع
إذا خرسَ الأبطالُ راقكَ مقدماً
بحيثُ الوشيجُ اللَّدنُ تعطفُ والنَّبع
وكلُّ عمِيمٍ في النّجادِ كأنَّمَا
تمطّى بمتنيهِ على قرنهِ جذع
إلى كلّ باري أسهمٍ متنكبٍ
لهنَّ كأنّ الماسِخِيَّ له ضِلع
تشكّى الأعادي جعفراً وانتقامهُ
فلا انجلتِ الشكوى ولا رئبَ الصَّدع
و لمّا طغوا في الأرض أعصرَ فتنة ٍ
وكان دبيبَ الكفر في الدولة الخَلع
سموتَ بمجرٍ جاذبَ الشمسَ مسلكاً
و ثارَ وراءَ الخافقينِ له نقع
فألقَى بأجْرَامٍ عليهِمْ كأنّمَا
تكفّتْ على أرضٍ سمواتها السَّبع
كتائبُ شلّتْ فابذعرّتْ أميَّة ٌ
فأوْجُهُهَا للخزي أُثفِيّهٌ سُفع
فمهْلاً عليهم! لا أبَا لأبِيهِمِ
فللّهِ سهمٌ لا يطيشُ له نزع
ألا ليتَ شعري عنهمُ أملوكهمْ
تُدبِّرُ ملكاً أمْ إماؤهمُ اللُّكع
تجافوا عن الحصن المشيدِ بناؤهُ
وضاقَ بهم عن عزم أجنادهم وُسْع
وقد نَفِدَتْ فيه ذخائرُ مُلكهم
تعفّى فما قلنا سقيتَ غمامة ً
و لا أنعمْ صباحاً بعدهم أيها الرَّبع
و راحَ عميدُ الملحدينَ عميدهم
لأحشائهِ من حرِّ أنفاسهِ لذع
فقُل لمُبِينِ الخسْرِ رأيتَ مَا
تَراءتْ له الرايات تَخفِقُ والجَمْع
تشرَّفتَ من أعلامها ودعوتهُ
فخرَّ ملبّي دعوة ٍ ما له سمع
أظَلَّكَ من دَوح الكنَهْبلِ يا فَقْع
و تلك بنو مروانَ نعلاً ذليلة ً
لواطئِ أقدامٍ وأنتَ لها شسع
و لو سرقوا أنسابهم يومَ فخرهم
و نزوتهم ما جاز في مثلها القطع
لأجفَلَ إجفالاً كنَهورُ مُزْنِهِم
فلم يبقَ إلاّ زبرجٍ منه أو قشع
أبا أحمدَ المحمودَ لا تكفرَنّ مَا
تقلّدتَ وليشكرْ لك المنُّ والصُّنع
هي الدولة ُ البيضاء فالعفو والرّضَى
لمقتبلٍ أو السّيفُ والنِّطع[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> رأيْتُ بعيني فوقَ ما كنتُ أسمعُ
رأيْتُ بعيني فوقَ ما كنتُ أسمعُ
رقم القصيدة : 10823
-----------------------------------
رأيْتُ بعيني فوقَ ما كنتُ أسمعُ
و قد راعني يومٌ من الحشرِ أروعُ
غداة َ كأنّ الأفقَ سدّ بمثلهِ
فعادَ غروبُ الشمسِ من حيثُ تطلع
فلمْ أدرِ إذ سلَّمت كيفَ أُشيِّعُ
و لم أدرِ إذ شيّعتُ كيفَ أودِّع
وكيف أخوض الجيشَ والجيشُ لُجّة ٌ
وإنّي بمن قد قاده الدهرَ مولَع
وأين ومالي بين ذا الجمع مسلكُ
ولا لجوادي في البسيطة موضع
ألا إنّ هذا حشدُ من لم يذقْ لهُ
غرارَ الكرى جفنٌ ولا بات يهجع
نصيحتهُ للملكِ سدّتْ مذاهبي
و ما بين قيدِ الرُّمحِ والرُّمحُ إصبع
فقد ضرعتْ منه الرّواسي لما رأتْ
فكيف قلوب الإنس والإنس أضرع
فلا عسكرٌ من قبلِ عسكرٍ جوهرٍ
تخبُّ المطايا فيه عشراً وتوضع
تسيرُ الجبالُ الجامداتُ بسَيرِهِ
و تسجدُ من أدنى الحفيفِ وتركعُ
إذا حَلّ في أرضٍ بناها مَدائِناً
و إن سار عن أرضٍ ثوتْ وهي بلقع
سموتُ لهُ بعد الرّحيلِ وفاتني
فأقسمتُ ألاَ لاءمَ الجنبَ مضجع
فلمّا تداركتُ السُّرادقَ في الدّجى
عَشَوْتُ إليْه والمشاعلُ تُرفَع
فتخرقُ جيبَ المزن والمزنُ دالحٌ
وتُوقِدُ موجَ اليَمِّ واليَمُّ أسفَع
فبِتُّ وباتَ الجيشُ جَماً سميرُهُ
يُؤرِّقُني والجِنُّ في البِيدِ هُجّع
ولله عَيْنَا مَنْ رآه مُقَوِّضاً
ولاحَتْ مع الفَجرِ البَوارقُ تَلمع
وأوحَتْ إلينا الوَحشُ ما الله صانِعٌ
بنا وبكم من هول ما نتسمّع
و لم تعلمِ الطيرُ الحوائمُ فوقنا
إلى أين تستذري ولا أين تفزّعُ
إلى أنْ تَبَدّى سيْفُ دولة ِ هاشمٍ
على وجههِ نورٌ من اللّه يسطع
كأنّ ظِلالَ الخفِقاتِ أمامَهُ
غمائِمُ نَصْرٍ الله لا تَتَقَشّع
كأنّ السيوفَ المُصْلَتاتِ إذا طَمَتْ
على البرِّ بحرٌ زاخرُ الموجِ مترع
كأنّ أنابيبَ الصِّعادِ أراقمٌ
تَلَمَّظُ في أنيابِها السمُّ مُنقَع
كأنّ العِتاقَ الجُرْدَ مجْنوبَة ً لَهُ
ظباءٌ ثنتْ أجيادها وهي تتلع
كأنّ الكماة َ الصِّيدَ لمّا تغشمرتْ
حواليهِ أسدُ الغيلِ لا تتكعكع
فتَخرُقُ جَيبَ المُزْنُ دالِحٌ
سيولُ نداهُ أقبلتْ تتدفّع
كأنّ سِراع النُّجْبِ تُنشَرُ يَمْنَة ً
على البيدِ آلٌ في الضّحى يترفّع
كأنّ صِعابَ البُختِ إذ ذُلِّلَتْ لهُ
أسارى ملوكٍ عضَّها القدُّ ضرَّع
كأنّ خلاخِيلَ المطايا إذا غدتْ
تَجَاوَبُ أصْداءُ الفَلا تترّجّع
يُهٍيِّجُ وَسواسُ البُرِينَ صَبابَة ً
عليها فتغرى بالحنينِ وتولع
لقد جَلّ مَن يَقتادُ ذا الَخلقَ كلَّه
و كلٌّ له من قائمِ السيفِ أطوع
تَحُفُّ به القُوّادُ والأمرُ أمرُهُ
ويَقدُمهُ زِيُّ الخِلافة ِ أجمَع
ويَسحَبُ أذيالَ الخِلافَة ِ رادِعاً
به المسكُ من نشرِ الهدى يتضوّع
له حُلَلُ الإكرامِ خُصَّ بفضلها
نَسائجَ بالتِّبْرِ المُلمَّعِ تَلمَع
بُرودُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ بُرودُه
كساهُ الرِّضى منهنَّ ما ليس يخلع
و بين يديهِ خيلهُ بسروجهِ
تُقادُ عليهِنَّ النُّضَارُ المُرصَّع
وأعْلامُهُ مَنْشُورَة ٌ وقِبابُهُ
و حجّابهُ تدعى لأمرٍ فتسرع
مليكٌ ترى الأملاكَ دونَ بساطهِ
و أعناقهم ميلٌ إلى الأرض خضَّع
قِياماً على أقدامِهَا قد تَنَكَبّتْ
صوارمها كلُّ يطيعُ ويخضع
تَحِلُّ بيوتُ المالِ حيثُ يَحِلُّهُ
و جمُّ العطايا والرِّواقُ المرفَّع
إذا ماجَ أطنابُ السُّرادقِ بالضُّحى
وقامَتْ حَواليْهِ القَنا تتَزَعْزَع
وسَلَّ سيوفَ الهند حول سريره
ثمانون ألفاً دارعٌ ومقنَّع
رأيتُ منِ الدنيا إليه منوطة ٌ
فيمضي بما شاء القضاءُ ويصدع
و تصحبهُ دارُ المقامة حيثما
أناخَ وشملُ المسلمينَ المجمّع
و تعنو له الساداتُ من كلِّ معشرٍ
فلا سيّدٌ منه أعزُّ وأمنعُ
فللّه عينا من رآه مخيّماً
إذا جمَعَ الأنصارَ للإذنِ مجُمَع
و أقبلَ فوجٌ بعد فوجٍ فشاكرٌ
له أو سؤولٌ أو شفيعٌ مشفَّعْ
فلم يفْتَأُوا من حُكم عدلٍ يَعُمُّهُمْ
و عارفة ٍ تسدى إليهم وتصنع
يسوسُهُمُ منْهُ أبٌ متَكَفِّلٌ
برعي بنيهِ حافظٌ لا يضيِّع
فسِتْرٌ عليهم ففي الملِمّاتِ مُسْبَلٌ
وكَنْزٌ لهم عند الأئمّة مُودَع
بَطيءٌ عن الأمرِ الذي يرهونَهُ
عَجُولٌ إليهِمْ بالنَّدى مُتَسَرِّع
و للّه علينا منْ رآه مقوِّضاً
إذا جعلتْ أولى الكتائبِ تسرع
و نودي بالتّرحال في فحمة ِ الدجى
فجاءتهُ خيلُ النّصرِ تردي وتمزع
فلاحَ لها من وجهِهِ البدرُ طالعاً
وفي خَدّهِ الشِّعْرَى العَبورُ تَطَلّع
و أضحى مردَّى ً بالنِّجادِ كأنّهُ
هزبرُ عرينٍ ضمّ جنبيهِ أشجع
فكبّرتِ الفرسانُ للّهِ إذ بدا
و ظلّ السّلاحُ المنتضى يتقعقع
وحفَّ بهِ أهلُ الجِلادِ فمقُدمٌ
و ماضٍ وإصليتٌ وطلقٌ وأروع
و عبَّ عبابُ الموكبِ الفخم حولهُ
وزَفّ كما زَفّ الصّباحُ المُلَمَّع
و ثار بريّا المندليِّ غبارهُ
و نشِّرَ فيه الروض والروض موقع
و قد ربّيتْ فيهِ الملوكُ مراتباً
فمن بين متبوعٍ وآخرَ يتبع
ويقدُمُهَا منْه العزيزُ الممنَّع
و ما لؤمتْ نفسٌ تقرُّ بفضلهِ
لقد فازَ منهُ مشرقُ الأرضِ بالّتي
تفيضُ لها من مغربِ الأرضِ أدمع
ألا كلُّ عَيشٍ دونَهُ فمحرَّمٌ
و كلُّ حريمٍ بعده فمضيَّع
وإنّ بِنا شوقاً إليْهِ ولَوعَة ً
تكادُ لها أكيادنا تتصدّع
و لكنما يسلي من الشوقِ أنّهُ
لنا في ثغورِ المجدِ والدِّين أنفع
و أنّ المدى منه قريبٌ وأنّنا
إليه من الإيماء باللّحظِ أسرَع
فسِرْ أيها المَلْكُ المُطاعُ مُؤيَّداً
فللدّينِ والدنيا إليك تطلُّعُ
و قد أشعرتْ أرضُ العراقينِ خيفة ً
تكادُ لها دارُ السّلام تضعضع
وأعطَتْ فلسطينُ القِيادَ وأهلها
فلم يبقَ منها جانبٌ يتمنّع
وما الرّملَة ُ المقصورة ُ الحَظوِ وحدها
بأوّلِ أرضٍ ما لها عنك مفزع
وما ابنُ عُبَيد اللّهِ يدعوكَ وحدَهُ
غداة َ رأى أن ليسَ في القوس منزع
بل الناس، كلُّ الناسِ يدعوك، غيرَه،
فلا أحدٌ إلاّ يذلُ ويخضع
وإنّ بأهلِ الأرضِ فقراً وفاقة ً
إليك وكلُّ النّاس آتيك مُهّطِع
ألا إنّما البرهانُ ما أنتَ موضِحٌ
من الرأيِ والمقدارُ ما أنتَ مزمع
رحلتَ إلى الفُسطاطِ أيمنَ رِحْلَة ٍ
بأيمنِ فالٍ في الذي أنتَ مجمع
و لمّا حثثتَ الجيشَ لاحَ لأهلهِ
طريقٌ إلى أقصى خرسانَ مهيع
إذا استقبَلَ الناسُ الرّبيعَ وقد غَدَتْ
مُتونُ الرُّبَى في سُندُسٍ تتلفّع
وقد أخضَلَ المُزْنُ البلادَ ففُجِّرَتْ
ينابيعُ حتى الصّخْرُ أخضَلُ أمرَع
و أصبحتِ الطُّرقُ التي أنتَ سالكٌ
مُقدَّسَة َ الظُّهْرانِ تُسقى وتُربَع
و قد بسطتْ فيها الرياضُ درانكاً
من الوشيِ إلاّ أنّها ليس تُرقعَ
وغَرّدَ فيها الطيرُ بالنَصْرِ واكتَسَتْ
زرابيَّ من أنوارها لا توشَّع
سقاها فروّاها بك الله آنِفاً
فنِعْمَ مَرَادُ الصّيْفِ والمُتَرَبَّع
و ما جهلتْ مصرٌ وقد قيل من لها
بأنّكَ ذاك الهِبْرِزِيُّ السَّمَيذع
و أنّك دون الناس فاتحُ قفلها
فأنتَ لها المرجوُّ والمتوقَّع
فإنْ يكُ في مصرٍ رجالُ حلومِهَا
فقد جاءهم نيلٌ سوى النيلِ يهرع
ويمّمَهُمْ مَنْ لا يَغيرُ بنعْمَة ٍ
فيسلبهمْ لكن يزيدُ فيوسع
و لو قد حططتَ الغيثَ في عقرِ دارهمْ
كشَفتَ ظلامَ المَحْلِ عنهم فأمرعوا
وداويتَهم من ذلك الدّاءإنّهُ
إلى اليوّمِ رِجْزٌ فيهمُ ليس يُقْلِع
و كفكفتَ عنهم من يجور ويعتدي
وأمّنْتَ منهم من يخافُ ويجْزَع
إذاً لرأوا كيفَ العطايا بحقّها
لسائلِها منهُمْ وكيْفَ التبرُّع
وأنساهمُ الإخشِيدَ مَن شِسْعُ نَعلِهِ
أعزُّ من الإخشيدِ قدْراً وأرفَع
سيعلمُ مَن ناواك كيف مصيرُهُ
ويُبْصِرُ مَن قارعتَهُ كيفَ يُقْرَع
إذا صلتَ لم يكرمْ على السيفِ سيّدٌ
و إن قلتَ لم يقدمْ على النطق مصقع
تقيك اللّيالي والزمانُ وأهلهُ
ومُصْفِيكَ مخْضَ الودَ والمُتصَنِّع
وأنتَ امرُؤ بالسّعي للملك مُولَع
تعبتَ لكيما تعقبَ الملكَ راحة ً
فمَهْلاً! فِداكَ المستريحُ المُوَدِّع
فأشفقْ على قلبِ الخلافة ِ إنّهُ
تحمَّلتَ أعباءَ الخلافة ِ كلّها
وغيرُكَ في أيّام دُنْياهُ يَرَتع
فو اللهِ ما أدري أصدركَ في الذي
تُدَبّرهُ أم فضّلُ حلمك أوسع
نصحتَ الإمامَ الحقَّ لمّا عرفتهُ
و ما النُّصحُ إلاّ أن يكونَ التّشيُّعُ
فأنتَ أمينُ اللّهِ بعد أمينهِ
و في يدكَ الأرزاقُ تعطي وتمنع
سموتَ من العليا إلى الذُّروة الّتي
تُرى الشمسُ فيها تحت قدرِكَ إل
إلى غاية ٍ ما بعدها لكَ غاية ٌ
وهل خلفَ أفلاكِ السموات مطلع
إلى أينَ تَبغي، ليس خَلفك مَذهبٌ
ولا لجوادٍ في لحاقك مطمع[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قد سَار بي هذا الزّمانُ فأوجَفَا
قد سَار بي هذا الزّمانُ فأوجَفَا
رقم القصيدة : 10824
-----------------------------------
قد سَار بي هذا الزّمانُ فأوجَفَا
و محا مشيي من شبابي أحرفا
إلاّ أكُنْ بَلَغَتْ بيَ السّنُّ المَدى
فلقد بلغتُ من الطّريقِ المنصفا
فأمّا وقد لاحَ الصّباحُ بلمَّتي
وانجابَ ليلُ عَمايَتي وتكشَّفا
فلئنْ لهَوْت لألهُونَّ تصنُّعاً
ولئن صَبَوْتُ لأصْبُوَنَّ تكلُّفا
ولئن ذكرْتُ الغانياتِ فخَطرة ٌ
تعتادُ صبّاً بالحسانِ مكلَّفا
فلقد هززتُ غصونها بثمارها
وهَصَرْتُهُنّ مهَفْهَفاً فمهفهفا
والبان في الكُثبانِ طَوْعُ يدي إذا
أومأتُ إيماءً إليْهِ تعطَّفَا
ولقد هززتث الكأسَ في يدِ مثلها
وصحوتُ عمّا رقّ منها أو صفا
فرددتها من راحتيهِ مزّة ً
و شربتها من مقلتيهِ قرقفا
ما كان أفتكني لو اخترطتْ يدي
من ناظِرَيْكِ على رقيبِكِ مرْهَفا
و خدورِ مثكِ قد طرقتُ لقومها
متعرَّضاً ولأرضها متعسِّفا
بأقَبَّ لا يَدَعُ الصّهيلَ إلى القَنا
حتى يلوكَ خِطامَها المتقصِّفا
يسري فأحسبُ عناني قائفاً
متفرِّساً أو زاجِراً متعيِّفا
يرمي الأنيسَ بعسمعيْ وحشيّة ٍ
قد أوجسا من نبأة ٍ فتشوَّفا
فتقدَّما وتنصّبا وتذلّقا
وتلطّفَا وتشرّفَا وتحرّفَا
و تكنّفاني ينفصانِ ليَ الدّجى
فإذا أمنت ترصّدُا فتخوّفا
فكأنّما وقع الصّريخُ إليهِما
بحصارِ أنطاكيّة ٍ فاسترجفا
ثغرٌ أضاعَ حريمهُ أربابهُ
حتى أهينَ عزيزهُ واستضعفا
يصلُ الرّنينَ إلى الرّنينِ لحادثٍ
يربدُّ منه البدرُ حتى يُكسَفا
ما لي رأيتُ الدِّينَ قَلّ نَصيرُهُ
بالمَشرِقَينِ وذلَّ حتى خُوِّفَا؟
يا للزّمانِ السَّوءِ كيف تصرّفا
من كلِّ مسودّ الضَّميرِ قد انطوى
للمسلمينَ على القِلى وتَلَفَّفا
عُبْدانُ عُبْدانٍ وتبّع تُبّعٍ
فالفاضلُ المفضولُ والوجه القَفا
أسَفي على الأحرارِ قَلّ حِفاظُهم
إن كان يُغني الحُرَّ أن يتأسّفا
لا يُبْعِدَنَّ اللّهُ إلاّ مَعْشَراً
أضحوا على الأصنامِ منكم عكَّفا
هلاّ استعانَ بأهلِ بيتِ محمّدٍ
من لم يجدْ للذُّلِّ عنكمْ مصرفا
يا ويلكمْ أفما لكم من صارخٍ
إلاّ بثغرٍ ضاعَ أو دينٍ عفا
فمدينَة ٌ من بعد أُخرى تُستَبَى
و طريقة ٌ من بعد أخرى تقتفى
حتى لقد رَجَفَتْ ديارُ ربيعَة ٍ
و تزلزلتْ أرضُ العراق تخوُّفاً
و الشامُ قد أودى وأودى أهلهُ
إلاّ قليلاً والحجازُ على شفا
فعجبتُ من أن لا تَميدَ الأرضُ من
أقطارها وعجبتُ أن لا تخسفا
أيسرُّ قوماً أنَّ مكّة َ غودرتْ
بمجرِّ جيش الرُّومِ قاعاً صفصفا
أو أنّ ملحودَ النبيَّ ورمسهُ
بمدارجِ الأقدامِ ينسَفُ مَنسَفا
فترَبّصُوا فاللّهِ مُنْجِزُ وَعْدِهِ
قد آنَ للظّلماءِ أن تتَكشّفَا
هذا المُعِزُّ ابنُ النبيِّ المُصْطفَى
سيَذُبُّ عن حَرْمِ النبيِّ المُصْطفى
في صدر هذا العامِ لا يلوي على
أحدٍ تلفَّتَ خلقهُ وتوقَّفا
و أنا الضّمينُ لهُ بملكِ قيادهمْ
طَوْعاً إذا الملِكُ العنيفُ تعَجْرَفا
و بعطفِ أنفسهم هدّى وندى ً فلو
فإلى العراقِ وذَرْ لِمَنْ قدّمْتَهُ
مِصْراً فهذا مُلكُ مصرٍ قد صَفا
و أرى خفيّاتِ الأمورِ ولم تكنْ
ببصيرة ٍ تجلو القضاءَ المسدفا
فكأنَّني بالجيش قد ضاقتْ بهِ
أرضُ الحجازِ وبالمواسمِ دُلَّفا
و بكَ ابنَ مستنِّ الأباطحِ عاجلاً
قد صِرتَ غيث من اجتدى ومن اعتفى
وعنَتْ لك العُرْبُ الطِّوال رِماحها
و استجفلتْ ممّا رأتهُ تخوفاً
و أزدرتَ قبرَ أبيكَ قبرَ محمّدٍ
بملائكِ اللّهِ العُلى متكنَّفا
ورقَيتَ مَرقاهُ وقُمْتَ مقامَهُ
في بُرْدَة ٍ تُذري الدموعَ الذُّرَّفا
متلِّقدا سيفينِ سيفَ اللهِ منْ
نصرٍ وسيفَكَ ذا الفَقارِ المُرهَفا
لِيَقِرَّ تحتكَ عودُ منبرِهِ الّذي
لا يستقرٌ تحسُّراً وتلهُّفا
وتُعيدُ روْضَتَهُ كأوّلِ عَهدِهَا
وكأنّني بك قد هَزِجْتَ مُلبّياً
وهَدَجْتَ بينَ شِعابِ مكّة والصَّفا
وكأنّني بِلِواءِ نَصرِكَ خافِقاً
قد حامَ بينَ المروتينِ ورفرفا
والحِجْرِ مُطَّلِعاً إليكَ تشَوُّقاً
والركْنِ مُهْتَزاً إليكَ تشَوُّفا
و سألتُ ربَّ البيتِ بابنِ نبيّهِ
وجعلتكَ الزُّلفى إليه فأزلفا
و هربتُ منهُ إليهِ في حرماتهِ
أدعوهُ مبتهلاً وأسألُ ملحفا
وكأنّني بك قد بلغْتُ مآربي
و قيتُ من نسكِ المودِّع ما كفى
وخطبتُ قبلَ القوْمِ خطبة َ فيصَلٍ
أثني عليك فوعدُ ربَّك قد وفى
وطبتُ بالزَّوراء أُخرَى مثلَهَا
ووقفُ بينَ يديكَ هذا المواقفا[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أليلتنا إذ أرسلتْ وارداً وحفا
أليلتنا إذ أرسلتْ وارداً وحفا
رقم القصيدة : 10825
-----------------------------------
أليلتنا إذ أرسلتْ وارداً وحفا
وبتنا نرى الجوزاءَ في أذنها شنفا
وباتَ لنَا ساقٍ يقوم على الدّجَى
بشمعة ِ نجمٍ لا تقطُّ ولا تطفى
أغنُّ غضيٌضٌ خفّف اللّينُ قدَّهُ
و ثقّلتِ الصّهباءُ أجفانهُ الوطفا
ولم يُبْقِ إرعاشُ المدامِ لَهُ يَداً
ولم يُبْقِ إعناتُ التثنّي له عِطفا
نَزيفٌ قضاهُ السِّكْرُ إلاّ ارتجاجَهُ
إذا كلَّ عنه الخصرُ حمَّلَّه الرَّدفا
يقولون حِقْفٌ فوقه خَيْزُرانَة ٌ
أما يعرفونَ الخيزرانة َ والحقفا
جعلنا حشايانا ثيابَ مُدامِنَا
و قدّتْ لنا الظلماءُ من جلدِها لحفا
فمن كبدٍ تدني إلى كبد هوى ً
ومن شفة ٍ توحي إلى شفة ٍرشفا
بعيشك نبِّه كأسه وجفونهُ ... فقد نبِّهَ
فقد نبِّه الإبريقُ من بعدِ ما أغفى
وقد وَلّتِ الظّلماءُ تقفو نجومَها
و قد قام جيشُ الفجرِ للّيل واصطفا
وولّتْ نجُومٌ للثُّرَيّا كأنّهَا
خواتيمُ تَبْدو في بَنان يدٍ تَخْفى
ومَرّ على آثارِهَا دَبَرَانُهَا
كصاحبِ ردءٍ كمنِّتْ خيله خلفا
و أقبلت الشِّعرى العبورُ مكبّة ً
بمرزمها اليعبوبِ تجنبهُ طرفا
وقد بادَرَتْها أُخْتُها منْ ورائِها
لتَخْرُقَ من ثِنْيَتيْ مجَرَّتها سِجفا
تخافُ زئيرَ الليثِ يقدمُ نثرة ً
وبَرْبَرَ في الظلماء يَنسِفها نَسْفا
كأنّ السِّماكَينِ اللّذينِ تَظاهَرا
على لبدتيهِ ضامنانِ له حتفا
فذا رامحٌ يُهوي إليه سِنانَهُ
وذا أعزَلٌ قد عَضَّ أنمُلَهُ لَهْفا
كأنّ رقيبَ النجمِ أجدَلُ مَرْقَبٍ
يقلِّبُ تحتَ الليل في ريشه طرفا
كأنّ بني نَعشٍ ونعشاً مَطافِلٌ
بوجرة َ قد أضللنَ في مهمهٍ خشفا
كأنّ سهيلاً في مطالعِ أفقهش
مُفارِقُ إلْفٍ لم يَجِدْ بعدَه إلفا
كأنّ سهاها عاشقٌ بين عوَّد
فآوِنَة ً يَبدو وآونَة ً يَخْفى
كأنّ مُعلَّى قُطبِها فارسٌ لَهُ
لِواءانِ مركوزانِ قد كرِه الزحفا
كأنّ قُدامَى النَّسر والنَّسْرُ واقعٌ
قصصنَ فلم تسمو الحوافي به ضعفا
كانّ أخاه حينَ دوّم طائراً
أنَّ دون نصف البدر فاختطفَ النصفا
كأنّ الهَزيعَ الآبنُوسيَّ لونُهُ
سَرَى بالنسيج الخُسرُوانيِّ مُلتفْا
كأنّ ظلامَ الليلِ إذ مالَ مَيْلَة ً
صريعُ مُدامٍ باتَ يشرَبُها صِرفا
كأنّ عمودَ الفجرِ خاقانُ عسكرٍ
من التركِ نادى بالنجاشيَ فاستحفى
كأنّ لِواءَ الشمسِ غرَّة ُ جعْفَرً
رأى القرنَ فازدادتْ طلاقته ضعفا
وقد جاشَتِ الدأماءُ بِيضاً صَوارِماً
ومارنَة ً سُمْراً وفَضْفاضة ً زَغْفا
و جاءتْ عتاقُ الخيل تردي كأنها
تخطُّ له أقلامُ آذانها صحفا
هنالكَ تلقى جعفراً غيرَ جعفرٍ
و قد بدِّلتْ يمناهُ من رفقها عنقا
و كائنْ تراهُ في الكريهة ِ جاعلاً
عزيمتَهُ بَرْقاً وصولتَه خَطْفا
و كائنْ تراهُ في المقامة ِ جاعلاً
مشاهده فصلاً وخطبته حرفا
وتأتي عطاياهُ عِدادَ جُنُودِهِ
فما افترقتْ صنفاً ولا اجتمعتْ صنفا
ويَعْيَا بما يأتي خطيبٌ وشاعِرٌ
وإن جاوز الإطناب واستغرق الوصفا
هوَ الدهرُ إلاّ أنّني لا أرى له
على غير من ناواه خَطْباً ولا صَرْفا
إذا شهدَ الهيجاءَ مدّتْ لهُ يداً
كأنّ عليها دملجاً منهُ أو وقفا
و صالَ بها غضبانَ لو يستقي الذي
تُريقُ عواليه من الدّم ما استَشفى
جزيلُ الندى والباس تصدرُ كفُّه
و قد نازلتْ ألفاً وقد وهبتْ الفا
يدٌ يستهلُّ الجود فيها معَ النّدى
ويعبَقُ منها الموتُ يومَ الوغى عَرفا
و ما سدّد الاملاكُ من قبل جعفرٍ
و لا انكروا نكراً ولا عرفوا عرفا
هُمُ ساجَلوه والسَّماحُ لأهْلِهِ
فأكدوا وما أكدى واصفوا وما أصفى
وإذا أصلدوا أورى وإنْ عجلوا ارتأى
وإنْ بخلوا أعطى وإن غدروا أوفى
فللمجدِ ما أبقَى وللجودِ ما اقتَنى
وللناسِ ما أبدى وللّهِ ما أخفى
يغول ظُنونَ المُزْنِ والمُزْنُ وافِرٌ
ويُغرِق موْجَ البحرِ والبحرُ قد شَفّا
فلو أنني شبهتهُ البحرُ زاخراً
خشيتُ بكونِ المدحِ في مثلهِ قدْ فا
وما تعدلُ الأنواءُ صغرى بنانهِ
فكيفَ بشئٍ يعدلُ الزّند والكفا
مليكُ رقابِ النّاسِ مالكُ ودَّهمْ
كذلكَ فليستصفِ قوماً من استصفى
فتى ً تَسْحَبُ الدّنيا بهِ خُيَلاءهَا
وقد طمَحَتْ طَرفاً وقد شمَختْ أنفا
وتسْألُهُ النّصْفَ الحوادثُ هَونة ً
وكانت لقاحاً لمْ تسلْ قبلهُ النّصفا
وكانتْ سماءُ اللّهِ فوْقَ عِمادِهَا
إلى اليوْم لم تُسقِطْ على أحَدٍ كِسفا
وقد مُلِئَتْ شُهْباً فلمّا تمرّدَتْ
حواليهُ أعداءُ الهدى أحدثتْ قذفا
ألا فامِزجوا كأس المُدامِ بِذكْرِهِ
فلن تجِدُوا مَزْجاً أرَقَّ ولا أصْفى
تَبَغْدَدَ منْهُ الزّابُ حتى رأيْتُهُ
يهبّ نسيمُ الروض فيهِ فيستجفى
تكادُ عقودُ الغانياتِ تؤودهُ
رَفاهِيَة ً والجوُّ يَسْرِقُه لُطْفا
بحيْثُ أبو الأيّامِ يَلحَفُني لهُ
جَناحاً وأُمُّ الشمس تُرضِعُني خِلفا
فلا منزلاً ضنكاً تحلُّ ركائبي
ولا عقداً وعثاً ولا سبسباً قفّا
تسيرُ القوافي المُذهَباتُ أحوكُها
فتمضي وإن كانتْ على مجدكم وقفا
منَ اللاء تغدو وهي في السّلم مركبي
ولو كانتِ الهيجاءُ قدَّمتُها صَفّا
يمانِيّة ٌ في نَجْرِها أزدِيّة ٌ
أفصّلها نظماً وأحكمها رصفا
صرفتُ عِنانَ الشعر إلاّ إليكُمُ
وفيكمْ فإني ما استطعتُ لكم صرفا
وما كنْتُ مَدّاحاً ولكنْ مُفَوَّهاً
يلبّى إذا نادى ويكفى إذا استكفى
أبا أحمدٍ! قد كان في الأرض مَوئِلٌ
فلم أبغِ لي ركْناً سواكَ ولا كهفا
وأنتَ الذي لم يُطلِع اللّهُ شَمسَهُ
على أحَدٍ منْهُ أبَرَّ ولا أوفى
وما الشمس تكسو كلَّ شيء شُعاعَها
بأسبغَ عندي من نَداك ولا أضفى
أخذتَ بضَبغي والخطوبُ رَوَاغِمٌ
فسمتُ زماني كلّهُ خطة ً خسفا
فمن كبدٍ لمّا اعتللتَ تقطّعتْ
ومنْ أذنٍ صمّتْ ومنْ ناظرٍ كفّا
وقد كان لي قلْبٌ فغودرَ جَمْرَة ً
عليك وعيشٌ سجسجٌ فغدا رَضفا
ولمْ أرى شيئاً مثلَ وصلِ أحبّتيّ
شِفاءً ولكن كان بُرؤكَ لي أشفى
وكيفَ اتّراكي فيك بَثّاً ولوعَة ً
ولم تترك رحماً لقومي ولا عطفا
أمنتُ بكَ الأيامَ وهي مخوفة ٌ
ولو بيديكَ الخلدُ أمّنتني الحتفا[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> طلبُ المجِد من طريقِ السّيوفِ
طلبُ المجِد من طريقِ السّيوفِ
رقم القصيدة : 10826
-----------------------------------
طلبُ المجِد من طريقِ السّيوفِ
شرَفٌ مُؤنِسٌ لنَفسِ الشريفِ
إنّ ذُلَّ العزيزِ أفظعُ مَرْأى
بينَ عيبنيهِ من لقاءِ الحتوفِ
ليس غيرُ الهَيجاءِ والضربة ِ الأخْـ
ـدودِ فيها والطَعْنَة ِ الإخطيف
أنا مِن صارِمٍ وطِرْفٍ جَوادٍ
لستُ من قُبّة ٍ وقصرٍ منيفِ
ليس للمجدِ مَن يَبيتُ على المجـ
ـدِ بسَعيٍ وانٍ ونَفسٍ عَزُوفِ
وعدتني الدّنيا كثيراً فلمْ أظـ
ـفَرْ بغيَرِ المِطالِ والتسويق
كلّما قلّبَ المحدِّدُ فيها اللحـ
ظَ ولّى بناظرٍ مطروفِ
علّمَتني البيداءُ كيفَ ركوبُ الـ
ـليلِ والليلُ كيفَ قطعُ التَّنوف
إنّ أيّامَ دهرِنَا سَخِفَاتٌ
فهي أعوانُ كلِّ وغدٍ سخيفِ
زمنٌ أنتَ يا أبا الجعرِ فيهِ
ليسَ من تالدٍ ولا من طريفْ
إنّ دَهْراً سَمَوْتَ فِهِ عُلُوّاً
لوضيعِ الخطوبِ وغدُ الصروفِ
إنّ شأواً طلبتهُ في زمانٍ الـ
ملكِ عندي لشأوُ بينَ قذوف
إنّ رأياً تديره لمعنَّى ً
بضَلالِ الإمضاء والتّوقيف
إنّ لفظاً تلوكهُ لشيبهٌ
بكَ في منظرِ الجفاءِ الجليف
كاذبُ الزَّعم مستحيلُ المعاني
فاسِدُ النّظمِ فاسدُ التأليف
أنتَ لا تعتدي لتدبيرِ مُلْكٍ
إنّما تغتذي لرغمِ الأنوفِ
نِلْتَ ما نِلْتَ لا بعقْلٍ رصينٍ
في المساعي ولا برأيٍ حصيف
أبقِ لي جعفراً أبا جعفرٍ لا
ترمِ يوميهِ بالنّآدِ العسوف
أنت في دولة ِ الحبيبِ إلينا
فترفَّقْ بالماجدِ الغطريف
فإذا ما نعبتَ شرَّ نعيبٍ
فعلى غير ربعهِ المألوف
لستُ أخشَى إلا عليه فكن بالـ
ـأريحِيِّ الرّؤوفِ جِدَّ رؤوفِ
إنما الزّابُ جَنّة ُ الخُلْدِ فِيهَا
من نَداهُ غضارة ُ التفويف
كيفَ قارنتَ منهُ بدراً تماماً
و له منكَ جوزهرُّ الكسوف
كيفَ صاحبتَهُ بأخلاقِ وَغْدٍ
لا يني في يبوسة وجفوف
كيفَ راهنتَ في السباقِ على ما
فيك من وِنيَة ٍ وباعٍ قَطوف
و اعتزامٍ يرى الأمورَ إذا ألـ
قتْ قراعاً بناظرٍ مكفوف
و خنى ً حالف بأنّكَ ما أصـ
ـبحتَ يوماً لغيره بحليف
ما عجيبٌ بأنْ لعبتَ بدهرٍ
نائِمٍ طرفُهُ وخَطْبٍ تريف
و لذا صارَ كلُّ ليثٍ هزبرٍ
قانعاً من زمانه بالغريف
إنّ في مغربِ الخلافة ِ داءً
ليس يُبريهِ غيرُ أُمِّ الحُتوف
إنَّ فيه لشعبة ً من بني مر
و ان تنبي عن كلً أمرٍ مخوف
إنّ في صدرِ أحمدٍ لبني أحـ
ـمدَ قلْباً يَهمي بسَمٍّ مَدوف
متخلٍّ من اثنينِ برىء ٌ
من إمامٍ عدلٍ ودينٍ حنيف
ليس مستكثراً لمثلك انْ يفـ
رقَ بينَ الشّريفِ والمشروف
يا مُعِزَّ الهُدى ! كفانيَ أنّي
لكَ طَودٌ على أعاديكَ مُوف
وإذا ما كواكب الحربِ شُبَّتْ
لم أكُنْ للرْماحِ غيرَ رديف
أنطوي دائماً على كبدٍ حرّى
على حبكمْ وقلبٍ رجوف
أنا عينُ المقرِّ بالفضلِ إنْ انْـ
كرَ قومٌ صنائعَ المعروف
لم أُحاربْ نورَ الهدى بالدَّياجي
وحرُوفَ القُرآنِ بالتَّحْريف
مثل هذا العميدِ بالجِبتِ والطّا
غوتِ منهم والهائم المشغوف
ما استضاف الهجاء حتى تأنّا
ك أبا جعفَراً بغَيرِ مُضيف
إنْ تستَّرتَ عن عياني فما حيـ
لة ُ عينيكَ في الخيال المطيف[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ
قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ
رقم القصيدة : 10827
-----------------------------------
قمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ
ولَبِسْنَ الحِدادَ في الأحداقِ
و بكينَ الذِّماءَ بالعنمِ الرَّ
ـبِ المُقنّى وبالخُدود الرِّقاقِ
و منحنَ الفراقَ رقّة َ شكوا
هنَّ حتّى عشِقْتُ يومَ الفِراق
و معَ الجيرة ِ الذينَ غدوا دمـ
عٌ طليقٌ ومهجة ٌ في وثاق
حاربتهمْ نوائبُ الدّهرِ حتى
آذَنُوا بالفِراقِ قبْلَ التّلاقي
وَدَنَوْا للوَداعِ حتى ترى الأجـ
ـيادَ فوقَ الأجياد كالأطواق
يومَ راهنتُ في البكاء عيوناً
فتقدّمتُ في عنانِ السِّباقِ
أمنَعُ القَلْبَ أن يذوبَ ومَنْ يمـ
ـنعُ جَمْرَ الغَضا عن الإحْراقِ
ربَّ يومٍ لنا رقيقِ حواشي اللـ
ـهوِ حُسْناً، جَوّالِ عِقْد النِّطاق
قد لَبِسْنَاهُ وهو من نَفَحاتِ الـ
مسكِ ردعُ الجيوب ردعُ التّراقي
و الأبارقُ كالظِّباءِ العواطي
أوجَسَتْ نَبْأة ً الجِياد العِتاق
مصْغِياتٌ إلى الغِناءِ مُطِلاّ
تٌ عليه كثيرة ُ الإطراق
و هي شمُّ الانوف يشمخن كبراً
ثمّ يَرْعُفْنَ بالدّمِ المُهراق
فدَّمَتْها السُّقاة ُ كي يُوقِرُوهَا
صَمَماً عن سَماعِ شادٍ وساق
فهي إمْا يَشكونَ ثِقْلاً من الوقْـ
ر وإمّا يبكينَ بالآماقِ
جنِّبوها مجالسَ اللهوِ والوصـ
ل إذا ما خلونَ للعشّاق
فهي أدهى من الوشاة على مكنو
نِ سِرِّ المتيَّمِ المُشتاقِ
تَرتَدي بالاكمامِ عَنْهَا حَيَاءً
و هي غيدٌ يتلعنَ بالأعناقِ
لا تسلني عنِ اللّيالي الخوالي
وأجِرْني منَ اللّيالي البَواقي
ضَرَبتْ بيْنَنَا بأبعَدَ ممّا
بينَ راجي المُعِزِّ والإمْلاق
كلُّ أسْرَارِ راحَتَيْهِ غَمَامٌ
مُسْتَهِلًّ بِوابِلٍ غَيْداقِ
فإذا ما سقاكَ منْ ظمإٍ جا
وزَحدَّ التُقْيا إلى الإغراق
في يديهِ خزائنَ اللهِ في الأر
ضِ ولكنّها على الإنْفاقِ
وإذا ما دعا المقاديرَ للكو
نِ أجَابَتْ لكُلِّ أمْرٍ وِفاقِ
لبِسَ العِيدُ منه ما يَلبَسُ الإيـ
مانُ من نصلِ سيفهِ البرّاقِ
وجلا الفطرُ منه عن نبويٍّ
أبيضِ الوجهِ أبيضِ الأخلاق
ساحباً من ذيولٍ مجرٍ لهامٍ
تؤذنُ الأرضُ تحتهُ باصطفاق
ليس في العارِضِ الكَنَهْوَرِ شِبْهٌ
منه غيرُ الإرْعَادِ والإبْراق
رفعتْ فوقهُ المغاويرُ شهباً
من قَناً في سَماوة ٍ من طِراق
وغمامٍ منْ ظلِّ ألوية ِ النّصْ
رِ فمن راجفٍ ومن خفّاق
وعَرينٍ من كلَّ ليْثٍ هَصُورٍ
كالِحِ النّابِ أسْجَرِ الحِملاق
فوقهُ خيطة ُ اللُّجينِ تهادى
بيديْ كلِّ بهمة ٍ مصداق
من عدادِ البرهانِ موجودة ٌ للخلـ
قِ فيها دلائلُ الخلاّق
حَسُنَتْ في العُيونِ حتى حَسِبْنَا
ها تردَّتْ محاسنَ الأخلاق
قد لَبِسْنَ العَجاجَ مُعتكِرَ اللّو
نِ ولُكْنَ الحديدَ مُرَّ المَذاقِ
فإذا ما تَوَجّسَتْ مِنْهُ رِكْزاً
نصبتْ منْ مؤلّلاتٍ دقاق
وتراهَا حُمْرَ السّنابِكِ مِمّا
وطئتْ في الجماجمِ الأفلاق
اللّواتي مَرَقْنَ من أضْلُعِ النّصْـ
ـرِ لهُ أسهُماً على المُرّاق
أنتَ أصفيتهنَّ حبَّ سليما
نَ قديماً للصّافناتِ العتاقِ
لو رأى ما رأيْتَ منْها إلى أنْ
تتوارى شمسٌ بسجفِ الغساق
لم يقلْ ردَّها عليَّ ولا يطْـ
فقُ مسحاً بالسُّوقِ والأعناق[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أمِنْ أفْقِها ذاك السّنا وتألُّقُهْ
أمِنْ أفْقِها ذاك السّنا وتألُّقُهْ
رقم القصيدة : 10828
-----------------------------------
أمِنْ أفْقِها ذاك السّنا وتألُّقُهْ
يُؤرَّقُنَا لو أنّ وَجْداً يُؤرِّقِهْ
وما انفكّ مُجتازٌ من البرْقِ لامِعٌ
يشوِّقنا تلقاءَ من لا يشوِّقهْ
وما إن خبا حتى حسبتُ من الدّجى
على الأفْقِ زنجيّاً تكشَّفَ يَلمَقُه
تَخَلّلَ سِجْفَ الليلِ للّيلِ كالِئاً
يراعيهِ بالصُّبحِ الجليِّ ويرمقه
ولم يكتحلْ غمضاً فباتَ كأنّما
يروغُ إلى إلفٍ من المزنِ يعشقه
فمِنْ حُرَقٍ قد باتَ وَهْناً يَشُبُّهَا
بذكراكِ تُذكَى في الفؤادِ فتُحرِقه
عنى الوالهَ المتبولَ منكِ ادِّكارهُ
وأضناهُ طيْفٌ من خَيالكِ يَطرُقُه
لأبرحتُ من قلبٍ إليكِ خفوفهُ
نِزاعاً ومن دَمْعٍ عليكِ تَرَقرُقُه
وَحَشْوَ القِبابِ المستقِلّة ِ غَادَة ٌ
أجدَّد عهدَ الودِّ منها وتخلقه
غريرة ُ دَلٍّ ضاقَ دِرْعٌ يزينُهَا
وأقلَقَ مستنَّ الوِشاحَينِ مُقْلِقُه
يميلُ بها اللحظُ العليلُ إلى الكرى
إذا رَنّقَ التفتيرَ فيهِ مُرَنِّقه
تهادى بعِطْفَيْ ناعِمٍ جاذَبَ النَّقَا
منطَّقهُ حتى تشكّى مقرطقه
يُغالِبُهَا سُكْرُ الشبابِ فتنثَني
تَثَنّيَ غُصْنِ البانِ يَهتزُّ مُورِقُه
وما الوجدُ ما يعتادُ صبّاً بذكرها
ولكنّهُ خبلُ التّصابي وأولقه
بودّي لو حيّا الرَّبيعُ ربوعها
ونمَّقَ وشيَ الرّوضِ فيها منمَّقه
تقضّتْ ليالينا بها ونعيمها
فكرَّ على الشَّمل الجميعِ مفرِّقه
أقولُ لسبّاقٍ إلى أمدِ العلى
بحيثُ ثنى شأوَ المرهَّقِ مرهقه
لسعيكَ أبطا عن لحاق ابن جعفرٍ
وسعى جهولٍ ظنَّ أنّك تلحقه
لَعلّك مُودٍ أن تقاذفَ تشأوُه
إلى أمدٍ أعيا عليك تعلُّقه
لهُ خلقٌ كالرّوضِ يندي تبرُّعاً
إذا ما نبا بالحرِّ يوماً تخلُّقه
وكالمَشرَفيِّ العَضْبِ يَفري غِرارُهُ
وكالعارضِ الوسميِّ يَنهَلُّ مُغدِقُه
وكالكوكبِ الدُّرّيِّ يُحمدَ في الوغى
تألُّقُ بيضِ المرهفاتِ تألُّقه
ويعنفُ في الهيجاءِ بالقرن رفقهُ
وأعنَفُ ما يسطو به السيْفُ أرفَقُه
لهُ من جُذامٍ في الذّوائبِ مَحتِدٌ
زكا منبتاً في مَغرسِ المجدِ مُعرَقُه
رفيعُ بناءِ البيتِ فيهم مُشيدُهُ
مطنِّبهُ بالمأثراتِ مروِّقه
همُ جوهرُ الأحساب وهولبابهُ
وإفْرِندهُ المُعْشي العيونَ ورَونقُه
إذا ما تجلّى من مَطالِعِ سَعْدِهِ
تجلّى عليك البدرُ يَلتاحُ مَشرِقُه
لَئِنْ مُلِئَتْ منهُ الجوانحُ رَهْبَة ً
لقد راقها من منظرِ العينِ مونقه
مُقَلَّصُ أثناءِ النّجادِ معَصَّبٌ
بتاج العُلى بين السماكينِ مَفْرَقُه
لهُ هاجِسٌ يَفْري الفَرِيَّ كأنّهُ
شبا مشرفيٍّ ليسَ ينبو مذلَّقه
يُصيبُ بيانَ القوْل يُوفي بحَقّهِ
على باطلِ الخصمِ الإلدِّ فيمحقه
أطاعَ له بَدءُ السَّماحِ وعَودهُ
فكان غَماماً لا يَغُبُّ تَدَفُّقُه
دَلوحاً إذا ما شِمتَهُ افتَرَّ وَبْلُهُ
وإلهامهُ سحّاً عليكَ وريقُه
إذا شاءَ قادَ الأعوَجِيّاتِ فيْلَقاً
ومنْ بينِ أيديها الحمامُ وفيلقه
وكنتُ إذا ازورَّتْ لقومٍ كتيبة ٌ
وعارضها من عارضِ الطعنِ مبرقه
تسابقُ وقدَ الرّيحِ عدواً فتسبقه
تخطّى إلى النّهبِ الخميسَ ودونهُ
سرادقُ خطيّاتهِ ومسردقه
إذا شارَفَتْهُ قلتَ سِربُ أجادِلٍ
يُشارِفُ هَضْباً من ثَبيرٍ مُحلِّقُه
رعى اللهُ ابراهيمَ منْ ملكٍ حنا
على المُلكِ حانِيهِ وأشفَقَ مُشفِقُه
وأورى بزند الأرقمِ الصِّلّ جعفَرٌ
ولم يُعْيِهِ فَتْقٌ من الأرضِ يَرتُقه
إلى ذاك رأيُ الهِبْرِزِيِّ إذا ارتأى
وصِدْقُ ظنونِ الألمَعيِّ ومَصْدَقه
على كُلِّ قُطْرٍ منه لَفْتَة ُ ناظِرٍ
يُراعي بها الثّغْرَ القَصِيَّ ويَرمقُه
مُظاهِرُ عِقدِ الحزْمِ بالحزْم موثِقُه
فكم فِيهِمِ من ذي غِرارَينِ قد نَبَا
ومدرهِ قومٍ قد تلجلجَ منطقه
يرونَ بإبراهيمَ سَهْماً يَريشُهُ
لهم بالمَنَايا جعفرٌ ويُفوِّقُه
مؤازِرُهُ في عُنفُوانِ شبابهِ
يُسَدِّدُهُ في هَدْيِهِ ويُوَفِّقُه
يطيبُ نسيمُ الزّابِ من طيبِ ذكرهِ
كما فتّقَ المسكَ الذكيَّ مفتِّقه
ويعبَقُ ذاك التُّرْب من أوجُه الدجى
كما فاحَ من نشرِ الأحبة ِ أعبقه
وقد عمَّ من في ذلك الثغرِ نائلاً
كما افترقتْ تهمي من المزن فرَّقه
أإخْباتهُ أحْفَى بهم أم حَنَانُهُ
ورأفَتُهُ أم عَدْلهُ وتَرَفُّقُه
ثَوَى بكَ عزُّ المُلكِ فيهم ولم تَزَلْ
وأنتَ لهُ العلقُ النفيسُ ومعلقه
شَهِدْتُ فلا واللّهِ ما غابَ جَعفرٌ
ولا باتَ ذا وجدٍ إليك يؤرِّقه
وبالمغرب الأقصَى قَريعُ كتائبٍ
تخبُّ بمسراهُ فيرجفُ مشرقه
سيرضيكَ منهُ بالإيابِ وسعدهِ
ويجمَعُ شَملاً شادَ مجْداً تَفَرُّقُه
ويشفي مشوقاً منكَ بالقربِ لوعة ً
وبَرْحَ غليلٍ في الجوانحِ يُقْلِقُه
ويُبْهِجُ أرض الزّاب بهجة َ سؤددٍ
وتبهجهُ أفوفُ زهرٍ وتونقه
لك الخير قد طالتْ يدايَ وقصّرتْ
يدا زمنٍ ألوى بنحضي يمزِّقه
كفى بعضُ ما أوْليْتَ فأذَنْ لِقافلٍ
بفضلك زُمَّتْ للترَحُّلِ أينُقُه
أفضتَ عليه بالنّدى غيرَ سائلٍ
بحاركَ حتى ظنَّ أنّك تغرقه
سأشكركَ النُّعْمَى عليَّ وإنّني
بذاك لواني الشّأوِ عنكَ مرهَّقُه
وما كحميدِ القولِ ينمي مزيده
ولا كاليَدِ البيضاء عندي تحَقُّقُه
وما أنا أو مثلي وقولٌ يقوله
إذا لم أكُنْ أُلفي به مَن يُصَدِّقُه[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أبلغ ربيعة َ عن ذي الحيِّ من يمنٍ
أبلغ ربيعة َ عن ذي الحيِّ من يمنٍ
رقم القصيدة : 10829
-----------------------------------
أبلغ ربيعة َ عن ذي الحيِّ من يمنٍ
أنّا نؤلفُ شملاً ليسَ يفترقُ
أنّا وإياكمْ فرعاُِ من كرمٍ
قدْ بوركا وزكا الأثمارُ والورق
فلا طرائقُنا يوم الوغى قِدَدٌ
شَتّى النِّجارِ ولا أهواؤنَا فِرَق
إنّا لَتَشْرُفُ أيامُ الفَخَارِ بِنَا
حتى يقول عدانا إننا الفلق
فأنتمْ الغيثُ متّلجاً غواربهُ
على العفاة ِ ونحنُ الوابلُ الغدق
لكنّ سيدنا الأعلى وسيدكمْ
على الملوكِ إذا قِيستْ به سُوَق
الواهبُ الألفَ إلاّ أنّها بِدَرٌ
والطاعن الألفَ إلاّ أنّها تَسَق
تأتي عطاياه شتّى غيرَ واحدة ٍ
كما تَدافَعَ موج البحرِ يَصْطفِق
منها الرديّنيُّ في أنبوبهِ خطلٌ
يومَ الهِياجِ وفي خَيشومِهِ ذَلَق
والمَشرَفِيّة ُ والخِرْصانُ والحَجَفُ الـ
منضودُ واليلبُ المضون والحلق
من كلِّ أبيضَ مسرودِ الدخارص من
أيامَ شيبانَ فيهِ المسكُ والعلق
و الماسخية ُ والنّبلُ الصّوائبُ في
ظباتها الجمرُ لكنْ ليسَ يحترق
و الوشيُ والعصبُ والخيماتُ يضربها
بالبدو حيث التقى الركبان والطُّرقُ
وقُبّة ُ الصَّندَلِ الحَمراءُ قد فُتِحَتْ
للجودِ أبوابُها والوَفْدُ يَستَبق
والماءُ والروضُ ملتفُ الحدائقِ والـ
سامي المشيِّدُ والمكمومة ُ السُّحق
و الشدقميّة ُ دعجاً في مباركها
كأنها في الغزيرِ المكلىء ِ الغسق
ومِنْ مَواهِبِهِ الرّايَاتُ خَافِقَة ً
و العادياتُ إلى الهيجاءِ تستبق
و سؤددُ الدّهرِ والدنيا العريضة ُ والـ
ـأرضُ البسيطة ُ والدأماءُ والأفُقُ
الطّاعنُ الأسدِ في أشداقها هرتٌ
و القائدُ الخيلِ في أقرابها لحق
جَمُّ الأناة ِ كثيرُ العَفْوِ مُبتدِرُ الـ
معروفِ مدّرعٌ بالحزم منتطق
كأنّ أعْداءهُ أسْرَى حَبائِلِهِ
فما يحصَّنهمْ شعبٌ ولا نفق
أما ووجهكَ وهو الشّمسُ طالعة ً
لقدْ تكاملَ فيكَ الخلقُ والخلق
فاعمرْ أبا الفرج العليا فما اجتمعتْ
إلاّ على حُبّكَ الأهواءُ والفِرَق
لو أنّ جودكَ في أيدي الرّوائحِ ما
أقلَعنَ حتى يَعُمَّ الأمّة َ الغَرَق[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وشامخُ العرنينِ جاثليقِ
وشامخُ العرنينِ جاثليقِ
رقم القصيدة : 10830
-----------------------------------
وشامخُ العرنينِ جاثليقِ
مرُّوعٍ بمثلنا مطروقِ
باتَ بليلِ الكالئِ الفروقِ
في أُخْرَيَاتِ الأُطُمِ السَّحوق
نبّهْتُهُ فهَبَّ كالفَنِيقِ
يسحَبُ ذيلَ الأصْيَدِ البِطريق
إلى دِنَانٍ صافِناتِ السُّوقِ
فاستلها بمبزلٍ رقيق
وقد أذِلُّ للأخِ الشّفِيقِ
كأنّهُ من صِبغَة ِ العَقيق
مضمخُ الكفيّنِ بالخلوقِ
فزفَّ لا هوتيّة َ الشّروق
لمْ يبقِ منها الدُّنُّ للرّوواقِ
إلاّ كياناً ليسَ بالحقيق
مثلَ يقينِ الملحدِ الزِّنديقِ
كَأنّهُ حُشاشَة ٌ المَشُوق
قدْ ريعَ بعدَ الهجرِ بالتَّفريق
و قامَ مثلَ الغصنِ الممشوق
أشْبَهُ شيءٍقَدَحاً بريقِ
يَسْعى بجَيْبٍ في الهوى مشقوق
يَحُثُّهَا بدَلّهِ المَومُوقِ
أرقَّ من أديمهِ الرّقيق
وباتَ سُلطَاناً عَلى الرّحِيقِ
يُسلِّطُ الماءَ على الحَريق
ويَغْرِسُ اللّؤلُؤ في العَقِيقِ
كأنّ درَّ ثغرهِ الأنيقِ
ألّفَ من حبابها الفريقِ
أو زلَّ عن فيهِ إلى الإبريق
ما زلتُ أسقي غيرَ مستفيقِ
حتّى رأيتَ النّجمَ كالغريق
و الصّبحُ في سربالهِ الفتيقِ
يرمي الدجى بلحظِ سوذنيق
هذا ومَا يَسبِقُ سَهْمي فُوقي
في ساعة ِ الفوتِ ولا اللُّحوق
ما نفعَ رأيٍ ليسَ بالوثيقِ
أو خيرُ عقلٍ ليسَ بالرّشيق
و لستُ أرضى بالأخِ المذوقِ
ولا اللّسانِ العَذْبِ ذي التزويق
كذلة ِ العاشقِ للمعشوق
لا تجزينَّ البرّ بالعقوقِ
و أغنِ عنِ العدوِّ بالصّديقِ
وواصلِ الصَّبوحَ بالغَبوقِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ما بالهُ قدْ لجَّ في إطراقهِ
ما بالهُ قدْ لجَّ في إطراقهِ
رقم القصيدة : 10831
-----------------------------------
ما بالهُ قدْ لجَّ في إطراقهِ
ما بالهُ قدْ ذابَ من أشواقهِ؟
ما ذاكَ إلاّ أنّ مَشوقاً لَهُ
قدْ مالَ منحرفاً إلى عشّاقهِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أريّاكِ أم ردعٌ من المسكِ صائكُ
أريّاكِ أم ردعٌ من المسكِ صائكُ
رقم القصيدة : 10832
-----------------------------------
أريّاكِ أم ردعٌ من المسكِ صائكُ
و لحظكَ أم حدٌ منَ السّيفِ باتكُ
وأعطافُ نَشوَى أم قَوامٌ مُهَفْهَفٌ
تأوَّدَ غصْنٌ فيهِ وارتَجَّ عانِك
وما شقَّ جيبُ الحسنِ إلاّ شقائقٌ
بخديكِ مفتوكٌ بهنَّ فواتك
أرى بينَها للعاشقين مَصارعاً
فقدْ ضرّجتهنَّ الدّماءُ السّوافك
ألم يبدِ سرُّ الحبِّ أنّ من الضّنى
رقيباً وإنْ لمْ يهتكُ السترُ هاتكُ
وليلٍ عليهِ رقمٌ وشيٍ كأنَّما
تمدّ عليهِ بالنجومِ الدّرانك
سَرَيْنا فطُفنَا بالحِجالِ وأهلِها
كما طافَ بالبيِت المُحجَّبِ ناسك
وكُنّا إذا ما أعيُنُ العِينِ رُقْنَنَا
أدَرْنَ عُيوناً حَشْوُهُنَّ المَهالِك
وتجدي وأكده والمناديحُ جمّة ٌ
بما اصفرَ من ألواننا لفواتك
تكونُ لنَا عندَ اللّقاء مَواقِفٌ
ولكنّها فوقَ الحَشايا مَعارك
نُنازِلُ من دون النّحورِ أسِنّة ً
إذا انتصبتْ فيها السدي الفوالك
نشاوى قدودٍ للخدودُ أسنّة ٌ
و لا طررٌ من فوقهنَّ حوالك
سرين وقد شقَّ الدجى عنْ صباحهِ
كواكب عِيسٍ بالشموسِ رواتك
وكائِنْ لها فوقَ الصَعِيدِ مناسمٌ
يطأنَ وفي سرِ الضميرِ مبارك
أقيموا صدورَ النّاعجاتِ فإنّها
سبيلَ الهوى بينَ الضُّلوع، سَوالك
ألم تريا الروضَ الأريضَ كأنَّما
أسرة ُ نورُ الشّمسِ فيها سبائك
كأنّ كُؤوساً فيه تسري براحِها
إذا علّلَتْها السّارياتُ الحواشك
كأنّ الشّقيقَ الغَضَّ يُكحَلُ أعيُناً
و يسفكُ في لبّاتهِ الدَّمَ سافكُِ
و ما تطلعُ الدّنيا شمساً تريكها
ولا للرِّياضِ الزُّهرِ أيدٍ حوائك
جلتهنّ أيّامُ المعزُّ الضَّواحك
سقى الكوّثرُ الخلديُّ دوحة َ هاشمٍ
وحَيّتْ معِزَّ الدّينِ عنَا الملائك
شَهِدتُ لأهْلِ البيْتِ أن لا مَشاعِرٌ
إذا لم تكن منهم وأن لا مناسك
عليه هوادي مجدهِ والحوارك
لَهُ نَسَبُ الزَّهْراءِ دِنْياً يُخُصّهُ
و سالفُ ما ضمّتْ عليه العواتك
إمامٌ رأى الدنيا بمؤخِرِ عيْنِهِ
فمن كانَ منها آخذاً فهو تارك
إذا شاءَ لم تَمْلِكْ عليه أناتُه
بَوادِرَ عَزْمٍ للقَضاءِ مَوالِك
لألقتْ إليه الأبحرُ الصُّمُّ أمرها
وهبّتْ بما شاءَ الرّياحُ السَّواهك
و ما سارَ في الأرضِ العريضة ِ ذكرهُ
و لكنّهُ في مسلكِ الشمسِ سالك
و ما كنهُ هذا النّورِ جبيهِ
ولكنّ نورَ اللّهِ فيه مشارِك
له المقرباتُ الجردُ ينعلها دماً
إذا قرعتْ هامَ لكماة السنابك
و يسبكُ فيها ذائبَ التِّبرِ سابك
صقِيلاتُ أبْشارِ البُرُوقِ كأنّمَا
أمرّت عليها بالسَّحابٍ المداوك
يُباعِدْنَ ما بَينَ الجَماجمِ والطُّلى
فتدنو مروراتٌ بها ودكادك
لك الخيرُ قلِّدها أعنّة َ جريها
فهُنّ الصُّفُونُ المُلجَماتُ العوالك
ووالِ فتوحاتِ البلادِ كأنّها
مَباسِمُ ثَغْرٍ تُجْتَلى ومضاحك
يُمِدَّكَ عزْمٌ في شَبا السيف قاطعٌ
وبُرثُنُ سَطْوٍ في طُلى الليثِ شابك
كأنّك للآخَالِ خَصْمٌ مُماحِك
لك العَرَصَاتُ الخُضرُ يَعبَقُ تُربُها
و تحيا بريّاها النفوسُ الهوالك
يَدٌ لأيادي اللّهِ في نَفَحَاتِها
غنّى لعزالي المزنِ وهي ضرائك
لكم دولة ُ الصّدق التي لم يقمْ بها
نُتَيْلَة ُ والأيّامُ هُوجٌ ركائك
إمامية ٌ لم يخز هارونُ سعيها
ولا أشْركَتْ باللّهِ فيها البَرامك
تردُّ إلى الفردوس منكم أرومة ٌ
يصلّي عليكم ربُّها والملائك
ثنائي على وحيِ الكتابِ عليكمُ
فلا الوحيُ مأفوكٌ ولا أنا آفك
دعاني لكمْ ودًّ فلبّتْ عَزائِمي
وعَنْسي وليلي والنجومُ الشّوابك
و مستكبرٌ لم يشعرِ الذُّلَّ نفسهُ
أبيٌّ بأبكارِ المهاولِ فاتك
ولو عَلِقَتْهُ من أُميّة َ أحْبُلٌ
لَجُبَّ سَنامٌ من بني الشعر تامك
و لمّا التقتْ أسيافها ورماحها
شراعاً وقد سدّتْ عليّ المسالك
أجَزْتُ عليها عابراً وتركْتُهَا
كأنّ المَنَايا تحتَ جنبي أرائِك
وما نَقَمُوا إلاّ قديمَ تَشَيعي
فنجّى هزبراً شدُّهُ المتدارك
و ما عرفتْ كرَّ الجيادِ أميّة ٌ
و لا حملتْ بزَّ القنا وهو شابك
ولا جَرّدُوا نَصْلاً تُخافُ شَباتُه
ولكِنّ فُولاذاً غَدا وهو آنُك
و لم تدم في حربٍ دروعُ أميّة ٍ
ولكنّهم فيها الإماءُ العَوارك
إذا حَضَروا المدّاح أُخْجِلَ مادِحٌ
و أظلمَ ديجورٌ من الكفرِ
ستبدي لك التثريبَ عن آل هاشمٍ
ظباتُ سيوفٍ حشوهنَّ المهالك
أأللّه! تَتْلُو كتبكم وشيوخُهَا
ببدرٍ رميمٌ والدّماءُ صَوائك
همُ لحظوكمُ والنّبوّة فيكمُ
كما لحظَ الشِّيبَ النّساءُ الفوارك
و قد أبهجَ الإيمانَ أنْ ثلَّ عرشها
وأنْ خَزَرَتْ لحْظاً إليْها المَهالك
بني هاشمٍ قد أنجزَ اللهُ وعدهُ
وأطلعَ فيكم شَمْسَهُ وهي دالك
ونادَتْ بثاراتِ الحُسَينِ كتائِبٌ
تمطّي شراعاً في قناها المعارك
تَؤمُّ وصيَّ الأوصياء ودونَهُ
صدور القنا والمرهفاتُ البواتك
وضَرْبٌ مُبينٌ للشّؤونِ كأنّما
هوتْ بفراش الهامِ عنه النّيازك
فدسْ بهم تلك الوكونُ فإنّني
أرى رخماً والبيضُ بيضٌ ترائك
لقد آن أنَ تجزى قريشٌ بسعيها
فإمّا حياة ٌ أو حمامٌ مواشك
أرى شعراءَ الملكِ تنحتُ جانبي
توَنبو عن اللّيْثِ المخاضُ الأوارك
تخبُّ إلى ميدان سبقي بطاؤها
و تلك الظّنونُ الكاذباتُ الأوافك
رأتْني حِماماً فاقشَعَرّتْ جُلُودُهَا
و إني زعيمٌ أنْ تلينَ العرائك
تُسيءُ قَوافِيها وَجُودُكَ محْسِنٌ
و تنشدُ إرناناً ومجدكَ ضاحك
فما لي غنَّي البالِ وهي الصّعالك
أبَتْ لي سبيلَ القوم في الشعر هِمّة ٌ
طَمُوحٌ ونفْسٌ للدنيّة ِ فارك
وما اقتادت الدنيا رجائي ودونها
أكُفُّ الرّجالِ اللأوياتُ المواعك
وما سرّني تأميلُ غيرِ خليفة ٍ
و أنيِ للأرضِ العريضة مالك
فحمِّلْ وريدي منكَ ثِقْلَ صَنيعة ٍ
فإنّي لمضبورُ القرا متلاحك
أبعدَ التماحي التّاجَ ملءَ محاجري
يَلوكُ أديمي من فم الدهر لائك
خمولٌ وإقتارٌ وفي يدكَ الغنى
فمحياً فإنّي بين هاتينِ هالك
لآية ِ ما تسري إليَّ نوائبٌ
مُشَذِّبَة ٌ عن جانبيَّ سَوادِك
فهُنَّ كما هُزَّتْ قَناً سمهرِيُّة ٌ
لسربالِ داودٍ عليَّ هواتك
لديَّ لها الحَربُ العَوانُ أشُبُّهَا
فإلاّ تُؤيّدْني فإنّي مُتارك
و أيُّ لسانٍ ناطقٌ وهو مفحمٌ
و أيُّ قعودٍ ناهضٌ وهو بارك[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ
رقم القصيدة : 10833
-----------------------------------
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ
فرأينا فيها مشابهَ منكِ
عارضتنا المها الخواذلُ أسرا
باً بأجراعها فلمْ نسلُ عنكِ
لا يرعْ للمها بداركِ سربٌ
فلقد أشبهتكِ إن لم تكُنكِ
مُسعِدي عُجْ فقد رأيتَ مَعاجي
يومَ أبكي على الدّيارِ وتبكي
بحنينٍ مرجَّعٍ كحنيني
و تشكٍّ مردَّدٍ كتشكّي
فاتّئِدْ تسكبِ الدموعَ كسكبي
ثمّ لا تَسفِكِ الدّماءَ كسَفْكي
لا أرى كابنِ جعفر بنِ عليٍّ
مَلِكاً لابِساً جلالَة َ مُلْكِ
تتفادى القلوبُ منه وجيباً
في مَقَامٍ على المتَوَّج ضَنْك
فكأنّا صبيحة َ الإذنِ نلقى
دونهُ المشرفيَّ هزَّ لبتك
و طويلَ النِّجادِ فرَّجَ عنهُ
جانبُ السِّجْفِ عن حياة ٍ وهُلك
لا أراهُ بتاركي حينَ يبْدو
وأشوبُ اليقِينَ منْهُ بشَكِّ
هَتَكَ الظُّلمَ والظلامَ به ذو
روعة ٍ لا يريبُ ستراً بهتك
فهو فينا خليفة ُ البدْرِ ما استحـ
ـلَكَ ليلٌ إذا تجلّى بحُلْك
مثلَ ماء الغمام يندى شباباً
وهو في حُلَّتَيْ تَوَقٍّ ونُسْك
يطئ الأرضَ فالثَّرى لؤلؤ رطْـ
بٌ وماءُ الثَّرى مجاجة ُ مسك
مَنْسَكٌ للوفود يُعْتَام قد
أنضَى المَطايا بطول وَخْدٍ ورتَك
أنا لولا نوالهُ آنفاً لم
يَكُ لي في شكاية ِ الدهرِ مُشك
سحَّ شؤبوبهُ فأجرى شعابي
و طمى بحرهُ فأغرقَ فلك
قلتُ للمزنِ قد ترى ما أراهُ
فاحكِهِ إن زَعَمْتَ أنّك تَحكي
و إذا زعزعَ الوشيجَ وألقى
بجرانٍ على الأعادي وبرك
نَظَمَ الفارسَ المُدَجَّجَ طَعْناً
تحتَ سَردٍ من لأمَة ٍ ومِشَك
جعفرٌ في الهياجِ بأساً كبأسٍ
إن سطا بالعدى وفتكاً كفتك
وإذا شاءَ قَلّدَتْهُ جُذامٌ
شرفَ البيتِ من أواخٍ وسمك
منصبٌ فارعٌ وغابُ أسودٍ
لم تَدِنْهُ الملوكُ يوماً بمَلْك
حفَّ مأثورهُ بمجدٍ وفخرٍ
أغنيا فيهِ عن لجاجٍ ومحك
هاكَ إحدى المحبَّراتِ اللّواتي
لم أشُبْ صِدقَها بزُورٍ وإفْك
نَظْمُها مُحْكَمٌ فقارَنَ بَينَ الـ
درِّ النَّظمِ وأخلصَ التِّبرَ سبكِ
و لْقدمنْ أخذتُ من شكري نعما
كَ بحطّي فكان أخذي كتَركي
بؤتُ بالعجزِ عن نداكَ وقد أجـ
ـهَدتُ نَفْسي فقلتُ للنفس قَدْكِ[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ
فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ
رقم القصيدة : 10834
-----------------------------------
فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ
وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ
أجلادُ مرهفة ٍ وفتكُ محاجرٍ
ما أنتِ راحمة ٌ ولا أهلوك
يا بنتَ ذا السّيفِ الطّويلِ نجادهُ
أكذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ
قد كانَ يدعوني خيالكِ طارقاً
حتى دعاني بالقَنا داعيكِ
عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي
وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ
منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ
عثروا بطيفٍ طارقٍ ظنُّوك
وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامة ً
لمّا تمايل عطفكِ اتهموكِ
حسبُ التّكحُّلَ في جفونك حلية ً
تاللهِ ما بأكفّهم كحلوك
وجَلَوْكِ لي إذْ نحن غُصْنا بانَة ٍ
حتى إذا احتَفَلَ الهَوى حَجَبوك
ولوى مقبّلكِ اللّثام وما دروا
أن قد لثمتُ به وقبِّلَ فوك
فضَعي اللِّثامَ فَقَبل خَدّك ضُرّجَتْ
راياتُ يحيى بالدّم المسفوك
يا خيله لا تسخطي عزماته
ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك
إيهاً فمِن بين الأسنَّة ِ والظُّبَى
إنَّ الملائكة ََ الكرامَ تليك
قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّة ً
لِتخايَلي وشكائماً لِتَلُوكي
وحماكِ أغمارَ المواردِ أنّهُ
بالسَّيفِ من مهج العدى ساقيك
عوجي بجنحِ الليل فالملكُ الّذي
يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك
رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً
لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك
هو ذلك الليْثُ الغٍضَنْفَرْ فانجُ من
بطشٍ على مهجِ اللّيوثِ وشيكِ
تلقاهُ فوقَ رحالهِ وأقبّلَ
تلقاه فوق حشيّة ٍ وأريك
تأبى لهُ إلاّ المكارمَ يشجبٌ
تأبى سنامَ المجدِ غيرَ تموك
بيتٌ سما بكَ والكواكبُ جنّحٌ
من تحتِ أبنِيَة ٍ له وسُمُوك
كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها
من آفكٍ منهم ومن مأفوك
إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقى له
والنّجمُ أقربُ نهجكَ المسلوك
عاودتَ من دارِ الخلافة ِ مطلعاً
فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دلوك
ورأى الخليفة ُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ
بيديهِ من روحِ الشُّعاعِ سبيك
وغدتْ بكَ الدُّنيا زبرجدة ً جلت
عن ثغْرٍ لؤلؤة ٍ إليك ضَحُوك
يَدُكَ الحميدة ُ قبل جودك إنها
يدُ مالكٍ يقضي على مملوك
صدَقَتْ مُفَوَّفَة َ الأيادي إنما
يوماكَ فيها طرَّة َ درنوك
الشِّعرُ ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ
من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك
والفتكُ فتكٌ في صميمِ المالِ لا
ما حدَّثوا عن عروة َ الصُّعلوك
وأرى الملوكَ إذا رأيتكَ سوقة ً
وأرى عُفاتكَ شوقَة ً كمُلوك
الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ
والبحرُ منهمُ وهو غير ضريك
أجريتَ جودكَ في الزّلالِ شاربٍ
وسبكته في العسجدِ المسبوك
لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجيٌّ صَعَّرَتْ
عاداتُ نصرك منه خدَّ مليك
من سابحٍ منها إذا استحضرتهُ
ربذِ اليدين وسهلبٍ محبوك
قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ
من بيض أدحيِّ الظّليم تريك
لو تأخذوا الحسناءُ عنهُ خصالها
ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك
أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا
نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك
لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصرهُ
لم يلهجِ العدويُّ باليرموك
وقعاتُ نصرٍ في الأعادي حدَّثتْ
عن يوم بدرٍ قبلها وتبوك
هل أنتَ تاركُ نصل سيفك حقبة ً
في غمده أم ليس بالمتروك
لو يستطيعُ اللّيلُ لاستعدى على
مسراكَ تحتَ قناعهِ الحلكوك
لاقيتَ كلَّ كتيبة ٍ وفللتَ كلَّ
ضريبة ٍ وألنتَ كلَّ عريك[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> يومٌ عريضٌ في الفَخارِ طَويلُ
يومٌ عريضٌ في الفَخارِ طَويلُ
رقم القصيدة : 10835
-----------------------------------
يومٌ عريضٌ في الفَخارِ طَويلُ
ما تَنقَضي غُرَرٌ لهُ وحُجُول
ينجابُ منه الأفق وهو دجنَّة ٌ
ويَصِحُّ منْهُ الدهرُ وهو عليلُ
مسحتْ ثغورُ الشّام أدمعها بهِ
و لقد تبلُّ التُّربَ وهي همول
و جلا ظلامَ الدِّينِ والدُّنيا بهِ
مَلِكٌ لما قال الكِرامُ فَعُول
متكشِّفٌ عن عزمة ٍ علويَّة ٍ
للكفرِ منها رنَّة ٌ وعويل
فلوْ أنّ سفناً لم تحملْ جيشهُ
حَمَلَتْ عزائمَهُ صَباً وقَبول
ولوْ أنّ سَيْفاً لَيسَ يَبْتِكُ حَدُّهُ
جذَّ الرِّقابَ بكفِّهِ التَّنزيل
مَلِكٌ تَلَقّى عن أقاصي ثَغْرِهِ
أنباءَ ذي دُوَلٍ إليه تَدول
بُشْرَى تَحَمَّلُها اللّيالي شُرَّداً
خَيرُ المَساعي الشاردُ المحمول
تأتي الوفودُ بها فلا تكرارها
نصبٌ ولا مقرونها مملول
ويكادُ يَلقاهم على أفواهِهِمْ
قبلَ السَّماع الرّشْفُ والتّقبيل
يجلو البشيرُ ضياءَ بشرِ خليفة ٍ
ماءُ الهُدى في صَفحَتَيهِ يجول
للّهِ عَينَا مَن رَأى إخْباتَهُ
لمّا أتاهُ بَريدُها الإجْفِيل
و سجودهُ حتى التُّقى عفرُ الثَّرى
وجَبينُهُ والنَّظْمُ والإكليل
لم يَثْنِهِ عِزُّ الخِلافَة َ والعُلى
والمجْدُ والتّعظيمُ والتبجيل
بينَ المواكبِ خاشِعاً مُتَواضِعاً
والأرضُ تَخشَعُ بالعُلى وتَميل
فَتَيَمّمُوا ذاكَ الصّعيدَ فإنّهُ
بالمِسكِ من نَفَحاٍّتِهِ معلول
سيَصِيرُ بعدَك للأئِمّة ِ سُنُّة ً
في الشكر ليس لمثلها تحويل
من كانَ ذا إخلاصُهُ لم يُعْيِهِ
في مشكلٍ ريثٌ ولا تعجيل
لو أبصرتكَ الرُّومُ يومئذٍ درتْ
أنّ الإلهَ بما تَشاءُ كَفِيل
يا ليتَ شعري عن مقاولهمْ إذا
سمعتْ بذلك عنك كيفَ تقول
ودُّوا وداداً أن ذلكَ لم يكنْ
صِدْقاً وكلٌّ ثاكِلٌ مَثكول
هذا يدلُّهمُ على ذي عزمة ٍ
لا فيهِ تسليمٌ ولا تخذيل
أنْتَ الذي ترِثُ البِلادَ لَدَيْهِمُ
فالأرض فالٌ والسجودُ دَليل
قُلْ للدُّمُسْتُق مُورِدِ الجمعِ الذي
ما أصْدَرَتْهُ له قَناً ونُصُول
سل رهطَ منويلٍ وأنتَ غررتهُ
في أيّ مَعركَة ٍ ثَوى مَنويل
منَعَ الجنودَ من القُفول رواجعاً
تَبّاً لهُ بالمُنْدِياتِ قُفُول
لا تُكذَبَنَّ فكُلُّ ما حُدِّثْتَ مِن
خبرٍ يسرُّ فإنَّهُ منحول
وإذا رأيتَ الأمْرَ خالَفَ قَصْدَهُ
فالرّأيُ عن جهة ِ النُّهى معدول
قد فالَ رأيُكَ في الجلاد ولم تَزَلْ
آراءُ أغمارِ الرّجالِ تَفِيل
وبعثْتَ بالأسطولِ يحملُ عُدّة ً
فأثابنا بالعدَّة ِ الأسطول
و رميتَ في لهواتِ أسدِ الغابِ ما
قد باتَ، وهْي فَريسَة ٌ مأكول
أدَّى إلينا ما جمعتَ موفَّراً
ثمَ انثَنى في اليَمِّ وهو جَفول
لجِبٌ وَشْوُ الخافِقَينِ صهيل
ولقد يُرى بالجيش وهو ثقيل
نفَّلتهُ من بعدِ ما وفَّرتهُ
مَنٌّ لعَمرُكَ ما أتيتَ جَزيل
إيهاً كذاكَ فإنّهُ ما كان مِنْ
برِّ الكرام فإنّهُ مقبول
رمتُ الملوكَ فلم يبنْ لكَ بينها
شَخصٌ ولا سِيما وأنتَ ضئيل
أتقدُّماً فيهمْ وأنتَ مؤخَّرٌ
و تشبُّهاً بهم وأنتَ دخيل
ماذا يؤمَّلُ جحدرٌ في باعهِ
قصرٌ وفي باعِ الخلافة ِ طول
ذمَّ الجزيرة َ وهيَ خدرُ ضراغمٍ
سامتهُ فيها الخسفَ وهوَ نزيل
والأرضُ مَسبَعَة ٌ تُكلّفُه القِرى
فيجودُ بالمُهَجات وهو بخيل
قد تُسْتَضافُ الأُسْدُ في آجامِهَا
جهلاً بهنَّ وقد يزارُ الغيل
حَربٌ يُدَبّرُهَا بظنٍّ كاذبٍ
هلاّ يقِينُ الحَزْم منه بَديل
والظَّنُّ تغريرٌ فكيفَ إذا التقى
في الظَّنّ رأى ٌ كاذبٌ وجهول
وافى وقد جمعَ القبائلَ كلَّها
وكفاكَ من نَصْرِ الإلهِ قَبِيل
جمع الكتائبَ حاشداً فثناهُمُ
لك قبلَ إنفاذِ الجيوش رَعيل
والنصرْ ليسَ يُبِينُ حقَّ بَيانِهِ
إلاّ إذا لقيَ الكثيرَ قليل
جاؤوا وحَشْوُ الأرضِ منهم جحفَلٌ
ثمّ انثنوا لا بالرماحِ تقصُّدٌ
بادٍ ولا بالمُرهَفاتِ فُلُول
نزلوا بأرضٍ لم يمسوا تربها
حتى كأنَ وقوعهم تحليل
لم يتركوا فيها بجعجح الرّدَى
إلاّ النجيعَ على النجيعِ يَسيل
خاضتهُ أوظفة ُ السوابقِ فانتهى
منهنَّ مالا ينتهي التَّحجيل
إنّ التي رامَ الدُّمُستُقُ حَربَها
للّهِ فِيها صارمٌ مسلول
لا أرضُها حَلَبٌ ولا ساحاتُهَا
مِصْرٌ ولا عَرضُ الخليجِ النِّيل
ليت الهرقلَ بدا بها حتى انثنى
و على الدُّمستقِ ذلّة ٌ وخمول
تلك التي ألْقَتْ عليهم كلكَلاً
ولها بأرضِ الأرمَنينَ تَلِيل
يَرتابُ منها الموجُ وهو غُطامِطٌ
و يراعُ منها الخطبُ وهو جليل
نحَرَتْ بها العَربُ الأعاجِمَ، إنّهَا
رمحٌ أمقُ ولهذمٌ مصقول
تلكَ الشّجا قد ماتَ مغصوصاً بها
من لا يكادُ يموتُ وهو قتيل
يَجِدونَها بينَ الجوانحِ والحَشا
فكأنّما هي زفرَة ٌ وغَلِيل
وكأنّها الدّهْرُ المُنيخُ عليهِمُ
لا يستطاعُ لصرفهِ تحويل
وكأنّها شمسُ الظّهيرَة ِ فوقَهُمْ
يرّتَدُّ عنها الطَّرّفُ وهو كليل
ما ذاكَ إلاّ أنّ حَبْلَ قَطِينِها
بِحبالِ آلِ محمّدٍ مَوْصُول
ذرهُ يجمِّعُ ألفَ ألف كتيبة ٍ
فهو النَّكُولُ وجَمْعُه المفلُول
وهو الذي يُهْدي حُماة ُ رجالِهِ
نفلاً إليك فهل لديكَ قبول
لو كنتَ كلَّفتَ الجيوشَ مرامها
كلّفتها سفراً إليه يطول
فكفاكَ وشكُ رحيلهِ عن أرضهِ
عن أن يكون العامَ منك رحيل
حتى إذا اقْتَبَلَ الزّمانُ أريْتَهُ
بالعزمِ كيفَ يصولُ من سيصول
فلتعلمِ الأعلاجُ علماً ثاقباً
أنّ الصّليبَ وقد عززتَ ذليل
و ليعبدوا غيرَ المسيحِ فليسَ في
دينِ التَّرهُّبِ بعدها تأميل
ما ذاك ما شهدت لهُ الأسرى به
إذ يَهْزَأُ الطّاغي بهِ الضِّلّيل
بَرِئَتْ منَ الإسلامِ تحتَ سيوفِهِ
إلاَّ اعتدادَ الصَّبرِ وهو جميل
سلكتْ سبيلَ المُلحِدينَ ولم يكُنْ
من بعد ذاكَ إلى الحياة ِ سبيل
أرِضى ً بمأثورِ الكلامِ وخلفَهُ
غدرٌ ومأثور الحديد صقيل
فالحرُّ قد يقنى الحياءَ حفيظة ً
وهو الجَنيبُ إلى الرّدى المملول
هل كان يُعرَفُ للبطارقِ قبل ذا
بأسٌ ورأيٌ في الجلادِ أصيل
أنَّى لهم هممٌ ومن عجبٍ متى
غَدَتِ اللّقاحُ الخورُ وهي فُحول
أهلُ الفِرار فليتَ شِعْري عنهمُ
هل حدَّثوا أنَّ الطِّباعَ تحول
الأكثرينَ تخمُّطاً وتكبُّراً
ما لم تِهَزّ أسِنّة ٌ ونُصُول
حتى إذا ارتعصَ القَنا وتلمّظَتْ
حَرْبٌ شَرُوبٌ للنفوس أكول
رجعوا فأبدوا ذلَّة ً وضراعة ً
و إلى الجبلَّة ِ يرجعُ المجبول
إذ لا يزالُ لهم إليكَ تغلغلٌ
و سرى ً ووخدٌ دائمٌ وذميل
وإنَابَة ٌ مُنْقَادَة ٌ وإتَاوَة ٌ
ورسالَة ٌ مُعْتَادَة ٌ ورسول
فإذا قبلتَ فمنّة ٌ مشكورة ٌ
لك ثمَّ أنتَ المرتجى المأمول
وإذا أبَيْتَ فعزمَة ٌ مَضَاءَة
لا بُدّ أنّ قضاءها مفعول
وليَغْزُوَنّهُمُ الأحَقُّ بغزوهم
و اللَّهُ عنهُ بما يشاءُ وكيل
و لتدركنَّ المشرفيَّة ُ فيهمِ
ماينثني عن دركهِ التَّأميل
وليُسَمَعَنً صَليلها في هامهِم
إن كان يُسمَعُ للسيوفِ صَليل
و ليبلغنَّ جيادُ خيلكَ حيثُ لم
يَبْلُغْ صَباحٌ مُسْفِرٌ وأصِيل
كم دوَّختْ أوطانهمْ فتركتها
والمالُ نَهْبٌ والدّيارُ طُلول
فوراءهم حيثُ انتهوا وأمامهمْ
تطَوى بهنَّ تنائفٌ وهجول
فكأنّها بينَ اللِّصابِ نضانضٌ
وكأنّهَا بينَ الهِضابِ وُعول
و لقد أتيتَ الأرضَ منْ أطرافها
ووطِئْتَها بالعزم وهي ذَلول
و استشعرتْ أجبالها لك هيبة ً
حتى حَسِبنَا أنها ستَزُول
نامتْ ملوكٌ في الحشايا وانثنتْ
كسلى وطرفكَ بالسُّهاد كحيل
لن ينصُرَ الدينَ الحنيفَ وأهلَهُ
مَن بعضُهُ عن بعضِهِ مشغول
تلهيكَ صلصلة ُ العوالي كلّما
ألهَتْ أولئك قَيْنَة ٌ وشَمول
و بذاكَ حسبكَ انْ تجرِّرَ لأمة ً
وبحسبِ قومٍ أن تُجَرّ ذُيول
لا تَعْدَمَنّكَ أُمّة ٌ أغنَيْتَهَا
وهَدَيْتَها تَجْلُو العَمى وتُنيل
ورَعِيَّة ٌ هُدّابِ عَدلِكَ فوقَها
سِتْرٌ على مُهَجانِها مسدول
فكأنّ دَولَتَكَ المنيرة َ فيهم
ذَهَبٌ على أيّامِهِمْ مَحلول
لا يَعْدَمُوا ذاكَ النّجادَ فإنّهُ
ظلٌّ على تلكَ الدِّماءِ ظليل
مَن يهتدي دونَ المعِزِّ خليفَة ً
إنَّ الهداية َ دونهُ تضليل
مَنْ يَشْهَدُ القرآنُ فيه بفضْلِهِ
و تصدَّقُ التَّوراة ُ والإنجيل
و الوصفُ يمكنُ فيهِ إلاّ أنَّهُ
لا يُطْلَقُ التّشبيهُ والتّمثيل
و النَّاسُ إن قيسوا إليهِ فإنَّهم
عرضٌ لهُ في جوهرٍ محمول
تَرِدُ العيونُ عليه وهي نَواظِرٌ
فإذا صَدَرْنَ فإنّهُنَّ عقول
غامرتهُ فعجزتُ عن إدراكهِ
لكنَّهُ بضمائرِ معقول
كلُّ الأئمَّة ِ من جدودكَ فاضلٌ
فإذا خصَّصتَ فكلُّهم مفضول
فافخَرْ فمِن أنسابكَ الفرْدوْسُ إن
عُدّتْ ومن أحسابِكَ التنزيل
و أرى الورى لغواً وأنتَ حقيقة ٌ
ما يَستَوي المعلومُ والمجهول
و شدَ البريَّة ُ كلَّها لكَ بالعلى
إنَّ البريَّة َ شاهدٌ مقبل
و اللّهُ مدلولٌ عليهِ بصنعهِ
فينا وأنتَ على الدَّليلِ دليل[/font]
 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أتظنُّ راحاً في الشَّمالِ شمولا
أتظنُّ راحاً في الشَّمالِ شمولا
رقم القصيدة : 10836
-----------------------------------
أتظنُّ راحاً في الشَّمالِ شمولا
أتظنُّها سكرى تجرُّ ذيولا
نثرتْ ندى أنفاسها فكأنّما
نَثرَتْ حِبالاتِ الدُّموعِ همولا
أوَ كلَّما جنحَ الأصيلُ تنفَّستْ
نفساً تجاذبهُ إليَّ عليلا
تهدى صحائفكمْ منشَّرة ً وما
تُغني مُراقَبَة ُ العُيونِ فَتيلا
لا تغمِضُوا نَظَرَ االرضا فلربَّما
ضمَّتْ عليهِ جناحها المبلولا
وكأنّ طَيْفاً ما اهتَدى فبعثْتُمُ
مِسكَ الجيوب الرَّدْعَ منه بَديلا
سأروعُ من نضمَّت حجالكمُ وإن
غَدَتِ الأسِنّة ُ دونَ ذلك غِيلا
أعصي رِماحَ الخطِّ دونكِ شُرّعاً
و أطيعُ فيكِ صبابة ً وغليلا
بَشراً وأنقَذَ فيكم التَفصيلا
يَهْمي نفوساً أو يُقَدَّ فُلولا
ما للمعالمِ والطُّلولِ أما كفا
بالعاشقينَ معالماً وطلولا
فكأنّنَا شَمْلُ الدّموعِ تَفَرُّقاً
و كأنَّنا سرُّ الوداعِ نحولا
ولقد ذممْتُ قصيرَ ليلي في الهوى
وحَمِدتُ من مَتْنِ القناة ِ طويلا
إنّي لَتُكْسِبُني المَحامِدَ هِمّة ٌ
نجمتْ وكلَّفتِ النُّجومَ أفولا
بكرتْ تلومُ على النَّدى أزديَّة ٌ
إلاَّ لِيصْفَحَ قادراً وتنِيلا
يا هذهِ إن يفنَّ فارطُ مجدهم
فخذي إليكِ النِّيلَ والتَّنويلا
يا هذهِ لولا المساعي الغرُّ ما
زعموا أباكِ الماجدَ البهلولا
إنَّ لينجدنَا السَّماحُ على الَّتي
تذرُ الغمامَ المستهلَّ بخيلا
وتَظُنُّ في لَهَواتِنا أسيافَنَا
سَيَّرتُهَا غُوَراً لكُمْ وحُجُولا
هذا ابنُ وَحيِ اللهِ تأخُذُ هَدْيَها
لو لم يَفِضْ لك في البرِيّة ِ نائِلٌ
ذو النُّورِ تُولِيهِ مكارمُ هاشِمٍ
شُكْراً كنائِلِهِ الجزيلِ جزيلا
لا مثلَ يومِ منهُ يومُ أدلَّة ٍ
تهدي إلى المتفقِّهينَ عقولا
في مَوسِمِ النَّحُرِ السَّنيعِ يَرُوقُني
فأغضُّ طرفاً عن سناهُ كليلا
والجوُّ يَعثِرُ بالأسِنّة ِ والظُّبَى
و الأرضُ واجفة ٌ تميلُ مميلا
والخافِقاتُ على الوشيجِ كأنّما
حاولنَ عندَ المعصراتِ ذحولا
و الأسدُ فاغرتٌ تمطِّي نيبها
والدّهْرُ يَنْدُبُ شِلْوَهُ المأكولا
و الشَّمسُ حاسرة ُ القناعِ وودُّها
لو تستطيعُ لتُربِهِ تقبيلا
وعلى أميرِ المؤمنِينَ غمامَة ٌ
نشأتْ تظلِّلُ تاجهُ تظليلا
نهضتْ بثقلِ الدُّرِّ ضوعفَ نسجها
فَجَرَتْ عليه عَسجداً محلولا
أمُديرَها من حيثُ دارَ لَشَدّ مَا
زاحمتَ حولَ ركابهِ جبريلا
ذعرتْ مواكبهُ الجبالَ فأعلنتْ
هضباتها التَّكبيرَ والتَّهليلا
قد ضمّ قطريها العجاجُ فما ترى
بينَ السِّنانِ وكعبهِ تخليلا
رُفِعَتْ له فيها قِبابٌ لم تكُنْ
ظُعْناً بأجراعِ الحِمى وحمولا
أيكِيّة ِ الذهَبِ المرصَّعِ رَفَرفَتْ
فبها حمامٌ ما دعونَ هديلا
وتُبَاشِرُ الفلكَ الأثيرَ كأنّمَا
تَبغي بهِنَّ إلى السماء رَحيلا
تدنى إليها النُّجبُ كلُّ عذافرٍ
يهوي إذا سارَ المطيُّ ذميلا
تتعرَّفُ الصُّهبُ المؤثَّلَ حولهُ
نَسَباً وتُنكِرُ شَدقماً وجَديلا
و تجنُّ منهُ كلُّ وبرة ِ لبدة ٍ
لَييْثاً وَيحمِلُ كُلُّ عُضْوٍ فيلا
وتَظُنَّهُ مُتَخمِّطاً من كِبْرِهِ
وتَخَالهُ متنمِّراً لِيَصُولا
و كأنّما الجردُ الجنائبُ خرَّدٌ
سفرتْ تشوقُ متيَّماً متبولا
تَبْدو عليها للمعِزِّ جَلالَة ٌ
فيكونُ أكثرُ مشيها تبجيلا
ويَجِلُّ عنها قَدرُه حتى إذا
راقتهُ كانتْ نائلاً مبّذولا
من كلّ يعبوبٍ يحيدُ فلا ترى
إلاّ قَذالاً سامِياً وتَلِيلا
و كأنّ بينَ عنانهِ ولبانهِ
رشأً يريعُ إلى الكناس خذولا
لَوْ تَشْرَئِبُّ لهُ عقيلة ُ رَبْرَبٍ
ظنّتهُ جؤذرا رملها المكّحولا
إنْ شِيمَ أقبَلَ عارضاً مُتهلِّلاً
أو ريعَ أدبرَ خاضباً إجفيلا
تَتَنزّلُ الأروى على صَهَواتِهِ
ويبِيتُ في وَكْرِ العُقابِ نزيلا
يهوي بأمِّ الخشفِ بينَ فروجهِ
ويُقَيِّدُ الأدمانَة َ العُطْبُولا
صلتانة ُ يعنفُ بالبروقِ لوامعاً
ولقد يكونُ لأمّهِنّ سَليلا
هذا الذي ملأَ القلوبَ جلالة ً
هذا الَّذي تركَ العزيزَ ذليلا
فإذا نظرتَ نظرة َ غيرَ مشبَّهٍ
إلاّ التِماحَكَ رايَة ً ورَعِيلا
يوْمٌ تجلّى الله من مَلَكُوتِهِ
فرآكَ في المرأى الجليلِ جَلِيلا
جلَّيتَ فيهِ بنظرة ٍ فمنحتهُ
نظراً برؤية ِ غيرهِ مشغولا
وتَحَلّتِ الدّنْيا بسِمْطَيْ دُرِّهَا
فرأيتها شخصاً لديكَ ضئيلا
و لحظتَ منبركَ المعلَّى راجفاً
من تحتِ عِقْدِ الرّايَتَينِ مَهُولا
مسدولَ سترِ جلالة ٍ أنطقتهُ
فرفعْتَ عن حِكَمِ البيانِ سُدُولا
وقَضَيْتَ حَجَّ العامِ مُؤتَنِفاً وقَدْ
وَدَّعْتَ عاماً للجِهادِ مُحِيلا
وشَفعْتَ في وَفْدِ الحجيجِ كأنّما
نفَّلتهم إخلاصكَ المقبولا
و صدرتَ تحبو النّاكثين مواهباً
هَزّتْ قَؤولاً للسّماحِ فَعُولا
و هي الجرائمُ والرَّغائبُ ما التقتْ
قد جُدْتَ حتى أمَّلَتْكَ أُمَيّة ٌ
لو أنَ وِتْراً لم يُضِعْ تأميلا
لم يخْلُ جَبّارُ المُلوكِ بِذِكْرِهِ
إلاّ تَشَحَّطَ في الدماء قتيلا
و كأنّ أرواحَ العدى شاكلنهُ
فإذا دعا لبّى الكميَّ عجولا
وإذا اسْتَضاء شِهابَهُ بطلٌ رأى
صُوَرَ الوقائعِ فوقه تَخْييلا
و غذا تدبَّرهُ تدبَّرَ علّة ً
للنَّيرَاتِ ونَيّراً مَعْلُولا
لكَ حسنهُ متقلَّداًو بهاؤهُ
متنكبَّاً ومضاؤهُ مسلولا
كتَبَ الفِرنْدُ عليه بعضَ صِفاتكُمْ
فعرفتُ فيهِ التاجَ والإكليلا
قد كاد يُنْذِرُ بالوعِيدِ لِطولِ مَا
أصغى إليك ويعلمْ التأويلا
فإذا غضبتَ علتهُ دونكَ ربدة ٌ
يغدو لها طرفُ النهارِ كليلا
و إذا طويتَ على الرَّضى اهدى إلى
شمس الظَّهيرة ِ عارضاً مصقولا
سمّاهُ جدُّكَ ذا الفقارِ وإنّما
سمّاهُ منْ عاديتَ عزرائيلا
و كأنْ بهِ لم يبقِ وتراً ضائعاً
في كربلاءَ ولا دَماً مَطلولا
أو ما سمعتمْ عن وقائعهِ التي
لم تبقِ إشراكاً ولا تبديلا
سارتْ بها شيعُ القصائدِ شرَّداً
فكَأنّما كانَتْ صَباً وقَبُولا
حتى قَطَعْنَ إلى العراقِ الشأمَ عن
عُرُضٍ وخُضنَ إلى الفُراتِ النيلا
طلعتْ على بغداد بالسَّيرِ الَّتي
سيَّرتها غرراً لكمْ وحجولا
أجْلينَ مِنْ فِكَري إذا لم يسمعوا
لسيوفهنَّ المرهفاتِ صليلا
و لقد هممتُ بأنْ أفكَّ قيودها
لمّا رأيتُ المحسنينَ قليلا
حتى رأيتُ قصائي منحولة ً
و القولَ في أمِّ الكتابِ مقولا
وَلَئِنْ بَقِيتُ لأُخْلِيَنَّ لِغُرِّهَا
ميدانَ سبقي مقصراً ومطيلا
حتى كأنِّي ملهمٌ وكأنَّها
سورٌ أرتِّلُ آياتها ترتيلا
تلك المهنَّدة ُ الرِّقاقُ فلولا
ولقد رأيتُكَ لا بلَحْظٍ عاكِفٍ
فرأيتُ من شيمِ النبيّ شكولا
و لقد سمعتكَ لا بسمعي هيبة ً
لكنْ وجدَتُكَ جوهراً معقولا
أبني النّبوّة ِ هل نبادرُغاية ً
و نقولُ فيكم غيرَ ما قد قيلا
إنّ الخبيرَ بكم أجَدَّ بخُلقكم
غيباً فجرَّدَ فيكمُ التنزيلا
آتاكمُ القدسَ الذي لم يؤتهِ
بشراً وأنفذَ فيكمُ التَّفضيلا
إنّا إستلمنا رُكْنَكُم ودَنوتُمُ
حتى استلمتمْ عرشهُ المحمولا
فوصلتُمُ ما بيْنَنَا وأمدَّكُمْ
برهانهُ سبباً به موصولا
ما عذركم أن لا تطيبَ فروعكمْ
ولقد رسختُمْ في السماء أُصولا
أعطتكم شمُ الأنوفِ مقادة ً
وركبتُمُ ظَهْرَ الزّمانِ ذَلولا
خَلّدْتُمُ في العبشمِيّة ِ لَعْنَة ً
خلقتْ وما خلقوا لها تعجيلا
راعَتْهُمُ بكمُ البُروقُ كأنّمَا
جرَّدتموها في السحابِ نصولا
في مَن يظُنّونَ الإمامة ٍ منهُمُ
إنْ حصّلتْ أنسابهمْ تحصيلا
مِنْ أهْلِ بَيْتٍ لم يَنالوا سَعْيَهُم
من فاضلٍ عدلوا به مفضولا
لا تَعْجَلوا إنّي رأيتُ أناتَكْمْ
وطئاً على كتدِ الزمان ثقيلا
أمُتَوَّجَ الخُلَفاءِ حاكِمْهُم وإنْ
كان القضاءُ بما تشاءُ كفيلا
فالكتبُ لولا أنّها لكَ شهَّدٌ
ما فُصِّلَتْ آياتُهَا تفصيلا
الله يَجزيكَ الذي لم يَجْزِهِ
و لقد براكَ وكنتَ موثقهُ الذي
أخذَ الكِتابَ وعهْدَهُ المسؤولا
حتى إذا استرعاكَ أمرَ عِبادهِ
أدْنَى إليهِ أباكَ إسماعيلا
من بينِ حجبُ النُّور حيثُ تبوّأتْ
آباؤهُ ظِلَّ الجِنانِ ظَليلا
أدّى أمانتهُ وزيدَ منَ الرّضى
قرباً فجاورهُ الإلهُ خليلا
ووَرثتَهُ البُرْهانَ والتِّبيانَ والـ
ـفُرْقانَ والتّوراة َ والأنجيلا
وعلمتُ منْ مكنونِ علمِ اللهِ ما
لمْ يؤتِ جبريلاً وميكائيلا
لو كنتَ آوِنَة ً نَبِيّاً مُرْسَلاً،
نُشرَتْ بمبعثِكَ القُرونُ الأولى
أو كنتَ نُوحاً مُنذِراً في قومِهِ
ما زادَهم بدُعائهِ تَضليلا
لله فيكٍ سريرَة ٌ لوْ أُعلِنَتْ
أحيا بذكركَ قاتلٌ مقتولا
لو كانَ أعطَى الخَلْقَ ما أُتيتَهُ
لم يَخْلُقِ التّشبيهَ والتمثيلا
لولا حجابٌ دونَ علمكَ حاجزٌ
وَجَدوا إلى عِلمِ الغُيُوبِ سَبيلا
لولاكَ لمْ يكنْ التّفكرُ واعظاً
والعقلُ رُشْداً، والقياسُ دَليلا
لو لم تكُنْ سَبَبَ النّجاة ِ لأهْلِها
لم يُغْنِ إيمانُ العِبادِ فَتيلا
لو لم تُعَرِّفْنا بذاتِ نُفُوسِنا
كانتْ لدينا عالماً مجهولا
لو لمْ يفضْ لكَ بالبريّة ِ نائلٌ
كانَت مُفوَّفَة الرّياضِ مَحُولا
لو لم تكن سكَنَ البلادِ تَضَعضَعتْ
ولَزُيِّلَتْ أركانُها تَزييلا
لو لمْ يكنْ فيكَ اعتبارٌ للورى
ضَلُّوا فلم يَكُنِ الدليل دليلا
نَبِّهْ لنا قَدْراً نَغيظُ بهِ العِدَى
فلقدْ تجهمنا الزّمانُ خمولا
لو كنتَ قبلَ تكونُ جامعَ شملنا
ما نيلَ منْ حُرماتنا ما نيلا
نَعْتَدُّ أيْسَرَ ما ملكتَ رقابَنَا
وأقَلَّ ما نَرجو بكَ المَأمولا[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ
كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ
رقم القصيدة : 10837
-----------------------------------
كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ
قتلُ الملوكِ ونقلُ المُلكِ والدُّوَلِ
أينَ الفرارُ لباغٍ أنتَ مدركهُ
لأمِّهِ ملءُ كفّيها منَ الهبل
هيهاتَ يضحي منيعٌ منكَ ممتنعاً
ولو تَسَنّمَ روَقَ الأعصَم الوَعِل
ولو غدا بخُلوبِ اللّيثِ مُدَّرِعاً
أو باتَ بينَ نيوبِ الحيَّة ِ العصل
أمّا العَدُوُّ فلا تَحْفَلْ بمَهلكِهِ
فإنّما هو كالمحصُورِ في الطِّوَل
وأيُّ مستكبرٍ يعيا عليكَ إذا
قدتَ الصّعابَ قلا تسألْ عن الذُّلل
خافوكَ حتى تفادَوْا من جَوانِحِهم
فما يُناجُونَها من كثرَة ِ الوَهَل
ما يستقِرُّ لهُمْ رأسٌ على جَسَدٍ
كأنَّ أجسامهمْ يلعبنَ بالقلل
هذا المُعِزُّ وسيْفُ الله في يَدِهِ
فهلْ لأعدائهِ في اللهُ من قبلُ
وهذهِ خيلهُ غراً مسوَّمة ً
يخرجنَ منْ هبواتِ النقعِ كالشُّعل
إذا سَطا بادَرَتْ هامٌ مصارِعَها
كأنّما تتلقى الأرضَ للقبل
مُؤيَّداً باختِيارِ الله يَصْحَبَهُ
وليسَ فيما أراهُ الله من خَلَل
تخفى الجليّة ُ إلاّ عنْ بصيرتهِ
حتى يكونَ صوابُ القولِ كالخَطَل
فقد شهِدتُ له بالمُعجِزاتِ كما
شَهِدْتُ لله بالتّوحِيدِ والأزَل
فأبْلِغِ الإنسَ أنّ الجِنَّ ما وألَتْ
منه ولو حارَبَتْهُ الشمسُ لم تَئِل
عَتَوْا فغادرتَ في صَحرائهم رَهَجاً
يمتَدُّ منهُم على الأفلاكِ كالظُّلَل
سرى مع الشهبِ في عليا مطالعها
فكان أولى بأعلى الأفْق من زْحَل
داجٍ وما بحواشي الغَيم من طَحَل
أرْدَتْ سُيوفُك جِيلاً من فَراعِنَة ٍ
لمْ يفتأوا لقديمِ الدّهرِ كالجبل
همُ اسبدُوا بأسلابِ الليوثِ وهم
جَزّوا نواصي أهْلِ الخَيم والحُلَل
من عهد طالوتَ أو من قبله اضطرمتْ
تغلي مراجلهمْ غيظاً على الملل
لقد قصَمتَ من ابنِ الخَزْرِ طاغِية ً
صعبَ المقادة ِ إبّاءً على الجدل
إذ لا يزالُ مُطاعاً في عَشيرِتهِ
تلقى إليهِ أمورُ الزَّيغ والنَّحل
يكادُ يَعصي مَقاديرَ السّماءِ إذا
رمى بعينيهِ بينَ الخيلِ والإبل
حسمتَ منهُ قديمَ الدّاءِ متّصلاً
بالجاهليّة ِ لاهٍ بالعدى هزل
من جاحدي الدِّينَ والحقِّ المنير ومن
عادي الأئِمّة ِ والكُفّار بالرُّسُل
ومنْ جبابرة ِ الدُّنيا الذينَ خلوا
وأنزلَ اللهُ فيهمْ وحيهُ فتلي
أتاكَ يعلوهُ من عصياتهِ خفرٌ
حتى كأنّ بهِ ضَرْباً من الخَجَل
يديرهُ الرُّمحُ مهتزّاً بلا طربٍ
إلى الكتائبِ مفترّاً بلا جذّل
مُرَنَّحاً من خُمار الحَتْفِ صَبَّحَهُ
و ليسَ يخفى مكانُ الشاربِ الثمل
كأنما غضَّ جفنيه الأزومُ على
صَدرِ القَناة ِ أوِ استَحْيا من العَذَل
وما نظرتَ إليهِ كلّما جعلتْ
تمْتَدُّ منه برأسِ الفارسِ الخَطِل
إلاّ تَبَيَّنْتَ سِيما الغَدْرِ بَيّنَة ً
عليهِ والكفرِ للنّعماءِ والغيل
تُصْغي إليه قُطوفُ الهامِ دانِيَة ً
وإنَّ أسماعها عنهُ لفي شغل
برْزٌ بصفحَتِهِ لولا تَقَدُّمُهُ
لمْ يعرف الليثُ بينَ الضَّبِ والورل
إذا التقى رأسهُ علواً وأرؤسهمْ
سُفْلاً رأيتَ أميراً قائمَ الخَوَل
لو كان يُبصرُ مَن لُفّتْ عَجاجتُهُ
رأى حواليهِ آجاماً منَ الأسل
ولو تأملَ منْ ضمّتْ حريبتهُ
لقسّمَ الطرفَ بينَ الفجع والثَّكل
لمْ يلقَ جالوتُ من داوودَ ما لقيتْ
شراتهُ منكَ في حلٍّ ورحل
فمِنْ ظُباكَ إلى عَليا قَناكَ إلى
نارُ الجحيمِ فما يخلو منَ النَّقل
قل للبرِيّة ِ غُضّني من عِنانِكِ أو
سيري لشأنكِ ليسَ الجدّ كالهزل
لمْ ألقَ في النَّاسِ مجهولَ البصيرة ِ أو
مُسَوِّفاً نفسَه قولاً بلا عمَل
لم أثْقَفِ المرءَ يَعْصي مَن هداه ومَن
نجّاه من عثراتِ الدَّحْض والزَّلل
قدْ قرَّ كرسيُّ عدنانٍ ومنبرها
بفاتِحِ المُدْن قسراً مؤمن السبُل
من لا يرى العزمَ عزماً يستقادُ لهُ
إذا جبالُ شرورى منهُ لم تزل
من صغّرَ المشرقينِ الأعظمين إلى
من فيهما من مليكِ الأمر أو بطل
وطبّقَ الأرضَ من مصرٍ إلى حلبٍ
خيلاً وَرجُلاً ولفَّ السهْل بالجبل
و أوردتْ خيلهُ ماءَ الفراتِ فما
صدَرْنَ حتى وَصَلْنَ العَلَّ بالنهَل
حتى إذا ضاق ذَرْعُ القوْم وافترقوا
في الذلِّ فِرْقَينِ من بادٍ ومُمتثل
وعادَ طُولُ القَنا في أرضِهمْ قِصَراً
وأنفدوا كلَّ مذخورِ من الحِيَل
ألقوا بأيديهمْ منه إلى سببٍ
بينَ الإله وبينَ النَّاس متّصل
فإن يكُنْ أوْسَعَ الأملاكِ مَغفِرَة ً
فالسيْفُ يسقُطُ أحياناً على الأجَل
وإنْ يكن عقلُ من ناواه مختبلاً
فإنّ للنَّصْلِ عَقلاً غيرَ مُختَبَل
وليسَ ينكرُ من هادٍ لأمّتهِ
غولُ المواحيدِ للبقيا على الجمل
فلا يسغُ للورى إمهالهُ كرماً
فإنّما تُدرَكُ الغاياتُ بالمُهَل
ولا يُسيئَنَّ ذو الذنبِ الظُّنونَ بهِ
إذا استقادَ له في ثوبِ مُنتَصل
فلا عجيبٌ بمن أبقتْ ظباهُ على
ملوكِ مِصرَ أنِ استبقَى ولم يَغُل
فلستَ من سُخطهِ المُردي على خطَرٍ
ما دُمتَ من عَفوِهِ المُحيي على أمَل
لعلَّ حلمكَ أملى للّذينَ هووا
في غيّهمْ بينَ معفورٍ ومنجدل
فلا شفى داءهم إلاّ دواؤهمُ
والسيْفُ نِعْمَ دَواءُ الداء والعِلل
لم يُترَكِ اليومَ منهم غيرُ شِرذِمَة ٍ
لو أنّهم إثمِدٌ ما حُسَّ في المُقَل
لو بعضَ ما باتَ يطوي في جوانحهم
يسمو لغيلانَ لم يربع على طلل
فَرغتَ للحج من شُغل الهِياجِ فلوْ
سألتَ مكّة قالتْ هيْتَ فارتحِل
وكانَ في الغربِ داءٌ فاتقاكَ لهُ
برأسِ كلِّ فلانٍ في العدى وفل
فقدْ توطَّدَ أمرُ الملكِ فيهِ وقدْ
نَدَبْتَ نَدْباً إليه غيرَ مُتَّكِل
لمّا شددتَ بعبدِ الهِ عروتهُ
أعززتَ منه مصونَ العرض لم يذل
عرفتَ في كلِّ صنع الله عارفة ً
فما تهمُّ بفعلٍ غيرِ منفعل
ولاختياركَ فضْلُ الوَحي إنّك لا
تأتي المآتي إلاّ من علٍ فعل
مُستهدِياً بدَلِيلِ الله تَتبعُهُ
وقادحاً لزِنادِ الحِكمة ِ الأوَل
وإنْ ملكاً أقرَّ اللهُ قبتهُ
بابنِ الإمامِ لَمُلْكٌ غيرُ منتقِل
لو نازعَ النّجمَ ما أعياه منزلهُ
أو نازَلَ القَدَر المقدورَ لم يُهَل
قد فِئتَ من بركاتِ الأبطحيِّ إلى
ما لا يفيءُ إليه الظِّلُّ في الأُصُل
توالتْ الباقياتُ الصّالحاتُ لهُ
تَواليَ الدِّيَمِ الوكّافة ِ الهَطِل
ألَيسَ أوّلَ ما ساس الأمور أتَتْ
عَفواً بما كان لم يَحسَبْ ولم يَبخَل
فالفَتْحُ من أوَّل النعمى به ولَهُ
عَواقبٌ في بَني مَروانَ عن عَجَل
بريحهِ أردتِ الهيجا بني خزرٍ
وباسمهِ استظهرتْ في الغزو والقفل
فإن تَكِلْهُ إلى ماضي عزائِمِهِ
تكلهُ منها إلى الخطّيّة ِ الذّبل
مهما أقامَ فذو التّاجِ المقيمُ وإن
تَلاكَ رَيثاً فبعدَ المشهدِ الجَلل
وبعد توطيدِ مُلكِ المَشرقينِ لِمَنْ
ثوى وأمْن العذارى البيض في الكِلَل
إذا نَظَرْتَ إليْه نَظْرَة ً دَفَعَتْ
إليك شِبهَكَ في الأشْباهِ لم يفِل
ترى شمائلَ فيهِ منكَ بيّنة ً
لم تنْتَقِلْ لكَ عن عَهدٍ ولم تَحُل
كما رأى الملكُ المنصورُ شيمتهُ
تَبدُو عليك من المنصور قبل تَلي
الآنَ لذِّتْ لنا مصرٌ وساكنها
وللسَّوابِحِ والمَهْرِيّة ِ الذُّمُل
ما مكثنا معشرَ العافين إنّ لنا
في البينِ شغلاً عن اللذّاتِ والغزل
فليتَنَا قد أرَحْنا هَمَّ أنفُسِنَا
أو استراحتْ مطايانا منَ العقل
ليعقدَ التّاجَ هذا اليومُ مفتخراً
إن كان تُوِّجَ يوْمٌ سائرُ المَثَل
ألا تَخِرُّ لهُ الأيّامُ ساجِدَة ً
إذْ نالَ مَكرُمَة ً أعيَتْ فلم تُنَل
تكنّفتهُ المساعي فهو يرفلُ من
وَشْيِ الرّبيعِ وَوَشْي المجد في حُلَل
فيهِ الربيعانِ من فصلِ الرّبيعِ ومنْ
وقائع النصر تشفي من جَوى الغُلَل
فقلْ إذا شئتَ في الدُّنيا وبهجتها
وقلْ إذا شئتَ في السّرّاءِ والجذل
ما أخَّرَ الله هذا الفَتحَ منذُ نَما
إلاّ ليَصْحَبَهُ بالعِدَّة ِ الكَمَل
فيَقرنَ الفصْل بالحَفل الجميع ضُحى ً
وتُحْفَة َ الحربِ بالأسلوبِ والنَّفَل
تَجَمَّعَ السَّعْدُ والإبّانُ فاتّفَقَا
وزهرة ُ العيشِ تتلو زهرة َ الأملِ
ومَشهَدُ الملكِ طلقاً والسجودُ إلى
شمسِ الهدى واتّصال الشمس بالحمل
فما تكاملَ من قبلي لمرتقبٍ
إذناً ولا لخطيبٍ ما تكامل لي[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> هل آجِلٌ ممّا أُؤمِّلُ عاجِلُ
هل آجِلٌ ممّا أُؤمِّلُ عاجِلُ
رقم القصيدة : 10838
-----------------------------------
هل آجِلٌ ممّا أُؤمِّلُ عاجِلُ
أرجو زماناً والزمانُ حُلاحِل
وأعَزُّ مفْقُودٍ شبابٌ عائِدٌ
من بعدِ ما ولّى وإلْفٌ واصلُ
ما أحسَنَ الدّنْيا بشَمْلٍ جامَعٍ
لكنّهَا أُمُّ البَنينَ الثّاكِلُ
جرتِ اللّيالي والتّنائي بيننا
أمُّ اللّيالي والتّنائي بيننا هابلُ
إلاّ وكيِرانُ المَطِيِّ وذائل
و كانّما دهرٌ لدهرٍ آكلُ
أعَلى الشّبابِ أم الخليطِ تَلَدُّدي
هذا يفارقني وذاك يزائلُ
في كلِّ يومٍ أستزيدُ تجارباً
كم عالمٍ بالشيْءِ وهو يسائلُ
ما العِيسُ ترحلُ بالقِبابِ حميدة ً
لكنّها عَصْرُ الشبابِ الراحلُ
ما الخمرُ إلاّ ما تعتَّقهُ النّوى
أوْ أُختُهَا ممّا تُعَتِّقُ بابل
فمزاجُ كأسِ البابليّة ِ أولقٌ
و مزاجُ تلك دمُ الأفاعي القاتل
و لقد مررتُ على الدّيارِ بمنعجٍ
و بها الذي بي غيرَ أنّي السائل
فتوافقَ الطّللانِ هذا دارسٌ
في بُرْدَتيْ عَصْبٍ وهذا ماثل
فمحا معالمَ ذا نجيعٍ سافكٌ
و محا معالمَ ذا ملثٌّ وابل
يا دارُ أشبهتِ المها فيكِ المها
والسَّرْبَ إلاّ أنّهنَّ مَطافل
نَضحَتْ جوانحَكِ الرْياحُ بلؤلؤ
للطَّلِّ فيه ردعُ مسكٍ جائل
و غدتْ بجيبٍ فيكِ مشقوقٍ لها
نفسٌ تردِّدهُ ودمعٌ هامل
هلاّ كعهدكِ والأراكُ أرائكٌ
و الأثلُ بانٌ والطُّلولُ خمائل
إذ ذلك الوادي قَناً وأسِنّة ٌ
و إذِ الدِّيارُ مشاهدٌ ومحافل
وعوابسٌ وقَوانِسٌ وفَوارِسٌ
و كوانسٌ وأوانسٌ وعقائل
و إذِ العراصُ تبيتُ يسحبُ لأمة ً
فيها ابنُ هيجاءٍ ويصفنُ صاهل
وتَضِجُّ أيْسارٌ ويَصْدَحُ شاربٌ
وتَرِنُّ سُّمارٌ ويَهْدِرُ جامل
بُعْداً للَيْلاتٍ لنا أفِدَتْ ولا
بعدتْ ليالٍ بالغميمِ قلائل
إذ عيشنا في مثلِ دولة ِ جعفرٍ
والعَدْلُ فيها ضاحكٌ والنّائل
نَدعوهُ سيفاً والمنيّة ُ حَدُّهُ
و سنانُ حربٍ والكتيبة ُ عامل
هذا الَّذي لولا بقيّة ُ عدلهِ
ما كان في الدنيا قضاءٌ عادل
لو أشربَ اللَّهُ القلوبَ حنانهُ
أو رِفْقَهُ أحيْا القتيلَ القاتل
ولوَ أنّ كل مُطاعِ قومٍ مثلُه
ما غيَّرَ الدُّولاتِ دهرٌ دائلِ
فكأنّهُنّ على العُيونِ غَياهِبٌ
بشرٌ فليسَ على البسيطة ِ جاهل
يوماهُ طعنٌ في الكريهة ِ فيصلٌ
أبداً وحكمٌ في المقامة ِ فاصل
بطلٌ إذا ما شاءَ حَلّى رُمْحَهُ
بدمٍ وقربَ منهُ رمحٌ عاطل
أعطى فأكثرَ واستَقَلَّ هِباتِهِ
فاسْتَحْيَتِ الأنواءُ وهي هوامل
فاسمُ الغمامِ لديه وهو كَنَهْوَرٌ
آلٌ وأسماءُ البحورِ جداول
وسعتْ لهُ فيها لهى ً وفواضل
إن لجَّ هذا الودقُ منه ولم يفق
عمَّا أرى هذا الصَّبيرُ الوابل
فسينقضي طلبٌ ويفقدُ طالبٌ
وتَقِلُّ آمالٌ ويُعْدَمُ آملُ
شِيَمٌ مَخِيلَتُها السَّماحُ وقَلّما
تهمي سحابٌ ما لهنَّ مخايل
هبَّتْ قبولاً والرِّياحُ رواكدٌ
و أتتْ سماءً والغيومُ غوافل
تسمو بهِ العينُ الطَّموحُ إلى الَّتي
تَفنى الرِّقابُ بها ويفْنى النائل
نَظَرَتْ إلى الأعداءِ أوّلَ نَظْرَة ٍ
فَتَزَايلَتْ منْهُ طُلى ً ومَفاصل
وثَنَتْ إلى الدنيا بأُخرى مثلِها
فتقسَّمتْ في النّاَسِ وهي نوافل
لم تخلُ أرضٌ من نداهُ ولا خلا
من شكْرِ ما يولي لسانٌ قائل
وطئَ المحولَ فلم يقدِّمْ خطوة ً
وأكنافُ البِلادِ خَمائِل
ورأى العُفاة َ فلم يَزدْهم لحظة ً
تاتي لهُ خلفَ الخطوبِ عزائمٌ
تذكى لها خلفَ الصَّباحِ مشاعل
وكأنّهُنّ على النّفوسِ حبائل
المُدركاتُ عدْوهُ ولوَ أنّهُ
قمرُ السَّماءِ لهُ النُّجومُ معاقل
و إذا عقابُ الجوِّ هدهدَ ريشها
صعقتْ شواهينٌ لها وأجادل
مَلِكٌ إذا صَدِئَتْ عليهِ دروعُهُ
فلها منَ الهيجاءِ يومٌ صاقل
و إذا الدِّماءُ جرتْ على أطواقها
فمن الدِّماءِ لها طَهورٌ غاسل
مُلِئَتْ قلوبُ الإنسِ منه مهابَة ً
وأطاعَهُ جِنُّ الصَّريمِ الخابل
فإذا سمِعتَ على البِعادِ زَئيرَهُ
فاذهبْ فقد طرقَ الهزبرُ الباسل
لو يدَّعِيهِ غيرُ حيٍّ ناطِقٍ
لغدت أسودُ الغابِ فيهِ تجادل
تَنْسَى له فُرسانَها قيسٌ ولمْ
تظلم وتعرض عن كليبٍ واثل
هَجَماتُ عَزْمٍ ما لهُنّ مُقابلٌ
وجِهاتُ عَزْمٍ ما لهُنّ مُخاتِل
فانهض بأعباءِ الخلافة ِ كلَّها
يَدمَى نَساً منه ويَشْخُبُ فائل
ولقد تكونُ لكَ الأسِنّة ُ مَضْجَعاً
حتَّى كأنَّكَ من حمامكَ غافل
تَغْدو على مُهَج الليوثِ مُجاهِراً
حتَّى كأنَّكَ من بدارِ خاتل
تلكَ الخلافَة ُ هاشمٌ أربابُهَا
و الدِّينُ هاديها وأنتَ الكاهل
هل جاءها بالأمسِ منكَ على النَّوى
يومٌ كيومكَ للمسامع هائل
و سراكَ لا تثنيكَ حدَّة ُ مأتمٍ
رجفٌ نوادبهُ وخبلٌ خابل
وقد التَقَتْ بيدٌ وقطرٌ صائبٌ
ومسالكٌ دُعْجٌ وليلٌ لائل
وجَرَتْ شِعابٌ ما لهُنَّ مَذانبٌ
و طمتْ بحارٌ ما لهنَّ سواحل
تمضي ويتبعكَ الغمامُ بوبلهِ
فكأنّهُ لك حيثُ كنتَ مُساجل
سارٍ كأنَّ قتيرَ درعكَ فوقهُ
كُفَفاً وجُودُ يَدَيكَ منه هامل
ووراءَ سيفكَ مصلِّتاً وأمامهُ
جيشٌ لجيش الله فيه مَنازل
مثعنجرٌ يبرينُ فيهِ وعالجٌ
و الأخشبانِ متالعٌ ومواسل
فكأنَّما الهضباتُ منهُ أجارعٌ
و كأنَّما البكراتُ منهُ أصائل
و كأنَّما هوَ من سماءٍ خارجٌ
و كأنَّما هوَ في سماءٍ داخل
فكأنَّما الآفاقُ منهُ خمائل
و الحيرة ُ البيضاءُ فيهِ صوارمٌ
بجميعِهِ طلٌّ وهَذا وابل
و الأسدُ كلُّ الأسدِ فيه فوارسٌ
والأرضُ كل الأرضِ فيه قَساطل
تُطْفي له شعَلَ النجوم أسِنّة ٌ
و يغيِّرُ الآفاقَ منهُ غياطل
كالمزنِ يدلحُ فرعودُ غمائمٌ
في حجرتيهِ والبروقُ مناصل
فدَمٌ كقَطْرٍ صائبٍ لكِنّ ذا
بجميعهِ طلٌّ وذا وابل
فيه المذاكي كلُّ أجْرَدَ صِلدِم
يدمى نساً منهُ ويخشبُ فائل
من طائراتٍ ما لهنَّ قوادمٌ
أو مقرَّباتٍ ما لهنَّ أياطل
فكأنَّما عشمتْ لهنَّ مرافقٌ
وكأنّما زَفَرَتْ لهُنّ مَراكِل
الّلاءِ لا يعرفنَّ إلاّ غارة ً
شعواءَ فهي إلى الكماة ِ صواهل
الَّلاحقاتُ وراءها وأمامها
فكأنَّهنَّ جنائبٌ وشمائل
مُقْوَرَّة ٌ يكْرَعنَ في حوض الردى
وِرْدَ القَطا في البِيدِ وهي نواهل
فالنجدُ في لهواتها والغورُ والفـ
ـلَق المُلمَّعُ والظّلامُ الحائل
والمجدُ يلقى المجْدَ بين فُروجِهَا
ذا راحلٌ معها وهذا قافل
حتَّى أنختَ على الخيامِ إناخة ً
وقطينُهُ فيه أتِيٌّ سائل
يا ربَّ وادٍ يومَ ذاكَ تركتهُ
فاجَأتَهُ مَحْلاً وفجَّرْتَ الطُّلى
فجَرَتْ مَحانِ تحتَه وجداول
ووطِئتَ بينَ كِناسِهِ وعرينِهِ
فأُصيبَ خادِرُهُ ورِيعَ الخاذل
غادرتهُ والموتُ في عرصاتهِ
حقٌّ وتضليلُ الأماني باطل
تَمْكو عليه فرائصٌ وتَرائِبٌ
وتَرِنُّ فيه سواجِعٌ وثواكل
لا النّارُ أذكتْ حجرتيهِ وإنّما
مزعتْ جيادكَ فيه وهي جوافل
لا رأيَ إلاّ ما رأيتَ صَوابَهُ
في المشكلاتِ وكلُّ رأيٍ فائل
لو كان للغَيْبِ المُستَّرِ مُدرِكٌ
في النّاسِ أدركَهُ اللّبيبُ العاقِل
و الحازمُ الدّاهي يكابدُ نفسهُ
أعداءَهُ فتراهُ وهو مُجامل
ويكادُ يَخفَى عن بَناتِ ضميرِهِ
مكتومُ ما هو مُبتَغٍ ومحاول
إذهبْ فلا يعدمك أبيضُ صارمٌ
تَسْطو به قِدْماً وأسمَرُ ذابل
لا عرّيتْ منكَ الليالي إنّها
بك حلِّيتْ والذّاهباتُ عواطل
ما العُربُ لولا أنْتَ إلاّ أيْنُقٌ
زمّتْ لطيَّتها وحيٌّّ راحلُ
ما الملكُ دونَ يديكَ إلاّ عروة ٌ
مفصُومَة ٌ وعَمودَ سَمْكٍ مائل
فليتركوا أعلى طريقكَ إنّهُ
لكَ مسلكٌ بين الكواكبِ سابل
قد أُكرِهُ الحافي فمَرّ على الثَّرَى
رَسْفاً وطار على القَتادِ الناّعل
كلُّ الكِرامِ من البَريّة ِ قائِلٌ
في المكرماتِ وأنتَ وحدكَ فاعل
لو أنّ عَدْلكَ للأحِبّة ِ لم تَبِتْ
بالعاشقينَ صبابة ٌ وبلابل
فتركتَ أرضَ الزّابِ لا يأسى أبٌ
لابنٍ ولا تبكي البعولَ حلائلُ
و لقد شهدتَ الحربَ فيها يافعاً
إذ لا بنفسكَ غيرُ نفسكَ صائل
والمُلْكُ يومئِذٍ لواءٌ خافِقٌ
يَلقَى الرّياحَ وليسَ غيرُكَ حامل
فسعيتَ سعيَ أبيكَ وهو المعتلي
وورِثْتَ سيْفَ أبيكَ وهو القاصل
أيّامَ لم تُضْمَم إليكَ مَضارِبٌ
منه ولم تَقْلُصْ عليك حَمائل
فخضبتهُ إذ لا تكادُ تهزُّهُ
حتى تنوءَ بهِ يدٌ وأنامل
وافى بنانَ الكفِّ وهي أصاغرٌ
فسطتْ به الهمّاتُ وهي جلائل
من كان يَكفُلُ شُعْبَة ً من قومِهِ
كرماً فأنتَ لكلِّ شعبٍ كافل
فإذا حللتَ فكلُّ وادٍ ممرعٌ
و إذا ظعنتَ فكلُّ شعبٍ ماحل
وإذا بَعُدْتَ فكُلُّ شيءٍ ناقِصٌ
وإذا قَرُبْتَ فكلُّ شيءٍ كامل
خلقَ الإلهُ الأرضَ وهي بلاقعٌ
ومكانُ مَا تَطَأونَ منها آهِل
وبرا الملوكَ فجادَ منهم جعفَرٌ
و بنو أبيهِ وكلُّ حيٍّ باخل
لو لم تَطيِبُوا لم يَقِلَّ عَديدُكُم
وكذاكَ أفْرادُ النُّجومِ قلائل[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> وأبْيَضَ من ماءِ الحديدِ كأنّما
وأبْيَضَ من ماءِ الحديدِ كأنّما
رقم القصيدة : 10839
-----------------------------------
وأبْيَضَ من ماءِ الحديدِ كأنّما
يبيتُ عليه من خشونتهِ طلُّ
ألا ثكلتْ أمُّ امرئٍ هو بزُّهُ
إذا لم يفارقْ عزَّ أيّامهِ الذُّلُّ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> هنالكَ عهدي بالخليطِ المزايلِ
هنالكَ عهدي بالخليطِ المزايلِ
رقم القصيدة : 10840
-----------------------------------
هنالكَ عهدي بالخليطِ المزايلِ
و في ذلكَ الوادي أصيبتْ مقاتلي
فلا مثلَ أيّامٍ لنا ذهبيّة ٍ
قصيرة ِ أعمارِ البقاءِ قلائل
إذِِ الشَّملُ مجموعٌ بمنزلِ غبطة ٍ
و دارِ أمانٍ من صروفِ الغوائل
ليَاليَ لم تأتِ اللّيالي مَساءتي
ولم تَقْتَسِمْ دَمْعي رُسومُ المنازل
و أسماءُ لم يبعدْ لهجرٍ مزارها
و لم تتقطَّعْ باقياتُ الرّسائل
ألا طرقتْ تسري بأنفاسِ روضة ٍ
وأعْطافِ مَيّاسِ من البانِ ذائل
فيا لكَ وحشيّاً من العينِ شارداً
أتيحَ لإنسيٍّ ضعيفِ الحبائل
أأسماءُ ما عهدي ولا عهدُ عاهدٍ
بخدركِ يسري في الفيافي المجاهل
فإنّكِ ما تَدرينَ أيَّ تَنائِفٍ
قطعتُ بمكحولِ المدامعِ خاذل
تأوَّبَ مُرخَاة ً عليه سُنُورُهُ
هِدُوءاً وقد نامَتْ عيونُ العَواذل
و إنّي إذا يسري إليَّ لخائفٌ
عليه حبالاتِ العيونِ الحوائل
أغارُ عليْهِ أن يُجاذبَهُ الصِّبَا
فُضُولَ بُرُودٍ أو ذُيولَ غلائل
و قد شاقني إيماضُ برقٍ بذي الغضى
كما حُرِّكتْ في الشمس بيض المناصل
إذا لم يَهِجْ شوْقي خَيالٌ مُؤرِّقٌ
تَطَلّعَ من أُفقِ البُدورِ الأوافِل
و ما النَّاسُ إلاّ ظاعنٌ ومودِّعٌ
وثاوٍ قريح الجفنِ يبكي لراحل
فهل هذه الأيّامُ إلا كما خَلا
وهل نحنُ إلاّ كالقُرُونِ الأوائل
نُساقُ من الدّنيا إلى غيرِ دائِمٍ
و نبكي من الدنيا على غيرِ طائل
فما عاجِلٌ تَرْجوه إلاّ كآجِلٍ
و لا آجلٍ نخشاه إلاّ كعاجل
فلو أوطأتني الشمسَ نعلاً وتوَّجتْ
عِبِدّايَ تِيجانَ المُلوكِ العباهِل
ولو خُلِّدَتْ لم أقضِ منْها لُبانَة ً
و كيفَ ولم تخلدْ لبكرِ بن وائل
لقومٍ نموا مثلَ الأميرِ محمَّدٍ
ففاؤوا كما فاءتْ شموسُ الأصائل
وإنّ بهِ منهُمْ لكُفْواً ومَقْنعاً
و لكنّنا نأسى لفقدِ المقاول
إذا نحنُ لم نجزعْ لمن كان قبلنا
لَهِوْنَا عن الأيّام لَهْوَ العقائل
و لكن إذا ما دامَ مثلُ محمّدٍ
ففي طيِّ ثوبيهِ جميعُ القبائل
تسلَّ به عمّنْ سواه ومثلهُ
يريكُ أباه في صدورِ المحافل
و إنّ ملوكاً أنجبتْ لي مثلهُ
أحقُّ بني الدنيا بتأبينِ عاقل
ولو زِيدَ فِيها مثلُ ذَرع الحَمائل
و هم خيرُ حافٍ في البلاد وناعل
لهم من مساعيهمْ دروعٌ حصينة ٌ
تُوَقّيهِمُ من كلِّ قوْلٍ وقائل
وهم يتَقُونَ الذَّمَّ حتى كأنّهُ
ذُعافُ الأفاعي في شِفارِ المناصل
وحقَّ لهم أن يتقوه فلم تكنْ
تُصابُ بهِ الأعراضُ دونَ المَقاتل
أولئك لا يحسنُ الجودَ غيرهم
ولا الطعنِ شزراً بالرماحِ الذوابل
فلم يَدْرِ إلاّ الله ما خُلُقُوا لهُ
ولا ما أثاروا من كُنوزِ الفضائل
شبيهٌ بأعلامِ النُّبوَّة ِ ما أرى
لهم في النَّدى من مُعجزاتِ الشَّمائل
أجلّك عز الله ذكركَ فارساً
إذا صرَّ آذانُ الجيادِ الصواهل
وما لسيوفِ الهندِ دونَك بَسْطَة ٌ
ولو زيدٌ فيها مثلَ زرعِ الحمائل
ترشفها في السلمِ ماءَ جفونها
فتَجزأُ عن ماء الطُلى والبآدل
وتَقلِسُ مِنْ رِيٍّ إذا ما أمَرْتَها
بتصد يعِ هاماتٍ وفتقِ أباجل
فلا تتبعْ الحسادَ منك ملامة ٌ
فما شرفُ الحسّادِ منك بباطل
وكم قد رأينَا من مَسُولٍ وسائِلٍ
قديماً ومن مَفضُولِ قومٍ وفاضل
فكُلُّهُمُ يَفْديكَ من مُتَهلِّلٍ
إلى المجتدي العافي وأربدَ باسل
تقيكَ دماءُ القرنِ من متخمِّطٍ
على القِرنِ مشبوحِ اليدين حُلاحِل
ضَمِينٌ بلَفِّ الصّفِّ بالصّفِّ كلما
تَبَاعَدَ ما بينَ الكلى والعوامل
تُؤنِّسُهُ الهَيجا ويُطرِبُ سَمعَهُ
صريرُ العَوالي في صُدورِ الجَحافل
هو التّاركُ الثثغْرَ القصيَّ دروبهُ
مَقَرّاً لفُسطاطٍ وداراً لنازل
فعارِضُهُ الأهْمَى لأوّلِ شائِمٍ
ودِرَّتُهُ الأولى لأوّلِ سائل
تَجودُكَ مِن يُمْناهُ خمسة ُ أبحُرٍ
تفيضُ دِهاقاً وهي خمسُ أنامل
عطاءٌ بلا منٍّ يكددِّرُ صفوهُ
فليسَ بمنّانٍ وليسَ بباخل
ترى الملكَ المخدومَ في زيّ خادمٍ
حواليهِ والمأمولَ في ثوبِ آمل
كأنا بنوه أهلهُ وعشيرهُ
يُرَشِّحُنَا بالمَأثُراتِ الجلائل
يُطيفُ بطلق الوجهِ للعُرْفِ قائلٍ
وبالعرفِ أمّارٍ وللعرفِ فاعل
بمبسوط كفِّ الجودِ للرّزقِ قاسمٍ
ومسلولِ سيفِ النصرِ للدين شامل
فتى ً كلُّ سعيٍ من مساعيهِ قِبلة ٌ
يصلّي أليها كلُّ مجدٍ ونائل
وفي كلّ يومٍ فيهِ للشعرِ مذهبٌ
على أنّهُ لم يبقِ قولاً لقائل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> لي صارمٌ وهو شيعيٌّ كحامِلِهِ
لي صارمٌ وهو شيعيٌّ كحامِلِهِ
رقم القصيدة : 10841
-----------------------------------
لي صارمٌ وهو شيعيٌّ كحامِلِهِ
يكادُ يسبِقُ كَرّاتي إلى البَطَلِ
إذا المُعِزُّ مُعِزُّ الدّينِ سَلّطَهُ
لم يَرْتَقِبْ بالمَنايا مُدّة َ الأجَل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> هو السيفُ سيف الصَّدق أمّا غرارهُ
هو السيفُ سيف الصَّدق أمّا غرارهُ
رقم القصيدة : 10842
-----------------------------------
هو السيفُ سيف الصَّدق أمّا غرارهُ
فعضبٌ وأمّا متنهُ فصقيل
يَشِيعُ لهُ الإفْرِنْدُ دَمعاً كأنّمَا
تذكّرَ يومَ الطَّفِّ فهو يسيل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> سقتْني بما مجّتْ شفاهُ الأراقمِ
سقتْني بما مجّتْ شفاهُ الأراقمِ
رقم القصيدة : 10843
-----------------------------------
سقتْني بما مجّتْ شفاهُ الأراقمِ
وعاتبني فيها شفارُ الصَّوارم
عَدَتنيَ عنها الحرْبُ يُصرَفُ نابها
وصلصالُ رعدٍ في زئيرِ الضَّراغم
فكيفَ بها نجديَّة ً حال دونها
صَعاليكُ نجْدٍ في مُتون الصَّلادم
أتى دونَها نَأيُ المزارِ وبُعْدُهُ
وآسادُ أغْيالٍ وجِنُّ صَرائم
وأشْوَسُ غَيرانٌ عليها حُلاحِلٌ
طويلُ نجاد السيْفِ ماضي العزائم
ولو شِئْتُ لم تبْعُدْ عليّ خِيامُها
ولو طُنِّبتْ بينَ النجومِ العواتم
وباتَ لها منّي على ظَهْرِ سابِحٍ
أشمُّ أبيُّ الظُّلمِ من آلِ ظالم
وأسْهَرَهَا جَرُّ الرّماحِ على الثرى
بأيدي فُتُوِّ الأزدِ صُفْرِ العمائم
فهل تبلغنّيها الجيادُ كأنّها
أعِنّتُها من طولِ لوكِ الشّكائم
منَ الأعوجيّاتِ التي ترزقُ الغنى
وتَضْمَنُ أقواتَ النُّسورِ القشاعم
من اللاّءِ هاجتْ للنّوى أريحيّتي
وهزَّتْ إلى فُسْطاط مصرَ قَوادمي
فشيَّعتُ جيشَ النصرِ تشييَع مُزمعٍ
وودّعتهُ توديعَ غيرِ مصارم
وقد كدتُ لا ألوي على من تركتهُ
ولكنْ عداني ما ثنى من عزائمي
ولو أنّني استأثرتُ بالإذنِ وحدهُ
لسرتُ ولم أحفلْ بلومة ِ لائم
طربتُ إلى يومٍ أوفّيهِ حقّهُ
ليعلمَ أهلُ الشعرِ كيفَ مُقاومي
أصبُّ إلى مصرٍ لساعة ِ مشهدٍ
يَعَضُّ لها غُيّابُها بالأباهم
فإنْ لم أُشاهِدْ يومَها مِلْءَ ناظري
أُشاهِدْهُ ملءَ السمْع ملء الحيازم
وقد صَوّرَتْ نفسي ليَ الفتحَ صورة ً
وشامتهُ لي من غيرِ نظرة ِ شائم
كذاك إذا قام الدليلُ لذي النهى
على كونِ شيءٍ كانَ ضربة َ لازم
على أنّي قَضّيْتُ بعض مآربي
وأقرَرتُ عيني بالجيوشِ الخَضارم
وآنَسْتُ من أنصارِ دولة هاشمٍ
جحاجحة ً تسعى لدولة ِ هاشم
ويَمّمْتُ في طُرْق الجهاد سبيلَهم
لأصْلى كما يَصْلَونَ لفحَ السمائم
وفارقتُهم لا مُؤثِراً لفراقهم
ولا مستخفاً بالحقوقِ اللوازم
فللّهِ ما ضمَّ السرادقُ والتقتْ
عليه ظلالُ الخافقاتِ الحوائم
فثمّ مصابيحُ الظّلام وشيعة ّ ال
إمامِ وأسدُ المأزقِ المتلاحم
وفي الجيش مَلآنٌ به الجيشُ باسطٌ
يديهِ بقسطاطٍ من العدلِ قائم
مدبِّرُ حربٍ لا بخيلٌ بنفسهِ
عليها ولا مُستأثِرٌ بالغنائِمِ
ولا صارفٌ راياته عن محاربٍ
ولا ممسكٌ معروفهُ عن مسالم
وللصّارخِ الملهوفِ أوّلُ ناصرٍ
وللمترفِ الجبّارُ أولُ قاصمٍ
فلا عبْقَرِيٌّ كان أو هو كائِنٌ
فرى فريهُ في المعضلاتِ العظائم
كذلك ما قاد الكتائبَ مثلُهُ
لإنصافِ مظلومٍ ولا قمعِ ظالم
ولم يتجمّعْ لامرئ كان قلبهُ
خضابُ العوالي واجتنابُ المآثم
رضاكَ ابنَ وحيِ اللهِ عنه فإنّهُ
رعى أولياءَ اللهِ رعيَ السوائم
إذا اختلفوا في الأمرِ ألّفَ بينهُم
طبيبٌ بأدواءِ النفوسِ السّقائم
فلا رأيه في حالة ٍ يتبعُ الهوى
ولا سمعهُ مستوقفٌ للنّمائم
جزتهُ جوازي الخيرِ عنهمْ فأنّهُ
سَقاهم بشُؤبوبٍ من العدلِ ساجم
فقد سارَ فيهمْ سيرة ً لم يسرْ بها
من الناس إلاّ مثلُ كعبٍ وحاتم
أفاءَ عليهم ظلَّ أيامكَ التي
زُهِينَ بأيّامِ العُلى والمكارم
وما غال جيشَ الشرْق قبلَكَ غائلٌ
ولا سِيّما بعدَ العَطايا الجسائم
وبعدَ صلاتٍ ما رأى الناسُ مثلها
ولا حُدِّثوا في السالفِ المُتقادم
أولئك قوْمٌ يَعْلَمُ الله أنهم
قد اقتسموا الدّنيا اقتسامَ المغانم
فكم ألفِ ألفٍ قد غدوا يطأونها
بأقْدامِهِمْ وطءَ الحصَى بالمناسِم
ولو كنْتُ ممّن يَسْتريبُ عِيانَهُ
ويدركهُ فيما رأى وهمُ واهم
لحدّثتُ نفسي انّني كنتث حالماً
وإن لمْ أكُنْ فيما رأيتُ بحالم
فلا يسألنّي من تخلَّفَ عنهمُ
فيَقْرَعَ في آرائهِ سِنَّ نادم
لعمري همُ أنصارُ حقّ ٍ وكلُّهمْ
من المجْدِ في بيتٍ رفيعِ الدعائم
لقد أظهروا من شكرِ نعمة ِ ربِّهم
وقائِدِهم ما لسْتُ عنه بنائم
وإنّيَ قد حُمِّلْتُ منهم نَصائحاً
كرائم تُهْدَى عن نفوسٍ كرائم
إليكَ اميرَ المؤمنينَ حملتها
ودائعُ كالأموالِ تحتَ الخواتم
شَهِدْتُ بما أبْصَرتُه وعلِمْتُهُ
شهادَة َ بَرٍّ لا شَهَادَة َ کثِم
فقمتُ بها عن ألسنِ القوم خطبة ً
إذا ذُكِرَتْ لم تُخزِهم في المواسم[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أما والمَذاكي يَلُكْنَ الشُّكُمْ
أما والمَذاكي يَلُكْنَ الشُّكُمْ
رقم القصيدة : 10844
-----------------------------------
أما والمَذاكي يَلُكْنَ الشُّكُمْ
و ضربِ القوانسِ فوقَ البهم
ووقعِ الصِّعادِ وحرِّ الجلادِ
إذا ما الدّماءُ خضبنَ اللِّمم
يميناً لأنتَ مليكُ الملوكِ
فمن شاءَ خصّ ومن شاء عمّ
وإنّي لأعْجَبُ من خَلّتَيينِ
جودِ يديكَ وبخلِ الأمم
فعانٍ يرجّي لديكَ الفكاك
وعافٍ يَشيمُ لديك الدِّيَم
فمن أين ساروا فأنتَ السّبيلُ
ومن أينَ ضَلّوا فأنْتَ العَلَم
ويَأبَى لك الذّمَّ طِيبُ النِّجارِ
وطِيبُ الخِلالِ وطِيبُ الشِّيَم
خُلِقْتَ شِهاباً يُضيءُ الخُطوبَ
ولستَ شِهاباً يُضيءُ الظُّلَم
فلو كنتَ حيثُ نجومُ السماءِ
لما كانَ في الأرض رزقٌ قسمِْ
كَرُمْتَ فكنْتَ شَجى ً للكِرامِ
فلم تتركِ القطرَ حتى لؤم
فأشبهكَ البحرُ إن قيلَ ذا
غِطَمٌ وِذا جَوادٌ خِضَمّ
و اخطأكَ الشّبهُ إنْ قيلَ ذا
أُجاجٌ وهذا فُراتٌ شَبِم
إذا لم يكن منهلاً للورودِ
فلا خيرَ في موجهِ الملتطم
رأيتُكَ سيْفَ بَني هَاشمٍ
وخيرُ السّيوفِ اليماني الخذم
فلو كنتَ حاربتَ جندَ القضاء
و أنتَ على سابحٍ لانهزم
ولو أنّ دَهرَكَ شخصٌ تَراهُ
لتسطوبه فاتكاً ما سلم
إلى جَعْفَرٍ يَتَنَاهَى المديحُ
وفِيهِ تُثيرُ القَوافي الحِكَم
فَسلْ ظَمِىء َ التُّرْبِ عن نَيلِهِ
وحَسبُكَ مِنْ عالِمٍ ما عَلِم
هو استنّ للرّيحِ هذا الهبوبَ
وَرشّحَ ذا العارِضَ المُرتكِم
فما همتِ المزنُ حتى همى
ولا ابْتَسَمَ البَرْقُ حتى ابتَسَم
وليسَ رِشاءٌ وإنْ مُدّ مِن
رشاءٍ ولا وَذَمٌ مِن وَذَم
عَفافُ يدي وعُلُوُّ الهِمَم
بمُزْنٍ ولا كُلّ يَمٍّ بيَمّ
ولا كلّ ما في أكُفٍّ ندى ً
ولا كل ما في أُنوفٍ شَمَم
فأقسمُ لو أنّ عصرَ الشّبابِ
كأيّامِهِ لأمِنّا الهَرَم
هو الواهِبُ المُقرَباتِ الجِيادَ
صواهلَ واليعملاتِ الرُّسمُ
إلى كلّ عَضْبٍ رقيقِ الفِرِنْدِ
ومُطّرِد الكَعْبِ لَدْنٍ أصَمّ
ومسرودَة ٍ مثلِ نَسْجِ السّرابِ
ترقرقُ فوقَ الكميِّ العمم
و بيضة ِ خدرٍ تجرُّ الذّيولَ
كما أتلَعَ الخِشْفُ لمّا بَغَم
وبَدْرَة ِ ألفٍ يمَانِيّة ٍ
يُحَيّي الوفودُ بها بَدْرَ تَمّ
ولم أرَ أنْفَذَ من كُتْبِهِ
إذا جعلَ السّيفُ حيثُ القلم
لَعَمْري لقد مَزَعَتْ خَيلُهُ
و أنعلهنّ خدودُ الأكم
و لا نسيَ العفوَ لمّا انتقم
فلوْ أبْصَرَتْ وائِلٌ يومَهُ
لمَا عَدّدَتْ فارساً من جُشَمْ
غداة َ رمى المعشرَ المارقينَ
بصَمْاءَ تُوقَصُ منها القِمَم
وذي لَجَبٍ يَرتَدي بالقَنَا
و يعثرُ في العثيرِ المدلهمّ
وباتُوا يُرِيحُونَ كُومَ اللّقاحِ
فأضحى بحيثُ الرُّغاءُ الزّئيرُ
وحالَتْ بحيْثُ الخيامُ الأجَم
و أعطى القبيلَ سوامَ القتيلِ
بما فيهِ من وبرٍ أو نعم
فلو ناقَة ٌ عندَ ذاكَ انْثَنَتْ
لتروي فصيلاً لجادتْ بدم
فمنْ حاتمٌ ثكلوا حاتماً
ومَنْ هَرِمٌ حيثُ عدّوا هَرِم
إذا هو أعطى البعيرَ الفريدَ
برمّتهِ ... ظنّ أنْ قد كرم
وأنْتَ رأيْتُكَ تُعْطي الألوفَ
فَتَنْهَبُ نَهْباً ولا تَقْتَسِم
و كان إذا ما قرى بكرة ً
تَفَرّدَ بالجُودِ فيما زَعَم
و أنتَ تجودُ بمثلِ البكارِ
من التّبرِ في مثلها منْ أدم
إذا عربٌ لم تكنْ في الصّميمِ
فلوْ نُسِبَتْ يَمَنٌ كُلّها
إليكَ لقنا لها لا جرم
بحَيْثُ الأكُفُّ طِوالٌ إلى
مآربها والعرانينُ شمّ
إنك من مَعشَرِ طِفْلُهُمْ
يُتوَّجُ قبلَ بلوغِ الحُلُم
و يسمو إلى المجدِ قبلَ الفطامِ
فكيْفَ يكونُ إذا ما فُطِم
مُلُوكُ المُلوكِ وأبْناؤهَا
وفوْقَ الهَوادي تكونُ القِمَم
تَشَيّعَ فيكُمْ لِساني ومَنْ
تَشَيَع في قَولِهِ لم يُلَم
فَلَسْتُ أُبالي بأيٍّ بَدَأتُ
بفخري بكمْ أو بمدحي لكم
فإنْ طفقتْ والهٌ بيننا
تحنُّ حنيناً فتلكَ الرّحم
هل اللؤلؤ الرّطْبُ إلاّ الّذي
نظَمْتُ لكُمْ عِقدَهُ فانتظَم
قوافٍ لسؤددكمْ تقتنى
قصرنَ عليكمْ كأنّ الشّآمَ
و أرضَ العراقِ عليها حرم
تكنّفتموني فلمْ أضطهدْ
وأعْزَزْتُمُوني فلمْ أُهْتَضَم
ففي ناظري عن سِواكم عَمى ً
وفي أُذُني عن سواكمْ صَمَم
فشَمْلي بشَمْلِكُمُ جامِعٌ
و شعبي بشعبكمُ ملتئم
فلا انفصمتْ عروة ٌ بيننا
إذا ما العرى جعلتْ تنفصم
أبا أحْمَدٍ دعوة ً حُرّة ً
لحرِّ المواثيقِ حرَّ الذّمم
حَمِدتُ لقاءَكَ حَمْدَ الرّبيع
وشِمْتُ نَوالَكَ شَيْمَ الدّيَم
و ما الغيثُ أولى بأنْ يستهلّ
و ما الغيثُ أولى بأن ينسجم
و من حقّ غيريَ أن يجتدي
ومن حقّ مثليَ أن يحتكم
وأنْتَ مَلِيٌّ بدُورّ الفِعالِ
و إنّي مليٌّ بدرّ الكلم
وحَسْبُكَ منْ هِبْرِزِيٍّ لَهُ
على كُلّ عُضْوٍ لسانٌ وفَم
و لم أرَ مثلَ جزيلِ الثّناءِ
مُكافَأة ً لجَزيلِ النِّعَم
خرستُ ولي منطقُ العالمينَ
فقل الفصيحُ جميلُ البكم
فلو أنّ حدّي كهامٌ نبا
ولو أنّ ذِهْني كليلٌ سَئِم
أذُمّ إليكَ اعْتِوارَ الخُطوبِ
و صرفَ الحواذثِ فيما أذمّ
و ممّا اعانَ عليّ الزّمانَ
فلا بالعجولِ ولا بالملولِ
و لا بالسَّؤوالِ ولا المغتنم
وإنّي وإنْ تَرَني قابِضاً
جَناحي إليّ كَظِيماً وَجِم
أُقَلّلُ مِنْ هَفَوَاتِ المَزَارِ
وأُبْدي الغِناءَ وأُخفي العَدَم
فإنّي من العربِ الاكرمينَ
وفي أوّلِ الدّهْرِ ضاعَ الكَرَم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
رقم القصيدة : 10845
-----------------------------------
يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
و أفضلَ النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ
يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعاً
والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَم
لو كُنْتُ أُعْطَى المُنى فيما أُؤمّلُهُ
حَملْتُ عنك الذي حُمّلتَ من ألم
وكنْتُ أعْتَدُّهُ يَداً ظفِرْتُ بهَا
من الايادي وقسماً أوفرَ القسم
حتى تَرْوحَ مُعافَى الجسمِ سالِمَهُ
وتسْتَبِلَّ إلى العَلْياءِ والكرم
الله يَعْلَمُ أني مُذْ سمِعتُ بما
عراكَ لم أغتمضْ وجداً ولم أنم
فعند ذا أنا مدفوعٌ إلى قلقٍ
ومرّة ً أنا مصروفٍ إلى سدم
أدعوا وطوراً أُجيلُ الوجهَ مبتهلاً
على صَعِيدِ الثّرى في حِندِس الظُّلَم
وكيف لا، كيف أن يخطُو السقامُ إلى
منْ في يديهِ شفاءُ الضُّرّ والسَّقم
إلى الهُمامِ الذي لم تَرْنُ مقلتُهُ
إلاّ إلى الهممِ العظمى من الهمم
أجرى الكرامِ إلى غاياتِ مكرمة ٍ
أجَلْ وأمْضَاهُمُ طُرّاً حُسامَ فم
إيهاً لعاً لك يا ابنَ الصِّيدِ من ألَمٍ
و لا لعاً لأناسٍِ مظلمي الشَّيم
قوْمٌ تَعَرَّوا من الآدابِ واتّشَحوا
مرادي اللؤمِ والإخلافِ للذِّمم
مِنْ كلّ أنْحَلَ في معقولِهِ خَوَصٌ
صفْرٍ من الظُّرْفِ مسلوبٍ من الفَهَم
كأنّهُ صنمٌ من بعدِ فطنتهُ
وما التنفُّسُ معهودٌ من الصّنم
ولا زلْتَ تسحبُ أذيالَ النّدى كَرماً
في نعمة ٍ غيرِ مزجاة ٍ من النِّعم
ما نمنمَ الرّوضُ أو حاكتْ وشائعهُ
أيدي السحابِ الغوادي الغُرِّ بالدِّيَم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> تظلّمَ منّا الحبُّ والحبُّ ظالمُ
تظلّمَ منّا الحبُّ والحبُّ ظالمُ
رقم القصيدة : 10846
-----------------------------------
تظلّمَ منّا الحبُّ والحبُّ ظالمُ
فهل بينَ ظلامينَ قاضٍ وحاكم
في البينِ حرفٌ معجمٌ قد قرأتهُ
على خدّها لو أنّني منه سالم
وقد كانَ فيما أثّرَ المِسكُ فوقَهُ
دلِيلٌ ومن خَلْفِ الحِدادِ المآتم
لَياليَ لا أوي إلى غَيرِ ساجِعٍ
ببينكِ حتى كلُّ شيءٍ حمائم
و لمّا التقتْ ألحاظنا ووشاتنا
و أعلنَ سرُّ الوشيِ ما الوشيُ كاتم
تأوّهَ إنسيٌّ منَ الخدر ناشجٌ
فأسْعَدَ وَحْشيٌّ من السَّدْرِ باغم
و قالت: قطاً سارٍ سمعتُ حفيفهُ
فقلتُ: قلوبُ العاشقِينَ الحوائم
سَلُوا بانَة َ الوادي أأسماءُ بانَة ٌ
بجَرعائِهِ أمْ عانِكٌ مُتَراكم
وما عَذُبَ المِسواكُ إلاّ لأنّهُ
يقبَّلها دوني وإنّي لراغم
و قلتُ لهُ صفْ لي جنى رشفاتها
فألثَمَني فاها بمَا هو زاعم
إذا خُلّة ٌ بانَتْ لَهَوْنا بذِكْرِهَا
وإنْ أقفَرَتْ دارٌ كَفَتنا المَعالم
و قد يستفيقُ الشَّوقُ بعد لجاجهِ
و تعدى على البهم العتاقِ الرواسم
خليليّ هبّا فانصراها على الدُّجى
كتائبَ حتى يهزمَ الليلَ هازم
وحتى أرى الجَوزاءَ تنثُر عِقدَهَا
و تسقطُ من كفّ الثريّا الخواتم
وتغْدُو على يحيَى الوُفودُ ببابِهِ
كما ابْتَدَرَتْ أُمَّ الحَطيم المَواسم
فتى المُلْكِ يُغْنِيهِ عن السيْفِ رأيُهُ
و يكفيهِ من قودِ الجيوش العزائم
فلا جُودَ إلاّ بالجَزيلِ لآمِلٍ
و لا عفو إلاّ أن تجلّ الجرائم
أخو الحربِ وابنُ الحربِ جرّ نجاده
إليها وما قدّتْ عليه التّمائم
أمثلهُ في ناظرٍ غيرِ ناظري
كأنّيَ فيما قد أرى منه حالم
و ليس كما قالوا المنيّة ُ كاسمها
ولكنّها في كفّهِ اليومَ صارم
و يعدلُ في شرقِ البلادِ وغربها
على أنّهُ للبيضِ والسُّمرِ ظالم
تشكَّينَ أن لاقينَ منه تقصَّداً
فأينَ الذي يَلقى الليوثُ الضراغم
ولو أنّ هذا الأخرسَ الحيَّ ناطِقٌ
لصلّتْ عليكَ المقرباتُ الصَّلادم
و ما تلكَ أوضاحٌ عليها وإن بدتْ
و لكنَّها حيتكَ عنها المباسم
تمشّتْ شموسٌ طلقة ٌ في جلودها
وضمتْ على هوجِ الرياح الشكائم
تُعرِّضُها للطّعْنِ حتى كأنّها
لها من عداها أضلعٌ وحيازم
وتطعنهم لم تعدُ نحراً ولبة ً
كأنّكَ في عقدٍ من الدُّرّ ناظم
وكم جَحفلِ مَجْرٍ قرعتَ صَفاتَهُ
بصاعقَة ٍ يَصْلي بها وهي جاحم
أتَتكَ به الآسادُ تُبْدي زئيرَهَا
فطارتْ به عن جانبيكَ القشاعم
أتوكَ فما خرّوا إلى البيض سجّداً
ولكنّما كانَتْ تَخرُّ الجماجم
ولو حاربتكَ الشمسُ دونَ لقائهم
لأعْجَلَها جُنْدٌ من الله هازم
سبقْتَ المَنَايا واقعاً بنفوسِهِم
كما وقعَتْ قبلَ الخوافي القوادم
تَقودُ الكُماة َ المُعْلِمينَ إلى الوَغَى
لهمْ فوقَ أصواتِ الحديد هَماهم
غدوا في الدّروعِ السابغاتِ كأنّما
تُدِيرُ عُيوناً فوقهُنّ الأراقم
فليسَ لهم إلاّ الدّماءَ مَشَاربٌ
وليسَ لهمْ إلاّ النفوسَ مطاعم
يودّونَ لو صيغتْ لهم من حفاظهمْ
وإقدامهم تلكَ السّيوفُ الصّوارِمُ
ولو طعنتْ قبلَ الرّماحِ أكفُّهمْ
ولو سبقتْ قبل الأكفّ المعاصمُ
رأى بكَ ليثُ الغابِ كيفَ اختضابه
من العَلَقِ المُحمَرِّ والنّقعُ قاتِمُ
وجرّأتهُ شبلاً صغيراً على الطُّلى
فهل يشكرنّ اليومَ وهوَ ضبارمُ؟
وعلّمتهُ حتى إذا ما تمهّرتْ
بهِ السِّنُّ قلْتَ اذهبْ فإنّك عالم
ستفخرُ أنّ الدّهرَ ممّنْ أجرتهُ
وأنّ حَيَاة َ الخلْقِ ممّا تُسالم
وأنّكَ عن حقّ الخلافة ِ ذائدٌ
وأّنك عن ثغرِ الخلافة ِ باسم
وأنّكَ فتَّ السابقينَ كأنّما
مساعيك في سوقِ الرّجالِ أداهم
مَرَيْتَ سِجالاً من عِقابٍ ونائلٍ
كأنّكَ للأعمارِ والرّزقِ قاسم
وأمّنْتَ من سُبْلِ العُفاة َ فجدَّعتْ
إليك أُنوفَ البِيدِ وهي رواغم
وأدنيتَها بالإذنِ حتى كأنّما
تَخَطَتْ إليكَ السيْفَ والسيْفُ قائم
وتنْظُرُ عُلْواً أينَ منكَ وُفودُها
كأنّكَ يومَ الركبِ للبرقِ شائم
فلا تخذلِ البدرَ المنيرَ الّذي بهِ
سروا فله حقُّ على الجودِ لازم
أيأخذُ منه الفجرُ والفجرُ ساطعٌ
ويثبتُ فيه الليلُ والليلُ فاحم
علوتَ فلولا التاجُ فوقك شكَّكتْ
تميمُ بنُ مُرٍّ فيكَ أنّك دارم
وجدتَ فلولا أنْ تشرّفَ طيّءٌ
لقد قال بعضُ القوم إنّكَ حاتم
لك البيتُ بيتُ الفخرِ أنتَ عمودهُ
وليس له إلاّ الرّماحَ دعائِم
أنافَ به أنْ ليس فوقكَ بالغٌ
وشيّدهُ أنْ ليسَ خلفكَ هادم
وما كانتِ الدّنيا لتحملَ أهلها
ولكنّكم فيها البحورُ الخَضارم
فمَهْلاً فقد أخرستمُونَا كأنّما
صَنائعُكُمْ عُرْبٌ ونحنُ أعاجِم
فلا زالَ مُنهَلٍّ من المجدِ ساكبٌ
عليكَ ومرفضٌّ من العزّ ساجمُ
فثمّ زمانٌ كالشبيبة ِ مذهبٌ
وئمّ ليالٍ كالقدودِ نواعمُ
وللهِ درُّ البينِ لولا خليفة ٌ
تخلّفني عنكم وحَبْلٌ مُداوِمُ
ودَرُّ القُصورِ البِيضِ يَعمُرُ مُلكَها
ملوكُ بني الدّنيا وهنّ الكَرائِمُ
وأنتَ بها فارددْ تحيّة َ بعضنا
إذا قَبّلَتْ كَفّيكَ عنّا الغمائمُ
ولو أنّني في ملحدٍ ودعوتي
لقامَتْ تُفَدّيكَ العِظامُ الرمائم
تحمّلتَ بالآمالِ إذا أنتَ راحلٌ
وأقْبَلْتَ بالآلاءِ إذ أنْتَ قادم
مددتَ يداً تهمي على المزنِ من علٍ
فهل لك بحرٌ فوقها متلاطم
هو الحوضُ حوض الله من يكُ وارداً
فقد صَدَرتْ عنهُ الغيوثُ السّواجم
فإن كان هذا فعلُ كفّيكَ باللُّهى
لقد أصْبَحَتْ كَلاًّ عليكَ المكارم[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> ثوتْ مُضرُ الحمراءُ تحتَ طرافها
ثوتْ مُضرُ الحمراءُ تحتَ طرافها
رقم القصيدة : 10847
-----------------------------------
ثوتْ مُضرُ الحمراءُ تحتَ طرافها
وقالتْ نزارٌ يا ربيعة ُ ألجمي
وقدّمَ بكراً سعيها قبل تغلبٍ
وقالا لشَيبانٍ جميعاً تَقَدَّمي
لكم فارعٌ لم يَبلُغ النجمُ ظِلَّهُ
وشاهقة ٌ قعساءُ لم تتسنّم[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ
نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ
رقم القصيدة : 10848
-----------------------------------
نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ
وإنّي لَفَرْدٌ مثل ما انفرَدَ الزَّلَم
بمرقبة ٍ مثلَ السِّنانِ تقدّمتْ
خياشيمهُ واستردفَ العاملُ الأصمّ
فلا قُلّة ٌ شَهْبَاءُ إلاّ رَبَأتُهَا
ولا علمٌ إلاّ رقأتُ ذرى العلم
فقلتُ: أدارُ المالِكِيّة ِ ما أرى
بأسفَلِ ذا الوادي أم الطَّلْحُ والسلَم
وأكذبني الطّرفِ فخفّضتُ كلكلاً
وأطرقتُ إطراقَ الشجاع ولمْ أرمْ
فلمّا أجنَّ الشّمسَ ريبٌ من الدُّجى
ولفَّ سوامَ الحَيّ سَيْلٌ من العَتَم
عرفتُ ديارَ الحيّ بالنّارِ للقرى
تُشَبُّ وبالأنجوجِ يُذكَى ويَضْطرَم
وأرعَيْتُها سَمْعي وقد راعَني لها
صَهِيلُ المَذاكي قبلَ قَرقرة ِ النَّعَم
فلمّا رأيتُ الأفقَ قد سارَ سيرة ٍ
مجوسيّة ً واسنحكك اللّوح وادلهمّ
ولم يبقى إلاّ سامرُ الليلِ هادرٌ
من البُزلِ أو غِرّيدُ سِرْبٍ من البَهَم
طرقْتُ فتاة َ الحيّ إذ نامَ أهلُهَا
وقد قامَ ليلُ العاشقينَ على قدَم
فقالتْ: أحَقاً كلما جئتَ طارقاً
هتكتَ حجابَ المَجْدِ عن ظبية الحرَم
فسكّنتُ من إرعادها وهي هونة ٌ
ضَعيفة ُ طيّ الخَصرِ في لحظِها سقَم
أضمُّ عليها أضلعي وكأنّها
من الذُّعْرِ نَشْوَى أو تطَرّقَها لَمَم
أميلُ بها ميلَ النّزيفة ِ مسنداً
إلى الصّدرِ منها ناعمَ الصّدر قد نجَم
ولم أنسها تثني يدي بمطرَّفٍ
لطيفٍ على المِسْواك مُختضِبٍ بدَم
فبتُّ أداري النّفس عمّا يريبها
ونامَ القَطا من طُولِ لَيلي ولم أنَم
ولم أنسَ منها نظرة ً حينَ ودَّعتْ
وقد مُلِئَتْ دَلوُ الصّباح إلى الوَذَم
أنازعها باللّحظِ سرّاً كأنّها
تعلّمَ منها اللّحظُ ما نسيض القلم
وقدْ أحْكَمَ الغَيرانُ في سوءِ ظَنّهِ
فما شكّ في قتلي وإنْ كانَ قدْ حلم
فباتَ بقلْبٍ قد تَوَغّرَ خِلْبُهُ
عليّ وشُبّتْ نارُهُ ليَ واحْتَدَم
وأقبلَ يستافُ الثّرى منْ مدارجي
ومَسحَبِ أذيالي على الُّرغْلِ واليَنَم
فما راعَهُ إلاَّ مكانُ توكّؤي
على سيَة ِ القوسِ المغشّاة ِ بالأدم
ومَسقطُ قِدْح من قِداحي على الثّرَى
و منقدُّ ذيلٍ من ذيولي على الأكم
وقد صَدّقَتْ ما ظنَّ نَفحَة ُ عازِبٍ
من الرّوضِ دَلّتْهُ على الطارقِ المُلِمِّ
يُطيفُ بأطنابِ القِبابِ مُسَهَّداً
فينشقُ ريحَ اللّيثِ واللّيثُ في الأجم
لَدَى بِنْتِ قَيْلٍ قد أجارَتْ عميدَها
فكفّتْ عميدَ الحيِّ عنهُ وإنْ رغم
و تقنى حياءٍ أنْ يلمّ بخدرها
فتَنْفِيهِ عنّا هيبة ُ المجدِ والكَرم
ونَبّهِ أقصَى الحيّ أنّي وتَرتُهُم
وقدْ ملَّ من رجمِ الظنونِ وقدْ سئم
هَتكتُ سُجوفَ الخِدرِ وهو بمَرصَدٍ
فلمّا تعارفنا هممتُ بهِ وهمّ
فبادرتُ سيفي حينَ بادرَ سيفهُ
ونبّهَ أقصى أنّي وترتهمْ
وقد علّ صَدرُ السيفِ من ماجِدٍ عَمَم
فما أسْرَجُوا حتى تَعَثّرْتُ بالقَنَا
ولا ألجموا حتى مرقتُ من الخيم
ومنْ بينّ برديَّ اللذينِ تراهما
رقيقُ حواشي النفس والطبْع والشّيَم
يسيرُ على نهجِ ابنِ عمرٍو فيقتدي
بأروعَ مجموعٍ على فضلهِ الأمم[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> إيهاً لكِ النُّعْمَى على فأنْعِمي
إيهاً لكِ النُّعْمَى على فأنْعِمي
رقم القصيدة : 10849
-----------------------------------
إيهاً لكِ النُّعْمَى على فأنْعِمي
وبَرِئْتِ من حَرَجِ السلامِ فسلّمي
لله مَوْقِفُ عاشِقٍ ومُعَشَّقٍ
من ظالمٍ منّا ومن متَظَلِّم
بادرتُ موطئَ نعلهِ حتى إذا
عفَرتُ خدي في الثرى المتنسِّم
اعتلّ منْ وجناتهِ فأجالَ في
صحنِ العقيقِ جداولاً من عَندَم
أجرى على ذهبيّها عصبيَّها
ودَنَا لسَفكِ دَمي بوَردٍ من دَم[/font]
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> يا ذا البديهة ِ في المقالِ أما كفتْ
يا ذا البديهة ِ في المقالِ أما كفتْ
رقم القصيدة : 10850
-----------------------------------
يا ذا البديهة ِ في المقالِ أما كفتْ
بدهاتُ هذا الّنقضِ والإبرام
حُكْمٌ يُجَلّي غيبَ كلّ مُلِمّة ٍ
كالشمس تكشفُ جنحَ كلّ ظلامِ
و لذا تراكَ عيوننا وقلوبنا
مثلَ الشّهابِ على سَواء الهام
ما أكثرَ الأسماءَ حينَ أعدّها
من ماجدٍ وسميذعٍ وهمام
فإذا رجَعتَ إلى الحَقيقِ فإنّما
إياكَ تعني ألسنُ الأقوام
فاترك لأهلِ الشَّعرِ معنَّى واحداً
ممّا تُثيرُ هَواجِسُ الأوهام
فلأنتَ والصيدُ الذين نميتهم
من كلّ رَحبِ الباعِ أبلَجَ سام
أهلُ الأصَالَة ِ والنّباهة ِ والفَصا
حة ِ والنّهي والفهمِ والإفهام
تمشي البلاغَة ُ خلفَكم وأمامَكم
و يطيبُ ما تطؤونَ بالأقدام
و تكادُ تعشبُ أرضكمْ بكلامكمْ
لو أنّ أرضاً أعشَبَتْ بكلام
من أينَ أُنكِرُ فضْلَكم ولو أنّني
كأبي عُبادَة َ أو أبي تمّام[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> هلْ من أعقَّة ِ عالجٍ يبرينُ
هلْ من أعقَّة ِ عالجٍ يبرينُ
رقم القصيدة : 10851
-----------------------------------
هلْ من أعقَّة ِ عالجٍ يبرينُ
أمْ منهما بَقَرُ الحُدوجِ العِينُ
و لمنْ ليالٍ ما ذممنا عهدها
مُذ كُنّ إلاّ أنهُنّ شُجون
المشرقاتُ كأنّهنّ كواكبٌ
و النّاعماتُ كأنّهنَ غصون
بيضٌ وما ضحكَ الصّباحُ وإنها
بالمِسكِ من طُرَرِ الحِسان لَجون
أدْمى لها المَرجانُ صَفحة َ خدّهِ
وبكَى عليها اللؤلؤ المَكنون
أعْدى الحَمامَ تأوُّهي من بعدها
فكأنّهُ فيما سَجَعْنَ رَنين
بانوا سراعاً للهوادجِ زفرة ً
مما رأينَ وللمطيّ حنين
فكأنما صبغةا الضّحى بقبابهمْ
أو عصْفَرَتْ فيها الخدودَ جُفون
ماذا على حُلَلِ الشّقِيقِ لو أنّهَا
عنْ لابسيها في الخدودِ تبين
لأعطِّشنَّ الرّوضَ بعدهمْ ولا
يرويهِ لي دمعٌ عليهِ هتون
أأُعِيرُ لَحظَ العَينِ بهجة َ منّظَرٍ
وأخُونُهُم إنّي إذاً لَخَؤون
لا الجَوُّ جَوٌّ مُشرِقٌ ولو اكتسَى
زهراً ولا الماءُ المَعينُ مَعين
لا يَبْعَدَنّ إذِ العَبيرُ له ثَرى
والبانُ أيْكٌ والشُّموسُ قَطين
أيّامَ فيهِ العبقريُّ مفوَّفٌ
و السّابريُّ مضاعفٌ موضون
والزاعِبِيَّة ُ شُرَّعٌ والمَشْرَفـ
يَّة ُ لمَّعٌ والمقرباتُ صفون
و العهدُ منْ لمياءَ إذ لا قومها
خُزْرٌ ولا الحَرْبُ الزَّبونُ زَبون
عَهْدي بذاكَ الجَوّ وهو أسِنّة ٌ
وكناسِ ذاكَ الخشفِ وهو عرين
هلْ يدنينّي منه أجردُ سابحٌ
مرِحٌ وجائلة ُ النُّسوعِ أمُون
و مهندٌ فيهِ الفرندُ كأنّهُ
ذمرٌ لهُ خلفَ الغرارِ كمين
غضبُ المضارب مقفرٌ من أعينٍ
لكنَهُ من أنْفُسٍ مَسْكُون
قدْ كانَ رشحُ حديدهِ أجلى وما
صاغَتْ مضاربَه الرّقاقَ قُيون
و كأنّما يلقى الضريبة َ دونهُ
بأسُ المُعِزِّ أوِ اسمُهُ المَحزون
هذا معدٌّ والخلائقُ كلَّها
هذا المُعِزُّ متوَّجاً والدّين
هذا ضميرُ النَشأة ِ الأولى التّي
بدأ الإلهُ وغيبها المكنون
من أجل هذا قُدّرَ المقدورُ في
أُمّ الكتابِ وكوّنَ التكوين
وبذا تلقّى آدمٌ منْ ربِّهِ
عَفْواً وفاءَ ليُونُسَ اليَقطين
يا أرضُ كيفَ حملتِ ثِنْيَ نجادهِ
والنصرُ أعظَمُ منكِ والتّمكين
حاشا لما حملّت تحمل مثلهُ
أرضٌ ولكنّ السّماءَ تعينُ
لو يلتقي الطّوفانُ قبلُ وجودهُ
لم يُنْجِ نُوحاً فُلْكُهُ المشْحون
لو أنَّ هذا الدَّهرَ يبطشُ بطشهُ
لم يعقُبِ الحركاتِ منْهُ سُكُون
الرّوْضُ ما قدْ قيلَ في أيّامِهِ
لا أنّهُ وَردٌ ولا نِسْرين
و المسكُ ما لثمَ الثرى من ذكرهِ
لا أنّ كلّ قرارة ٍ دارين
مَلِكٌ كما حُدِّثتَ عنه رأفَة ٌ
فالحمرُ ماءٌ والشّراسة ُ لين
شِيَمٌ لوَ أنّ اليَمّ أُعطيَ رِفْقَها
لمْ يلتقمْ ذا النُّونُ منهُ النّون
تالله لا ظُلَلُ الغَمام مَعاقِلٌ
تأبى عليهِ ولا النجومُ حصونُ
ووراء حقّ ابن الرّسولِ ضراغمٌ
أُسْدٌ وشهبْاءُ السّلاح مَنونُ
الطّالبانِ: المشرفيّة ُ والقنا
و المدركانِ: النّصرُ والتّمكين
و صواهلٌ لا الهضبُ يومَ مغارها
هضبٌ ولا البيدُ الحزون حزون
حيثُ الحمامُ وما لهنّ قوادمٌ
و على الرّيودِ وما لهنَّ وكون
و لهنَّ منْ ورق اللجينِ توجسٌ
ولهنَّ منْ مقلِ الظّباء شفون
فكأنّها تحتَ النّضارِ كواكبٌ
وكأنّها تحْتَ الحَديدِ دُجون
عرفتْ بساعة ِ سبقها لا أنّها
علقتْ بها يومَ الرِّهانِ عيون
و أجلُّ علمِ البرق فيها أنّها
مَرّتْ بجانِحَتَيْهِ وهي ظُنونُ
في الغيْثِ شِبهٌ من نَداكَ كأنّما
مسحتْ على الأنواءِ منكَ يمين
أمّا الغِنى فهو الّذي أولَيْتَنَا
فكأنّ جودَكَ بالخلُودِ رَهِين
تَطَأُ الجِيادُ بِنا البُدورَ كأنّها
تحتَ السّنابكِ مرمرٌ مسنون
فالفَيْءُ لا مُتَنَقِّلٌ والحوضُ لا
متكدّرٌ والمنُّ لا ممنون
انْظُرْ إلى الدنْيا بإشفاقٍ فَقَدْ
أرخصتَ هذا العلقَ وهو ثمين
لو يستطيعُ البحرُ لاستعدى على
جَدْوَى يَدَيك وإنّهُ لَقَمِين
أمْدده أو فاصْفَحْ له عَنْ نَيْلِهِ
فلقدْ تخوّفَ أنْ يقالَ ضنين
و أذن لهُ يغرقْ أميّة َ معلناً
ما كلُّ مأذونٍ له مأذون
واعْذِرْ أُمَيّة َ أن تَغَصّ بريقها
فالمُهْلُ ما سُقِيَتْهُ والغِسلين
ألقَتْ بأيدي الذُّلّ مُلقى عَمرِها
بالثّوبِ إذ فغرتْ له صفِّين
قد قادَ أمرَهُمُ وقُلّدَ وقُلّدَ ثَغرَهُمْ
منهم مَهينٌ لا يكادُ يُبين
لتُحكِّمنّكَ أو تزايلُ مِعْصَماً
كَفٌّ ويشخُبُ بالدماء وَتِين
أوَلم تَشُنّ بها وقائعَكَ الّتي
جفَلَتْ وراءَ الهندِ منها الصّين
هل غير أُخرى صَيلَمٌ، إنّ الذي
وقّاكَ تلكَ بأختها لضمينُ
بلْ لو سريتَ إلى الخليجِ بعزمة ٍ
سرَتِ الكواكبُ فيه وهي سَفين
لو لم تكُنْ حزْماً أناتُكَ لم يكنْ
للنّار في حجرِ الزّنادِ كمون
قد جاءَ أمرُ اللهِ واقتربَ المدى
من كلِّ مطلّعٍ وحانَ الحين
وَرَمَى إلى البَلدِ الأمينِ بطَرْفِهِ
ملكٌ على سرِّ الإلهِ أمين
لمْ يدرِ ما رجمَ الظّنونِ وإنّما
دُفِعَ القضاء إليْهِ وهو يقِين
كذبتْ رِجالٌ ما دعتْ من حقّكم
ومنَ المقال كأهلهِ مأفون
أبَني لؤيٍّ أينَ فضلُ قديمكِم
بلْ أينَ حلمٌ كالجبالِ رصين
نازعتمُ حقَّ الوصيّ ودونهُ
حرمٌ وحجرٌ مانعٌ وحجون
ناضَلتُموهُ على الخِلافة ِ بالّتي
رُدّتْ وفيكُم حَدُّهَا المسنونُ
حرّفتموها عنْ أبي السّبطينِ عنْ
زمعٌ وليس من الهجانِ هجين
لو تَتّقُونَ الله لم يَطمَحْ لها
طرفٌ ولم يشمخ لها عرنين
لكنْكُم كنتم كأهْلِ العِجلِ لم
يحفظ لموسى فيهم هرون
لو تَسألونَ القَبرَ يومَ فَرِحْتُمُ
لأجابَ أنّ محمّداً محزون
ماذا تريدُ من الكتابِ نواصبٌ
ولهُ ظُهورٌ دونها وبُطون
هي بغْيَة ٌ أضْلَلْتُموها فارْجِعوا
في آلِ ياسينٍ ثوت ياسين
ردّوا عليهم حكمهمْ فعليهمُ
نزلَ البيانُ وفيهم التّبين
البيتُ بيتُ اللهِ وهو معظّمٌ
والنّور نورُ الله وهو مُبين
والسِّترُ سترُ الغيْبِ وهو مُحجَّبٌ
والسَّرُّ سرُّ الوَحي وهو مَصون
النّورُ أنتَ وكلُّ نورٍ ظلمة ٌ
و الفوقُ أنتَ وكلُّ فوقٍ دون
لو كان رأيُكَ شايِعاً في أُمّة ٍ
علموا بما سيكونُ قبلَ يكون
أو بشركَ في شعاعِ الشمس لم
يُكسَفْ لها عند الشرُوقِ جَبِين
أو كان سُخطُك عدوة ً في السّم لم
يَحْمِلْهُ دونَ لَهاتِهِ التِّنّين
ام تسكن الدّنيا فواقَ بكيّة ٍ
إلاّ وأنْتَ لخوفِها تأمين
الله يقبَلُ نِسكَنا عنّا بما
يخرْضِيكَ من هَدْيٍ وأنت مُعين
فَرْضانِ من صوْمٍ وشُكرِ خليفة ٍ
هذا بهذا عندنا مقرونُ
فارْزُق عبادَك منكَ فضْلَ شفاعة ٍ
واقرب بهمْ زلفى فأنتَ مكين
لكَ حمدنا لا أنّهُ لكَ مفخرٌ
ما قدركَ المنثور والموزون
قد قالَ فيكَ الله ما أنا قائِلٌ
فكأنّ كُلّ قَصِيدَة ٍ تَضْمِين
الله يعلَم أنّ رأيَكَ في الوَرى
مأمونُ حزمٍ عندهُ وأمين
و لأنتَ أفضلُ من تشيرُ بجاههِ
تحتَ المِظَلّة ِ بالسلام يمين[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> لا يطعمُ البيضَ إلاّ رأسَ ذي صيدٍ
لا يطعمُ البيضَ إلاّ رأسَ ذي صيدٍ
رقم القصيدة : 10852
-----------------------------------
لا يطعمُ البيضَ إلاّ رأسَ ذي صيدٍ
أو ساقَ أدماءَ فيها النَّقيُ بنيانُ
فهنّ للكُومِ في رأسِ القِرى عُقُلٌ
وللرّؤوس غَداة َ الرَّوعِ تِيجانُ[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ
متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ
رقم القصيدة : 10853
-----------------------------------
متهلِّلٌ والبدرُ فوقَ جبينهِ
يلقاكَ بشرُ سماحهِ من دونهِ
و الدّينُ والدُّنيا جميعاً والنَّدى
و البأسُ طوعُ شمالهِ ويمينهِ
كالمشرفيّ العضبِ شاعَ فرندهُ
وجَلَتْ مضارِبَهُ أكُفُّ قُيونِه
جذلانُ فالآدابُ في حركاتهِ
والحِلمُ في إطراقِهِ وسُكونهِ
بادي الرّضا وحَذارِ منه مُعاوِداً
غضباً يريكَ الموتَ بين جفونهِ
ومُصَمِّمٌ لو يَنتحي بلِوائِهِ
رَيْبَ المَنونِ لكان رَيبَ مَنونه
لِينٌ تساسُ بهِ الخُطوبُ وشِدّة ٌ
والنّصْلُ شدّة ُ بأسه في لِينه
و مقاربٌ فيما يرومُ مباعدٌ
أعيا لبيبَ القومِ جمُّ فنونهِ
يجلو لهُ الغيبَ المستَّرَ هاجسٌ
ثَقِفُ النّباهَة ِ ظَنُّهُ كيَقينه
حلوُ الشمائل ما اكتفينَ براعة ً
بالحُسنِ حتى زِدْنَ في تحسِينِه
فإذا اشرأبّ إلى القصيدِ فدرُّهُ
مكنونُ درٍّ ليس من مكنونهِ
غيْثُ العُفاة ِ تَلُوذُ منه وُفودُهمْ
بأخي السّماحِ وخلّهِ وخدينه
لو يستطيعُ هدى الرّكابَ لقصدها
وأنارَ ليلَ الرَّكبِ ضوءُ جبينِه
لا يَندُبُ الآمالَ آمِلُهُ ولم
تَحْلَكْ لِنائبة ٍ وجوهُ ظنونه
عزّ النَّدى بك والرّجاءُ وأهلهُ
و أهنتَ وفركَ فاستعاذَ لهونه
لِتَدُمْ خُلوداً وليعدُمْ لكَ جَعفرٌ
في عِزّ سُؤدَدِهِ وفي تمكينهِ
لا يَبْعَدَنْ بادي الصّبابة ِ مُغْرَمٌ
حنّتْ كواكبُ ليلهِ لحنينه
يَرعاكَ والأرضَ الأريضَة ُ دونَهُ
من بيدهِ وسهولهِ وحزونه
بهجٌ بتأييدِ الإلهِ ونصرهِ
صبٌّ إليكَ مولَّعٌ بشجونه
ملكٌ أعزَّ يلاثُ ثنيُ نجادهِ
بجديرهِ في يعربٍ وقمينهِ
بهزبرِ هذا النّاس وابنِ هزبرهم
وأمينِ هذا الملم وابنِ أمينِه
تلقاهُ بالإقدام مدّرعاً فمنْ
مسرودِ ماذِيٍّ ومن مَوضونِه
سائلْ ولاة َ النَّكثِ كيف قفولهُ
عنهم وكيفَ إيابُ أُسْدِ عَرينه
يَسري له لجِبٌ كأنّ زُهَاءهُ
آذِيُّ بحْرٍ يَرتَمي بسفِينِهِ
أنحَى لهمْ خَطّيَّهُ فتَهافَتَتْ
مُهَجاتُهُمْ تَستَنُّ من مَسنونه
و ابتزّ ما لهمُ وملكهمُ وقدْ
لحظتْهُ خُزْراً كالِئاتُ عُيونهِ
يا ربّ بكرٍ من ليالي حربهِ
فيهم يعَدُّ مِثالُها من عُونه
غَزْوٌ رَمَى صُمَّ الجِبالِ بعزمِهِ
حتى ألانَ متونها بمتونهِ
يا أيّها المُوفي بغُرّة ِ ماجِدٍ
تَسري بغِبَّ السّعدِ غبَّ دُجونه
أوسعتَ عبدك من أيادٍ شكرها
حظّانِ من دنيا الشَّكور ودينه
في حين لم يَعدِلْ نَداكَ ندَى يدٍ
لكِنْ صَبير المُزْنِ جاء لحِينه
من وبلهِ وسكوبهِ وملثّهِ
وسَفُوحِهِ ودَلوحِهِ وهَتونه
لم يشْفِ جَهْدُ القولِ منْهُ وإنّني
رَهْنٌ بهِ وكفيلُهُ كرهِينِهِ
حزتَ الكمالَ ففيكَ معنى ً مشكلٌ
يَنْبو بيانُ القوْلِ عن تَبيينه
أقسمتُ بالبيتِ العتيقِ وما حوتْ
بطحاؤهُ من حجرهِ وحجونه
ما ذاكَ إلاّ أنَّ كونَكَ ناشِئاً
سببٌ لهذا الخلقِ في تكوينهِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> الشمسُ عنهُ كليلة ٌ أجفانها
الشمسُ عنهُ كليلة ٌ أجفانها
رقم القصيدة : 10854
-----------------------------------
الشمسُ عنهُ كليلة ٌ أجفانها
عبرى يضيقُ بسرّها كتمانها
لو تستطيعُ ضِياءَهُ لدَنَتْ لهُ
وأُريكَها تَخْبو على بُرَحائِها
لم تخفَ مذعنة ً ولا إذعانها
إيوانُ مَلْكٍ لو رأتْهُ فارسٌ
ذعرتْ وخرّ لسمكهِ إيوانها
واستعظَمَتْ ما لم يُخلِّدْ مثلَهُ
سابورها قدماً ولا ساسانها
سجَدَتْ إلى النيرانِ أعصُرَها ولو
بصرتْ به سجدتْ له نيرانها
بل لو تجادلها بهِ ألبابها
في الله قامَ لحُسنِهِ بُرهانُها
أو ما ترى الدّنيا وجامعَ حسنها
صُغرى لديه وهي يعظُمُ شانها
لولا الذي فتنتْ به لاستعبرتْ
ثكلى تفضُّ ضلوعها أشجانها
خَضِلُ البشاشة ِ مُرْتَوٍ من مائها
فكأنَّهُ متهلِّلٌ جذلانها
يَنْدى فتنْشأُ في تَنَقُّلِ فَيّئِهِ
غرُّ السحائبِ مسبلاً هطلانها
وكأنّ قُدسَ ويذبُلاً رفَدا ذُرَى
أعلامهِ حتى رستْ أركانها
تغدو القصورُ البيضُ في جنباتهِ
صُوْراً إليه يَكِلُّ عنه عِيانها
و القبّة ُ البيضاءُ طائرة ٌ بهِ
تهوي بمنخرقِ الصَّبا أعنانها
ضُرِبَتْ بأرْوِقَة ٍ تُرَفرِفُ فوقَها
فهوى بفتخِ قوادم خفقانها
يَعْشُو إلى لَمَعَانها
في حيْثُ أسلَمَ مُقلَة ً إنسانُها
بُطْنانُها وَشيُ البُرودِ وعَصْبُها
فكأنّما قوهِيُّها ظُهْرانها
نِيطَتْ أكاليلٌ بها مَنظومَة ٌ
فغَدا يُضاحِكُ دُرَّها مَرجانُها
و تعرَّضتْ طررُ السُّتورِ كأنَّها
عذباتُ أوشحة ٍ يروقُ جمانها
و كأنَّ أفوافَ الرِّياضِ نثرنَ في
صفحاتها فتفوَّفتْ ألوانها
فأدرْ جفونكَ واكتحلْ بمناظرٍ
غَشّى فِرندَ لُجيَيْنِها عِقْيانها
لترى فنونَ السحرِ أمثلة ً وما
يُدري الجَهولَ لَعَلّها أعيانُها
مُستَشرِفاتٍ من خُدورِ أوانِسٍ
مصفوفَة ٍ قد فُصّلتْ تِيجانها
مُتَقابِلاتٍ في مَراتِبِها جَنَتْ
حرْباً على البِيضِ الحِسانِ حسانها
فاخلَعْ حميداً بينها عُذْرَ الصِّبا
و ليبدِ سرَّ ضمائرٍ إعلانها
و حباكها كلفُ الضُّلوع بحسنها
ريّانُ جانحة ٍ بها ملآنها
تساي المحبَّ كلفَ الضّلوعِ بحسنها
ثكرَ النفوس مُحَرَّماً سُلْوانُها
رَدّتْ على الشّعراء ما حاكَتْ لها
غرُّ القوافي بكرها وعوانها
و أتتْ تجرِّرُ في ذيولِ قصائدٍ
يكفيكَ عن سحرِ البيان بيانها
أعْيَتْ لَبيباً وهي مَوقِعُ طَرْفِهِ
فقَضَى عليه بجهلِهِ عرفانُها
إبراهِمِيّة ُ سُودَدٍ تُعزَى إلى
نَجْرِ الكِرامِ: جِنانُها ومَعانُها
فكأنّهُ سيف بنُ ذي يَزَنٍ بها
وكأنّها صَنعاءُ أو غُمدانها
سُحِبَتْ بها أردانُه فتَضَوّعَتْ
عبقاً بصائكِ مسكهِ أردانها
وكأنّما لَبِسَتْ شَبيبَتَهُ وقَدْ
غادى النّدَى متهَلِّلاً رَيعانها
و كأنّما الفردوسُ دارُ قرارهِ
و كأنّ شافعَ جودهِ رضوانها
أبدَتْ لمَرآكَ الجَليلِ جَلالَة ً
يعلو لمكرمة ٍ بذاك مهانها
وهَفَتْ جوانبها ولولا ما رَسا
من عبء مجْدكَ ما استقَرّ مكانها
ولَنِعْمَ مَغنى اللهوِ تَرأمُ ظلَّه
آرامُ وَجْرَة َ رُحْنَ أو أُدْمانها
وتخالُها صَفراء عارَضَتِ الدُّجى
وسرَتْ فنادَمَ كوكباً نَدمانها
قدُمتْ تُزايلُ أعصُراً كَرّتْ على
حَوبائِها لمّا انقَضَى جُثمانها
و أتتْ على عهدِ التّبابعِ مدَّة ً
غَضّاً على مَرّ الزّمانِ زمانها
يمنيَّة ُ الأربابِ نجرانيَّة ُ الـ
؛أنسابِ حيثُ سَمَتْ بها نَجرانُها
أو كسرويَّة ُ محتدٍ وأرومة ٍ
شَمطاءُ يُدعَى باسمِها دِهقانُها
أو قرقفٍ ممّا تنشّي الرّومَ لا
نَشَواتُها ذُمّتْ ولا نشوانُها
كان اقتناها الجاثلِيقُ يُكِنُّهَا
و يصونُ درّة َ غائصٍ صوِّانها
في مَعشرٍ من قومه عَثَرَتْ بهم
نوبُ الزّمانِ فغالهم حدثانها
كرُمَتْ ثَرى ً متأرِّجاً وتوسّطتْ
أرضَ البَطارقِ مُشرِفاً أفدانها
لم يضرموا ناراً لهيبتها ولمْ
يَستطَعْ بأكنافِ الفَضاء دُخانها
فكأنَّ هيكلها تقدَّمَ راية ً
وكأنّ صَفّ الدّارعينَ دِنانُها
غنيتْ تطوفُ بها ولائدهمْ كما
طافَتْ برَبّاتِ الحِجالِ قِيانها
قد أوتيتْ من علمهمْ فكأنّها
أحبارُ تلك الكُتبِ أو رُهبانها
جازتهمُ ترمدُّ في غلوائها
فتخرِّموا وخلا لها ميدانها
فكلتكَ ناجودٌ تديرُ كؤوسها
هِيفٌ تُجاذبُ قُضْبَها كُثبانها
من قاصراتِ الطَّرفِ كلّ خريدة ٍ
لم يأتِ دونَ وصالِها هِجرانُها
لم تدرِ ما حرُّ الوداعِ ولا شجتْ
صَبّاً بمُنْعَرَجِ اللوى أظعانها
قد ضرّجتْ بدم الحياء فأقبلتْ
متظلّماً من وردها سوسانها
تشكو الصِّفادَ لبهرها فكأنَّما
رَسَفَانُ عانٍ دَلُّها رَسَفانها
سامتهُ بعضَ الظلم وهي غريرة ٌ
لا ظُلمُها يُخْشَى ولا عُدوانها
فأتَتْهُ بين قَراطِقٍ ومَناطقٍ
يثنى على سيرائها خفتانها
وإذا ارتمَتْهُ بما تَريشُ ومُكّنَتْ
فأصابَ أسْودَ قلْبِهِ إمكانها
لم تدرِ ما أصمى المليكَ أنزعها
بسديدِ ذاكَ الرّمي أو حسبانها
في أرْيحِيّاتٍ كرَيْعانِ الصِّبَا
حَركاتُها وعلى النُّهَى إسْكانها
ولئن تَلَقَيْتَ الشّبابَ وعَصْرَهُ
بالمُلْهِياتِ فَعَصْرُهَا وأوانها
ولئن أبَتْ لك خفْضَ ذاكَ ولِينَهُ
نفسٌ كهَضْبِ عَمايَتينِ جَنانها
فلقبلَما أسْلتْكَ عن بِيض الدُّمى
بيضٌ تُكسَّر في الوغى أجفانها
و ضرائبٌ تنبي الحسامَ مضارباً
أردَتْ شَراسَتُها فخِيفَ لِيانُها
وأُبُوّة ٌ هَجَرَتْ مَقاصِرَ مُلكِها
فكأنّما أسيافها أوطانها
قومٌ همُ أيّمهمْ إقدامها
و جلادها وضرابها وطعانها
وإذا تَمَطّرَتِ الجِيادُ سَوابِقاً
فبهم تكنُّفها وهم فرسانها
و إذا تحدُّوا بلدة ً فبزأرهم
صعقاتها وببأسهمْ رجفانها
آلُ الوغى تبدو على قسماتهمْ
أقمارها وتحفُّهمْ شهبانها
يصلونَ حرَّ جحيمها إن عرَّدتْ
أبطالها وتزاورتْ أقرانها
جُرْثومَة ٌ منها الجِبالُ الشُّمُّ لم
يغضض متالعها ولا ثهلانها
رْدُّتْ إليك فأنتَ يعرُبها الذي
تعزى إليه وجعفرٌ قحطانها
فافخَرْ بتيجانِ المُلوكِ ومُلكِها
فلأنتَ غيرُ مدافعٍ خلصانها
للَّهِ أنتَ مواشكاً عجلاً إلى
جَدوَى يَدٍ مَدُّ الفُراتِ بَنانها
يَفديكَ ذو سِنَة ٍ عن الآمالِ لم
يألفْ مَضاجعَ سُؤدَدٍ وَسْنانها
تردُ الأماني الخمسُ منه مشارعاً
ملءَ الحياض محلَّلأً ظمآنها
من كل عاري اللِّيتِ من نظم التي
رَجَحَتْ بخيرِ تجارَة ٍ أثمانها
يدني السؤالَ إليه عاملُ صعدة ٍ
مُتَغَلْغِلٌ بين الشِغافِ سِنانها
أعلتكَ عنهم همَّة ٌ لم يعتلقْ
مثنى النّجوم بها ولا وحدانها
دانيتَ أقطارَ البلادِ بعزمة ٍ
ملقى ً وراء الخافقينِ جرانها
و هي الأقاصي من ثغور الملك لا
تُخشَى مخاوِفُها وأنتَ أمانُها
متقلِّداً سيفَ الخلافة ِ للّتي
يُلقَى إليه إذا استمرّ عِنانُها
تُزْجَى الجِيادُ إلى الجِلاد كأنّما
سَرعانُ واردة ِ القَطا سَرعانها
وتُهَزُّ ألويَة ُ الجنودِ خَوافِقاً
تحتَ العَجاجِ كَواسِراً عِقبانها
حتى إذا حرِجَتْ به أرْضُ العدى
مُتَمَطّياً وتَضَايقَتْ أعطانها
ألقَتْ مقالِيداً إليه وقبلَهُ
ما انفكَّ خالعها ولا خلعانها
لا قلتَ إنّ الدّينَ والدّنْيا لَهُ
عِوَضٌ ولُؤمٌ مقالة ٍ بُهْتانُها
أمدُ المطالبِ والوفودِ إذا حدتْ
فَوْتَ العيونِ رِكابُها رُكبانَها
ألِفَ النّدَى دَأباً عليه كأنّهُ
رَتْكُ المَطّيِ إليهِ أو وَخَدانها
غَفّارُ مُوبِقَة ِ الجَرائم صافحٌ
و سجيَّة ُ من ماجدٍغفرانها
شيمٌ إذا ما القولُ حنّ تبرّعتْ
كرماً فأسجحَ عطفها وحنانها
إني وإنْ قصّرْتُ عن شكريه لم
يغمطْ لديّ صنيعة ً كفرانها
كنتُ الوليدَ فلم يُنازِعْهُ بنو
خاقانَ مكرمة ً ولا خاقانها
مننٌ كباكرة ِ الغمامِ كفيلة ٌ
بالنُّجحِ موقوفٌ عليه ضمانها
يا ويلتا منّي عليّ أمخرسي
إحسانُها أو مُغرِقي طُوفانها
ما لي بها إلاّ احتراقُ جوانحي
يدني إليك ودادها حرَّنها
دامَتْ لنا تلك العُلى متَفَيّئاً
أظلالها متهدّلاً أفنانها
واسلَمْ لغَضّ شبيبَة ٍ ولدولَة ٍ
عَزَّتْ وعَزّ مؤيَّداً سلطانها[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> كُفّي فأيسَرُ من مَرَدِّ عِنَاني
كُفّي فأيسَرُ من مَرَدِّ عِنَاني
رقم القصيدة : 10855
-----------------------------------
كُفّي فأيسَرُ من مَرَدِّ عِنَاني
وقعُ الأسنَّة ِ في كلى الفرسانِ
ليسَ ادّخارُ البدرة ِ النّجلاءِ من
شِيَمي ولا مَنعُ اللُّهَى من شاني
هلْ للفتى في العَيشِ مِن مِندوحَة ٍ
إلاّ اصطفاءُ مودّة ِ الإخوانِ؟
و إذا الجوادُ جرى على عاداتهِ
فذرِ الجوادَ وغاية َ الميدانِ
لا أرهبُ الإعدامَ بعدَ تيقُّني
أن الغِنى شجَنٌ منَ الأشجان
ملأتْ يدي دلوي إلى أوذامها
و أعرتُ للعافي قوى أشطاني
و لقد سمعتُ اللَّهَ يندبُ خلقهُ
جهراً إلى الإفضالِ والإحسانِ
و إذا نجا من فتنة ِ الدّنيا امرؤٌ
فكأنّما يَنجو من الطوفانِ
يأبى ليَ الغدرَ الوفاءُ بذمَّتي
و الذَّمَّ آباهُ كما يأباني
إنّي لآنفُ أنّ يَميلَ بي الهَوَى
أو أنْ يَراني الله حَيثُ نَهاني
حِزْبُ الإمامِ منَ الوَرَى حِزْبي إذا
عدّوا وخلصانُ الهدى خلصاني
لا تَبعَدَنَّ عِصابَة ٌ شِيعِيّة ٌ
ظفروا ببغيتهمْ منَ الرَّحمنِ
قوْمٌ إذا ماجَ البرِيّة ُ والتَقَى
خَصْمانِ في المعبودِ يختَصِمانِ
تركوا سُيُوفَ في أغمادِها
وتَقَلّدُوا سَيفاً منَ القرآنِ
عقدوا الحبى بصدورِ مجلسهمْ كمنْ
عَرَفَ المُعِزَّ حَقيقَة َ العِرْفانِ
قد شرّفَ اللَّهُ الورى بزمانهِ
حتى الكَواكبُ والوَرَى سِيّانِ
و كفى بمنْ ميراثهُ الدّنيا ومن
خلقتْ لهُ وعبيدهُ الثَّقلانِ
و كفى بشيعتهِ الزّكيّة ِ شيعة ٍ
و كفى بهم في البرّ من صنوانِ
عُصِمت جَوارِحهم من العدوَى كما
وقيتْ جوانحهم منَ الأضغانِ
قد أيّدوابالقدسِ إلاّ أنّهمْ
قد أونسوا بالرُّوحِ والرَّيحانِ
للّهِ درُّهمُ بحيثُ لقيتهمُ
إنّ الكرامَ كريمة ُ الأوطانِ
يَغشَوَنَ ناديَ أفْلَحٍ فكأنّما
يفشونَ ربَّ التّاجِ من عدنانِ
حيُّوا جلالة َ قدرهِ فكأنّما
حيُّوا أمينَ اللّهِ في الإيوانِ
يردونَ جمّة َ علمهِ ونوالهِ
فكأنَّهمْ حيثُ التقى البحرانِ
حُفّتْ بِهِ شفعاؤهمْ واستَمطَرُوا
مِنْ جانِبَيهِ سَحائِبَ الغفرانِ
ورأوْهُ من حيثُ التَقَتْ أبصارُهمْ
مُتَصَوَّراً في صورة ِ البُرْهانِ
تنبو عقولُ الخلقِ عن إدراكهِ
وتكِلُّ عنهُ صَحائحُ الأذهانِ
تَستَكْبِرُ الأملاكُ قبلَ لِقائِهِ
وتَخِرُّ حينَ تَراهُ للأذْقانِ
أبلغْ أميرَ المؤمنينَ على النَّوى
قَوْلاً يُريهِ نَصيحتي ومكاني
إنّ السّيوفَ بذي الفَقارِ تشَرّفَتْ
ولَقَلَّ سيفٌ مثلُ أفلَحَ ثانِ
قد كنتُ أحسبُني تَقَصّيتُ الوَرَى
وبَلَوْتُ شِيعَة َ أهلِ كلّ زَمانِ
فإذا موالاة ُ البريّة ِ كلّها
جمعتْ لهُ في السّرّ والإعلان
و إذا الذينَ أعدُّهمْ شيعاً إذا
قيسوا إليهِ كعبّدِ الأوثان
نُضِحَتْ حرارَة ُ قَلبِهِ بمَوَدّة ٍ
ضربتْ عليهِ سرادقُ الإيمانِ
وحَنا جَوانحَ صَدرِهِ مَملوءة ً
علماً بما يأتي منَ الحدثانِ
يتبرّكُ الرّوحُ الزّكيُّ بقربهِ
نُسْكاً ويُرْوي مُهجَة َ الهَيمان
أمُعِزَّ أنصارِ المُعزّ منَ الوَرَى
والمُنزِلُ النُّصْابَ دارَ هَوانِ
بكَ دانَ ملكُ المشرقينِ وأهلهُ
وأنابَ بَعدَ النّكثِ والخُلعانِ
و إنّا وجدنا فتحَ مصرٍ آخراً
لكَ ذِكرُهُ في سالِفِ الأزْمانِ
فبعرمكَ انهدّتْ قوى أركانها
وبقُرْبك امتدّتْ إلى الإذْعانِ
وطأتَ بالغاراتِ مركبِ عزّها
والجيشَ حتى ذَلّ للرُّكبْانِ
فإليكَ ينسبُ حيثُ كنتَ وإنّما
فخرُ الصُّلِيَ لقادِحِ النّيرانِ
عصفتْ على الأعرابِ منكَ زعازعٌ
سكفتْ دمَ الأقرانِ بالأقرانِ
ما قرّ أعينُ آلِ قرَّة َ مذْ سقوا
بكَ ما سقوهُ منَ الحميمِ الآني
وقبيلة ً قتّلتها وقبيلة ً
أثكَلْتَها بالبَرْكِ في الأعطانِ
أخْلى البُحيرَة َ منهُمُ والبِيدَ مَا
خسفَ الصّعيدَ بشدّة ِ الرجفانِ
فشغلتَ أهلَ الخيمِ عن تطنيبها
وأسمتهمُ شرداً مع الظُّلمانِ
وَسَمتْ إلى الواحاتِ خَيلُكَ ضُمَّراً
حتى انتهت قدماً إلى أسوانِ
قد ظاهَرُوا لِبَدَ الدّرُوعِ عليهِمُ
إنّي مدَحتُك مُخلِصاً
وغَدَوْا حَوالَيْ مُتْرَفٍ لا يَنثَني
علماهُ عن إنسٍ ولا عن جانِ
فكَأنّ دينَكَ يوْمَ أرْدى كُفرَهُ
أجلٌ بطشتَ لهُ بعمرٍ فانِ
وكأنّ أسرابَ الجيادِ ضحى وقد
خفّت إليهِ كواسرُ العقبانِ
عطَفَتْ علَيهِ صدورَها وكأنّما
عَطَفَتْ على كِسرَى أنُو شروانِ
وكأنّما البرّاضُ صبّحَ أهلهُ
وكأنّ هجائنُ النّعمانِ
ظلت سيوفكَ وهي تأخذث روحهُ
كالنّارِ تَلفَحُهُ بغيرِ دُخانِ
حكَّمت بسعدَ المشتري لكَ ساعة ٌ
حكمت لهُ بالنّحسِ من كيوانِ
فأتَى جُيوشَكَ إذْ أتَتْهُ كأنّهُ
فعَجِبتُ كيفَ تخالَفَ القَدَرانِ في
عُقْباهُما وتَشابَهَ الأمَلانِ
رُعْتَ الأوابِدَ في الفَدافِدِ فجأة ً
بعجارفِ الرّديانِ والوخدانِ
وتَعَوّذَ الشّيطانُ منكَ وكَيدُهُ
لمّا ذعرتَ جزيرة َ الشيطانِ
سارتْ جيادكَ في الفلا سيرَ القطا
يحمِلْنَ ظُلْماناً على ظُلْمانِ
ضمنّتَ صهوة َ كلّ طرفٍ مثلهُ
وحملتَ سرحاناً على سرحانِ
في مَهْمَهٍ، ما جابَهِ الرُّكبانُ مُذْ
طُرِدَتْ من الدّنيا بَنو مَرْوانِ
لو سارَ فيهِ الشَّنفرى فتراً لما
حملتهُ في وعسائه قدمان
يجتبنَ كلّ ملمّعٍ بالآلِ ما
للجِن بالتّعريسِ فيهِ يَدانِ
خضنَ الظّلامِ إليهِ ثمّ اجتنبهُ
ومَرَقنَ من سِجفَيْهِ كالحُسبانِ
كَم غُلْنَ من مُستَكبِرٍ في قَوْمِه
متَمَنَّعٍ بالعِزّ والسُّلطانِ
أو في درُوعِ البأسِ من مُستَلْئِمٍ
أو في ثِيابِ الخَزّ من نَشوانِ
باتتْ تحيّيهِ سقاة ُ مدامة ٍ
فغَدَتْ تُحَيّيهِ سُقاة ُ طِعانِ
يهوي السِّنانُ إليهِ وهوَ يظنُّهُ
كأسَ الصَّبوحِ على يدِ النَّدمانِ
ولكمْ سلبتَ بها عزيزاً تاجهُ
وتركتَ فيها من عبيطٍ قان
ومُجَدَّلاً فوْقَ الثَّرَى ونَجيعُهُ
و الرّوحُ من ودجيهِ مختلطانِ
وكمِ استبَحنَ وكم أبحنكَ من حمى ً
وحقوفِ رَملٍ في معاطِفِ بانِ
و كواعبٍ محفوفة ٍ بعصائبٍ
قد كُلِّلتَ بالدُّرّ والمَرْجانِ
و المسكُ يعبقُ في البرودِ كأنَّها
زهرُ الرّبيعِ مفوَّفُ الألوانِ
لم يبقَ إلاّ السّدُّ تخرقُ ردمهُ
فلقد أطاعكَ في الورى العصرانِ
وبَلغتَ قُطرَ الأرضِ بالعزْمِ الذي
لم تُؤتَهُ الأفلاكُ في الدّوَرَانِ
و جمعتَ شملَ المتَّقينَ على الهدى
وتألّفَتْ بكَ أنفُسُ الحيوانِ
فزكتْ بكَ الأعمالُ حقَّ زكاتها
ونجَتْ بكَ الأرْواحُ في الأبدانِ
لوْ يقرنُ اللَّهُ البلادَ بمثلها
ضاقتْ بعزمكَ والصَّبيرِ الدّاني
تندي بآلافِ الألوفِ إلى مدى ً
يعيا على الحسّابِ والحسبانِ
يا سَيفَ عِتْرَة ِ هاشِمٍ وسِنانَها
و شهابها في حالكِ الأدجانِ
لوْ سرتُ أطلبُ هل أرى لكَ مشبهاً
لطلبتُ شيئاً ليسَ في الإمكانِ
كلُّ الدُّعاة ِ إلى الهُدَى كالسّطرِ في
بَطنِ الكتابِ وأنتَ كالعنوانِ
أنتَ الحَقيقَة ُ أُيّدَتْ بحَقيقَة ٍ
و سواكَ عينُ الإفكِ والبهتانِ
إنّي لأستَحيي منَ العَليا إذا
قابَلْتُ ما أوْلَيتني بَعيانِ
أعْجَلتَ في يوْمي رَجائي في غَدٍ
فكأنّني في جنَّة ِ الرِّضوانِ
ولبِسْتُ ما ألبَستَني من نِعمَة ٍ
فبها شكرتكَ لا بطولِ لساني
حتى إذا ما ضاقَ ذَرْعُ بَياني
كادَتْ تَسيلُ معَ المَدائحِ مُهجتي
لوْلا ارتِباطُ النّفسِ بالجُثمانِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أنظرْ إليهِ وفي التَّحريكُ تسكينُ
أنظرْ إليهِ وفي التَّحريكُ تسكينُ
رقم القصيدة : 10856
-----------------------------------
أنظرْ إليهِ وفي التَّحريكُ تسكينُ
كأنَّما التقمتْ عنهُ التَّنانينُ
يا ليتَ شعريْ إذا أومى إلى فمهِ
أحَلْقُهُ لَهَواتٌ أم ميَادين
كأنها وخبيثُ الزّاد يضرمها
جهنّمٌ قُذِفَتْ فيها الشياطين
تَبارَكَ الله ما أمضى َ أسنّتَهُ
كأنّما كلُّ فَكٍّ منه طاحون
كأنّ بَيْتَ سِلاحٍ فيهِ مُخْتَزَنٌ
مِمّا أعَدّتْهُ للرُّسْلِ الفَراعِين
أينَ الأسنّة ُ أم أينَ الصّوارمُ أم
أينَ الخناجِرُ أم أين السكاكين
كأنّما الحملُ المشويُّ في يدهِ
ذو النّونِ في الماء لّما عَضَّهُ النّون
لفَّ الجداءَ بأيديها وأرجلها
كأنّما افترستهنّ السراحين
و غادرَ البطَّ من مثنى وواحدة ٍ
كأنّما اختطفتهنّ الشواهين
يخفّضُ الوزَّ من قرنٍ إلى قدمٍ
وللبَلاعِيمِ تَطْريبٌ وتلحيِن
كأنّ في فكّهِ أيتامَ أرملة ٍ
أو باكياتٍ عليهنّ التَّبابين
كأنّما ينتقي العظمَ الصّليبَ لهُ
من تحتِ كلّ رَحى ً فِهْرٌ وهاوون
كأنّما كُلُّ ركْنٍ من طَبائِعِهِ
نارٌ وفي كلّ عضوٍ منه كانون
كأنّما في الحشا من خملِ معدتهِ
قرنفلٌ وجواريشٌ وكمّون
قوموا بِنا فلقد رِيَعتْ خواطِرُنَا
وجاذبتنا الأعنّاتِ البرادينُ
نصحتكمْ فخُذُوا من شِدْقِهِ وَزَراً
أو لا فأنتمْ سويقٌ فيه مطحون
فليسَ ترويهِ أمواهُ الفراتِ ولا
يقوتهُ فلكُ نوحٍ وهو مشحون
فمِثْل رَقّادَة ٍ في كفّهِ وَسَطٌ
و نحنُ مقدونسٌ فيه وطرخون[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ
قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ
رقم القصيدة : 10857
-----------------------------------
قولا لمعتقلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ
والُمْرتَدي بالرّداءِ الهِنُدُوانيِّ
ضعِ السِّلاح فهل حدّثتَ عن رشإٍ
في مشرفيٍّ صقيلٍ أو ردينيّ
ما حالُ جِسْمٍ تحمّلْتَ السلاحَ بهِ
وأنتَ تَضْعُفُ عن حمل القُباطيّ
لأعرفنَّ الأديمَ السّابريَّ إذا
ما راحَ في سابريّ النَّسجِ ماذيّ
هيهاتَ من دونهِ خَلعُ النفوس وتكـ
ذيبُ الظُّنون وتضليلُ الأمانيّ
هَبْني اجْتَرَأتُ عليه حينَ غِرَّتِهِ
في العبقريّ أو العصبِ اليمانيّ
فمن لمثلي به الدرعِ سابِغَة ٍ
تموجُ فوقَ القباءِ الخسروانيّ
إذاً أفِرُّ ويُخْزي الأزْدَ شاعِرُهَا
فلا تَظُنِّ الجُلَندَى كلَّ أزديّ
و لستُ من ظلمهِ أخشى بوادرهُ
قُربّ وِتْرٍ لديهِ غير مَنسيّ
وأرْضَعَتْهُ وأُسْدُ الغِيلِ تَكفُلُهُ
و القلبُ يدلي بعذرٍ فيه عذريّ
إذا تَثنّى تَثَنّتْ سّمهَرِيتُهُ
فاعجبْ لما شئتَ من خوطٍ وخطّيّ
من أهْلِ بَهرامَ جُورٍ في مناسِبِهِ
ما شئتَ من فارسيٍّ نوبهاريّ
أوفى فماسَ على غُصْنٍ وماجَ على
دعصٍ وقامَ على أنبوبِ برديّ
مَن ليسَ يَرفُلُ إلاّ في سَوابِغِهِ
من تبّعيٍّ مفاضٍ أو سلوقيّ
لَيثُ الكَتيبَة ِ والأبصارُ تَرمُقهُ
و بيضة ُ الخدرِ في الليلِ الدجوجيّ
و لا يحدِّثُ إلاّ عن سوابقهِ
مِن أعوَجّيٍ جَوادٍ أو صَريحيّ
أو ذي كعوبٍ من المرّان معتدلٍ
أو ذي فرندٍ من القضبان حاريّ
والأرضُ في رَجوفٌ غيرُ ساكِنة ٍ
و صولجانٍ وشاهينٍ وبازيّ
فلو تَراهُ غَدا بالصّقْرِ أشْبهَ مِنْ
جوانحي بقطاً في الجَوّ كُدْريّ
ثَقِفتُ منهُ أديباً شاعراً لَسِناً
شتّى الأعاريضِ محذورَ الأحاجيّ
وكالسَّنانِ الذي يهتَزُّ قي يَدِهِ
و مثلَ أجدلهِ الصّقرِ القطاميّ
مُستَطلعاً لجَوابي من بديهتِهِ
فما يجاوبهُ مثلُ النَّواسيّ
منَ لا يفاخرُ بالطائيّ في زمنٍ
ولا الخُزاعيّ في عصرِ الخُزاعيّ
و لا الفرزدقِ أيضاً والفخارُ لهُ
ولا جَريرٍ ولا الرّاعي النُّمَيْريّ
لكنْ بعَلقَمَة َ الفَحلِ الذي زعموا
في الشعر أو بامرىء القيس المُراري
و لا ينازلُ لا بابنِ الحبابِ ولا
جذلِ الطّعان ولا عمرو الزُّبيديّ
لكن بفارس شيبانَ الذي سجدتْ
إليه فرسانُ عتّابٍ ودعميّ
قريبُ عهْدٍ بأعرابِ الجَزيرة ِ لم
على قُراسِيَة ٍ بالفارِ مَطْلِيّ
مَن ليس يألَفُ إلاّ ظِلّ خافقَة ٍ
أو سراجَ سابقة ٍ أو رحلَ عيديّ
لا يشرحُ القومُ وحشيَّ الغريب لهُ
ولا يُساءلُ عن تلكَ الأحاجيّ
بما يؤنبُ فرسانَ الدِّيار ترى
عليهِ سِيما ذكيِّ القلبِ حُوشيّ
مستوحِشٌ عِزّة ً مستأنِسٌ كَرَماً
تلقاهُ ما بينَ وحشيٍّ وإنسيّ
أرَقُّ من صَفحة ِ الماء المَعينِ وإنْ
خاطبتَ خاطبتَ قحّاً فوقَ مهريّ
و كانَ غيرَ عجيبٍ أنْ يجيءَ لهُ
المعنى العِراقيّ في اللفظِ الحجازيّ
وقدْ تلاقتْ عليهِ كلُّ منجبة ٍ
ومنجبٍ فهو لا يعزى إلى سيّ
و استأثرتْ عربيّاتُ الخيامِ بهِ
ولمْ يؤكَّلْ إلى أيدي السّراريّ
فشبّ إذ شبّ كالخطّيِّ معتدلاً
وجاء إذ جاء كالصّقرِ القُطاميّ
للهِ منْ علويِّ الرّأي منتسبٍ
إلى العُلى وائليِّ الأصْلِ مُرِّيّ
شيعيُّ أملاكِ بكرٍ إنْ همُ انتسبوا
ولستَ تَلقَى أديباً غيرَ شيعيّ
مَن أصْلحَ المغربِ الأقصَى بلا أدبٍ
غيرِ التشيُّعِ والدّين الحنيفيّ
لمْ يجهل القومُ إذ ولّوكَ ثغرهمُ
لِما تأشّبَ منه كلُّ حُوذيّ
قد تركْنَ عِداهم فيه مِن حَذَرٍ
تَخْلُو فما تتَنَاجى َ بالأمانيّ
فهمْ أولئكَ ما همّوا بمعصية ٍ
ومنْ يهمُّ بأمرٍ غيرِ مأتي
أبقيتَ منهمْ وقدْ رأوّوا أسنّتهم
بجائشاتٍ كأفواهِ البخاتيّ
وقد دُعيتَ إلى الهيجا فجِئتَ كما
جؤجئتِ الشَّولُ بالفحلِ الغريريّ
كأنّما حَلَقاتُ الدرْعِ يوْمِئذٍ
على قراسية ٍ بالقارِ مطليّ
أقبَلْتَهم زَجِلَ الأصواتِ ذا لَجَبٍ
فيه القُنوسُ كبيَضاتِ الأداحيّ
و الهضبُ أشمخُ من همّاتِ أنفسهم
و القومُ أمنعُ من عصمِ الأراويّ
حتى غدوا من طريدٍ في الشعابِ ومن
مضرَّجٍ بدمٍ وردِ الأساريّ
ومنْ أُسارى على الأقتابِ خاشعة ٍ
تزفُّ بينَ المنايا والأمانيِّ
كأنّ أيديَها والقِدُّ يَكعَمُها
في كلّ هاجِرَة ٍ أيدي الحَرابيّ
تَعَسّفُوا البِيدَ مُلتَفّاً بأسوُقهِمْ
مِثلُ الأساوِدِ في سَجعْ القُماريّ
إذ يتّقونَ حرورَ الشمس عن مقلٍ
مغرورقاتُ المآقي والأناسيّ
تسطو الرّجالُ بهم من بعدما نظَرُوا
إلى المنابرُ خزراً والكراسيّ
أولى لهمْ ثمَّ أولى من أخٍ ثقة ٍ
راضٍ عن اللهُ زاكي السعي مرضيّ
رامٍ بسهمينِ مبريٍّ يسدّدهُ
وصائبٍ عَلَوِيٍّ غيرِ مَبرِيّ
فلا تسلْ عنْ معاديهِ فحسبكَ من
مُقَرطَسٍ بسِهامِ اللهِ مَرميّ
جَرَى القضاءُ بما ينْوي فلا تَعَبٌ
إنّ القضاءَ عِنانٌ غيرُ مَثْنيّ
وبادَرَ الحَزْمَ حتى قامَ هاجِسُهُ
يقضي لهُ بحثَ أمرٍ غيرِ مقضيّ
يُصرّفُ الدّهْرَ يَنْهَاهُ ويأمُرُه
فدهرهُ بينَ مأمورٍ ومنهيّ
و ليسَ تلقاهُ من دونِ القلوبِ ولا
الغيوب إلاّ سيورٌ كالعراقيّ
طَبٌّ أرِيبٌ بأيّامِ الحروب زعيـ
ـمٌ بالخطُوب عليمٌ بالمآتيِّ
ركنٌ لعمركَ من أركانِ دولتهم
وعروة ٌ من عرى الدّين الحنيفيّ
كل السيوفِ اللواتي جُرّدتْ كذبٌ
وهو المجرِّدُ للسيفِ الحقيقيّ
للهِ ما تنتضي من ذي الفقارِ وما
تشدُّ من عضدِ الرّأي الإماميّ
لمْ يجهلوا ما تلاقي في التشيّعِ من
تحريضِ شارية ٍ أو بأسِ شاريّ
وما تُذلِّلُ من أهلِ العِنادِ لهُمْ
وما تُداري من الدين الإباضيّ
وما تكابدُ من تلكَ الغمارِ وما
تخوضُ بالسيفِ من تلك الأواذيّ
كوفئتَ عن ذلكَ الثغرِ المخوفِ فقدْ
تركتهُ بالعوالي جدَّ مكفيّ
جَوٌّ وجدتَ رُبَاهُ غيرَ مُكْلأة ٍ
لرائِدٍ وحِماهُ غيرَ مَحْميّ
و النّاسُ فيهِ سوامٌ غيرُ مرعيّ
فما استمدّوا بسيفٍ غيرِ منصلتٍ
ولا استمدّوا بعزمٍ غيرمأتيّ
أحيَيْتَ فيه مَواتاً غيرَ ذي رَمَقٍ
وشِدْتَ فيه خَراباً غيرَ مَبْنِيّ
وفّرْتَ أموالَه إذ ضِعنَ فاجتُبِيَتْ
منها القناطيرُ من بعدِ الأواقيّ
وصُنْتَ إلى ما لم تَصُنْه يَدٌ
سِواكَ من كلّ راعٍ ثَمّ مَرعى ّ
من بعدِ ما دُكَّ سورٌ غيرُ مُمتنِعٍ
منه وضاعَ خَراجٌ غيرُ مَجْبيّ
مَن يَصْطَلي حَرَّ نارٍ أنتَ موقِدُها
وهي الحرورُ على الشعبِ الحروريّ
أمْ مَنْ يُذِلُّ عَماليقاً تُذِلُّهمُ
إنّ الأجادلَ تَسْمو للكَراكيّ
بأيّ يومِ وغى ً أثني عليك وقد
أثنتْ عليك المذاكي في الأواري
وقد ركزْتَ القَنا بينَ السحاب وقد
أنزلتَ قرنكَ من بينِ الدراريّ
يَفْديكَ جَهْمُ المُحيّا يومَ سائلهِ
يَلقى الملامَ بعِرضٍ غيرِ مَفْدِيّ
من كلّ خاملِ نفسٍ غيرِ طاهرة ٍ
منهم ولابسِ عرضٍ غيرِ قوهيّ
لا يَفْقِدَنّكَ ذو سمْعٍ وذو بصَرٍ
فأنتَ أكرمُ مسموعٍ ومرئيّ
تغضي عن الذنبِ أحياناً فتحتسبني
أشُكُّ في أحنَفِ الحِلْمِ التميميّ
ما كنتُ أعلمُ أنّ الدّهر يزلفُ لي
بحاتمٍ في اللَّيالي غير طائيّ
إذا بَنو مُرّة ٍ صَلّوا عليْكَ فلا
صلّتْ إيادٌ على كعبِ الإياديّ
لكَ المكارمُ مضروباً سرادقها
وبيْتُ شَيبانَ مَشدودَ الأواخيّ
ولم أقِسْكَ بشيبانٍ وما جَمَعَتْ
لكنّما أنتَ عندي كلُّ ربعيّ
لا بل ربيعة ُ والأحلافُ من مضَرٍ
بل أنتَ كلُّ تهاميٍّ ونجدّيّ
بل شسعُ نعلكَ عدنانٌ وما ولدتْ
بل أنتَ وحدكَ عندي كلُّ إنسيّ[/font]

 
[font=&quot]العصر الأندلسي >> ابن هانئ الأندلسي >> أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
رقم القصيدة : 10858
-----------------------------------
أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
وودّعونا لطيّاتٍ عباديدِ
ما أنسَ لا أنسَ إجفالَ الحجيجِ بنا
و الرّاقصاتِ من المهريّة ِ القُود
ذا موقفُ الصُّبّ من مرمى الجمار ومن
مَشاخبِ البُدْنِ قَفْراً غير معهود
و موقفُ الفتياتِ النَّاسكاتِ ضحى ً
يَعْثُرْنَ في حِبَراتِ الفِتية ِ الصِّيدِ
يُحْرِ من في الرَّيطِ من مثنَى وواحدة ٍ
و ليسَ يحرِمن إلاّ في المواعيدِ
ذواتُ نَبْلٍ ضَعافٍ وهي قاتلة ٌ
وقد يُصِيبُ كَمِيّاً سَهمُ رِعديد
قد كنتُ قَنّاصَها أيّامَ أذعَرُها
غِيدَ السّوالفِ في أياميَ الغِيدِ
إذ لا تبيتُ ظباءُ الوحشِ نافرة ً
ولا تُراعُ مَهاة ُ الرملَ بالسيِّد
لامثلَ وجدي بريعانِ الشباب وقدْ
رأيتُ أملودَ غصني غيرَ أُملود
والشيبُ يضربُ في فوديّ بارقه
والدّهْر يَقدَحُ في شمْلي بتَبديدِ
ورابَني لَوْنُ رأسي إنّه اختلفتْ
فيه الغمائمُ من بِيضٍ ومن سود
إن تبكِ أعيُنُنا للحادثات فقدْ
كَحلننا بعد تغميضٍ بتسهيد
وليسَ ترضى اللّيالي في تصرّفها
إلاّ إذا مزجتْ صاباً بقنديد
لأعرقنّ زماناً راب حادثهُ
إذا استَمَرّ فَألقَى بالمَقَالِيدِ
في اللهِ تصديقُ من أملٍ
وفي المُعِزّ مَعِزِّ البأس والجُود
الواهِبِ البَدَراتِ النُجلِ ضاحِيَة ً
أمثالِ أسِنمَة ِ البُزْلِ الجَلاعيدِ
مصارعَ القَتل أو جاؤوا لموعود
مندَّدِ السمْع في النّادي إذا نودي
لكلّ صوتٍ مجالٌ في مسامعهِ
غيرِ العنيفينِ من لومٍ وتفنيدِ
وعندَ ذي التاجِ بيضُ المكرماتِ وما
عندي له غيرُ تمجيدٍ وتحميد
أتبعتهُ فكري حتى إذا بلغتْ
غاياتها بين تصويبٍ وتصعيد
رأيتُ موضعَ برهانٍ يبينُ وما
رأيتُ موضعَ تكفيفٍ وتحديد
وكان منقذَ نفسي من عمايتها
فقلتُ فيهِ بعلْمٍ لا بتقليدِ
فمن ضميرٍ بصدْقِ القوْلَ مشتملٍ
خُزْرِ العيونِ ومن شُوسٍ مذاويد
ما أجزلَ اللهُ ذخري قبل رؤيتهِ
ولا انتَفعَتُ بإيمانٍ وتوحيد
للهِ منْ سببٍ باللهِ متّصلٍ
وظِلِّ عدلٍ على الآفاقِ ممدود
هادي رشادٍ وبرهانٍ وموعظة ٍ
وبيَّناتٍ وتوفيقٍ وتسْديد
ضِياءُ مُظلمة ِ الأيّامِ داجيَة ٍ
وغيثُ ممحلة ِ الكنافِ جارود
ترى اعاديه في أيام دولتهِ
ما لا يرى حاسدٌ في وجهِ محسود
قد حاكمتْهُ ملوكُ الرّوم في لجبٍ
وكانَ لله حكمٌ غيرُ مَردود
إذ لا ترى هبرزيّاً غيرَ منعفرٍ
منهم ولا جاثليقاً غيرَ مصفود
قضيتَ نحبَ العوالي من بطارقهمْ
وللدّ ماسقِ يومٌ جدُّ مشهود
ذَمّوا قَناكَ وقد ثارَتَ أسِنّتُها
فما تركْنَ وَريداً غيرَ مَورود
أعيا عليه : أيرجو أم يخافُ وقد
رآك تُنْجِزُ مِنْ وعدٍ وتوعيدِ
وقائعٌ كَظَمَتْهُ فانْثنى خَرِساً
كأنّما كَعَمَتْ فاه بجُلمود
حَمَيْتَهُ البَرَّ والبَحرَ الفضاءَ معاً
فما يَمُرّ ببابٍ غيرِ مَسدود
يرى ثُغورَكَ كالعَينِ التي سَلِمتْ
بين المَرَوراتِ منها والقَراديد
يا رُبّ فارعة ِ الأجيالِ راسِيَة ٍ
منها وشاهقة ِ الأكنافِ صَيخود
دنا ليمنعَ ركنيها بغاربه
فباتَ يَدعمُ مهدوداً بمهدود
قد كانتِ الرّومُ محذوراً كتائبها
تدني البلادَ على شحطٍ وتبعيد
ملكٌ تأخّر عهدُ الرّومِ من قدمٍ
عنه كأن لم يكن دهراً بمعهود
حلّ الذي أحكموه في العزائم منْ
عقدٍ وما جرّبوه في المكائيد
وشاغَبوا اليمَّ ألفَيْ حِجّة ٍ كَمَلاً
وهم فوارسُ قاريّاتِهِ السُّود
فاليومَ قد طمستْ فيه مسالكهم
من كلّ لاحبِ نَهْجِ الفُلْكِ مقصود
لو كنتَ سائلهم في اليمّ ما عرفوا
سفعَ السّفائن من عفرِ الملاحيد
هَيهاتَ راعَهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
مللُ الملوكِ وصنديدُ الصّناديد
من مَعَشرٍ تَسَعُ الدنيا نفوسُهُمُ
ولا يبيتُ على أحناءِ مفؤود
ذو هيبة ٍ تُتّقيَ من غيرِ بائقة ٍ
وحِكمة ٍ تُجْتَنى من غيرِ تعقيد
من معشرٍ تسعث الدنيا نفوسهمُ
والناسُ ما بينَ تضييقٍ وتنكيد
لو أصحروا في فضاءٍ من صدورهمُ
سدّوا عليكَ فروجَ البيدِ بالبيد
اولئك الناسُ أن عدّوا بأجمعهم
ومَن سواهم فَلَغْوٌ غيرُ معدود
والفرقُ بين الوَرَى جمْعاً وبينَهُمُ
كالفرقِ ما بينَ معدومٍ وموجود
إن كانَ للجودِ بابٌ مرتجٌ غلقٌ
فأنتَ تُدْني إليَهِ كلّ إقليدِ
كأنَّ حلمكَ أرسَى الأرض أو عُقدتْ
به نواصي ذرى أعلامها القودِ
لكَ المواهبُ أولاها وآخرها
عطاءُ ربٍّ عطاءٌ غيرُ مجدودِ
باقٍ ومن أثَرٍ في النّاسِ محمودِ
باقس ومن أثرٍ في النّاسِ محمودِ
لو خلّدَ الدّهرُ ذا عزّ لعزّتهِ
كنتَ الحقَّ بتعميرٍ وتخليدِ
تَبلى الكرامُ وآثارُ الكرامِ وما
تَزدادُ في كلّ عَصرٍ غيرَ تجديدِ[/font]

[font=&quot]العصر الإسلامي >> كعب بن زهير >> ألاَ بَكَرتْ عِرْسِي تُوَائمٌ مَنْ لَحَى
ألاَ بَكَرتْ عِرْسِي تُوَائمٌ مَنْ لَحَى
رقم القصيدة : 10859
-----------------------------------
ألاَ بَكَرتْ عِرْسِي تُوَائمٌ مَنْ لَحَى
وأقْرِبْ بأحْلامِ النِّساء من الرَّدَى
أفِي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعتْنِي مَلامة ً
لَعَمْرِي لقد كانت مَلامتُها ثِنَى
أَلاَ لاتَلُومِي وَيْبَ غَيْرِك عارِياً
رأى ثوبَه يوماً من الدَّهر فاكتسى
فأقسِمُ لولا أنْ أسرَّ ندامة ً
وأعلنَ أخرى إن تراخت بكِ النَّوى
وقِيلُ رِجالٍ لا يُبالونَ شأنَنا
غوى أمرُ كعبٍ ما أراد وما ارتأى
لقد سَكَنتْ بَيْنِي وبَيْنَكِ حِقْبة ً
بأَطْلائِها العِينُ المُلَمَّعة ُ الشَّوَى
فيا راكباً لإما عرضتَ فبلِّغنْ
بني ملقطٍ عني إذا قيل : من عَنى
فما خلتكمْ يا قوم كنتمْ أذلَّة ٍ
وما خلتكمْ كنتم لمختلسٍ جَنى
لقد كنتم بالسَّهلِ والحزنِ حيّة ً
إذا لدغت لم تشفِ لدغتها الرُّقى
فإنْ تغضبوا أو تدركوا لي بذمة ٍ
لعمركُم لمثلُ سعيكمُ كفى
لقد نال زيد الخيلِ مالَ أخيكمُ
وأصبحَ زيدٌ بعد فقرٍ قد اقتنى
وإنّ الكُمَيْتَ عند زَيْدٍ ذِمامَة ٌ
وما بالكُمَيْتِ من خَفَاءٍ لِمَنْ رَأى
يَبِينُ لأَفْيالِ الرجالِ ومِثْلُه
يَبِينُ إذا ما قِيدَ في الخيلِ أو جَرَى
ممرُّ كسرحانِ القصيمة منعلٌ
مَسَاحِيَ لا يُدْمِي دَوَابِرَها الوَجَى
شَدِيدُ الشَّظَى عَبْلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسَا
كأنّ مكانَ الرِّدْفِ من ظهرِه وَعَى[/font]

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى