جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
رقم القصيدة : 20790
-----------------------------------
وحديثها كالقطرِ يسمعهُ
رَاعِي سِنِينَ تَتَابَعَتْ جَدْبا
فَأصَاخَ يَرْجُو أنْ يَكُونَ حَياً
ويقولُ منْ فرحٍ هيا ربّا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
رقم القصيدة : 20791
-----------------------------------
على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ
فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ
مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ
شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ
بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ
تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ
أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ
علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ
يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ
ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ
مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ
أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ
ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ
ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ
عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ
كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ
سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ
تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها
مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ
نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ
مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ
تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا
بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ
عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ
وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ
لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍ
بِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ
قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا
عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ
ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ
بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ
غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً
سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ
إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ
سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ
فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ
وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ
كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها
عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ
رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ
بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي
أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ
وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ
بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ
وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ
أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ
ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ
تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ
تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ
دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ
شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ
دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ
فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً
لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ
عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ
كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ
ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ
بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ
عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ
إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ
حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ
رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ
منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ
فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ
وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
رقم القصيدة : 20792
-----------------------------------
ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
والدّلِّ والنّظرِ المستأنسِ السّاجي
والْوَاضِحِ الغُرِّ مَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ
والفاحمِ الرّجلِ المستوردِ الدّاجي
وَحْفٍ أَثِيثٍ عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلٍ
مستفرغٍ بدهانِ الوردِ مجّاجِ
وَمُرْسِلٍ وَرَسُولٍ غَيْرِ مُتَّهَم
وَحَاجَة ٍ غَيْرِ مُزْجَاة ٍ مِنَ الْحَاجِ
طَاوَعْتُهُ بَعْدَ مَا طَالَ النَّجيُّ بِهِ
وظنَّ أنّي عليهِ غيرُ منعاجِ
مَا زَالَ يَفْتَحُ أبْواباً وَيُغْلِقُهَا
دوني ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ
حَتَّى أضَاءَ سِرَاجٌ دُونَهُ بَقَرٌ
حمرُ الأناملِ عينٌ طرفها ساجِ
يَكْشِرْنَ لِلَّهْوِ واللَّذَّاتِ عَنْ بَرَدٍ
تكشّفَ البرقِ عنْ ذي لجّة ٍ داجِ
كَأنَّمَا نَظَرَتْ نَحْوي بِأعْيُنِهَا
عِينُ الصَّرِيمَة ِ أوْ غِزْلاَنُ فِرْتَاجِ
بِيضُ الْوُجُوهِ كَبَيْضَاتٍ بِمَحْنِيَة ٍ
في دِفْءِ وَحْفٍ مِنَ الظِّلْمَانِ هَدَّاجِ
يَا نُعْمَهَا لَيْلَة ً حَتَّى تَخَوَّنَهَا
داعٍ دعا في فروعِ الصّبحِ شحّاجِ
لمّا دعا الدّعوة َ الأولى فأسمعني
أَخَذْتُ بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرْتُ أدْرَاجِي
وَزُلْنَ كالتِّينِ وَارَى القُطْنُ أسْفَلَهُ
واعتمَّ منْ برديّا بينَ أفلاجِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدمِ أقبلها
خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ
كأنَّ في بريتها كلّما بدتا
بَرْدِيَّتَيْ زَبَدِ الآذِيِّ عَجَّاجِ
إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشة ٍ
ولا إذا استودعتْ سرّاً بمزلاجِ
كَأَنَّ مِنْطَقَهَا لِيثَتْ مَعَاقِدُهُ
بعانكٍ منْ ذرى الأنقاءِ بجباجِ
وشربة ٍ منْ شرابٍ غيرِ ذي نفسٍ
في كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ وَهَّاجِ
سقيتها صادياً تهوي مسامعهُ
قَدْ ظَنَّ أنْ لَيْسَ مِنْ أصْحَابِهِ نَاجي
وفتية ٍ غيرِ أنكاسٍ دلفتُ لهمْ
بِذِي رِقَاعٍ مِنَ الْخُرْطُومِ نَشَّاجِ
أوْلَجْتُ حَانُوتَهُ حُمْراً مُقطَّعَة ً
من مالِ سمحٍ على التّجّارِ ولاّجِ
فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافية ً
مِنْ خَمْرِ ذي نَطَفَاتٍ عَاقِدِ التَّاجِ
يَظَلُّ شَارِبُهَا رِخْواً مَفَاصِلُهُ
يخالُ بصرى جمالاً ذاتَ أحداجِ
وَقَدْ أقُولُ إذَا مَا الْقَوْمُ أدْرَكَهُمْ
سُكْرُ النُّعَاسِ لِحَرْفٍ حُرَّة ٍ عَاجِ
فَسَائِلِ الْقَوْمَ إذْ كَلَّتْ رِكَابُهُمُ
والعيسُ تنسلُّ عنْ سيري وإدلاجي
ونصّيَ العيسَ تهديدهمْ وقدْ سدرتْ
كُلُّ جُمَالِيَّة ٍ كالفَحْلِ هِمْلاَجِ
عرضَ المفازة ِ والظّلماءُ داجية ٌ
كَأنَّهَا جُبَّة ٌ خَضْرَاءُ مِنْ سَاجِ
وَمَنْهَلٍ کجِنٍ غُبْرٍ مَوَارِدُهُ
خَاوي العُرُوشِ يَبَابٍ غَيْرِ إنْهَاجِ
عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ
وذو قلائدَ بالأعطانِ عرّاجِ
بَاكَرْتُهْ بِالْمَطَايَا وَهْيَ خَامِسَة ٌ
قبلَ رعالٍ منَ الكدريِّ أفواجِ
حَتَّى أرُدَّ الْمَطَايَا وَهْيَ سَاهِمَة ٌ
كَأنَّ أنْضَاءَهَا ألْوَاحُ أحْرَاجِ
تكسو المفارقَ واللّبّاتِ ذا أرجٍ
منْ قصبِ معتلفِ الكافورِ درّاجِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
رقم القصيدة : 20793
-----------------------------------
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ
ـدَارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا
لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ
أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر
رزقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا
وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ
أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا
رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا
والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ
يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا
يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا
ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ
لاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا
وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ
ـرَحْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعجـ
ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا
لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ
ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
رقم القصيدة : 20794
-----------------------------------
أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
نَعَمْ لاَتَ هَنَّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ
ظَعَائِنُ مِئْنَافٍ إذَا مَلَّ بَلْدَة ً
أقَامَ الرِّكَابَ بَاكِرٌ مُتَرَوِّحُ
منَ المتبعينَ الطّرفَ في كلِّ شتوة ٍ
سنا البرقِ يدعوهُ الرّبيعُ المطّرحُ
يسامي الغمامَ الغرَّ ثمَّ مقيلهُ
مِنَ الشَّرَفِ الأعْلَى حِسَاءٌ وَأبْطَحُ
رعينَ قرارَ المزنِ حيثُ تجاوبتْ
مَذَاكٍ وأبْكَارٌ مِنَ الْمُزْنِ دُلَّحُ
بِلاَدٌ يَبُزُّ الْفَقْعُ فِيهَا قِنَاعَهُ
كَمَا کبْيَضَّ شَيْخٌ مِنْ رِفَاعَة َ أجْلَحُ
فَلَمَّا انْتَهَى نَيُّ الْمَرابِيعِ أَزْمَعَتْ
خُفُوفاً وَأوْلاَدُ الْمصَايِيفِ رُشَّحُ
رماهَ السّفا واعتزّها الصّيفُ بعدما
طَبَاهُنَّ رَوْضٌ مِنْ زُبَالَة َ أفْيَحُ
وَحَارَبَتِ الْهَيْفُ الشِّمَالَ وآذَنَتْ
مَذَانِبُ مِنْهَا اللَّدْنُ والْمُتَصَوِّحُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ التَّنَانِيرِ بَعْدَمَا
مضى بينَ أيديها سوامٌ مسرّحُ
وعالينَ رقماً فوقَ رقمٍ كسونهُ
قنا عرعرٍ فيهِ أوانسُ وضّحُ
عَلى كُلِّ عَجْعَاجٍ إذَا عَجَّ أقْبَلَتْ
لهاة ٌ تلاقيها مخالبُ كلّحُ
تبصرتهمْ حتّى إذا حالَ دونهمْ
رُكَامٌ وَحادٍ ذُو غَذَامِيرَ صَيْدَحُ
وقلنَ لهُ حثَّ الجمالَ وغنّها
بِصَوْتِكَ والْحَادِي أحَثُّ وأَنْجَحُ
بإِحْدَى قَيَاقِ الْحَزْنِ في يَوْمِ قُتْمَة ٍ
وضاحي السّرابِ بيننا يتضحضحُ
تواضعُ أطرافُ المخارمِ دونهُ
وتبدو إذا ما غمرة ُ الآلِ تنزحُ
فَلمَّا دَعَا دَاعِي الصَّبَاحِ تَفَاضَلَتْ
بركبانها صهبُ العثانينِ قرّحُ
تدافعهُ عنّا الأكفُّ وتحتهُ
مِنَ الْحَيِّ أشْبَاحٌ تَجُولُ وَتَمْصَحُ
فَلَمَّا لَحِقْنَا وازْدَهَتْنَا بَشَاشَة ٌ
لإتيانِ منْ كنّا نودُّ ونمدحُ
أتَتْنَا خُزَامَى ذَاتُ نَشْرٍ وَحَنْوَة ٌ
وراحٌ وخطّامٌ منَ المسكِ ينفحُ
فنلنا غراراً منْ حديثٍ نقودهُ
كما اغبرَّ بالنّصِّ القضيبُ المسمّحُ
نُقَارِبُ أفْنَانَ الصِّبَى وَيَرُدُّنَا
حياءٌ إذا كدنا نلمُّ فنجمحُ
حَرَائِرُ لاَ يَدْرِينَ مَا سُوءُ شِيمَة ٍ
وَيَتْرُكْنَ مَا يُلْحَى عَلَيْهِ فَيُفْصِحُ
فأعجلنا قربُ المحلِّ وأعينٌ
إلينا فخفناها شواخصُ طمّحُ
فَكَائِنْ تَرَى في الْقَوْمِ مِنْ مُتَقَنِّع
على عبرة ٍ كادتْ بها العينُ تسفحُ
لَهُ نَظْرَتانِ نَحْوَهُنَّ وَنَظْرَة ٌ
إلينا فللّهِ المشوقُ المترّحُ
كَحَرَّانَ مَنْتُوفِ الذِّرَاعَيْنِ صَدَّهُ
عَنِ الْمَاءِ فُرَّاطٌ وَوِرْدٌ مُصَبَّحُ
فقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
مُصَرَّدُ أشْرَابٍ مُرَمًّى مُنَشَّحُ
إلى المصطفى بشرِ بنِ مروانَ ساورتْ
بِنَا اللَّيْلَ حُولٌ كالْقِدَاحِ وَلُقَّحُ
نَقَانِقُ أشْبَاهٌ بَرَى قَمَعَاتِهَا
بُكُورٌ وَإسْآدٌ وَمَيْسٌ مُشَيَّحُ
فلمْ يبقَ إلاَّ آلُ كلِّ نجيبة ٍ
لها كاهلٌ جأبٌ وصلبٌ مكدّحُ
ضُبَارِمَة ٌ شُدْقٌ كأنَّ عُيُونَهَا
بَقَايَا جِفارٍ مِنْ هَرَامِيتَ نُزَّحُ
فَلَوْ كُنَّ طَيْراً قَدْ تَقَطَّعْنَ دُونَكُمْ
بغبرِ الصّوى فيهنَّ للعينِ مطرحُ
ولكنّها العيسُ العتاقُ يقودها
همومٌ بنا منتابها متزحزحُ
بناتُ نحيضِ الزّورِ يبرقُ خدّهُ
عِظَامُ مِلاطَيْهِ مَوَائِرُ جُنَّحُ
لَهُ عُنُقٌ عَاري الْمَحَالِ وَحَاركٌ
كلوحِ المحاني ذو سناسنَ أفطحُ
وَرِجْلٌ كَرِجْلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ على خُفِّ النَّعَامَة ِ أرْوَحُ
يقلّبُ عينيْ فرقدٍ بخميلة ٍ
كساها نصيُّ الخلفة ِ المتروّحُ
تروّحنَ منْ حزمِ الجفولِ فأصبحتْ
هضابُ شرورى دونها والمضيّحُ
وما كانتِ الدّهنا لها غيرَ ساعة ٍ
وجوَّ قساً جاوزنَ والبومُ يضبحُ
سمامٌ بموماة ٍ كأنَّ ظلالها
جَنَائِبُ تَدْنُو تَارَة ً وتَزَحْزَحُ
ولمّا رأتْ بعدَ المياهِ وضمّها
جَنَاحَانِ مِنْ لَيْلٍ وَبَيْدَاءُ صَرْدَحُ
وأغْسَتْ عَلَيْهَا طِرْمِسَاءُ وعُلِّقَتْ
بهجرٍ أداوى ركبها وهيَ نزّحُ
حذاها بنا روحٌ زواحلُ وانتحتْ
بِأجْوَازِهَا أيْدٍ تَمُدُّ وتَنْزَحُ
فَأضْحَتْ بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ كَأنَّهَا
قَرَاقِيرُ في آذِيِّ دِجْلَة َ تَسْبَحُ
لهاميمُ في الخرقِ البعيدِ نياطهُ
وراءَ الّذي قالَ الأدلاّءُ تصبحُ
فما أنا إنْ كانتْ أعاصيرُ فتنة ٍ
قُلُوبُ رِجَالٍ بَيْنَهُنَّ تَطَوَّحُ
كَمَنْ بَاعَ بالإْثْمِ التُقَى وتَفَرَّقَتْ
بهِ طرقُ الدّنيا ونيلٌ مترّحُ
رَجَوْتُ بُحُوراً مِنْ أُمَيَّة َ دُونَهَا
عدوٌّ وأركانٌ منَ الحربِ ترمحُ
وما الفقرُ منْ أرضِ العشيرة ِ ساقنا
إلَيْكَ وَلكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أنَّكَ تَشْتَري
جميلَ الثّنا والحمدُ أبقى وأربحُ
وأنتَ امرؤٌ تروي السّجالَ وينتحي
لأبعدَ منّا سيبكَ المتمنّحُ
وإنّكَ وهّابٌ أغرُّ وتارة ً
هزبرٌ عليهِ نقبة ُ الموتِ أصبحُ
أبُوكَ الَّذي نَجَّى بِيَثْرِبَ قَوْمَهُ
وَأنْتَ الْمُفَدَّى مِنْ بَنِيهِ الْمُمَدَّحُ
إذا ما قريشُ الملكِ يوماً تفاضلوا
بدا سابقٌ منْ آلِ مروانَ أقرحُ
فإنْ تنءَ دارٌ يا ابنَ مروانَ غربة ٌ
بحاجة ِ ذي قربى بزندكَ يقدحُ
فَيَا رُبَّ مَنْ يُدْني وَيَحْسِبُ أنَّهُ
يودّكَ والنّائي أودُّ وأنصحُ
هَجَوْتُ زُهَيْراً ثُمَّ إنِّي مَدَحْتُهُ
وما زالتِ الأشرافُ تهجى وتمدحُ
فَلَمْ أدْرِ يُمْنَاهُ إذَا مَا مَدَحْتُهُ
أَبِالْمَالِ أمْ بالْمَشْرَفِيَّة ِ أنْفَحُ
وَذِي كُلْفَة ٍ أَغْرَاهُ بي غَيْرُ ناصِحٍ
فقلتُ لهُ وجهُ المحرّشِ أقبحُ
وَإنِّي وَإنْ كُنْتُ الْمُسِيءَ فَإنَّنِي
عَلَى كُلِّ حَالاَتِي لَهُ مِنْهُ أنْصَحُ
دأبتُ إلى أنْ ينبتَ الظلُّ بعدما
تقاصرَ حتّى كادَ في الآلِ يمصحُ
وجيفَ المطايا ثمَّ قلتُ لصحبتي
وَلَمْ يَنْزِلُوا أبْرَدْتُمُ فَتَرَوَّحُوا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
رقم القصيدة : 20795
-----------------------------------
صَبَا صَبْوَة ً بَلْ لَجَّ وَهْوَ لَجُوجُ
وزالتْ لهُ بالأنعمينِ حدوجُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
رقم القصيدة : 20796
-----------------------------------
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
مَرَرْنَ أمَامَ الرَّكْبِ والرَّكْبُ رَائِحُ
فَسَبَّحَ مَنْ لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ
وأيقنَ قلبي أنّهنَّ نواجحُ
فأوَّلُ مَنْ مَرَّتْ بِهِ الطَّيْرُ نِعْمَة ٌ
لَنَا وَمَبِيتٌ عِنْدَ لَهْوَة َ صَالِحُ
سبتكَ بعينيْ جؤذرٍ حفلتهما
رِعاثٌ وَبَرَّاقٌ مِنَ اللَّوْنِ وَاضِحُ
وأَسْوَدَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ مُغْزِلٍ
دَعَاهَا طَلًى أحْوَى بِرَمَّانَ رَاشِحُ
وعذبُ الكرى يشفي الصّدى بعدَ هجعة ٍ
لَهُ مِنْ عُرُوقِ الُمُسْتَظِلَّة ِ مَائِحُ
غذاهُ وحوليُّ الثّرى فوقَ متنهِ
مدبُّ الأتيِّ والأراكُ الدّوائحُ
فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا
سقيُّ خريفٍ شقَّ عنهُ الأباطحُ
إذا ذقتَ فاها قلتَ طعمُ مدامة ٍ
دنا الزّقُّ حتّى مجّها وهوَ جانحُ
وَفِي الْعَاجِ والحِنَّاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا
كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
فكيفَ الصّبى بعدَ المشيبِ وبعدما
تمدّحتَ واستعلى بمدحكَ مادحُ
وقدْ رابني أنَّ الغيورَ يودّني
وَأنَّ نَدَامَايَ الْكُهُولُ الجَحَاجحُ
وصدَّ ذواتُ الضّغنِ عنّي وقدْ رأى
كَلاَمِيَ تَهْوَاهُ النِّسَاءُ الْجَوَامِحُ
وَهِزَّة َ أظْعَانٍ عَلَيْهِنَّ بَهْجَة ٌ
طَلَبْتُ وَرَيْعَانُ الصِّبَى فِيَّ جَامِحُ
بِأسْفَلِ ذي بيضٍ كَأنَّ حُمُولَهَا
نخيلُ القرى والأثأبُ المتناوحُ
فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ عَلاَجِيمَ جِلَّة ٍ
لِحَاجَتِنَا مِنْهَا رَتُوكٌ وَفاسِحُ
يحدّثننا بالمضمراتِ وفوقها
ظِلاَلُ الْخُدُورِ والْمَطِيُّ جَوَانِحُ
يُنَاجِينَنَا بالطَّرْفِ دُونَ حَدِيثِنَا
وَيَقْضِينَ حَاجَاتٍ وَهُنَّ مَوَازِحُ
وخالطنا منهنَّ ريحُ لطيمة ٍ
منَ المسكِ أدّاها إلى الحيِّ رابحُ
صلينَ بها ذاتَ العشاءِ ورشّها
عَلَيْهِنَّ في الْكَتَّانِ رَيْطٌ نَصَائِحُ
فَبِتْنَا عَلَى الأنْمَاطِ والْبِيضُ كالدُّمَى
تضيءُ لنا لبّاتهنَّ المصابحُ
إذا فاطنتنا في الحديثِ تهزهزتْ
إلَيْها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الْجَوانِحُ
وظلَّ الغيورُ آنفًا ببنانهِ
كَمَا عَضَّ بِرْذَوْنٌ عَلَى الْفَأْسِ جَامِحُ
كئيبًا يردُّ اللّهفتينِ لأمّهِ
وَقَدْ مَسَّهُ مِنَّا وَمِنْهُنَّ نَاطِحُ
فلمّا تفرّقنا شجينَ بعبرة ٍ
وَزَوَّدْنَنا نُصْباً وَهُنَّ صَحَائِحُ
فَرَفَّعَ أصْحَابي الْمَطِيَّ وأبَّنُوا
هنيدة َ فاشتاقَ العيونُ اللّوامحُ
فَوَيْلُ کمِّهَا مِنْ خُلَّة ٍ لَوْ تَنَكَّرَتْ
لأعَدائِنَا أوْ صَالَحَتْ مَنْ نُصَالِحُ
وَصَهْبَاءَ مِنْ حَانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا
عَلَيَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ
فساقيتها سمحاً كأنَّ نديمهُ
أخا الدّهرِ إذْ بعضُ المساقينَ فاضحُ
فَقَصَّرَ عَنِّي الْيَوْمَ كَأْسٌ رَوِيَّة ٌ
وَرَخْصُ الشِّوَاءِ والْقِيَانُ الصَّوَادِحُ
إذا نحنُ أنزفنا الخوابيَ علّنا
مَعَ اللَّيْلِ مَلْثُومٌ بِهِ الْقَارُ نَاتِحُ
لدنْ غدوة ً حتّى نروحَ عشيّة ً
نُحَيَّا وأَيْدِيَنَا بِأَيْدٍ نُصَافِحُ
إذا ما برزنا للفضاءِ تقحّمتْ
بأقْدَامِنَا مِنَّا الْمِتَانُ الصَّرَادِحُ
وَدَاوِيَّة ٍ غَبْرَاءَ أكْثَرُ أهْلِهَا
عَزِيفٌ وَهَامٌ آخِرَ اللَّيْلِ ضَابِحُ
أقَرَّ بِهَا جَأْشِي بِأوَّلِ آيَة ٍ
وَمَاضٍ حُسَامٌ غِمْدُهُ مُتَطَايِحُ
يَمَانٍ كَلَوْنِ الْمِلْحِ يُرْعَدُ مَتْنُهُ
إذَا هُزَّ مَطْبُوعٌ عَلَى السَّمِّ جَارِحُ
يزيلُ بناتِ الهامِ عنْ سكناتها
وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهْوَ طَائِحُ
كأنَّ بقايا الأثرِ فوقَ عمودهِ
مدبُّ الدّبا فوقَ النّقا وهوَ سارحُ
وطخياءَ منْ ليلِ التّمامِ مريضة ٍ
أجنَّ العماءُ نجمها فهوَ ماصحُ
تعسّفتها لمّا تلاومَ صحبتي
بِمُشْتَبِهِ الْمَوْمَاة ِ والْمَاءُ نَازِحُ
وعدٍّ خلا فاخضرَّ واصفرَّ ماؤهُ
لِكُدْرِ الْقَطَا وِرْدٌ بِهِ مُتَطَاوِحُ
نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا
عَنِ الأُكْمِ إلاَّ مَا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ
فسافتْ جبًا فيهِ ذنوبٌ هراقهُ
عَلَى قُلُصٍ مِنْ ضَرْبِ أَرْحَبَ نَاشِحُ
تريكٍ ينشُّ الماءُ في حجراتهِ
كما نشَّ جزرٌخضخضتهُ المجادحُ
كَرِيحِ خُزَامَى حَرَّكَتْهَا عَشِيَّة ً
شَمَالٌ وَبَلَّتْهَا الْقِطَارُ النَّوَاضِحُ
فأصبحتِ الصّهبُ العتاقُ وقدْ بدا
لهنَّ المنارُ والجوادُ اللّوائحُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
رقم القصيدة : 20797
-----------------------------------
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ
وَهِزَّة ُ أجْمَالٍ لَهُنَّ وَسيجُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
رقم القصيدة : 20798
-----------------------------------
لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُهَا ثُمَّ قلَّصَتْ
بسمرٍ خفافِ الوطءِ وارية ِ المخِّ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
رقم القصيدة : 20799
-----------------------------------
وَلِلسِّرِّ حَالاَتٌ فَمِنْهُ جَمَاعَة ٌ
وَمِنْهُ نَجِيَّانِ وَأَحْزَمُهَا الْفَرْدُ
وأفضلُ منها صونُ سرّكِ كاتمًا
إلى الفرصِ اللاّتي ينالُ بها الجدُّ

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
رقم القصيدة : 20800
-----------------------------------
بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
سنيحٌ ، فقال القومُ: مرَّ سنيحُ
فهابَ رجالٌ منهمُ وتقاعسوا
فَقُلْتُ لَهُمْ: جَاري إلَيَّ رَبِيحُ
عقابٌ بأعقابٍ منَ الدّارِ بعدما
جَرَتْ نِيَّة ٌ تُسْلي الْمُحِبَّ طَرُوحُ
وَقَالَ صِحَابي: هُدْهُدٌ فَوْقَ بَانَة ٍ
هدًى وبيانٌ بالنّجاحِ يلوحُ
وَقَالُوا: دَمٌ، دَامَتْ مَوَاثِيقُ بَيْنِنَا
وَدَامَ لَنَا حُلْوُ الصَّفَاءِ صَرِيحُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
رقم القصيدة : 20801
-----------------------------------
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
فَلاَ تَمَالُكَ عَنْ أرْضٍ لَهَا عَمَدُوا
وَرَادَ طَرْفُكَ في صَحْرَاءَ ضَاحِيَة ٍ
فِيهَا لِعَيْنَيْكَ والأظْعَانُ مُطَّرِدُ
واسْتَقْبَلَتْ سَرْبَهُمْ هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ
هَاجَتْ نِزَاعاً وَحَادٍ خَلْفَهُمْ غَرِدُ
حَتَّى إذَا حَالَتِ الأرْحَاءُ دُونَهُمُ
أرحاءُ أرملَ حارَ الطّرفُ أوْ بعدوا
حثّوا الجمالَ وقالوا إنَّ مشربكمْ
وَادِي الْمِياهِ وَأحْسَاءٌ بِهِ بُرُدُ
وفي الخيامِ إذا ألقتْ مراسيها
حورُ العيونِ لإخوانِ الصّبى صيدُ
كَأنَّ بَيْضَ نَعَام في مَلاَحِفِهَا
إذا اجْتَلاَهُنَّ قَيْظٌ لَيْلُهُ وَمِدُ
لَهِا خُصُورٌ وَأَعْجَازٌ يَنُوءُ بِهَا
رملُ الغناءِ وأعلى متنها رؤدُ
مِنْ كُلِّ وَاضِحَة ِ الذِّفْرَى مُنَعَّمَة ٍ
غَرَّاءَ لَمْ يَغْذُهَا بُؤْسٌ وَلاَ وَبَدُ
يثني مساوفها غرضوفَ أرنبة ٍ
شمّاءَ منْ رخصة ٍ في جيدها أودُ
لَهَا لِثَاثٌ وأنْيَابٌ مُفَلَّجَة ٌ
كالأُقْحُوَانِ عَلَى أطْرَافِهِ الْبَرَدُ
يجري بها المسكُ والكافورُ آونة ً
والزَّعْفَرَانُ عَلَى لَبَّاتِهَا جَسِدُ
كَأنَّ رَيْطَة َ جَبَّارٍ إذَا طُوِيَتْ
بَهْوُ الشَّرَاسِيفِ مِنْهَا حِينَ تَنْخَضِدُ
نِعْمَ الضَّجِيعُ بُعَيْدَ النَّوْمِ يُلْجِئُهَا
إلى حشاكَ سقيطُ اللّيلِ والثّأدُ
كأنَّ نشوتها واللّيلُ معتكرٌ
بعد العشاءِ وقدْ مالتْ بها الوسدُ
صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ أغْلَى التِّجَارُ بِهَا
مِنْ خَمْرِ عَانَة َ يَطْفُو فَوْقَهَا الزَّبَدُ
لَوْلاَ الْمَخاوِفُ والأوْصَابُ قَدْ قَطَعَتْ
عرضَ الفلاة ِ بنا المهريّة ُ الوخذُ
في كلِّ غبراءَ مخشيٍّ متالفها
جدّاءَ ليسَ بها عدٌّ ولا ثمدُ
تمسي الرّياحُ بها حسرى ويتبعها
سرادقٌ ليسَ في أطرافهِ عمدُ
بَصْبَاصَة ُ الْخِمْسِ في زَوْرَاءَ مَهْلَكَة ٍ
يَهْدِي الأَدِلاَّءَ فِيهَا كَوْكَبٌ وَحَدُ
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَة ً
إذا الحداة ُ على أكسائها حفدوا
حسبَ الجماجمِ اشباهًا مذكّرة ً
كأنّها دمكٌ شيزيّة ٌ جددُ
قامَ السّقاة ُ فناطوها إلى خشبٍ
عَلَى كُبَابٍ وَحَوْمٌ خَامِسٌ يَرِدُ
ذَوُو جَآجِيءَ مُبْتَلٌّ مَآزِرُهُمْ
بَيْنَ الْمَرَافِقِ في أيْدِيهِمُ حَرَدُ
أوْ رَعْلَة ٌ مِنْ قَطَا فَيْحَانَ حَلأَّهَا
عَنْ مَاءِ يَثْبَرَة َ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
تَنْجُو بِهِنَّ مِنَ الْكُدْرِيِّ جَانِيَة ٌ
بالرّوضِ روضِ عماياتٍ لها ولدُ
لَمَّا تَخَلَّسَ أنْفَاساً قرَائِنُهَا
منْ غمرِ سلمى دعاها توءمٌ قردُ
تهوي لهُ بشعيبٍ غيرِ معصمة ٍ
منغلّة ٍ دونها الأحشاءُ والكبدُ
دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الأرْضِ مَسْلَكُهَا
تِيهٌ نَفَانِفُ لاَ بَحْرٌ وَلاَ بَلَدُ
تطاولَ اللّيلُ منْ همٍّ تضيّفني
دونَ الأصارمِ لمْ يشعرْ بهِ أحدُ
إلاَّ نَجِيَّة َ آرَابٍ تُقَلّبُنِي
كما تقلّبَ في قرموصهِ الصّردُ
مِنْ أمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ
بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الْجَثَّامَة ُ اللُّبَدُ
وَعَيْنِ مُضْطَمِرِ الْكَشْحَيْنِ أرَّقَهُ
هَمٌّ غَرِيبٌ وَنَاوِي حَاجَة ٍ أَفِدُ
وناقة ٍ منْ عتاقِ النّوقِ ناجية ٍ
حرفٍ تباعدَ منها الزّورُ والعضدُ
ثَبْجَاءَ دَفْوَاءَ مَبْنِيٍّ مَرَافِقُهَا
على حصيرينِ في دفّيهما جددُ
مقّاءَ مفتوقة ِ الإبطينٍ ماهرة ٍ
بِالسَّوْمِ نَاطَ يَدَيْهَا حَارِكٌ سَنَدُ
ينجو بها عنقٌ صعلٌ وتلحقها
رِجْلاَ أصَكَّ خِدَبٍّ فَوْقَهُ لَبِدُ
تضحي إذا العيسُ أدركنا نكائثها
خرقاءَ يعتادها الطّوفانُ والزّؤدُ
كأنَّهَا حُرَّة ُ الْخَدَّيْنِ طَاوِيَة ٌ
بعالجٍ دونها الخلاّتُ والعقدُ
ترمي الفجاجَ بكحلاوينِ لمْ تجدا
رِيحَ الدُّخَانِ ولَمْ يَأخُذْهُمَا رَمَدُ
باتتْ بشرقيِّ يمؤودٍ مباشرة ً
دعصًا ارذَّ عليهِ فرّقٌ عندُ
في ظلِّ مرتجزٍ تجلو بوارقهُ
لِلنَّاظِرَيْنِ رِوَاقاً تَحْتَهُ نَضَدُ
طَوْرَيْنِ طَوْراً يَشُقُّ الأرْضَ وابِلُهُ
بعدَ العزازِ وطورًا ديمة ٌ رغدُ
حَتَّى غَدَتْ في بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَة ً
رِيحَ الْمَبَاءَة ِ تَخْدِي والثَّرَى عَمِدُ
لَمَّا رَأَتْ مَا أُلاَقِي مِنْ مُجَمْجَمَة ٍ
هيَ النّجيُّ إذا ما صحبتي هجدوا
قَامَتْ خُلَيْدَة ُ تَنْهَانِي فَقُلْتُ لَهَا
إنَّ الْمَنَايَا لِمِيقَاتٍ لَهُ عَدَدُ
وقُلْتُ مَا لاْمْرِىء ٍ مِثْلِي بِأرْضِكُمُ
دونَ الإمامِ وخيرِ النّاسِ متّأدُ
إنّي وَإيَّاكِ والشَّكْوَى الَّتي قَصَرَتْ
خَطْوِي وَنَأْيُكِ والْوَجْدُ الَّذِي أجِدُ
كالماءِ والظّالعُ الصّديانُ يطلبهُ
هو الشّفاءُ لهُ والرّيُّ لوْ يردُ
إنَّ الْخِلاَفَة َ مِنْ رَبِّي حَبَاكَ بِهَا
لَمْ يُصِفْهَا لَكَ إلاَّ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
القابضُ الباسطُ الهادي لطاعتهِ
فِي فِتْنَة ِ النَّاسِ إذْ أهْوَاؤُهُمْ قِدَدُ
أمْراً رَضِيتَ لَهُ ثُمَّ اعتَمَدْتَ لَهُ
واعلمْ بأنَّ أمينَ اللهِ معتمدُ
واللَّهُ أخْرَجَ مِنْ عَمْيَاءَ مُظْلمَة ٍ
بِحَزْمِ أمْرِكَ وَالآفَاقُ تَجْتَلِدُ
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ في دَارٍ مُبَارَكَة ٍ
عِنْدَ الْمَلِيكِ شِهَاباً ضَوْؤُهُ يَقِدُ
ونحنُ كالنّجمِ يهوي منْ مطالعهِ
وَغُوطَة ُ الشَّامِ مِنْ أعْنَاقِنَا صَدَدُ
نَرْجُو سِجَالاً مِنَ الْمَعْرُوفِ تَنْفَحُهَا
لِسَائِلِيكَ فَلاَ مَنُّ وَلاَ حَسَدُ
ضَافِي الْعَطِيَّة ِ رَاجيهِ وَسَائِلُهُ
سيَّان، أفْلَحَ مَنْ يُعْطِي وَمَنْ يَعِدُ
أَنْتَ الْحَيَا وَغِيَاثٌ نَسْتَغِيثُ بِهِ
لوْ نستطيعُ فداكَ المالُ والولدُ
أزرى بأموالنا قومٌ أمرتهمُ
بالعدلِ فينا فما أبقوا وما قصدوا
نُعْطِي الزَّكَاة َ فَمَا يَرْضَى خَطِيبُهُمُ
حَتَّى نُضَاعِفَ أضْعَافَاً لَهَا غُدَدُ
أمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ
وفقَ العيالِ فلمْ يتركْ لهُ سبدُ
واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والْمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ
عَلَى التّلاتِلِ مِنْ أمْوَالِهِمْ عُقَدُ
فإنْ رفعتَ بهمْ رأسًا نعشتهمُ
وَإنْ لَقُوا مِثْلَهَا فِي قَابِلٍ فَسَدُوا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
رقم القصيدة : 20802
-----------------------------------
ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
عَلَى كُلِّ ضَيْفٍ ضَافَهُ فَهُوَ سَالِحُ
دَفَعْتُ إلَيْهِ وَهْوَ يَخْنُقُ كَلْبَهُ
ألاَ كُلُّ كَلْبٍ لاَ أبَا لَكَ نَابِحُ
بكيتَ على مذقٍ خبيثٍ قريتهُ
أَلاَ كُلُّ عَبْسِيٍّ عَلَى الزَّادِ نَائِحُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
رقم القصيدة : 20803
-----------------------------------
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
منْ أمِّ علوانَ لا نحوٌ ولا صددُ
فأرّقتْ فتية ً باتوا على عجلٍ
وأعينًا مسّها الإدلاجُ والسّهدُ
هلْ تبلغنّي عبد اللهِ دوسرة ٌ
وَجْنَاءُ فِيهَا عَتِيقُ النَّيِّ مُلْتَبِدُ
عنسٌ مذكّرة ٌ قدْ شقَّ بازلها
لأْياً تَلاَقَى عَلَى حَيْزُومِهَا الْعُقَدُ
كأنّها يومَ خمسِ القومِ عنْ جلبٍ
وَنَحْنُ والآلُ بالْمَوْمَاة ِ نَطَّرِدُ
قَرْمٌ تَعَادَاهُ عَادٍ عَنْ طُرُوقَتِهِ
منَ الهجانِ على خرطومهِ الزّبدُ
أوْ نَاشِطٌ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ ألْجَأَهُ
نَفْحُ الشَّمَالِ فَأَمْسَى دُونَهُ الْعَقِدُ
بَاتَ إلَى دَفءِ أرْطَاة ٍ أضَرَّ بِهَا
حرُّ النّقا وزهاها منبتٌ جردُ
بَاتَ الْبُرُوقُ جَنَابَيْهِ بِمَنْزِلَة ٍ
ضَمَّتْ حَشَاهُ وَأعْلاَهُ بِهَا صَرِدُ
مَا زَالَ يَرْكُبُ رَوْقَيْهِ وَجَبْهَتَهُ
حتّى استباثَ سفاة ً دونها الثّأدُ
حتّى إذا نطقَ العصفورُ وانكشفتْ
عَمَايَة ُ اللَّيْلِ عَنْهُ وَهْوَ مُعْتَمِدُ
غدا ومنْ عالجٍ خدٌّ يعارضهُ
عَنِ الشَّمَالِ وَعَنْ شَرْقِيّهِ كَبِدُ
يعلو عهادًا منَ الوسميِّ زيّنهُ
ألْوَانُ ذِي صَبَحٍ مُكَّاؤُهُ غَرِدُ
بكلِّ ميثاءَ ممراحٍ بمنبتها
مِنَ الذِّرَاعَيْنِ رَجَّافٌ لَهُ نَضَدُ
ظلّتْ تصفّقهُ ريحٌ تدرُّ لها
ذَاتُ الْعَثَانِينِ لاَ رَاحٌ وَلاَ بَرَدُ
أصْبَحَ يَجْتَابُ أعْرَافَ الضَّبَابِ بِهِ
مُجْتَازَ أرْضٍ لأُخْرَى فَارِدٌ وَحَدُ
يهوي كضوءِ شهابٍ خبَّ قابسهُ
ليلاً يبادرُ منهُ جذوة ً تقدُ
حَتَّى إذَا هَبَطَ الْوُحْدَانَ وانْقَطَعَتْ
عنهُ سلاسلُ رملٍ بينها عقدُ
صَادَفَ أَطْلَسَ مَشَّاءً بِأَكْلُبِهِ
إثرَ الأوابدِ ما ينمي لهُ سبدُ
أشلى سلوقيّة ً باتتْ وباتَ بها
بِوَحْشِ إصْمِتَ في أصْلاَبِهَا أَوَدُ
يدبُّ مستخفيًا يغشى الضّراءَ بها
حتّى استقامتْ وأعراها لهُ الجردُ
فجالَ إذْ رعنهُ ينأى بجانبهِ
وفي سوالفها منْ مثلهِ قددُ
ثمَّ ارفأنَّ حفاظًا بعدَ نفرتهِ
فكرَّ مستكبرٌ ذو حربة ٍ حردُ
فَذَادَهَا وَهْيَ مُحْمَرٌّ نَوَاجِذُهَا
كما يذودُ أخو العمّيّة ِ النّجدُ
حتّى إذا عرّدتْ عنهُ سوابقها
وعانقَ الموتَ منها سبعة ٌ عددُ
مِنْهَا صَرِيعٌ وَضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ
كَمَا ضَغَا تَحْتَ حَدِّ الْعَامِلِ الصُّرَدُ
وَلَّى يَشُقُّ جِمَادَ الْفَرْدِ مُطَّلِعاً
بِذِي الْنِّعَاجِ وَأَعْلَى رَوْقِهِ جَسِدُ
حتّى أجنَّ سوادُ اللّيلِ نقبتهُ
حيثُ التقى السّهلُ منْ فيحانَ والجلدُ
رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أوْ تَغْدُو كَغُدْوَتِهِ
عنسٌ تجودُ عليها راكبٌ أفدُ
تنتابُ آلَ أبي سفيانَ واثقة ً
بفضلِ أبلجَ منجازٍ لما يعدُ
مُسَأَّلٌ يَبْتَغِي الأْقْوَامُ نَائِلَهُ
منْ كلِّ قومٍ قطينٌ حولهُ وفدُ
جَاءَتْ لِعَادَة ِ فَضْلٍ كَانَ عَوَّدَهَا
منْ في يديهِ بإذنِ اللهِ منتفذُ
إلى امرئٍ لمْ تلدْ يومًا لهُ شبهًا
أنثى لهُ كرمًا يومًا ولا تلدُ
لا يَبْلُغُ المَدْحُ أقْصَى وَصْفِ مَدْحِكُمُ
وَلَمْ يَنَلْ مِثْلَ مَا أدْرَكْتُمُ أَحَدُ
لا يَفْقِدُ النَّاسُ خَيْراً مَا بَقِيتَ لَنَا
والْجُودُ وَالْعَدْلُ مَفْقُودَانِ إنْ فَقَدُوا
حتّى أنيختْ لدى خيرِ الأنامِ معًا
منْ آلِ حربٍ نماهُ منصبٌ حتدُ
أمْسَتْ أُمَيَّة ُ لِلإِسْلاَمِ حَائِطَة ً
وَلِلْقَبِيضِ رُعَاة ً أمْرُهَا الرَّشَدُ
يظلُّ في الشّاءِ يرعاها ويعمتها
ويكفنُ الدّهرُ إلاّ ريثَ يهتبدُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
رقم القصيدة : 20804
-----------------------------------
وديتَ ابنَ راعي الإبلِ إذ حانَ يومهُ
وشقَّ لهُ قبرًا بأرضكَ لاحدُ
وقدْ كانَ ماتَ الجودُ حتّى نعشتهُ
وَذَكَّيْتَ نَارَ الْجُودِ والْجُودُ خَامِدُ
فَلاَ حَمَلَتْ أُنْثَى وَلاَ آبَ غَائِبٌ
وَلاَ وَلَدَتْ أُنْثَى إِذَا مَاتَ خَالِدُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
رقم القصيدة : 20805
-----------------------------------
تذكّرَ هذا القلبُ هندَ بني سعدِ
سفاهًا وجهلاً ما تذكّرَ منْ هندِ
أفي كلِّ يومٍ أنتَ موفٍ فناظرٌ
إلَى آلِ هِنْدٍ نَظْرَة ً قَلَّمَا تُجْدِي
تَذَكَّرْتُ عَهْداً كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
قَدِيماً وَهَلْ أبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ مِنْ عَهْدِ
فما مغزلٌ أدماءَ ريعتْ فأقبلتْ
بِسَالِفَة ٍ كَالسَّيْفِ سُلَّ مِنَ الْغِمْدِ
بِأَحْسَنَ مِنْ هِنْدٍ وَلاَ ضَوْءُ مُزْنَة ٍ
جَلاَ الْبَرْقُ عَنْهَا فِي مُكَلَّلة ٍ فَرْدِ
تَضُمُّ عَلَى مَضْنُونَة ٍ فَارِسِيَّة ٍ
ضَفَائِرَ لاَ ضَاحِي القُرُونِ وَلاَ جَعْدِ
وَتُضْحِي وَمَا ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيَابِهَا
إلى كتفيها بائتزارٍ ولا عقدِ
كَأنَّ الْخُزَامَى خَالَطَتْ في ثِيَابِهَا
جَنِيّاً مِنَ الرَّيْحَانِ أوْ قُضُبِ الرَّنْدِ
وَسَاقَ النِّعَاجَ الْخُنْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
برعنِ إشاءٍ كلُّ ذي جددٍ قهدِ
غَدَتْ بِرِعَالٍ مِنْ قَطاً فِي حُلُوقِهِ
أداوى لطافُ الطّيِّ موثقة ُ العقدِ
فَلَمَّا عَلاَ وَجْهُ النَّهَارِ ورَفَّعَتْ
بهِ الطّيرُ أصواتًا كواعية ِ الجندِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
رقم القصيدة : 20806
-----------------------------------
وفي ناتقٍ كانَ اصطلامُ سراتهمْ
لياليَ أفنى القرحُ جلَّ إيادِ
نفوا إخوة ً ما مثلهمْ كانَ إخوة ٌ
لحيٍّ ولمْ يستوحشوا لفسادِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
رقم القصيدة : 20807
-----------------------------------
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة ٌ
والأرْضُ تَشْهَدُ والأيَّامُ والْبَلَدُ
لَقَدْ جَزَيْتُ بَنِي بَدْرٍ بِبَغْيِهِمُ
عَلَى الْهَبَاءَة ِ يَوْماً مَا لَهُ قَوَدُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
رقم القصيدة : 20808
-----------------------------------
فَسِيرِي وَاشْرَبِي بِبَنَاتِ قَيْنٍ
وَمَا لَكِ بالسَّمَاوَة ِ مِنْ مَعَادِ
رعينَ الحمضَ حمضَ خناصراتٍ
بما في القرعِ منْ سبلِ الغوادي
كَأَنَّ مَوَاقِعَ الصِّرْدَانِ مِنْهَا
مناراتٌ بنينَ على جمادِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
رقم القصيدة : 20809
-----------------------------------
الْبَاغِيَ الْحَرْبَ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرِعاً
حَتَّى إذَا ذاقَ مِنْهَا جَاحِماً بَرَدَا

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
رقم القصيدة : 20810
-----------------------------------
يا منْ توعّدني جهلاً بكثرتهِ
متى تهدّدني بالعزِّ والعددِ
فَاقْدِرْ بِذَرْعِكَ إنِّي لَنْ يُقَوِّمَنِي
قولُ الضّجاجِ إذا ما كنتُ ذا أودِ
لاَ تَحْسِبَنِّيَ مَجْهُولاً بِمَخْبَأَة ٍ
إنِّي أنَا الْبَدْرُ لاَ أخْفَى عَلى أحَدِ
إنْ كنتَ ناقلَ عزّي عنْ مباءتهِ
فَانْقُلْ أبَانَاً بِمَا جَمَّعْتَ مِنْ عَدَدِ
والهضبَ هضبَ شرورى إنْ مررتَ بهِ
ورحرحانَ فأطلعهُ إلى أحدِ
إنّي وَجدْتُكَ وَرَّاداً إذَا انْقَطَعَتْ
عُمْيُ الْمَوَارِدِ صَدَّاراً عَنِ الْوُرُدِ
أنْتَ امْرُوٌّ نَالَ مِنْ عِرْضِي وَعِزَّتُهُ
كَعِزَّة ِ الْعَيْرِ يَرْعَى تَلْعَة َ الأَسَدِ
جاءتْ بهِ منْ قرى بيسانَ تحملهُ
سَوْأى مُخَضَّرَة ُ الآبَاطِ والْكَتِدِ
لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمُ
يَاابْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدِ
تأبى قضاعة ُ انْ تعرفْ لكمْ نسبًا
وابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بَيْضَة ُ الْبَلَدِ
بِيضُ الْوُجُوهِ مَطَاعِيمٌ إذَا يَسَرُوا
ردّوا المخاضَ على المقرومة ِ العندِ
وموقدِ النّارِ قدْ بادتْ حمامتهُ
مَا إنْ تَبَيَّنَهُ في جُدَّة ِ الْبَلَدِ
كانتْ بها خرفًا وافٍ سنابكها
فطأطأتْ بؤرة ً في رهوة ٍ جددِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
رقم القصيدة : 20811
-----------------------------------
صَغِيرُهُمُ وَكُلُّهُمُ سَوَاءٌ
هُمُ الْجَمَّاءُ فِي اللُّؤْمِ الْغَفِيرُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
رقم القصيدة : 20812
-----------------------------------
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تَحَمَّلْنَ مِنْ وَادي الْعَنَاقِ وَثَهْمَدِ
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
ولا تاركاتِ الدّارِ حتّى ضحى الغدِ
يُطِفْنَ ضُحِيّاً وَالْجِمَالُ مُنَاخَة ٌ
بِكُلِّ مُنِيفٍ كَالْحِصَانِ الْمُقَيَّدِ
تخيّرنَ منْ أثلِ الوريعة ِ وانتحى
لَهَا الْقَيْنُ يَعْقُوبٌ بِفَأْسٍ وَمِبْرَدِ
لَهُ زِئْبِرٌ جُوفٌ كَأَنَّ خُدُودَهَا
خُدُودُ جِيَادٍ أشْرَفَتْ فَوْقَ مِرْبَدِ
كَأَنَّ مَنَاطَ الْوَدْعِ حَيْثُ عَقَدْنَهُ
لبانُ دخيليٍّ اسيلِ المقلّدِ
أطفنَ بهِ حتّى استوى وكأنّها
هَجَائِنُ أُدْمٌ حَوْلَ أعْيَسَ مُلْبِدِ
فلمّا تركنَ الدّارَ رحنَ بيانعٍ
مِنَ النَّخْلِ لاَ جَحْنٍ وَلاَ مُتبَدِّدِ
فقلتُ لأصحابي همُ الحيُّ فالحقوا
بِحَوْرَاءَ فِي أتْرَابِهَا بِنْتُ مَعْبَدِ
فَمَا ألْحَقَتْنَا الْعِيسُ حَتَّى وَجَدْتَنِي
أسفتُ على حاديهمُ المتجرّدُ
وَقَدْ أَرْخَتِ الضَّبْعَيْنِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ
بسيرٍ كفانا منْ بريدٍ مخوّدِ
فلمّا تداركنا نبذنا تحيّة ً
ودافعَ أدنانا العوارضَ باليدِ
صَدَدْنَا صُدُوداً غَيْرَ هِجْرَانِ بِغْضَة ٍ
وأدنينَ أبرادًا على كلِّ مجسدِ
ينازعننا رخصَ البنانِ كأنّما
ينازعننا هدّابَ ريطٍ معضّدٍ
وأقصدَ منّا كلُّ منْ كانَ صاحيًا
صَحِيحَ الفُؤَادِ واشْتَفَى كُلُّ مُقْصَدِ
فَلَمَّا قَضَيْنَا مِلْ أَحَادِيثِ سَلْوَة ً
وَخِفْنَا عُيُونَ الْكَاشِحِ الْمُتَفَقِّدِ
دفعنا الجمالَ ثمَّ قلنا لقينة ٍ
صدوحِ الغناءِ منْ قطين مولّدِ
لَكِ الْوَيْلُ غَنِّينَا بِهِنْدٍ قَصِيدَة ً
وَقُولي لِمَنْ لاَ يَبْتَغِي اللَّهْوَ يَبْعَدِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
رقم القصيدة : 20813
-----------------------------------
تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فَاسْتَنَارَتْ
تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فِيهِ اضْطِمَارُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
رقم القصيدة : 20814
-----------------------------------
وَلَمْ أرَ مَعْقُوراً بِهِ وَسْطَ مَعْشَرٍ
أقلَّ انتصارًا باللّسانِ وباليدِ
سوى نظرٍ ساجٍ بعينٍ مريضة ٍ
جرتْ عبرة ٌ منها ففاضتْ بإثمدِ
بَكَتْ عَيْنُ مَنْ أذْرَى دُمُوعَكِ إنَّمَا
وَشَى بِكِ وَاشٍ مِنْ بَنِي أُخْتِ مِسْرَدِ
فَلَوْ كُنْتُ مَعذُوراً بِنَصْرِكِ طَيَّرَتْ
صُقُورِيَ غِرْبَانَ الْبَعِيرِ الْمُقَيَّدِ
لَظَلَّ قُطَامِيٌّ وَتَحْتَ لَبَانِهِ
نواهضُ ربدٌ ذاتُ ريشٍ مسبّدِ
وللدّارِ فيها منْ حمولة ِ أهلها
عَقِيرٌ وَلِلْبَاكِي بِهَا الْمُتَبَلِّدِ
إذا ما انجلتْ عنهُ غداة ً ضبابة ٌ
رَأَى وَهْوَ فِي بَلْدٍ خَرَانِقَ مُنْشِدِ
وَخُودٌ مِنَ اللاَّئِي يُسَمَّعْنَ بالضُّحَى
قريضَ الرّدافى بالغناءِ المهوّدِ
ضواربُ بالأذقانِ منْ ذي شكيمة ٍ
إذَا مَا هَوَى كالنَّيْزَكِ الْمُتَوَقِّدِ
دعتنا فألوتْ بالنّصيفِ ودونها
جَناحٌ وَرُكْنٌ مِنْ أَهَاضِيبِ ثَهْمَدِ
مربّعُ أعلى حاجبِ العينِ أمّهُ
شقيقة ُ عبدٍ منْ قطينٍ مولّدِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
رقم القصيدة : 20815
-----------------------------------
وَرَدَ الْكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفَة ٍ
دَنَفاً وَغَادَرَهُ عَلَى قَنُّورِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
رقم القصيدة : 20816
-----------------------------------
وما مزنة ٌ جادتْ فأسبلَ ودقها
عَلَى رَوْضَة ٍ رَيْحَانُهَا قَدْ تَخَضَّدَا
كَأَنَّ تِجَارَ الْهِنْدِ حَلُّوَا رِحَالَهُمْ
عليها طروقًا ثمَّ أضحوا بها الغدا
بِأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إلَيْهِمَا
سُعَادُ إذَا نَجْمُ السِّمَاكَيْنِ عَرَّدَا
كَأنَّ الْعُيُونَ الْمُرْسِلاَتِ عَشِيَّة ً
شآبيبَ دمعٍ لمْ تجدْ متردّدا
مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ مُسِيفَة ٍ
أخبَّ بهنَّ المخلفانِ وأحفدا
وما بيضة ٌ باتَ الظّليمُ يحفّها
بِوَعْسَاءَ أعْلَى تُرْبِهَا قَدْ تَلَبَّدَا
فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ في يَوْمٍ طَلْقَة ٍ
وَأشْرَفَ مُكَّاءُ الضُّحَى فَتغَرَّدَا
أرَادَ الْقِيَامَ فَازْبأرَّ عِفَاءُهُ
وَحَرَّكَ أَعْلَى رِجْلِهِ فَتَأَوَّدَا
وَهَزَّ جَنَاحَيْهِ فَسَاقَطَ نَفْضُهُ
فَرَاشَ النَّدَى عَنْ مَتْنِهِ فَتَبَدَّدَا
فغادرَ في الأدحيِّ صفراءَ تركة ً
هجانًا إذا ما الشّرقُ فيها توقّدا
بِأَلْيَنَ مَسّاً مِنْ سُعَادَ لِلامِسٍ
وأحسنَ منها حينَ تبدو مجرّدا
وإنّي لأحمي الأنفَ منْ دونِ ذمّتي
إذَا الدَّنِسُ الْوَاهِي الأمَانَة ِ أهْمَدَا
بنينا بأعطانِ الوفاءِ بيوتنا
وَكَانَ لَنَا في أوَّلِ الدَّهْرِ مَوْرِدَا
إذا ما ضمنّا لابنِ عمٍّ خفارة ً
نجيءُ بها منْ قبلِ أنْ يتشدّدا
أناخوا بأشوالٍ إلى أهلِ خبّة ٍ
طروقًا وقدْ أقعى سهيلٌ فعرّدا
يَخُبَّانِ قَصْراً فِي شَمَالٍ عَرِيَّة ٍ
أمَامَ رَوَايَا بَادَرَاهُنَّ قَرْدَدَا
أمُرُّ وَأحْلَوْلي وَتَعْلَمُ أُسْرَتِي
عنائي إذا جمرٌ لجمرٍ توقّدا
إذا ما فزعنا أوْ دعينا لنجدة ٍ
لبسنا عليهنَّ الحديدَ المسرّدا
بربِّ ابنة ِ العمريِّ ما كانَ جارها
لَيُسْلِمُهَا مَا وَافَقَ الْقَائِمُ الْيَدَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
رقم القصيدة : 20817
-----------------------------------
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ
قَمَرُ المَجَرّة ِ، أوْ سِرَاجُ نَهَارِ
لن تدركوا كرمي بلؤمِ أبيكمُ
وَأوَابِدي بِتَنَحّلِ الأشْعَارِ
شَغّارَة ٍ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا
قطّارة ٌ لقوادمِ الأبكارِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
رقم القصيدة : 20818
-----------------------------------
مَاذَا ذَكَرْتُمْ مِنْ قَلُوصٍ عَقَرْتُهَا
بسيفي وضيفانُ الشّتاءِ شهودها
فَقَدْ عَلِمُوا أنِّي وَفَيْتُ لِرَبِّهَا
فَرَاحَ عَلَى عَنْسٍ بِأُخْرَى يَقُودُهَا
قريتُ الكلابيَّ الّذي يبتغي القرى
وأمّكَ إذْ تخدي إلينا قعودها
رَفَعْنَا لَهَا نَاراً تُثَقَّبُ لِلْقِرَى
ولقحة َ أضيافٍ طويلاً ركودها
إذا أخليتْ عودَ الهشيمة ِ أرزمتْ
جَوَانِبُهَا حَتَّى نَبِيتَ نَذُودُهَا
إذَا نُصِبَتْ لِلطَّارِقِينَ حَسِبْتَهَا
نعامة َ حزباءٍ تقاصرَ جيدها
تَبِيتُ الْمَحَالُ الْغُرُّ فِي حَجَرَاتِهَا
شَكَارَى مَرَاهَا مَاؤُهَا وَحَدِيدُهَا
بعثنا إليها المنزلينِ فحاولا
لِكَيْ يُنْزِلاَهَا وَهْيَ حَامٍ حُيُودُهَا
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحِيرَة ٍ
سَرِيعٍ بِأَيْدِي الآكِلِينَ جُمُودُهَا
فلمّا سقيناها العكيسَ تملأّتْ
مَذَاخِرُهَا وَازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
فَلَمَّا قَضَتْ مِنْ ذِي الإِنَاءِ لُبَانَة ً
أرَادَتْ إلَيْنَا حَاجَة ً لاَ نُرِيدُهَا
فَلَمَّا عَرَفْنَا أنَّهَا أُمُّ خَنْزَرٍ
جفاها مواليها وغابَ مفيدها
إذَا مَا اعْتَرَانا الْحَقُّ بِالسَّهْلِ أصْبَحَتْ
لَهَا مِثْلَ أسْرَابِ الضِّبَاعِ خُدُودُهَا
تَبِيتُ وَرِجْلاَهَا أَوَانَانِ لاِسْتِهَا
عَصَاهَا اسْتُهَا حَتَّى يَكِلَّ قَعُودُهَا
مُجَسَّمَة ُ الْعِرْنِينِ مَنْقُوبَة ُ الْعَصَا
عدوسُ السّرى باقٍ على الخسفِ عودها
فجاءتْ إلينا والدّجى مرجحنّة ٌ
رغوثُ شتاءٍ قدْ تقوّبَ عودها
تَؤُمُّ وَصَحْرَاءُ المَشَافِرِ دُونَهَا
سنا نارنا أنّى يشبُّ وقودها
ظَلِلْتُ بِيَوْمِ عِنْدَهُنَّ تَغَيَّبَتْ
نحوسُ جواريهِ ومرّتْ سعودها
فَلاَ يَوْمُ دُنْيَا مِثْلُهُ غَيْرَ أنَّنَا
نرى هذه الدّنيا قليلاً خلودها
فأصبحَ يستافُ الفلاة َ كأنّهُ
مشرًّى بأطرافِ البيوتِ قديدها

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
رقم القصيدة : 20819
-----------------------------------
..................
وَقَدْ حَبَا خَلْفَهَا ثَهْلانُ فالنِّيرُ
لَوْلاَ سَعِيدٌ أُرَجِّي أنْ أُلاقِيَهُ
ما ضمّني في سوادِ البصرة ِ الدّورُ
شجعاءُ يعملة ٌ تدمى مناسمها
كَأنَّهَا حَرَجٌ بِالْقِدِّ مَأْسُورُ
إلى الأكارمِ أحسابًا ومأثرة ً
تَبْرِي الإكَامَ وَيَبْرِي ظَهْرَهَا الْكُورُ
الواهبُ البختَ خضعًا في أزمّتها
والبيضَ فوقَ تراقيها الدّنانيرُ
فَكَمْ تخَطَّتْ إلَيْكُمْ مِنْ ذَوِي تِرَة ٍ
كأنَّ أبصارهمْ نحوي مساميرُ
ما يدرأُ اللهُ عنّي منْ عدواتهمْ
فَإنَّ شَرَّهُمُ فِي الصَّدْرِ مَحْذُورُ
إنْ يَعْرِفُونِي فَمَعْرُوفٌ لِذي بَصَرٍ
أوْ يَنْسُبُوني فَعالي الذِّكْرِ مَشْهُورُ
مَرَّتْ عَلَى أُمِّ أمْهَارٍ مُشَمِّرَة ً
تهوي بها طرقٌ أوساطها زورُ
في لاحبٍ برقاقِ الأرضِ محتفلٍ
هادٍ إذا عزّهُ الأكمُ الحدابيرُ
يَهْدي الضَّلُولَ وَيَنْقَادُ الدَّلِيلُ بِهِ
كأنّهُ مسحلٌ في النّيرِ منشورُ
مَصْدَرُهُ فِي فَلاة ٍ ثُمَّ مَوْرِدُهُ
جُدٌّ تَفَارَطَهُ الأَوْرَادُ مَجْهُورُ
يُجَاوِبُ الْبُومَ تَهْوَادُ الْعَزِيفِ بِهِ
كما تحنُّ لغيثٍ جلّة ٌ خورُ
ما عرّستْ ليلة ً إلاّ على وجلٍ
حتّى تلوحَ منَ الصّبحِ التّباشيرُ
أرْمِي بِهَا كُلَّ مَوْمَاة ٍ مُوَدِّيَة ً
جدّاءَ غشيانها بالقومِ تغريرُ
حتّى أنيختْ على ما كانَ منْ وجلٍ
فِي الدَّارِ حَيْثُ تَلاَقَى الْمَجْدُ والْخِيرُ
يا خيرَ مأتى أخي همٍّ وناقتهِ
إذا التقى حقبٌ منها وتصديرُ
زورٌ مغبٌّ ومسؤولٌ أخو ثقة ٍ
وسائرٌ منْ ثناءِ الصّدرِ منشورُ

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
رقم القصيدة : 20820
-----------------------------------
ما لقيَ البيضُ منَ الجرقوصِ
منْ ماردٍ لصٍّ منَ اللّصوصِ
يدخلُ تحتَ الغلقِ المرصوصِ
بِمَهْرِ لاَ غَالٍ وَلاَ رَخِيصِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
رقم القصيدة : 20821
-----------------------------------
تغيّرَ قومي ولا أسخرُ
وَمَا حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ
وَحَارَبَ مِرْفَقُهَا دَفَّهَا
وَسَامَى بِهِ عُنُقٌ مِسْعَرُ
فمالتْ على شقِّ وحشيّها
وَقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ
نَمَتْ كَتِفَاهَا إلَى حَارِكٍ
أشمَّ كما أوفد المنبرُ
تقلّبُ خدّينِ كالمصحفيـ
ـنِ خَطُّهُمَا وَاضِحٌ أَزْهَرُ
وعينانِ حرٌّ مآقيهما
كما نظرَ العدوة َ الجؤذرُ
وأذنانِ حشرٌ إذا أفزعتْ
شُرَافِيَّتَانِ إذَا تَنْظُرُ
وَلاَ تُعْجِلُ الْمَرْءَ قَبْلَ الْوُرُو
كِ وَهْيَ بِرُكْبَتِهِ أبْصَرُ
وهيٌّ إذا قامَ في غرزها
كَمِثْلِ السَّفِينَة ِ أوْ أوْقَرُ
وَمُصْغِيَة ٌ خَدَّهَا بِالزِّمَا
مِ فالرّأسُ منها لهُ أصعرُ
حتّى إذا ما استوى طبّقتْ
كما طبَّقَ الْمِسْحَلُ الأغْبَرُ
...................
وثوبُ بشيرٍ إذا تخطرُ
وذاتِ هبابٍ صموتِ السّرى
بأعطافها العرقُ الأصفرُ
فولّتْ بروحاءَ مأطورة ٍ
نواجٍ إذا وقدَ الحزورُ
إذَا الرَّمْلُ قَدَّمَ أثْبَاجَهُ
أبانَ لراكبها المخصرُ
لعاشرة ٍ وهوَ قدْ خافها
فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أوْ يَنْقُرُ
تَغَنَّى لِيُبْلِغَنِي خَنْزَرٌ
وكلُّ ابنُ مومسة ٍ أخزرُ
قِيَاماً يُوَارُونَ عَوْرَاتِهِمْ
بِشَتْمِي وَعَوْرَاتُهُمْ أظْهَرُ
أخافُ الفلاة َ فأرمي بها
إذا أعرضَ الكانسُ المظهرُ
إذَا قَالَ فِي فَنَنٍ وَاحِدٍ
مِنَ الضَّالَة ِ الرِّئْمُ والأَعْفَرُ
كأنَّ القتودَ على قارحٍ
أطَاعَ الرَّبِيعَ لَهُ الْغِرْغِرُ
وَزُبَّادُ نَقْعَاءَ مَوْلِيَّة ٍ
وَبُهْمَى أنَابِيبُهَا تَقْطُرُ
فَظَلَّ يُقَلِّبُ أُلاَّفَهُ
كَمَا قَلَّبَ الأقْدُحَ الْمُخْطِرُ
نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا
فخفّتْ لهُ خذفٌ ضمّرُ
فأوردهنَّ قبيلَ الصّبا
حِ عَيْناً ضَفَادِعُهَا تَهْدِرُ
تُثِيرُ الدَّوَاجِنَ فِي قَضَّة ٍ
عراقيّة ٍ وسطها الغضورُ
إذَا خِفْنَ هَوْلَ بُطُونِ الْبِلاَدِ
تَضَمَّنَهَا فَلَكٌ مُزْهِرُ
فخفنَ الجنانَ فقدّمنهُ
فَجَاءَ بِهَا وَجِلٌ أوْجَرُ
..................
إذَا هَابَ جُثْمَانَهُ الأَعْوَرُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
رقم القصيدة : 20822
-----------------------------------
أكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إذَا لَمْ نَجِدْ شَوى ً
أشرنا إلى خيراتها بالأصابعِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
رقم القصيدة : 20823
-----------------------------------
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
وَوَادِي الْعَوِيرِ دُونَنَا والسَّوَاجِرُ
تخطّى إلينا ركنَ هيفٍ وحافرًا
طروقًا وأنّى منكَ هيفٌ وحافرُ
وَأبْوَابُ حُوَّارِينَ يَصْرِفْنَ دُونَنَا
صَرِيفَ الْمَحَالِ أقْلَقَتْهُ الْمَحَاوِرُ
فقلتُ لها فيئي فإنَّ صحابتي
سِلاَحِي وَفَتْلاَءُ الذِّرَاعَيْنِ ضَامِرُ
وَهَمٍّ وَعَاهُ الصَّدْرُ ثُمَّ سَمَا بِهِ
أخُو سَفَرٍ والنَّاعِجَاتُ الضَّوَامِرُ
وَلَنْ يُدْرِكَ الْحَاجَاتِ حَتَّى يَنَالَهَا
إلَى ابْنِ أبي سُفْيَانَ إلاَّ مُخَاطِرُ
فإنَّ لنا جارًا علقنا حبالهُ
كغيثِ الحيا لا يجتويهِ المجاورُ
وأُمّاً كَفَتْنَا الأُمَّهَاتِ حَفِيَّة ً
لها في ثناءِ الصّدقِ جدٌّ وطائرُ
فَمَا أُمُّ عَبْدِالله إلاَّ عَطِيَّة ٌ
مِنَ اللَّهِ أعْطَاهَا أمْرَءاً فَهْوَ شَاكِرُ
هيَ الشّمسُ وافاها الهلالُ ، بنوهما
نُجُومٌ بِآفاقِ السَّمَاءِ نَظَائِرُ
تذكّرهُ المعروفَ وهيَ حييّة ٌ
وذو اللّبِّ أحيانًا معَ الحلمِ ذاكرُ
كَمَا اسْتَقْبَلَتْ غَيْثاً جَنُوبٌ ضَعِيفَة ٌ
فَأَسْبَلَ رَيَّانُ الْغَمَامَة ِ مَاطِرُ
تصدّى لوضّاحِ الجبينِ كأنّهُ
سراجُ الدّجى تجبى إليهِ السّوائرُ
فقلَّ ثناءً منْ أخٍ ذي مودّة ٍ
غدا منجحَ الحاجاتِ والوجهُ وافرُ
تخوضُ بهِ الظّلماءَ ذاتُ مخيلة ٍ
جُمَالِيَّة ٍ قَدْ زَالَ عَنْهَا الْمُنَاظِرُ
ورودٌ سبنتاة ٌ تسامي جديلها
بِأسْجَحَ لَمْ تَخْنِسْ إلَيْهِ الْمَشَافِرُ
وَعَيْنٍ كَمَاءِ الْوَقْبِ أشْرَفَ فَوْقَهَا
حجاجٌ كأرجاءِ الرّكيّة ِ غائرُ
مِنَ الْغِيدِ دَفْوَاءُ الْعِظَامِ كَأنَّهَا
عقابٌ بصحراءِ السّمينة ِ كاسرُ
يحنُّ منَ المعزاءِ تحتَ أظلّها
حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهزاجرُ
كما نفحتْ في ظلمة ِ اللّيلِ قينة ٌ
عَلَى فَحَمٍ شُزَّانُهُ مُتَطَايِرُ
فَلَمَّا عَلَتْ ذَاتَ السَّلاَسِلِ وانْتَحَتْ
لَهَا مُصْغِيَاتٌ لِلنَّجَاءِ عَوَاسِرُ
قوالصُ أطرافِ المسوحِ كأنّها
بِرِجْلَة ِ أحْجَاءٍ نَعَامٌ نَوَافِرُ
سراعُ السّرى أمستْ بسهبٍ وأصبحتْ
بِذِي الْقُورِ يُغْشِيهَا الْمَفَازَة َ عَامِرُ
أشمُّ طويلُ السّاعدينِ كأنّهُ
يُحَاذِرُ خَوْفاً عِنْدَهُ وَيُحَاذِرُ
قليلُ الكرى يرمي الفلاة َ بأركبٍ
إذا سالمَ النّومَ الضّعافُ العواورُ
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
بذي نبقٍ زالتْ بهنَّ الأباعرُ
دَعَاهَا مِنَ الْحَبْلَيْنِ حَبْلَيْ ضَئِيدَة ٍ
خيامٌ بعكّاشٍ لها ومحاضرُ
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
بذاتِ العلندى حيثُ نامَ المفاجرُ
وعالينَ رقمًا فارسيًّا كأنّهُ
دَمٌ سَائِلٌ مِنْ مُهْجَة ِ الْجَوْفِ نَاحِرُ
فلمّا تركنَ الدّارَ قلتُ منيفة ٌ
بقرّانَ منها الباسقاتُ المواقرُ
أوِ الأثلُ أثلُ المنحنى فوقَ واسطٍ
مِنَ الْعِرْضِ أوْ دَانٍ مِنَ الدَّوْمِ نَاضِرُ
فحثَّ بها الحادي الجمالَ ومدّها
إلى اللَّيْلِ سَرْبٌ مُقْبِلُ الرِّيْحِ بَاكِرُ
فلا غروَ إلاّ قولهنَّ عشيّة ً
مَضَى أهْلُنَا فَارْفَعْ فَإِنَّا قَوَاصِرُ
فأفْرَغْنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَمَا
ضَبَا الْبِيدَ سَافِي الْقَيْظَة ِ الْمُتَنَاصِرُ
نَوَاعِمُ أبْكَارٌ تُوَارِي خُدُورَهَا
نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذرُ
وَنَكَّبْنَ زُوراً عَنْ مُحَيَّاة َ بَعْدَمَا
بَدَا الأَثْلُ أثْلُ الْغِينَة ِ الْمُتَجَاوِرُ
وَقَالَ زِيَادٌ إذْ تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
أرَى الْحَيَّ قَدْ سَارُوا فَهَلْ أنْتَ سَائِرُ
إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا
رَفَعْنَا قُرُوناً خَطْوُهَا مَتَوَاتِرُ
مَطِيَّة َ مَشْعُوفَيْنِ أفْنَى عَرِيكَهَا
رواحُ الهبلِّ حينَ تحمى الظّهائرُ
فجاءتْ بكافورٍ وعودِ ألوّة ٍ
شَآمِيَة ٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
رقم القصيدة : 20824
-----------------------------------
تبيّنَ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
سلكنَ أريكًا أوْ وعاهنَّ فازرُ
ظعنَّ وودّعنَ الجمادَ ملالة ً
جمادَ قسًا لمّا دعاهنَّ ساجرُ
كأَنَّكَ بِالْصَّحْرَاءِ مِنْ فَوْقِ حَتْلَمٍ
تناغيكَ منْ تحتِ الخدورِ الجآذرُ
تروّحَ واستنعى بهِ منْ وعيلة ٍ
مَوَارِدُ مِنْهَا مُسْتَقِيمٌ وَجَائِرُ
تَضَمَّنَهُمْ وَارْتَدَّتِ الْعَيْنُ عَنْهُمُ
بذاتِ الصّوى منْ ذي التّنانيرِ ماهرُ
وَإنَّ أَبَا ثَوْبَانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عَنِ الْمنْدِيَاتِ وَهْوَ أحْمَقُ فَاجِرُ
...................
براقُ قشاواتٍ بهنَّ العشائرُ
حَلَفْتُ لَهُ إنْ تُدْلِجِ اللَّيْلَ لاَ يَزَلْ
أَمَامَكَ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِيَ سَائِرُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
رقم القصيدة : 20825
-----------------------------------
فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا
تغادرُ بالزّيزاءِ برسًا مقطّعا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
رقم القصيدة : 20826
-----------------------------------
ألاَ يَا اسْلَمِي حُيِّيتِ أُخْتَ بَنِي بَكْرِ
تَحِيَّة َ مَنْ صَلَّى فُؤادَكِ بالْجَمْرِ
بِآيَة ِ مَا لاَقَيْتِ مِنْ كُلِّ حَسْرَة ٍ
وما قدْ أذقناكِ الهوانَ على صغرِ
فَكَائِنْ رَأَيْتِ مِنْ حَمِيمٍ تَجُرُّهُ
صدورُ العوالي والجيادُ بنا تجري
وما ذكرهُ بكريّة ً جشميّة ً
بدارِ ذوي الأوتارِ والأعينِ الخزرِ
فَلَنْ تَشْرَبي إلاَّ بِرَنْقٍ وَلَنْ تَرَيْ
سوامًا وحيًّا بالقصيبة ِ فالبشرِ
أبَا مَالِكٍ لاَ تَنْطُقِ الشِّعْرَ بَعْدَهَا
وَأَعْطِ الْقِيَادَ الْقَائِدِينَ عَلَى كَسْرِ
فَلَنْ يَنْشُرَ الْمَوْتَى وَلَنْ يُذْهِبَ الْجِزَى
هَويُّ الْقَوَافِي بَيْنَ أنْيَابِكَ الْخُضْرِ
وَلَوْ كُنْتَ في الْحَامِينَ أحْسَابَ وَائِلٍ
غَدَاة َ الطِّعَانِ لاْجْتُرِرْتَ إلى الْقَبْرِ
وَلَوْلاَ الْفِرَارُ كُلَّ يَوْمِ وَقِيعَة ٍ
لنالتكً زرقٌ منْ مطاردنا الحمرِ
وما حاربتنا منْ معدٍّ قبيلة ٌ
فنَتْرُكَهَا حَتَّى تُقِرُّوا عَلَى وِتْرِ
وَكُنْتَ كَكَلبٍ قَتَّلَ الْجَيْشُ رَهْطَهُ
فأصبحَ يعوي في ديارهمُ الغبرِ
بِمَلْحَمَة ٍ لاَ يَسْتَقِلُّ غُرَابُهَا
دفيفًا ويمسي الذّئبُ فيها معَ النّسرِ
ونحنُ تركنا تغلبَ ابنة َ وائلٍ
كمنكسرِ الأنيابِ منقطعِ الظّهرِ
وَكَانُوا كَذي كَفَّيْنِ أصْبَحَ رَاضِياً
بِوَاحِدَة ٍ شَلاَّءَ مِنْ قَصَبٍ عَشْرِ
ألمْ يأتِ عمرًا والمفاوزُ دونهُ
مصارعُ ساداتِ الأراقطِ والنّمرِ
تدورُ رحانا كلَّ يومٍ عليهمُ
بواقدِ حربٍ لا عوانٍ ولابكرِ
ونحنُ قتلنا منْ جلالكَ وائلاً
ونحنُ بكينا بالسّيوفِ على عمرو

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
رقم القصيدة : 20827
-----------------------------------
حيِّ الدّيارَ ديارَ أمِّ بشيرِ
بنويعتينَ فشاطئِ التّسريرِ
لَعِبَتْ بِهَا صفة النَّعَامَة ِ بَعْدَمَا
زوّارها منْ شمألٍ ودبورِ
وأنا الّذي سمعتْ مصانعُ مأربٍ
وقرى الشّموسِ وأهلهنَّ هديري
وَلأَتْرُكَنَّ بِحَاجِبَيْكَ عَلاَمَة ً
ثَبَتَتْ عَلَى شَعْرٍ أَلَفَّ أصِيرِ
وَمُرِدَّة ٍ وَطْفَاءَ وَافَقَ نُوْؤُهَا
قَبْلَ الْهِلاَلِ بِدِيمَة ٍ دَيْجُورِ
تَسْري بِهَا خُلُعٌ كَأنَّ هُوِيَّهَا
تحنانُ مقنعة ِ الحناجرِ خورِ
وَسَلُوا هَوَازِنَ مَنْ يُؤَرِّثُ نَارَهَا
أوْ منْ يحلُّ بثغرها المحذورِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
رقم القصيدة : 20828
-----------------------------------
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ
وقولٍ بئسَ أفعالُ الصّديقِ
وتطلبُ بالرّياءِ الفوزَ جهلاً
لَقَدْ أوْفَيْتَ مِنْ بَلَدٍ سَحِيقِ
وتحوي ودَّ غانية ٍ بعسفٍ
إلا حاولتَ غيرَ مدى الطّريقِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
رقم القصيدة : 20829
-----------------------------------
عوجوا المطيَّ عليَّ ذا الأكوارِ
كيما أخبّركمْ منَ الأخبارِ
إنَّ الحلالَ وخنزرًا ولدتهما
أمٌّ معامسة ٌ على الأطهارِ
إنَّ الْحَيَا وَلَدَتْ أبي وَعُمُومَتي
ونبتُّ في سبطِ الفروعِ نضارِ
ونبتَّ شرَّ بني تميمٍ منصبًا
دَنِسَ الْمُرُوءَة ِ ظَاهِرَ الأَعْيَارِ



العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
رقم القصيدة : 20847
-----------------------------------
هممتَ الغداة َ همّة ً أنْ تراجعا
صِبَاكَ وَقَدْ أمْسَى بِكَ الشَّيْبُ شَائِعَا
وشاقتكَ بالعبسينِ دارٌ تنكّرتْ
مَعَارِفُهَا إلاَّ الْبِلاَدَ الْبَلاَقِعَا
بميثاءَ سالتْ منْ عسيبٍ فخالطتْ
بِبَطْنِ الرِّكَاءِ بُرْقَة ً وَأجَارِعَا
كما لاحَ وشمٌ في يديْ حارثيّة ٍ
بنجرانَ أدمتْ للنّؤورِ الأشاجعا
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
تَجَاوَزْنَ مَلْحُوباً فَقِلْنَ مُتَالِعَا
جَوَاعِلُ أرْمَاماً يَمِيناً وَصَارَة ً
شِمَالاً وَقَطَّعْنَ الْوِهَاطَ الدَّوَافِعَا
دَعَاهُنَّ دَاعٍ لِلْخَرِيفِ وَلَمْ تَكُنْ
لهنَّ بلادًا فانتجعنَ روافعا
تمهّدنَ ديباجًا وعالينَ عقمة ً
وأنزلنَ رقمًا قدْ أجنَّ الأكارعا
خدالَ الشّوى غيدَ السّوالفِ بالضّحى
عِرَاضَ الْقَطَا لا يَتَّخِذْنَ الرَّفَائِعَا
تضيقُ الخدورُ والجمالُ مناخة ٌ
بأعجازها حتّى يلحنَ خواضعا
فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ فِي الْهَوَادِجِ أقْبَلَتْ
بأعينِ آرامٍ كسينَ البراقعا
كأنَّ دويَّ الحليِ تحتَ ثيابها
حَصَادُ السَّنَا لاَقَى الرِّيَاحَ الزَّعَازِعَا
جُمَاناً وَيَاقُوتاً كَأنَّ فُصُوصَهُ
وَقُودُ الْغَضَا سَدَّ الْجُيُوبَ الرَّوَادِعَا
لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتركُ الفتى
خفيفَ الحشى مستهلكَ القلبِ طامعا
وليسَ بأدنى منْ غمامٍ يضيئهُ
سنا البرقِ يجلو المشرفاتِ اللّوامعا
بناتُ نقًا ينظرنَ منْ كلِّ كورة ٍ
منَ الأرضِ محبوًّا كريمًا وتابعا
وَلَيْسَ مِنَ اللاَّئِي يَبيعُ مُخَارِقٌ
بِحَجْرٍ وَلا اللاَّئِي خَضَرْنَ الْمَدَارِعَا
وَمَا زِلْنَ إلاَّ أنْ يَقِلْنَ مَقِيلَة ً
يسامينَ أعداءً ويهدينَ تابعا
فَشَرَّدْنَ يَرْبُوعاً وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ
وأَلْحَقْنَ عَبْساً بِالْمَلاَ وَمُجَاشِعَا
ولَوْ أنَّهَا أرْضُ ابْنِ كُوزٍ تَصَيَّفَتْ
بفيحانَ ما أحمى عليها المراتعا
وَلَكِنَّهَا لاَقَتْ رِجَالاً كَأنَّهُمْ
على قربهمْ لا يعلمونَ الجوامعا
وَلاَقَيْنَ مِنْ أوْلاَدِ عُقْدَة َ عُصْبَة ً
عَلَى الْمَاءِ يَنْثُونَ الذُّحُولَ الْمَوَانِع
َا فَقُلْنَا لَهُمْ إنْ تَمْنَعُونَا بِلاَدَكُمْ
نَجِدْ مَذْهَباً في سَائِرِ الأَرْضِ وَاسِعَا
وَيَمْنَعُكُمْ مُسْتَنُّ كُلِّ سَحَابَة ٍ
مُصَابَ الرَّبِيعِ يَتْرُكُ الْمَاءَ نَاقِعَا
وَبَرْدَ النَّدَى والْجُزْءَ حَتَّى يُغِيرَكُمْ
خَرِيفٌ إذَا مَا النَّسْرُ أصْبَحَ وَاقِعَا
وَأمَّا مُصَابُ الْغَادِيَاتِ فَإنَّنَا
عَلى الْهَوْلِ نَرْعاهُ وَلَوْ أَنْ نُقَارِعَا
بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ
جَمِيعٍ إذَا كَانَ اللِّئَامُ جَنَادِعَا
هممتُ بهمْ لولا الجلالة ُ والتّقى
وَلَمْ تَرَ مِثْلَ الْحِلْمِ لِلْجَهْلِ وَازِعَا
وَكُنَّا أُنَاساً تَعْتَرِينَا حَفِيظَة ٌ
فنحمي إذا ما أصبحَ الثّغرُ ضائعا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
رقم القصيدة : 20848
-----------------------------------
كأنَّ يديها بعدَ ما انضمَّ بدنها
وصوّبَ حادٍ بالرّكابِ يسوقُ
يَدَا مَاتِحٍ عَجْلاَنَ رِخْوٌ مِلاَطُهُ
لهُ بكرة ٌ تحتَ الرّشاءِ فلوقُ
مِنَ الأَثْلِ أمَّا طَلُّهَا فَهْوَ بَارِزٌ
أثيثٌ وأمّا نبتها فأنيقُ
لَهَا هَذَبَاتٌ فَوْقَ مَيْثَاءَ سَهْلَة ٍ
نَوَاعِمُ مَا فِي ظِلِّهِنَّ فُتُوقُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
رقم القصيدة : 20849
-----------------------------------
ضَرْباً فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ غَمْغَمَهْ
تَقْطَعُ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَهْ

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
رقم القصيدة : 20830
-----------------------------------
يا أهلِ ما بالُ هذا اللّيلِ في صفرِ
يَزْدادُ طُولاً وَمَا يَزْدادُ مِنْ قِصَرِ
فِي إثْرِ مَنْ قُطِّعَتْ مِنِّي قَرِينَتُهُ
يَوْمَ الْحَدَالَى بِأسْبَابٍ مِنَ الْقَدَرِ
كَأنَّمَا شُقَّ قَلْبي يَوْمَ فَارقَهُمْ
قِسْمَيْنِ بَيْنَ أخِي نَجْدٍ وَمُنْحَدِرِ
همُ الأحبّة ُ أبكي اليومَ إثرهمُ
قدْ كنتُ أطربُ إثرَ الجيرة ِ الشّطرِ
فَقُلْتُ والْحَرَّة ُ الرَّجْلاَءُ دُونَهُمُ
وبطنُ لجّانَ لمّا اعتادني ذكري
صَلَّى عَلَى عَزَّة َ الرَّحْمنُ وَابْنَتِهَا
ليلى وصلّى على جاراتها الأخرِ
هنَّ الحرائرُ لا ربّاتُ أحمرة ٍ
سودُ المحاجرِ لا يقرأنَ بالسّورِ
وارينَ وحفًا رواءً في أكمّتهِ
مِنْ كَرْمِ دُومَة َ بَيْنَ السَّيْحِ وَالْجُدُرِ
تلقى نواطيرهُ في كلِّ مرقبة ٍ
يَرْمُونَ عَنْ وَارِدِ الأفْنَانِ مُنْهَصِرِ
يَسْبِينَ قَلْبِي بِأَطْرَافٍ مُخَضَّبَة ٍ
وبالعيونِ وما وارينَ بالخمرِ
عَلَى تَرَائِبِ غِزْلاَنٍ مُفَاجَأَة ٍ
ريعتْ فأقبلنَ بالأعناقِ والعذرِ
لا تعمَ أعينُ أصحابٍ أقولُ لهمْ
بالأنبطِ الفردِ لمّا بذّهمْ بصري
هل تؤنسونَ بأعلى عاسمٍ ظعنًا
ورّكنَ فحلينِ واستقبلنَ ذا بقرِ
بَيَّنَهُنَّ بِبَيْنٍ مَا يُبَيِّنُهُ
صحبي وما بعيونِ القومِ منْ عورِ
يَبْدُونَ حِيناً وَأحْيَانَاً يُغَيِّبُهُمْ
مِنِّي مَكَامِنُ بَيْنَ الْجَرِّ والْحَفَرِ
تَحْدُو بِهِمْ نَبَطٌ صُهْبٌ سِبَالُهُمُ
منْ كلِّ أحمرَ منْ حورانَ مؤتجرِ
عومَ السّفينِ على بختٍ مخيّسة ٍ
والْبُخْتُ كَاسِيَة ُ الأَعْجَازِ وَالْقَصَرِ
كَأنَّ رِزَّ حُدَاة ٍ فِي طَوَائِفِهِمْ
نوحُ الحمامِ يغنّي غاية َ العشرِ
أتبعتُ آثارهمْ عينًا معوّدة ً
سَبْقَ الْعُيُونِ إذَا اسْتُكْرِهْنَ بِالنَّظَرِ
وبازلٍ كعلاة ِ القينِ دوسرة ٍ
لَمْ يُجْذِ مِرْفَقُهَا في الدِّفْءِ مِنْ زَوَرِ
كأنّها ناشطٌ حرٌّ مدامعهُ
منْ وحشِ حبرانَ بينَ القنعِ والضّفرِ
بَاتَ إلَى هَدَفٍ فِي لَيْلِ سَارِيَة ٍ
يَغْشَى الْعِضَاة َ بِرَوْقٍ غَيْرِ مُنْكَسِرِ
يخاوشُ البركَ عنْ عرقٍ أضرَّ بهِ
تجافيًا كتجافي القرمِ ذي السّررِ
إذَا أَتَى جَانِباً مِنْهَا يُصَرِّفُهُ
تَصَفُّقُ الرِّيحِ تَحْتَ الدِّيمَة ِ الدِّرَرِ
حتّى إذا ما انجلتْ عنهُ عمايتهُ
وقلّصَ اللّيلُ عنْ طيّانَ مضطمرِ
غدا كطالبِ تبلٍ لا يورّعهُ
دُعَاءُ دَاعٍ وَلاَ يَلْوِي عَلَى خَبَرِ
فَصَبَّحَتْهُ كِلاَبُ الْغَوْثِ يُؤْسِدُهَا
مستوضحونَ يرونَ العينَ كالأثرِ
أوْجَسَ بِالأُذْنِ رِزّاً مِنْ سَوَابِقِهَا
فجالَ أزهرُ مذعورٌ منَ الخمرِ
واجتازَ للعدوة ِ القصوى وقدْ لحقتْ
غضفٌ تكشّفُ عنها بلجة ُ السّحرِ
فكرَّ ذو حوزة ٍ يحمي حقيقتهُ
كصاحبِ البزِّ منْ حورانَ منتصرِ
فَظَلَّ سَابِقُهَا في الرَّوْقِ مُعْتَرِضاً
كَالشَّنِّ لاَقَى قَنَاة َ اللاَّعِبِ الأَشِرِ
فردّها ظلعًا تدمى فرائضها
لمْ تدمَ فيهِ بأنيابٍ ولا ظفرِ
فَظَلَّ يَعْلُو لِوَى دِهْقَانَ مُعْتَرِضاً
يَرْدي وأظْلاَفُهُ صُفْرٌ مِنَ الزَّهَرِ
أذَاكَ أمْ مِسْحَلٌ جَوْنٌ بِهِ جُلَبٌ
منَ الكدامِ فلا عنْ قرّحٍ نزرِ
قُبِّ الْبُطُونِ نَفَى سِرْبَالَ شِقْوَتِهَا
سِرْبَالُ صَيْفٍ رَقِيقٍ لَيِّنُ الشَّعَرِ
لمْ يبرِ جبلتها حملٌ تتابعهُ
بَعْدَ اللِّطَامِ وَلمْ يَغْلُظْنَ مِنْ عُقُرِ
كَأنَّهَا مُقُطٌ ظَلَّتْ عَلَى قِيَمٍ
منْ ثكدَ واعتركتْ في مائهِ الكدرِ
شُقْرٌ سَمَاوِيَّة ٌ ظَلَّتْ مُحَلأَة ً
بِرِجْلَة ِ التَّيْسِ فَالرَّوْحَاءِ فالأَمَرِ
كانتْ بجزءٍ فملّتها مشاربهُ
وأخلفتها رياحُ الصّيفِ بالغدرِ
فَرَاحَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَصْفِقُهَا
صفقَ العنيفِ قلاصَ الخائفِ الحذرِ
يخرجنَ باللّيلِ منْ نقعٍ لهُ عرفٌ
بِقَاعِ أمْعَطَ بَيْنَ السَّهْلِ والصِّيَرِ
حتّى إذا ما أضاءَ الصّبحُ وانكشفتْ
عَنْهُ نَعَامَة ُ ذي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ
وصبّحتْ بركَ الرّيّانِ فاتّبعتْ
فيهِ الجحافلُ حتّى خضنَ بالسّررِ
حتّى إذا قتلتْ أدنى الغليلِ ولمْ
تَمْلأَ مَذَاخِرَهَا لِلرِّيِّ والصَّدَرِ
وَصَاحِبَا قُتْرَة ٍ صُفْرٌ قِسِيُّهُمَا
عِنْدَ الْمَرَافِقِ كالسِّيدَيْنِ في الْحُجَرِ
تنافساالرّمية َ الأولى ففازَ بها
مُعَاوِدُ الرَّمْيِ قَتَّالٌ عَلَى فُقَرِ
حتّى إذا ملأَ الكفّينِ أدركهُ
جَدٌّ حَسُودٌ وَخَانَتْ قُوَّة ُ الْوَتَرِ
فَانْصَعْنَ أسْرَعَ مِنْ طَيْرٍ مُغَاوِلَة ٍ
تَهْوي إلى لاَبَة ٍ مِنْ كَاسِرٍ خَدِرِ
إذَا لَقِينَ عَرُوضاً دُونَ مَصْنَعة ٍ
ورّكنَ منْ جنبها الأقصى لمحتضرِ
فَأطْلَعَتْ فُرْزَة َ الآجَامِ جَافِلَة ً
لمْ تدرِ أنّى أتاها أوّلُ الذّعرِ
فأصبحتْ بينَ أعلامٍ بمرتقبٍ
مُقْوَرَّة ً كَقِدَاحِ الْغَارِمِ الْيَسَرِ
يَزُرُّ أكْفَالَهَا غَيْرَانُ مُبْتَرِكٌ
كاللَّوْحِ جُرِّدَ دَفَّاهُ مِنَ الزُّبُرِ
يجتابُ أذراها والتّربُ يركبهُ
ترسّمَ الفارطِ الظّمآنِ في الإثرِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
رقم القصيدة : 20831
-----------------------------------
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
فقامَ سلوليٌّ فبالَ على رجلي
فقلتُ لأصحابي اقطعوها فإنّني
كَرِيمٌ وَإنّي غَيْرُ مُدْخِلهَا رَحْلي

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
رقم القصيدة : 20832
-----------------------------------
أحارِ بنَ عبدٍ للدّموعِ البوادرِ
وَلِلْجَدِّ أمْسَى عَظْمُهُ في الْجَبَائِرِ
تجيءُ ابنَ بعّاجٍ نسورٌ كأنّها
مَجَالِسُ تَبْغِي بَيْعَة ً عِنْدَ تَاجِرِ
تُطِيفُ بِكَلْبِيِّ عَلَيْهِ جَدِيَّة ٌ
طويلِ القرا يقذفنهُ في الحناجرِ
يقولُ لهُ منْ كانَ يعلمُ علمهُ
كَذَاكَ انْتِقامُ الله مِنْ كُلِّ فَاجِرِ
كأنَّ بقايا الجيشِ جيشِ ابنِ باعجٍ
أَطَافَ بِرُكْنٍ مِنْ عَمَايَة ِ فَاخِرِ
وبيضٍ رقاقٍ قدْ علتهنَّ كبرة ٌ
يداوى بها الصّادُ الّذي في النّواظرِ
إذَا اسْتُكْرِهَتْ في مُعْظَم الْبَيْضِ أدْرَكَتْ
مَرَاكِزَ أرْحَاءِ الضُّرُوسِ الأَوَاخِرِ
إذَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ فَودِّعي
بِلاَدَ تَمِيمٍ وانْصُري أرْضَ عَامِرِ
وأثني على الحيّينِ عمرٍو ومالكٍ
ثناءً يوافيهمْ بنجدٍ وغائرِ
كرامٌ إذا تلقاهمُ عنْ جنابة ٍ
أعِفَّاءُ عَنْ بَيْتِ الْغَرِيبِ المُجَاوِرِ
نوضّحُ بالحومِ الهجانِ ونفتري
مَرَاعِيَهُ بالْمُخْلِصَاتِ الضَّوامِرِ
بِجُرْدٍ عَلَيْهِنَّ الأَجِلَّة ُ سُوِّيَتْ
بِضَيْفِ الشِّتَاءِ والْبَنِينَ الأصَاغِرِ
وجدتَ سوامَ الحيِّ عرّضَ دونهُ
فوارسُ أبطالٌ لطافُ المآزرِ
فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسَانُنَا وَرِجَالُهُمْ
دَعَوْا يَا لَكَلْبٍ واعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ
تلاعبُ أولادَ المها بكراتها
بِإِثْبِيتَ فالْجَرْعَاءِ ذَاتِ الأَبَاتِرِ
نشرناهمُ أيّامَ إثبيتَ بعدما
شَفَيْنَا غِلاَلاً بالرِّمَاحِ الْعَوَاتِرِ
رَعَتْ مِنْ خُفَافٍ حِينَ بَقَّ عِيَابَهُ
وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ ماطرِ
جَعَلْنَ حُبَيّاً بِالْيَمِينِ وَنَكَّبَتْ
كُبَيْساً لِوِرْدٍ مِنْ ضَئِيدَة َ بَاكِرِ
فلبّثها الرّاعي قليلاً كلا ولا
بلوذانَ أوْ ما حلّلتْ بالكراكرِ
وطبّقنَ عرضَ القفِّ لمّا علونهُ
كَمَا طَبَّقَتْ في الْعَظْمِ مُدْيَة ُ جَازِرِ
تَرَى الطَّرِفَاتِ الْعِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا
يرعنَ إلى ألواحِ أعيسَ جاسرِ
ألمْ يأتِ حيًّا بالجريبِ محلّنا
وَحَيّاً بِأعْلَى غَمْرَة ٍ فَالأَبَاتِرِ
تركنَ رِجالَ العنظوان تنوبهم
ضياعُ خُفَافٍ مِنْ وَراء الأباترِ
إذَا الرَّمْلُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِخُصُورِهِ
تَعَسَّفْنَ مِنْهُ كُلَّ كَبْدَاءَ عَاقِرِ
وَكُلُّ رُدَيْنِيٍّ إِذَا هُزَّ أرْقَلَتْ
أنابيبهُ بينَ الكعوبِ الحوادرِ
فَمَا وَجَدَتْ بالْمُنْتَصَى غَيْرَ عَانَة ٍ
على حشرجٍ يضربنهُ بالحوافرِ
يُجَاوِبْنَ مِلْيَاحاً كَأنَّ حَنِينَهَا
قبيلَ صلاة ِ الصّبحِ ترجيعُ زامرِ
فما رويتْ حتّى استبانَ سقاتها
قطوعًا لمحبوكٍ منَ اللّيفِ حادرِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
رقم القصيدة : 20833
-----------------------------------
يا صاحبيَّ دنا الأصيلُ فسيرا
غَلَبَ الْفَرَزْدَقُ في الهِجَاءِ جَرِيرَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
رقم القصيدة : 20834
-----------------------------------
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
عنِ الحيِّ المفارقِ أينَ سارا
بجانبِ رامة ٍ فوقفتُ يوماً
أُسَائِلُ رَبْعَهُنَّ فَمَا أحَارَا
منازلُ حولها بلدٌ رقاقٌ
تَجُرُّ الرَّامِسَاتُ بِهَا الْغُبَارَا
أقَمْنَ بِهَا رَهِينَة َ كُلِّ نَحْسٍ
فَمَا يَعْدَمْنَ رِيحاً أوْ قِطارَا
ورجّافاً تحنُّ المزنُ فيهِ
تَرَجَّزَ مِنْ تِهَامَة َ فَاسْتَطَارَا
فَمَرَّ عَلَى مَنَازِلِهَا فَأَلْقَى
بها الأثقالَ وانتحرَ انتحارا
إذا ما قلتُ جاوزها لأرضٍ
تَذَاءَبَتِ الرِّيَاحُ لَهُ فَحَارَا
وأبقى السّيلُ والأرواحُ منها
ثلاثاً في منازلها ظؤارا
أُنِخْنَ وَهُنَّ أغْفَالٌ عَلَيْهَا
فَقَدْ تَرَكَ الصِّلاَءُ بِهِنَّ نَارَا
وَذَاتِ أثَارَة ٍ أكَلَتْ عَلَيْهَا
نباتاً في أكمّتهِ قفارا
جماديّاً تحنُّ المزنُ فيهِ
كما فجّرتَ في الحرثِ الدّبارا
رَعَتْهُ أشْهُراً وَخَلاَ عَلَيْهَا
فطارَ النّيُّ فيها واستغارا
طلبتُ على محالِ الصّلبِ منها
غَرِيبَ الْهَمِّ قَدْ مَنَعَ الْقَرَارَا
فأبتُ بنفسها والآلِ منها
وقدْ أطمعتُ ذروتها السّفارا
وأخْضَرَ آجِنٍ فِي ظِلِّ لَيْلٍ
سَقَيْتُ بِجَمِّهِ رَسَلاً حِرَارَا
بِدَلْوٍ غَيْرِ مُكْرَبَة ٍ أصَابَتْ
حَمَاماً فِي مَسَاكِنِهِ فَطَارَا
سقيناها غشاشاً واستقينا
نبادرُ منْ مخافتها النّهارا
فأقبلها الحداة ُ بياضَ نقبٍ
وفجّاً قدْ رأينَ لهُ إطارا
بحاجاتٍ تحضّرها عدوٌّ
فَمَا يَسْطِيعُهَا إلاَّ خِطَارَا
ترجّي منْ سعيدِ بني لؤيٍّ
أخي الأعياصِ أنواءً غزارا
تلقى ً نوؤهنَّ سرارَ شهرٍ
وخيرُ النّوءِ ما لقيَ السّرارا
كريمٌ تعزبُ العلاّتُ عنهُ
إذا ما حانَ يوماً أنْ يزارا
متى ما يجدِ نائلهُ علينا
فلا بخلاً تخافُ ولا اعتذارا
هوَ الرّجلُ الّذي نسبتْ قريشٌ
فصارَ المجدُ منها حيثُ صارا
وأنضاءٍ أنخنَ إلى سعيدٍ
طروقاً ثمَّ عجّلنَ ابتكارا
على أكوارهنَّ بنو سبيلٍ
قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إلاّ غِرَارَا
حَمِدْنَ مَزَارَهُ فَأَصَبْنَ مِنْهُ
عطاءً لمْ يكنْ عدة ً ضمارا
فَصَبَّحْنَ الْمِقَرَّ وَهنَّ خُوصٌ
عَلى رُوحٍ يُقَلِّبْنَ الْمَحَارَا
وَغَادَرْنَ الدَّجَاجَ يُثِيرُ طَوْراً
مَبَارِكَهَا وَيَسْتَوْفِي الْجِدَارَا
كَأنَّ الْعِرْمِسَ الْوَجْنَاءَ مِنْهَا
عَجُولٌ خَرَّقَتْ عَنْهَا الصِّدَارَا
تراها عنْ صبيحة ِ كلِّ خمسٍ
مُقَدَّمَة ً كَأَنَّ بِهَا نِفَارَا
منَ العيسِ العتاقِ ترى عليها
يَبِيسَ الْمَاءِ قَدْ خَضَبَ النِّجَارَا
إِذَا سَدِرَتْ مَدَامِعُهُنَّ يَوْماً
رأتْ إجلاً تعّضَ أوْ صوارا
بغائرة ٍ نضا الخرطومُ عنها
وَسَدَّتْ مِنْ خَشَاشِ الرَّأْسِ غَارَا
يَضَعْنَ سِخَالَهُنَّ بِكُلِّ فَجٍّ
خلاءٍ وهيَ لازمة ٌ حوارا
كأحقبَ قارحٍ بذواتِ خيمٍ
رأى ذعراً برابية ٍ فغارا
يقلّبُ سمحجاً قوداءَ كانتْ
حليلتهُ فشدَّ بها غيارا
نَفَى بِأَذَاتِهِ الْحَوْليَّ عَنْهَا
فغادرها وإنْ كرهَ الغدارا
وَقَرَّبَ جَانِبَ الْغَرْبِيِّ يَأْدُو
مدبَّ السّيلِ واجتنبَ الشّعارا
أطَارَ نَسِيلَهُ الشَّتَوِيَّ عَنْهُ
تَتَبُّعُهُ الْمَذَانِبَ والْقَرَارَا
فلمّا نشّتِ الغدرانُ عنهُ
وهاجَ البقلُ واقطرَّ اقطرارا
غدا قلقاً تخلّى الجزءُ منهُ
فيمّمها شريعة َ أوْ سرارا
يُغَنِّيهَا أَبَحُّ الصَّوْتِ جَأْبٌ
خميصُ البطنِ قدْ أجمَ الحسارا
إذَا کحْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرْضِ عَنْهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا الْبِسَارَا
كَأنَّ الصُّلْبَ والْمَتْنَيْنِ مِنْهُ
وإيّاها إذا اجتهدا حضارا
رِشَاءُ مَحَالَة ٍ فِي يَوْمِ وِرْدٍ
يمدُّ حطاطها المسدَ المغارا
تَعَرَّضَ حِينَ قَلَّصَتِ الثُّرَيَّا
وقدْ عرفَ المعاطنَ والمنارا
وهابَ جنانَ مسجورٍ تردّى
منَ الحلفاءِ واتّزرَ اتّزارا
فصادفَ موردَ العاناتِ منهُ
بِأبْطَحَ يَحْتَفِرْنَ بِهِ الْغِمَارَا
فَسَوَّى فِي الشَّرِيعَة ِ حَافِرَيْهِ
وَدَارَتْ إلْفُهُ مِنْ حَيْثُ دَارَا
وَقَدْ صَفَّا خُدُودَهُمَا وَبَلاَّ
ببردِ الماءِ أجوافاً حراراً
وفي بيتِ الصّفيحِ أبو عيالٍ
قليلُ الوفرِ يغتبقُ السّمارا
يقلّبُ بالأناملِ مرهفاتٍ
كساهنَّ المناكبَ والظّهارا
يبيتُ الحيّة ُ النّضناضُ منهُ
مَكَانَ الْحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرَارَا
فيمّمَ حيثُ فالَ القلبُ منهُ
بِحَجْرِيٍّ تَرَى فِيهِ کضطِّمَارَا
فصادفَ سهمهُ أحجارَ قفٍّ
كَسَرْنَ الْعَيْرَ مِنْهُ والْغِرَارَا
فريعا روعة ً لوْ لمْ يكونا
ذَوَيْ أيْدٍ تَمَسُّ الأرْضَ طَارَا
بلى ساءلتها فأبتْ جواباً
وَكَيْفَ تُسَائِلُ الدِّمَنَ الْقِفَارَا
إذَا كَانَ الْجَرَاءُ عَفَتْ عَلَيْهِ
ويسبقها إذا هبطتْ خبارا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
رقم القصيدة : 20835
-----------------------------------
وَيَبْتَذِلُ النَّفْسَ الْمَصُونَة َ نَفْسَهُ
إذا ما رأى حقًّا عليهِ ابتذالها

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
رقم القصيدة : 20837
-----------------------------------
يَا لَيْتَ أنِّي وَسُبَيْعاً في الْغَنَمْ
وَالْخُرْجُ مِنْهَا فَوْقَ كَرَّازٍ أجَمْ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
رقم القصيدة : 20838
-----------------------------------
قبيّلة ٌ منْ قيسِ كبّة َ ساقها
إلى أهْلِ نَجْدٍ لُؤْمُهَا وَافْتِقَارُهَا
كَزَائِدَة ٍ مَا بالأصَابِعِ حَاجَة ٌ
إليها ولا يخفى على النّاسِ عارها
بأيِّ رشاءٍ يا ابنَ أربدَ ترتقي
إلى الشَّمْسِ إذْ صَامَتْ وَطَالَ نَهَارُهَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
رقم القصيدة : 20839
-----------------------------------
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
تكشّفُ عنْ كواكبها الغيومُ
مللتُ بها الثّواءَ وأرّقتني
همومٌ ما تنامُ ولا تنيمُ
أبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ
وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> إمرأة من أقصى الروح
إمرأة من أقصى الروح
رقم القصيدة : 2084
-----------------------------------
لاَ أَحْتَاجُ امْرَأَةً
مِنْ أَقْصَى الرِّيحِ تُنَادِينِي
جَبَلاً مِلْحًا
يُطْفِئُ جَمْرَةَ بَحْرِي
يَخْنُقُنِي
يَدْفِنُنِي
فِي حَمَأِ حَنِينِي
كُونِي امْرَأَةً
حُبْلَى بِحَرِيرِ حَنَانٍ
يَغْمُرُنِي
يُغْنِينِي
هُبِّي
مِنْ أَقْصَى الرُّوحِ وَنَادِينِي
سَهْلاً حُلْمًا
يُغْرِي مُهْرَة حِبْرِي
يُغْرِقُنِي
يُنْسِينِي
دُنْيَايَ وَيُنْسِينِي
دِينِي

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
رقم القصيدة : 20840
-----------------------------------
يمسي ضجيعَ خريدة ٍ ومضاجعي
عضبٌ رقيقُ الشّفرتينِ حسامُ
وَالْحَرْبُ حِرْفَتُنَا وَبِئْسَتْ حِرْفَة ٌ
إلاَّ لِمَنْ هُوَ فِي الْوَغَى مِقْدَامُ
نُعْري السُّيُوفَ فَلاَ تَزَالُ عَوَارِياً
حَتَّى تَكُونَ جُفُونَهُنَّ الْهَامُ
وَالْمَوْتُ يَسْبِقُنَا إلَى أَعْدائِنَا
تهفو بهِ الرّاياتُ والأعلامُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
رقم القصيدة : 20841
-----------------------------------
عادَ الهمومُ وما يدري الخليُّ بها
وَاسْتَوْرَدَتْنِي كَمَا يُسْتَوْرَدُ الشَّرَعُ
فبتُّ أنجو بها نفساً تكلّفني
مَا لاَ يَهُمُّ بِهِ الْجَثَّامَة ُ الْوَرَعُ
ولومِ عاذلة ٍ باتتْ تؤرّقني
حَرَّى الْمَلاَمَة ِ مَا تُبْقِي وَمَا تَدَعُ
لَمَّا رَأَتْنِيَ أقْرَرْتُ اللِّسَانَ لَهَا
قَالَتْ أَطِعْنِيَ والْمَتْبُوعُ مَتَّبَعُ
أخْشَى عَلَيْكَ حِبَالَ الْمَوْتِ رَاصِدَة ً
بكلِّ موردة ٍ يرجى بها الطّمعُ
فَقُلْتُ: لَنْ يُعْجِلَ الْمِقْدَارُ عُدَّتَهُ
وَلَنْ يُبَاعِدَهُ الإشْفَاقُ والْهَلَعُ
فَهَلْ عَلِمْتِ مِنَ الأَقْوَامِ مِنْ أحَدٍ
عَلَى الْحَدِيثِ الَّذي بالْغَيْبِ يَطَّلِعُ
وَلِلْمَنِيَّة ِ أسْبَابٌ تُقَرِّبُهَا
كما تقرّبَ للوحشيّة ِ الذّرعُ
وَقَدْ أَرَى صَفْحَة َ الْوَحْشِيِّ يُخْطِئُهَا
نبلُ الرّماة ِ فينجو الآبدُ الصّدعُ
وَقَدْ تَذَكَّرَ قَلْبِي بَعْدَ هَجْعَتِهِ
أيَّ البلادِ وأيَّ النّاسِ أنتجعُ
فقلتُ بالشّامِ إخوانٌ ذوو ثقة ٍ
مَا إنْ لَنَا دُونَهُمْ رِيٌّ وَلاَ شِبَعُ
قومٌ همُ الذّروة ُ العليا وكاهلها
وإنْ يضنّوا فلا لومٌ ولا قذعُ
وَكَمْ قَطَعْتُ إلَيْكُمْ مِنْ مُوَدَّأَة ٍ
كَأنَّ أعْلاَمَهَا فِي آِلِهَا الْقَزَعُ
غَبْرَاءَ يَهْمَاءَ يَخْشَى الْمُدْلِجُونَ بِهَا
زَيْغَ الْهُدَاة ِ بِأَرْضٍ أهْلُهَا شِيَعُ
كأنَّ أينقنا جونيُّ موردة ٍ
مُلْسُ الْمَنَاكِبِ فِي أعْنَاقِهَا هَنَعُ
قَوَارِبُ الْمَاءِ قَدْ قَدَّ الرَّوَاحُ بِهَا
فَهُنَّ تَفْرَقُ أحْيَاناً وَتَجْتَمِعُ
صُفْرُ الْحَنَاجِرِ لَغْوَاهَا مُبَيَّنَة ٌ
في لجّة ِ اللّيلِ لمّا راعها الفزعُ
يَسْقِينَ أوْلاَدَ أبْسَاطٍ مُجَدَّدَة ٍ
أردى بها القيظُ حتّى كلّها ضرعُ
صيفيّة ٌ حمكٌ حمرٌ حواصلها
فما تكادُ إلى النّقناقِ ترتفعُ
يَسْقِينَهُنَّ مُجَاجَاتٍ يَجِئْنَ بِهَا
منْ آجنِ الماءِ محفوفاً بهِ الشّرعُ
بَاكَرْنَهُ وَفُضُولُ الرِّيحِ تَنْسُجُهُ
معانقاً ساقَ ريّا ساقها خرعُ
كَطُرَّة ِ الْبُرْدِ تُرْوَى الصَّادِيَاتُ بِهِ
مِنَ الأَجَارعِ لاَ مِلْحٌ وَلاَ نَزَعُ
لمّا نزلنَ بجنبيهِ دلفنَ لهُ
جوادفُ المشي منها البطءُ والسّرعُ
حتّى إذا ما ارتوتْ منْ مائهِ قطفٌ
تسقي الحواقنَ أحياناً وتجترعُ
ولّتْ حثاثاً توالها وأتبعها
مِنْ لاَبَة ٍ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُخْتَضِعُ
يسبقنَ بالقصدِ والإيغالِ كرّتهُ
إذَا تَفَرَّقْنَ عَنْهُ وَهْوَ مُنْدَفِعُ
ململمٌ كمدقِّ الهضبِ منصلتٌ
مَا إنْ يَكَادُ إذَا مَا لَجَّ يُرْتَجَعُ
حتّى انتهى الصّقرُ عنْ حمٍّ قوادمهَ
تدنو منَ الأرضِ أحياناً وما تقعُ
وَظَلَّ بالأُكْمِ مَا يَصْري أرَانِبَهَا
منْ حدِّ أظفارهِ الجحرانُ والقلعُ
بلْ ما تذكّرُ منْ هندٍ إذا احتجبتْ
بِابْنَيْ عُوَارٍ وَأَمْسَى دُونَها بُلَعُ
وجاورتْ عبشميّاتٍ بمحنية ٍ
يَنْأَى بِهِنَّ أَخُو دَاوِيَّة ٍ مَرِعُ
قَاصِي الْمَحَلِّ طَبَاهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ
جُزْءٌ وَبَيْنُونَة ُ الْجَرْدَاءِ أوْ كَرَعُ
بحيثُ تلحسُ عنْ زهرٍ ملمّعة ٍ
عِينٌ مَرَاتِعُهَا الصَّحْرَاءُ وَالجَرَعُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
رقم القصيدة : 20842
-----------------------------------
إذَا أقْبَلَ الْمَالُ السَّوَامُ وَغَيْرُهُ
فَتَثْمِيرُهُ مِنْ لَحْظَة ِ الْعَيْنِ أسْرَعُ
وَإنْ هُوَ وَلَّى مُدْبِراً فَفَناؤُهُ
وشيكاً منَ التّثميرِ أرجى وأنجعُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا
سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا
رقم القصيدة : 20843
-----------------------------------
سَالاَ عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أيْنَ هُمَا
فَقُلْتُ إنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ
ماتا معَ الرّجلِ الموفي بذمّتهِ
يَوْمَ الْحِفَاظِ إذَا لَمْ يُوفَ بِالْذِّمَمِ
ماذا بمنبجَ لوْ تنبشْ مقابرها
منَ التّهدّمِ بالمعروفِ والكرمِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
رقم القصيدة : 20844
-----------------------------------
وَيُدْنِي ذِرَاَعيْهِ إذَا مَا تَبَادَرَا
إلى رأسِ صلٍّ قائمِ العينِ أسفعِ

 


العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
رقم القصيدة : 20845
-----------------------------------
فَلَيْتَكَ حَالَ الْبَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ
وَمَنْ بِالْمَرَادي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
رقم القصيدة : 20846
-----------------------------------
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
عَلَيْهَا إذَا مَا أجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
حِذَا إبِلٍ إنْ تَتْبَعِ الرِّيحَ مَرَّة ً
يدعها ويخفِ الصّوتَ حتّى تريّعا
لها أمرها حتّى إذا ما تبوّأتْ
بأخفافها مأوًى تبوّأَ مضجعا
إذا أخلفتْ صوبَ الرّبيعِ وصى لها
عَرَادٌ وَحَاذٌ أَلْبَسَا كُلَّ أجْرَعَا
وغملى نصيٍّ بالمتانِ كأنّها
ثعالبُ موتى جلدها قدْ تزلّعا
بني وابشيٍّ قدْ هوينا جواركمْ
وما جمعتنا نيّة ٌ قبلها معا
خَلِيطَيْنِ مِنْ شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا
قَدِيماً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا
أرى أهلَ ليلى لا يبالي أميرهمْ
عَلَى حَالَة ِ الْمَحْزُونِ أَنْ يَتَصَدَّعَا
أقُولُ وَقَدْ زَالَ الْحُمُولُ صَبَابَة ً
وَشَوْقاً وَلَمْ أطْمَعْ بِذلِكَ مَطْمَعَا
فلوْ أنَّ حقَّ اليومَ منكمُ إقامة ٌ
وإنْ كانَ سرحٌ قدْ مضى فتسرّعا
فَأَبْصَرْتُهُمْ حَتَّى تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
بِأَنْقَاءِ يَحْمُومٍ وَوَرَّكْنَ أَضْرُعَا
يَحُثُّ بِهِنَّ الْحَادِيَانِ كَأَنَّمَا
يَحُثَّانِ جَبَّاراً بِعَيْنَيْنِ مُكْرَعَا
فلمّا صراهنَّ التّرابُ لقيتهُ
على البيدِ أذرى عبرة ً وتقنّعا
فَدَعْ عَنْكَ هِنْداً وَالْمُنَى إنَّمَا الْمُنَى
وَلُوعٌ وَهَلْ يَنْهَى لَكَ الزَّجْرُ مُولَعَا
رَأَى مَا أَرَتْهُ يَوْمَ دَارَة ِ رَفْرَفٍ
لتصرعهُ يومًا هنيدة ُ مصرعا
متى نفترشْ يومًا عليمًا بغارة ٍ
يَكُونُوا كَعَوْصٍ أوْ أَذَلَّ وَأَضْرَعَا
وحيَّ الجلاحِ قدْ تركنا بدارهمْ
سَوَاعِدَ مُلْقَاة ً وَهَاماً مُصَرَّعَا
ونحنُ جدعنا أنفَ كلبٍ ولمْ ندعْ
لبهراءَ في ذكرٍ من النّاسِ مسمعا
قتلنا لوَ أنَّ القتلَ يشفي صدورنا
بتدمرَ ألفًا منْ قضاعة َ أقرعا
فلا تصرمي حبلَ الدّهيمِ جريرة ً
بتركِ مواليها الأدانينَ ضيّعا
يُسَوِّقُهَا تَرْعِيَّة ٌ ذُو عَبَاءَة ٍ
بما بينَ نقبٍ فالحبيسِ فأفرعا
هدانٌ أخوْ وطبٍ وصاحبُ علبة ٍ
يَرَى الْمَجْدَ أنْ يَلْقَى خَلاءً وَأَمْرُعَا
ترى وجههُ قدْ شابَ في غيرِ لحية ٍ
وذا لبدٍ تحتَ العصابة ِ أنزعا
تَرَى كَعْبَهُ قَدْ كَانَ كَعْبَيْنِ مَرَّة ً
وَتَحْسَبُهُ قَدْ عَاشَ حَوْلاً مُكَنَّعَا
إذَا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا
بميثاءَ مبطانُ الضّحى غيرَ أروعا
وإنْ بركتْ منها عجاساءُ جلّة ٌ
بمحنية ٍ أشلى العفاسَ وبروعا
إذَا بِتُّمُ بَيْنَ الأُدَيَّاتِ لَيْلَة ً
وَأَخْنَسْتُمُ مِنْ عَالِجٍ كُلَّ أَجْرَعَا
عُمَيْرِيَّة ٌ حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلَة ٍ
فبينونة ٍ تلقى لها الدّهرَ مربعا
كأنّي بصحراءِ السّبيعينِ لمْ أكنْ
بِأمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدِ مُفَجَّعَا
كأنَّ على أعجازها كلّما رأتْ
سماواتهُ فيئًا منَ الطّيرِ وقّعا
فقودوا الجيادَ المسنفاتِ وأحقبوا
على الأَرْحَبِيَّاتِ الْحَدِيدَ الْمُقَطَّعَا
إذا لمْ ترحْ أدّى إليها معجّلٌ
شَعِيبَ أَدِيمٍ ذَا فِرَاغَيْنِ مُتْرَعَا
يُطِفْنَ بِجَوْنٍ ذِي عَثَانِينَ لَمْ تَدَعْ
أشَاقِيصُ فِيهِ وَالْبَدِيَّانِ مَصْنَعَا
وَمِنْ فَارِسٍ لَمْ يَحْرِمِ السَّيْفَ حَظَّهُ
إذَا رُمْحُهُ في الدَّارِعِينَ تَجَزَّعَا
فَأَلْقَى عَصَا طَلْحٍ وَنَعْلاً كَأنَّهَا
جَنَاحُ السُّمَانَى رَأْسُهُ قَدْ تَصَوَّعَا
أسفَّ جسيدَ الحاذِ حتّى كأنّما
تردّى صبيغًا باتَ في الورسِ منقعا
كأنّ مكاناً لَكْلَكَتْ ضرعَها بهِ
مراغة ُ ضِبَعانٍ أسَنَّ وأمرَعَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
رقم القصيدة : 20850
-----------------------------------
أعَاثِرٌ بَاتَ يَمْرِي الْعَيْنَ أَمْ وَدَقُ
أَمْ رَاجَعَ الْقَلْبَ بَعْدَ النَّوْمَة ِ الأَرَقُ
إنَّ الزّمانَ الّذي ترجو هواديهُ
يأتي على الحجرِ القاسي فينفلقُ
ما الدّهرُ والنّاسُ إلاّ مثلُ واردة ٍ
إذا مضى عنقٌ منها أتى طبقُ
منْ ذي المرارِ الّذي تلقي حوالبهُ
بَطْنَ الْكُلاَبِ سَنِيحاً حَيْثُ يَنْدَفِقُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
رقم القصيدة : 20851
-----------------------------------
كريمٌ يغضُّ الطّرْف فَضْل حيائه
ويدنو وأطْراف الرماح دَوانِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
رقم القصيدة : 20852
-----------------------------------
سما لكَ منْ أسماءَ همٌّ مؤرّقُ
وَمِنْ أيْنَ يَنْتَابُ الْخَيَالُ فَيَطْرُقُ
وَأَرْحُلُهَا بِالْجَوِّ عِنْدَ حَوَارَة ٍ
بِحَيْثُ يُلاَقِي الآبِدَاتِ الْعَسَلَّقُ
فحلّتْ نبيّاً أوْ رمادانَ دونها
رِعَانٌ وَقِيْعَانٌ مِنَ الْبِيدِ سَمْلَقُ
وأصفرَ مجدولٍ منَ القدِّ مارنٍ
يُلاَثُ بِعَيْنَيْهَا فَيُلْوَى وَيُطْلَقُ
لَدَى سَاعِدَيْ مَهْرِيَّة ٍ شَدَنِيَّة ٍ
أنيختْ قليلاً والعصافيرُ تنطقُ
فبرّدَ متنيها وغمّضَ ساعة ً
وطافتْ قليلاً حولهُ وهوَ مطرقُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
رقم القصيدة : 20853
-----------------------------------
وَكَأنَّ نُمْرُقَتِي فُوَيْقَ مُوَلَّع
يرعى الدكادكَ منْ جنوبِ قطانا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
رقم القصيدة : 20854
-----------------------------------
عويتَ عواءَ الكلبِ لمّا لقيتنا
بِثَهْلاَنَ مِنْ خَوْفِ الْفُرُوجِ الْخَوَافِقِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ
وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ
رقم القصيدة : 20855
-----------------------------------
وَأدْمَاءَ مِنْ سِرِّ الْمَهَاري نَجِيبَة ٍ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
رقم القصيدة : 20856
-----------------------------------
يا عجباً للدّهرِ شتّى طرائقهْ
وللمرءِ يبلوهُ بما شاءَ خالقهْ
وللخلدِ يرجى والمنيّة ُ دونهُ
وَلِلأَمَلِ الْمَبْسُوطِ والْمَوْتُ سَابِقُهْ
جَعَلْنَ أَرِيكاً بِالْيَمِينِ وَرَمْلَهُ
وزالَ لغاطٌ بالشّمالِ وحالقهْ
وصبّحنَ بالصّقرينِ صوبَ غمامة ٍ
تَضَمَّنَهَا لَحْيَا غَدِيرٍ وَخَانِقُهْ
وَأمْسَتْ بأطْرَافِ الْجَمَادِ كَأنَّهَا
عَصَائِبُ جُنْدٍ رَائِحٍ وَخَرَانِقُهْ
وصبّحنَ منْ سمنانَ عيناً رويّة ً
وهنَّ إذا صادفنَ شرباً صوادقهْ
وَأَسْحَمَ حَنَّانٍ مِنَ الْمُزْنِ سَاقَهُ
طروقاً إلى جنبيْ زبالة َ شائقهْ
فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التَّنَانِيرِ صَوْبُهُ
تكشّفَ عنْ برقٍ قليلٍ صواعقهْ
كفاني عرفّانُ الكرى وكفتيهُ
كلوءَ النّجومِ والنّعاسُ معانقهْ
فباتَ يريهِ عرسهُ وبناتهِ
وَبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ
وسربالِ كتّانٍ لبستُ جديدهُ
على الرّحلِ حتّى أسلمتهُ بنائقهْ
وَلَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ
عَشِيَّة َ خِمْسِ الْقَوْمِ والْعَيْنُ عَاشِقُهْ
وَعَيَّرَنِي الإبْلَ الْحَلاَلُ ولَمْ يَكُنْ
ليجعلها لابنِ الخبيثة ِ خالقهْ
وَلكِنَّمَا أَجْدَى وَأَمْتَعَ جَدُّهُ
بفرقٍ يخشّيهِ بهجهجَ ناعقهْ
وَقَال الَّذي يَرْجُو الْعُلاَلَة َ وَرِّعُوا
عَنِ الْمَاءِ لاَ يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوَارِقُهْ
فَمَا زِلْنَ حَتَّى عَادَ طَرْقاً وَشِبْنَهُ
بِأَصْفَرَ تَذْرِيهِ سِجَالاً أيَانِقُهْ
خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِي الْخَبِيثُ بِأرْضِهِ
فإنَّ الحلالَ لا محالة َ ذائقهْ
تَنَاوَلَ عِرْقَ الْغَيْثِ إذْ لا يَنَالُهُ
حِمارُ ابْنُ جَزْءٍ عَاصِمٌ وَأَفَارِقُهْ
إذَا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجَاوَبَتْ
بِهِ وَکطَّبَاهَا رَوْضُهُ وَأبَارِقُهْ
فَأمْسَتْ بَوَادِي الرَّقْمَتَيْنِ وَأَصْبَحَتْ
بِجَوِّ رِئَالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فَالِقُهْ
فأصبحنَ قدْ خلّفنَ أودَ وأصبحتْ
فِرَاخُ الْكَثِيبِ ضُلَّعَاً وَخَرَانِقُهْ
فلمّا هبطنَ المشفرَ العودَ عرّستْ
بحيثُ التقتْ أجزاعهُ ومشارقهْ
وصبّحنَ للعذراءِ والشّمسُ حيّة ٌ
وليَّ حديثِ العهدِ جمٍّ مرافقهْ
يهيبُ بأخراها بريمة ُ بعدها
بدا رملُ جلاّلٍ لها وعواتقهْ
فغادرنَ مركوّاً أكسَّ عشيّة ٍ
لدى نزحٍ ريّانَ بادٍ خلائقهْ
تُعَيِّرُنِي صُهْباً كَأنَّ رُؤُوسَهَا
ذُرَى الأُكْمِ فِيهَا غَضُّ نَيٍّ وَعَاتِقُهْ
لَهَا فَأْرَة ٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
كما فتقَ الكافورَ بالمسكِ فاتقهْ
وَكَانَ لَهَا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ فَارِسٌ
إذا ما رأى قيدَ المئينَ يعانقهْ
أجدّتْ مراغاً كالملاءِ وأرزمتْ
بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائِقُهْ
فما نهلتْ حتّى أجاءتْ جمامهُ
إلى خَرِبٍ لاَقَى الْخَسِيفَة َ خَارِقُهْ
وأزهرَ سخّى نفسهُ عنْ تلادهِ
حنايا حديدٍ مقفلٍ وسوارقهْ
فَإنْ يُودِ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَقَدْ أُرَى
ببطانهِ قدّامَ سربٍ أوافقهْ
... فما تنفكُّ دلوٌ تواهقهْ
................

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
رقم القصيدة : 20857
-----------------------------------
طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي فَقُلْتُ لَهُمْ
أَأُمُّ شَذْرَة َ زَارَتْنَا أَمِ الْغُولُ
لا مرحباً بابنة ِ الأقيالِ إذْ طرقتْ
كأنَّ محجرها بالقارِ مكحولُ
سودٌ معاصمها جعدٌ معاقصها
قدْ مسّها منْ عقيدِ القارِ تنصلُ
أبلغْ سعيدَ بنَ عتّابٍ مغلغلة ً
إنْ لمْ تغلكَ بأرضٍ دونهُ غولُ
أنْتَ ابْنُ فَرْعَيْ قُرَيْشٍ لَوْ تُقَايِسُهُمْ
مجداً لصارَ إليكَ العرضُ والطّولُ
إذَا ذَكَرْتُكَ لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَة ٍ
حتّى أقولَ لأصحابي بها حولوا
إِخْتَرْتُكَ النَّاسَ إذْ رَثَّتْ خَلاَئِقُهُمْ
واعتلَّ منْ كانَ يرجى عندهُ السّولُ
وَخَادَعَ الْمَجْدَ أقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ
راحَ العضاهُ بهِ والعرقُ مدخولُ
ولا يزالُ لهمْ في كلِّ منزلة ٍ
لحمٌ تماشقهُ الأيدي رعابيلُ
إليكَ يقطعُ أجوازَ الفلاة ِ بنا
نصٌّ تشيّعهُ الصّهبُ المراسيلُ
باتتْ ترامى عثانينُ القفافِ بها
كَمَا تَرَامَى بِدَلْوِ الْمَاتِحِ الْجُولُ
.................
يَسْأَلْنَ عَنْكَ وَلاَ يَعْيَاكَ مَسْؤُولُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
رقم القصيدة : 20858
-----------------------------------
قالتْ سليمى أتثوي اليومَ أمْ تغلُ
وقدْ ينسّيكَ بعضَ الحاجة ِ العجلُ
فقلتُ ما أنا ممّنْ لا يواصلني
وَلا ثَوائِيَ إلاَّ رَيْثَ أَرْتَحِلُ
أَمَّلْتُ خَيْرَكِ هَلْ تَأْتِي مَوَاعِدُهُ
فاليومَ قصّرَ عنْ تلقائكِ الأملُ
وَمَا صَرَمْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَة ً
لا ناقة ٌ ليَ في هذا ولا جملُ
خبّرتُ أنَّ الفتى مروانَ يوعدني
فَاسْتَبْقِ بَعْضَ وَعِيدِي أيُّهَا الرَّجُلُ
وَفِي يَدُومَ إذَا اغْبَرَّتْ مَنَاكِبُهُ
وَذِرْوَة ِ الْكَوْرِ عَنْ مَرْوَانَ مُعْتَزَلُ
فَكُتْلَة ٌ فَرُؤَامٌ مِنْ مَسَاكِنِهَا
فمنتهى السّيلِ منْ بنيانَ فالحبلُ
إنِّي تَأَلَّيْتُ لاَ يَنْفَكُّ مَا بَقِيتْ
منها عواسرُ في الأقرانِ أوْ عجلُ
تأوي إلى بيتها دهمٌ معوّدة ٌ
أنْ لا تروّحَ إنْ لمْ تغشها الحللُ
مُغَمَّرُ الْعَيْشِ يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ
تأبى المودّة َ ولا يعطي ولا يسلُ
تَدَارَكَ الْغَضُّ مِنْهَا والْعَتِيقُ فَقَدْ
لاَقَى الْمَرَافِقَ مِنْهَا وَارِدٌ دَبِلُ
صُهْبٌ مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ مُذَكَّرَة ٌ
فَاتَ الْعَزِيبَ بِهَا تَرْعِيَّة ٌ أَبِلُ
فلستُ إنْ نابني حقُّ بمنتكرٍ
فِيهِ وَلاَ بَرَمٌ يَعْيَى بِهِ السُّبُلُ
لَسْنَا بِإخْوَانِ أُلاَّفٍ يُزِيلُهُمْ
قولُ العدوِّ ولا ذو النّملة ِ المحلُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
رقم القصيدة : 20859
-----------------------------------
ونحن تركنا بالفعاليِّ طعنة ً
لها عاندٌ فوقَ الذّراعينِ مسبلُ

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
رقم القصيدة : 20860
-----------------------------------
يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
بِذَكْوَة َ إطْرَاقَ الظِّبَاءِ مِنَ الْوَبْلِ
فلا ردّها ربّي إلى مرجِ راهطٍ
وَلاَ أَصْبَحَتْ تَمْشِي بِسَكَّاءَ فِي وَحْلِ
سارتْ وأتلتها رفيدة ُ ذمّة ً
تَسِيرُ بِهَا بَيْنَ الأَقَاعِسِ فالرَّمْلِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
رقم القصيدة : 20861
-----------------------------------
مِنْ كُلِّ أشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِهِ
بَادِي الأَذَاة ِ عَلَى مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ
وَقَيِّمٍ أمْدَرِ الْجَنْبَيْنِ مُنْخَرِقٍ
عَنْهُ الْعَبَاءَة ُ قَوَّامٍ عَلَى الْهَمَلِ
ذبَّ الغوالي حتّى ما يطفنَ بهِ
جَأْبُ الْمَفَارِقِ عَنْ ذِي بَنَّة ٍ تَفِلِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
رقم القصيدة : 20862
-----------------------------------
تَهَانَفْتَ وَاسْتَبْكَاكَ رَسْمُ الْمَنَازِلِ
بقَارَة ِ أهْوَى أوْ بِسُوقَة ِ حَائِلِ
خلتْ منْ جميعِ السّاكنينَ وبدّلتْ
ظِبَاءَ السَّلِيلِ بَعْدَ خَيْلٍ وَجَامِلِ
ذَكَرْتُ بِهَا مَنْ لَنْ أُبَالِيَ بَعْدَهُ
تفرّقَ حيٍّ في النّوى متزائلِ
وَإنَّ کمْرَأً بِالشَّامِ أَكْثَرُ قَوْمِهِ
وبطنانَ ليسَ الشّوقُ عنهُ بغافلِ
فدونَ الأولى كلبٌ وأفناءُ عامرٍ
وَدُونَ الأُوَلَى أفْنَاءُ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ
وَحَنَّتْ إلَى أرْضِ الْعِرَاقِ حَمُولَتِي
وَمَا قَيْظُ أَجْوَافِ الْعِرَاقِ بِطَائِلِ
فقلتُ لها لا تجزعي وتربّصي
مِنَ الله سَيْباً إنَّهُ ذُو نَوَافِلِ
كُلي الْحَمْضَ بَعْدَ الْمُقْحَمِينَ ورَازِمِي
إلى قَابِلٍ ثُمَّ اعْذِرِي بَعْدَ قَابِلِ
مهاريسُ لاقتْ بالوحيدِ سحابة ً
إلى أملِ العزّافِ ذاتِ السّلاسلِ
تواكلها الأزمانُ حتّى أجأنها
إلى جَلَدٍ مِنْهَا قَلِيلِ الأَسَافِلِ
فَلَمَّاانْجَلَتْ عَنْهَا السِّنُونَ هَوَتْ لَهَا
مقانبُ هطلى منْ غريمٍ وسائلِ
فلمْ يبقِ منها الحقُّ إلاّ أرومة ً
غلاظَ الرّقابِ جلّة ً كالجنادلِ
وضيفٍ كفتْ جيرانها وتوكّلتْ
بهِ جلدة ٌ منْ سرّها أمُّ حائلِ
نعوسٌ إذا درّتْ ، جروزٌ إذا غدتْ
بويزلُ عامٍ ، أوْ سديسٌ كبازلِ
إذَا مَا دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَة ٍ
مشافرها في ماءِ مزنٍ وباقلِ
دَعَتْ بِصَرِيحٍ ذِي غُثَاءٍ هَرَاقَهُ
سَوَارِي الْعُرُوقِ فِي الضُّرُوعِ السَّحَابِلِ
إذا ورّعتْ أنْ تركبَ الحوضَ كسّرتْ
بأركانِ هضبٍ كلَّ رطبٍ وذابلِ
وَإنْ سَمِعَتْ رِزَّ الْفَنِيقِ تَكَشَّفَتْ
بِأذْنَابِ صَهْبٍ قُرَّحٍ كَالْمَجَادِلِ
وإنْ صابَ غيثٌ منْ وراءِ تنوفة ٍ
هدى هديَ سبّارٍ بعيدَ المناقلِ
وَإنّي وَذِكْرَايَ ابْنَ حَرْبٍ لَعَائِدٌ
لخلّة ِ مرعيِّ الأمانة ِ واصلِ
أبُوكَ الَّذِي أَجْدَى عَلَيَّ بِنَصْرِهِ
فَأَسْكَتَ عَنِّي بَعْدَهُ كُلَّ قَائِلِ
وأنتَ امرؤٌ لا بدَّ أنْ قدْ أصبتني
بموعدة ٍ دينٍ عليكَ وعاجلِ
وقدْ علمتْ قيسٌ وأفناءُ خندفٍ
وَمَذْحِجُ إذْ وَافَيْتُهُمْ فِي الْمَنَازِلِ
ثنائي عليكمْ آلَ حربٍ ومنْ يملْ
سِوَاكُمْ فَإنّي مُهْتَدٍ غَيْرُ مَائِلِ
رَأَتْكَ ذَوُو الأَحْلاَمِ خَيْراً خِلاَفَة ً
منَ الرّاتعينَ في التّلاعِ الدّواخلِ
ليجزيءَ إلاّ كاملٌ وابنُ كاملِ
إليْكَ ابْتَذَلْنَا كُلَّ أَدْمَاءَ حُرَّة ٍ
وأعيسَ مشّاءٍ أمامَ الرّواحلِ
رباعٍ كوقفِ العاجِ تثني حبالهُ
شراسيفُ حدّتْ غرضها غيرُ جائلِ
مُشَرَّفُ أطْرَافِ الْمَحَالِ مَزلِّهِ
معادَ الملاطِ معرقٍ في العقائلِ
فيا لكَ منْ خدٍّ وذفرى أسيلة ٍ
ومنْ عنقٍ صعلٍ وموضعِ كاهلِ
ورأسٍ كإبريقِ اليهوديِّ أشرفتْ
لَهُ حُبُكٌ أجْيَادُهَا كالْمَرَاجِلِ
وَمِنْ عَجُزٍ فِيهَا جَنَاحَانِ ألْحَقَا
تَوَاليَ لاَ شَخْتٍ وَلاَ مُتَخَاذِلِ
وَسُمْرٍ خِفَافٍ فِي حِذَاءِ نَعَامَة ٍ
ثَمَانِيَة ٍ رُوحٍ ظِمَاءِ الْمَفَاصِلِ
إذَا قُلْتُ جَاهٍ لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ
قوى أدمٍ أطرافها في السّلاسلِ
بعيدٌ منَ الحادي إذا ما ترقّصتْ
بناتُ الصّوى في السّبسبِ المتماحلِ
ترى الأعظمَ اللاّئي يلينَ فؤادهُ
جنوحَ الأعالي مائراتِ الأسافلِ
كَذِي رَمَلٍ مِنْ وَحْشِ حَوْمَلَ بَلَّهُ
أهاضيبُ في قسٍّ منَ الرّيحِ شاملِ
تخرُّ على متنِ الكثيبِ ومتنهُ
رَذَاذٌ هَوَى مِنْ دِيمَة ٍ غَيْرِ وَابِلِ
تَبِيتُ بَنَاتُ الأَرْضِ تَحْتَ لَبَانِهِ
بِأَحْقَفَ مِنْ أَنْقَاءِ تُوضِحَ مَائِلِ
كأنَّ القطارَ حرّكتْ في مبيتهِ
جَدِيَّة َ مِسْكٍ فِي مُعَرَّسِ قَافِلِ
فلمّا تجلّى ليلهُ عنْ نهارهِ
غَدَا سَلِكاً بَيْنَ اللِّوَى فَالْخَمَائِلِ
فهاجَ بهِ لمّا ترجّلتِ الضّحى
شطائبُ شتّى منْ كلابٍ ونابلِ
فَأَبْصَرَهَا حَتَّى إذَا ما تَقَارَبَتْ
وَفِي النَّفْسِ مِنْهُ كَرَّة ٌ لِلأوَائِلِ
حمى الأنفَ منْ بعضِ الفرارَ فذادها
بِأَسْحَمَ لاَمٍ ذِي شَبَاة ٍ وَعَامِلِ
فَفَرَّقَ بَيْنَ السَّابِقِينَ بِطَعْنَة ٍ
على عجلٍ منْ سلهبٍ غيرَ ناصلِ
فَكَانَ كَذِي تَبْلٍ تَذَكَّرَ مَا مَضَى
وَقَدْ كَرَّ كَرَّاتِ الْكَرِيمِ الْمُقَاتِلِ
يَهُزُّ بِأطْرَافِ الْحِبَالِ وَيَنْتَحِي
على الأجنبِ القصوى هزيزَ المغاولِ
كَمَا انْقَضَّ دُرِّيٌّ تَخَلَّلَ مَتْنُهُ
فُرُوجَ جَهَامٍ آخِرَ اللَّيْلِ جَافِلِ
رَعَتْ من خُفافٍ حين بَقَّ عِيابَهُ
وحلَّ الرّوايا كلُّ أسحمَ هاطلِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
رقم القصيدة : 20863
-----------------------------------
مَا بَالُ دَفِّكَ بالْفِرَاشِ مَذِيلاَ
أَقَذًى بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحِيلاَ؟
لَمَّا رَأَتْ أَرَقِي وَطُولَ تَقَلُّبِي
ذَاتَ الْعِشَاءِ وَلَيْلِيَ الْمَوْصُولاَ
قالتْ خليدة ُ ما عراكَ ولمْ تكنْ
قَبْلَ الرُّقادِ عَنِ الشُّؤُونِ سَؤُولاَ
أَخُلَيْدَ إنَّ أبَاكِ ضَافَ وِسَادَهُ
هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَة ً وَدَخِيلاَ
طرقا فتلكَ هماهمي أقريهما
قلصًا لواقحَ كالقسيِّ وحولا
شُمَّ الْكَوَاهِلِ جُنَّحَاً أعْضَادُهَا
صُهْباً تُنَاسِبُ شَدْقَماً وَجَدِيلاَ
كَانَتْ نَجَائِبَ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ
أماتهنَّ وطرقهنَّ فحيلا
وكأنَّ ريّضها إذا باشرتها
كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الرَّحِيلِ ذَلُولاَ
حوزيّة ً طويتْ على زفراتها
طَيَّ الْقَنَاطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولاَ
وكأنّما انتطحتْ على أثباجها
فدرٌ بشابة َ قدْ تممنَ وعولا
قذفَ الغدوِّ إذا غدونَ لحاجة ٍ
دلفَ الرّواحِ إذا أردنَ قفولا
لاَ يَتَّخِذْنَ إذَا عَلَوْنَ مَفَازَة ً
إلاَّ بَيَاضَ الْفَرْقَديْنِ دَلِيلاَ
قُوداً تَذَارَعُ غَوْلَ كُلِّ تَنُوفَة ٍ
ذرعَ النّواسجِ مبرمًا وسحيلا
وإذا ترقّصتِ المفازة ُ غادرتْ
ربذًا يبغّلُ خلفها تبغيلا
زَجِلَ الْحُدَاءِ كَأنَّ فِي حَيْزُومِهِ
قصبًا ومقنعة َ الحنينِ عجولا
وإذا ترجّلتِ الضّحى قذفتْ بهِ
فشأونَ عقبتهُ فظلَّ ذميلا
حَتَّى إذَا حَسَرَ الظَّلاَمُ وَأَسْفَرَتْ
فَرَأَتْ أَوَابِدَ يَرْتَعينَ هُجُولاَ
حدتِ السّرابَ وألحقتْ أعجازها
روحٌ يكونُ وقوعها تحليلا
وَجَرَى عَلَى حَدَبِ الصُّوَى فَطَرَدْنَهُ
طَرْدَ الوَسِيقَة ِ في السَّمَاوَة ِ طُولاَ
فِي مَهْمَة ٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَاتُهَا
قَلَقَ الْفُؤُوسِ إذَا أرَدْنَ نُصُولاَ
حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ
جدًّا تعاورهُ الرّياحُ وبيلا
سدمًا إذا التمسَ الدّلاءُ نطافهُ
صَادَفْنَ مُشْرِفَة َ الْمَثَابِ دَحُولاَ
جَمَعُوا قُوًى مِمَّا تَضُمُّ رِحَالُهُمْ
شَتَّى النِّجَارِ تَرَى بِهِنَّ وُصُولاَ
فَسَقَوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّة ً
للماءِ في أجوافهنَّ صليلا
حتّى إذا بردَ السّجالُ لهاثها
وَجَعَلْنَ خَلْفَ غُرُوضِهِنَّ ثَمِيلا
وأفضنَ بعدَ كظومهنَّ بجرّة ٍ
منْ ذي الأبارقِ إذْ رعينَ حقيلا
قَعَدُوا عَلَى أكْوَارِهَا فَتَرَدَّفَتْ
صخبَ الصّدى جذعَ الرّعانِ رجيلا
مُلْسَ الْحَصَى بَاتَتْ تَوَجَّسُ فَوْقَهُ
لغطَ القطا بالجهلتينِ نزولا
يتبعن مائرة َ اليدينِ شملّة ً
القتْ بمخترقِ الرّياحِ سليلا
جاءتْ بذي رمقٍ لستّة ِ أشهرٍ
قدْ ماتَ أوْ جرضَ الحياة َ قليلا
نَفَضَتْ بِأَصْهَبَ لِلْمَرَاحِ شَلِيلَهَا
نَفْضَ النَّعَامَة ِ زِفَّهَا الْمَبْلُولاَ
أبلغْ أميرَ المؤمنينَ رسالة ً
شَكْوَى إلَيْكَ مُظِلَّة ً وَعَوِيلاَ
مِنْ نَازِحٍ كَثُرَتْ إلَيْكَ هُمُومُهُ
لوْ يستطيعُ إلى اللّقاءِ سبيلا
طالَ التّقلّبُ والزّمانُ ، ورابهُ
كسلٌ ، ويكرهُ أنْ يكونُ كسولا
وعلا المشيبُ لداتهِ ، ومضتْ لهُ
حِقَبٌ نَقَضْنَ مَرِيرَهُ الْمَجْدُولاَ
فكأنَّ أعظمهُ محاجنُ نبعة ٍ
عوجٌ قدمنَ فقدْ أردنَ نحولا
كَبَقِيَّة ِ الْهِنْدِيِّ أمْسَى جَفْنُهُ
خَلَقاً وَلَمْ يَكُ فِي الْعِظَامِ نَكُولاَ
تغلى حديدتهُ ، وتنكرُ لونهُ
عينٌ رأتهُ في الشّبابِ صقيلا
ألِفَ الْهُمُومُ وِسَادَهُ، وَتَجَنَّبَتْ
ريّانَ يصبحُ في المنامِ ثقيلا
وطوى الفؤادَ على قضاءِ صريمة ٍ
حَذَّاءَ واتَّخَذَ الزَّمَاعَ خَلِيلاَ
أوَليَّ أمْرِ الله إنَّ عَشِيرَتِي
أمْسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولاَ
قَطَعُوا الْيَمَامَة َ يَطْرُدُونَ كَأنَّهُمْ
قومٌ أصابوا ظالمينَ قتيلا
يحدونَ حدبًا مائلاً أشرافها
فِي كُلِّ مَنْزِلَة ٍ يَدَعْنَ رَعِيلاَ
شهريْ ربيعٍ ما تذوقُ لبونهمْ
إلاَّ حُمُوضاً وَخْمَة ً وَدَوِيلاَ
حتّى إذا جمعتْ تخيّرَ طرقها
وَثَنَى الرِّعَاءُ شَكِيرَهَا الْمَنْخُولاَ
وَأَتَوْا نِسَاءَهُمُ بِنِيبٍ لَمْ يَدَعْ
سُوءُ الْمَحَابِسِ تَحْتَهُنَّ فَصِيلاَ
أَوَلِيَّ أمْرِ الله إنَّا مَعْشَرٌ
حنقاءُ نسجدُ بكرة ً وأصيلا
عربٌ نرى للهِ في أموالنا
حَقَّ الزَّكَاة ِ مُنَزَّلاَ تَنْزِيلاَ
قومٌ على الإسلامِ لمّا يمنعوا
ماعونهمْ ويضيّعوا التّهليلا
فَادْفَعْ مَظَالِمَ عَيَّلَتْ أبْنَاءَنَا
عنّا وأنقذْ شلونا المأكولا
فَنَرَى عَطِيَّة َ ذَاكَ إنْ أعْطَيْتَهُ
مِنْ رَبِّنَا فَضْلاً وَمِنْكَ جَزِيلاَ
أنْتَ الْخَلِيفَة ُ حِلْمُهُ وَفَعَالُهُ
وإذا أردتَ لظالمٍ تنكيلا
وأبوكَ ضاربَ بالمدينة ِ وحدهُ
قَوْماً هُمُ جَعَلُوا الْجَمِيعَ شُكُولاَ
قتلوا ابنَ عفّانَ الخليفة َ محرمًا
ودعا فلمْ أرَ مثلهُ مخذولا
فَتَصدَّعَتْ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ عَصَاهُمُ
شققًا وأصبحَ سيفهمْ مسلولا
حتّى إذا استعرتْ عجاجة ُ فتنة ٍ
عمياءَ كانَ كتابها مفعولا
وزنتْ أميّة ُ أمرها فدعتْ لهُ
مَنْ لَمْ يَكُنْ غُمْراً وَلاَ مَجْهُولاَ
مروانُ أحزمها إذا نزلتْ بهِ
حدبُ الأمورِ ، وخيرها مسؤولا
أزْمَانَ رَفَّعَ بِالْمَدِينَة ِ ذَيْلَهُ
وَلَقَدْ رَأَى زَرْعاً بِهَا وَنَخِيلاَ
وديارَ ملكٍ خرّبتها فتنة ٌ
ومشيّدًا فيهِ الحمامُ ظليلا
إنِّيَ حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ بَرَّة ٍ
لا أكذبُ اليومَ الخليفة َ قيلا
ما زرتُ آلَ أبي خبيبٍ وافدًا
يومًا أريدُ لبيعتي تبديلا
وَلاَ أتَيْتُ نُجَيْدَة َ بْنَ عُوَيْمِرٍ
أَبْغِي الْهُدَى فَيَزِيدَنِي تَضْلِيلاَ
منْ نعمة ِ الرّحمانِ لا منْ حيلتي
إنّي أعدُّ لهُ عليَّ فضولا
أَزْمَانَ قَوْمِي والْجَمَاعَة َ كالَّذِي
لَزِمَ الرِّحَالَة أنْ تَمِيلَ مَمِيلاَ
وَتَرَكْتُ كُلَّ مُنَافِقٍ مُتَقَلِّبٍ
وجدَ التّلاتلَ دينهُ مدخولا
ذَخِرِ الْحَقِيبَة ِ مَا تَزَالُ قَلُوصُهُ
بَيْنَ الْخَوَارِجِ هِزَّة ً وَذَوِيلاَ
مِنْ كُلِّهِمْ أمْسَى ألَمَّ بِبَيْعَة ٍ
مسحَ الأكفِّ تعاورُ المنديلا
وَإذَا قُرَيْشٌ أَوْقَدَتْ نِيرَانَهَا
وَثَنَتْ ضَغَائِنَ بَيْنَهَا وَذُحُولاَ
فأبوكَ سيّدها ، وأنتَ أميرها
وَأَشَدُهَا عِنْدَ الْعَزَائِمِ جُولاَ
إنَّ السُّعَاة َ عَصَوْكَ حِينَ بَعَثْتَهُمْ
وَأَتَوْا دَوَاعِيَ لَوْ عَلِمْتَ وَغُولاَ
إنَّ الَّذِينَ أمَرْتَهُمْ أنْ يَعْدِلُوا
لمْ يفعلوا ممّا أمرتَ فتيلا
أَخَذُوا الْعَرِيفَ فَقَطَّعُوا حَيْزُومَهُ
بالأَصْبَحِيَّة ِ قَائِماً مَغْلُولاَ
حَتَّى إذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِه
لحمًا ولا لفؤادهِ معقولا
نسيَ الأمانة َ منْ مخافة ِ لقّحٍ
شُمُسٍ تَرَكْنَ بِضَبْعِهِ مَجْزُولاَ
كَتَبَ الدُّهَيْمُ وَمَا تَجَمَّعَ حَوْلَهَا
ظُلْماً فَجَاءَ بِعَدْلِهَا مَعْدُولاَ
وَغَدَوا بِصَكِّهِمُ وَأَحْدَبَ أَسْأَرَتْ
منهُ السّياطُ يراعة ً إجفيلا
مِنْ عَامِلٍ مِنْهُمْ إذَا غَيَّبْتَهُ
غالى يريدُ خيانة ً وغلولا
خربَ الأمانة ِ لوْ أحطتَ بفعلهِ
لَتَرَكْتَ مِنْهُ طَابِقاً مَفْصُولاَ
كُتُباً تَرَكْنَ غَنِيَّنَا ذَا خَلَّة ٍ
بعدَ الغنى ، وفقيرنا مهزولا
أَخَذُوا حَمُولَتَهُ فَأَصْبَحَ قَاعِداً
لا يستطيعُ عنِ الدّيارِ حويلا
يدعو أميرَ المؤمنينَ ودونهُ
خرقٌ تجرُّ بهِ الرّياحُ ذيولا
كَهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاة ُ جَنَاحَهُ
يدعو بقارعة ِ الطّريقِ هديلا
وقعَ الرّبيعُ وقدْ تقاربَ خطوهُ
وَرَأَى بِعَقُوَتِهِ أزَلَّ نَسُولاَ
مُتَوَضِّحَ الأَقْرَابِ فِيهِ شُهْبَة ٌ
نَهِشَ الْيَدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولاَ
كَدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بِأَعْلَى تَلْعَة ٍ
غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ
وَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَدْعُونَّ بِطَعْنَة ٍ
تدعُ الفرائضَ بالشّريفِ قليلا
وَأَرَى الَّذي يَدَعُ الْمَطَامِعَ لِلتُّقَى
منّا أتى خلقًا بذاكَ جميلا
بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّة ٍ
لا يستطيعُ بها القرادُ مقيلا
وأتاهمُ يحيى فشدَّ عليهمُ
عَقْداً يَرَاهُ الْمُسْلِمُونِ ثَقِيلاَ
وتركتُ قومي يقسمونَ أمورهمْ
أَإِلَيْكَ أَمْ يَتَلَبَّثُونَ قَلِيْلاَ
أَخَذُوا الْمَخَاضَ مِنَ الْفَصِيلِ غُلُبَّة ً
ظلمًا ويكتبُ للأميرِ أفيلا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
رقم القصيدة : 20864
-----------------------------------
وَمَنْ يَكُ بَادِياً وَيَكُنْ أَخَاهُ
أبا الضّحّاكِ ينتسجِ الشّمالا
سَيَكْفِيكِ الْمُرَحَّلَ ذُو ثَمَانٍ
سَحِيلٌ تَغْزِلينَ لَهُ الْجُفَالاَ
سَيَكْفِيكِ الإِله وَمُسْنَمَاتٌ
كجندلِ لبنَ تطّردُ الصّلالا
بناتُ لبونهُ عثجٌ إليهِ
يسفنَ اللّيتَ منهُ والقذالا
لها سلفٌ يعوذُ بكلِّ ريعٍ
حمى الحوزاتِ واشتهرَ الإفالا
خراخرُ تحسبُ الصّقعيَّ حتّى
يظلَّ يقرُّ الرّاعي سجالا
إِذَا غُزْرُ الْمَحَالِبِ أَتْأَقَتْهُ
يمجُّ على مناكبهِ الثّمالا
فَلَمَّا جَاوَزَ الرَّبَلاَتِ مِنْهَا
إلى الكاذاتِ باتَ بها وقالا
تَرَعَّى مِنْ جُنُوبِ ثُعَالِبَاتٍ
أَسِرَّة َ عَازِبٍ نَحَرَ الْهِلاَلاَ
إليكمْ لا نكونُ لكمْ خلاة ً
ولا نكعَ النّقاوى إذْ أحالا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
رقم القصيدة : 20865
-----------------------------------
صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
وَرَأى الْيَقِينَ وَلَمْ يَجِدْ مُتَعَلَّلاَ
وقضى لبانتهُ معيّة َ منكمُ
وَرَأَى عَزِيمَة َ أَمْرِهِ أَنْ يَفْعَلاَ
وَرَأَى أَبَا حَسَّانَ دُونَ عَطَائِهِ
فتبيّنتهُ العينُ أسمرَ مقفلا
فَشَرَى حَرِيبَتَهُ بِكُلِّ طُوَالَة ٍ
دهماءَ سابغة ٍ توفّي المكيلا
وغدا منَ الأرضِ الّتي لمْ يرضها
وَاخْتَارَ وَرْثَاناً عَلَيْهَا مَنْزِلاَ
فَطَوَى الْجِبَالَ عَلَى رِحَالَة ِ بَازِلٍ
لاَ يَشْتَكِي أَبَداً بِخُفٍّ جَنْدَلاَ
تغتالُ كلَّ تنوفة ٍ عرضتْ لها
بِتَقَاذُفٍ يَدَعُ الْجَدِيلَ مُوَصَّلاَ
بجنوبِ لينة َ ما تزالُ براكبٍ
تذري مناسمها بهنَّ الحنظلا
تدعُ الفراخَ الزّغبَ في آثارها
منْ بينِ مكسورِ الجناحِ وأقزلا
نحُّ الحناجرِ ما يكادُ يقيمها
تدعُ القعودَ منَ التّصرّفِ أجزلا
آلَى إذَا بَلَغَتْ مَدَافِعَ تَلْعَة ٍ
وَعَلاَ لَيُبْلِغْهَا الْمَكَانَ الأَطْوَلاَ
وَكَأَنَّهُنَّ أَشَاءُ يَثْرِبَ حَوْلَهَا
جرفٌ أضرَّ بهنَّ نهيٌ بهّلا
وكأنَّ جزية َ تاجرٍ وهبتْ لهُ
يَوْماً إِذَا اسْتَقَبْلَنَ غَيْثاً مُبَقِلاَ
وترى أوابيها بكلِّ قرارة ٍ
يَكْرُفْنَ شِقْشِقَة ً وَنَاباً أَعْصَلاَ
وَإذَا سَمِعْنَ هَدِيرَ أَكْلَفَ مُحْنِقٍ
عدلتْ سوالفها إذا ما جلجلا
فَالْعَبْدُ قَدْ أَعْنَتْنَ أَسْفَلَ سَاقِهِ
وَعَدَلْنَ رُكْبَتَهُ سِوَاهَا مَعْدِلاَ
فتركنهُ حلقَ الأديمِ مكسّرًا
كالمسحِ ألقيَ ما يحرّكُ مفصلا
دَسِمَ الثِّيَابِ كَأَنَّ فَرْوَة َ رَأْسِهِ
زرعتْ فأنبتَ جانبها فلفلا
لاَ يَسْمَعُ الْحَبَشِيُّ وَسْطَ عِرَاكِهَا
صَوْتاً إِذَا مَا الْعَبْدُ أَوْرَدَ مَنْهَلاَ
إِلاَّ تَجَاوَبَهُنَّ حَوْلَ سَوَادِهِ
بحناجرٍ نحٍّ وشدقٍ أهدلا
وَلَقَدْ تَرَى الْحَبَشِيَّ وَهْوَ يَصُكُّهَا
أَشِراً إِذَا مَا نَالَ يَوْماً مَأْكَلاَ
يَرْمَدُّ مِنْ حَذَرِ الْخِلاَطِ كَمَا ازْدَهَتْ
ريحٌ يمانيّة ٌ ظليمًا مجفلا
لا خيرَ في طولِ الإقامة ِ للفتى
إلاّ إذا ما لمْ يجدْ متحوّلا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
رقم القصيدة : 20866
-----------------------------------
قافية الميممِنْ كُلِّ بَذَّاءَ فِي البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا
عنْ مهنة ِ الحيِّ ترحيلٌ وعلاّمُ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أرى إبلي تكالأَ راعياها
أرى إبلي تكالأَ راعياها
رقم القصيدة : 20867
-----------------------------------
أرى إبلي تكالأَ راعياها
مخافة َ جارها طبقَ النّجومِ
وَقَدْ جَاوَرْتُهُمْ فَرَأَيْتُ سَعْداً
شعاعَ الأمرِ عازبة َ الحلومِ
معاتيمُ القرى سرفٌ إذا ما
أجنّتْ طخيّة ُ اللّيلِ البهيمِ
فأمّي أرضَ قومكِ إنَّ سعدًا
تحمّلتِ المخازيَ عنْ تميمِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
رقم القصيدة : 20868
-----------------------------------
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
على القعودِ وحفّتها بأهدامِ
مِنَ الْمُهِيبَاتِ مُخْضَرّاً مَغَابِنُهَا
لمْ تثقبِ الجمرَ كفّاها بأهضامِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
رقم القصيدة : 20869
-----------------------------------
فَإِنْ كُنْتَ يَا ابْنَ السِّمْطِ سَالَمْتَ دُونَنَا
وقيسٌ أبو ليلى فلمّا نسالمِ
وإنْ كنتما أعطيتما القومَ موثقًا
فلا تغدرا واستسمعا للمراجمِ
فَإِنِّي زَعِيمٌ أَنْ أَقُولَ قَصِيدَة ً
مُبَيِّنَة ً كَالنَّقْبِ بَيْنَ الْمَخَارِمِ
خفيفة َ أعجازِ المطيِّ ثقيلة ً
على قرنها نزّالة ً بالمواسمِ
وَمُغْتَصَبٍ مِنْ رَهْطِ ضِبْعَانَ يَشْتَكِي
إلى القومِ أعضادَ المطيِّ الرّواسمِ
تجولُ بهِ عيرانة ٌ عندَ غرزها
جَنِيبٌ أقَادَتْهُ جَرِيرَة ُ جَارِمِ
إذَا ما اشْتَكَى ظُلْمَ الْعَشِيرَة ِ عَضَّهُ
حِنَاكٌ وَقَرَّاصٌ شَدِيدُ الشَّكَائِمِ
وللحقِّ فينا خصلتانِ فمنهما
ذلولٌ وأخرى صعبة ٌ للمظالمِ
وَإِنَّا لَقَوْمٌ نَشْتَرِي بِنُفوسِنَا
دِيَارَ الْمَنَايَا رَغْبَة ً في الْمَكَارِمِ
جَزَى اللَّهُ مَوْلاَنَا غَنِيّاً مَلاَمَة ً
شرارَ موالي عامرٍ في العزائمِ
بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعَارِكٍ
أَتَى دُونَهُ والْهَضْبُ هَضْبَ الْبَهَائِمِ
لَهَا بَدْنٌ عَاسٍ وَنَارٌ كَرِيمَة ٌ
بمكتفلِ الآريِّ بينَ الصّرائمِ
ضعافُ القوى ليسوا كمنْ يبتني العلا
جَعَاسِيسُ قَصَّارُونَ دُونَ الْمَكَارِمِ

 

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
رقم القصيدة : 20870
-----------------------------------
أَثَمَّ غَدَوْتَ بَعْدَ ذَاكَ تَلُومُنِي
فَسَائِلْ ذَوِي الأَحْلاَمِ مَنْ كَانَ أَلُوَمَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
رقم القصيدة : 20871
-----------------------------------
أشاقتكَ آياتٌ أبانَ قديمها
كما بيّنتْ كافٌ تلوحُ وميمها
ومستنبحٌ تهوي مساقطُ رأسهِ
على الرّحلِ في طخياءَ طلسٍ نجومها
رَفَعْتُ لَهُ مَشْبُوبَة ً عَصَفَتْ لَهَا
صَباً تَعْتَقِيهَا تَارَة ً وَتُقِيمُهَا
فكبّرَ للرّؤيا وهاشَ فؤادهُ
وَبَشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُهَا
ولمْ يسكنوها الجرَّ حتّى أظلّها
سَحَابٌ مِنَ الْعَوَّا تَثُوبُ غُيُومُهَا
وباتَ بثدييها الرّضيعُ كانّهُ
قذًى حبلتهُ عينها لا ينيمها
وَكَانَتْ جَدِيراً أَنْ يُقَسَّمَ لَحْمُهَا
إذا ظلَّ بينَ المنزلينِ شكيمها
فَبَاتَ شَرِيكاً فِي رَكُودِ مُدَامَة ٍ
يُمِيتُ الْمَحَالَ أزُّهَا وَنَهِيمُهَا
أتتْ دونها الأحلافُ أحلافُ مذحجٍ
وأفناءُ كعبٍ حشوها وصميمها
...................
أدرُّ النّسا كيلا تدرَّ عتومها

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
رقم القصيدة : 20872
-----------------------------------
فَلاَ يَكُونَنَّ مَوْعُوداً وَأَيْتَ بِهِ
دَيْناً يَعُودُ إلَى مَطْلٍ وَلَيَّانِ
واعلمْ بأنَّ نجاحَ الوعدِ منزلة ٌ
جليلة ُ القدرِ عندَ الإنسِ والجانِ
لا أنهئُ الأمرَ إلاّ ريثَ أنضجهُ
ولا أكلّفُ عجزَ الأمرِ أعواني
ثمَّ انصرفتُ وظلَّ الحلمُ يعذلني
قَدْ طَالَ مَا قَادَنِي جَهْلِي وَعَنَّانِي
كأنّها ناشطٌ لاحَ البروقُ لهُ
مِنْ نَحْوِ أرْضٍ تَرَبَّتْهُ وَأوْطَانِي
حتّى غدا خرصًا طلاًّ فرائصهُ
يرعى شقائقَ منْ علقى وبركانِ
يعلو الظّواهرَ فردًا لا أليفَ لهُ
مشيَ البطركِ عليهِ ريطَ كتّانِ
بَنِي أُمَيَّة َ إنَّ اللَّهَ مُلْحِقُكُمْ
عمّا قليلٍ بعثمانَ بنِ عفّانِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
رقم القصيدة : 20873
-----------------------------------
أعبدَ اللهِ للبرقِ اليماني
يُضِيءُ حَبيَّ ذِي سِقْطَيْنِ دَانِي
تَنَاهَى الْمُزْنُ وَاسْتَرْخَتْ عُرَاهُ
ببرقة ِ ماسلٍ ذاتِ الأفانِ

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
رقم القصيدة : 20874
-----------------------------------
أبتْ آياتُ حبّى أنْ تبينا
لنا خبرًا فأبكينَ الحزينا
وكيفَ سؤالنا عرصاتِ ربعٍ
تُرِكْنَ بِقَفْرَة ٍ حَتَّى بَلِينا
وأحجارًا منَ الصّوّانِ سفعًا
بهنَّ بقيّة ٌ ممّا صلينا
عَرَفْنَاهَا مَنَازِلَ آلِ حُبَّى
فَلَمْ نَمْلِكْ مِنَ الطَّرَبِ الْعُيُونا
تراوحها رواعدُ كلِّ هيجٍ
وأرواحٌ أطلنَ بها حنينا
بدارة ِ مكمنٍ ساقتْ إليها
رياحُ الصّيفِ أرآمًا وعينا
حَفَرْنَ عُرُوقَهَا حَتَّى أجَنَّتْ
مقاتلها وأضحينَ القرونا
كناسُ تنوفة ٍ ظلّتْ إليهِ
هجانُ الوحشِ حارنة ً حرونا
يَقِلْنَ بِعَاسِمَيْنِ وَذَاتِ رُمْحٍ
إذَا حَانَ الْمَقِيلُ وَيَرْتَعِينا
كأنَّ بكلِّ رابية ٍ وهجلٍ
منَ الكتّانِ أبلاقًا بنينا
وَنَارِ وَدِيقَة ِ فِي يَوْمِ هَيْجٍ
مِنَ الشِّعْرَى نَصَبْتُ لَهَا الْجَبِينَا
إذا معزاءُ هاجرة ٍ أرنّتْ
جَنادِبُهَا وَكَان الْعِيسُ جُونا
وعارية ِ المحاسرِ أمِّ وحشٍ
تَرَى قِطَعَ السَّمَامِ بِهَا عِزِينا
نصبتُ بها روائيَ فوقَ شعثٍ
بموماة ٍ يظنّونَ الظّنونا
إلى أقتادِ راحلتي فظلّتْ
تُنَازِعُهُ الأعَاصِيرُ الْوَضِينا
ونحنُ لدى دفوفِ مغوّراتٍ
نقيسُ على الحصى نطفًا بقينا
قليلاً ثمَّ طرنا فوقَ خوصٍ
يلاعبنَ الأزمّة َ والبرينا
مُضَبَّرَة ٍ مَرَافِقُهُنَّ فُتْلٌ
نَوَاعِبَ بِالرُّؤُوسِ إذَا حُدِينا
إذا الحاجاتُ كنَّ وراءَ خمسٍ
مِنَ الْمَوْمَاة ِ كُنَّ بِهَا سَفِينا
وَمَاءٍ تُصْبِحُ الفَضَلاَتُ مِنْهُ
كخمرِ براقَ قدْ فرطَ الأجونا
وردتْ مديّهُ فطردتُ عنهُ
سَوَاكِنَ قَدْ تَمَكَّنَّ الْحُضُونا
بصفنة ِ راكبٍ وموصّلاتٍ
جَمَعْتُ الرَّثَّ مِنْهَا والْمَتِينا
وَمَصْنَعَة ٍ هُنَيْدَ أَعَنْتُ فِيهَا
على لذّاتها الثّملَ المنينا
وَنَازَعَنِي بِهَا نَدْمَانُ صِدْقٍ
شِوَاءَ الطَّيْر والْعِنَبَ الْحَقِينا
وطنبورٍ أجشَّ وريحِ ضغثٍ
مِنَ الرَّيْحَانِ يَتَّبِعُ الشُّؤُونا
وَعَيْشٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ فِيهِ
لَوَ أَنَّ عِمَادَ ظُلَّتِهِ يَقِينا
وأظعانٍ طلبتُ بذاتِ لوثٍ
يَزِيدُ رَسِيمُهَا سَرَعاً وَلِينا
منَ العيديِّ تحملني ورحلي
وتحملها ملاطسُ ما يقينا
إذَا خَفَقَتْ مَشَافِرُهَا وَظَلَّتْ
بسيرتها مصانعة ً ذقونا
عقيلة ُ أينقَ أغدو عليها
إذَا حَاجاتُ قَوْمٍ يَعْتَرِينا
ألاَ يا لَيْتَ رَاحِلَتِي بِخَبْتٍ
ميمّمة ً أميرَ المؤمنينا
وإنْ دميتْ مناسمها وألقتْ
بموماة ٍ على عجلٍ جنينا
تَشُقُّ الْطَّيْرُ ثَوْبَ الْمَاءِ عَنْهُ
بعيدَ حياتهِ إلاّ الوتينا
وَهِزَّة ِ نِسْوَة ٍ مِنْ حَيٍّ صِدْقٍ
يُزَجِّجْنَ الْحَوَاجِبَ والْعُيُونا
طَلَبْتُ وَقَدْ تَوَاهَقَتِ الْمَطَايا
بيعملة ٍ تبذُّ السّابقينا
وحثَّ الحاديانِ بأمِّ لهوٍ
ظَعَائِنَ في الْخَلِيطِ الرَّافِعِينا
أَنَخْنَ جِمَالَهُنَّ بِذاتِ غِسْلٍ
سَرَاة َ الْيَوْمِ يَمْهَدْنَ الْكُدُونا
بِرَوْضٍ عازِبٍ سَرَّحْنَ فِيهِ
سوامًا وانتظرنَ بهِ الظّعونا
وما مالَ النّهارُ وهنَّ فيها
يخدّرنَ الدّمقسَ ويحتوينا
فَرُحْنَ عَشِيَّة ً كَبَنَاتِ مَخْرٍ
عَلَى الْغُبُطَاتِ يَمْلأَنَ الْعُيُونا
دعونَ قلوبنا بأثيفياتٍ
فَألْحَقْنَا قَلاَئِصَ يَغْتَلِينا
بِغَيْطَلَة ٍ إذَا الْتَفَّتْ عَلَيْنَا
نَشَدْنَاهَا الْمَوَاعِدَ والدُّيُونا
عطفنَ لها السّوالفَ منْ بعيدٍ
فَقُلْتُ عُيُونَ آرَامٍ كُسِينا
أولائكَ نسوة ٌ في إرثِ مجدٍ
كرائمُ يصطفينَ ويصطفينا
مُدِلاَّتٌ يَسِرْنَ بِكُلِّ ثَغْرٍ
إذَا أُرِّقْنَ مِنْ فَزَعٍ حُمِينا
لَهُنَّ فَوَارِسٌ لَيْسُوا بِمِيلٍ
ولا كشفٍ إذا قلنَ : امنعونا
ظَعَائِنُ مِنْ كِرَامِ بَنِي نُمَيْرٍ
خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَباً وَدِينا
تَفَرَّعْنَ النُّصُورَ وَحَيَّ مَعْنٍ
وسادة َ عامرٍ حتّى رضينا
وَسَبْقٍ تَعْظُمُ الأَخْطَارُ فِيهِ
وَيَحْسِرُ جَرْيُهُ الْبَطَلَ الْبَطِينا
شهدناهُ بفتيانٍ كرامٍ
فَلَمْ نَبْرَحْ بِهِ حَتَّى عُلِينا
تَبَادَرْنَا إسَاءَتَهُ فَجِئْنا
منَ الأفواجِ نلتهمُ المئينا
وَمُعْتَرَكٍ تُشَقُّ الْبَيْضُ فِيهِ
كشقِّ الجارزِ القمعَ السّمينا
لنا جببٌ وأرماحٌ طوالٌ
بهنَّ نمارسُ الحربَ الشّطونا
وَأفْرَاسٍ إذَا نَلْقَى عَدُوّاً
بِمَلْحَمَة ٍ عُرِفْنَ إذَا رُبِينا
وردنَ المجدَ قبلَ بني نزارٍ
فما شربوا بهِ حتّى روينا
وَجَدْنَا عَامِراً أشْرَافَ قَيْسٍ
فكنّا الصّلبَ منها والوتينا
ذُؤَابَتُنَا ذُؤَابَتُهَا وَكَانَتْ
قَناة َ لِوَائِهَا الْمَتْبُوعِ فِينا
وَمَنْ يَفْخَرْ بِمَكْرُمَة ٍ فَإنَّا
سبقناها لأيدي العالمينا
عَصَا كَرَم وَرَثْنَاهَا أبَانَا
ونورثها إذا متنا بنينا
وَإنْ وُزِنَ الْحَصَى فَوَزَنْتُ قَوْمِي
وجدتُ حصى ضريبتهمْ رزينا
وَمَنْ يَحْفِرْ أَرَاكَتَنَا يَجِدْهَا
أرَاكَة َ هَضْبَة ٍ ثَقَبَتْ شُؤُونا
ونحنُ الحابسونَ إذا عزمنا
ونحنُ المقدمونَ إذا لقينا
ونحنُ المانعونَ إذا أردنا
ونحنُ النّازلونَ بحيثُ شينا
إذا ندبتْ روايا الثّقلِ يومًا
كَفَيْنَا الْمُضْلِعَاتِ لِمَنْ يَلِينا
إذا ماقيلَ أينَ حماة ُ ثغرٍ
فنحنُ بدعوة ِ الدّاعي عنينا
وتلقى جارنا يثني علينا
إذا ما حان يومٌ أنْ يبينا
هُمُ فَخَرُوا بِخَيْلِهِمُ فَقُلْنَا
بغيرِ الخيلِ تغلبُ أوعدينا
لنا آثارهنَّ على معدِّ
وخيرُ فوارسٍ للخيرِ فينا
وعلّمنا سياستهنَّ إنّا
ورثنا آلَ أعوجَ عنْ أبينا
مُقَرِّبَة ً إذَا خَوَتِ الثُّرَيَّا
جَعَلْنَا رِزْقَهُنَّ مَعَ الْبَنِينا
وَكُنَّ إذَا أبَرْنَ دِيَارَ قَوْمٍ
عطفناها لقومٍ آخرينا
كأنَّ شوادخَ الغرّاتِ منهمْ
بوازي يصطفقنَ ويلتقينا
أصابتْ حربنا جشمَ بنَ بكرٍ
فَأَصْبَحَ بَيْتُ عِزِّهِمُ عِزِينا
ألمْ نتركْ نساءهمُ جميعًا
بِأَقْبَالِ الْهِضَابِ مُسَنَّدِينا
بَدَأْنَا ثُمَّ عُدْنَا فَاصْطَلَمْنَا
شراذمَ من أنوفكمُ بقينا
قتلناكمْ ببلدة ِ كلِّ أرضٍ
وكنّا في الحروبِ مجرّبينا
بأسيافٍ لنا متوارثاتٍ
كشهبانٍ بأيدي مصلتينا
إذا خالطنَ هامة َ تغلبيٍّ
فلقنَ الرّأسَ منهُ والجبينا
ألمْ نتركْ نساءَ بني زهيرٍ
على الآسي يحلّقنَ القرونا
تَمَنَّيْتَ الْمُنَى فَكَذَبْتَ فِيهَا
وَرَوَّيْتَ الرِّمَاحَ وَمَا رَوِينا
وَمَا تَرَكَتْ رِمَاحُ بَنِي سُلَيْمٍ
لفحلٍ في حواصنهمْ جنينا
وَإنَّ بَنَاتِ حَلاَّبٍ وَجَدْنَا
فوارسهنَّ في الهيجا قيونا
وهمْ تركوا على أكنافِ لبنى
نِسَاءَهُمُ لَنَا لَمَّا لَقُونا
إذَا مَا حَارَبَتْكَ بُطُونُ قَيْسٍ
حسبتَ النّاسَ حربًا أجمعينا
عليكَ البحرُ حيثُ نفيتَ إنّا
منعناكَ السّهولة َ والحزونا
ثناءٌ تشرقُ الأحسابُ منهُ
بهِ نتودّعُ الحسبَ المصونا
فَلَمْ نَشْعُرْ بِضَوْءِ الصُّبْحِ حَتَّى
سَمِعْنَا فِي مَسَاجِدَنَا الأَذِينا
يَقُدْنَ وَلاَ يُقَدْنَ لِكُلِّ غَيْثٍ
وفي رأسٍ يسرنَ وينتوينا
وَنَحْنُ ذَوُو الأنَاة ِ وإنْ أُصِبْنَا
بمظلمة ٍ حسبتَ بنا جنونا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
رقم القصيدة : 20875
-----------------------------------
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
حسبًا وأقبحَ مجلسٍ ألوانا
قَبَحَ الإِلهُ وَلاَ أُحَاشِي غَيْرَهُمْ
أهْلَ السُّبَيْلَة ِ مِنْ بَنِي حِمَّانا
مُتَوَسِّدُونَ عَلَى الْحِيَاضِ لُحَاهُمُ
يرمونَ عنْ فضلائها فضلانا
وَبِحَسْبِ قَوْمِكَ إِنْ شَتَوْا مَطْلُولَة ٌ
شَرْعَ النَّهَارِ وَمَذْقَة ٌ أحْيَانا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
رقم القصيدة : 20876
-----------------------------------
قليلاً ثمَّ قامَ إلى المطايا
سَمَادِعَة ٌ يَجُرُّونَ الثَّنَايَا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
رقم القصيدة : 20877
-----------------------------------
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
بِوَجْهِ نَوَى مَنْ حَلَّها أوْ مَتَى هِيا
ظَلِلْنَا سَرَاة َ الْيَوْمِ مِنْ حُبِّ أهْلِها
نُسَائِلُ آنَاءً لَها وَأثَافِيا
بِذي الرَّضْمِ سَارَ الْحَيُّ مِنْهَا فَمَا تَرَى
بِهَا الْعَيْنُ إلاَّ مَسْجِداً وَأَوَارِيا
وجونًا أظلّتها ركابٌ مناخة ٌ
رِكَابُ قُدُورٍ لاَ يَرِمْنَ الْمَثَاوِيا
وَآناءَ حَيٍّ تَحْتَ عَيْنٍ مَطِيرَة ٍ
عِظَامِ الْبُيُوتِ يَنْزِلُونَ الرَّوَابِيا
أربّتْ بها شهريْ ربيعٍ عليهمُ
جَنَائِبُ يَنْتِجْنَ الْغَمَامَ الْمَتَالِيا
بِأَسْحَمَ مِنْ هَيْجِ الذِّرَاعَيْنِ أَتْأَقَتْ
مَسَايِلَهُ حَتَّى بَلَغْنَ الْمَنَاجِيا
عَهِدْنَا الْجِيَادَ الْجُرْدَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
يُشَارُ بِهَا وَالْمَجْلِسَ الْمُتَبَاهِيا
وضَرْبَ نِسَاءٍ لَوْ رَآهُنَّ رَاهِبٌ
لهُ ظلّة ٌ في قلّة ٍ ظلَّ رانيا
جَوَامِعُ أُنْسٍ فِي حَيَاءٍ وَعِفَّة ٍ
يَصِدْنَ الْفَتَى والأْشْمَطَ الْمُتَنَاهِيا
بأعلامِ مركوزٍ فعيرٍ فغرّبٍ
مَغَانِيَ أُمِّ الْوَبْرِ إذْ هِيَ مَا هِيَا
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَة ِ مَنْزِلٌ
ترى الوحشَ عوذاتٍ بهِ ومتاليا
وَمُعْتَرَكٍ مِنْ أهْلِهَا قَدْ عَرَفْنَهُ
بِوَادِي أرِيكٍ حَيْثُ كَانَ مَحَانِيا
وَإنَّ نِسَاءَ الْحَيِّ لَمَّا رَمَيْنَنِي
أصَبْنَ الشَّوَى مِنِّي وَصِدْنَ فُؤادِيا
ثقالٌ إذا رادَ النّساءُ خريدة ٌ
صناعٌ فقدْ سادتْ إليَّ الغوانيا
ولستُ بلاقٍ في قبائلِ قومها
لوبرة َ جارًا آخرَ الدّهرِ قاليا
كغرّاءَ سوداءِ المدامعِ ترتعي
بِحَوْمَلَ عِطْفَيْ رَمْلَة ٍ وَتَنَاهِيا
لها ابنُ ليالٍ ودّأتهُ بقفرة ٍ
وَتَبْغِي بِغِيطَانٍ سِوَاهُ الْمَرَاعِيا
أغنُّ غضيضُ الطّرفِ باتتْ تعلّهُ
صرى ضرّة ٍ شكرى فأصبحَ طاويا
وقدْ عوّدتهُ بعدَ أوّلِ بلجة ٍ
منَ الصّبحِ حتّى اللّيلِ أنْ لا تلاقيا
تظلُّ بذي الأرطى تسمّعُ صوتهُ
مُفَزَّعَة ً تَخْشَى سِبَاعاً وَرَامِيَا
إذَا نَظَرَتْ نَحْوَ ابْنِ إنْسٍ فَإنَّهُ
يرى عجبًا ما واجهتهُ كما هيا
دعاني الهوى منْ أمِّ وبرٍ ودونها
ثلاثة ُ أخماسٍ فلبّيكَ داعيا
فَعُجْنَا لِذِكْرَاهَا وَتَشْبِيهِ صَوْتِهَا
قِلاَصاً بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ صَوَادِيَا
نجائبَ لا يلقحنَ إلاّ يعارة ً
عِرَاضاً وَلاَ يُشْرَيْنَ إلاَّ غَوَالِيَا
كأنّا على صهبٍ منَ الوحشِ صعلة ٍ
سماويّة ٍ ترعى المروجَ خواليا
منَ المفرعاتِ المجفراتِ كأنّها
غَمَامٌ حَدَتْهُ الرِّيحُ فَانْقَضَّ سَارِيا
إذا شربَ الظّمءُ الأداوى ونضّبتْ
ثَمَائِلُهَا حَتَّى بَلَغْنَ الْعَزَالِيَا
بغبراءَ مجرازٍ يبيتُ دليلها
مشيحًا عليها للفراقدِ راعيا
طَوَى الْبُعْدَ أنْ أَمْسَتْ نَعَاماً وَأَصْبَحَتْ
قطًا طالقًا مسحنفرًا متدانيا
تداعينَ منْ شتّى ثلاثًا وأربعًا
وَوَاحِدَة ً حَتَّى بَرَزْنَ ثَمَانِيا
دَعَا لُبَّهَا غَمْرٌ كَأَنْ قَدْ وَرَدْنَهُ
بِرِجْلَة ِ أُبْليٍّ وَلَوْ كَانَ نَائِيا
فَصَبَّحْنَ مَسْجُوراً سَقَتْهُ غَمَامَة ٌ
رِعَالُ الْقَطَا يَنْفُضْنَ فِيهِ الْخَوَافِيا
فلمّا نشحناهنَّ منهُ بشربة ٍ
رَكِبْنَا فَيَمَّمْنَا بِهِنَّ الْفَيَافِيا
فَتِلْكَ مَطَايَانَا وَفَوْقَ رِحَالِهَا
نُجُومٌ تَخَطَّى ظُلْمَة ً وَصَحَارِيا
أرجّي المنى منْ عندِ بشرٍ ولمْ أزلْ
لأمثالها منْ آلِ مروانَ راجيا
لعمركَ إنَّ العاذلاتِ بيذبلٍ
وناعمتيْ دمخٍ لينهينَ ماضيا
بَعِيدَ الْهَوَى رَامَ الأُمُورَ فَلَمْ يَرَى
لِحَاجَتِهِ دُونَ ابْنِ مَرْوَانَ قَاضِيا
لواردِ ماءٍ منْ فلاة ٍ بعيدة ٍ
تذكّرَ أينَ الشّربُ إنْ كانَ صافيا
فأصبحنَ قدْ أقصرنَ عنْ متبسّلٍ
قَرَى طَارِقَ الْهَمِّ الْقِلاَصَ الْمَنَاقِيا
وهنَّ يحاذرنَ الرّدى أنْ يصيبني
وَمِنْ قَبْلِ خَلْقِي خُطَّ مَا كُنْتُ لاَقِيا
وَأعْلَمُ أنَّ الْمَوْتَ يَا أُمَّ سَالِمٍ
قرينٌ محيطٌ حبلهُ منْ ورائيا
فَكَائِنْ تَرَى مِنْ مُسْعَفٍ بِمَنِيَّة ٍ
يُجَنَّبُهَا، أوْ مُعْصِمٍ لَيْسَ نَاجِيا
وَمَنَّيْتُ مِنْ بِشْرٍ صَحَابي مَنِيَّة ً
فَكُلُّهُمُ أمْسَى لِمَا قُلْتُ رَاضِيا
فأنتَ ابنُ خيريْ عصبتينِ تلاقيا
عَلى كُلِّ حَيٍّ عِزَّة ً وَمَعَالِيا
وأنتَ ابنُ أملاكٍ وليثُ خفيّة ٍ
تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيا
ونائلكَ المرجوُّ سيبُ غمامة ٍ
سَقَتْ أهْلَهَا عَذْبَاً مِنَ الْمَاءِ صَافِيا
نَزَلْتَ مِنَ الْبَيْضَاءِ فِي آلِ عَامِرٍ
وفي عبدِ شمسَ المنزلِ المتعاليا
فَلَمْ نَرَ خَالاً مِثْلَ خَالِكَ سُوقَة ً
إذا ابتدرَ القومُ الكرامُ المساعيا
وَكَانَ الْعِرَاقُ يَوْمَ صَبَّحْتَ أهْلَهُ
كَذِي الدَّاءِ لاَقَى مِنْ أُمَيَّة ً شَافِيا
كشفتْ غطاءَ الكفرِ عنّا وأقلعتْ
زلازلهُ لمّا وضعتَ المراسيا
وَعَفَّيْتَ مِنْهُمْ بَعْدَ آثَارِ فِتْنَة ٍ
وَأحْيَيْتَ بَاباً لِلنَّدَى كَانَ خَاوِيا
فإنّا وبشرًا كالنّجومِ رأيتها
يَمَانِيَة ً يَتْبَعْنَ بَدْراً شَآمِيا
أبُوكَ الَّذي آسَى الْخَلِيفَة َ بَعْدَمَا
رأى الموتَ منهُ بالمدينة ِ وانيا
فَلَوْ كُنْتُ مِنْ أصْحَابِ مَرْوَانَ إذْ دَعَا
بِعَذْرَاءَ يَمَّمْتُ الْهُدَى إذْ بَدَا لِيا
على بردى إذْ قالَ إنْ كانَ عهدهمْ
أضيعَ فكونوا لا عليَّ ولا ليا
وَلِكنَّني غُيِّبْتُ عَنْهُمْ فَلَمْ يُطَعْ
رشيدٌ ولمْ تعصِ العشيرة ُ غاويا
وَكَمْ مِنْ قَتِيْلٍ يَوْمَ عَذْرَاءَ لَمْ يَكُنْ
لِصَاحِبِهِ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ قَالِيا
فَإنْ يَكُ سُوقٌ مِنْ أُمَيَّة َ قَلَّصَتْ
لِقَيْسٍ بِحَرْبٍ لاَ تَجِنُّ الْمَعَارِيا
فقدْ طالَ أيّامُ الصّفاءِ عليهمُ
وَأيُّ صفَاءٍ لاَ يَحُورُ تَغَاوِيا
ألَسْنَا أشَدَّ النَّاسِ يَا أُمَّ سَالِمٍ
لَدَى الْمَوْتِ عِنْدَ الْحَرْبِ قِدْماً تَآسِيا
فلمْ يبقِ منّا القتلُ إلاّ بقيّة ً
وَلَمْ يُبْقِ مِنْ حَيَّيْ رَبِيعَة َ بَاقِيا
بَرَزْنَا لِضِبْعَانَيْ مَعَدٍّ فَلَمْ نَدَعْ
لِبَكْرٍ وَلاَ أفْنَاءِ تَغْلِبَ نَادِيا
برهطِ ابنِ كلثومٍ بدأنا فأصبحوا
لِتَغْلِبَ أذْنَاباً وَكَانُوا نَوَاصِيا
أعدنا بأيّامِ الفراة ِ عليهمُ
وَقَائِعَنَا والْمُشْعَلاَتِ الْغَوَاشِيا
سلاهبَ منْ أولادِ أعوجَ فوقها
فوارسُ قيسٍ مشرعينَ العواليا
وَغارَتُنَا أوْدَتْ بِبَهْرَاءَ إنَّهَا
تصيبُ الصّميمَ مرّة ً والمواليا
ونحنُ تركنا بالعقيرِ نساءكمْ
معَ الثّكلِ هزلى يشتوينَ الأفاعيا
وكانتْ لنا نارانِ نارٌ بجاسمٍ
ونارٌ بدمخٍ يحرقانِ الأعاديا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
رقم القصيدة : 20878
-----------------------------------
ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
سُهَيْلاً وَآذَنَّاهُ أنْ لاَ تَلاَقِيا
وَكُنَّا بِعُكَّاشٍ كَجَارَيْ جَنَابَة ٍ
كفيئينِ زادا بعدَ قربٍ تنائيا
وَكُنْتُ كَذي دَاءٍ وَأنْتَ دَوَاءُهُ
فَهَبْنِي لِدَائِي إذْ مَنَعْتَ شِفَائِيا
شِفَائِيَ أنْ تَخْتَصَّنِي بِكَرَاهَة ٍ
وَتَدْرَأَ عَنِّي الْكَاشِحِينَ الأَعَادِيا
فَإلاَّ تَنَلْنِي مِنْ يَزِيدَ كَرَامَة ٌ
أولِّ وأصبحْ منْ قرى الشّامِ خاليا
وأرضى بأخرى قدْ تبدّلتُ إنّني
إذا ساءني وادٍ تبدّلتُ واديا
وإلفٍ صبرتُ النّفسَ عنهُ وقدْ أرى
غداة َ فراقِ الحيِّ ألاّ تلاقيا
وقدْ قادني الجيرانُ حينًا وقدتهمْ
وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا تَحِنُّ جَمَالِيا
رجاؤكَ أنساني تذكّرَ إخوتي
وَمَالُكَ أنْسَانِي بِوَهْبِينَ مَالِياً
وخصمٍ غضابٍ ينفضونَ لحاهمُ
كنفضِ البراذينِ الغراثِ المخاليا
لدى مغلقٍ أيدي الخصومِ تنوشهُ
وَأَمْرٍ يُحِبُّ الْمَرْءُ فِيهِ الْمَوَالِيا
دَلَفْتُ لَهُمْ بَعْدَ الأَنَاة ِ بِخُطَّة ٍ
ترى القومَ منها يجهدونَ التّفاديا
فَبِتُّ وَبَاتَ الْحَاطِبَانِ وَرَاءَهَا
بجرداءَ محلٍ يألسانِ الأفاعيا
فَمَا بَرِحَا حَتَّى أجَنَّا فُرُوجَهَا
وضمّا منَ العيدانِ رطبًا وذاريا
إذَا حَمَّشَاهَا بالْوَقُودِ تَغَيَّظَتْ
على اللّحمِ حتّى تتركَ العظمَ باديا
خليلة ُ طرّاقِ الظّلامِ رغيبة ٌ
تلقّمُ أوصالَ الجزورِ كما هيا
وَقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَحَانِ وَئِيَّة ٍ
أنَخْتُ لَهَا بَعْدَ الْهُدُوِّ الأثَافِيَا
بِمُغْتَصَبٍ مِنْ لَحْمِ بِكْرٍ سَمِينَة ٍ
وقدْ شامَ ربّاتُ العجافِ المناقيا
وأعرضَ رملٌ منْ عنيّسَ ترتعي
نعاجُ الملا عوذًا بهِ ومتاليا
أبَا خَالِدٍ لاَ تَنْبِذَنَّ نَصَاحَة ً
كَوَحْيِ الصَّفَا خُطَّتْ لكُمْ في فُؤَادِيا
فَنُورِثُكُمْ إنَّ التُّرَاثَ إلَيْكُمُ
حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الْحِمَى فَالْمَطَالِيا

العصر الإسلامي >> الراعي النميري >> إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
رقم القصيدة : 20879
-----------------------------------
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
حَتَّى يَنَالَ بَيَاضَ الشَّمْسِ رَانِيهَا
تَبْلَى ثِيَابُ بَنِي سَعْدٍ إذَا دُفِنُوا
تحتَ التّرابِ ولا تبلى مخازيها
الآكلينَ اللّوايا دونَ ضيفهمُ
والقدرُ مخبوءة ٌ منها أثافيها
اللاّفظينَ النّوى تحتَ الثّيابِ كما
مجّتْ كوادنُ دهمٌ في مخاليها

 

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ياشعبي
ياشعبي
رقم القصيدة : 2009
-----------------------------------
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
لن نرضى عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه
ونقاص الجوع وحرمانه
الا لنفك وثاق القمر المصلوب
ونعيد إليك الحق الحق المسلوب
ونطول الغد من ليل الأطماع
حتى لا تشرى لا تشرى وتباع
حتى لا يبقى الزورق دون شراع
يا شعبي يا عود الند
يا اغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> الكلمات
الكلمات
رقم القصيدة : 2010
-----------------------------------
غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس .

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> انزلي يامطرة
انزلي يامطرة
رقم القصيدة : 2011
-----------------------------------
إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أمة فوق الصليب
أمة فوق الصليب
رقم القصيدة : 2012
-----------------------------------
علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فأمسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال –
قريب


شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> شهيدة
شهيدة
رقم القصيدة : 2013
-----------------------------------
هذه الطفلة ، في جبهتها
خمسُ رصاصاتٍ
وشمسٌ
وشهادة
عينها قبَّرةٌ حمرا
وخدّاها عباده
سقطت زنبقةً من ذهبٍ
في شارع الحرية الطالعِ
من قلب المدينه
شارع الحريّة الطالعِ
من قلب الزقاقاتِ ،
ومن قلب المتاريس الحصينة
سقطت تهتف للنّصر
كياناً .. وسيادة
فهي في القلب هتافٌ
وعلى العنق قلادة
وهي عنوان كتابِ
وهي ..
تاريخ ..
ولادة

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> اتحدى
اتحدى
رقم القصيدة : 2014
-----------------------------------
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا
فأقتلوني - أتحدّى
واصلبوني - أتحدّى
وانهبوا كسرة خبزي - أتحدّى
واهدموا بيتي وخلّوه حطاما - أتحدّى
وكلوني واشربوني - أتحدّى
وطني أنت المفدّى
والأماني التي تقطر شَهدا
وطني الحرقة والوجد الذي
يأكل عمري
والهوى والضوء في عيني
والشوق الذي يملأ صدري
هذه الأرض بلادي
وسماها ولعي
حاضري .. مستقبلي .. مهدي ولحدي
ودمي .. لحمي .. فُؤادي .. أضلعي
وهي أمي وأبي وهي
أبنائي وجدّي
وتراثي .. وأغانيّ .. وأعلامي ومجدي
بيتي العالي وعنوان التحدّي
وأنا الناس الحزانى
وأنا الشعب المعذّب
وأنا العاصفة الهوجاء
في وجه المظالم
وأنا النهر الذي يجري ويجري
جارفاً كلّ الطغاة
وأنا بركان عشقٍ للوطن
وأنا الخضرة والشمسُ
وقطرات الندى
فاقتلوني - أتحدى
واصلبوني - أتحدى
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا .

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> ازرعوني
ازرعوني
رقم القصيدة : 2015
-----------------------------------
إزرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> أماماً وأعلى !
أماماً وأعلى !
رقم القصيدة : 2016
-----------------------------------
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. نفديك بالروحِ
شبلاً فشِبلا
ونمشي كعاصفة النارِِ
شيخاً وطفلا
ليبقى لواؤك
فوق السِّماك وأعلى
بلادي تبقين في الكون
نجماً معلّى
وتبقين دوحة عزٍ
فروعاً وأصلا
حملناك فوق الأكفِّ -
تباركت حملا
وشلناك مأساة شعبٍ
أبى أن يذلاّ
بلادي عبدنا ربوعك
طوراً وسهلا
نقشناك في دفتر القلب
فصلاً ففصلا
رسمناك
زيتونةً ..
دوالٍ ونخلا
رسمناك عشباً ، سحاباً
بيوتاً وأهلا
ومرج عناقٍ تفتح
ورداً وفلاّ
وتسبيح قُبّرةٍ
رقدت تتفلّى
عبدناك صحوة فجرٍ
وشمساً وظلاّ
وشوكاً وصبراً
وزعترةً تتجلّى
وشاطئ بحرٍ تقدّس
صخراً ورملا
أماماً
أماماً ..
وأعلى
فاعلى ..!!
ويا نجمة الصبح غيبي -
بلادي أحلى
ويا جنة الخلد روحي -
بلادي أغلى
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. بلادي ..
لياليك بالنصر حُبلى
وأنت تراث الجدود الذي
ليس يبلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أحلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أغلى .

شعراء العراق والشام >> توفيق زياد >> كلمات .. للوطن
كلمات .. للوطن
رقم القصيدة : 2017
-----------------------------------
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!

 

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> عندما يغفو القدر .. !
عندما يغفو القدر .. !
رقم القصيدة : 2018
-----------------------------------
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا ..
أيامَ صُغناها عبيراً للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها
سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه
واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
***
***
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر .. من هجر !
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا
ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟!
***
***
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا
سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني
الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً
عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني
ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!

شعراء مصر والسودان >> فاروق جويدة >> يأس الطريق
يأس الطريق
رقم القصيدة : 2019
-----------------------------------
سألتُ الطريق : لماذا تعبت ؟
فقال بحزن : من السائرين
أنين الحيارى ..ضجيج السكارى
زحام الدموع على الراحلين
وبين الحنايا بقايا أمان
وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
وفوق المضاجع عطر الغواني
وليلٌ يعربد في الجائعين
وطفلٌ تغرب بين الليالي
وضاع غريباً مع الضائعين
وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم
تهاوت علي رمال السنين
وليلٌ تمزقنا راحتاهُ
كأنا خلقنا لكي نستكين
وزهرٌ ترنح فوق الروابي
ومات حزيناً على العاشقين
فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق
وقد صار وحلاً من السائرين
همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً
فقال : يئستُ من الصابرين !

شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> وها أنت
وها أنت
رقم القصيدة : 2027
-----------------------------------
وَهاَ .. أنتِ
بالأمس إذ كُنا صِغار
كم كانت الدنيا صغيره
مازلتُ اذكرُ كل هاتيك السنين
تلك الدُروب المعتمات
ضحك السكارى العائدين مع الحياة
بلا حياه
لون المساء
كالداء يزحف في أزقتنا الضريره
مازلتُ اذكر كل هاتيك السنين
تلك الوجوه المستديره
تموت خلف كوى صغيره
عمياءَ
من قش وطين
ما اصغر الدُنيا بحارتنا الفقيره
هل تذكرين ... ؟
تلك الحكايات الطويلة عن أميرة
كانت تُصِرّ
تصر أن تبقي كدنيانا صغيره
مازلتُ أذكر كل هاتيكِ السنين
لونَ المساء
داري المخيفة كالوباء
غور العيون الباسمات بلا رجاء
وهناك في الظل الكئيب ... المرّ
امرأة مريرة
ألم نحاول أن نثيره
فتعود ثانية تقول :
لا لست امرأة مريرة
وتعود ثانية تعيد حكاية ظلت تطول،
تنمو ولا تنمو الاميره
تلك الأميرة .. أينها .. ؟
هل تذكرين ... ؟
كم كانت الدنيا صغيره
واليوم كم كبَّرت .. وها ...
لا لست امرأة مريرة
شعراء العراق والشام >> بلند الحيدري >> السبت المقبل
السبت المقبل
رقم القصيدة : 2028
-----------------------------------
في الغرفة
ذات الغرفة
سيمر السبت
وبلهفة
قد تذكرني
قد تسال عني
لم يات
لن يأتي
ويغور الصمت في الغرفة
او تبكين؟
كلا. لكني
لا أدري
لم أشعر أن السبت حزين
لم أشعر ان البيت حزين
أشعر أني ادفن شيئاً مني
في صمتي
وبلهفة
قد تسمع صوتي
قد ترجع نبرة الحزن في صوتي
من يدري ؟
قد لاتسمع شيء خطي الموت
وتضيع بلا حب أو لهفة...
وسيضحك في الغرفة غيري.
..
الدرب الى واقع المثقفين المؤلم مما تعرضوا للقهر والعسف والنفي ..."

شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الهوياتُ المجهولة
الهوياتُ المجهولة
رقم القصيدة : 2029
-----------------------------------
لم تعُدْ عندي لكم أيّ ُ مسرّاتٍ
ولا أيّ ُ سرورْ
كلُّنا في زوبَع ِ الريح ِ رمادٌ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فلماذا نوهمُ الناسَ بأنّا
لم نزلْ نحنُ الشياهينَ
وما زلنا النسورْ ؟
نحنُ لا نعرفُ للثورةِ لونا ً
فعلى الطفلِ نثورْ
وعلى (الزوجةِ ) نقسو
وعلى الجارِ نثورْ
لم تعدْ فينا الصفاتُ العربيّه
لم يعدْ فينا لسانٌ عربي
لم نعدْ من دمِنا نملكُ شيئاً
لمْ نعُدْ من فمِنا نفهمُ شيئاً
لم يعُدْ فينا سلوكٌ أدبي
خُسِفَتْ في دمِنا كلُّ الموازينِ وعُدْنا
للعصور الجاهليّه
فإذا فتّشتَنا لم تلقَ شيئاًَ
وترى فينا الخلافاتِ
الى حدِّ الحروفِ الأبجديّه
افتِخارٌ
كبرياءٌ
غيبة ٌ
بخلٌ
نفاقٌ
عَصَبيّه
وفسادُ الناسِ معروفٌ
وما نفعلُهُ الأدهى ومجهولُ الهويّه
بعضُنا يبغضُ بعضا
بعضُنا لا يطلبُ الخيرَ لبَعْضْ
فإذا نامَ لهُ جارٌ ينامْ
وإذا ما نهضَ الجارُ نهَضْ
حسداً دأبُ الحَداثاتِ لدينا
مرغمٌ أنتَ بأنْ تجنحَ ذُلاّ ً لأخيكْ
فإذا عضّكَ دعْهُ ليَعَضْ
كلُّنا تحسَبُنا حين ترانا
نسخة ً واحدة ً مخلوقة ً
كي تقتفي نفسَ الغرَضْ
أصبحَ البخلُ دواءً
أصبحَ الكِذ ْبُ مرَضْ
لم يعُدْ فينا لشئ ٍ جاذبيّه
لم يعُدْ فينا لمهموم ٍ سرورْ
كلُّنا في عاصفِ الريح ِ ندورْ
فنُّنا:
أنْ ننبُشَ الماضي
وأنْ نأتي بسلبيّاتِ أصحابِ السنى منا
وأصحابِ الحضورْ
شتْمُنا فنّ ٌ كبيرْ
سبُّنا فنّ ٌ ...
وهل أرقى من اللعنَةِ فنْ ؟
ليسَ في ميزانِنا للشعرِ وزنْ
ليسَ في قيثارِنا للوزنِ لحنْ
حينما لا ينتمي الشاعرُ للفسْق ِ
ولا يرتادُ اصحابَ الفجورْ
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ عربي
لم يعدْ للشِعرِ وجهٌ أدبي
لونُنا صارَ خليطاً
دمُنا صارَ خليطاً
شعرُنا صارَ خليطا
مرّةً نتّخِذ ُ الشاطئَ ربّاً
مرّةً نعبُرُ للهِ مُحيطا
لعنة ُ اللهِ علينا
إنْ يكُنْ هذا الذي ندعوهُ دِينا
لعنة ُ اللهِ علينا
نشتمُ الناسَ لشئ ٍ وهْوَ فينا
أيّ ُ جنسٍ نحنُ يا هذا؟
وهل تحسَبُنا ماءً و طينا؟
كلما أخْرَجَتْ الناسُ لنا عِلْمًا
أتيناهمْ حضاراتٍ و تأريخاً سمينا
هم يدوسونَ علينا بالبساطيل ِ ونحنُ
بينَ أجزاءِ التواريخ ِ تبادَلْنا طنينا
هم ينيكونَ أبانا وأخانا و بنينا
في سجون ٍ كنّ َ بالأمس ِ سجونا
وعلينا نحنُ أن نفرَحَ في عرس ِ أبينا
منْ أبونا نحنُ يا هذا؟
لقد نيكَ أبونا
حرّرونا القومُ من ظلم ِ أبينا
فضلُهُم كانَ كبيراً
و لهم حقّ ٌ بأنْ يغتَصِبونا
لونُنا صارَ خليطاً
حقُّهم أنْ يرسمونا
مثلما أوحى لهم أربابُهم أنْ يرسمونا
فضلُهم كانَ كبيراً
نصرونا
حررونا
خلّصونا
صورة ُ الشِّعرِ التي كنتُ أراها
لم تعُدْ تحلو
وما عادت فنونُ المسْتباحينَ جنونا
لم أعُدْ أعرفُ للشاعِرِ معنى
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ فنونا
لم يعُدْ للغزَل ِ السّاحِرِ معنى
لم أعُد أعشَقُ
لا وجهاً
ولا شَعْراً
ولا حتى عيونا
كلما أوقَعْتُ أنْ أكتُبَ شِعراً
قد تذكّرتُ الذينَ اغتصَبونا
لم أعُدْ أعرفُ للشِعْرِ كياناً
لم أعُدْ أفتَخِرُ الآنَ بشئٍ وأُكابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني سعدون جابرْ
لم يعُدْ يُطرِبُني داخل حسنْ
لم تعُدْ أغنِيَة ٌ تأخُذ ُني للناصِريّه
فلقد مزّقني الجاري على أرض ِ الوطنْ
ولقد قطّعَني هذا السّكوتْ
هذهِ السّكرة ُ في تلكَ البيوتْ
أتمنّى الآنَ لو أني أموتْ
ليتني الآنَ أموتْ
ليتني كنتُ ترابا
أيّ ُ شئ ٍ أكثرُ الآنَ عذابا؟
أنْ تموتي ضَحِكاً من لُعْبَةِ الدّهرِ
ونفديكِ رؤوساً و رقابا
أمْ تعيشي كلّ أيّامِكِ رقصاً و اغتِصابا؟
أنْ تطيري والمُحيطاتُ على جنحيْكِ ألواناً
وألوانٌ ....
وألوانُكِ يُمْسِكْنَ كتابا
أمْ تظلِّي تشهدي اللعبَة َ تلوَ اللعبةِ الأخرى
وأمجادُكِ يرقُدْنَ شبابا؟
قدْ تعوّدْنا على الموتِ
فقد مِتْنا على أرضِكِ من قبلُ
وقد مِتْنا بأورُبّا اغترابا

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خربشات على الغبار
خربشات على الغبار
رقم القصيدة : 2030
-----------------------------------
(1)
صورةٌ
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
أخافُ عليها من ثلاثة :
الغبار،
وعيونِ المارقين ،
والخروج .
(2)
يلفُّ رأسَها المقطوع
منديلٌ أغبر،
أداتُها الوحيدة
خرقةٌ مبلَّلة
تقرأُ الغبارَ كلَّ يوم .
تنظّفُ الرّفوفَ
من الأدب ؟!
أم بطنَها
من الفراغ ؟!
(3)
لأنَّها المرّةُ الأولى
منذ 408 للهجرة ،
كانَ الغبار
(رضيَ اللهُ عنه)
أوّلَ المستقبِلين .
وسيكون ...
آخرَ من يودِّعُني
عندما أعود
إلى الشّمال .
(4)
العصفورُ الهارب
إلى الجنوب ،
لم يكن يعرف
أنَّ "طُوبَة"
هو كانون الثّاني
الّذي هو يناير ،
وأنَّهُ يحمل
على ظَهْرِه ،
فضلاً عن الغبار ،
كيسًا
من بردٍ وسلام .
(5)
جئْتُ ،
لأنَّ لي هنا
صورةً
تقدَّسَ سرُّها
في مرآة .
وليذهبِ الكتاب
إلى الجحيم .
(6)
لا تخافُوا أيّها الأحبّة
الوافدونَ من الشّمال ،
ليسَتْ لي نيَّةٌ
في سَحْبِ البساط
من تحتِ أحد .
ألا يتّسع
فضاؤُكم،
هنا أيضًا ،
لعصفورٍ
يحبُّ البياض ؟!
(7)
تأكلُها العيون
أنَّى ذهبَتْ .
تبصقُهم جميعًا
حَسَبَ التّرتيب ،
ولا تعيد ترتيبَ
أحمرِ الشّفاه .
وتدوسُ بكعبِها العالي
أعقابَ مجاملاتِهم
غيرِ السَّلِسَة .
ثمَّ تمضي
إلى غايتِها
أسيرةَ حًلُمٍ
لا يفهمُهُ اللَّحْم
إلاّ إذا استحمَّ كلَّ يومٍ
في البحرِ الميّت
خَمْسَ مرّات .
(8)
أحبُّكِ ...
كما تشتهين .
ولن يفهمَني أَحَد .
ولن يصدِّقُوا شاعرًا .
وأخافُ ،
في نهايةِ المطاف ،
أن أكونَ مثلَهم ،
وتخسري الرّهانَ
من جديد ،
وأخسرُني .
(9)
كيلا تخسري الرّهان ،
دمّرْتُ أسلحةَ الدّمارِ كلَّها .
ما كانَ رأسًا نوويًّا
عادَ إلى طفولتِهِ
ونام .
(10)
ذهبْتُ وحدي
إلى المطعم ،
حيثُ كنَّا
في الأمس .
طلبْتُ الطَّبَقَ ذاتَهُ .
لم يكن
طيّبًا .
(11)
كان عمري 48 خريفًا
عندما التقَيْنا .
صرتُ كلَّ يومٍ
أصْغُرُ أسبوعًا ،
وكلَّ أسبوعٍ شهرًا ،
وكلَّ شهرٍ سنة .
"احْسِبِيهَا لْوَحْدِكْ
بَقَى" .
(12)
أخرجْتُهُ .
ظهَّرْتُ الصُّوَر .
الحمدُ لله .
والشّكرُ لآلةِ التّصوير .
ما زالَتِ الصُّورَة .
تقدَّسَ سرُّها .
في المرآة .
(13)
لم تستطِعْ واحدةٌ
أن تعيدَ تكويني
مثلما فعلْتِ .
سبحانَكِ تعالَيْتِ
عمَّا يقولونَ
ولا يفعلون .
(14)
حينَ أعودُ إلى الشّمال
سأعيدُ ترتيبَ أوراقي
بموجبِ اللّوائحِ الفاطميّة .
سأوزّع
على المسلِّمينَ درسًا
في السّلام
مع النَّفْس .
(15)
احْتَرِسْ
التّدخينُ يدمِّرُ الصّحّة
ويسبّبُ الوفاة .
والشِّعرُ أيضًا
لكنَّهُ
لا يبيع .
(16)
عقلي طيّبُ القلب
لا يسمح
لقلبي قليلِ العقل
أن يغرِّرَ بأحد .
سأظلُّ عاقلاً
جدًّا
إلى أن يطلبَ الجنون
نجدةً
من قوّةٍ صديقةٍ
تحبُّ الهمالايا
ونطير .
(17)
كائناتٌ
من كوكب الإنترنت .
يدخلونَ مطعمًا شعبيًّا
في قلبِ القاهرة .
يثرثرونَ فوقَ النّيل
ويأكلونَ الكُشَرِيّ .
يكشّرونَ ويضحكون
بلا وجوهٍ عبيطة
يعملُها المسنجر .
(18)
وأخيرًا
يخرجُ المولود
بما لا يشتهي الحُلُم .
حسنًا
لا ألومُ القابلة
ولا المستشفى .
وأسناني
ليسَتْ مترفةً
بما فيه الكفاية
لارتكابِ عضّةِ إصبع .
لا بأس
سأتوحّدُ مع الكتاب
وأمضي
بعينَيْنِ عاجزتَيْنِ
عن البكاء
في حضرةِ القابلة .
(19)
قصيدةٌ
سادرةٌ في بلّورِ الرّوح
إلى حدِّ البكاء .
سادنٌ
أحبُّهُ كما أحبُّ إخوتي
يقرأُها علينا
لـ 48 غرضًا
في نفسِ يعسوب :
ليدرأَ عاصفةً وشيكة ،
لتصرفَ النّظر
عن مهنتِها
كقابلة .
الأغراضُ المتبقّية
ليسَتْ
من اختصاصي .
(20)
جَنينٌ يُدعى
"عصفورةَ الجنوب" ،
يتشكّل
في رَحِمِ الرُّوح .
سيولد
على يديها ،
وبإذنِها
تعالَتْ .
(21)
لنصرفِ النّظر
عن إعادةِ التّوليد
كما الحبرُ يشتهي ،
لئلاّ
نسفِّهَ الورق ،
ولئلاّ يزيد
سنتمترَ آخرَ
حزنُ القابلة .
(22)
مناشيرُ فارغةُ العيون
لا يملأُها التّراب .
تحبُّ الشّجرَ الغريب
وتدعو لَهُ
بطولِ الإقامة .
(23)
بينَ عقلِ الشّمالِ
وقلبِ الجنوب
حربٌ
ليسَتْ باردة .
بردٌ وسلامٌ
غيرُ باردَيْن
بينَ شمالِ القلبِ
وجنوبِ العقل .
(24)
أخذْتِ الكتابَ بقوّةٍ
وأمعنْتِ في ليلِ القبيلة .
عادَ بخُفَّيْ قرفةٍ
ما كانَ سحلبًا .
قرأنا سطرًا
تحتَ جنحِ النّهار.
على البابِ نقرةٌ
تُوقِفُ الحصانَ
عن النّموّ .
(25)
لَكِ في القلبِ
مستعمَرة .
من قالَ إنِّي
أكرهُ الاستعمار ؟!
(26)
على ضوءِ دمعَهْ
تَقَرَّيْتُ صمتَ النّبيّةِ خمسًا
وركعَهْ
(27)
رأسُ "الحُسَيْنِ"
يعرّيك .
تهرول
إلى "شرمِ الشّيخ" .
تختبئ
في عباءةِ "السّلام" .
(28)
دمعٌ يتساقط
على بذلةِ العيد .
محمّدٌ
يبكي بينَ يَدَيّ .
وتذهبُ فاطمة
لرؤيةِ عُمَر .
لأوّلِ مرّةٍ
أبتعدُ عن العيد .
(29)
مسؤولٌ
على الهواء .
لا ماءَ في الأرضِ
ولا حطب .
والسّماءُ
في إجازة .
(30)
البارجةُ في عرضِ الفقرِ
منذُ البارحة .
ينزلُ الجنود
إلى شاطئِ الحبرِ
جائعين .
الكتبُ عاهراتُ
فاخرة.
محافظُ النّقود
تتثاءب
وتزني بعيونِها .
(31)
"طلعت حرب" ،
أوّلَ أيّامِ العيدِ
مساءً ،
لا مكانَ لإبرةٍ
كي ترنَّ
براحتِها .
(32)
فضلاً عن الّذي
"بَالِي بَالَكْ" :
أمّ الدّنيا
والنّيل
والأهرام
"وبتاع" ،
في القاهرة
شيءٌ من عكّا
وحيفا والنّاصرة .
عينٌ بصيرةٌ
ويدٌ قصيرة .
أهلُها طيّبون
لا يشبهونَ أشباهَهم
في السّينما .
مطحنةٌ
والقمحُ "زَلَطٌ"
أسمر .
الحزنُ خوفو ،
والدّمعُ نيلٌ
يصبُّ في السّماء .
(33)
أراني جنينًا
في رَحِمِ قصيدةٍ
راهبة ..
من ظَهْرِ حِبْرٍ
قُدُس .
(34)
الأرضُ مصابةٌ
بسرطانِ السّماء .
هل
"عملنا اللّي علينا"
لنلقي
"الباقي على ربِّنا" ؟!
(35)
أوّلَ أيّامِ العيد
في القاهرة ،
لا شيءَ مفتوحًا
سوى
ما ينتظرُ المطر .
(36)
طفلٌ طويلٌ
من ليبيا
تشيبُ لحيتُهُ
في القاهرة
منذُ ثلاثينَ لوحة .
(37)
قالَتْ :
لا تظنَّنَ بي سوءًا ،
يا سيّدي.
لسْتُ مدمنةً أنا ،
ولم أخرج
من جلدتي .
تعرّيني عيونُكم ،
فأتستّر
بالدّخان .
(38)
طالَ غيابُ الحرسِ القديم ،
ونصفُ المرعى
يعيّدُ في القلعة .
والمفتاح
في جيبِ العيد ،
والعيد
في إجازة ،
والإجازة
خارجَ القاهرة ،
والقاهرة
ليسَتْ جميلةً
حينَ يفيض
حزنُ القابلة .
(39)
الكتب
لدى "مدبولي"
أعضاءُ ناشطون
في تنظيمٍ
يَرْقَى إلى المرّيخ .
(40)
مندهشًا من جرأتِه
وبتشجيعٍ من الضّجيج
وما عَبَّ من جعة ،
يسحبُ القلم
ويكتبُ على منديل .
يدٌ تفحُّ تحتَ المنضدة
تقطفُ الرّسالة
وتخرجُ من البخار .
بعدَ ساعات
لا يتّفقان على مطر .
ويذهب
كلٌّ إلى المطار .

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لا يجرؤ على الموت
لا يجرؤ على الموت
رقم القصيدة : 2031
-----------------------------------
بَرْدٌ شديد
دونَ موعدٍ
ينقضُّ على الفريسة
لا الدّواءُ يجدي
ولا النّومُ الثّقيلُ ولا الشّاي
والسّيجارةُ لا تنسحب
من اللّعبة
سعالٌ من أقصى الجنوب
لا يقلقُ أحدًا
سيغادرُ بعدَ قليل
ويستريحون
من السّعال
ودخانِ السّجائر
ودفاترِ غيمٍ
لم تمطرْ ذهبًا
ودواءِ القلبِ اليوميّ
وظلٍّ ثقيل
رغمَ ضآلةِ الجسد
موعدُ سفرٍ وشيك
تتثاءبُ الحقيبة
لا شيءَ سوى حجرٍ
وغصنِ زيتون
يتمزّق
ولا يَجْرُؤ
على الموت

 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مشاهدات بنكية
مشاهدات بنكية
رقم القصيدة : 2032
-----------------------------------
(1)
أرملةٌ وابنٌ وحيد
يفتحانِ حسابَ توفيرٍ
لحفيدٍ ينزلُ من حضنِ الجدّة
كجدجدٍ يحبو
على بلاطِ البنك
(2)
امرأةٌ شابّةٌ
سلفةٌ جاهزة
ينقصُها كفيلٌ مقتدر
وبقدرةِ قادر
يصلُ ربُّ العمل
ماذا بوسعِ الزّوجِ أن يفعل؟!
سيطلبُ إلى الله
أن يطيلَ عمرَ ربِّه
(3)
شيخٌ يحسب
عائداتِ مدّخراتِه
ولا يحمدُ أحدًا
(4)
كافرٌ يسأل
عن راتبٍ لم يصل
منذُ أحدَ عشرَ شهرًا
ولا أحدَ يسجد
ذئبٌ
ينهشُ لحمَهُ
إخوةٌ يغتالونَ الحلم
(5)
موظّفةٌ
يصرُّ على تدريبِها
عن كثب
بين لقمةِ عيشِها
وصفعةٍ على وجهِ المدير
شعرةٌ
لا يعرفُها معاوية

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ذاكرة الشمس
ذاكرة الشمس
رقم القصيدة : 2033
-----------------------------------
الحبرُ لم يَفْتُرْ،
ولا الدّهشةُ غادرَتْ
مُتَرَدَّمَ القصيدة.
توتّرٌ
ما قبلَ الخروج،
غيرُ مشوبٍ
بأيِّ حذر.
هل أعترفُ بأنِّي
لم أحبَّ أبدًا
مثلما أحبُّك؟
وهل أقولُ:
ولن؟
أريدُ أن أموتَ
على حبٍّ
يجعلُ الموتَ تافهًا.
لنْ أقْسِم
وأسَفِّهَ عُرْفًا يزعم
أنَّ الشّعراءَ يكذبون.
وإنْ لم تسعفْ
"إنَّ غدًا
لناظرِهِ قريب"،
فالزّبد
سيذهبُ لا محالةَ
إلى الجحيم،
وما ينفعُ الشّعرَ
سيمكث
في ذاكرةِ الشّمس.

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن يفهم أحد
لن يفهم أحد
رقم القصيدة : 2034
-----------------------------------
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
لا تبحثُ عن رجلٍ
عاشق
لن يفهمُوا
لو قُلْتُ: امرأةٌ
تبحثُ عن عقلٍ
يعشق
يضربُ عرضَ الحائطِ
بالنّوعِ التّافه
حتّى الموت
لن يفهمَ أحدٌ
لكنْ
حسبي أنّي أفهم
وبدأْتُ أذَوِّت

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حبة لمنع الحلم
حبة لمنع الحلم
رقم القصيدة : 2035
-----------------------------------
ينسحبُ من الحُلُم.
شَايٌ على عَجَل.
يخرج إلى كَفافِ يومِه،
متأبّطًا أملاً.
كوفيّةٌ، لا تخفقُ في الرّيح،
تلفُّ الرّأس.
عينانِ لا تَرَيانِ الطّريق.
ما يشبهُ معطفًا،
لا يقي من بردٍ ورصاص،
يلفُّ رمادًا.
سيجارةٌ بلا فِلْتَر.
ولاّعةٌ، على آخرِ رَمَق،
تراوغُها الرّيح.
رغيفٌ ناشفٌ.
بيضتانِ مسلوقتان.
ذرّةُ ملحٍ.
نسيَتْ رشّةَ الكَمُّون.
سيعاتبُها عندما يعود.
يصل، كما كلَّ يومٍ،
إلى الحاجز.
ينتظر.
ولا تمطرُ السّماء.
رصاصةٌ شاخصةٌ في الصَّدْر.
يقرصُهُ الجوع.
يأكلُ الرّغيفَ والبيضتَيْنِ
حتّى آخرِ الملح.
وينتظر.
يأتي المساء.
يتثاءبُ الحاجز.
يتفرّقُ المنتظِرون.
يعودُ إلى البيت،
بلا بيضتَيْن.
وسيجارةٌ أخيرةٌ،
بلا فلتر،
تحولُ دونَ التّنفّس.
يأخذ حبّةً
لمنعِ الحُلُم.
وينام.



شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هايكو بالفصحى
هايكو بالفصحى
رقم القصيدة : 2048
-----------------------------------
جرّبت الهايكو ، والتّانكا كذلك ، بالعربيّة العامّيّة الفلسطينيّة منذ 1996 ، وبالإنجليزيّة ، وما زلت أكتبها ، مضيفًا إليها عنصر القافية غير المعمول به في اليابانيّة . وها أنذا أجرّب بعض الهايكو بالفصحى . والهايكو ، تقليد شعريّ ياباني ، تتكوّن ا
الدّيكُ يصيحْ
غيمةُ حبرٍ حبلَى
وتهبُّ الرّيحْ
حُلْمًا تأتيني
حاملةً تفّاحًا
وَرْقَةُ تِينِ
موسيقَا أمطارْ
ترقُصُ نافذتي
وتغنّي النّارْ
فلتصهَلْ حرَّهْ
مهرةُ حبرٍ سمراءْْ
من أقصى الصّحرا
صرخَتْ خيمَهْْ
غيمتُنا حَجَرٌ
فَلِمَ القمَّهْ؟
لا يهدأُ بالْ
شلاّلٌ حبرٌ أحمرْ
ورقٌ غربالْ
وصلَتْ صُورَهْ
شاهدْتُ الفجرَ الهادئْ
يعلنُ ثورَهْ
آتٍ لا بدَّا
فجرٌ جِدَّ جديدٌ


شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> يد يسى
يد يسى
رقم القصيدة : 2052
-----------------------------------
يدٌ يُسْرَى
بلا ذهبٍ يقيّدُها
تقيّدُني
وتنهرُني إلى المرعى
بصوتِ قصيدةٍ
خرجَتْ على هُبَلٍ
بكأسٍ
من رحيقِ الشّمسِ تسكرُني
بخيطٍ
من حريرِ الرُّوحِ تشنقُني
وفي حقلٍ
من الأحلامِ تتركُني
صريعَ بدايةٍ أخرى
بممحاةٍ تعلّمُني
بلا حبرٍ تجنّبُني
كلامًا دونَما قولٍ
دخانًا دونَما نارٍ
ونارًا غيرَ لاهبةٍ
وتلهبُني
عقيدتُها
تردُّ الرُّوحَ مطرقةٌ
تسوِّي ما تجعلكَ من
صفيحِ الوقتِ تلهمُني
قصيدتُها
تقلِّبُني على جمرٍ
أقبّلُها
بلا لغةٍ تلعثمُها
وأحملُها
على كفَّيْنِ من تعبٍ
بلا عنبٍ تراودُني
وعن بُعْدٍ تهاودُني
ومن قفصٍ
بنافذةٍ مُشَرَّعَةٍ
على الأطلالِ تخرجُني
إلى الدّنيا
بلا لونٍ
يغرّبُني
عن الدّنيا
وتحملُني
يَدٌ يُسْرَى
من الصّحراءِ نِحلتُها
وسحنتُها
إلى الحمراءِ نَحلتُهـ
ورحلتُها
بحبرِ الرُّوحِ مشبعَةً
على ورقٍ
من الْبَرْدِيِّ تكتبُني
بلا مَحْوٍ
تعرّيني
أمامَ الرّيحِ تنشرُني
يَدٌ يُسْرَى
مهندسةٌ
بَنَتْ هَرَمًا
من الأحلامِ شاعرةٌ
ولا بيتٌ
يُلَمْلِمُ لَحْمَ دفترِها
ولا بحرٌ
يحيطُ بملحِ خاطرِها
بلا ليلٍ
ولا خيلٍ
ولا بيداءَ تعرفُها
بنقرةِ إصبعٍ
نفضَتْ غبارًا
عاثَ ذاكرةً
لتبعُدَ سنتمترًا
واحدًا
عن أرضِ سيرتِها
وديرتِها
بلا ذهبٍ
يقيّدُها
تقيّدُني
يَدٌ يُسْرَى




 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> المشنقة
المشنقة
رقم القصيدة : 2053
-----------------------------------
عاشت في دمي
ثمانية وأربعين عاما
وغادرت متردمي
قبل ثماني وأربعين ثانية
دون وداع
أو تلويحة يد
يسرى أو يمنى سيان
لن أصغي إلا لإيقاع القلب
وليذهب العقل إلى الجحيم
من قال لا إمام سوى العقل؟
أبو العلاء المعري؟
فليذهب هو الآخر
إلى جحيم دانتي
ليظب عرض رسالة الغفران
بما تيسر من سقط الزند
من لزومياته التي لا تلزم أحدا
لن أفعلل السطور
ولو دارت رحى داحس والغبراء من جديد
فليشق الفراهيدي بحره الأحمر
بعصا سحرية
تحول دون خروج أي نفس
من صدر الهرم
لن أثقلها بالقوافي
الاكسسوار للراقصات
والقصيدة ليست جارية
في بلاط أحد
مدير فريق كرة قدم قروي كان
أم مديرا للكون
لن أشكل الكلمات
فكل يضع كمية الملح التي يريد
في طبق استعارته المفضلة
وكمية السكر التي يحتاج
في فنجان كنايته الإسبريسو
اكتشفت مؤخرا
أن الحركات
منونة وغير منونة
فضلا عن كونها ترفا
للميسورين
تثقل حركة القصيدة
وتخنق صهيلها البريء
من دم المكبر
وتقيد حريتها
إلى أبعد الحدود
لن أتنازل عن الحركات فحسب
بل عن الشدات أيضا
فهذه أشد مضاضة
وألد عداء لكل ألوان الهديل
ولكن
برغم كل ما صار
وما سوف يصير
لن أتنازل
بأي شكل من الأشكال
عن الهمزة
وإن أصبحت مشنقتي

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الخروج من مرج ابن عامر
الخروج من مرج ابن عامر
رقم القصيدة : 2054
-----------------------------------
أخرُجوا من نوافذِ روحي * أريدُ التَّنَفُّسَ هذا الصّباحَ * اخرجُوا الآنَ مِنِّي * أريدُ التّسكُّعَ مِلْءَ اشْتهائي * أريدُ الرّحيلَ إليها على مَتْنِ ريحٍ تجيدُ الرّحيلَ إلى حيثُ لا شيْءَ إلاّ أصابعُ شم
أخرُجوا من مُسَوَّدَتي واترُكوني * تريدُ مُسَوَّدَتي أن تشمَّ بياضًا يَبيضُ على قممٍ لا تراها العيونُ * اخرُجوا من عباءةِ ليلِي مساءً * فليلِي يريدُ البقاءَ وحيدًا إلى أن يجيءَ الصّباحُ وتشرقَ شـ
أخرُجوا من حظيرةِ خيلي سريعًا * فخيلي تريدُ الصّهيلَ * اخرُجوا من حضارةِ حُلْمِي * فحُلْمِي حزينٌ يريدُ البكاءَ * اخرُجوا من مرايا حروفي * حروفي تريدُ التَّوَحُّدَ في ما وراءَ المرايا * اخرُجوا
أخرُجوا * لا أريدُ عكاكيزَ من ورقٍ في حرائقِ روحي تعيثُ كلامًا وتطحنُ ماءً * مهاميزَ من قلقٍ في شرانقِ ريحي تُجَعْلِكُ ثوبَ الحريرِ ودربَ الحريرِ * اخرُجوا * لا تديرُوا الوجوهَ إلى الخلفِ كيلا كزوجة





شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> خبر عاجل
خبر عاجل
رقم القصيدة : 2055
-----------------------------------
وأفادَ مراسلُنا
قبلَ ثانيةٍ
أنَّ طائرةً من ورقْ
سَقَطَتْ في بحيرةِ حبرٍ
على بُعْدِ عشرةِ أحلامٍ
من سَمَرْقَنْدَ هذا الغَسَقْ
وأضافَ مراسلُنا
سُحُبٌ من دُخَانٍ كثيفٍ
بلا قبّعَاتٍ
تضاجعُ في الرِّيحِ
ريحَ القلَقْ
تحجُبُ الرّؤيا
وتسدُّ طريقَ الحريرِ بليلٍ
وخيلٍ
بغيرِ صهيلٍ
يُطاولُ سقفَ العَلَقْ
وأفادَ شهودُ عيانٍ
بِلا أدمعٍ
أنَّ الطّيّارَ اختنقْ


شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> البداية
البداية
رقم القصيدة : 2056
-----------------------------------
قبلَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * نزلَ ببيتِنا ضيفٌ غريب
كان في حَوْزَةِ أبي بندقيّةٌ * اشتراها بأساورِ أمّي * غيرُ سريعةِِ الطّلَقات
حاولَ أبي طَرْدَ الضّيفِ الغريب * ولم يسبقْ لهُ * أن طردَ ضيفًا مرّةً
كانَ اسمُ أبي "حاتمًا" * غير أنَّ بندقيّتَهُ * لم تكُنْ محشوّةً رصاصًا
كانَ الضّيفُ ثقيلَ الظِّلِّ * ثقيلَ اللّسان * يكسِّرُ اللّغةَ الوحيدةَ
الّتي يجيدُها أبي * دونَ أن يقرأَ فيها * تاريخًا * أو يدوِّنَ شجرةً للعائلة
سلطاناتْ كويّساتْ * ما ـ شا ـ اللّه * زرعُوا أرضَنا مدارسَ * ومصحّات
وطالَتْ زيارةُ الضّيفِ الغريب * لم يُعْطِ عرضَ كَتِفَيْهِ لأحد * وأبي * لم يستطِعْ إخراجَهُ
رغيفانِ * كانا في لجنِ الخبز * أخذَ الضّيفُ كسرةً * ورغيف
مائدةٌ مبذولةٌ للضّيف * وتنامُ الأسرةُ بغيرِ عشاء * ولم يَرْمِ شيئًا للكلاب
وبعدَ العشاء * نامَ الضّيفُ في بيتِنا * وراوَدَهُ ما لذَّ وطاب * من فواكهِ أحلام * ولم تكُن المرَّةَ الأولى * الّتي ينامُ فيها غريبٌ * ويحلمُ في بيتِنا
وعندَ الصّباح * أخرجَ الضّيفُ من ثقوبِ أحلامِه * أفاعي وثائق * تثبتُ أنَّ له كلَّ البيت
ثارَتْ ثائرةُ أبي * وأعمامي * والجيران * وتصدّى الضّيفُ لهم جميعًا * كانَ في جعبتِهِ بندقيّةٌ * محشوّةٌ رصاصًا * وعقيدَة
قُتِلَ أحدُ أعمامي * وأصيبَ أحدُ الجيرانِ إصابةً بالغة * وجُرِحَ أبي * وخرجَتْ أمّي * تبحثُ عن طبيبٍ * ولم تَعُدْ
وبعدَ جرحٍ وخمسةِ عقودٍ * من طقطقةِ مسابحَ وقرقرةِ أراغيل * وفي ما تبقّى له من مطرحٍ * لممارسةِ عادةِ التّنفّسِ السّرّيّة * صَلَبَ حفيدُ أبي * على أحدِ الجدران * صورةً لي ولأمِّه يومَ زفافِنا * وا
لم يكُنْ يومَها آلةُ تصويرٍ * في القرية * ثمّةَ صورةٌ معلّقةٌ * على جدرانِ ذاكرتي * هل تستطيعُ نسخَها من هناكَ * يا ولد * بواسطةِ هذهِ الفأرةِ العبقريّة؟
وضَعَ رأسَهُ على مخدَّةٍ * محشوَّةٍ ترابًا * من حاكورةِ بيتٍ * ليستْ لَهُ الآن * وبقيَتْ قدماهُ وأطرافُ العباءة * في الخارج
وجاءَ حفيدُ الضّيفِ الغريب * يأمرُ حفيدَ أبي * أنْ يَظُبَّ أطرافَ عباءتِه قليلاً * لأنّ رائحتَها * على حدِّ زعمِ حفيدِ الضّيف * تكادُ تخنقُه
لَمْلَمَ حفيدُ أبي أطرافَ العباءة * وظَبْظَبَ قَدَمَيْهِِ إلى صدرِهِ * وسَكَتَ * ونام

 


شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لن أعود إلى المرعى
لن أعود إلى المرعى
رقم القصيدة : 2057
-----------------------------------
سقطَتْ مِطْرَقَةٌ * مِن شُرْفَةِ هذا المساء * لتستقرَّ على سطحِ بحرٍ * مِن رخامٍ أبيضَ ليسَ رخوًا
ثمَّةَ سَبَّابَةٌ مِن خزف * وإبهام * يُمْسِكَانِ بريشةِ عنقاء
سالَ دَمٌ أسوَد * بما فيهِ الكفاية * لترميمِ "لسانِ العرب" * بطريقةٍ مخالِفةٍ * لشريعةِ الرَّوِيّ
وسالَ دمٌ أحمر * يكفي لإعادةِ كتابةِ التّاريخِ * مرّتَين * مرّةً مِنَ اليمينِ إلى اليسار * برعايةِ السّيّد * وزير ِ الدّاخليّة * وأخرى مِنَ اليسارِ إلى اليمين * برعايةِ السّيّد * وزيرِ الخارجيّة
وسالَ دَمٌ أخضر * لتأثيثِ هياكلِ التّراث * بأصنامٍ من خُبْزٍ * وآلهةٍ من نبيذ * تَقْرَبُ الصّلاَةَ * ولا تعرفُ صلةَ الأرحام * لكنّها تعرفُ الرّحمة
تلاطمَ موجٌ كثيرٌ * وتكاثرَتْ أسماك * فتجرّأَ الزَّبَد * على غيمةٍ مارقة * وتداخلَ الملحُ في لحمِ السّفينة * وفي أحلامِ الملاّحينَ * والفقراء
تَعَمَّمَ الطّوفان * فاختبأَتْ فاكهةُ البحرِ * في بطنِ حوت * حالمةً بِأفُقٍ * يُفْضِي إلى شواطئِ شمسٍ * تشرقُ مِن شمال
فأنشأَ الرّاعي يقولُ شعرًا * لن أذهبَ إلى المرعى بعدَ اليوم * فَلْتَفْلَتِ الذّئاب * وَلْيَفْنَ الْغَنَم

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قاعدة للريح
قاعدة للريح
رقم القصيدة : 2062
-----------------------------------
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
أنْ تسبحَ * عكسَ مجاذيفِ النّزَواتِ * وأشرعةِ الرّغَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تسري * ماءً مهمازًا * تحتَ جليدِ الوقتِ * يحثُّ خيولَ السّاعةِ * كي تتصاهلَ مسرعةً * مِن أقصى الرّوحِ * ترتِّلُ أدعيةَ الآياتِ * تردِّدُ أسئلةَ النّاياتِ * تغنِّي مُشْرَعَةَ ا
هي قاعدةٌ للرّيحِ بأنْ تجري * عكسَ الملحِ المتغلغلِ في لحمِ الحلمِ المكسورِ * جَنينًا * في رَحِمِ المرآةْ
عكسَ الموجِ المتزاحفِ * نحوَ الكهفِ الهشِّ * بُعَيْدَ نزولِ "اقْرَأْ" * وبدايةِ خاتمةِ الدّعَواتْ
عكسَ التّيّارِ الضّاربِ * ظَهرَ شوارعِنا الحبلى * بهُراءاتِ الشُّرُفاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواعدَ قاعدةً * في الشّمسِ * تراودُ قارعةَ التّاريخِ بلا خجلٍ * لتسفّعَ هالاتِ الحلَماتِ * تُفَلِّي عاناتِ النَّكَباتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ قواربَ قاعدةً * في البحرِ * بلا قاعٍ * وبلا راعٍ * تتثاءبُ حافيةَ الأحلامِ * وعاريةَ الصّهَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ دروعًا مرميّاتْ
في الصّحرَا * قاعدةٌ * تتمرّغُ في صدأٍ حُرٍّ * وغبارٍ مرٍّ * منذُ عبُورٍ * أنقذَ ماءَ الوجهِ * وأيقظَ خيلَ الرّهبةِ * من ليلِ الكبَواتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ تماسيحًا متقاعدةً * لا تمسحُ غيرَ دموعٍ * تكتبُها * وتلحِّنُها * علبُ اللّيلِ الحمراءُ * تغنّيها كلُّ الشّاشاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * لأنَّ عيونًا * كانَتْ أمّيّاتْ
صارَتْ تتقرّى * دونَ نواظيرٍ * سطرًا مَمْحُوًّا * تحتَ بياضٍ * مُصْفَرِّ الصَّفَحاتْ
صارَتْ تتحرّى * دونَ نواطيرٍ * قُطَبًا * في جلدِ الخيمةِ * مخفيّاتْ
هي قاعدةٌ للرّيحِ * بأنْ تجري * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ * عكسَ الشّهَواتْ
هي قاعدةٌ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> إمرأة من نار
إمرأة من نار
رقم القصيدة : 2064
-----------------------------------
لا تُغريني
وتدغدغُ أرضَ الرُّوحِ تثيرُ جنوني
إلاّ امرأةٌ
من نارٍ
تعصفُ بي
تجتاحُ هشيمَ الحُلْمِ تبعثرُني
في الرّيحِ صهيلاً
يعشقُ موتي
يسبقُ صوتي
صوبَ حقولِ هديلٍ
تأخذُني سِنَةً
وتعيدُ سِنيني
حاملةً أحلامًا
تسرقُ ضلعَ الرّوحِ وتجبلُني
نارًا
لا تشبهُ إلاّ
نارَ جُنوني

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سفيرة الروح
سفيرة الروح
رقم القصيدة : 2065
-----------------------------------
من أرضٍ أعشقُ فيها فلاّحًا إنسانْ
لا يأكلُ إلاّ قمحَ الرّوحِ رغيفًا أشقرَ مِن شمسٍ تتغاوى في نيسانْ
من أرضٍ أعشقُ فيها ماسحَ أحذيةٍ لا يمسحُ أحذيةَ السّلطانْ
جاءَتني الرّيحُ بغيمةِ حبرٍ حاملةً عطرًا مطرًا يتهامى فوقَ نوافذِ روحٍ يغسلُ عنها كلَّ تضاريسِ النّسيانْ
مِن أرضٍ أعشقُ فيها آتِيَ أغنيةٍ لا تسطعُ إلاّ غضبًا "وأنا كُلّي إيمانْ"
جاءَتني الرّيحُ بأنثى نَسْرٍ جارحةٍ في الدّهشةِ طاعنةٍ في الجرأةِ مُوغلةٍ في أدغالٍ قَدَمُ الإنسانْ
لم تعرفْ نحوَ حفيفِ سريرتِها وفحيحِ جريرتِها مِن قَبْلُ طريقَ حريرٍ دهليزًا سردابًا أو عنوانْ
مِن أرضِ أساطيرٍ ما زلْتُ أدجّنُها في رَحِمِ الأحلامِ أجِنَّةَ شِعرٍ طاهرةً كملائكةِ الرّحمنْ
جاءَتْ مِن غامضِ عِلْمٍ يقرأُ قهوةَ لاوعيٍ يستوطنُ ذاكرةَ الحرمانْ
مِن شاهِقِ حُلْمٍ علََّقني برموشٍ مِن ملحِ الأحزانْ
مِن دفترِ غيمٍ يكتبُني سطرًا مِن جمرٍ شوقًا يشعلُني جاءَتْ أنثى نَسْرٍ لا تفصلُني عنها لغةٌ أو تاريخٌ وهمٌ وشريطُ حدودٍ هشٌّ بين بلادٍ مِن لحمٍ وبلادٍ مِن حُلْمٍ وقتٌ ريحٌ ورمادُ مكانْ
أنثى نَسْرٍ ما أجملَ صورتَها ما أنبلَ ثورتَها حَجَرُوها في قفصٍ ما تهمتُها؟ كفرَت بقطيعٍ مِن أبقارِ قبيلتِها كَشَطَتْ جِلْدَ الصّمتِ المُتَمَاوِتِ خوفًا مِن سرطانِ الضّوءِ وضوءِ السّرطانْ
كَسَرَتْ مزرابًا لم يجرُءْ أحدٌ أن يكسرَهُ خوفًا مِن مشنقةٍ مِن محرقةٍ أو مِن قلمٍ ذربٍ وسليطِ لسانْ
مِن طلقةِ حقدٍ غادرةٍ وسطَ ضبابٍ باسمِ محاربةِ العدوانْ
أنثى نَسْرٍ ما أبهى طلّتَها ما أشهى جملتَها جاءَتْني مَحْضَ مصادفةٍ وكأنِّي أعرفُها منذُ الرَّيحانْ
فتآخَيْنا وتوخَّيْنا ألاّ نتشاغلَ أو نتشاعلَ في قشرِ الأشياءِ وتقشيرِ الأشجانْ
ألاّ نتلهَّى عند السّطحِ بما لَبِسَتْ أو لَبِثَتْ بنتُ السّلطانْ
أو خَبْريّاتِ وخمريّاتِ ملوكِ الجانْ
أَلاَّ نتشهَّى صبرًا تينًا أو عنبًا رمّانْ
ياقوتًا أو ذهبًا مرجانْ
وتواعَدْنا وتعاهَدْنا أن ينتصرَ الإنسانْ
وبدونِ دُوارِ دوائرَ أو أدوارٍ مِن دورانْ
أخذت سطرًا مِن دفترِيَ المخنوقِ هُنا كي تنشرَهُ في النُّورِ الطَّلْقِ هناكَ وكانْ
أنْ كانَ نهارٌ يمزعُ عتمةَ أحزانٍ لا تشبهُها الأحزانْ
والشّاهدُ أنّ سفيرةَ روحٍ تعملُ في صمتٍ قدّيسٍ وانتصرَ الإنسانْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقوط بغداد
سقوط بغداد
رقم القصيدة : 2066
-----------------------------------
عبثًا تراودُنا القصيدةُ مرّةً * ومدافعُ العدوانِ نثرًا تكتبُ التّاريخَ دونَ هوادةٍ * ويكونُ في نيسانَ يا تمّوزُ أنْ دخلَ الغزاةُ إلى الرُّصافةِ * في المضافةِ شُوهدَت دبّابةٌ روميّةٌ مرتابةٌ * أرخَت على الدّنيا بأنواعِ الهديلِ هديرَها وغبارَها
يتوسّطُ "الفردوسَ" تمثالٌ يماطلُ حتفَهُ متمنّعًا * عجزَت عجوزُ الرّيحِ عن تنزيلِهِ تأويلِهِ * فَتَبَرْمَكَتْ بغدادُ نادَت نارَها * وتجمهرَ الأهلونَ حولَ رشيدِهِمْ * باءَت حبالُ الحيِّ عن تحريكِهِ * دبكُوا على دبّابةِ الضّيفِ الغريبِ * تلعث
عبثًا تباغتُنا القصيدةُ * شاشةُ الأحداثِ أسرعُ من حصانِ الحبرِ * لا حبرٌ يضاهي الدّمَّ * أخبارٌ تربِّطُنا تخربطُنا * وتصعقُنا تصاويرٌ وتحرقُنا * وخارطةٌ ممزّقةٌ وغارقةٌ بدمعٍ سالَ من عينَيْ حمورابي * وبابلُ في أعالي البرجِ تقطعُ ثوبَها * آشورُ
هي خطوةٌ أولى ويُخْتَصَرُ المدى * هي خبطةٌ أولى وينتشرُ الصّدى هلعًا * عواصمُ من زجاجٍ ترتمي ولعًا بهولاكو * ولا أفٌّ ولا بَرَمٌ * ولا بردى ولا هَرَمٌ * ولاَ كفٌّ تلاطمُ مخرزًا * وبدونِ أحلامٍ ننامُ ولا ننامُ * بدونِ أيّامٍ نفيقُ ولا نفيقُ من
هي نكسةٌ أخرى تنكّسُ حلمَنا * هي نكبةٌ * هي خيبةٌ * هي كذبةٌ كبرى * إله الحربِ يستلمُ الوديعةَ مرّةً أخرى * ومندوبُ المليكةِ ها هنا * حرًّا يجوبُ السّوقَ في بغدادَ * يعرفُ ما يريدُ الآنَ * يبغي الكحلَ والحنّاءَ والتّرياقَ والسّمّاقَ * عاشقةٌ وراء
سقطَتْ مدينتُنا القديمةُ مرّةً أخرى * تنفّست البلادُ دخانَ خيبَتِها * تدافعت العبادُ يقودُها جوعٌ * تلملمُ بعضَ لقمَتِها * تنفّسُ بعض نقمَتِها * ويندلعُ السّؤالُ مرارةً * ويتيهُ في الصّحراءِ موّالٌ عراقيٌّ وتَسْآلُ
أين الدّفاعاتُ الّتي قالوا؟
جندٌ وقوّاتٌ وحرّاسٌ وأرتالُ؟
أين الفدائيّون؟ هل مالوا
إلى من عندَه مالُ؟
أين الحرسْ؟
ذهبُوا إلى مستنقعٍ؟ زالوا؟
كفٌّ عدسْ
كفٌّ عدسْ
تاريخُ أمّتِنا خرسْ
تاريخُنا خرسٌ خرسْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ليلى في العرااق مريضة
ليلى في العرااق مريضة
رقم القصيدة : 2067
-----------------------------------
ماذا سنكتبُ يا هناكَ ويا هُنا؟ * يتساءلُ التّاريخُ والجغرافِيا اغْتُصِبَتْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرَى
ماذا سنكتبُ؟ مَن سيقرأُ ما سنكتبُ؟ مَن سيسمعُ ما نقولُ؟ ومَن
سيبصرُ ما سيجري مِن دَمٍ؟ * أنقولُ هولاكو على الحدودِ تمنَّعي
بغدادُ؟ * كيفَ نقولُها؟ * بغدادُ يا صحراءُ تُحرقُ مرّةً أخرى * ولا أحدٌ هناكَ ولا هنا أحدٌ يُرَى
هل غادرَ التّاريخُ مِن سَبَأٍ إلى شَرَمٍ مرورًا بالسّقيفةِ؟ * هل سَرَى؟
هل مَلَّنا التّاريخُ؟ * هل ضاقَتْ بنا الصّحراءُ ذَرْعًا؟ * هل سيسقطُ دمعُنا؟ * هل عافَنا اللّيلُ الطّويلُ؟ * وهل سيصمدُ شمعُنا؟ * ماذا سأكتبُ يا فَمِي؟ * و"مُظَفَّرُ النُّوَّابِ" يصرخُ في دَمِي *
قَرعُوا طبولَ الحربِ * جاءُوا مِن وراءِ البحرِ * والصّحراءُ فرشتُهُمْ * وورشتُهُمْ عراقُ وما تبقّى مِن أثاثِ الرّوحِ في صحرائِنا * هيَ حلقةٌ أخرى ليكتملَ المسلسلُ؟ * هكذا الجمهورُ يبغي؟ * مُخرجٌ
عَرَبٌ بلا عَرَبٍ * ويجتمعُونَ يجتمعُونَ * مؤتمرٌ على ورقٍ * ولا شيءٌ يردُّ الرّوحَ * خارطةٌ على قلقٍ * ولا شيءٌ يصدُّ الرّيحَ * يا قِمَمًا بلا قِمَمٍ بلا ذِمَمٍ بلا هِمَمٍ بلا شَمَمٍ يُرَى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعجزُ عاهلُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
مِن قمّةٍ لقُمَيْمَةٍ والعرشُ هاجسُكُمْ * ولا أحدٌ هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
وتلاسُنٌ ما بينَ نرجستَيْنِ يخرسُ شاشةً شَوْهَى * ويخرجُ شارعًا عَن طَوْرِهِ * وعواصمُ الثّلجِ البعيدةُ حرّةً يتشكّلُ التّاريخُ مِن تاريخِها *
مِن قمّةٍ لِقُمَيْمَةٍ هيَ قمّةٌ أخرى * على عَجَلٍ تُعَايِنُ جرحَنا * والملحُ يأكلُه بلا ملحٍ * ولا هناكَ ولا هُنا أحدٌ يَرى
هيَ قمّةٌ أخرى * بلا خجلٍ تُفَلْفِشُ روحَنا * والرّيحُ تذرُوها بلا هدفٍ بلا سقفٍ يُرَى
لا ضَوْءَ في نفقٍ يُهَدِّئُ روعَنا * لا شيءَ في أفُقٍ يُطَمْئِنُ نوعَنا * لا صوتَ يُسْمَعُ غيرَ لا للحربِ لا للحربِ * "ليلى في العراقِ مريضةٌ"؟ * هيَ وحدَها في هذهِ الصّحراءِ تصرخُ لا لأمريكا * وتصرخُ


 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بوابة الياسمين
بوابة الياسمين
رقم القصيدة : 2068
-----------------------------------
لبوّابةِ الياسمينِ أصابعُ شوقٍ * تدغدغُ جمرًا فَتِيًّا * وتستطلعُ الشّهدَ في راعشاتِ الرّحيقْ
لبوّابةِ الياسمينِ لسانٌ لُهاثٌ * يعلّمُها أبجديّةَ موتٍ عميقٍ * على مذبحٍ من شهيقٍ سحيقْ
لبوّابةِ الياسمينِ حصانٌ حزينٌ * يموتُ ويحيا وقوفًا * ليدخلَ قصرًا عتيقًا عريقْ
يموتُ احتراقًا * ويحيا اختراقًا * ويمخرُ نهرَ الرّحيقِ غريقًا * غريقًا * غريقْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> أميرة الوجع
أميرة الوجع
رقم القصيدة : 2069
-----------------------------------
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
خنقتِني بخيطِ حزنكِ الدّقيقْ
بهمسةٍ تقيّةٍ بلمسةٍ نقيّةٍ من راحةِ التّعبْ
أغرقتِني في حزنِكِ العميقْ
لَمْلَمْتِني كفّنتِني صلَّيتِني بسُورةِ النّساءْ
رثيتِني بدمعةٍ من لُؤْلُؤٍ شبَّتْ حريقْ
حملتِني صليبَ صمْتٍ أسودٍ من أوّلِ الأشياءِ حتّى آخِرِ الأشياءْ
دفنتِني في قلبكِ العقيقْ
مكثْتِ فوقَ قبرِيَ الطّريَّ غيمةً تكابدُ الرّياحْ
هطلْتِ فوقَ نرجسِي شلاّلَ فضّةٍ رقيقْ
قوافلُ الأملاحِ في محافلِ الجراحْ
تحرِّكُ الأصنامَ تُغْرِقُ المكانْ
مساقطُ الدّموعِ في بحيرةِ البَجَعْْ
تُلَعْثِمُ الأحلامَ تُوقِفُ الزّمانْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
أُقْرِيكِ دمعةً على ضفافِ جرحِكِ العميقْ
جبالَ ملحٍ فوقَ ظهرِ الحُلْمِ صمتًا تحملينَ منذُ تفسيرِ المنامْ
هل تقبَلينَ حبِّيَ الخجولَ شاطئًا صديقْ؟
نظيفُ نهرٍ من دموعٍ يُغْرِقُ السّطورَ يخنقُ الكلامْ
هذي مرايا الرّوحِ تكسُوها سراباتٌ هراءاتٌ عباءاتٌ هباءاتٌ ملاءاتٌ غشاواتٌ قشورْ
تخافُ صولةَ الرّحيقِ جولةَ الشّهيقِ بسمةَ الزّهورِ نسمةَ العطورْ
صهيلَ حُلْمٍ سوفَ يأتي من هناكْ
أينَ الهُناكَ يا هُنا أينَ الهُناكْ؟
لا هَا هُنا الهُنا ولا الهُناكَ هَا هُناك
لا شيْءَ بَعْدُ هَا هُنا
إلاّ صَدى الهَيْهَاتِ يا هُناكْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
سماءَ دمعٍ ماطرَهْ
هل تسمحينَ بانحناءَةٍ أمامَ حزنِكِ السّحيقْ؟
إبرَةَ حبٍّ سَهِرَتْ تُحيكُ ثوبَ الذّاكرَهْ
أُقْرِيكِ قبلةً على حذاءِ روحِكِ العتيقْ
قتلتِني أميرةَ الوجعْ
أُقْرِيكِ قبلةً على حذاءِ روحِكِ العتيقْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الوقت أمريكا وأيلول المكان !
الوقت أمريكا وأيلول المكان !
رقم القصيدة : 2070
-----------------------------------
أَلْوَقْتُ أَمْرِيكَا | وَأيْلُولُ الْمَكَانُ يَغُطُّ فِي نَوْمٍ | وَتَرْتَفِعُ السِّتَارَةُ فَجْأَةً | وَتُطِلُّ مِنْ شَرْقٍ عَصَافِيرٌ مُهَاجِرَةٌ | وَيُفْتَتُحُ الْخَرِيفُ الْمُرُّ | تَسْقُطُ وَرْقَتَانِ |
كَانَتْ مُفَكِّرَةُ الْخَرِيفِ نَظِيفَةً وَخَفِيفَةً | لاَ مَوْعِدٌ فِيهَا لِشَيْءٍ سَوْفَ يَأْتِي | لاَ بَشَائِرُ أَوْ تَبَاشِيرُ
لاَ غَيْمَةٌ حُبْلَى بِلاَ دَنَسٍ تَقُضُّ مَضَاجِعَ الشَّرَفِ الْبَعِيدِ عَنِ الأَذَى | لاَ نَجْمَةٌ تَهْدِي مَجُوسًا أَنَّ فِي كَهْفٍ مِنَ الأَسْرَارِ يَشْتَدُّ الْمَخَاضُ الْمُرُّ | لاَ فِي الأُفْقِ قَابِلَة
كَانَتْ مُفَكِّرَةُ الْخَرِيفِ عَلَى حَفِيفِ الْحُلْمِ نَائِمَةً | فَلاَ لِنَزِيفِ أَسْئِلَةٍ تُصِيخُ السَّمْعَ | لاَ لِرَفِيفِ أَخْيِلَةٍ تُدِيرُ الطَّرْفَ | يَمْلأُهَا فَرَاغٌ قَاتِلٌ | لاَ مَطْرَحٌ فِي
تَخْتَالُ خَالِيَةً مِنَ الأَفْكَارِ | لاَ قَلَقٌ يُسَاوِرُهَا | وَلاَ وَرَقٌ عَنِ الأَشْجَارِ يَسْقُطُ فِي سُبَاتٍ | لاَ مِنَ الأَقْمَارِ عَنْ طَقْسٍ رَدِيءٍ رُبَّمَا يَأْتِي تَصَاوِيرُ
وَمُخَابَرَاتُ الرِّيحِ شَائِبَةٌ وَعَائِبَةٌ | وَفِي سَهْلٍ مِنَ السِّلِكُونِ سَائِبَةٌ وَذَائِبَةٌ | وَلاَ مِنْهَا تَقَارِيرُ
أَوْ رَأْسُ خَيْطٍ | أَنَّ مِنْ شَرْقٍ | سَتَأْتِيهَا الْعَصَافِيرُ
وَيَجِيءُ "أَيْلُولُ الْجَدِيدُ" مُجَنَّحًا | وَحَدَائِقُ الإِسْمَنْتِ وَالْفُولاَذِ نَائِمَةٌ | وَتَحْرُسُهَا أَسَاطِيرٌ | تُكَرِّسُهَا أَسَاطِيرُ
سَكْرَى بِأَشْيَاءٍ تُعَلِّبُهَا | تُغَيِّبُهَا عَنِ الْعَيْبِ الْمُغَيَّبِ عَنْ دَفَاتِرِهَا | بِإِنْشَاءٍ يُسَيِّبُهَا | يُغَلِّبُهَا عَلَى الدُّنْيَا بِتَاجٍ فِضَّةٍ | تَحْمِي كَرَامَتَه الْبَسَ
سَكْرَى | وَفِي تَخْتٍ حَرِيرٍ تَشْهَقُ الأَحْلاَمُ | لاَ هَمٌّ | وَلاَ دَمٌّ | وَلاَ دَمْعٌ يُشَاغِلُهَا | وَتَشْتَعِلُ الأَسِرَّةُ وَالأَسَارِيرُ
شَبَقًا بِلاَ عَبَقٍ | بِلاَ حَبَقٍ | وَتَنْكَسِرُ الْقَوَارِيرُ الْقَدِيمَةُ وَالْجَدِيدَةُ *|لاَ حَسِيبٌ مِنْ هُنَاكَ | وَلاَ رَقِيبٌ مِنْ هُنَا | وَتَضِيعُ فِي غَلَسِ الدَّهَالِيزِ الْقَرَارَاتُ الْكَبِي
فِي غِيِّهَا تَتَشَاهَقُ الأَوْهَامُ | لاَ غَمٌّ | وَلاَ غَيْمٌ | وَلاَ غَنَمٌ يُسَائِلُهَا | وَلاَ حِبْرٌ يُضَرِّجُ رِحْلَةَ التَّارِيخِ | لاَ رِيحٌ تُحَاوِرُهَا | وَلاَ رُوحٌ تُنَاوِرُها | وَلاَ حَرْبٌ تُضَجِّرُ نَ
قِطْعَانَ مَاشِيَةٍ | أَمَامَ الْقَصْرِ تَسْتَجْدِي حَشِيشًا | لَيْسَ تَقْبَلُهُ الْمَوَاخِيرُ
وَيَجِيءُ أَيْلُولٌ | وَفِي وَضَحِ النَّهَارِ الْمُرِّ فَاعَتْ | دُونَمَا صَوْتٍ | مِنْ الْكَهْفِ الدَّبَابِيرُ
وَيَكُونُ أَنْ خَزَفًا | عَلَى أَرْضٍ رُخَامٍ | دُونِ سَابِقِ مَوْعِدٍ | وَبِلَحْظَةٍ تَنْهَارُ مِنْ عَلْيَائِهَا تَهْوِي أَسَاطِيرُ
وَحُفَاةَ أَحْلاَمٍ مَشَيْتُمْ | فِي حُقُولٍ مِنْ حُطَامٍ | مِثْلَنَا | وَيَجِيئُكُمْ | مِنْ فَوْقُ | تَحْذِيرُ
كَيْ لاَ تَسِيلَ دِمَاؤُكُمْ | مِنْ هَا هُنَا سِيرُوا
كَيْ لاَ تَطِيرُوا مِثْلَمَا طَارَتْ أَسَاطِيرُ
مِنْ هَا هُنَا طِيرُوا
فِي دَفْتَرِ الأَيَّامِ مَتَّسَعٌ لأَحْلاَمٍ تُؤَلِّفُهَا الْعَصَافِيرُ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لا أحد
لا أحد
رقم القصيدة : 2071
-----------------------------------
رَعْدٌ بِلاَ بَرْقٍ يُطَارِدُ غَيْمَةً صُغْرَى تُظَلِّلُ خَيْمَةً سَمْرَا يُطَارِدُهَا هُنَاكَ وَهَاهُنَا وَعْدٌ بِلاَ حَقٍّ بِخْيْطٍ مِنْ ضَبَابٍ طَرَّزَتْهُ الْعَانِسُ الْعُظْمَى وَلاَ أَحَدٌ هُنَاكَ وَلاَ
مَوْتٌ يُسَدَّدُ مِنْ هُنَا حُرًّا وَلاَ أَحَدٌ يَرُدُّ الْمَوْتَ لاَ أَحَدُ
صَمْتٌ يُنَدِّدُ مِنْ هُنَاكَ بِلَهْجَةٍ حَرَّا وَلاَ أَحَدٌ يَصُدُّ الصَّمْتَ لاَ أَحَدُ
حَرْبٌ وَنُذْبَحُ مَرَّةً أُخْرَى وَلاَ أَحَدُ
مِنْ أَقْرِبَاءِ الدَّمِّ يَدْفِنُنَا وَلاَ أَحَدُ
مِنْ أَصْدِقَاءِ الْحُلْمِ يَحْمِلُنَا وَلاَ أَحَدُ
بِنَاقُوسٍ وَرَاءَ الظَّهْرِ يُنْذِرُهُمْ بِمِئْذَنَةٍ وَرَاءَ النَّهْرِ يَنْهَرُهُمْ وَتَجْتَهِدُ
حَرْبٌ عَلَى التَّارِيخِ وَالْجَغْرَافِيَا ابْتَدَأَتْ وَمَا انْطَفَأَتْ وَلاَ أَحَدُ
يَقُولُ كُلَيْمَةً مِنْ فِضَّةٍ تُفْضِي إِلَى نَفَقٍ فَحِيحُ الضَّوْءٍ يُغْوِيهِ بِتُفَّاحٍ يُضَاهِي الدَّمَّ إِغْرَاءً بِفِرْدَوْسٍ وَجُرْحُ الرُّوحِ يَنْضَمِدُ
خَرَسٌ مِنَ الذَّهَبِ الْمُصَفَّى مِنْ أَعَالِي الْبُرْجِ حَتَّى أَخْمَصِ الْمَوْجِ الْمُشَرَّعِ فِي الشَّوَارِعِ لاَ يُرَى أَحَدُ
حَرْبٌ عَلَى حَجَرٍ عَلَى شَجَرٍ عَلَى بَقَرٍ عَلَى بَشَرٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى امْرَأَةً بِلاَ بَعْلٍ تُعِدُّ عَشَاءَهَا سِرًّا لأُسْرَتِهَا بِلاَ سَمَكٍ بِلاَ خُبْزٍ وَبَاكِيَةً بِلاَ بَصَلٍ تُكَفْكِفُ دَمْعَةَ الأَيْتَامِ فِي بَيْتٍ بِلاَ سَقْفٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى شَيْخًا يُرَتِّلُ آيَةَ الْكُرْسِي بِلاَ حَتْفٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى الْفَلاَّحَ يَحْرُثُ أَرْضَهُ السَّمْرَاءَ فِي حُلْمٍ بِلاَ أَرْضٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى النَّعْنَاعَ يَنْمُو خَارِجَ الدُّنْيَا "يَتِيمًا عَارِيًا حَافِي" بِلاَ حَوْضٍ وَلاَ رَوْضٍ وَلاَ أَحَدُ
يَرَى الأَيَّامَ فِي زَنْزَانَةِ الأَحْلاَمِ تَرْتَعِدُ
يَرَى الأَحْلاَم فِي رُزْنَامَةِ الأَيَّامِ تَبْتَعِدُ
وَلاَ عَيْنٌ مُجَرَّدَةٌ تَرَى الأَشْيَاءَ مِنْ أَشْيَائِهَا أَثَرًا وَرَاءَ الْعَيْنِ تُفْتَقَدُ
تَرَى الإِنْشَاءَ يَذْبَحُنَا عَلَى الشَّاشَاتِ يَوْمِيًّا وَلَيْلِيًّا وَلاَ أَحَدُ
لاَ جُمْعَةٌ يَأْتِي وَلاَ أَحَدُ
أَيْنَ الأُلَى فِي ضَادِنَا اتَّحَدُوا
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْوَاحِدُ الأَحَدُ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ليل بلا آخر
ليل بلا آخر
رقم القصيدة : 2073
-----------------------------------
طَرِيقُ النُّورِ يُعْمِينِي
وَيُفْضِينِي
إِلَى لَيْلٍ
بِلاَ صُبْحٍ
بِلاَ هَيْلٍ
بِقَهْوَتِهِ تُعَشِّشُ فِي شَرَايِينِي
وَبَيْدَاءٍ
بِلاَ مِلْحٍ
بِلاَ مَاءٍ
بِلاَ قَمْحٍ
بُعَيْدَ الْجُوعِ يُقْرِينِي
وَيُحْيِينِي
طَرِيقُ النَّارِ يَرْمِينِي
وَيُفْضِينِي
إِلَى أَهْلٍ
بِلاَ خَيْلٍ
بِلاَ خَيْرٍ
يُرَجَّى مِنْ نَوَاصِيهَا
نَوَاحِيهَا
بِلاَ بَطَلٍ
يَسُوسُ السُّوسَ فِي خَشَبٍ
وَمِنْشَارٌ
يُحَاوِرُنِي يُدَاوِرُنِي
وَيُقْصِينِي
عَنِ الدُّنْيَا بِلاَ دِينِ
يُكَفِّرُنِي
يُسَفِّرُنِي
إِلَى نَارٍ
بِلاَ حَشْرٍ
تُحَاكِمُنِي
تُجَرِّمُنِي
وَلَمْ أَقْضُمْ
مِنَ التُّفَّاحِ شَيْئًا
فِي زَنَازِينِي
وتَحْرِمُنِي
وُرَيْقَاتٍ مِنَ التِّينِ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> لست ملاكا أنا
لست ملاكا أنا
رقم القصيدة : 2074
-----------------------------------
شُرْطَةٌ
مِنْ لَحْمٍ
هُنَا
نَمْلَةٌ
دُونَمَا عَمَلٍ
فِي ثُلُوجِ السَّرِيرْ
شُرْطَةٌ
مِنْ حُلْمٍ
هُنَاكْ
نَحْلَةٌ
دُونَمَا أَمَلٍ
فِي مُرُوجِ الْحَرِيرْ
أَتَمَزَّقُ لَسْتُ مَلاَكًا
أَنَا
لاَ الْحَرِيرُ سَرِيرٌ
هُنَاكْ
لاَ السَّرِيرُ حَرِيرٌ
هُنَا
كَيْفَ لِي
أَنْ أَصِيرَ مَلاَكْ؟

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> النحو الفاضح
النحو الفاضح
رقم القصيدة : 2075
-----------------------------------
قَالَ الرَّاوِي حَلَفَ الْحَاوِي
فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَكَمَ الْقَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
وَالرِّزْقُ بَنُونْ
وَدَمُ الْمَوؤُودَةِ أَبْيَضَ يَصْرُخُ لَمْ أَفْعَلْ مَا يُنْكَرُ يُذْكَرُ لَمْ أَعْشَقْ
لَمْ أُسْأَلْ يَا جَبَّانَةُ يَوْمًا عَنْ صَبٍّ مَجْنُونْ
قَالَ الرَّاوِي فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
وَالرِّزْقُ بَنُونْ
وَالزِّينَةُ بَعْدُ طَبِيخُ طَنِينٍ
مَبْحُوحًا يُسْتَمْرَأُ بَاتَ دُهُورًا فِي مَقْلًى صَدِئٍ يَعْرَقْ
مَخْبُوءٍ مُنْذُ وُفُودِ الْهُدْهُدِ تَحْتَ حَصِيرَةِ أَحْلاَمٍ
مَا زَالَتْ تَنْتَظِرُ التَّدْوِينْ
وَالزِّينَةُ بَعْدُ نَفِيخُ رَنِينٍ
مَجْرُوحًا يُسْتَهْنَأُ مُنْذُ أَبِي لَهَبٍ حَطَبًا يُحْرَقْ
فِي ذَاكِرَةِ الطَّابُونِ الْمُرَّةِ مَاءً كَوْثَرَ لَيْسَ ثَقِيلاً
مُشْتَعِلاً مَا بَيْنَ هَوَاءِ الْجِيمِ وَبَيْنَ تُرَابِ السِّينْ
فِعْلٌ مَاضٍ
فِي الْغِيِّ بِرَغْمِ الْعِيِّ بِلاَ سَيْفٍ مَاضٍ
مُعْتَلَّ الأَوَّلِ وَالآخِرْ
وَالْعَيْنُ مُعَلَّقَةُ الأَهْدَابِ بِخَيْطِ مُعَاوِيَةَ الْمَشْدُودِ عَلَى عُنُقِي
مَا بَيْنَ مُعَادَلَةِ الدُّنْيَا وَمُجَادَلَةِ الدِّينْ
مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْفَتْحِ عَلَى فَتْحٍ
مِنْ غَيْبٍ لاَ مَنْدُوحَةَ ظَاهِرْ
فِي آخِرَةٍ لِلدُّنْيَا فَاخِرَةٍ
لاَ يُعْرَفُ كَيْفَ مَتَى أَوْ أَيْنَ يَحِينُ الْحِينْ
وَالْفَاعِلُ يَا أًسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ
بِبُكَائِيَّاتٍ
تَحْتَرِفُ اسْتِنْهَاضَ عَبِيرِ سُطُورِ التَّارِيخِ اسْتِحْضَارَ صَهِيلِ خُيُولِ صَلاَحِ الدِّينْ
بِفَضَائِيَّاتٍ
تَحْتَرِفُ اسْتِهْتَارَ الرُّوحِ اسْتِئْثَارَ الْجُوعِ الْمُتَغَلْغِلِ فِي وَجَعِ الطِّينْ
وَالْفِعْلُ الْحَاضِرُ أُسْتَاذِي مَلِكٌ لاَ يَعَفُو مُنْهَمِكٌ لاَ يَغْفُو
مُنْغَمِسٌ فِي نَوْمٍ فِي عَسَلٍ يَغْرَقْ
مَرْفُوعٌ كَالتَّابُوتِ عَلَى كَتِفِ التَّطْمِينْ
وَعَلاَمَةُ رَفْعِ الْفِعْلِ الذِّمَّةُ ظَاهِرَةً وَمُقَدَّرَةً لاَ تُحْرَقُ لاَ تَغْرَقْ
وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ
عَنْ كُلِّ قَرَارَاتِ الْقِمَمِ الْمَسْفُوحَةِ عَوْرَةَ حِبْرٍ
مَفْضُوحٍ يَرْتَاحُ عَلَى أَوْرَاقِ التِّينْ
عَنْ كُلِّ مَرَارَاتِ الْحُلُمِ الْمَوْعُودِ بِكِسْرَةِ فَجْرٍ
يُقْرِي اللَّيْلَ بِهَا كَيْ يَخْجَلَ مِنْ دَمْعِ الشَّمْعِ الْمِسْكِينْ
وَالْفِعْلُ الأَمْرُ يُلاَزِمُنَا وَيُلاَطِمُنَا لَيْلاً وَنَهَارًا كَالطَّيْفِ الأَخْرَقْ
مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْبَدْءِ عَلَى ذَهَبِ الصَّمْتِ الْمَغْشُوشِ بِفَتْوَى الفِضَّةِ
خَوْفًا مِنْ غَمْزَةِ شُطَّارٍ أَوْ لَمْزَةِ عَيَّارِينْ
وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ
خَلْفَ الْمِلْحِ الْمُسْتَوْطِنِ سِرَّ خَمِيرَةِ خُبْزِ الفَلاَّحِينْ


 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> تعالى ...
تعالى ...
رقم القصيدة : 2076
-----------------------------------
تَعَالَي حبيبةَ قلبي لنهربَ يكفي انتحارَا
على بابِ مملكةِ الحُلْمِ عِشْنا ومِتْنا انتظارَا
تَعَالَي إلى حيثُ لا شيْءَ إلاّ حريرًا يعيشُ انكسارَا
تَعَالَي بدونِ التِفاتَةِ زوجةِ لُوطٍ نرتِّبْ جميعَ الشّؤونِ الصّغيرَهْ
ونترُكْ رمالَ الصّحارَى
تصلِّي لشلعةِ غيمٍ تعيشُ ارتعاشةَ ملحٍ يرقِّصُ جرحًا أسيرَا
إلى أنْ يجيءَ المجوسُ أخيرَا
بنجمٍ جديدٍ يبشِّرُ حُلْمًا قديمًا بشمسِ البشارَهْ
تَعَالَي حبيبةَ قلبي لنهربَ يكفي انتحارَا

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حاضر غائب
حاضر غائب
رقم القصيدة : 2077
-----------------------------------
دَقَّ الْمَاضِي الْبَابْ
قِيلَ "ادْخُلْ" وَالصَّوْتُ أَنِينْ
دَخَلَ الْمَاضِي عَاصِفَةً
فِي عَيْنَيْهِ رَمَادُ سِنِينْ
وَجَدَ الْحَاضِرَ غَائِبْ
عَنْ وَجْهِ الدُّنْيَا
يَتَمَاوَتُ حُزْنًا وَحَنِينْ
جَلَسَ الْمَاضِي
فِي حَضْرَةِ غَيْبُوبَتِه الْغَبْرَاءْ
رَاحَ يُصَلِّي
وَالدَّمْعُ يُبَلِّلُ لِحْيَتَهُ الْبَيْضَاءْ
وَبَكَى الْحَاضِرُ مُنْتَحِبًا
بَيْنَ يَدَيْ وَالِدِهِ الْمِسْكِينْ
دُونَ كَلاَمٍ فَهِمَ الْمَاضِي
سِرًّا كَانَ دَفِينْ
مَا بِكَ يَا ابْنِي؟ سَأَلَ الْمَاضِي
شُو السِّيرِه مَعَاكْ؟
مَا زِلْتَ صَغِيرًا
دَمِّي وَالرُّوحُ فِدَاكْ
وَاسْتَطْرَدَ يَسْأَلْ
أَيْنَ حَفِيدِيَ مُسْتَقْبَلْ؟
هَلْ يَعْرِفُ شَيْئًا عَمَّا صَارَا؟
قَالَ الْحَاضِرُ لاَ عِنْدَ قُرَيْشٍ خَبَرٌ
هُوَذَا يَلْعُبُ فِي الْحَارةْ
مَا زَالَ صِغِيرًا
لاَ يَفْقَهُ كُنْهََ الأَشْيَاءْ
هَلْ يَأْتِي؟ سَأَلَ الْمَاضِي
وَالدَّمْعُ يُبَلِّلُ لِحْيَتَهُ الْبَيْضَاءْ
قَدْ يَأْتِي أَوْ لاَ يَأْتِي
مُحْتَضَرًا رَدَّ الْحَاضِرْ
قَدْ يَأْتِي أَوْ لاَ يَأْتِي
وَانْطَفَأَ الْحَاضِرْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حرير الحلم
حرير الحلم
رقم القصيدة : 2079
-----------------------------------
يَا مُهْرَةً مَجْنُونَةًْ
كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى
يَنَابِيعِ الصَّبَاحِ حَبِيبَتِي
فِي هذِهِ الصَّحْرَاءْ
كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى
حَرِيرِ الْفَجْرِ مِنْ
أَيْنَ الطَّريقْ
عَطَشٌ يُؤَرِّقُنِي
وَيُرْهِقُنِي
وَتَخْنُقُ صَوْتِيَ الصَّحْرَاءُ وَالظَّلْمَاءْ
كَيْفَ الطَّرِيقُ حَبِيبَتِي
أَيْنَ الطَّريقْ
كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى حَرِيرِ الْحُلْمِ هَلْ
مِنْ شَارَةٍ خَضْرَاءْ
يَا مُهْرَةً مَجْنُونَةً
لَوْ شَارَةٌ
مِنْ هَدْأَةِ الْفَجْرِ الْمُضَرَّجِ بِالرَّحِيقْ
لَوْ شَارَةٌ خَضْرَاءْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حرير الروح
حرير الروح
رقم القصيدة : 2080
-----------------------------------
تُؤَنِّبُنِي
وتَرْمِينِي
بِسَهْمٍ دُونَمَا حَرْبٍ
وَتُرْدِينِي
صَرِيعًا دُونَمَا ذَنْبٍ
وَتَرْمِينِي
بَلاَ كَفَنٍ يُلَفْلِفُنِي
عَلَى جَمْرٍ تُقَلِّبُنِي
كَمَا فِي الْهِنْدِ تَحْرِقُنِي
وَتَتْرُكُنِي
بِلاَ وَطَنْ أُهَرِّبُهُ
أُحَاوِرُ مُرَّ تَسْآلٍ يُعَذِّبُنِي
وَبَعْدَ طَوِيلِ لَيْلٍ
عِنْدَ بَابِ الْفَجْرِ تَأْتِينِي
رَمَادًا
فِي مَهَبِّ الرِّيحِ إِشْفَاقًا
تُلَمْلِمُنِي
تُكَفِّنُنِي بِشَرْشَفِهَا
بِلاَ تَأْشِيرَةٍ فِي الْحُلْمِ يَأْتِينِي
وَيَعِيثُ إِعْصَارًا جَمِيلاً
فِي شَرَايِينِي
تُؤَنِّبُنِي
تُؤَبِّنُنِي
بِنَثْرٍ مِنْ قَصِيدِ الرُّوحِ تَرْثِينِي
بِلاَ وَزْنٍ
بِحُزْنٍ تُصَلِّينِي
وَتَرْحَمُنِي بِأَعْمَالِي
لأَنِّي جَاهِلٌ دِينِي
وَتَدْفِنُنِي
كَصَفْحَةِ ذِكْرَيَاتٍ
دُونَمَا حِبْرٍ
وَتَتْرُكُنِي هُنَاكَ صَرِيعَ قَافِيَةٍ
مِنَ التُّفَّاحِ تُغْرِينِي
تُعَرِّي الرُّوحَ مِنْ قِشْرٍ قَدِيمٍ
قَاتِمٍ
وَتُعِيدُ إِنْشَائِي
وَتَكْوِينِي
فَشُكْرًا يَا مُكَوِّنَتِي
وَقَاتِلَتِي
حَرِيرُ الرُّوحِ يَقْتُلُنِي
سَرِيرُ الْحُلْمِ يُحْيِينِي

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ريح الصحارى
ريح الصحارى
رقم القصيدة : 2081
-----------------------------------
فرسٌ على ريحٍ * بلا سيفٍ بلا رمحٍ * بلا قلمٍ وقرطاسٍ * من الصّحراءِ قادمةً * تناديني
عطشى * على قدمٍ وساقٍ * من نبيذِ الشّمسِ * تغشى عتمةَ الآفاقِ والأشواقِ * عندَ الفجرِ حالمةً * تلاقيني
تجتاحُ رملَ الرُّوحِ عاريةً * كموجِ البحرِ هائجةً * بلا سرجٍ من الماضي * يدجّجُها يؤجّجُها * تدغدغُني وتغريني
من أوّلِ الأشياءِ ضاريةً * على الصّحراءِ خارجةً * بلا خُرْجٍ من التّاريخِ * يُخرجُها ويُحرجُها * تؤثّثُني وتثريني
فرسٌ على ريحٍ * وتصهلُ في براري الرُّوحِ شهوتُها * تجرجرُني إلى التّفّاحِ حافيةً * بلا نَعْلٍ بلا بَعْلٍ * تراقصُني تغنّيني
فرسٌ على ريحٍ * وتشهقُ في سريرِ الفجرِ قهوتُها * تثرثرُني بلا صوتٍ * وغافيةً على جمرٍ من الأحلامِ * ترميني وتكويني
فرسٌ على ريحٍ * وحبرُ القلبِ غيمتُها وغيبتُها * غوايتُها وغايتُها * على سطرٍ من الصّحراءِ تكتبُني وتمحُوني * تعطّشُني وترويني
فرسٌ على ريحٍ * وجِلْدُ الرُّوحِ خيمتُها وخيبتُها * روايتُها ورايتُها * وفي حُلْمٍ بلا لَحْمٍ * تراودُني تعرّيني
تمتصُّ ماءَ الرُّوحِ من طيني وحِطِّينِي * وتتركُني على طِينِي بلا طِينِ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سيدة المرايا
سيدة المرايا
رقم القصيدة : 2082
-----------------------------------
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ
نهارٌ مثلُ أمسٍ لا جديدٌ تحتَ شمسٍ فعلَ مجدٍ ماضيًا يبني على ضمِّ لتورقَ من هُنا واو الجماعةِ دونَ غمٍّ في سماءِ الآنَ رايَهْ
نهارٌ مثلُ أمسٍ لا قديمٌ تحتَ رَمْسٍ يرفعُ الفعلَ المضارعَ سالمًا من بينِ أنقاضٍ وأغراضٍ وأمراضٍ وأعراضٍ تعشّقَها الغبارُ
نهارٌ منهَكَ الأعضاءِ يحتلُّ الهُنا ومُجَعْلَكَ الإمضاءِ يستلُّ الأنَا لا راغبًا أو راهبًا يغشى الصّحارى
ليدفعَ فاعلَ الفعلِ المضارعِ كي يصارعَ في الشّوارعِ مُرَّ موتٍ لا يُوارى
يقارعَ في المجامعِ صخرَ صمتٍ لا يُجارى
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا ديكٍ على وتدٍ يبيضُ بلا مخاضٍ من هنا فكرَهْ
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
نهارُ واقفٌ مثلَ الحمامِ بمكَّةٍ منذ السّقيفةِ تحتَ سقفٍ حاملاً حبلَ الغسيلِ غمامةً حُبلى بحبرٍ لا يزالُ يسيلُ إنشاءً مُنَشَّى في تماثيلٍ متوَّجةٍ لتكتملَ الرّوايَهْ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا بيتٍ يؤبِّنُ جثّةَ الذّكرى
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
بلا ليلٍ ولا خيلٍ ولا بيداءَ تعرفُنا بلا سيفٍ ولا رمحٍ ولا قلمٍ وقرطاسٍ تُعَرِّفُنا لتعرفَنا ليالِينا ويرفعَنا النّهارُ
إلى صِفْرٍ بلا صدأٍ جديدٍ يبتدي منهُ القطارُ
صلاةَ الخطوةِ الأولى لتُغْتَفَرَ الخطايا
إلى أُفُقٍ بلا طيرٍ حديدٍ تبتدي منهُ الدّيارُ
حياةَ الجنّةِ الجَذْلَى لتلتئمَ الشّظايا
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا موتٍ يشرّفُ شجْرةً حُرَّهْ
دَفنّا ليلةً أخرى
وراءَ الظَّهرِ لا حَدْبٌ ولا نَدْبٌ يعدِّدُ أو يندِّدُ لا انهيارُ
على قبرٍ طريٍّ لا انبهارُ
بأسئلةٍ معلَّبةٍ بأمثلةٍ مُخَلَّبَةٍ تفسّرُها مراراتُ المرايا
كلامًا لا يقولُ ولا يقوِّلُنا يؤوِّلُنا وتنتحرُ الحكايَهْ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
بلا كفنٍ يُلَفْلِفُ عورةَ الصّحرَا
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
بأوراقٍ من التِّينِ المُدَرَّبِ والمُجَرَّبِ مذ رأَتْ حَوَّاءُ ثعبانَ الغوايَهْ
طَوينا صفحةً أخرى ويشتدُّ الحصارُ
وما في الأرضِ شاهدةٌ تقيمُ على ضفافِ الجرحِ منذ قدومِ أيّارٍ ليسرقَ حبرَ دفترِنا ويتركَنا أمامَ الرّيحِ أوراقًا عرايا
تُلَمْلِمُنا تعاويذٌ من الصّحرا مُلَمْلَمَةٌ على نَوْلٍ من الذّكرى مُنَمْنَمَةٌ على عَجَلٍ مُتَمْتَمَةٌ ونائمةٌ بلا خجلٍ ولا وجلٍ تمائمَ بينَ أحلامِ الصّبايا
تُلَمْلِمُنا خرافاتٌ ملفّقَةٌ أساطيرٌ معلّقةٌ على جدرانِ ذاكرةٍ يُضَلِّلُها إطارٌ لا يُظَلِّلُهُ إطارُ
تُلَمْلِمُنا تعازيمٌ رُقًى ضدَّ العيونِ الزُّرقِ أَدْعِيَةٌ لغيمِ النّسل أَضْحِيَةٌ لأَضْرِحَةٍ بلا لونٍ تحاصرُها تَهاليلٌ مواويلٌ على لَيْلَى بأوزانٍ تدجِّنُ قملَ قافيةٍ وينسدلُ الخمارُ
تُلَمْلِمُنا سلالاتٌ من الأعشابِ عابثةٌ غُلالاتٌ من الألقابِ لابثةٌ وتتّسعُ الحكايَهْ
تُلَمْلِمُنا دراويشٌ مُكَرَّمَةٌ بلا فقرٍ دشاديشٌ مُقَلَّمَةٌ بلا حِبْرٍ سراويلٌ مهرولةٌ إلى تفّاحةِ المَثْنَى تراتيلٌ مُجَلْجِلَةٌ بلا معنى أراغيلٌ وقرقرةٌ أناشيدٌ وثرثرةٌ أباريقٌ وأبْخِرَةٌ تس
تخدِّرُنا سطورٌ من بَخُورٍ فوقَ جمرٍ دونَ تمرٍ في تكايا
ويخنقُنا البُخَارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
وراءَ السّطرِ غاربةً وهاربةً من الفجرِ المُغَرَّبِ والمُهَرَّبِ عن تفاصيلِ الرّوايَهْ
دَفنّا ليلةً أخرى ويُفتتحُ النّهارُ
نهارٌ مثلُ آلافِ النّهاراتِ الّتي مرَّتْ بلا لونٍ ولا طَعْمٍ ورائحةٍ مُنَقَّحَةٍ ولا ريحٍ لأشرعةٍ مُلَوَّعَةٍ ولا موجٍ يُوقِّعُهُ القرارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
صباحٌ يا نبيذَ الرُّوحِ من عَطَشٍ تعتّقَ في زوايا تُواريها زوايا
تحمِّلُها خطايا
ويزدادُ البهارُ
أتيتُكِ حاملاً في القلبِ إعصارًا على عصرٍ خَبَتْ في نارِهِ النّارُ
ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على قَلَقٍ بلا ريحٍ تُحَمِّلُهُ بلا ذنْبٍ مُسَوَّدَةَ البدايَهْ
ضجيجُ الصّمتِ يحملُني على ريحٍ بلا قَلَقٍ ومن أقصى أقاصي الرُّوحِ يُفضيني إلى فوضى أقاصيكِ الشّهيدَه
أراكِ ولا أراكِ تنظّفينَ نوافذَ الرُّوحِ الشّريدَهْ
أراكِ ولا أراكِ ترتّبينَ حبيبَتي فوضَى الحكايَهْ
طرقْتِ الحبَّ يحدُو القلبَ شبّاكٌ على أفُقٍ ويُفْتَتَحُ الحوارُ
بعكسِ الرّيحِ رغمَ اللّيلِ ساريةً وعاريةً خرجْتِ على سراطٍ مستطيلٍ فاستباحَتْكِ الشِّفارٌُ
وفوقَ الشّوكِ فوقَ الجمرِ حافيةً وغافيةً مَشَيْتِ إلى ينابيعِ الصّباحِ لتشربي نَخْبَ البدايَهْ
تحدَّيْتِ القبائلَ والقنابلَ والقوافلَ والمحافلَ كلَّها هبطَتْ سماءُ السّقفِ وانْخَبَطَتْ إِمَاءُ العُرْفِ فارتفعَ الجدارُ المُرُّ وانهلعَ النّهارُ
تحدّيْتِ المنابرَ والمحابرَ والمعابرَ والمقابرَ دونَ خوفٍ من محاذيرِ الوصايَهْ
تحدَّيْتِ النّواميسَ القديمةَ والجواميسَ المقيمةَ دونَما كَلأٍ وماءٍ والوساويسَ العقيمةَ والقواميسَ الّتي كانَتْ تلعثمُنا فطالعَكِ التَّتَارُ
طنينُ عيونِهِمْ حقدٌ على حُبٍّ تَسَرْبَلَ يا حبيبةُ في سريرِ الحُلْمِ مريولَ الوشايَهْ
فحيحُ قلوبِهِمْ حقدٌ على فرحٍ تعمّد في عصيرِ الشّمسِ أمرًا بعدَ خمرٍ تُسْتَدارُ
صليلُ سيوفِهِمْ حقدٌ على حبرٍ يرمِّمُ ما تبقّى من أثاثِ الرُّوحِ في كوخِ الرِّوايَهْ
سَكَتِّ حبيبَتي من تحتِ ذيَّاكَ اللّحافِ تثاقلَتْ بالدّمعِ أنهارٌ وأغوارٌ وأغمارٌ وأعمارٌ وعارٌ مستعارُ
سَمِعْتُكِ تشهقينَ بلهجةٍ ثَكْلَى أيَا وجعَ البدايةِ كيفَ تبتدِئُ النّهايَهْ
وَضَعْنا نقطةً في آخِرِ السّطرِ الأخيرِ كآيةٍ تُتْلَى أضَعْناها كإِبرةِ فتنةٍ في تِبْنِ توبتِنا تقدَّسَ في حظيرتِنا الخُوارُ
وَضَعْنا نقطةً أخرى أضَعْناها كصُورةِ نرجسٍ في بئرِ شهوتِنا مَضَغْناها كتفّاحِ الغوايَهْ
وما زالَ الدُّوارُ
يدورُ بنا على الدّنيا بلا قلمٍ يُحَزِّزُ فوقَ صفحتِنا وصَفْنَتِنا دوائرَ لا تُرَى فتثاءَبَ الفرجارُ وانْفَرَجَتْ زوايانا على كلِّ الزّوايا
بلا عَلَمٍ يرفرفُ فوقَ خيمتِنا وخيبتِنا لتنفرجَ الدّيارُ
بلا خبرٍ يقينٍ عندَ هاتيكَ الجُهَيْنَةِ من جنوبِ الرُّوحِ يَسري صَوْبَ معراجِ الهدايَهْ
بلا برقٍ بلا رعدٍ بلا ريحٍ بلا مطرٍ لتغتسلَ البحارُ
وتَمْشُطَ موجةٌ عطشَى شواطئَ حُلْمِنا فجرًا ويرتاحَ الفنارُ
أراكِ ولا أراكِ حبيبَتي في بحرِ ليلِي نقطةً حُبْلَى أتَيْتُكِ حاملاً من زَنْجَبِيلِ الرُّوحِ معجزةً لينطلقَ الجَنينُ جهيزةً قطعَتْ أقاويلَ البغايا
لجسمِكِ من حريرِ الرُّوحِ ها أنَذا أفصِّلُ ثوبَ ملحمةٍ ويَسْتَعِرُ الأوارُ
وعَرْشُ اللّيلِ ينسفُه النّهارُ
صباحُ الخيرِ سيّدةَ المرايا
دَفَنَّا ليلةً أخرى ويُفتَتَحُ النّهارُ

 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> سقط الطريق
سقط الطريق
رقم القصيدة : 2083
-----------------------------------
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * تشرينُ يُسْقِطُ دونَ طَلْقٍ وَرْقَةَ التِّينِ المُجَرَّبِ مرّةً أخرى * وتنطلقُ الجُمُوعُ
نارًا بلا نارٍ * على نارٍ مدجَّجةٍ بلا سقفٍ * مؤجَّجةٍ بلا وقفٍ * دَمُ الشّهداءِ يصرخُ في الشّوارعِ: لا إِمامَ سوى الأَمامُ * ولا رجوعٌ للوراءِ * ولا ركوعُ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ رقطاءَ * لا حَرَجٌ يُلَعْثِمُ فَوْهَةَ الفَوْضى * ولا حَرَسٌ يُلَمْلِمُ شِرْعَةً شَوْهَا * وتختلطُ الحوابلُ بالنّوابلِ مرّةً أخرى * وتختلجُ الضّلوعُ
أَبِطَلْقَةٍ صفراءَ تُخْتَصَرُ الطّريقُ؟ * طريقُنا وَجَعٌ وجُوعُ
وستسألينَ خرائبَ الصّحرا غدًا * وخرائطَ الذّكرى مَدًى: كيفَ الرّجوعُ إلى بدايةِ عهدِنا؟ * كيفَ الرّجوعُ؟
يأتيكِ صوتٌ من جنوبِ الرُّوحِ يعلنُ حربَهُ: ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا ركوعٌ لا خضوعٌ لا خنوعُ
هيذي السّتارةُ أُسْدِلَتْ * ووراءَها ظهرَتْ ظِلالٌ لن تُظَلِّلَها الظِّلالُ * ولن يُضَلِّلَها الضَّلالُ * ولن تُواريها الدّموعُ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * وستسألينَ تُسائلينَ * وسوفَ تسألُكِ السّماءُ نيابةً عن دمعِنا: كيفَ الرّجوعُ إلى حريرِ الحلمِ يا وجعًا يُجَرِّحُ مهرةَ الحبرِ الطَّهُورِ بشفرةٍ من شهوةٍ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمي الرّوحَ من ريحٍ بلا روحٍ مخدَّرةٍ بأوهامٍ مبخَّرةٍ بأحلامٍ * وفي تختٍ من الفخّارِ تأكلُني وما انفكَّتْ تجوعُ
ألبابُ مختومٌ بشمعٍ من رحيقِ الرّوحِ يحمينِي * ويحملُني * ويرميني إلى عينَيْنِ من ليلٍ بلا صُبْحٍ * إلى قَدَمَيْنِ حافيتَيْنِ من قمحٍ * حذاؤُهُما العتيقُ يليقُ تاجًا من عقيقٍ * فوقَ أوهامٍ
سَقَطَ الطّريقُ عن الطّريقِ بطلقةٍ * ما من رجوعٍ يا غريبةُ يا مُريبةُ * لا رجوعٌ لا رجوعٌ لا رجوعُ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قلم قلق
قلم قلق
رقم القصيدة : 2085
-----------------------------------
قَلَمٌ قَلِقٌ * مِن تَحْتِهِ عَاصفةٌ وَرَقٌ * مِن فَوْقِهِ عَاصفةٌ أرَقٌ * لا يَهْدَأُ بَالُهُ * تَهْنَأُ حالُهُ * مكسورُ الخَاطِرْ
مبراةٌ من خشبٍ هَرِمٍ بَرِمٍ * لا حَوْلَ لها * لا قُوَّةَ تَحْدُوها * صَدَأٌ وَبَأٌ يحتلُّ الشّفرَةَ * منذُ الدّعوةِ * في المِبْرَاةْ
والدّفترُ * كيفَ الحبرُ سَيُسْطَرُ؟ * طَيَّ الجُبَّةِ * تحتَ القُبَّةِ مَخْبُوءٌ * لا يُشْهِرُ شاردةً أو واردةً * لا يُظْهِرُ خاطِرْ
ممحاةٌ مِن وجعٍ * ما انفكَّتْ تمحُو غربتَها * منذُ انفطمَتْ * مُحْدَوْدِبَةٌ مُحْرَنْجِمَةٌ * وتقاعدَتِ الممحاةْ
أوكيفَ سنكتبُ * هذي اللّيلةَ * غيمًا ماطرْ
تاريخَ غَدٍ * يَغْرَوْرِقُ يُشْرِقُ * يا ولدي * فرَحًا * كي نشربَ ماءَ حياةْ؟



شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> أسئلة المحال
أسئلة المحال
رقم القصيدة : 2086
-----------------------------------
صَمْتًا قَلِيلاً
صَمْتًا قَلِيلاً يَا نِسَاءُ وَيَا رجَالْ
أنَا كَائِنٌ مُنْذُ انْفِلاَقِ الذَّرَّةِ الأُولَى صَغِيرًا لاَ أزَالْ
مِنْ طِينَةِ النَّقْصِ الْقَدِيمَةِ قَاصِرٌ وَمُقَصِّرُ
رَهْنُ الْخَطِيئَةِ وَالزَّوَالْ
فِي لُعْبَةِ الرِّبْحِ الْجَدِيدَةِ خَاسِرٌ وَمُخَسِّرُ
رَهْنُ الْفَضِيلَةِ وَالْحَلاَلْ
مُنْذُ الْبِدَايَةِ حَاضِرٌ وَمُغَيَّبُ
مُنْذُ الْغِوَايَةِ جَاهِزٌ وَمُعَلَّبُ
أَخْتَالُ غَيْرَ مُنَزَّهٍ عَنْ أيِّ قَوْلٍ أيِّ فِعْلٍ أيِّ حَالْ
غُرِسَتْ جُذُورِيَ فِي ثََرًى يَرْتَادُ أسْئِلَةَ الْمُحَالْ
وَيُرِيدُ أجْوِبَةَ الْكَمَالْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ماذا أكتب
ماذا أكتب
رقم القصيدة : 2087
-----------------------------------
سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ مَرَّةً:
ـ لِمَاذَا تَكْتُبْ؟
فَرَدَدْتُ دُونَ مَا تَرَدُّد:
ـ لأَنَّنِي أَخَافُ أَنْ أَمُوت.
وَبِمَاذَا تَكْتُبْ؟
ـ بِحِبْرِ شَهْوَةِ الْحَيَاة.
وَمَتَى تَكْتُب؟
ـ عِنْدَمَا تَعْثُرُ عَلَيَّ وَرَقَة.
وَأَيْنَ تَكْتُب؟
ـ عَلَى شَاطِئِ الشَّمْسِ عَادَةً.
وَكَيْفَ تَكْتُب؟
ـ أُعَالِجُ الْوَرَقَةَ حَتَّى تَسْتَوِي..
وَأَسْحَبُ الْقَلَمَ وَأَكْتُب.
لَمَعَتْ عَيْنَاهَا،
وَلَمْ تَسْأَلْ مَاذَا أَكْتُب..

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مؤتمر قاع
مؤتمر قاع
رقم القصيدة : 2088
-----------------------------------
قَالَ الأَوَّل
إِخْوَةَ الْجُوعِ وَالْجَشَأ
يَحْرُثُ الرُّوحَ هَذَا الْبَوَار
كُلُّ شَيْءٍ مُعَلَّب
وَالْمَفَاتِيحُ يأْكُلُهَا الصَّدَأ
قَالَ الثَّانِي
إِخْوَةَ الْجَدَلِ الدَّجَل
لاَ نُنْتِجُ شَيْئًا
يُولِجُنَا صُنْدُوقَ الدُّنْيَا
صَحْرَاؤُنَا تَيْمُورلَنْك
وَالنَّمْلُ أَدْمَنَ الْكَسَل
قَالَ الثَّالِث
إِخْوَةَ الْخِدْرِ وَالْخَدَر
مَا الْفَرْقُ بِيْنَنَا
وَبَيْنَ مَدِينَةٍ سُكَّانُهَا
عَجَائِزُ مُتَرَهِّلاَت
تَقَاعَسَتْ
أَرْحَامُهُنَّ تَقَاعَدَتْ
خَالِيَاتِ الْوِفَاضِ خَاوِيَات
وَسِلاَلُ مُشْتَرَيَاتِهِنَّ مَلِيئَاتٌ
مُتْخَمَات
قَالَ الرَّابِع
إِخْوَةَ النَّهْجِ وَالْحَدِيث
الْحَرْبُ عَلَيْكُم
وَلَعْنَةُ الْمَوْتِ وَفَبْرِكَاتُه

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حلم عادل
حلم عادل
رقم القصيدة : 2089
-----------------------------------
يَا شَمْسِيَ السَّمْرَاءَ يَا حَبِيبَتِي
جُوعِي إِلَيْكِ كَافِرٌ كَبِير
مُنْذُ دُهُورٍ يَسْكُنُنِي
صَائِمًا أَبَدًا خَمْسًا يُصَلِّي
لَيْلاً وَنَهَارًا يَرْكَع
فِي أَدْغَالِ الرُّوحِ بَصَمْتٍ
حُرًّا يَتَغَلْغَل
وَبِلاَ مِلْحٍ
شَرِهًا يَأْكُلُنِي
كَمَا النَّارُ تَنْهَشُ الْهَشِيم
هَا أَنَذَا حَبِيبَتِي
يَا شَمْسِيَ السَّمْرَاءَ يَا وَحِيدَتِي
أَتَقَلَّبُ الآنَ هُنَا
فَوْقَ جَمْرِ الْوَجَع
لَعَلَّ رَائِحَةَ الشِّوَاء
تُثِيرُ بِي
شَهِيَّةَ حُلُمٍ عَادِلْ
ينْسُجُ بَعْضَ مِنْدِيلِ حَرِير
لِعَيْنَيْكِ الْحَزِينَتَيْن
لكِنَّ دُودَتَنَا مَاتَتْ
وَلَمْ تَتَقَمَّص
وَشَجْرَةُ تُوتِنَا الْعَتِيقَة
أَصْبَحَتْ زَيْزَفُونَة

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> حبر وبحر وحرب
حبر وبحر وحرب
رقم القصيدة : 2090
-----------------------------------
قَالَ أَوَّلْ
أَزْرَقُ الْعَيْنَيْنِ أَشْقَرْ
أَشْتَهِي أَنْ أَلْتَهِي
بَيْنَ نَهْدَيْ
رَبَّةِ الْحِبْرِ الشَّهِي
قَالَ ثَانٍ
مَائِلُ الْعَيْنَيْنِ أَصْفَرْ
أَنْتَخِي أَنْ أَرْتَخِي
بَيْنَ فَخْذَيْ
رَبَّةِ الْبَحْرِ الرَّخِي
قَالَ ثَالِثْ
أَسْوَدُ الْعَيْنَيْنِ أَسْمَرْ
غَيْرَ أَنِّي أَنْتَهِي
بَيْنَ فَكَّيْ
رَبَّةِ الْحَرْبِ الْبَغِي

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> جدول الحصص
جدول الحصص
رقم القصيدة : 2091
-----------------------------------
رَأَيْتُهَا تَجْلِسُ وَحْدَهَا
وَكَانَتْ شَمْسًا تُضِيئُ الْمَكَان
دَنَوْتُ مِنْهَا وَاسْتَأْذَنْتُ الْجُلُوس
وَبَعْدَ أَنْ صَارَ خُبْزٌ وَمِلْحٌ بَيْنَنَا
صَارَ خَمْرٌ وَفَرَحٌ أَيْضًا
فَاسْتَدْعَيْتُ جُرْأَتِي الْجَذْلَى
وَسَأَلْتُهَا
مَا هَذِي الْمَزَامِيرُ السِّحْرِيَّة
الْمَكْتُوبَةُ عَلَى شَيْئَيْكِ
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيِّ دَاكِن
أَشْعَلَتْ سِيجَارَةً
وَرَدَّتْ يَرِّفُّ لَهَا كُلُّ شَيء
أَلاَ تَعْرِفُ أَنَّ قَلِيلاً مِنَ الْخَمْر
يُفَرِّحُ قَلْبَ الْقَارِئ
قُلْتُ لَكِنِّي
لاَ أُجِيدُ الْقِرَاءَة
قَالَتْ لاَ بَأْسَ عَلَيْك
فَأَنَا مِنْ جَمْعِيََةِ مَحْوِ الأُمِّيَّة
فِي هَذِه الْمَدِينَة
وَهْيَ جَمْعِيَّةٌ تَطَوُّعِيَّة
فَطَلَبْتُ حَالاً
جَدْوَلَ الْحِصَص
ألْحِصَّةُ الأُولَى
ذَهَبْنَا إِلَى دَارِ الْجَمْعِيَّة
قَادَتْنِي الشَّمْسُ إِلَى مِخْدَعِهَا
وَكَانَتِ الْحِصَّةُ الأُولَى
بَدَأَتْ بِالنُّون
فَعَلَّمَتْنِي عَنْ كِبْرِيَاءِ شَيْئَيْن
مُمْتَلِئَيْنِ عَصِيرَ تُفَّاح
ثُمَّ انْتَقَلَتْ إِلَى الْحَاء
فَعَلَّمَتْنِي
أَنَّ ضَرْبَ اللِّسَانِ عَلَى شَيْئَيْن
صَلِيلُ صُنُوج
وَمَا إِنْ وَصَلَتْ إِلَى مَعْلُومَةٍ
أَنَّ الأَصَابِعَ تُحْدِثُ شَرَرًا
عَلَى كِبْرِيتِ شَيْئَيْن
حَتَّى احْتَرَقَتْ
كُلُّ الْمَزَامِيرِ السِّحْرِيَّة
الْمَكْتُوبَةِ عَلَى ذَيْنِكَ الشَّيْئَيْن
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيِّ دَاكِن
وَسُرْعَانَ مَا وَجَدْتُنِي
غَارِقًا فِي بِئْرٍ مِنْ نِفْطٍ نَادِم
لَمْلَمْتُ أَشْيَائِي
وَقَالَتْ لِيَ الشَّمْسُ مُوَدِّعَةً
إِلَى اللِّقَاء
فِي الْحِصَّةِ الْقَادِمَة
أَلْحِصَّةُ الثَّانِيَة
وَكَانَتِ الْحِصَّةُ الثَّانِيَة
وَمَا إِنْ لَمَحْتُ ذَيْنِكَ الشَّيْئَيْن
حَتَّى رَأَيْتُ الْمَزَامِيرَ السِّحْرِيَّةَ ذَاتَهَا
مَكْتُوبَةً عَلَيْهِمَا مَرَّةً أُخْرَى
بِنَبِيذٍ بُرْكَانِيٍّ دَاكِنْ
وَلَكِنْ
فَجْأَةً رَأَيْتُ فَرَاغًا
مَا بَيْنَ النَّهْرَيْن
قَالَتْ لِيَ الشَّمْسُ تُعَلِّمُنِي
هَذِه الْفَاكِهَةُ الْما بَيْنَ النَّهْرَيْن
رُدْهَةُ تَارِيخٍ طَوِيلَة
وَأَحْلاَمُ الْفَاتِحِين
تَنْزِلُ إِلَى هَذِهِ الرُّدْهَة
تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرْ
وَفَجْأَةً
أَخَذَتْ حُلُمِي بِيَدَيْهَا
أَنْزَلَتْهُ إِلَى تِلْكَ الرُّدْهَة
وَظَلَّتِ الشَّمْسُ تُزَغْرِد
وَتُغَنِّي
إِلَى أَنْ غَابَ الْقَمَرْ

 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> قبر مكيف
قبر مكيف
رقم القصيدة : 2092
-----------------------------------
ذَاتَ لَيْلَلَةٍ ظَلْمَاءَ بَارِدَةٍ
كَقَبْرٍ مُكَيَّف
حَمَلَتْنِي قَدَمَا أَحْلاَمِي
إِلَى وَاحِدٍ
مِنْ سُهُوبِ رُوحِيَ الْقَاحِلَة
فَاسْتَقْبَلَنِي
طَائِرُ ثَلْجٍ لَمْ يُهَاجِر
وَخِلاَلَ مَرَاسِيمِ الضِّيَافَةِ الْقُطْبِيَّة
أَحَسَّ أَنَّنِي
عَلَى وَشَكِ مَوْتٍ مَحْتُوم
فَغَرَّدَ عَلَيَّ سُورَةَ فَاتِحَةٍ دَافِئَة
أَلْجَدَاوِلُ الصَّغِيرَة
الَّتِي تَخُرُّ تَحْتَ الْجَلِيدِ
بِصَمْت
تُذَكِّرُنَا دَائمًا
أَنَّ تُنْدْرَا الرُّوح
سَتَلِينُ قَلِيلاً
لِمُلاَقَاةِ الرَّبِيعِ الْقَادِم
أَفَقْتُ مِنَ الْحُلُم
أَزَحْتُ السِّتَارَةَ الْجَدِيدَة
عَنْ نَافِذَتِي الشَّمَالَِيَّة
وَكَانَتْ
جُيُوشٌ مِنْ ثَلْج
تَحْتَلُّ
الْكَوْن

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> الأشغال السيزيفية الشاقة
الأشغال السيزيفية الشاقة
رقم القصيدة : 2093
-----------------------------------
مطرٌ غزيرٌ
من قراءة
يشطفُ شبابيكَ الرُّوحِ
ليلةً إِثْرَ ليلة
بوابلٍ من رذاذٍ ورحيق
قطرةٌ عزيزةٌ
من كتابة
طوفانُ وَجَعٍ وسَهَر
أَيُّوبُ صَبْرٍ
وفُلْكُ أَرَق
سُلَحْفَاةُ حبرٍ وورقٍ
مراهِقَةُ الدّبيب
أرنبُ خوفٍ وحجلٍ
مُشَرَّعُ القوائم
هُوَذاكَ مَصْرِفُ المجدِ والخلود
غيرُ محدودِ الضّمان
وغيرُ مُحَدَّدِ الزّمانِ والمكان
مفتوحٌ
على مدارِ السّبّابَةِ والإبهام
أمامَ جميعِ سلالاتِ المُستثمِرين
دونما تمييز
بينَ تمرةٍ وجمرة
بينَ شحمةٍ وفحمة
ماذا ينتظرُ سُلَحْفَاتِي؟!
وسامُ كرامةٍ
من نرجس؟!
غرامةُ سجنٍ مُؤَبَّد
مع الأِشغالِ السِّيزيفيَّةِ الشّاقّة؟!

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ولم تحضر القصيدة
ولم تحضر القصيدة
رقم القصيدة : 2094
-----------------------------------
أحْضَرْتُ رزمةَ ورقٍ جديدة
حزمةَ أقلامٍ جديدة
وأحْضَرْتُ علبةَ تبغٍ مليئةً جديدة
منفضةً نظيفةً جديدة
ولاّعةً لا تُخَيِّبُ الرّجاءَ جديدة
رَكْوَةَ قهوةٍ عربيّةٍ جديدة
وأحْضَرْتُ مِخَدَّةً لِيَدٍ يُسرى جديدة
رأسًا جديدًا لراحةٍ يُسرى جديدة
وأحْضَرْتُ قلبًا وعقلاً جديدَيْن
وفكرةً وصورةً جديدتَيْن
ولم تحضُرِ
القصيدةُ
الجديدة

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هزة أرضية
هزة أرضية
رقم القصيدة : 2095
-----------------------------------
قبلَ الهزّةِ الأرضيّة
الّتي زارَتْ مِصْرَ بليلةٍ فقط
كانَتِ الكرةُ الأرضيّةُ المُتصابيةُ أبدًا
هربَتْ من بيتِ زوجِها العجوز
بمريولِها المدرسيِّ العتيق
لتلتقي رفيقَ صباها المرّيخ
سَهِرا ليلةً حمراءَ
من ليالي العمرِ بطولها وعرضها
على ضوءِ صديقٍ قديمٍ لهما
يُدْعَى القمر
يَتَمَرْمَغانِ بغبارِهما
في فضاءٍ لا نهائيِّ أرجوانيّ
وعَصْرَ اليومِ التّالي فقط
عادَتِ الكرةُ الأرضيّةُ من سهرتِها
إلى بيتِ زوجِها المُغَفَّلِ العجوز
دائخةً متراخيَة
لتَهُزَّ رِدْفَيْ نبيذٍ نُوبِيَّيْن
قُدَّامَ عينيِّ الهَرَمِ الأكبر
غارَ القمر
من صديقِهِ المرِّيخ
فغمزَ لرفيقةِ صباهُ الزُّهْرَة
والتقَيا هما الآخران
على ضوءِ الكرةِ الأرضيّة
في أواخر الشّهرِ نفسِه
من يدري
هل اهتزَّتِ الزُّهْرَةُ
هي الأخرى
قُدَّامَ هَرَمِها الأكبر؟!

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> بطاقة هوية
بطاقة هوية
رقم القصيدة : 2096
-----------------------------------
في البدءِ كانَ الحسابْ
إِذنْ مِن هُنا نبدأْ
حادثٌ بيولوجيٌّ
عاديٌّ جدًّا
وبسيطٌ للغايةْ
جسدٌ
بعناصرَ خمسةٍ
لا سادسَ لها إلاَّ حزيرانْ
كادَ رمضانُ أن يكسِرَ الصّيامْ
غيرَ أنَّ مدافعَ الغفرانْ
نَسَفَتِ الطَّبَقْ
وحاولَ "تَمُّوزْ"
أن ينقذَ آخِرَ ما تبقَّى
من الماءْ
لكنَّ عاصفةَ كانونْ
كانت أشدَّ مضاضة
جسدٌ
وعناصرُ خمسةٌ
أَلَمٌ ألِفٌ
لَحْمٌ لامٌ
عَظْمٌ عينٌ
دَمٌ دالٌ
مَاءٌ ميمٌ
عَرَضٌ بيولوجيٌّ مُعَمَّى
بلا غَرَضٍ إديولوجيٍّ مُسَمَّى
ميمٌ مجدٌ مُسَجَّى
واوٌ وَحْيٌ وَحِلٌ
تاءٌ تابوتُ تراثْ
خرجْنا مِن التّفّاحةِ بلا ثوبٍ
يُلَفْلِفُ طَابِقَ عورتِنا
بيدٍ مِن خلفٍ وبأختِها مِن أَمامْ
والعُرْيُ إمَامٌ
والعراءُ معبدْ
لا نَجِدُ في سماءٍ غيمةً
حُبْلى بلا دَنَسْ
لا نقطفُ من فضاءٍ نجمةً
تهدي مجوسَ الأصابعِ إلى مغارةٍ
أو خيطِ عنكبوتْ
لا نضربُ في الصّحراءِ خيمةً
تقينا شتاءاتِ الرّصاصِ الطّويلةْ
لا نأكلُ من أرضٍ لقمةً
إِلاَّ مغمّسةً بالرّمادْ
لا نثقُ في رزنامةٍ بِغَدٍ
آتٍ على عُكّازٍ أجوفْ
لا تتحقّقُ على سُلَّمٍ ذاتٌ
دونَ أن تبيعَ روحَها
فَكَّانِ يتناهشانِ الأنا
واقعٌ مرٌّ
ومثلٌ أعلى صعبُ المنالْ
و / أو
آخَرُ حرٌّ
وأنا أعلى قمعيُّ اللّسانِ واليدَيْنْ
وتسائلُ بَعْدُ مَن أنا
يا أيّها الوقتُ يا مَلِكَ المكانْ؟
يقولونَ إنّ الضّوءَ قادمٌ
مِن آخِرِ النّفقْ
فَاسْتَقِلْ يا ليلُ إذنْ
قبلَ أنْ يُعْمِيكَ الفحيحْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> ماذا تنتظرين ؟
ماذا تنتظرين ؟
رقم القصيدة : 2097
-----------------------------------
مَا زَالَتْ مُهْرَةُ حِبْرِي
مُنْذُ دُهُورٍ
فِي كُوخِ التَّارِيخِ الْمُرِّ أَسِيرَهْ
صَمَّاءٌ خَرْسَاءٌ
يَا يَحْيَى
جُدْرَانُ الْكُوخِ ضَرِيرَهْ
عَالٍ جِدًّا
يَا جَدِّي يَا أَبَتِ وَيَا وَلَدِي
سَقْفُ الْكُوخِ بَعِيدُ
أَيْنَ الْمَوْقِدُ يَا أُمِّي
ثَلْجٌ هَمَجِيٌّ
يَتَكَدَّسُ فَوْقَ السَّطْحِ سَعِيدُ
مَلَّتْ مُهْرَةُ حِبْرِي
تِبْنَ تُرَاثِي
عَافَتْ شَكْلَ شَعِيرِي
مَاذا تَنْتَظِرِينَ انْطَلِقِي
فِي مَرْجِ الأَحْلاَمِ وَطِيرِي

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> دفن على الطريقة الهندية
دفن على الطريقة الهندية
رقم القصيدة : 2098
-----------------------------------
عِنْدَمَا أَمُوتُ يَا حَبِيبَتِي
ضَعِي جَسَدِي النَّحِيلَ كَالْهَدِيل
فَوْقَ مَذْبَحٍ مِنَ النَّخِيلِ وَالْحَجَر
وَاحْرِقِي الْجَسَد
لَمْلِمِي الرَّمَادَ فِي الصَّبَاح
ضَمِّخِيهِ بِالسَّلاَمِ وَالسُّؤَال
جَمِّعِيهِ فِي زُجَاجَةٍ رَقِيقَةِ الْقَرَار
أَشْعِلِيهَا بِثَقَابِ شَوْقٍ وَحَنِين
وَاقْذِفِيهَا بِقُوَّة
بِوَجْهِ الْكُرَةِ الأَرْضِيَّةِ الدَّائِخَة
عَلَّهَا تَتَقَيَّأُ اعْتِرَافًا

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> رزنامة للصحراء
رزنامة للصحراء
رقم القصيدة : 2099
-----------------------------------
أَيَّارُ خِنْجَرٌ أَزْرَقُ الْعَظْمِ خَبِيرٌ
غُرِسَ فِي خَاصِرَةِ خَرِيطَةِ الرُّوحِ
صَدَأً أَبْيَضَ الْعَيْنِ خَبِيثَ التَّشَعُب
حُزَيْرَانُ خَلٌّ وَكِينَا صَبْرٌ وَخِرْوَع
إِنْكِسَارُ فُخَّارِ حُلُمِ الرُّوحِ رَمَادًا
عَلَى صَخْرَةِ جَسَدِ النَّهَار
تَمُّوزُ بُعِثَ جَمِيلاً عَلَى ضِفَافِ دِجْلَة
تَوَفَّاهُ ازْرِقَاقُ عَظْمِ الْخِنْجَرِ الْخَبِيرِ
بَيَاضُ عَيْنِ الصَّدَأِ الْخَبِيثِ
جَنِينًا فِي رَحِمِ النَّرْجِس
آبُ كِبْرِيَاءُ شَجَرِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ
نُفَاجُ نَرْجِسِ الْكِبْرِيت
يَتَمَرْأَى جُرْثُومَةً جَدِيدَةً وَاعِدَةً
فِي صَفْحَةِ مِرْآةِ نَوَاةِ "تَمًّوز"
أَيْلُولُ عَاهِرَةُ قَبِيلَةِ الْعَقَارِبِ
خَرَجَتْ إِلَى الشَّارِعِ الشَّقِيقِ
مَعْدِنًا جَائِعًا وَخَائِفًا
يَأْكُلُ اللَّحْمَ يَجْرُشُ الْحَجَر
تِشْرِينُ تَهْرِيجٌ كَبِيرٌ مُمَلَّح
دُفِنَ سِرُّ عُبُورِه فَطُورِه
فِي قَبْرِ عَشِيقَةِ جَدِّ الْمَلِيكِ الْمَلِيك
كَانُونُ حَجَرٌ كَبيرٌ لِ "الْمَجْنُون"
"عُقَلاَءُ" ثَلاَثُونَ خَائِفُون
بِئْرٌ عَمِيقَةٌ لِيُوسُف
دَمُ شَاةٍ شَارِدَة
قَمِيصُ عُثْمَانَ لِيَعْقُوب
غَدْرُ ذَوِي الْقُرْبَى أَلَدُّ مَرَارَة
لكِنَّ آذارَ أَرْضِي وَكَانُونَ الْحَجَر
يَتَجَدَّدَانِ كُلَّ عَام
يُعِيدَانِ انْحِرَافَ الرُّوحِ
إِلَى جَادَةِ الْجَسَدِ الصَّوَاب

شعراء العراق والشام >> بدر شاكر السياب >> أنشودة المطر
أنشودة المطر
رقم القصيدة : 21
-----------------------------------
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زائرة مباغتة
زائرة مباغتة
رقم القصيدة : 2100
-----------------------------------
لَيْلَةُ صَيْفٍ
مُسْتَطِيلَةٌ لاَهِبَةٌ لَزِجَة
سَتَائِرُ مُسْدَلَةٌ
مِنْ جُنْفَيْصٍ أَعْمَى
مِرْوَحَةٌ أَخْرَسَ رَاحَتَيْهَا
تَمَاسٌّ فِي الْمِقْبَس
عُلْبَةُ تَبْغٍ مُسْتَوْرَدٍ
فَرَغَتْ لِتَوِّهَا
مِنْفَضَةٌ مِنْ نِيرُوسْتَا
مَلِيئَةٌ مُقْرِفَه
عُلْبَةُ كِبْرِيتٍ
بِتِسْعَةٍ وَثلاَثِينَ عُودًا شَهِيدًا
قَهْوَةٌ بَارِدَةٌ
كَمَوْتِ كَاوْبُوي
ثَلاَّجَةٌ خَاوِيَةٌ
إِلاَّ مِنْ مَاءٍ وَخُبْزٍ وَبَيْضَة
أُسْطُوانَةُ غَازِ وَحِيدَةٌ
فَرَغَتْ بُعَيْدَ الْمَسَاء
شَاشَةُ تِلِفِزْيُونَ
رَذَاذُ ثَلْجٍ مِنْ رَمَادٍ مُمِلّ
رَادْيُو مَعْطُوبٌ
مُنْذُ "انْتِهَاءِ" الْحَرْب
صَحِيفَةٌ غَارِقَةٌ
بَيْنَ مَدِّ الإِنْشَاءِ وَجَزْر التَّنْوِير
زَوْجَةٌ وَأَوْلاَدٌ
حَالِمُونَ بِغَدٍ أَجْمَل
إِخْوَةٌ عِشْرُونَ
نَائِمُونَ عَلَى عُيُونِهِمْ دُونَمَا غِطَاء
وأَنَا وَحْدِي
أُعَالِجُ زَائِرَةً مُبَاغِتَة
دَخَلَتْ عَلَيَّ
عَبْرَ مِدْخَنَتِي الْعَاطِلَةِ عَنِ الدُّخَان
فَتَحَتْ كِيسًا كَبِيرًا
أَزْرَقَ أَحْمَرَ أَبْيَض
وَشَرَعَتْ تَجْمَعُ مَا فِي الْغُرْفَةِ
دُونَ اسْتِئْذَانٍ وَدِرَاسَة

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زائرة مباغتة
زائرة مباغتة
رقم القصيدة : 2101
-----------------------------------
لَيْلَةُ صَيْفٍ
مُسْتَطِيلَةٌ لاَهِبَةٌ لَزِجَة
سَتَائِرُ مُسْدَلَةٌ
مِنْ جُنْفَيْصٍ أَعْمَى
مِرْوَحَةٌ أَخْرَسَ رَاحَتَيْهَا
تَمَاسٌّ فِي الْمِقْبَس
عُلْبَةُ تَبْغٍ مُسْتَوْرَدٍ
فَرَغَتْ لِتَوِّهَا
مِنْفَضَةٌ مِنْ نِيرُوسْتَا
مَلِيئَةٌ مُقْرِفَه
عُلْبَةُ كِبْرِيتٍ
بِتِسْعَةٍ وَثلاَثِينَ عُودًا شَهِيدًا
قَهْوَةٌ بَارِدَةٌ
كَمَوْتِ كَاوْبُوي
ثَلاَّجَةٌ خَاوِيَةٌ
إِلاَّ مِنْ مَاءٍ وَخُبْزٍ وَبَيْضَة
أُسْطُوانَةُ غَازِ وَحِيدَةٌ
فَرَغَتْ بُعَيْدَ الْمَسَاء
شَاشَةُ تِلِفِزْيُونَ
رَذَاذُ ثَلْجٍ مِنْ رَمَادٍ مُمِلّ
رَادْيُو مَعْطُوبٌ
مُنْذُ "انْتِهَاءِ" الْحَرْب
صَحِيفَةٌ غَارِقَةٌ
بَيْنَ مَدِّ الإِنْشَاءِ وَجَزْر التَّنْوِير
زَوْجَةٌ وَأَوْلاَدٌ
حَالِمُونَ بِغَدٍ أَجْمَل
إِخْوَةٌ عِشْرُونَ
نَائِمُونَ عَلَى عُيُونِهِمْ دُونَمَا غِطَاء
وأَنَا وَحْدِي
أُعَالِجُ زَائِرَةً مُبَاغِتَة
دَخَلَتْ عَلَيَّ
عَبْرَ مِدْخَنَتِي الْعَاطِلَةِ عَنِ الدُّخَان
فَتَحَتْ كِيسًا كَبِيرًا
أَزْرَقَ أَحْمَرَ أَبْيَض
وَشَرَعَتْ تَجْمَعُ مَا فِي الْغُرْفَةِ
دُونَ اسْتِئْذَانٍ وَدِرَاسَة

 


شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> زهرة الكبريت
زهرة الكبريت
رقم القصيدة : 2102
-----------------------------------
هَيَّا انْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
عَمَّا يَتَنَاهَشُ صَفْحَةَ وَجْهِكْ
مِنْ دِيدَانِ الصَّدَأِ الْمُتَصَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
مِنْ بَيْنِ سُطُورِ الرِّيحِ يَفُوحُ
يَحْتَلُّ صَحَارَى مُتْخَمَةً
زَيْتًا حُلُمًا مُتَقَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ
هُوَذا زَهْرُ الْكِبْرِيتُ يَبُوحُ
مِنْ خَلْفِ سُطُورِ الرُّوحِ يَلُوحُ
يَسْتَشْرِفُ أَحْصِنَةً تَتَصَاهَلُ مِنْ عَطَشٍ
تَسْتَمْطِرُ غَيْمَ غَدٍ مُتَبَاعِدْ
فَلْتَنْفَرِجِي يَا رُوحُ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> عقرب للصحراء
عقرب للصحراء
رقم القصيدة : 2103
-----------------------------------
بِرَغْمِ هُرُوبِ
بَعْضِ سَنَابِلِ شَمْسٍ
مِنْ أَعَالِي بَيَادِرِ
عَتْمَةِ الْحُجُبِ الصَّفِيقَة
وَبرَغْمِ شُرُودِ بَعْضِ صُدُورٍ
عَالِيَاتٍ عَارِيَات
لِتُؤَاخِي أَصَابِعَ الشَّمْسِ
وَشِفَاهَ الْهَوَاء
وَبِرَغْمِ تَسَرُّبِ
بَعْضِ سِيقَانِ نَبِيذٍ
مُطَهَّمَةٍ مُطَعَّمَةٍ
بَخَلاَخِيلَ مِنْ كَرَزٍ وَسُكَّر
بِرَغْمِ هذَا وَذَاكَ
وَذلِك
مَا زَالَ فِي سَاعَةِ الصَّحْرَاءِ
عَقْرَبٌ
خَبِيثٌ لِلَسْعِ السُّمَّاقِ
وَقَهْرِ الْحَبَق
وَقَمْعِ النَّعْنَاعِ
وَقَتْلِ النَّيْلًوفَر

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> فاتحة للفحيح
فاتحة للفحيح
رقم القصيدة : 2104
-----------------------------------
يَا ضَوءُ عَيْنَايَ فِدَا الْفَحِيحِ هُبَّا
وَارْسُمْ لِيَ الْمَوْتَ إِلَى لُقْيَاكَ دَرْبَا
أَلضَّوْءُ دِينِي دَيْدَنِي الْمَوْتُ فَأَهْلاَ
هَا هِيَذِي فَاتِحَةُ الْفَحِيحِ تُتْلَى
أَعُوذُ بِالْمَوْتِ مِنَ الْعَيْشِ الذَّلِيلِ
بِاسْمِكَ يَا مَوْتُ أُصَلِّي فِي سَبِيلِي
إِنْ كَانَ عَيْبِي أَنَّنِي أُحِبُّ شَعْبِي
فَزِدْنِيَ اللَّهُمَّ عَيْبًا فَوْقَ عَيْبِ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هي عين واحدة
هي عين واحدة
رقم القصيدة : 2105
-----------------------------------
عن حكاية الطّفلة النّابلسيّة ولاء حجازيّ.. الّتي فقدت إحدى عينيها جرّاء إصابتها بعيار ناريّ من جند الاحتلال. وكانوا، بعد فشل العمليّات الجراحيّة في استعادة عافية عينها الطّبيعيّة، وضعوا لها عينًا زجاجيّة. لكنّ ولاء الطّفلة ضاقت ذرعًا بتلك "العين" الدّخيل
-----
عَالَمٌ لَمْ يَسْتَطِعْ رُؤْيَةَ عَيْنَيْ طِفْلَةٍ مِثْلِ النَّدَى
مَا جَنَتْ شَيْئًا سِوَى أَنَّ بِعَيْنَيْهَا رَبِيعًا وَاعِدَا
لاَ يُسَاوِي أَنْ يُرَى، يَا دِيرَتِي، إِلاَّ بِعَيْنٍ وَاحِدَهْ
كُلُّ ذَنْبِي أَنَّنِي سَمْرَاءُ مِنْ نَابُلْسَ لاَ أَهْوَى الظَّلاَمَا
غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ، طُوفَانَ نُوحٍ، غَيْرَ هَاتِيكَ الْحَمَامَهْ
حَمَلَتْ غُصْنًا مِنَ الزَّيْتُونِ كَيْ تُحْضِرَ لِلْفُلْكِ السَّلاَمَا
إِنْ أَخَذْتُمْ، يَا "ابْنَ عَمِّي"، فِي نَهَارٍ عَيْنِيَ الْيُمْنَى شَهِيدَهْ
هِيَذِي شَاهِدَةٌ لَيْلَ نَهَارٍ عَيْنِيَ الْيُسْرَى وَحِيدَهْ
لاَ تَظُنُّوا أَنَّ نَثْرَ اللَّيْلِ بَاقٍ سَوْفَ تَأْتِينَا الْقَصِيدَهْ
أَبِعَيْنٍ مِنْ زُجَاجٍ قَدْ حَبَسْتُمْ دَمْعَ قَلْبِ الْوَالِدَهْ؟
هِيَ عَيْنٌ مِنْ زُجَاجٍ لَنْ تَرَى الْفَجْرَ الْجَدِيدَ الْمَاجِدَا
لاَ تَنُوحِي سَأَرَى الْعَالَمَ، يَا أُمِّي، بِعَيْنٍ وَاحِدَهْ
لاَ تَنُوحِي سَأَرَى الْعَالَمَ، يَا أُمِّي، بِعَيْنِ الْحَنِينِ
أَوَيَسْتَأْهِلُ هذَا الزَّمَنُ السَّيِّئُ عَيْنَيْنِ اثْنَتَيْنِ؟
هِيَ عَيْنٌ لَنْ تَرَى الْعَالَمَ إِلاَّ مِنْ هُنَا عَيْنًا بِعَيْنِ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> كوخ الروح
كوخ الروح
رقم القصيدة : 2106
-----------------------------------
كَيْفَ يُرَوِّضُونَ فَرَسًا ضَارِيَة؟
مِنْ أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى هَيْكلِ قَصِيدَةٍ
مُعَتَّقٍ بِرُوحِ كَاهِنٍ.. وَسُؤَالِ عَنْقَاء
مُعَرَّقٍ بِبَوْحِ جَسَدٍ.. وَجَوَابِ قَنْبُلَة؟
كيْفَ يَرْسُمُونَ مَطَرًا مِنْ صُوَرٍ لَذِيذًا
بَعْدَ انْحِبَاسِ غَيْمٍ طَوِيل
تَتَرَاكَضُ فِيهِ الصُّورَةُ خَلْفَ الصُّورَة؟
مَنْ لِي بِلَوْحَةٍ إِثْرَ لَوْحَةٍ
هُنَاكَ تَشْوِيقٌ.. إِثَارَةٌ هُنَا
هُنَا دَهْشَةٌ.. مُفَاجَأَةٌ هُنَاك
بِالرَّمْزِ آنًا.. بِاللُّغْزِ آوِنَةً
عَلَى جَنَاحِ الْفَرَحِ طَوْرًا
وَفِي صَقِيعِ الْحُزْنِ تَارَةً؟
كَيْفَ يُرَبُّونَ حَشْدًا شَهِيًّا
مِنْ شَهْدٍ مُتَهَالِك،
يَنْهَمِرُ شَلاَّلاً سَخِيًّا
مِنْ عَسَلٍ رَخِيّ
وَشَوْقٍ وَشَبَقٍ وَشَهْوَة
حَرَامٌ أَنْ يُفَسَّر
لأَنَّ تَفْسِيرَ الْجَمَالِ
قَتْلٌ قَبِيحٌ مُتَعَمَّد؟
مَنْ لِي بِعُصْفُورٍ طَلِيق
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ قُضْبَانِ قَفَصٍ صَفِيقٍ
مِنْ ذَهَبْ؟
مَنْ لِي بِمُهْرَةِ انْعِتَاقِ أَمْدَاء
تُقَطِّعُ أَمْرَاسَ انْغِلاَقِ أَهْوَاءٍ ضَيِّقَة
تَذْرُعُ الْعَالَمَ حُرَّةً سَيِّدَة؟
مِنْ أَيِّ ضِلْعٍ تُؤْخَذُ الْقَصِيدَة؟
كَيْفَ يُحَاكُ لُغْزٌ عَلَى لُغْز؟
كَيْفَ يَنْشَقُّ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ فَضَاءُ السُّؤَال؟
مَنْ لِي بَقَصِيدَةٍ
لاَ تُشَرِّعُ نَوَافِذَهَا إِلاَّ لِغَيْرِ الْمَأْلُوفِ
مِنْ سُلاَلَةِ الشَّمْسِ وَالرِّيحِ وَالْمَطَرْ؟
مَنْ لِي بِحَقْلِ أَلْغَامٍ جَدِيدٍ جَمِيل؟
كَيْفَ يَحُثُّون الخُطَى
بِمِهْمَازِ وَقْتٍ مُرَاهِقٍ قَصِير
لِيَثُورَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَالأُذُنَيْنِ
لُغْمٌ لّذِيذٌ مِنْ ذَرَّةِ الأَلَق
يَنْسِفُ الرُّوحَ والْجَسَد؟
كَيْفَ تُحَطَّمُ أَسْوَارٌ
مِنْ وَهْمٍ مُرَبَّع
عَاثَتْ بَيْنَ مَمْلَكَتَيْنِ تَوْأَمَيْنِ
قَطِيعَةً طَوِيلَة
بَيْنَ شَقِيقَيْنِ رَائِعَيْنِ حَالِمَيْنِ
عَدَاوَةً مُزْمِنَة؟
كَيْفَ تُدَمَّرُ أَسْوَارٌ وَتُبْنَى جُسُور
بَيْنَ نَثْرِ الشَّمَالِ وَشِعْرِ الْجَنُوب؟
مِنْ أَيْنَ سَتُأْخَذُ حِجَارَةُ تِلْكَ الْجُسُور؟
أَيْنَ غَارُ الْقَصِيدَةِ الْعَقِيدَة؟
كَيْفَ تَخْرُجُ دِينًا جَدِيدًا جَلِيلاً
عَلَى هُبَلِ الْوَزْنِ وَلاَتِ الْقَافِيَة؟
مَا حَاجَةُ فَاتِنَةٍ
لِعَبَقِ مَسَاحِيقَ أَوْ عَبَثِ دَنَادِيش؟
هَلْ رَأَيْتُمْ فُسْتَانَ سَهْرَةٍ يَعْرَقُ فِي مَطْبَخ
رَبْطَةَ عُنُقٍ تَبْذُرُ قَمْحًا؟
مَنْ لِي بِأَنَاشِيدَ كَافِرَةٍ مُلْحِدَةٍ جَدِيدَة
تَقْتَحِمُ هَيَاكِلَ لُغَةٍ عَتِيقَةٍ مُحَنَّطَة
تَعِيثُ فِيهَا خَرَابًا جَمِيلاً دُونَ خَجَلٍ
جَرِيئًا دُونَ خَوْفٍ
يَنْثُرَ دُخَانَ بَخُورٍ طَازَجٍ سَاذَجٍ جَدِيد
عَلَى جَمِيعِ جِهَاتِ الرِّيحِ وَالرُّوحِ وَالْجَسَد؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
تَشْتَعِلُ بِالشِّعْرِ فِي كُلِّ الْفُصُول
تَنْشُرُ عَذَابَاتِ الرُّوحِ
حَرَائِقَ الْجَسَد
تَمْنَحُهَا تَأْشِيرَةَ خُرُوجٍ دَائِمَة
إِلَى مَدَائِنِ الشَّمْسِ وَالْهَوَاءِ وَالْمَطَر
دُونَمَا تَعَبُّدٍ
فِي مَحَارِيبِ مِثَالٍ هَزِيلٍ وَخِطَابٍ طَوِيل
وَدُونَمَا تَعَثُّرٍ
فِي زَوَارِيبِ سُوقِ كَلاَمٍ
لاَ يَسُوقُ إِلاَّ كَلاَمَ لَيْلٍ كَلِيلٍ مَحَاهُ النَّهَار؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
أَسْمَعُ شَذَى بَوْحِهَا الطَّلِيق
عَاصِفَةً مِنَ دِفْءٍ مُصَفَّى
صُورَةً مِنْ جَنَّةِ أَحْلاَمٍ مُدْهِشَةً رَائِعَة
تُنْشَرُ عَلَى حِبَالِ الرِّيحِ عَارِيَةً كِمَا تُولَد
دُونَمَا مِلْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرِضَاعَة؟
مَنْ لِي بَقَصِيدَةٍ
تَكُونُ صَعْبَةً عَصِيَّةً قَصِيَّةً ثَقِيلَة
خَارِجَةً عَلَى تُوتِ تَابُوتِ الرَّتَابَة
جَرِيئَةً لاَ تَخْجَلُ مِنْ بَوْحٍ أَوْ عُرْيٍ
مُتَجَاوِزَةً لاَ تَخَافُ التَّبَاطُؤ
فِي تَسَلُّقِ ذِرْوَةِ هَلاَكٍ لَذِيذَة
كَافِرَةً بِأَصْنَامٍ وَتَمَاثِيلَ تَلِيدَة
مُخَرِّبَةً تَعْقِدُ بَيْنَ عَذَارَى كَلِمَاتٍ
قِرَانَاتٍ غَيْرَ شَرْعِيَّة
رَافِضَةً قَوَانِينَ مُرُورٍ قَدِيمَة؟
مَنْ لِي بِقَصِيدَةٍ
تَكُونَ أَمِيرَةَ تَخْرِيبٍ رَائِعَةً رَهِيبَة
قِلْبُهَا لاَ يَعْرِفُ الرَّحْمَة
عَقْلُهَا لاَ يَعْرِفُ الْمُسَاوَمَة
"تُكَسِّرُ الدُّنْيَا"
لِتُعَمِّرَهَا مِنْ جَدِيد؟
مِنْ أَيْنَ سَتَأْتِينَا، يَا وَقْتُ، أَمِيرَتُنَا؟
نَوَافِذُ قَصْرِ السُّلْطَان
عَالِيَةٌ مُحْكَمَةُ الإِغْلاَقِ بَعِيدَة
سَتَائِرُهَا مُسْدَلَةٌ عَمْيَاء
نَوَافِذُ أَكْوَاخِ الْفُقَرَاءِ قَرِيبَة
مُشْرَعَةٌ لَجَمِيعِ جَهَاتِ الرِّيح
هَلْ مِنْ كُوخِ الرُّوحِ تُطِلُّ أَمِيرَة؟

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> هل تتسخ الشمس ؟!
هل تتسخ الشمس ؟!
رقم القصيدة : 2107
-----------------------------------
ما أعذبَ تفريغَ العذاباتِ
في كوبِ النّهار
ما أصعبَ اجْتِيَافَ المراراتِ
في وضحِ اللّيل
أخرِجوا عذاباتِكم من مدافنِها
أيّها المُتعَبونَ الطّيّبون
ما زالَ المطر
يعرفُ كيف يطفئُون الحرائق
والشّمسُ لم تتّسخْ بعدُ
قادرةٌ على تنظيفِ الغسيل

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> علم لا حلم
علم لا حلم
رقم القصيدة : 2108
-----------------------------------
ـ مَنْ أَنْتُمْ
مَنْ يَطْرُقُ بَابِي
فِي هذا اللَّيْلِ الْمُتَصَابِي
جِنٌّ أَمْ إِنْسْ
مِنْ أَصْحَابِي
مِنْ أَحْبَابِي
أَمْ مِنْ أَعْدَاءِ الشَّمْسْ
ـ إِفْتَحْ بَابَكَ إِفْتَحْ
لاَ تَفْزَعْ إِفْتَحْ
لاَ جِنٌّ نَحْنُ وَلاَ إِنْسْ
نَحْنُ الشُّرْطَةُ
نَحْنُ السُّلْطَةُ
فَلْتَفْتَحْ
نَحْنُ الأَصْحَابُ
وَنَحْنُ الأَحْبَابُ
وَنَحْنُ الشَّمْسْ
ـ حِلُّوا عَنْ ...
لاَ أَفْتَحُ بَابِي
لِنُبَاحِ كِلاَبٍ لِعُوَاءِ ذِئَابِ
لِنَعِيبِ الرَّمْسْ
لاَ أَفْتَحُ بَابِي
إِلاَّ لِصَهِيلِ الشَّمْسْ
ـ إِفْتَحْ لَكَ مَعْنَا
فِي الْجَيْبِ هُنَا لاَ فِي الْغَيْبِ
ذهَبٌ وَهَّاجٌ
تَخْجَلُ مِنْهُ الشَّمْسْ
إِفْتَحْ لَكَ مَعْنَا
فِي الْعِلْمِ هُنَا لاَ فِي الْحُلْمِ
كُرْسِيٌّ هَزَّازٌ
يَنْقُفُ حَنْظَلَ أَوْرَامِ الأَمْسْ
إِفْتَحْ يَا أَهْبَلُ إِفْتَحْ
كَيْ يَغْرُبَ عَنْ وَجْهِكَ
لَيْمُونُ الرَّمْسِ غُبَارُ الأَمْسْ
ـ لاَ أَفْتَحُ بَابِي
إِلاَّ لأُضَمِّخَ أَهْدَابِي
بِعَبِيرِ الشَّمْسْ
كُونُوا الشُّرْطَةَ
كُونُوا السُّلْطَةَ
كُونُوا الجِنَّ وَكُونُوا الإِنْسْ
كُونُوا مَا شِئْتُمْ
مَنْ شِئْتُمْ
كَمْ شِئْتُمْ
لَنْ أَفْتَحَ بَابِي
إِلاَّ لِرِفَاقِ الشَّمْسْ
لَوْ أَصْبَحَ بَيْتِي رَمْسْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> نزيف الوقت
نزيف الوقت
رقم القصيدة : 2109
-----------------------------------
دِيدَانٌ مِنْ صَمْتٍ صَفْرَاءْ
تَنْهَشُ تُفَّاحَ الْوَقْتِ
قِفَا نَبْكِ قَلِيلاً آدمُ حَوَّاءْ
قِطْعَانٌ مِنْ صَمْتٍ سَوْدَاءْ
تَرْعَى حَقْلَ الْوَقْتِ
أَلاَ تَسْمَعُ يَا رَاعٍ لِلذِّئْبِ عُوَاءْ
تِيجَانٌ مِنْ صَمْتٍ تَيْهَاءْ
تَشْرَبُ دَمَّ الْوَقْتِ
فَحَتَّامَ تَنَامُ أَيَا غَضَبَ الدَّهْمَاءْ

 

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> مثقف
مثقف
رقم القصيدة : 2110
-----------------------------------
عَرَفْتُه مُثَقَّفًا مُخَنَّثًا جَبَانْ
لاَ دِينَ لاَ عَقِيدَةً لاَ حِزْبَ لاَ لِسَانْ
مَا أَخْرَسَ الزَّمَانْ
سَأَلْتُهُ فُلاَنُ مَا السَّبَبْ
لِمَ السُّكُوتُ يَا أَخَا الْعَرَبْ
أَيْنَ الْبَيَانُ يَا أَبَا الْبَيَانْ
مَلَلْتَ أَمْ أَمَالَكَ التَّعَبْ
عَنْ صَهْوَةِ اللِّسَانْ
تَمَلْمَلَ اسْتَعَانْ
بِرَبَّةِ النَّقِيقْ
وَقَالَ لِي كَمُصْدِرٍ بَيَانْ
أَشْرِي وَلاَ أَبِيعُ يَا رَفِيقْ
كَيْ أَحْفَظَ الْحِصَانْ
مِنْ عَثْرَةِ الطَّرِيقْ
فَبِعْتُهُ قُرْطَيْنِ مِنْ لآلِئِ الدُّرَرْ
وَرُحْتُ أَسْتَزِيدْ
هَلْ أَجْدَبَتْ مَنَاجِمُ الْكَلاَمِ يَا عُمَرْ
أَمْ أُدِّبَتْ مَوَاسِمُ اللِّسَانِ بِالْجَلِيدْ
مَتَى تُعَانِقُ الصَّبَا عَوانِسَ الْعَنَانْ
لِتَصْهَلَ الْخُيُولُ مِنْ جَدِيدْ
وَيْنْزِلَ الْمَطَرْ
لِيُورِقَ اللِّسَانْ
قَدْ أَزْهَرَ الْحَجَرْ
فِي قَبْضَةِ الْجَنِينِ فِي مُخَيَّمِ الْخَطَرْ
وَأَقْفَرَ اللِّسَانْ
مِنْ وُطْأَةِ الْمُرْفِينِ فِي مَرَاتِعِ الْبَطَرْ
حَتَّامَ صَمْتُكَ الْمَصُونُ حَضْرَةَ الْحِصَانْ
تَنَحْنَحَ الأُسْتَاذُ مَا اضْطَرَبْ
لَغَا لِسَانُ حَالِهِ الْفَصِيحْ
أَلصَّمْتُ مِنْ ذَهَبْ
وَالصَّوْتُ مِنْ صَفِيحْ
وَجَدْتُنِي جَرِيحْ
مِنْ رَفْسَةِ الْحِصَانْ
كَبَحْتُهُ كَرِيحْ
بِالْعَكْسِ يَا فُلاَنْ
أَلصَّوْتُ مِنْ حَدَائِقِ النَّعِيمْ
وَالصَّمْتُ مِنْ حَرَائِقِ الْجَحِيمْ
مَا أَكْفَرَ الزَّمَانْ!!!
سُكُوتُهُ سَجَّادَةٌ عِبَادَةٌ صَلاَةْ
شَهَادَةٌ سَعَادَةٌ حَيَاةْ
كَلاَمُهُ كآبَةٌ رَتَابَةٌ فَوَاتْ
كِتَابَةٌ رِقَابَةٌ مَوَاتْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
مثَقَّفٌ كَبِيرْ
يَعِيشُ فِي دَفِيئَةٍ تَضِجُّ بِالْحَنَانْ
يَمُوجُ فِي فِرَاشِهِ الْوَثِيرْ
تُحِيطُهُ أَرَائِكُ الأَمَانْ
كَأَنَّهُ أَمِيرْ
يُقِيمُ فَوْقَ كَاهِلِ الإِنْسَانِ
وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ مِنْ زَمَانْ
مُسْتَلْقِيَ الضَّمِيرْ
وَهَانِئَ الْجَنَانْ
أَحْلاَمُهُ وَرْدِيَّةٌ حَرِيرْ
كِرْبَاجُ خَيْزُرَانْ
وَدَفَّةٌ يُدِيرْ
وَخْزْنَةٌ زُمُرُّدٌ جُمَانْ
مثَقَّفٌ كَبِيرْ
يَفُورُ عُنْفُوَانْ
هذا اسْمُهُ قُدَّامَهُ يَسِيرْ
كَمِنْجَلٍ مَسْقِيَّةٍ تَسْتَحْصِدُ الْبَنَانْ
وَبَطْنُهُ قُدَّامَهُ يَسِيرْ
جَرَّافَةً تَجُرُّهُ مَرْخِيَّةَ الْعِنَانْ
مثَقَّفٌ شَهِيرْ
وَجُوعُهُ مثَقَّفٌ مُنَاضِلٌ خَطِيرْ
لاَ يَعْرِفُ الْمَلَلْ
يَقُودُهُ الإِقْدَامُ وَالتَّصْمِيمُ وَالأَمَلْ
لِشَاطِئِ السَّدِيرْ
يُخَمْخِمُ الْجَبَانْ
يُلَمْلِمُ الْفُتَاتَ وَالْقُشُورْ
جَوْعَانَ عَنْ مَوَائِدِ السُّلْطَانِ بِاللِّسَانْ
مِنْ مَطْرَحٍ لِمَطْرَحٍ يَدُورْ
يَسْتَعْطِفُ السُّقَاةَ وَالْخَدَمْ
يَعُبُّ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ خُمُورْ
كَيْ يُوقِفَ النَّزِيفَ وَالأَلَمْ
مِنْ مَسْرَحٍ لِمَسْرَحٍ يَدُورْ
كَأَنَّهُ فِي صَالَةِ السُّلْطَانِ بَهْلَوَانْ
وَحَوْلَ نَفْسِهِ يُحِسُّ رَأْسَهُ يَدُورْ
مُسْتَرْسِلاً فِي مَشْهَدِ اللِّسَانْ
وَمُشْرَعَ الْغَرِيزَةِ الْغَرُورْ
يُوظِّفُ الْعَيْنَينِ فِي مَعَالِمِ الْحَشَمْ
يَرُوحُ مِنْ بُحَيْرَةِ الرَّحِيقِ وَالْحُبُورْ
يُحَبِّرُ الْجَنَانَ وَاللِّسَانَ وَالْقَلَمْ
فَعَاشِقًا مُشَرَّدَ الْحُضُورْ
يَذُوبُ فِي ذَوَائِبِ الْغَوَانِيَ الْحِسَانْ
لِيُشْعِلَ انْتِفَاضَةَ الشَّبَقْ
وَشَاعِرًا مُخَدَّرَ الشُّعُورْ
يَغِيبُ فِي غَيَاهِبِ الْجَوَارِيَ الْقِيَانْ
لِيَكْنُسَ الْهُمُومَ وَالْقَلَقْ
يَهُوجُ أَهْوَجَا
يَمُوجُ فِي جَدَائِلِ الدُّجَى
وَمُزْبِدَ الْجُنُونْ
يَمُوجُ فِي زَبَرْجَدِ الْعُيُونْ
وَمُطْفِئًا لَظَاهْ
يَمُوجُ فِي جَهَنَّمِ الشِّفَاهْ
يُحَطِّمُ الْقُيُودَ وَالسُّدُودَ وَالْحُدُودْ
يَمُوجُ فِي خَمَائِلِ الْخُدُودِ
فِي نَوَارِسِ النُّهُودِ فِي زَنَابِقِ الزُّنُودْ
لاَ يَعْرِفُ التَّعَبْ
يَمُوجُ فِي سَلاَسِلِ الذَّهَبْ
تَنْسَابُ فَوْقَ مَرْمَرِ النُّحُورْ
تَصُبُّ فِي مَهَاجِعِ الطُّيُورْ
يَمُوجُ فِي خَلاَخِلِ الْخَرَزْ
يَمُوجُ فِي مَبَاسِمِ الْكَرَزْ
يَمُوجُ فِي الأَفْخَاذِ وَالأَرْدَافِ وَالْخُصُورْ
يَمُوجُ فِي الْفُتَاتِ وَالْقُشُورْ
وَقَبْلَ أَنْ أَسْتَوْضِحَ السَّبَبْ
رَغَا لِسَانُ حَالِهِ الْقَصِيرْ
مَوَائِدُ السُّلْطَانِ مِنْ ذَهَبْ
أَرَائِكُ السُّلْطَانِ مِنْ حَرِيرْ
مَوَائِدُ الْفَلاَّحِ مِنْ خَشَبْ
أَرَائِكُ الْفَلاَّحِ مِنْ حَصِيرْ
نَشَرْتُهُ غَضَبْ
خَسِئْتَ يَا حَقِيرْ
مَوَائِدُ الْفَلاَّحِ مِنْ دَمٍ
وَمِنْ دَمْعٍ وَمِنْ تَعَبْ
مَوَائِدُ الْسُّلْطَانِ مِنْ سُمٍّ
وَمِنْ قَمْعٍ وَمِنْ عَرَبْ
مِنْ دَمْعِنَا وَدَمِّنَا الْغَزِيرْ
مِنْ لَحْمِنَا وَعَظْمِنَا الْكَسِيرْ
مَوَائِدُ السُّلْطَانِ يَا ضَرِيرْ
مَا أَرْخَصَ الزَّمَانْ
يَا حَضْرَةَ الْفُلاَنْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
خَبِرْتُهُ يُرِيدُ رِبْحَ كُلِّ مَعْرَكَهْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّكَ الْبَنَانْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُلَبِّكَ الضَّمِيرْ
يَخَافُ أَنْ يُصَادَرَ الأَمَانْ
يَخَافُ أَنْ يُجَعْلَكَ الْحَرِيرْ
مَا بَيْنَ قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ مَجَرَّةٌ
يَلُفُّهَا دُخَانْ
مَا أَغْبَرَ الزَّمَانْ
مشنْ شُرْفَةِ الرُّخَامِ وَالْقِرْمِيدِ
وَالزُّجَاجِ وَالْحَدِيدِ وَالْخَشَبْ
يَسْتَشْرِفُ الضَّجِيجَ وَالْغَضَبْ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَهُزَّهُ الْحَنَانْ
كَأَنَّهُ مِنْ كَوْكَبٍ لاَ يَعْرِفُ الْغَضَبْ
لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانَ وَالزَّمَانَ وَالْمَكَانْ
كَأَنَّهُ صَنَمْ
فَلاَ يَهشُّ لاَ يَبشُّ لاَ يَرَى الأَلَمْ
مُعَلِّمٌ مُؤَلِّمٌ جَبَانْ
سَلِيلُ سُبْحَةِ الْعَمِيلِمَانْ
يُعَلِّمُ الأَجْيَالَ مَاذا حَصَّلَتْ
رَدْحًا مِنَ الزَّمَانْ
يُزَقِّمُ الأَطْفَالَ بَسْكُوتًا
مِنَ الْجَهْلِ مُضَمَّخًا بِعِطْرِ سُكَّرِ الْهَوَانْ
مَا أَطْيَبَ الزَّمَانْ
يُسَكِّنُ الأَفْعَالَ وَالْحُرُوفَ وَالأَسْمَاءَ وَالْجُمَلْ
خَوْفًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الزَّلَلْ
خَوْفًا مِنَ الزّحَافِ وَالْعِلَلْ
مَا أَجْبَنَ الزَّمَانْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ
يُبَرْوِزُ الشَّهَادَةَ الْمَصُونْ
لِيُبْرِزَ الْكِيَانَ لِلْعِيَانْ
لاَ يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ زُجَاجِهَا
لِغَايَةٍ فِي نَفْسِهِ تَكُونْ
شَهَادَةٌ قَدِيمَةُ الزَّمَانْ
يَظُنُّهُ يَسْتَغْفِلُ الزَّمَانْ
يُعَلِّقُ الإِطَارَ فَوقَ حَائِطِ الأَوْثَانِ
فِي مَضَافَةِ السُّكُونْ
مَضَافَةِ الْخُضُوعِ وَالرُّضُوخْ
مَضَافَةِ الْخُنُوعِ وَالشُّرُوخْ
لكِنَّهُ الْجَبَانْ
يُعَلِّقُ النَّشَاطَ فِي شَوَارِعِ الإِنْسَانِ
وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانْ
يَعِيشُ كَالأَمْوَاتِ مِنْ زَمَانْ
لاَ رُوحَ لاَ حرَاكَ لاَ احْتِرَاقَ لاَ حَنَانْ
يَعِيشُ كَالْمُمْيَاءِ مشنْ قُرُونْ
مُحَنَّطًا بِفِضَّةِ اللِّسَانْ
يَعِيشُ خَلْفَ هَامِشِ الأَشْيَاءِ وَالشُّؤُونْ
كَأَنَّهُ مَعْرُوضَةٌ قَدِيمَةٌ
مُقِيمَةٌ فِي مُتْحَفِ السُّبَاتِ وَالسُّكُونْ
لاَ رُوحَ لاَ حرَاكَ لاَ احْتِرَاقَ لاَ حَنَانْ
مَا أَسْكَنَ الزَّمَانْ
مُثَقَّفٌ مُخَنَّثٌ جَبَانْ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> فاطمة
فاطمة
رقم القصيدة : 2111
-----------------------------------
صَوْتٌ لأُمِّي مِنْ سُطُورٍ مِنْ دَفَاتِرَ مِنْ ذَهَبْ
ذَهَبٌ نَقِيٌّ مِنْ عُصُورٍ. مَفْرَقُ الشَّوْطِ اقْتَرَبْ
صَوْتٌ لأُمِّي. صَمْتُ فِضَّتِنَا الرَّخِيصَةِ مُزْبِدٌ بَلَغَ الزُّبَى
وَمَنَارَةُ الشَّطِّ الْقَدِيمِ تَدَثَّرَتْ بِالْوَحْلِ. ثُورِي يَا رِيَاحْ
ثُورِي عَلَى الأَشْيَاءِ وَالإِنْشَاءِ نَارًا لاَهِبَهْ
ثُورِي عَلَى قَفْرِي عَلَى فَقْرِي عَلَى صَمْتِ الْجِرَاحْ
سَابَتْ عُيُونُ غَمَامَتِي؟ خَابَتْ ظُنُونُ مَسِيرَتِي؟
خَلَعَتْ ضِمَادَتَهَا عَبَاءَتَهَا رُبَايَ الْعَارِبَهْ؟
ثُورِي عَلَى إِسْمِي عَلَى كَسْمِي عَلَى كَبْحِ الْجِمَاحْ
ذَابَتْ ثُلُوجُ عِمَامَتِي؟ بَانَتْ مُرُوجُ سَرِيرَتِي؟
أَتَسَفَّعَتْ بِالْمَحْلِ هَاتِيكَ الْحُقُولُ الشَّاحِبَهْ؟
وَتَمَخَّضَتْ أَرْضِي عَنِ الصَّمْتِ الْمُبَاحْ؟
قُومِي عَلَيْنَا يَا رِيَاحَ التَّجْرِبَهْ
هَيَّا الْعَبِي فِينَا تَسَلَّيْ يَا رِيَاحْ
صَوْتٌ لأُمِّي مِنْ سُطُورٍ مِنْ مَلاَحِمَ مِنْ غَضَبْ
غَضَبٌ نَبِيٌّ لاَ نَبِيَّ سِوَى الْغَضَبْ
دِيكٌ يَصِيحُ لِفَجْرِ كَهْفٍ. نَوْمُنَا بَلَغَ الْغُرُوبَ وَغَرَّبَا
دِيكٌ صِيَاحْ
فَجْرٌ لَنَا. نِمْنَا عَلَى تَخْتٍ رُخَامٍ مُخْمَلٍ صَبِّ الصِّبَا
يَا لَيْلُ قَدْ طَوَّلْتَ مَا أَقْصَى مَجَاذِيفَ الصَّبَاحْ
قَاصٍ صَبَاحُ قَبِيلَتِي خَلْفَ الْجِبَالِ الْهَارِبَهْ
دَانٍ دَمَارُ مَدِينَتِي. فِي الأُفْقِ رِيحٌ إِجْتِيَاحْ
رِيحٌ مِنَ الصَّمْتِ الْعَرَمْرَمِ غَاضِبَهْ
رِيحٌ وَتَعْصِفُ بِاللَّقَاحْ
رِيحٌ وَتَجْتَثُّ الْجُذُورَ الضَّارِبَهْ
فِي بَطْنِ أَرْضِي. أَيْنَ طَلْعُ الإِحْتِجَاجْ؟
أَتَخَثَّرَتْ فِي حَضْرَةِ التَّغْرِيبِ ذَاكِرَةُ اللِّبَا؟
يَا أَيُّهَا اللِّبَأُ اللَّذِيذُ اسْتَرْجِعِ الرُّؤْيَا وَحَيِّ عَلَى الْكِفَاحْ
إِرْجِعْ لَنَا صَوْتًا لِذَاكِرَةِ الْكَرَامَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالإِبَا
صَفَحَاتُنَا مَخْتُومَةٌ بِالصَّمْتِ وَالصَّوتُ السِّلاَحْ
صَوْتٌ لِفَجْرٍ مِنْ دَمِي طَفَحَ السُّكُونْ
وَعُيُونُنَا مَعْصُوبَةٌ كَيْلاَ تَرَى الدَّمَّ الْعُيُونْ
أَتَكَحَّلَتْ بِالصَّمْتِ هَاتِيكَ الْعُيُونُ الصَّائِمَهْ؟
خَيْطٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
أَعْطُوا لأُمِّي الْخَيْطَ هَاتُوا يَا دُمَى
ذَبَحَتْكِ يَا أُمُّ الدُّمَى
نَارٌ حَطَبْ
صُبُّوا لأُمِّي الصَّوْتَ مِنْ قِدْرِ الْقِرَى لاَ مِنْ عُلَبْ
خَنَقَتْكِ يَا أُمُّ الْعُلَبْ
هذَا الدَّمُ الْعَرَبِيُّ مَاءً لاَ يَصِيرْ
أَوَلَيْسَ مِنْ أُمِّ الْقُرَى صَحْرَائِنَا يَسْرِي نَمِيرْ؟
قَدَمٌ لأُمِّي كَيْ تَسِيرْ
فِي وَعْرِ تَقْرِيرِ الْمَصِيرْ
فَرْعٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
فِي شَجْرَةِ الْبَيْتِ الْقَدِيمِ الْجَاثِمَهْ
مِنْ عَهْدِ إِسْمَاعِيلَ لُحْمَتُهُ الدَّمُ
عَرَبِيَّةٌ أُمِّي وَمِنْ جَمْرِ الْحِمَى
عَرَبِيَّةٌ أُمِّي وَأُخْتَاهَا خَدِيجَةُ مَرْيَمُ
وَأَبُوهُمُ مِنْ يَعْرُبٍ أَوَيُرْجَمُ؟
ثُورِي شَبِعْنَا مِنْ خَنَازِيرِ الْخُطَبْ
يَا أَيُّهَا الْحَجَرُ الْمُظَفَّرُ لاَ تَهَبْ
عِيدٌ عَظِيمٌ سَوْفَ يَأْتِي يَوْمَ أَنْ يَبْدُو الْعَلَمْ
يَخْبُو الأَلَمْ
ثُورِي شَبِعْنَا مِنْ إِشَاعَاتِ الزَّمَانْ
يَا أَيُّهَا الْمَطَّاطُ أُخْرُجْ مِنْ مُعَادَلَةِ الْمَكَانْ
صَوْتٌ لأُمِّي فَاطِمَهْ
صَوْتٌ لأُمِّي قَبْلَ فَصْلِ الْخَاتِمَهْ
هذَا دَمِي لَمْ يَنْقَلِبْ مَاءً وَهَا قَلْبِي عَلَى طِفْلِ الْحَجَرْ
صَوْتٌ لأُمِّي قَبْلَ أَنْ يَذْوِي الْحَجَرْ

شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> نبضات في الوقت الضائع
نبضات في الوقت الضائع
رقم القصيدة : 2112
-----------------------------------
مكانٌ لكمْ في القلبِ أيُّ مكانِ
فياليتَكمْ والقلبَ تجْتَمِعان ِ
تعَوَّ دتُما منّي جفافَ مدامعي
وعوَّدْ تُما قلبي على الخفقان ِ
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي
إلى آخرِ الأيام ِ يتّقِدان ِ
وسهّلْتما لي في اكتِشافِ حقيقةٍ
فماذا بهذا العودِ تكتَشِفان ِ؟
وفرّقتُما بيني وبينَ تخَوُّفٍ
وألّفتُما بيني وبينَ أمان ِ
وخاطَرتُما أنْ تزرَعا بجوانِحي
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُمْ لكياني؟
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنا
وفي الجسْم ِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِي شِتاؤُكمْ
إلى حدِّ هذا الحدِّ مختلِفان ِ؟
ولكِنَّنا رغمَ اختِلافِ خطوطِنا
حبيبان ِ مُنسَجمان ِ مُتفِقان ِ
وجسْمان ِ منّا كارهَيْن ِ تَفَرّقا
وقلبان ِ حتّى الموتِ مُجْتمِعان ِ
لكمْ أثرٌ باق ٍ على صَفحَاتِنا
وتَحْتَ نوايانا وفوق َ لساني
وعينان ِ منّا تجريان ِ تشوّ قاً
وكفاّن ِ مثلَ السّعْفِ يرتجفان ِ
وهذي خطاكمْ لا يزالُ عبيرُها
تصَلّي على أنسامِهِ الرئتان ِ
بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ
ولا قدرة ٌ عندي على الطيران ِ
ولو أنّ صحراءَ الجزيرةِ بيننا
ركِبتُ لهم رأسي وظهْرَ حصاني
ولكنها أرضٌ قفارٌ وأبحرٌ
وألفُ مكان ٍ في تُخوم ِ مكان ِ
فلا تندُبوني كلما لاحَ لائحي
لكم عزلة ً مني تشُقّ ُ جناني
معي اللهُ ربي والرسولُ محمّدٌ
وفاطِمُ والفاروقُ والحسنان ِ
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنا
وقلنا أتانا السّعدُ بعدَ زمان ِ
وقد نِلتما جزئين ِ مِنْ نظَراتِنا
وها أنتما العيْنيْن ِ تقْتسِمان ِ
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكمْ
كأنّكما و الشّمسَ متّحِدان ِ
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعة ً
وتملؤها نسرينُ باللمَعان ِ
وشمسان ِ كلٌّ منهما بمدارِهِ
يكادان ِ بالأنوارِ يحترِقان ِ
وقد أقلعتْ عنّا غيومٌ كثيفة
وطلّتْ علينا الشمسُ والقمران ِ
نَبُوءُ بأفياءٍ ودفءِ أشِعَّةٍ
ورقّةِ أنسام ٍ وعطرِ جنان ِ
فلمّا تبدّى الماءُ فوقَ جباهِنا
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثواني
وقفنا نُعَزّي نفسَنا بغِنائِنا
نقولُ وقدْ كانَ العزاءُ أغاني
نهاران ِ لايجري اللقاءُ عليهِما
وحيّان ِ يفترِقان ِ يلتقِيان ِ

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ضحايا الإنقاذ
ضحايا الإنقاذ
رقم القصيدة : 2114
-----------------------------------
سُلطةٌ لا تكبَحُ الجاني
ولا تحمي الضحيّه ْ.
سُلطةٌ مؤمنةٌ جدّاً بدينِ الوَسَطيّهْ :
فإذا استنجدَ مَحمومٌ بها
تسقيهِ تِرياقَ المَنيّه ْ!
وإذا استنجدَ بالخارِجِ
تَستنكِرُ تَدويلَ القضيّه ْ!
***
سُلطةٌ لُحْمَتُها الشُّرطةُ
والجيشُ سَداها
ولَها أسلحةٌ تكفي لحربٍ عالمَيّهْ
شَيّعَتْ خمسينَ ألفاً مِن بَنيها
بِيَدِ ( الإنقاذ ِ).. نَحْوَ الأَبديّهْ
وأشاعَتْ في الصّحارى
بِيَدِ ( الإنقاذ ِ)
مِليونَ سَبِيٍّ وسَبيّهْ
وأقامَتْ ( حَفْلَ تأنيبٍ ) لَهُمْ
واحتسبَتهُمْ مِن ضَحايا البَربريّهْ
دونَ أن تأخُذَ يَوماً
ثأرَهُمْ مِن بَرْبَريٍّ واحدٍ
حتّى ولو في مَسرحيّهْ !
إن يكُنْ هذا هُوَ الرّاعي
فإنَّ الذِّئبَ أولى مِنْهُ
في حِفْظِ الرَّعِيّه ْ!
***
أيُّها الغابُ.. فِدى شَرْعِكَ
شرعيّةُ أتقى السُّلُطاتِ العَسكريّهْ
وَفِدى نَعليكِ
إسلامُ السّواطيرِ وإسلامُ المُدَى
يا جاهليّه ْ!

 

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> طائفيون
طائفيون
رقم القصيدة : 2115
-----------------------------------
طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .
نَرتدي أقنعةَ الإنسِ
وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .
وَنُساقي بعضَنا بعضاً
دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)
فإن مَرّتْ على آفاقِنا
ضاقَ عليها الإتّساعْ !
أُمميّونَ..
وحادينا لجمْعِ الأُمَمِ المُختلفَهْ
طائفيٌّ يحشرُ الدُّنيا وما فيها
بِثُقْبِ الطّائفه ْ!
وعُروبيّونَ..
نَفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)
إن لم يَلتزِمْ
نَحْوَ وَصَرْفَ الطائِفه ْ!
وأُصوليّونَ..
والأصْلُ لَدَينا
أن يُساقَ الدِّينُ لِلذّبحِ
فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ !
وَحَّدَ العالَمُ أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ
في ظِلِّ بُنى الأوطانِ
حَيثُ الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ
واختلافُ الرّأْيِ
لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ
بل سِنَّ اليَراعْ .
وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ
في سُوحِ القِراعْ
بل بصوتِ الإقتراعْ .
غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدْنا
بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً
وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالإنتزاعْ !
كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ
والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ .
حَيثُ رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً
وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى
بتكفيرِ الذِّراعْ !
***
لَيستِ الدّهشةُ أَنّا
لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ .
بَل لأَِنّا
نَحسَبُ العالَمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)
خَوْفَ دُوارِ الإرتفاعْ !
أحمد مطر
* عن جريدة (الراية) القطرية
يوم السبت 26-6-2004
--------------------------------
استدراك !
تَخَلًّفتُ عَنِّي .
كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي .
تَناهى التّباعُدُ بَيني وَبَيْني
إلى حَدِّ أنيّ
أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ
بِعَتْمةِ ظَنّي !
وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ
ماءَ التَّمنّي !
***
تَخلّفْتُ عَنّي
لأَنّي تَوقّفتُ أَبني
كِياني وَكَوْني
على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي !
وَإذ لاحَ أَنّي
بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي
تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي
فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني !
***
سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ
بنارِ المعاني
فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني !
وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ
فوقَ الهَوانِ
فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني !
وأَحنيتُ عُمْري
لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني
فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي !
***
أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ
أَحرقتُ فَنّي ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ
هَدَّمتُ رُكني ؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ
التي تَحتفي بالعَذابِ
وتبكي بُكاءَ الثّكالى لموت الذِّئابِ
غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني ؟!
إلهي أَعِنّي .
أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي
غَداةَ التئامي
سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي .
أَعِدْني..
لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني .
وأَلقى بذاتي
بقايا حياتي
فأدنو إلى نَسمَةٍ لم أَذُقْها
وأحنو على بَسْمةٍ لم تَذُقْني
وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
***
سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قائد الثورة
قائد الثورة
رقم القصيدة : 2116
-----------------------------------
لَكُما نَفْسُ الصِّفاتْ :
ضِعَةُ الذّاتِ
وَضِيقُ الأُفْقِ
والقُبحُ
وَبُطءُ الخُطُواتْ
وَالتّباهي بِمَقَرٍّ هُوَ قِحْفٌ ليسَ إلاّ .
تَستشيطُ السُّلْحَفاةْ :
- ألفُ كَلاّ .
أَنَا لا أُشبهُهُ إلاّ بقُبحِ القَسَماتْ
أَنَا لا أسجُنُ أولادي
ولا أقتلُهُم بالشُّبُهاتْ .
وأنا لا أرتَدي القِحْفَ وأولادي عُراةْ .
وأنا قِحْفِيَ مَفتوحٌ على كُلِّ الجِهاتْ
حُرَّةٌ
إن شِئتُ أن أدخُلَهُ
أو شِئتُ مِنهُ الإنفلاتْ .
وَأنا أملِكُ عُذري
إن تَمهّلتُ بِسَيْري
فأنا مسؤولَةٌ
أحمِلُ أثقالَ بلادي فَوقَ ظَهري
وعلى المسؤولِ بالذّاتِ حِسابُ الخُطُواتْ .
أَتَرى ذلكَ يَرقى لِصفاتي ؟!
تُرَّهاتْ .
كُلُّ شيءٍ قد يُدانيني بِهذا الأَمْرِ
إلاّ عَرَفاتْ !

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> زمن الحواسم
زمن الحواسم
رقم القصيدة : 2117
-----------------------------------
عَرَبُ الأمسِ الغَواشِمْ
عِندما يُولَدُ فيهم شاعِرٌ
كانوا يُقيمونَ الولائمْ
وَيُريقونَ دَمَ الأَنعامِ
ما بَينَ يَدَيْه
وَيَفِرّونَ مِنَ الذُّلِّ إلَيْه.
غَيرَ أنَّ الأمسَ وَلّى
وعلى الأُفْقِ تَجلّى
عَرَبُ اليَومِ (الحواسِمْ)
فإذا هُمْ
عِندما يُولَدُ، بالرِّشوةِ،
في أكياسِهمْ.. صَوتُ الدّراهِمْ
يَذبحونَ الشّاعِرَ الحُرَّ
فِداءً لِلبهائِمْ !

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> صناديق
صناديق
رقم القصيدة : 2118
-----------------------------------
وَضعُنا وَضْعٌ عَجيبْ !
هكذا ..
نَصحو
فَيصْحو فَوقَنا شيءٌ مُريبْ .
وَعلى الفورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيه "الحبيبْ" !
نَحنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا ..
وَهْوَ لا شأنَ لَهُ في أن يُجيبْ .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يجعَلَهُ خيراً
وفي أحلامِنا
نَسالُهُ أن يَستجيبْ !
نَحنُ والحَظُّ ..
وحيناً يُخفِقُ الحظُّ
وأحياناً يَخيبْ !
يَمخَضُ "الشيءُ"
فإمّا هُوَ ذئبٌ يَرتدي جِلدَ غَزالٍ
أو غَزالٌ يقتَني أنيابَ ذيبْ !
وَهْوَ إمّا صِحَّةٌ تَنضَحُ داءً
أو مَماتٌ يَرتَدي ثَوبَ طبيبْ !
***
ثُمَّ نَصحو ..
فإذا الشيءُ الّذي نَعرفُهُ..ولّى
وقد خَلَّفَهُ مِن فَوقِنا شيءٌ غَريبْ .
وإذا الشيءُ العَقيدُ الرّكنُ هذا
يَمتطي دبّابَةً
أفضَلَ مِن دبّابةِ الشيءِ النّقيبْ !
وعلى الفَورِ يُسمّينا "الأحبّاءَ"
وفي الحالِ نُسمّيهِ "الحبيبْ" .
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يلحقَ بالسّابقِ
في وقتٍ قريبْ .
***
في بلادِ النّاسِ
يأتي "الشَّخْصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ
بِصُندوقِ اقتراعٍ ..
وبِبُلدانِ الصّناديقِ
يَجيءُ "الشّيءُ" مَحمولاً
بِكيسِ ( اليانَصيبْ ) !

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> هذا الحنين إلى الوطن
هذا الحنين إلى الوطن
رقم القصيدة : 2119
-----------------------------------
لا يشربُ العصفورُ
من كفِ الغريبْ
وتذوبُ حيفا مرتين ِ
ولا تغيبْ
عن بحةِ النايِ البعيدِ
يحنُّ للبلدِ الحبيبْ
/ خذني إلى ماءِ المطرْ
واغسلْ ضلوعي
بابتهالاتِ الشجرْ
يا قلبُ .. يا جوعَ القوافي
للطريقْ
أشعلْ ذراعي
حين يمتدُّ الحريقْ
وجهي على الأحجارِ والجدرانِ
وجهي ..
وجهي يطالعه الحنينُ إلى الوطنْ
أبكي .. ولا أبكي .. إذا طالَ الزمنْ
أشواقنا
تفاحتانِ تصليانِ على الوترْ
ودماؤنا
زهر الطريقِ وآيتان من المطرْ /
حينَ ارتشفتُ من المخيم آيةَ الإسراءِ
في ضوء الصباحْ
قرأَ الصغار صلاتهمْ
وتوزعوا جسدَ المخيمِ شعلتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
حملوا على أكتافهمْ
أشواقَ أبوابِ المخيمْ
ومضوا إلى دمهمْ
وما نامَ المخيمْ ..
/ يا أيَها الشهداءُ ما غاب الوطنْ
خذني إلى ضلعِ النهارْ ..
وزعْ دمائي
فوقَ خارطةِ البلدْ
في كلِّ أشجارِ البلدْ
من حبةِ الرملِ الحبيبةِ في الشمالْ
حتى الجنوبْ
عكا وقلبي
يافا ولحمي
.. لا تبحْ للغاصبينَ حدودَ جسمي /
يا أيها الشهداء ما غابَ الوطنْ
خذني إلى حيفا وإنْ
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ ..
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ.

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
رقم القصيدة : 2120
-----------------------------------
وما غربتني ..
يداكِ إذا غرّبتني
لماءِ الحقولِ
وشمس السهولِ
ودفقِ الصهيلِ على الأغنياتْ
أجيءُ امتداداً ..
بكلِ الفصولِ ..
ولا أرتديكِ
إذا أفتديكِ
سوى باندلاعي على راحتيكِ
وغرزٍ دمائي ..
على طولِ هذا الطريق إليكِ
بطول انتمائي ..
لزند الربيعِ
أجيء .. أجيءُ ..
كما عمدتني ..
يداكِ صباحاً ..
بضوءِ النهارِ
كما جمعتني
طويلاً .. يداكِ ..
إليكِ .. أجيءُ
ألمُّ النجومَ التي في يديكِ
وأدخلُ .. أدخلُ ..
بين الثيابِ ..
ومعطفِ جلدي
وراحةِ جدّي يطل طويلاً
ويعصر فوق يديَّ الكرومَ
ويلقي عليَّ عباءةَ عكا
إذا دثرتني
ستشرق من راحتيَّ الشموسُ
وتطلق خطوتها الأغنياتْ ..
* * *
وما عذبتني
سألتُ الديارَ
فمالتْ عليَّ وفيَّ الديارْ
وراحتْ تقصّ حكايةَ عشقٍ
فقصّت ضلوعي
وما غابَ عن مقلتيها النهارْ
/ لماذا يشقُّ عليكَ الفراقُ
إذا لامستْ راحتيكَ صفدْ
يطول إذا طالَ فيكَ العناقُ
وإن تشتهيكَ
الحقولُ ..
الفصولُ ..
يطولُ العناقُ
ويركضُ فيكَ هطولُ البلدْ
إليكَ .. إليكَ
على راحتيكَ
طلوعُ الدماءِ
هطولُ البلدْ .. /
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
وكانَ الصباحُ ..
ولحمي وجلدي
على صدرِ أرضي
وفي عمقِ أرضي
أسيلُ .. أسيل إذا ما الشجرْ
وفي القلبِ منهُ
انهمارُ المطرْ ..
وما بينَ ضلعي
يغيب المساءُ
وحيفا تطرز وجهَ الصباحِ
بشمس دمائي ..
وتنفضُ عن راحتيها الضبابَ
وتطلقُ فوقَ الرصيف عباءةَ جدّي
تعبّئُ بالأغنياتِ الرجوعَ
وخطوةَ أمي ..
تسابقُ كلَّ حروفِ السفرْ
/ خذيني شمالاً ..
خذيني جنوباً ..
وشرقاً وغرباً ..
إليكِ خذيني
وكيفَ تشهّى الرمالُ انثريني
وإن مالَ قلبي عليكِ اجمعيني
وبينَ انسيابِ السهولِ ..
الفصولِ
الشوارعِ .. والأغنياتِ
اتركيني
وإن مالَ قلبي عليكِ
خذيني ..
شمالاً .. جنوباً ..
وشرقاً .. وغرباً ..
إليكِ خذيني / ..
وما لوّعتني ..
سألتُ الديارَ
فشقت ضلوعي
ورحتُ إلى راحتيها دماءً ..
فما عذبتني ..
وجاءتْ جميعُ الفصولِ إليَّ
وما غربتني ..
* * *
أتيتُ وكانت عباءة جدّي
أتيت وشقتْ ضلوعي الحجرْ
وما بينَ طلقةِ قلبي ..
وطلقةِ يافا
تلاحمَ وجهُ النهارِ
وعادَ كما كان قبل الظلامِ
ارتفاعُ الشجرْ
وما بينَ كرمةِ يافا
وكرمةِ قلبي
تلاقى المطرْ ..
وظلَّ ..
وظلَّ ..
وظلَّ المطرْ ..

شعراء العراق والشام >> طلعت سقيرق >> لا يشبهني
لا يشبهني
رقم القصيدة : 2121
-----------------------------------
أسقط عندَ المرآةِ
وأمضي ما بينَ المرآةِ .. وبيني
أتسلق جدرانَ الصمتِ وأهوي
ما بينَ المرآةِ وبيني ..
يشبهني ظلي ..
لا يشبهني ظلي ..
أتبسم يبكي وجهي في المرآةْ
أتألم حتى أعماقي ..
يضحك وجهي في المرآةْ ..
أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا ..
ومساحات الطحلب حبلى
تكبر .. تكبر .. ترجع حبلى ..
/ عند الحد الفاصل ما بين ملامحنا
يظهر جليات النائم خلف السنواتْ
من بينِ الأشجارِ يمد يديه ويبكي
يتقيأ .. يبكي ..
يحكي عن جلدِ الأرضِ
وجذر الأرضِ
ويرحل يرحل في السنواتْ /
عند الحد الفاصل ما بين أصابعنا
والسكينْ ..
عند الحد الفاصل ما بين رصاصتنا
وحدودِ الجثةِ حين تنام على ضلعٍ
من طينْ
عند الحد الفاصلِ .. والواصلِ
ما بينَ الجثةِ والمرآةِ .. وجلياتْ
وقفتْ حيفا ..
والشاطئُ ماتْ ..
* * *
قابيلُ على كلِ الأبوابْ
يتجولُّ في كلِ الطرقاتْ
يتداخلُ في الجثةِ
يأخذُ شكلَ القاتلِ والمقتولْ
يشعل لغةً أخرى
يركض في الشارعِ
يكسر كلَ ضلوعِ الأمطارْ
هابيل القاتل والمقتولْ
قابيل القاتل والمقتولْ
والجثة عاريةٌ من كل فصولِ شهادتها
الجثة حافية القدمينْ
عندَ الحدَّ الفاصلِ ما بينَ الظلينْ
لم تدخلْ تاريخَ الأشجارْ
لم تحفظ في القلبِ الأشعارْ
عند ركام الليل انشلحتْ
لم تدخل غابةَ زيتونٍ
لم تكتب دمها عشقاً فوق جدارْ
الجثةُ مفرغةٌ من معناها
القاتلُ يطلقُ
والمقتولُ ينامُ على زنديهْ
القاتلُ يطلقُ نحوَ القلبِ
ويهوي ..
الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..
والجثة لم تكمل مشوارَ الحب إلى عكا
لم تكمل مشوار صباحاتِ الخيرِ إلى
يافا
لم تدخل في البرقوقِ المنتشرِ على
صدر نهارْ
جثة قابيلَ وهابيلَ اندلعتْ
من تابوتٍ واحدْ ..
في تابوتٍ واحدْ ..
لم نكمل بعد قصائدنا ..
ما زلنا ننتظر الأمطارْ
فارغة خطوات المشوارْ
لم نرسل خيمتنا حتى رئةِ الشمسِ
ولمْ ..
ندخل في لغة الأزهارْ
لم نفهم سرَ الدبكةِ والموالِ الأخضرِ
فينا
لم نحفر كي نبحثَ عن ضلعِ أغانينا
عن زهرةِ برقوقٍ حمراءْ
عن نبعِ الماءْ
لم نفهمْ بعدُ لماذا كسرتْ عكا
غازيها
ولماذا ضربتْ بحجارتها
والصدرِ العاري راميها ..
وانتصرتْ عكا
لم نفهمْ
فمشينا كي نحرقَ دمَنا
قابيل يعودْ ..
قابيل القاتل والمقتولْ ..
والجرحُ يطولْ ..
* * *
يا حبةَ قمحٍ منسيهْ
يا دفقةَ نورْ
للشمسِ ربيعٌ وهويهْ
للشمسِ زهورْ
لم نكملْ بعدُ قصائدنا
لم نغلق بعد أصابعنا
حيفا واقفةٌ عندَ البابْ
من طلقةِ حجرٍ تتجددْ
من صرخةِ طفلٍ تتمردْ
تنزاحُ العتمةُ عن شاطئنا
ينهضُ جلياتُ الغائمُ
من حجرٍ
من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ ..

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى