جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لصيدا عرسنا الأول
لصيدا عرسنا الأول
رقم القصيدة : 2122
-----------------------------------
زمانَ الوصلِ
فاصلةَ العيونِ السودِ
أمنيتي ..
وموالَ الذي في القلبِ
دبكتَنا .. انتشارَ العرسِ
قافيتي ..
بدأتكِ من توهجنا
على حباتِ هذا الشوقِ
ندخلُ في مراكبنا
وتشربني إذا ما جئتُ ظمآناً
على أوتار أغنيتي
أحبكِ كم يطولُ العشقُ
كم أعطيكِ زهرَ الروحِ
أدخل فيكِ .. أو في الشمسِ
بينَ ضلوعنا ..
رئتي ..
* * *
أمدُّ القلبَ أغنيةً
أشد مرافئَ الألحانِ
ترقصُ في العيونِ الشمسُ
هذا العيدُ
عرسُ القبلةِ الأولى
وعرسُ النجمةِ السمراءِ
يغتسلُ الصباحُ الآنَ في الطرقاتِ
يرتدُ الندى ..
والزهرةُ الحمراءُ تخرجُ من ضفيرتها
لتتلوَ آيةَ الأفراحِ
تقرأها على هذا المدى الممتدَّ
يا ابنَ الخيمةِ السمراءِ
لا ترفعْ سوى عينينِ كالشمسِ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ
منَ الأرضِ التي شدّتْ .. على لحمِ
الزنودِ السمر .. لا تخرجْ
فصيدا أولُ الشعلهْ
وصيدا أولُ المشوارِ
صيدا روعةُ القبلهْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
ألثمُ قامةَ الأشجارِ
ألثمُ طلعةَ الأشعارِ
أعبدُ جبهةَ البحارِ
قامتهُ التي انتصبتْ
وراحتْ ترسلُ المجدافَ
تكسرُ حدةَ الأمواجِ
ترجعها ..
/ وأعبدُ هذهِ الكفَّ التي امتدَّتْ
على طلقاتها شدتْ
لأجلِ النور .. ما لانت
ولا ارتدتْ .. /
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تغسلني
زغاريدُ العيونِ السمرِ
يا أماهُ
جئتُ أراكِ في الأبوابِ
جئتُ أراكِ في أنشودةِ الأطفالِ
في الموّالِ
في الزندِ الذي شالتْ
يداهْ الأرضَ
أغنيةً
وطرحةَ عاشقٍ يشتدُّ
في الخفقانِ
يا أماهُ
مرتْ طلقةُ الشهداءِ
كنتُ أراكِ تبتسمينَ
ترتحلينَ في الزغرودةِ البيضاءِ
تمتشقين حدَّ القلبِ والشريانِ
وجهكِ كانَ في صيدا
وصيدا كم تحبُّ الآنَ
صيدا تغسل الطرقاتِ
من عرقِ الرحيلِ المرِّ
توقد شعلةَ الميلادِ
ترسلها إلى الأعلى
وتشعلُ نجمةً حمراءَ
تصرخُ في شوارعنا
وفي الطرقاتِ ..
لا ترحلْ ..
يداكَ الآنَ ماءُ الأرضِ .. لا ترحلْ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ ..
فصيدا أول الأعراسِ
صيدا أولُ المشوارِ
لا تخرجْ
من الطلقاتِ لا تخرجْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تشتدُّ الزنودُ السمرُ
أغنيةً .. وقافيةً
يرد العرسُ ماءَ القلبِ يغسلهُ
هنا انزاحتْ ظلالُ الليلِ .. وارتحلتْ
هنا انشلحتْ عنِ الأحجارِ غربتُها
هنا عادتْ إلى الأشجارِ خضرتها
رأيت الأرضَ قد ضفرتْ على الأفراحِ
طرحتها
وراحت تحضنُ الأبطالَ تسقيهمْ حلاوتها
وترفعهم إلى الأعلى ..
إلى الأعلى .. إلى الأعلى ..
على زندينِ من عبقٍ
أمرّ الآنَ يا أماهُ في الطرقاتِ
تمتد الزنودُ السمرُ تأخذني
أمرُّ الآنَ في صيدا
أرى حيفا على الشرفاتِ يا أمي
أرى يافا .. أرى عكا ..
أمد يدي إلى الطرقاتِ أحضنها
أعانق زهرةَ الشهداءِ
ترفعني إلى الأعلى ..
إلى الأعلى ..
نشد الخطوةَ الحمراءَ نرسلها
على الطرقاتِ نرسلها
منَ الحجر الذي يمتد
حتى الطلقةِ الحمراءِ نرسلها
ولا نرتدُ .. لا نرتدُ
نشعلُ دربنا نمضي ..
ولا تهتزُّ خطوتنا
رأيتُ الآنَ في صيدا
وجوهَ الأهلِ في حيفا
وكانت طرحةُ الميلادِ
تكسرُ حدةَ المنفى
وكنتُ أمر في الطرقاتِ أرفع رايةَ
العودهْ
وصيدا تطلقُ الزغرودةَ السمراءَ
لا تخرجْ
وكنتْ أصيحُ لن نرتدَّ .. لن نرتدَّ
نشعل دربنا نمضي
فصيدا عرسنا الأولْ ..
وصيدا طلقةُ الأفراحِ ..
صيدا زهرةُ المشعلْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أين الطريق إلى دمي
أين الطريق إلى دمي
رقم القصيدة : 2123
-----------------------------------
من أيّنا هذا النشيجُ
وأينا
كانت يداهُ على الحجرْ ؟؟
قد رابني
أو رابني
لما فتحتُ السمعَ
أنَّ البرقَ لم يحملْ مطرْ ..
ودخلت في جسدِ الضحيةِ مثقلاً
بهمومِ قافيتي
وما لمَّ الشتاءُ عنِ الشجرْ
وبدأتُ من قيثارتي حتى دمي
من كلِ آياتِ الترحُّلِ
في الطريقِ إلى الوترْ
/ ساءلتُ وجهَ صبيةٍ
عن وجهتي
ضحكتْ دموعاً وانطوتْ
ساءلتُها ..
أينَ الطريقُ إلى دمي ..
ضحكتْ دموعاً وانتحتْ ..
ساءلتها ..
صرختْ ولمَّتْ روحها ..
ضيعتَ يا هذا الأثرْ /
وبدأتُ من قيثارتي
لمّا انتبهتُ إلى حروفِ الجرِّ
في جلدِ الطريقْ
ثم استربتُ
وعدتُ من وجهِ الضحيةِ مثقلاً ..
وأخذتُ أسألُ أينا
يا صاحبي
كان الشظيةَ
أينا كانَ الضحيةَ ؟؟
ثم عدتُ إلى جراحي
والرصاصاتِ التي كانت على لحمي
وبينَ أصابعي
حدقتُ في وجهي
ووجهكَ
فاستربتُ
دخلتُ في وجهِ البلادِ محملاً
بالسفعِ .. والسبعِ العجافِ
محملاً ..
بالقاذفاتِ
وجفَّ في الضرعِ المطرْ ..
* * *
بلحٌ يداكْ
ورسالتي بلحٌ .. إذا ..
عضتْ على لحمي رؤاكْ
في خطوةِ الإسراءِ لمْ ..
أكمل هواكْ ..
يا أنتَ يا هذا البلدْ
زانتكَ أغنيةُ الرحيلِ
وما اتكأتَ على الزبدْ
وإذا يداكَ قصيدةٌ
ولها البلحْ
لم تتئدْ في حفظِ أغنيتي ..
ولمْ ..
لمْ تتئدْ ..
حينَ انسحبتَ ميمماً شطرَ البلدْ
وصرختَ لا تتكاثروا
فلكلِّ من دخلَ المخيمَ عارياً
أو حافياً
من ريبةِ الفوضى ..
بلحْ
فتكاثروا في جلدِ قافيتي
ولا .. تتناثروا
شدّوا على لحمي وإنْ
سقطَ البلحْ
شدوا على لحمي وإنْ
جفَّ البلحْ
فيدايَ في كلِ الجهاتِ
لكم بلحْ
* * *
يا صاحبي
اخلعْ رصيفكَ من دمي
أودعْ دمي عندَ الرصيفْ
وجهي .. ووجهكَ .. فالتفتْ
قد نلتقي بينَ البدايةِ .. والبدايةِ
نلتقي ..
في ظلِّ خيمتنا التي
جاعتْ على حدِّ الرصيفْ
وجهي .. ووجهكَ .. أيّنا
خلعَ العباءةَ واحترقْ
من حوَّلَ الخطواتِ أنْ ..
تمضي إلى هذا الغرقْ
أشتدُّ فيكَ وأنتَ في ..
ضلعي ألقْ ..
لما قسمتُ ملامحي
ضيعتُ من وجهي ووجهكَ ما اتفقْ
فاخلعْ رصيفكَ أو رصيفي
وادخل معي ما شئتَ من هذا الرّدى
يا صاحبي
لما حملتُ الماءَ
ضيعتُ الحدائقَ .. واستربْتُ
وجبتُ ما بينَ البلادِ
نزلتُ في كلِّ الشوارعِ لم أجدْ
شجراً .. ولا .. فرساً .. ولا ..
فسقطتُ في تفاحتي
ورأيتُ ما بين انقسامِ السرّةِ الحبلى
عيونَ القادمينَ
وصرخةً
وفتاتَ زادْ
غيبتُ وجهي بينَ شطريها .. ولمْ ..
أرجعْ إلى تفاحتي ..
وأخذتُ أعوي ضائعاً
أعوي .. وأعوي ..
آهِ يا جرحَ البلادْ
أمشي إلى جسدي
وأبحثُ عن حدودِ قصيدتي
ويعادُ تقسمُ أنَّ ماءَ القلبِ .. لم
ينزلْ على جسدِ البلادْ ..
لمّا خلعتُ يديَّ من تفاحتي
صاحتْ يعادُ ولم تصحْ
شدتْ يدي ..
وتمنعتْ أن تنحني ..
ورأيت كيف تشققتْ
ظمأً على قيثارتي
راحت تجمّعُ ما تبقى من سحابِ قصيدتي
وقصيدتي لم تتحد بقصيدتي ..
لما حملتُ الماءَ
رحتُ أدورُ في كل الدروبِ
ولم أجدْ إلا الدروبَ المستحيلةَ
لم أجد أبداً يعادْ
ويعادُ في تفاحتي حتى دمي
لم تتكئْ مثلي على ملحٍ وماءْ
لم تبتدئْ من خطوةِ الصحراءِ
لمْ ..
لمْ تبتدئْ ..
من غيمةٍ وقفتْ على حدِّ الهواءْ
لم تنخلعْ من جذرها
ويعادُ تبتدعُ الصباحَ نديةً
وتروحُ في مشوارها
لا ترتدي ثوبَ التغربِ عن دمي ..
وأنا استربتُ
فأينا
دخلَ المساءْ
وأنا استربتُ .. فأينا
لما ابتدأتُ ألمُّ لحمَ قصيدتي
شقَّ الثيابَ وما ارتدى
إلاّ الردى
حتى نزلتُ إلى الشوارعِ عارياً
ورجمتُ وجهكَ .. ثم وجهي
صحتُ اتكئْ
جلدي تمزقَ فاتكئْ ..
كي ندخلَ البلدَ المغيبَ في كلينا
ومعاً إذا جاءَ الصباحُ سنبتدئْ ..
فادخلْ دمي
وإذا اتكأتَ على دمي
فارفعْ ذراعكَ ربما ..
شدت أصابعنا معاً ..
شدت على خصرِ السحابْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> من أجل قامات الصباح
من أجل قامات الصباح
رقم القصيدة : 2124
-----------------------------------
داومتُ أن أبني دمي
شجراً على صدرِ النهارْ
شمساً وقافيةً …
ونارْ
أمضي إلى من شرَّشتْ
في القلبِ .. منْ
شدتْ على قيثارتي
حتى اليدينِ وأشعلتْ
لحنَ الرجوعِ إلى الديارْ
… وإذا أنا ضلعُ المخيمِ أرتدي
من وردةِ الشهداءِ منْ ..
خطواتهمْ
هذا الحنينَ
وأرتدي
قيثارتي ..
أمتدُّ في الأرضِ التي في قامتي
وإذا أنا شوقُ المخيمِ أرتدي
ضلعَ النهارْ
شجراً وقافيةً .. ونارْ
* * *
نامَ الشهيدُ على ذراعكِ فافتحي
كلَ النوافذِ للصباحْ
نامَ الشهيد على ذراعكِ رائعاً
فتدفقي
في كلِ أوردةِ الصباحْ
شدَ الشهيدُ على ذراعكِ واثقاً ..
فتوهجي ..
وتوهجي ..
أنتِ الصباحْ
* * *
تفاحتي حينَ ارتديتُ شراعها
راحتْ تنقطُ ياسمينْ
وأنا الحنينُ .. أنا الحنينْ
أمشي إلى هذا الألقْ ..
أمشي إلى ضلعِ الفلقْ
* * *
داومتُ .. أن أبني دمي
داومت لا أرتدُ عن معنى اندفاعي
للشجرْ
عن كلِ ما كتبَ المطرْ
داومتُ أن أمضي إلى جدي
يصافحُ قامةَ الزمنِ الطويلْ
ويلفَّ فوقَ ذراعهِ
وجبينهِ
ضوءَ النخيلْ
داومتُ ما ارتعشتْ يدي
ما أدمنتْ ..
غيرَ التشبثِ بالقناديلِ المضيئةِ ..
بالدماءْ
من أجلِ قاماتِ الصباحِ
تلف أوردةَ البلادِ
تضيءُ للشجرِ الغناءْ
من أجلِ وجهِ الشمسِ في مينائنا
إن زغردتْ
أو أطلقتْ
شهبَ اللقاءْ
داومتُ أن أمضي إلى مشوارنا
والأرض تأخذني إلى ميلادنا
فأصيحُ يا أرضُ المددْ
يا أرضنا المددَ .. المددْ
كمْ لي إذا لفتْ يداكِ عظامَ جسمي
ما يطيبُ من التشهّي
واندفاعاتِ المواويلِ العتيقةِ
وانتفاضاتِ الحنينْ
كمْ لي إذا لفتْ يداكِ حدودَ جلدي
حينَ جدّي
يرفعُ الشجرَ المحنى بالنشيدِ
يمدهُ حتى عروقي
كمْ لي إذا شدتْ يدي
فوقَ اليدينِ وأسرجتْ
هذا اللقاءَ توهجاً
كم لي إذا مدنُ البلدْ
لمتْ على قيثارتي .. أحلامها ..
وتألقتْ حتى دمي ..
.. وإذا أنا ضلعُ المخيمِ والمطرْ
أمضي إلى قيثارتي
وأشد للصدر الشجرْ
وأشد للصدرِ
الشجرْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> القطار
القطار
رقم القصيدة : 2125
-----------------------------------
هيَ الشوارع التي تجيء مرةً
وتسقطُ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً
من اليدينِ.. لليدينْ
خواتمُ الصغيرةِ احتراقْ
وآخرُ الصهيلِ زفرةُ اشتياقْ
وبيننا..
حديقةٌ.. تموتُ مرةً .. ومرةً
يسافرُ الصغيرُ في بكائهِ
على الرصيفِ بقعة ٌ من المطرْ
مسافة من النشيدِ أولُ الشجرْ
تقول زهرةٌ لأختها
وتسقطانِ في انتفاضةِ الوريدْ
هيَ الشوارعُ التي..
وكنتُ بينَ لحظةٍ .. ولحظةٍ
أضيعُ في الزحامِ ثم ألتقي
بغربتي ..
نمدُّ لليدينِ خصلةً
وننثني ..
نضيعُ في الزحامِ .. نلتقي ..
تشدُّ أميَ الرحالَ مرتينِ في المساءِ
مرتينِ في الصباحِ
مرتينِ بينَ .. بينْ
ومرةً ..
أضاعتِ الأصابعَ التي تشدُّ
فانحنتْ ..
تشدُّ بالجراحْ ..
وهذهِ الشوارعُ التي ..
على الطريقِ بقعةٌ ..
وصرخة التياعْ
أصابع .. مقصوصةٌ
وحينَ يجهشُ المساءُ مرتينِ في البكاءْ
تنامُ طفلةٌ حزينةٌ على الذراعْ ..
ولا تحبُّ .. أو تحبُ .. إنّما
يسافرُ الصباحُ داخلاً محاجرَ المساءْ
يحدقُ الصغيرُ في يديهِ لحظةً
تمر طائراتْ
يسجلُ الصغيرُ قفزةً صغيرةً
ودمعةً أخيرةً ..
وطائراتْ ..
* * *
هي الشوارع التي تجيءُ مرةً
تكدَّسَ الرماد في حناجرِ الخيولْ ..
وملتِ الطبولُ .. أنها طبولْ ..
شوارعٌ تمرُّ ..
تسقطُ المدنْ
تضيعُ رايةُ السفنْ
قرأتُ ذات مرةٍ على جدارْ
كتابةً تقول إنهُ النهارْ
تجندلَ الصباحُ غارقاً بغصةٍ كبيرةٍ
ودُمِّرَ الجدارْ …
* * *
هيَ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً
أطلُّ من نوافذِ .. القطارْ
تشدني أصابعُ الدوارْ ..
فأنحني .. وأنحني ..
وأنحني ..
أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ .. أوقفوهُ
أوقفوهْ ..
صفيرهُ الطويلُ دونما نهايةٍ
وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ
وفي السماءِ غيمة بعيدةٌ ..
دماؤنا على الرصيفِ زهرة أخيرةٌ
دماؤنا على الجسورْ
يحدقُ الصغيرُ في أصابعِ الصغيرْ
يقطِّعُ الصغيرُ خبزهُ
يوزع الصغير لقمتينِ ..
ينتهي ..
صفيرهُ الطويل دونما نهايةٍ
وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ
أطلُّ من نوافذِ القطارْ
أرى النساءَ عارياتْ
وخلفهنَّ كانتِ الذئابْ
توقفت عقاربُ الزمنْ
على الجدارْ ..
يصور الغريبُ صورةً ..
وصورةً .. وصورةً ..
يسير في شوارعِ البلدْ ..
أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ ..
أوقفوهْ
يصور الغريب ألف مرةٍ
أصيح أوقفوهْ
أطل من نوافذِ الشوارعِ التي تصارع
الرصاصْ
أطل من نوافذ الدماءِ
يسقطُ المطرْ ..
يبلل الجليلَ بالقبلْ
وكان ذات مرةٍ على يدي
تدفقُ البلاد كلها
وكانَ ذات مرة على غدي ..
نشيدها ..
وأمحلتْ ..
أطلُ من شوارعِ القطارْ
أطلُ من نوافذِ الجدارْ
غريبةٌ هي الشوارعُ التي تجيء مرةً
وتسقط الشوارع التي تجيء مرةً ..
ولا مطرْ ..
ولا شجرْ ..
تطل طائراتْ ..
وتقصف الحجرْ ..
تطل طائراتْ ..
وتسقط البلادُ
لا أحدْ ..
سوى حجرْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> دمنا على لحم الطريق
دمنا على لحم الطريق
رقم القصيدة : 2126
-----------------------------------
هزّي ..
تساقط قبلتينِ على البلدْ
هذا النخيلُ .. نخيلنا ..
والماءُ .. إنْ ضربَ الولدْ
حجرينِ في وجهِ العدا ..
يلتمُ ـ إنْ شقَّ ـ المدى
فتوزعي
كلَّ المسافةِ .. واحمليني
ضلعينِ في بردِ الصدى
وحقيبةً ..
ما جاءها فرحُ المخاضِ
ولا تكوّرَ بطنها
هذا مساءٌ حالكٌ
فتحتْ يديها فالتقتكَ
من المحيطِ إلى الخليجِ
تعد أوراقَ الزبدْ
والخيلُ تصهل لا أحدْ
هزّي ..
تساقط جمرتين على البلدْ
ورأتكَ في غيمِ المساءِ
وصيفنا
لا يحملُ المطرَ البعيدَ
ولا يسافر في صباحاتِ النخيلِ
أقدس الضلعَ الذي يلد المطرْ
وأقدس الخطوات إنْ ..
جاعت إلى بلدِ الشجرْ
هذا صباحي ..
وزّعي في الشمس جلدي
وزعي .. في البرق وعدي
هذي مساحات اليدينِ
فعانقيني ..
ربَّ التقينا
أو أتينا ..
حينَ يأخذني زمانكِ
أشهديني
أن لا .. رمالَ سوى الرمالْ
أن لا .. ولا ..
غير الطريقِ إلى الوطنْ ..
أن لا .. أحدْ ..
غير الذي غلبتهُ أشواقُ البلدْ
واشتاقَ أن يمضي إلى قيثارتي
لحني لكمْ ..
ودمي بكمْ ..
شدوا وثاقَ الأغنياتِ إذا أضاعتْ
جلدها
شدوا وثاقَ الأمنياتِ إذا أباحتْ
وعدها
شدوا وثاقي ..
إن أنا غنيتُ للتفاحِ قبلَ البندقيهْ
هذي يدي
أطلقْ ذراعكَ في دمي
هذا أوانُ الريحِ
والبلدِ الموزعِ في الضلوعِ
ولحمنا ..
من لا يريد البرقَ
فليغلقْ يديهِ على الضبابْ
من لا يريدُ صباحنا
فليسترحْ من ظلهِ
وليرمِ عن كفيهِ ما تركَ السحابْ
* * *
يا رملَنا
وزّعْ حديثَ الروحِ للروحِ البعيدْ
يا وعدَنا
سجل نشيدكَ .. كلنا نبض النشيدْ
خاصرتُ أغنيتي وموالَ المخيمْ
باقٍ أنا
ضلعي وجسر الروح في عبقِ المخيم
يا أمنا
يا أولَ الآتينَ من جسدِ الجراحْ
صبي على خطواتنا ..
زيتاً .. وقافيةَ الصباحْ
وتنشقي جسمَ المخيمِ
حملي أوراقنا عبقَ الطريقْ
هذا المخيمُ
أنتِ في أشواقهِ
يا أمنا
في القلب دمْ ..
وشرارةٌ .. وحدودُ هَمْ
وحكايةُ البلدِ الرحيلْ
يافا على صدرِ الحجرْ
والعائدونَ إليكِ في وعدِ المطرْ
شدَّوا على سرجِ الطريقِ بطلقتينِ
وروحهمْ ..
وتزوجوا حينَ استمالتهم يداكِ منَ
الشجرْ ..
هذا طلوعُ اللهِ في جبهاتهمْ ..
وطلوعهمْ ..
من عشقنا حينَ المخيمْ
ناداكِ من نارِ الهوى ..
وإليكِ قد صلّى وسلمْ ..
يا أمنا
وإذا ينامُ المبحرونَ إلى الملوكِ
عن انتسابِ ضلوعهمْ ..
وعن انتسابِ طلوعهمْ ..
فلنا الضلوعُ
لنا الطلوعُ ..
لنا الطريقْ
نلغي مسافات الظلامِ
نمرُّ بينَ رصاصتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
يا أيها الوطن الحبيب ألا اقتربْ ..
دمنا على لحمِ الطريق ألا اقتربْ ..
وشهادة الميلادِ
والموت المسيج باقترابكَ .. فاقتربْ
لا تغتربْ ..
يا وعدَنا ..
يا أيها الوطن الضلوعْ ..
يا أيها الوطن الدماءْ
آمنتُ أنكَ عائدٌ
آمنت أني عائدٌ
فدماؤنا ..
وضلوعنا ..
وترٌ لأغنيةِ اللقاءْ ..
وتر ..
لأغنية اللقاءْ ..

 

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أشجار الضفة
أشجار الضفة
رقم القصيدة : 2127
-----------------------------------
لا تفصلْ ..
مابينَ ضلوعي .. وضلوعي
أشجارُ الضفةِ في قلبي
أتقدمُ حتى أغنيتي
أتداخلُ في هذي الأغصانْ
لدمي الألحانْ ..
والأرضُ وريدي .. ونشيدي
لا تفصلْ ..
ما بينَ السرّةِ والميلادِ
وعشقي ..
من لم يعرفْ بعدُ شوارعَ حيفا
من لم يعرف بعدُ أزقةَ عكا
فليدخلْ في عظمي
وليدخلْ في لحمي ..
وليقرأ كلَ تراتيلِ الزمنِ الذاهبِ
في لونِ كرياتي ..
من لم يعرف جدي الأولْ
لم يعرف تاريخَ الأرضِ
وموالَ المنجلْ
فليحفرْ
وليقرأ في كلِ جذوعِ الأشجارْ
فليرفع حجراً
قطرةَ ماءٍ
حبةَ رملٍ
ستحدثهُ
عن زندٍ عربيٍ أسمرْ
عن أصلٍ وجذورْ
عن جدي الأولْ
عن عشقِ الأرضِ ..
وموالِ المنجلْ
* * *
يا هذا الحب تقدمْ
يا هذا العشق تقدمْ
موالي أطولُ من كلِ مواويلِ العشاقْ
أشعاري
حينَ تعانقها حيفا
تنتفضُ بآلافِ الأشواقْ
جسمي من حبكِ يا حيفا
جسمي والروحْ ..
كم أصرخُ يا قلبي المجروحْ
كم أمضي في هذا الترحالْ
ودمي الموّالْ ..
أتعبدُ أنْ ..
أو أشهدُ أنْ ..
بلدي والرمل حدود يدي
ويدي من ضلعكَ يا بلدي
وعلى أوراقكَ شمسُ غدي
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
لهواكَ .. هواكْ
يا وطني تلتهب الأسلاكْ
ويضيء دمي ..
لأراكَ .. أراكْ ..
أتوقد حتى قافيتي
أتوقد حتى أغنيتي ..
أتعبد أنْ ..
أو أشهد أنْ ..
أرسمكَ على صدري المفتوحْ
و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ
يا وطني .. يا مفتاح الروحْ ..
* * *
لا تفصلْ
ما بينَ الضلعِ وقلبي
لا تفصلْ
ما بينَ الروحِ وجسمي
قدرُ الأحجارِ أنا .. قدري
صور الأشجار أنا .. صوري
ويدايَ على كل الأبوابْ
أنفاسي في كلِ الجدرانْ
حتى الغدرانْ
تصرخُ من شوقٍ .. يا ولدي
جاعتْ ليديكَ حدودُ يدي
حتى الألحانْ
والثوب الشعبي المزدانْ
ما زالتْ تحمل تاريخي
تتلونُ بالعبقِ الأخضرْ
بالزندِ العربيِ الأسمرْ ..
تتحدى أغلالَ الجلادْ
وتصيحُ .. تصيحْ ..
ما زالت رائحةُ الأجدادْ ..
* * *
لا تفصل
ما بين الشوقِ وعشقي
لا تفصل
ما بينَ ترابِ الأرضِ .. وخفقي
سأشد على ضلعِ الأشجارْ
سأعض على شمسِ المشوارْ
بدمي .. والروح .. وأغنيتي ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أنت الفلسطيني
أنت الفلسطيني
رقم القصيدة : 2128
-----------------------------------
لا الشمسُ غائبة ٌ.. ولا ..
صوتُ الجذورِ .. ولا .. ولا ..
إنَّ الأغاني عالياتْ ..
ورؤوسَنا ..
أعلى .. وأعلى .. عالياتْ ..
ونحبُّ أنْ ..
وتحبُّ أنْ ..
نمضي .. ونمضي في الطريقْ
أطلق رصيفَ الذكرياتْ
أطلقْ نشيدكَ عالياً ..
أطلقْ شموسكَ والجبينْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
أعلى منَ السجانِ أنتْ
أعلى منَ القضبانِ أنتْ ..
أعلى .. وأعلى ..
أنتَ .. أنتْ ..
أنتَ الفلسطينيُ يا رئةَ الزمانِ إلى
المطرْ ..
أنتَ الفلسطينيُ أنتَ
وأنتَ أنتْ ..
الأرض أنتْ ..
والدارُ أنتْ ..
والبرتقالْ ..
أنتَ السهولُ جميعها
أنت الجبالْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
أنتَ المطرْ ..
أنتَ الجذورُ وأنتَ في
جذعِ الشجرْ..
* * *
حيفا يداكْ
والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ
عكا تراكْ ..
يافا على أشجارها ..
شدت خطاكْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
سر الهوى الملتمِ في شفةِ الجليلْ
يهفو إليكَ وأنتَ تحتضنُ الخليلْ
أنتَ الفلسطينيُ أنتْ
سرُّ انتصابِ السنديانْ
أنتَ الأصابعُ حينَ ينطلقُ الحجرْ ..
أنتَ المواويلُ التي
شدتْ على خصرِ الشجرْ
* * *
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولك النشيدْ ..
ولكَ النهاراتُ التي تأتي إليكْ ..
من أرضكَ السمراء تأتي
من قبضةٍ شدتْ على خصر الحجرْ ..
من كل .. لا ..
من خيمةٍ .. من كلِ دارْ ..
من طفلةٍ قبضتْ على حدِ النهارْ ..
دمنا منارْ ..
سنظل نصرخ في الطريق .. إلى
الطريقِ
إلى الديارْ ..
للأرض إنّا عائدونْ ..
إنا إليكمْ عائدونْ ..
يدنا تشدُّ على الزنادْ
دمنا منارْ
خطواتنا من كلِّ دارْ
ستهب إنّا عائدونْ
فلكَ النهارُ لكَ النهارْ ..
أنتَ الفلسطينُّي أنتْ
شجر وميلادٌ .. وأنتْ
هذا النهارُ إلى النهارْ
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ
ولهم ظلالُ ظلالهمْ ..
ليلٌ لهمْ ..
ولهمْ زوالْ ..
أطلقْ جميعَ الأغنياتْ
والذكرياتْ
الأرض لكْ ..
والدار لكْ ..
ولكَ النشيدْ ..
أنتَ الذي فجرتَ في الشجرِ الثمرْ
أنتَ الذي عبأتَ بالماءِ المطرْ
أنتَ الذي أرَّخْت في الأرضِ الجذورْ
أنت الذي أعطيتَ للزمنِ البذورْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
في زهرةِ الليمونِ أنتْ
في حبةِ الزيتونِ أنتْ
في البرتقالْ ..
فليصرخوا ..
وليقبعوا خلفَ الأكاذيبِ القصارْ
فإلى زوالْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..
أنت الطليقُ وأنتَ أنتْ
في صرخةِ الميلادِ أنتْ ..
في خطوةِ التاريخِ أنتْ ..
الشمسُ أنتْ ..
الأرضُ أنتْ ..
الدارُ أنتْ ..
لابدَّ أن يأتي النهارْ ..
لابد أن يأتي النهارْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> مطر على قيثارتي
مطر على قيثارتي
رقم القصيدة : 2129
-----------------------------------
مطرٌ .. مطرْ ..
نايُ الحبيبِ قصيدةٌ
تصطفُ في بابِ الشجرْ
كحلتُ بالضوءِ الندى
فانشقَ عن وجهِ القمرْ
قمرٌ .. مطرْ ..
مطرٌ .. قمرْ ..
هنا ضفتان
لنا حبرنا فاحترقْْ
سنشربُ سهم الفراق قليلا
ونشربُ هدهدْ خطاك على الأرضِ ِ
لا تحمل الآن وزري
سأمضي إلى بعض روحي قليلا
وأمضي إلى سكة ٍ من رمال ٍ
و نهر ٍ حزين ٍ
هنا نهدة ُ البرتقال مساء ٌ
هنا صرخة الأمنيات بكاء ٌ
ستفهم أني إذن عائذ ٌ من دمي
وتفهم أني إذن هارب من فمي
لنا وجهنا والملامح ُ
بعض ابتسامات جرح ٍ
لنا لحمنا والنوايا الخبيثةُ
هل تستعيد جراحك مني ؟؟..
أنا أستعيد جراحي
وأهرب حتى نواحي !!..
فسلم على البحر حين ينام ُ
ويمتصّ روحي
وسلمْ على سكة المستحيل ِ
وسلمْ على ما يقال وما لا يقال ُ
هنا ضفتان اثنتان ِ من الناي سلمْ
وخذ من رغيفي قليلا
وخذ ما تشاء من البحر مني قليلا
سيأتي المساء كما كان يأتي..
ويأتي النهار كما كان يأتي ..
ولا شيء يأتي !!..
أليس الغريب الذي في ركابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي عند بابي
حبيبي !!..
أليس الغريب الذي في ذهابي
إيابي
حبيبي !!..
إذن آن لي أن أشرب الآن نخبي
وان أستفيق قليلا
فهذا الزمان الذي ليس لي فيه شيء ٌ
زماني !!..
وهذا المكان الذي ليس لي فيه شيء
مكاني !!..
فسلم على البحر سلم قليلا
وقل كان يوما حبيبي !!..
لا ترتدي كفي ولا ..
لا ترتدي ..
إلاّ إذا نبتَ الصباحُ
على الوترْ ..
هذا ارتفاعُ القلبِ في أنشودتي
تفاحتانِ تنقطانِ على الذراعْ
يشتدُ في الخفقِ الشراعْ
هل غادرَ الشعراءُ .. أمْ ..
ما غادروا ..
لي صورتي ..
بلدٌ يصوغُ السنديانْ
صحتُ ارتدي ..
كلُّ المفاتيحِ التي في راحتي ..
من أقحوانْ ..
حجرٌ .. وما كان الحجرْ ..
لولاكَ يا مجدَ الزمانْ ..
لي صورتي ..
عرسُ الشجرْ
وطنٌ قذائفهُ الحجرْ ..
ويدانِ لا تتأخرانْ
صحتُ .. ارتدي ..
كفي ولا تتوسدي ..
إلا الشررْ ..
* * *
هذا دمي ..
مطرٌ .. مطرْ ..
يتأخرُ الأطفالُ .. لا ..
يتدثرُ الأطفالُ .. لا ..
يتقاعسُ الأطفال .. لا ..
لا يدخلونَ الصفَّ .. لا ..
لكنهمْ ..
في كلِّ يومٍ يكبرونْ
يتداخلونَ مع الشجرْ
يتسابقونْ ..
في عزفِ الحانِ المطرْ
دمهمْ غزالُ العمر .. لا ..
يتأخرونْ ..
دفقُ الندى ..
أنّ الردى ..
في بابهم يتنهدُ ..
يُغضي حياءً منهمُ ..
ينشق .. أو يترددُ
فيشدهمْ ضوءُ النهارِ يضمهمْ
يتوردُ ..
وبهمْ .. لهمْ .. يتجددُ
* * *
صاحَ الفتى ..
هذا دمي ..
يتزاحمُ الأعداءُ .. لا ..
لن يدخلوا ..
في البحر أو في لحمنا ..
في المدّ أو في جلدنا ..
هذا الهواءُ .. هواؤنا ..
ضوءُ البلاد .. وشمسها
من شمسنا ..
هذا اتساعُ فضائنا
تاريخ هذي الأرض يا تاريخنا
صاح الفتى ..
هزّي .. ولا تتوسّدي ..
إلا الشررْ ..
* * *
مطرٌ .. مطرْ ..
كلُّ الذينَ أحبّهمْ
شدُّوا البلادَ إلى الصدورِ
وأسرجوا خيلَ النهارِ
تقدَّمُوا ..
وتقدَّمُوا ..
كتبوا على طولِ المدى ..
تلدُ البلادُ الصخرَ في زمنِ الندى
هذا اتساعُ فضائهمْ ..
وتقدموا ..
تلكَ الجبالُ أصابعي
قلبي الشبابيكُ التي لا تنحني ..
عظمي الصخورُ جميعُها ..
ودمي غطاءُ الأرضِ
تربتها دمي ..
شجرٌ ولا .. لا .. ينحني ..
كحلتُ بالضوءِ الندى
صحتُ المددْ
فانشقَّ عن وجهِ البلدْ
وتقدَّموا ..
شدُّوا البلادَ إلى الصدورِ
وأسرجوا خيلَ النهارِ
تقدّموا ..
ومضوا إلى باب الندى ..
طرقوا .. وما هابوا الردى ..
وتقدّموا
سيفي المكانْ ..
سيفي انتصابُ السنديانْ ..
سيفي الزمانُ بطولهِ ..
سيفي الزمان ..

شعراء الجزيرة العربية >> غازي القصيبي >> رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة
رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة
رقم القصيدة : 213
-----------------------------------
بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولاتحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
واراك مابين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب
وتظل تسمعه .. ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لايفيض عطاؤه
حينا .. ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده
متغير .. متلون .. متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنماً ... ولا اتكسب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً
أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة
تغتال ... أوصد الصدود تقرب
ياسيدي ! في القلب جرح مثقل
بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب
ياسيدي ! والظلم غير محبب
أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها
شعري ... يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
مني ... على شفق الخلود تلهب

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> خيل من الرشقات
خيل من الرشقات
رقم القصيدة : 2130
-----------------------------------
الأرضُ والشعبُ الحجارةُ والدمُ
شمسٌ فلسطينية ٌ لا تُهزمُ
شدُّوا على خيل الصباح فأورقتْ
في القلب للنصر القريب الأنجم
ضوءُ النهار ِعلى الجبين ِعلامة
والسيف إنْ عز السلاح المعصمُ
يتبادرونَ إلى الجهاد ِ بهمة
يتسابقونَ وكلهمْ متقدِّمُ
أجسادهم درعُ الثرى ودماؤهمْ
زيتُ القناديل ِ التي لا تفطم
روحُ الفداءِ عزيزة ٌ لا تنحني
والشمسُ للنفس ِ الأبيّة ِ توأم
يقضي فتأخذهُ السهولُ نديّة
ويضمهُ العلمُ الأبيُّ ويلثم
يلتمُّ في قطر ِ الندى من عشقه
ودم ُ الشهيد له الزهور تبسّمُ
ساروا فسارَ المجدُ في أعطافهمْ
وتقدّموا فارتاع َ ليل ٌ مظلم
يدهمْ سلاحُ الحرب ِ أو أجسادهمْ
وحجارة ٌ وتكاتف ٌ وتراحمُ
مدنٌ قرى..شجرٌ ثرى..وشوارعٌ
أملٌ وجذرٌ ثابت ٌ وتلاحم
كلُّ البيوتِ إلى القتالِ تقدَّمتْ
وانقضَّ من باب ِ النسور ِ مخيّم
خيلٌ منَ الرشقات ِ تلتهم ُ المدى
تشتدُّ في طيرانها وتحمحم
مقدودةٌ من صخرنا فكأنها
نارٌ على أعدائنا تتضرّم
تنصبُّ في الوجهِ الغريبِ تهدّه
وإذا الرؤوس ُ تراجعتْ تتقحّم
خيلٌ وفارسها الأصابع لا تني
تمتدُّ في صدر ِ الفضاء ِ وترجم
تستبسلُ الأرواحُ لا تخشى الردى:
بحر ُ الندى أنَّ الشهادة َ مغنم
نفسُ الكريم ِ من َ الجبال ِ شموخها
والحرُّ يأبى الذلَّ لا يستسلم
باهتْ فلسطينُ الحبيبةُ أنهم
شجرٌ بشمس ِ بلادنا يتلثم
ما أخّروا دفع َ المهور ِ وإنْ غلتْ
المجد ُ منْ أمجادهمْ يتعلم
وقفوا وقدْ عزَّ الوقوفُ كأنهمْ
قمرٌ وحولهمُ الردى يتزاحم
ما عادَ في بال ِ الرجاء ِ وبالهم
أنّ الجيوش َ تأهّبتْ وستقدم
كمْ صرخة ٍ إنَّ البلاد حبيسة
في القيد ِ منْ أوجاعها تتألم
صبروا على طولِِ الجراح ِ وصابروا
وعسى لعلَّ جيوشكمْ تتكرَّم
تتلفّتُ الشطآنُ من شوق ٍ بها
ووعودكمْ في كلِّ يوم ٍ حصرم
المسجدُ الأقصى يباحُ فويحكمْ
يبكي دماً منْ صمتكمْ لا منهم
أفكلما صرختْ فلسطينُ انهضوا
تتسابقونَ لنومكمْ كي تحلموا
تتغندرونَ إذا الخيولُ تسابقتْ
وإذا اقتضى فالبعضُ قدْ يتوحّم
كمْ صرخة ٍ والأرض ُ في أغلالها
ودمُ الصغار ِعلى المدى يستفهم
طالَ انتظارُ الحاكمينَ بأمرهمْ
وأمورهمْ في الحربِ لا تستخدَم
أسفي على زمن الرجال ِ إذا انقضى
تبكي الدموعُ وموجها يتلاطم
أينَ الذينَ إذا الجيوش تلاحمتْ
كانوا سيوفَ الحقِّ لا تتثلم
هبّتْ فلسطينُ ارتوتْ منْ مجدهمْ
راحتْ تدكّ ُ البغي لا تستسلم
أحفاد ُ خالدَ لا تكلّ ُ زنودهمْ
رجموا العِدى بحجارة ٍ لا ترحم
الله أكبر ُ قدْ مضوا ما همّهمْ
أنَّ الردى في كلِّ شبرٍ يجثم
الله أكبرُ والنفوس ُ أبيّة
شعبٌ إلى عليائه ِ يتقدم

 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> ووجهي كان في السنوات
ووجهي كان في السنوات
رقم القصيدة : 2131
-----------------------------------
سأمضي مثلما المطرُ
ولا أرتد عن عينيكِ
حين تشدني الصورُ
فبلغ كل من مروا
وبلغ كل من عبروا
ومن شدتهم الأشواق فانهمروا ..
وبلغ كل من وصلوا إلى دمهمْ ..
بأني دائماً أمضي إلى تفاحيَ الأحمرْ
إلى ظلي
إلى منديلِ عاشقةٍ
يداها زعترٌ .. زعترْ
سأرمي جسميَ المبتل بالأشواقِ
أعصرهُ ..
على الكفين برقوقاً
وشمساً للهوى الأخضرْ
أنا قد جئت من يدها إلى يدها
لأشعلَ في دروبِ الحب أغنيتي
وموالي
لأشعل نغمة العشاق قافيةً
وأتبع كل من شدوا
إليها الخطوَ واشتدوا
وأتبع كل من رحلوا
لفيض دمائهم وصلوا
وأتبع من يوزعني
على أبوابها .. مطراً ..
ويصرخ في شوارعها
أتى العشاق يا حيفا ..
إليك إليك قد عبروا ..
* * *
يفاجئني على دربِ الهوى دربي
وينثرني على الطرقات موالاً
ودبكة عاشقٍ يمضي
إلى جذر يمدُّ ..
يمدني عبقاً
فأمسك أول التاريخ في كفي
أرى وجهاً ..
ينام على ذراع الأرض يحضنها
أرى ألقاً ..
وأولُ نبتةٍ نامت على زند الهوى
وجهي ..
وأولُ نغمة شدتْ
ضلوعَ الأرض وامتدَّتْ
وسيجتِ الندى وجهي ..
ووجهي يعبر السنوات
* * *
فوق الزهر .. في الأشجارِ
في المدن التي راحت تلمُّ ملامحي ..
تمضي ..
وفي الماء الذي يخضرُّ
في جذر الزنود السمرِ ..
في الأحجارِ
كيف أغيب عن وجهي
جذوري .. قامتي .. أرضي ..
وتاريخي ..
فبلغ كل من عبروا ..
ومن مروا إلى دنيا ملامحهم
ومن دخلوا ضلوع الشمس
من وجدوا قصائدهم
وقاماتٍ لهم بقيتْ
على الأشجار .. في الأشجار .. تنتظرُ
بأنَّ دمي سياجُ الحب
حين الأرض فوق الضلع
والكفين تنتشر ..
* * *
لك الحبق
وحيفا من جنون الشوق
يسبق خطوها العبق
تنام إذا الصباح نأى
وكل زمانها فلق
إذا ما جاءها الشهداء
تحضنهمْ
وتصرخ منكم الألق
إلى دمكم
تسير وتركض الطرق
لكِ الحبقُ
سنرجع لن نرد الخطو عن درب مشيناهُ
سنرجع للبلاد غداً .. إلى وطن حملناهُ
إلى دنيا ملامحنا ..
إلى معنى توهجنا ..
سنرجع شمسنا اقتربتْ
وحيفا ترقب الطرقات ..
لن نرتد .. واقتربتْ
تلاحمت الزنود دنتْ
وحيفا ترقب الطرقات
عودتنا هنا اشتعلتْ
وحيفا ترقب الطرقات
يزهر ثوبها الأخضرْ ..
تشد القلب والخطوات
تصرخ .. إنهمْ عادوا ..
مع الطلقات قد عادوا
مع البرقوق قد عادوا
لطرحة عرسهم عادوا ..
لموال الجذور السمر قد عادوا
وحيفا لا تنام الآن
خطوتهم على الأبواب قد عادوا
وعادوا للجذور السمر
قد عادوا ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> وطني ويا أحلى صباح
وطني ويا أحلى صباح
رقم القصيدة : 2132
-----------------------------------
حجرٌ .. وكالسّيفِ الحجرْ ..
حجرٌ .. وكالنارِ الحجرْ ..
حجرٌ غضبْ ..
إقرأ إذا كتبَ الصبيُّ
زمانهُ
بدمٍ وسطرٍ من لهبْ ..
واقرأ إذا خرجَ الصبيُّ
مخيَّماً ..
ومخيّماً ..
شدَّ البلادَ لها ارتدى ..
جمرَ الفدا ..
في كفّه انتصبَ الحجرْ ..
صاحَ .. اشهدوا ..
سيكونُ خيلاً من ردى ..
خيلاً تطيرُ
تشقُ أرتالَ العدا
/ خيل .. حجرْ ..
سيفٌ .. حجرْ ../
حتى الندى ..
كان ارتدى ..
في ساحةِ الغضبِ الحجرْ ..
في ساحةِ اللهب الحجرْ ..
* * *
وطني ويا أحلى صباحْ
وطني الذي في كفِّهِ
من كفِّهِ ..
تجري كما شاء الرياحْ
* * *
حجرٌ .. حجرْ
صاحَ الفتى
لا تتركوا سيفاً حجرْ ..
لا تتركوا حلمَ الندى ..
شدُّوا على لحم الطريقِ
تقدّموا ..
حتى اندلاع الصبح من خطواتنا
حتى طلوعِ الشمس من جبهاتنا
شدُّوا على قيثارةِ الشهداءِ ..
لا تتراجعوا ..
/ مطرٌ .. مطرٌ ..
من نجمةِ الجرحِ المطرْ ..
من حلمُ قافيةٍ مطرْ ..
من ساعدين على الشجرْ ..
كان الصغيرُ .. وكلما ..
مطرٌ .. مطرْ ..
في دفترِ الرسمٍ .. ارتسمْ ..
رسمَ العصافيرَ ابتسمْ ..
رشفَ الندى ..
رفعَ الحجرْ ..
قذفَ الحجرْ ..
ثمّ الحجرْ ..
ثمّ الحجرْ ..
وتسلَّقَ الدنيا مطرْ ..
دمهُ انهمرْ ..
رسمَ العلمْ ..
ضمَ العلمْ ..
رفعَ العلمْ
دخلَ العلمْ / ..
* * *
حجرٌ .. حجرْ ..
صاحَ الفتى
يا جيش أبرهة المسلّح بالردى ..
أطلقْ قذائفكَ الحممْ ..
دمِّرْ .. وأحرقْ .. واحترقْ ..
اقذفْ إذا شئتَ الهواءَ ..
الماءَ أوراقَ الندى ..
طاردْ إذا شئتَ الصدّى ..
إمنعْ عن الشجر المطرْ ..
سنردّكم مهما جرى ..
سنردكمْ ..
وسيكتب التاريخ في صفحاتهِ
جيشُ الظلامِ هنا انكسرْ ..
رغم القذائفِ والرصاصِ وحقدهِ
قد ردَّهُ
شعبٌ تسلحَ بالنهارِ وبالحجرْ
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> سيفنا حجر وجمر
سيفنا حجر وجمر
رقم القصيدة : 2133
-----------------------------------
حجرٌ وسنبلةٌ وماءْ
طلقاتٌ أغنيةٍ
ترشُّ الضوءَ
نجماً صاعداً ..
يلتمُّ من أفق الدماءْ
شدَّ الصغيرُ ذراعهُ
فتفجرتْ
وعداً .. وأشرعةَ اللقاءْ
لم يرتعشْ
حينَ ارتدى ورقَ الشجرْ
وتوسَّد الدنيا حجرْ
كانت يداهُ قصيدتينِ ..
ونخلتينِ
وسنبلهْ
كانت يداهُ .. القنبلهْ
لم يرتعشْ
كان البلابلَ .. والعصافيرَ .. الحقولَ
وشاطئَ البحر .. السهولَ
وبحةَ الناي .. الهطولَ
البرتقالَ .. الشارعَ المكتظَّ
رائحة البيوتِ ..
الأغنياتِ .. الأمنياتِ ..
الجذرَ .. والتاريخَ .. والزمنَ ..
الفصولَ ..
الحلمَ .. والوترَ .. النغمْ
في طلقةِ الإسراءِ وحَّدهُ العلمْ ..
صدراً .. وقافيةً .. ودمْ
شقَّ البنفسجَ .. وانتمى
شدّ الذراعَ وصاحَ لا ..
وانداحَ في قبضاتهمْ ..
خطواتهمْ ..
في طلقةِ الإسراءِ من بابِ المطرْ
أخذَ الحجرْ ..
لم َّ الشجرْ ..
ونما على دمهِ الندى
شقّ الردى نصفينِ
لكنْ لم ينمْ
دمه الذي للشمس .. والشمسِ
ابتسمْ ..
* * *
حجرٌ يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الأصابعِ
والأصابعُ فوهات ٌ
ترتدي زيَّ المقاتلِ
تملأ الأرض .. الفضاء .. الريحَ
قصفا
تنسف الأعداءَ نسفا
ترتدي حقلاً .. ونبعاً ..
ترتدي جذراً وتاريخاً طويلاً
ترتدي كلَّ المنازلِ ..
حرقةَ الغرباءِ ..
تمتصُّ الحكايا ..
تملأُ الطرقاتِ ناراً ..
تقلبُ الدنيا جحيماً ..
ترتدي زيَّ المقاتلِ
لن تمروا ..
خيلنا ضوءٌ وفجرُ
سيفنا حجرٌ وجمرُ
شمسنا حقٌ وصدرُ
لن تمروا ..
كلما سقطَ الشهيدُ يعودُ من حبلِ
الوريدِ
آية الإسراءِ والإصرارِ في مدِّ النشيدِ
خصبة أرضي .. وخصبٌ
عرسُ جدّي
كانَ .. ياما كانَ .. تحكي
نبعةٌ في صدر عكا
كرمةٌ في قلب يافا ..
لن تمروا ..
كان جدي
كان ياما كانَ جدي
يعشقُ الأشجارَ يسقيها الضلوعا
كان يحضنها فتنمو ..
ثم تنمو ..
لن تمروا ..
طعم هذي الأرض سرُّ
شكل هذي الأرض سرُّ
جذر هذي الأرض سرُّ
لن تمروا ..
عمرنا من عمرِ هذي الأرضِ
والأشجارِ والتاريخ والزمنِ الطويلِ
عمرنا في كل ساقيةٍ وموالٍ
ومن عمرِ الجليلِ
لن تمروا ..
ترتدي كل الشوارع جذرها
وتهب تطلبُ فجرها ..
حجر يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الشجرْ ..
شجر يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الحجرْ ..
شعبٌ وملحمةُ المطرْ ..
جدي .. وكانَ يمرُّ في بالِ الندى
يوم ارتدى …
عكا وما هابَ الردى
شدَّ الذراعَ ..
وردَّ أرتالَ العِدا
قال : الصباح سيمحقُ
الليلَ الطويلْ …
لا تتركوا ـ مهما جرى ـ
ضوءَ النخيلْ ..
جدي وكانَ الآنَ
في كلَّ الشوارعِ والبيوتِ
وكان في وعدِ المطرْ ..
يمتدُ في قبضاتهمْ ..
يشتدُّ في خطواتهمْ
جدي ..
وما ترك الحجرْ
جدي وما ترك الحجرْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> بلاد لها عرسها
بلاد لها عرسها
رقم القصيدة : 2134
-----------------------------------
بلاد لها سرّها
فامتلئْ بالصباح النديِّ
وجئني
بلاد لها عرسها
فارتشفْ ظلها من زمان البداياتِ
خذني
مراياك حلم ٌ وهذا النشيد الطويل ُ
طويلْ ..
يرف الحمام على سطح ِ داري
ترف الحكايات عشقا
ويزهر في كل درب
هواك الجميلْ
يرف الحمام ويسقط فوق الشوارع ِ
يسقط فوق البيوت ِ
ترف الحكايات دمعا
وتسقط في كل درب ٍ
دماء الأصيلْ
.. فلسطين تأتي
من الشوق فينا
من العشق فينا
من المستحيل إلى المستحيلْ
تشدّ خيول الصباح ِ
وتسرج عنف الجبال ِ
وتعلي إلى الشمس تعلي
حدودَ الصهيلْ
هنا أرضنا
بيتنا
بحرنا
شارع ٌ من زمان الزمان بنا
طلقة ٌ من جبين الصباح ِ لنا
تقتفي شمسنا عرس كل البيوت ِ
وتمضي بنا نحونا
تباهتْ حجارة كل البلاد
بهذا الشموخ ِ
بهذا الجموح ِ
بهذا الضياء الذي لفنا
نجمة ٌ ..
والشهيد ُ ..
الرجال ُ .. النساء ُ ..
الشهيد الذي يفتدي كي يشدّ
الضياء انتباه َ نهار ينير السبيل ْ
ويطلق في بحر عينيه عشق البلاد
التي علمته الوضوء الصلاة َ
ارتفاع النخيلْ
بلاد تسير إلى ضفة من صباح ٍ
.. فلسطين تأتي
وتلك الجراح التي أججتها الجراحْ
تمد الرياح مناديل شوق لوعد الرياحْ
وتلك المآذن الله أكبرْ ..
صبيّ ٌ يغدر ُ نحو اشتعال الشوارع ِ
الله أكبر ْ..
دمار هنا أو دمار هناك َ
ونجمة هذا المساء اندلاع ٌ
والله أكبرْ ..
إلى النصر أتون الله أكبرْ ..
فلسطين فينا
فلسطين تأتي
لطلقة هذا الصباح الندي ِّ
والله أكبرْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لنا أن ننام
لنا أن ننام
رقم القصيدة : 2135
-----------------------------------
نمارسُ طقسَ البكاءِ
وفصلَ النحيبِ الطويلِ
وعريَ الصحارى ..
نفسر معنى انتشاء السكارى
حذاءٌ بطولِ المكانِ
هل الوقتُ من ماءِ هذا الزمانِ
مشيتُ .. فباضَ الجنودُ صراخاً
رموني ..
ومن جلدِ جلدي نفوني
عليك الذي ما تبقى ..
وأعوي
أوزعُ وجهي على موجتينِ
أبثكِ نجوايَ جرحاً فنامي
خذي سكراً أو زبيباً ونامي ..
لكفيكِ حناءُ عمري
وعمري توقفَ عند الفواصلِ ضعتُ
إذنْ أغلقي ما تبقى من الأغنياتِ
ولا تفتحي أيَّ بابٍ ونامي ..
عليكِ الذي ما أضعنا ..
نبيعُ الشهيدَ لمن يشتريهِ
لماذا نفتّحُ فوق اليدينِ السؤالَ
فرحنا .. سكرنا .. قرعنا الطبولَ
وكنّا على الباب قتلى
سنشرب نخب انكساركِ فينا
ونرقصُ فوق القبور عرايا ..
نمارس كل طقوس الفجورِ
ونعوي ..
سئمنا من الحربِ نامي ..
سئمنا من الأغنياتِ ..
من الأمنيات ..
منَ القصص الماضياتِ
لنا أن نمجدَ عزَّ الخليفةِ حين استطابَ الركوعَ
لنا أن نغنّي الخنوعَ
لنا أن ننام ..
بكيتُ على كلّ أطلال هذا الزمان ..
خرابٌ .. وكلّ الشوارع زينات عرسٍ
خرابٌ .. وباب الخليفة صفٌ من القادمينَ
له التهنئاتُ ..
له الطيباتُ ..
خذي سكراً .. أو زبيباً ونامي
ولا تحلمي أيَّ حلمٍ يخيفُ الولاةَ
فإن الشياطين في كلِّ ركنٍ ..
يخطون عنكِ التقارير نامي ..
لماذا نحمّلُ ريشَ الحمامِ
خطايا السقوطِ
لماذا نجملُ هذا الركوعَ الخنوعَ ..
.. وقال الخليفةُ ..
إنّ الخوازيقَ سكَّرْ
على كل بابٍ جنودٌ وعسكرْ ..
عشقناكَ يا صاحبَ الأعطياتِ
لك المجدُ .. والأغنياتُ ..
لكَ اللحم والعظم و الروح والطيباتُ ..
وحكمكَ يمتدُ فينا إلى ما تشاءْ
عرايا .. نمجدُ فضلكْ
أذلاءَ نحمدُ عدلكْ ..
لكَ المجدُ والانحناءُ
ومنّا الولاءُ ..
رفعنا الرؤوسً فطارتْ ..
نمارسُ كل طقوس الولاء
ونبكي علينا ..
زمان العجائبِ آهٍ فنامي ..
بأمر الولاةِ ..
قطعنا الذي بيننا من صلاتِ ..
فنامي ..
تنادوا .. ونادوا وساقوا الخطبْ
وباسوا اللحى ..
وضمّوا .. وشمّوا .. وعلوا الرتبْ
ورشُّوا العطورَ ..
وسال التملقُّ حتى الركبْ ..
وباسم العروبة باسم العربْ ..
رموكِ على الباب ثكلى .. وطاروا
فنامي بأمر الولاةِ
عليهم صنوف الصلاةِ
بأمر التواقيع والبصماتِ
بأمر الذي بيننا وانقضى ..
بأمر الشموخ الذي قد مضى ..
دعينا ننام ..
دعينا نطيّرُ رفَّ الحمامْ ..
ونعبدُ نركعُ خلف الإمامْ ..
ندور .. ندور .. ندور ونعوي ..
عرايا .. مطايا
نكسِّر كل المرايا
دعينا نمارس طقس البكاءْ ..
ونلعن بالسرّ هذا الزمانَ ..
ونعشق بالسر ضوء النهارْ ..
دعينا لخوف يعشش فينا
عرايا .. نخاف .. وماذا نخافْ ؟!
مطايا نخاف .. وماذا نخافْ ؟!
ولكن نخافْ !!
نباركُ كلّ ارتعاشاتنا ..
نبارك كل انحناءاتنا ..
نبارك مجدَ الخضوعِ ..
الخنوعِ ..
فنامي ..
ولا تقرئي أيَّ شيءٍ علينا ..
قطعنا الذي بيننا من صلاتٍ
بأمر الولاة ِ
وأمرُ الولاة جليل مطاعْ ..
نبارك أنَّا كسقط المتاعْ ..
نصفق ليلَ نهارَ .. ونعوي ..
ونعوي ..
ونعوي ..
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> فجر القوافي
فجر القوافي
رقم القصيدة : 2136
-----------------------------------
فلسطينُ افتحي الطرقاتِ بابا
أتاكِ المجدُ يسألكِ انتسابا
وجاءتكِ القوافلُ مثقلاتٍ
بخفقِ القلبِ تلتمسُ اقترابا
تسابقتِ الأماني مشرعاتٍ
لتلقى عندَ كفيكِ الرغابا
تشدُّ الخيلُ أسرجةَ التلاقي
وتنفضُ حينَ تلقاكِ اكتئابا
تردّينَ الغزاةَ بخيلِ نصرٍ
تشقُ الريحَ تنسكبُ انسكابا
كأنَّ الصخرَ تغزلهُ الحكايا
فيصعدُ ثمَّ ينصبُ انصبابا
تنادى البحرُ بسملةً فقامتْ
بلادُ الخيرِ وانتفضتْ شبابا
تراكضت الشوارعُ عاصفاتٍ
تلمُّ السهلَ تحتضنُ الهضابا
يطلُّ الشعبُ من فجرِ القوافي
ويملأ حينَ ينتشرُ الشعابا
كأنَّ الأرضَ قد لبستْ شموخاً
فكان الشعبُ للأرضِ الثيابا
يشدُّ الزهرُ أشرعةَ الثواني
ويأخذُ كلَّ ثانيةٍ شهابا
إذا الشهداءُ للأمطارِ غنوا
تهادى الفجرُ يحتضنُ الترابا
كأنَّ الفجرَ قد أدناهُ فجرٌ
فطابَ الوعدُ حينَ العهدُ طابا
ترى الأشجارَ مطلقةً خطاها
بها الأغصانُ قد نهضتْ حرابا
تضيءُ أصابعُ الأطفالِ عشقاً
وتلثمُ من تشوقها القبابا
تلمُّ الريحَ في حجرٍ وترمي
فتلتهبُ المسافاتُ التهابا
فللأحجارِ حمحمةٌ ورعدٌ
بغيرِ القصفِ ما عرفتْ خطابا
تراوغُ ثم تندفعُ اندفاعاً
وتتركُ حينَ تنقضُّ اضطرابا
فحيناً تبصرُ الأحجارَ طيراً
تحلقُ ثمَّ تنصبُ انصبابا
وحيناً تبصرُ الأحجارَ خيلاً
تردُ الليلَ تقتحمُ الصعابا
تخط حروفها في كل شبرٍ
إلامَ الشمسُ تنتظرُ الإيابا
إلامَ الجرحُ يبقى في نزيفٍ
يكابدُ في تقلبهِ العذابا
وعودُ الأهلِ قدْ زادتْ وفاضتْ
وظلَّ الفعلُ من يدهمْ سرابا
يرشونَ الدروبَ بألفِ عهدٍ
وكلُّ عهودهمْ باتت كِذابا
إذا قرعوا طبولَ الحربِ مالوا
إلى الجيرانِ ينهونَ الحسابا
جيوشٌ حينَ تطلبُها تراها
تعضُ لحومها تثبُ احترابا
وللأعداءِ في الأقصى ولوغٌ
يرونَ العزَّ إنْ نشروا الخرابا
على الطرقاتِ ينتشرونَ قبحاً
لغيرِ الشرِّ ما عرفوا الذهابا
أتوا من آخرِ الدنيا سواداً
يباري ليلُ ظلمتهِ الغرابا
تساندهم يدٌ للظلمِ طالتْ
ومالتْ حينَ أطلقتِ الذئابا
وراحت تكتبُ التاريخَ زوراً
وتنسفُ في تملقها الصوابا
تكاثرتِ الجراحُ بكلِّ درب
وزادت حينما اتسعتْ مصابا
تلمُّ القدسُ دمعتها فتهمي
بكلِّ شوارعِ الدنيا عتابا
كأنَّ اليتمَ سربلها بحزنٍ
نما في ضوءِ مقلتها انتحابا
تسائلُ ثم تسألُ عن رجالٍ
إذا نادتهمُ كانوا الجوابا
ترى الفرسانَ قد سبقوا خطاهمْ
لساح الحرب يرجون الثوابا
فبسمِ الله ينتشرونَ نوراً:
وبسمِ الله يطوونَ الصعابا
خيولُ النصرِ قد شدتْ ومدتْ
وراحتْ تمطرُ الوعدَ اقترابا
فكيفَ نميلُ إنْ مالتْ بلادٌ
وسلمتِ المضاربَ والركابا
وهل نبقى على صهواتِ ريحٍ
نمدُّ الخطوَ نمتدُّ اغترابا
ونفتحُ دفترَ الأيامِ صفحاً
وننسى كلَّ ما أخذَ اغتصابا
وكيفَ ننامُ إنَّ الذئبَ ذئبٌ
وإنْ أخفى عن الأنظار نابا
فلا والله لا نرضى بذلٍ
وإن خضنا من البحرِ العبابا
شبابُ الخيرِ قد هبوا وشدوا
ومدوا الخطوَ وانتفضوا غضابا
تنادوا ثم نادوا واستزادوا
فكانَ الفجرُ في غدهمْ جوابا

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> فلسطيني
فلسطيني
رقم القصيدة : 2137
-----------------------------------
لطفل ٍ يرتدي قمراً وأغنية ً
لطفل ٍ يرتدي شجرا ً وموالا ً
لشارعنا الذي في القلب ِ
والأقصى يدق جدار هذا العمر
فانتفضوا خفافا
تطلع الأحلام من وعد ٍ فلسطيني
هنا الآمال من عشق ومن شوق ٍ
فضميني
إذا ما جئت أو ما جئت مذبوحا
على خيل من الأحلام .. أحلامي
فهزي سدّة الميلاد
هزي صرخة الأعياد ِ
هزي كل ما في القلب من نبض ٍ
وهزيني
يعود الجمر من حجر
تسيل النار من حجر
يطل الفجر من فجر فلسطيني
صباح الخير يا وطنا له الشمس ُ
صباح الخير يا أعلى ويا أحلى ..
صباح الخير يا وطنا
يذوب بحبه الهمس ُ
أتيت إليك يا قلبي
فكنْ عمري وأيامي
وأحلامي
وكن نبضي
صباح الخير يا وطني
أجيء إليك يا قلبي الفلسطيني
ويا عمري الفلسطيني
ويا شجري الفلسطيني
ويا حبي الفلسطيني
فأنت هواي أحلامي
وكل العمر
موالي الفلسطيني

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> تتمخض الأرض الغمام
تتمخض الأرض الغمام
رقم القصيدة : 2138
-----------------------------------
إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ
شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ
وأنا رصيفُ البرتقالْ
وقفتْ أريحا في صفدْ
وتعانقتْ مدنُ البلدْ
كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ
واشتعالاتِ الصباحْ
تفّاحة للقدسِ حيفا
ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ
الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ
هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ
لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ
ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي
ورجا يغنّي
لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ
وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ
يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ
كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها
قنابلْ ..
يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ ..
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
والطرقاتُ تغلي ..
ورجا يقاتلْ ..
الأرضُ أرضي والبلادْ ..
سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ
كانَ الجنودُ يوزّعونْ
ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي
كانتْ خديجةُ والظلالْ
يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي
عرسٌ هي الأرض النشيدْ
وزنودهمْ ..
كانتْ على الطرقات تغلي
عرسٌ هي الأرض النشيدْ
ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ
كانتْ توزّع وجهها
الكرملُ الآنَ الخليلْ
يافا تشدّ يدَ الجليلْ
ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ
اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ …
لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها ..
راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ ..
قال الصغير لأمّه ِ
يا أمّ لون الشمسِ أحلى
والبرتقالُ اليوم أطيبْ
وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ
كانت جذوع السنديانْ
قال الصغير لأمهِ
إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ ..
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
وارتطموا ..
ضحك الصغير لأمّه ِ
ضمّتهُ فانتشرت يداهْ ..
* * *
تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ
هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي
يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل
الصغيرةِ
يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها
وجميعَ أسماءِ السنابلْ
كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي
وترحلُ في زغاريد البلادْ
يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة ..
يرحلون الآنَ في دمهمْ ..
وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا ..
قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ ..
وبينَ شعبٍ لا يساومْ
برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ
الموجةَ َ الأولى ..
ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ
أو تغنّي حلمها ..
واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ
فانتصبتْ ..
لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ
تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى
وعرس الأرض طرحتهم ..
وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ
من قاماتِ هذا الليلِ ..
من حقدٍ يحاصرهمْ ..
* * *
قال الصغير لأمّهِ ..
وقفتْ أريحا في صفدْ ..
وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي
الكرملُ الآنَ الخليلْ
يافا تشدّ يد الجليلْ
الشمس أحلى ..
والبرتقال اليوم أطيبْ
الشعبُ كان على الطريقْ
ما زال يمضي ..
يمضي ويمضي .. ثم يمضي ..
ضحكَ الصغير لأمّهِ ..
ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ ..
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> ما بين جثته وسكين الغزاة
ما بين جثته وسكين الغزاة
رقم القصيدة : 2139
-----------------------------------
أيكونُ عيدْ !!!
ودمٌ على طولِ النشيدْ ؟؟!!
يتدفقُ الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفونَ البلادَ ويسألونْ :
أيكونُ عيدْ ؟؟
يتدفقونْ ..
من صرخةِ الطفلِ المقمَّط بالدماءْ
حتى أصابعهِ الأخيرةِ
أشعلتها طلقةٌ عندَ المساءْ
فتأرجحتْ ما بين سرَّتهِ وسرَّتهِ
بقايا نبضةٍ سقطتْ
على وجهِ السماءْ
أيكونُ عيدْ ..؟؟
لأصابع الطفل المقمّط بالدِّما
ليديهِ تعتصرانِ حلماً مبهما
طرقتهُ سكينُ الغزاةِ فكلّما
همّتْ تجمِّعهُ الظلال تحطّما
تعبتْ خيولُ الحلمِ حتى قبلما
أن تعرفَ الخيّال أو أن تُلْجَما
أيكونُ عيدْ ؟؟!!
يتوزّعُ الموتى رصيفَ الذكرياتِ ويطلعونْ
.. يتدفقونْ
يتبادلونَ وجوههمْ ..
يتلفتونَ ..
ويصرخونْ :
يا سيفَ عنترةَ انتظرناكَ انتظرنا
ظمأ ٌ على هذا المدى .. فأجرْ ..
أجرنا ..
أتركتَ عبلةَ للغزاةِ وأنتَ منّا ؟!
يا سيفَ عنترةَ انتظرناكَ ..
انتظرنا ..
يتدفّقُ الموتى فرادى
يتدفقونْ ..
ويصيحُ عنترةُ المكبل بالزمانِ
لكمْ هَرمْنا ..
كم هَرِمْنا ..
* * *
يا أيْها البلدُ المقيّدُ بالسلاسلْ
في دير ياسينَ البلابلْ ..
سقطتْ على طول الجراحْ ..
دمها المباحْ ..
في كفر قاسمْ ..
جاءتْ على الوترِ الشظيّهْ ..
وتقطعتْ أطرافُ قبيهْ
يحكى .. ويحكى .. عن سلامْ !!!
ما بينَ جثته وسكين الغزاةْ
يحكى .. ويحكى .. عن سلامْ ..
يتدفقُ الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفونَ البلادَ ويسألونْ
عن آخرِ الزيتون في أحلامِ صبرا
يحكونَ عن كلِّ العصافير التي كانت تغنّي
سقطتْ وصارَ اللحنُ مرّا
صار مراً .. صار مرّا ..
يتدفق الموتى قليلا ..
يتساءلونَ عن الحكايا ..
آهِ شاتيلا الضحايا ..
جثة ً علقتُ قلبي فوقَ أبوابِ الشظايا
يصرخُ الموتى قليلاً ..
يطلع الموتى قليلا
يطرقون الآنَ وجهَ الريح من وعد سيأتي
…. ثمّ يأتي
لا .. ولا حتى المطرْ ..
في صرخة الموتى وغصّات الشجرْ ..
جفّت ينابيع البلاد وأضربتْ ..
وبكى على الوترِ .. الوترْ ..
/ طرقاتُ حيفا ..
أين الذين أحبهمْ ؟؟
أبواب حيفا
أين الذين أحبّهمْ ..؟؟
ما للشوارعِ أوقفتني ..
ورمتْ على ظلّي دموعاً حيرتني ..
يتجوّل الموتى فرادى أو جماعاتٍ
يلفّون الشوارعَ يشهقونْ ..
وتصيحُ حيفا :
هذي السلاسلُ أتعبتني ..
ويصيح عنترةُ المكبّلُ بالزمانِ
لكم هرمنا … /
يتدفقُ الموتى قليلا ..
يتساءلُ الموتى فرادى .. أو فرادى ..
أيّ عيدٍ .. أيّ عيدٍ ..
أيّ عيدْ ..؟؟ !!!

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> المخيّم
المخيّم
رقم القصيدة : 2140
-----------------------------------
هيَ البرتقالةُ قد أودعتني
نداءَ الصباحْ
ومدّتْ جذورَ الحكاياتِ داخلَ جسمي
حنيناً لذاكَ الرصيفِ القريبْ
ألمّكِ ما بين ضلعي .. وضلعي ..
أشدّ الشوارعَ حتى الشرايينِ أمضي
هيَ البرتقالة ُ .. أنتِ الظلالْ ..
يشاغلُ وجهكِ عنقودَ قلبي
تطلّ مسافاتُ كفيكِ
ما بينَ صدري .. وصدري ..
غريبانِ نحنُ ..
ونحنُ الحكايا الأماني
النشيدُ الطويل الذي في المطرْ
غريبانِ تسحبنا الذكرياتُ
وتنسجُ فوق يدينا المطرْ
قريبان ِ
كنتُ أعلقُ وجهي على الشمس ِ
أدفعُ ما بينَ سرّةِ روحي ..
وروحي ..
نهاراتِ عينيكِ
ينسابُ وجهكِ حلواً …. كيافا
هيَ البرتقالةُ قد جمعتنا
يجيء المخيمُ ..
ثم المخيمْ
يشدّ الصغير على الجرحِ
يقفز فوقَ انشطار يديهِ
على خيمتينِ
اثنتينِ
هو البرتقالُ
وأنتِ السؤالُ .. السؤالْ ..
أحبُّ المخيمَ حين الشوارع ملأى بهذا النشيدْ
أحبُّ المخيم يطلقُ في راحتيهِ انتفاضَ الوريدْ
يجيء المخيمُ
دوماً يجيءْ
رصيفُ العبور إلى الأغنياتْ
هي البرتقالةُ قد أشعلتنا
نشدُّ على الجمرِ حتى اللقاءْ
وحتى طلوعِ الضياءِ .. الضياءْ
على الجمرِ كفّي
على الجمر صدري
قريبانِ
نطلقُ هذا الصباحْ
نمدُّ الشوارعَ في راحتينا
وأنتِ الجوابُ
السؤال الجوابُ
لحيفا نشدّ على الجمرِ ..
حيفا ..
قريبان في شارعٍ من صفدْ
نشدّ على الجمرِ حتى البلدْ
هي البرتقالةُ
أنتِ المخيمُ
أنتِ اللقاءْ ..
وقلبي على الجمر والبرتقالْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> مهر الغزالة
مهر الغزالة
رقم القصيدة : 2141
-----------------------------------
في الشرايين الدماء
أشعلْ دمي في دربِ حيفا
مرّةً أو مرتينِ
وألفَ مرّهْ
أشعل دمي
فأنا على هذا الطريق ِ
تشدّني تلكَ الديارُ
تشدّني في القلب جمرهْ
* * *
يممتُ شطركِ حاملاً هذا التوحُّدَ
بالشجرْ ..
ويداك تنتبهانِ
تضفرني يداكِ
وكنتُ من وجدٍ أشدُّ على الرمال ِ
ألم قافيةَ السؤال ِ
أمرِّر الأحلامَ
ترتعشُ الحكايةُ داخلَ الصدرِ
المسافر في مناقيرِ العصافيرِ
المطرْ ..
ورأيتُ وجهكِ في ملامح طفلةٍ
حطّتْ على قلبي طويلاً
أرسلتْ تفاحتينِ .. ودمعةً
وهوتْ على حدِّ الصورْ ..
/ يا هذه الرئة الشراعْ
من أسقط الشفةَ الذراعْ
…. تفاحتانِ على البلدْ
ويدي أصابعها صفدْ /
قالتْ أحبكَ مرتينِ
ففتحتْ جلدي على أنفاسها
يسّاقط المطرُ المحملُ بالندى والذكرياتْ
أنا لا أغني للفراشةِ والقمرْ
أنا لا أحبّ سوى يديكِ .. فحمليني ..
ضلعكِ المكسورَ في هذا السفرْ ..
كي أرتدي .. أو أفتدي ..
هذا الصباح يدقُّ أرصفةَ اللقاءْ
أبداً أشدّكِ في ثيابي
وألمّ وجهكِ في حضور الشمسِ
في سحقِ اغترابي ..
مهر الغزالة في الشرايين الدماءْ
ما بيننا ..
باقٍ .. ولكن بيننا
هذا السياجُ وعتمة الغرباءِ …
فانطلقي ..
نبدِّد حلكةَ الليلِ … السوادَ
نردُّ غربانَ الظلامْ ..
مهر الطريقِ إليكِ أزهار الدماءْ
تتمددين الآنَ في رئتي ..
وفي صوتي ..
أمدّ إليكِ أرصفةَ الضياءْ ..
/ جسدي على جسدِ المخيمِ
نرتدي هذا الحنين
نشدّه حتى الضلوعْ
يا هذه الأرضُ التي نبضتْ على أكتاف جدّي
وروى عروق عروقها أجداد جدّي
مدّي ذراعكِ ..
في دمي جذر البدايةِ فلتمدّي
ما بيننا هذا التوحّد مطلقٌ
منذ البدايةِ مطلقٌ
حتى النهايةِ مطلقٌ
أبداً فمدّي ../
قالت أحبك مرتينِ
وكسّرتْ أنفاسها عند التردد في دمي
فتوهجت في القلبِ أجنحة الرجوعِ
رأيتُ وجهكِ في الضلوعِ
وكنتُ من عبقِ التشوّق أرتديكِ
أمرّ مأخوذاً
تنبهني يداكِ إلى يديك على الصليبِ
وخطوةُ الغرباءِ في البلدِ الحبيبِ
تردّني ..
مهر الغزالة في الشرايينِ الدماءْ ..
أشعلْ دمي ..
أشعلْ دمي ..
فدمي قناديل الطريقْ
لا شيء غير النار من أجل اللقاءْ
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أوزع جسمي على العائدين
أوزع جسمي على العائدين
رقم القصيدة : 2142
-----------------------------------
سأشكوك للبحر يا بحرُ ..
… أمي .. ويافا ..
تحنّانِ حتى يجيء المطرْ ..
وأنتَ تظلّ بعيداً .. بعيداً ..
فلا البرقُ .. برق ٌ
ولا الماءُ .. ماء ٌ
كأنّ السحابة َصارتْ حجرْ ..
سأشكوكَ للبحرِ يا بحرُ
إنّ السحابةَ ..
إنّ السحابةَ
إنّ السحابةَ
صارت حجرْ …
* * *
ذراع التي عمّدتني
بأحلام حيفا ..
بآمال .. حيفا ..
بكلِّ الشوارع والذكرياتْ ..
تمدُّ جميعَ الجذور تشدُّ
ضلوعي إليها ..
ليطلعَ وجه الصباح نديّا
ـ وما بين زيتونةِ الدارِ كانْ
وبين ضلوع الدوالي
لجدّي الزمانْ
لجدّي المكان ..
وإني أسافر فيكِ أسمّي
امتدادكِ جسمي
وكانت تجيء الشوارع من ساكنيها
إلى ساكنيها
أحبّكِ حيفا
وهذا طلوع القوافل حتى ارتحالك فينا
على الأفقِ شمسٌ ..
ـ أيمم شطر الصحارى ..
أحاول أن أجتنيها
فأسقط ما بينَ حلقي وحلقي
وأرجع إنّ الصحارى
تبيع الخيولَ إلى قاتليها ـ
أحبّكِ حيفا
تجفّ الينابيعُ لكنّ… قلبي
وأطفالَ حيفا
يصبّون زيت القناديل حين التقينا
.. وكانوا على الدربِ حين التقينا
على الأفق شمسٌ
وهذا الصباح جميلاً سيأتي ..
جميلاً سيأتي ..
* * *
تبادلتُ ..
إنّ الطريقَ الطويلَ
طويلْ ..
أوزّع جسمي على العائدينْ
وكانت تطلّ الشبابيكُ نحوي
تمدّ الوجوهَ إلى ساكنيها
وتطلقُ كلّ زهور الحنينْ
وما بين يافا .. وصدري
وصدري ..
على الأفق شمسٌ
وهذا الصباح شراع ووجهي
فلسطينُ في القلبِ حباتُ قلبي
فلسطين في الدربِ قنديلُ دربي
وكلّ الشبابيك كانت تطلّ
لظلكَ ظلُّ
لأشجار كفيك هذا النهارْ ..
ألملم زيتونكَ المستباحْ
وترجع خطوتكَ الواعدهْ
لأيام حيفا ..
لأيام يافا ..
فلسطين أغلى ..
وأغلى ..
وأغلى ..
* * *
على الزهرة الآن قلبي شراعْ
على الشمسِ كفي
سأقبضُ
إنّ النهارَ يجيءْ
يجيءُ .. يجيءْ ..
ويا بحرُ
إنّ النهارَ يجيءْ ..
* * * * *
ستزرعني على ميناء زنديها
نجمتان
أوزّع قلبي على نجمتينِ
اثنتينِ
اثنتينِ
هواكِ ولمسِ اليدينِ
أنقّطُ عشقاً على الأرصفهْ
على عتباتِ الديارِ …
الشوارعِ
كلِّ النوافذِ
عشقاً أنقّطُ
ألثم خدَّ الرصيف المضمّخ بالبرتقالْ
شهيداً أجيءُ …
أجدِّدُ روحي
على صدر أمي
وأبكي طويلاً
أوزِّع جسمي على البرتقالْ
فلسطين
أخبئ وجهكِ داخلَ جلدي
وداخلَ عظمي
أحبّكِ أكثر من أيِّ وقتٍ
أسميّكِ همي
أشدّك حتى الشرايين عشقاً
أسميّكِ حلمي ..
تكونينَ كلَّ الشوارعِ والذكرياتْ
تكونينَ قلبي
ملامحَ عمري
وكلَّ الأناشيد والأغنياتْ
أخبّئ وجهكِ في خطو ابني
وفي حلم أمي
وخلفَ الدماءِ
أراكِ مع الشمس والشهداءْ …

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> الشهيد
الشهيد
رقم القصيدة : 2143
-----------------------------------
وكانَ يحبُّ أن يذهبْ
طويلاً في عيونِ الشمسِ
أن يذهبْ …
يمدُّ يدينِ مشرعتين للقمرِ
الذي في القلبِ
للقمر
الذي في الدربِ …
أن يشربْ
من العين التي ضفرتْ جديلتها
أمام الدارِ
في حيفا
يغرّد في مسامات الهوى المجدولِ ..
أغنيةً
يشدّ على رصاصتهِ
يغنّي ألف موّالٍ لقبلتهِ
التي انهمرتْ على الجذرِ
الهوى الفجرِ ..
وكان يحبُّ
فانطلقتْ …
يداه الآنَ في الزهرِ ..
أبو سلمى ..
مفتاح الدارْ
ما زال على كتفِ الأشعارْ
ينتظر أصابعكَ الخضراءْ
ليدورَ … يدورْ ..
في كلّ الأبوابِ .. الأبوابْ
مفتاح الدارْ …
ما زال على كتفِ الخيمهْ
يحتضن الشمس ويشعلها
في كفّ الثوار .. الثوارْ ..
مفتاح الدارْ ..
أغنية ..
ستشربني
عيونُ الزعتر البلدي
فأفرح من صميم القلبِ
أركض في شوارعنا
وأطلع في نوافذنا
أسلّمُ كلّ أشرعتي لكفيها
وتزرعني على ميناء زنديها
فألصق جبهتي السمراءَ أرفعها
لأحلى نجمةٍ في العمرِ
أعلى نجمةٍ في العمر
ألصقها
على جرح الشهيدِ يضيء كالقمرِ
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> إلى شهداء صبرا وشاتيلا
إلى شهداء صبرا وشاتيلا
رقم القصيدة : 2144
-----------------------------------
أسمّي جسميَ المفتوحَ للشمسِ
أسميهِ الغدَ الآتي
وأكتبهُ على قيثارةِ العرسِ
تفاجئك الزنابقُ في محاجرها
انشطار الحلم بين الجفنِ والسكينْ
دخول الآهِ في الشريانِ
والشريانُ مذبوحٌ
تعدّ أصابعَ الأطفالِ
تغرقُ في تشابهها
يغيبُ نهارها يمضي
هنا امرأةٌ
تشدّ الثوب داميةً
وتحضنُ ما تبقى من !!…..
بقايا الطفلِ
ترميها حدودُ الليلِ
تعصرها
هنا امرأة ٌ…..
تحاول أن تجمّعَ جسمها المشطورَ
فوقَ الجثة الأخرى
وكان الشيخُ خلفَ الطفلِ
خلف الشيخِ
متكئاً على العتبهْ
أمام يديه عصفوران مذبوحانِ
واندلقتْ حدودُ الصدر والرقبهْ
وكان الشيخُ مطروحاً على الجثهْ
ومصلوباً على الخشبهْ
هنا امرأة ٌ….
تمشّط شعرَ طفلتها
توقفتِ اليدُ اليسرى على يدها
دم يرمي ضفيرتهُ على دمها ..
تجمِّعُ جسمها المنشقَّ
تضغطهُ …
تجمِّعُ جسمَ طفلتها
وترتحلانِ .. ترتحلانِ
كان الشيخُ متكئاً على الجثّهْ
ومصلوباً على السكين والعتبهْ
* * *
نوزّع جسمنا المحروقَ
فوق النارِ والكبريتِ .. والزيتِ
نوزّعهُ على الزيتونِ أرغفةً
وقافيةً
نوزّعهُ على الميدانْ
عصافير الهوى انكسرتْ ..
وراحتْ تشربُ النيرانْ
وكنتْ ألمّ زاد الروحِ
أسألُ عن دمي الركبانْ
يشدّ القلبُ ماء القلبِ
يسلخني ….
دماء نهارك الأوّلْ
دماء نهاركَ الثاني
دماء نهاركَ القادمْ
على القمّهْ
فقاومْ يا أخي قاومْ
بنادقنا هي اللمّهْ …
* * *
سألتُ الشارع المطروح في صبرا
عن البنتِ التي كانتْ ..
تزيّنُ شعرها فلهْ
عن الطفل الذي ما زالَ
يبكي إن رأى ظلهْ
وكان الصمت خلفَ البابِ
والجدرانِ والطرقاتْ
هنا كانوا ..
هنا شدّتْ على كفي
أصابعُ طفلةٍ .. طفلهْ
لماذا كلهم ذهبوا؟؟
لماذا كلهم رحلوا ؟؟
* * *
هنا صبرا …. وشاتيلا
هنا دمنا ….
سنرسله قناديلا ..
ونصرخُ .. لا ..
لغير الأرضِ .. كل الأرضِ
نصرخ .. لا ..
لغير الشمس .. والمدفعْ
لنا حيفا ..
لنا يافا ..
لنا القدس ….
لنا كلّ الترابِ ….. لنا ..
لنا كلّ الديار .. لنا ..
سلام الدولةِ العرجاءِ نرفضهُ
سلام الذلِّ نرفضهُ
ونرفضُ أن نمدّ يداً إلى القتلهْ
* * *
يدور الزعتر البلديُّ في صبرا
ويسأل عن حدود الزهرةِ الأولى
عن العرسِ الذي في القلبِ
والطرحهْ
عن الفرحهْ …
وعن طفلهْ
تمدّ يدينِ مشرعتينِ للشمسِ
وترسم في دفاترها
جناح حمامةٍ بيضاء كالثلجِ
ينادي الزعترُ البلديّ شاتيلا
ويسألهُ ..
عن الخالاتِ والعمّهْ
عن الأولاد ..
والشيخ الذي يرتاح إنْ ضمّهْ
تجيب الجثة الأولى
تجيب الجثة الأخرى
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
يغيب الشارع الأولْ ..
يغيب الشارع الثاني ..
هنا جثث .. هنا جثث ٌ..
هنا البيت الذي جدرانه انطرحتْ ..
على جدرانهِ دمهمْ ..
على الأرض التي ارتفعتْ ..
على الأرض التي انخفضتْ
على الأشجار .. والخبزِ ..
هنا دمهمْ ..
يدور الزعتر البلدي في دمهمْ ..
يشدّ الحلم يرفعه إلى الأعلى ..
تغيبُ الجثة الأولى ..
تصير الآن قنديلاً وقافيةً
تغيب الجثة الأخرى
تصير الآن أشجاراً .. وأغنيةً
يدور الزعتر البلدي في دمهمْ ..
يشدّ الحلم يرفعه إلى الأعلى ..
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
سيورق في دمي البلدُ
ويطلع في دمي البلدُ
هو الميناء والزيتونْ
هو القمّهْ
دمي الأنهار والليمونْ
دمي اللمّهْ
دمي القنديل للدربِ
دمي الثورهْ ..
رصاصتنا هنا ارتفعت إلى الأعلى
بنادقنا إلى الأعلى إلى الأعلى
دم الشهداء عطر الأرض طرحتها
دم الشهداء عرس العودةِ
العودهْ ..
بنادقنا رصيف الحلم والتحريرِ ..
والعودهْ ..
* * *
حفرتُ على ضلوع الصخر أغنيتي
وكان الزعتر البلدي في لغتي
فصار الصخر في زندي
وخصر الصخر قافيتي
* * *
تفاجئكَ الزنابق في توهّجها
هنا صبرا .. وشاتيلا ..
مداد نشيدنا الممتدّ للأرضِ
سنمضي فجرنا المجدول في يدنا
لنا الشهداء قامتهم إلى الأعلى
وقامتنا ..
إلى الأعلى …
رصيف الشمس غايتهم ..
وغايتنا ..
هم العهد الذي في الصدر رايتهُ ..
هم الدرب الذي انطلقت أزاهرهُ
همُ الفيضانُ والثورهْ ..
سنمضي نكملُ المشوارْ ..
رصاصتنا .. بنادقنا
إلى الأعلى ..
هم الشهداء .. والشهداء في دمنا
هم الأرض التي تمتدّ في غدنا ..
هم العودهْ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جذور الحب ضاربة
جذور الحب ضاربة
رقم القصيدة : 2145
-----------------------------------
لأوّل مرةٍ في الحبّ تنفتح الشرايينُ
يذوب الملح عن شفتي
أرى شعباً …
أرى وطناً …
عيون الشمسِ في كفي …
لأوّل مرة في الحبّ تنتصرينَ يا رئتي
وتلتفين بالأنوار يا شفتي ..
أنا الآتي إلى عينيك شدّيني
جذوري أصبحت أقوى
أنا الممتدّ في التربهْ
ضربت الليلَ فانكسرت جماجمهُ
ضربتُ شرانقَ الغربهْ
* * *
لأوّل مرة في الحبّ تنتصرين يا امرأتي
وميض الشوق في عينيكِ من حيفا
ولون الورد في خديك من يافا
لأوّل مرة في الحبّ أشعر أنك امرأتي
فكوني الرملَ والأشجار يا امرأتي
.. تعالي نبذر الأيام إيماناً بعودتنا
تعالي .. أنت أغنيتي
وما بينَ الهوى والشوقِ أمنيتي
وفي الجسدينِ أسلاك محطمةٌ
ورايات .. مرفرفة ٌ..
وتنبت من عيون العشقِ أغنية ٌ.
لأطفالٍ .. عيونِ القدس طلعتهمْ
تعالي يا فلسطينية َالحبِّ
ويا مسكونةً بالبرق والغضبِ
أحبك خطوة تمشي على دربي
تعالي ..
أنتِ من قلبي .. إلى قلبي
* * *
أحبكِ حينما الأشجار تحمل كلّ روعتها
وتحضننا عصافيرٌ هناك سماء عزَّتها
فدوري في كرياتي لهيباً في محبتها
ونامي .. / لا سريرَ هنا
وعودي .. / لا زمانَ هنا
وذوبي .. / لا غرامَ هنا
ولا أيام إلا عطر تربتها
فلسطينيتي .. امرأتي
فلسطينيتي .. رئتي
فلسطينيتي .. قلبي وأغنيتي ..
* * *
شوارعنا التي فقدت مساحتها
شوارعنا ..
مزارعنا التي سُرقتْ حلاوتها ..
مزارعنا ..
هنا تنمو أصابعنا ..
أصابعنا
جذور الحبّ ضاربة بعمقِ الأرضِ ..
ضاربة ..
أصول الحق موغلة هنا في الأرضِ ..
موغلة ٌ..
هنا ماضٍ ومستقبلْ ..
فلسطينية يدنا ..
فلسطينية دنيا ملامحنا
فلسطينية كالأرض خطوتنا
تلهفنا .. حرارتنا
فلسطينية حتى خواطرنا ..
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> سلمى .. قفي فالشمس واقفة
سلمى .. قفي فالشمس واقفة
رقم القصيدة : 2146
-----------------------------------
هل تسألين النجمَ يا سلمى
عن شاعرٍ قد أشعلَ اليتما
عيناكِ ذاهبتان في دمعٍ
تتناثرين كآبةً … همّا
والنجمُ في مرآتهِ صورٌ
قد خطها يوماً أبو سلمى
سلمى انظري في كلّ ناحيةٍ
سترينَ من آمالهِ نجما
ما زال في كلّ القلوب فماً
لترابنا يستعجل اللثما
للتينةِ الخضراء نحضنها
في ظلها نتبادلُ الضمّا
للعينِ خلفَ الدار نسمعها
تروي عن الشمل الذي التمّا
للبيدر السمح الذي مسحتْ
كفّاه عن قسماتنا الهمّا
زيتونة التحرير باقية
أوراقها خضراء يا سلمى
******
من قال إنّ الموتَ أوقفهُ
جريانه كالماء في الشجرِ
لعطائه خفق وأوردةٌ
مشحونةٌ في روعة الثمر
ما أعظم الشعراء إن حملوا
بدمائهم وطناً مدى العمرِ
ما أعظم الشعراء إن رحلوا
في حبّهم للأرض كالمطرِ
سلمى اسمعي فنشيده أملٌ
زيتونة خضراء في الوترِ
فكرٌ فلسطينية ودمٌ
فيه الهوى لتطلع الفكر
حيفا إذا خطرتْ خواطرها
ستراه في ضوءٍ من البصرِ
وشوارعٌ في السَّلطِ تمنحه
من حبها كالنقش في الحجر
ومقاعد في القدس تذكرهُ
يلقي على الطلاب من دررِ
صورٌ فلسطينية حفرتْ
ذكراه في شمسٍ من الصور
********
ما مات من سلماه قافيةٌ
خفقتْ فلسطينية الوجدِ
حملتْ إلى الأشجار لهفتنا
وإلى البيوتِ مرارة البعدِ
قلب يضمّ الأرض منتشراً
نبضاته أبداً على العهدِ
سنعود يا سلمى ونحمله
للنصر تيجاناً من الوردِ
سلمى قفي .. فالشمس واقفة
لوقوفه في جبهة الخلدِ

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جسد على الحجر الأخير
جسد على الحجر الأخير
رقم القصيدة : 2147
-----------------------------------
* لن يسقط الدم في حالة النسيان *
شهدت على الرملِ الشواهدْ …
أفقٌ بعيدْ …
للريحِ أجنحةُ الغرابْ …
نعقتْ فكان الجرح فينا ..
ثمّ فينا …
آه يا زيتونةً مشطورةً والليل واحدْ ..
للجرح رائحة السنينْ
غرقتْ فكانَ الصمتُ دمْ
ما زالتِ الزيتونةُ الخضراءُ يطويها الحنينْ
وتنزّ من ألمٍ مرايا ..
هل غادر الشعراءُ ..
أم .. ما غادروا ..
كانتْ تشدّ الرملَ فانشطرت رمالْ ..
هبطت على الفجرِ النصالْ
ويقال إنّ البحرَ خبّأ ألف جرحٍ لا يقالْ
* * *
لم يشعل الليل الحقائب غير أني
بين الرصاصةِ .. والرصاصةِ .. والحريقْ
كانتْ مساحاتُ الهوى العذريِّ فينا
كانتْ .. وللجسدِ البعيدْ ..
سقطتْ .. ويحكى
كانَ اسمها يوماً .. سعادْ …
والآنَ لا يدري أحدْ ..
كانت بعمرِ الوردِ لكنْ ..
جرح على طول الجسدْ ..
كانتْ تحبُّ الشمسَ .. أوراقَ الشجرْ ..
وتلاحقُ الوعدَ المخبّأ في عيون البرتقالْ ..
سقطتْ ولم تكمل حكاياها انشطرنا ..
زمن من التعبِ المشظى بين قافيتينِ
تبتعدانِ ..
تبتعدان من لهبِ الطريقْ ..
* * *
جثثٌ وأشلاٌ .. ودمْ
موتٌ .. ورائحةٌ العدمْ
نتفٌ حطامْ ..
وضفيرة سمراء .. أو سمراء .. أو ..
مخلوعة من جذرها ..
ثديٌ عليه أصابع الطفل المدمّى
ما زال يعتصر الحليبْ ..
وفمٌ تناثرَ
حلمة ٌمقصوصة ٌ..
حبلى تشظى بطنها
رأسٌ تدحرجَ خارجاً من حلمهِ
وجه ٌتوزّعَ
طفلةٌ
جسدٌ على الحجر الأخيرْ
حجرٌ على طول الضميرْ
حجرٌ يمدّ ضلوعَهُ
ومن الكلامِ .. إلى الكلامِ ..
من السلامِ إلى السلامِ
قد ارتسمْ ..
صبرا .. وشاتيلا ..
* * *
كانتْ لنا يا أمّ في القلبِ الغزالهْ
وعلى الرصيفِ لنا الرصيفْ ..
لما اقتربنا لم نجد إلاّ براكيناً وسكيناً وأقنعةً
ونارْ ..
بينَ الرصاصةِ والرصاصةِ والنحيبْ
للجرحِ قافيةُ الضحايا ..
والضحايا للمرايا ..
تمتدّ في الأيام فينا
حين السكاكينُ انتشتْ
واللحم يقطر خصلةً وفماً وشيئاً من دوارْ
قال المعلم للصغارْ :
ماتت على الشفةِ الحكايا ..
قال الصغار :
ما جاء أحمد دافئاً من ليلهِ
ماتت على الخيلِ الخيولْ
لم يسمعِ الولدُ الصهيلْ
قال المعلم للكبار:
ما عاد للخيّال غير العرض في سوق البطالهْ
ما جاء أحمدُ
في منافيهِ اختنقْ
وعلى يديهِ من الرصيفِ إلى الرصيفْ
خيلٌ .. رجالٌ من ورقْ
ناداهمُ ..
دهمتهُ ألوانُ الغرقْ
قال الكبارْ :
خرقتهُ ألف رصاصةٍ في الصدر ما ماتَ
الصغيرْ ..
شطرتهُ ألفُ شظيّةٍ .. وقفَ الصغيرْ ..
ناداهمُ ..
صبرا وشاتيلا ودمْ ..
صفّوا الكؤوسَ على الكؤوسِ على
الجسدْ …
مات الولدْ ..
قال المعلم للمعلم : حين غابْ
بكتِ الخيولُ على الخيولِ .. وما أجابْ ..
* * *
كتبَ الحمام إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..
* * *
يا أم وارتطمَ القمرْ
بملامح الطفلِ الموزّع جثّةً
كانتْ على خصلاتهِ قطراتُ ماءْ
جفتْ وغطتها الدماءْ ..
سقط القمرْ ..
لم يكملِ الطفلُ القراءهْ
لم يكملِ الطفلُ الطعامْ
هو جثةٌ مشطورة بين الحطامْ
سقطَ القمرْ ..
يا أمُّ وانتشرَ الظلامْ
* * *
كتبَ الحمامُ إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..
 
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> وكان عليك أن تختار
وكان عليك أن تختار
رقم القصيدة : 2148
-----------------------------------
وكان عليكَ أن تمضي
طويلاً مثلما الأشجارْ
جميلاً مثلما الأمطارْ
وكان عليكَ أن تختارَ
هذا الدربَ أن تختارْ
/ هنا داري
سقيتُ الكرمةَ الأولى
وكنتُ الأرضَ والميلادْ
هنا غنيتُ آلافاً من المراتْ ..
هنا نامتْ على زندي
عيونُ الفجر في حيفا
وكانت دائماً حيفا
تخبئني بعينيها
وتنشدُ أجملَ الأشعارْ /
وكانَ عليكَ أن تختارَ
أن تختارْ
طلوع الفجرِ
أغنيةَ الربيعِ الحلوِ .. أن تمضي
إلى يافا ..
إلى حيفا ..
وكانت أرضك السمراءْ
تزيح القلب تسكبهُ
على خطواتكَ البيضاءْ
على خطواتك الحمراءْ
والحمراءِ .. والبيضاءْ
/ سلاماً يا جذور القلبِ
يا وجهي
وتاريخي
وكلّ غدي
سلاماً كيف حال الدار في حيفا
وكيف الدرب والتذكار في يافا
سلاماً يا نهار القلبِ في صفدِ
سلاماً يا جذورَ العمرِ يا بلدي /
وكان عليكَ أن تمضي
وأن تمضي
يداكَ قوافلُ المطرِ
خطوط جبينكَ المشدودِ
قاماتٌ من الشجرِ
وبينَ الصدرِ والصدرِ
يجيء الزعتر البلديُّ والزيتونُ
مشتاقاً ..
ومنهدّاً من الأسرِ
وكنت تريد أن تمضي
وأن تمضي
وأن تمضي
/ هي الأرض التي شدّتْ على قلبي
وكانت عرسيَ الأبديَّ
من دربٍ .. إلى درب
هي الأرض .. التي شدّتْ /
* * *
هنا حيفا
أحدّثكم عن الوجه الذي صلى على كتفي
عن الصخرهْ
عن الزهرهْ
أحدّثكم عن الجمرهْ
رصاصات يوزّعها ..
توزّعهُ …
وكان عليهِ أن يختارَ
أن يختارْ
أراهُ الآنَ في صدري
وفي صوتي
طويلاً مثلما الأشجارْ
جميلاً مثلما الأمطارْ
* * *
هنا عكا /
يمرُّ .. ومرَّ في قلبي
يلوّنُ فجرنا القادمْ
بكلِّ مواسمِ الشمسِ
وما زالت يداه هنا
على حجرٍ
وفي حجرٍ
وفي كلّ الزنودِ السمرِ ترفعهُ
ويرفعها
ويطلعُ صوتهم .. قاومْ ..
ويكبر صوتهمْ .. قاومْ ..
* * *
/ هنا الضفهْ /
أحدثكمْ
عن الأرض التي شربت حدودَ القلبِ وانتشرت على
زنديهْ ..
وكان يلمّ أغنية عن الأشجار يطبعها على
شفتيهْ ..
أحدثكم …
رأيت الفجر مرسوماً وكان يطلّ من
عينيهْ …

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> جلدي يفتح .. والمخيم
جلدي يفتح .. والمخيم
رقم القصيدة : 2149
-----------------------------------
مطرٌ …
يلحُّ على الطريقِ إلى المطرْ
لنهارنا قيثارةُ البلدِ الموزَّعِ
في الطريقِ إلى المطرْ
جلدي يفتّحُ برتقالْ
كم أشتهي …
هذا النزولَ إلى المخيّمْ
هذا الصعودَ إلى المخيّمْ
كانتْ تحبُّ
وكنتُ أفشي سرَّ قلبي
خبّئي تفاحةً في خصرِ حيفا ..
سجّلي نبضَ الأصابعِ وزعيها
عندَ حيفا ..
سميتُ وجهكِ والشوارعَ
والنهارَ .. طلوعَ جلدي
كنّا نحبُّ الياسمينْ
طفلٌ على أطراف غيمهْ
بلدٌ على أطراف نجمهْ
ودخلتُ في أفياء خيمهْ
كم أشتهي
كم أشتهي
كم أشتهي …
* * *
أرخيتُ ظلي
صحراء ما بينَ الأصابعِ والأصابعِ
كان ظلي
أنا لا أحبُّ الياسمينْ
هيَ جثتي
وظلالُ حيفا
لا تأخذي هذا الرغيفَ ولا تنامي
هي جثتي
لا تدخلي
كلّ الشوارعِ جثتي
أنا لا أحبّ الياسمينْ
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ ..
وخاصرتُ الخليلْ
صليتُ عند غمامةٍ
جلدي يفتح والجليلْ ..
كان المطرْ …
في ساعةِ الميلادِ وانتفضَ الولدْ ..
سالتْ يداهُ على البلدْ
وأنا أحبّكِ حين يافا ..
تستردُّ الآنَ خاصرةَ الشوارعِ والمنازلْ
صعدتْ وراحت تمطر الدنيا مشاعلْ
ـ يترجَّلُ الولدُ المعبّأ بالشهادهْ
ـ تسقي عجوزٌ كرمة الدار العتيقهْ
الآن أمّي
وأبي يعبّئ بندقيَّهْ
يمضي وخلف الظهرِ خيمهْ
يمضي وعند جبينه أطراف غيمهْ
الآن أمّي
وأخي يعبِّئ صخرة في الناصرهْ
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
أنا لا أحبّ الداخلينَ الطالعين من المرايا
كانوا عَرايا
ورأيتُ عنترةَ المكبَّلَ بالسلاسلِ
كان يجلدْ
ورأيت عبلة في المرايا
كانت تضاجع جلدَ أفعى
وتصيح من وجع الشظايا ..
يا وجه عنترة المغيَّبَ لا تلمني
الآنَ في هذا العراءْ ..
الخيلُ ترقص عند أقدام الإماءْ
وتثور نشوتها وتغلي
إن قبلتْ طرفَ الحذاءْ
يا وجه عنترةَ المغيبَ لا تلمني
صحراء جبهتنا .. وفي قاماتنا صحراءْ
وعروقنا .. دمنا ..
فواصلُ حبنا .. صحراءْ ..
ظمأ وصرختنا .. الصدى
صحراءْ ..
أنا لا أحبّ النازلين إلى جهنمْ ..
والطالعينَ إلى جهنمْ ..
يا نفطنا ..
آنَ الأوان .. ألا .. تكلمْ
أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..
يا وجه عنترة المغيب لا تلمني ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ على جدراننا
مطرٌ على خطواتنا
مطر على أوراقنا
مطرٌ على هذا المطرْ
سجلتُ قلبي غيمةً
ودخلتُ في عرس الشجرْ
لا تخرجي
قبلتُ عند الكرملِ المشتاق جدّي
كان المخيم طالعاً من غيمةٍ
كان المخيم نازلاً في غيمةٍ
قبلتُ جدّي
كانت يداه على جذوع السنديانْ
مطرٌ على أشجارنا
مطر على الجذع القديمْ
هو راسخ
هو راسخ
هو راسخ
* * *
مطرٌ وكنّا ساعة الميلاد في هذا المطرْ
مطرٌ وكنا ندخلُ الأشجارَ
في قاماتنا ..
كان الشجرْ ..
عصفورةٌ رفتْ وكانت خيمةً
عصفورةٌ رفتْ وصارت غيمةً
عصفورة راحت توزّع ياسمينْ
مال الصغير فأدخلته أمه في صدرها
راحت توزع جسمه عند البلادْ
حيفا هنا ..
يافا هنا ..
وهنا الخليلْ
حمل الصغير بلاده
وانداح في كلّ البلادْ
جلست على يده صفدْ ..
زرعت فراشةَ حلمها في حلمهِ
كبرَ الولدْ ..
واشتدَّ في حبِّ البلدْ ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
غربتُ .. أو شرقتُ .. لا ..
شرقت .. أو غربتُ .. لا ..
إني أحبك فامسحي عن جبهتي هذا الضبابْ
وتمدّدي .. وتمددي ..
خصب طلوعك من مواويل العذابْ .
أنا لست أحمل غير وجهك في ضلوعي ..
فتمددي .. وتمددي ..
كلّ الشبابيك التي ما بيننا
حملت مع الزيتون أحلام الإيابْ
كلّ المفاتيح التي ما بيننا ..
شدّت على هذا الطريقْ ..
لأصابعي وقع السنابل والرصاصْ
يتلفتُ الآتون من جسمي إلى بصماتهم
يتوزّعونْ ..
يأتون من شطآنهمْ ..
يتشبثونْ
* * *
غربتَ أو شرقتَ .. لا ..
شرقت أو غربت .. لا ..
لنهارنا هذا .. المطرْ ..
لطريقنا هذا .. الشجرْ ..
والعائدونَ .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
طلعَ النهار .. على النهارْ
خطواتهمْ ..
حيفا تطلّ الآن من مينائها ..
يافا تمدّ يدينِ من أشواقها ..
هي أرضنا ..
هي طرحة العرسِ .. الدماءْ ..
هي جذرنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
شهداؤنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
والعائدون .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
لنهارنا ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..
 
شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> الزورق يغرق والملاح يستصرخ
الزورق يغرق والملاح يستصرخ
رقم القصيدة : 2150
-----------------------------------
أَيْنَ شَطُّ الرَّجَاءْ
يَا عُبَابَ الهُمُومْ
لَيْلَتِي أَنْوَاءْ
وَنَهَارِي غُيُومْ
* * *
***
أَعْوِلِي يَا جِرَاحْ
أَسْمِعِي الدَّيَّانْ
لا يَهُمُّ الرِّيَاحْ
زَوْرَقٌ غَضْبَانْ
* * *
***
البِلَى وَالثُّقُوبْ
فِي صَمِيمِ الشِّرَاعْ
وَالضَّنَى وَالشُّحُوبْ
وَخَيَالُ الوَدَاعْ
* * *
***
إِسْخَرِي يَا حَيَاهْ
قَهْقِهِي يَا رُعُودْ
الصِّبَا لَنْ أَرَاهْ
وَالْهَوَى لَنْ يَعُودْ
* * *
***
الأَمَانِي غُرُورْ
فِي فَمِ البُرْكَانْ
وَالدُّجَى مَخْمُورْ
وَالرَّدَى سَكْرَانْ
* * *
***
رَاحَتِ الأَيَّامْ
بِابْتِسَامِ الثُّغُورْ
وَتَوَلَّى الظَّلامْ
فِي عِنَاقِ الصُّخُورْ
* * *
***
كَانَ رُؤْيَا مَنَامْ
طُيْفُكِ الْمَسْحُورْ
يَا ضِفَافِ السَّلامْ
تَحْتَ عَرْشِ النُّورْ
* * *
***
إِطْحَنِي يَا سِنِينْ
مَزِّقِي يَا حِرَابْ
كُلُّ بَرْقٍ يَبِينْج
وَمْضُهُ كَذَّابْ
* * *
***
إِسْخَرِي يَا حَيَاهْ
قَهْقِهِي يَا غُيُوبْ
الصِّبَا لَنْ أَرَاهْ
وَالْهَوَى لَنْ يَؤُوبْ

شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> تحليل قبلة
تحليل قبلة
رقم القصيدة : 2152
-----------------------------------
ولما ألتقينا بعد نأي وغربة
شجيين فاضا من أسى وحنين
تسائلني عيناك عن سالف الهوى
بقلبي وتستقضي قديم ديون
فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي
وأن من الكتمان أيّ أنين
يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل
أجود له بالروح غيرَ ضنين
إذا كنت في شك سلي القبلة التي
أذاعت من الأسرار كل دفين
مناجاة أشواق وتجديد موثق
وتبديد أوهام وفض ظنون
وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح
وتسهيد أجفان وصبر سنين

شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> وداع المريض
وداع المريض
رقم القصيدة : 2153
-----------------------------------
فيم الغدو غداً وأين رواحي
ويح الصباح ! لقد مضى بصباحي
عصفت علينا غير راحمة لنا
ياصفوة الأحباب , أي رياحِ
عبثت بمعبود العيون وصيرّت
كالورس لوناً توأم التفاح
ذهبوا به كالورد جافاه الندى
ومضوا به شبحاً من الأشباح
يا هاتفاً باسمي فديت منادياً
رد النداء عليه حر نواحي
يا آسي الآسي لممت جراحتي
وأسلت يوم نواك أي جراحِ
طأطأت للبين المشتت هامتي
وخفضت للقدر المغير جناحي
أي الليالي العاتيات سهرتها
في أي آلالام وأيّ كفاح
هدم الضنى العادي قوي شكيمتي
وثني معاندتي ورد جماحي
وطغى على الملك الموسد بيننا
في لطف زنبقة وضعف أقاح
كيف المآب الى مكان موحش
*متجهم العرصات قفر الساح
في كل ناحية خيال هاتف
ومذكر بجبينك الوضاح
وموسد كالطيف صاح ليله
أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح
عاد الشقي إلى قديم شقائه
ومحى من الدنيا السعادة ماحي
ويح الحياة اليوم أين جمالها
وعلام اخفاقي بها ونجاحي
أنت الذي وهب الحياة لميت
في الأرض منفرد بغير طماح
أشرقت في ظلمائها وغمامها
وطلعت مثل البارق اللماح

شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> عتاب
عتاب
رقم القصيدة : 2154
-----------------------------------
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا
أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجر
أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت حتى
على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر
فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها
وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ
فأنا قد ملأناها حنينا

شعراء مصر والسودان >> إبراهيم ناجي >> الفراق
الفراق
رقم القصيدة : 2155
-----------------------------------
يا ساعة الحسرات والعبرات
أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي
وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا
من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي
أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي
وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها
وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي
أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني
كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار
أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً
متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب
في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت
منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه
وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها
أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري
أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر
وطويتها والصبح دمعة نادم

شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> أغنية من فينا
أغنية من فينا
رقم القصيدة : 2156
-----------------------------------
كانت تنام في سريري ، والصباح
منكب كأنه وشاح
من رأسها لردفها
وقطرة من مطر الخريف
ترقد في ظلال جفنها
و النفس المستعجل الحفيف
يشهق في حلمتها
وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها
النبض نبض وثني
والروح روح صوفي، سليب البدن
أقول ، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك
جائعة فقوتك
تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت صوت؟
فقد تحاورنا كثيراً في المساء
يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟
يا كم تجولت سعيدا في حدائقك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت خمرة؟
فقد نهلت من حواف مرمرك
سقايتي من المدام و الحباب و الزبد
يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة
تبارك الله الذي قد أبدعك
و أحمد الله الذي ذات مساء
على جفوني وضعك
لما رأينا الشمس في مفارق الطرق
مدت ذراعيها الجميلتين
مدت ذراعيها المخيفتين
ونقرت أصابع المدينة المدببه
على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا
تذهب ، أين ؟
تشابكت أكفّنا ، واعتنقت
أصابع اليدين
تعانقت شفاهنا، وافترقت
في قبلة بليلة منهومه
تفرقت خطواتنا، وانكفأت
على السلالم القديمه
ثم نزلنا للطريق واجمين
لما دخلنا في مواكب البشر
المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه
المسرعين الخطو نحو الموت
في جبهة الطريق ، انفلتت ذراعها
في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته
في آخر الطريق تقت - ما استطعت - لو رأيت
ما لون عينيها
وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت
كأنها تسألني .. من أنت ؟
 
شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> الظل والصليب
الظل والصليب
رقم القصيدة : 2157
-----------------------------------
هذا زمان السأم
نفخ الأراكيل سأم
دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل ..
سأم
لا عمق للألم
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
لا طعم للندم
لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة ..
… ويهبط السأم
يغسلهم من رأسهم إلى القدم
طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم
نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان ، من ترابها ..
يقوم هيكل الإنسان
إنسان هذا العصر و الأوان
(أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر
قابلني الفكر ، ولكني رجعت دون فكر
أنا رجعت من بحار الموت دون موت
حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته،
وعدت دون موت
أنا الذي أحيا بلا أبعاد
أنا الذي أحيا بلا آماد
أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب
الظل لص يسرق السعادة
ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق
يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق
يا شجر الصفصاف : إن ألف غصن من غصونك الكثيفه
تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين
تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت
و انكسرت
أو انتصرت
إنسان هذا العصر سيد الحياه
لأنه يعيشها سأم
يزني بها سأم
يموتها سأم
2
قلتم لي :
لا تدسس أنفك فيما يعني جارك
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف
3
ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو اله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين
(ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا
وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان)
(يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة،
حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان)
للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان
ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان
ملاحنا هوى إلى قاع السفين ، واستكان
وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان
ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب
.. والأحباب و الزمان و المكان
عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال
ومد جسمه على خط الزوال
يا شيخنا الملاح ..
.. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير
أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد
ثم قال :
- هذي جبال الملح و القصدير
فكل مركب تجيئها تدور
تحطمها الصخور
وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور
- هذي إذن جبال الملح و القصدير
وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور
نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير
وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير
مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير
ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل
وطار قلبه من الوجل
كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم
حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع
ولم يعش لينتصر
ولم يعش لينهزم
ملاح هذا العصر سيد البحار
لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم
لأنه يموت قبل أن يصارع التيار
4
هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!

شعراء مصر والسودان >> صلاح عبدالصبور >> القديس
القديس
رقم القصيدة : 2158
-----------------------------------
إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى
كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي
إلي ، أليّ
لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه
بطيش زماننا الممراح
نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي
ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا
إلي إلي
أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي
حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله
سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق
وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا
وحنّ الصدر للمرفق
وداعبت الخيالات الخليينا
ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق
وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس
لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس
وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام
وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام
وقالت:
بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان
وأن حفيف هذا النجم موسيقى
وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف
و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف
وأن الله قد خلق الأنام ، ونام
و أن الله في مفتاح باب البيت
ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه
لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها
كذلك كنت
وذات صباح
رأيت حقيقة الدنيا
سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى
رأيت الله في قلبي
لأني حينما استيقظت ذات صباح
رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي
و نفس الضحى الفواح
خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق
وفي لحظة
شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه
شعرت بأنني أصبحت قديساً
وأن رسالتي ..
هي أن أقدسكم.
 
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> يا أبي
يا أبي
رقم القصيدة : 2159
-----------------------------------
يا أبي ..
لقد غرقت المراكب ُ في العرق .
وها نحن ، وإلى آخر المجرات ..
نرمي حبالنا .
كي نسحب َ من الروح الثمار َ
الجانحة .
يا أبي ..
لقد هرت جميع ُ السموات على عتبة
هذه الرأس المرهونة للفيضانات .

شعراء العراق والشام >> عمر أبو ريشة >> في موسم الورد
في موسم الورد
رقم القصيدة : 216
-----------------------------------
هنا في موسم الوردِ
تلاقَيْنا بلا وَعْدِ
وسِرْنا في جلال الصمتِ
فوق مناكبِ الخُلْدِ
وفي ألحاظنا جوعٌ
على الحرمان يستجدي!
وأهوى جيدكِ الريان
متكئاً على زِندي
فكُنا غفوةً خرساء
بين الخَدِّ والخَدِّ
مُنى قلبي أرى قلبكِ
لا يبقى على عَهْدِ
أسائلُ عنكِ أحلامي
وأُسكتُها عن الرَدِّ
أردتِ فنلتِ ما أمَّلتِ
مَن عِزّي ومن مجدي
فأنتِ اليوم ألحاني
وألحان الدُّنى بَعْدي
فما أقصرَه حُبَّا
تلاشى وهو في المَهْدِ
ولم أبرحْ هنا،
في ظل هذا المّلتقى وحدي

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الغراف
الغراف
رقم القصيدة : 2160
-----------------------------------
الليل ُ ،
خلف المرآة المحطومة ، يودع ُ
حيواناته على المدرجات .
ثمة شجيرة ،
وأنياب ذهبية تأكل أزرار
العنب على طاولة بلا مفاصل .
السلام ُ على زهرة الإنجاب .
السلام ُ على نهد الإسعاف .
السلام ُ على من يقود نيازكنا
إلى طاحونة التبغ ،
وهي ترفل ُ بالدفء .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> زهرة الإنجاب
زهرة الإنجاب
رقم القصيدة : 2161
-----------------------------------
أول السماء ..
أول النوم ..
وما بينهما رأس عازلة ٌ
للذكريات .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> ثلج ومقعد
ثلج ومقعد
رقم القصيدة : 2162
-----------------------------------
الشارعُ الطويل ُ يحتاج ُ للغناء .
والصبي ،
يطارد ُ الفراشة َ في منخفض
الوردة ،
ليدخل َ العروق َ مقصفاً
مقصفاً .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> من عائلة الليل
من عائلة الليل
رقم القصيدة : 2163
-----------------------------------
يُعرفكم بنفسه ،
أمهر َ السباحين وأطولهم
غطساً .
إنه الغريق ُ .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> سقوط للنيزك
سقوط للنيزك
رقم القصيدة : 2164
-----------------------------------
حدقة ُ المرأة
مدفأة ٌ
ريش .
على شرفتها إله ٌ يجلس ُ ،
موزعاً
الغيوم َ على المقاطعات .
والقصائد َ
على القصر المُشتق من الرغبات .
 
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الحال
الحال
رقم القصيدة : 2165
-----------------------------------
بعد الغروب ،،
لا جمل
يقطع ُ
التل َ
بسنامه .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> التلميذ والتفاحة
التلميذ والتفاحة
رقم القصيدة : 2166
-----------------------------------
في المدن اللا شبيه لها ..
سفن ٌ
تقطن ُ
الطوابق
العليا
للأرصفة .
الأصابع ُ لا تفر ُ من حضانة
واجبها الشرعي .
فهي تتردد على تلك العدسة .
حيث الضباب الأسود متبرعماً
في المناطق الساخنة .
أيضاً ..
يحدث شيء ..
عندما تمد ُ الشوكة ُ في النفس
عنقها لتأكل فاكهة النسيان .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> النمس
النمس
رقم القصيدة : 2167
-----------------------------------
لطف ُ منك َ ،
أن تتركني إلى مائدة الفجر
أستبدل ُ رهائني بليال تتدلى من صورك َ .
كان ممتعاً العدم ..
يوم َتوقف قطاره ُ بنسغي
وكنتَ من عضلات تلك الجبال .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> رهائن الفجر
رهائن الفجر
رقم القصيدة : 2168
-----------------------------------
فتاة ٌ تصافح ُ التنين َ العازف َ .
برد ٌ ،
يزحف ُ على ركبتيه .
منجم ٌ نائم ٌ بين أحفاد الزقاق .
يرسم ُ في الحواس مقصه ُ .
هذا ما نرتاب ُ منه في مصح
الأفعال .
أما الأمير ُ ،
فكان يبدد نشاطه ُ تحت تلك القبة
السماوية .
ثيابه ُ في الحفلة ..
وروحهُ مع الكمنجة في عربة
ما بعد منتصف الليل .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الأمير
الأمير
رقم القصيدة : 2169
-----------------------------------
فم ٌ فائض ٌ ومطمئن ..
أنت َ
ضعت َ
في
ضبابه .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> للنفي
للنفي
رقم القصيدة : 2170
-----------------------------------
أغسل ُ يدي من الكتابة .
المخيلة ُ جمال ٌ ،
يمزج ُ الهواء بالركض .
ودائماً ،،
تحلم ُ الأنوثة ُ بالخروج من سطل
الحليب .
فراغ ٌ ..
بزغب الثياب يحتفظ .
والرصيف ُ موجة ٌ متقاعدة ٌ .
أغسل الكتابة َ ..
والكحول ُ لص ٌ ،
أفقد َالجميع َ انتظارهم في الرحمة
والعقل .
هنا الصفاقة ُ .
الموت ُ البدائي .
والصلاة ُ في ماسورة محدبة .
هنا القصيدة ُ ،
مربط ُ فرس في منتصف الفم .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> ركض
ركض
رقم القصيدة : 2171
-----------------------------------
يوم ٌ ..
بلا يدين ،،//
ماذا سيفعل العناق ُ .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> كارثة لي
كارثة لي
رقم القصيدة : 2172
-----------------------------------
يا للعمر الدافئ في الساعة المقلوبة .
يا لنزهة الفم الفضولي بين الأعشاب
الماثلة لمرأة تطرد ُ جدرانها من البيت .
يا للحصان ،
يعانق ُ خبله ُ .
يا للملاك ،
عندما يفتتح ُ الشمبانيا ،
ويقلق ُ تحت سماء منكمشة .
يا للبهجة التجرع ما هو مقفل
من المياه .
يا للثمرة الصاخبة في خلية حزب
ناقص .
يا للمنفى ،
وأنت َ ترافق ُ التماثيل َ العسيرة
في سهرة هاربة بين الأمطار .
يا لضاربة الآلة الكاتبة ،
وهي تبني ما تهدم َ ليلاً في القصيدة .
يا للسؤال المنحرف .
يا لليفرك البؤبؤ بموجة بهائم .
شارع ٌ معقوف ٌ ،
وجرس ٌ أعمى يتدرج ُ في مجلة .
أهو أنت َ ..
أم شبيه لك َ في جراك َ .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الموظف
الموظف
رقم القصيدة : 2173
-----------------------------------
الحياة ث مجرد تقليد ..
الحرب ُ ،
مجرد حر فقد الباء عنوة ً ،
كي تذهب وإياه المدخنة ُ
في نزهة .
وإلى هناك هناك …
الرسالة ُ ،
تقذف ُ صيادها إلى حجرة
الكلاب .
 
شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> لماذا ؟
لماذا ؟
رقم القصيدة : 2174
-----------------------------------
ذات يوم ..
خرج َ
شارع ٌ
ولم
يعد
إلى
بيته .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> قلق
قلق
رقم القصيدة : 2175
-----------------------------------
خذ الغد َ بين يديك ،
ولا تتركي غيمة ً على المظلة .
كي لا يستعمل ثيابها الوقوق ،
ويُدخلنا إلى زفافه .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> زجاج اليوم
زجاج اليوم
رقم القصيدة : 2176
-----------------------------------
تدريجياً ،،
تنطفيء المصابيح ث في الجسد .
وكل ليل ،
يترك ُ أعلافه ويختفي .
توقعت ُ
لو تجيء الإثارة ُ إلى حيث غبش
الغروب .
فأقع ُ بين لحى الأشجار .
لكن ،
في ذلك الهواء .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> الجنرال
الجنرال
رقم القصيدة : 2177
-----------------------------------
للمرة الأخيرة ..
تؤثث ُ الغرائز ُ منازلها
تحت رافعة النهدين .
للمدفأة فك ٌ معطوب ٌ .
والمسدس ُ ذاته ُ ،
يضع ذئبه ُ الصغير تحت مكواة
البخار .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> قرميد الرافعة
قرميد الرافعة
رقم القصيدة : 2178
-----------------------------------
الخمر ُ قط ٌ من بنفسج .
وقت ض أن يتوه عن منزله ،
يأخذه ُ العصيان ث إلى النقاهة .
وهذا الافتراس ُ
ما زال
الوحيد
يكتمل ُ
بصمت .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> طيور في العزلة
طيور في العزلة
رقم القصيدة : 2179
-----------------------------------
عن جسدها ،
تطرد ُ المرآة ُ الضيوف َ .
ولعتمة زرقاء ،
تترك ُ الوحدة ُ جنينها تحت الوسادة .
ملائكة ٌ ثمارهم عواصف ٌ.
وهذا النادل ُ المياوم ُ في جيب الخريطة ،
لقلبه حدوة ٌتسهرُ في هناك

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> النادل
النادل
رقم القصيدة : 2180
-----------------------------------
آه يا حبي ..
أيها العراب الجميلُ ذو القبعة
النهرية .
يا نسخة البطالة ، بتهذيبها
المروع .
إن الجحيم ينصرف ُ بملابس النوم ،
كي يتشاجر على ظهر
حياتنا المنحي .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> التفاح
التفاح
رقم القصيدة : 2181
-----------------------------------
عندما
دخلني
النوم ُ …
لم يجدني .
//
جسر ٌ على شفتين .
وآلة ٌ كاتبة ٌ بلا قميص .
منْ
يذهب مع التمثال إلى المدخنة
ليعرف َ ،
أين يضخ بمؤلفاته .
الثلج حزب ٌ ،
عندما يغفو على الكتف ،
تطرده ُ الخادمة ُ ..
فيلتجأ إلى الذوبان .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> العربة العارية
العربة العارية
رقم القصيدة : 2182
-----------------------------------
لا ..
يا مروحة الجسد .
الليلة
سيصعد ُ البكاء ُ إلى مقصورة الرسم ،
ويقذف للألوان
فراخ
الموز .
//
لطف ُ من نابليون
أن يكون أمبر - ناطوراً
يستقبل ُ الحروب َ نساء ً ،
ليلقي بها من نافذة
واترلو .

شعراء العراق والشام >> أسعد الجبوري >> سركون الأكدي
سركون الأكدي
رقم القصيدة : 2183
-----------------------------------
من أخلى سبيل َ الحكمة ،
وترك َ صغار البرق عند البتول .
لا أحد إلا أنت َ في هذه الإقامة .
الألغامُ تتبعثر ُ في الدماغ .
واللا نسيان ينتحب ُ
مُجرداً
خيوله
من الألعاب .
 
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> مأذون
مأذون
رقم القصيدة : 2184
-----------------------------------
من قصدٍ
أو من دونْ
كسرَ العطارْ
آنيةَ الفخارْ
ورمى المروَّدْ
في وجه المأذون.

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> وفاء
وفاء
رقم القصيدة : 2185
-----------------------------------
وعدتني بالزواج
ورمتني بالشروطْ
كلما لاح انفراج
أرجعتني للقنوط.
***
أرشقُ السمارَ غيماً
وأداري في خفاء
كلما لاح انحباسٌ
بدل الصيفَ الشتاءْ
***
باتَ قلبي عندكم
ناخ صدري في خشوع
كلما لاح احتمال
عاود الكلب الخنوع
***
غازلتني في مِنى
أنكرتني في عدن
كلما يممت طنجة
أرجعتني لليمن!!

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> أشرب سماً وأموت
أشرب سماً وأموت
رقم القصيدة : 2186
-----------------------------------
غطيني بالشرشف
لفيني بالتحنانْ
صدري شجر يرجفْ
ويدي خشب الرمان
وأنا أرشفْ
قهقهةَ الفنجان
يا سبحانْ
رب الملكوت
يا باب الرحمن
(بيتي في آخر البيوت)*
وأنا والهلفوت
في أعلى عِلِيّةْ
يا تأخذه مني
يا تأخذ بيتي
يا إما دعني
دعني
أشربُ سُمّاً...وأموت.

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> الصدفة
الصدفة
رقم القصيدة : 2187
-----------------------------------
أشكر الصدفةْ
جمعتني بالحياة
ألعن الصدفة
كان صعباً أن أعيش !!
***
أشكر الوردة
أنعشتني بالعبير
ألعن الوردة
وخزتني،
***
أشكر الحناءْ
علَّم الأيدي الرضا
ألعن الحناءْ
عرَّف البنت الخفاء

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> الحيط
الحيط
رقم القصيدة : 2188
-----------------------------------
أمشي الحيطَ الحيطا
وأقول :
يا ربُ السترا
أمشي السترَ السترا
وأقول :
يا ربُ الحيطُ تحوَّل جاسوساً
للأجهزة الأمنية!

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> قطة
قطة
رقم القصيدة : 2189
-----------------------------------
هذه الليلةَ عرسي
أشعلتُ بيارقَ مجدي
عبَّدتُ مدارجَ وجدي
وتلفتُ يميناً
ثم
شمالاً
يمينا شمالا
شمالا
فوجدتُ القطةَ
وحدي!

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> ظلال
ظلال
رقم القصيدة : 2190
-----------------------------------
منساقا نحو النور
مدّ الولهانُ يديه
فتأوه
ظلٌ مقهورْ.

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> ظلي عالي
ظلي عالي
رقم القصيدة : 2191
-----------------------------------
شهَقَ المغدور
فتطاير
قلبٌ مكسورْ,
نهَدَ العاشق
فتنادى
شعب مخمور
***.....
في اليوم المحذور
سال العشاقْ
نقطاً في أوراقْ
***
ظلي عالي
وظلال الشمس نُسور
أرغب في لجم النار
فيسَّاقط
جيشي المذعور.

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> المصير
المصير
رقم القصيدة : 2192
-----------------------------------
ورق الروح رسائلْ
شكلُ القلب كدالية مصفَّرةْ
وضلوع الذات جدائلْ
خرز العمر تناثر
والبحثُ بلا جدوى
الشكُ بلا طائلْ
يا باب الكلمات المختصرة
يا أنبوب الفكرة
ها أجلس مثل النساك
وحيدا
في أضيق جرة
في اعمق حفرة!!!
 
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
رقم القصيدة : 21922
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ الدارَ أَمْ لا تعرفُ الطَّلَلاَ
أجلْ فهيجتِ الأحزان والوجلا
وقد أَرَانِي بها في عِيشة ٍ عَجَبٍ
والدهر بينا له حال إذِ انْفَتَلا
ألهو بواضحة الخدينِ طيبة ٍ
بعد المنام إذا ما سِرُّهَا ابتَذَلاَ
ليسَتْ تزالُ إليها نفسُ صاحِبِها
ظَمْأَى فلو رابت من قلبه الغَلَلاَ
كشارب الخمر لا تُشْفَى لَذَاذَتُهُ
ولو يطالع حتى يكثرَ العللا
حتى تصرمَ لذاتِ الشبابِ وما
من الحياة ِ بذا الدَّهْرِ الذي نَسَلاَ
وَرَاعَهُنَّ بِوَجْهِي بَعْدَ جِدَّتِهِ
شَيْبٌ تَفَشَّغَ في الصُّدْغَيْنِ فاشْتَعَلاَ
وسار غربُ شبابي بعدَ جدتهِ
كانما كانَ ضيفاً حفَّ فارتحلاَ
فكم ترى من قويٍّ فَكَّ قُوَّتَهُ
طولُ الزمانِ وسيفاً صارماً نحلاَ
إنّ ابنَ آدمَ يرجُو ما وراءَ غدٍ
ودونَ ذِلكَ غِيْلٌ يَعْتَقِي الأَمَلاَ
لو كان يعتقُ حياً من منيتهِ
تَحَرُّزٌ وحِذَارٌ أَحرَزَ الوَعِلا
الأَعْصَمَ الصَّدَعَ الوَحْشِيَّ في شَغَفٍ
دُونَ السَّماءِ نِيافٌ يَفْرَعُ الجَبَلاَ
يَبِيْتُ يَحْفِرُ وَجْهَ الأَرْضِ مُجْتَنِحاً
إذا اطمأنَّ قليلاً قام فانتقلا
أو طائراً من عتاقِ الطيرِ مسكنهُ
مصاعبُ الأرضِ والأشرافِ قدْ عقلاَ
يكاد يقطع صعداً غير مكترثٍ
إلى السماءِ ولولا بعدها فعلا
وليس ينزل إلاّ فوق شاهقة ٍ
جَنْحَ الظَّلاَمِ ولولا الليلُ ما نَزَلاَ
فذاكَ منْ أحذرِ الأشياءِ لو وألتْ
نفسٌ من الموتِ والآفاتِ أَنْ يَئِلاَ
فصرَّمَ الهَمَّ إذ وَلَّى بناحِيَة ٍ
عَيْرَانَة ٍ لا تَشَكَّى الأَصْرَ والعَمَلاَ
من اللواتي إذا استقبلن مهمهة ً
نجينَ منْ هولها الركبانَ والقفلاَ
من فَرَّهَا يَرَهَا مِنْ جَانِبٍ سَدَساً
وجانبٍ نابها لمْ يعدُ أنْ بزلاَ
حرفٌ تشذرَ عنْ ريانَ منغمسٍ
مستحقبٍ رزأتهُ رحمها الجملاَ
أوكتْ عليه مضيقاً من عواهنها
كَمَا تَضَمَّنَ كشحُ الحُرَّة ِ الحَبَلا
كأنها وهي تحتَ الرحلِ لاهية ٌ
إذا المطيُّ على أنقائِهِ ذَمَلاَ
جُونِيَّة ٌ من قَطَا الصَّوَّانِ مَسكنُها
جفاجفٌ تنبتُ القفعاءَ والبقلاَ
بَاضَتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَوْ بِمَرْفَضِهِ
ذي الشيحِ حيث تلاقى التلعُ فانسحلاَ
تروي لأزغبَ صيفيٍّ مهلكة ٍ
إذا تَكَمَّشَ أولاد القطا خَذلا
تنوش من صوة الأنهار يطعمه
من التهاويل والزباد ما أكلا
تَضُمُّهُ لجَنَاحَيْهَا وجُؤجُؤُهَا
ضمَّ الفَتَاة ِ الصَّبيَّ المُغْيِلَ الصَغِلا
تَسْتَوْرِدُ السِّرَّ أحياناً إذا ظَمِئَتْ
والضَّحْلَ أسفل من جرزاته الغَلَلاَ
تحسرت عقة عنه فأنسلها
و اجتاب أخرى جديداً بعدما ابتقلا
مُوَلَّعٌ بسوادٍ في أَسافِلِهِ
منه احْتَذَى وبلَوْنٍ مِثْلِهِ اكْتَحَلاَ

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
رقم القصيدة : 21923
-----------------------------------
جَمَعْتَ اللَّوَاتِي يَحْمَدُ اللَّه عَبْدهُ
عَلَيْهِنَّ فَلْيَهْنِىء ْ لَكَ الخَيْرُ وَاسْلَمِ
فَأَوَّلُهُنَّ البِرُّ والبِرُّ غالِبٌ
وَمَا بِكَ مِنْ غَيْبِ السَّرَائِرِ يُعْلَمِ
وَثَانِيَة ٌ كَانَتْ مِنَ اللَّهِ نِعْمَة ً
عَلَى المُسْلِمِينَ إذْ وَلِي خَيْرُ مُنْعِمِ
وثالثة ٌ أنْ ليسَ فيكَ هوادة ٌ
لِمَنْ رَامَ ظُلْماً، أَوْ سَعَى سَعْيَ مُجْرِمِ
وَرَابِعَة ٌ أَنْ لاَ تَزَالَ مَعَ التُّقَى
تخبُّ بميمونٍ منَ الأمرِ مبرمِ
وخامسة ٌ في الحكمِ أنكَ تنصفُ
الضَّعِيْفَ، وَمَا مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي
وسادسة ٌ أنَ الذي هو ربنا
اصْطَفَاكَ فَمَنْ يَتْبَعْكَ لاَ يَتَنَدَّمِ
وَسَابِعَة ٌ أَنَّ المَكَارِمَ كُلَّهَا
سَبَقْتَ إلَيْهَا كُلَّ سَاعٍ ومُلْجِمِ
وَثَامِنَة ٌ في مَنْصِبِ الناسِ أَنَّهُ
سَمَا بِكَ مِنْهُمْ مُعْظَمٌ فَوْقَ مُعْظَمِ
وَتَاسِعَة ٌ أَنَّ البَرِيَّة َ كُلَّهَا
يعدونَ سيباً منْ إمامٍ متممِ
وَعَاشِرَة ٌ أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعُ
لحلمكَ في فصلٍ منَ القولِ محكمِ

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
رقم القصيدة : 21924
-----------------------------------
عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّماً فاعْتَادَهَا
من بعدِ ما درسَ البلى أبلادها
إلا رواسيَ كلهنَّ قد اصطلى
جمراً واشعلَ أهلها إيقادها
بِشُبَيْكَة ِ الحَوَرِ الّتِي غَرْبِيّهَا
فَقَدَتْ رسومُ حِيَاضِهَا وُرَّادَها
كانَتْ رواحِلَ للقُدُورِ فَعُرِّيَتْ
منهنَّ واستلبَ الزمانُ رمادها
وتنكرتْ كلَّ التنكرِ بعدنا
وَالأَرْضُ تَعْرِفُ بَعْلَهَا وَجَمَادَهَا
وَلَرُبَّ وَاضِحَة ِ الجَبِيْنِ خَرِيدَة ٌ
بَيْضاءُ قَدْ ضَرَبَتْ بِهَا أَوْتَادَهَا
تصطادُ بهجتها المعللَ بالصبا
عُرُضاً فَتُقْصِدُهُ وَلَنْ يَصْطَادَهَا
كالظبية ِ البكرِ الفريدة ِ ترتعي
من أرضها قفاتها وعهادها
خضبتْ بها عقدُ البراقِ جبينها
مِنْ عَرْكِهَا عَلَجَانَهَا وَعَرَادَهَا
كَالزَّيْنِ فِي وَجْهِ العَرُوسِ تَبَذَّلَتْ
بَعْدَ الحَيَاءِ فَلاَعَبَتْ أَرْآَدَهَا
تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنَّ إبْرَة َ رَوْقِهِ
قلمٌ أصابَ منَ الدواة ِ مدادها
ركبتْ بهِ منْ عالجٍ متحيراً
قَفْراً تُرَبِّبُ وَحْشُهَا أَوْلاَدَهَا
فَتَرَى مَحَانِيهِ الَّتِي تَسِقُ الثَّرَى
والهبرُ يونقُ نبتها روادها
بمجرِّ مرتجزِ الرواعدِ بعجتْ
غرُّ السحابِ بهِ الثقالُ مزادها
بَانَتْ سُعَادٌ وَأَخْلَفَتْ مِيْعَادَهَا
وَتَبَاعَدَتْ عَنَّا لِتَمْنَعَ زَادَهَا
إنِّي إذَا مَا لَمْ تَصِلْنِي خُلَّتِي
وَتَبَاعَدَتْ عَنِّي اغْتَفَرْتُ بِعَادَهَا
وَإذَا القَرِيْنَة ُ لَمْ تَزَلْ فِي نَجْدَة ٍ
مِنْ ضِغْنِهَا سَئِمَ القَرِيْنُ قِيَادَهَا
إمَّا تَرَى شَيْبِي تَفَشَّغَ لِمَّتِي
حتى علا وضحٌ يلوحُ سوادها
فلقدْ ثنيتُ يدَ الفتاة ِ وسادة ً
لي جاعلاً يسرى يديَّ وسادها
وَلَقَدْ أَصَبْتُ مِنَ المَعِيشَة ِ لَذَّة ً
ولقيتُ منْ شظفِ الخطوبِ شدادها
وَعَمِرْتُ حَتَّى لَسْتُ أَسْأَلُ عَالِماً
عنْ حرفِ واحدة ٍ لكيْ أزدادها
وأصاحبُ الجيشَ العرمرمَ فارساً
فِي الخَيْلِ أَشْهَدُ كَرَّهَا وَطِرَادَهَا
وَقَصِيدَة ٍ قَدْ بِتُّ أَجْمَعُ بَيْنَهَا
حتى أقومَ ميلها وسنادها
نظرَ المثقفُ في كعوبِ قناتهِ
حتى يقيمَ ثقافهُ منآدها
فَسَتَرْتُ عَيْبَ مَعِيْشَتِي بِتَكَرُّمٍ
وأتيتُ في سعة ِ النعيمِ سدادها
وعلمتُ حتى ما أسائلُ عالماً
عنْ علمِ واحدة ٍ لكيْ أزدادها
صَلَّى الإِلهُ عَلَى امْرِىء ٍ وَدَّعْتُهُ
وَأَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ وَزَادَهَا
وإذا الربيعُ تتابعتْ أنواؤهُ
فَسَقَى خُنَاصِرَة َ الأَحَصِّ فَجَادَهَا
نزلَ الوليدُ بها فكانَ لأهلها
غَيْثاً أَغَاثَ أَنِيْسَهَا وَبِلاَدَهَا
وَلَقَدْ أَرَادَ اللَّهُ إذْ وَلاَّكَهَا
مِنْ أُمِّة ٍ إصْلاَحَهَا وَرَشَادَهَا
وَعَمِرْتَ أَرْضَ الْمُسْلِمِيْنَ فَأَقْبَلَتْ
وَنَفَيْتَ عَنْهَا مَنْ يُرِيْدُ فَسَادَهَا
وأصبتَ في بلدِ العدوِّ مصيبة ً
بَلَغَتْ أَقَاصِيَ غَوْرِهَا وَنِجَادَهَا
ظفراً ونصراً ما تناولَ مثلهُ
أَحَدٌ مِنَ الخُلَفَاءِ كَانَ أَرَادَهَا
وإذا نشرتَ لهُ الثناءَ وجدتهُ
جَمَعَ المَكَارِمَ طُرْفَهَا وَتِلاْدَهَا
أو ماترى أنَّ البرية َ كلها
أَلْقَتْ خَزَائِمَهَا إلَيْهِ فَقَادَهَا
غَلَبَ المَسَامِيحَ الوَلِيدُ سَمَاحَة ً
وكفى قريشَ المعضلاتِ وسادها
تأتيهِ أسلابُ الأعزة ِ عنوة ً
قَسْراً وَيَجْمَعُ لِلْحُرُوْبِ عِتَادَهَا
وَإذَا رَأَى نَارَ العَدُوِّ تَضَرَّمَتْ
سامى جماعة َ أهلها فاقتادها
بعرمرمٍ - تبدو الروابي - ذي وعى
كَالْحِرَّة ِ احْتَمَلَ الضُّحَى أَطْوَادَهَا
أَطْفَأْتَ نَاراً لِلْحُرُوبِ وَأُوْقِدَتْ
نَارٌ قَدَحْتَ بِرَاحَتَيْكَ زِنَادَهَا
فبدت بصيرتها لمنْ يبغي الهدى
وَأَصَابَ حَرُّ شَدِيْدِهَا حُسَّادَهَا
وَإذَا غَدَا يَوماً بِنَفْحَة ِ نَائِلٍ
عرضتْ لهُ الغدَ مثلها فأعادها
وإذا عدتْ خيلٌ تبادرُ غاية ً
فالسابقُ الجالي يقودُ جيادها
 
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
رقم القصيدة : 21925
-----------------------------------
ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
ومنازلٍ شغفَ الفؤادَ بلاها
جيداءُ يطويها الضجيعُ بصلبها
طَيَّ المَحَالَة ِ لَيِّن مَتْنَاهَا
دارٌ لِصَفْرَاءَ الَّتِي لاَ تَنْتَهِي
عَنْ ذِكْرِهَا أَبَداً وَلاَ تَنْسَاهَا
لوْ يستطيعًُ ضجيعها لأحبها
فِيْ الجَوْفِ مِنْهُ يَشُمُّهَا وَحَشَاهَا
صَاْدَتْكَ أُخْتُ بَنِي لُؤَيٍّ إذْ رَمَتْ
وَأَصَابَ سَهْمُكَ إذْ رَمَيْتَ سِوَاهَا
وأعارها الحدثانُ منكَ مودة ً
وَأعِيْرَ غَيْرُكَ وُدَّهَا وَهَوَاهَا
تِلْكَ الظُّلاَمَة ُ قَدْ عَلِمْتَ فَلَيْتَهَا
إذْ كُنْتَ مُكْتَهِلاً تَلُمُّ نَوَاهَا
بَيْضَاءُ تَسْتَلِبُ الرِّجَالَ عُقُولَهُمْ
عَظُمَتْ رَوَادِفُهَا وَدَقَّ حَشَاهَا
وَكَأَنَّ طَعْمَ الزِّنْجَبِيْلِ وَلَذَّة ً
صَهْبَاءَ سَاكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا
يَا شَوْقُ مَا بِكَ يَوْمَ بَانَ حُدُوْجُهُمْ
منْ ذيْ المويقعِ غدوة ً فرآها
وكأن نخلاً في مطيطة َ ثاوياً
بالكمعِ بينَ قرارها وحجاها
وعلى الجمالِ إذا ونينَ لسائقٍ
أنزلنَ آخرَ رائحاً فحداها
منْ بينِ مختضعٍ وآخرَ مشيهُ
رفلٌ إذا رفعتْ عليهِ عصاها
من بين بكر كالمهاة وكاعب
شَفَعَ النَّعِيْمُ شَبَابَهَا فَعَرَاهَا
لاَ مُكْثِرٌ عَيْشٍ وَلاَ ابْنُ وَلِيْدَة ٍ
بَادِي المُرُوْءَة ِ تَسْتَبِيْحُ حِمَاهَا
وَجَعَلْنَ مَحْمَلَ ذِي السِّلاَحِ تَحِيَّة ً
عن ذي اليتيمة وافترشن لواها
أَصْعَدْنَ فِي وَادِي أُثَيْدَة َ بَعْدَمَا
عسف الخميلة واحزأل صواها
قرية حبك المقيظ وأهلها
بحشى مآب ترى قصور قراها
واحتل أهلك ذا القتود وغربا
فالصحصحان فأين منك نواها
فَإذَا تَحَيَّرَ فِي الفُؤَادِ خَيَالُهَا
شرق الشؤون بعبرة فبكاها
أفلا تناساها بذات براية
عنس تجل إذا السفار براها
تطوي الفلاة إذا الإكام توقدت
طَيَّ الخَنِيْفِ بِوَشْكِ رَجْع خُطَاهَا
وَتَشُوْلُ خَشْيَة َ ذِي اليَمِيْنِ بِمُسْبَلٍ
وَحْفٍ إذَا صَحِبَ الذِّئَابِ حَمَاهَا
متذيل لون المناضل فوقه
عجب أصم يسل خور صلاها
نَخَسَتْ بِهِ عَجُزٌ كَأَنَّ مَجَالَها
دَرَجٌ سُلَيْمَانُ القَدِيْمُ بَنَاهَا
بنيت على كرش كأن حرودها
مقط مطواة أمر قواها
في مجفر حابي الضلوع كأنه
بئر يجيب الناطقين رجاها
ويقود ناهضها مجامع صلبها
قَوْداً وَتَبْتَدِرُ النِّجَاءَ يَدَاهَا
وَتَسُوْقُ رِجْلاَهَا توالى خَلْفِهَا
طَرْداً وَتَلْتَطِسُ الحَصَى بِعُجَاهَا
فَغَدَتْ وَأَصْبَحَ فِي المُعَرَّسِ ثَاوِياً
كَالْخِرْقِ مُلْتَفِعاً عَلَيْهِ سَلاَهَا
وبها مناخ قلما نزلت به
وَمُصَمَّعَاتٌ مِنْ بَنَاتِ مِعَاهَا
سود توائم من بقية حسوها
قذفت بهن الأرض غب سراها
وكأن مضطجع امرىء أغنى به
لِقَرَارِ عَيْنٍ بَعْدَ طُوْلِ كَرَاهَا
حتى إذا انقشعت ضبابة نومه
عَنْهُ وَكَانَتْ حَاجَة ً فَقَضَاهَا
أهوى فعصب رأسه بعمامة
دَسْمَاءَ لَمْ يَكُ حِيْنَ نَامَ طَوَاهَا
ثُمَّ اتْلأَبَّ إلَى زِمَامِ مُنَاخَة ٍ
كَبْدَاءَ شَدَّ بِنِسْعَتَيْهِ مَشَاهَا
حَتَّى إذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
ورأت بقية فشجاها
وغدت تنازعه الجديل كأنها
بَيْدَانَة ٌ أَكَلَ السِّبَاعُ طَلاَهَا
قَلِقَتْ وَعَارَضَهَا حِصَانٌ حَائِصٌ
صَحِلُ الصَّهيْلِ وَأَدْبَرَتْ فَتَلاهَا
يتعاوران من الغبار ملاءة
بَيْضَاءَ مُخْمَلَة ً هُمَا نَسَجَاهَا
تطوى إذا علوا مكانا جاسيا
وَإذَا السَّنَابِكُ أَسْهَلَتْ نَشَرَاهَا
فَأَلَحَّ وَاعْتَزَمَتْ عَلَيْهِ بِشَأوِهَا
شرفين ثمت ردها فثناها
بسرارة حفش الربيع غثاءها
حَوَّاءُ يَزْدَرِعُ الغَمِيْرَ ثَرَاهَا
فَتَصَيَّفَاهَا يَصْحَبَانِ كِلاَهُمَا
لِثَرَا الجَحَافِلِ مَنْ وَكَيْفَ؟ يَدَاهَا
حَتَّى اصْطَلَى وَهَجَ المَقِيْظِ وَخَانَهُ
أبقى مشاربه وشاب عثاها
وَنَوَى القِيَامَ عَلَى الصُّوَى فَتَذَكَّرَا
مَاءَ المَنَاظِرِ قُلْبَهَا فَأَضَاهَا
فأرن تارتها إذا عرضت له
بَيْدَاءُ ذَاتُ مَخَارِمٍ عَسَفَاهَا
حَتَّى تَأَوَّبَ مَاءَ عَيْنٍ زَغْرَبٍ
يَبْغِي الضَّفَادِعَ فِي نَقِيْعِ صَرَاهَا

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لمن المنازل أقفرت بغباء
لمن المنازل أقفرت بغباء
رقم القصيدة : 21926
-----------------------------------
لمن المنازل أقفرت بغباء
لو شئت هيجت الغداة بكائي
فالغمر غمر بني جذيمة قد ترى
مأهولة فخلت من الأحياء
لولا التجلد والتعزي إنه
لاَ قَوْمَ إلاَّ عَقْرُهُمْ لِفَنَاءِ
نَادَيْتُ أَصْحَابِي الَّذِيْنَ تَوَجَّهُوا
وَدَعَوْتُ أَخْرَسَ مَا يُجِيْبُ دُعَائِي
وإذا نظرت إلى أميري زادني
ضَنّاً بِهِ نَظَرِيْ إلَى الأُمَرَاءِ
تسمو العيون إليه حين يرونه
كالبدر فرج بهمة الظلماء
والأصل ينبت فرعه متأثلا
والكف ليس بنانها بسواء
بل ما رأيت جبال أرض تستوي
فِيْمَا غَشِيْتُ وَلاَ نُجُوْمَ سَمَاءِ
والقوم أشباه وبين حلومهم
بون كذاك تفاضل الأشياء
والبرق منه وابل متتابع
جود وآخر ما يبض بماء
وَالْمَرْءُ يُوْرِثُ مَجْدَهُ أَبْنَاءَهُ
ويموت آخر وهو في الأحياء
وَالدَّهْرُ يَفْرُقُ بَيْنَ كُلِّ جَمَاعَة ٍ
ويلف بين تباعد وتناء

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
رقم القصيدة : 21927
-----------------------------------
كُلَّمَا رَدَّنَا شَطاً عَنْ هَوَاهَا
شطنت دار ميعة حقباء
بِعُرَابٍ إلَى الإلاهَة ِ حَتَّى
تبعت أمهاتها الأطلاء
ردني النجم واستقلت وحارت
كل يوم عشية شهباء
فترددن بالسماوة حتى
كَذَبَتْهُنَّ غُدْرُهَا وَالنِّهَاءُ
وَيَكِرُّ العَبْدَانِ بِالْمِحْلَبِ الأَجْنَفِ م
فِيْهَا حَتَّى يَمُجَّ السِّقَاءُ
يَحْسَبُ النَّاظِرُوْنَ مَا لَمْ يُفَرُّوا
أنها جلة وهن فتاء
لو ثوى لا يريمها ألف حول
لم يطل عندها عليه الثواء
أَهْوَاهَا يَشُفُّهُ أَمْ أُعِيْرَتْ
مَنْظَراً فَوْقَ مَا أُعِيْرَ النِّسَاءُ
 
شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> عزلة
عزلة
رقم القصيدة : 2193
-----------------------------------
مُدَّي لي حبلَ الوصل ومدي لي يدَكِ
باسم الخفقان ومن أيَّدكِ
قلبي والرب وزائر معبدكِ
ما ابدعكِ
ما أروعكِ
يا أولَ تيه الوله
ما قبلك...ما بعدك
أوهام لا تتشبه بالشبه
مدي يدك
فالأسرى حولَك هم أسرايْ
حررتِ الكل
ولم يتبق سوايْ.


شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> حب
حب
رقم القصيدة : 2194
-----------------------------------
..نظرتْ خيمةٌ وتدا
فتأوه قلب الخيمة
وجثتْ كمدا!
***
.. صَدفتْ أرملةٌ نعشا
فمشتْ في الجنازة
أَمَّلتْ ترتوي المقبرة
وتبدل سكانها
***
.. وجدت غيمة رعدا
فتطاير منها اللعاب
وتناثر فينا الندى
***
قابلت نجمةٌ صحنَ ماءْ
فاشتهت صورتها
تحرق قلب السماء
تساقط نيزك
,,
مرةً
مرةً
مرة ْ
وحدها زوجة الحطاب
تشتهي إصبع الشجرة
....وحدها الشجرة
تشتهي لو تصير على ظهر الحطاب...
امرأَةً حرة!

شعراء العراق والشام >> موسى حوامدة >> تبارك
تبارك
رقم القصيدة : 2195
-----------------------------------
أشاركُ غرناطةَ الحزنَ
أمشي لها عاريا من ذنوبي
نقيا
بلا سفن أو خطبْ
***
أشارك جسمَ الجنازة بعضي
أدنو إلى جثث الأغنيات
فيطفو على النعش جرحي
تغني العصافير روحي
وتخطفني الملكات
***
تباركَ سربُ الخسارة
تبارك شارعنا الأبدي
صرير الفضائح والقتل
صوت الحجارة
تبارك من لا يُعيرُ يديه
ولا يُرتَجى كفنُ الأرض منه
ومن لا يجيد الحياة
.....
أنا نخلة الكرخ
زيتونة الشرق
أرزة لبنان
مئذنة القيروانْ
وصخرة سيزيف
***
أنا شهقة الروح
عطر الجنائز
موت الدمى
هَدأةُ القبر
نور الكفيف
***
أشاركُ رملَ الكلام نعومته
غير أني أرى موت روحي
على مذبح البحر
يجرفني الماء
يأخذني تحت جلد المحيط
فأبدو
نقيا
بلا جسد أو بللْ .
***
عليها المسرة
عليها الخلائق والأمنياتْ
عليها الحرير الطري
وسلك النعاس
عليها المخافر والناس
عليها الطغاة
السلاطين
فصل النهايات
عليها الحياة
وفيها الممات
 
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> قد حباني الوليد يوم أسيس
قد حباني الوليد يوم أسيس
رقم القصيدة : 21928
-----------------------------------
قد حباني الوليد يوم أسيس
بِعِشَارٍ فِيْهَا غِنًى وَبَهَاءُ

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فشبحنا قناعا رعت الحياة
فشبحنا قناعا رعت الحياة
رقم القصيدة : 21929
-----------------------------------
فشبحنا قناعا رعت الحياة
أَوْ جُوْشٌ فَهِيَّ قُعْسٌ نِوَاءُ
العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
رقم القصيدة : 21930
-----------------------------------
لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْحَرَتْ خَيْلُنَا
بأكناف دجلة للمصعب
إذا ما منافق أهل العرا
قِ عُوْتِبَ ثُمَّتَ لَمْ يُعْتَبِ
دَلَفْنَا إلَيْهِ بِذِي تُدْرَإِ
قليل التفقد للغيب
يهزون كل طويل القنا
ة ِ مُلْتَئِمِ النَّصْلِ وَالثَّعْلَبِ
كأن وعاهم إذا ما غدوا
ضجيج قطا بلد مخضب
فَقَدَّمَنَا وَاضِحٌ وَجْهُهُ
كَرِيْمُ الضِّرَائِبِ وَالْمَنْصِبِ
فداؤك أمي وأبناؤها
وَإنْ شِئْتَ زِدْتُ عَلَيْهَا أَبِي
وَمَا قُلْتُهَا رَهْبَة ً إنَّمَا
يَحُلُّ العِقَابُ عَلَى المُذْنِبِ
إذَا شِئْتُ نَازَلْتُ مستثْقِلاً
أزاحم كالجمل الأجدب
فمن يك منا منا
ومن يك من غيرنا يهرب
أعين بنا ونصرنا به
ومن ينصر الله لم يغلب

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
رقم القصيدة : 21931
-----------------------------------
تَوَهَّمَ إبْلاَدَ المَنَازِلِ عَنْ حُقُبْ
فراجع شوقا ثمت ارتد في نصب
بزهمان لو كانت تكلم أخبرت
بِمَا لَقِيَتْ بَعْدَ الأَنِيْسِ مِنَ العَجَبْ

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
رقم القصيدة : 21932
-----------------------------------
نِعْمَ قُرْقُوْرُ المَرَوْرَاتِ إذَا
غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرَابِ
حملته بازل كودانة
فِي مِلاَطٍ وَوِعَاءٍ كَالْجِرَابِ

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فأوردها لما انجلى الليل أودنا
فأوردها لما انجلى الليل أودنا
رقم القصيدة : 21933
-----------------------------------
فأوردها لما انجلى الليل أودنا
فضًى كُنَّ لِلْجُوْنِ الحَوَائِمِ مَشْرَبَا
أَتَعْرِفُ بِالصَّحْرَاءِ شَرْقِيَّ شَابِكٍ
منازل غزلان لها الأنس أطيبا
ظللت أريها صاحبي وقد أرى
بِهَا صَاحِباً مِنْ بَيْنِ غُرٍّ وَأَشْيَبَا

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> أبلغا قومنا جذاما ولخما
أبلغا قومنا جذاما ولخما
رقم القصيدة : 21934
-----------------------------------
أبلغا قومنا جذاما ولخما
قَوْلَ مَنْ عَزَّهُمْ إلَيْهِ حَبِيْبُ
كان أباؤكم إذا الناس حرب
وَهُمُ الأَكْثَرُونَ كَانَ الحُرُوبُ
منعُوا الثُّغْرَة َ التي بين حِمْصٍ
والكهاتينليس فيها عريب

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
رقم القصيدة : 21935
-----------------------------------
غَابَتْ سَرَاة ُ بَنِي بَحْرٍ، وَلَوْ شَهدُوا
يوما لأعطيت ما أبغي وأطلب
حَتَّى وَرَدْنَا القُنَيْنِيَّاتِ ضَاحِيَة ً
في ساعة من نهار الصيف تلتهب
فَجَاءَ بِالْبَارِدِ العَذْبِ الزُّلاَلِ لَنَا
ما دام يمسك عودا ذاويا كرب
مِنْ مَاءِ خَالَة َ جَيَّاشٌ بِذِمَّتِهِ
مما توارثه الأوحاد والعتب

العصر الإسلامي >> عدي بن الرقاع >> فظل بصحراء الأميشط يومه
فظل بصحراء الأميشط يومه
رقم القصيدة : 21936
-----------------------------------
فظل بصحراء الأميشط يومه
خميصا يضاهي ضغن هادية الصهب
فَسَلَّ هَوَى مَنْ لاَ يُؤَاتِيْكَ وُدُّهُ
بِآدَمَ شَهْمٍ لاَ حُلُوٌّ وَلاَ صَعْبُ
كَأَنِّي وَمَنْقُوشاً مِنَ المَيْسِ قَاتِراً
وَأَبْدَانَ مَكْبُوْنٍ تَحَلَّبَهُ عَضْبُ
عَلَى أَخْدَرِيٍّ لَحْمُهُ بِسَرَاتِهِ
مُذْكِي فِتَاءٍ مِنْ ثَلاَثٍ لَهُ شُرْبُ
فَلاَهُنَّ بِالْبُهْمَى وَإيَّاهُ إذْ شَبَتَا
جَنُوْبَ إرَاشٍ فَاللَّهَالِهُ فَالْعَجْبُ
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى