العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
رقم القصيدة : 20563
-----------------------------------
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
فأجمادُ حوضى حيثُ زاحمها الحبلُ
سوى أنْ ترى سوداءَ منْ غيرِ خلقة ٍ
تخاطأها وارتثَّ جاراتها النُّقلُ
منَ الرَّضماتِ البيضِ غيَّرَ لونها
بناتُ فراضِ المرخِ واليابسُ الجزلُ
كجرباءَ دسَّتْ بالهناءِ وأُفردتْ
بِأَرْضٍ خَلآءٍ أَنْ تُفَارِقَهَا الإِبْلُ
كأنَّا وميّاً بعدَ أيامنا بها
وَأَيَّامِ حُزْوَى لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَصْلُ
ولمْ يتربَّعْ أهلُ ميٍّ وأهلنا
صَرَآئِمَ لَمْ يُغْرَسْ بِحَافَاتِهَا النَّخْلُ
بها العائذُ العيناءُ يمشي وراءها
أصيبحُ اعلى اللَّونِ ذو رملٍ طفلُ
وَأَرْفَاضُ أُحْدَانٍ تَلُوحُ كَأَنَّهَا
كَوَاكِبُ لاَ غَيْمٌ عَلَيْهَا وَلاَ مَحْلُ
أَقَامَتْ بِهَا حَتَّى تَصَوَّحَ بِاللِّوَى
لِوَى مَعْقُلاَتٍ فِي مَنَابِتِهَا الْبَقْلُ
وَأَرْفَضَتِ الْهُوجُ السَّفَا فَتَسَاقَطَتْ
مرابيعهُ الأولى كما ينصلُ النَّبلُ
وَشَاكَتْ بِهِ أَيْدِي الْجِمَالِ كَأَنَّمَا
يَعَضُّ بِهِ أَعْلَى فَرَاسِنِهَا النَّمْلُ
فليسَ لساريها بها متعرِّجٌ
إذا انجدلَ الأسروعُ وانعدلَ الفحلُ
وأصبحتْ الجوزاءُ تبرقُ غدوة ً
كما برقَ الأمعوزُ أو برقَ الإجلُ
فَلاَة ٌ يَنِزُّ الرِّئْمُ فِي حَجَرَاتِهَا
وأُخْرَى مِنَ الْبُلْدَانِ لَيْسَ بِهَا أَهْلُ
فلمَّا تقضَّتْ حاجة ٌ منْ تحمُّلٍ
وَأَظْهَرْنَ واقْلَوْلَى عَلَى عُودِهِ الْجَحْلُ
وَقَرِّبْنَ لِلأَحْدَاجِ كُلَّ ابْنِ تِسْعَة ٍ
تضيقُ بأعلاهُ الحويَّة ُ والرَّحلُ
إِلَى ابْنِ أَبِي الْعَاصِي هِشَامٍ تَعَسَّفَتْ
بِنَا الْعِيسُ مِنْ حَيْثُ الْتَقَى الْغَافُ والرَّمْلُ
بِلاَدٌ بَهَا أَهْلُونَ لَيْسُوا بِاَهْلِهَا
سِوَى الْعِيْنُ وَالآرَ
امُ لاَ عِدَّ عِنْدَهَا
ولا كرعٌ إلاَّ المغاراتُ والرِّبلُ
إذا أعرضتْ ارضٌ هواءٌ تنشَّطتْ
بأبواعها البعدُ اليمانيَّة ُ البزلُ
غُرَيْرِيَّة ٌ صُهْبُ الْعَثَانِين يَرْتَمِي
بِنَا النَّازِحُ الْمَوْسُومُ والنَّازِحُ الْغُفْلُ
تمجُّ اللُّغامَ الهيِّبانِ كأنَّهُ
جَنَى عُشَرٍ تَنْفِيهِ أَشْدَاقُهَا الْهُدَلُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
رقم القصيدة : 20564
-----------------------------------
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
بَقِيَّاتُ وَحْيٍ فِي مُتُونِ الصَّحَائِفِ
بوهبينَ لمْ تيركْ لهنَّ بقيّة ً
زبيبُ الزُّبانى بالعجاجِ القواصفِ
تغيَّرنَ بعدّ الحيِّ ممَّا تعمَّجتْ
عَلَيْهِنَّ أَعْنَاقُ الريَاحِ الْحَرَاجِفِ
تصابيتْ واستعبرتْ حتى تناولتْ
لِحَى الْقَوْمِ أَطْرَافُ الدُّمُوعِ الذَّوارِفِ
وُقُوفاً عَلى َ مَطْمُوسَة ٍ قَطَعَتْ بِهَا
نوى الصَّيفِ أقرانَ الجميعِ الأوالفِ
قلائصَ لا تنفكَّ تدمى أنوفها
على طللٍ منْ عهدِ خرقاءَ شاعفِ
كما كنتَ تلقى قبلُ في كلِّ منزلٍ
عَهِدْتَ بِهِ مَيّاً فَتِيٍّ وَشَارِفِ
إِذَا قُلْتُ قَلْبِي بَارِىء ٌ لبَّسَتْ بِهِ
سقاماً مراضُ الطَّرفِ بيضُ السَّوالفِ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافِ الْخُصُورِ مُشْرِفَاتُ الرَّوَادِفِ
فَمَا الشَّمْسُ يَوْمَ الدَّجْن وَالسَّعْدُ جَارُهَا
بَدَتْ بَيْنَ أَعْنَاقِ الْغمَامِ الصَّوآئِفِ
ولا مخرفٌ فردٌ بأعلى صريمة ٍ
تصدَّى لأحوى مدمعِ العينِ عاطفِ
بِأَحْسَنَ مِنْ خَرْقَآءَ لَمَّا تَعَرَّضَتْ
لنا يومَ عيدٍ للخرائدِ شائفِ
سرى موهناً فالتمَّ بالرَّكبِ زائرٌ
لخرقاءَ واستنعى هوى ً غيرَ عازفِ
فَبِتْنَا كَأَنَّا عِنْدَ أَعْطَافِ ضُمَّرٍ
قدْ غوّرتْ أيدي النُّجومِ الرَّوادفِ
أَتَتْنَا بِرَيَّا بُرْقَة ٍ شَاجِنِيَّة ٍ
حشاشاتُ أنفاسِ الرِّياحِ الزَّواحفِ
دهاسِ سقتها الدَّلو حتى تنطَّقتْ
بِنَوْرِ الْخَزَامَى فِي التِّلاعِ الْجَوَآئِفِ
وعيناءَ مبهاجٍ كأنَّ إزارها
عَلى َ وَاضِحِ الأَعْطَافِ مِنْ رَمْلِ عَاجِفِ
تَبَسَّمَ عَنْ أَحْوَى اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِي السَّوَآئِفِ
دعتني بأسبابِ الهوى ودعوتها
بِهِ مِنْ مَكَانِ الإِلْفِ غَيْرِ الْمُسَاعِفِ
وعوصاءِ حاجاتٍ عليها مهابة ٌ
أطافتْ بها محفوفة ٍ المخاوفِ
حمى ً ذاتِ أهوالِ تخطَّيتُ دونها
بِأَصْمَعَ مِنْ هَمِّي حِيَاضَ الْمَتَالِفِ
وأشعثَ قدْ نبَّهتهُ عندَ رسلة ٍ
طليحينِ بلوي شقَّة ٍ وتنائفِ
يئنُّ إلى مسِّ البلاطِ كأنَّما
يراهُ الحشايا في ذواتِ الزَّخارفِ
ثَنَى بَعْدَ مَا طَالَتْ بِهِ لَيْلَة ُ السُّرى
وبالعيسِ بينَ اللاَّمعاتِ الجفاجفِ
يداً غيرَ ممحالٍ لخدٍّ ملوَّحٍ
كَصَفْحِ الْيَمَانِي فِي يَمِينِ الْمُسَآئِفِ
وأشقرَ بلَّى وشيهُ خفقانهُ
على البيضِ في أغمادها والعطائفِ
وأحوى كعيمِ الضَّالِ أطرقَ بعدما
حَبَا تَحْتَ فَيْنَانٍ مِنَ الظِّلِ وَارِفِ
فقامَ إلى حرفٍ طواها بطيِّهِ
بها كلَّ لمَّاعٍ بعيدَ المساوفِ
أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّواجِفِ
وألوحُ شمٍّ مشرفاتِ الحناجفِ
وَأَغْضَفَ قَدْ غَادَرْتُهُ وَادَّرَعْتُهُ
بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوَامِ جَمِّ الْعَوَازِفِ
بعيدٍ منَ المسقى تصيرُ بجوزهِ
إِلى َ الْهَطْلِ هِزَّاتُ السَّمَامِ الْغَوَارِفِ
وَقَمَّاصَة ٍ بِالآلِ دَاوَيْتُ غَوْلَهَا
مِنَ الْبُعْدِ بالْمُدْرَ نْفِقَاتِ الْخَوَانِفِ
قَمُوسِ الذُّرَى تِيهٍ كَأَنَّ رِعَانَهَا
مِنَ الْبُعْدِ أَعْنَاقُ الْعِيَافِ الصَّوَادِفِ
إِذَا احْتَفَّتِ الأَعْلاَمُ بِالآلِ وَالْتَقَتْ
أنابيبُ تنبو بالعيونِ العوارفِ
