العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
رقم القصيدة : 20797
-----------------------------------
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
وَهِزَّة ُ أجْمَالٍ لَهُنَّ وَسيجُ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
رقم القصيدة : 20798
-----------------------------------
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
بسمرٍ خفافِ الوطءِ وارية ِ المخِّ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
رقم القصيدة : 20799
-----------------------------------
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَمِنْهُ نَجِيَّانِ وَأَحْزَمُهَا الْفَرْدُ
وأفضلُ منها صونُ سرّكِ كاتمًا
إلى الفرصِ اللاّتي ينالُ بها الجدُّ
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
رقم القصيدة : 20833
-----------------------------------
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
غَلَبَ الْفَرَزْدَقُ في الهِجَاءِ جَرِيرَا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
رقم القصيدة : 20875
-----------------------------------
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
حسبًا وأقبحَ مجلسٍ ألوانا
قَبَحَ الإِلهُ وَلاَ أُحَاشِي غَيْرَهُمْ
أهْلَ السُّبَيْلَة ِ مِنْ بَنِي حِمَّانا
مُتَوَسِّدُونَ عَلَى الْحِيَاضِ لُحَاهُمُ
يرمونَ عنْ فضلائها فضلانا
وَبِحَسْبِ قَوْمِكَ إِنْ شَتَوْا مَطْلُولَة ٌ
شَرْعَ النَّهَارِ وَمَذْقَة ٌ أحْيَانا
العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
رقم القصيدة : 20876
-----------------------------------
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
سَمَادِعَة ٌ يَجُرُّونَ الثَّنَايَا
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ياشعبي
ياشعبي
رقم القصيدة : 2009
-----------------------------------
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
لن نرضى عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه
ونقاص الجوع وحرمانه
الا لنفك وثاق القمر المصلوب
ونعيد إليك الحق الحق المسلوب
ونطول الغد من ليل الأطماع
حتى لا تشرى لا تشرى وتباع
حتى لا يبقى الزورق دون شراع
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> الكلمات
الكلمات
رقم القصيدة : 2010
-----------------------------------
غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس .
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> انزلي يامطرة
انزلي يامطرة
رقم القصيدة : 2011
-----------------------------------
إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أمة فوق الصليب
أمة فوق الصليب
رقم القصيدة : 2012
-----------------------------------
علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فأمسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال –
قريب
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> شهيدة
شهيدة
رقم القصيدة : 2013
-----------------------------------
هذه الطفلة ، في جبهتها
خمسُ رصاصاتٍ
وشمسٌ
وشهادة
عينها قبَّرةٌ حمرا
وخدّاها عباده
سقطت زنبقةً من ذهبٍ
في شارع الحرية الطالعِ
من قلب المدينه
شارع الحريّة الطالعِ
من قلب الزقاقاتِ ،
ومن قلب المتاريس الحصينة
سقطت تهتف للنّصر
كياناً .. وسيادة
فهي في القلب هتافٌ
وعلى العنق قلادة
وهي عنوان كتابِ
وهي ..
تاريخ ..
ولادة
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> اتحدى
اتحدى
رقم القصيدة : 2014
-----------------------------------
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا
فأقتلوني - أتحدّى
واصلبوني - أتحدّى
وانهبوا كسرة خبزي - أتحدّى
واهدموا بيتي وخلّوه حطاما - أتحدّى
وكلوني واشربوني - أتحدّى
وطني أنت المفدّى
والأماني التي تقطر شَهدا
وطني الحرقة والوجد الذي
يأكل عمري
والهوى والضوء في عيني
والشوق الذي يملأ صدري
هذه الأرض بلادي
وسماها ولعي
حاضري .. مستقبلي .. مهدي ولحدي
ودمي .. لحمي .. فُؤادي .. أضلعي
وهي أمي وأبي وهي
أبنائي وجدّي
وتراثي .. وأغانيّ .. وأعلامي ومجدي
بيتي العالي وعنوان التحدّي
وأنا الناس الحزانى
وأنا الشعب المعذّب
وأنا العاصفة الهوجاء
في وجه المظالم
وأنا النهر الذي يجري ويجري
جارفاً كلّ الطغاة
وأنا بركان عشقٍ للوطن
وأنا الخضرة والشمسُ
وقطرات الندى
فاقتلوني - أتحدى
واصلبوني - أتحدى
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا .
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ازرعوني
ازرعوني
رقم القصيدة : 2015
-----------------------------------
إزرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل
شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> كلمات .. للوطن
كلمات .. للوطن
رقم القصيدة : 2017
-----------------------------------
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> عندما يغفو القدر .. !
عندما يغفو القدر .. !
رقم القصيدة : 2018
-----------------------------------
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا ..
أيامَ صُغناها عبيراً للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها
سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه
واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
***
***
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر .. من هجر !
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا
ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟!
***
***
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا
سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني
الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً
عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني
ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!
شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> يأس الطريق
يأس الطريق
رقم القصيدة : 2019
-----------------------------------
سألتُ الطريق : لماذا تعبت ؟
فقال بحزن : من السائرين
أنين الحيارى ..ضجيج السكارى
زحام الدموع على الراحلين
وبين الحنايا بقايا أمان
وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
وفوق المضاجع عطر الغواني
وليلٌ يعربد في الجائعين
وطفلٌ تغرب بين الليالي
وضاع غريباً مع الضائعين
وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم
تهاوت علي رمال السنين
وليلٌ تمزقنا راحتاهُ
كأنا خلقنا لكي نستكين
وزهرٌ ترنح فوق الروابي
ومات حزيناً على العاشقين
فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق
وقد صار وحلاً من السائرين
همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً
فقال : يئستُ من الصابرين !
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> وها أنت
وها أنت
رقم القصيدة : 2027
-----------------------------------
وَهاَ .. أنتِ
بالأمس إذ كُنا صِغار
كم كانت الدنيا صغيره
مازلتُ اذكرُ كل هاتيك السنين
تلك الدُروب المعتمات
ضحك السكارى العائدين مع الحياة
بلا حياه
لون المساء
كالداء يزحف في أزقتنا الضريره
مازلتُ اذكر كل هاتيك السنين
تلك الوجوه المستديره
تموت خلف كوى صغيره
عمياءَ
من قش وطين
ما اصغر الدُنيا بحارتنا الفقيره
هل تذكرين ... ؟
تلك الحكايات الطويلة عن أميرة
كانت تُصِرّ
تصر أن تبقي كدنيانا صغيره
مازلتُ أذكر كل هاتيكِ السنين
لونَ المساء
داري المخيفة كالوباء
غور العيون الباسمات بلا رجاء
وهناك في الظل الكئيب ... المرّ
امرأة مريرة
ألم نحاول أن نثيره
فتعود ثانية تقول :
لا لست امرأة مريرة
وتعود ثانية تعيد حكاية ظلت تطول،
تنمو ولا تنمو الاميره
تلك الأميرة .. أينها .. ؟
هل تذكرين ... ؟
كم كانت الدنيا صغيره
واليوم كم كبَّرت .. وها ...
لا لست امرأة مريرة
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> السبت المقبل
السبت المقبل
رقم القصيدة : 2028
-----------------------------------
في الغرفة
ذات الغرفة
سيمر السبت
وبلهفة
قد تذكرني
قد تسال عني
لم يات
لن يأتي
ويغور الصمت في الغرفة
او تبكين؟
كلا. لكني
لا أدري
لم أشعر أن السبت حزين
لم أشعر ان البيت حزين
أشعر أني ادفن شيئاً مني
في صمتي
وبلهفة
قد تسمع صوتي
قد ترجع نبرة الحزن في صوتي
من يدري ؟
قد لاتسمع شيء خطي الموت
وتضيع بلا حب أو لهفة...
وسيضحك في الغرفة غيري.
..
الدرب الى واقع المثقفين المؤلم مما تعرضوا للقهر والعسف والنفي ..."
شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الهوياتُ المجهولة
الهوياتُ المجهولة
رقم القصيدة : 2029
-----------------------------------
لم تعُدْ عندي لكم أيّ ُ مسرّاتٍ
ولا أيّ ُ سرورْ
كلُّنا في زوبَع ِ الريح ِ رمادٌ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فلماذا نوهمُ الناسَ بأنّا
لم نزلْ نحنُ الشياهينَ
وما زلنا النسورْ ؟
نحنُ لا نعرفُ للثورةِ لونا ً
فعلى الطفلِ نثورْ
وعلى (الزوجةِ ) نقسو
وعلى الجارِ نثورْ
لم تعدْ فينا الصفاتُ العربيّه
لم يعدْ فينا لسانٌ عربي
لم نعدْ من دمِنا نملكُ شيئاً
لمْ نعُدْ من فمِنا نفهمُ شيئاً
لم يعُدْ فينا سلوكٌ أدبي
خُسِفَتْ في دمِنا كلُّ الموازينِ وعُدْنا
للعصور الجاهليّه
فإذا فتّشتَنا لم تلقَ شيئاًَ
وترى فينا الخلافاتِ
الى حدِّ الحروفِ الأبجديّه
افتِخارٌ
كبرياءٌ
غيبة ٌ
بخلٌ
نفاقٌ
عَصَبيّه
وفسادُ الناسِ معروفٌ
وما نفعلُهُ الأدهى ومجهولُ الهويّه
بعضُنا يبغضُ بعضا
بعضُنا لا يطلبُ الخيرَ لبَعْضْ
فإذا نامَ لهُ جارٌ ينامْ
وإذا ما نهضَ الجارُ نهَضْ
حسداً دأبُ الحَداثاتِ لدينا
مرغمٌ أنتَ بأنْ تجنحَ ذُلاّ ً لأخيكْ
فإذا عضّكَ دعْهُ ليَعَضْ
كلُّنا تحسَبُنا حين ترانا
نسخة ً واحدة ً مخلوقة ً
كي تقتفي نفسَ الغرَضْ
أصبحَ البخلُ دواءً
أصبحَ الكِذ ْبُ مرَضْ
لم يعُدْ فينا لشئ ٍ جاذبيّه
لم يعُدْ فينا لمهموم ٍ سرورْ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فنُّنا:
أنْ ننبُشَ الماضي
وأنْ نأتي بسلبيّاتِ أصحابِ السنى منا
وأصحابِ الحضورْ
شتْمُنا فنّ ٌ كبيرْ
سبُّنا فنّ ٌ ...
وهل أرقى من اللعنَةِ فنْ ؟
ليسَ في ميزانِنا للشعرِ وزنْ
ليسَ في قيثارِنا للوزنِ لحنْ
حينما لا ينتمي الشاعرُ للفسْق ِ
ولا يرتادُ اصحابَ الفجورْ
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ عربي
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ أدبي
لونُنا صارَ خليطاً
دمُنا صارَ خليطاً
شعرُنا صارَ خليطا
مرّةً نتّخِذ ُ الشاطئَ ربّاً
مرّةً نعبُرُ للهِ مُحيطا
لعنة ُ اللهِ علينا
إنْ يكُنْ هذا الذي ندعوهُ دِينا
لعنة ُ اللهِ علينا
نشتمُ الناسَ لشئ ٍ وهْوَ فينا
أيّ ُ جنسٍ نحنُ يا هذا؟
وهل تحسَبُنا ماءً و طينا؟
كلما أخْرَجَتْ الناسُ لنا عِلْمًا
أتيناهمْ حضاراتٍ و تأريخاً سمينا
هم يدوسونَ علينا بالبساطيل ِ ونحنُ
بينَ أجزاءِ التواريخ ِ تبادَلْنا طنينا
هم ينيكونَ أبانا وأخانا و بنينا
في سجون ٍ كنّ َ بالأمس ِ سجونا
وعلينا نحنُ أن نفرَحَ في عرس ِ أبينا
منْ أبونا نحنُ يا هذا؟
لقد نيكَ أبونا
حرّرونا القومُ من ظلم ِ أبينا
فضلُهُم كانَ كبيراً
و لهم حقّ ٌ بأنْ يغتَصِبونا
لونُنا صارَ خليطاً
حقُّهم أنْ يرسمونا
مثلما أوحى لهم أربابُهم أنْ يرسمونا
فضلُهم كانَ كبيراً
نصرونا
حررونا
خلّصونا
صورة ُ الشِّعرِ التي كنتُ أراها
لم تعُدْ تحلو
وما عادت فنونُ المسْتباحينَ جنونا
لم أعُدْ أعرفُ للشاعِرِ معنى
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ فنونا
لم يعُدْ للغزَل ِ السّاحِرِ معنى
لم أعُد أعشَقُ
لا وجهاً
ولا شَعْراً
ولا حتى عيونا
كلما أوقَعْتُ أنْ أكتُبَ شِعراً
قد تذكّرتُ الذينَ اغتصَبونا
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ كياناً
لم أعُدْ أفتَخِرُ الآنَ بشئٍ وأُكابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني سعدون جابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني داخل حسنْ
لم تعُدْ أغنِيَة ٌ تأخُذ ُني للناصِريّه
فلقد مزّقني الجاري على أرض ِ الوطنْ
ولقد قطّعَني هذا السّكوتْ
هذهِ السّكرة ُ في تلكَ البيوتْ
أتمنّى الآنَ لو أني أموتْ
ليتني الآنَ أموتْ
ليتني كنتُ ترابا
أيّ ُ شئ ٍ أكثرُ الآنَ عذابا؟
أنْ تموتي ضَحِكاً من لُعْبَةِ الدّهرِ
ونفديكِ رؤوساً و رقابا
أمْ تعيشي كلّ أيّامِكِ رقصاً و اغتِصابا؟
أنْ تطيري والمُحيطاتُ على جنحيْكِ ألواناً
وألوانٌ ....
وألوانُكِ يُمْسِكْنَ كتابا
أمْ تظلِّي تشهدي اللعبَة َ تلوَ اللعبةِ الأخرى
وأمجادُكِ يرقُدْنَ شبابا؟
قدْ تعوّدْنا على الموتِ
فقد مِتْنا على أرضِكِ من قبلُ
وقد مِتْنا بأورُبّا اغترابا
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خربشات على الغبار
خربشات على الغبار
رقم القصيدة : 2030
-----------------------------------
(1)
صورةٌ
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
أخافُ عليها من ثلاثة :
الغبار،
وعيونِ المارقين ،
والخروج .
(2)
يلفُّ رأسَها المقطوع
منديلٌ أغبر،
أداتُها الوحيدة
خرقةٌ مبلَّلة
تقرأُ الغبارَ كلَّ يوم .
تنظّفُ الرّفوفَ
من الأدب ؟!
أم بطنَها
من الفراغ ؟!
(3)
لأنَّها المرّةُ الأولى
منذ 408 للهجرة ،
كانَ الغبار
(رضيَ اللهُ عنه)
أوّلَ المستقبِلين .
وسيكون ...
آخرَ من يودِّعُني
عندما أعود
إلى الشّمال .
(4)
العصفورُ الهارب
إلى الجنوب ،
لم يكن يعرف
أنَّ "طُوبَة"
هو كانون الثّاني
الّذي هو يناير ،
وأنَّهُ يحمل
على ظَهْرِه ،
فضلاً عن الغبار ،
كيسًا
من بردٍ وسلام .
(5)
جئْتُ ،
لأنَّ لي هنا
صورةً
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
وليذهبِ الكتاب
إلى الجحيم .
(6)
لا تخافُوا أيّها الأحبّة
الوافدونَ من الشّمال ،
ليسَتْ لي نيَّةٌ
في سَحْبِ البساط
من تحتِ أحد .
ألا يتّسع
فضاؤُكم،
هنا أيضًا ،
لعصفورٍ
يحبُّ البياض ؟!
(7)
تأكلُها العيون
أنَّى ذهبَتْ .
تبصقُهم جميعًا
حَسَبَ التّرتيب ،
ولا تعيد ترتيبَ
أحمرِ الشّفاه .
وتدوسُ بكعبِها العالي
أعقابَ مجاملاتِهم
غيرِ السَّلِسَة .
ثمَّ تمضي
إلى غايتِها
أسيرةَ حًلُمٍ
لا يفهمُهُ اللَّحْم
إلاّ إذا استحمَّ كلَّ يومٍ
في البحرِ الميّت
خَمْسَ مرّات .
(8)
أحبُّكِ ...
كما تشتهين .
ولن يفهمَني أَحَد .
ولن يصدِّقُوا شاعرًا .
وأخافُ ،
في نهايةِ المطاف ،
أن أكونَ مثلَهم ،
وتخسري الرّهانَ
من جديد ،
وأخسرُني .
(9)
كيلا تخسري الرّهان ،
دمّرْتُ أسلحةَ الدّمارِ كلَّها .
ما كانَ رأسًا نوويًّا
عادَ إلى طفولتِهِ
ونام .
(10)
ذهبْتُ وحدي
إلى المطعم ،
حيثُ كنَّا
في الأمس .
طلبْتُ الطَّبَقَ ذاتَهُ .
لم يكن
طيّبًا .
(11)
كان عمري 48 خريفًا
عندما التقَيْنا .
صرتُ كلَّ يومٍ
أصْغُرُ أسبوعًا ،
وكلَّ أسبوعٍ شهرًا ،
وكلَّ شهرٍ سنة .
"احْسِبِيهَا لْوَحْدِكْ
بَقَى" .
(12)
أخرجْتُهُ .
ظهَّرْتُ الصُّوَر .
الحمدُ لله .
والشّكرُ لآلةِ التّصوير .
ما زالَتِ الصُّورَة .
تقدَّسَ سرُّها .
في المرآة .
(13)
لم تستطِعْ واحدةٌ
أن تعيدَ تكويني
مثلما فعلْتِ .
سبحانَكِ تعالَيْتِ
عمَّا يقولونَ
ولا يفعلون .
(14)
حينَ أعودُ إلى الشّمال
سأعيدُ ترتيبَ أوراقي
بموجبِ اللّوائحِ الفاطميّة .
سأوزّع
على المسلِّمينَ درسًا
في السّلام
مع النَّفْس .
(15)
احْتَرِسْ
التّدخينُ يدمِّرُ الصّحّة
ويسبّبُ الوفاة .
والشِّعرُ أيضًا
لكنَّهُ
لا يبيع .
(16)
عقلي طيّبُ القلب
لا يسمح
لقلبي قليلِ العقل
أن يغرِّرَ بأحد .
سأظلُّ عاقلاً
جدًّا
إلى أن يطلبَ الجنون
نجدةً
من قوّةٍ صديقةٍ
تحبُّ الهمالايا
ونطير .
(17)
كائناتٌ
من كوكب الإنترنت .
يدخلونَ مطعمًا شعبيًّا
في قلبِ القاهرة .
يثرثرونَ فوقَ النّيل
ويأكلونَ الكُشَرِيّ .
يكشّرونَ ويضحكون
بلا وجوهٍ عبيطة
يعملُها المسنجر .
(18)
وأخيرًا
يخرجُ المولود
بما لا يشتهي الحُلُم .
حسنًا
لا ألومُ القابلة
ولا المستشفى .
وأسناني
ليسَتْ مترفةً
بما فيه الكفاية
لارتكابِ عضّةِ إصبع .
لا بأس
سأتوحّدُ مع الكتاب
وأمضي
بعينَيْنِ عاجزتَيْنِ
عن البكاء
في حضرةِ القابلة .
(19)
قصيدةٌ
سادرةٌ في بلّورِ الرّوح
إلى حدِّ البكاء .
سادنٌ
أحبُّهُ كما أحبُّ إخوتي
يقرأُها علينا
لـ 48 غرضًا
في نفسِ يعسوب :
ليدرأَ عاصفةً وشيكة ،
لتصرفَ النّظر
عن مهنتِها
كقابلة .
الأغراضُ المتبقّية
ليسَتْ
من اختصاصي .
(20)
جَنينٌ يُدعى
"عصفورةَ الجنوب" ،
يتشكّل
في رَحِمِ الرُّوح .
سيولد
على يديها ،
وبإذنِها
تعالَتْ .
(21)
لنصرفِ النّظر
عن إعادةِ التّوليد
كما الحبرُ يشتهي ،
لئلاّ
نسفِّهَ الورق ،
ولئلاّ يزيد
سنتمترَ آخرَ
حزنُ القابلة .
(22)
مناشيرُ فارغةُ العيون
لا يملأُها التّراب .
تحبُّ الشّجرَ الغريب
وتدعو لَهُ
بطولِ الإقامة .
(23)
بينَ عقلِ الشّمالِ
وقلبِ الجنوب
حربٌ
ليسَتْ باردة .
بردٌ وسلامٌ
غيرُ باردَيْن
بينَ شمالِ القلبِ
وجنوبِ العقل .
(24)
أخذْتِ الكتابَ بقوّةٍ
وأمعنْتِ في ليلِ القبيلة .
عادَ بخُفَّيْ قرفةٍ
ما كانَ سحلبًا .
قرأنا سطرًا
تحتَ جنحِ النّهار.
على البابِ نقرةٌ
تُوقِفُ الحصانَ
عن النّموّ .
(25)
لَكِ في القلبِ
مستعمَرة .
من قالَ إنِّي
أكرهُ الاستعمار ؟!
(26)
على ضوءِ دمعَهْ
تَقَرَّيْتُ صمتَ النّبيّةِ خمسًا
وركعَهْ
(27)
رأسُ "الحُسَيْنِ"
يعرّيك .
تهرول
إلى "شرمِ الشّيخ" .
تختبئ
في عباءةِ "السّلام" .
(28)
دمعٌ يتساقط
على بذلةِ العيد .
محمّدٌ
يبكي بينَ يَدَيّ .
وتذهبُ فاطمة
لرؤيةِ عُمَر .
لأوّلِ مرّةٍ
أبتعدُ عن العيد .
(29)
مسؤولٌ
على الهواء .
لا ماءَ في الأرضِ
ولا حطب .
والسّماءُ
في إجازة .
(30)
البارجةُ في عرضِ الفقرِ
منذُ البارحة .
ينزلُ الجنود
إلى شاطئِ الحبرِ
جائعين .
الكتبُ عاهراتُ
فاخرة.
محافظُ النّقود
تتثاءب
وتزني بعيونِها .
(31)
"طلعت حرب" ،
أوّلَ أيّامِ العيدِ
مساءً ،
لا مكانَ لإبرةٍ
كي ترنَّ
براحتِها .
(32)
فضلاً عن الّذي
"بَالِي بَالَكْ" :
أمّ الدّنيا
والنّيل
والأهرام
"وبتاع" ،
في القاهرة
شيءٌ من عكّا
وحيفا والنّاصرة .
عينٌ بصيرةٌ
ويدٌ قصيرة .
أهلُها طيّبون
لا يشبهونَ أشباهَهم
في السّينما .
مطحنةٌ
والقمحُ "زَلَطٌ"
أسمر .
الحزنُ خوفو ،
والدّمعُ نيلٌ
يصبُّ في السّماء .
(33)
أراني جنينًا
في رَحِمِ قصيدةٍ
راهبة ..
من ظَهْرِ حِبْرٍ
قُدُس .
(34)
الأرضُ مصابةٌ
بسرطانِ السّماء .
هل
"عملنا اللّي علينا"
لنلقي
"الباقي على ربِّنا" ؟!
(35)
أوّلَ أيّامِ العيد
في القاهرة ،
لا شيءَ مفتوحًا
سوى
ما ينتظرُ المطر .
(36)
طفلٌ طويلٌ
من ليبيا
تشيبُ لحيتُهُ
في القاهرة
منذُ ثلاثينَ لوحة .
(37)
قالَتْ :
لا تظنَّنَ بي سوءًا ،
يا سيّدي.
لسْتُ مدمنةً أنا ،
ولم أخرج
من جلدتي .
تعرّيني عيونُكم ،
فأتستّر
بالدّخان .
(38)
طالَ غيابُ الحرسِ القديم ،
ونصفُ المرعى
يعيّدُ في القلعة .
والمفتاح
في جيبِ العيد ،
والعيد
في إجازة ،
والإجازة
خارجَ القاهرة ،
والقاهرة
ليسَتْ جميلةً
حينَ يفيض
حزنُ القابلة .
(39)
الكتب
لدى "مدبولي"
أعضاءُ ناشطون
في تنظيمٍ
يَرْقَى إلى المرّيخ .
(40)
مندهشًا من جرأتِه
وبتشجيعٍ من الضّجيج
وما عَبَّ من جعة ،
يسحبُ القلم
ويكتبُ على منديل .
يدٌ تفحُّ تحتَ المنضدة
تقطفُ الرّسالة
وتخرجُ من البخار .
بعدَ ساعات
لا يتّفقان على مطر .
ويذهب
كلٌّ إلى المطار .
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لا يجرؤ على الموت
لا يجرؤ على الموت
رقم القصيدة : 2031
-----------------------------------
بَرْدٌ شديد
دونَ موعدٍ
ينقضُّ على الفريسة
لا الدّواءُ يجدي
ولا النّومُ الثّقيلُ ولا الشّاي
والسّيجارةُ لا تنسحب
من اللّعبة
سعالٌ من أقصى الجنوب
لا يقلقُ أحدًا
سيغادرُ بعدَ قليل
ويستريحون
من السّعال
ودخانِ السّجائر
ودفاترِ غيمٍ
لم تمطرْ ذهبًا
ودواءِ القلبِ اليوميّ
وظلٍّ ثقيل
رغمَ ضآلةِ الجسد
موعدُ سفرٍ وشيك
تتثاءبُ الحقيبة
لا شيءَ سوى حجرٍ
وغصنِ زيتون
يتمزّق
ولا يَجْرُؤ
على الموت
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مشاهدات بنكية
مشاهدات بنكية
رقم القصيدة : 2032
-----------------------------------
(1)
أرملةٌ وابنٌ وحيد
يفتحانِ حسابَ توفيرٍ
لحفيدٍ ينزلُ من حضنِ الجدّة
كجدجدٍ يحبو
على بلاطِ البنك
(2)
امرأةٌ شابّةٌ
سلفةٌ جاهزة
ينقصُها كفيلٌ مقتدر
وبقدرةِ قادر
يصلُ ربُّ العمل
ماذا بوسعِ الزّوجِ أن يفعل؟!
سيطلبُ إلى الله
أن يطيلَ عمرَ ربِّه
(3)
شيخٌ يحسب
عائداتِ مدّخراتِه
ولا يحمدُ أحدًا
(4)
كافرٌ يسأل
عن راتبٍ لم يصل
منذُ أحدَ عشرَ شهرًا
ولا أحدَ يسجد
ذئبٌ
ينهشُ لحمَهُ
إخوةٌ يغتالونَ الحلم
(5)
موظّفةٌ
يصرُّ على تدريبِها
عن كثب
بين لقمةِ عيشِها
وصفعةٍ على وجهِ المدير
شعرةٌ
لا يعرفُها معاوية
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ذاكرة الشمس
ذاكرة الشمس
رقم القصيدة : 2033
-----------------------------------
الحبرُ لم يَفْتُرْ،
ولا الدّهشةُ غادرَتْ
مُتَرَدَّمَ القصيدة.
توتّرٌ
ما قبلَ الخروج،
غيرُ مشوبٍ
بأيِّ حذر.
هل أعترفُ بأنِّي
لم أحبَّ أبدًا
مثلما أحبُّك؟
وهل أقولُ:
ولن؟
أريدُ أن أموتَ
على حبٍّ
يجعلُ الموتَ تافهًا.
لنْ أقْسِم
وأسَفِّهَ عُرْفًا يزعم
أنَّ الشّعراءَ يكذبون.
وإنْ لم تسعفْ
"إنَّ غدًا
لناظرِهِ قريب"،
فالزّبد
سيذهبُ لا محالةَ
إلى الجحيم،
وما ينفعُ الشّعرَ
سيمكث
في ذاكرةِ الشّمس.
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن يفهم أحد
لن يفهم أحد
رقم القصيدة : 2034
-----------------------------------
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
لا تبحثُ عن رجلٍ
عاشق
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
تبحثُ عن عقلٍ
يعشق
يضربُ عرضَ الحائطِ
بالنّوعِ التّافه
حتّى الموت
لن يفهمَ أحدٌ
لكنْ
حسبي أنّي أفهم
وبدأْتُ أذَوِّت
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حبة لمنع الحلم
حبة لمنع الحلم
رقم القصيدة : 2035
-----------------------------------
ينسحبُ من الحُلُم.
شَايٌ على عَجَل.
يخرج إلى كَفافِ يومِه،
متأبّطًا أملاً.
كوفيّةٌ، لا تخفقُ في الرّيح،
تلفُّ الرّأس.
عينانِ لا تَرَيانِ الطّريق.
ما يشبهُ معطفًا،
لا يقي من بردٍ ورصاص،
يلفُّ رمادًا.
سيجارةٌ بلا فِلْتَر.
ولاّعةٌ، على آخرِ رَمَق،
تراوغُها الرّيح.
رغيفٌ ناشفٌ.
بيضتانِ مسلوقتان.
ذرّةُ ملحٍ.
نسيَتْ رشّةَ الكَمُّون.
سيعاتبُها عندما يعود.
يصل، كما كلَّ يومٍ،
إلى الحاجز.
ينتظر.
ولا تمطرُ السّماء.
رصاصةٌ شاخصةٌ في الصَّدْر.
يقرصُهُ الجوع.
يأكلُ الرّغيفَ والبيضتَيْنِ
حتّى آخرِ الملح.
وينتظر.
يأتي المساء.
يتثاءبُ الحاجز.
يتفرّقُ المنتظِرون.
يعودُ إلى البيت،
بلا بيضتَيْن.
وسيجارةٌ أخيرةٌ،
بلا فلتر،
تحولُ دونَ التّنفّس.
يأخذ حبّةً
لمنعِ الحُلُم.
وينام.
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هايكو بالفصحى
هايكو بالفصحى
رقم القصيدة : 2048
-----------------------------------
جرّبت الهايكو ، والتّانكا كذلك ، بالعربيّة العامّيّة الفلسطينيّة منذ 1996 ، وبالإنجليزيّة ، وما زلت أكتبها ، مضيفًا إليها عنصر القافية غير المعمول به في اليابانيّة . وها أنذا أجرّب بعض الهايكو بالفصحى . والهايكو ، تقليد شعريّ ياباني ، تتكوّن ا
الدّيكُ يصيحْ
غيمةُ حبرٍ حبلَى
وتهبُّ الرّيحْ
حُلْمًا تأتيني
حاملةً تفّاحًا
وَرْقَةُ تِينِ
موسيقَا أمطارْ
ترقُصُ نافذتي
وتغنّي النّارْ
فلتصهَلْ حرَّهْ
مهرةُ حبرٍ سمراءْْ
من أقصى الصّحرا
صرخَتْ خيمَهْْ
غيمتُنا حَجَرٌ
فَلِمَ القمَّهْ؟
لا يهدأُ بالْ
شلاّلٌ حبرٌ أحمرْ
ورقٌ غربالْ
وصلَتْ صُورَهْ
شاهدْتُ الفجرَ الهادئْ
يعلنُ ثورَهْ
آتٍ لا بدَّا
فجرٌ جِدَّ جديدٌ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> يد يسى
يد يسى
رقم القصيدة : 2052
-----------------------------------
يدٌ يُسْرَى
بلا ذهبٍ يقيّدُها
تقيّدُني
وتنهرُني إلى المرعى
بصوتِ قصيدةٍ
خرجَتْ على هُبَلٍ
بكأسٍ
من رحيقِ الشّمسِ تسكرُني
بخيطٍ
من حريرِ الرُّوحِ تشنقُني
وفي حقلٍ
من الأحلامِ تتركُني
صريعَ بدايةٍ أخرى
بممحاةٍ تعلّمُني
بلا حبرٍ تجنّبُني
كلامًا دونَما قولٍ
دخانًا دونَما نارٍ
ونارًا غيرَ لاهبةٍ
وتلهبُني
عقيدتُها
تردُّ الرُّوحَ مطرقةٌ
تسوِّي ما تجعلكَ من
صفيحِ الوقتِ تلهمُني
قصيدتُها
تقلِّبُني على جمرٍ
أقبّلُها
بلا لغةٍ تلعثمُها
وأحملُها
على كفَّيْنِ من تعبٍ
بلا عنبٍ تراودُني
وعن بُعْدٍ تهاودُني
ومن قفصٍ
بنافذةٍ مُشَرَّعَةٍ
على الأطلالِ تخرجُني
إلى الدّنيا
بلا لونٍ
يغرّبُني
عن الدّنيا
وتحملُني
يَدٌ يُسْرَى
من الصّحراءِ نِحلتُها
وسحنتُها
إلى الحمراءِ نَحلتُهـ
ورحلتُها
بحبرِ الرُّوحِ مشبعَةً
على ورقٍ
من الْبَرْدِيِّ تكتبُني
بلا مَحْوٍ
تعرّيني
أمامَ الرّيحِ تنشرُني
يَدٌ يُسْرَى
مهندسةٌ
بَنَتْ هَرَمًا
من الأحلامِ شاعرةٌ
ولا بيتٌ
يُلَمْلِمُ لَحْمَ دفترِها
ولا بحرٌ
يحيطُ بملحِ خاطرِها
بلا ليلٍ
ولا خيلٍ
ولا بيداءَ تعرفُها
بنقرةِ إصبعٍ
نفضَتْ غبارًا
عاثَ ذاكرةً
لتبعُدَ سنتمترًا
واحدًا
عن أرضِ سيرتِها
وديرتِها
بلا ذهبٍ
يقيّدُها
تقيّدُني
يَدٌ يُسْرَى
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> المشنقة
المشنقة
رقم القصيدة : 2053
-----------------------------------
عاشت في دمي
ثمانية وأربعين عاما
وغادرت متردمي
قبل ثماني وأربعين ثانية
دون وداع
أو تلويحة يد
يسرى أو يمنى سيان
لن أصغي إلا لإيقاع القلب
وليذهب العقل إلى الجحيم
من قال لا إمام سوى العقل؟
أبو العلاء المعري؟
فليذهب هو الآخر
إلى جحيم دانتي
ليظب عرض رسالة الغفران
بما تيسر من سقط الزند
من لزومياته التي لا تلزم أحدا
لن أفعلل السطور
ولو دارت رحى داحس والغبراء من جديد
فليشق الفراهيدي بحره الأحمر
بعصا سحرية
تحول دون خروج أي نفس
من صدر الهرم
لن أثقلها بالقوافي
الاكسسوار للراقصات
والقصيدة ليست جارية
في بلاط أحد
مدير فريق كرة قدم قروي كان
أم مديرا للكون
لن أشكل الكلمات
فكل يضع كمية الملح التي يريد
في طبق استعارته المفضلة
وكمية السكر التي يحتاج
في فنجان كنايته الإسبريسو
اكتشفت مؤخرا
أن الحركات
منونة وغير منونة
فضلا عن كونها ترفا
للميسورين
تثقل حركة القصيدة
وتخنق صهيلها البريء
من دم المكبر
وتقيد حريتها
إلى أبعد الحدود
لن أتنازل عن الحركات فحسب
بل عن الشدات أيضا
فهذه أشد مضاضة
وألد عداء لكل ألوان الهديل
ولكن
برغم كل ما صار
وما سوف يصير
لن أتنازل
بأي شكل من الأشكال
عن الهمزة
وإن أصبحت مشنقتي
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الخروج من مرج ابن عامر
الخروج من مرج ابن عامر
رقم القصيدة : 2054
-----------------------------------
أخرُجوا من نوافذِ روحي * أريدُ التَّنَفُّسَ هذا الصّباحَ * اخرجُوا الآنَ مِنِّي * أريدُ التّسكُّعَ مِلْءَ اشْتهائي * أريدُ الرّحيلَ إليها على مَتْنِ ريحٍ تجيدُ الرّحيلَ إلى حيثُ لا شيْءَ إلاّ أصابعُ شم
أخرُجوا من مُسَوَّدَتي واترُكوني * تريدُ مُسَوَّدَتي أن تشمَّ بياضًا يَبيضُ على قممٍ لا تراها العيونُ * اخرُجوا من عباءةِ ليلِي مساءً * فليلِي يريدُ البقاءَ وحيدًا إلى أن يجيءَ الصّباحُ وتشرقَ شـ
أخرُجوا من حظيرةِ خيلي سريعًا * فخيلي تريدُ الصّهيلَ * اخرُجوا من حضارةِ حُلْمِي * فحُلْمِي حزينٌ يريدُ البكاءَ * اخرُجوا من مرايا حروفي * حروفي تريدُ التَّوَحُّدَ في ما وراءَ المرايا * اخرُجوا
أخرُجوا * لا أريدُ عكاكيزَ من ورقٍ في حرائقِ روحي تعيثُ كلامًا وتطحنُ ماءً * مهاميزَ من قلقٍ في شرانقِ ريحي تُجَعْلِكُ ثوبَ الحريرِ ودربَ الحريرِ * اخرُجوا * لا تديرُوا الوجوهَ إلى الخلفِ كيلا كزوجة
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خبر عاجل
خبر عاجل
رقم القصيدة : 2055
-----------------------------------
وأفادَ مراسلُنا
قبلَ ثانيةٍ
أنَّ طائرةً من ورقْ
سَقَطَتْ في بحيرةِ حبرٍ
على بُعْدِ عشرةِ أحلامٍ
من سَمَرْقَنْدَ هذا الغَسَقْ
وأضافَ مراسلُنا
سُحُبٌ من دُخَانٍ كثيفٍ
بلا قبّعَاتٍ
تضاجعُ في الرِّيحِ
ريحَ القلَقْ
تحجُبُ الرّؤيا
وتسدُّ طريقَ الحريرِ بليلٍ
وخيلٍ
بغيرِ صهيلٍ
يُطاولُ سقفَ العَلَقْ
وأفادَ شهودُ عيانٍ
بِلا أدمعٍ
أنَّ الطّيّارَ اختنقْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> البداية
البداية
رقم القصيدة : 2056
-----------------------------------
قبلَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * نزلَ ببيتِنا ضيفٌ غريب
كان في حَوْزَةِ أبي بندقيّةٌ * اشتراها بأساورِ أمّي * غيرُ سريعةِِ الطّلَقات
حاولَ أبي طَرْدَ الضّيفِ الغريب * ولم يسبقْ لهُ * أن طردَ ضيفًا مرّةً
كانَ اسمُ أبي "حاتمًا" * غير أنَّ بندقيّتَهُ * لم تكُنْ محشوّةً رصاصًا
كانَ الضّيفُ ثقيلَ الظِّلِّ * ثقيلَ اللّسان * يكسِّرُ اللّغةَ الوحيدةَ
الّتي يجيدُها أبي * دونَ أن يقرأَ فيها * تاريخًا * أو يدوِّنَ شجرةً للعائلة
سلطاناتْ كويّساتْ * ما ـ شا ـ اللّه * زرعُوا أرضَنا مدارسَ * ومصحّات
وطالَتْ زيارةُ الضّيفِ الغريب * لم يُعْطِ عرضَ كَتِفَيْهِ لأحد * وأبي * لم يستطِعْ إخراجَهُ
رغيفانِ * كانا في لجنِ الخبز * أخذَ الضّيفُ كسرةً * ورغيف
مائدةٌ مبذولةٌ للضّيف * وتنامُ الأسرةُ بغيرِ عشاء * ولم يَرْمِ شيئًا للكلاب
وبعدَ العشاء * نامَ الضّيفُ في بيتِنا * وراوَدَهُ ما لذَّ وطاب * من فواكهِ أحلام * ولم تكُن المرَّةَ الأولى * الّتي ينامُ فيها غريبٌ * ويحلمُ في بيتِنا
وعندَ الصّباح * أخرجَ الضّيفُ من ثقوبِ أحلامِه * أفاعي وثائق * تثبتُ أنَّ له كلَّ البيت
ثارَتْ ثائرةُ أبي * وأعمامي * والجيران * وتصدّى الضّيفُ لهم جميعًا * كانَ في جعبتِهِ بندقيّةٌ * محشوّةٌ رصاصًا * وعقيدَة
قُتِلَ أحدُ أعمامي * وأصيبَ أحدُ الجيرانِ إصابةً بالغة * وجُرِحَ أبي * وخرجَتْ أمّي * تبحثُ عن طبيبٍ * ولم تَعُدْ
وبعدَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * وفي ما تبقّى له من مطرحٍ * لممارسةِ عادةِ التّنفّسِ السّرّيّة * صَلَبَ حفيدُ أبي * على أحدِ الجدران * صورةً لي ولأمِّه يومَ زفافِنا * وا
لم يكُنْ يومَها آلةُ تصويرٍ * في القرية * ثمّةَ صورةٌ معلّقةٌ * على جدرانِ ذاكرتي * هل تستطيعُ نسخَها من هناكَ * يا ولد * بواسطةِ هذهِ الفأرةِ العبقريّة؟
وضَعَ رأسَهُ على مخدَّةٍ * محشوَّةٍ ترابًا * من حاكورةِ بيتٍ * ليستْ لَهُ الآن * وبقيَتْ قدماهُ وأطرافُ العباءة * في الخارج
وجاءَ حفيدُ الضّيفِ الغريب * يأمرُ حفيدَ أبي * أنْ يَظُبَّ أطرافَ عباءتِه قليلاً * لأنّ رائحتَها * على حدِّ زعمِ حفيدِ الضّيف * تكادُ تخنقُه
لَمْلَمَ حفيدُ أبي أطرافَ العباءة * وظَبْظَبَ قَدَمَيْهِِ إلى صدرِهِ * وسَكَتَ * ونام
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن أعود إلى المرعى
لن أعود إلى المرعى
رقم القصيدة : 2057
-----------------------------------
سقطَتْ مِطْرَقَةٌ * مِن شُرْفَةِ هذا المساء * لتستقرَّ على سطحِ بحرٍ * مِن رخامٍ أبيضَ ليسَ رخوًا
ثمَّةَ سَبَّابَةٌ مِن خزف * وإبهام * يُمْسِكَانِ بريشةِ عنقاء
سالَ دَمٌ أسوَد * بما فيهِ الكفاية * لترميمِ "لسانِ العرب" * بطريقةٍ مخالِفةٍ * لشريعةِ الرَّوِيّ
وسالَ دمٌ أحمر * يكفي لإعادةِ كتابةِ التّاريخِ * مرّتَين * مرّةً مِنَ اليمينِ إلى اليسار * برعايةِ السّيّد * وزير ِ الدّاخليّة * وأخرى مِنَ اليسارِ إلى اليمين * برعايةِ السّيّد * وزيرِ الخارجيّة
وسالَ دَمٌ أخضر * لتأثيثِ هياكلِ التّراث * بأصنامٍ من خُبْزٍ * وآلهةٍ من نبيذ * تَقْرَبُ الصّلاَةَ * ولا تعرفُ صلةَ الأرحام * لكنّها تعرفُ الرّحمة
تلاطمَ موجٌ كثيرٌ * وتكاثرَتْ أسماك * فتجرّأَ الزَّبَد * على غيمةٍ مارقة * وتداخلَ الملحُ في لحمِ السّفينة * وفي أحلامِ الملاّحينَ * والفقراء
تَعَمَّمَ الطّوفان * فاختبأَتْ فاكهةُ البحرِ * في بطنِ حوت * حالمةً بِأفُقٍ * يُفْضِي إلى شواطئِ شمسٍ * تشرقُ مِن شمال
فأنشأَ الرّاعي يقولُ شعرًا * لن أذهبَ إلى المرعى بعدَ اليوم * فَلْتَفْلَتِ الذّئاب * وَلْيَفْنَ الْغَنَم
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قاعدة للريح
قاعدة للريح
رقم القصيدة : 2062
-----------------------------------
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
أنْ تسبحَ * عكسَ مجاذيفِ النّزَواتِ * وأشرعةِ الرّغَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تسري * ماءً مهمازًا * تحتَ جليدِ الوقتِ * يحثُّ خيولَ السّاعةِ * كي تتصاهلَ مسرعةً * مِن أقصى الرّوحِ * ترتِّلُ أدعيةَ الآياتِ * تردِّدُ أسئلةَ النّاياتِ * تغنِّي مُشْرَعَةَ ا
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تجري * عكسَ الملحِ المتغلغلِ في لحمِ الحلمِ المكسورِ * جَنينًا * في رَحِمِ المرآةْ
عكسَ الموجِ المتزاحفِ * نحوَ الكهفِ الهشِّ * بُعَيْدَ نزولِ "اقْرَأْ" * وبدايةِ خاتمةِ الدّعَواتْ
عكسَ التّيّارِ الضّاربِ * ظَهرَ شوارعِنا الحبلى * بهُراءاتِ الشُّرُفاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواعدَ قاعدةً * في الشّمسِ * تراودُ قارعةَ التّاريخِ بلا خجلٍ * لتسفّعَ هالاتِ الحلَماتِ * تُفَلِّي عاناتِ النَّكَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواربَ قاعدةً * في البحرِ * بلا قاعٍ * وبلا راعٍ * تتثاءبُ حافيةَ الأحلامِ * وعاريةَ الصّهَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ دروعًا مرميّاتْ
في الصّحرَا * قاعدةٌ * تتمرّغُ في صدأٍ حُرٍّ * وغبارٍ مرٍّ * منذُ عبُورٍ * أنقذَ ماءَ الوجهِ * وأيقظَ خيلَ الرّهبةِ * من ليلِ الكبَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ تماسيحًا متقاعدةً * لا تمسحُ غيرَ دموعٍ * تكتبُها * وتلحِّنُها * علبُ اللّيلِ الحمراءُ * تغنّيها كلُّ الشّاشاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ عيونًا * كانَتْ أمّيّاتْ
صارَتْ تتقرّى * دونَ نواظيرٍ * سطرًا مَمْحُوًّا * تحتَ بياضٍ * مُصْفَرِّ الصَّفَحاتْ
صارَتْ تتحرّى * دونَ نواطيرٍ * قُطَبًا * في جلدِ الخيمةِ * مخفيّاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> إمرأة من نار
إمرأة من نار
رقم القصيدة : 2064
-----------------------------------
لا تُغريني
وتدغدغُ أرضَ الرُّوحِ تثيرُ جنوني
إلاّ امرأةٌ
من نارٍ
تعصفُ بي
تجتاحُ هشيمَ الحُلْمِ تبعثرُني
في الرّيحِ صهيلاً
يعشقُ موتي
يسبقُ صوتي
صوبَ حقولِ هديلٍ
تأخذُني سِنَةً
وتعيدُ سِنيني
حاملةً أحلامًا
تسرقُ ضلعَ الرّوحِ وتجبلُني
نارًا
لا تشبهُ إلاّ
نارَ جُنوني
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سفيرة الروح
سفيرة الروح
رقم القصيدة : 2065
-----------------------------------
من أرضٍ أعشقُ فيها فلاّحًا إنسانْ
لا يأكلُ إلاّ قمحَ الرّوحِ رغيفًا أشقرَ مِن شمسٍ تتغاوى في نيسانْ
من أرضٍ أعشقُ فيها ماسحَ أحذيةٍ لا يمسحُ أحذيةَ السّلطانْ
جاءَتني الرّيحُ بغيمةِ حبرٍ حاملةً عطرًا مطرًا يتهامى فوقَ نوافذِ روحٍ يغسلُ عنها كلَّ تضاريسِ النّسيانْ
مِن أرضٍ أعشقُ فيها آتِيَ أغنيةٍ لا تسطعُ إلاّ غضبًا "وأنا كُلّي إيمانْ"
جاءَتني الرّيحُ بأنثى نَسْرٍ جارحةٍ في الدّهشةِ طاعنةٍ في الجرأةِ مُوغلةٍ في أدغالٍ قَدَمُ الإنسانْ
لم تعرفْ نحوَ حفيفِ سريرتِها وفحيحِ جريرتِها مِن قَبْلُ طريقَ حريرٍ دهليزًا سردابًا أو عنوانْ
مِن أرضِ أساطيرٍ ما زلْتُ أدجّنُها في رَحِمِ الأحلامِ أجِنَّةَ شِعرٍ طاهرةً كملائكةِ الرّحمنْ
جاءَتْ مِن غامضِ عِلْمٍ يقرأُ قهوةَ لاوعيٍ يستوطنُ ذاكرةَ الحرمانْ
مِن شاهِقِ حُلْمٍ علََّقني برموشٍ مِن ملحِ الأحزانْ
مِن دفترِ غيمٍ يكتبُني سطرًا مِن جمرٍ شوقًا يشعلُني جاءَتْ أنثى نَسْرٍ لا تفصلُني عنها لغةٌ أو تاريخٌ وهمٌ وشريطُ حدودٍ هشٌّ بين بلادٍ مِن لحمٍ وبلادٍ مِن حُلْمٍ وقتٌ ريحٌ ورمادُ مكانْ
أنثى نَسْرٍ ما أجملَ صورتَها ما أنبلَ ثورتَها حَجَرُوها في قفصٍ ما تهمتُها؟ كفرَت بقطيعٍ مِن أبقارِ قبيلتِها كَشَطَتْ جِلْدَ الصّمتِ المُتَمَاوِتِ خوفًا مِن سرطانِ الضّوءِ وضوءِ السّرطانْ
كَسَرَتْ مزرابًا لم يجرُءْ أحدٌ أن يكسرَهُ خوفًا مِن مشنقةٍ مِن محرقةٍ أو مِن قلمٍ ذربٍ وسليطِ لسانْ
مِن طلقةِ حقدٍ غادرةٍ وسطَ ضبابٍ باسمِ محاربةِ العدوانْ
أنثى نَسْرٍ ما أبهى طلّتَها ما أشهى جملتَها جاءَتْني مَحْضَ مصادفةٍ وكأنِّي أعرفُها منذُ الرَّيحانْ
فتآخَيْنا وتوخَّيْنا ألاّ نتشاغلَ أو نتشاعلَ في قشرِ الأشياءِ وتقشيرِ الأشجانْ
ألاّ نتلهَّى عند السّطحِ بما لَبِسَتْ أو لَبِثَتْ بنتُ السّلطانْ
أو خَبْريّاتِ وخمريّاتِ ملوكِ الجانْ
أَلاَّ نتشهَّى صبرًا تينًا أو عنبًا رمّانْ
ياقوتًا أو ذهبًا مرجانْ
وتواعَدْنا وتعاهَدْنا أن ينتصرَ الإنسانْ
وبدونِ دُوارِ دوائرَ أو أدوارٍ مِن دورانْ
أخذت سطرًا مِن دفترِيَ المخنوقِ هُنا كي تنشرَهُ في النُّورِ الطَّلْقِ هناكَ وكانْ
أنْ كانَ نهارٌ يمزعُ عتمةَ أحزانٍ لا تشبهُها الأحزانْ
والشّاهدُ أنّ سفيرةَ روحٍ تعملُ في صمتٍ قدّيسٍ وانتصرَ الإنسانْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقوط بغداد
سقوط بغداد
رقم القصيدة : 2066
-----------------------------------
عبثًا تراودُنا القصيدةُ مرّةً * ومدافعُ العدوانِ نثرًا تكتبُ التّاريخَ دونَ هوادةٍ * ويكونُ في نيسانَ يا تمّوزُ أنْ دخلَ الغزاةُ إلى الرُّصافةِ * في المضافةِ شُوهدَت دبّابةٌ روميّةٌ مرتابةٌ * أرخَت على الدّنيا بأنواعِ الهديلِ هديرَها وغبارَها
يتوسّطُ "الفردوسَ" تمثالٌ يماطلُ حتفَهُ متمنّعًا * عجزَت عجوزُ الرّيحِ عن تنزيلِهِ تأويلِهِ * فَتَبَرْمَكَتْ بغدادُ نادَت نارَها * وتجمهرَ الأهلونَ حولَ رشيدِهِمْ * باءَت حبالُ الحيِّ عن تحريكِهِ * دبكُوا على دبّابةِ الضّيفِ الغريبِ * تلعث
عبثًا تباغتُنا القصيدةُ * شاشةُ الأحداثِ أسرعُ من حصانِ الحبرِ * لا حبرٌ يضاهي الدّمَّ * أخبارٌ تربِّطُنا تخربطُنا * وتصعقُنا تصاويرٌ وتحرقُنا * وخارطةٌ ممزّقةٌ وغارقةٌ بدمعٍ سالَ من عينَيْ حمورابي * وبابلُ في أعالي البرجِ تقطعُ ثوبَها * آشورُ
هي خطوةٌ أولى ويُخْتَصَرُ المدى * هي خبطةٌ أولى وينتشرُ الصّدى هلعًا * عواصمُ من زجاجٍ ترتمي ولعًا بهولاكو * ولا أفٌّ ولا بَرَمٌ * ولا بردى ولا هَرَمٌ * ولاَ كفٌّ تلاطمُ مخرزًا * وبدونِ أحلامٍ ننامُ ولا ننامُ * بدونِ أيّامٍ نفيقُ ولا نفيقُ من
هي نكسةٌ أخرى تنكّسُ حلمَنا * هي نكبةٌ * هي خيبةٌ * هي كذبةٌ كبرى * إله الحربِ يستلمُ الوديعةَ مرّةً أخرى * ومندوبُ المليكةِ ها هنا * حرًّا يجوبُ السّوقَ في بغدادَ * يعرفُ ما يريدُ الآنَ * يبغي الكحلَ والحنّاءَ والتّرياقَ والسّمّاقَ * عاشقةٌ وراء
سقطَتْ مدينتُنا القديمةُ مرّةً أخرى * تنفّست البلادُ دخانَ خيبَتِها * تدافعت العبادُ يقودُها جوعٌ * تلملمُ بعضَ لقمَتِها * تنفّسُ بعض نقمَتِها * ويندلعُ السّؤالُ مرارةً * ويتيهُ في الصّحراءِ موّالٌ عراقيٌّ وتَسْآلُ
أين الدّفاعاتُ الّتي قالوا؟
جندٌ وقوّاتٌ وحرّاسٌ وأرتالُ؟
أين الفدائيّون؟ هل مالوا
إلى من عندَه مالُ؟
أين الحرسْ؟
ذهبُوا إلى مستنقعٍ؟ زالوا؟
كفٌّ عدسْ
كفٌّ عدسْ
تاريخُ أمّتِنا خرسْ
تاريخُنا خرسٌ خرسْ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ليلى في العرااق مريضة
ليلى في العرااق مريضة
رقم القصيدة : 2067
-----------------------------------
ماذا سنكتبُ يا هناكَ ويا هُنا؟ * يتساءلُ التّاريخُ والجغرافِيا اغْتُصِبَتْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرَى
ماذا سنكتبُ؟ مَن سيقرأُ ما سنكتبُ؟ مَن سيسمعُ ما نقولُ؟ ومَن
سيبصرُ ما سيجري مِن دَمٍ؟ * أنقولُ هولاكو على الحدودِ تمنَّعي
بغدادُ؟ * كيفَ نقولُها؟ * بغدادُ يا صحراءُ تُحرقُ مرّةً أخرى * ولا أحدٌ هناكَ ولا هنا أحدٌ يُرَى
هل غادرَ التّاريخُ مِن سَبَأٍ إلى شَرَمٍ مرورًا بالسّقيفةِ؟ * هل سَرَى؟
هل مَلَّنا التّاريخُ؟ * هل ضاقَتْ بنا الصّحراءُ ذَرْعًا؟ * هل سيسقطُ دمعُنا؟ * هل عافَنا اللّيلُ الطّويلُ؟ * وهل سيصمدُ شمعُنا؟ * ماذا سأكتبُ يا فَمِي؟ * و"مُظَفَّرُ النُّوَّابِ" يصرخُ في دَمِي *
قَرعُوا طبولَ الحربِ * جاءُوا مِن وراءِ البحرِ * والصّحراءُ فرشتُهُمْ * وورشتُهُمْ عراقُ وما تبقّى مِن أثاثِ الرّوحِ في صحرائِنا * هيَ حلقةٌ أخرى ليكتملَ المسلسلُ؟ * هكذا الجمهورُ يبغي؟ * مُخرجٌ
عَرَبٌ بلا عَرَبٍ * ويجتمعُونَ يجتمعُونَ * مؤتمرٌ على ورقٍ * ولا شيءٌ يردُّ الرّوحَ * خارطةٌ على قلقٍ * ولا شيءٌ يصدُّ الرّيحَ * يا قِمَمًا بلا قِمَمٍ بلا ذِمَمٍ بلا هِمَمٍ بلا شَمَمٍ يُرَى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعجزُ عاهلُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعرشُ هاجسُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
وتلاسُنٌ ما بينَ نرجستَيْنِ يخرسُ شاشةً شَوْهَى * ويخرجُ شارعًا عَن طَوْرِهِ * وعواصمُ الثّلجِ البعيدةُ حرّةً يتشكّلُ التّاريخُ مِن تاريخِها *
مِن قمّةٍ لِقُمَيْمَةٍ هيَ قمّةٌ أخرى * على عَجَلٍ تُعَايِنُ جرحَنا * والملحُ يأكلُه بلا ملحٍ * ولا هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
هيَ قمّةٌ أخرى * بلا خجلٍ تُفَلْفِشُ روحَنا * والرّيحُ تذرُوها بلا هدفٍ بلا سقفٍ يُرَى
لا ضَوْءَ في نفقٍ يُهَدِّئُ روعَنا * لا شيءَ في أفُقٍ يُطَمْئِنُ نوعَنا * لا صوتَ يُسْمَعُ غيرَ لا للحربِ لا للحربِ * "ليلى في العراقِ مريضةٌ"؟ * هيَ وحدَها في هذهِ الصّحراءِ تصرخُ لا لأمريكا * وتصرخُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقط الطريق
سقط الطريق
رقم القصيدة : 2083
-----------------------------------
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * تشرينُ يُسْقِطُ دونَ طَلْقٍ وَرْقَةَ التِّينِ المُجَرَّبِ مرّةً أخرى * وتنطلقُ الجُمُوعُ
نارًا بلا نارٍ * على نارٍ مدجَّجةٍ بلا سقفٍ * مؤجَّجةٍ بلا وقفٍ * دَمُ الشّهداءِ يصرخُ في الشّوارعِ: لا إِمامَ سوى الأَمامُ * ولا رجوعٌ للوراءِ * ولا ركوعُ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ رقطاءَ * لا حَرَجٌ يُلَعْثِمُ فَوْهَةَ الفَوْضى * ولا حَرَسٌ يُلَمْلِمُ شِرْعَةً شَوْهَا * وتختلطُ الحوابلُ بالنّوابلِ مرّةً أخرى * وتختلجُ الضّلوعُ
أَبِطَلْقَةٍ صفراءَ تُخْتَصَرُ الطّريقُ؟ * طريقُنا وَجَعٌ وجُوعُ
وستسألينَ خرائبَ الصّحرا غدًا * وخرائطَ الذّكرى مَدًى: كيفَ الرّجوعُ إلى بدايةِ عهدِنا؟ * كيفَ الرّجوعُ؟
يأتيكِ صوتٌ من جنوبِ الرُّوحِ يعلنُ حربَهُ: ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا ركوعٌ لا خضوعٌ لا خنوعُ
هيذي السّتارةُ أُسْدِلَتْ * ووراءَها ظهرَتْ ظِلالٌ لن تُظَلِّلَها الظِّلالُ * ولن يُضَلِّلَها الضَّلالُ * ولن تُواريها الدّموعُ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * وستسألينَ تُسائلينَ * وسوفَ تسألُكِ السّماءُ نيابةً عن دمعِنا: كيفَ الرّجوعُ إلى حريرِ الحلمِ يا وجعًا يُجَرِّحُ مهرةَ الحبرِ الطَّهُورِ بشفرةٍ من شهوةٍ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمي الرّوحَ من ريحٍ بلا روحٍ مخدَّرةٍ بأوهامٍ مبخَّرةٍ بأحلامٍ * وفي تختٍ من الفخّارِ تأكلُني وما انفكَّتْ تجوعُ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمينِي * ويحملُني * ويرميني إلى عينَيْنِ من ليلٍ بلا صُبْحٍ * إلى قَدَمَيْنِ حافيتَيْنِ من قمحٍ * حذاؤُهُما العتيقُ يليقُ تاجًا من عقيقٍ * فوقَ أوهامٍ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا رجوعٌ لا رجوعُ
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قلم قلق
قلم قلق
رقم القصيدة : 2085
-----------------------------------
قَلَمٌ قَلِقٌ * مِن تَحْتِهِ عَاصفةٌ وَرَقٌ * مِن فَوْقِهِ عَاصفةٌ أرَقٌ * لا يَهْدَأُ بَالُهُ * تَهْنَأُ حالُهُ * مكسورُ الخَاطِرْ
مبراةٌ من خشبٍ هَرِمٍ بَرِمٍ * لا حَوْلَ لها * لا قُوَّةَ تَحْدُوها * صَدَأٌ وَبَأٌ يحتلُّ الشّفرَةَ * منذُ الدّعوةِ * في المِبْرَاةْ
والدّفترُ * كيفَ الحبرُ سَيُسْطَرُ؟ * طَيَّ الجُبَّةِ * تحتَ القُبَّةِ مَخْبُوءٌ * لا يُشْهِرُ شاردةً أو واردةً * لا يُظْهِرُ خاطِرْ
ممحاةٌ مِن وجعٍ * ما انفكَّتْ تمحُو غربتَها * منذُ انفطمَتْ * مُحْدَوْدِبَةٌ مُحْرَنْجِمَةٌ * وتقاعدَتِ الممحاةْ
أوكيفَ سنكتبُ * هذي اللّيلةَ * غيمًا ماطرْ
تاريخَ غَدٍ * يَغْرَوْرِقُ يُشْرِقُ * يا ولدي * فرَحًا * كي نشربَ ماءَ حياةْ؟
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الأشغال السيزيفية الشاقة
الأشغال السيزيفية الشاقة
رقم القصيدة : 2093
-----------------------------------
مطرٌ غزيرٌ
من قراءة
يشطفُ شبابيكَ الرُّوحِ
ليلةً إِثْرَ ليلة
بوابلٍ من رذاذٍ ورحيق
قطرةٌ عزيزةٌ
من كتابة
طوفانُ وَجَعٍ وسَهَر
أَيُّوبُ صَبْرٍ
وفُلْكُ أَرَق
سُلَحْفَاةُ حبرٍ وورقٍ
مراهِقَةُ الدّبيب
أرنبُ خوفٍ وحجلٍ
مُشَرَّعُ القوائم
هُوَذاكَ مَصْرِفُ المجدِ والخلود
غيرُ محدودِ الضّمان
وغيرُ مُحَدَّدِ الزّمانِ والمكان
مفتوحٌ
على مدارِ السّبّابَةِ والإبهام
أمامَ جميعِ سلالاتِ المُستثمِرين
دونما تمييز
بينَ تمرةٍ وجمرة
بينَ شحمةٍ وفحمة
ماذا ينتظرُ سُلَحْفَاتِي؟!
وسامُ كرامةٍ
من نرجس؟!
غرامةُ سجنٍ مُؤَبَّد
مع الأِشغالِ السِّيزيفيَّةِ الشّاقّة؟!
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ولم تحضر القصيدة
ولم تحضر القصيدة
رقم القصيدة : 2094
-----------------------------------
أحْضَرْتُ رزمةَ ورقٍ جديدة
حزمةَ أقلامٍ جديدة
وأحْضَرْتُ علبةَ تبغٍ مليئةً جديدة
منفضةً نظيفةً جديدة
ولاّعةً لا تُخَيِّبُ الرّجاءَ جديدة
رَكْوَةَ قهوةٍ عربيّةٍ جديدة
وأحْضَرْتُ مِخَدَّةً لِيَدٍ يُسرى جديدة
رأسًا جديدًا لراحةٍ يُسرى جديدة
وأحْضَرْتُ قلبًا وعقلاً جديدَيْن
وفكرةً وصورةً جديدتَيْن
ولم تحضُرِ
القصيدةُ
الجديدة
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هزة أرضية
هزة أرضية
رقم القصيدة : 2095
-----------------------------------
قبلَ الهزّةِ الأرضيّة
الّتي زارَتْ مِصْرَ بليلةٍ فقط
كانَتِ الكرةُ الأرضيّةُ المُتصابيةُ أبدًا
هربَتْ من بيتِ زوجِها العجوز
بمريولِها المدرسيِّ العتيق
لتلتقي رفيقَ صباها المرّيخ
سَهِرا ليلةً حمراءَ
من ليالي العمرِ بطولها وعرضها
على ضوءِ صديقٍ قديمٍ لهما
يُدْعَى القمر
يَتَمَرْمَغانِ بغبارِهما
في فضاءٍ لا نهائيِّ أرجوانيّ
وعَصْرَ اليومِ التّالي فقط
عادَتِ الكرةُ الأرضيّةُ من سهرتِها
إلى بيتِ زوجِها المُغَفَّلِ العجوز
دائخةً متراخيَة
لتَهُزَّ رِدْفَيْ نبيذٍ نُوبِيَّيْن
قُدَّامَ عينيِّ الهَرَمِ الأكبر
غارَ القمر
من صديقِهِ المرِّيخ
فغمزَ لرفيقةِ صباهُ الزُّهْرَة
والتقَيا هما الآخران
على ضوءِ الكرةِ الأرضيّة
في أواخر الشّهرِ نفسِه
من يدري
هل اهتزَّتِ الزُّهْرَةُ
هي الأخرى
قُدَّامَ هَرَمِها الأكبر؟!
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بطاقة هوية
بطاقة هوية
رقم القصيدة : 2096
-----------------------------------
في البدءِ كانَ الحسابْ
إِذنْ مِن هُنا نبدأْ
حادثٌ بيولوجيٌّ
عاديٌّ جدًّا
وبسيطٌ للغايةْ
جسدٌ
بعناصرَ خمسةٍ
لا سادسَ لها إلاَّ حزيرانْ
كادَ رمضانُ أن يكسِرَ الصّيامْ
غيرَ أنَّ مدافعَ الغفرانْ
نَسَفَتِ الطَّبَقْ
وحاولَ "تَمُّوزْ"
أن ينقذَ آخِرَ ما تبقَّى
من الماءْ
لكنَّ عاصفةَ كانونْ
كانت أشدَّ مضاضة
جسدٌ
وعناصرُ خمسةٌ
أَلَمٌ ألِفٌ
لَحْمٌ لامٌ
عَظْمٌ عينٌ
دَمٌ دالٌ
مَاءٌ ميمٌ
عَرَضٌ بيولوجيٌّ مُعَمَّى
بلا غَرَضٍ إديولوجيٍّ مُسَمَّى
ميمٌ مجدٌ مُسَجَّى
واوٌ وَحْيٌ وَحِلٌ
تاءٌ تابوتُ تراثْ
خرجْنا مِن التّفّاحةِ بلا ثوبٍ
يُلَفْلِفُ طَابِقَ عورتِنا
بيدٍ مِن خلفٍ وبأختِها مِن أَمامْ
والعُرْيُ إمَامٌ
والعراءُ معبدْ
لا نَجِدُ في سماءٍ غيمةً
حُبْلى بلا دَنَسْ
لا نقطفُ من فضاءٍ نجمةً
تهدي مجوسَ الأصابعِ إلى مغارةٍ
أو خيطِ عنكبوتْ
لا نضربُ في الصّحراءِ خيمةً
تقينا شتاءاتِ الرّصاصِ الطّويلةْ
لا نأكلُ من أرضٍ لقمةً
إِلاَّ مغمّسةً بالرّمادْ
لا نثقُ في رزنامةٍ بِغَدٍ
آتٍ على عُكّازٍ أجوفْ
لا تتحقّقُ على سُلَّمٍ ذاتٌ
دونَ أن تبيعَ روحَها
فَكَّانِ يتناهشانِ الأنا
واقعٌ مرٌّ
ومثلٌ أعلى صعبُ المنالْ
و / أو
آخَرُ حرٌّ
وأنا أعلى قمعيُّ اللّسانِ واليدَيْنْ
وتسائلُ بَعْدُ مَن أنا
يا أيّها الوقتُ يا مَلِكَ المكانْ؟
يقولونَ إنّ الضّوءَ قادمٌ
مِن آخِرِ النّفقْ
فَاسْتَقِلْ يا ليلُ إذنْ
قبلَ أنْ يُعْمِيكَ الفحيحْ
شعراء العراق والشام >> بدر شاكر السياب >> أنشودة المطر
أنشودة المطر
رقم القصيدة : 21
-----------------------------------
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..
شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هل تتسخ الشمس ؟!
هل تتسخ الشمس ؟!
رقم القصيدة : 2107
-----------------------------------
ما أعذبَ تفريغَ العذاباتِ
في كوبِ النّهار
ما أصعبَ اجْتِيَافَ المراراتِ
في وضحِ اللّيل
أخرِجوا عذاباتِكم من مدافنِها
أيّها المُتعَبونَ الطّيّبون
ما زالَ المطر
يعرفُ كيف يطفئُون الحرائق
والشّمسُ لم تتّسخْ بعدُ
قادرةٌ على تنظيفِ الغسيل
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طائفيون
طائفيون
رقم القصيدة : 2115
-----------------------------------
طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .
نَرتدي أقنعةَ الإنسِ
وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .
وَنُساقي بعضَنا بعضاً
دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)
فإن مَرّتْ على آفاقِنا
ضاقَ عليها الإتّساعْ !
أُمميّونَ..
وحادينا لجمْعِ الأُمَمِ المُختلفَهْ
طائفيٌّ يحشرُ الدُّنيا وما فيها
بِثُقْبِ الطّائفه ْ!
وعُروبيّونَ..
نَفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)
إن لم يَلتزِمْ
نَحْوَ وَصَرْفَ الطائِفه ْ!
وأُصوليّونَ..
والأصْلُ لَدَينا
أن يُساقَ الدِّينُ لِلذّبحِ
فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ !
وَحَّدَ العالَمُ أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ
في ظِلِّ بُنى الأوطانِ
حَيثُ الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ
واختلافُ الرّأْيِ
لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ
بل سِنَّ اليَراعْ .
وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ
في سُوحِ القِراعْ
بل بصوتِ الإقتراعْ .
غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدْنا
بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً
وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالإنتزاعْ !
كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ
والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ .
حَيثُ رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً
وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى
بتكفيرِ الذِّراعْ !
***
لَيستِ الدّهشةُ أَنّا
لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ .
بَل لأَِنّا
نَحسَبُ العالَمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)
خَوْفَ دُوارِ الإرتفاعْ !
أحمد مطر
* عن جريدة (الراية) القطرية
يوم السبت 26-6-2004
--------------------------------
استدراك !
تَخَلًّفتُ عَنِّي .
كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي .
تَناهى التّباعُدُ بَيني وَبَيْني
إلى حَدِّ أنيّ
أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ
بِعَتْمةِ ظَنّي !
وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ
ماءَ التَّمنّي !
***
تَخلّفْتُ عَنّي
لأَنّي تَوقّفتُ أَبني
كِياني وَكَوْني
على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي !
وَإذ لاحَ أَنّي
بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي
تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي
فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني !
***
سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ
بنارِ المعاني
فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني !
وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ
فوقَ الهَوانِ
فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني !
وأَحنيتُ عُمْري
لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني
فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي !
***
أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ
أَحرقتُ فَنّي ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ
هَدَّمتُ رُكني ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ
التي تَحتفي بالعَذابِ
وتبكي بُكاءَ الثّكالى لموت الذِّئابِ
غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني ؟!
إلهي أَعِنّي .
أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي
غَداةَ التئامي
سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي .
أَعِدْني..
لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني .
وأَلقى بذاتي
بقايا حياتي
فأدنو إلى نَسمَةٍ لم أَذُقْها
وأحنو على بَسْمةٍ لم تَذُقْني
وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
***
سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قائد الثورة
قائد الثورة
رقم القصيدة : 2116
-----------------------------------
لَكُما نَفْسُ الصِّفاتْ :
ضِعَةُ الذّاتِ
وَضِيقُ الأُفْقِ
والقُبحُ
وَبُطءُ الخُطُواتْ
وَالتّباهي بِمَقَرٍّ هُوَ قِحْفٌ ليسَ إلاّ .
تَستشيطُ السُّلْحَفاةْ :
- ألفُ كَلاّ .
أَنَا لا أُشبهُهُ إلاّ بقُبحِ القَسَماتْ
أَنَا لا أسجُنُ أولادي
ولا أقتلُهُم بالشُّبُهاتْ .
وأنا لا أرتَدي القِحْفَ وأولادي عُراةْ .
وأنا قِحْفِيَ مَفتوحٌ على كُلِّ الجِهاتْ
حُرَّةٌ
إن شِئتُ أن أدخُلَهُ
أو شِئتُ مِنهُ الإنفلاتْ .
وَأنا أملِكُ عُذري
إن تَمهّلتُ بِسَيْري
فأنا مسؤولَةٌ
أحمِلُ أثقالَ بلادي فَوقَ ظَهري
وعلى المسؤولِ بالذّاتِ حِسابُ الخُطُواتْ .
أَتَرى ذلكَ يَرقى لِصفاتي ؟!
تُرَّهاتْ .
كُلُّ شيءٍ قد يُدانيني بِهذا الأَمْرِ
إلاّ عَرَفاتْ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> زمن الحواسم
زمن الحواسم
رقم القصيدة : 2117
-----------------------------------
عَرَبُ الأمسِ الغَواشِمْ
عِندما يُولَدُ فيهم شاعِرٌ
كانوا يُقيمونَ الولائمْ
وَيُريقونَ دَمَ الأَنعامِ
ما بَينَ يَدَيْه
وَيَفِرّونَ مِنَ الذُّلِّ إلَيْه.
غَيرَ أنَّ الأمسَ وَلّى
وعلى الأُفْقِ تَجلّى
عَرَبُ اليَومِ (الحواسِمْ)
فإذا هُمْ
عِندما يُولَدُ، بالرِّشوةِ،
في أكياسِهمْ.. صَوتُ الدّراهِمْ
يَذبحونَ الشّاعِرَ الحُرَّ
فِداءً لِلبهائِمْ !
شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صناديق
صناديق
رقم القصيدة : 2118
-----------------------------------
وَضعُنا وَضْعٌ عَجيبْ !
هكذا ..
نَصحو
فَيصْحو فَوقَنا شيءٌ مُريبْ .
وَعلى الفورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيه "الحبيبْ" !
نَحنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا ..
وَهْوَ لا شأنَ لَهُ في أن يُجيبْ .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يجعَلَهُ خيراً
وفي أحلامِنا
نَسالُهُ أن يَستجيبْ !
نَحنُ والحَظُّ ..
وحيناً يُخفِقُ الحظُّ
وأحياناً يَخيبْ !
يَمخَضُ "الشيءُ"
فإمّا هُوَ ذئبٌ يَرتدي جِلدَ غَزالٍ
أو غَزالٌ يقتَني أنيابَ ذيبْ !
وَهْوَ إمّا صِحَّةٌ تَنضَحُ داءً
أو مَماتٌ يَرتَدي ثَوبَ طبيبْ !
***
ثُمَّ نَصحو ..
فإذا الشيءُ الّذي نَعرفُهُ..ولّى
وقد خَلَّفَهُ مِن فَوقِنا شيءٌ غَريبْ .
وإذا الشيءُ العَقيدُ الرّكنُ هذا
يَمتطي دبّابَةً
أفضَلَ مِن دبّابةِ الشيءِ النّقيبْ !
وعلى الفَورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيهِ "الحبيبْ" .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يلحقَ بالسّابقِ
في وقتٍ قريبْ .
***
في بلادِ النّاسِ
يأتي "الشَّخْصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ
بِصُندوقِ اقتراعٍ ..
وبِبُلدانِ الصّناديقِ
يَجيءُ "الشّيءُ" مَحمولاً
بِكيسِ ( اليانَصيبْ ) !
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> هذا الحنين إلى الوطن
هذا الحنين إلى الوطن
رقم القصيدة : 2119
-----------------------------------
لا يشربُ العصفورُ
من كفِ الغريبْ
وتذوبُ حيفا مرتين ِ
ولا تغيبْ
عن بحةِ النايِ البعيدِ
يحنُّ للبلدِ الحبيبْ
/ خذني إلى ماءِ المطرْ
واغسلْ ضلوعي
بابتهالاتِ الشجرْ
يا قلبُ .. يا جوعَ القوافي
للطريقْ
أشعلْ ذراعي
حين يمتدُّ الحريقْ
وجهي على الأحجارِ والجدرانِ
وجهي ..
وجهي يطالعه الحنينُ إلى الوطنْ
أبكي .. ولا أبكي .. إذا طالَ الزمنْ
أشواقنا
تفاحتانِ تصليانِ على الوترْ
ودماؤنا
زهر الطريقِ وآيتان من المطرْ /
حينَ ارتشفتُ من المخيم آيةَ الإسراءِ
في ضوء الصباحْ
قرأَ الصغار صلاتهمْ
وتوزعوا جسدَ المخيمِ شعلتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
حملوا على أكتافهمْ
أشواقَ أبوابِ المخيمْ
ومضوا إلى دمهمْ
وما نامَ المخيمْ ..
/ يا أيَها الشهداءُ ما غاب الوطنْ
خذني إلى ضلعِ النهارْ ..
وزعْ دمائي
فوقَ خارطةِ البلدْ
في كلِّ أشجارِ البلدْ
من حبةِ الرملِ الحبيبةِ في الشمالْ
حتى الجنوبْ
عكا وقلبي
يافا ولحمي
.. لا تبحْ للغاصبينَ حدودَ جسمي /
يا أيها الشهداء ما غابَ الوطنْ
خذني إلى حيفا وإنْ
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ ..
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ.
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
رقم القصيدة : 2120
-----------------------------------
وما غربتني ..
يداكِ إذا غرّبتني
لماءِ الحقولِ
وشمس السهولِ
ودفقِ الصهيلِ على الأغنياتْ
أجيءُ امتداداً ..
بكلِ الفصولِ ..
ولا أرتديكِ
إذا أفتديكِ
سوى باندلاعي على راحتيكِ
وغرزٍ دمائي ..
على طولِ هذا الطريق إليكِ
بطول انتمائي ..
لزند الربيعِ
أجيء .. أجيءُ ..
كما عمدتني ..
يداكِ صباحاً ..
بضوءِ النهارِ
كما جمعتني
طويلاً .. يداكِ ..
إليكِ .. أجيءُ
ألمُّ النجومَ التي في يديكِ
وأدخلُ .. أدخلُ ..
بين الثيابِ ..
ومعطفِ جلدي
وراحةِ جدّي يطل طويلاً
ويعصر فوق يديَّ الكرومَ
ويلقي عليَّ عباءةَ عكا
إذا دثرتني
ستشرق من راحتيَّ الشموسُ
وتطلق خطوتها الأغنياتْ ..
* * *
وما عذبتني
سألتُ الديارَ
فمالتْ عليَّ وفيَّ الديارْ
وراحتْ تقصّ حكايةَ عشقٍ
فقصّت ضلوعي
وما غابَ عن مقلتيها النهارْ
/ لماذا يشقُّ عليكَ الفراقُ
إذا لامستْ راحتيكَ صفدْ
يطول إذا طالَ فيكَ العناقُ
وإن تشتهيكَ
الحقولُ ..
الفصولُ ..
يطولُ العناقُ
ويركضُ فيكَ هطولُ البلدْ
إليكَ .. إليكَ
على راحتيكَ
طلوعُ الدماءِ
هطولُ البلدْ .. /
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
وكانَ الصباحُ ..
ولحمي وجلدي
على صدرِ أرضي
وفي عمقِ أرضي
أسيلُ .. أسيل إذا ما الشجرْ
وفي القلبِ منهُ
انهمارُ المطرْ ..
وما بينَ ضلعي
يغيب المساءُ
وحيفا تطرز وجهَ الصباحِ
بشمس دمائي ..
وتنفضُ عن راحتيها الضبابَ
وتطلقُ فوقَ الرصيف عباءةَ جدّي
تعبّئُ بالأغنياتِ الرجوعَ
وخطوةَ أمي ..
تسابقُ كلَّ حروفِ السفرْ
/ خذيني شمالاً ..
خذيني جنوباً ..
وشرقاً وغرباً ..
إليكِ خذيني
وكيفَ تشهّى الرمالُ انثريني
وإن مالَ قلبي عليكِ اجمعيني
وبينَ انسيابِ السهولِ ..
الفصولِ
الشوارعِ .. والأغنياتِ
اتركيني
وإن مالَ قلبي عليكِ
خذيني ..
شمالاً .. جنوباً ..
وشرقاً .. وغرباً ..
إليكِ خذيني / ..
وما لوّعتني ..
سألتُ الديارَ
فشقت ضلوعي
ورحتُ إلى راحتيها دماءً ..
فما عذبتني ..
وجاءتْ جميعُ الفصولِ إليَّ
وما غربتني ..
* * *
أتيتُ وكانت عباءة جدّي
أتيت وشقتْ ضلوعي الحجرْ
وما بينَ طلقةِ قلبي ..
وطلقةِ يافا
تلاحمَ وجهُ النهارِ
وعادَ كما كان قبل الظلامِ
ارتفاعُ الشجرْ
وما بينَ كرمةِ يافا
وكرمةِ قلبي
تلاقى المطرْ ..
وظلَّ ..
وظلَّ ..
وظلَّ المطرْ ..
شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لا يشبهني
لا يشبهني
رقم القصيدة : 2121
-----------------------------------
أسقط عندَ المرآةِ
وأمضي ما بينَ المرآةِ .. وبيني
أتسلق جدرانَ الصمتِ وأهوي
ما بينَ المرآةِ وبيني ..
يشبهني ظلي ..
لا يشبهني ظلي ..
أتبسم يبكي وجهي في المرآةْ
أتألم حتى أعماقي ..
يضحك وجهي في المرآةْ ..
أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا ..
ومساحات الطحلب حبلى
تكبر .. تكبر .. ترجع حبلى ..
/ عند الحد الفاصل ما بين ملامحنا
يظهر جليات النائم خلف السنواتْ
من بينِ الأشجارِ يمد يديه ويبكي
يتقيأ .. يبكي ..
يحكي عن جلدِ الأرضِ
وجذر الأرضِ
ويرحل يرحل في السنواتْ /
عند الحد الفاصل ما بين أصابعنا
والسكينْ ..
عند الحد الفاصل ما بين رصاصتنا
وحدودِ الجثةِ حين تنام على ضلعٍ
من طينْ
عند الحد الفاصلِ .. والواصلِ
ما بينَ الجثةِ والمرآةِ .. وجلياتْ
وقفتْ حيفا ..
والشاطئُ ماتْ ..
* * *
قابيلُ على كلِ الأبوابْ
يتجولُّ في كلِ الطرقاتْ
يتداخلُ في الجثةِ
يأخذُ شكلَ القاتلِ والمقتولْ
يشعل لغةً أخرى
يركض في الشارعِ
يكسر كلَ ضلوعِ الأمطارْ
هابيل القاتل والمقتولْ
قابيل القاتل والمقتولْ
والجثة عاريةٌ من كل فصولِ شهادتها
الجثة حافية القدمينْ
عندَ الحدَّ الفاصلِ ما بينَ الظلينْ
لم تدخلْ تاريخَ الأشجارْ
لم تحفظ في القلبِ الأشعارْ
عند ركام الليل انشلحتْ
لم تدخل غابةَ زيتونٍ
لم تكتب دمها عشقاً فوق جدارْ
الجثةُ مفرغةٌ من معناها
القاتلُ يطلقُ
والمقتولُ ينامُ على زنديهْ
القاتلُ يطلقُ نحوَ القلبِ
ويهوي ..
الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..
والجثة لم تكمل مشوارَ الحب إلى عكا
لم تكمل مشوار صباحاتِ الخيرِ إلى
يافا
لم تدخل في البرقوقِ المنتشرِ على
صدر نهارْ
جثة قابيلَ وهابيلَ اندلعتْ
من تابوتٍ واحدْ ..
في تابوتٍ واحدْ ..
لم نكمل بعد قصائدنا ..
ما زلنا ننتظر الأمطارْ
فارغة خطوات المشوارْ
لم نرسل خيمتنا حتى رئةِ الشمسِ
ولمْ ..
ندخل في لغة الأزهارْ
لم نفهم سرَ الدبكةِ والموالِ الأخضرِ
فينا
لم نحفر كي نبحثَ عن ضلعِ أغانينا
عن زهرةِ برقوقٍ حمراءْ
عن نبعِ الماءْ
لم نفهمْ بعدُ لماذا كسرتْ عكا
غازيها
ولماذا ضربتْ بحجارتها
والصدرِ العاري راميها ..
وانتصرتْ عكا
لم نفهمْ
فمشينا كي نحرقَ دمَنا
قابيل يعودْ ..
قابيل القاتل والمقتولْ ..
والجرحُ يطولْ ..
* * *
يا حبةَ قمحٍ منسيهْ
يا دفقةَ نورْ
للشمسِ ربيعٌ وهويهْ
للشمسِ زهورْ
لم نكملْ بعدُ قصائدنا
لم نغلق بعد أصابعنا
حيفا واقفةٌ عندَ البابْ
من طلقةِ حجرٍ تتجددْ
من صرخةِ طفلٍ تتمردْ
تنزاحُ العتمةُ عن شاطئنا
ينهضُ جلياتُ الغائمُ
من حجرٍ
من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ ..
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.