عسفتُ اللَّواتي تهلكُ الرِّيحُ بينها
كلالاً وجنَّانُ الهبلِّ المسالفِ
بِشُعْثٍ عَلى َ أَكْوَارِ شُدْقٍ رَمَى بِهِمْ
رهاءَ الفلا نأيُ الهمومِ القواذفِ
تُسَامِي عَثَانِينَ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي
بنا بينها أرجاءُ خوقٍ نفانفِ
إِذَا كَافَحَتْنَا نَفْحة ٌ مِنْ وَدِيقَة ٍ
ثنينا برودِ العصبِ فوقَ المراعفِ
وَمُغْبَرَّة ِ الأَفْيَافِ مَسْحُولَة ِ الْحَصَى
دياميمها موصولة ٌ بالصَّفاصفِ
صدعتُ وأشلاءُ المهارى كأنَّها
دلاءٌ هوتْ دونَ النِّطافِ النَّزائفِ
بخوصٍ منَ استعراضها البيدَ كلَّما
حدا الآل حدُّ الشَّمسِ فوقَ الأصالفِ
مَسَتْهُنَّ أَيَّامُ الْعَبُورِ وَطُولُ مَا
خَبطْنَ الصُّوَى بِاْلمُنْعَلاَتِ الرَّوَاعِفِ
وجذبُ البرى أمراسَ نجلانَ رُكِّبتْ
ومطوُ العرى في مجفراتٍ كأنَّها
تَوَابِيتُ تُنْضِي مُخْلِصَاتِ السَّفَآئِفِ
برى النَّحزُ منها عنْ ضلوعٍ كأنَّها
بِمُخْلَوْلِقِ الأَزْوَارِ عُوجُ الْعَطَآئِفِ
يَمَانِيَة ٌ صُهْبٌ تُدَمِّي أُنُوفَهَا
إذا جدَّ منْ مرفوعها المتقاذفُ
إذا فرقدُ الموماة ِ لاحَ انتضلنهُ
بِمَكْحُوَلة ِ الأَرْجَآءِ بِيضِ الْمَوَاكِفِ
رَمَتْهَا نُجُومُ الْقَيْظِ حَتَّى كَأَنَّهَا
أواقيُّ أعلى دهنها بالمناصفِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
صُهَابِيَّة ُ الأَعْرَافِ عُوجُ السَّوَالِفِ
وصلنا بها الأخماسَ حتى تبدَّلتْ
مِنَ الْجَهْلِ إِحْلاَماً ذَوَاتُ الْعَجَارِفِ
تَرَى كلَّ شِرْوَاطٍ كَأَنَّ قُتُودَهَا
على مكدمٍ عاري الصَّبييَّنِ صائفِ
مُرِنِّ الضُحَى طَاوٍ بَنَى صَهَواتِهِ
رَوَايَا غَمَامِ النَّثْرَة ِ الْمُتَرَادِفِ
يصكُّ السَّرايا منْ عناجيجَ شفَّها
هبوبُ الثُّريَّا والتزامُ التَّنائفِ
إِذَا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَآءَ قِلْوَة ٍ
حداها بجلجالٍ منَ الصَّوتِ جادفِ
وَهَيْجُ التَّنَاهِي وَاطِّرَادٌ مِنَ السَّفَا
وَتَشْلاَلُ مَخْطُوفِ الْحَشَا مُتَجَانِفِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
رقم القصيدة : 20565
-----------------------------------
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
بأدعاصِ حوضى المعنقاتُ النَّوادرُ
لِمَيٍّ كَأَنَّ الْقَطْرَ وَالرَّيحَ غَادَرَا
وحولاً على جرعائها بدرَ ناشرِ
أهاضيبُ أنواءٍ وهيفاءَ جرتا
على الدَّارِ أعرافِ الحبالِ الأعافرِ
وثالثة ٌ تهوي منَ الشَّامِ حرجفٌ
لها سننٌ فوقَ الحصى بالأعاصرِ
وَرَابِعَة ٌ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَجْفَلَتْ
عَلَيْهَا بِدَقْعَآءِ الْمِعَى فَقُرَاقِرِ
فَحَنَّتْ بِهَا النُّكْبُ السَّوَافِي فَأَكْثَرَتْ
حَنِينَ اللِّقَاحِ الْقَارِبَاتِ الْعَوَاشِرِ
فَأَبْقَيْنَ آيَاتٍ يَهِجْنَ صَبَابَة ً
وَعَفَّيْنَ آيَاتٍ بِطُولِ التَّعَاوُرِ
نَعَمْ هَاجَتِ الأطْلاَلُ شَوْقاً كَفَى بِهِ
منَ الشَّوقِ إلاَّ أنَّهُ غيرَ ظاهرِ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
بِذي الرّمْثِ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِ ذَاكِرِ
حياءً وإشفاقاً منَ الرَّكبِ أنْ يروا
دَلِيلاً عَلَى مُسْتَودَعَاتِ السَّرَائِرِ
لمية َ إذا ميٌّ معانٌ تحلَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
إذا خشيتْ منهُ الصَّريمة َ أبرقتْ
لهُ برقة ً منْ خلِّبٍ غيرِ ماطرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
على أمِّ خشفٍ منْ ظباءِ المشافرِ
تَثَوَّرَ فِي قَرْنِ الضُّحَى مِنْ شَقِيقَة ٍ
فَأَقْبَلَ أَوْ مِنْ حِضْنِ كَبْدَاءَ عَاقِرِ
حُزَاوِيَّة ٌ أَوْ عَوْهَجٌ مَعْقُليَّة ٌ
ترودُ بأعطافِ الرِّمالِ الحرائرِ
رأتْ راكباً أو راعها لفواقهِ
صويتٌ دعاها منْ أعيَّسَ فاترِ
إِذَا اسْتَوْدَعَتْهُ صَفْصَفاً أَوْ صَرِيمَة ً
تَنَحّتْ وَنَصَّتْ جِيدَهَا بِالْمَنَاظِرِ
حذاراً على وسنانَ يصرعهُ الكرى
بِكُلّ مَقِيلٍ عَنْ ضِعَافٍ فَوَاتِرِ
إِذَا عَطَفَتْهُ غَادَرَتْهُ وَرَآءَهَا
بِجَرْعَآءَ دَهْنَاوِيَّة ٍ أَوْ بِحَاجِرِ
وَتَهْجُرُهُ إِلاَّ اخْتِلاَساً نَهَارَهَا
وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ رَهْبَة َ الْعَيْنِ هَاجِرِ
حذارَ المنايا خشية َ أنْ يفتنها
بِهِ وَهْيَ إِلاَّ ذَاكَ أضْعَفُ نَاصِرِ
وَيَوْمٍ يُظِلُّ الْفَرْخُ فِي بِيْتِ غَيْرِهِ
لهُ كوكبٌ فوقَ الحدابِ الظَّواهرِ
تَرَى الرَّكْبَ فِيهِ بِالْعَشِيِّ كَأَنَّمَا
يُدَانُونَ مِنْ خَوْفٍ خَصَاصَ الْمَحَاجِرِ
تلثَّمتُ فاستقبلتهُ ثمَّ مثلهُ
ومثليهِ خمساً وردهُ غيرَ قادرِ
وماءِ كماءِ السُّخدِ ليسَ لجوفهِ
سَوَآءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ
صرى آجنٌ يزوي لهُ المرءُ وجههُ
لو ذاقهُ الظَّمآنُ في شهرِ ناجرِ
وَرَدْتُ وَأَغبَاشُ السَّوَادِ كَأَنَّهَا
سَمادِيرُ غَشْيٍ فِي الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
بركبٍ سروا حتى كأنَّ اضطرابهمْ
عَلَى شُعَبِ الْمَيْسِ اضْطِرَابُ الْغَدائِرِ
تَعَادَوْا بِيَهْيَا مِنْ مُدَارَكَة ِ السُّرَى
على غائراتِ الطَّرفِ هدرُ المشافرِ
كأنَّا تغنِّي بيننا كلَّ ليلة ٍ
جَدَاجِدُ صَيْفٍ مِنْ صَرِيرِ الْمَآخِرِ
على رعلة ٍ صهبِ الذّفارى كأنَّها
قطاً باصَ أسرابَ القطا المتواترِ
شججنَ السُّرى حتى إذا قالَ صحبتي
وَحَلَّقَ أَرْدَافُ النَّجُومِ الْغَوآئِرِ
كَأَنَّ عَمُودَ الصُّبْحِ جِيدٌ وَلَبَّة ٌ
وراءَ الدُّجا منْ حرَّة ِ اللَّونِ حاسرِ
جَنَحْنَ عَلَى أَجْوَازِهِنَّ وَهَوَّمُوا
سحيراً على أعضادهنَّ الأياسرُ
ألاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ بِالْبِينِ بَعْدَمَا
مَضَى اللَّيْلِ إِلاَّ خَطَّ أْبْلَقَ جَاشِرِ
سرتْ تخبطُ الظَّلماءَ منْ جانبي قساً
فأحببْ بها منْ خابطِ اللِّيلِ زائرِ
إِلَى فِتْيَة ٍ مِثْلِ السُّيُوفِ وَأَيْنُقٍ
ضوامرَ منْ آلِ الجديرِ وداعرِ
جذبنَ البرى حتى شدفنَ وأصعرتْ
أنوفُ المهارى لقوة ً في المناخرِ
وفِي الْمَيْسِ أَطْلاَحٌ تَرَى فِي خُدُودِهَا
تلاعاً لتذارفِ العيونِ القواطرِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازة ٍ
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
وَكَمْ عَرَّسَتْ بَعْدَ السُّرَى مِنْ مُعَرَّسٍ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
إذا اعتسَّ فيهِ الذِّئبُ لمْ يلتقطْ بهِ
منَ الكسبِ إلاَّ مثلَ ملقى المشاجرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
مُعَرَّسُ خَمْسٍ مِنْ قَطاً مُتَجاوِرِ
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَينِ وَفَرْدَة ً
حَرِيداً هِيَ الْوُسْطَى بِصَحْرَآءَ حَائِرِ
وَمَغْفَى فَتى ً حَلَّتْ لَهُ فَوْقَ رَحْلِهِ
ثَمَانِيَة ً جُرْداً صَلاَة ُ الْمَسَافِرِ
وبينهما ملقى ً زمامٍ كأنَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
سوى وطأة ٍ في الأرضِ منْ غيرِ جعدة ٍ
ثَنَى أَخْتَهَا فِي غَرْزِ عَوْجَآءَ ضَامِرِ
وَمَوْضِعِ عِرْنينٍ كَرِيمٍ وَجَبْهَة ٍ
إِلَى هَدَفٍ مِنْ مُسْرعٍ غَيْرِ فَاجِرِ
طَوَى طَيَّة ً فَوْقَ الْكَرَى جَفْنَ عَيْنهِ
عَلَى رَهَبَاتٍ مِنْ جَنَانِ الْمُحَاذِرِ
قليلاً كتحليلِ الألى ثمَّ قلَّصتْ
بهِ شيمة ٌ روعاءُ تقليصَ طائرِ
إِلَى نِضْوَة ٍ عَوْجَآءَ واللَّيْلُ مُغْبِشٌ
مَصَابِيحَهُ مِثْلَ الْمَهَا وَالْيَعَافِرِ
قَدِ اسْتَبْدَلَتْ بِاْلِحلْمِ جهْلاً وَرَاجَعَتْ
وثوباً سديداً بعدَ وثبٍ مبادرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
بوهبينَ آثارُ العهادُ البواكرِ
فَمَا زِلْتُ أَكْسُو كُلِّ يَوْمٍ سَرَاتَهَا
خَصَاصَة مَعْلُوفٍ مِنْ الْمِيْسِ قَاتِرِ
وأرمي بها الأهوالَ حتى أحلتها
وسوَّيتها بالمحرثاتِ الحدابرِ
وَصَارَتْ وبَاقِي الْنَّقْي مِنْ خَلْفِ عَيْنَها
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
إذا حثَّهنَّ الرَّكبُ في مدلهمَّة ٍ
أَحَادِيِثُهَا مِثْلُ اصْطِخَابِ الصَّرَآئِرِ
تياسرنَ عنْ جديِ الفراقدِ في السُّرى
ويامنَّ شيئاً عنْ يمينِ المغاورِ
حَرَاجِيجُ أَشْبَاهٌ علَيْهِنَّ فِتْيَة ٌ
بأوطانِ أهليهمْ وحوشُ الأباعرِ
يحلَّونَ منْ وهبينَ أو منْ سويقة ٍ
مشقَّ السَّوابي عنْ أنوفِ الجآذرِ
أَعَارِيبُ طُورِيُّونَ مِنْ كُلِّ قَرْيَة ٍ
يحيدونَ عنها منْ حذارِ المقادرِ
لِمَيَّة َ إِذْ مَيٌّ مَعَانٌ تَحُلُّهُ
على كلِّ هولٍ منْ جنانِ المخاطرِ
أَقُولُ بِذِي الأَرْطَى لَهَا إِذْ رَحَلْتُهَا
لِبَعْضِ الْهُمُومِ الِّنازِحَاتِ الْمَزَاوِرِ
عَشِيَّة َ حَنَّتْ فِي زِمَامِي صَبَابَة ً
إِلَى إِبِلٍ تَرْعَى بِلاَدَ الْجَآذِرِ
سَتَسْتَبْدِلِينَ الْعَامَ إِنْ عِشْتُ سَالِماً
إِلَى ذَاكَ مِنْ إِلْفِ الْمَخَاضِ الْبَهَازِرِ
قلوصينَ عوجاوينَ بلَّى عليهما
هَواءُ السُّرَى ثُمَّ اقِتْرَاحَ الْهَوَاجِرِ
مَنَنَّاهُمَا بِالْخِمْسِ وَالْخِمْسِ قبْلَهُ
وَبِالْحَلّ وَالتَّرْحَالِ أيَّامَ نَاجِرِ
وَبِالسَّيْرِ حَتَّى مَا تَحِنَّانِ حَنَّة ً
إِلَى قَارِبٍ آتٍ وَلاَ إِثْرِ صَادِرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
بِلاَ زَمِّ تَقْيِيدٍ وَلاَ صَوْتِ زَاجِرِ
طَوَيْنَاهُمَا حَتَّى إِذَا مَا أُنِيخَتَا
مُنَاخاً هَوَى بَيْنَ الْكُلَى وَالْكَرَاكِرِ
أراني إذا ما الرَّكبُ جابوا تنوفة ً
تُكَسَّرُ أَذْبَابُ الْقِلاَصِ الْعَوَاسِرِ
كَأَنَّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَخْنَسَ أَقْفَرَتْ
لَهُ الزُّرْقُ إِلاَّ مِنْ ظِبَآءٍ وَبَاقِرِ
أحمَّ الشَّوى فرداً كأنَّ سراتهُ
سنا نارِ محزونٍ بهِ الحيُّ ساهرُ
نَمَى بَعْدَ قَيْظٍ قَاظَهُ بِسُوَيْقَة ٍ
عليهِ وإنْ لمْ يطعمْ الماءَ قاصرِ
إلِى َ مُسْتَوَى الْوَعْسَاءِ بَيْنَ حُمَيِطٍ
وبينَ حبالِ الأشميمنِ الحوادرِ
فظلَّ بعيني قانصِ كانَ قصَّهُ
منَ المغتدى حتى رأى غيرَ ذاعرِ
يرودُ الرُّخامى لا يرى مسترادهُ
بِبَلُّوقَة ٍ إِلاَّ كَبِيرُ الْمَحَافِرِ
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى وَيَخْفَى بَرِيقُه
إذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ الْمَشَاعِرِ
فَلَمَّا كَسَا اللَّيْلُ الشُّخُوصَ تَحَلَّبَتْ
عَلَى ظَهْرِهِ إِحْدَى َ اللَّيَالِي الْمَوَاطِرِ
وَهَاجَتْ لَهُ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ حَرْجَف
تَوَجَّهُ أَسْبَاطَ الْحُقُوفِ التيَاهِرِ
وقدْ قابلتهُ عوكلاتٌ عوانكٌ
رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غَيْرَ الْمَآزِرِ
تُنَاصِي أعَالِيهِنَّ أَعْفَرَ حَابِياً
كقرمِ الهجانِ المستشيطِ المخاطرِ
فَأَعْنَقَ حَتَّى اعْتَامَ أَرْطَاة َ رَمْلَة ٍ
مُحَفَّفَة ً بِالْحَاجِزَاتِ السَّوَاتِرِ
فَبَاتَ عَذُوباً يَحْدُرُ الْمُزْنُ مَآءَهُ
عَلَيَّهِ كَحْدرِ اللُّؤلُؤِ الْمُتَنَاثِرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
رقم القصيدة : 20566
-----------------------------------
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
بجمهورِ حزوى أو بجرعاءِ مالكِ
أَنَاخَتْ رَوَايَا كُلُّ دَلْوِيَّة ٍ بِهَا
وّكُلِّ سِمَاكِيٍّ مُلِثِّ الْمبَارِكِ
بِمُسْتَرْجِفِ الأَرْطَى كَأَنَّ عَجَاجَهُ
مِنَ الصَّيْفِ أَعْرَافُ الْهِجَانِ الأَوَارِكِ
فلمْ يبقَ إلاَّ دمنة ٌ هارَ نؤيها
وجيفُ الحصى بالمعصفاتِ السَّواهكِ
أَنَخْنَا بِهَا خَوصَاً بَرَى النَّصُّ بُدْنَهَا
وَأَلْصَقَ مِنْهَا بَاقِيَاتِ الْعَرَائِكِ
تذكُّرَ أُلاَّفٍ أتى الدَّهرُ دونها
وما الدَّهرُ والاُلاَّفُ إلاَّ كذلكِ
كَأَنَّ عَلِيْهَا سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ
لَنَا وَلَكُمْ يَا مَيُّ أَمْسَتْ نِعَاجُهَا
يُمَاشِينَ أُمَّاتِ الرِّئَالِ الْجَوَاتِكِ
فيا منْ لقلبٍ لا يزالُ كأنَّهُ
مِنَ الْوَجْدِ شَكَّتْهُ صُدُورُ النَّيَازِكِ
وَلِلْعَيْنِ لاَ تَنْفَكُّ يَنْحَى سَوَادُهَا
على إثرِ حادٍ حيثُ حاذرتُ سالكِ
إِذَا مَا عَلاَ عَبْرَاً تَعَسَّفَ جَفْنُهَا
أَسَابِيُّ لاَ نَزَرٍ وَلاَ مُتَمَاسِكِ
وما خفتُ بينِ الحيِّ حتى تصدَّعتْ
عَلَى أَوْجُهٍ شَتَّى حُدُوجُ الشَّكَائِكِ
على كلِّ موَّارٍ أفانينُ سيرهِ
شَؤُوٍّ لأَبْوَاعِ الْجَوَاذِي الرَّوَاتِكِ
مَنَاكِبُهُ أَمْثَالَ هُدْبِ الدَّرَانِكِ
درفسٍ رمى روضُ القذافينِ متنهُ
بأعرفَ ينبو بالحنيَّينِ تامكُ
كأنَّ على أنيابهِ كلَّ سدفة ٍ
صياحَ البوازي منْ صريفِ اللَّوائكِ
إذا ردَّ في رقشاءَ عجّاً كأنَّهُ
عَزِيفٌ جَرَى بَيْنَ الْحُرُوفِ الشَّوَابِكِ
وَفِي الْجِيرَة ِ الْغَادِينَ مِنْ غَيْرِ بَغْضَة ٍ
أَمَا وَالَّذِي حَجَّ الْمُلَبُّونَ بَيْتَهُ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافُ الْحَشَا تَحْتَ الثُّدِيِّ الْفَوَالِكِ
كأنَّ الفرندَ الخسروانيَّ لثنهُ
بأعطافِ أنقاءِ العقوقِ العوانكِ
تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الْغَزَالَة ِ بَعْدَمَا
ترشَّفنَ درَّاتِ الذَّهابِ الرَّكائكِ
إذا غابَ عنهنَّ الغيورُ وأشرقتْ
لَنَا الأرْضُ فِي الْيَوْمِ الْقَصِيرِ الْمُبَارَكِ
تهلَّلنَ واستأنسنَ حتى كأنَّما
تهلُّلُ أبكارِ الغمامِ الضَّواحكِ
إِذَا ذَكَّرَتْكَ النَّفْسُ مَيَّاً فَقُلْ لَهَا
أَفِيقِي فَأَيْهاتَ الْهَوَى مِنْ مَزَارِكِ
وما ذكركِ الشيءَ الذي ليسَ راجعاً
بهِ الوجدُ إلاَّ خفقة ٌ منْ خبالكِ
أما والذي حجَّ المهلُّونَ بيتهُ
شلالاً، ومولى كلِّ باقٍ وهالكِ
وَرَبِّ الْقِلاَصِ الْخُوصِ تَدْمَى أُنُوفُهَا
بنخلة َ والسَّاعينَ حولَ المناسكِ
لئنْ قطعَ اليأسُ الحنينَ فإنَّهُ
لقدْ كنتُ أهوى الأرضَ ما يستفزَّني
لَهَا الشَّوْقُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنْ دِيَارِكِ
أُحِبُّكِ حُبَّاً خَالَطَتْهُ نَصَاحَة ٌ
وَإِنْ كُنْتُ إِحْدَى اللاَّوِيَاتِ الْمَوَاعِكِ
كأنَّ على فيها إذا ردَّ روحها
إلى الرأسِ روحُ العاشقِ المتهالكِ
خُزَامَى اللِّوَى هَبَّتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَمَا
علا نورها مجُّ الثَّرى المتداركِ
ومقوَّرة ِ الألياطِ ممَّا ترجَّحتْ
بركبانها بينَ الخروقِ المهالكِ
وشعثٍ يشجونَ الفلا في رؤوسهِ
إِذَا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ
رَمَيْتُ بِهِمْ أَثْبَاجَ دَاجٍ تَخَدَّرَتْ
بِهِ الْقُورُ يَثْنِي زُمَّلَ الْقَوْمِ حَالِكِ
إِذَا وَقَّعُوا وَهْنَاً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْ
مِنَ الْجَهْدِ أَنْفَاسُ الرِّيَاحِ الْحَوَاشِكِ
خُدُودَاً جَفَتْ فِي السَّيْرِ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُبَاشِرْنَ بِالْمَعْزَآءِ مَسَّ الأَرَائِكِ
ونومٍ كحسوِ الطَّيرِ نازعتُ صحبتي
عَلَى شُعَبِ الأَكْوَارِ فَوْقَ الْحَوَارِكِ
تمطَّوا على أكوارها كلَّ طلمة ٍ
وَيَهْمَآءَ تَطْمِي بِالنُّفُوسِ الْفَوَاتِكِ
إذا صكَّها الحادي كما صكَّ أقدحُ
تَقَلْقَلْنَ فِي كَفِّ الْخَلِيعِ الْمُشَارِكِ
يكادُ المراحُ الغربُ يمسي غروضها
وقدْ جرَّدَ الأكتافَ مورُ المواركِ
بنغَّاضة ِ الأكتافِ ترمي بلادها
بِمِثْلِ المَرَائِي فِي رُؤُوسٍ صَعَالِكِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَهِلْبَاجَة ٍ لاَ يُصْدِرُ الْهَمَّ رَامِكِ
صَقَعْنَا بِهَا الْحِزَّانِ حَتَّى تَوَاضَعَتْ
قَرَادِيدُهَا إِلاَّ فُرُوعَ الْحَوَارِكِ
مَصَابِيحُ لَيْسَتْ بِاللَّوَاتِي تَقُودُهَا
نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالكِ
كَأَنَّ الْحُدَاة َ اسْتَوْفَضُوا أَخْدَرِيَّة ً
موشَّحة َ الأقرابِ سمرَ السَّنابكِ
نَئِفْنَ النَّدَى حَتَّى كَأَنَّ ظُهُورَهَا
بِمُسْتَرْشَحِ الْبُهْمَى ظُهُورُ الْمَدَارِكِ
جَرَى النَّسْىء ُ بَعْدَ الصَّيْفِ عَنْ صَهَوَاتِهَا
بِحَوْلِيَّة ٍ غَادَرْنَهَا فِي الْمَعَارِكِ
تمزَّقُ عنْ ديباجٍ لونٍ كأنَّهُ
شَرِيجٌ بِأَنْيَارِ الثِّيَابِ الْبَرَانِكِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
خِفَافُ الْخُطَى مُطْلَنْفِئَاتُ الْعَرَائِكِ
إِذَا مَا رَمَيْنَا رَمْيَة ً فِي مَفَازَة ٍ
عراقيبها بالشَّيظميِّ المواشكِ
سعى وارتضحنَ المروَ حتى كأنَّهُ
خذاريفُ منْ قيضِ النِّعامْ التَّرائكِ
إذا اللَّيلُ عنْ نشزٍ تجلَّى رمينهُ
بمثالِ أبصارِ النِّساءِ الفواركِ
أَذَاك تَرَاهَا أَشْبَهَتْ أَمْ كَأَنَّهَا
بِجَوزِ الْفَلاَ خُرْسُ الْمَحَالِ الدَّوَامِكِ
بِهَا شَبَحَاً أَعْنَاقُهَا كَالسَّبَائِكِ
أَتَتْكَ الْمَهَارَى قَدْ بَرَى حَذْبُهَا السُّرَى
بِنَا عَنْ حَوَابِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
براهنَّ تفويزي إذا الآلُ أرقلتْ
بِهِ الشَّمْسُ إِزْرَ الْحَزُورَاتِ الْفَوَالِكِ
وَشَبَّهْتُ ضَبْرَ الْخَيْلِ شُدَّتْ قُيُودُهَا
تَقَمُّسَ أَعْنَاقِ الرِّعَانِ السَّوَامِكِ
وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِعَافَ وَغَرَّقَتْ
جَوَارِيهِ جُذْعَانَ الْقِضَافِ النَّوَابِكِ
وقلتُ: اجعلي أبوابَ الفراقدِ كلَّها
يميناً ومهوى النَّسرِ منْ عنْ شمالكِ
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
رقم القصيدة : 20563
-----------------------------------
عفا الزُّرقُ منْ أطلالِ ميَّة َ فالدَّحلُ
فأجمادُ حوضى حيثُ زاحمها الحبلُ
سوى أنْ ترى سوداءَ منْ غيرِ خلقة ٍ
تخاطأها وارتثَّ جاراتها النُّقلُ
منَ الرَّضماتِ البيضِ غيَّرَ لونها
بناتُ فراضِ المرخِ واليابسُ الجزلُ
كجرباءَ دسَّتْ بالهناءِ وأُفردتْ
بِأَرْضٍ خَلآءٍ أَنْ تُفَارِقَهَا الإِبْلُ
كأنَّا وميّاً بعدَ أيامنا بها
وَأَيَّامِ حُزْوَى لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَصْلُ
ولمْ يتربَّعْ أهلُ ميٍّ وأهلنا
صَرَآئِمَ لَمْ يُغْرَسْ بِحَافَاتِهَا النَّخْلُ
بها العائذُ العيناءُ يمشي وراءها
أصيبحُ اعلى اللَّونِ ذو رملٍ طفلُ
وَأَرْفَاضُ أُحْدَانٍ تَلُوحُ كَأَنَّهَا
كَوَاكِبُ لاَ غَيْمٌ عَلَيْهَا وَلاَ مَحْلُ
أَقَامَتْ بِهَا حَتَّى تَصَوَّحَ بِاللِّوَى
لِوَى مَعْقُلاَتٍ فِي مَنَابِتِهَا الْبَقْلُ
وَأَرْفَضَتِ الْهُوجُ السَّفَا فَتَسَاقَطَتْ
مرابيعهُ الأولى كما ينصلُ النَّبلُ
وَشَاكَتْ بِهِ أَيْدِي الْجِمَالِ كَأَنَّمَا
يَعَضُّ بِهِ أَعْلَى فَرَاسِنِهَا النَّمْلُ
فليسَ لساريها بها متعرِّجٌ
إذا انجدلَ الأسروعُ وانعدلَ الفحلُ
وأصبحتْ الجوزاءُ تبرقُ غدوة ً
كما برقَ الأمعوزُ أو برقَ الإجلُ
فَلاَة ٌ يَنِزُّ الرِّئْمُ فِي حَجَرَاتِهَا
وأُخْرَى مِنَ الْبُلْدَانِ لَيْسَ بِهَا أَهْلُ
فلمَّا تقضَّتْ حاجة ٌ منْ تحمُّلٍ
وَأَظْهَرْنَ واقْلَوْلَى عَلَى عُودِهِ الْجَحْلُ
وَقَرِّبْنَ لِلأَحْدَاجِ كُلَّ ابْنِ تِسْعَة ٍ
تضيقُ بأعلاهُ الحويَّة ُ والرَّحلُ
إِلَى ابْنِ أَبِي الْعَاصِي هِشَامٍ تَعَسَّفَتْ
بِنَا الْعِيسُ مِنْ حَيْثُ الْتَقَى الْغَافُ والرَّمْلُ
بِلاَدٌ بَهَا أَهْلُونَ لَيْسُوا بِاَهْلِهَا
سِوَى الْعِيْنُ وَالآرَ
امُ لاَ عِدَّ عِنْدَهَا
ولا كرعٌ إلاَّ المغاراتُ والرِّبلُ
إذا أعرضتْ ارضٌ هواءٌ تنشَّطتْ
بأبواعها البعدُ اليمانيَّة ُ البزلُ
غُرَيْرِيَّة ٌ صُهْبُ الْعَثَانِين يَرْتَمِي
بِنَا النَّازِحُ الْمَوْسُومُ والنَّازِحُ الْغُفْلُ
تمجُّ اللُّغامَ الهيِّبانِ كأنَّهُ
جَنَى عُشَرٍ تَنْفِيهِ أَشْدَاقُهَا الْهُدَلُ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
رقم القصيدة : 20564
-----------------------------------
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
بَقِيَّاتُ وَحْيٍ فِي مُتُونِ الصَّحَائِفِ
بوهبينَ لمْ تيركْ لهنَّ بقيّة ً
زبيبُ الزُّبانى بالعجاجِ القواصفِ
تغيَّرنَ بعدّ الحيِّ ممَّا تعمَّجتْ
عَلَيْهِنَّ أَعْنَاقُ الريَاحِ الْحَرَاجِفِ
تصابيتْ واستعبرتْ حتى تناولتْ
لِحَى الْقَوْمِ أَطْرَافُ الدُّمُوعِ الذَّوارِفِ
وُقُوفاً عَلى َ مَطْمُوسَة ٍ قَطَعَتْ بِهَا
نوى الصَّيفِ أقرانَ الجميعِ الأوالفِ
قلائصَ لا تنفكَّ تدمى أنوفها
على طللٍ منْ عهدِ خرقاءَ شاعفِ
كما كنتَ تلقى قبلُ في كلِّ منزلٍ
عَهِدْتَ بِهِ مَيّاً فَتِيٍّ وَشَارِفِ
إِذَا قُلْتُ قَلْبِي بَارِىء ٌ لبَّسَتْ بِهِ
سقاماً مراضُ الطَّرفِ بيضُ السَّوالفِ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافِ الْخُصُورِ مُشْرِفَاتُ الرَّوَادِفِ
فَمَا الشَّمْسُ يَوْمَ الدَّجْن وَالسَّعْدُ جَارُهَا
بَدَتْ بَيْنَ أَعْنَاقِ الْغمَامِ الصَّوآئِفِ
ولا مخرفٌ فردٌ بأعلى صريمة ٍ
تصدَّى لأحوى مدمعِ العينِ عاطفِ
بِأَحْسَنَ مِنْ خَرْقَآءَ لَمَّا تَعَرَّضَتْ
لنا يومَ عيدٍ للخرائدِ شائفِ
سرى موهناً فالتمَّ بالرَّكبِ زائرٌ
لخرقاءَ واستنعى هوى ً غيرَ عازفِ
فَبِتْنَا كَأَنَّا عِنْدَ أَعْطَافِ ضُمَّرٍ
قدْ غوّرتْ أيدي النُّجومِ الرَّوادفِ
أَتَتْنَا بِرَيَّا بُرْقَة ٍ شَاجِنِيَّة ٍ
حشاشاتُ أنفاسِ الرِّياحِ الزَّواحفِ
دهاسِ سقتها الدَّلو حتى تنطَّقتْ
بِنَوْرِ الْخَزَامَى فِي التِّلاعِ الْجَوَآئِفِ
وعيناءَ مبهاجٍ كأنَّ إزارها
عَلى َ وَاضِحِ الأَعْطَافِ مِنْ رَمْلِ عَاجِفِ
تَبَسَّمَ عَنْ أَحْوَى اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِي السَّوَآئِفِ
دعتني بأسبابِ الهوى ودعوتها
بِهِ مِنْ مَكَانِ الإِلْفِ غَيْرِ الْمُسَاعِفِ
وعوصاءِ حاجاتٍ عليها مهابة ٌ
أطافتْ بها محفوفة ٍ المخاوفِ
حمى ً ذاتِ أهوالِ تخطَّيتُ دونها
بِأَصْمَعَ مِنْ هَمِّي حِيَاضَ الْمَتَالِفِ
وأشعثَ قدْ نبَّهتهُ عندَ رسلة ٍ
طليحينِ بلوي شقَّة ٍ وتنائفِ
يئنُّ إلى مسِّ البلاطِ كأنَّما
يراهُ الحشايا في ذواتِ الزَّخارفِ
ثَنَى بَعْدَ مَا طَالَتْ بِهِ لَيْلَة ُ السُّرى
وبالعيسِ بينَ اللاَّمعاتِ الجفاجفِ
يداً غيرَ ممحالٍ لخدٍّ ملوَّحٍ
كَصَفْحِ الْيَمَانِي فِي يَمِينِ الْمُسَآئِفِ
وأشقرَ بلَّى وشيهُ خفقانهُ
على البيضِ في أغمادها والعطائفِ
وأحوى كعيمِ الضَّالِ أطرقَ بعدما
حَبَا تَحْتَ فَيْنَانٍ مِنَ الظِّلِ وَارِفِ
فقامَ إلى حرفٍ طواها بطيِّهِ
بها كلَّ لمَّاعٍ بعيدَ المساوفِ
أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّواجِفِ
وألوحُ شمٍّ مشرفاتِ الحناجفِ
وَأَغْضَفَ قَدْ غَادَرْتُهُ وَادَّرَعْتُهُ
بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوَامِ جَمِّ الْعَوَازِفِ
بعيدٍ منَ المسقى تصيرُ بجوزهِ
إِلى َ الْهَطْلِ هِزَّاتُ السَّمَامِ الْغَوَارِفِ
وَقَمَّاصَة ٍ بِالآلِ دَاوَيْتُ غَوْلَهَا
مِنَ الْبُعْدِ بالْمُدْرَ نْفِقَاتِ الْخَوَانِفِ
قَمُوسِ الذُّرَى تِيهٍ كَأَنَّ رِعَانَهَا
مِنَ الْبُعْدِ أَعْنَاقُ الْعِيَافِ الصَّوَادِفِ
إِذَا احْتَفَّتِ الأَعْلاَمُ بِالآلِ وَالْتَقَتْ
أنابيبُ تنبو بالعيونِ العوارفِ
عسفتُ اللَّواتي تهلكُ الرِّيحُ بينها
كلالاً وجنَّانُ الهبلِّ المسالفِ
بِشُعْثٍ عَلى َ أَكْوَارِ شُدْقٍ رَمَى بِهِمْ
رهاءَ الفلا نأيُ الهمومِ القواذفِ
تُسَامِي عَثَانِينَ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي
بنا بينها أرجاءُ خوقٍ نفانفِ
إِذَا كَافَحَتْنَا نَفْحة ٌ مِنْ وَدِيقَة ٍ
ثنينا برودِ العصبِ فوقَ المراعفِ
وَمُغْبَرَّة ِ الأَفْيَافِ مَسْحُولَة ِ الْحَصَى
دياميمها موصولة ٌ بالصَّفاصفِ
صدعتُ وأشلاءُ المهارى كأنَّها
دلاءٌ هوتْ دونَ النِّطافِ النَّزائفِ
بخوصٍ منَ استعراضها البيدَ كلَّما
حدا الآل حدُّ الشَّمسِ فوقَ الأصالفِ
مَسَتْهُنَّ أَيَّامُ الْعَبُورِ وَطُولُ مَا
خَبطْنَ الصُّوَى بِاْلمُنْعَلاَتِ الرَّوَاعِفِ
وجذبُ البرى أمراسَ نجلانَ رُكِّبتْ
ومطوُ العرى في مجفراتٍ كأنَّها
تَوَابِيتُ تُنْضِي مُخْلِصَاتِ السَّفَآئِفِ
برى النَّحزُ منها عنْ ضلوعٍ كأنَّها
بِمُخْلَوْلِقِ الأَزْوَارِ عُوجُ الْعَطَآئِفِ
يَمَانِيَة ٌ صُهْبٌ تُدَمِّي أُنُوفَهَا
إذا جدَّ منْ مرفوعها المتقاذفُ
إذا فرقدُ الموماة ِ لاحَ انتضلنهُ
بِمَكْحُوَلة ِ الأَرْجَآءِ بِيضِ الْمَوَاكِفِ
رَمَتْهَا نُجُومُ الْقَيْظِ حَتَّى كَأَنَّهَا
أواقيُّ أعلى دهنها بالمناصفِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
صُهَابِيَّة ُ الأَعْرَافِ عُوجُ السَّوَالِفِ
وصلنا بها الأخماسَ حتى تبدَّلتْ
مِنَ الْجَهْلِ إِحْلاَماً ذَوَاتُ الْعَجَارِفِ
تَرَى كلَّ شِرْوَاطٍ كَأَنَّ قُتُودَهَا
على مكدمٍ عاري الصَّبييَّنِ صائفِ
مُرِنِّ الضُحَى طَاوٍ بَنَى صَهَواتِهِ
رَوَايَا غَمَامِ النَّثْرَة ِ الْمُتَرَادِفِ
يصكُّ السَّرايا منْ عناجيجَ شفَّها
هبوبُ الثُّريَّا والتزامُ التَّنائفِ
إِذَا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَآءَ قِلْوَة ٍ
حداها بجلجالٍ منَ الصَّوتِ جادفِ
وَهَيْجُ التَّنَاهِي وَاطِّرَادٌ مِنَ السَّفَا
وَتَشْلاَلُ مَخْطُوفِ الْحَشَا مُتَجَانِفِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
رقم القصيدة : 20565
-----------------------------------
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
بأدعاصِ حوضى المعنقاتُ النَّوادرُ
لِمَيٍّ كَأَنَّ الْقَطْرَ وَالرَّيحَ غَادَرَا
وحولاً على جرعائها بدرَ ناشرِ
أهاضيبُ أنواءٍ وهيفاءَ جرتا
على الدَّارِ أعرافِ الحبالِ الأعافرِ
وثالثة ٌ تهوي منَ الشَّامِ حرجفٌ
لها سننٌ فوقَ الحصى بالأعاصرِ
وَرَابِعَة ٌ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَجْفَلَتْ
عَلَيْهَا بِدَقْعَآءِ الْمِعَى فَقُرَاقِرِ
فَحَنَّتْ بِهَا النُّكْبُ السَّوَافِي فَأَكْثَرَتْ
حَنِينَ اللِّقَاحِ الْقَارِبَاتِ الْعَوَاشِرِ
فَأَبْقَيْنَ آيَاتٍ يَهِجْنَ صَبَابَة ً
وَعَفَّيْنَ آيَاتٍ بِطُولِ التَّعَاوُرِ
نَعَمْ هَاجَتِ الأطْلاَلُ شَوْقاً كَفَى بِهِ
منَ الشَّوقِ إلاَّ أنَّهُ غيرَ ظاهرِ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
بِذي الرّمْثِ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِ ذَاكِرِ
حياءً وإشفاقاً منَ الرَّكبِ أنْ يروا
دَلِيلاً عَلَى مُسْتَودَعَاتِ السَّرَائِرِ
لمية َ إذا ميٌّ معانٌ تحلَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
إذا خشيتْ منهُ الصَّريمة َ أبرقتْ
لهُ برقة ً منْ خلِّبٍ غيرِ ماطرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
على أمِّ خشفٍ منْ ظباءِ المشافرِ
تَثَوَّرَ فِي قَرْنِ الضُّحَى مِنْ شَقِيقَة ٍ
فَأَقْبَلَ أَوْ مِنْ حِضْنِ كَبْدَاءَ عَاقِرِ
حُزَاوِيَّة ٌ أَوْ عَوْهَجٌ مَعْقُليَّة ٌ
ترودُ بأعطافِ الرِّمالِ الحرائرِ
رأتْ راكباً أو راعها لفواقهِ
صويتٌ دعاها منْ أعيَّسَ فاترِ
إِذَا اسْتَوْدَعَتْهُ صَفْصَفاً أَوْ صَرِيمَة ً
تَنَحّتْ وَنَصَّتْ جِيدَهَا بِالْمَنَاظِرِ
حذاراً على وسنانَ يصرعهُ الكرى
بِكُلّ مَقِيلٍ عَنْ ضِعَافٍ فَوَاتِرِ
إِذَا عَطَفَتْهُ غَادَرَتْهُ وَرَآءَهَا
بِجَرْعَآءَ دَهْنَاوِيَّة ٍ أَوْ بِحَاجِرِ
وَتَهْجُرُهُ إِلاَّ اخْتِلاَساً نَهَارَهَا
وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ رَهْبَة َ الْعَيْنِ هَاجِرِ
حذارَ المنايا خشية َ أنْ يفتنها
بِهِ وَهْيَ إِلاَّ ذَاكَ أضْعَفُ نَاصِرِ
وَيَوْمٍ يُظِلُّ الْفَرْخُ فِي بِيْتِ غَيْرِهِ
لهُ كوكبٌ فوقَ الحدابِ الظَّواهرِ
تَرَى الرَّكْبَ فِيهِ بِالْعَشِيِّ كَأَنَّمَا
يُدَانُونَ مِنْ خَوْفٍ خَصَاصَ الْمَحَاجِرِ
تلثَّمتُ فاستقبلتهُ ثمَّ مثلهُ
ومثليهِ خمساً وردهُ غيرَ قادرِ
وماءِ كماءِ السُّخدِ ليسَ لجوفهِ
سَوَآءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ
صرى آجنٌ يزوي لهُ المرءُ وجههُ
لو ذاقهُ الظَّمآنُ في شهرِ ناجرِ
وَرَدْتُ وَأَغبَاشُ السَّوَادِ كَأَنَّهَا
سَمادِيرُ غَشْيٍ فِي الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
بركبٍ سروا حتى كأنَّ اضطرابهمْ
عَلَى شُعَبِ الْمَيْسِ اضْطِرَابُ الْغَدائِرِ
تَعَادَوْا بِيَهْيَا مِنْ مُدَارَكَة ِ السُّرَى
على غائراتِ الطَّرفِ هدرُ المشافرِ
كأنَّا تغنِّي بيننا كلَّ ليلة ٍ
جَدَاجِدُ صَيْفٍ مِنْ صَرِيرِ الْمَآخِرِ
على رعلة ٍ صهبِ الذّفارى كأنَّها
قطاً باصَ أسرابَ القطا المتواترِ
شججنَ السُّرى حتى إذا قالَ صحبتي
وَحَلَّقَ أَرْدَافُ النَّجُومِ الْغَوآئِرِ
كَأَنَّ عَمُودَ الصُّبْحِ جِيدٌ وَلَبَّة ٌ
وراءَ الدُّجا منْ حرَّة ِ اللَّونِ حاسرِ
جَنَحْنَ عَلَى أَجْوَازِهِنَّ وَهَوَّمُوا
سحيراً على أعضادهنَّ الأياسرُ
ألاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ بِالْبِينِ بَعْدَمَا
مَضَى اللَّيْلِ إِلاَّ خَطَّ أْبْلَقَ جَاشِرِ
سرتْ تخبطُ الظَّلماءَ منْ جانبي قساً
فأحببْ بها منْ خابطِ اللِّيلِ زائرِ
إِلَى فِتْيَة ٍ مِثْلِ السُّيُوفِ وَأَيْنُقٍ
ضوامرَ منْ آلِ الجديرِ وداعرِ
جذبنَ البرى حتى شدفنَ وأصعرتْ
أنوفُ المهارى لقوة ً في المناخرِ
وفِي الْمَيْسِ أَطْلاَحٌ تَرَى فِي خُدُودِهَا
تلاعاً لتذارفِ العيونِ القواطرِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازة ٍ
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
وَكَمْ عَرَّسَتْ بَعْدَ السُّرَى مِنْ مُعَرَّسٍ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
إذا اعتسَّ فيهِ الذِّئبُ لمْ يلتقطْ بهِ
منَ الكسبِ إلاَّ مثلَ ملقى المشاجرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
مُعَرَّسُ خَمْسٍ مِنْ قَطاً مُتَجاوِرِ
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَينِ وَفَرْدَة ً
حَرِيداً هِيَ الْوُسْطَى بِصَحْرَآءَ حَائِرِ
وَمَغْفَى فَتى ً حَلَّتْ لَهُ فَوْقَ رَحْلِهِ
ثَمَانِيَة ً جُرْداً صَلاَة ُ الْمَسَافِرِ
وبينهما ملقى ً زمامٍ كأنَّهُ
فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
سوى وطأة ٍ في الأرضِ منْ غيرِ جعدة ٍ
ثَنَى أَخْتَهَا فِي غَرْزِ عَوْجَآءَ ضَامِرِ
وَمَوْضِعِ عِرْنينٍ كَرِيمٍ وَجَبْهَة ٍ
إِلَى هَدَفٍ مِنْ مُسْرعٍ غَيْرِ فَاجِرِ
طَوَى طَيَّة ً فَوْقَ الْكَرَى جَفْنَ عَيْنهِ
عَلَى رَهَبَاتٍ مِنْ جَنَانِ الْمُحَاذِرِ
قليلاً كتحليلِ الألى ثمَّ قلَّصتْ
بهِ شيمة ٌ روعاءُ تقليصَ طائرِ
إِلَى نِضْوَة ٍ عَوْجَآءَ واللَّيْلُ مُغْبِشٌ
مَصَابِيحَهُ مِثْلَ الْمَهَا وَالْيَعَافِرِ
قَدِ اسْتَبْدَلَتْ بِاْلِحلْمِ جهْلاً وَرَاجَعَتْ
وثوباً سديداً بعدَ وثبٍ مبادرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا
بوهبينَ آثارُ العهادُ البواكرِ
فَمَا زِلْتُ أَكْسُو كُلِّ يَوْمٍ سَرَاتَهَا
خَصَاصَة مَعْلُوفٍ مِنْ الْمِيْسِ قَاتِرِ
وأرمي بها الأهوالَ حتى أحلتها
وسوَّيتها بالمحرثاتِ الحدابرِ
وَصَارَتْ وبَاقِي الْنَّقْي مِنْ خَلْفِ عَيْنَها
وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
إذا حثَّهنَّ الرَّكبُ في مدلهمَّة ٍ
أَحَادِيِثُهَا مِثْلُ اصْطِخَابِ الصَّرَآئِرِ
تياسرنَ عنْ جديِ الفراقدِ في السُّرى
ويامنَّ شيئاً عنْ يمينِ المغاورِ
حَرَاجِيجُ أَشْبَاهٌ علَيْهِنَّ فِتْيَة ٌ
بأوطانِ أهليهمْ وحوشُ الأباعرِ
يحلَّونَ منْ وهبينَ أو منْ سويقة ٍ
مشقَّ السَّوابي عنْ أنوفِ الجآذرِ
أَعَارِيبُ طُورِيُّونَ مِنْ كُلِّ قَرْيَة ٍ
يحيدونَ عنها منْ حذارِ المقادرِ
لِمَيَّة َ إِذْ مَيٌّ مَعَانٌ تَحُلُّهُ
على كلِّ هولٍ منْ جنانِ المخاطرِ
أَقُولُ بِذِي الأَرْطَى لَهَا إِذْ رَحَلْتُهَا
لِبَعْضِ الْهُمُومِ الِّنازِحَاتِ الْمَزَاوِرِ
عَشِيَّة َ حَنَّتْ فِي زِمَامِي صَبَابَة ً
إِلَى إِبِلٍ تَرْعَى بِلاَدَ الْجَآذِرِ
سَتَسْتَبْدِلِينَ الْعَامَ إِنْ عِشْتُ سَالِماً
إِلَى ذَاكَ مِنْ إِلْفِ الْمَخَاضِ الْبَهَازِرِ
قلوصينَ عوجاوينَ بلَّى عليهما
هَواءُ السُّرَى ثُمَّ اقِتْرَاحَ الْهَوَاجِرِ
مَنَنَّاهُمَا بِالْخِمْسِ وَالْخِمْسِ قبْلَهُ
وَبِالْحَلّ وَالتَّرْحَالِ أيَّامَ نَاجِرِ
وَبِالسَّيْرِ حَتَّى مَا تَحِنَّانِ حَنَّة ً
إِلَى قَارِبٍ آتٍ وَلاَ إِثْرِ صَادِرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا
بِلاَ زَمِّ تَقْيِيدٍ وَلاَ صَوْتِ زَاجِرِ
طَوَيْنَاهُمَا حَتَّى إِذَا مَا أُنِيخَتَا
مُنَاخاً هَوَى بَيْنَ الْكُلَى وَالْكَرَاكِرِ
أراني إذا ما الرَّكبُ جابوا تنوفة ً
تُكَسَّرُ أَذْبَابُ الْقِلاَصِ الْعَوَاسِرِ
كَأَنَّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَخْنَسَ أَقْفَرَتْ
لَهُ الزُّرْقُ إِلاَّ مِنْ ظِبَآءٍ وَبَاقِرِ
أحمَّ الشَّوى فرداً كأنَّ سراتهُ
سنا نارِ محزونٍ بهِ الحيُّ ساهرُ
نَمَى بَعْدَ قَيْظٍ قَاظَهُ بِسُوَيْقَة ٍ
عليهِ وإنْ لمْ يطعمْ الماءَ قاصرِ
إلِى َ مُسْتَوَى الْوَعْسَاءِ بَيْنَ حُمَيِطٍ
وبينَ حبالِ الأشميمنِ الحوادرِ
فظلَّ بعيني قانصِ كانَ قصَّهُ
منَ المغتدى حتى رأى غيرَ ذاعرِ
يرودُ الرُّخامى لا يرى مسترادهُ
بِبَلُّوقَة ٍ إِلاَّ كَبِيرُ الْمَحَافِرِ
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى وَيَخْفَى بَرِيقُه
إذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ الْمَشَاعِرِ
فَلَمَّا كَسَا اللَّيْلُ الشُّخُوصَ تَحَلَّبَتْ
عَلَى ظَهْرِهِ إِحْدَى َ اللَّيَالِي الْمَوَاطِرِ
وَهَاجَتْ لَهُ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ حَرْجَف
تَوَجَّهُ أَسْبَاطَ الْحُقُوفِ التيَاهِرِ
وقدْ قابلتهُ عوكلاتٌ عوانكٌ
رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غَيْرَ الْمَآزِرِ
تُنَاصِي أعَالِيهِنَّ أَعْفَرَ حَابِياً
كقرمِ الهجانِ المستشيطِ المخاطرِ
فَأَعْنَقَ حَتَّى اعْتَامَ أَرْطَاة َ رَمْلَة ٍ
مُحَفَّفَة ً بِالْحَاجِزَاتِ السَّوَاتِرِ
فَبَاتَ عَذُوباً يَحْدُرُ الْمُزْنُ مَآءَهُ
عَلَيَّهِ كَحْدرِ اللُّؤلُؤِ الْمُتَنَاثِرِ
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
رقم القصيدة : 20566
-----------------------------------
أما استحلبت عينيكَ إلاَّ محلَّة ٌ
بجمهورِ حزوى أو بجرعاءِ مالكِ
أَنَاخَتْ رَوَايَا كُلُّ دَلْوِيَّة ٍ بِهَا
وّكُلِّ سِمَاكِيٍّ مُلِثِّ الْمبَارِكِ
بِمُسْتَرْجِفِ الأَرْطَى كَأَنَّ عَجَاجَهُ
مِنَ الصَّيْفِ أَعْرَافُ الْهِجَانِ الأَوَارِكِ
فلمْ يبقَ إلاَّ دمنة ٌ هارَ نؤيها
وجيفُ الحصى بالمعصفاتِ السَّواهكِ
أَنَخْنَا بِهَا خَوصَاً بَرَى النَّصُّ بُدْنَهَا
وَأَلْصَقَ مِنْهَا بَاقِيَاتِ الْعَرَائِكِ
تذكُّرَ أُلاَّفٍ أتى الدَّهرُ دونها
وما الدَّهرُ والاُلاَّفُ إلاَّ كذلكِ
كَأَنَّ عَلِيْهَا سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ
لَنَا وَلَكُمْ يَا مَيُّ أَمْسَتْ نِعَاجُهَا
يُمَاشِينَ أُمَّاتِ الرِّئَالِ الْجَوَاتِكِ
فيا منْ لقلبٍ لا يزالُ كأنَّهُ
مِنَ الْوَجْدِ شَكَّتْهُ صُدُورُ النَّيَازِكِ
وَلِلْعَيْنِ لاَ تَنْفَكُّ يَنْحَى سَوَادُهَا
على إثرِ حادٍ حيثُ حاذرتُ سالكِ
إِذَا مَا عَلاَ عَبْرَاً تَعَسَّفَ جَفْنُهَا
أَسَابِيُّ لاَ نَزَرٍ وَلاَ مُتَمَاسِكِ
وما خفتُ بينِ الحيِّ حتى تصدَّعتْ
عَلَى أَوْجُهٍ شَتَّى حُدُوجُ الشَّكَائِكِ
على كلِّ موَّارٍ أفانينُ سيرهِ
شَؤُوٍّ لأَبْوَاعِ الْجَوَاذِي الرَّوَاتِكِ
مَنَاكِبُهُ أَمْثَالَ هُدْبِ الدَّرَانِكِ
درفسٍ رمى روضُ القذافينِ متنهُ
بأعرفَ ينبو بالحنيَّينِ تامكُ
كأنَّ على أنيابهِ كلَّ سدفة ٍ
صياحَ البوازي منْ صريفِ اللَّوائكِ
إذا ردَّ في رقشاءَ عجّاً كأنَّهُ
عَزِيفٌ جَرَى بَيْنَ الْحُرُوفِ الشَّوَابِكِ
وَفِي الْجِيرَة ِ الْغَادِينَ مِنْ غَيْرِ بَغْضَة ٍ
أَمَا وَالَّذِي حَجَّ الْمُلَبُّونَ بَيْتَهُ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافُ الْحَشَا تَحْتَ الثُّدِيِّ الْفَوَالِكِ
كأنَّ الفرندَ الخسروانيَّ لثنهُ
بأعطافِ أنقاءِ العقوقِ العوانكِ
تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الْغَزَالَة ِ بَعْدَمَا
ترشَّفنَ درَّاتِ الذَّهابِ الرَّكائكِ
إذا غابَ عنهنَّ الغيورُ وأشرقتْ
لَنَا الأرْضُ فِي الْيَوْمِ الْقَصِيرِ الْمُبَارَكِ
تهلَّلنَ واستأنسنَ حتى كأنَّما
تهلُّلُ أبكارِ الغمامِ الضَّواحكِ
إِذَا ذَكَّرَتْكَ النَّفْسُ مَيَّاً فَقُلْ لَهَا
أَفِيقِي فَأَيْهاتَ الْهَوَى مِنْ مَزَارِكِ
وما ذكركِ الشيءَ الذي ليسَ راجعاً
بهِ الوجدُ إلاَّ خفقة ٌ منْ خبالكِ
أما والذي حجَّ المهلُّونَ بيتهُ
شلالاً، ومولى كلِّ باقٍ وهالكِ
وَرَبِّ الْقِلاَصِ الْخُوصِ تَدْمَى أُنُوفُهَا
بنخلة َ والسَّاعينَ حولَ المناسكِ
لئنْ قطعَ اليأسُ الحنينَ فإنَّهُ
لقدْ كنتُ أهوى الأرضَ ما يستفزَّني
لَهَا الشَّوْقُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنْ دِيَارِكِ
أُحِبُّكِ حُبَّاً خَالَطَتْهُ نَصَاحَة ٌ
وَإِنْ كُنْتُ إِحْدَى اللاَّوِيَاتِ الْمَوَاعِكِ
كأنَّ على فيها إذا ردَّ روحها
إلى الرأسِ روحُ العاشقِ المتهالكِ
خُزَامَى اللِّوَى هَبَّتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَمَا
علا نورها مجُّ الثَّرى المتداركِ
ومقوَّرة ِ الألياطِ ممَّا ترجَّحتْ
بركبانها بينَ الخروقِ المهالكِ
وشعثٍ يشجونَ الفلا في رؤوسهِ
إِذَا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ
رَمَيْتُ بِهِمْ أَثْبَاجَ دَاجٍ تَخَدَّرَتْ
بِهِ الْقُورُ يَثْنِي زُمَّلَ الْقَوْمِ حَالِكِ
إِذَا وَقَّعُوا وَهْنَاً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْ
مِنَ الْجَهْدِ أَنْفَاسُ الرِّيَاحِ الْحَوَاشِكِ
خُدُودَاً جَفَتْ فِي السَّيْرِ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُبَاشِرْنَ بِالْمَعْزَآءِ مَسَّ الأَرَائِكِ
ونومٍ كحسوِ الطَّيرِ نازعتُ صحبتي
عَلَى شُعَبِ الأَكْوَارِ فَوْقَ الْحَوَارِكِ
تمطَّوا على أكوارها كلَّ طلمة ٍ
وَيَهْمَآءَ تَطْمِي بِالنُّفُوسِ الْفَوَاتِكِ
إذا صكَّها الحادي كما صكَّ أقدحُ
تَقَلْقَلْنَ فِي كَفِّ الْخَلِيعِ الْمُشَارِكِ
يكادُ المراحُ الغربُ يمسي غروضها
وقدْ جرَّدَ الأكتافَ مورُ المواركِ
بنغَّاضة ِ الأكتافِ ترمي بلادها
بِمِثْلِ المَرَائِي فِي رُؤُوسٍ صَعَالِكِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَهِلْبَاجَة ٍ لاَ يُصْدِرُ الْهَمَّ رَامِكِ
صَقَعْنَا بِهَا الْحِزَّانِ حَتَّى تَوَاضَعَتْ
قَرَادِيدُهَا إِلاَّ فُرُوعَ الْحَوَارِكِ
مَصَابِيحُ لَيْسَتْ بِاللَّوَاتِي تَقُودُهَا
نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالكِ
كَأَنَّ الْحُدَاة َ اسْتَوْفَضُوا أَخْدَرِيَّة ً
موشَّحة َ الأقرابِ سمرَ السَّنابكِ
نَئِفْنَ النَّدَى حَتَّى كَأَنَّ ظُهُورَهَا
بِمُسْتَرْشَحِ الْبُهْمَى ظُهُورُ الْمَدَارِكِ
جَرَى النَّسْىء ُ بَعْدَ الصَّيْفِ عَنْ صَهَوَاتِهَا
بِحَوْلِيَّة ٍ غَادَرْنَهَا فِي الْمَعَارِكِ
تمزَّقُ عنْ ديباجٍ لونٍ كأنَّهُ
شَرِيجٌ بِأَنْيَارِ الثِّيَابِ الْبَرَانِكِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
خِفَافُ الْخُطَى مُطْلَنْفِئَاتُ الْعَرَائِكِ
إِذَا مَا رَمَيْنَا رَمْيَة ً فِي مَفَازَة ٍ
عراقيبها بالشَّيظميِّ المواشكِ
سعى وارتضحنَ المروَ حتى كأنَّهُ
خذاريفُ منْ قيضِ النِّعامْ التَّرائكِ
إذا اللَّيلُ عنْ نشزٍ تجلَّى رمينهُ
بمثالِ أبصارِ النِّساءِ الفواركِ
أَذَاك تَرَاهَا أَشْبَهَتْ أَمْ كَأَنَّهَا
بِجَوزِ الْفَلاَ خُرْسُ الْمَحَالِ الدَّوَامِكِ
بِهَا شَبَحَاً أَعْنَاقُهَا كَالسَّبَائِكِ
أَتَتْكَ الْمَهَارَى قَدْ بَرَى حَذْبُهَا السُّرَى
بِنَا عَنْ حَوَابِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
براهنَّ تفويزي إذا الآلُ أرقلتْ
بِهِ الشَّمْسُ إِزْرَ الْحَزُورَاتِ الْفَوَالِكِ
وَشَبَّهْتُ ضَبْرَ الْخَيْلِ شُدَّتْ قُيُودُهَا
تَقَمُّسَ أَعْنَاقِ الرِّعَانِ السَّوَامِكِ
وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِعَافَ وَغَرَّقَتْ
جَوَارِيهِ جُذْعَانَ الْقِضَافِ النَّوَابِكِ
وقلتُ: اجعلي أبوابَ الفراقدِ كلَّها
يميناً ومهوى النَّسرِ منْ عنْ شمالكِ