جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
رقم القصيدة : 20480
-----------------------------------
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
واغنم لذيذَ العيشِ قبلَ فواتِ
تمّ السرورُ بنا، فقم يا صاحبي
نستدركِ الماضي بنهبِ الآتي
تاقَتْ إلى شُربِ المُدامِ نُفوسُنا،
لا تذهبنّ بطالة ُ الأوقاتِ
تَوّجْ بكاساتِ الطَّلى هامَ الرُّبَى ،
في رَوضَة ٍ مَطلولة ِ الزّهَراتِ
تغدو سلافُ القطرِ دائرة ً بها،
والكأسُ دائرَة ً بكَفّ سُقاة ِ
من ذا أحقّ بها من الكاساتِ
تبتْ يدا من تابَ عن رشفِ الطلى ،
والكأسُ مُتّقِدٌ كخَدّ فَتاة ِ
تِبرِيّة ٌ لولا مُلازَمَتي لها
أصبحتُ معصوماً من الزلاتِ
تابعْ إلى أوقاتها داعي الصبا،
واعجبْ لما فيها من الآياتِ
تَمّمْ بها نَقصَ السّرورِ، فإنّها
عندَ الكِرامِ، تميمة ُ اللّذاتِ
تَركي لأكياسِ النُّضارِ جَهالَة ً،
خدُّ الغلامِ منمقٌ بنباتِ
تَبدو، وقد يَبدو النّدى بمتونِها
صدأً، فتلقطهُ يدُ النسماتِ
تَسري على صَفحاتِها رِيحُ الصَّبا،
بسَحائبٍ منهَلّة ِ العَبَراتِ
تَستَلّ فيها للبُروقِ صَوارِماً،
كَصَوارِمِ المَنصورِ في الغاراتِ
تعبٌ لتحصيلِ الثناءِ مجردٌ
للمجدِ عزماً صادقَ اللحظاتِ
تبعَ الهوى قومٌ، فكانَ هواه في
طلبِ العُلى وتجنبِ الشهواتِ
تَركَ الكَتائبَ في السبّاسبِ شُرَّداً،
فتَرى الزّمانَ مُقَيَّدَ الخُطَواتِ
تَمّتْ مَحاسِنُهُ بحُسنِ خَلاقِهِ،
وسنا، فزادَ الحسنُ بالحسناتِ
تاهتُ بهِ الدنيا، ولولا جوده،
كانَ الأنامُ هَباً بغَيرِ هِباتِ
تبكي خزائنهُ على أموالهِ،
من حرّ قلبٍ دائم الحسراتِ
تَتبَسّمُ الأيّامُ عندَ بُكائِها،
فكأنهنّ بها منَ الشماتِ
تسمو بهمتكَ ابنَ أرتقَ همة ٌ
حَفّتْ بألويَة ٍ من العَزَماتِ
تردي صروفَ الدهرِ وهيَ سواكنٌ،
إنّ السّكونَ لها من الحَركاتِ
تاقَتْ إلَيكَ قلوبُ قومٍ أصبَحَتْ
تلقي إليك معارقَ الفلواتِ
تركوا على شاطي الفُراتِ ديارَهم
وسعوا إليكَ، فأحدقوا بفراتِ
يُهدي إليكَ المادِحونَ جَواهراً،
منظومة ً كقلائدِ اللباتِ
تَحلُو صِفاتُكَ في القلوبِ، كأنّها
جاءَتْ لَمعنًى عارِضٍ في الذّاتِ
ته في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً،
تجلو الجفونَ وتملأُ الجفناتِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
رقم القصيدة : 20481
-----------------------------------
ثِقَتي بغَيرِ هَواكمُ لا تَحدُثُ،
ويَدي بحَبلِ وِصالكم تتَشَبّثُ
ثُبتَتْ مغارِسُ حبّكم في خاطرِي،
فهوَ القديمُ، وكلُّ حبٍّ مُحدَثُ
ثَنتِ العهودُ أعِنّتي عن غَيرِكم،
فعُقُودُها مَنظُومَة ٌ لا تُنكَثُ
ثَلَجَتْ على حِفظِ الوَدادِ قلوبُنا،
ولظى الهوى بضيائها يتأرثُ
ثَقُلَ الهَوَى ، وإن استُلذّ، فإنّه
داءٌ بهِ تبلى العظامِ وتشعثُ
ثوبٌ خلعتُ العزّ حينَ لبستُهُ،
إذ كان إذ ذُلُّ الصّبابة ِ يُورَثُ
ثلَبَ الورى عِرضي المَصون وحبّذا
لو صَحّ ما قالَ العِدى وتَحدّثُوا
ثاروا بنا، فطفقتُ حينَ أراهمُ،
حذراً أذكرُ ذكركم، وأؤنثُ
ثكلَ الورى طرفي المسهدَ فابعثوا
طيفَ الخيالِ إليّ، أو لا تبعثوا
ثَجّ الهَوى ، فأنا الغِريقُ بلُجّهِ،
لكِنّني بحِبالِكم أتَشَبّثُ
ثَلَمَ الهوى حدّي، وكنتُ مهنّداً
ماضي الغرارِ بغمدهِ لا يمكثُ
ثمّ اغتدتْ أيدي ابنِ أرتقَ قِصّتي،
كلٌّ بها، بينَ الأنامِ، يُحَدّثُ
ثبتُ الجنانِ يكادُ يبعثُ مرسلاً،
لو أن بعدَ محمدٍ من يبعثُ
ثغر الفلا من نورهِ متبسمٌ،
وفمُ الزمانِ بفضلهِ متحدثُ
ثَخُنتْ جراحُ النُّجلِ منهُ وبعدَها
وافى ووجهُ الحورِ أغبرُ أشعثُ
ثرمتْ ثغورُ الملكِ، لولا أنهُ
ينشي لها العدلَ العميمَ ويحدثُ
ثهلانُ، إن عدّ الحلومُ أو النهى ،
بحرٌ، إذا عدّ الندى والمبحثُ
ثمنُ البحارِ السّبعِ جُودُ يمينِه،
وجَبينُهُ للنّيرَينِ يثَلِّثُ
ثاني عنان الحادثاتِ، وفارسٌ
أمسَى جَوادُ الدّهرِ منهُ يَلهَثُ
ثوتِ الخطوبُ مخافة ً من بأسهِ،
صَرعى ، وذَلّ بها الزّمانُ الأحنَثُ
ثملٌ بصهباءِ السماحِ، فهمه
مالٌ يقسمُ، أو علومٌ تبحثُ
ثمراتُ مجدٍ مدّ نحوَ قطافِها
كفاً بإسداءِ الصنائعِ تعبثُ
ثَقّفتَ زَيغَ المُلكِ يا نجمَ الهُدى
بأسنة ٍ سمَّ المنية ِ تنفثُ
ثِبْ للعُلى واستَخدَمِ الدّهرَ الذي
إن تَدعُهُ لمُلِمّة ٍ لا يَلَبَثُ
ثُبنا إلَيكَ على هِجانٍ ضُمّرٍ،
شبهِ القِسيّ إلى حِماك تُحَثَّثُ
ثارتْ بنا تطوي القفارَ، فعندما
آنستُ ناركَ قلتُ للركبِ: أمكثوا
ثمّ اقتَسَمنا بالسّرورِ، وأُشرِكَتْ
في طيبِ بشرانا النياقُ الدلثُ
ثِقَة ً بأنّ يَدَ الرّدى ، إن غادَرتْ
مَيتاً، فعندَك بالمَكارِمِ يُبعَثُ
ثَبُتَتْ، ولو حلَفتْ بأنّك ناعشٌ
بنوالِكَ الأرواحَ لم تكُ تَحنَثُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
رقم القصيدة : 20482
-----------------------------------
جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
فعطرتْ سائرَ الأرجاءِ بالأرجِ
جَلَتْ عَلَينا مُحَيّاً لو جلَتهُ لَنا
في ظُلمَة ِ اللّيلِ أغنانا عن السُّرُجِ
جميلة ُ الوجهِ، لو أنّ الجمالَ بها
يولي الجميلَ لأشجتْ فودَ كلّ شجِ
جورية ُ الخدّ يحمى وردُ وجنتها
بحارسٍ من نبالِ الغنجِ والدعجِ
جازتْ إساءة َ أفعالي بمغفورة ٍ،
فكانَ غُفرانُها يُغني عنِ الحِجَجِ
جارَتْ لعِرفانِها أنّي المَريضُ بها،
فما عليّ إذا أذنبتُ من حرجٍ
جستْ يدي لترى ما بي فقلتُ لها:
كُفّي، فذاكَ جوًى لولاكِ لم يَهجِ
جفَوتنِي، فرأيتُ الصّبرَ أجملَ بي،
والصمتُ بالحبّ أولى بي من اللهجِ
جارَتْ لِحاظُكَ فينا غيرَ راحمة ٍ،
ولذّة ُ الحبّ جَورُ النّاظرِ الغَنِجِ
جوري فلا فرجاً لي من عذابكِ لي،
إلاّ يدَ الملكِ المنصورِ بالفرجِ
جوادُ كفٍّ تروعُ الدهرِ سطوتهُ،
فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مختلجِ
جَدّتْ لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمّتُه،
فالمُلكُ في رَقدَة ٍ، والحربُ في رَهَجِ
جنَتْ على مالِهِ أيدي مكارِمِه،
فَلا يَبيتُ بطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ
جهدُ المواهبِ أن تغنى خزائنهُ،
حتى كأنّ بها ضرباً من اللججِ
جَدّتْ إلَيهِ بَنُو الآمالِ مسرِعَة ً،
فأكثروا نحوهُ بالسعي والحججِ
جَونٌ إذا شِمتَ برقَ السيّفِ من يدِهِ
تَراهُ مُنبَلِجاً في كفّ مُنبلِجِ
جنَى ثمارَ المعالي حينَ حاولها،
بصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ من هَرَجِ
حالتْ قناة ُ المنايا في مضاربهِ،
فظلّ ينقصُ أبكاراً من المهجِ
جَزياً أبا الفَتحِ، غاياتِ الفَخارِ، فقد
أمسكتْ طلابهُ في مسلكٍ حرجِ
جَلَلَتَ حتى لوَ أن الصّبحَ لُحتَ بهِ
وقلتَ: قِفْ لا تَلجْ في اللّيلِ لم يَلجِ
جَرّدتَ أسيافَ نَصرٍ أنتَ جَوهرُها،
في حالكٍ من ظلامِ النقعِ منتسجِ
جَبَرتَ كسرَ المَعالي يا ابنَ بَجدَتِها
بها وقومتَ ما بالدينِ من عوجِ
جمارُ نارٍ، ولكن من عوائدها
اطفاءُ ما في صدورِ القومِ من وهَجِ
جوازِمٌ إن أرَدتَ البَطشَ كُنّ يَداً،
وإن رَقيتَ المَعالي كنّ كالدّرَجِ
جلَوتَ كَربَ الوَرى بالمكرُماتِ، كما
جلَوتَ تلكَ الرّدى بالمَنظَرِ البَهجِ
جعَلتَ جودَكَ دونَ الوَعدِ مُعترِضاً،
ووَعدُ غَيرِكَ ضِيقٌ غيرُ مُنْفَرِجِ
جئناكَ، يا ملكَ الدنيا، وواحدها،
نؤمّ بالدرّ نهديهِ إلى اللججِ
جُزنا البِلادَ، ولم نَقصِد سواك فتًى ،
مَن يَحظَ بالدُّرّ يَستَغنِ عن السّبَجِ
جمعتَ فضلاً، فلا فرقتهُ أبداً،
أنتَ الفريدُ وجلّ الناسِ كالمهجِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
رقم القصيدة : 20483
-----------------------------------
حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
واطرزْ بكأسٍ حلة َ الأفراحِ
حُثّ الكُؤوسَ إلى جُسومٍ أصبَحتْ
فيها المدام شريكة َ الأرواحِ
حاشِ المدامَ، وعاطني مشمولة ً،
ظلتْ فسادي وهيَ عينُ صلاحي
حمراءُ، لو تركَ السقاة ُ مزاجها،
أمستْ لنا عوضاً عن المصباحِ
حجبَ الحبابُ شعاعها، فكأنهُ
شفقٌ تلهبَ تحتَ ذيلِ صباحِ
حببٌ، تظلّ بهِ الكؤوسُ كأنها
خَصرُ الفَتاة ِ مُمَنطَقاً بوِشاحِ
حكمَ الزمانُ، وغضّ عنّا طرفه،
يا صاحِ لا تقنعْ بأنكَ صاحِ
حقُّ الصِّبا دينٌ علَيكَ فأدّهِ،
بالشربِ بينَ خمائلٍ ورداحِ
حاكَ الحَيا حُلَلَ الرّبيعِ، فعَطّرَتْ
نَشَرَ الصَّبا بأريجِها الفَيّاحِ
حللٌ، إذا بكتِ السحائبُ أشرقتْ
بخدودِ وردٍ، أو ثغورِ أقاحِ
حيّا الحيا بأريجها، فترنحتْ
أعطافُها من غَيرِ نَشوَة ِ راحِ
حملتْ، فأشرقَ زهرها، فكأنما
ضربتْ معاصمها يدُ القداحِ
حبكَ الهنا بسمائهنّ خمائلاً،
تنقضّ فيها أنجمُ الأقداحِ
حزنا السرورَ بها، وبتنا نجتلي
بنتَ الكُرومِ بغَيرِ عَقدِ نِكاحِ
حَلّى الزّمانُ بجُودِهِ أجيادَنا،
وسَخَا، فألبَسَنا ثيابَ مِراحِ
حتى انتهبنا العيشَ حتى كأنّه
مالُ ابنِ أرتقَ في يدِ المداحِ
حامي النّزيلِ، إذا ألَمّ برَبعِهِ،
مُحيي الأنامِ بجُودِهِ السّحّاحِ
حسُنَتْ بهِ الدّنيا، فكانَ أديمُها
عطلاً من التجميلِ والأوضاحِ
حكمٌ رضيتُ بهِ فمدّ سماحهُ
ضيقي، وحيّا جودهُ بفلاحي
حلتْ مكارمهُ عقالَ خصاصتي،
إذ راشَ من بَعدِ الخمولِ جَناحي
حاربتُ دهري، مذ حللتُ بربعهِ،
وجَعلتُهُ عندَ المَضيقِ سِلاحي
حسبي، إذا رمتُ الفخارَ من الورى ،
مغدايَ في أكنافهِ ورواحي
حملتَ، نجمَ الدينِ، أعناقَ الورى
منناً جساماً من ندى ً وسماحِ
حكمتَ في الأموالِ آمالَ العِدى ،
وجعلتَ شربَ المجدِ غيرَ صباحِ
حازَ العُلى ، فسرَى بصارِمِ عَزمِهِ
يُغنيكَ عن خَطّية ٍ وصِفاحِ
حزمٌ فتحتَ بهِ الأمورَ، وإنها
كالقفلِ محتاج إلى المفتاحِ
حجّتْ إليكَ بَنو الرّحيلِ لعِلمِهِم
حقاً بأنّكَ كَعَبَة ُ المُدّاحِ
حَرمٌ، إذا حَلّ الوُفُودُ برَبعِهِ،
قرنتْ عواقبُ سعيهم بنجاحِ
حمِدوكَ جُهدَ المُستَطيعِ، وأثبَتوا
لعُلاكَ شُكراً ما لَهُ مِن ماحٍ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
رقم القصيدة : 20484
-----------------------------------
خيالٌ سرى والنجمُ في القربِ راسخُ،
ألمّ، ومن دونِ الحبيبِ فراسخُ
خطاءٌ كماءِ البيدِ يجري، وبيننا
هضابُ الفيافي، والجبالُ الشوامخُ
خفيذ الخطى وافَى لينظرَ هل غفتْ
عُيوني وهل جفّتْ جفوني النّواضخُ
خفِ اللهَ، يا طيفَ الخيالِ، فإنها
بماءِ حَياتي لا بدَمعي فَواضخُ
خَطرَتَ إلى مَيتِ الغَرامِ، مكَلِّماً
له بعدما ناحتء عليهِ الصوراخُ
خَطيبٌ فهل عيسَى بنُ مَريمَ جاءَهُ
ليُنطِقَهُ أم أنتَ في الصّورِ نافِخُ
خضِ الليلَ وأقصد من أحبّ وقل له
سأكتمُ ما بي، وهوَ في القلبِ راسخُ
خشيتُ انفساخَ العهدِ عنّي، وإنني
لعَهدِكَ، لا واللَّهِ، ما أنا فاسخُ
خرجتُ مِنَ الدّنيا بودّكَ قانِعاً،
وأنتَ لأضدادي بوصلكَ راضخُ
خسرتَ، ولم تعلم بأنّ عزائمي
لأشباحِ حمي بالسرورِ نواسخُ
خَلا الملكُ المَنصورُ لي فأحَلّني
محلاًّ لهُ تعنو الجبالُ البواذخُ
خَطَتْ بي إلَيهِ هِمّتي، فوَرَدَتُهُ،
فلا السعيُ مذمومٌ ولا السورُ شامخُ
خلعتُ نعالَ الشكّ في قدسِ ربعهِ،
فمن تربهِ كفي لخديَّ لاطخُ
خلُصتُ مِن الأهوابِ لمّا لَقيتُهُ،
فبِتُّ مَنيعاً، والخطوبُ شَوائخُ
خشيتُ على الآرائكِ سطوة َ بأسهِ،
وأطوادُ رضوى دونها والشمارخُ
خَليفَة ُ عَصرٍ ليسَ يُنسَخُ جودُه،
ويَغتاظُ منهُ مالُه المُتَناسِخُ
خصيبٌ إذا ما الأرضُ صوحَ نبتها،
حليمٌ، إذا أخفَى الملومُ الرواسخُ
خَلائقُهُ بيضٌ، إذا همّ قاصِدٌ،
وأسيافهُ حمرٌ، إذا همّ صارخُ
خِصالٌ حَواها من أبيهِ وجَدّهِ،
وأكسَبهُ أسيافُهُ والمَشايِخُ
خَزائنُهُ مَبذولَة ٌ، وأكفّهُ
بحارُ الندى ، ما بينهنّ برازخُ
خطابك، نجمَ الدينِ، خطبٌ على العدى
فكيفَ إذا سُلّتْ ظُباكَ النّواضِخُ
خشنتَ على الأعداءِ في الحربِ ملمساً،
وغصنكَ غضُّ في الشبيبة ِ شارخُ
خُلِقتَ رِضَى العَليا، ووَجهُك واضحٌ،
وجُودُكَ سَحاحٌ، ومَجدُكَ باذخُ
خبيرٌ بأمرِ الملكِ، عدلُكَ باسطٌ،
وعلمكَ فياضٌ، وحلمك راسخُ
خفضتَ للهى كي ترفعَ الذلّ بالندى ،
فأنتَ لآلِ الجُودِ بالجودِ ناسِخُ
خُصِصتَ بقَلبٍ في الشّدائدِ جامدٍ،
فزانَكَ كَفٌّ بالمَكارِمِ ناصِخُ
خذِ المدحَ مني، وابقَ للحمدِ سالماً،
هنيئاً لذكرٍ عرفهُ بكَ فائخُ
خَليٌّ، يصوغُ المَدحَ فيك قَلائِداً،
وينشدهُ راوٍ، ويكتبُ ناسخُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
رقم القصيدة : 20485
-----------------------------------
دمعٌ مزائدُ قطرهِ لا تجمدُ،
أنَّى ، ونارُ صَبابَتي لا تَخمَدُ
دامَ البعادُ، فلا أزالُ مكابداً
دَمعاً يَذوبُ، وزفرَة ً تَتَوَقّدُ
داءٌ تأبدَ في الفؤادِ مخيمٌ،
أعيا الأساة َ، وملّ عنه القودُ
دعني أموتُ بعدّ سكانِ الحمى
بصَبابَتي، كم جُهد، ما أتَجَلّدُ
دارَ الأحبة ِ جادَ مغناكَ الحيا،
وتُرابُ رَبعِكِ للنّواظرِ إثمِدُ
دون ازدياركِ خوضُ أغمارِ الردى ،
والسمرُ تشرعُ، والصفاحُ تجردُ
دِمَنٌ لنا في الجامعَينَ تَنَكّرَتْ،
من بعدها، أعلامها والمعهدُ
دَرَسَ الزّمانُ جديدَها بيَدِ البِلى ،
فالقَلبُ يَبلى ، والهوَى يتَجَدّدُ
دارتْ على سكانِها كأسُ الردَى ،
سكِروا بها فغَدا الزّمانُ يُعَربِدُ
دَعَتِ النّوى بفراقهم، فتَفَرّقوا،
وقضى الزمانُ ببينهم، فتبددوا
وهمتْ من الدهرِ الخؤونِ عليهمُ
نوبٌ على أيدي الزمانِ لها يدُ
دَهرٌ ذَميمُ الحالَتَينِ، فمَا بهِ
شيءٌ سوى جودِ ابنِ أرتقَ يحمدُ
دامَ الخلائقُ يمتطونَ بهِ العلى ،
ويَبيتُ منهُ الدّهرُ، وهوَ مُسَهَّدُ
درعٌ بهِ الملكُ العزيزُ مدرعٌ،
سيفٌ بهِ الدينُ الحنيفُ مقلدُ
داني النوالِ، فلا ينالُ مقامهُ،
قاضي المَنالِ، ورِفدُهُ لا يَبعُدُ
ديمُ الدماءِ تسحُّ من أسيافهِ
طَوراً، ويُمطِرُ من يَديهِ العَسجَدُ
دَفَعَ الخُطوبَ عن الأنامِ بعَدلِهِ،
ورعَى العِبادَ بمُقلَة ٍ لا تَرقُدُ
دَعْ مَن سِواهُ ولُذ بكَعبَة ِ جودِهِ،
فجنابهُ لذوي المطالبِ مقصدُ
دم في سماءِ الملكِ، يا نجمَ العلى ،
إنّ العبادَ لجودِ كفكَ أعبدُ
دَبّرتَ أمرَ المُسلمينَ، فطُوّقُوا،
بنداكَ، أطواقَ الحمامِ، فغردوا
داويتَ أضعافَ الصدورِ بصارمٍ،
ماءُ المَنُونِ بمتَنِهِ يَتجَعّدُ
دَبّتْ نِمالُ المَوتِ في شَفَراتِهِ،
وجرى الحمامُ بحدهِ يترددُ
داعٍ، إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
فالهامُ تركعُ والجماجمُ تسجدُ
دامي المَضارِبِ لو عكَستَ شُعاعَه
فوقَ الجبالِ، لذابَ منهُ الجلمدُ
دانَتْ لهُ الدّنيا فمَنظَرُ وَجهِها
طَلْقٌ، وخَدُّ الدّهرِ منهُ موَرّدُ
دُكّتْ بك الأرَضُونَ حينَ حلَلتَها
فعليكَ تغبطها السماءِ وتحمدُ
دنتِ المطيُّ بنا إليكَ بحدة ٍ،
فلها علينا منة ٌ لا تجحدُ
دانيتُ ربعكَ والأعادي شمتٌ،
فرجعتُ عنهُ والورى لي حسدُ
دُسْ هامَة َ العَلياءِ وابقَ مُمَلَّكاً
أبَداً يحلّ بكَ الزّمانُ ويَعقُدُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
رقم القصيدة : 20486
-----------------------------------
ذكرَ العهودَ فأسهرَ الطرفَ القذي
صبٌّ بغيرِ حديثكم لا يغتذي
ذاقَ الهَوى صِرفاً، فأعقَبَ قلبَه
فِكرَ الصُّحاة ِ، وسَكرَة َ المُتَنَبِّذِ
ذمّ الهوى لما تذكرَ إلفهُ،
بالجامعينِ،وحبلهُ لم يجذذِ
ذرّ النسيمُ عليهِ من أكنافهِ
نشرَ العَبيرِ فشاقَه العَرفُ الشّذِي
ذابتْ بكم، يا أهلَ بابلَ، مهجتي
فتَنَغّصتْ بالعَيشِ بَعدَ تَلَذّذِ
ذهبَ الوفا بعدَ الصفاءِ، فما عدا؟
وَعَدتُموني بالوِصالِ فَما الذِي؟
ذبلتْ غصونُ الودّ فيما بيننا،
وجرى الذي قد كان منه تعوذي
ذابَ الكرى عن ناصري بفراقكم،
ولكم جلوتُ بنوركم طرفي القذي
ذَلّتْ بكم روحي، وكنتُ مُمَنَّعاً
في صفوِ عَيشٍ عِزّهُ لم يُفلَذِ
ذُلٌّ عَلاني، والعداة ُ عزيزَة ٌ،
لو لم يكن جودُ ابنِ أرتقَ مُنقذِي
ذاكَ الذي بَسَطَ المُهَيمِنُ كَفّهُ
في أنعمِ الدنيا، وقال لها: خذي
ذو راحتَينِ: هما المَنيّة ُ والمُنى ،
يَسطو بتلكَ ويبذُلُ النّعمى بذِي
ذاكي العَزائمِ في جَلابيبِ التّقَى ،
ناشٍ، ومن ثديِ الفَضائل يَغتَذِي
ذَخَرَتْ خَزائنُه، فقالَ لها: انفدي،
وذكتْ عزائمُه فقال لها: انفُذِي
ذَلِقُ الفضائل هكذا فضلُ التّقَى ،
غدقُ البنان على الفصاحة ِ قد غذي
ذممُ الزمانِ بعدلهِ محفوظة ٌ،
فذمامهُ من غيرهِ لم يؤخذِ
ذاعتْ سرائرُ فضلهِ بينَ الورى ،
وسما الأنامُ بجودهِ المستحوذِ
ذرواتُ مجدِ لاتنالُ وهمة ٌ
طالتْ فكادتْ للكواكبِ تحتذي
ذُخرٌ لَنا في النّائباتِ ومَلجَأٌ،
مَن لم يَلُذ بجَنابِهِ لم يَنفُذِ
ذكري له راعَ الخطوبَ لأنني،
من كَيدِها بِسواهُ لم أتَعَوّذِ
ذهلتْ صروفُ الدهرِ منهُ فلم تجد
نَحوي لأسهُمِ كَيدِها من مَنفَذِ
ذُعرَ الزّمانُ وقال: هل من عاصِمٍ
منهُ ألوذُ بهِ؟ فقلتُ له: لُذِ
ذرْ عنكَ نجمَ الدينِ أشباحَ العدى ،
وعلى صميمِ قلوبهم فاستحوذِ
ذَكّرْ بهم سَهمَ القَضاءِ، فإنّهُ
بسِوَى الذي تَختارُهُ لم يَنفُذِ
ذَلّلتَ أعناقَ الطّغاة ِ بصارِمٍ،
بسوى الجَماجِمِ حدُّهُ لم يُشحَذِ
ذكرْ إذا شكتِ الظما شفراتهُ
في غيرِ يمّ دمائهم لم ينبذِ
ذا السعيُ قد قرتْ به عينُ الورى ،
فالمُلكُ يَزهو زِهوَة َ المُتَلَذّذِ
ذرتَ الزمانَ على الطغاة ِ وقد طغى ،
وجلوت طرفَ المكرُماتِ وقد قذِي
ذويتْ عداكَ ولا برحتَ منعماً،
عن رفدِ طلابِ الندى لم تجذذِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
رقم القصيدة : 20487
-----------------------------------
رقتْ لنا حينَ همّ الصبحُ بالسفرِ،
وأقبلتْ في الدجى تسعى على حذرِ
راضَ الهوى قلبها القاسي، فجادَ لنا،
وكانَ أبخلَ من تموزَ بالمطرِ
رأتْ غَداة َ النّوى نارَ الكَليمِ، وقد
شبتْ، ولم تبقِ من قلبي ولم تذرِ
رقتْ إلى الصبّ طولَ الوصلِ راقية ً،
فقلتُ: قد جئتَ يا موسَى على قدَرِ
ربيبَة ٌ لو تَراها عندَما سَفَرَتْ،
والبدرُ ساهٍ إليها سهوَ معتذرِ
رأيتَ بَدرَينِ من شمسٍ ومن قمَرٍ،
في ظلّ جِنحَينِ من ليلٍ ومن شعَرِ
رَشَفتُ بُردَ الحُمَيّا مِن مَراشِفِها،
فنَبّهَتني إلَيها نَسمة ُ السّحَرِ
رنتْ نجومُ الدجى نحوي فما نظرتْ
من يرشفُ الراحَ ليلاً من فمِ القمرِ
راقَ العِتابُ، فأبدتْ لي سرائرَها،
في لَيلَة ِ الوَصلِ بل في غُرّة ِ القَمَرِ
رَثَتْ فلَمّا رأتْ رُسلَ النّوى فغدَتْ
تُطيلُ عَتبي، وعمرُ اللّيلِ في قِصَر
رَحبٌ مَقامي بمغناها، فمُذ نَظَرَتْ
ذمّ المطيّ قضتْ للصفوِ بالكدرِ
ريعتْ لذمّ المطايا للسرَى قعدتْ،
وأحذرتني من الأهواليِ في سفري
رامتْ بذلكَ تخويفي، فقلتُ لها:
عِندي من الخُبرِ ما يُغني عن الخبرِ
رِدي، فَما ضَرّني هَولٌ أُكابدُهُ،
ونائلُ الملكِ المنصورِ في الأثرِ
رَبِّ النّوالِ، ومحمودِ الخِصالِ، ومِقـ
ـدامِ النزالِ، وأمنِ الخائفِ الحذرِ
راعي الأنامِ بعَينٍ غَيرِ راقدَة ٍ،
قد وُكّلَتْ في أُمورِ الملكِ بالسّهَرِ
رحبِ الذراعينِ لولا صبحُ غرتهِ،
لأصبحَ الجودُ فجراً غيرَ منفجرِ
راضٍ معَ السخطِ يبدي عزمَ منتقمٍ
للمنذبينَ، ويعفو عفوَ مقتدرِ
راحاتهُ مذ نشا في الملكِ قد عهدتْ
يومَ النّدى والرّدى بالنّفعِ والضّرَرِ
روى مَناقبَهُ الرّاوي، فقُلتُ لهُ:
جلوتَ سَمعي، فهل تَجلو به بصرِي
رحْ أيها الملكُ المنصورُ، واغدُ على
هامِ العُلى آمناً من حادثِ الغيرِ
رَسمتَ جوداً حكى الطّوفانَ فاعتصَمتْ
منهُ الخلائقُ بالألواحِ والدسرِ
رفقتَ بالناسِ في كلّ الأمورِ، فقد
أضحَى الزّمانُ إلَيهم شاخصَ رَ
ربوا لديكَ، فلولا أنّ بعضهمُ
تجلّ عنهُ، لقلنا: يا أبا البشرِ
رُعتَ العِدى بحُسامٍ لو عدَلتَ بهِ
عنهم، لأغناكَ عنهُ صارمُ القدرِ
رفعتَ ذكركَ في يومِ الهياجِ به،
فأذكرتني بحدّ الصارمِ الذكرِ
رمتْ إليكَ بنا هوجٌ مضمرة ٌ،
كأنها في الدجى قوسٌ بلا وترِ
راحتْ إلى جنة ٍ حلّ العفاة ُ بها
في الخُلدِ، واتّكأُوا فيها على سُرُرِ
رَجَعتَ أعتِبُ نَفسي في تأخّرِها
عَنها، طَوراً أُهَنّي النّفسَ بالظّفَرِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
رقم القصيدة : 20488
-----------------------------------
سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
وسعى يطوفُ بها على الجلاسِ
ساقٍ، فلو طرحَ المدامَ لأسكرتْ
صَهباءَ فاترِ طرفِهِ النّعاسِ
سكرانُ من خَمرِ الدّنانِ كأنّما
عبثَ النسيمُ بقدهِ المياسِ
سالَ العِذارُ على أسيلِ خُدودِهِ،
فغَدا يُسَيّجُ وردَها بالآسِ
ساوَى الرّفاقَ بشُربِها، حتى إذا
ثملَ المديرُ، وغابَ رشدُ الحاسي
سكنتْ مقرّ عقولهم، وتمكنتْ،
فغَدَتْ توَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ
سفرتْ فكانتْ تحتَ جلبابِ الدجى ،
تُغني عن المِصباحِ والمِقباسِ
سلتْ عليها للمزاجِ صوارمٌ،
لتروضَ منها الخلقَ بعدَ شماسِ
سَلِّ النّفُوسَ بقَهَوة ٍ دَيرِيّة ٍ،
كالشّمسِ تُشرِقُ في يَدِ الجُلاّسِ
سمها، ولا تبخل، إذا تجلو بها
خَوفاً منَ الإقتارِ والإفلاسِ
سمح كفوفكَ في الشراءِ، فرأينا
ثَقلُ الكؤوسِ وخفّة ُ الأكياسِ
سابق إلى جناتِ عدنٍ قد بدتْ
أزهارُها بغرائبِ خيرَ لباسِ
سَكِرَتْ قدودُ غصونِها فتَرنّمَتْ
ورقُ الحمامِ بأطيبِ الأنفاسِ
سجَعَتْ، فخِلنا الطّوقَ في أعناقِها
من ابنِ أرتُقَ في رِقابِ النّاسِ
سلطانُ عدلٍ بل خليفة ُ منصبٍ،
أحيَتْ مَناقبُهُ بَني العَبّاسِ
سَقِمَتْ بهِ مُهَجُ العُداة ِ، وطالَما
سَقِم الزّمانُ وكانَ نِعمَ الآسِي
سيفٌ أعزّ الدّينَ بَعدَ هَوانِهِ،
فبدتْ رسومُ ربوعهِ الأدراسِ
سارتْ لخسفِ الأرضِ قبُّ جيادهِ،
فأمَدّها مِن حِلمِهِ بِرَواسِ
سهلُ الخلائقِ لينٌ عندَ الندى ،
لكنهُ عندَ الشدائدِ عاسِ
سبقتْ عطاياهُ السؤالَ، فمالهُ
في مأتمٍ، والناسُ في أعراسِ
سنّ المواهبَ، والجهادَ، فدهرهُ
يومانِ: يومُ قرى ً ويومُ قراسِ
سعيٌ أساسُ المجدِ منهُ ثابتٌ،
والمَجدُ لا يُبنَى بغَيرِ أساس
سَهَدتَ، نجمَ الدّينِ، طرفَكَ للعلى ،
فحَفِظتَ دوحَتَها مِنَ الإيباسِ
سُرّتْ بسَعِيكَ، واطمأنتْ أنفسٌ
كانَتْ مِنَ الأيّامِ في وَسواسِ
سَعِدَتْ بكَ الدّنيا، وعادَ نِفارُها،
مِن بَعدِ وحشَتِها، إلى الإيناسِ
سدْ في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً
تسوي الخَلائقَ في النّدى وتُواسِي
سمحُ الأكفَ ترومُ نائلَك الوَرى ،
وتخافكَ الآسادُ في الأخياسِ
سَعدٌ أتاكَ من الإلَهِ مؤيَّد،
فاخلُد، ودُمْ في نِعمَة ٍ وغِراسِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
رقم القصيدة : 20489
-----------------------------------
شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،
لتُنعِشَنا من بَعدِ ما ضَمّنا نَعشُ
شُغِفنا بها، والعِزّ قَد مَدّ ظِلّهُ
علينا ووجهُ الأرضِ هشٌّ لنا بشٌّ
شقيقة ُ خدٍّ بالسرورِ مدرجٍ
بها، ولوقعِ الماءِ في خدها خدشُ
شهرنا عليها للمزاجِ صوارماً،
إذا عَمِلَتْ ما للجِراحِ بها أرشُ
شمولُ عقارٍ في أكفّ أهلة ٍ،
لها لهبٌ وهمُ الظلامِ بها يرشو
شعاعٌ غدا طرفُ المسرة ِ شاخصاً
إلَيهِ، وأحداقُ الهُمومِ بهِ عُمشُ
شددتُ بها أزرَ السرورِ، وزرتها
بفتيانِ صدقٍ ليسَ في ودهم غشُّ
شبابٌ، ولكن في العلومِ مشايخٌ،
إذا خُوطِبوا بَشّوا وإن سُئِلوا بشّوا
شهدنا زواجَ الراحِ والماءِ والندَى ،
عليهم نثارٌ، والرياضُ لهُ فرشُ
شدتْ، إذ بدتْ تجلى على كلّ قينة ٍ
كبِلقيسَ حُسناً، والجمالُ لها عرشُ
شربنا، وقد حاكَ الربيعُ مطارفاً
حِساناً لدَمعِ الطلّ من فَوقِها رَشّ
شباكٌ على خدّ الهضابِ يبثها
بكارٌ، وفي كفّ الوهادِ بها نقشُ
شممنا أريجاً من شذاً بأنيقة ٍ،
تشاركَ في ديباجها الطلّ والطشّ
شعابٌ منّ الحدباءِ يضحكها الحيا،
ويَحرُسُنا بأسُ ابنِ أُرتُقَ والبَطشُ
شُجاعٌ تَرَى مَتنَ الجِيادِ مِهادَهُ،
وتألَمُ جَنبَيهِ الوَسائِدُ والفُرشُ
شبيهُ سليمان الزمانِ، إذا غدا
تَحُفّ بهِ في سَيرِهِ الطّيرُ والوَحشُ
شِهابٌ لهُ الشّهباءُ أُفقٌ، ومَطلعٌ،
وشمسُ عيونِ الخَطبِ من نورِها تعشُو
شَهِيٌّ إلَيهِ في النّدى بَذْلُ مالِهِ،
وأبغضُ شيءٍ عنده الجمعُ والفَرشُ
شديدُ القُوى من مَعشَرٍ لِفُوا الوَغى ،
إذ نهضَ المقدامُ من شرِّها ينشو
شُفاة ٌ، كُفاة ٌ، لا المَواثيقُ عندَهم
تُضاعُ ولا الأسرارُ من بَينهم تَفشُو
شريفٌ لهُ نارانِ للحَربِ والقِرى
تلوحث بها في الليلِ من بينهم تفشو
شواظُ وغى ً كلٌّ يحاذرُ وقدها،
ونارُ قرى ً كلٌّ إلى ضوئها يعشو
شِفارُ مَواضيهِ، إذا هيَ جُرّدَتْ،
فأيسرُ مقتولٍ بها اللومُ والفحشُ
شققنَ قلوبَ الحادثاتِ بوقعها،
وشارَكتِ الأقدارَ أقلامُهُ الرُّقشُ
شعارك، يا نجمَ الملوكِ وبدرها،
سَماحُ يَدٍ طِفلُ الثّناءِ بها يَنشُو
شغلتَ صروفُ الحادثاتِ عن الورى ،
فأبصارها كمهٌ، وأسماعها طرشُ
شَنَنتَ على الأعداءِ غارَة َ عَزمَة ٍ،
فبادتْ ولما يغنها النبلُ والبطشُ
شككتُ كلاها في رماحٍ كأنها
أفاعٍ لها في كلّ جارحة ٍ نهشُ
بجُودٍ هتونِ المُزنِ في ضمنِه طَشُّ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> رباعيات
رباعيات
رقم القصيدة : 2049
-----------------------------------
يا أيُّها الماردْ
أُخْرُجْ من القُمْقُمْ
أللَّيلُ في صحرائِنا باردْ
وشمسُنا بُرْعُمْ
يا أيُّها الحِبرُ
أُكتُبَ على بِطانَةِ الأفُقِ
ألضَّوءُ آتٍ لو دَنَا القبرُ
من آخِرِ النّفَقِ
يا أيُّها البَدْرُ
إطلَعْ على من للهُدَى اتَّبَعُوا
ألتَّمْرُ فس صحرائِنا جمْرُ
والبحرُ لا خوفٌ ولا وَرَعُ
يا أيُّها الشِّعرُ
أُخرُجْ على ترتيلَةِ الحُزْنِ
ألوقتُ في ساعاتِنا نثرُ
وديكُنا يَزْني

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
رقم القصيدة : 20490
-----------------------------------
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،
وبهِ الهمومُ عن القلوبِ تمحصُ
صَرّفْ بها عَنكَ الهمومَ لتَغتَدي
فِرَقاً، إذا تُملا الكؤوسُ النُّقّصُ
صبهاءُ قد راضَ المزاجُ مزاجها،
فغَدَتْ تُقَهقِهُ، والفَواقعُ ترُقصُ
صاغَ المِزاجُ لها فَواقعَ فّضة ٍ
مثلَ اللآلي، وهيَ تبرٌ مخلصُ
صدّ التقى قوماً، فأبدوا زهدهم
فيها، وماذا ضَرّهم لو رَخّصُوا
صاموا، وفطرهمُ على مفسودها
جَهلٌ، فهَلاَ استُخلِصَ ما استَخلصُوا
صفتِ المدامة ُ والسقاة ِ فتارة ً
تُزجَى الكُؤوسُ وتارَة ً تترَبّصُ
صعبتْ، فحكمنا السقاة َ بمزجها
فغَدا يَزيد بها المِزاجُ ويَنقُصُ
صبغتء خدودَ سقاتها من نورها
شفقاً بهِ تجلى العيونُ الشخصُ
صدقَ الذي قد قالَ عن شمسِ الضحى
إنّ البدرَ بنورها تتقمصُ
صفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلة ٌ،
يسعى بها سبطُ البنانِ مخرصُ
صنمٌ أضلّ العاشقينَ، فمعشرٌ
قد زُوّدوا فيها، وقومٌ نُقّصُوا
صادَ القُلوبَ بمُقلَتَيهِ ولم أخَل
أنّ الجآذرَ للقساورِ تقنصُ
صَبَغَ الأناملَ من دِمائي، وما دَرَى
أنّ ابنَ أرتقَ عن دمي يتفحصُ
صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بنُورِهِ،
نجمٌ إليهِ كلٌّ طرفٍ يشخصُ
صَعبُ العَريكَة ِ، سَهَلَة ٌ أخلاقُهُ،
قَومٌ بهِ سَعِدوا، وقَومٌ نُغّصُوا
صابَتْ يَداهُ، فلا السّماحُ بربعِهِ
وانٍ، ولا ظِلُّ الأماني يَقلِصُ
صَدَرَتْ مَناقبُهُ الحِسانُ، فأصبَحَتْ
تُغري الأنامَ بمَدحِهِ وتُحَرّصُ
صعدتْ مراتبُ مجدهِ، فكأنما
تعلو لهُ فوقَ المجرة ِ أخمصُ
صاحبتَ، نجمَ الدينِ، دهرك صائلاً
بعَزيمَة ٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ
صَقَلَتْ تَجاريُب الأُمُورِ مُتُونَها،
كالسيفِ يصلحهُ الصقالُ ويخلصُ
صرمتْ شمالَ المسلمينَ بصارمٍ
غالٍ، بهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ
صافي الحَديدَة ِ في مَضارِبِه الرّدى ،
بادٍ، وشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ
صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ،
طَرْفُ المَنيّة ِ في دُجاهُ أخوصُ
صفتْ صفاحُ الهندِ حولَ أديمهِ،
فكأنّهُ بالبِيضِ عَبدٌ أبرَصُ
صَكتْ ظُباكَ رؤوسَهم وجسومَهم،
فالهامُ تنثرُ، والضلوعُ تقصصُ
صرف القضاء ، يا ابن أرتق خادمٌ
لعلوكم، والدهرُ داعٍ مخلصُ
صوبتُ نحوكمُ عنانَ مدايحي،
فمَدَقَّقٌ مِن نَظمِها ومُلَخَّصُ
صحتْ معانيها، وشرفَ لفظها
بكم، وطابَ خِتامُها والمُخلَصُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
رقم القصيدة : 20491
-----------------------------------
ضحكتْ ثغورُ حدائقِ الأرضِ،
فسهتْ عيونُ النرجسِ الغضِّ
ضَرَبَ الرّبيعُ بها مَضارِبَهُ،
وجرَتْ جيادُ السُّحبِ في الرّكضِ
ضاعَ العَبيرُ مِنَ الرّبيعِ، فَما
عُذرٌ إلى اللّذاتِ مِن نَهضِ
ضَيّعتَ بَعضَ العُمرِ مُشتَغِلاً،
أفلا خلفتَ العيشَ بالبعضِ
ضعْ منة ً واجلُ المدامَ لنا،
فيها منَ الأيامِ نستقضي
ضَرّجْ بها خَدّ السّرورِ، فقَد
أيقنتُ أنّ الدهرَ في قبضِ
ضحكَ الحبابُ بها، وقد غضبتْ
للشاربينَ بسخطها ترضي
ضَجت لوَقعِ الماءِ، واضطرَبَتْ
مِن غَيرِ إيلامٍ، ولا مَضّ
ضَيّعْ كنوزَ المُلكِ، وابق لَنا
راحاً إلى راحاتها تفضي
ضمنَ الشبيبة ِ والربيعِ حلا
رَشفي الطَّلا، ولغَيرِها رَفضِي
ضاءَ الزمانُ إضاءة ً بسما
يزهو بثوبٍ غيرِ مرفضِّ
ضربٌ منَ الأنوارِ مبتهجٌ،
ما بَينَ مَزرُورٍ ومُنفَضّ
ضَفَتِ الرّياضُ، وما أضَرّ بها
إخلافُ وَعدِ البرقِ في الوَمضِ
ضَنّ السّحابُ بمائِهِ، فرَوَتْ
كفُّ ابنِ أرتقَ غلة َ الأرضِ
ضرابُ هاماتِ الكماة ِ، ومن
راضَ الزمانَ بخلقهِ المرضي
ضِرغامُ بأسٍ غَيرُ مُحتَجِبٍ
خَوفاً، ونجمٌ غَيرُ مُنقَضّ
ضاهَى السّحائبَ منهُ جُودُ يَدٍ،
مُعتادَة ٍ بالبَسطِ والقَبضِ
ضمنتْ سماحة ُ راحتيهِ لنا
برَّ البلادِ بجودهِ المحضِ
ضَبعٌ لدينِ اللَّهِ مُنذُ عَلا
الإسلامُ آمنة ٌ منَ الخفضِ
ضُبِطَتْ أمُورُ المُسلِمينَ بهِ
ضَبطاً بهِ أمِنَتْ مِنَ النّقضِ
ضَخمُ الدّسيعَة ِ، جُودُهُ غَدِقٌ،
أحوى المرابعِ أبيضُ العرضِ
ضرُّ العداة ِ، ونفعُ قاصدهِ،
كلٌّ يَراهُ عليهِ كالفَرضِ
ضمنَ اليراعُ وحدُّ صارمهِ
عزَّ الواليّ وذلَّ ذي البغضِ
ضِدّانِ ذا يُولي الجَميلَ، وذا
أبداً بحتفِ عداتهِ يقضي
ضرّ السهادُ بمعشرٍ، فرأى
سُهادَهُ أحلى من الغُمضِ
ضاقتْ بجحفلهِ وعزمتهِ
أرضُ الفَلا في الطّولِ والعرضِ
ضلّ الذي أضحى يطاولهُ
وبإصرهِ يجري القضا المقضي
ضجرَ الذي جاراهُ حينَ رأى
سهمَ القضاءِ بأمرهِ يمضي
ضَلّيتُ إن لم أُصفِهِ مِدَحي،
وإليهِ نضو قريحتي أنضي
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
رقم القصيدة : 20492
-----------------------------------
طافَ يَسعَى بسرعَة ٍ ونَشاطِ،
ويُعاطي المُدامَ أحلى تَعاطِ
طيبُ النشرِ يجرحُ اللحظُ خديـ
ـهِ ويُدمي أعضاهُ مَسُّ القُباطي
طَلْقُ وَجهٍ تَلَهّبَ الخَدُّ فيـ
ـهِ ووافَى عِذارُهُ كالسّراطِ
طِرسُ خَدٍّ لَهُ علَيهِ سُطورٌ
ما ألمتْ بهِ يدُ الخطاطِ
طالما زارني وقد مدتِ الأرْ
ضُ رياضاً من تحتنا كالسماطِ
طُلّ فيها دَمُ الدّنانِ، فبِالأقْـ
ـداحِ طَوراً، وتارَة ً بالبَواطي
طفحتْ نشوة ُ المدامِ وقد شـ
ـطّتْ على الشّاربين أيّ اشتِطاطِ
طوحتْ بالسقاة ِ، حتى أطاعوا،
وأباحوا الوصالَ بعدَ احتياطِ
طافَتْ سُعادُ تَضُمّ لأغصا
نِ قدودٍ منَ الظباءِ العواطي
طوقُ تلكَ الأجيادِ أجعلها طو
راً، وطَوراً مَناطِقَ الأوساطِ
طِبتُ عَيشاً لمّا رأيتُ يَدَ الصّبْـ
ـحِ لدرّ النجومِ ذاتَ التقاطِ
طفلُ صبحٍ لهُ من الشرقِ مهدٌ،
ولَهُ حُلّة ُ الدّجَى كالقِماطِ
طَرَدَ اللّيلَ بالضّياءِ، فمُذ لا
حَ فأهوَتْ نُجومُهُ بانِهباطِ
طلعتْ في الأنامِ غرة ُ نجمٍ
لعلاهُ على النجومِ مواطي
طالعٌ بالسّعودِ في أُفُقِ الشّهـ
ـبا، فعشْ دائماً بهِ في اغتباطِ
طابَ رِزقٌ لهُ بمَغناهُ فالرّز
قُ لدى غيرهِ كسمّ الخياطِ
طاهرُ الجَدّ جَدُّهُ كلَّ يَومٍ
في صعودٍ وضدهُ في انحطاطِ
طودُ حلمٍ يكادُ يستعبدُ الدهـ
ـرَ بعَزمٍ لَهُ شَديدِ النّياطِ
طبَّ هذا الزمانَ، وهوَ جسيمٌ،
قَصّرَتْ دونَهُ يَدا بقراطِ
طوقَ الناسَ بالندى ، فهناهم
في دوامٍ، ورِزقُهم في انبِساطِ
طبعتْ راحتاهُ من جوهرِ الجو
دِ، وليسَ المَعطيُّ كالمُتَعاطي
طالَ في المالِ عزُّ كَفّيهِ، حتى
أفرطتْ فيهِ غاية َ الإفراطِ
طاعَنَ الخَيلَ قَبلَ ذابلَة ِ اللُّد
نِ، بلدنٍ من عزمه ذي شطاطِ
طرفهُ الدهرُ أينما سارَ، والحز
مُ عِنانٌ، وعزمُهُ كالسّياطِ
طاردتهُ الكرامُ في حلبة ِ الجو
دِ، فكلوا في أولِ الأشواطِ
طَلَبُوا شأوَهُ، فَما حَصّلَ الطّا
لبُ من كنزهِ سوى قيراطِ
طاوَعَتني جَواهرُ المَدحِ فيهِ،
فأتتْ في النظامِ كالأسماطِ
طيبُ اللفظِ لو حوتهُ اللآلي
جعلتهُ الحسانُ كالأقراطِ
طرفٌ كالعقودِ، فالدرّ منها
ذكرهُ والبيوتُ كالأسماطِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
رقم القصيدة : 20493
-----------------------------------
طفرتْ سهامُ فواترِ الألحاظِ،
فرمتْ صميمَ قلوبنا بشواظِ
ظلتْ تقاتلُ للمقاتلِ أسهماً
أغنَتْ عنِ الأفواقِ والأرعاظِ
ظلمتْ ظباءُ الخيفِ حينَ منحتها
حفظَ العهودِ، وجهدها إحفاظي
ظبياتُ أنسٍ صيدهنّ محرمٌ،
يَرتَعنَ ما بيَنَ الصّفا، فعُكاظِ
ظعنوا، فبتُّ أسحّ دمعي بعدهم،
وأُجيلُ في تلكَ الدّيارِ لِحاظي
ظفري لسني قارعٌ، ومدامعي
قد خددتْ خديّ بالإلظاظِ
ظنّ الخليُّ بأنْ أحاولَ بعدهم
سكناً، ودامَ بعدلهِ إيقاظي
ظُلمٌ، إذا ظَعَنَ الخَليطُ ولم أسِرْ
بالعَيشِ بَينَ تَنايفٍ وشِناظِ
ظهرية ٌ إن ضامها ألمُ السرَى
حَثتْ مَناسِمَها بغَيرِ مِظاظِ
ظُلماتُ دَجنٍ في الظّلامِ دواهشٌ،
من حولها هول السرى إيقاظي
ظلعتْ، فأنحلها السرَى ، فتأودتْ
من طول مسّ شِظاظهنّ شِظاظي
ظَأبُ الحُداة ِ يحثّها، فإذا وَنَتْ
تفنى بزجرِ حداتها الأفظاظِ
ظبظابُها ألمُ المسيرِ، ووقعها
بيديْ حداة ٍ في المسيرِ غلاظِ
ظلتْ على المرعى الخصيبِ نفوسنا
متألمينَ بسائقٍ ملظاظِ
ظلنا نقاسمهنّ أهوالَ السرى ،
ونَبيتُ في حَثٍّ بهِ ودِلاظِ
ظعنٌ يقودُ إلى الحبيبِ نفوسنا،
وإلى ابنِ أرتقَ جوهرَ الألفاظِ
ظلٌّ ظليلٌ للعفاة ِ فدرهُ
ينسيكَ وقد جواهرِ الأقباظِ
ظَرُفَتْ خَلائقُهُ، وأحفَظَ مالَه
فأضاعَهُ، رُغماً، على الحُفّاظِ
ظفرٌ بهِ درّ العداة َ بغيظِهم،
مُذ أنّهم علموا بمَن أنا حاظي
ظلاّمُ جَذبِ الظّالمينَ بصارِمٍ،
قد خاطبَ الغلظاءَ بالإغلاظِ
ظلتْ ظباه، إذ غدتْ تعظُ الورى ،
إنْ الرؤوسَ مَنابرُ الوُعّاظِ
ظامٍ إلى نَهلِ الدّماءِ، فهَمُّهُ،
يومَ الهِياجِ، تَشَتّتُ الأشواظِ
ظمئتْ مضاربُ غفرتيه، فأصبحتْ
من عدمِ اللهواتِ ذاتَ لماظِ
ظَنّي جَميلٌ فيكَ يا مَن أصبحَتْ
تَرنُو إلى نَعمائِهِ ألحاظي
ظفروا بظلك، يا مليكُ، فإنهم
بوَلاكَ قد فازوا بخَيرِ حِفاظِ
ظُرّانُ أرضِكَ للسّماءِ قد اغتدَتْ،
بك، في مفاخرة ٍ وفرطِ غياظِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
رقم القصيدة : 20494
-----------------------------------
عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
هَبْ أنّهم عذَلوا، فمن ذا يَسمعُ
عذلوا، ولو عدلوا بأربابِ الهوى ،
ما حاوَلوا ما ليسَ فيهِ مَطمَعُ
علموا بأنكَ هاجري، فتوهموا
أني لذلكَ بالملامة ِ أردعُ
عَدّوا صِفاتِكَ فانثَنَيتُ بلَومهم،
واللّومُ فيهِ ما يضرّ ويَنفَعُ
عذبتَ بالهجرانِ صباً ما لهُ
حتى المماتِ إلى سواكَ تطلعُ
عارٌ يُناديهِ الهوَى ، فيُجيبُهُ
طَوعاً، ويَدعوهُ الغَرامُ فيَسمعُ
عينٌ تنامُ، إذا هجرتَ، لعلها
بخيالِ طيفكَ في المنامِ تمتعُ
عَطْفُ الخَيال بأن يُلِمّ، فإنّني
أرضى بإلمامِ الخيالِ، وأقنعُ
عد بالجميلِ، كما عهدتُ، فإنّه
لم يَبقَ في قوسِ التّصَبّرِ مَنزَعُ
عسفاً صبرتُ على هواكَ، لأنني
إن لم ألُذْ بالصّبرِ، ماذا أصنَعُ
عَلّ الزّمانَ يردّ أيّامَ الرّضَى ،
أو أنّ ساعاتِ التواصلِ ترجعُ
عزّ الشفيعُ إلى الزمانِ، وإنني
بسِوى يَدِ المَنصورِ لا أتَشَفّعُ
علمٌ لنا منهُ الخلافة ُ منصبٌ،
نجمٌ لهُ أفقُ المعالي مطلعُ
عضدٌ لوا الإسلامِ مشدودٌ به،
ركنٌ لدينِ اللهِ لا يتزعزعُ
عبلٌ، إذ لاقَى العداة َ بمعركٍ،
سِيّانِ منهم حاسِرٌ ومُدَرَّعُ
عذبٌ، مريرٌ، عابسٌ، متبسمٌ،
ناءٍ، قريبٌ، مُبطىء ٌ، مُتَرَعرعُ
عالي المَراتبِ تَخضَعُ الدّنيا لَهُ،
طَوعاً، وتحسُدُه النّجومُ الطُّلّعُ
عُهدتْ يداهُ بالسّماحِ فأصبحتْ
ترجو مواهبهُ الخلائقُ أجمعُ
علمَ الخلائقَ من نداهُ بوابلٍ
غدقٍ سحائبُ جوده لا تقطعُ
عبقَ الثناءُ، ففرقتْ أموالهُ
كفٌّ لشملٍ بالسماحِ تجمعُ
عجلتْ يداهُ على عداهُ بصارمٍ
بَرقُ المَنيّة ِ مِن سَناهُ يَلمَعُ
عَضبٌ إذا ما قامَ يوماً خاطباً،
فالهامُ تسجدُ والجماجمُ تركعُ
عَطشانُ من طولِ الضّرابِ، وإنّه
بسِوى الدِّماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ
عصفتْ رياحُ الموتِ من شفراته،
فتَكَلّمَتْ فيه الطّباعُ الأربَعُ
علقتْ يدي بكَ يا أبا الفتحِ الذي
عنّي، ويَمنحُني الوِصالَ ويمنَعُ
عِلماً بأنَّ الجُودَ فيكَ صَنيعَة ٌ،
طبعٌ، وذلك في سواكَ تطبعُ
عشْ في نعيمٍ لا ينقلُ ظلهُ،
وعُلًى يَذلُّ بها الزمانُ ويَخضَعُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
رقم القصيدة : 20495
-----------------------------------
غيرُ مجدٍ مع صحة ٍ وفراغِ
طولُ مُكثي، والمجدُ سهلٌ لباغي
غفلتْ همتي عن السعي، حتى
بلغتني الأيامُ شرّ بلاغِ
غالِطٌ مَن يَحُطّ عن صَهَوة ِ العِـ
ـزّ ويَرضَى بمَوقعِ الأرساغِ
غِبْ عن الهمّ يَصفُ عيشُك يا صا
حِ، ولا تنثنِ إلى الفراغِ
غَنّ لي باسمِ لَيلى عسَى ويومُ البا
غي فيهِ لهُ يوم عينِ الباغِ
غابَ عَنّا الرّقيبُ وابتَدَرَ الـ
ـسّاقي على الكؤوسِ والفُرّاغِ
غَنِجُ الطّرفِ ذُو خَدٍّ أسيلٍ
لم يزلْ من دمائنا في الصباغِ
غالَ فينا وجارَ في القتلِ حتى
تسلسلتْ عقاربُ الأصداغِ
غصتِ الراحُ بالمزجِ، فجاشتْ
بحَبابٍ، يحكي الثّغورَ، سباغِ
غضبتْ، فانثنتْ توسوسُ في العقـ
ـلِ شياطينُ فكرِها في النُّزّاغِ
غيرتْ صبغة َ الدنانِ بنورٍ،
هوَ للكأسِ أحسنُ الأصباغِ
غَسَقٌ خِلتُ أنّ وَجهَ أبي الفَتـ
ـحِ جَلاهُ بنُورِهِ البَزّاغِ
غَيثُ جُودِ إن هَمّ للقَصدِ راجٍ،
ووَبالٌ إن هَمّ بالجَورِ باغِ
غدقُ الجودِ بعدما هوَ ممـ
ـطرُ شربِ الخيلِ والمطيِّ الرّواغي
غافِرٌ للذّنوبِ بَعدَ اقتدارٍ،
عائِدٌ للصّلاة ِ بَعدَ الفَراغِ
غابنٌ للمالِ أن يَجُودَ علَيـ
ـهِ جودُ أسيافهِ على كلّ باغِ
غرسَ الجودَ في الورى وأسرا
هُ بكثر الغرسِ في بطونِ الأواغي
غمرَ العالمينَ نائلُ كفيـ
ـهِ ببَذلِ النّوالِ والإسباغِ
غَشِيَ الحَربَ يَهتَدي بحُسامٍ
عارفٍ بالنحورِ والأصداغِ
غاض في لُجّة ِ المَفارِقِ حتى
خصَمَ العقلَ في مقَرّ الدّماغِ
غادرَ الشهبَ كالعجاجة ِ دهماً،
وسَناها مَخضوبَة َ الأرساغِ
غارَة ٌ لم يَخَفْ بها زَجرَ قومٍ،
ليَسَ تَخشَى الأسودُ نَغَوة َ ثاغِ
غبطَة ٌ فيها الخَلائِقُ إذ بِـ
ـتُّ، ودهرٌ مصغٍ إليّ وصاغِ
غصصُ الدهرِ قبلهُ أخلصتني،
فانثَنَيتُ للنّاسِ نَشرَ مساغِ
غيرَ أنّ العزائمَ الأرتقيا
تِ حمتني من صرفهِ الرواغِ
غضّ طرفُ الأعداءِ عنكَ أبا الفتـ
ـحِ وباتتْ قلوبُهم في ارتياغِ
غَيظُ أهلِ النّفاقِ منكَ وأمـ
ـسى كلُّ ضارٍ من خوفه وهوَ صاغِ
غاص منهُ ماءُ الحَياة ِ فَبادَتْ
حَذَراً من سِنانكَ اللّدّاغِ
غَمّ أعداءَ لا برحتَ بمُلكٍ
آمناً من شوائبِ الارتياغِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
رقم القصيدة : 20496
-----------------------------------
فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
أغرى السهادَ بطرفيَ المطروفِ
فجهلتُ تضعيفَ الجفونِ، وإنما
ضعفُ القلوبِ بذلكَ التضعيفِ
في كلّ يومٍ للواحظِ غارة ٌ
شُغِفَتْ بنَهبِ فُؤاديَ المَشغُوفِ
فتَرتْ وما فَتر القتالُ وأُضعِفَتْ،
وفعالها بالفتكِ غيرُ ضعيفِ
فلَئن سطَتْ أيدي الفِراقِ وأبعدتْ
بدراً تحجبَ نصفهُ بنصيفِ
فلكم نعمتُ بوصلهِ في منزلٍ
قد طابَ فيهِ مَربَعي ومَصيفي
فارقتُ زوراءَ العراقِ، وإن لي
قَلباً أقامَ برَبعِهِ المألُوفِ
فلأثنينّ إلى العراقِ أعنتي،
وأطيلُ في تلكَ الديارِ وقوفي
فيها بُدورٌ في خِلالِ مَضارِبٍ،
وشموسُ دجنٍ من وراءِ سجوفِ
فاقتْ بكلّ مقرطقٍ ومشنفٍ،
والحسنُ بينَ قراطقٍ وشنوفِ
فاتَ المرادُ، فبِتُّ أقرَعُ بَعدَهم
سنّي، وأصفُقُ، إذ نأيتُ، كفوفي
فرداً أُعَلَّلُ من لِقاهم بالمُنى ،
وأعيشُ بعدَ القومِ بالتسويفِ
فصلتْ ملازمة ُ السقامِ مفاصلي،
بيَدِ البُعادِ، وأنكَرَتْ تَعريفي
فعرفتُ بالحبّ المبرحِ مثلما
عرفتْ يدُ المنصورِ بالتصريفِ
فخرُ المُلوكِ، ونجمُها، وهلالُها،
غوثُ الطريدِ وملجأُ الملهوفِ
فكرٌ يدورُ في أمورِ مانه
طرفي، خبير في الزمانِ عروفِ
فَجرٌ، إذا ما الظّلمُ أظلَمَ لَيلُهُ،
جَلّى دُجاهُ بعَدلِهِ المَوصوفِ
فَرضٌ على أسيافِهِ وبَنانِهِ
بالعدّ رددهُ وصرفِ صروفِ
فتكَتْ يَداهُ بالنُّضارِ، فأتلَفَتْ
ماضمهُ من تالدٍ وطريفِ
فشعارهُ في الحربِ فلُّ مقانبٍ،
وصَنيعُهُ في السّلمِ بَذلُ أُلوفِ
فرَقَ الزّمانَ بحالَتَيهِ، فدَهرُهُ
يومانِ: يومُ ندًى ويومُ حتوفِ
فلذاكَ آنستِ الوقوفُ بربعهِ،
نارينِ نارِ وغى ً ونارِ مضيفِ
فهمٌ، ولكن في مسامعِ فهمه
صُمٌّ عن التّقييدِ والتّعنيفِ
فَنَدُ العواذِلِ في السّماحِ يَزيدُه
جوداً، ويرجفهم برغمِ أنوفِ
فلّ الجيوشَ بعزمة ٍ ملكية ٍ،
تغنيهِ عن خطية ٍ وسيوفِ
فصلُ القضا متتابعٌ لقضائهِ،
تلقى إليهِ أزمة ُ التشريفِ
فضلٌ بهِ فضلَ الأنامَ، وهمة ٌ
ركبَ العلوَّ بها بغيرِ رديفِ
فهُنا بنَظمِ حَديثِهِ مع أنّنا،
ما إن نَرومُ بهِ سوى التّشريفِ
فزنا بهِ الفوزَ العظيمَ من الردى ،
وأمِنّا في مَغناهُ كلّ مَخوفِ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >>


قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
رقم القصيدة : 20497
-----------------------------------
قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ،
فما أنا من يحيا إلى حينَ نلتقي
قضيتُ وما أودى الحمامُ بمهجتي،
وشِبتُ وما حَلّ البَياضُ بمَفرِقي
قضيتِ لنا في الذلّ في مذهبِ الهوى ،
ولم تفرقي بينَ المنعمِ والشقي
قرنتِ الرضى بالسخطِ والقربَ بالنهوى ،
ومَزّقتِ شَملَ الوَصلِ كلَّ مُمَزَّقِ
قبلتِ وصايا الهجرِ من غيرِ ناصحٍ،
وأحيَيتِ قولَ الهجرِ من غيرِ مُشفِقِ
قطعتِ زماني بالصدودِ وزرتني
عشية َ زمتْ للترحلِ أينقي
قضى الدهرُ بالتفريقِ فاصطبري لهُ
ولا تَذمُمي أفعالَهُ، وترَفّقي
قَبيحٌ بنا ذَمُّ الزّمانِ، وإن جَنَى ،
إذا كان فيهِ مثلُ غازي بنِ أرتقِ
قِوامٌ لدينِ اللَّهِ قد حَفِظ الوَرَى
بعَينٍ متى تَنظُرْ إلى الدّهرِ يُطرِقِ
قريبٌ إذا نُودي، بَعيدٌ إذا انتَمَى ،
عَبوسٌ إذا لاقَى ، ضَحوكٌ إذا لُقي
قَسَا قَلبُهُ جُوداً على المالِ فاغتَدَى
يجورُ على أموالهِ جورَ محنقِ
قلائدُ أعناقِ الرجالِ هباتهُ،
ترى الناسَ منها كالحمامِ المطوقِ
قضَى بتلافِ المالِ في مذهبِ العطا،
فجادَ إلى أن قالَ سائِلُهُ: ارفُقِ
قضَتْ عنهُ قَومٌ إذ رأتْ فيضَ جوده،
ومن لم يبنْ عن مهبطِ السيلِ يغرقِ
قويُّ السطا لو خاصمَ الدهرُ بأسهُ
غَدا خاسراً في دِرعِهِ المُتَمَزِّقِ
قصيرُ الخطى نحوَ المعاصي، وإنها
طوالٌ، إذا ما جالَ في صدرِ فيلقِ
قديرٌ على جيشِ اللهى غيرُ قادرٍ،
تقيٌّ لأهوالِ الوعى غيرُ متقِ
قنى الحمدَ ثوباً للفخارِ، وإنهُ
على حدة ِ الأيام لم يتخرقِ
قدِ العزمَ، وابقَ يا أبا الفتحِ سالماً،
فقَد خَفَضَ الدّهرُ الجَناحَ لترتَقي
قد استَبشرَتْ منكَ اللّيالي، وإنّما
بَشاشَتُها في غَيرِكم للتّمَلّقِ
قريبٌ من الدّاعي، فمن يَبغِ نُصرَة ً
يجدْك، ومن يَطلبْكَ في الضّيقِ يَلحِقِ
قسمتَ على الورادِ رزقاً قسمتهُ،
وقلتَ لها: مما رزقناكِ أنفقي
قصدناكَ، يا نجمَ الملوكِ، لأننا
رأينا الوَرى من بحرِ جُّودِكَ تَستَقي
قطَعنا إليكَ البِيدَ نُهدي مَدائِحاً،
جَواهرُها من بحرِكَ المُتَدَفّقِ
قَصائدُ في أبياتِهِنّ مَقاصِدٌ
تَرَدّدَ في أحداقِها سِحرُ مَنطِقِ
قوافٍ، إذا ما حزنَ في سمعِ ناقدٍ
فَعَلَن بهِ فِعلَ السُّلافِ المُعتَّقِ
قَدِمتُ بمَدحي زائراً، فلَقيتَني
بحسنِ قبولٍ للرجاءِ محققِ
قليلٌ إلى أرضِ العراقِ تطلعي،
وجودكَ قيدٌ بالمكارمِ موثقي
قَصَرَتْ بمَغناكَ الحَوادِثُ إذ رأتْ
بحَبلِكَ من دونِ الأنامِ تَعَلُّقي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
رقم القصيدة : 20498
-----------------------------------
كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ،
يكفيكِ ما فعلتْ بالناسِ عيناكِ
كَلّتْ لِحاظُكِ ممّا قد فتكتِ بنا،
فمن ترى في دمِ العشاقِ أفتاكِ
كَفاكِ ما أنتِ بالعُشّاقِ فاعِلَة ٌ،
لو أنصفَ الدهرُ في العشاقِ عزاكِ
كَمّلتِ أوصافَ حُسنٍ غيرِ ناقصَة ٍ،
لو أنّ حسنكِ مقرونٌ بحسناكِ
كيفَ انثنيتِ إلى الأعداءِ كاشفة ً
غوامضَ السرّ لما استنطقوا فاكِ
كتمتُ سركِ حتى قالَ فيكِ فمي
شعراً، ولم يدرِ أنّ القلبَ يهواكِ
كِدتِ المحبَّ فما أنتِ بطالبَة ٍ
فَنا مُحبّك مع إشماتِ أعداكِ
كافيتني بذنوبٍ لستُ أعرفها،
فسامحي وأذكري من ليسَ يسلاكِ
كلفتني حملَ أثقالٍ عجزتُ بها،
وحَبّذا ثِقلُها إن كانَ أرضاكِ
كابدتُ هولَ السرى في البيدِ مكتسباً
مالاً، وما كنتُ أبغي المالَ لولاكِ
كلاً، ولا بتُّ أطوي كلَّ مقفرة ٍ،
ومهمهِ لم تسرْ فيهِ مطاياكِ
كأنّ فيهِ السما والأرضَ واحدة ٌ،
ونوقنا نجبُ نورٍ تحتَ أملاكِ
كبَتْ من الأينِ فيهِ ناقَتي، فغدَتْ
تشكو إليّ بطرفٍ شاخصٍ باكِ
كوماءُ تسحبُ من سقمٍ مناسمها
كأنّ أرجلها شدتْ بأشراكِ
كفتْ عن السيرِ للمرعَى محاولة ً،
فقلتُ: سيري إلى مرعى النّدى الزّاكي
كرّتْ، وقالت: إلى من ذا؟ فقلتُ لها:
إلى أبي الفَتحِ مَولانا ومَولاكِ
كَهفُ الضّيوفِ ووهّابُ الألوفِ وجدّ
اعُ الأنوفِ، وأمنُ الخائفِ الشاكي
كريمُ أصلٍ يُعيدُ الرّوحَ مَنظَرُهُ،
فلو قضيتِ، بإذنِ اللهِ، أحياكِ
كساكِ من سندسِ الإنعامِ أردية ً،
حتى كانّ جنانَ الخلدِ مأواكِ
كلي هنيئاً، ونامي غيرَ جازعة ٍ،
في مَربَعٍ فيهِ مَرعانا ومَرعاكِ
كانَ الرجاءُ بلقياهُ يعللني،
وحادِثاتُ اللّيالي دونَ إدراكي
كذا طلابُ العلى ، يا نفسِ، ممتنعٌ،
فإن صبرتِ لهُ نالتهُ كفاكِ
كواكبُ القطرِ إلاّ أنّ راحتهُ
إن أمسكَ القطرُ لا تعبا بإمساكِ
كفٌّ حكَى وابلَ الأنواءِ وابلُها،
حتى غَدا يَحسُدُ المَحكيَّ للحَاكي
كم أبكتِ البِيضَ في كفّيهِ إذ ضَحكتْ
عيناً، وأضحكَ سناً مالُه الباكي
كلُّ الأنامِ، لما أولاهُ، شاكرة ٌ،
فَما لَهُ غَيرُ بيتِ المالِ من شاكِ
كن كيفَ شئتَ بأمنِ اللهِ يا ملكاً،
أضحتْ عزائمهُ أقطابَ أفلاكِ
كَفَيتَنا منكَ مَنّاً لو وُصِفتَ بهِ
لظُنّ ذلكَ منّا نَوعَ إشراك
كذاكَ لا زلتَ تكفي كلَّ ذي جسدٍ
فتكَ الخطوبِ بعزمٍ منكَ فتاكِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
رقم القصيدة : 20499
-----------------------------------
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
تحتَ السوابغِ تصمي مهجة َ البطلِ
لعلّ طرفكَ من أسمائهِ ثعلٌ،
كذلكَ الرميُ منسوبٌ إلى ثعلِ
لواحظٌ حاذرتْ ألحاظنا، فغدتْ
بصارِمِ الغُنجِ تَحمي وَردَة َ الخَجلِ
لقد تعدتْ علينا غيرَ راحمة ٍ،
فظَلّلَ الحُسنُ ظِلاًّ غيرَ مُنتَقِلِ
للهِ ليلتنا بالمجمعينِ، وقد
حالتْ، وتذكارها في القلبِ لم يحلِ
ليل تَنَعمتُ في وصلِ الفتاة ِ بهِ،
حتى توهمتُ أنّ البدرَ من قبلي
لمياءُ جادتْ لنا بالوصلِ، إذ علمتْ
أنّ الترحلَ قد زمتْ بهِ إبلي
زلتْ إلى صدرها صدري مودعة ً،
وزَوّدَتني من الإرشافِ والقُبَلِ
لمّا أحَسّتْ بوَشكِ البَينِ فانسفَحَتْ
دموعُ مُنتَحِبٍ في إثرِ مرتَحِلِ
لاحتْ صروفُ النوى حزناً وقد نثرتْ
عَقيقَ أدمُعِها من نَرجسِ المُقَلِ
لَجّتْ، فقُلتُ لها كَيما أُعَلّلها،
كمن يعللُ بعدَ النهلِ بالعللِ
لَعَلّ إلمامَة ً بالجِزعِ نابتَة ً،
كيما يهبّ نسيمُ البرءِ في عللي
لوتْ إليّ عنانَ الذلّ قائلة ً:
علامَ تعجل الأسفارِ والنقلِ
لمن تؤملُ بالإعسارِ؟ قلتُ لها:
على ابنِ أرتقَ، بعدَ اللهِ، متكلي
الباسِمِ الثّغرِ، والأبطالُ عابسَة ٌ،
والمخصبِ الربعِ، والأرضونَ في محلِ
لمن أضاءَتْ بنُورِ اللَّهِ دولَتُه،
كأنها غرة ٌ في جبهة ِ الدولِ
لهُ يَراعٌ، وعَضبٌ ما جَرى وبَرَى
إلاّ قضى ، ومضى بالرزقِ والأجلِ
لُذنا بهِ، فرأينا من مَناقِبهِ
ما لاتشاهدهُ الأبصارُ في رجلِ
لَيثٌ أضافَتْ سَجاياهُ حَماسَتَهُ
إلى السماحِ، وناطَ العلمَ بالعملِ
لكَ الفَضائلُ، يا نجمَ المُلوكِ، لقد
جرَيتَ في المَجدِ جَريَ النّومِ بالمُقَلِ
لَزِمتَ حَدّ التّقَى عن كلّ فاحشة ٍ،
حتى كأنكَ معصومٌ عن الزللِ
لربّ لَيلِ عَجاجٍ كانَ أنجمَهُ
شهبُ الصفاحِ وأطرافُ القنا الذبلِ
لذَّ الوغى للمواضي، فانثنتْ طرباً
به، وماسَ القَنا كالشّارِبِ الثَّمِلِ
لولا فرارُ الأعادي من يَديكَ بهِ،
لأصبَحُوا في فَمِ الأيّامِ كالمَثَلِ
لَقيتَهُم بجِيادٍ قد كَفِلَت لها
أن لا ترى الشوسُ منها صورة َ الكفلِ
لي أيّها المَلِكُ المَنصورُ فيكَ فَمٌ
ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ في رَجُلِ
لهوتُ عن مدحِ أهلِ الأرضِ مرتفعاً
عنهم، وعضبُ لساني غيرُ ذي قللِ
لو كانَ مثلُكَ مَوجوداً نَظَمتُ بهِ
أضعافَ ما نَظَموا فيهِ ذووالطَّوَلِ
لكَ الوِلاية ُ، فارْقَ في عُلاكَ على
هامِ السماكِ بعزّ غيرِ منتقلِ

شعراء العراق والشام >> تركي عامر >> تانكا
تانكا
رقم القصيدة : 2050
-----------------------------------
الـ "تانكا"
قالب شعريّ ياباني
يتألّف من 31 مقطعًا
موزّعة على خمسة أسطر
عدد مقاطعها تباعًا :
5، 7، 5، 7، 7
أضرمْتِ النّارا
في حقلٍ وقتٍ أصفرْ؟
هدّمْتِ الدّارا؟
آتٍ لا بُدَّ الأخضرْ
يحملُ بتّارا
يا سيّدتي
هي نارٌ في القلبِ
في أوردتي
غاباتٌ من حطبِ
لا ترتعدي

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
رقم القصيدة : 20500
-----------------------------------
مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
هي الظلّ، إلاّ أنهُ غيرُ دائمِ
ملَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها، وطالَما
رفعتُ بها أولى وقوعِ الجوازمِ
مَغاني الحِمى جادَتْ سَحائبُ أدمُعي
عليكِ، إذا جفتْ جفونُ الغمائمِ
ملاعبُ لهوٍ كم قضيتُ بربعها
لباناتِ أيامِ الصبا المتقادمِ
من الجانبِ الغربيّ من أرضِ بابلٍ
معاهدُ أنسٍ مشرقاتُ المباسمِ
مَعالمُ بَينَ القَلعَتَينِ، وإنّما
محلُّ المعالي بينَ تلكَ المعالمِ
مكَثتُ بها دَهراً، وعَيني قَريرَة ٌ
بها، ورواقُ العزّ عالي الدعائمِ
مَقيلي ظُهورُ الصّافِناتِ، ومُؤنِسي
رياضُ الكلا دونَ الحشايا النواعمِ
ميعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ
طَويلِ نِجادِ السيّفِ ماضي العزائمِ
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ،
وإن سارَ نادى عرضهُ يا سالمِ
مواضي سرورٍ لا انتفاعَ بذكرها،
إذا لم أُعِدها بارتِكابِ العَظائِمِ
منبهُ عزمٍ إنهُ غيرُ راقدٍ،
وموقظُ حزمٍ إنهُ غيرُ نائمِ
مطلتُ السرى حتى مللتُ، كأنما
عليّ مَقامُ الذلّ ضربَة ُ لازِمِ
منيعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ،
وإن سارَ نادى عرضهُ يا لسالمِ
منعتُ عن الترحالِ عيسي، ومنعها
عن المَلِكِ المَنصورِ إحدى العَظائِمِ
مليكٌ جبالُ الأرضِ من حلمهِ انتشتْ،
وأبحُرُها من جُودِهِ المُتَلاَطِمِ
مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بعدَ اجتماعِهِ،
وفي راحتيهِ جمعُ شملِ المكارمِ
مواهبهُ وقفٌ على كلّ طالبٍ،
وأسيافهُ حتمٌ على كلّ آثمِ
مقيمٌ بآياتِ الندى كلَّ قاعدٍ،
كما أقعدتْ أسيافهُ كلَّ قائمِ
محلُّ الردى في سيفهِ وسنانهِ،
وبحرُ النّدى في كَفّهِ والبَراجِمِ
مَحَا بِسَطاهُ ذكرَ عمروٍ وعنتَرٍ،
وأحيا نداهُ ذكرَ معنٍ وحاتمِ
مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بها الوَرى
مُطَوَّقَة ً أعناقُها كالحَمائِمِ
معودة ٍ بالبسطِ، إلاّ إذا غدتْ
بمتنِ يراعٍ، أو بقائمِ صارمِ
مشيدُ العلى لا تاركٌ خلة َ الندى ،
ولا سامعٌ في الجُودِ لَومَة َ لائِمِ
مُصِرٌّ على بَذلِ الهِباتِ يَسُرّهُ،
إذا أصبحتْ أموالهُ بالمآتمِ
مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجُودَ مِنّة ً،
ولا يتبعُ الأموالَ حسرة َ نادمِ
مضيفُ الورى مثلُ الربيعِ بربعهِ،
وأيّامُهُم في ظِلّهِ كالمَواسِمِ
مَرَرْنا حُفاة ً في مَقادِسِ رَبعِهِ،
كأنّا مُشاة ٌ فوقَ هامِ النّعائِمِ
مَشَينا، ولَو أنّا وفَينا بحَقّهِ،
مَشَينا على الأحداقِ دونَ المَناسِمِ
مدى الدهرِ لا زالتْ تحجّ بنو الرجا
إليهِ، وتحظى بالغنى والغنائمِ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
رقم القصيدة : 20501
-----------------------------------
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،
يَبينُ لها ما لا يَكادُ يَبينُ
نظرنا بها ما كانَ قبلُ من الهوى ،
فدَلّ على ما بَعدَها سَيَكونُ
نهانا النهى عنها، فلجتْ قلوبنا،
فقُلنا: اقدُمي! إنّ الجنونَ فُنُونُ
نَغُضّ ونَعفُو للغَرامِ، إذا جَنَى ،
ويَقسُو علَينا حكمُهُ، فنَلِينُ
نَرُدّ حدودَ المُرهَفاتِ كَليلَة ً،
وتَفتُكُ فينا أعينٌ وجُفُونُ
نُهَوّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفُوسَنا،
وما عادَة ً، قَبلَ الغَرامِ، تَهُونُ
نُطيعُ رِماحاً فَوقَهنّ أهلّة ٌ،
وكُثبانَ رَملٍ فوقَهنّ غُصونُ
نَواعِمُ شَنّتْ في المُحبّينَ غارَة ً
بها اللّدنُ قَدٌّ، والسّهامُ عُيُونُ
نبالٌ، ولكنّ القسيَّ حواجبٌ،
نِصالٌ، ولكنّ الجُفُونَ جُفُونُ
نهبنَ قلوبَ العاشقينَ، وغادرتْ
بجِسمي ضَنًى للقَلبِ منهُ شُجونُ
نحولٌ وصبرٌ قاطنٌ ومقوضٌ،
ودَمعٌ وقَلبٌ مُطلَقٌ ورَهِينُ
نسهلُ أحوالَ الغرامِ تجلداً،
وإنّ سُهُولَ العاشقِينَ حُزونُ
نتابعهُ طوراً، ولا عروة ُ الهوى
بوثقى ولا حبلُ الزمانِ متينُ
نظنّ جميلاً في الزمانِ، وإنهُ
زمانٌ لتصديعِ القلوبِ ضمينُ
نرومُ وعودَ الجودِ منه، وقد غدتْ
لدى المَلِكِ المَنصورِ، وهيَ ديُونُ
نبيُّ سماحٍ قد تحققَ بعثهُ،
لهُ الرّأيُ وَحيٌ، والسّماحة ُ دينُ
نَجَتْ فِئَة ٌ لاذَتْ بهِ، فتَيَقنّتْ
بأنّ طَريقَ الحَقّ فيهِ مُبينُ
نخيٌّ، له العزمُ الشديدُ مصاحبٌ،
سَخيٌّ، لهُ الرّأيُ السّديدُ قَرينُ
نجيبٌ، لو أنّ البحرَ أشبهُ جودهُ،
لما سلمتْ من جانبيهِ سفينُ
نفتْ عنهُ ما ظنّ العداة ُ عزائمٌ،
هيَ الجَيشُ والجَيشُ الخَميسُ كمينُ
نَمَتهُ إلى القَومِ الذينَ رِماحُهُمْ
قضَتْ في الوَغى أن لا يَضِيقَ طَعِينُ
نُجومٌ لها فوقَ السّروجِ مَطالِعٌ،
لُيُوثٌ لها تحتَ الرّماحِ عَرينُ
نفوسهمُ يومَ الجدالِ جداولٌ،
وآراؤهم يومَ الجِدالِ حُصُونُ
نَجَعنا إلَيهِ من بلادٍ بَعيدَة ٍ،
وكلٌّ لهُ حسنُ الرجاءِ ضمينُ
نهضنا لنستسقي السحابَ، فجادنا
سَحابُ نَدَى كَفّيهِ وهيَ هَتونُ
نوافيكَ يا من قد غدتْ حركاته
على المُلكِ منها هَيبَة ٌ وسُكُونُ
نُجازى بما نأتي إلَيكَ هَديّة ً،
فنحملُ درّ المدحِ، وهو ثمينُ
نعمتَ، ولا زالتْ ربوعكَ جنة ً،
فمَغناكَ حِصنٌ للعُفاة ِ حَصينُ
نهبتَ الثنا والجودَ والمجدَ والعلى ،
ونِلتَ الأماني، والزّمانُ سُكُونُ
 
العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
رقم القصيدة : 20502
-----------------------------------
هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
أنّ عُيونَ المحبّ تَرعاهُ؟
هَيّجَ أشواقَنا بزَورَتِهِ،
ثم انثنى ، والقلوبُ أسراهُ
هَجَعتُ كَيما يزورُني قَمَرِي،
أعتبُ طرفي ظلماً وألحاهُ
هلاّ أتى ، والعيونُ ساهرة ٌ،
والنّومُ بالنّوحِ قَد طَرَدناهُ
هديتَ، يا طيفُ، قل لأهلِ منى ً
إنّ المُعَنّى هَواهُ أفناهُ
هَوًى إلى نَحوِكم يُجاذِبُهُ،
وهوَ الذي في البلادِ أقصاهُ
هاجَرَ لمّا هَجَرتُمُوهُ، فما
أغناهُ عن أهلِهِ ومَغناهُ
هامَ، ولم يألفِ البلادَ، وإن
فَرّتْ بتلكَ البلادِ عَيناهُ
هنيُّ عيشٍ لولا فراقكمُ،
أيقنَ أنّ الجنانَ مأواهُ
همتْ بهِ في البلادِ همتهُ،
ونالَ بالسعي ما تمناهُ
هادنهُ دهرهُ، وراهنهُ،
ورامهُ منعماً وأرضاهُ
هذبَ أخلاقهُ الزمانُ، وقد
طهرَ مدحُ ابنِ ارتقٍ فاهُ
هوَ السحابُ الذي بشاشتهُ
بارقهُ، والحيا عطاياهُ
هَتونُ جُودٍ،سماحُ راحتِه
جارَ على مالِهِ، فأفناهُ
همتْ على الناسِ سحبه، فلكم
قَتيل فَقرٍ، نَداهُ أحياهُ
هيهاتَ يدعى بالسحبِ نائلهُ،
فهو نضارٌ، وتلكَ أمواهُ
هولٌ، جميعُ الأهوالِ ترهبه،
خَطبٌ، جَميعُ القلوبِ تَخشاهُ
ها إنّ أمرَ الزّمانِ في يَدِهِ،
يأمرهُ تارة ً وينهاهُ
هلمّ يا طالبَ النّوالِ إلى
من فتكتْ بالنضارِ كفاهُ
هذا الذي أصبحَ الندى مثلاً
يفصحُ عن ذكرهِ، وأسماهُ
هادي البرايا بنورِ طلعتهِ،
مُحيي الرّعايا بفَيضِ جَدواهُ
هلالُ أفقٍ، تيارُ مكرمة ٍ،
تَهَوَى الوَرى حُسنَهُ، وحُسناهُ
همامُ بأس، سهلٌ خلائقهُ،
أنكَرَنا البُؤسُ مُذ عرَفناهُ
هَمّ بنا قَبلَ أن نَهُمَّ بهِ،
فجادَنا قَبلَ أن سألناهُ
هَزّ ليُرضي العُلى عَزيمتَهُ،
فأصبَحَ المالُ بَعضَ قَتلاهُ
هَوّن بها اللُّهَى ، فلو نَطَقتْ،
يوماً، لقالتْ: أعزكَ اللهُ
هني بكَ أيها الملكُ المنصو
رُ، فالدّهرُ فيكَ هَنّاهُ
هَوِيتُ طيبَ الثَّنا، فلا بَرِحتْ
تُحدَى إلى نَحوِكم مَطاياهُ
هبتْ إلى مدحكم جوارحنا،
فكُلّها بالثّناءِ أفواهُ

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
رقم القصيدة : 20503
-----------------------------------
وحقكَ إني قانعٌ بالذي تهوى ،
وراضٍ ولو حمّلتَني في الهوَى رَضوَى
وهَبتُكَ روحي فاقضِ منها ولا تخَفْ،
لأنّ عناني نحوَ غيركَ لا يلوى
وهى جلدي إن كانَ أضمرَ خاطري
سلواً، ولو أني قضيتُ من البلوَى
وحقكَ قد عزّ السلوُّ، فمنّ لي
بوصلٍ، فإنّ المنّ أحلى من السلوى
وَجَدتُ الهوَى حُلواً، فلَمّا وَرَدتُهُ
تأجّنَ حتى شابَ بالكَدَرِ الصّفْوَا
وأعبتني من خمرِ حبكَ نشوة ً،
فَها أنا حتى الحشرِ لا أعرِفُ الصّحْوَا
ولعتُ بذكرِ الغانياتِ تموهاً
عن اسمك كيلا يعلمَ الناسُ من أهوى
وأكثرتُ تَذكاري لحَزوى ورامَة ٍ،
وما رامَة ٌ لولا هَواكَ وما حَزوَى ؟
وعدتَ جميلاً ثم اخلفتَ موعدي،
فما بالُ وَعدِ الهَجرِ عندك لا يُلوَى
وَصلتَ العِدى رَغماً عليّ، وحبّذا
لوَ أنّكَ أصفَيتَ الودادَ لمن يَسوَى
وحقِّ الهوى العذريّ، وهيَ ألية ٌ
تنزهُ أربابَ الغرامِ عن الدعوى
وِصالُكَ للأعداءِ لا الهَجرُ قاتِلي،
ولكن رأيتُ الصّبرَ أولى من الشكوَى
وفيتَ لهم دوني، فسوفَ أكيدهم
بصَبري إلى أن أبلُغَ الغايَة القُصوَى
وإلاّ، فلا أضحَتْ لنُجبِ عَزائمي
إلى الملكِ المنصور عصبُ الفلا تطوى
وليٌّ لأمرِ المسلمينَ، وحافظٌ
شرائطَ دينَ اللهِ بالعدلِ والتقوى
وَصُولٌ، عَبوسٌ، قاطعٌ، متَبَسّمٌ،
يخافُ ويرجى عنده الحتفُ والجدوى
وليٌّ عن الفحشا، سريعٌ إلى الندى ،
بعيدٌ عن المرأى ، قريبٌ من النجوى
وبالٌ لمن عاداك، وبلٌ لمن راعا
كَ، قحطٌ لمن ناواك، خصبُ لمن ألوى
وفيٌّ يجازي المذنبينَ بعفوهِ،
ولكنهُ عن مالهِ لا يرى العفوا
ويُصبحُ عن عَيبِ الخَلائقِ لاهِياً،
وعن رعيهم بالعدلِ لا يعرفُ السهوا
وأبلجُ قد راعَ الزمانَ سياسة ً،
وشنّ على أموالهِ غارة ً شعوا
وصفنا نداهُ للمطيّ، فأطلعتْ
يداها، وسارَتْ نحوَه تُسرِعُ الخَطوَا
وظَلّتْ بها يَكوي الهَجيرُ جُلودَها،
وأخفافُها من لَذعِ قدحِ الحصَى تُكوَى
وبِيدٍ عَسَفتُ العيسَ في هَضباتِها،
وأنضيت بالإدلاجِ في وعرها النضوا
وردنا بها ربعاً بهِ موردٌ الندى ،
غزيرٌ، ووَعلُ الجَودِ في ظلّهِ أحوَى
ولُذنا بمَلكٍ لَيسَ يُخلِفُ وَعدَه،
إذا مَوعدُ الوَسميّ أخلَفَ أو ألوَى
ولمّا أنَخنا عِيسَنا بفنائِه،
أفادَتْ يَداهُ كلَّ نَفسٍ بما تَهَوى
وأورَدَنا من جُودِ كَفّيهِ نِعمَة ً،
وصَيّرَ جَنّاتِ النّعيمِ لَنا مأوَى
وحسبي من الأيامِ أني بظلهِ،
ولي جودهُ محياً ولي ربعهُ أحوى

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
رقم القصيدة : 20504
-----------------------------------
لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
إن أنا حاولتُ عنكمُ بدلا
لا كانَ يوماً يدومُ، غيركمُ،
قَلبٌ على فَرطِ حبّكم جُبِلا
لامَ عَذولي علَيكُمُ سَفَهاً،
وصارمُ الحبّ يسبقُ العذلا
لاحٍ غدا في الهوى يعنفني،
وكلّما لامَ في الغَرامِ حَلا
لأهلِ نجدٍ عندي عهودُ صِباً،
يحفظها القلبُ كلما بخلا
لاعِجُ شَوقي إلى لِقائِهِمِ،
يُنبِهُ قلبي بهِم إذا غَفَلا
لامعُ بَرقِ الغَرامِ يُذكِرُني
رَبعاً لقَومٍ من الأنيسِ خَلا
لازمتُ من دونهِ القفارَ، وقد
تركتُ فيهِ الرّفاقَ والخوَلا
لاكتْ بهِ خيلنا مراودها،
ثمّ استحبتْ من بعدنا العطلا
لأظهُرِ الصّافناتِ خَيّالَة ٌ
منا، وأما قلوبهنّ، فلا
لأقطَعَنّ القِفارَ مُمتَطِياً
جوادَ عزمٍ للنجمِ منتعلا
لَئِن هَمَمتُ كانَ لي هِمَمٌ
تفتحُ لي باهتمامها سبلا
لا خِفتُ بُؤساً، ونائلُ الملكِ المنـ
ـصورِ للعالمينَ قد كفلا
لابِسُ ثَوبِ العَفافِ مدّرِعٌ
من سُندسِ المَجدِ والتّقى حُلَلا
لاحَ فقومٌ تعدّ طلعتهُ
رزقاً، وقومٌ تعدهُ أجلا
لأخصمنّ الزمانَ مرتجلا،
وأنظمنّ القريضَ مرتجلا
لاقَ بأمثالهِ، ومحكمهُ
لمن غدا ذكرُ حلمهِ مثلا
لأغزرِ المنعمينَ طولَ ندى ً،
وأرفَعِ العالمينَ طُورَ عُلى
لأروَعٍ لا تَزالُ راحتُهُ
تَجُودُ للنّاسِ قَبلَما تُسَلا
لاحقُ شأوِ الكرامِ سابقهم،
في جريهِ للعلى ، إذا قفلا
لاذَ بهِ الوافدونَ، فامتَلأتْ
منهُ يداهم، وصدقوا الأملا
لاجيَة ٌ من نَدَى يَدَيهِ إلى
ركنٍ مشيدٍ لعيهم حملا
لا تَخْشَ يا ابنَ الكرامِ من زَمَنٍ
أمرتهُ بالصلاحِ، فامتثلا
لا واكَ قومٌ، فكانَ حظهمُ
طلُّ دمٍ في الوَغَى وضربُ طُلَى
لاقيتهم، والعجاجُ لو خضبتْ
بهِ فُروعُ الدُّجَى لمَا نَصَلا
لأنتَ من مَعَشرٍ بعَدلِهِمِ
قومَ زيغُ الزمانِ، فاعتدلا
لانَ لكَ الدّهرُ بَعدَ شِدّتِهِ،
فَجادَ للنّاسِ بَعدَما بَخِلا
لأجلِ ذا أنجُمُ العُلى طَلَعَتْ
بهِ، ونجمُ الضّلالِ قد أفَلا
لأرْبُعُ المَجدِ منكَ آنِسَة ٌ،
فلا خلا ربعها، ولا عطلا

العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
رقم القصيدة : 20505
-----------------------------------
يا هلالاً من سلطة ِ العيّ حيي،
أشرقَ الصبحُ تحتَ ليلٍ دجي
يُوسفيُّ الجَمالِ، كم تاهَ صَبٌّ
في معاني جمالهِ اليوسفيِّ
يا فتي في الأعراقِ واللّحظِ واللّفـ
ـظِ أيُّ حُسنٍ بحُسنِ خَلقٍ سوِيّ
يستعيرُ القضيبُ القودِ، هامي الجو
دِ، حتفُ الضّدودِ فَتحُ الوَليّ
يحملُ اللدنَ للقتالِ، ولم تغـ
ـنَ بلدنٍ من قدهِ السمهري
يَرنُو بعَينٍ تُغنيهِ في قَتلِهِ العُشّـ
ـاقَ عن كلّ ذابِلٍ يَزَنيّ
يَتَلَقّى دَمَ القُلوبِ بخَدٍّ
زانَهُ نَقطُ خالِهِ العَنبَرِيّ
ـنَ ويُزري بالذّابلِ الخطّي
قَوسُها خَطُّ حاجبٍ مَحنيّ
يققٌ، مذ بدا العذارُ عليهِ،
أنبَتَ الآسَ في اللُّجَينِ النّقيّ
يتَجَنى من بَعدِما باتَ طَوعي،
ويسقيني منَ المدامة ِ ريّ
يمزجُ الكاسَ لي، فإن عزتِ الرا
حُ سقاني من ريقهِ السكريِّ
يمنحُ المستهامَ خمرَ رضابٍ،
في حبابٍ من ثغرهِ اللؤلؤيِّ
يهتكث الليلَ نورها ببروقٍ
أذكرتنا برقَ الحمى الأرتقيِّ
يا حُداة َ المَطيّ ها نُورُ نجمِ الـ
ـدّينِ قد لاحَ يا حُداة َ المَطيّ
يمموا نحوهُ تلقوا سماحاً،
وولياً يجودنا بوليِّ
يَرِدُ الرّكبُ منهُ بحرَ سماحٍ،
من وِلا الجُودِ، بَحرٍ رَوِيّ
يَقِظٌ قد رَعَى الأنامَ بطَرفٍ،
ردّ عنهُ الردى بطرفٍ عميّ
يافعٌ، شديدُ المعالي، ووا
تى الحُكم من قَبلِ رُشدِهِ المَرضِيّ
يمُّ جودٍ جادتْ على الناسِ كفا
هُ، فأغنَتْ عنِ الحَيا الوَسميّ
يَتّقي الهَولَ منهُ طَوراً، وطوراً
جودهُ سعدٌ لكلّ شقيِّ
يقسِمُ الدُّولَ بالسَّطا والعَطايا
بينَ يومي إقامة ٍ ومطيِّ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
رقم القصيدة : 20506
-----------------------------------
عَنْهَا وَسَائِرُهُ بِاللَّيْلِ مُحْتَجِبُذو الرمة مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
كَأَنَّهُ مِنَ كُلى ً مَفْرِيَّة ٍ سَرِبُ
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّة ٍ أَثْأَى خَوَارِزُهَا
مشلشلٌ ضيَّعتهُ بينها الكتبُ
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياَعِهِمْ خَبَراً
أَمْ رَاجَعَ الَقْلبَ مِنْ أَطْرَابِهِ طَرَبُ
مِنْ دِمْنَة ٍ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبَا سُفعاً
كما تُنشَّرُ بعدَ الطِّيَّة ِ الكتُبُ
سَيْلاً مِنَ الدِّعْصِ أغْشتْهُ معَاَرِفَهَا
نَكْبَآءُ تَسْحَبُ أَعْلاَهُ فَيَنْسَحِبُ
لاَ بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنهَا
مَرّاً سَحَابٌ وَمَرّاً بَارِحٌ تَرِبُ
يبدو لعينيكَ منها وهيَ مزمنة ٌ
نُؤْيٌ وَمُسْتَوْقَدٌ بَالٍ وَمُحْتَطَبُ
إلى لوائحَ من أطلالِ أحوية ٍ
كَأَنَّهَا خِللٌ مَوْشِيَّة ٌ قُشُبُ
بجانبِ الزُّرقِ لمْ تطمسْ معالمها
دوارجُ المورِ والأمطارُ والحقبُ
دِيَارُ مَيَّة َ إِذْ مَيٌّ تُساَعِفُنَا
ولا يرى مثلها عُجمٌ ولا عربُ
برّاقة ُ الجيدِ واللَبّاتِ واضحة ٌ
كأنَّها ظبية ٌ أفضى بها لببُ
بين النَّهارِ وبينَ اللّيلِ من عقدٍ
عَلَى جَوَانِبِهِ الأْسْبَاطُ وَالْهَدَبْ
عَجْزَآءُ مَمْكُورَة ٌ خُمْصَانَة ٌ قَلِقٌ
عَنْهَا الْوِشَاحُ وَتَمَّ الْجسْمُ وَالْقَصَبُ
زينُ الثّيابِ وإنْ أثوابُها استُلبتْ
فوقَ الحشيَّة ِ يوماً زانها السَّلبُ
تريكَ سُنَّة َ وجهٍ غيرَ مقرفة ٍ
مَلْسَاءَ لَيْس بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ
إذا أخو لذَّة ِ الدَّنيا تبطَّنها
والبيتُ فوقهما باللَّيلِ محتجبُ
سافتْ بطيِّبة ِ العرنينِ مارنُها
بِالْمِسْكِ والْعَنْبرِ الْهِنْدِيّ مُخْتَضِبُ
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجاً إِذَا سَفَرَتْ
وتحرجث العينُ فيها حينَ تنتقبُ
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
وفي اللِّثاتِ وفي أنيابِها شنبُ
كَحْلآءُ فِي بَرَجٍ صَفْرَآءُ فِي نَعَجٍ
كأنَّها فضَّة ٌ قدْ مسَّها ذهبُ
وَالْقُرْطُ فِي حُرَّة ِ الذّفْرَى مُعَلَّقَة ٌ
تباعدَ الحبلُ منهُ فهوَ يضطربُ
تلك الفتاة ُ التي علِّقتُها عرضاً
إنّ الكريمَ وذا الإسلامِ يُختلَبُ
لَيَالِيَ اللَّهْوُ يَطْبِينِي فَأَتْبَعُهُ
كَأَنَّنِي ضَارِبٌ فِي غَمْرَة ٍ لَعِبُ
لاَ أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبلِي جِدَّة ً أَبَداً
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
يَعْلُو الْحُزُونَ طَوْراً لِيُتْعِبَهَا
بِهِ التَّنَآئِفُ وَالْمَهْرِيَّة ُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
وسائرُ السَّيرِ إلاّ ذاكَ منجذبُ
أخا تنائفَ أغفى عندَ ساهمة ٍ
بأخلقِ الدَّفِّ منْ تصديرها جلبُ
تشكو الخشاشَ ومجرى النِّسعتينِ كما
أنَّ المريضُ إلى عوّادهِ الوصبُ
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
لا تشتكى سقطة ٌ منها وقدْ رقصتْ
بِهَا الْمَفَاوِزُ حتَّى ظَهْرُهَا حَدِبُ
كأنّ راكبَها يهوي بمنخرقٍ
مِنَ الْجَنُوبِ إذَا مَا رَكْبُها نَصِبُوا
تخدي بمنخرقِ السِّربالِ منصلتٍ
مثلِ الحُسامِ إذا أصحابهُ شحبوا
وَالعِيسُ مِنْ عَاسِجٍ أَوْ وَاسِجٍ خَبَباً
ينحزنَ من جانبيها وهي تنسلبُ
تُصْغِي إِذَا شَدَّهَا بِالْكورِ جَانِحَة ً
حتى إذا ما استوى في غرزها تثبُ
وَثْبَ الْمُسَحَّج مِنْ عَانَاتِ مَعْقُلَة ٍ
كأنّه مستبانُ الشَّكِّ أو جنبُ
يحدو نحائصَ أشباهاً محملجة ً
ورقَ السَّرابيلِ في ألوانها خطبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
فَالْفَودَجَانِ فَجنْبَيْ وَاحِفٍ صَخَبُ
حتى إذا معمعانُ الصَّيفِ هبَّ له
بأجَّة ٍ نشَّ عنها الماءُ والرُّطبُ
وصوَّحَ البقل نأاج تجيءُ بهِ
هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ فِي مَرِهَا نَكَبُ
وأدركَ المتبقَّى من ثميلتهِ
ومن ثمائلها واستشئَ الغربُ
تَنَصَّبَتْ حَوْلَهُ يَوْماً تُراقِبُهُ
صُحْر سَمَاحِيجُ فِي أَحْشَائِهَا قَبَبُ
حتى إذا اصفرَّ قرنُ الشَّمسِ أو كربتْ
أمسى وقدْ جدَّ في حوبائهِ القربُ
فَرَاحَ مُنْصَلِتاً يَحْدُو حَلاَئِلَهُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ وَالْخَبَبُ
يعلو الحزونَ بها طوراً ليتعبها
شِبْهُ الْضِّرَارِ فَما يُزْرِي بِهَا التَّعَبُ
كأنَّه معولٌ يشكو بلابلهُ
إذا تنكَّبَ من أجوازها نكبُ
كَأَنَّهُ كُلَّمَا ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ مِنْ نَهْشِهِ أَكْفَالَهَا كَلِبُ
كأنَّها إبلٌ ينجو بها نفرٌ
من آخرينَ أغاروا غارة ً جلبُ
والهمُّ عينُ أثالٍ ما ينازعهُ
منْ نفسهِ لسواها مورداً أربُ
فغلَّستْ وعمودُ الصُّبحِ منصدعٌ
عَلَى الْحَشِيَّة ِ يَوْماً زَانَهَا السَّلَبُ
عيناً مطحلبة َ الأرجاء طامية ً
فيها الضَّفادعُ -والحيتانُ- تصطخبُ
يستلُّها جدولٌ كالسَّيفِ منصلتٌ
بينَ الأشاءِ تسامى حولهُ العُسُبُ
وبالشَّمائلِ منْ جلاّنَ مقتنصٌ
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ خَلآئِلِهِ
معدُّ زرقٍ هدتْ قضباً مصدَّرة ً
مُلْسَ الْبُطُونِ حَدَاهَا الرِيشُ وَالْعَقَبُ
كانتْ إذا ودقت أمثالهنَّ لهُ
فبعضهنَّ عنِ الأُلاّفِ مشتعبُ
حتَّى إذا الوحشُ في أهضامِ موردِها
تغيَّبتْ رابها من خيفة ٍ ريبُ
فعرَّضتْ طلقاً أعناقها فرقاً
ثمَّ اطَّباها خريرُ الماءِ ينسكبُ
فأَقْبَلَ الْحُقْبُ وَالأكْبَادُ نَاشِزَة ٌ
فوقَ الشَّراسيفِ منْ أحشائها تجبُ
حَتَّى إِذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حَنْجَرَة ٍ
إلى الغليلِ ولم يقصعنهُ نُغبُ
رمى فأخطأَ والأقدارُ غالبة ٌ
إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ
يقعنَ بالسَّفحِ ممّا قدْ رأينَ بهِ
وقعاً يكادُ حصى المعزاءُ يلتهبُ
كأنَّهنّ خوافي أجدلٍ قرمٍ
وَلاَ تُعَابُ وَلا تُرْمَى بِهَا الرِّيَبُ
أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بِالْوَشْي أَكْرُعُهُ
وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
تقيَّظَ الرَّملَ حتَّى هزَّ خلفتهُ
تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَا فِي عَيشِهِ رَتَبُ
ربلاً وأرطى نفتْ عنهُ ذوائبهُ
كواكبَ الحرِّ حتى ماتتِ الشُّهبُ
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ
من ذي الفوارسِ يدعو أنفهُ الرِّببُ
حتَّى إذا جعلتهُ بينَ أظهرها
من عجمة ِ الرَّملِ أثباجٌ لها خببُ
ضَمَّ الظَّلاَمُ عَلَى الْوَحْشِيِّ شَمْلَتَهُ
وَرَائِحٌ مِنْ نَشَاصِ الدَّلْو مُنْسَكِبُ
فَبَاتَ ضَيفاً إِلَى أَرْطَاة مُرْتَكِمٍ
منَ الكثيبِ لها دفءٌ ومحتجبُ
ميلاءَ من معدنِ الصِّيرانِ قاصية ٍ
أبعارُهنَّ على أهدافها كثبُ
وحائلٌ من سفيرِ الحولِ جائلهُ
حولَ الجراثيمِ في ألوانهِ شهبُ
كَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيَة ً
أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ
كَأَنَّهُ بَيْتُ عَطَّارٍ يُضَمّنُهُ
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ
إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَيْهِ غَبْيَة ٌ أَرِجَتْ
مرابضُ العينِ حتى يأرجَ الخشبُ
تجلو البوارقُ عن مجرمِّزٍ لهقٍ
كأنَّه متقبّي يلمقٍ عزبُ
والودقُ يستنُّ عن أعلى طريقتهِ
إِني أَخوُ الْجِسْمِ فِيهِ السُّقْمُ وَالْكُرَبُ
كَأَنَّهَا فِضَّة ٌ قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ
منْ هائلِ الرَّملِ منقاضٌ ومنكثبُ
إِذَا أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دونَ الأرومة ِ من أطنابها طنبُ
تُرِيك سُنَّة َ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَة ٍ
بنبأة ِ الصَّوتِ ما في سمعهِ كذبُ
فباتَ يشئزهُ ثأدٌ ويسهرهُ
بَرَّاقَة ُ الْجِيدِ وَاللَّبَّات وَاضِحَة ٌ
حتَّى إذا ما جلا عن وجههِ فلقٌ
هاديهِ في أخرياتِ اللَّيلِ منتصبُ
أَغْبَاشَ لَيْلٍ تِمَامٍ كَانَ طَارَقَهُ
تطخطُخُ الغيمِ حتى ما لهُ جوبُ
غدا كأنَّ بهِ جنّاً تذاءبُهُ
مِنْ كُلِّ أَقْطَارِهِ يَخْشَى وَيَرْتَقِبُ
حتّى إذا ما لها في الجدرِ واتَّخذتْ
شمسُ النَّهارِ شعاعاً بينهُ طببُ
ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنقبتهِ
كَأَنَّهُ حِينَ يَعْلُو عَاقِراً لَهَبُ
هَاجَتْ لَهُ جُوَّعٌ زُرْقٌ مُخَصَّرَة ٌ
شوازبٌ لاحها التَّغريثُ والجنبُ
غُضفٌ مهرَّتة ُ الأشداقِ ضارية ٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِي أَعْنَاقِها الْعَذَبُ
وَمُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِهِ
ألفى أباهُ بذاكَ الكسبِ يكتسبُ
مقزَّعٌ أطلسُ الأطمارِ ليسَ لهُ
إلا الضّراءَ وإلاّ صيدَها نشبُ
فانصاعَ جانبهُ الوحشيَّ وانكدرتْ
يَلْحَبْنَ لاَ يَأْتَلِي الْمَطْلُوبُ وَالطَّلَبُ
حَتَّى إِذَا دَوَّمَتْ فِي الأرضِ رَاجَعَهُ
كبرٌ ولو شاءَ نجَّى نفسهُ الهربُ
خَزَايَة ً أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ
منْ جانبِ الحبلِ مخلوطاً به غضبُ
فَكَفَّ مِنْ غَرْبِهِ وَالْغُضْفُ يَسْمَعُهَا
خَلْفَ السَّبِيْبِ مِن الإِجْهَادِ تَنْتَحِبُ
حَتَّى إِذَا أَمْكَنَتْهُ وَهْوَ مُنْحَرِفٌ
أَوْ كَادَ يُمْكِنُهَا الْعُرْقُوبُ وَالذَّنَبُ
بلَّتْ بهِ غيرَ طيّاشٍ ولا رعشٍ
إذ جلنَ في معركٍ يُخشى بهِ العطبُ
فكرَّ يمشقُ طعناً في جواشنها
وُرْقَ السَّرَابِيلِ في أَلْوَانِهَا خَطَبُ
فَتَارَة ً يَخِضُ الأَعْنَاقَ عَنْ عُرُضٍ
جَمَاجِمٌ يُبَّسٌ أَوْ حَنْظَلٌ خَرِبُ
يُنْحِي لَهَا حَدَّ مَدْرِيٍّ يَجُوفُ بِهِ
حالاً ويصردُ حالاً لهذمٌ سلبُ
حتّى إذا كُنَّ محجوزاً بنافذة ٍ
وَزَاهِقاً وَكِلاَ رَوْقَيْهِ مُخْتَضِبُ
ولَّى يَهُزُّ انْهِزَاماً وَسْطَهَا زَعِلاً
جذلانَ قد أفرختْ عن روعهِ الكُربُ
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عفْرِيَة ٍ
مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ
وهنَّ من واطئٍ ثنييْ حويَّتهِ
وَنَاشِجٍ وَعَوَاصِي الْجَوْفِ تَنْشَخِبُ
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ
أبو ثلاثينَ أمسى فهو منقلبُ
شَخْتُ الْجُزَارَة ِ مِثْلُ الْبَيْتِ سَائِرُهُ
من المسوحِ خدبٌّ شوقبٌ خشبُ
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ مِنْ عُشَرٍ
صَقْبَانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهمَا النَّجَبُ
أَلْهَاهُ آءٌ وَتَنُّومٌ وَعُقْبَتُهُ
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ هَاجِعاً لَعِبَتْ
يظلُّ مختضعاً يبدو فتُنكرهُ
حالاً ويسطعُ أحياناً فينتسبُ
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أو منْ معاشرَ في آذانها الخُربُ
هَجَنَّعٌ رَاحَ فِي سَوْدَآءَ مُخْمَلَة ٍ
منَ القطائفِ أعلى ثوبهِ الهدبُ
أو مقحمٌ أضعفَ الإبطانَ حادجهُ
بالأمسِ فاستأخرَ العدلانِ والقتبُ
أضلَّهُ راعيا كلبيَّة ٍ صدرا
عَنْ مُطْلِبٍ وَطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطَرِبُ
يَرْتَادُ أَحْلِيَة ً أَعْجَازُهَا شَذَبُ
عليه زادٌ وأهدامٌ وأخفية ٌ
قَد كَادَ يَسْتَلُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ
كلٌّ منَ المنظرِ الأعلى له شبهٌ
هذَا وَهذَانِ قَدُّ الْجِسْمِ وَالنُّقَبُ
حتى إذا الهيقُ أمسى شامَ أفرُخهُ
وهنَّ لا مؤيسٌ نأياً ولا كثبُ
يَرْقدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ وَيَطْرُدُهُ
حفيفُ نافجة ٍ عثنونُها حصبُ
تَبْرِي لَهُ صَعْلَة ٌ خَرْجَآءُ خَاضِعَة ٌ
فالخرقُ دونَ بناتِ البيضِ منتهبُ
كَأَنّهَا دَلْوُ بِئْرٍ جَدَّ مَاتِحُهَا
حتَّى إذا ما رآها خانها الكربُ
وَيْلُمّهَا رَوْحَة ً وَالرّيحُ مُعْصِفَة ٌ
وَالْغَيْثُ مُرْتَجِزٌ وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبُ
لا يذخرانِ من الإيغالِ باقية ً
حَتَّى تَكَادُ تَفَرَّى عَنْهُمَا الأُهُبُ
فكلُّ ما هبطا في شأوِ شوطهما
مِنَ الأَمَاكِنِ مَفْعُولٌ بِهِ الْعَجَبُ
لا يأمنانِ سباعَ الأرضِ أو برداً
إِنْ أَظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لَجَبُ
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ
إِلاَّ الدَّهَاسُ وَأُمٌّ بَرَّة ٌ وَأَبُ
كأنَّما فُلِّقتْ عنها ببلقعة ٍ
جماجمٌ يُبَّسُ أنو حنظلٌ خربُ
ممّا تقيَّضَ عنْ عوجٍ معطَّفة ٍ
كأنَّها شاملٌ أبشارها جربُ
أشداقها كصدوعِ النَّبعِ في قللٍ
مثلِ الدَّحاريجِ لم ينبُتْ بها الزَّغبُ
كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا كُرَّاثُ سَآئِفَة ٍ
طارتْ لفائفهُ أو هيشرٌ سلُبُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
رقم القصيدة : 20507
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
لميِّ وإنْ هاجتْ رجيعَ سقامِ
عَلَى ظَهْرِ جَرْعَآءِ الْكَثِيبِ كَأَنَّهَا
سنيَّة ُ رقمٍ في سراة ِ قرامِ
إِلَى جَنْبِ مَأْوَى جَاملٍ لَمْ تَدَعْ بِهِ
منَ العننِ الأرواحِ غيرَ حطامٍ
كأنَّ بقايا حائلِ في مناخها
لُقَاطَاتُ وَدْعٍ أَوْ قُيُوضَ يَمَامِ
ترائكَ أيأسنَ العوائدَ بعدما
أهفنَ وطارَ الفرخُ بعدَ رزامِ
خلاءً تحنُّ الرِّيحُ أو كلَّ بكرة ٍ
بِهَا مِنْ خَصَاصِ الرِّمْثِ كُلَّ ظَلاَمِ
وَلِلْوَحْشِ وَالْجِنَّانِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
بها خلفة ٌ منْ عازمٍ وبغامِ
كَحَلْتُ بَهَا إِنْسَانَ عَيْني فَأَسْبَلَتْ
بِمُعْتَسِفٍ بَيْنَ الْجُفُونِ تُؤَامِ
تبكِّي على ميٍّ وقدْ شطَّتِ النَّوى
وَمَا كُلُّ هذَا الْحُبِّ غَيْرُ غَرَامِ
ليالي ميٍّ موتة ٌ ثمَّ نشرة ٌ
لما ألمحتْ منْ نظرة ٍ وكلامِ
إذا انجردتْ إلاَّ منَ الدِّرعِ وارتدتْ
غدائرَ ميَّالِ القرونِ سخامِ
على متنة ٍ كالنَّسعِ تحبو ذنوبها
لأحقفَ منْ رملِ الغناءِ ركامِ
ألا طرقتْ ميٌّ وبيني وبينها
أَلاَ يَا اسْلَمِي يَا مَيُّ كُلَّ صَبِيحَة ٍ
فتى مسلهمُّ الوجهِ شاركَ حبُّها
سقامُ السُّرى في جسمها بسقامِ
فأنَّى اهتدتْ ميٌّ لصهبِ بقفرة ٍ
وشعثٍ بأجوازِ الفلاة ِ نيامِ
أناخوا ونجمٌ لاحَ إذْ لاحَ ضوؤهُ
يخالفُ شرقيَّ النُّجومِ تهامِ
فإنْ كنتِ إبراهيمَ تنوينَ فالحقي
نَزُرْهُ وَإِلاَّ فَارْجِعي بِسَلاَمِ
وَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهَاوَاتَنَا السُّرَى
وَلاَ لَيْلَ عِيسٍ في الْبُرِينِ سَوَامِ
صفيَّ أميرَ المؤمنينَ وخالهُ
أَعَزَّ كَضَوْءِ الْبَدْرِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى
كَمَا اهْتَزَّ بِالْكَفَّيْنِ نَصْلُ حُسَامِ
فِدًى لَكَ مِنْ حَتْفِ الْمُنُونِ نُفُوسُنَا
وَمَا كَانَ مِنْ أَهْلٍ لَنَا وَسَوَامِ
أَبُوكَ الَّذي كَانَ اقْشَعَرَّ لِفَقْدِهِ
ثرى أبطحٍ سادَ البلادَ حرامِ
سَمَا بِكَ آَبآءٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ
مَصَابِيحُ تَجْلُو لَوْنَ كُلِّ ظَلاَمِ
فأنتمْ بنو ماءِ السَّماءِ وأنتمُ
إلى حسبٍ عندَ السَّماءِ جسامِ
إِلَيْكَ ابْتَعَثْنَا الْعِيسَ وانْتَعَلَتْ بِنَا
فيافيَ ترمي بينها بسهامِ
قِلاَصاً رَحَلْنَاهُنَّ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقي
بوهبينَ فوضى ربربٍ ونعامِ
يراعينَ ثيرانَ الفلاة ِ بأعينٍ
صوافي سوادِ الماءِ غيرَ ضخامِ
وَآذَانِ خَيْلٍ فِي بَرَاطِيلَ خُشِّثتْ
براهنَّ منها في متونِ عظامِ
إِذَا مَا تَجَلَّتْ لَيْلَة ُ الرَّكْبِ أَصْبَحَتْ
خراطيمها مغمورة ً بلغامِ
فَكَمْ وَاعَسَتْ بِالرَّكْبِ مِنْ مُتَعَسَّفٍ
غَلِيظٍ وَأَخْفَافُ المَطِيِّ دَوَامِ
سَبَارِيتَ إِلاَّ أَنْ يَرَى مُتَأَمِّلٌ
قنازعَ إسنامٍ بها وثغامِ
وَمْنْ رَمْلَة ٍ عَذْرَآءَ مِنْ كُلِّ مَطْلَعٍ
فَيَمْرُقْنَ مِنْ هَارِي التُّرَابِ رُكَامِ
وكمْ نفَّرتْ منْ رامحٍ متوضِّحٍ
هجانِ القرى ذي سفعة ٍ وخدامِ
لَيَاحِ السَّبِيبِ أَنْجَلِ الْعَيْنِ آلِفٍ
لَمَا بَيْنَ غُصْنٍ مُعْبِلٍ وَهُيَامِ
ومنْ حنشٍ ذعفِ اللُّعابِ كأنَّهُ
عَلَى الشَّرَكِ الْعَادِيِّ نِضْوُ عَصَامِ
بأغبرَ مهزولِ الأفاعي مجنَّة ٍ
سَخَاوِيَّة ٍ مَنْسُوجَة ٍ بِقَتَامِ
وكمْ خلَّفتْ أعناقها منْ نحيزة ٍ
وَأَرْعَنَ مِنْ قُودِ الْجِبَالِ خُشَامِ
يشبِّههُ الراؤونَ والآلُ عاصبٌ
على نصفهِ منْ موجهِ بحزامِ
سماوة َ جونٍ ذي سنامينِ معرضٍ
سَمَا رَأْسُهُ عَنْ مَرْتَعٍ بِحِجَامِ
إليكَ ومنْ فيفٍ كأنَّ دويُّهُ
غناءُ النَّصارى أو حنينُ هيامِ
وَكَمْ عَسَفَتْ مِنْ مَنْهَلٍ مُتَخَطَّإٍ
أَفَلَّ وَأَقْوَى بِالْجِمَامِ طَوَامِ
إِذَا مَا وَرَدْنَا لَمْ نُصَادِفْ بِجَوْفِهِ
سوى وارداتٍ منْ قطا وحمامِ
كَأَنَّ صِيَاحَ الْكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنَا
تراطنُ أنباطٍ عليهِ قيامِ
إذا ساقيانا أفرغا في إزائهِ
عَلَى قُلُصٍ بِالْمُقُفِرَاتِ حِيَامِ
تداعينَ باسمِ الشَّيبِ في متثلِّمٍ
جَوَانِبُهُ مِنْ بَصْرَة ٍ وَسَلاَمِ
زهاليلُ أشباهٌ كأنَّ هويَّها
إذا نحنُ أدلجنا هويَّ جهامِ
كأنَّ على أولادِ أحقبَ لاحها
ورميُ السَّفى أنفاسها بسهامِ
جَنُوبٌ ذَوَتْ عَنْهَا التَّنَاهِي وَأَنْزَلَتْ
بَهَا يَوْمَ ذَبَّاتِ السَّبِيبِ صِيَامِ
كأنَّ شخوصَ الخيلِ هامنْ مكانها
عَلَى جُمْدٍ رَهْبَى أَوْ شُخُوصُ خِيَامِ
يُقَلِّبْنَ مِنْ شَعْرَآءِ صَيْفٍ كَأَنَّهَا
مَوَارِقَ لِلَّدْغِ انْخِزَامُ مَرَامِ
نسوراً كنقشِ العاجِ بينَ دوابرٍ
مُخَيَّسَة ٍ أَرْسَاغُهَا وَحَوَامِ
فلما ادَّرعنَ الليلَ أو كنَّ منصفاً
لِمَا بَيْنَ ضَوْءٍ فَاسِحٍ وَظَلاَمِ
توخَّى بها العينينِ عيني غمازة ٍ
أَقَبُّ رَبَاعٍ أَوْ قُوَيْرِحُ عَامِ
طوي البطنِ زمَّامٌ كأنَّ سحيلهُ
عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هِدِيلُ غُلاَمِ
يشجُّ بهنَّ الصُّلبَ شجَّاً كأنَّما
يحرِّقنَ في قيعانهِ بضرامِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20508
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
على طَللٍ بينَ القرينة ِ والحبلِ
لميٍّ ترامتْ بالحصى فوقَ متنهِ
مراويدُ يستحصدنَ باقية َ البقلِ
إِذَا هَيَّجَ الْهَيْفُ الرَّبِيعَ تَنَاوَحَتْ
بِهَا الْهُوجُ تَحْنَانَ الْمُوَلَّهَة ِ الْعُجْلِ
بِجَرْ عَآئِهَا مِنْ سَامِرِ الْحَيِّ مَلْعَب
وَآرِيُّ أَفْرَاسٍ كَجُرْثُومَة ِ النَّمْلِ
كَأَنْ لَمْ يَكُنْهَا الْحَيُّ إِذْ أَنْتَ مَرَّة ً
بها ميِّتُ الأهواءِ مجتمعُ الشَّملِ
بكيتُ على ميٍّ بها إذ عرفتُها
وهجتُ البُكا حتى بكى القومُ من أجلي
فَظَلُّوا وَمِنْهُمْ دَمْعُهُ غَالِبٌ لَهُ
وَآخَرُ يَثْنِي عَبْرَة َ الْعَيْنِ بِالْهَمْلِ
وَهَلْ هَمَلاَنُ الْعَيْنِ رَاجِعُ مَا مَضَى
مِنَ الْوَجْدِ أَوْ مُدْنِيكِ يَا مَيُّ مِنْ أَهْلِي
أَقُولُ وَقَدْ طَالَ التَّدَانِي وَلَبَّسَتْ
أمورٌ بنا أسبابَ شغلٍ إلى شغلِ
أَلاَ لاَ أُبَالِي الْمَوتَ إِنْ كَانَ قَبْلَهُ
لِقَآءٌ بِمَيٍّ وَارْتِجَاعٌ مِنَ الْوَصْلِ
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الْمِرْطَ حِيْنَ تَلُوثُهُ
عَلَى دِعْصَة ٍ غَرَّآءَ مِنْ عُجَمِ الرَّمْلِ
أَسِيلَة ِ مُسْتَنِّ الْوِشَاحَيْنِ قَانِىء
بِأَطْرَافِهَا الْحنَّآءُ فِي سَبطٍ طَفْلِ
وحليُ الشَّوى منها إذا حُلِّيتْ به
عَلَى قَصَبَاتٍ لاَ شِخَاتٍ ولاَ عُصْلِ
من المُشرقاتِ البيضِ في غيرِ مُرهة ٍ
ذواتِ الشِّفاهِ الحوِّ والأعينِ الكُحلِ
إذا ما امرؤٌ حاولنَ أنْ يقتتلنهُ
بلا إحنة ٍ بينَ النُّفوسِ ولا ذحلِ
تَبَسَّمْنَ عَنْ نُورِ الأَقَاحِيِّ فِي الثَّرَى
وفتَّرنَ منْ أبصارِ مضروجة ٍ نُجلِ
وَشَفَّفْنَ عَنْ أَجْيَادِ غِزْلاَنِ رَمْلَة ٍ
فَلاة ً فَكُنَّ الْقَتْلَ أَوْ شَبَهَ الْقَتْلِ
وَإِنَّا لَنَرْضَى حِيْنَ نَشْكُو بِخَلْوَة ٍ
إِلَيْهِنَّ حَاجَاتِ النُّفُوسِ بِلاَ بَذْلِ
وما الفقرُ أزرى عندهنَّ بوصلنا
ولكنْ جرتْ أخلاقهنَّ على البُخلِ
وغبراءَ يقتاتُ الأحاديثُ ركبُها
وتشفي ذواتِ الضَّعنِ من طائفِ الجهلِ
تَرَى قُورَهَا يَغْرَقْنَ فِي الآلِ مَرَّة ً
وآونة ً يخرجنَ من غامرٍ ضحلِ
وَرَمْلِ عَزِيفُ الْجِنِّ فِي عَقِدَاتِهِ
هزيزٌ كتضرابِ المغنّينَ بالطَّبلِ
قطعتُ على مضبورة ٍ أخرياتُها
بَعِيدَة ِ مَا بَيْنَ الْخِشَاشَة ِ والرَّحْلِ
غُرَيْرِيّة ٍ كَالْقَلْبِ أَوْ دَاعِرِيَّة ٍ
زَجُولٍ تُبَارِي كُلَّ مُعْصَوْصِبٍ هِقْلِ
إذا استردفَ الحادي وقدْ آلَ صوتُهُ
إِلَى النَّزْرِ واعْتَمَّتْ نَدَى قَزَعٍ شُكْلِ
شَرِيجٍ كَحُمَّاضِ الثَّمَانِي عَمَتْ بِهِ
على راجفِ اللَّحيينِ كالمعولِ النَّصلِ
تمادتْ على رغمِ المهارى وأبرقتْ
بِأَصْفَرَ مِثْلِ الْوَرْسِ فِي وَاحِفٍ جَثْلِ
أفانينَ مكتوبٍ لها دونَ حقِّها
إذَا حَمْلُهَا رَاشَ الْحِجَاجَيْنِ بِالثُّكْلِ
إذا هنًّ جاذنَ الأزمَّة َ سيَّلتْ
أنوفَ المهارى فوقَ أشداقها الهُدلِ
أعاذلَ غُضِّي منْ لسانِكِ عنْ عذلي
فَمَا كُلُّ مَنْ يَهْوَى رَشَادِي عَلَى شَكْلِي
فَمَا لآئِمٌ يَوْماً أَخٌ وَهْوَ صَادِقٌ
إِخَائِي وَلاَ اعْتلَّتْ عَلَى ضَيْفِهَا إِبِلي
إذا كانَ فيها الرِّسلُ لم تأتِ دونهُ
فِصَالِى وَلَوْ كَانَتْ عِجَافاً وَلاَ أَهْلِي
وإن تعتذرْ بالمحلِ منْ ذي ضروعِها
إِلَى الضَّيْفِ يَجْرَحْ فِي عَرَاقِيبهَا
وقائلة ٍ : ما بالُ غيلانَ لم يُنخْ
إلى منتهى الحاجاتِ لم تدْرِ ما شُغلي
وَلَوْ قُمْتُ مُذْ قَامَ ابْنُ لَيْلَى لَقَدْ هَوَتْ
رِكَابِي بِأَفْوَاهِ السَّمَاوَة ِ والرِّجْلِ
ولكنْ عداني أنْ أكونَ أتيتهُ
عقابيلُ أوصابٍ يشبَّهنَ بالخبلِ
أَتَتْنِي كِلاَبُ الْحَيِّ حَتَّى عَرَفْتَنِى
وَمُدَّتْ نُسُوجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى رَحْلِي

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
رقم القصيدة : 20509
-----------------------------------
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
وَهَاجَ الْهَوَى مِنْهَا الْغَدَاة َ طُلُولُهَا
بِمُنْعَرَجِ الْهُذْلُولِ غَيَّرَ رَسْمَهَا
يَمَانِيَة ٌ هَيْفٌ مَحَتْهَا ذُيُولُهَا
لميَّة َ إذ لا نشتري بزماننا
زَمَاناً وَإِذْ لاَ نَصْطَفِي مَنْ يَغُولُهَا
وإذ نحنُ أسبابُ المودَّة ِ بيننا
دماجٌ قواها لم تخنها وصولُها
قطوفُ الخُطا عجزاءُ لا تنطقُ الخنا
خلوبٌ بأسبابِ العداتِ مطُولُها
فياميُّ قد كلَّفتني منكِ حاجة ً
وَخَطْرَة َ حُبٍّ لاَ يَمُوتُ غَلِيلُهَا
خليليَّ مدّا الطَّرفَ حتى تبيَّنا
أظُعنٌ بعلياءِ الصَّفا أمْ نخيلُها
فَقَالاَ عَلَى شَكٍّ نَرَى النَّخْلَ أَوْ نَرَى
لميَّة َ ظعناً باللِّوى نستحيلُها
فَقُلْتُ أَعِيْدَا الطَّرْفَ مَا كَانَ مَنْبِتاً
مَنَ النَّخْلِ خَيْشُومُ الصَّفَا وَأَمِيلُهَا
وَلَكِنَّهَا ظُعْنٌ لِمَيَّة َ فَارْفَعَا
نواحلَ كالحيّاتِ رسلاً ذميلُها
فَأَلْحَقَنَا بِالْحَيِّ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
تغالي المهارى سدوُها ونسيلُها
فما لحقتْ بالحيِّ حتَّى تكمَّشتْ
مراحاً وحتَّى طارَ عنها شليلُها
وتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ
سَرِيعٌ أَمَامَ الْيَعْمَلاَتِ نُصُولُهَا
وَحَتَّى كَسَتْ مَثْنَى الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
إلى حيثُ يثني الخدَّ منها جديلُها

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الأصوليون
الأصوليون
رقم القصيدة : 2051
-----------------------------------
الأصوليون..
قومٌ لا يحبون المحبة!
ملأوا الأوطان بالإرهاب..
حتى امتلأ الإرهاب رهبة!!
ويلهم..!
من أين جاؤوا؟!
كيف جاؤوا؟!
قبلهم كانت حياة الناس رحبة!!
قبلهم ما كان للحاكم أن يعطس
إلا حين يستأذن شعبه!!
وإذا داهمه العطسُ بلا إذنٍ..
تنحى..
ورجا الأمة أن تغفر ذنبه!!
لم يكن قبلهم رعبٌ
ولا قهرٌ
ولا كانت لدى الأوطان غربة!!
كان طعمُ المرّ حلواً
وهواء الخنق طلقاً
وكؤوس السمِّ عذبة!!
كانت الأوضاع حقاً مستتبة!!
ثم جاؤوا...
فإذا النكسة..
تأتينا على آثار نكبة!!
وإذا الإرهاب
ينقضُّ على أنقاضنا من كل شُعبة!!
واحدٌ... يقرأ في المسجد خطبة!
واحدٌ... يشرح بالقرآن قلبه!!
واحدٌ... يحمل (مسواكاً) مريباً!!
واحدٌ... يعبد ربه!!
آه منهم!!
يستفزون الحكومات
وإن فزّت عليهم
جعلوا الحبّة قبة!!
فإذا ألقت بهم في الحبس
قالوا أصبح الموطن علبة!
وإذا ماضربتهم مرةً
ردوا على الضرب بسبة!!
وإذا ما حصلوا في الانتخابات على أعظم نسبة
زعموا أنّ لهم حقاً
بأن يستلموا الحكم
كأنّ الحكم لعبة!!
وإذا الدولة في يومٍ
ثنت للغرب ركبة
أو لنفرض وفّرت للغرب ركبة
ولنقل نامت له نوماً
-لوجه الله طبعاً لا لرغبة-
البذيئون يقولون عن الدولة (----)!!!
الأصوليون آذونا كثيراً
وافتروا جداً
ولم يبقوا على الدولة هيبة!!
فبحق الأب والإبن وروح القدس
وكريشنا
وبوذا
ويهوذا
تبْ على دولتنا منهم
ولا تقبل لهم ياربّ توبة!!!

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
رقم القصيدة : 20510
-----------------------------------
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
كَأَنَّكَ لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الْحَيَّ عَاهِدُ
وَلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
بِجَرْعَائِكَ الْبِيْضُ الْحِسَانُ الْخَرَائِدُ
تردَّيتَ منْ ألوانِ نورٍ كأنَّهُ
زرابيُّ وانهلَّتْ عليكَ الرواعدُ
وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى
بوهبينَ أو تسقى الرُّسومُ البوائدُ
فلمْ يبقَ منها إلاَّ آريِّ خيمة ٍ
وَمُسْتَوْقَدٌ بَيْنَ الْخَصَاصَاتِ هَامِدُ
ضريبٌ لأوراقِ السَّواري كأنَّهُ
قَرَا الْبَوّ تَغْشَاهُ ثَلاثٌ صَعَآئِدُ
أَقَامَتْ بِهِ خَرْقَآءُ حَتَّى تَعذَّرَتْ
مِنَ الصَّيْفِ أَحِبَاسُ اللِّوَى وَالغَرَاقِدُ
وَجَالَ السَّفَا جَوْلَ الْحَبَابِ وَقَلَّصَتْ
معَ النَّجمِ عنْ أنفِ المصيفِ الأباردُ
وَهَاجَتْ بَقَايَا الْقُلْقُلاَنِ وَعَطَّلَتْ
حواليهُ هوجُ الرِّياحُ الحواصدُ
وَلَمْ يَبْقَ فِي مُنْقَاضِ رُقْشٍ تَوَآئمٍ
مِنَ الزُّغْبِ أَوْلاَدِ الْمَكاكِيّ وَاحِدُ
فلما تقضَّتْ ذاكَ منْ ذاكَ واكتستْ
مُلآءً مِنَ الآلِ الْمتَانُ الأَجَالِدُ
تَيَمَّمَ نَاوِي آل خَرْقَآءَ مُنْهِلاً
لهُ كوكبٌ في صرَّة ِ الليلِ باردُ
لقى ً بينَ أجمادٍ وجرعاءَ نازعتْ
حِبَالاً بِهِنَّ الْجَازِئَاتُ الأَوَابِدُ
تنزَّلَ عنْ زيزاءة ِ القفِّ وارتقى
مِنَ الرَّملِ وَانْقَادَتْ إِلَيْهِ الْمَوَارِدُ
لَهُ مِنْ مَغَانِي الْعِينِ بِالْحَيّ قَلَّصَتْ
مَرَاسِيلُ جَوْنَاتُ الذَّفَارَى صَلاَخِدُ
مُشَوِكَة ُ الأَلْحِي كَأَنَّ صَرِيفَهَا
صياحَ الخطاطيفِ أعقبتها المراودُ
يُصَعّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كَأَنَّهَا
زجاجُ القنا منها بينَ نجيمٌ وعاردُ
إِذَا أَوْجَعَتْهُنَّ الْبُرَى أَوْ تَنَاوَلَتْ
قوى الضَّفرِ عنْ أعطافهنَّ الولائدُ
على كلِّ أجأى أو كميتٍ كأنَّهُ
منيفُ الذُّرى من هضبِ ثهلانَ فاردُ
أَطَافَتْ بِهِ أَنْفَ النَّهَارِ وَنَشَّرَتْ
عليهِ التهاويلُ القيانُ التَّلائدُ
ورفَّعنَ رقماً فوقَ صهبٍ كسونهُ
قَنَا السَّاجِ فِيهِ الآنِسَاتُ الخَرَائِدُ
يمسِّحنَ عنْ أعطافهِ حسكَ اللِّوى
كما تمسحُ الرُّكنَ الأكفُّ العوابدُ
تنطقنَ منْ رملِ الغناءِ وعُلِّقتْ
بأعناقِ أدمانِ الظِّباءِ القلائدُ
منَ السَّاكناتِ الرَّملَ فوقَ سوَيقة ٍ
إذا طيَّرتْ عنها الأنيسَ الصَّواخدُ
تظلَّلنَ دونَ الشَّمسِ أرطى تأزَّرتْ
بِهِ الزُّرْقُ أَوء مِمَّا تَرَدَّى أُجَارِدُ
بَحَثْنَ الثَّرَى تَحْتَ الجَنُوبِ وَأَسَبلتْ
على الأجنبِ العليا غصونٌ موائدُ
أَلاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ وَهْناً لِفِتْيَة ٍ
هجوعٍ وأيسارُ المطيِّ وسائدُ
أناخوا لتطوى تحتَ أعجازِ سدفة ٍ
أَيَادِي الْمَهَارَى وَالجُفُونُ سَوَاهِدُ
وَألْقَوْا لأَحْرَارِ الْوُجُوهِ عَلَى الْحَصَى
جدائلَ ملويَّاً بهنَّ السَّواعدُ
لدى كلِّ مثلِ الجفنِ تهوي بآلهِ
بَقَايَا مُصَاصِ العِتْقِ وَالمُحُّ بَارِدُ
وليلٍ كأثناءِ الرُّويزيِّ جبتهُ
بِأرْبَعَة ٍ وَالشَّخْصُ فِي الْعَيْنِ وَاحِدُ
أحمُّ علافيٌّ وأبيضُ صارمُ
وأعيسُ مهريٌ وأشعثُ ماجدُ
أَخُو شُقَّة ٍ جَابَ الْفَلاَة َ بِنَفسِهِ
عَلَى الْهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ الْمَطَاوِدُ
وأشعثَ مثلَ السَّيفِ قدْ لاحَ جسمهُ
وجيفُ المهارى والهمومُ الأباعدُ
سَقَاهُ الْكَرَى كَأَسَ النُّعَاسِ وَرأْسُهُ
لِدِينِ الْكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ
أقمتُ لهُ صدرَ المطيِّ ومادرى
أجائرة ٌ أعناقها أمْ قواصدُ
ترى النَّاشئَ الغرِّيدَ يضحي كأنَّهُ
على الرَّحلِ ممَّا منَّهُ السَّيرُ عاصدُ
وَقُفٍّ كَجِلْبِ الْغَيْمِ يَهْلِكُ دُونَهُ
نَسِيمُ الصَّبَا وَالْيَعْمَلاَتُ الْعَوَاقِدُ
ترى القنَّة َ القوداءَ منهُ كأنَّها
كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَة َ الْخَيْلِ فَارِدُ
قَمُوسَ الذُّرَى فِي الآلِ يَمَّمْتُ خَطْمَهُ
حَرَاجِيجَ بَلاَّهَا الوَجِيفُ الْمُوَاخِدُ
براهنَّ أنْ ما هنَّ إلاَّ بوادئٌ
لِحَاجٍ وَإِمَّا رَاجِعَاتٌ عَوَائِدُ
وَكَآئِنْ بِنَا هَاوَيْنَ مِنْ بَطْنِ هَوْجَلٍ
وظلماءَ والهلباجة ُ الجبسُ راقدُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
رقم القصيدة : 20511
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِيَا دَارَ مَيَّة َ بِالخلْصَاءِ فَالْجَرَدِ
سُقْيَا وَإِنْ هِجْتِ أَدْنَى الشَّوْقِ لِلْكَمَدِ
مِنْ كُلَ ذِي لَجَبٍ بَاتَتْ بَوَارِقُهُ
تجلو أغرَّ الأعالي حالكَ النَّضدِ
مُجلجلَ الرَّعدِ عرّاصاً إذا ارتجستْ
نَوْءُ الثُّرَيَّا بِهِ أَوْ نَثْرَة الأَسَدِ
أَسْقَى الإِلاَهُ بِهِ حُزوى فَجَادَ بِهِ
مَا قَابَلَ الزُّرْقَ مِن سَهْلٍ وَمِنْ جَلَدِ
ارْضاً مَعَاناً مِنَ الْحَيِّ الَّذِينَ هُمُ
أَهْلُ الْجِيَادِ وَأَهْلُ الْعَدْوٍ وَالْعَدَدِ
كانتْ تحلُّ بهِ ميٌّ فقدْ قذفتْ
عنّا به شعبة ٌ منْ طيَّة ٍ قددِ
غَرَّاءَ يَجْرِي وِشَاحَاهَا إِذَا انْصَرَفَتْ
منها على أهضمِ الكشحينِ منخضدِ
يجلو تبسُّمها عنْ واضحٍ خصرٍ
تَلأْلُؤَ الْبّرْقِ ذِي لَجَّة ٍ بَرِدِ
تطوَّفَ الزَّورُ منْ ميٍّ على غرضٍ
بِمُسْلَهِمَّيْنِ جَوَّابِيْنِ لِلْبَعَدِ
حُيَيْتَ مِنْ زَآئِرٍ أَنَّى اهْتَدَيْتَ لَنَا
وأنتَ منّا بلا نحوٍ ولا صددَ
وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ
خُضْرٍ كَوَاكِبُهُ ذِي عَرْمَضٍ لَبِدِ
فرَّجتُ عنْ جوفهِ الظَّماءَ يحملُني
غوجٌ منَ العيدِ والأسرابُ لم تردِ
حابي الشَّراسيفِ أقنى الصُّلبِ منسرحٌ
سَدْوُ الذرَاعَيْنِ جَافِي رَجْعَة ِ الْعَضُدِ
باقٍ على الأينِ يُعطي إنْ رفقتَ بهِ
معجاً رُقاقاً وإنْ تخرُقْ بهِ يخدِ
أَوْ حُرَّة ٌ عَيْطَلٌ ثَبْجَآءُ مُجْفَرَة ٌ
دعائمُ الزَّورِ نعمتْ زورقُ البلدِ
لانتْ عريكتُها منْ طولِ ما سمعتْ
بَيْنَ الْمَفَاوِزِ تْنَآمَ الصَّدَى الْغَرِدِ
حنَّتْ إلى نعمِ الدَّهنا فقلتُ لها
أمّي هلالاً على التَّوفيقِ والرَّشدِ
الَوَاهِبَ الْمِائَة َ الْجُرْجُورَ حَانِيَة ً
عَلَى الرّبَاعِ إِذَا مَا ضُنَّ بِالسَّبَدِ
وَالتَّارِكَ الْقِرْنَ مُصْفَراً أَنَامِلُهُ
في صدرهِ قصدة ٌ منْ عاملٍ صردِ
والقائدَ الخيلَ يمطو منْ أعنَّتها
إجذامُ سيرٍ إلى الأعداءِ منجردِ
حَتَّى يَئِضْنَ كَأَمْثَالِ الْقَنَا ذَبَلَتْ
مِنْهَا طَرَائِقُ لَدنَاتٌ عَلَى أَوَدِ
رَفَعْتَ مَجْدَ تَمِيمٍ يَا هِلالَ لَهَا
رفعَ الطِّرافِ إلى العلياءِ بالعمدِ
حَتَّى نِسَآءُ تَمِيمٍ وَهْيَ نَآئِيَة ٌ
بقُلَّة ِ الحزنِ فالصَّمّانِ فالعقدِ
لو يستطعنَ إذا نابتكَ مجحفة ٌ
فدينكَ الموتَ بالآباءِ والولدِ
تمنَّتِ الأزدُ إذ غبَّتْ أمورُهمُ
أنَّ المهلَّبَ لم يولدْ ولم يلدِ
كانوا ذوي عددٍ دهمٍ وعائرة ٍ
من السِّلاحِ وأبطالاً ذوي نجدِ
فَمَا تَرَكْتَ لَهُمْ مِنْ عَيْنِ بَاقِيَة
إلاّ الأراملَ والأيتامَ من أحدِ
بِالسّنْدِ إِذْجَمْعُنَا تكو جَمَاجِمَهُمْ
بيضاً تداوي من الصَّوراتِ والصَّيَدِ
رَدَّتْ عَلَى مُضَرَ الْحَمْرَآءِ شِدَّتُنَا
أَوْتَارَهَا بَيْنَ أَطْرَافِ الْقَنَا الْقصَدِ
والحيِّ بكرٍ على ما كانَ عندهمُ
منَ القطيعة ِ والخذلانِ والحسدِ
جئنا بأثآرهمْ أسرى مقرَّنة ً
حَتَّى دَفَعْنَا إِليْهِمْ رُمَّة َ الْقَوَدِ
في طحمة ٍ من تميمٍ لو تصكُّ بها
رُكنيْ ثبيرٍ لأمسى مائلَ السَّندِ
لَوْلاَ النَّبُوَّة ُ مَا أَعْطَوْا بنَي رَجُلٍ
حبلَ المقادة ِ في بحرٍ ولا بلدِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
رقم القصيدة : 20512
-----------------------------------
ألمْ تُسألَ اليومَ الرُّسومَ الدَّوراسُ
بحزوى وهل تدري القفارُ البسابسُ
متى العهدُ ممن حلّها أمْ كمْ أنقضى
مِنَ الدَّهْرِ مُذْ جَرَّتْ عَلَيْهَا الرَّوَامِسُ
دِيَارٌ لِمَيٍّ ظَلَّ مِنْ دُونِ صُحْبَتِي
لنفسي لما هاجتْ عليها وساوسُ
فكيفَ بميٍّ لا تواتيكَ دارها
وَلاَأَنْتَ طَاوِي الْكَشْحِ عَنْهَا فَيَائِسُ
أَتَى مَعْشَرُ الأَكْرَادِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
وحولانِ مرَّاً والجبالُ الطَّوامسُ
ولمْ تنسني ميَّاً نوَّى ذاتَ غربة ٍ
شطونٌ ولا المستطرفاتُ الأوانسُ
إِذَا قُلْتُ أَسْلُو عَنْكِ يَامَيُّ لَمْ أَزَلْ
مُحِلاً لِدَارٍ مِنْ دِيَارِكِ نَاكِسُ
نَظَرْتُ بِجَرْعَآءِ السَّبِيبِة َ نَظْرَة ً
ضُحًى وَسَوادُ الْعَيْنِ فِي الْمَآءِ غَامِسُ
إلى ظعنٍ يقرضنَ أجوازَ مشرفٍ
شِمَالاً وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ
ألفنَ اللَّوى حتى إذا البروقُ ارتمى
بِهِ بَارِحٌ رَاحٌ مِنَ الصَّيْفِ شَامِسُ
وَأَبْصَرْنَ أَنَّ النَقْعَ صَارَتْ نِطَافُهُ
فَرَاشاً وَأَنَّ الْبَقْلَ ذَاوٍ وَيَابِسُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ قَاعِ الْقَرِينَة ِ بَعْدَمَا
تَصَيَّفْنَ حَتَّى مَاعَنِ الْعِدِّ حَابِسُ
إلى منهلٍ لمْ تنتجعهُ بعكَّة ٍ
جنوبٌ ولمْ يغرسْ بهِ النخلَ غارسُ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ الْبَيْنِ قَلَّصَتْ
وَسْوجُ الْمَهَارَى وَاشْمَعَلَّ الْمَوَالِسُ
وَقُلْتُ لأَصْحَابِي هُمُ الْحَيُّ فَارْفَعُوا
تُدَارِكْ بِنَا الْوَصْلَ النَّوَاجِي الْعَرَامِسُ
فَلَمَّا لَحِقْنَا بِالْحُدُوجِ وَقَدْ عَلَتْ
حَمَاطاً وَحِرْبَآءُ الْفَلاَ مُتَشَاوِسُ
وفي الحيِّ ممن نتَّقي ذاتَ عينهِ
فريقانِ: مرتابٌ غيورٌ ونافسُ
وَمْسَتْبشِرٌ تَبْدُو بَشَاشَة ُ وَجْهِهِ
إلينا ومعروفُ الكآبة ِ عابسُ
تَبَسَّمْنَ عَنْ غُرٍّ كَأَنَّ رُضَابَهَا
نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ الْعِهَادُ الْقَوَالِسُ
عَلَى أُقْحُوانٍ فِي حَنَادِجَ حُرَّة ٍ
يناصي حشاها عانكٌ متكاوسُ
وخالسَ أبوابَ الخدورِ بعينهِ
على جانبِ الخوفِ المحبُّ المخالسُ
وألمحنَ لمحاً عنْ خدودِ أسيلة ٍ
رواءٍ خلا ما أنْ تشفَّ المعاطسُ
كَمَا أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَة ٍ
إِلى َ نَبْأَة ِ الصَّوْتِ الظبَآءُ الْكَوَانِسُ
نَأَتْ دَارُ مَيٍّ أَنْ تُزَارَ وَزَوْرُهَا
إِلى َ صُحْبَتي بِاللَّيْلِ هَادٍ مُوَاعِسُ
إذا نحنُ عرَّسنا بأرضٍ سرى بها
هوى لبَّستهُ بالفؤادِ اللَّوابسُ
إِلى َ فِتْيَة ٍ شُعْثٍ رَمَى بِهِمُ الْكَرَى
مُتُونَ الْحَصَى لَيْسَتْ عَليْهَا مَحَابسُ
أناخوا فأخفوا عندَ أيدي قلائصٍ
خِمَاصٍ عَلَيْهَا أَرْحُلٌ وَطَنَافِسُ
ومنخرقَِ السِّربالِ أشعثَ يرتمي
بِهِ الرَّحْلُ فَوْقَ الْعِيسِ وَاللَّيْلُ دَامِسُ
إذا نحزَ الإدلاسُ ثغرة َ نحرهِ
بِهِ أَنَّ مُسْتَرْخِي الْعِمَامَة ِ نَاعِسُ
أقمتُ لهُ أعناقَ هيمٍ كأنَّها
قطاً نشَّ عنها ذو جلاميدٍ خامسُ
وَرَمْلٍ كَأَوْرَاكِ الْعَذَارَى قَطَعْتُهُ
إِذَا جَلَّلَتْهُ الْمُظْلِمَاتُ الْحَنَادِسُ
رُكَامٍ تَرَى أَثْبَاجَهُ حِينَ تَلْتَقِي
لها حبكٌ لا تختطيهِ الضَّغابسُ
وماءٍ هتكتُ الدُّمنَ عنهُ ولمْ يردْ
رَوَايَا الْفِرَاخِ وَالذِّئَابُ اللَّغَاوِسُ
خَفِيِّ الْجَبَا لاَ يَهْتَدِي فِي فَلاَتِهِ
مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ الْهِبْرِزِيُّ الْمُغَامِسُ
أقولُ لعجلى بينَ يمٍّ وداحسٍ
أَجِدِّي فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمَالِسُ
ولا تحسبي شجي بكْ البيدَ كلَّما
تَلأْلأَ بِالْغَوْرِ النُّجُومُ الْطَوَامِسُ
وَتَهْجِيرَ قَذَّافٍ بِأَجْرَامِ نَفْسِهِ
عَلَى الْهَوْلِ لاَحَتْهُ الْهُمُومُ الْهَوَاجِسُ
مَرَاعَاتُكِ الآجَالَ مَا بَيْنَ شَارِعٍ
إلى حيثُ حادتْ منْ عناقَ الأواعسُ
وعطياً كأسرابِ الخروجِ تشوَّقتْ
مَعَاصِيرُهَا وَالْعَاتِقَاتُ الْعَوَانِسُ
يراعينَ مثلَ الدَّعصِ يبرقُ متنهُ
بَيَاضاً وَأَعْلَى سَآئِرِ اللَّوْنِ وَارِسُ
سبحلاً أبا شرخينِ أحيا بناتهِ
مَقَالِيتُهَا فَهْيَ اللُّبَابُ الْحَبَآئِسُ
كلا كفأتيها تنقضانْ ولمْ تجدْ
لهُ ثيلَ سقبٍ في النَّتاجينَ لامسُ
إذا طرفتْ في متعٍ بكراتها
أو استأخرتْ منها الثِّقالَ القناعسُ
دَعَاهُنَّ فاسْتَسْمَعْنَ مِنْ أَيْنَ رِزُّهُ
بِهَدْرٍ كَمَا ارْتَجَّ الْغَمَامُ الرَّوَاجِسُ
فَيقْبِلْنَ إِرْبَاباً وَيَعْرِضْنَ رَهْبَة ً
صدودَ العذارى واجهتها المجالسُ
خناطيلُ يستقرينَ كلَّ قرارة ٍ
مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الْغُثَآءَ الرَّوَآئِسُ
بِهِ أَشْعَلَتْ فِيهَا الذُّبَالَ الْقَوابِسُ
إذا نحنُ قايسنا أناساً إلى العلا
وإنْ كرموا لمْ يستطعنَا المقايسُ
نَغَارُ إِذَا مَا الرَّوْعُ أَبْدَى عَلَى الْبُرَى
ونقري سديفَ الشَّحمِ والماءُ جامسُ
وإنَّا لخشنٌ في اللِّقاءِ أعزَّة ٌ
وفي الحيِّ وضاحونَ بيضٌ قلامسُ
وَقَوْمٍ كِرَامٍ أَنْكَحَتْنَا بَنَاتِهِمْ
ظباتِ السِّيوفِ والرِّماحُ المداعسُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
رقم القصيدة : 20513
-----------------------------------
............
علَى دَارِ مَيٍّ مِنْ صُدُورِ الرَّكَآئِبِ
بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
لها جدَّة ً جولُ الصِّبا والجنائبِ
بها كلُّ خوّارٍ إلى كلِّ صعلة ٍ
ضهولٍ ورفضُ المذرعاتِ القراهبِ
تكنْ عوجة ً يجزيكُما الله عندهُ
بها الأجرَ أو تقضي ذمامة َ صاحبِ
وَقفْنَا فَسَلَّمْنَا فَرَدَّتْ تَحِيَّة
علينا ولم ترجعْ جوابَ المُخاطبِ
عصتني بها نفسٌ تريعُ إلى الهوى
إِذَا مَا دَعَاهَا دَعْوَة ً لَمْ تُغَالِبِ
وعينٌ أرشَّتها بأكنافِ مشرفٍ
مِنَ الزُّرْقِ فِي سَفْكٍ دِيَارُ الْحَبَائِبِ
أَلاَ طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بِذِكْرِهَا
وأيدي الثُّريّا جُنَّحٌ في المغاربِ
أخا شقَّة ٍ زولاً كأنَّ قميصهُ
على نصلِ هنديٍّ جُرازِ المضاربِ
مَطِيَّة ِ رَحَّالٍ كَثِيرِ الْمَذَاهِبِ
بريحِ الخُزامى هيَّجتْها وخبطة ٌ
مِنَ الطَّلِّ أَنْفَاسُ الرَّيَاحِ اللَّواغبِ
وَمِنْ حَاجَتِي لَوْلاَ التَّنَائِي وَرُبَّمَا
منحتُ الهوى منْ ليسَ بالمتقاربِ
عطابيلُ بيضٌ منْ ربيعة ِ عامرٍ
رِقَاقُ الثَّنَايَا مُشْرِفَاتُ الْحَقَائِبِ
يَقِظْنَ الْحِمَى وَالرَّمْلُ مِنْهُنَّ مَرْبَعٌ
وَيَشْرَبْنَ أَلْبَانَ الَهِجَانِ النَّجَآئِبِ
وَمَا رَوْضَة ٌ بِالحَزْنِ ظَاهِرَة ُ الثَّرَى
قِفَارٍ تَعَالَى طَيِّبِ النَّبْتِ عَازِب
مَتَى إِبْلَ أو تَرْفَعْ بي النَّعْشَ رَفْعَة ً
عَلَى الرَّاحِ إِحْدَى الْخَارمَاتِ الشَّوَاعِبِ
فرُبَّ أميرٍ يُطرقُ القومُ عندهُ
كما يُطرقُ الخربانُ من ذي المخالبِ
تخطَّيتُ باسمي دونهُ ودسيعتي
مَصَارِيعَ أَبْوَابٍ غِلاَظِ الْمَنَاكِبِ
ومُستنجدٍ فرَّجتُ عنْ حيثُ تلتقي
تَرَاقِيهِ إِحْدَى الْمُفْظِعَات الْكَوَارِبِ
وَرُبَّ امْرِىء ٍ ذِي نَخْوَة ٍ قَدْ رَمَيْتُهُ
وَكَسْبٍ يَسُوءُ الْحَاسِدِينَ احْتَوَيْتُهُ
إلى أصلِ مالٍ من كرامِ المكاسبِ
وَمَآءٍ صَرى ً عَافِي الثَّنَايَا كَأَنَّهُ
مِنَ الأَجْنِ أَبْوَالُ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ
إذا الجافرُ التالي تناسينَ وصلهُ
وعارضنَ أنفاسَ الرِّياحِ الجنائبِ
يَذُبُّ الْقَصَايَا عَنْ شَرَاة ٍ كَأَنَّهَا
مَرَارِيُّ مَخْشِيٍّ بِهِ الْمَوْتُ نَاضِبِ
حَشَوْتُ الْقِلاَصَ اللَّيْلَ حَتَّى وَرَدْنَهُ
بِنَا قَبْلَ أن تَخْفَى صِغَارُ الْكَوَاكِبِ
ودوِّيَّة ٍ جرداءَ جدّاءَ خيَّمتْ
بها هبواتُ الصَّيفِ من كُلِّ جانبِ
سَبَارِيتَ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ خَرْقِهَا
مِنَ الصَّوْتِ إِلاَّ من ضُبَاحِ الثَّعَالِبِ
عَلَى أَنَّهُ فِيهَا إِذَا شَآءَ سَامِعٌ
عِرَارُ الظَّلِيمِ وَاخْتِلاَسُ النَّوَازِبِ
إذا ائتجَّ رقراقُ الحصى منْ وديقة ٍ
قَذُوفٌ بِأَعْنَاقِ الْمَرَاسِيلِ خَلْفَهَا
كأنَّ يديْ حربائها متشمِّساً
قطعتُ إذا هابَ الضَّغابيسُ مُشرفاً
على كورِ إحدى المُشرفاتِ الغواربِ
تُهَاوِي بِي الأَهْوَالَ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ
مقابلة ٌ بينَ الجلاسِ الصَّلاهبِ
نجاة ٌ منَ الشُّدقِ اللَّواتي يزينُها
خُشوعُ الأعالي وانضمامُ الحوالبِ
مُراوحة ٌ ملعاً زليجاً وهزَّة ً
نَسِيلاً وَسَيْرَ الْوَاسِجَاتِ النَّوَاصِبِ
مددتُ بأعناقِ المراسيلِ خلفها
إذا السَّربَخُ المعقُ ارتمى بالنَّجائبِ
كَأَنِّي إِذَا انْجَابَتْ عَنِ الرَّكْبِ لَيْلة ٌ
على مُقرمٍ شاقي السَّديسينِ ضاربِ
خِدبٍّ حنى من ظهرهِ بعدَ سلوة ٍ
على بطنِ منضمِّ الثَّميلة ِ شازبِ
مِراسُ الأَوَابِي عَنْ نُفُوسٍ عَزِيزَة ٍ
وإلفُ المتالي في قلوبِ السَّلائبِ
وَأَنْ لَمْ يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ الْعَامَ حوْلَهُ
ندى صوتِ مقروعٍ عن العذفِ عاذبِ
وَفِي الشَّوْلِ أَتْبَاعٌ مَقَاحِيمُ بَرَّحَتْ
بِهِ وَامْتِحَانُ الْمُبْرِقَاتِ الْكَوَاذِبِ
يذُبُّ القصايا عنْ سراة ٍ كأنَّها
جماهيرُ تحتَ المُدجناتِ الهواضبِ
إِذَا مَا دَعَاهاَ أَوْزَغَتْ بَكَرَاتُهَا
كإيزاغِ آثارِ المُدى في التَّرائبِ
عُصَارَة َ جَزْءٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُلِقْنَ بِجَادِيٍّ ظُهُورَ الْعَرَاقِبِ
فيأوينَ بالأذنابِ خوفاً وطاعة ً
لأشوسَ نظّارٍ إلى كلِّ راكبِ
إِذَا اسْتَوْجَسَتْ آذَانُهَا اسْتَأْنَسَتْ لَهَا
أَنَاسِيُّ مَلْحُودٍ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ
فَذَاكَ الَّذِي شَبَّهْتُ بِالخَرْقِ نَاقَتِي
إِذَا قَلَّصَتْ بَيْنَ الْفَلاَ وَالْمَشَارِبِ
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَغُوضٌ بِرَأْسِهَا
إِذَا أَفْسَدَ الإِدْلاَجُ لَوْثَ الْعَصَآئِبِ
من الراجعاتِ الوخدَ رجعاً كأنَّهُ
مراراً ترامي صُنتُعِ الرأسِ خاضبِ
هبَلٍّ أبي عشرينَ وفقاً يشُلُّهُ
إِلَيْهِنَّ هَيْجٌ مِنْ رَذَاذٍ وَحَاصِبِ
إذا زفَّ جُنحَ اللَّيلِ زفَّتْ عراضهُ
إلى البيضِ إحدى المُخمَلاتِ الذّعالبِ
ذُنَابَى الشَّفَا أَوْ قَمْسَة َ الشَّمْسِ أَزْمَعَا
رواحاً فمدّا منْ نجاءٍ مناهبِ
تُبَادِرُ بِالأُدْحِيِّ بَيْضاً بِقَفْرَة ٍ
كَنَجْمِ الثُّرَيَّا لاَحَ بَيْنَ السَّحَآئِبِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
رقم القصيدة : 20514
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
سافي العجاجِ على ميثائها الكدرا
قدْ هجتُ يومَ اللِّوى شوقاً طرفتْ بهِ
عَيْنِي فَلاَ تُعْجِمِي مِنْ دُونِيَ الْخبَرَا
يَقُولُ بِالزُّرْقِ صَحْبِي إِذْ وَقَفْتُ بِهِمْ
فِي دَارِ مَيَّة أَسْتَسْقِي لَهَا الْمَطَرَا
لو كانَ قلبكَ منْ صخرٍ لصدَّعهُ
هَيْجُ الدّيَاِر لَكَ الأَحْزَان وَالذِّكَرَا
وزفرة ٌ تعتريهِ كلَّما ذكرتْ
ميٌّ لهُ أو نحا منْ نحوها البصرا
غرَّاءُ آنسة ٌ تبدو بمعقلة ٍ
إِلَى سُوَيْقَة َ حَتَّى تَحْضُرَ الْحَفَرَا
تشتوِ إلى عجمة ِ الدُّهنا ومربعها
روضٌ يناصي أعالي ميثهِ العُفرا
حَتَّى إذَا هزَّتِ الْبُهْمَى ذَوَآئِبَهَا
في كلِّ يومٍ ييشهَّى البادي الحضرا
وزفزفتْ للزِّبانى منْ بوارحها
هيفٌ أنشَّتْ بها الأصناعَ والخبرا
ردُّوا لأحداجهمْ بزلاً مخيَّسة ً
قدْ هرملَ الصَّيفُ عنْ أكتافها الوبرا
تَقْرِي الْعَلاَبِيَّ مُصْفَرَّ الْعَصِيمِ إِذَا
جفَّتْ أخاديدهُ جوناً إذا انعصرا
كأنَّهُ فلفلٌ جعدٌ يدحرجهُ
نَضْخُ الذَّفَارَى إِذَا جَوْلاَنُهُ انْحَدَرَا
شافوا عليهنَّ أنماطاً شآمية ً
عَلَى قَناً أَلْجَأَتْ أَظْلاَلُهُ الْبَقَرَا
أشبهنهُ النَّظرة َ الأولى وبهجتهُ
وهنَّ أحسنُ منهُ بعد ما صورا
منْ كلِّ عجزاءَ في أحشائها هضمٌ
كَأَنَّ حَلْيَ شَوَاهَا أُلْبِسَ الْعُشَرَا
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
كَالشَّمْس لَمَّا بَدَتْ أَوْ تُشْبِهُ الْقَمَرَا
حُسَّانَة ُ الْجِيدِ تَحْلُو كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ
عنْ منطقٍ لمْ يكنْ عيِّاً ولا هذرا
عَنْ وَاضِحٍ ثَغْرُهُ حُوٍّ مَرَاكِزُهُ
كَالأُقْحُوانِ زَهَتْ أَحْقَافُهُ الزَّهَرَا
ثمَّ استقلَّوا فبتَّ البينُ واجتذبتْ
حبلَ الجوارَِ نوى عوجاءَ فانبترا
مالزتُ أطردُ في آثارهمْ بصري
وَالشوْقُ يَقْتَادُ مِنْ ذي الْحَاجَة ِ الْبَصَرَا
حتى أتى فلكُ الخلصاءِ دونهمْ
واعتمَّ قورُ الضُّحى بالآلِ واختدرا
ريعُ السَّرابِ إذا ما خالطوا خمرا
كَأَنَّ أَظْعَانَ مَيٍّ إِذْ رَفَعْنَ لَنَا
بواسقُ النَّخلِ منْ بيرينَ أو هجرا
يُعَارِضُ الزُّرْقَ هَادِيهِمْ وَيَعْدِلُهُ
حَتَّى إِذَا زَاغَ عَنْ تِلْقَآئِهِ اخْتَصَرَا
إِذَا يُعَارِضُهُ وَعْثٌ أَقَامَ لَهُ
وَجْهَ الظَّعَائِنِ خَلٌّ يَعْسِفُ الضَّفِرَا
حَتَّى وَرَدْنَ عِذَابَ الْمَآءِ ذَا بُرَقٍ
عدَّاً يواعدنهُ الأصرامَ والعكرا
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ بَعْدَ مَا رَحَلَتْ
عنا رحى جابرٍ والصُّبحُ قدْ جشرا
بنفحة ٍ منْ خزامى فائجٍ سهلٍ
وَزَوْرَة ٍ مِنْ حَبِيبٍ طَالَ مَا هَجَرَا
هَيْهَاتَ مَيَّة ُ مِنْ رَكْبٍ عَلَى قُلُصٍ
قَدِ کجْرَهَدَّ بِهَا الإِدْلاَجُ وَکنْشَمَرَا
رَاحَتْ مِنَ الْخُرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَفَتْ
حتى أنفأى الفأوُ عنْ أعناقها سحرا
أُدْمٌ أَحَنَّ لَهُنَّ الْقَانِصُ الْوَتَرَا
وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ
تذري الرِّياحُ على جمَّاتهِ البعا
أَوْرَدْتُهُ قَلِقَاتِ الضُّفْرِ قَدْ جَعَلَتْ
تُبْدِي الأَخِشَّة ُ فِي أَعْنَاقِهَا صَعَرَا
ترمي الفجاجَ بآذانٍ مؤلَّلة ٍ
وأعينٍ كتمٍ لا تشتكي السَّدرا
للبدرِ بعدَ السَّرى مالتْ عمائمهمْ
شَارَفْتُمُ نَفَحَاتِ الْجُودِ مِنْ عُمَرَا
كمْ جبتُ دونكَ منْ تيهاءَ مظلمة ٍ
تِيهٍ إِذَا مَا مُغَنِّي جِنِّهَا سَمَرَا
وَمُزْبِدٍ مِثْلِ عُرْضِ اللَّيْلِ لُجَّتُهُ
يهلُّ شكراً على شطَّيهِ منْ عبرا
أنتَ الرَّبيعُ إذا مالم يكنْ مطرٌ
والسَّائسُ الحازمُ المفعولُ ما أمرا
مازلتَ في درجاتِ الأمرِ مرتقياً
تسمو ويرمي بكَ الفرعانُ منْ مضرا
حَتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلى َ أَحَدٍ
إِلاَّ عَلى َ أَحَدٍ لاَ يَعْرِفُ الْقَمَرَا
أَنَا وَإِيَّاكَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَجْمَعُنَا
حَسَّانُ في بَاذخٍ فَخْرٌ لِمَنْ فَخَرَا
مجدِ العديِّينَ جدَّاكَ اللَّذانْ هما
كَانَا مِنَ الْعَرَبِ الأَنْفَيْنِ وَالْغُرَرَا
وَأَنْتَ فَرْعٌ إِلى َ عِيصَيْنِ مِنْ كَرَمٍ
قَدْ اسْتَالاَ ذُرَى الأَطْوَادِ وَالشَّجَرَا
حَلَلْتَ مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَآءِ ذِرْوَتَهَا
وباذخَ العزُّ منْ قيسٍ إذا هدرا
والحيُّ قيسٌ حماة ُ النَّاسِ مكرمة ً
إِذَا الْقَنَا بَيْنَ فَتْقَيْ فِتْيَة ٍ خَطَرَا
بنو فوارة َ عنْ آبائهمْ ورثوا
دعائمَ الشَّرفِ العاديَّة ِ الكبرا
المانعونَ فما يسطاعُ ما منعوا
وَالْمُنْبِتُونَ بِجِلْدِ الْهَامَة ِ الشَّعَرَا
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
رقم القصيدة : 20515
-----------------------------------
تَصَابَيْتُ فِي أَطْلاَلِ مَيَّة َ بَعْدَمَا
نبا نبوة ً بالعينِ عنها دثورُها
بوهبينَ أجلى الحيُّ عنها وراوحتْ
بِهَا بَعْدَ شَرْقي الرِّيَاحِ دَبُورُهَا
وأنواءُ أحوالٍ تباعٍ ثلاثة ٍ
بها كان ممّا يستحيرُ مطيرُها
عفتْ عرصاتٌ حولها وهيَ سُفعة ٌ
لِتَهْيِيجِ أَشْوَاقٍ بَوَاقٍ سُطُورُهَا
ظَلِلْنَا نَعُوجُ الْعِيسَ فِي عَرَصَاتِهَا
وقُوفاً وتستنعي بنا فنصورُها
فما زالَ عن نفسي هلاعٌ مراجعٌ
منَ الشَّوقِ حتى كادَ يبدو ضميرُها
عشيَّة َ لولا لحيتي لتهتَّكتْ
مِنَ الْوَجْدِ عَنْ أَسْرَارِ قَلْبِي سُتُورُهَا
فما ثنيُ نفسي عنْ هواها فإنَّهُ
طَوِيلٌ عَلَى آَثَارِ مَيٍّ زَفِيرُهَا
خليليَّ أدَّى اللهُ خيراً إليكُما
إذا قُسمتْ بينَ العبادِ أجورُها
بميٍّ إذا أدلجتُما فاطرُدا الكرى
وَإِنْ كَانَ آلَى أَهْلُهَا لاَ أَطُورُهَا
يقرُّ بعيني أن أراني وصُحبتي
نُقِيمُ الْمَطَايَا نَحْوَهَا وَنُجِيرُهَا
أقولُ لردفي والهوى مشرفٌ بنا
غداة َ دعا أجمالَ ميّ مصيرُها
ألا هلْ ترى أظعانَ ميّ كأنَّها
ذُرَى أَثْأَبٍ رَاشَ الْغُصُونَ شَكِيرُهَا
تَوَارَى َ فَتَبْدُو لِي إِذَا مَاتَطَاوَلَتْ
شُخوصُ الضُّحَى وَانْشَقَّ عَنْهَا غَدِيرُهَا
فودَّعنَ أقواعَ الشَّماليلِ بعدما
ذَوَى بَقْلُهَا أَحْرَارُهَا وَذُكُورُهَا
وَلَمْ يَبْقَ بِالْخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ بِهِ
مِنَ الرَّطْبِ إِلاَّ يَبْسُهَا وَهَجِيرُهَا
فَمَا أَيْأسَتْنِي النَّفْسُ حّتَّى رَأَيْتُهَا
بِحَوْمَانَة ِ الزُّرْقِ احْزَأَلَّتْ خُدُورُهَا
فَلَمَّا عَرَفْتُ الْبَيْنَ لاَ شَكَّ أَنَّهُ
لِمُتْرِبَة ِ الأَخْفَافِ صُفْرٍ غُرُورُهَا
تعزَّيتُ عنْ ميّ وقد رشَّ رشَّة ً
مِنَ الْوَجْدِ جَفْنَا مُقْلَتِي وَحُدُورُهَا
وكائنْ طوتْ أنقاضُنا منْ عمارة ٍ
لنلقاكِ لمْ نهبطْ عليها نزورُها
وجاوزنَ منْ أرضٍ فلاة ٍ تعصَّبتْ
بأجسادِ أمواتِ البوارحِ قورُها
ومن عاقرٍ تنفي الألاَ سراتُها
عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْدَآءَ وَعْثٍ خُصُورُهَا
إذا ما رآها راكبُ الصَّيفِ لم يزلْ
يَرَى نَعْجَة ً فِي مَرْتَعٍ فَيُثِيرُهَا
يُدمِّنُ أجوافَ المياهِ وقيرُها
ومن جُردة ٍ غفلٍ بساطٍ تحاسنتْ
بِهِ الْوَشْيَ قَرَّاتُ الرِّيَاحِ وَخُورُهَا
تَرَى رَكْبَهَا يَهْووُنَ فِي مُدْلَهِمَّة ٍ
رهاءٍ كمجرى الشَّمسِ درمٍ حدورُها
بِأَرْضٍ تَرَى فيها الْحُبَارَى كَأَنَّهَا
قلوصٌ اضلَّتها بعكمينِ عيرُها
وَمِنْ جَوْفِ أَصْوَآءٍ يَصِيحُ بِهَا الصَّدَى
وَحَوْمَانَة ٍ وَرْقَاءَ يَجْرِي سَرَابُهَا
بمنسحَّة ِ الآباطِ حدبٍ ظهورُها
تظلُّ الوحافُ الصُّدءُ فيها كأنَّها
قراقيرُ موجٍ غصَّ بالساجِ قيرُها
مُلَجَّجَة ٌ فِي الْمَآءِ يَعْدُو حَبَابُهُ
حيازيمها السُّفلى وتطفو شطورُها
تُجَاوِزْنَ وَالْعُصْفُورُ فِي الجْحرِ لاَجِىء ٌ
مَعَ الضَّبِ وَالشِّقْذَانُ تَسْمُو صُدُورُهَا
بِمَسْفُوحَة ِ الآبَاطِ طَاحَ انْتِقَالُهَا
بِأَطْرَاقِهَا وَالْعِيسُ بَاقٍ ضَرِيرُهَا
تُهجَّرُ خوصاً مستعاراً رواحُها
فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَى أَهَبَّ بِسُدْفَة ٍ
كأنَّي وأصحابي وقد قذفتْ بنا
هِلاَلَيْنِ أَعْجَازَ الْفَيَافِي نُحُورُهَا
على عانة ٍ حقبٍ سماحيجَ عارضتْ
رِيَاحَ الصَّبَا حَتَّى طَوَتْهَا حَرُورُهَا
مراويدُ تستقري النِّقاعَ وينتحي
بها حيثُ يهوي وهوَ لا يستشيرُها
خميصُ الحشا مخلولقُ الظَّهرِ أجمعتْ
لهُ لقحاً مرباعُها ونزورُها
تَرَى كُلَّ مَلْسَآءِ السَّرَاة ِ كَأَنَّهَا
كساها قميصاً من هراة َ طرورُها
تلوَّحنَ واستطلقنَ بالأمسِ والهوى
إِلى َ الْمَآءِ لَوْ تُلْقَى إِلَيْهَا أُمُورُهَا
فَظَلَّتْ بِمَلْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ الْمِعَا
قِيَاماً يُفَالِي مُصْلَخِمّاً أَمِيرُهَا
بِيَوْمٍ كَأَيَّامٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
إَلى َ شَمْسِهِ حُوْصُ الأَنَاسِيِّ عُورُهَا
فما زالَ فوقَ الأكومِ الفردِ رابئاً
يراقبُ حتى فارقَ الأرضَ نورُها
فَرَاحَتْ لإِدْلاَجٍ عَلَيْهَا مُلآءَة ٌ
صُهَابِيَّة ٌ مِنْ كُلِ نَقْعٍ تُثِيرُهَا
عَلاَجِيمَ عَيْنِ ابْنَيْ صُبَاحٍ يُثِيرُهَا

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
رقم القصيدة : 20516
-----------------------------------
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
وَسُقِّيتَ صَوْبَ الْبَاكِرِ الْمُتَغَيِمِ
وَلاَ زَالَ مَسْنُوّاً تُرَابُكَ تَسْتَقي
عزاليَ برَّاقِ العوارضِ مرزمِ
وإنْ كنتَ قدْ هيَّجتَ لي دونَ صحبتي
رجيعَ هوى ً منْ ذكرِ ميَّة َ مسقمِ
هوى ً كادتِ العينانِ يقرطُ منهما
لَهُ سَنَنٌ مِثْلُ الْجُمَانِ الْمُنَظَّمِ
وَماذَا يَهِيجُ الشَّوْقَ مِنْ رَسْمِ دِمْنَة ٍ
عفتْ غيرَ مثلِ الحميريِّ المسهمِ
أربَّتْ بها الأمطارُ حتى كأنها
كتابُ زبورٍ في مهاريقِ معجمِ
وَكُلُّ نَؤُوجٍ يَنْبَري مِنْ جُنُوبَهَا
بتسهاكِ ذيلٍ منْ فرادى ومتئمِ
أَضَرَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ أَوْ كُلُّ ذَبْلَة
دروجٍ متى تعصفْ بها الرِّيحُ ترسمِ
لميَّة َ عندَ الزُّرقِ لأياً عرفتها
بجرثومة ِ الآريِّ والمتخيِّمِ
ومستقوسٍ قدْ ثلَّمَ السَّيلُ جدرهُ
شَبِيهٍ بِأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ
فَلَمَّا رَأَيْتُ الدَّارَ غَشَّيْتُ عِمَّتي
شآبيبَ دمعٍ لبسة َ المتلثِّمِ
مخافة َ عيني أنْ تنمَّ دموعها
عَلَيَّ بِأَسْرَارِ الضَّمِيرِ الْمُكَتِّمِ
أحبُّ المكانَ القفرَ منْ أجلِ أنَّني
بِهِ أَتَغَنَّى بِاسْمِهَا غَيْرَ مُعْجِمِ
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنَّ مَرْجُوعَ ذِكْرِهَا
نهوضٌ بأحشاءِ الفؤادِ المتيَّمِ
إِذَا نَالَ مِنْهَا نَظْرَة ً هِيضَ قَلْبُهُ
بها كأنهياضِ المتعبِ المتتمِّمِ
تغيَّرتِ بعدي أو وشى النَّاسُ بيننا
بِمَا لَمْ أَقُلْهُ مِنْ مُسَدّى ً وَمُلْحَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا وَصْلٍ فَيَسْمَعْ بِوَصْلِهِ
أَحَادِيثَ هذَا النَّاسِ يَصْرِمْ وَيُصْرَمِ
إِلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ تَعَسَّفَتْ
بِنَا الْبُعْدَ أَوْلاَدُ الْجَدِيلِ وَشَدْقَمِ
نَوَاشِطُ مِنْ يَبْرِينَ أَوْ مِنْ حِذَآئِهِ
منَ الأرضِ تعمي في النُّحاسِ المخزَّمِ
بِأَبْيَضَ مُسْتَوْفِي الْخُطُومِ كَأَنَّهُ
جنى عشرٍ أو نسجُ قزٍّ مخدَّمِ
إذا هنَّ عاسرنَ الأخشَّة َ شبنها
بأشكلَ آنٍ منْ صديدٍ ومنْ دمِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ
إليكَ ومنْ أحواضِ ماءٍ مسدَّمِ
بأعقارهِ القردانُ هزلى كأنَّها
نوادرُ صيصاءِ الهبيدِ المحطَّمِ
إذا سمعتْ وطءَ الرِّكابِ تنغَّشتْ
حشاشاتها في غيرِ لحمٍ ولا دمِ
جَشَمْتُ إِلَيْكَ البْعُدَ لاَ فِي خُصُومَة ٍ
وَلاَ مُسْتَجِيراً مِنْ جَرِيرَة ِ مُجْرِمِ
إِلَى إِبِلِ الزُّرْقِ أَوْطَانِ أَهْلَها
هَضِيمِ الْحَشَا بَرَّاقَة ِ الْمُتَبَسَّمِ
كأنَّ على أنيابها ماءَ مزنة ٍ
بِصَهْبَآءَ فِي إِبْرِيقِ شَرْبٍ مُقَدَّمِ
إذا قرعتْ فاهُ القوازيزُ قرعة ً
يمجُّ لها منْ خالصِ اللَّونِ كالدَّمِ
تروحُ عليها هجمة ُ مرتعُ المها
مراتعها والقيظُ لمْ يتجرَّمِ
بِوَعْسَآءَ دَهْنَاوِيَّة ِ التُّرْبِ طَيِّبٍ
بها نسمُ الأرواحِ منْ كلِّ منسمِ
تحنُّ إلى الدُّهنا بخفَّانِ ناقتي
وأنَّى الهوى منْ صوتها المترنِّمِ
يحلُّونَ منها كلَ علياء معلمِ
مهاريسَ مثلَ الهضبِ تنمي فحولها
إلى السِّرِّ منْ أذوادِ رهطِ ابنِ فرضمِ
كأنَّ على ألوانها كلَّ شتوة ٍ
جسادينِ منْ صبغينِ: ورسٍ وعندمِ
يثوِّرُ غزلانَ الفلاة ِ اطِّرادها
خُطُوطَ الثَّرَى مِنْ كُلِّ دَلْوٍ وَمِرْزَمِ
بِلاَ ذِمَّة ٍ مِنْ مَعشَرٍ غَيْرِ قَوْمَها
وَغَيْرِ صُدُورِ السَّمْهَرِيّ الْمُقَوَّمِ
لَهَا خَطَرَاتُ الْعَهْدِ مِنْ كُلِّ بَلْدَنٍ
لقومٍ وإنْ هاجتْ لهمْ حربَ منشمِ
نجائبَ ليستْ منْ مهورِ أشابة ٍ
وَلاَ دِيَة ٍ كَانَتْ وَلاَ كَسْبِ مَأْثَمِ
ولكنْ عطاءُ اللهِ منْ كلِّ رحلة ٍ
إلَى كُلِّ مَحْجُوبِ السُّرَادِقِ خِضْرِمِ
كريمِ النَّثا رحبِ الفناءِ متوَّجِ
بِتَاجِ بَهَآءِ الْمُلْكِ أَوْ مُتَعَمّمِ
تُبَرَّكُ بِالسَّهْلِ الْفَضَآِء وَتَتَّقِي
عداها برأسٍ منْ تميمٍ عرمرمِ
تحدَّبُ سعدٌ والرَّبابُ وراءها
عَلَى كُلِّ طِرْفٍ أَعْوَجِيّ مُسَوَّمِ
وإنْ شاء داعيها أتتهُ بمالكٍ
وشهبانَ عمرو كلُّ شوهاءَ صلدمِ
وإنْ ثوَّبَ الدَّاعي لها يا لخندفٍ
فيا لكَ منْ داعٍ معزٍّ ومكرمِ
وإنْ تدعُ قيساً قيسَ عيلانَ يأتها
بنو الحربِ يستعلى بهمْ كلَّ معظمِ
كثيرُ الحصى عالٍ لمنْ فوقَ ظهرها
بِهَامَة ٍ مُلْكٍ يَفْنَخُ النَّاسَ مُقْرَمِ
لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعينِ تتَّقى
بِهِ الْحَرْبُ شَعْشَاعٍ وَأَبَيْضَ فَدْغَمِ
إذا استرسلَ الرَّاعي رعتها مهابة ٌ
على كلِّ ميَّاسٍ إلى الموتِ معلمِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
رقم القصيدة : 20517
-----------------------------------
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
عَلَى عَرَصَاتٍ كَالذِّبَارِ النَّوَاطِقِ
أَلَمَّا يَحِنَّ الْقَلُبُ إِلاَّ تَشُوقُهُ
رسومُ المغاني وابتكارُ الحزائقِ
وهيفٌ تهيجُ البينَ بعدَ تجاورٍ
إذا نفحتْ من عن يمين المشارقِ
وَأَجْمَالُ مَيِّ إِذْ يُقَرَّبْنَ بَعْدَمَا
وخطنَ بذبّانِ المصيفِ الأزارقِ
كَأَنَّ فُؤَادِي قَلْبُ جَانِي مَخُوفَة ٍ
عَلَى النَّفْسِ إِذْ يَكْسُونَ وَشْيَ النَّمَارِقِ
وإذ هنَّ أكتادٌ بحوضى كأنما
زها الآلُ عيدانَ النَّخيلِ البواسقِ
طَوَالِعُ مِنْ صُلْبِ الْقَرِينَة ِ بَعْدَمَا
جَرَى الآلُ أَشْبَاهُ الْمُلآءِ الْيَقَائِقِ
وقدْ جعلتْ زرقَ الوشيجِ حداتُها
يميناً وحوضى عنْ شمالِ المرافقِ
عنودُ النَّوى حلاّلة ٌ حيثُ تلتقي
جمادٌ وشرقيّاتُ رملِ الشَّقائقِ
تَحِلُّ بِمَرْعَى كَلِّ إِجْلِ كَأَنَّهَا
رجالٌ تماشى عصبة ً في اليلامقِ
وَفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عِنْدَ خَصِيلِهِ
بِذَبٍّ كَنَفْضِ الرَّيِحِ ذَيْلَ السَّرَادِقِ
إذا أومضتْ منْ نحوِ ميٍّ سحابة ٌ
نَظَرْتُ بِعَيْنَيْ صَادِقِ الشَّوْقِ وَامِقِ
هِيَ الْهَمُّ وَالأَوْسَانُ وَالنَّأيُ دُونَهَا
وأحراسُ مغيارٍ شئيمِ الخلائقِ
ويعلمُ ربّي أنَّ قلبي بذكرها
عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالٍ مَتِينُ الْعَلائِقِ
وَخَرْقٍ كَسَاهُ اللَّيْلُ كِسْراً قَطَعْتُهُ
بيعملة ٍ بينَ الدُّجا والمهارقِ
مَرَاسِيلُ تَطْوِي كُلَّ أَرْضٍ عَرِيضَة ٍ
وسيجاً وتنسلُّ انسلالَ الزَّوارقِ
بَنِى دَوْأَبٍ إِنَّي وَجَدْتُ فَوَارِسِي
أَزِمَّة َ غَارَاتِ الصَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
وذادة َ أولى الخيلِ عنْ أخرياتها
إِذَا أَرْهَقَتْ فِي المَأزِقِ المُتَضَائِقِ
فما شهدتْ خيلُ امرئِ القيسِ غارة ً
يثهلانَ تحمي عنْ فروجِ الحقائقِ
أدَرْنَا عَلَى جَرْمٍ وَأَوْلاَدِ مَذْحِج
رحا الموتِ تحتَ اللاّمعاتِ الخوافقِ
نثيرُ بها نقعَ الكُلابِ وأنتمُ
تُثِيرُونُ قِيعَانَ الْقُرَى بِالْمَعَازِقِ
لبسنا لها سرداً كأنَّ متونها
على القومِ في الهيجا متونُ الخرانقِ
سَرَابِيلَ فِي الأَبْدَانِ مِنْهُنَّ صُدْأَة ٌ
وبيضاً كبيضِ المقفراتِ النَّقانقِ
بطعنٍ كتضريمِ الحريقِ اختلاسهُ
وضربٍ بشطباتٍ صوافي الرَّوانقِ
إِذَا نَطَحَتْ شَهْبَآءَ شَهْبَآءَ بَيْنَهَا
شعاعٌ لأطرافِ القنا والبوارقِ
صدمناهمُ دونَ الأمانيِّ صدمة ً
عماساً بأطوادٍ طوالِ الشَّواهقِ
لَنَا وَلَهُمْ جَرْسٌ كَأَنَّ وَغَاتَهُ
تَقَوَّضُ بِالْوَادِي رُؤُوسَ الأَبَارِقِ
فَأَمْسَوْا بِمَا بَيْنَ الْهِضَابِ عَشِيَّة ً
وتيماءَ صرعى منْ مقضٍّ وزاهقِ
ألا قبحَ اللهُ القُصيبة َ قرية ً
وَمَرْأَة َ مَأْوَى كُلِّ زَانٍ وَسَارِقِ
إذا قيلَ : منْ أنتمْ يقولُ خطيبُهمْ
هَوَازِنُ أَوْ سَعْدٌ وَلَيْسَ بِصَادِقِ
وَلكِنَّ أَصْلَ الْقَوْمِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
بِحَوْرَانَ أَنْبَاطٌ عِرَاضُ الْمَنَاطِقِ
فهذا الحديثُ يا امرأَ القيسِ فاتركي
بِلاَدَ تَمِيمٍ والْحَقِي بِالْرَّسَاتِقِ
دعِ الهدرَ يا عبدَ امرئِ القيسِ إنَّما
تكشُّ بأشداقِ قصارِ الشَّقاشقِ
أما كنتَ قبلَ الحربِ تعلمُ أنَّما
تَنُوءُ بِحَرَّاثِينَ مِيلِ الْعَوَاتِقِ
تظلُّ ذرى نخلِ امرئِ القيسِ نسوة ً
قِبَاحاً وَأَشْيَاخاً لِئَامَ الْعَنَافِقِ
تبيَّنُ نقشَ اللُّؤمِ في قسماتهمْ
عَلَى مَنْصَفٍ بَيْنَ اللِّحَى وَالْمَفَارِقِ
عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكيٍّ وَيَافِعٍ
منَ اللُّؤمِ سربالُ جديدُ البنائقِ
رَمَيْتُ امْرَأَ الْقِيْسِ الْعَبِيدَ فَأَصْبَحُوا
خنازيرَ تكبو منْ هويِّ الصَّواعقِ
إذَا ادَّرَؤوا مِنْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَيْتُهُ
بموهية ٍ صمَّ العظامِ العوارقِ
إذا صكَّتِ الحربُ امرأَ القيسِ أخَّروا
عَضَارِيطَ أَوْ كَانُوا رِعَآءَ الْدَّقَائِقِ
رَفَعْتُ لَهُمْ عَنْ نِصْفِ سَاقِي وَسَاعِدي
مُجَاهَرَة ً بِالْمِحْرَبَاتِ الْعَوَالِقِ
تَسَامَى امْرُؤُ الْقَيْسِ الْقُرُومَ سَفَاهَة ً
وحيناً بعبديها : لئيمٍ وفاسقِ
بأرقطَ محدودٍ وثطٍّ كلاهُما
على وجههِ وسمُ امرئٍ غيرِ سابقِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
رقم القصيدة : 20518
-----------------------------------
ما هاجَ عينيكَ منَ الأطلالِ
المزمناتِ بعدكَ البوالي
بين النَّقا والجرعِ المحلالِ
رَعَتْ فِي فَلاَة ِ الأَرْضِ حَتَّى كَأَنَّهَا
كأنّما اعتمَّتْ ذرى الأجبالِ
طَلاً طَرْفُ عَيْنَيْهَا حَوَالَيْهِ يَلْمَحُ
إِذَا ارْفَضَّ أَطْرَافُ السّيَاطِ وَهُلِّلَتْ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
رقم القصيدة : 20519
-----------------------------------
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
ولا مثلَ شوقٍ هيَّجتهُ عهودها
عَشِيَّة َ أَثْنِي الدَّمْع طَوْراً وَتَارَة ً
يُصَادِفُ جَنْبَيْ لِحْيَتِي فَيَجُودُهَا
وما يسفحُ العينينِ منْ رسمِ دمنة ٍ
عفتها اللَّيالي: نحسها وسعودها
وَأَمْلَى عَلَيْهَا الدَّهْرُ حَتَّى تَرَبَّعَتْ
بها الخنسُ: آجالُ المها وفريدها
لقدْ كنتُ أخفي حبَّ ميٍّ وذكرها
رسيسُ الهوى حتى كأنْ لا أريدها
كما كنتُ أطوي النَّفسَ عنْ أمِّ خالدٍ
وجاراتها حتى كأنْ لا أهيدها
إذا عرضتْ بالرَّملِ أدماءَ عوهجٍ
لنا قلتُ: هذي عينُ ميٍّ وجيدها
فما زالَ يغلو حبَّ ميَّة َ عندنا
وَيَزْدَادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا يَزِيدُهَا
إذات لامعاتُ البيدِ أعرضنَ دونها
تقاربَ لي منْ حبِّ ميٍّ بعيدها
تَذَكَّرْتُ مَيّاً بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
سُهُوبٌ تَرَامَى بِالْمَرَاسِيلِ بِيدُهَا
طَرَائِفُ حَاجَاتِ الْفَتَى وَتَلِيدُهَا
تغالى بأيديها إذا زجلتْ بها
سُرَى اللَّيْلِ وَاصْطَفَّتْ بِخَرْقٍ خُدُودُهَا
وَقَادَتْ قِلاَصَ الرَّكْبِ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ
وَسُوجٌ إِذَا انْضَمَّتْ حَشَاهَا قُتُودُهَا
ضنينة ُ جفنِ العينِ بالماءِ كلَّما
تضرَّجَ منْ هجمِ الهواجرِ جيدها
كأنَّ الدُّبى الكتفانَ يكسو بصاقهُ
عَلاَبِيَّ حُرْجُوجٍ طَوِيلٍ وَرِيدُهَا
إذا حرَّمَ القيلولة َ الخمسِ وارتقتْ
على رأسها شمسٌ طويلٌ ركودها
ألا قبحَ اللهُ أمرأ القيسِ إنَّها
كَثِيرٌ مَخَازِيها قَليلٌ عَدِيدُهَا
فما أحرزتْ أيادي أمرئ القيسِ خصلة ً
منَ الخيرِ إلاّ سوأة ً تستفيدها
تُضَامُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ لُؤْمٍ حُقُوقَهَا
وَتَرْضى ولاَ يُدْعَى لحُكْمٍ عَمِيدُها
وما انتظرتْ غيَّابها لعظيمة ٍ
فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امِرِئٍ يَسْتَفِيدُهَا
وَأَمْثَلُ أَخْلاَقِ امْرِىء الْقَيْسِ أَنَّهَا
صِلاَبٌ عَلَى طُولِ الْهَوَانِ جُلُودُهَا
لهمْ مجلسٌ صهبُ السِّبالِ أذلَّة ٌ
سَوَاسِيَة ٌ أَحْرَارُهَا وَعَبِيدُهَا
إذا أجدبتْ أرضُ امرئِ القيسِ أمسكتْ
قراها واكنتْ عادة ً تستعيدها
تَشِبُّ عَذَارِيهَا عَلَى شَرّ عَادَة ٍ
وَبِاللُّؤْمِ كُلِّ اللُّؤْمِ يُغْذَى وَلِيدُهَا
إِذَا مَرِئِيَّاتٌ حَلَلْنَ بِبَلْدَة ٍ
منَ الأرضِ لمْ يصلحْ طهوراً صعيدها
إِذَا مَرَئِيٌّ بَاعَ بِالْكَسْرِ بِنْتَهُ
أَحينَ مَلأْتُ الأَرْضَ هَدْراً وَأَطْرقَتْ
مخافة َ ضغني جنُّها وأسودها
عوى مرئيٌّ لي فعصَّبتُ رأسهُ
عِصَابَة َ خزْيٍ لَيْسَ يَبْلَى جَدِيدُهَا
قَرَعْتُ بِكَذَّانِ امْرِىء ِ الْقَيْسِ لاَبَة ً
صَفَاة ً يُنَزِّي بِالْمَرَادِي حُيُودُهَا
بَنِي دَوْأَبٍ شَرِّ الْمُضِلِّينَ عُصْبَة ً
إِذَا ذُكِّرَتْ أَحْسَابُهَا وَجُدُودُهَا
أهبتمْ بوردٍ لمْ تطيقوا ذيادهُ
وقدْ يحشدُ الأورادَ منْ لا يذودها
فَاَصْبَحْتُ أَرْمِيكُمْ بِكُلَّ غَريبة ٍ
تجدُّ اللَّيالي عارها وتزيدها
قوافٍ كشامِ الوجهِ باقِ حبارها
إِذَا أُرْسِلَتْ لَمْ يُثْنَ يَوْماً شَرُودُهَا
توافى بها الرُّكبانُ في كلِّ موسمٍ
وَيَحْلو بِأَفْوَاهِ الرّوَاة ِ نَشِيدُهَا
منعنا سنامَ الأرضِ بالخيلِ والقنا
وَأنْتُم خنَازِيرُ القُرَى وَقُرُودُهَا
إِذَا حُلَّ بَيْتِي فِي الرِّبَابِ رَأَيْتَنِي
بِرَابِيَة ٍ صَعْبٍ عَلَيْكَ صُعُودُهَا
كَسَا اللُّؤْمُ أَلْوَانَ امْرِىء ِ الْقَيْسِ كُهْبَة ً
أُضرَّ بها بيضُ الوجوهِ وسودها
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
رقم القصيدة : 20520
-----------------------------------
عفا الدَّحلُ منْ ميِّ فمحَّتْ منازلهُ
فَمَا حَوْلَهُ صَمَّانُهُ فَخَمَآئِلُهْ
فأصبحَ يرعاهُ المها ليسَ غيرهُ
أَقَاطِيعُهُ دُرَّاؤُهُ وَخَوَاذِلُهْ
يَلُحْنَ كَمَا لاَحَتْ كَوَاكِبُ شَتْوَة ٍ
سَرَى بِالْجَهَامِ الْكَدْرِ عَنْهُنَّ جَافِلُهْ
فلمْ يبقَ إلاَّ أنْ ترى في محلَّهِ
رَمَاداً نَفَتْ عَنْهُ السُّيُولَ جَنَادِلُهْ
كَأنَّ الْحَمَامَ الْوُرْقَ فِي الدَّارِ جَثَّمَتْ
على خرقٍ بينَ الأثافي جوازلهُ
أَقُولُ لِمَسْعُودٍ بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ
وقدْ همَّ دمعي أن تلجَّ أوائلهُ
ألا هلْ ترى الأظعانَ جاوزنَ مشرفاً
مِنَ الرَّمْلِ أَوْ حَاذتْ بِهِنَّ سَلاَسِلُهْ
فقال: أراها بالنُّميطِ كأنَّها
نخيلُ القرى جبَّارهُ وأطاولهْ
تَحَمَّلْنَ مِنْ حُزْوَى فَعَارَضْنَ نِيَّة ً
شطوناً تراخي الوصلَ ممنْ يواصلهْ
وودَّعنَ مشتاقاً أصبنَ فؤادهُ
هواهنَّ إنْ لمْ يصرهِ اللهُ قاتلهْ
أَطَاعَ الْهَوَى حَتَّى رَمَتْهُ بِحَبْلِهِ
عَلَى ظَهْرِهِ بَعْدَ العِتَابِ عَوَاذِلُهْ
إِذَ الْقَلْبُ لاَ مُسْتَحْدِثٌ غَيْرَ وَصْلِهَا
ولا شغلهُ عنْ ذكرِ ميَّة َ شاغلهْ
أخو كلِّ مشتاقٍ يهيمُ فؤادهُ
إذا جعلتْ أعلامُ أرضٍ تقابلهْ
أَلاَ رُبَّ خّصْمٍ مُتْرَفٍ قَدْ كَبَتُّهُ
وَإِنْ كَانَ أَلْوَى يُشْبِهُ الْحَقَّ بَاطِلُهْ
ومخشيِّة ِ العاثورِ يرمي بركبها
إلى مثلهِ خمسٌ بعيدٌ مناهلهْ
سَخَاوِيَّ أَفْلاَلٍ تَبِيتُ بِجَوْزِهَا
منَ القفرِ والإقواءِ تعوي عواسلهْ
قطعتُ بنهَّاضٍ إلى صعداتهِ
إذا شمَّرتْ عنْ ساقِ خمسٍ ذلاذلهُ
أُكَلِّفُهُ أَهْوَالَ كُلِّ تَنُوفَة ٍ
لَمُوعٍ وَلَيْلٍ مُطْلَخِمٍّ غَيَاطِلُهْ
خدبُّ الشَّوى لمْ يعدْ في آلِ مخلفٍ
تَخَزَّمَ أَوْتَارَ الأُنُوفِ نَوَاصِلُهْ
عريضُ بساطِ المسحِ في صهواتهِ
نبيلُ العسيبِ أصهبُ الهلبِ ذائلهْ
غميمُ النِّسا إلاَّ على عظمِ ساقهِ
مُشَرِّفُ أَطْرَافِ الْقَرَا مُتَمَاحِلُهْ
يمدُّ حبالَ الأخدعينِ بسرطمٍ
يُقَارِبُ مِنْهُ تَارَة ً وَيُطَاوِلُهْ
ورأسٍ كقبرِ المرءِ منْ قومٍ تبَّعٍ
غلاظٍ أعاليهِ سهولٍ أسافلهْ
كَأَنَّ مِنَ الدِّيبَاجِ جِلْدَة ُ رَأْسِهِ
إِذَا أَسْفَرَتْ أَغْبَاشُ لَيْلٍ يُمَاطِلُهْ
رخيمُ الرَّغاءِ شدقمٌ متقاربٌ
جلالٌ إذا انضمَّتْ إليهِ أياطلهْ
بعيدُ مسافِ الخطوِ غوجٌ شمردلٌ
تُقَطَّعُ أَنْفَاسَ الْمَطِيِّ تَلاَتِلُهْ
خَرُوجٌ مِنَ الْخَرْقِ الْبَعِيدِ نِيَاطُهُ
وَفِي الشَّوْلِ نَامِي خَبْطَة ِ الطَّرْقِ نَاجلُهْ
سَوَآءٌ عَلَى رَبِّ الْعِشَارِ الَّتِي لَهُ
أجنَّتها سقبانهُ وحوائلهُ
إِذَا نُتِجَتْ مِنْهُ الْمَتَالِي تَشَابَهَتْ
عَلَى الْعُوذِ إِلاَّ بِالأُنُوفِ سَلآئِلُهْ
قريعُ المهاري ذاتَ حينٍ وتارة ٍ
تعسِّفُ أجوازَ الفلاة ِ مناقلهْ
إذا لعبتْ بهمى مطارِ فواحفٍ
كلعبِ الجواري واضمحلَّتْ ثمائلهْ
فظلَّ السَّفى منْ كلِّ قنعٍ جرى بهِ
يخزِّمُ أوتارَ العيونِ نواصلهْ
كأنَّ جريري ينتحي فيهِ مسحلٌ
رباعٌ طوتهُ القودُ قبٌّ حلائلهْ
مِنَ الأَخْدَرِيَّاتِ اللَّوَاتِي حَيَاتُهَا
عيونُ العراقِ فيضهُ وجداولهْ
أَقُولُ لِنَفْسِي لاَ أُعَاتِبُ غَيْرَهَا
وذو اللُّبِّ مهما كانَ للنَّفسِ قائلهْ
لَعَلَّ ابْنَ طُرْثُوثٍ عُتَيْبَة َ ذَاهِبٌ
بعادِّيتي تكذابهُ وجعائلهْ
بِقَاعٍ مَنَعْنَاهُ ثَمَانِينَ حِجَّة ً
وبضعاً لنا أحراجهُ ومسايلهْ
جمعنا بهِ رأسَ الرَّبابِ فأصبحتْ
تَعَضُّ مَعاً بَعْدَ الشَّتِيتِ بَوَازِلُهْ
وَفِي قَصْرِ حَجْرٍ مِنْ ذُؤَابَة ِ عَامِرٍ
إمامُ هدى ً مستبصرُ الحكمِ عاملهْ
كأنَّ على أعطافهِ ماءَ مذهبٍ
إذا سملَ السِّربالُ طارتْ رعابلهْ
إذا لبَّسَ الأقوامُ حقَّاً بباطلٍ
أبانتْ لهُ أحناؤهُ وشواكلهْ
يَعِفُّ وَيَسْتَحْيِي وَيَعْلَمُ أَنَّهُ
ملاقي الذي فوقَ السَّماءِ فسائلهْ
ترى سيفهُ لا ينصفُ السَّاقَ نعلهُ
أجلْ لا، وإنْ كانتْ طوالاً محاملهْ
يُنِيفُ عَلَى الْقَوْمِ الطِّوَالِ بِرَأْسِهِ
وَمَنْكَبِهِ قَرْمٌ سِبَاطٌ أَنَامِلُهْ
لهُ منْ أبي بكرٍ نجومٌ جرتْ بهِ
عَلَى مَهَلٍ هَيْهَاتَ مِمَّنْ يُخَايِلُهْ
مصاليبُ ركَّابونَ للشَّرِّ حالة ً
وللخيرِ حالاً ما تجازى نوافلهْ
يعزُّ ـ ابنَ عبدِ اللهِ ــ منْ أنتْ ناصرٌ
ولا ينصرُ الرَّحمنُ منْ أنتْ خاذلهْ
إِذَا خَافَ قَلْبِي جَوْرَ سَاعٍ وَظُلْمَهُ
ذكرتكَ أخرى فاطمأنَّتْ بلابلهْ
تَرَى اللّهَ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ سَرِيرَة ٌ
لِعَبْدٍ وَلاَ أَسْبَابُ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ
لَقَدْ خَطَّ رُومِيٌّ وَلاَ زَعَمَاتِهِ
لِعُتْبَة َ خَطّاً لَمْ تُطَبَّقْ مَفَأصِلُهْ
بغيرِ كتابٍ واضحٍ منْ مهاجرٍ
ولا مقعدٍ مني لخصمٍ أجادلهْ
تَفَادَى شُهُودُ الزُّورِ عِنْدَ ابْنِ وَآئِلٍ
ولا ينفعُ الخصمَ الألدَّ مجاهلهْ
يكبُّ ابنَ عبدِ اللهِ فا كلِّ ظالمٍ
وَإِنْ كَانَ أَلْوَى يُشْبِهُ الْحَقَّ بَاطِلُهْ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20521
-----------------------------------
أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا
هلْ الأزمنُ اللائي مضينَ رواجعُ
وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى
ثلاثُ الأثافي والرُّسومُ البلاقعُ
تَوَهَّمْتُهَا يَوْماً فَقُلْتُ لِصَاحِبِي
وليسَ بها إلاَّ الظِّباءُ الخواضعُ
وَمَوْشِيَّة ٌ سُحْمُ الصَّيَاصِي كَأَنَّهَا
مجلَّلة ٌ حوٌّ عليها البراقعُ
حَرُونِيَّهُ الأَنْسَابِ أَوْ أَعْوَجِيَّة ٌ
عَلَيْهَا مِنَ الْقَهْزِ الْمُلآءُ النَّوَاصِعُ
تَجَوَّبْنَ مِنْهَا عَنْ خُدُودٍ وَشُمِّرَتْ
أسافلها عنْ حيثُ كانَ المذارعُ
قفِ العنسَ ننظرْ نظرة ً في ديارها
فَهَلْ ذَاكَ مِنْ دَآءِ الصَّبَابَة ِ نَافِعُ
فقالَ: أما تغشى لميَّة َ منزلاً
منَ الأرضِ إلاَّ قلتُ :هلْ أنتْ رابعُ
وقلَّ إلى أطلالِ ميٍّ تحيَّة ٌ
تُحَيَّى بِهَا أَنْ تُرِشَّ الْمَدَامِعُ
ألا أيُّها القلبُ الذي برَّحتَ بهِ
مَنَازِلُ مَيٍّ وَالْعِرَانُ الشَّواسِعُ
أَفِي كُلِّ أَطْلاَلٍ لَهَا مِنْكَ حَنَّة ٌ
كَمَا حَنَّ مَقْرُونُ الْوَظِيفَيْنِ نَازِعُ
ولا برءَ منْ ميٍّ وقدْ حيلَ دونها
فما أنتَ فيما بينِ هاتينَ صانعُ
أمستوجبٌ أجرَ الصَّبورِ فكاظمٌ
عَلَى الْوَجْدِ أَمْ مُبْدِي الضَّمِيرِ فَجَازعُ
لعمركَ إنِّي يومَ جرعاءَ مشرفٍ
لِشَوْقِي لَمُنْقَادُ الْجَنِيبة ِ تَابِعُ
غَدَاة َ امْتَرَتْ مَاءَ الْعُيُونِ وَنَغَّصَتْ
لباناً منَ الحاجِ الخدورِ الرَّوافعُ
ظَعَآئِنُ يَحْلُلْنَ الْفَلاَة َ وَتَارَة ً
محاضرُ عذبٍ لمْ تخضهُ الضَّفادعُ
تذكَّرنَ ماءَ عجمة ُ الرَّملِ دونهِ
فَهُنَّ إِلى َ نَحْوِ الْجَنُوبِ صَوَاقِعُ
تَصَيَّفْنَ حَتَّى أَوْجَفَ الْبَارِحُ السَّفَا
ونشَّتْ جراميزُ اللَّوى والمصانعُ
يسفنَ الخزامى بينَ ميثاءَ سهلة ً
وبينَ براقٍ واجهتها الأجارعُ
بِهَا الْعِيْنُ وَالآرَامُ فَوْضَى كَأَنَّهَا
ذبالٌ تذكَّى أو نجومٌ طوالعُ
غَدَوْنَ فَأَحْسَنَّ الْوَدَاعَ وَلَمْ تَقُلْ
كَمَا قُلْنَ إِلاَّ أَنْ تُشِيرَ الأَصَابِعُ
وَأَخْذُ الْهَوَى فَوْقَ الْحَلاَقِيمِ مُخْرِسٌ
لَنَا أَنْ نُحَيِّي أَوْ نُسَلِّمَ مَانِعُ
وَقَدْ كُنْتُ أَبْكِي وَالنَّوَى مُطْمَئِنَّة ٌ
بنا وبكمْ منْ علمْ ما البينُ صانعُ
وأشفقُ منْ هجرانكمْ وتشفُّني
مخافة َ وشكِ البينِ والشَّملُ جامعُ
وَأَهْجُرُكُمْ هَجْرَ اٌلبَغِيضِ وَحُبُّكُمْ
على كبدي منهُ شؤونٌ صوادعُ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ الْبَيْنِ بَغْتَة ً
وَهَذُّ النَّوَى بَيْنَ الْخَلِيطَين قَاطِعُ
لحقنا فراجعنا الحمولَ وإنَّما
يتلِّي ذباباتِ الوداعِ المراجعُ
عَلَى شَمَّرِيَّاتٍ مَرَاسِيلَ وَاسَقَتْ
مَوَاخِيدَهُنَّ الْمُعْنِقَاتُ الذَّوَارِعُ
فَلَمَّا تَلاَحَقْنَا وَلاَ مِثْلَ مَا بِنَا
مِنَ الْوَجْدِ لاَ تَنْقَضُّ مِنْهُ الأَضَالِعُ
تَخَلَّلْنَ أَبْوَابَ الْخُدُورِ بِأعْيُنٍ
غرابيبَ والألوانُ بيضٌ نواصعُ
وخالسنَ تبساماً إلينا وإنَّما
تصيبُ بهِ حبَّ القلوبِ القواصعُ
وَدَوٍّ كَكَفِّ الْمُشْتَرِي غَيْرَ أَنَّهُ
بَسَاطٌ لأَخْفَافِ الْمَرَاسِيلِ وَاسِعُ
قَطَعْتُ ولَيْلِي غَآئِبُ الْضَّوْءِ جَوْزَهُ
وأكنافهُ الأخرى على الأرضِ واضعُ
فَأَصْبَحْتُ أَرْمِي كُلَّ شَبْحٍ وَ حَائِلٍ
كأنِّي مسوِّي قسمة ِ الأرضِ صادعُ
كما نفضَ الأشباحَ بالطَّرفِ غدوة ً
منَ الطِّيرِ أقنى أشهلُ العينِ واقعُ
ثَنَتْهُ عِن الأَقْنَاصِ يَوْمَاً وَ لَيْلَة ً
أهاضيبُ حتى أقلعتْ وهو جائعُ
وَرَعْنٍ يَقُدُّ الآلَ قَدّاً بِخَطْمِهِ
إذَا غَرِقَتْ فِيهِ الْقِفَافُ الْخَوَاشِعُ
تَرَى الرِّيعَة َ الْقَوْدَآءَ مِنْهُ كَأَنَّهَا
منادٍ بأعلى صوتهِ القومَ لامعُ
فَلاَة ٌ رُجُوعُ الْكُدْرِ أَطْلآؤُهَا بِهَا
منَ الماءِ تأويبٌ وهنَّ روابعُ
جدعتُ بأنقاضٍ جراجيجَ أنفهُ
إذَا الرِّئْمُ أَضحى وَهْوَ عِرْقاً مُضَاجعُ
غُرَيْرِيَّة ُ الأَنْسَابِ أَوْ شَدْقَمِيَّة ٌ
عتاقُ الذُّفارى وُسُّجٌ وموالعُ
طَوَى النَّحْزُ وَالأَجْرَازُ مَا فِي غُرُوضِهَا
فَمَا بَقِيَتْ إلاَّ الصُّدُورُ الجَرَاشِعُ
لأحناءِ ألحيها بكلِّ مفازة ٍ
إذا قلقتْ أغراضهنَّ قعاقعُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
رقم القصيدة : 20522
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
وإنْ لم تكنْ إلاَّ رميماً بواليا
وَقَفْنَا بِهَا صُهْبَ الْعَثَانِينِ تَرْتَمي
بنا وبها الحاجُ الغريبُ المراميا
فَمَا كِدْنَ لأْياً بَيْنَ جَرْعَآءِ مَالِكٍ
وَبَيْنَ النَّقَا يُعْرَفْنَ إِلاَّ تَمَارِيَا
بِنُؤْي كَلاَ نُؤيٍ وَأَزْرَقَ حَآئِلٍ
تلقَّطَ عنهُ آخرونَ الأثافيا
وشاماتِ أطلالٍ بأرضٍ كريمة ٍ
تَرَاهُنَّ في جِلْدِ التُّرَابِ بَوَاقِيَا
عفتْ برهة ً أطلالُ ميٍّ وأدرجتْ
بها الرِّيحُ تحتَ الغيمِ قطراً وسافيا
رَجَعْتُ إِلَى عِرْفَانِهَا بَعْدَ نَبْوَة ٍ
فَمَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَّنِي الْقَوْمُ بَاكِيَا
هِيَ الدَّارُ إِذْ مَيٍّ لأَهْلِكَ جِيرَة ٌ
لَيَالِيَ لاَ أَمْثَالَهُنَّ لَيَالِيَا
تَحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُ مَيٍّ فَوَدَّعُوا
بها أهلنا لا ينظرونَ التَّواليا
عَشِيَّة َ جَاءُوا بِالْجِمَالِ وَبَيْنَهُمْ
مخالجة ٌ لمْ يبرموها كما هيا
فَقَالُوا أَقِيمُوا واظْعَنُوا وَتنَازَعُوا
وَكُلَّ عَلَى عَيْني وَسَمْعي وَبَالِيَا
فأبصرتهمْ حتَّى رأيتُ قيانهمْ
هَتَكْنَ السُّتُورَ وانْتَزَعْنَ الأَوَاخِيَا
فأيقنتُ أنَّ الجدَّ قدْ جدَّ جدُّهُ
وأنَّ التي أرجو منَ الحيِّ لاهيا
على أمرِ منْ لمْ يُشوني ضرَّ أمرهِ
ولو أنَّني استأويتهُ ما أوى ليا
وَقَدْ كُنْتُ مِنْ مَيٍّ إِذِ الْحَيُّ جِيرة ٌ
على البخلِ منها ميَّتَ الشَّوقِ ساليا
أَقُولُ لَهَا في السِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَها
إِذَا كُنْتُ مَمَّنْ عَيْنُهُ الْعَيْنُ خَالِيَا
تُطِيلِينَ لَيَّاني وَأَنْتِ مَلِيَّة ٌ
وأحسنُ يا ذاتَ الوشاحِ التَّقاضيا
وَأَنْتِ غَرِيمٌ لاَ أَظُنُّ قَضَآءَهُ
ولا العنزيَّ القارظَ الدَّهرَ جائيا
وَكُنْتُ أَرَى مِنْ وَجْهِ مَيَّة َ لَمْحَة ً
فأبرقُ مغشيَّاً عليَّ مكانيا
وَأَسْمَعُ مِنْهَا نَبْأَة ً فَكَأَنَّمَا
أصابَ بها سهمٌ طريرٌ فؤاديا
وَأَنْصِبُ وَجْهي نَحوَ مَكَّة َ بِالضُّحَى
إذا ذاكَ عنْ فرطِ اللَّيالي بدا ليا
أصلِّي فما أدري إذا ما ذكرتها
أَثِنْتَيْنِ صَلَّيْتُ الضُّحَى أَمْ ثَمَانِيَا
وإنْ سرتُ بالأرضِ الفضاءِ حسبتني
أُدَارِىء ُ رَحْلي أَنْ تَمِيلَ حِبَالِيَا
يميناً إذا كانتْ يميناً وإنْ تكنْ
شِمَالاً يُنَازِعْني الْهَوَى عَنْ شِمَالِيَا
رأيتُ لها ما لمْ ترى العينُ مثلهُ
لِشَيءٍ فإنِّي قَدْ رَأيْتُ المَرآئِيَا
هِيَ الشِّحْرُ إِلاَّ أَنَّ لِلسِّحْرِ رُقْيِة ً
وأنِّي لا ألقى لما بيَ راقيا
تقولُ عجوزٌ مدرجي متروِّحاً
على بابها منْ عندِ رحلي وغاديا
وقدْ عرفتْ وجهي معَ اسمٍ مشهَّرٍ
عَلَى أَنَّنَا كُنَّ نُطِيلُ التَّنَآئِيَا
أذو زوجة ٍ بالمصرِ أمْ ذو خصومة ٍ
أراكَ لها بالبصرة ِ العامَ ثاويا
فقلتُ لها: لا إنَّ أهلي لجيرة ٌ
لأَكْثِبَة ِ الدَّهْنَا جَمِيعاً وَمَالِيَا
وَمَا كُنْتُ مُذْ أَبْصَرْتِنِي فِي خُصُومَة ٍ
أُرَاجِعُ فِيهَا يَا ابْنَة َ الْقَوْمِ قَاضِيَا
ولكنَّني لأقبلتُ منْ جانبي قساً
أزورُ امرءاً محضاً نجيباً يمانيا
مِنْ آلِ أَبِي مُوسَى تَرَى النَّاسَ حَوْلَهُ
كَأَنَّهُمُ الْكِرْوَانُ أَبْصَرْنَ بَازِيَا
مُرِمِّينَ مِنْ لَيْثٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ
تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيَا
وَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً
ولا ينسبونَ القولَ إلاَّ تناجيا
لدى ملكٍ يعلو الرِّجالَ بضوئهِ
كَمَا يَبْهَرُ الْبَدْرُ النُّجُومَ السَّوَارِيَا
فلا الفحشَ منهُ يرهبونَ ولا الخنا
عَلَيْهِمْ وَلكِنْ هَيْبَة ٌ هيَ مَا هِيَا
بِمُسْتَحْكِمْ جَزْلِ الْمُرُوءَة ِ مُؤْمِنٍ
مَنَ الْقَوْمِ لاَيَهْوَى الْكَلاَمَ اللَّوَاغِيَا
فَتَى السِّنِّ كَهْلِ الْحِلْمِ تَسْمَعُ قُوْلَهُ
يُوَازِنُ أَدْنَاهُ الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَا
بلالٍ أبي عمرو وقدْ كانَ بيننا
أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ الْقِلاَصَ النَّوَاجِيَا
فَلَوْلاَ أَبُو عَمْروٍ بِلاَلٌ تَزَغَّمَتْ
بِقُطرٍ سِوَاهَا عن لَيَالٍ رِكَابِيَا
إذا مَا مَطَوْتُ النِّسْعَ في دَفِّ حُرَّة ٍ
يَمَانِيَة ٍ تَطْوِي الْبِلاَدَ الْفَيَافِيَا
غُرَيْرِيَّة ٍ كَالْقَرْمِ أَوْ جُوْشَنِيَّة ٍ
سنادٍ ترى في مرفقيها تجافيا
فأشممتها أعقارَ مركوِّ منهلٍ
تَرَى جَوْفَهُ يَعْوي بِهِ الذِئْبُ خَاوِيَا
عَلَيْهَا امْرُؤٌ طَاوي الْحَشَا كَانَ قَلْبُهُ
إذا همَّ منقادَ القرينة ِ ماضيا
أبيتَ أبا عمرو بلالَ بنَ عامرٍ
منَ العيبِ في الأخلاقِ إلاَّ تراخيا
تقى ً للذي فوقَ السَّماءِ ونجدة ً
وَحِلْماً يُسَاوِي حِلْمَ لُقْمَانَ وَافِيَا
وخيراً إذا ما الرِّيحُ ضمَّ شفيفها
إلى الاشولِ في دفءِ الكنيفِ المتاليا
إذا نعقدتْ نفسُ البخيلِ بمالهِ
وأبقى عنِ الحقِّ الذي ليسَ باقيا
تَفِيضُ يَدَاكَ الْخَيْرَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
كما فاضَ عجاجٌ يروِّي التَّناهيا
وكانتْ أبتْ أخلاقُ جدِّكَ وابنهِ
أبيكَ الأغرُّ القرمِ إلاَّ تعاليا
وَأَنْتُمْ بَنِي قَيْسٍ إِذَا الْحَرْبُ شَمَّرَتْ
حُمَاة ُ الْوَغى والْخَاضِبُونَ الْعَوَالِيَا
وَإِنْ وَضَعَتْ أَوْزَارَهَا الْحَرْبُ كُنْتُمُ
مصيرَ النَّدى والمترعينَ المقاريا
تكبّونَ للأضيافِ في كلِّ شتوة ٍ
محالاً وترعيباً منَ العبطِ واريا
إِذَا أمْسَتِ الشِّعْرَى الْعَبُورُ كَأَنَّهَا
مهاة ٌ علتْ منْ رملِ يبرينَ رابيا
فما مرتعُ الجفانِ إلاَّ جفانكمْ
تبارونَ أنتمُ والشَّمالُ تباريا
لهنَّإذا أصبحنَ منهمْ أحفَّة ٌ
وحينَ ترونَ الليلَ أقبلَ جائيا
رجالٌ ترى أبناءهمْ يخبطونها
بأيديهمْ خبطَ الرِّباعِ الجوابيا
بُحُورٌ وَحُكَّامُ قَضَاة ٌ وَسَادَة ٌ
إِذَا صَارَ أَقْوَامٌ سِوَاكُمْ مَوَالِيَا
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
رقم القصيدة : 20523
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيَا رَسْمَ دِمْنَة ٍ
محتها الصَّبا بعدي فطارَ ثمامها
وغيَّرها نأجُ الشَّمالِ فشبَّهتْ
ومرُّ الجنوبِ الهيفِ ثمَّ انتسامها
فعاجا علندى ً ناجياً ذا براية ٍ
وَعَوَّجْتُ مِذْعَاناً لَمُوعاً زِمَامُهَا
غُرَيْرِيَّة ً في مَشْيَهَا عَجْرَفيَّة ٌ
إِذَا انْضَمَّ إِطْلاَهَا وَجَالَ حِزَامُهَا
تَخَالُ بِهَا جِنّاً إِذَا مَا وَزَعْتُهَا
وَطَارَ بَمَرْبُوعِ الْخِشَاشِ لُغَامُهَا
هلِ الدَّارُ إنْ عجنا لكَ الخيرُ ناطقٌ
بحاجتنا أطلالها وخيامها
أَلاَ لاَ وَلَكِنْ عَائِجُ الشَّوْقِ هَاجَهُ
عَلَيْكَ طُلُولٌ قَدْ أَحَالَ مَقَامُهَا
منازلٌ بميٍّ بوهبينَ جادها
أهتضيبُ دجنٍ طلُّها وانهمامها
لَيَاليَ لاَ مَيٌّ خَرُوجٌ بَذِيَّة ٌ
وَلكِنْ رَدَاحٌ لَمْ يَشِنْهَا قَوَامُهَا
أَسِيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ هَيْفَآءُ طَفْلَة ٌ
رداحٌ كإيماضِ الغمامِ ابتسامتها
كأنَّ على فيها ـ وما ذقتُ طعمهُ ـ
زجاجة َ خمرٍ طابَ فيها مدامها
أزارتكَ ميٌّ بعدَما قلتَ: ذاهلٌ
فهاجَ سقاماً مستكنَّاً لمامها
أَلَمَّتْ بِنَا والْعِيسُ حَسْرَى كَأَنَّهَا
أهلَّة ُ محلٍ زالَ عنها قتامها
أَنَخْنَ فَمُعْفٍ عِنْدَ دَفِّ شِمِلَّة ٍ
شَمَرْدَلَة ِ الأَلْوَاحِ فَانٍ سَنَامُهَا
ومرتفقٍ لمْ يرجْ أخرَ ليلهِ
مناماً وأحلى نومة ٍ لو ينامها

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
رقم القصيدة : 20524
-----------------------------------
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً
ماءُ الصَّبابة ِ منْ عينيكَ مسجومُ
كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا
بِالأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ
أودى بها كلَّ عرّاصٍ ألثَّ بها
وَجَافِلٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَهْجُومُ
ودمنة ً هيَّجتْ شوقي معالمُها
كَأَنَّهَا بِالْهِدَمْلاَتِ الرَّوَاسِيمُ
منازلُ الحيِّ إذ لا الدارُ نازحة ٌ
بِالأَصْفِيَآءِ وَإذْ الْعَيْشُ مَذْمُومُ
كَادَتْ بِهَا الْعَيْنُ تَنْبُو ثُمَّ ثَبَّتَهَا
مَعَارِفُ الدَّارِ والْجُونُ الْيحَامِيمُ
هل حبلُ خرقاءَ بعدَ الهجرِ مرمومُ
مَخَافَة َ الرَّمي حَتَّى كُلُّهَا هِيمُ
أَمْ نَازِحُ الْوَصْلِ مِخْلاَفٌ بِشِيْمَتِهِ
لونانِ منقطعٌ منهُ فمصرومُ
لاَ غَيْرَ أَنَّا كَأَنَّا مِنْ تَذَكُّرِهَا
وطولِ ما قدْ نأتنا نُزَّعٌ هيمُ
تعتادني زفراتٌ حينَ أذكرها
تَكَادُ تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الْحَيَازِيمُ
كأنَّني من هوى خرقاءَ مطَّرفٌ
دَامي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ
دانى له القيدُ في ديمومة ٍ قذفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ
هامَ الفؤادُ لذكراها وخامرهُ
منها على عدواءِ الدّارِ تسقيمُ
فَمَا أَقُولُ ارْعَوَى إِلاَّ تَهَيَّضَهُ
حظٌّ له من خبالِ الشَّوقِ مقسومُ
كأنَّها أمُّ ساجي الطَّرفِ أخدرها
مُسْتَودَعٌ خَمَرَ الْوَعْسَآءِ مَرْخُومُ
تَنْفي الطَّوَارِفَ عَنْهُ دِعْصَتَا بَقَرٍ
وَيَافِعٌ مِنْ فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
كأنَّهُ بالضُّحى ترمي الصَّعيدَ به
دبّابة ٌ في عظامِ الرَّأسِ خرطومُ
لاَيَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ
داعٍ يناديهِ باسم الماءِ مبغومُ
كَأَنَّهُ دُمْلُجٌ مِنْ فِضَّة ٍ نَبَهٌ
في ملعبٍ منْ عذارى الحيِّ مفصومُ
أَوْ مُزْنَة ٌ فَارِقٌ يَجْلُو غَوَارِبَهَا
تبوُّحُ البرقِ والظَّلماءُ علجومُ
تلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقَآءَ جَلْوَتُهَا
يَوْمَ النَّقَا بَهْجَة ٌ مِنْهَا وَتَطْهِيمُ
تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِيْنِ أَرْنَبَة ٍ
شمّاءَ مارنُها بالمسكِ مرثومُ
كَأَنَّمَا خَالَطَتْ فَاهَا إِذَا وَسِنَتْ
بعدَ الرُّقادِ فما ضمَّ الخياشيمُ
مهطولة ٌ منْ خزامى الخُرجِ هيَّجها
مِنْ نَفْحِ سَارِيَة ٍ لَوْثَآءَ تَهْمِيمُ
أَوْ نَفْحَة ٌ مِنْ أَعَالي حَنْوَة ٍ مَعَجَتْ
فيها الصَّبا موهناً والروضُ مرهومُ
حَوَّآءُ قَرْحَآءُ أَشْرَاطِيَّة ٌ وَكَفَتْ
فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البراعيمُ
تِلْكَ الَّتِي تَيَّمَتْ قَلْبِي فَصَارَ لَهَا
منْ ودِّهِ ظاهرٌ بادٍ ومكتومُ
قدْ أعسِفُ النازحَ المجهولَ معسفُهُ
في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هَامَهُ الْبُومُ
بِالصُّهْبِ نَاصِبَة ِ الأَعْنَاقِ قَدْ خَشَعَتْ
مِنْ طُولِ مَا وَجَفَتْ أَشْرَافُهَا الْكُومُ
مهريَّة ٌ رُجَّفٌ تحتَ الرِّحالِ إذا
شَجَّ الْفَلاَ مِنْ نَجَآءِ الْقَوْمِ تَصْمِيمُ
تَنْجُو إِذَا جَعَلَتْ تَدْمَى أَخِشَّتُهَا
واعْتَمَّ بِالزَّبَدِ الْجَعْدِ الْخَرَاطِيمُ
قَدْ يَتْرُكُ الأَرْحَبِيُّ الْوَهْمُ أَرْكُبَهَا
كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخ مَأْمُومُ
بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصية ٍ
يهماءَ خابطُها بالخوفِ معكومُ
لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلٌ
كما تناوَحَ يومَ الرّيحِ عيشومُ
هَنَّا وَهِنَّا وَمِنْ لَهُنَّ بِهَا
ذَاتَ الشَّمَائِلِ والأَيْمَانِ هَيْنُومُ
دوِّيَّة ٌ ودُجا ليلٍ كأنَّهما
يَمٌّ تَرَاطَنَ في حَافَاتِهِ الرُّومُ
يُجلى بها اللَّيلُ عنّا في مُلمِّعة ٍ
مِثْلِ الأَدِيمِ لَهَا مِنْ هَبْوَة ٍ نِيمُ
كأنَّنا والقنانَ القودَ يحملُنا
موجُ الفراتِ إذا التجَّ الدَّياميمُ
والآلُ منفهقٌ عنْ كلِّ طامسة ٍ
قرواءَ طائقُها بالآل محزومُ
كأنَّهنَّ ذرا هديٍ مجوَّبة ٍ
عنها الجلالُ إذا ابيضَّ الأياديمُ
والرَّكْبُ تَعْلُو بِهْمِ صُهْبٌ يَمَانِيَة ٌ
فَيْفاً عَلَيْهِ لِذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ
كأنَّ أدمانها والشمسُ جانحة ٌ
وَدْعٌ بِأَرْجَآئِهَا فَضٌّ وَمَنْظُومُ
يُضْحِي بِهَا الأَرْقَشُ الْجَوْنُ الْقَرَا غَرِداً
كَأَنَّهُ زَجِلُ الأَوْتَارِ مَخْطُومُ
من الطَّنابيرِ يزهى صوتهُ ثملٌ
في لحنهِ عنْ لغاتِ العُربِ تعجيمُ
مُعرَورياً رمضَ الرَّضراضِ يركضهُ
والشمسُ حيرى لها بالجوِّ تدويم
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إذا تجاوَبَ منْ بُرديهِ ترنيمُ
زُعْ بِالزِّمَامِ وَجَوْزُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ
كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِ سَاهِمَة ٍ
حرفٍ إذا ما استرقَّ اللَّيلُ مأمومُ
ترمي بهِ القفرَ بعدَ القفرِ ناجية ٌ
هوجاءُ راكبُها وسنانُ مسمومُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا
ذُو الَعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْعَيَاهِيمُ
هلْ تُدنينَّكَ منْ خرقاءَ ناجية ٌ
بَيْنَ الأَشَآءِ تَعَلاَّهُ الْعَلاَجِيمُ
كأنَّ أجلادَ حاذيها وقدْ لحقتْ
أَحْشَآؤُهَا مِنْ هَيَامِ الرَّمْلِ مَطْمُومُ
كأنّما عينُها منها وقدْ ضمرتْ
يَسْتَرْجِفُ الصِّدْقُ لِحْيَيْهَا إِذَا جَعَلَتْ
أواسطُ الميسِ تغشاها المقاديمُ
مهريَّة ٌ بازلٌ سيرُ المطيِّ بها
عَشِيَّة َ الخِمْسِ بِالْمَوْمَاة ِ مَزْمُومُ
إذ قعقعَ القربُ البصباصُ ألحيها
واسترجفتْ هامها الهيمُ الشَّغاميمُ
يُصبحنَ ينهضنَ في عطفي شمردلة ٍ
كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ موشومُ
طَاوِي الْحَشَا قَصَرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَة ٌ
مستوفضٌ منْ بناتِ القفرِ مشهومُ
ذو سُفعة ٍ كشهابِ القذفِ منصلتٌ
يَطفْو إِذَا مَا تَلَقَّتْهُ الْجَرَاثِيمُ
أَوْ مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاحَتْهُ نَحَائِصُهُ
بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِتَيْهِ مَكْدُومُ
حادي مخطَّطة ٍ قمرٍ يسيِّرُها
بِالصَّيْفِ مِنْ ذِرْوَة ِ الصَّمَّانِ خَيْشُومُ
جَادَ الرَّبِيعُ لَهُ رَوْضَ الْقِذَافِ إِلى َ
قوَّينَ وانعدلتْ عنهُ الأصاريمُ
حتَّى كسا كلَّ مرتادٍ لهُ خضلٌ
مستحلسٌ مثلُ عُرضِ اللَّيلِ يحمومُ
وَحْفٌ كَأَنَّ النَّدَى وَالشَّمسُ مَاتِعَة ٌ
إذا توقَّدَ في أفنانهِ التّومُ
ما آنستْ عينهُ عيناً يُفزِّعهُ
مُذْ جَادَهُ الْمُكْفَهِرَّاتُ اللَّهَامِيمُ
حتَّى انجلى البردُ عنهُ وهوَ محتقرٌ
عرضَ اللِّوى زلقُ المتنينِ مدمومُ
ترميهِ بالمورِ مهيافٌ يمانية ٌ
هَوْجَاءُ فِيهَا لِبَاقي الرُّطْبِ تَجْرِيمُ
مَا ظَلَّ مُذْ وَجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَة ٍ
بِالأَشْعَثِ الْوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ
لمّا تعالتْ من البُهمى ذوائبها
واحْتَثَّهَا السَّيْرُ ـ فِى بَعْضِ الأَضَا ـ مِيمُ
حَتَّى إِذَا لَمْ يَجِدْ وَغْلاً وَنَجْنَجَهَا
مخافة َ الرَّميِ كلُّها هيمُ
ظلَّتْ تفالى وظلَّ الجأبُ مكتئباً
كأنَّهُ عنْ سرارِ الأرضِ محجومُ
حَتَّى إِذَا حَانَ مِنْ خُضْرٍ قَوَادِمُهُ
ذي جُدَّتينِ يكُفُّ الطَّرفَ تغييمُ
خلَّى لها سربَ أولاها وهيَّجها
مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ
رَاحَتْ يَشُجُّ بِهَا الآكَامَ مُنْصَلِتاً
فالصُّمُّ تُجرحُ والكذّانُ محطومُ
فما انجلى اللَّيلُ حتَّى بيَّتتْ غلَلاً
بينَ الأشاءِ تغشّاهُ العلاجيمُ
وَقَدْ تَهَيَّأ رَامٍ عَنْ شَمَائِلِهَا
مُجَرَّبٌ مِنْ بَني جِلاَّنُ مَعْلُومُ
كَأَنَّهُ حِيْنَ تَدْنُو وِرْدَهَا طَمَعاً
بِالصَّيْدِ مِنْ خَشْيَة ِ الإِخْطَآءِ مَحْمُومُ
إذا توجَّسَ قرعاً منْ سنابكها
أَوْ كَانَ صَاحِبَ أَرْضٍ أَوْ بِهِ الْمُومُ
جتَّى إذا اختلطتْ بالماءِ أكرُعها
أهوى لها طامعٌ بالصيدِ محرومُ
وَفي الشِّمَالِ مِنَ الشَّرْيَانِ مُطْمِعَة ٌ
كبداءُ في عودِها عطفٌ وتقويمُ
يؤودُ منْ متنها متنٌ ويجذبُهُ
كأنَّهُ في نياطِ القوسِ حلقومُ
فَبَوَّأَ الرَّمْيَ فِي نَزْعٍ فَحُمَّ لَهَا
مِنْ نَاشِبَاتِ أَخي جِلاَّنَ تَسْلِيمُ
فانصاعتِ الحقبُ لم تقصعْ صرائرَها
وَقَدْ نَشَحْنَ فَلاَ رِيٌّ وَلاَ هِيمُ
وَبَاتَ يَلْهَفُ مِمَّا قَدْ أُصِيبَ بِهِ
والْحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهُنَّ الأَضَامِيمُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> «خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
«خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
رقم القصيدة : 20525
-----------------------------------
«خَليليّ عُوجَا من صُدورِ الرّواحلِ
بجمهورِ حزوى فابكيا في المنازلِ
وإنْ لم تكنْ إلاَّ رسوماً محيلة ً
جعلتُ لهُ منْ ذكرِ ميٍّ تعلَّة ً
ظَلَلْتُ أعاطيهِ سُلافَة َ قَرْقَفٍ،
وحتى تَغَنّى لاهِياً مُتَطَرّباً،
نهاوي السُّرى والبيدَ، والليلُ حالكٌ
بمقورَّة ِ الألياطِ شمِّ الكواهلِ
فرَدّتْ إلَيهِ رُوحَهُ في الْمَفاصِلِ
على قحمٍ بينَ الفلا والمناهلِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
رقم القصيدة : 20526
-----------------------------------
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة ً
فَمَآءُ الْهَوَى يَرْفَضُّ أَوْ يَتَرَقْرَقُ
كمستعبري في رسمِ دارٍ كأنَّها
بِوَعْسَآءَ تَنْصُوهَا الْجَمَاهِيرُ مُهْرَقُ
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفٍ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدّارِ تنطقُ
تجيشُ إليَّ النَّفسُ في كلِّ منزلٍ
لميٍّ ويرتاعُ الفؤادُ المشوَّقُ
أراني إذا هوَّمتُ يا ميُّ زرتني
فيا نعمتا لوْ أنَّ رؤيايَ تصدُقُ
فَمَا حُبُّ مَيٍّ بِالَّذِي يَكْذِبُ الْفَتَى
ولا بالذي يُزهي ولا يُتملَّقُ
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
بها السُّحمُ تردي والحمامُ المُطوَّقُ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ
زَجُولٍ بِجَوْلاَنِ الْحَصَى حِيْنَ تَسْحَقُ
لعمرُكَ إنّي يومَ جرعاءِ مالكٍ
لَذُو عَبْرَة ٍ كُلاً تَفِيضُ وَتَخْنُقُ
وإنسانُ عيني يحسِرُ الماءُ تارة ً
فَيَبْدُو وَتَارَاتٍ يَجُمُّ فَيَغْرَقُ
يلومُ على ميٍّ خليلي وربَّما
يجورُ إذا لامَ الشَّفيقُ ويخرُقُ
وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ
لعينيهِ ميٌّ سافِراً كادَ يبرَقُ
غداة َ أمَنّي النفسَ أنْ تسعفَ النّوى
بِمَيٍّ وَقَدْ كَادَتْ مِنَ الْوَجْدِ تَزْهَقُ
أَنَاة ٌ تَلُوثُ الْمِرْطَ مِنْهَا بِدِعْصَة ٍ
رُكَامٍ وَتَجْتَابُ الْوِشَاحَ فَيَقْلَقُ
وَتَكْسُو الْمِجَنَّ الرَّخْوَ خَصْراً كَأَنَّهُ
إهانٌ ذوى عن صفرة ٍ فهو أخلقُ
لها جيدُ أمِّ الخشفِ ريعتْ فأتلعتْ
ووجهٌ كقرنِ الشَّمسِ ريّانُ مشرقُ
وَعَيْنٌ كَعَيْنِ الرِئْمِ فِيهَا مَلاَحَة ٌ
هِيَ السحْرُ أَوْ أَدْهَى الْتِبَاساً وَأَعْلَقُ
وَتَبْسِمُ عَنْ نَوْرِ الأَقَاحِيِّ أَقْفَرَتْ
بِوَعْسَآءِ مَعْرُوفٍ تُغَامُ وَتُطْلَقُ
أمنْ ميَّة َ اعتادَ الخيالُ المؤرِّقُ
نعمْ إنها ممّا على النَّأيِ تطرُقُ
وَحَاذَانِ مَجْلُوزٌ عَلَى صَلَويْهِمَا
وخفّانُ دوني سيلهُ فالخورنقُ
بأشعثَ منقدِّ القميصِ كأنَّهُ
صفيحة ُ سيفٍ جفنهُ متخرِّقُ
تَرَى خَدَّهَا فِي ظُلْمَة ِ اللَّيْلِ يَبْرُقُ
رجيعة ُ أسفارٍ كأنَّ زمامَها
مِلاَطٌ تَعَادَى عَنْ رَحَا الزَّوْرِ أَدْفَقُ
طَرَحْتُ لَهَا فِي الأَرْضِ أَسْفَلَ فَضْلِهِ
وَأَعْلاَهُ فِي مَثْنَى الْخِشَاشة ِ مُعْلَقُ
ثَوَى بَيْنَ نِسْعَيْهَا عَلَى مَاتَجَشَّمَتْ
جَنِينٌ كَدُعْمُوصِ الْفَرَاشَة ِ مُغْرِقُ
وَقَدْ غَادَرَتْ فِي السَّيرِ نَاقَة ُ صَاحِبِي
طَلاً مَوَّتَتْ أَوْصَالَهُ فَهُوَ يَشْهَقُ
جُمَالِيَّة ٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيَّانُ سَهْوَقُ
وكعبٌ وعُرقوبٌ كِلا مَنجِميهِما
أشمُّ حديدُ الأنفِ عارٍ معرَّقُ
وفوقهما ساقٌ كأنَّ حماتها
إذا استُعرضتْ منْ ظاهر الرِّجْلِ خرنقُ
بَضِيعٌ كَمَكْنُوزِ الثَّرَى حِينَ يُحْنِقُ
إِلَى صَهْوَة ٍ تَحْدُو مَحَالاً كَأَنَّهُ
صفاً دلَّصتهُ طحمة ُ السَّيلِ أخلقُ
وجوفٌ كجوفِ القصرِ لم ينتكتْ لهُ
بِآبَاطِهِ الزُّلِّ الزَّهَالِيلِ مِرْفَقُ
وَهَادٍ كَجِذْعِ السَّاجِ سَامٍ يَقُودُهُ
مُعَرَّقُ أَحْنَآءِ الصَّبِيَّينِ أَشْدَقُ
ودفواءُ حدباءُ الذِّراعِ يزينُها
ملاطٌ تجافى عنْ رحا الزَّورِ أدفقُ
قطعتُ عليها غولَ كلِّ تنوفة ٍ
وَقَضَّيْتُ حَاجَاتِي تَخُبُّ وَتَعْنِقُ
ومُشبهِ الأرباءِ يرمي بركبهِ
يَبِيسُ الثَّرَى نَائِي الْمَنَاهِلَ أَخْوَقُ
إِذَا هَبَّتِ الرِيْحُ الصَّبَا دَرَجَتْ بِهِ
غرابيبُ منْ بيضٍ هجائنَ دردقُ
مُصَعْلَكُ أَعْلَى قُلَّة ِ الرَّأْسِ نقَنَقُ
ونادى به ماءٍ إذا ثارَ ثورة ً
أُصيبحُ أعلى نقبة ِ اللَّونِ أطرقُ
ترِيعُ لَهُ أَمٌّ كَأَنَّ سَرَاتَهَا
إذا انجابَ عنْ صحرائها اللّيلُ يلمقُ
إِذَا الأَرْوَعُ الْمَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهُ
على الرَّحلِ ممّا منَّهُ السَّيرُ أحمقُ
وتيهاءَ تودي بينَ أرجائها الصَّبا
عَلَيْهَا مِنَ الظَّلْمَآءِ جُلٌّ وَخَنْدَقُ
غللتُ المهارى بينها كلَّ ليلة ٍ
وَبَيْنَ الدُّجَى حّتَّى أَرَاهَا تَمَزَّقُ
فَأَصَبْحتُ أَجْتَابُ الْفَلاَة َ كَأَنَّنِي
حُسَامٌ جَلَتْ عَنْهُ الْمَدَاوِسُ مُخْفِقُ
نظرتُ كما جلّى على رأسِ رهوة ٍ
منَ الطَّيرِ أقنى ينفُضُ الطَلَّ أزرقُ
طِرَاقُ الْخَوَافِي وَاقِعٌ فَوْقَ رِيعَة ٍ
ندى ليلهِ في ريشهِ يترقرقُ
وَمَاءٍ قَديِمِ الْعَهدِ بِالنَّاسِ آجِنٍ
كأنَّ الدَّبى ماءَ الغضى فيه يبصقُ
وردتُ اعتسافاً والثّريّا كأنَّها
عَلَى قِمَّة ِ الرَّأَسِ ابْنُ مَآءٍ مُحَلّقُ
يَدُفُّ عَلَى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا
فَلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ وَلاَهُوَ يَلْحَقُ
بِعِشْريِنَ مِنْ صُغْرى النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وإياهُ في الخضراءِ لو كانَ ينطقُ
قِلاَصٌ حَدَاهَا رَاكبٌ مُتَعَمّمٌ
هَجَآئِنُ قَدْ كَادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ
قُرانى وأشتاتاً أجدَّ يسوقُها
إِلَى الْمَآء مِنْ جَوْزِ التَّنُوفَة ِ مُطْلِقُ
وقدْ هتكَ الصُّبحُ الجليُّ كفاءهُ
ولكنَّهُ جونُ السَّراة ِ مُروَّقُ
فَأَدْلَى غُلاَمِي دَلْوَهُ يَبْتَغِي بِهَا
شفاءَ الصَّدى واللَّيلُ أدهمُ أبلقُ
فجاءتْ بنسجِ العنكبوتِ كأنَّهُ
عَلَى عَصَويْهَا سَابِرِيٌّ مُشَبْرَقَ
فَقُلْتُ لَهُ عُدْ فَالْتَمِسْ فَضْلَ مَآئِهَا
تَجُوبُ إِليَّهَا اللَّيْلَ وَالْقَعْرُ أَخْوَقُ
فجاءتْ بمُدٍّ نصفُهُ الدِّمنُ آجنٍ
كَمِآءِ السَّلاَ فِي صِغْوِهَا يَتَرقْرَقُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
رقم القصيدة : 20527
-----------------------------------
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
تَقَادُمُ الْعَهْدِ وَالْهُوجُ الْمَرَاوِيدُ
سقياً لأهلكِ منْ حيٍّ تقسمهمْ
رَيْبُ الْمَنُونِ وَطِيَّاتٌ عَبَادِيدُ
يا صاحبيَّ انظرا، آواكما درجٌ
عَالٍ وَظِلٌّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَمْدُودُ
هلْ تبصرانِ حمولاً بعدما اشتملتْ
مِنْ دُونِهِنَّ حِبَالُ الأَشْيَمِ القُودُ
عَوَاسِفَ الرَّمْلِ يَسْتَقْفِي تَوَالِيَهَا
مُسْتَبْشِرٌ بِفِرَاقِ الْحَيّ غِرّيدُ
ألقى عصيَّ النَّوى عنهنَّ ذو زهرٍ
وَحْفٌ عَلَى أَلْسُنِ الرُّوَّادِ مَحْمُودُ
حَتَّى وَجَفَتْ بُهْمَى لِوَى لَبَنٍ
وابيضَّ بعدَ سوادِ الخضرة ِ العودُ
وغادرَ الفرخُ في المثوى تريكتهُ
وحانَ منْ حذارِ البينِ مورودُ
أَقُولُ لِلرَّكْبِ لَمَّا أَعْرَصَتْ أُصُلاً
أُدْمَانَة ٌ لَم تُرَبِّيْهَا الأَجَالِيدُ
ظلَّتْ حذاراً على مطلنفئٍ خرقٍ
تبدي لنا شخصها والقلبُ مزؤودُ
هذَا مَشَابِهُ مِن خَرْقَآءَ نَعْرِفُهَا
العينُ واللَّونُ والكشحانِ والجيدُ
إِنَّ الْعَرَاق لأَهْلِي لَم يَكُنْ وَطَناً
والبابُ دونَ أبي غسَّانَ مشدودُ
إِذَا الْهُمُومُ حَمَاكَ النَّوْمَ طَارِقُهَا
وحانَ منْ ضيفها همٌّ وتسهيدُ
فانمِ القتودِ على عيرانة ٍ حرجٍ
مهريَّة ٍ مخطتها غرسها العيدُ
نَظَّارَة ٍ حِينَ تَعْلُو الشمْسُ رَاكِبَهَا
طرحاً بعيني لياحٍ فيهِ تجديدُ
ثبْجَاءَ مُجفَرَة ٍ سَطْعَاءَ مُفْرِعَة ٍ
في خلقها منْ وراءِ الرَّحلِ تنضيدُ
مَوَّارَة ِ الضَّبْعِ مِسْكَاتٍ إِذَا رُحِلَتْ
تهوي انسلالاً إذا ما اغبرَّتْ البيدُ
كأنَّها أغبريٌّ بالفروقِ لهُ
عَلَى جَوَاذِبَ كَالأَدْرَاكِ تَغْرِيدُ
منَ العراقيَّة ِ اللاَّتي يحيلُ لها
بَيْنَ الْفَلاَة ِ وَبَيْنَ النَّخْلِ أُخدُودُ
تربَّعتْ جانبي رهبى فمعقلة ٍ
حَتَّى تَرَقَّصَ فِيَ الآلِ الْقَرَادِيدُ
تَسْتَنُّ أَعْدَآءَ قُرْيَانٍ تَسَنَّمَهَا
غرُّ الغمامِ ومرتجَّاتهُ السُّودُ
حتَّى كأنَّ رياضَ القفِّ ألبسها
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ
حتَّى إذا ما استقلَّ النَّجمُ في غلسٍ
وأحصدَ البقلُ أو ملوٍ ومحصودُ
وظلَّ للأعيسِ المزجي نواهضهُ
فِي نَفْنَفِ اللُّوحِ تَصْوِيبٌ وَتصْعِيدُ
رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ
لهُ الفرائشُ والسُّلبُ القياديدُ
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التّقْرِيبُ أَوْ خَبَبٌ
كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرِضِ الْجَلاَمِيدُ
ما زلتُ مذْ فارقتْ ميٌّ لطيَّتها
يعتادني منْ هواها بعدها عيدُ
كانَّني نازعٌ يثنيهِ عنْ وطنٍ
صرعانِ: رائحة ٌ عقلٌ وتقييدُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
رقم القصيدة : 20528
-----------------------------------
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها
فهاجَ الهوى تقويضُها واحتمالُها
وقدْ كانت الحسناءُ ميٌّ كريمة ً
علينا ومكروهاً إلينا زيالُها
وَيَوْمٍ بِذي الأَرْطَى إِلَى بَطْنِ مُشْرِفٍ
بِوَعْسَآئِهِ حَيْثُ اسْبَطَرَّتْ حِبَالُهَا
عرفتُ لها داراً فأبصرَ صاحبي
صَفيِحَة َ وَجْهِي قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهَا
فَقُلْتُ لِنَفْسِي مِنْ حَيَاءٍ رَدَدْتُهُ
إليها وقد بلَّ الجفونَ بلالُها
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ صَيَّرَ الْبَيْنَ أَهْلُهَا
أَيَادِي سَبَا بَعْدِي وَطَالَ أحْتَيالُهَا
بوهبينَ تسنوها السَّواري وتلتقي
بِهَا الْهُوجُ شَرْقيَّاتُهَا وَشَمَالُهَا
إِذَا صَوَّحَ الْهَيْفُ السَّفَا لَعِبَتْ بِهِ
صبا الحافة ِ اليُمنى جنوبٌ شمالُها
فؤادُك مبثوثٌ عليكَ شجونهُ
وَعَيْنُكَ يَعْصي عَاذِليكَ کنْهِلاَلُهَا
تَداَوَيْتُ مِنْ ميٍّ بِهِجْرَانِ أَهْلِهَا
فلمْ يشفِ من ذكرى طويلٍ خبالُها
تُراجعُ منها أسودَ القلبِ خطرة ٌ
بلاءٌ ويجري في العظامِ امذلالُها
لقد علِقتْ ميٌّ بقلبي علاقة ً
بطيئاً على مرِّ الشُّهورِ انحلالُها
إِذَا قُلْتُ تَجْزِي الوُدَّ أَوْ قُلْتُ يَنْبَري
لها البذلُ يأبى بُخلُها واعتلالُها
عَلَى أَنَّ مَيّاً لاَ أرَى كَبَلآئِهَا
منَ البُخلِ ثمَّ البُخلِ يُرجى نوالُها
وَلَمْ يُنْسِني مَيّاً تَرَاخِي مَزَارِهَا
وصرفُ اللَّيالي مرُّها وانفتالُها
على أنَّ أدنى العهدِ بيني وبينها
تَقَادَمَ إلاَّ أنْ يَزُورَ خَيَالُهَا
بَنِي شُقَّة ٍ أَغْفَوا بِأَرْضٍ مُتِيهة ٍ
كأَنَّ بَني حَام بْنِ نُوحٍ رِئَاَلهُا
لدى كلِّ نقضٍ يشتكي منْ خشاشهِ
وَنِسْعَيِه أوْ سَجْرَاءَ حُرِّ قَذَالُهَا
فأيُّ مزورٍ أشعثِ الرَّأسِ هاجعٍ
إِلَى دَفّ هَوْجَاءِ الْوَنيِّ عِقَالُهَا
طَوَاهَا إِلَى حَيْزُومِهَا وَأَنْطَوَتْ لَهَا
بِأَوَّلِ رَاجٍ حِيلَة ً لاَ يَنَالُهَا
دروجٌ طوتْ آطالها وانطوتْ بها
بِلاَلِيْقُ أَغْفَالٌ قَلِيلٌ حِلاَلُهَا
فَهذِي طَوَاهَا بَعْدَ هذِي وَهَذِهِ
طَوَاهَا لِهذِي وَخْدُهَا وَانْسِلاَلُهَا
وَقَدْ سَدَتِ الصُّهْبُ الْمَهَارَى بِأَرْجُلٍ
شَدِيدٍ بِرَضْرَاضِ الْمْتَانِ انْتضَالُهَا
إذا ما نِعاجُ الرَّملِ ظلَّتْ كأنَّها
كواعبُ مقصورٌ عليها حجالُها
تَخَطَّتْ بِنَا جَوْزَ الفَلاَ شَدَنِيَّة ٌ
كَأَنَّ الصَّفَا أَوْرَاكُهَا وَمَحَالُهَا
حَرَاجِيجُ مَا تَنْفَكُّ تَسْمُو عُيُونُهَا
كرشقِ المرامي لم تفاوتْ خصالُها
إلى قُنَّة ٍ فوقَ السَّرابِ كأنَّها
كُمَيْتٌ طَوَاهَا القَوْدُ فَاقْوَرَّ آلُهَا
إِذَا مَا حَشَوْنَاهُنَّ جَوْزَ تنوفة ٍ
سَبَارِيتَ يَنْزُو بِاْلقُلُوبِ اهْوِلاَلُهَا
رهاءٍ بساطِ الظَّهرِ سيٍّ مخوفة ٍ
عَلَى رَكْبِهَا إِقْلاَتُهَا وَضَلاَلُهَا
تعاوى لحسراها الذِّئابُ كما عوتْ
منَ اللَّيلِ في رفضِ العواشي فِصالُها
شججنَ الفلا بالأمِّ شجّاً وشمَّرتْ
يَمَانِيَة ٌ يُدْنِي الْبَعِيدَ انْتِقَالُهَا
طوالُ الهوادي والحوادي كأنَّها
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طَارَ عَنْهَا نُسَالُهَا
رَعَتْ بَارِضَ الْبُهْمَى جَميِماً وَبُسْرَة ً
وَصَمْعَاءَ حَتَّى آَنَفَتْهَا نِصَالُهَا
برهبى إلى روضِ القذافِ إلى المِعى
إِلَى وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا وَمَجَالُهَا
فَلَمَّا ذَوَى بَقْلُ التَّنَاهِي وَبَينَّتْ
مَخَاضُ الأَوَابِي وَاسْتُبِينَتْ حِيَالُهَا
تَرَدَّفْنَ خَشْبَآءَ الْقَرينِ وَقَدْ بَدَا
لهنَّ إلى أهلِ السِّتارِ زيالُها
صوافنَ لا يعدِلنَ بالوردِ غيرهُ
وَلَكِنَّهَا فِي مَوْرِدَيْنِ عِدَالُهَا
أعينُ بني بوٍّ غُمازهُ مورِدٌ
لَهَا حِيْنَ تَجْتَابُ الدُّجَى أَمْ أُثَالُهَا
فَلَمَا بَدَا فِي اللَّيْلِ ضَوْءٌ كَأَنَّهُ
وإيّاهُ قوسُ المُزنِ ولّى ظلالُها
تَيَمَّمْنَ عَيْناً مِنْ أُثالٍ نَمِيرة ً
قَمُوساً يَمُجُّ الْمُنْقِضَاتِ احِتْفَالُهَا
على أمرِ منقدِّ العفاءِ كأنَّهُ
عَصَا قَسِّ قُوسٍ لِيُنَها وَاعْتِدَالُهَا
إِذَا عَارَضَتْ مِنْهَا نَحُوضٌ كَأَنَّهَا
فولَّيْنَ يَذْرِينَ العَجَاجَ كأَنَّهُ
أحالَ عليها وهو عادلُ رأسهِ
يَدُقُّ السِّلاَمَ سَحُّهُ وَآنْسِحَالُهَا
كأنَّ هويَّ الدَّلوِ في البئرِ شلُّهُ
بذاتِ الصُّوى آلافهُ وانشلالُها
لَهُ أَزْمَلٌ عِنْدَ الْقِذَافِ كَأَنَّهُ
نَحِيبُ الثَّكَالَى تَارَة ً وَاعْتِوَالُهَا
رَباعٌ لها مُذْ أورَقَ العُودُ عندهُ
خُمَاشَاتُ ذَحْلٍ لاَ يُرَادُ امْتِثالُهَا
مِنَ الْعَضِّ بِالأَفْخَاذِ أَوْ حَجَبَاتِهَا
إِذَا رَابَهُ اسْتِعْصَاؤُهَا وَعِدَالُهَا
وَقَدْ بَاتَ ذُو صَفْرَآءَ زَوْرآءَ نَبْعَة ٍ
وزُرقٍ حديثٍ ريشُها وصقالُها
كَثِيرٍ لِمَا يِتْرُكْنَ فِي كُلَّ جُفْرَة ٍ
زَفِيرُ الْقَوَاضِي نَحْبُهَا وَسُعَالُهَا
أَخو شُقَّة ٍ يَأْوِي إِلَى أُمِّ صِبْيَة ٍ
ثَمَانِيّة َ لَحْمُ الأَوَابِدِ مَالُهَا
يُرَاصِدُهَا فِي جَوْفِ حَدْبَآءَ ضَيِقٍ
عَلَى الْمَرْءِ إِلاَّ مَا تحرَّفَ جَالُهَا
يُبَايُتهُ فِيْهَا أَحَمُّ كأنَّهُ
إبَاضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْهَا حِبَالُهَا
وقرناءُ يدعو باسمها وهو مُظلمٌ
له صوتُها أو إنْ رآها زمالُها
إذَا شَآءَ بَعْضَ اللَّيْلِ حَفَّتْ لِصَوْتِهِ
حفيفَ رحاً منْ جلدِ عودٍ ثفالُها
فجاءتْ بأغباشٍ تحجّى شريعة ً
تلاداً عليها رميها واحتبالُها
فلمّا تجلّى قرعُها القاعَ سمعهُ
وَباَنَ لَهُ وَسْطَ الأَشَاءِ انْغِلالُهَا
طَوَى شَخْصَهُ حَتَّى إِذَا مَا تَوَدَّفَتْ
عَلَى هِيلَة ٍ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ تُهَالُهَا
رمى وهيَ أمثالُ الأسنَّة ِ يُتَّقى
بِهَا صَفُّ أُخْرَى لمْ يُبَاحَتْ قِتالُهَا
يُبَادِرْنَ أَنْ يُبْرِدْنَ ألَوَاحَ أَنْفُسٍ
قَلِيلٍ مِنَ الْمَآءِ الرَّوَآءِ دِخَالُهَا
فَمَرَّ عَلَى القُصْوَى النَّضُّي فَصَدَّهُ
تليَّة ُ لَمْ يكمَّلْ كَمَالُهَا
وقدْ كانَ يشقى قبلها مثلُها بهِ
إذَا مَا رَمَاهَا كَبْدُهَا وَطِحَالُهَا
عثانُ إجامٍ لجَّ فيها اشتعالُها
أُوَلئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ
تَرَامَى الْفَيَافِي بَيْنَهَا قَفَرَاتُهَا
إِذَا اسْحَنْكَكَتْ مِنْ عُرْضِ لَيْلٍ جِلاَلُهَا
بنا وبأطلاحٍ إذا هي وقَّعتْ
كَسَا الأَرْضَ أَذْقَانَ الْمَهَارَى كَلاَلُهَا
نَوَاشِطُ بَالرُّكْبَانِ فِي كُلِّ رحْلَة ٍ
وَمَنْ يَتَّبِعْ عَيْنَيْهِ فِي النَّاسِ لاَ يَزَلْ
أَلَمْ تَعْلَمي يَا مَيُّ أَنِّي وَبَيْنَنَا
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ حِيلَة ٍ تَعْلَمَانِهَا
أمنّي ضميرَ النَّفسِ إيّاكِ بعدما
يُرَاجِعُنِي بَثّي فَيَنْسَاحُ بَالُهَا
سلي الناسَ هلْ أرضي عدُوَّكِ أو بغى
حَبِيبُكِ عِنْدِي حَاجَة ً لاَ يَنَالُهَا
خليليَّ هلْ منْ حاجة ٍ تعلمانها
يدنِّيكما منْ وصلِ ميَّ احتيالُها
فَنَحْيَا لَهَا أَمْ لا، فَإِنْ لاَ فَلَمْ نَكُنْ
وأنْ رُبَّ أمثالِ البلايا منَ السُّرى
مُضرٌّ بها الإدلاجُ لولا نعالُها
لألقاكِ قدْ أدأبتُ والقومُ كُلَّما
جرتْ حذوَ أخفافِ المطيِّ ظلالُها
وَخَوْصَآءَ قَدْ نَفَّرْتُ عَنْ كُورِهَا الْكَرَى
بِذِكْرَاكِ والأَعْتَاقُ مِيلٌ قِلاَلُهَا
أفي آخرِ الدَّهرِ امرأ القيسِ رُمتمُ
مساعيَ قدْ أعيتْ أباكمْ طوالُها
رَأَيْتُكَ إِذْ مَرَّ الرِّبَابُ وَأَشْرَفَتْ
جبالٌ رأتْ عيناكَ أنْ لا تنالُها
نَزَلْنَا وَقَدْ غَارَ النَّهَارُ وَأَوْقَدَتْ
عَلَيْنَا حَصَى الْمَعْزَآءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا
يَرَى حَاجَة ً مَمْنُوعَة ً لاَ يَنَالُهَا
دَسَاكِرُ لَمْ تُرْفَعْ لِخَيْرٍ ظِلاَلُهَا
بنينا علينا ظلَّ أبرادِ يُمنة ٍ
على سمكِ أسيافٍ قديمٍ صقالُها
فقمنا فرُحنا والدَّوامغُ تلتظي
عَلَى الْعِيسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوَالُهَا
وَلَوْ عُرِّيَتْ أَصْلاَبُهَا عِنْدَ بَيْهَسٍ
عَلَى ذَاتِ غِسْلٍ لَمْ تُشَمَّسْ رِحَالُهَا
وَقَدْ سُمِيَّتْ بِاسْمِ امْرِىء الْقَيْسِ قَرْيَة ٌ
كرامٌ صواديها لئامٌ رجالُها
تَظَلُّ الْكِرَامُ الْمُرْمِلُونَ بِجَوْفِهَا
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ حَمْلُهَا وَحِيَالُهَا
بها كلُّ خوثاءِ الحشا مرئيَّة ٍ
روادٍ يزيدُ القُرطَ سوءاً قذالُها
إذا ما امرؤُ القيسِ بنُ لؤمٍ تطعَّمتْ
بِكَأْسِ النَّرَاَمى خَبَّثْتَها سَبِالُها
فَكَأْسُ امْرِىء الْقَيْسِ الَّتِي يَشْرَبُونَهَا
حرامٌ على القومِ فضالُها
فَخَرْتَ بِزَيْدٍ وَهْيَ مِنْكَ بَعِيدَة ٌ
كَبُعْدِ الثُّرَيَّا عِزُّهَا وَجَمَالُهَا
أَلَمْ تَكُ تَدْري أنَّمَا أَنْتَ مُلْصَقٌ
بدعوى وأنَّي عمُّ زيدٍ وخالُها
ستعلمُ أستاهُ امرئِ القيسِ أنَّها
صغارٌ مناميها قصارٌ رجالُها

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
رقم القصيدة : 20529
-----------------------------------
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
عفتهُ الرِّيحُ وامتنحَ القطارا
بهِ قطعُ الأعنِّة ِ والأثافي
وأشعثُ جاذلٌ قطعَ الإصارا
كَأَنَّ رُسُومَهُ بُسِطَتْ عَلَيْهاَ
بيوتِ الوشمِ أو لبسَ النِّمارا
وَمِثْلِ فَوَارِسٍ مِنْ آلِ جَلٍّ
يزينُ بياضُ محجرها الخمارا
تَبَسَّمُ عَنْ أَشَانِبَ وَاضِحَاتٍ
وَمِيضَ الْبَرْقِ أَنْجَدَ فاسْتطَارَا
أَوَانِسَ وُضَّحِ الأَجْيَادِ عِينٍ
ترى منهنَّ في المقلِ احورارا
كأنَّ جحالهنَّ أوتْ إليها
ظِبَآءُ الرَّمْلِ بَاشَرْنَ الْمَغَارَا
أعبدَ بني امرئِ القيسِ بن لؤمٍ
ألمْ تسألْ قضاعة َ أو نزارا
فَتُخْبَرَ أَنَّ عِيصَ بَنِي عَدِيٍّ
تَفَرَّعُ نَبْتُهُ الْحَسَبَ النُّضَارَا
وَأَنَّ بَنِي امْرِىء الْقَيْسِ ابْنِ لُؤمٍ
أَبَتْ عَيْدَانُهَا الا انْكِسَارَا
وَأَنِيّ حِينَ تَزْخَرُ لِي رِبَابِي
عماعمَ أمنعُ الثَّقلينِ جارا
أناسٌ أهلكوا الرؤساءَ قتلا
وَقَادُوا النَّاسَ طَوْعًاً وَاعْتِسَارَا
أناسٌ إنْ نظرتَ رأيتَ فيهمْ
وراءَ حمايَ أطواداً كبارا
ومنْ زيدٍ علوتُ عليكَ ظهراً
جَسِيمَ الْمَجْدِ وَالْعَدَدَ الْكُثَارَا
أنا ابنُ الرَّاكزينِ بكلِّ ثغرٍ
بَنِي جَلٍّ وَخَالُ بَنِي نَوَارَا
وتزخرُ منْ وراءِ حمايَ عمروٌ
بذي صدَّينِ يكتفئُ البحارا
يعدُّ النَّاسبونَ إلى تميمٍ
بيوتَ العزِّ أربعة ً كبارا
يعدُّونَ الرَّبابَ لها وعمراً
وسعداً ثمَّ حنظلة َ الخيارا
ويهلكُ بينها المرئيُّ لغواً
كما ألغيتَ في الدِّيَّة ِ الحوارا
همُ وردوا الكُلابَ ولستَ فيهمْ
وَلاَ فِي الْخَيْلِ إِذْ عَلَتِ النّسَارَا
نقدُّ بها الفلاة َ وبالمطايا
إلى الأعداءِ تنتظرُ الغوارا
وَنَحْنُ غَدَاة َ بَطْنِ الْخَوْعِ فِئْنَا
بمودنٍ وفارسهُ جهارا
عَزَزْنَا مِنْ بَنِي قَيْسٍ عَلَيْهِ
فوارسَ لا يريدونَ الفرارا
نكرُّ عليهمُ والخيلُ تردي
أبو شعلٍ ومسعودٌ وسعدٌ
يُرَوُّونَ الْمُذَرَّبَة َ الْجِزَارَا
فَجِىء ْ بِفَوارِسٍ كَالآلِ مِنْكُمْ
إذا التَّمجيدُ أنجدَ ثمَّ غارا
وجئْ بفوارسٍ كبني شهابٍ
وَمَسْعَدَة َ الذَّي وَرَدَ الْجِفَارَا
فَجَاءَ بِنِسْوَة ِ النُّعْمَانِ غَصْباً
وسارَ لحيِّ كندة َ حيثُ سارا
أولاكَ فوارسٌ رفعوا محلَّي
وأورثكَ امرؤُ القيسِ الصِّغارا
جنبنا الخيلَ منْ كنفي حفيرٍ
عِرَاضَ الْخَيْلِ تَعْتَسِفُ الْقِفَارَا
بكلِّ طمرَّة ٍ وبكلِّ طرفٍ
يَزِينُ مَفِيضُ مُقْلَتِهِ الْعِذَارَا
فرعنَ الحزنَ ثمَّ طلعنَ منهُ
يَضَعْنَ بِبَطْنِ عَاجِنَة َ الْمِهَارَا
أجنة َ كلِّ شازبة ٍ مزاقٍ
طَوَاهَا الْقَوْدُ وَاكْتَسَتِ اقْورَارَا
يُقَدُّ عَلى َ مُعَرْقَبِهَا سَلاَهَا
كقدِّ البردِ أنهجَ فاستطارا
فزرنَ بأرضهِ عمرو بنِ هندٍ
وهنَّ كذاكَ يبعدنَ المزارا
وَكُلَّ قَتِيلِ مَكْرُمَة ٍ قَتَلْنَا
وأكثرنا الطَّلاقة َ والإسارا
أتفخرُ يا هشامُ وأنتَ عبدٌ
وَغَارُكَ أَلأَمُ الْغِيرانِ غَارَا
وكانَ أبوكَ ساقطة ً دعيَّاً
تُرَدِّدُ دُونَ مَنْصَبِهِ فِخَارَا
نفتكَ هوازنٌ وبنو تميمٍ
وأنكرتِ الشَّمائلَ والنِّجارا
أفخراً حينَ تحملُ قريتاكمْ
ولؤماً في المواطنِ وانكسارا
متى رجتَ امرؤُ القيسِ السِّرايا
مِنَ الأَخْلاَقِ أَوْ حَمَتِ الذِمَارَا
أَلَسْتُمْ أَلأَمَ الثَّقلَيْنِ كَهْلاً
وَشُبَّاناً وَأَلأَمَهُمْ صِغَارَا
تبيَّنَ نسبة ُ المرئيِّ لؤماً
كما بيَّنتِ في الأدمِ العوارا
إِذّا نَسَبُوا إِلى َ الْعَلْيَآءِ قَالُوا
أولاكَ أذلُّ منْ حصبَ الجمارا
أَلاَ لَعَنَ الإِلهُ بِذَاتِ غِسْلٍ
وَمَرْأَة َ مَا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَا
نِسَآءَ بَنِي کمْرِىء ِ الْقَيْسِ اللَّوَاتِي
كسونَ وجوههمْ حمماً وقارا
أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْداً
وَحَالَفْنَ الْمَشَاعِلَ وَالْجِرَارَا
إذا المرئيُّ شبَّ له بناتٌ
عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَة ً وَعَارَا
إذا المرئيُّ سيقَ ليومِ فخرٍ
أُهِينَ وَمَدَّ أَبْوَاعاً قِصَارَا
إِذَا مَرَئِيَّة ٌ وَلَدَتْ غُلاَماً
فألأمُ مرضعٍ نشغُ المحارا
تنزَّلَ منْ ترائبِ شرِّ فحلٍ
وحلَّ بشرِّ مرتكضٍ قرارا
إذا المرئيُّ شقَّ الغرسُ عنهُ
تبوَّأ منْ ديارِ اللُّؤمِ دارا
إذا ماشئتَ أنْ تلقى لئيماً
فَأَوْقِدْ يَأْتِكَ الْمَرَئِيُّ نَارَا
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،
ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،
رقم القصيدة : 20530
-----------------------------------
ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،
ولا زالَ منهلاًّ بجرعائكِ القطرُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
رقم القصيدة : 20531
-----------------------------------
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
على بخلِ المنازلِ بالكلامِ
لميَّة َ بالمعى درجتْ عليها
سَحَبْنُ ذُيُولَهُنَّ بِهَا فَأَمْسَتْ
رِيَاحُ الصَّيْفِ عَاماً بِعْدَ عَامِ
رَجَحْنَ عَلَى بَوَارِحِ كُلِّ نَجْمٍ
وَطَيَّرَتِ الْعَوَاصِفُ بِالثُّمَامِ
تَجَاوِرُهُنَّ بِالْعَرَصَاتِ شُعْثٌ
عَوَاطِلُ قَدْ خُلِعْنَ مِنَ الرَّمَامِ
كَأَنَّ مَغَانِيَ الأَصْرَامِ فيهَا
ملمَّعة ٌ معالمها بشامِ
أَلاَ يَا لَيْتَنَا يَا مَيُّ نَدْري
متى نلقاكِ في عوجِ اللِّمامِ
أَلَمَّ خَيَالُ مَيَّة َ بَعْدَ وَهْنٍ
بريِّ الآلِ خاشعة َ السِّنامِ
رَمَى الإِدْلاَجُ أَيْسَرَ مَرْفِقَيْهَا
بأشعثَ مثلَ أشلاءِ اللُّجامِ
أَنَاحَ فَمَا تَوَسَّدَ غَيْرَ كَفٍّ
لَوَى بِبَنَانِهَا طَرَفَ الزِّمَامِ
رجيعِ تنائفٍ وفيقُ صرعى
توفُّوا قبلَ آجالِ الحمامِ
سروا حتى كأنَّهمْ تساقوا
على راحاتهمْ جرعَ المدامِ
بأغبرَ نازحٍ نسجتْ عليهِ
رِيَاحُ الصَّيْفِ شُبَّاك الْقَتَامِ
بِكُلِّ مُلَمَّعِ الْقَفَرَاتِ غُفْلٍ
بَعِيدِ الْمَآءِ مُشْتَبِهِ الْمَوَامِي
كأنَّ دوَّيهِ منْ بعدِ وهنٍ
دويُّ غناءِ أروعِ مستهامِ
وَسَاهِمَة ِ الْوُجُوهِ مِنَ الْمَهَارَى
ترى عصبَ القطا هملاً إليهِ
كَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الْجَهَامِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
رقم القصيدة : 20532
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
ولا ذو حجاً يستنطقُ الدارَ يُعذرُ
فَسِيرَا فَقَدْ طَالَ الْوُقُوفُ وَمَلَّهُ
قلائصُ أشباهُ الحنيّاتِ ضُمَّرُ
أَصَاحِ الَّذِي لَوْ كَانَ مَا بِي مِنَ الْهَوَى
بِهِ لَمْ أَدَعْهُ لاَ يُعَزَّى وَيُنْظَرُ
لكَ الخيرُ هلاّ عُجتَ إذ أنا واقفٌ
أُغِيضُ الْبُكَا في دَارِ مَيٍّ وَأَزْفَرُ
فَتَنْظُرَ إِنْ مَالَتْ بِصَبْرِي صَبَابَتِي
إِلى َ جَزَعِي أَمْ كَيْفَ إِنْ كُنْتُ أَصْبِرُ
إِذَا شِئْتُ أَبْكَانِي بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ
إِلى َ الدَّحْلِ مُسْتَبْدًى لِمَيٍّ وَمَحْضَرُ
وَبِالزُّرْقِ أَطْلاَلٌ لِمَيَّة َ أَقْفَرَتْ
ثلاثة َ أحوالٍ تُراحُ وتُمطرُ
يهيجُ البُكا ألاّ تريمَ وأنَّها
ممرٌّ لأصحابي مراراً ومنظرُ
إذا ما بدتْ حزوى وأعرضَ حاركٌ
مِنَ الرَّمْلِ تَمْشِي حَولَهُ الْعِينُ أَعْفَرُ
وجدتُ فؤادي همَّ أنْ يستخفَّهُ
رجيعُ الهوى منْ بعضِ ما يتذكَّرُ
عَدَتْنِي الْعَوَادِي عَنْكِ يَا مَيُّ بُرْهَة ً
وَقَدْ يُلْتَوَى دُونَ الْحَبِيبِ فَيُهْجَرُ
عَلى َ أَنَّنِي فِي كُلِّ سَيْرٍ أَسِيرُهُ
وفي نظري من نحوِ أرضكِ أصورُ
فَإِنْ تُحْدِثِ الأَيَّامُ يَا مَيُّ بَيْنَنا
فَلاَ نَاشِرٌ سِرّاً وَلاَ مُتَغَيِّرُ
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا خِفْتُ هَفْوَة ً
منَ القلبِ في آثارِ ميٍّ فأُكثرُ
أَلاَ إِنَّمَا مَيٍّ فَصَبْراً بَلِيَّة ٌ
وَقَدْ يُبْتَلى َ الْحُرُّ الْكَرِيمُ فَيَصْبِرُ
تذكِّرُني ميّاً منَ الظّبي عينهُ
مِرَاراً وَفَاهَا الأُقْحُوَانُ الْمُنَوِّرُ
وفي المرطِ منْ ميٍّ توالي صريمة ٍ
وَفِي الطَّوْقِ ظَبْيٌ وَاضِحُ الْجِيدِ أَحْوَرُ
وَبَيْنَ مَلاَثِ الْمِرْطِ وَالطَّوْقِ نَفْنَفٌ
هَضِيمُ الْحَشَا رَأْدُ الْوِشَاحَيْنِ أَصْفَرُ
وَفِي الْعَاجِ مِنْهَا وَالدَّمَالِيجِ وَالْبُرَى
قناً مالئٌ للعينِ ريّانُ عبهرُ
خراعيبُ أملودٌ كأنَّ بنانها
بناتُ النَّقا تخفى مراراً وتظهرُ
تَرَى نصفَهَا نِصْفاً قَنَاة ً قَوِيمَة ً
ونصفاً نقاً يرتجُّ أو يتمرمرُ
تَنْوءُ بِأُخْرَاهَا فَلأْياً قِيَامُهَا
وَتَمْشِي الَهُوَيْنَا مِنْ قَرِيبٍ فَتَبْهُرُ
وماءٍ كلونِ الغِسلِ أقوى فبعضُهُ
أَوَاجِنُ أَسْدَامٌ وَبَعْضٌ مُعَوَّرُ
وَرَدْتُ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
نَهُوضٌ بِأُخْرَاهَا إِذَا مَا انْبَرَى لَهَا
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَ
عَلى َ أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ
كَلَوْنِ الْحِصَانِ الأَنْبَطِ الْبَطْنِ قَآئِماً
تَمَايَلَ عَنْهُ الْجُلُّ وَاللَّوْنُ أَشْقَرُ
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَآءَ حَرْفٌ كَأَنَّهَا
مُسَيَّحُ أَطْرَاف الْعَجِيزَة ِ أَصْحَرُ
سنادٌ كأنَّ المسحَ في أخرياتها
على مثلِ خلقاءِ الصَّفا حينَ تخطرُ
نَهوضٌ بأخراها إذا ما انتحى لها
منَ الأرضِ نهّاضُ الحزابيِّ أغبرُ
مُغَمِّضُ أَطْرَافِ الْخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى
مِنَ الآلِ جُلاًّ نَازِحُ الْمَآءِ مُقْفِرُ
ترى فيه أطرافَ الصَّحارى كأنَّها
خياشيمُ أعلامٍ تطولُ وتقصُرُ
يَظَلُّ بِهَا الْحِرْباءُ لِلشَّمْسِ مَاثلاً
عَلَى الْجَذْلِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يُكَبِّرُ
إِذَا حَوَّلَ الظلُّ الْعَشيَّ رَأَيْتَهُ
حَنِيفاً وَفِي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ
غدا أكهبَ الأعلى وراحَ كأنَّهُ
مِنَ الضَّحِّ وَاسْتِقْبَالِهِ الشَّمْسَ أَخْضَرُ
أنا ابنُ الذينَ استنزلوا شيخَ وائلٍ
وعمرو بنَ هندٍ والقنا يتطيَّرُ
سَمَوْنَا لَهُ حَتَّى صَبَحْنَا رِجَاَلهُ
صدورَ القنا فوقَ العناجيجِ تخطِرُ
بذي لجبٍ تدعو عديّاً كماتهُ
إِذَا عَثَّنَتْ فَوْقَ الْقَوَانِسِ عِثْيَرُ
وإنا لحيٌّ ما تزالُ جيادُنا
تُوَطِّىء ُ أَكْبَادَ الْكُمَاة ِ وَتَأْسِرُ
أَخَذْنَا عَلَى الْجَفْرَيْنِ آلَ مُحَرّقٍ
وَلاقَى أَبُو قَابُوسَ مِنَّا وَمُنْذِرُ
وأبرهة َ اصطادتْ صدورُ رماحنا
جِهَاراً وَعُثْنُونُ الْعَجَاجَة ِ أَكْدَرُ
تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَهُ
بِنَافِذَة ٍ نَجْلآءَ وَالْخَيْلُ تَضْبِرُ
أبي فارسُ الحوّاءِ يومَ هُبالة ٍ
إِذِ الْخَيْلُ فِي الْقَتْلى َ مِنَ الْقَوْمِ تَعْثُرُ
يُقَدّمُهَا لِلْمَوْتِ حَتَّى لَبَانُهَا
فَمَنْ يَتَصَدَّى مَوْجَهَا حِينَ تَطْحَرُ
كأنَّ فُروجَ اللأمَة ِ السَّردِ شدَّها
على نفسهِ عبلُ الذِّراعينِ مُخدرُ
وعمّي الذي قادَ الرِّبابَ جماعة ً
وسعداً هو الرأسُ الرئيسُ المُؤمَّرُ
يَزِيدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ صَخْرِ بْنِ مَالِكٍ
فذلكَ عمّيَ العُدمُليُّ المُشهَّرُ
عَشِيَّة َ أَعْطَتْنَا أَزِمَّة َ أَمْرِهَا
ضرارٌ بنو القومِ الأغرِّ ومنقَرُ
أبتْ إبلي أنْ تعرفَ الضَّيمَ نيبُها
إِذَا اجِتْيبَ لْلحَرْبِ الْعَوَانِ السَّنَوَّرُ
لَهَا حَوْمة ُ الْعِزِّ التي لاَ يَرُومُهَا
مُخِيضٌ وَمِنْ عَيْلاَنَ نَصْرٌ مُؤَزَّرُ
تَجُرُّ السَّلُوقيَّ الرَّبَابُ وَرَآءَهَا
وسعدٌ يهُزّونَ القنا حينَ تُذعرُ
وعمرٌو وأبناءُ النَّوارِ كانَّهم
بِطَمٍّ كَأَهْوَالِ الدُّجَى حِينَ يَزْخَرُ
فَهَلْ شَاعِرٌ أَوْ فَاخِرٌ غَيْرُ شَاعِرٍ
بِقَوْمٍ كَقَوِمِي أَيُّهَا النَّاسُ يَفْخَرُ
عَلاَ مِنْ يُصَلِّي مِنْ مَعَدٍّ وَغَيْرِهَا
همُ المنصبُ العاديُّ مجداً وعزّة ً
وهمْ منْ حصى الدَّهنا ويبرينَ أكثرُ
وَهُمْ عَلَّمُوا النَّاس الرِيَاسَة َ لَمْ يَسِرْ
بها قبلهمْ منْ سائرِ الناسِ معشرُ
وَهُمْ يَوْمَ أَجْرَاعِ الْكُلاَبِ تَنَازَلُوا
عَلَى جَمْعِ مَنْ سَاقَتْ مُرَادٌ وَحِمْيَرُ
بِضَرْبٍ وَطَعْنٍ بِالرِّمَاحِ كَأَنَّهُ
حَرِيقٌ جَرَى فِي غَابَة ٍ يَتَسَعَّرُ
عشيَّة َ فرَّ الحارثيّونَ بعدما
قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْقَوْمِ هَوْبَرُ
وقال أخو جرمٍ ألا لا هوادة ٌ
ولا وزرٌ إلاّ النّجاءُ المُشمِّرُ
وعبدُ يغوثٍ تحجِلُ الطَّيرُ حولَهُ
قَدِ کحْتَزَّ عُرْشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أنَّنَا آل خِنْدِفٍ
بنا يسمعُ الصَّوتَ الأنامُ ويُبصرُ
لَنَا الْهَامَة ُ الْكُبْرَى التَّي كُلُّ هَامَة ٍ
وَإِنْ عَظُمَتْ مِنْهَا أَذَلُّ وَأَصْغَرُ
إذا ما تمضَّرنا فما الناسُ غيرُنا
ونُضعفُ أضعافاً ولا نتمضَّرُ
إذا مُضرُ الحمراءُ عبَّ عُبابُها
فمن يتصدَّى موجها حينَ يطحرُ
أنا ابنُ النَّبيِّينَ الكرامِ فمنْ دعا
أَباً غَيْرَهُمْ لاَ بُدَّ عَنْ سَوْفَ يُقْهَرُ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي سَمَوْتُ لِمَنْ دَعَا
لَهُ الشَّيْخُ إِبراهِيمُ وَالشَّيخُ يُذْكَرُ
لَياَلِي تَحْتَلُّ الأَباَطِحَ جُرْهُمٌ
وَإِذْ بِأبِينَا كَعْبَة ُ اللَّه تَعْمُرُ
نَبِيُّ الْهُدَى مِنَّا وَكُلُّ خَليِفَة ٍ
فَهَلْ مِثْلُ هذَا في الْبَرِيَّة ِ مَفْخَرُ
لَنَا النَّاسُ أَعْطَانَاهُمُ اللّهُ عَنْوَة ً
ونحنُ لهُ والله أعلى وأكبرُ
أنا ابنُ معدٍّ وابنُ عدنانَ أنتمي
إلى منْ لهُ في العزِّ وردٌ ومصدرُ
لَنَا مَوْقِفُ الدَّاعِينَ شُعْثاً عَشيَّة ً
وَحَيْثُ الْهَدَايَا بِالْمَشَاعِرِ تُنْحَرُ
وجمعٌ وبطحاءُ البطاحِ التي بها
لنا مسجدُ اللهِ الحرامُ المُطهَّرُ
وكُلُّ كريمٍ منْ أناسٍ سوائنا
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا خَلْفَنَا يَتَأَخَّرُ
إذا نحنُ رفَّلنا امرءاً سادَ قومهُ
وإنْ لم يكنْ منْ قبلِ ذلكَ يُذكرُ
هَلِ النَّاسُ إِلاَّ نَحْنَ أَمْ هَلْ لِغَيْرِنَا
بَنِي خِنْدِفٍ إِلاَّ الْعَوارِي مِنْبَرُ
أَبُونَا إِياَسٌ قَدَّنَا مِنْ أَدِيمِهِ
لِوَالِدَة ٍ تُدْهِي الْبَنِينَ وَتُذْكِرُ
ومنّا بُناة ُ المجدِ قد علمتْ به
مَعَدٌّ وَمِنَّا الْجَوْهَرُ الْمُتَخَيَّرُ
أنا ابنُ خليلِ اللهِ وابنُ الذي له الـ
ـمشاعرُ حتَّى يصدُرَ الناسُ تُشعرُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
رقم القصيدة : 20533
-----------------------------------
لَقَدْ جَشَأَتْ نَفْسي عَشِيَّة َ مُشْرِفٍ
وَيَوْمَ لِوَى حُزْوَى فَقُلْتُ لَهَا صَبْرَا
تحنُّ إلى ميٍّ كما حنَّ نازعٌ
دَعَاهُ الْهَوَى فَارْتَادَ مِنْ قِيْدِه قَصْرَا
فقلتُ اربعا يا صاحبيَّ بدمنة ٍ
بِذِي الرّمْثِ قَدْ أَقْوَتْ مَنَازِلُهَا عَصْرَا
أَرَشَّتْ بِهَا عَيْنَاك حَتَّى كَأَنَّمَا
تَحُلاَّنِ مِنْ سَفْحِ الدُّمُوعِ بِهَا نَذْرَا
وَلاَ مَيَّ إِلاَّ أَنْ تَزورَ بِمُشْرِفٍ
أو الزُّرقِ منْ أطلالها دمناً قفرا
تعفَّتْ لتهتالَ الشِّتاءِ وهوِّشتْ
بها نائجاتِ الصَّيفِ شرقيَّة ً كدرا
فَمَا ظَبْيَة ٌ تَرْعَى مَسَاقِطَ رَمْلَة ٍ
كَسَا الْوَاكِفُ الْغَادِي لَهَا وَرَقاً نَضْرَا
تلاعاً هراقتْ عندَ حوضى وقابلتْ
مِنَ الْحَبْلِ ذِي الأَدْعَاصِ آمِلَة ً عُفْرَا
رأتْ اناً عندَ الخلاءِ فأقبلتْ
ولمْ تبدِ إلاَّ في تصرفها ذعرا
بِأَحْسَنَ مِنْ مَيٍّ عَشِيَّة َ حَاوَلَتْ
لتجعلَ صدعاً في فؤادكَ أو وقرا
بِوَجْهٍ كَقَرْنِ الشَّمسِ حُرٍّ كَأَنَّمَا
تهيضُ بهذا القلبِ لمحتهُ كسرا
وَعَيْنٍ كَأَنَّ الَبْابِلِيَّيْنِ لَبَّسَا
بِقَلْبِكَ مِنْهَا يَوْمَ مَعْقُلَة ٍ سِحْرَا
وذي أشرٍ كالأقحوانِ ارتدتْ بهِ
حَنَادِيجُ لَمْ يَقْرَبْ سِبَاخاً وَلاَ بَحْرَا
وجيدٍ ولبَّاتٍ نواصعَ وضَّحٍ
إذا لمْ تكنْ منْ نضحِ جاديِّهِ صفرا
فيا ميُّ ما أدراكِ أينَ مناخنا
معرَّقة َ الألحي يمانية ً سجرا
قدْ اكتفلتِ بالحزنِ واعوجَّ دونها
ضواربُ منْ خفَّانَ مجتابة ٌ سدرا
حَرَاجِيجَ مَا تَنْفكُّ إِلاَّ مُنَاخَة ً
على الخسفِ أو نرمي بها بلداً قفرا
إِذَا نَزَلَتْ قِيلَ انْزِلُوا وَإذَا
يُغَنِّي بِنَابَيْهِ مُطْلَّحَة ً صُعْرَا
نَشِيجِ الشَّجَا جَآءَتْ إِلَى ضِرْسِهِ نَزْرَا
طَوَاهُنَّ قَوْلُ الرَّكْبِ سِيرُوا إِذَا اكْتَسَى
منَ اللِّيلِ أعلى كلَّ رابية ٍ خدرا
وَتَهْجِيْرُنَا وَالْمَرْوُ حَامٍ كَأَنَّمَا
يطأنَ بهِ، والشَّمسُ بادية ٌ، جمرا
وأرضٍ فلاة ٍ تسحلُ الرِّيحُ متنها
كساها سوادُ اللَّيلِ أردية ً خضرا
بِهَا النَّاسُ إِلاَّ أَنْ يَمُرُّوا بِهَا سَفْرَا
طوتنا بها الصُّهبُ المهاري فأصبحتْ
يناصيبُ أمثالِ الرِّماحِ بها غبرا
مِنَ اْلبُعْدِ خَلْفَ الرَّكْبِ يَلْوُونَ نَحْوَهَا
لأعناقهمْ كمْ دونها نظراً شزرا
إِذَا خَلَّفَتْ أَعْنَاقُهُنَّ بَسِيَطَة ً
منَ الأرضِ أو خشباءَ أو جبلاً وعرا
نظرنَ إلى أعناقِ رملٍ كأنَّما
يقودُ بهنَّ الآلُ أحصنة ً شقرا
وسقطٍ كعينِ الدِّيكِ عاورتُ صاحبي
أباها وهيَّأنا لموقعها وكرا
إذا نحنُ لمْ نمسكْ بأطرافها قسرا
قدْ انتتجتْ منْ جانبٍ منْ جنوبها
عَوَاناً وَمِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبهَا بكْرَا
فلمَّا بدتْ كفَّنْتُها وهي طفلة ٌ
بِطَلْسآءَ لَمْ تَكْمُلْ ذِرَاعاً وَلاَ شبْرَا
وقلتُ لهُ: ارفعها إليكَ فأحيها
بِرُوحِكَ وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَة ً قَدْرَا
وظاهرْ لها منْ يابسِ الشَّختِ واستعنْ
عَلَيْهَا الصَّبَا وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا ستْرَا
فَلَمَّا جَرَتْ في الجَزْلِ جَرْياً كَأَنَّهُ
سنا الفجرِ أحدثنا لخالقها شكرا
ذوابلَ مما يجمعونَ ولا خضرا
أخوها أبوها والضَّوى لا يضيرها
وَسَاقُ أَبِيهَا أُمُّهَا اعْتَقَرَتْ عَقْرَا
وقرية ٍ لا جنٍّ ولا أنسيَّة ٍ
مُدَاخِلَة ٍ أَبْوَابُهَا بُنِيَتْ شَزْرَا
وَلِكنَّهَا كَانَتْ لِمَنْزِلِنَا قَدْرَا
ومضروبة ٍ في غيرِ ذنبٍ بريئة ٍ
كَسَرْتُ لأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ كَسْرَا
وَسَوْدَآء مِثْلِ التُرْسِ نَازَعْتُ صُحْبَتي
طفاطفها لمْ نستطعْ دونها صبرا
وَأَبْيَضَ هَفَّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُهُ
فَجِئْتُ بِهِ لِلْقَوْمِ مُغْتَصِباً ضَمْرَا
حملتُ لأصحابي ولَّيتها قترا
وطئنا عليها ماتقولُ لنا هجرا
ولمْ تبدِ ناباً للقتالِ ولا ظفرا
وأسودَ ولاَّجٌ بغيرِ تحيَّة ٍ
على الحيِّ لمْ يجرمِ ولم يحتملْ وزرا
قبضتُ عليهِ الخمسَ ثمَّ تركتهُ
وَلَمْ أَتَّخِذْ إِرْسَالَهُ عِنْدَهُ ذُخْرَا
وَمَيِّتة ِ الأجْلاَدِ يَحْيَا جَنِينُهَا
لأَوَّلِ حَمْلٍ ثُمَّ يُورِثُهَا عُقْرَا
وأشعثَ عاري الضَّرَّتينِ مشجَّجٍ
بِأَيْدِي السَّبَايَا لا تَرَى مِثْلَهُ جَبْرَا
كأنَّ على أعراسهِ وبنائهِ
وئيدَ جراحٍ قرَّحٍ ضبرتْ ضبرا
وداعٍ دعاني للنَّدى وزجاجة ٍ
تحسَّيتها لمْ تقنَ ماءً ولاخمرا
ومنسدحٍ بينَ الرَّحا ليسَ يشتكي
إِذَا ضَجَّ وَابْتَلَّتْ جَوَانِبُهُ فَتْرَا
وذو شعبٍ شتَّى كسوتُ فروجهُ
لغاشية ٍ يوماً مقطَّعة ً حمرا
وَخَضْرَاءَ في وَكْرَيْنَ عَرْعَرتُ رَأسَهَا
لأبلي إذا فارقتُ في صحبتي عذرا
وَفَاشيَة ٍ فِي الأَرْضِ تُلْقِي بَنَاتهَا
عَوَارِيَ لاَتُكْسَى دُرُوعاً ولا خُمْرَا
إِذَا مَا الْمَطَايَا سُفْنَهَا لَمْ يَذُقْنَهَا
وَإِنْ كَانَ أَعْلَى نَبْتِهَا نَاعِماً نَضْرَا
محملجة ِ الأمراسِ ملساً متونها
سقتها عصاراتُ السَّرى فبدتْ عجرا
وَوَارِدة ٍ فَرْداً وَذَاتِ قَرِينَة ٍ
تبينُ إذا قالتْ وما نطقتْ شعرا
وبيضاءَ لمْ تطبعْ ولمْ تدرِ ما الخنا
ترى أعينَ الفتيانِ منْ دونها خزرا
إِذَا مَدَّ أَصْحَابُ الصِّبَا بِأَكُفِّهِمْ
وحاملة ٍ ستِّينَ لمْ تلقَ منهمُ
وَإِنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ لاَ يُهِمُّهَا
وأسمرَ قوَّامٍ إذا نامَ صحبتي
خفيفِ الثِّيابِ لا نواري لهُ أزرا
عَدَتْ ذَاتُ بِرْزِيقٍ تَخَالُ بِهَا فَخْرَا
وَأَقْصَمَ سَيَّارٍ مَعَ الْحَيِّ لَمْ يَدَعْ
تراوحُ حافاتِ السَّماءِ لهُ صدرا
وأصغرَ منْ قعبِ الوليدِ ترى بهِ
قباباً مبنَّاة ً وأودية ً خضرا
وشعبٍ أبى أنْ يسلكَ الغفرَ بينهُ
سَلَكْتُ قُرَانَى مِنْ قَيَاسِرَة ٍ سُمْرَا
ومربوعة ٍ ربعيَّة ٍ قدْ لبأتها
بكفَّيَّ في دوَّيَّة ٍ سفراً سفرا
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
رقم القصيدة : 20534
-----------------------------------
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
بِنَا عَنْ حَوَانِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
أَجِدِّي إلَى بَابِ ابْنِ عَمْرَة َ إِنَّهُ
منى همِّكِ الأقصى ومأوى الصَّعالكِ
وإنَّكِ في عشرٍ وعشرٍ مناخة ٌ
لَدَى بَابِهِ أَوْ تَهْلِكِي فِي الْهَوَالِكِ
وَجَدْنَاكَ فَرْعَاً عَلِياً يَا ابْنَ مُنْذِرٍ
عَلَى كُلِّ رَأْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَارِكِ
تُسَامِي أَعَالِيهِ الْسَّحَابَ وَأَصْلُهُ
مِنَ الْمَجْدِ فِي ثَأْدِ الْثَّرَى الْمُتَدَارِكِ
فلو سرتَ حتَّى تقطعَ الأرضَ لم تجدْ
فَتَى ً كَابْنِ أَشْيَاخِ الْبَرِيَّة ِ مَالِكِ
أشدَّ إذا ما استحصدَ الحبلُ مرَّة ً
وأجبرَ للمستجبرينَ الضَّرائكِ
وأمضى على هولٍ إذا تهززتْ
من الخوفِ أحشاءُ القلوبِ الفواتكِ
وأحسنُ وجهاً تحتَ أقهبَ ساطعٍ
عَبِيطٍ أَثَارَتْهُ صُدُورُ السَّنَابِكِ
لقدْ بلَّتِ الأخماسُ منكَ بسائسٍ
هَنِيءِ الْجَدَا مُرِّ الْعُقُوبَة ِ نَاسِكِ
تقولُ التي أمستْ خلوفاً رجالُها
يُغيرونَ فوقَ المُلجماتِ العوالكِ
لجارتها: أفنى اللُّصوصَ ابنُ منذرٍ
فَلاَ ضَيْرَ إِنْ لاَ تُغْلِقِي بَابَ دَارِكِ
وَآمَنَ لَيْلَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤْمِنُوا
وما كانَ يُمسي آمناً قبلَ ذلكِ
تَرَكْتَ لُصُوصَ الْمِصْرِ مِنْ بَيْنِ بَآئِسٍ
ومن بينِ مكنوعِ الكراسيعِ باركِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
رقم القصيدة : 20535
-----------------------------------
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
رسوماً كأخلاقِ الرِّداءِ المسلسلِ
أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا
دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ
وَمَا يَوْمُ حُزْوى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابة ً
لعرفانهِ ربعٍ أو لعرفانِ منزلِ
وَكُلَّ أَحَمِّ الْمُقْلَتَيْنِ كَأَنَّهُ
بأجرعِ مرباعٍ مربِّ محلَّلِ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأعضادِ مسجدِ
وَسُفْعٍ مُنَاخَاتٍ رَوَاحِلَ مِرْجَلِ
تَجُرُّ بِهَا الدَّقْعَآءَ هَيْفٌ كَأَنَّمَا
تَسُحُّ التُّرَابَ مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخَلِ
كستها عجاجَ البرقينِ وراوحتْ
بذيلٍ من الدَّهنا على الدَّارِ مرفلِ
دعتْ ميَّة ُ الأعدادُ واستبدلتْ بها
خناطيلَ آجالٍ من العينِ خذِّلِ
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي رَاجِعاً مِنْ ضَحَآئِهِ
بِهَا مِثْلَ مَشْي الْهِبْرِزِي الْمُسَرْوَلِ
إلى كلِّ بهوٍ ذي أخٍ يستعدهُ
إِذَا هَجَرَتْ أَيَّامُهُ لِلتَّحَوُّلِ
تَرَى بَعَرَ الصِيرَّانِ فِيهِ وحَوْلَهُ
جَدِيداً وَعَامِيّاً كَحَبِ الْقَرَنْفُلِ
أبنَّ بهِ عودُ المباءة ِ طيِّبٌ
نَسِيمَ البِنَانِ فِي الْكِنَاسِ الْمُظَلَّلِ
إذا ذابتْ الشَّمسُ اتَّقى صقراتها
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَة ِ مُعْبِلِ
يحفِّرهُ عنْ كلِّ ساقٍ دفينة ٍ
وَعنْ كُلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرَى مُتَغَلغْلِ
تَوَخَّاهُ بِالأظْلاَفِ حَتى َّ كَأَنَّمَا
يثيرُ الكبابَ الجعدَ عنْ متنِ محملِ
وَكُلَّ مُوَشَّاة ِ الْقَوَائِمِ نَعْجَة ٍ
لَهَا ذَرَعٌ قَدْ أَحْرزَتْهُ وَمُطْفِلِ
تَرِيعُ لَهُ رَيْعَ الْهِجَانِ وَأَقْبَلَتْ
لَهَا فِرَقُ الآجَالِ مِنْ كُلِّ مَقْبَلِ
أخو الإنسِ منْ طولِ الخلاءِ مغفَّلِ
يُصِرّفُ لِلأَصْوَاتِ جيِداً كَأَنَّهُ
إذا برقتْ فيهِ الضُّحى صفحَ منصلِ
وَآدَمَ لبَّاسٍ إِذَا وَضَّحَ الضُّحَى
لأَفْنَانَ أَرْطَى الأَقْدحَيْنِ الْمُهَدَّلِ
فيا كرمَ السَّكنِ الذينَ تحمَّلوا
منَ الدَّارِ والمستخلفِ المتبدِّلِ
وَأَضْحَتْ مَبَادِيهَا قِفَاراً بِلاَدُهَا
كأنْ لمْ سوى أهلٍ منْ الوحشِ تؤهلُ
كأنْ لمْ تحلَّ الرُّزقَ ميٌّ ولمْ تطأ
بِجَرْعَآءِ حُزْوَى ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ
إلَى مَلْعَبٍ بَيْنَ الْحِوآءَيْنَ مَنْصَفٍ
قَرِيبِ الْمَزَارِ طَيِّبِ التَّرْبِ مُسْهَلِ
تلاقى بهِ حورُ العيونِ كانَّها
مها عقدٍ محرَ نجمٍ غيرِ مجفلِ
ضَرَجْنَ الْبُرُودَ عَنْ تَرَآئِبِ حُرَّة ٍ
وعنْ أعينٍ قتلننا كلَّ مقتلِ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَ مِنْ ثَلاَثٍ وَأْرْبَعٍ
تَبَسَّمْنَ إيِمَاضَ الْغَمَامِ الْمُكَلَّلِ
يُهَادِينَ جَمَّآءَ الْمَرَافِقِ وَعْثَة ً
وَلَمْ يَزْحَلِ الْحَيُّ النَّوَى كُلَّ مَزْحَلِ
أَنَاة ً بَخَنْدَاة ً كَأَنَّ إِزَارَهَا
إِذَا انْجَرَدَتْ مِنْ كُلَّ دِرْعٍ وَمِفْضَلِ
على عانكٍ منْ رملِ يبرينَ رشَّهُ
أهاضيبُ تلبيدٍ فلمْ يتهيَّلِ
هَضِيمَ الْحَشَى يَثْنِي الذّرَاعَ ضَجيِعُهَا
عَلَى جِيدِ عَوْجَآءِ الْمُقَلَّدِ مُغْزِلِ
تعاطيهِ أحياناً إذا جيدَ جودة ً
رضاباً كطعمِ الزَّنجبيلِ المعسَّلِ
وَتَأْتِي بِأَطْرَافِ الشّفَاهِ تَرَشُّفاً
عَلَى وَاضِحِ الأَنْيَابِ عَذْبِ الْمُقَبَّلِ
رشيفَ الهجانينِ الصَّفا رقرقتْ بهِ
عَلَى ظَهْرِ صَمْدٍ بَغْشَة ٌ لَمْ تُسَيِّلِ
عَقِيلَة ُ أَتْرَابٍ كَأَنَّ بِعَيْنِهَا
إِذَا اسْتَيْقَظَتْ كُحْلاً وَإِنْ لَمْ تُكَحِّلِ
إذا أخذتْ مسواكها صقلتْ بهِ
ثَنَايَا كَنَوْرِ الأُقْحُوَانِ الْمُهَطَّلِ
لياليَ ميٌّ لمْ يحاربكَ أهلها
تقاربُ حتى يطمعَ التَّابعُ الصِّبا
وليستْ بأدنى منْ إيابِ المنخَّلِ
ألاَ رُبَّ ضَيْفٍ لَيْسِ بِالضَّيْفِ لَمْ يَكُنْ
لِيَنزِلَ إِلاَّ بِامْرِىء ٍ غَيْرِ زُمَّلِ
أتاني بلا شخصٍ وقدْ نامَ صحبتي
فبتُّ بليلِ الآرقِ المتململِِ
فلما رأيتُ الصُّبحَ أقبلَ وجههُ
عليَّ كإقبالِ الأغرِّ المحجَّلِ
رفعتْ لهُ رحلي على ظهرِ عرمسٍ
رواعِ الفؤادِ حرَّة ِ الوجهِ عيطلِ
طوتْ لقحاً مثلَ السِّرارِ فبشَّرتْ
بِأَسْحَمَ رَيَّانِ الْعَسِيبِة مُسْبَلِ
إِذَا هِيَ لَمْ تَعْسِرْ بِهِ ذَنّبَتْ بِهِ
تُحَاكِي بِهِ سَدْوَ النَّجَاة ِ الْهَمْرْجَلِ
كما ذبَّبتْ عذراءُ غيرُ مشيحة ٍ
بعوضَ القرى عنْ فارسيٍّ مرفَّلِ
بِأَذْنَابِ طَاؤُوسَيْنِ ضَمَّتْ عَلَيْهِمَا
جميعاً وقامتْ في بقيرٍ ومرفلِ
كأنّ حبابيْ رملة ٍ حبوا لها
بِحَيْثُ اسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنَاخٍ وَمُرْسَلِ
مُغَارٌ وَمَشْزُورٌ بَدِيِعَانِ فِيهِمَا
شَنَاحٍ كَصَقْبِ الطَّآئِفِ الْمُتَنَخَّلِ
تزمُّ بي الأركوبَ أدماءُ حرَّة ٌ
نهوزٌ وإنْ تستذملِ العيسُ تذملِ
سنادٌ سبنتاة ٌ كأنَّ محالها
ضريسٌ بطيٍّ منَ صفيحٍ وجندلِ
رَعَتْ مُشْرِفاً فَالأَحْبُلَ الْعُفْرَ حَوْلَهُ
إلى رمثِ خزوى في عوازبَ أبَّلِ
ذَخيِرَة َ رَمْلٍ دَافَعَتْ عَقِداتُهُ
أذى الشَّمسِ عنها بالرُّكامِ العقنقلِ
مكوراً وجدراً من رخامى وخلقهِ
وَمَا اهْتَزَّ مِنْ ثُدَّآئِهِ الْمُتَرَبِّلِ
هَجَآئِنَ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَافِيرِ ضَرْبُهَا
أَخَذْنَا أَبَاهَا يَوْمَ دَارَة ِ مَأْسَلِ
تُخَالُ الْمَهَى الْوَحْشِي لَوْلاَ تُبِينُهَا
شُخُوصُ الذُّرَى لِلنَّاظِرِ الْمُتَأمِلِ
يَسُوفُ بِهِ التَّالِي عُصَارَة َ خَرْدَلِ
وجوزاءها استغنينَ عنْ كلِّ منهلِ
وعارضنَ ميَّاسَ الخلاءِ كأنَّما
يَطُفْنَ إذَا رَاجَعْنَهُ حَوْلَ مِجْدَلِ
كأنَّ على أنسائهنَّ فريقة ً
إذا ارتعنَ منْ ترجيعِ آدمَ سحبلِ
بِأَصْفَرِ وَرْدٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا
وَكَآئِنْ تخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ
وَمِنْ نَآئِمٍ عَنْ لَيْلِهَا مُتَزَمِّلِ
وَمِنْ جَوْفِ مَآءٍ عَرْمَضُ الْحَوْلِ فَوْقَهُ
متى يحسُ منهُ مائحُ القومِ يتفلِ
بِهِ الذِّئْبُ مَحْزُوناً كَأَنَّ عُوَاءَهُ
عواءُ فصيلٍ آخرَ الليلِ محثلِ
يَخُبُّ وَيَسْتَنْشي وَإِنْ تَأْتِ نَبْأة ٌ
على سمعهِ ينصبْ لها ثمَّ يمثلِ
أفَلَّ وَأَقْوَى فَهْوَ طَاوٍ كَأَنَّمَا
يُجَاوِبُ أَعْلَى صَوْتِهِ صَوْتُ مُعْوِلِ
وَكَمْ جَاوَزَتْ مِنْ رَمْلَة ٍ بَعْدَ رَمْلَة ٍ
وَصَحْرَاءَ خَوْقَآءِ الْمَسَافَة ِ هَوْجَلِ
بها رفضٌ منْ كلِّ خرجاءِ صعلة ٍ
وأخرجَ يمشي مثلَ مشيِ المخبَّلِ
عَلَى كَلِّ خَرْبَآءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ
حَمُولَة ُ طَالٍ بِالْعَنِيَّة ِ مُهْمِلِ
ومنْ ظهرِ قفِّ منْ تطأهُ ركابهُ
على سفرٍ في صرَّة ِ القيظِ ينعلِ
تظلُّ بهِ أيدي المهارى كأنَّها
مَخَاريِقُ تَنْبُو عَنْ َسَياسيَّ قُحَّلِ
ترى صمدهُ في كلِّ ضحِّ تعينهُ
حرورٌ كتشعالِ الضِّرامِ المشعَّلِ
يُدَوِّهُ رقْرَاقُ السَّرَابِ برَأْسِهِ
كما دوَّمتْ في الخيطِ فلكة ُ مغزلِ
وَيُضْحي بِهِ الرَّعْنُ الْخُشَامُ كَأَنَّهُ
وراءَ الثنايا شخصُ أكلفِ مرقلِ
لَعَلَّكَ يَا عَبْدَ امْرِىء الْقَيْسِ مُقْعِيا
بمرأة ِ فعلَ الخاملِ المتذلِّلِ
مسامٍ إذا اصطكَّ العراكُ وأزحلتْ
أَبَاكَ بَنُو سَعْدٍ إِلَى شَرِّ مُزْحَلِ
بِقَوْمٍ كَقَوْمِي أَوْ لَعَلَّكَ فَاخِر
بخالٍ كزادِ الرّكبِ أو كالشَّمردلِ
وَمُعْتَدِّ أَيَّامءٍ كَأَيَّامِنَا الَّتِي
رَفَعْنَا بِهَا سَمْكَ الْبِنَآءِ الْمُطَوَّلِ
كَيَوْمِ ابْنِ هِنْدٍ وَالْجِفَارِ وَقَرْقَرَى
وَيَوْمٍ بِذي قَارٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
إذَا الخَيْلُ مِنْ وَقْعِ الرِمّاحِ كَأَنَّهَا
وعولٌ أشارى والوغى غيرُ منجلِ
وقدْ جرَّدَ الأبطالُ بيضاً كأنَّها
مَصَابِيحُ تَذْكُو بِالذُّبالِ الْمُفَتَّلِ
على كلِّ منشقِّ النِّسا متمطِّرِ
أَجَشَّ كَصَوْبِ الْوَابِلِ الْمُتَهَلِّلِ
وَشَوْهَآءَ تَعْدُو بي إِلَى صَارِخِ الْوَغَى
بمتسلئمٍ مثلَ البعيرِ المدجَّلِ
متى ما يواجهها ابنُ أنثى رمتْ بهِ
معَ الجيشِ يبغيها المغانمَ تثكلِ
ونحنُ انتزعنا منْ شميطٍ حياتهُ
جِهَازاً وَعَصَّبْنَا شُتَيْراً بِمُنْصَلِ
ونحنُ انتجعنا أهلنا بابنِ جحدرٍ
تُعَنِيّه أَغْلاَلُ الأَسِيرِ الْمُكَبَّلِ
وملتمسٌ يا ابنَ امرئِ القيسِ إنْ رمتْ
بكَ الحربُ جاليْ صعبة ِ المترجَّلِ
قتيلاً كبسطامٍ ترامتْ رماحنا
بِهِ بَيْنَ أَقْوَازِ الكَثيِبِ الْمُسَلْسَلِ
وعبدَ يغوثَ استنزلتهُ رماحنا
ببطنِ الكلابِ بينَ غابٍ وقسطلِ
عشيَّة َ يدعو الأ يهمينِ فلمْ يجبْ
ندى صوتهِ إلاَّ بقتلِ معجَّلِ
عليكَ امرأَ القيسِ التمسْ منْ فعالها
ودعْ مجدَ قومٍ أنتَ عنهمْ بمعزلِ
تَجِدْهُ بِدَارِ الذّلِّ مُعْتَرِفاً بِهَا
إذا ظعنَ الأقوامُ لمْ يتحوَّلِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
رقم القصيدة : 20536
-----------------------------------
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
لميَّة َ أيهاتَ المُحيلُ من العهدِ
أَحِينَ أَعَاذَتْ بِي تَمِيمٌ نِسَآءَهَا
وَجُرِّدْتُ تَجْرِيدَ الْحُسَامِ مِنَ الْغِمْدِ
وَمَدَّتْ بِضَبْعَيَّ الرِّبَابُ وَمَالِكٌ
وعمرٌو ومالتْ من ورائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَآءٌ كَأَنَّهُ
دُجا اللّيلِ محمودُ النِّكاية ِ والرَّفدِ
تَمَنَّى ابْنُ رَاعِي الإِبْلِ شَتْمِي وَدُونَهُ
مَعَاقِلُ صَعْبَاتٌ طِوَالٌ عَلَى الْعَبْدِ
مَعَاقِلُ لَوْ أَنَّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا
رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أَذَلَّ مِن الْقِرْدِ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
رقم القصيدة : 20537
-----------------------------------
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
كَأَنَّهُمُ يُرِيدُونَ احْتِمَالاَ
فبتُّ كأنَّني رجلٌ مريضٌ
أَظُنُّ الْحَيَّ قَدْ عَزِمُوا الزِّيَالاَ
وَبَاتُوا يُبْرِمُونَ نَوى ً أَرَادَتْ
بهمْ لسواءِ طيَّتكِ انفتالا
وَذِكْرُ الْبَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤَادِي
ويعقبُ في مفاصلي امذلالا
فأغوا في السَّوادِ فذرَّ قرنٌ
وَقَدْ قَطَعُوا الزِّيَارَة َ والْوِصَالاَ
فَكِدتُّ أَمُوتُ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْهِمْ
ولمْ أرَ ناويَ الأظعانِ بالى
فأشرفتُ الغزالة َ رأسَ حوضى
أُرَاقِبُهُمْ وَمَا أُغْنَى قِبَالاَ
كَأَنِّي أَشْهَلُ الْعَيْنَيْنِ بَازٍ
عَلَى عَلْيَآءَ شَبَّهَ فَاسْتَحَالاَ
وَتَهْجِيرِي إِذَا الْيَعْفُورُ قَالاَ
وَأَجْرَعَهُ الْمُقَابَلَة َ الشِّمَالاَ
وقدْ جعلوا السبيَّة َ عنْ يمينٍ
مقادَ المهرِ واعتسفوا الرِّمالا
كأنَّ الآلَ يرفعُ بينَ حزوى
وَرَابِيَة ِ الْخَويِّ بِهِمْ سَيَالاَ
وفي الأظعانِ مثلُ مها رماحٍ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والْمِحَالاَ
تجوَّفَ كلَّ أرطأة ٍ ربوضٍ
تَرَى مِنْ بَيْنِ ثَنْيَّتِهِ خِلاَلاَ
أولاكَ كأنَّهنَّ أولاكَ إلاَّ
شوى ً لصواحبِ الأرطى ضئالا
وأنَّ صواحبَ الأحذارِ جمٌّ
وَأَنَّ لَهُنَّ أَعْجَازَاَ ثِقَالاَ
وأعناقَ الظِّباءِ رأينَ شخصاً
نصبنَ لهُ السَّوالفَ أو خبالا
رخيماتُ الكلامِ مبطَّناتٌ
جَوَاعِلُ فِي الْبَرَى قَصْبَاً خِدَالاَ
جمعنَ فخامة ً وخلوصَ عتقٍ
وحسناً بينَ ذلكَ واعتدالا
كأنَّ جلودهنَّ مموَّهاتٌ
على أبشارها ذهباً زلالا
وَمَيَّة ُ فِي الظَّعَائِنِ وَهْيَ شَكَّتْ
سوادَ القلبِ فاقتتلَ اقتتالا
عشيَّة َ طالعتْ لتكونَ داءً
جَوى ً بَيْنَ الْجَوَانِحِ أَوْ سُلاَلاَ
تُرِيكَ بَيَاضَ لَبَّتِهَا وَوَجْهاً
كقرنِ الشَّمسِ أفتقَ ثمَّ زالا
أصابَ خصاصة ً فبدا كليلاً
كَلاَ وَانْغَلَّ سَآئِرُهُ انْغِلاَلاَ
وَأَشْنَبَ وَاضِحاً حَسَنَ الثَّنّايَا
ترى في بينِ نبتتهِ خلالا
كَأَنَّ رُضَابَهُ مِنْ مَآءِ كَرْمٍ
تَرَقْرَقَ فِي الزُّجَاجِ وَقَدْ أَحَالاَ
يشجُّ بماءِ سارية ٍ سقتهُ
على صمَّانهِ رصفاً فسالا
وَأَسْحَمَ كَالأسَاوِدِ مُسْبَكِرَّاً
عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفَالاَ
وَمَيَّة ُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ خَدّاً
وسالفة ً وأحسنهُ قذالا
فلمْ أرَ مثلهُ نظراً وعيناً
ولا أمَّ الغزالِ ولا الغزالا
هِيَ السُّقْمُ الَّذِي لاَ بُرْءَ مِنْهُ
وَبُرْءُ السُّقْمِ لَوْ رَضَخَتْ نَوَالاَ
كَذَاكَ الْغَانِيَاتُ فَرَغْنَ مِنَّا
عَلَى الْغَفْلاَتِ رَمْيَاً واخْتِيَالاَ
فَعَدِّ عَنِ الصِّبَا وَعَلَيْكَ هَمَّاً
توقَّشَ في فؤادكَ واحتيالا
فبتُّ أروضُ صعبَ الهمِّ حتى
أجلتُ جميعَ مرَّتهِ مجالا
إِلَى ابْنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ
قطعتُ بنعفِ معقلة َ العدالا
قروتُ بها الصَّريخة لا شخاتاً
غداة َ رحيلهنَّ ولا حيالا
نجائبَ منْ نتاجِ بني غريرٍ
طوالَ السَّمكِ مفرعة ً نبالا
مُضَبَّرَة ً كَأَنَّ صَفَا مَسيلٍ
كَسَا أَوْرَاكَهَا وَكَسَا الْمَحَالاَ
يخدنَ بكلِّ خاوية ِ المبادي
تَرَى بَيْضَ النَّعَامِ بِهَا حِلاَلاَ
كأنَّ هويَّهنَّ بكلِّ خرقٍ
هَوِيُّ الرُّبْدِ بَادَرَتِ الرِّئَالاَ
مُذَبَّبَة ً أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وإدلاجي إذا ما الليلُ ألقى
عَلَى الضُّعَفَاءِ أَعْبَآءً ثِقَالاَ
إذاغ خفقتْ بأمقهَ صحصحانٍ
رؤوسَ القومِ والتزموا الرِّحالا
وضعنَ سخالهنَّ وصرنَ آلا
وربَّ مفازة ٍ قذفَ جموحٍ
تغولُ منحِّبَ القربِ اغتيالا
قطعتُ إذا تجوَّفتِ العواطي
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وَضَالاَ
على خوصاءَ يذرفُ مأقياها
منَ العيديِّ قدْ لقيتْ كلالا
إذا بركتْ طرحتْ لها زمامي
وَلَمْ أَعْقِلْ بِرُكْبَتِهَا عِقَالاَ
وشعرٍ قدْ أرقتُ لهُ غريبٍ
أجنِّبهُ المساندَ والمحالا
فبتُّ أقيمهُ وأقدُّ منهُ
قوافيَ لا أعدُّ لها مثالا
غَرَآئِبَ قَدْ عُرِفْنَ بِكُلِّ أُفْقٍ
مِنَ الآفَاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالاَ
فَلَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَة ٍ حَصَانٍ
بحمدِ اللهِ موجِبة ً عضالا
ولمْ أمدحْ لأرضيهِ بشعري
لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا
وَلكِنَّ الْكِرَامَ لَهُمْ ثَنَائِي
فلا أخزى إذا ما قيلَ: قالا
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً
فقلتُ لصيدحَ: انتجعي بلالا
تناخي عندَ خيرِ فتى ً يمانٍ
إِذَا النَّكْبَآءُ نَاوَحَتِ الشِّمَالاَ
ندى ً وتكرُّما ولبابَ لبٍّ
إِذَا الأَشْيَاءُ حَصَّلَتِ الرِّجَالاَ
وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَة َ غَوْرِ عَقْلٍ
إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ
وَخَيْرِهِمُ مَآثِرَ أَهْلَ بَيْتٍ
وَأَكْرَمِهِمْ وَإِنْ كَرُمُوا فَعَالاَ
بَنَى لَكَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ
وأنتَ تزيدهمْ شرفاً جلالا
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ
ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
أَبُو مُوسَى فَحَسْبُكَ نِعْمَ جَدّاً
وشيخُ الرَّكبِ خالكَ نعمَ خالا
كَأَنَّ النَّسَ حينَ تَمُرُّ حَتَّى
عواتقَ لمْ تكنْ تدعُ الحجالا
قِيَاماً يَنْظُرونَ إلَى بِلاَلٍ
رِفَاقُ الْحَجِّ أَبْصَرَتِ الْهِلاَلاَ
فقد رفعَ الإلهُ بكلِّ أفقٍ
لِضَوْئِكَ يَا بِلاَلُ سَنَاً طُوَالاَ
وأعطيتَ المهابة َ والجمالا
أشمُّ أغرُّ أزهرُ هبرزيٌّ
يَعُدُّ الرَّاغِبِينَ لَهُ عِيَالاَ
تَزِيدُ الْخَيْزُرَانَ يَدَاهُ طِيبَاً
ويختالُ السَّريرُ بهِ اختيالا
ترى منهُ العمامة َ فوقَ وجهٍ
كأنَّ على صحيفتهِ صقالا
يُقَسِّمُ فَضْلَهُ والسِّرُّ مِنْهُ
جميعٌ لا يفرِّقهُ شلالا
يضمِّنُ سرَّهُ الأحشاءَ إلاَّ
وثوبَ الليثِ أخدرَ ثمَّ صالا
وَمَجْدٍ قَدْ سَمَوْتَ لَهُ رَفِيعٍ
وخصمٍ قدْ جعلتَ لهُ خبالا
وَمُعْتَمِدٍ جُعِلْتَ له رَبِيعاً
وطاغٍ قدْ جعلتَ لهُ نكالا
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
أعدَّ لهُ السِّفارة َ والمحالا
وكلُّهمْ ألدُّ لهُ كظاظٌ
أعدَّ لكلِّ حالِ القومِ حالا
أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ
وَلاَ خَصْمَانِ يَغْلِبُهُ جِدَالاَ
قَضَيْتُ بِمِرَّة ٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ
فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ
وحُقَّ لمنْ أبو موسى أبوهُ
يُوَقِّقُهُ الَّذِي نَصَبَ الْجِبَالاَ
حواريُّ النبيِّ ومنْ أناسٍ
هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِىء َ النِّعَالاَ
هُوَ الْحَكَمُ الَّذِي رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
لِسَمْكِ الدِّينِ حينَ رَأوهُ مَالاَ
ومنتابٍ أناخَ إلى بلالٍ
فلا زهداً أصابَ ولا اعتلالا
ولا عقصاً بحاجتهِ ولكنْ
عطاءً لمْ يكنْ عدَّة ً مطالا
معَ البيضِ الكواعبِ والحلالا
تبوَّاَ فابتنى وبنى أبوهُ
فأعرضَ في المكارمِ واستطالا
يرى مدحَ الكرامِ عليهِ حقَّاً
ويذهبهنَّ أقوامٌ ضلالا
وما الوسميُّ أولهُ بنجدٍ
تهلَّلَ في مساربهِ انهلالا
بذي لجبٍ تعارضهُ بروقٌ
شُبُوبَ الْبَلْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
فَلَمْ تَدَعِ الْبَوَارِقُ بَطْنَ عَرْضٍ
رغيبٍ سيلهُ إلاَّ مسالا
أصابَ الناسَ منقمسَ الثُّريا
بِسَاحِيَة ٍ وَأَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
وَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بِعَيْنٍ
سجومِ الماءِ فانسحلَ انسحالا
وَنَثَرتُهَا وَجَبْهَتُهَا هَرَاقَتْ
عَلَيْهِ المَآءَ فَاكْتَهَلَ اكْتِهَالاَ
أَبَتْ عَزْلاَءُ كُلِّ نَشَاصِ نَجْمٍ
على آثارهِ إلاَّ انحلالا
فصارَ حيَّاً وطبَّقَ بعدَ خوفٍ
على حرِّيَّة ِ العربِ الهزالا
كَأَنَّ مُنَوَّرَ الْحَوْذَانِ يُضْحِي
يشبُّ على مساربهِ الذُّبالا
بِأَفْضَلَ فِي الْبَرِيَّة ِ مِنْ بِلاَلٍ
إِذَا مَيَّلْتَ بَيْنَهُمَا مَيَالاَ
أبا عمرو وإنْ حاربتَ يوماً
فأنتَ اللَّيثُ مدَّرعاً جلالا
إِذا لَقِحَتْ بِشِرَّتِهَا فَشَالَتْ
بِأَطْرَافِ الْقَنَا لِمَنْ اسْتَشَالاَ
فَأَنْتَ أَشّدُّ إِخْوَتِهَا عَلَيْهَا
وأحسنهمْ لدرَّتها ائتيالا
إذا اضطربوا بمعتركٍ قياماً
على جردِ العوابسِ أو نزالا
تُسَعِّرُهَا بِأَبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ
كَضَوْءِ الْبَرْقِ يَخْتَلِسُ الْقِلاَلاَ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
رقم القصيدة : 20538
-----------------------------------
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
وهائجة ٌ صبابتكَ الرُّسومُ
نعمْ طرباً كما نضحتْ فريٌّ
أو الخلقُ المُبينُ بها الهُزومُ
بَهَا عُفْرُ الظِبَآءِ لَهَا نَزِيبٌ
وَآجَالٌ مَلاَطِمُهُنّ شِيمُ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ
تكشَّفَ عنْ كواكبها الغُيومُ
عفتْ وعهودُها متقادماتٌ
وَقَدْ يَبْقِى لَكَ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ
وقدْ يُمسي الجميعُ أولو المحاوي
بَهَا الْمُتَجَاوِرُ الْحِلَلَ الْمُقِيمُ
أَبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ
كأنَّ نجارَ نُقبتهِ أديمُ
وأمثالُ النِّعاجِ منَ الغواني
تُزيِّنُها الملاحة ُ والنَّعيمُ
كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيُونُ عِينٍ
تُربِّيها بأسنمة َ الجميمُ
جَعَلْنَ الْحَلْيَ فِي قَصَبٍ خِدَالٍ
وأزَّرهنَّ بالعقدِ الصَّريمُ
وَسَاجِرَة ِ السَّرَابِ مِنَ الْمَوَامِي
تَرَقَّصُ فِي عَسَاقِلِهَا الأُرُومُ
تَمُوتُ قَطَا الْفَلاَة ِ بَهَا أُوَاماً
ويَهلكُ في جوانبها النَّسيمُ
بَهَا غُدُرٌ وَلَيْسَ بِهَا بِلاَلٌ
وأشباحٌ تحولُ وما تريمُ
قطعتُ بفتية ٍ وبيعملاتٍ
تُلاطمُهنَّ هاجرة ٌ هجومُ
نلوثُ على معارفنا وترمي
وَنَرْفَعُ مِنْ صُدُورِ شَمَرْدَلاَتٍ
يصُكُّ وجوهها وهجٌ أليمُ
تلثَّمُ في عصائبَ منْ لغامٍ
إِذَا الأَعْطَافُ ضَرَّجَهَا الْحَمِيمُ
وَقَدْ أكَلَ الْوَجِيفُ بِكُلِّ خَرْقٍ
عَرَائِكَهَا وَهُلِّلَتِ الْجُرُومُ
وَقَطْعُ مَفَازَة ٍ وَرُكُوبُ أُخْرَى
تَكِلُّ بَهَا الضُّبَارِمَة ُ الرَّسُومُ
وَمُعْتَقَلِ اللِّسَانِ بَغَيْرِ خَبْلٍ
يَمِيدُ كَأَنَّهُ رَجُلٌ أَمِيمُ
تَبَلَّغَ بَارِحِيٌّ كَرَاهُ فِيهِ
وآخرُ قبلهُ فلهُ نئيمُ
أقمتُ لهُ سراهُ بمدلهمٍّ
أَمَقَّ إِذَا تَخَاوَصَتِ النُّجُومُ
مللتُ بهِ الثَّواءَ وأرَّقتني
همومٌ لا تنامُ ولا تُنيمُ
وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
رقم القصيدة : 20539
-----------------------------------
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
وَنَأمُلُ سَيْبَ غَيْثِكَ يَا بِلاَلُ
دَعَا لَكُمُ الرَّسُولُ فَلَمْ تَضِلُّوا
هدى ً ما بعدَ دعوتهِ ضلالُ
بَنَى لَكُمُ الْمَكَارِمَ أَوَّلُوكُمْ
فقدْ خلدتْ كما خلدَ الجبالُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
رقم القصيدة : 20540
-----------------------------------
كأنَّ ديارَ الحيِّ بالزُّرقِ خلقة ٌ
منَ الأرضِ أو مكتوبة ٌ بمدادِ
إذَا قُلتُ تَعْفُو لاَحَ مِنْهَا مُهَيِّجُ
عَلَييُّ الْهَوَى مِنْ طَارِفٍ وَتِلاَدِ
وما أنا في دارٍ لميٍّ عرفتها
بِجَلْدٍ وَلاَ عَيْنِي بِهَا بِجَمَادِ
أصابتكَ ميٌّ يومَ جرعاءِ مالكٍ
بوالجة ٍ منْ غُلَّة ٍ وكُبادِ
طويلُ تشكِّي الصَّدرِ إياهما بهِ
على ما يرى منْ فُرقة ٍ وبعادِ
ودوِّيَّة ٍ مثلِ السَّماءِ اعتسفتُها
وَقَدْ صبَغ اللَّيْلُ الْحَصَى بِسَوادِ
بِهَا مِنْ حَسِيس الْقَفْرِ صَوْتٌ كَأَنَّهُ
غناءُ أناسيٍّ بها وتنادِ
إذا ركبُها النّاجونَ حانتْ بجوزها
لهم وقعة ٌ لم يبعثوا لحيادِ
وأرواحِ خرقٍ نازحٍ جزعتْ بنا
زهاليلُ ترمي غولَ كلِّ نجادِ
إلى أنْ يشقَّ اللَّيلَ وردٌ كأنَّهُ
وراءَ الدُّجا هادي أغرَّ جوادِ
وَلَمْ يَنْقُضُوا التَّوْرِيكَ عَن كُلِّ نَاعِجٍ
وروعاءَ تعمي باللُّغامِ سنادِ
وكائنْ ذعرنا منْ مهاة ٍ ورامحٍ
بِلاَدُ الْوَرَى لَيْسَتْ لَهُ بِبِلادِ
نفتْ وغرة ُ الجوزاء منْ كلِّ مربعٍ
لَه بِكَنَاسٍ آمِنٍ ومَرَادِ
ومنْ خاضبٍ كالبكرِ أدلجَ أهلُهُ
فراغَ عنِ الأحفاضِ تحتَ بجادِ
ذعرناهُ عنْ بيضٍ حسانٍ بأجرعٍ
حَوَى حَوْلَهَا مِنْ تُرْبِهِ بِإِيَادِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
رقم القصيدة : 20541
-----------------------------------
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بِالرَّمَادَة ِ قَدْ مَضَى
لَهَا زَمَنٌ ظَلَّتْ بِكَ الأَرْضُ تَرْجُفُ
عفتْ غيرَ آريٍّ وأجذامَ مسجدٍ
سَحِيقِ الأَعَالِي جَدْرُهُ مُتَنَسَّفُ
وَقَفْنَا وَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفِ
لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدَّارِ تهتفُ
فعدَّيتُ عنها ثمَّ قلتُ لصاحبي
وقدْ هاجَ ما قد هاجَ والدَّمعُ يذرفُ
لَقَدْ كَانَ أَيْدِي النَّاسِ مِنْ أُمِ سَالِمٍ
مشاريطهُ أو كادتْ النَّفسُ تعزفُ
تبيَّنْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
بأعراضِ أنقاضِ النَّقا تتعسَّفُ
يُجَاهِدْنَ مَجْرًى مِنْ مَصِيفٍ تَصَيَّرَتْ
صَرِيمَة ُ حَوْضَى فَالشِّبَالُ فَمُشْرِفُ
فأصبحنَ يمهدنَ الخدورَ بسدفة ٍ
وقلنَ: الوشيجُ الماءُ والمتصيِّفُ
وبالعطفِ منْ حزوى جمالٌ مناخة ٌ
على شحطها في عرصة ِ الدَّارِ تصرفُ
غُرَيْرِيَّة َ الأَنْسَابِ أَوْ شَدَنِيَّة ً
عليهنَّ منْ نسجِ ابن داودَ زخرفُ
لدنْ غدوة ٍ حتى امتدَّتْ الضُّحى
وحثَّ القطينُ الشَّحشحانُ المكلَّفُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
رقم القصيدة : 20542
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
بحيثُ انحنى عن قنعِ حوضى كثيبُها
دِيَارٌ لِمَيٍّ أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُهَا
عَلَى طِيَّة ٍ زَوْرَآءَ شَتَّى شُعُوبُهَا
وَهَبَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ حَتَّى تَنَكَّرَتْ
عَلَى الْعَيْنِ نَكْبَاوَاتُهَا وَجَنُوبُهَا
وأقوتْ منَ الآناسِ حتَّى كأنَّما
عَلَى كُلِّ شَبْحٍ أُلْوَة ٌ لاَ يُصِيبُهَا
وَحَتَّى كَأَنَّ الْوَاضِحَ الأَسْفَعَ الْقَرَا
مِنَ الْوَحْشِ مَوْلَى رَسْمِهَا وَنَسِيبُهَا
أَرَشَّتْ لَهَا عَيْنَاكَ دَمْعاً كَأَنَّهُ
كُلَى عَيِّنٍ شَلْشَالُهَا وَصَبِيبُهَا
أَلاَ لاَ أَرَى الْهِجْرَانَ يَشْفِي مِنَ الْهَوَى
ولا واشياً عندي بميٍّ يعيبُها
كَأَنَّي أُنَادِي مَاتِحاً فَوْقَ رَحْلِهَا
بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ شَوْقِي هُبُوبُهَا
هوى ً تذرفُ العينانِ منهُ وإنَّما
هوى كلِّ نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبُها
ألا ليتَ شعري هلْ يموتنَّ عاصمٌ
وَلَمْ تَشْتَعِبْني لِلْمَنَايَا شَعُوبُهَا
وهل يجمعنْ صرفُ النَّوى بينَ أهلنا
عَلَى الشَّحْطِ وَالأّهْوَآءُ يَدْعُو غَرِيبُهَا
رمى اللهُ منْ حتفِ المنيّة ِ عاصماً
بِقَاضِيَة ٍ يُدْعَى لَهَا فَيُجِيبُهَا
وأشعثَ مغلوبٍ على شدنيَّة ٍ
يَلُوحُ بِهَا تَحْجِينُهَا وَصَلِيبُهَا
أَخِي شُقَّة ٍ رَخْوِ الْعِمَامَة ِ مَنَّهُ
بتطلابِ حاجاتِ الفؤادِ طلوبُها
تُجَلّي السُّرَى مِنْ وَجْهِهِ عَنْ صَفِيحَة ٍ
عَلَى السَّيْرِ مِشْرَاقٍ كَرِيمٍ شُحُوبُهَا
وَنَى غَرْفُهُ وَالدَّلْوُ نَآءٍ قَلِيبُهَا
رجعتُ بميٍّ روحهُ في عظامهِ
وكم قبلَها منْ دعوة ٍ لا يُجيبُها
وَحَرْفٍ نِيَافِ السَّمْكِ مُقْوَرَّة ِ الْقَرَا
دواءُ الفيافي: ملعُها وخبيبُها
كأنَّ قتودي فوقَها عُشُّ طائرٍ
لَنَا بَيْنَ أَجْوَازِ الْفَيَافِي سُهُوبُهَا
أقمتُ بها إدلاجَ شُعثٍ أملَّهمْ
سقامُ الكرى توصيمُها ودبيبُها
مغذّينَ يعرَورونَ واللَّيلُ جاثمٌ
عَلَى الأَرضِ أَفْيَافاً مَخُوفاً رُكُوبُهَا
بِنَآئِيَة ِ الأَخْفَافِ مِنْ شَعَفِ الذُّرَى
نبالٍ تواليها رحابٍ جيوبُها
إِذَا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُهَا ثِنْيَ بَكْرة ٍ
بِتَيْهَآءَ لَمْ تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُهَا
تَنَاسَيْتُ بِالْهِجْرانِ مَيّاً وإِنَّنِي
إِلَيْهَا لَحَنَّانُ الْقَرُونِ طَرُوبُهَا
بَدَا الْيَأْسُ مِنْ مَيٍّ عَلَى أَنَّ نَفْسَهُ
طَوِيلٌ عَلَى آثَارِ مَيٍّ نَحِيبُهَا
دواعي الهوى منْ حبِّها فأُجيبُها

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
رقم القصيدة : 20543
-----------------------------------
بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
كَسَحْقِ سَبَا بَاقِي السُّخُومِ رَحيضُهَا
عفتْ غيرَ أنصابٍ وسُفعٍ مواثلٍ
طويلٍ بأطرافِ الرَّمادِ عضيضُها
كأنْ لم تكنْ منْ أهلِ ميٍّ محلَّة ٌ
يُدمِّنُها رُعيانُها وربيضُها
أكفكفُ منْ فرطِ الصَّبابة ِ عبرة ً
فتتئقُ عيني مرَّة ً وأغيضُها
فَدَعْ ذِكْرَ عَيْشٍ قَدْ مَضَى لَيْسَ رَاجِعاً
وَدُنْيَا كَظِلِّ الْكَرْمِ كُنَّا نَخُوضُهَا
فيا منْ لقلبٍ قدْ عصاني متيَّمٍ
لميٍّ ونفسٍ قد عصاني مريضُها
فَقُولاَ لِمَيٍّ إِنْ بِهَا الدَّارُ سَاعَفَتْ
أَلاَ مَا لِمَيٍّ لاَ تُؤدَّى فُرُوضُهَا
فَظَنِّي بِمَيٍّ إِنَّ مَيّاً بَخِيلة ٌ
مَطُولٌ وَإِنْ كَانَتْ كَثِيراً عُرُوضُهَا
أرقتُ وقد نامَ العيونُ لمُزنة ٍ
تَلأْلأَ وَهْناً بَعْدَ هَدْءٍ وَمِيضُهَا
أرقتُ لهُ وحدي وقدْ نامَ صحبتي
بطيئاً منَ الغورِ التَّهامي نُهوضُها
وَهَبَّتْ لَهُ رِيحُ الْجَنُوبِ تَسُوقُهَا
كما سيقَ موهونُ الذِّراعِ مهيضُها
فَلَمَّا عَلَتْ أَقْبَالَ مَيْمَنَة ِ الْحِمَى
رمتْ بالمراسي واستهلَّ فضيضُها
إِلَيْكَ وَلِيِّ الْحَقِّ أَعْلَمْتُ أَرْكُباً
أتوكَ بأنضاءٍ قليلٍ خفوضُها
نواجٍ إذا ما اللَّيلُ ألقى ستورَهُ
وَكَانَ سَوَآءً سُودُ أَرْضٍ وَبيِضُهَا
مقاري همومٍ ما تزالُ عواملاً
كأنَّ نغيضَ الخاضباتِ نغيضُها
كَأَنَّ رَضِيخَ الْمَرْوِ مِنْ وَقْعِهَا بِهِ
خذاريفُ منْ بيضٍ رضيخٍ رضيضُها
برى نيَّها عنها التهجُّرُ والسُّرى
وَجَوْبُ صَحَارٍ لاَ تَزَالُ تَخُوضُهَا
ذرعنَ بنا أجوازَ كلِّ تنوفة ٍ
مُلمِّعة ٍ والأرضُ يُطوى عريضُها
قفارٌ محُولٌ ما بها متعلَّلٌ
سوى جرَّة ٍ من رجعِ فرثٍ تفيضُها
فما بلَّغتكَ العيسُ منْ حيثُ قرِّبتْ
مِنَ الْبُعْدِ إِلاَّ جَهْدُهَا وَجَرِيضُهَا
إِذَا حُلَّ عَنْهَا الرِّحَالُ وَأُلْقِيَتْ
طَنَافِسُ عَنْ عُوجٍ قَلِيلٍ نَحِيضُهَا
فنعمَ أبو الأضيافِ ينتجعونهُ
وَمَوْضِعُ أَنْقَاضٍ أَنِيٍّ نُهُوضُهَا
جميلُ المُحيّا همُّهُ طلبُ العُلا
معيدٌ لإمرارِ الأمورِ نقوضُها
كَسَاكَ الَّذِي يَكْسُو الْمَكَارِم حُلَّة ً
مِنَ الْمَجْدِ لاَ تَبْلَى بَطِيئاً نُفُوضُهَا
حبتكَ بأعلاقِ المكارمِ والعُلا
خِصَالُ الْمَعَالِي قَضُّهَا وَقَضِيضُهَا
سيأتيكمُ منِّي ثناءٌ ومِدحة ٌ
مُحَبَّرَة ٌ صَعْبٌ غَرِيضٌ قَريضُهَا
سيبقى لكم ألاّ تزالَ قصيدة ٌ
إِذَا اسْحَنْفَرَتْ أُخْرَى قَضِيبٌ أَرُوضُهَا
رياضة َ مخلوجٍ وكلُّ قصيدة ٍ
وإن صعبتْ سهلٌ عليَّ عروضُها
وقافية ٍ مثلِ السِّنانِ نطقتُها
تَبِيدُ الْمَهَارَى وَهْيَ بَاقٍ مَضِيضُهَا
وتزدادُ في عينِ الحبيبِ ملاحة ً
وَيَزْدَادُ تَبْغِيَضاَ إِلَيْهَا بَغِيْضُهَا

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
رقم القصيدة : 20544
-----------------------------------
وجدنا أبا بكرٍ بهِ تقرعُ العلا
إِذَا فَارَعَتْ يَوْماً عَلى َ الْمَجْدِ عَامِرُ
مَسَامِيحَ أَبْطَالاً كِرَاماً أَعِزَّة ً
إذا شلَّ منْ بردِ الشِّتاءِ الخناصرُ
أشدُّ امرئٍ قبضاً على أهلِ ريبة ٍ
وَخَيْرُ وُلاَة ِ الْمُسْلِمِينَ الْمُهَاجِرُ
تعاقبُ منْ لا ينفعُ العفوُ عندهُ
وَتَعْفُو عَنِ الْهَافِي وَقَبْضُكَ قَادِرُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ
أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ
رقم القصيدة : 20545
-----------------------------------
أَمِنْ دِمْنَة ٍ بَيْنَ الْقِلاَتِ وَشَارِعٍ
تصابيتَ حتَّى ظلَّتِ العينُ تدمعُ
نعمْ عبرة ً ظلَّتْ إذا ما وزعتُها
بحلمي أبتْ منها عواصٍ تترَّعُ
تصابيتَ واهتاجتْ لها منكَ حاجة ٌ
ولوعٌ أبتْ أقرانُها ما تُقطَّعُ
إذَا حَانَ مِنْهَا دُونَ مَيٍّ تَعَرُّضٌ
لنا حنَّ قلبٌ بالصَّبابة ِ مولعُ
وَمَا يَرْجِعُ الْوَجْدُ الزَّمَانَ الذِي مَضَى
وما للفتى في دمنة ِ الدارِ مجزعُ
عشيَّة َ ما لي حيلة ٌ غيرَ أنَّني
بِلَقْطِ الْحَصى وَالخَطِّ فِي التُّرْبِ مُولَعُ
أَخُطُّ وأمْحُو الْخَطَّ ثُمَّ أُعِيدُهُ
بِكَفَّيَّ وَالْغِرْبَانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ
كأنَّ سناناً فارسيّاً أصابني
على كبدي بلْ لوعة ُ الحبِّ أوجعُ
ألا ليتَ أيامَ القلاتِ وشارعٍ
رجعنَ لنا ثمَّ انقضى العيشُ أجمعُ
لَيَالِي لاَ مَيٌّ بَعِيدٌ مَزَارُهَا
ولا قلبهُ شتَّى الهوى متشيَّعُ
وَلاَ نَحْنُ مَشْؤُومٌ لَنَا طَآئِرُ النَّوَى
وما ذلَّ بالبينِ الفؤادُ المُروَّعُ
وَتَبْسِمُ عَنْ عَذْبٍ كَأَنَّ غُرُوبَهُ
أقاحي تردَّاها منَ الرَّملِ أجرعُ
جَرَى الإِسْحِلُ الأَحْوَى بِطَفْلٍ مُطَرَّفٍ
على الزُّهرِ منْ أنيابِها فهي نصَّعُ
كَأَنَّ السُّلاَفَ الْمَحْضَ مِنْهُنَّ طَعْمُهُ
إذا جعلتْ أيدي الكواكبِ تضجعُ
على خصراتِ المستقى بعدَ هجعة ٍ
بِأَمْثَالِهَا تَرْوَى الصَّوَادِي فَتَنْقَعُ
وَأَسْحَمَ مَيَّالٍ كَأَنَّ قُرُونَهُ
أساودُ واراهنَّ ضالٌ وخروَعُ
أرى ناقتي عندَ المُحصَّبِ شاقها
رواحُ اليماني والهديلُ المُرجَّعُ
فقلتُ لها : قرِّي فإنَّ ركابنا
وَرُكْبَانَهَا مِنَ حَيْثُ تَهْوَيْنَ نُزَّعُ
وهنَّ لدى الأكوارِ يُعكسنَ بالبُرى
على غرضٍ منّا ومنهنَّ وُقَّعُ
فَلَمَّا مَضَتْ بَعْدَ الْمُثَنِّيْنَ لَيْلَة ٌ
وَزَادَتْ عَلَى عَشْرٍ مِنَ الشَّهْرِ أَرْبَعُ
سرتْ منْ منى ً جنحَ الظَّلامِ فأصبحتْ
ببسيانَ أيديها معَ الفجرِ تملَعُ
وَهَاجِرَة ٍ شَهْبَاءَ ذَاتِ وَدِيقَة ٍ
يكادُ الحصى من حَميها يتصدَّعُ
نصبتُ لها وجهي وأطلالَ بعدما
أزى الظِّلُّ واكتنَّ اللَّياحُ المُولَّعُ
إِذَا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانِينَ وَالْتَقَتْ
سَبَارِيتُ أَشْبَاهٌ بِهَا الآل يَمْصَعُ
عسفتُ اعتسافَ الصَّدعِ كلَّ مهيبة ٍ
تظلُّ بها الآجالُ عنّي تصوَّعُ
وَخَرْقٍ إِذَا الآلُ اسْتَحَارَتْ نِهَآؤُهُ
بِهِ لَمْ يَكَدْ فِي جَوْزِهِ السَّيْرُ يَنْجَعُ
قَطَعْتُ وَرَقْرَاقُ السَّرَابِ كَأَنَّهُ
سَبَائِبُ فِي أَرْجَآئِهِ تَتَرَيَّعُ
وَقَدْ أَلْبَسَ الآلُ الأَيَادِيمَ وَارْتَقَى
على كلِّ نشزٍ منْ حوافيهِ مقنعُ
بِمُخْطَفَة ِ الأَرْجاءِ أَزْرَى بِنَيِّهَا
جذابُ السُّرى بالقومِ والطَّيرُ هجَّعُ
إذا انجابتِ الظَّلماءُ أضحتْ رؤوسهم
عليهنَّ من طولِ الكرى وهيَ ظلَّعُ
يُقيمونها بالجهدِ حالاً وتنتحي
بها نشوة ُ الإدلاجِ أخرى فتركعُ
تَرَى كُلَّ مَغْلُوبٍ يَميدُ كَأَنَّهُ
بِحَبْلَيْنِ فِي مَشْطُونَة ٍ يَتَبَوَّعُ
أَخِي قَفَراتٍ دَبَّبَت فِي عِظَامِهِ
شُفَافَاتُ أَعْجَازِ الْكَرَى وَهْوَ أَخْضَعُ
عَلَى مُسْلَهِمَّاتٍ شَغَامِيمَ شَفَّهَا
غريباتُ حاجاتٍ ويهماءُ بلقعُ
بَدَأْنَا بِهَا مِنْ أَهْلِنَا وَهْيَ بُدَّنٌ
فَقَدْ جَعَلَتْ فِي آخِرِ اللَّيلِ تَضْرَعُ
وَمَا قِلْنَ إلاَّ سَاعَة ً فِي مُغْوَّرٍ
وَمَا بِتْنَ إلاَّ تِلْكَ وَالصُّبْحُ أَدْرَعُ
وهامٍ تزلُّ الشَّمسُ عنْ أمَّهاتهِ
صِلاَبٍ وَأَلْحٍ فِي الْمَثَانِي تَقَعْقَعُ
تَرَامَتْ وَرَاقَ الطَّيْرَ فِي مُسْتَرَادِهَا
دمٌ في حوافيها وسخلٌ موضَّعُ
عَلَي مُستَوٍ نَازٍ إذَا رَقَصتْ بِهِ
دياميمُهُ طارَ النَّعيلُ المُرقَّعُ
سمامٌ نجتْ منهُ المهارى وغُودرتْ
أَراحِيبُهَا والْمَاطِلِيُّ الْهَملَّعُ
قَلآئِصُ مَا يُصْبِحْنَ إلاَّ رَوَافِعاً
بِنَا سِيرة ً أَعْنَاقُهُنَّ تَزَعْزَعُ
يخدنَ إذا بارينَ حرفاً كأنَّها
أحمُّ الشَّوى عاري الظَّنابيبِ أقرعُ
جُمَالِيَّة ٌ شَدْفَاءُ يَمْطُو جَدِيلَهَا
نهوضٌ إذا ما اجتابتِ الخرقَ أتلَعُ
عَلَى مِثْلِهَا يَدْنُو الْبَعِيدُ وَيَبْعُدُ الْـ
قريبُ ويُطوى النّازحُ المتنعنعُ
إذَا أَبْطَأَتْ أَيْدِي امْرِى ِء الْقَيْسِ بِالْقِرَى
عَنِ الرَّكْبِ جَآءَتْ حَاسِرَاً لا تُقَنَّعُ
من السُّودِ طلساءُ الثّيابِ يقودُها
إلى الرَّكبِ في الظَّلماءِ قلبٌ مشيَّعُ
أَبَى اللّهُ إلاَّ أَنْ عَارَ بَنَاتِكُمْ
بِكُلِّ مَكَانٍ يَاامْرأَ الْقَيْسِ أَشْسَعُ
كَأَنَّ مُنَاخَ الرَّاكِبِ الْمُبْتغِي القِرَى
إذَا لَمْ يَجِدْ إلاّ امْرَأَ الْقَيْسِ بَلْقَعُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
رقم القصيدة : 20546
-----------------------------------
خَلِيليَّ عُوجَا الْيَوْمَ حَتَّى تُسَلَّمَا
على طللٍ بينَ النَّقا والأخارمِ
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ حَدِيثاً وَقَدْ أَتَى
لَهُ مَا أَتَى لِلْمُزْمِنِ الْمُتَقَادِمِ
سَلاَمَ الَّذي شَقَّتْ عَصَا الْبَيْنِ بَيْنَهُ
وبينَ الهوى من إلفهِ غيرَ صارمِ
وَهَلْ يَرْجِعُ التَّسْلِيمَ رَبْعٌ كَأَنَّهُ
بسائفة ٍ قفرٍ ظهورُ الأراقمِ
دِيَارٌ مَحَتْهَا بَعْدَنَا كُلُّ ذَبْلَة ٍ
دروجٍ وأحوى يهضبُ الماءَ ساجمِ
أَنَاخَتْ بِهَا الأَشْرِاطُ وَاسْتَوْفَضَتْ بِهَا
حصى الرَّملِ راداتُ الرِّياحِ الهواجمِ
ثَلاَثُ مُرِبَّاتٍ إِذَا هِجْنَ هَيْجَة ً
قذفنَ الحصى قذفَ الأكفِّ الرَّواجمِ
ونكباءُ مهيافٌ كأنَّ حنينها
تحدُّثُ ثكلى تركبُ البوَّ رائمِ
وَمِنْ فِتْيَة ٍ كَانَتْ حَنِيفَة ُ بُرْءَهَا
تمُدُّ بأعناقِ الجِمالِ الهوارمِ
لعرفانها والعهدُ ناءٍ وقد بدا
لذي نُهية ٍ أنْ لا إلى أمِّ سالمِ
جَرَى الْمَآءُ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتَّى كَأَنَّهُ
فرائدُ خانتها سُلوكُ النَّواظمِ
عشيَّة َ لو تلقى الوُشاة َ لبيَّنتْ
عيونُ الهوى ذاتَ الصُّدورِ الكواتمِ
عَهِدَنَا بِهَا لَوْ تُسْعِفُ الْعُوجُ بِالْهَوَى
رِقَاقَ الثَّنَايَا وَاضِحَاتِ الْمَعَاصِمِ
هجانٌ جعلنَ السُّورَ والعاجَ والبُرى
على مثلِ برديِّ البطاحِ النَّواعمِ
إِذَا الْخَزُّ تَحْتَ الأَتْحَمِيَّاتِ لُثْنَهُ
بمُردفة ِ الأفخاذِ ميلِ المآكمِ
لَحَفْنَ الْحَصَى أَنْيَارَهُ ثُمَّ خُضْنَهُ
نهوضَ الهجانِ الموعثاتِ الجواشمِ
رويداً كما اهتزَّتْ رماحٌ تسفَّهتْ
أَعَالِيَهَا مَرُّ الرِّيَاحِ النَّواسِمِ
إذا غابَ عنهنَّ الغيورانِ تارة ً
وَعَنَّا وَأَيَّامُ النُّحُوسِ الأَشَائِمِ
أَرَيْنَ الَّذِي اسَتَوْدَعْنَ سَوْدَآءَ قَلْبِه
هوى ً مثلَ شكِّ الأزأنيِّ النَّواجمِ
عيونَ المها والمسكَ يندى عصيمُهُ
عَلَى كُلِّ خَدٍّ مُشْرِقٍ غَيْرِ وَاجِمِ
وحُوّاً تجلِّي عنْ عذابٍ كأنَّها
إذا نغمة ٌ جاوبنها بالجماجمِ
ذُرَى أُقْحَوَانِ الرَّمْلِ هَزَّتْ فُرُوعَهُ
صَباً طَلَّة ٌ بَيْنَ الْحُقُوفِ الْيَتَائِمِ
كأنَّ الرِّقاقَ المُلحماتِ ارتجعنها
عَلَى حَنْوَة ِ الْقُرْيَانِ تَحْتَ الْهَمَآئِمِ
وريحِ الخزامى رشَّها الطَّلُّ بعدما
دنا الليلُ حتَّى مسَّها بالقوادمِ
أُولاsئِكَ آجَالُ الْفَتَى إِنْ أَرَدْنَهُ
بقتلٍ وأسبابِ السَّقامِ المُلازمِ
يُقَرِّبْنَ حَتَّى يَطْمَعَ التَّابعُ الصِّبَى
وتهتزَّ أحشاءُ القلوبِ الحوائمِ
حديثاً كطعمِ الشَّهدِ حلواً صدورُهُ
وأعجازُهُ الخُطبانُ دونَ المحارمِ
وهنَّ إذا ما قارفَ القولُ ريبة ً
تَجَوَّزَ مِنْهَا زَائِرٌ بَعْدَ مَا دَنَتْ
مِنَ الْغَوْرِ أَرْدَافُ النُّجُومِ الْعَوَائِمِ
إِلَى هَاجِعٍ في مُسْلَهِمّيْنَ وَقَّعُوا
إِلَى جَنْبِ أَيْدِي يَعْمَلاَتٍ سَوَاهِمِ
إِذَا قَالَ: يَا ... ، قَدْ حَلَّ دَيْنِي؛ قَضَيْنَهُ
أمانيَّ عندَ الزّاهراتِ العواتمِ
وكائنْ نضتْ منْ جوزِ رملٍ وجاوزتْ
إليكِ المهارى منْ رعانِ المخارمِ
ومجهولة ٍ تيهاءَ تغضي عيونها
على البُعدِ إغضاءَ الدَّوى غيرَ نائمِ
فَلاَة ٍ مَرَوْرَاة ٍ تَرَامَى إِذَا مَرَتْ
بها الآلَ أيدي المُصغياتِ الرّواسمِ
قطعتُ بصهباءِ العثانينِ أسأرتْ
سُرَى اللَّيْلِ مِنْهَا آلَ قَرْمٍ ضُبَارِمِ
تَرَاهُنُّ بِالأَكْوَارِ يَخْفِضْنَ تَارَة ً
وينصبنَ أخرى مثلَ وخدِ النَّعائمِ
منَ الأُدمى والرَّملِ حتَّى كأنَّها
قِسِيٌّ بَرَايَا بَعْدَ خَلْقٍ ضُبَارِمِ
ورحلي على عوجاءَ حرفٍ شملَّة ٍ
منَ الجرشعيّاتِ العظامِ المحازمِ
غُرَيْرِيَّة ٍ صَهْبَآءَ فِيهَا تَعَيُّسٌ
وَسُوْجٍ إِذَا اغْبَرَّتْ أُنُوفُ الْمَخَارِمِ
كأنَّ ارتحالَ الرَّكبِ يرمي برحلها
على بازلٍ قرمٍ جُلالٍ علاكمِ
طوي البطنِ عافي الظَّهرِ أقصى صريفهُ
عِنْ الشَّوْلِ شَذَّانَ الْبِكَارِ الْعَوَارِمِ
إذا شمَّ أنفَ البردِ ألحقَ بطنهُ
مِرَاسُ الأَوَابِي وامْتَحَانُ الْكَوَاتِمِ
أقولُ لدهناويَّة ٍ عوهجٍ جرتْ
لنا بينَ أعلى عُرفة ٍ فالصّرائمِ
أيا ظبية َ الوعساءِ بينَ جُلاجلٍ
وبينَ النَّقا آأنتِ أمْ أمُّ سالمِ
هِيَ الشِّبْهُ إِلاَّ مِدْرَيَيْهَا وَأُذْنَهَا
سواءً وإلاّ مشقة ً في القوائمِ
أعاذلُ إنْ ينهضْ رجائي بصدرهِ
إِلَى ابْنِ حُرَيْثٍ ذي النَّدَى والْمَكَارِمِ
فرُبَّ امرئٍ تنزو منَ الخوفِ نفسهُ
جلا الغمَّ عنهُ ضوءُ وجهِ المُلازمِ
أغَرُّ لُجَيْمِيٌّ كَأَنَّ قَمِيصَهُ
على نصلِ صافي نقبة ِ اللَّونِ صارمِ
يُوَالِي إِذَا اصْطَكَّ الْخُصُومُ أَمَامَهُ
وُجُوهَ الْقَضَايا مِنْ وُجُوهِ المْظَالِمِ
صَدُوعٌ بِحُكْمِ اللهِ في كُلِّ شِبْهَة ٍ
ترى الناسَ في ألباسها كالبهائمِ
سَقَى اللهُ مِنْ حَيٍّ حَنِيفَة َ إِنَّهُمْ
مَسَامِيحُ ضَرَّابُونَ هَامَ الْجَمَاجِمِ
أناسٌ أصدُّوا الناسَ بالضَّربِ عنهمُ
صدودَ السَّواقي عن رؤوس المخارمِ
همُ قرَنوا بالبكرِ عمراً وأنزلوا
بأسيافهمْ يومَ العروضِ ابنَ ظالمِ
مقارٍ إذا العامُ المُسمَّى تزعزعتْ
بِشَفَّانِهِ هُوجُ الرِّيَاحِ الْعَقَآئِمِ
أحارِ بنَ عمرو لامرئِ القيسِ تبتغي
بِشَتْمِيَ إِدْرَاكَ الْعُلَى والْمَكَارِمِ
كأنَّ أباها نهشلٌ أو كأنَّها
بِشِقْشِقَة ٍ مِنْ رَهْطِ قَيْسِ بْن عَاصِمِ
وغيرُ امرئِ القيسِ الرَّوابي وغيرُها
يُداوى بهِ صدعُ الثَّأى المُتفاقمِ
عَذَرْتُ الذُّرَى لَوْ خَاطَرَتَنْي قُرُومُهَا
فما بالُ أكّارينَ فُدعِ القوائمِ
بَني آبِقٍ مِنْ أَهْلِ حَوْرَانَ لَمْ يَكُنْ
ظَلُوماً وَلاَ مُسْتَنْكِراً لِلْمَظَالِمِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
رقم القصيدة : 20547
-----------------------------------
زُرْقُ الْعُيُونِ إِذا جَاورْتَهُمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ الْعَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
تيكَ امرؤُ القيسِ محمرَّاً عنافقها
كأنَّ آنفها فوقَ اللُّحى الصُّلبُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
رقم القصيدة : 20548
-----------------------------------
خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
على طللٍ بينَ القلاتِ وشارعِ
به ملعبٌ منْ معصفاتٍ نسجنهُ
كَنَسْجِ الْيَمَانِي بُرْدَهُ بِالْوَسَآئِعِ
وَقَفْنَا فَقُلْنَا إِيهِ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ
وَمَا بَالُ تَكْلِيمِ الدِّيَار الْبلاَقِعِ
فَمَا كَلَّمَتْنَا دَارُهَا غَيْرَ أَنَّهَا
ثَنَتْ هَاجِسَاتٍ مِنْ خَيَالٍ مُرَاجِعِ
ظَلِلْتُ كَأّنِّي وَاقِفٌ عِنْدَ رَسْمِهَا
بحاجة ِ مقصورٍ لهُ القيدُ نازعِ
تَذَكُّرَ دَهْرٍ كَانَ يَطْوِي نَهَارَهُ
رقاقُ الثَّنايا غافلاتُ الطَّلائعِ
عفتْ غيرَ آجالِ الصَّريمِ وقدْ يُرى
بها وُضَّحُ اللُّبّاتِ حورُ المدامعِ
كأنّا رمتنا بالعيونِ التي بدتْ
جَآذِرُ حَوْضَى مِنْ جُيُوبِ الْبَرَاقعِ
إَذَا الْفَاحِشُ الْمِغْيَارُ لَمْ يَرْتَقِبْنَهُ
مددنَ حبالَ المُطمعاتِ الموانعِ
تَمَنَّيْتُ بَعْدَ النَّأيِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ
بِهَا بَعْضَ رَيْعَاتِ الدِّيَارِ الْجَوَامِعِ
فَمَا الْقُرْبُ يَشْفِي مِنْ هَوَى أُمِ سَالِمٍ
وَمَا الْبُعْدُ مِنْهَا مِنْ دَوَآءٍ بِنَافِعِ
مِنَ الْبِيضِ مِبْهَاجٌ عَلَيْهَا مَلاَحَة ٌ
نُضَارٌ وَرَيْعَانُ الْحِسَانِ الرَّوَآئِعِ
هيَ الشَّمسُ إشراقاً إذا ما تزيَّنتْ
وَشِبْهُ النَّقَا مُغْتَرَّة ً فِى الْمَوَادعِ
وَلَمَّا تَلاَقَيْنَا جَرَتْ مِنْ عُيُونِنَا
دُمُوعٌ كَفَفْنَا مَآءَهَا بِالأصَابِعِ
وَنِلْنَا سِقَاطاً مِنْ حَدِيثٍ كَأَنَّهُ
جنى النَّحلِ ممزوجاً بماءِ الوقائعِ
فَدَعْ ذَا وَلكِنْ رُبَّ وَجْنآءَ عِرْمِسٍ
دواءٍ لغولِ النّازحِ المتواضعِ
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَهُوزٌ بِرَأْسِهَا
إذا ائتزرَ الحادي ائتزارَ المُصارعِ
كَأَنَّ الْوَلاَيَا حِيْنَ يُطْرَحْنَ فَوْقَهَا
عَلَى ظَهْرِ بُرْجٍ مِنْ ذَوّاتِ الصَّوَامِعِ
قطعتُ بها أرضاً ترى وجهَ ركبها
إِذَا مَا عَلَوْهَا مُكْفَأَ غَيْرَ سَاجِعِ
كَأَنَّ قُلُوبَ الْقَوْمِ مِنْ وَجَلٍ بِهَا
هوتْ في خوافي مُطعماتٍ لوامعِ
مِنَ الزُّرْقِ أَوْ صُقْعٍ كَأَنَّ رُؤُوسَهَا
منَ القهزِ والقُوهيِّ بيضُ المقانعِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا لِتَشْبِيهِ نَبْأَة ٍ
صَهٍ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ دَوِيَّ الْمَسَامِعِ
كأنِّي ورحلي فوقَ أحقبَ لاحهُ
مِنَ الصَّيْفِ شَلُّ الْمُخْلِفَاتِ الرَّوَاجِعِ
مُمَرٍّ أَمَرَّتْ مَتْنَهُ أَسَدِيَّة ٌ
يَمَانِيَة ٌ حَلَّتْ جُنُوبَ الْمَضَاجِعِ
دَعَاهَا مِنَ الأَصْلاَبِ أَصْلاَبِ شُنْظُبٍ
أخاديدُ عهدٍ مستحيلِ المواقعِ
كَسَا الأَرْضَ بُهْمَى غَضَّة ً حَبَشِيَّة ً
تؤاماً ونُقعانُ الظُّهورِ الأقارعِ
وَبِالَّرْوضِ مَكْنَانٌ كَأَنَّ حَدِيْقَهُ
زرابيُّ وشَّتها أكُفُّ الصَّوانعِ
إِذَا اسْتَنْصَلَ الْهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ بِه
عراقيَّة ً الأقياظِ نجدُ المرابعِ
موشَّحة ٌ حقبٌ كأنَّ ظهورَها
صفا رصفٍ مجرى سيولٍ دوافعِ
فلمّا رأى الرائي الثُّريّا بسُدفة ٍ
ونشَّتْ نطافُ المبقياتِ الوقائعِ
وَسَاقَتْ حَصَادَ الْقُلْقُلاَنِ كَأَنَّمَا
هُوَ الْخَشْلُ أَعْرَافُ الرِّيَاحِ الزَّعَازِعِ
تَرَدَّفْنَ خُرْشُوماً تَرَكْنَ بِمَتْنِهِ
كُدُوحاً كَآثَارِ الْفُؤُوسِ الْقَوَاطِعِ
وَمِنْ آئِلٍ كَالْوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ
مُتُونَ الصَّفَا مِنْ مُضْمَحِلٍّ وَنَاقِعِ
عَلَى ذِرْوَة ِ الصُّلْبِ ِ الَّذِي وَاجَهَ الْمِعَا
سواخطَ منْ بعدِ الرِّضا للمراتعِ
صِيَاماً تَذُبُّ الْبَقَّ عَنْ نُخَرَاتِهَا
بنهزٍ كإيماءِ الرُّؤوسِ الموانعِ
يُذبِّبنَ عنْ أقرابهنَّ بأرجلٍ
وأذنابِ زُعرِ الهُلبِ زرقَ المقامعِ
فلمّا رأينَ اللَّيلَ والشَّمسُ حيَّة ٌ
حَيَاة َ الَّذِي يَقْضِي حُشَاشَة َ نَازِعِ
نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَة ً ثُمَّ إِنَّهُ
توخّى بها العينينِ عينيْ متالعِ
إِذَا وَاضَخَ التَّقْرِيبِ وَاضَخْنَ مِثْلَهُ
وإنْ سحَّ سحّاً خذرفتْ بالأكارعِ
وَعَاوَرْنَهُ مِنْ كُلِّ قَاعٍ هَبَطْنَهُ
جَهَامَة َ جَوْنٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ سَاطِعِ
فما انشقَّ ضوءُ الصُّبحِ حتَّى تعرَّفتْ
جَدَاولُ أَمْثَالُ السُّيُوفِ الْقَوَاطِعِ
فلمّا رأينَ الماءَ قفراً جنوبُهُ
ولم يُقضَ إكراءُ العيونِ الهواجعِ
فَحَوَّمْنَ وَاسْتَنْفَضْنَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
وبصبصنَ بالأذنابِ حولَ الشَّرائعِ
صففنَ الخُدودَ والنفوسُ نواشزٌ
عَلَى شَطِّ مَسْجُورٍ صَخُوبِ الضَّفَادِعِ
فخضخضنَ بردَ الماءِ حتى تصوَّبتْ
عَلَى الْهَوْلِ فِي الْجَارِي شُطُورُ الْمَذَارِعِ
يُداوينَ منْ أجوافهنَّ حرارة ً
بِجَرعٍ كَأَثْبَاجِ الْقَطَا الْمُتَتَابِعِ
فلمّا نضحنَ الماءَ أنصافَ نضحهِ
بِجَوْنِ لأَدْوَآءِ الصَّرَآئِرِ قَاصِعِ
تَوَجَّسْنَ رِكْزاً مِنْ خَفِيٍّ مَكَانُهُ
وإرنانَ إحدى المُعطياتِ الموانعِ
يُحَاذِرْنَ أَنْ يَسْمَعْنَ تَرْنِيمَ نَبْعَة ٍ
حدتْ فُوقَ حشرٍ بالفريصة ِ واقعٍ
وإلا زجوماً سهوة ً في الأصابعِ
فأجلينَ عنْ حتفِ المنيَّة ِ بعدما
دنا دنوة َ المُنصاعِ غيرِ المُراجعِ
فَجَالَتْ عَلَى الْوَحْشِيِّ تُهْوِي كَأَنَّمَا
بُروقٌ تحاكى أو أصابعُ لامعِ
أُولئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ
بِنَا الْبُعْدَ مِنْ نَعْفَيْ قَساً فَالْمَضَاجِعِ
لأخفافها باللَّيلِ وقعٌ كأنَّهُ
على البيدِ ترشافُ الظِّماءِ السَّوابعِ
أَغَذَّ بهَا الإِدْلاَجَ كلُّ شَمَرْدَلٍ
مِنَ الْقَوْمِ ضَرْبِ اللَّحْمِ عَارِي الأَشاجِعِ
فما أبنُ حتَّى إضنَ أنقاضَ شُقَّة ٍ
حَرَاجِيجَ وَاحْدَوْدَبْنَ تَحْتَ الْبَرَاذِعِ
فَطَارَتْ بُرُودُ الْعَصْبِ عَنَّا وَبُدِّلَتْ
شُحُوباً وُجُوهُ الْوَاضِحِيْنَ السَّمَادِعِ
تَجَلَّى السُّرَى عَنْ كُلِّ خِرْقٍ كَأَنَّهُ
صفيحة ُ سيفٍ طرفهُ غيرُ خاشعِ
تُغَلِّسُ أَسْدَامَ الْمِيَاهِ وَتَخْتَطِي
معانَ المها والمُرئلاتِ الخواضعِ
بمجلُوزة ِ الأفخاذِ بعدَ اقورارِها
مُؤَلَّلَة ِ الآَذانِ عُفْرٍ نَزَائِعِ
مُضَبَّرَة ٍ شُمٍّ أَعَالِي عِظَامِهَا
معرَّقة ِ الألحي طوالِ الأخادعِ
إذا ما نضونا جوزَ رملٍ علتْ بنا
طريقة َ قُفٍّ مبرحٍ بالرَّواكعِ
تَرَى رَعْنَهُ الأَقْصَى كَأَنَّ قُمُوسَهُ
تَحَامُلُ أَحْوَى يَتْبَعُ الْخَيْلَ ظَالِعِ
وحسَّرتُ عنها النيَّ حتى تركتُها
عَلَى حَالِ إِحْدَى المُنْضَيَاتِ الضَّوَارِعِ
إذا اغتبقتْ نجماً فغارَ تسحَّرتْ
عُلاَلَة َ نَجْمٍ آخِرَ اللَّيْلِ طَالِعِ
إِذَا مَاعَدَدْنَا يَاابْنَ بِشْرٍ ثقَاتِنَا
عَدَدْتُكَ فِي نَفْسِي بِأُولَى الأَصَابِعِ
أغرُّ ضياءً منْ أميَّة َ أشرفتْ
بِهِ الذِّرْوَة ُ الْعُلْيَا عَلَى كُلِّ يَافِعِ
أَتْتناكَ نَرْجُو مِنْ نَوَالِكَ نَفْحَة ً
تَكُونُ كَأَعْوَامِ الْحَيَا الْمُتَتَابِعِ
فجَادَ كَمَا جَادَ الْفُؤَادُ فَإِنَّمَا
يداهُ كغيثٍ في البريَّة ِ واسعِ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
رقم القصيدة : 20549
-----------------------------------
أمُنْكِرٌ أَنْتَ ربْعَ الدَّارِ عَنْ عَفَرٍ
لا بلْ عَرَفْتَ فَدَمْعُ الْعَيْنِ مَسْكُوبُ
بالأَشْيَمَيْنِ انْتَحَاهَا بَعْدَ سَاكِنِها
هَيْجٌ مِنَ النَّجْمِ وَالْجَوْزَآء مَهْبُوبُ
قَفْراً كَأَنَّ أَرَاعِيلَ النَّعَامِ بِهِ
قبائلَ الزُّنجِ والحبشانِ والنُّوبُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا
ذُو الْعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْهَرَاجِيب
مِنْ كُلِّ نَضَّاخَة ِ الذِفْرَى يَمَانِيَة ٍ
كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ مذؤوبُ
إِذَا اكْتَسَتْ عَرَقاً جَوْناً عَلَى عَرَقٍ
يُضْحِي بِأَعْطَافِهَا منْهُ جَلاَبِيبُ
تخْتَالُ بِالْبُعْدِ مِنْ حَادِي صَواحِبِهَا
إذا ترقَّصَ بالآلِ الأنابيبُ
كمْ دونَ ميَّة َ منْ خرقِ ومنْ علمٍ
كَأَنَّهُ لاَمِعٌ عُرْيَانُ مَسْلُوبُ
وَمِنْ مُلْمَّعة ٍ غَبْرَآءَ مُظْلِمَة ٍ
ترابها بالشِّعافُ الغبرِ معصوبُ
كَأَنَّ حِرْبآءَهَا فِي كُلِّ هَاجِرَة ٍ
ذو شيبة ٍ منء رجالِ الهندِ مصلوبُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
رقم القصيدة : 20550
-----------------------------------
وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخَاطِبُهْ
وَأُسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبِثُّهُ
تُكلِّمُني أحجارُهُ وملاعبهْ
بأجرعَ مقفارٍ بعيدٍ منَ القُرى
فَلاَة ٍ وَحُفَّتْ بِالْفَلاَة ِ جَوَانِبُهْ
بِهِ عَرَصَاتُ الْحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
وَجْرَّدَ أَثْبَاجَ الْجَرَاثِيمِ حَاطِبُهْ
تُمَشِّي بِهِ الثّيِرَانُ كُلَّ عَشِيَّة ِ
كما اعتادَ بيتَ المرزُبانِ مرازبُهْ
كَأَنَّ سَحِيقَ الْمِسْكِ رَيَّا تُرَابِهِ
إذا هضبتهُ بالطِّلالِ هواضبهْ
إذا سيَّرَ الهيفُ الصَّهيلَ وأهلَهُ
مِنَ الصَّيْفِ عَنْهُ أَعْقَبَتْهُ نَوَازِبُهْ
نَظَرْتُ إِلَى أَظْعَانِ مَيّ كَأَنَّهَا
مولّية ً ميسٌ تميلُ ذوائبهْ
فأبديتُ منْ عينيَّ والصدرُ كاتمٌ
بِمُغْرَوْرِقٍ نَمَّتْ عَلَيْهِ سَوَاكِبُهْ
هَوَى آلِفٍ جآءَ الْفِرَاقُ فَلَمْ تُجِلْ
جوَآئِلَهَا أَسْرَارُهُ وَمَعَاتِبُهْ
ظَعَآئِنُ لَمْ يَحْلُلْنَ إِلاَّ تَنُوفَة ً
عَذَاة ً إِذَا مَا الْبَرْدُ هَبَّتْ حَنَائِبُهْ
تعرَّجنَ بالصَّمّانِ حتَّى تعذَّرتْ
عَلَيْهِنَّ أَرْبَاعُ اللّوَى وَمَشَارِبُهْ
وَحَتَّى رَأَيْنَ الْقِنْعَ مِنْ فَاقِىء ِ السَّفَا
قدِ انتسجتْ قريانهُ ومذانبهُ
وَلاَ زَالَ فِي أَرْضِي عَدُوٌّ أُحَارِبُهْ
أساريعُ معروفٍ وصرَّتْ جنادبهْ
فأصبحنْ بالجرعاءِ جرعاءِ مالكٍ
وآلُ الضُّحى تزهى الشُّبوحَ سبائبهْ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ البَيْنِ بَغْتَة ً
ورُدَّتْ لأحداجِ الفراقِ ركائبهْ
وَقَرَّبْن لِلأَظْعَانِ كُلَّ مُوَقَّعٍ
مِنَ الْبُزْلِ يُوفِي بالْحَوِيَّة ِ غَارِبُهْ
ولم يستطعْ إلفٌ لإلفٍ تحيَّة ً
منَ الناسِ إلاّ أنْ يسلِّمَ حاجبهْ
تراءى لنا منْ بينِ سجفينِ لمحة ً
غزالٌ أحمُّ العينِ بيضٌ ترائبهْ
إِذَا نَازَعَتْكَ الْقَوْلَ مَيَّة ُ أَو بَدَا
لكَ الوجهُ منها أو نضا الدَّرعَ سالبهْ
فيا لكَ من خدٍّ أسيلٍ ومنطقٍ
رخيمٍ ومنْ خلقٍ تعلَّلَ جادبُهْ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلَ الْهَوَى دَآءَ مُسْلِمٍ
كَرِيمٍ وَلاَ مِثْلَ الْهَوَى لِيْمَ صَاحِبُهْ
مَتَى يَعْصِهِ تُبْرِحْ مُعَاصَاتُهُ بِهِ
وَإِنْ يَتَّبِعْ أَسْبَابَهُ فَهْوَ غَالِبُهْ
مَتَى تَظْعَنِي يَا مَيُّ عَنْ دَارِ جِيرَة ٍ
لَنَا وَالْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَنْ يُغَالِبُهْ
أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأُلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ
إلى أختها الأخرى وولَّى صواحبهُ
تَقَاذَفْنَ أَطْلاَقاً وَقَارَبَ خَطْوَهُ
عنِ الذَّودِ تقييدٌ وهنَّ حبائبهْ
نأينَ فلا يسمعنَ إنْ حنَّ صوتهُ
وَلاَ الْحَبْلُ مُنْحَلٌّ وَلاَ هُوَ قَاضِبُهْ
وأشعثَ قدْ قايستهُ عرضَ هوجلٍ
سَوَآءٌ عَلَيْنَا صَحْوُهُ وَغيَاهِبُهْ
ومُخترَقٍ خاوي الممرِّ قطعتهُ
بِمُنْعَقِدٍ خَلْفَ الشَّرَاسِيْفِ حَالِبُهْ
يَكَادُ مِنَ التَّصْدِيرِ يَنْسَلُّ كُلَّمَا
ترنَّمَ أو مسَّ العمامة َ راكبهْ
طويلِ النَّسا والأخدعينِ عُذافرٍ
مُضَبَّرَة ٍ أَوْرَاكُهُ وَمنَاكِبُهْ
كأنَّ يماميّاً طوى فوقَ ظهرهِ
صفيحاً يُداني بينهُ ويُقاربهْ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ أَوْ رَأَى فَوْقَ رَحْلِهِ
تَحَرُّكَ شَيءٍ ظَنَّ أَنِّيَ ضَارِبُهْ
كأنِّي ورحلي فوقَ سيِّدِ عانة ٍ
منَ الحقبِ زمامٍ تلوحُ مَلاحبُهْ
رَعَى مَوْقِع الْوَسْمِيِّ حَيْثُ تَبَعَّقَتْ
عزالي السَّواحي وارثعنَّتْ هواضبهْ
لهُ واحفٌ فالصُّلبُ حتى تقطَّعتْ
خلافَ الثُّريَّا منْ أريكٍ مآربُهْ
يُقلِّبُ بالصَّمانِ قوداً جريدة ً
ترامى به قيعانهُ وأخاشبهْ
وَيَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْيَ أَقْصَى كِنَاسِهِ
وتنزو كنزوِ المُعلقاتِ جنادبُهْ
أَغَرَّ كَلَوْنِ الْمِلْحِ ضَاحِي تُرَابِهِ
إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُهُ وَسَبَاسِبُهْ
تلثَّمتُ فاستقبلتُ منْ عنفوانهِ
أُوَاراً إِذَا مَا أَسْهَلَ اسْتَنَّ حَاصِبُهْ
إذا جعلَ الحرباءُ يبيضُّ لونهُ
وَيَخْضَرُّ مِنْ لَفْحِ الْهَجِيرِ غَبَاغِبُهْ
وَيَشْبَحُ بِالْكَفَّيْنِ شَبْحاً كَأَنَّهُ
أَخُو فُجْرَة ٍ عَالَى بِهِ الْجِذْعَ صَالِبُهْ
عَلَى ذَاتِ أَلَوَاحٍ طِوَالٍ وَكَاهِلٍ
أنافتْ أعاليه ومارتْ مناكبهْ
وَأَعْيَس قَدْ كَلَّفْتُهُ بُعْدَ شُقَّة ٍ
تعقَّدَ منهُ أبيضاهُ وحالبهْ
متى يُبلني الدهر الذي يرجعُ الفتى
على بدئهِ أو تشتعبني شواعبهْ
ركبتُ بهِ عوصاءَ ذاتَ كريهة ٍ
وَزَوْرَآء حَتَّى يَعْرِفَ الضَّيْمَ جَانِبُهْ
وأزورَ يمطو في بلادٍ عريضة ٍ
تعاوى به ذؤبانهُ وثعالبهْ
إلى كلِّ ديّارٍ تعرَّفنَ شخصهُ
من القفرِ حتى تقشعِرَّ ذوائبهْ
تعسَّفتهُ أسري على كورِ نضوة ٍ
تُعاطي زمامي تارة ً وتُجاذبهْ
أَخُو قَفْرَة ٍ مُسْتَوْحِشٌ لَيْسَ غَيْرُهُ
ضعيفُ النِّداءِ أصحلُ الصَّوتِ لاغبهْ
منَ اللَّيلِ جوزٌ واسبطرَّتْ كواكبهْ
إِلَى كَوْكَبٍ يَزْوِي لَهُ الْوَجْهَ شَارِبُهْ
إِلَى الْمَآءِ حَتَّى انْقَدَّ عَنْهَا طَحَالِبُهْ
فجاءتْ بسَجلٍ طعمه منْ أُجونهِ
كما شابَ للمورودِ بالبولِ شائبهْ
وجاءتْ بنسجٍ منْ صناعٍ ضعيفة ٍ
تنوسُ كأخلاقِ الشَّفوفِ ذعالبهْ
هِيَ انْتَسَجَتْهُ وَحْدَهَا أَوْ تَعَاوَنَتْ
على نسجهِ بينَ المثابِ عناكبهْ
دفقناهُ في بادي النَّشيئة ِ داثرٍ
قَدِيمٍ بِعَهْدِ النَّاسِ بُقْعٍ نَصَآئِبُهْ
على ضُمَّرٍ هيمٍ فراوٍ وعائفٌ
ونائلُ شيءٍ سيِّءُ الشُّربِ قاصبهْ
سُحيراً وآفاقُ السَّماءِ كأنَّها
بِهَا بَقَرٌ أَفْتَآؤُهُ وَقَرَاهِبُهْ
تَؤُمُّ فَتى ً مِنْ آلِ مَرْوَانَ أُطْلِقَتْ
يداهُ وطابتْ في قريشٍ مضاربهْ
بِنَا مَصدَراً وَالْقَرْنُ لَمْ يَبْدُ حَاجِبُهْ
ألا ربَّ منْ يهوى وفاتي ولو أتتْ
وفاتي لذلَّتْ للعدوِّ مراتبهْ
وَقَآئِلَة ٍ تَخْشَى عَلَيَّ أَظُنُّهُ
سيودي بهِ ترحالهُ ومذاهبُهْ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
رقم القصيدة : 20551
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
عَفَتْ بَعْدَنَا جَرْعَاؤُهَا وَهُشُومُهَا
وَأَقْفَرَ عَهْدُ الدَّارِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ
وَأَقْصَرَ عَنْ طُولِ التَّقاضي غَرِيمُهَا
أطلَّتْ علينا كلَّ يومٍ مقالة ً
غَذائِرَ لاَ يُقْضَى لِخَيْرٍ صَرِيمُهَا
لكِ الخيرُ كمْ كلَّفتْ عينيَّ عبرة ً
إِذَا انْحَدَرَتْ عَادَتْ سَرِيعاً جُمُومُهَا
وكلَّقتني منْ سيرِ ظلماءَ والدُّجا
يَصِيحُ الصَّدَى فِيهَا وَيَضْبَحُ بُومُهَا
بمائرة ِ الضِّبعينِ معوجَّة ِ النِّسا
يشجُّ الحصا تخويدها ورسيمها
وَخُوداً إِذَا مَا الشَّاة ُ لاَذَ مِنَ اللَّظَى
بعبريِّة ٍ أو ضالة ٍ لا يريمها
يَلُوذُ حِذَارِ الشَّمْسِ فِيهَا وَيَتَّقي
بها الرِّيحِ إذا هبَّتْ عليهِ سمومها

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
رقم القصيدة : 20552
-----------------------------------
أَمِنْ دِمْنَة ٍ جَرَّتْ بِهَا ذَيْلَهَا الصَّبَا
لصيداءَ -مهلاً- ماءُ عينيكَ سافحُ
ديَارُ الَّتِي هَاجَتْ خَبَالاً لِذِي الْهَوى
كما هاجتِ الشَّأوَ البروقُ اللوامحُ
بِحَيْثُ اسْتَفَاضَ الْقِنْعُ غَرْبِيَّ وَاسِطٍ
نِهَآءً وَمَجَّتْ فِي الْكَثِيبِ الأَبَاطِحُ
حدا بارحُ الجوزاءِ أعرافَ مورهِ
بها وعجاجُ العقربِ المتناوحُ
ثلاثة َ أحوالٍ وحولاً وستَّة ً
كَمَا جَرَّتِ الرَّيْطَ الْعَذَارَى الْمَوَارِحُ
جَرَى أدْعَجُ الرَّوْقَيْنِ وَالْعَيْنِ وَاضِحُ الْـ
ـقَرَا أَسْفَعُ الْخَدَّينِ بِالْبَيْنِ بَارِحُ
بِتَفْرِيقِ طِيَّاتٍ تَيَاسَرْنَ قَلْبَهُ
وَشَقَّ الْعَصَا مِنْ عَاجِلِ الْبَيْنِ قَادِحُ
غَدَاة َ امْتَرَى الْغَادُونَ بِالشَّوْقِ عَبْرَة ً
جَمُوماً لَهَا فِي أَسْودِ الْعَيْنِ مَآئِحُ
لعمرُكَ والأهواءُ منْ غيرِ واحدٍ
وَلاَ مُسْعِفٍ بِي مُولَعَاتٌ سَوَانِحُ
لَقَدْ مَنَحَ الْوُدَّ الَّذِي مَا مَلَكْتَهُ
على النَّأيِ ميّاً منْ فؤادكَ مانحُ
وَإنَّ هَوَى صَيْدَآءَ فِي ذَاتِ نَفْسِهِ
بسائرِ أسبابِ الصَّبابة ِ راجحُ
لَعَمْرُكَ مَا أَشْوَانِيَ الْبَيْنُ إذْ غَدَا
بِصَيْدَآءَ مَجْذُوذٌ مِنَ الْوَصْلِ جَامِحُ
وَلَمْ يَبْقَ مِمَّا كَانَ بَينِي وَبَيْنَهَا
مِنَ الْوُدِّ إلاَّ مَا تُجِنُّ الْجَوانِحُ
وَمَا ثَعَبٌ بَاتَتْ تُصَفِّقُهُ الْصَّبَا
قَرَارَة ُ نِهْيٍ أَتْأَقَتْهُ الرَّوَآئِحُ
بِأطْيَبَ مِنْ فِيهَا وَلاَ طَعْمُ قَرْقَفٍ
برمّانَ لم ينظُرْ بها الشَّرقَ صابحُ
أصيداءُ هلْ قيظُ الرَّمادة ِ راجعٌ
لياليهِ أو أيّامُهنَّ الصَّوالحُ
سقى دارَها مستمطرٌ ذو غفارة ٍ
أَجَشُّ تَحَرَّى مُنْشَأَ الْعَيْنِ رَآئِحُ
هزيمٌ كأنَّ البُلقَ مجنوبة ً به
يحامينَ أمهاراً فهن ضوارحُ
إِذَا مَا اسْتَدَرَّتْهُ الصَّبَا وَتَذآءَبَتْ
يَمَانِيَة ٌ تَمْرِي الذّهَابَ الْمَنَآئِحُ
وإنْ فارقتهُ فُرَّقُ المزنِ شايعتْ
بهِ مرجحنّاتُ الغمامِ الدّوالحُ
عَدَا النَّأيُ عَنْ صَيْدَآءَ حِيناً وَقُرْبُهَا
إِليْنَا وَلكِنْ مَا إِلَى ذَاكَ رَابِحُ
سَوَآءٌ عَلَيْكَ الْيَوْمَ أَنْصَاعَت النَّوَى
بِصَيْدَآءَ أَمْ أَنْحَى لَكَ السَّيْفَ ذَابِحُ
ألا طالما سؤتُ الغيورَ وبرَّحتْ
بِي الأَعْيُنُ النُّجْل الْمِرَاضُ الصَّحَائِحُ
وَسَاعَفْتُ حَاجَاتِ الْغَوَانِي وَرَاقَنِي
على البُخلِ رقراقاتُهنَّ الملائحُ
وَسَايَرْتُ رُكْبَانَ الصِّبَى وَاسْتَهَشَّنِي
مسرّاتُ أضغانِ القلوبِ الطَّوامحُ
إِذَا لَمْ نَزُرْهَا مِنْ قَرِيبٍ تَنَاوَلَتْ
بنا دارَ صيداءَ القلاصُ الطَّلائحُ
محانيقَ ينفُضنَ الخدامَ كأنَّها
نعامٌ وحاديهنَّ بالخرقِ صادحُ
وَهَاجِرَة ٍ غَرَّآءَ سَامَيْتُ حَدَّهَا
إِليْكِ وَجَفْنُ الْعَيْنِ بِالْمَآءِ سَافِحُ
وتيهٍ خبطنا غولها وارتمى بنا
أبو البُعدِ منْ أرجائهِ المتطاوحُ
فَلاَة ٍ لِصَوْتِ الْجِنِّ فِي مُنْكَرَاتِهَا
هزيزٌ وللأبوامِ فيها نوابحُ
إِذَا مَا ارْتَمَى لَحْيَاهُ يَاءَيْنِ قَطَّعَتْ
نطافَ المراحِ الضّامناتُ القوارحُ
ذَوَاتِ الْبُرَى وَالرَّكْبَ وَالظَّلُّ مَاصِحُ
ترى النّاعجاتِ الأدمَ ينحى خدودها
سِوَى قَصْدِ أَيْديِهَا سُعَارٌ مُكَافِحُ
لَظًى تَلْفَحُ الْحِرْبَآءَ حَتَّى كَأَنَّهُ
أخُو جَرِمَاتٍ بَزَّ ثَوْبَيْهِ شَابِحُ
إذا ذاتُ أهوالٍ ثكولٌ تغوَّلتْ
بها الرُّبدُ فوضى والنَّعامُ السَّوارحُ
تبطَّنتها والقيظُ ما بينَ جالها
إِلَى جَالِهَا سِتْراً مِنَ الآلِ نَاصِحُ
بمقورَّة ِ الألياطِ عوجٍ منَ البُرى
تَسَاقَطُ فِي آثَارِهِنَّ السَّرَآئِحُ
نَهزْنَ الْعَنِيقَ الرَّسْلَ حَتَّى أَمَلَّهَا
عِرَاضُ الْمَثَانِي وَالْوَجِيفُ الْمُرَاوِحُ
وترجافُ ألحيها إذا ما تنصَّبتْ
على رافعِ الآلِ التِّلالُ الزَّراوحُ
وطولُ اغتماسي في الدُّجا كلَّما دعتْ
منَ اللَّيلِ أصداءُ المتانِ الضَّوابحُ
وَسَيْرِي وَأَعْرَآءُ الْمِتَانِ كَأَنَّهَا
إِضَآءٌ أَحَسَّتْ نَفْحَ رِيحٍ ضَحَاضِحُ
عَلَى حِمْيَريَّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
ذمامُ الرَّكايا أنكزتها المواتحُ
محانيقَ تُضحي وهيَ عوجٌ كأنَّها
بِجَوْزِ الْفَلاَ مُسْتَأْجَرَاتٌ نَوَآئِحُ
مَوَارِقَ مِنْ دَاجٍ حَدَا أُخْرَيَاتِهِ
وَمَا بِتْنَ مَعْرُوفُ الْسَّمَاوَة ِ وَاضِحُ
تراءى كوجهِ الصَّدعِ في مَنصَفِ الصَّفا
بحيثُ المها والمُلقياتُ الرَّوازحُ
تَجَلَّى السُّرَى عَنّي وَعَنْ شَدَنِيَّة ٍ
طواءٍ يداها للفلا وهو نازحُ
إِذَا انْشَقَّتِ الظَّلْمَآءُ أَضْحَتْ كَأَنَّهَا
وأى منطوٍ باقي الثَّميلة ِ قارحُ
منَ الحقبِ لاحتهُ برهبى مربَّة ٌ
تَهُزُّ السَّفَا وَالْمُرْتَجَاتُ الرَّوَامِحُ
رَعى مُهَرَاقَ الْمُزْنِ مِنْ حَيْثُ أَدْجَنَتْ
مرابيعُ دلويّاتهنَّ النَّواضحُ
جَداً قَضَّة َ الآسَادِ وَارْتَجَزَتْ لَهُ
بنوءِ السِّماكينِ الغُيوثُ الرَّوائحُ
عَنَاقَ فَأَعْلَى وَاحِفَيْنِ كَأَنَّهُ
مِنَ الْبَغْى ِ للأَشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ
يُصَادِي کبْنَتَيْ قَفْرٍ عَقِيماً مُغَارَة ً
وَطَيّاً أَجَنَّتْ فَهْيَ لِلْحَمْلِ ضَارِحُ
نحوصينِ حقباوينِ غارَ عليهما
طوي البطنِ مسحوجُ المقذَّينِ سابحُ
إذا الجازئاتُ القمرُ أصبحنَ لا يرى
سِوَاهُنَّ أَضْحَى وهو بِالْقَفْرِ بَاجِحُ
تَتَلَّيْنَ أُخْرَى الْجَزْءِ حَتَّى إِذَ انْقَضَتْ
بَقَايَاهُ وَالْمُسْتَمْطَرَاتُ الرَّوَآئِحُ
دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْجٍ فأزْمَعْنَ وِرْدَهُ
أو الأصهبياتِ العيونُ السَّوائحُ
فظلَّتْ بأجمادِ الزِّجاجِ سواخطاً
صِيَاماً تُغَنّي تَحتَهُنَّ الصَّفَآئِحُ
يُعاورنَ حدَّ الشَّمسِ خزراً كأنَّها
قِلاَتُ الصَّفَا عَادَتْ عَلَيْهَا الْمَقَادِحُ
فَلَمَّا لَبِسْنَ اللَّيْلَ أوْ حِيْنَ نَصَّبَتْ
لَهُ مِنْ خَذَا آذَانَها وَهْوَ جَانِحُ
حداهنَّ شحّاجٌ كأنَّ سحيلهُ
عَلَى حَافَتَيِهِنَّ کرِتْجَازٌ مُفَاضِحُ
يُحَاذِرْنَ مِنْ أَدْفَى إِذَا مَا هُوَ کنْتَحَى
عَلَيْهِنَّ لَمْ تَنْجُ الْفُرودُ الْمَشَآئِحُ
كما صعصعَ البازي القطا أو تكشَّفتْ
عَنْ الْمُقْرَمِ الْغَيْرَانِ عِيطٌ لَوَاقِحُ
فجاءتْ كذودِ الخاربينِ يشلُّها
مصكٌّ تهاداهُ صحارٍ صرادحُ
وقد أسهرتْ ذا أسهمٍ باتَ طاوياً
له فوقَ زُجَّي مرفقيهِ وحاوحُ
له نبعة ٌ عطوى كأنَّ رنينَها
بَأَلْوَى تَعَاطَتْهُ الأكفُّ الْمَوَاسِحُ
تفجُّعُ ثكلى بعدَ وهنٍ تخرَّمتْ
بنيها بأمسِ الموجعاتُ القرائحُ
أخا شقوة ٍ يرمي على حيثُ تلتقي
منَ الصَّفحة ِ اليُسرى صُحارٌ وواضحُ
فَلَمَّا کسْتَوَتْ آذَانُهَا فِي شَرِيعَة ٍ
لَهَا غَيْلمٌ لِلْبُتْرِ فِيها صَوَآئِحُ
تَنَحَّى لأدْنَاهَا فَصَادَفَ سَهْمَهُ
بخاطئة ٍ منْ جانبِ الكيحِ ناطحُ
فأجلينَ إنْ يعلونَ متناً يثرنهُ
أو الأُكمِ ترفضُّ الصُّخورُ الكوابحُ
ينَصِّبنَ جوناً منْ عبيطٍ كأنَّهُ
حَرِيقٌ جَرَتْ فِيهِ الرّيَاحُ النَّوَافِحُ
فأصبحنَ يطلُعنَ النِّجادَ وترتمي
بِأَبْصَارِهِنَّ الْمُفْضِيَاتُ الفَوَاسِحُ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
رقم القصيدة : 20553
-----------------------------------
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
بها السُّحمُ تردي والحمامُ الموشَّمُ
كَأَنَّ أُنُوفَ الطَّيْرِ فِي عَرَصَاتِهَا
خراطيمُ أقلامٍ تخطُّ وتعجمِ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلي يَحِنُّ مِنَ الْهَوَى
ولا مثلَ هذا الشَّوقِ ولا يتصرَّمِ
ولا مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا
على أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مسلمِ
كفى حزَّة ً في النَّفسِ يا ميُّ إنَّني
وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمِ
أزورُ حواليكِ البيوتَ كأنَّني
إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكَ محرمِ
ونقضٍ كريمَ النَّضوِ ناجٍ زجرتهُ
إِذَا الْعَيْنُ كَادَتْ مِنْ سُرَى اللَّيْلِ تَعْسِمُ
ولمْ يكُ إلاَّ في السَّماءِ لمدلجٍ
لمثلِ الذي يعلو منَ الأرضِ معلمِ
جلالٌ خفيفُ الحلمِ حينَ تروعهُ
إذا جعلتْ هوجُ المراسيلِ تحلمُ
إِذَا لَحْمُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سَوَادُهُ
وسادَ القرى عظمُ السَّراة ِ المقدَّمِ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ لَجَّ وَهْمٌ وَمُشْرِفٌ
طويلَ اللُّجانِ أهدلَ الشَّدقِ سرطمِ
صَمُوتٌ إِذَا التَّصْدِيرُ فِي صُعَدَآئِهِ
تصعَّدَ إلاَّ أنَّهُ يتزغَّمُ
وَخَوْصَآءَ قَدْ كَلَّفْتُهَا الْهَمَّ دُونَهُ
مِنَ الْبُعْدِ شَهْراً لِلْمَرَاسِيلِ مُجْذِمُ
مَصَابِيحُهُ خَوصُ الْعُيُونِ كَأَنَّهَا
قطاً خامسٌ سرى بهِ متيمِّمُ
حَرَاجِيجُ مَمَّا ذَمَّرَتْ فِي نَتَاجِهَا
بناحية ِ الشِّحرِ الغريرُ وشدقمُ
قَلِيلٌ عَلَى أَكْوَارِهِنَّ اتِّقَآؤُنَا
صَلاَ الْقَيْظِ إِلاَّ أَنَّنَا نَتَلَثَّمُ
إِذَا مَا الأُرَيْمُ الْفَرْدُ ظَلَّ كَأَنَّهُ
زُمَيْلَة ُ رُتَّاكٍ مِنَ الْجُونِ يَرْسِمُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
رقم القصيدة : 20554
-----------------------------------
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
نَعَمْ غَرْبَة ً فَالْعَيْنُ يَجْرِي مَسِيلُهَا
كَأَنْ لَمْ يَرُعْكَ الدَّهْرُ بِالْبَيْنِ قَبْلَهَا
لميٍّ ولم تشهدْ فراقاً يُزيلها
بَلَى فَاسْتَعَارَ الْقَلْبُ يَأْساً وَمَانَحَتْ
على إثرها عينٌ طويلٌ همولُها
كأَنِّي أَخوُ جِرْيَالَة ٍ بَابِلِيَّة ٍ
من الرّاحِ دبَّتْ في العظامِ شمولُها
غَدَاة َ اللِّوَى إِذْ رَاعَنِي الْبَيْنُ بَغْتَة ً
وَلَم يُوِد مِنْ خَرْقآءَ شَيْئاً قَتِيلُهَا
ولا مثلَ وجدي يومَ جرعاءِ مالكٍ
وَجُمْهُورِ حُزْوَى يَوْمَ سَارَتْ حُمُولُهَا
فَأَضْحَتْ بِوَعْسَآءِ النُّمَيْطِ كَأَنَّهَا
ذُرَى الأَثْلِ مِنْ وَادي الْقُرَى وَنَخِيلُهَا
وَفي الْجِيرَة ِ الغَادِين حُورٌ تَهَيَّمَتْ
قُلوبَ الصِّبَى حَتَّى اسْتُخِفَّتْ عُقُولُهَا
كأنَّ نعاجَ الرملِ تحتَ خدورِها
بوهبينَ أو أرطى رُماحَ مقيلُها
عَواطِفُ يَسْتَثْبِتْنَ فِي مَكْنَسِ الضُّحَى
إِلَى الْهَجْرِ أَفْيَآءً بَطِيئاً ضُهُولُهَا
يَزِيدُ التَّنَائي وَصْلَ خَرْقَآءَ جِدَّة ً
إذا خانَ أرماثَ الحبالِ وصولُها
خَلِيلَيَّ عُدَّا حَاجَتِي مِنْ هَوَاكُمَا
وَمَنْ ذَا يُؤَاسي النَّفْسَ إِلاَّ خَلِيلُهَا
ألمّا بميٍّ قبلَ أنْ تطرحَ النَّوى
بِنَا مَطْرَحاً أَوْ قَبْلَ بَيْنٍ يُزِيلُهَا
وإنْ لمْ يكنْ إلاّ تعلُّلَ ساعة ٍ
قليلاً فإنِّي نافعٌ لي قليلُها
لَقَدْ أُشْرِبَتْ نَفْسِي لِمَيٍّ مَوَدَّة ً
تقضّى اللَّيالي وهو باقٍ وسيلُها
ولو كلَّمتْ مستوعلاً في عماية ٍ
تصبّاهُ منْ أعلى عماية َ قيلُها
ألا رُبَّ همٍّ طارقٍ قدْ قريتُهُ
مَوَاكِبَة ً يَنْضُو الرِّعَانَ ذَمِيلُهَا
رتاجُ الصَّلا مكنوزة ُ الحاذِ يستوي
على مثلِ خلقاءِ الصَّفاة ِ شليلُها
وَأَبْيَضَ تَسْتَحِيي مَنْ اللَّوْمِ نَفْسُهُ
إذا صيَّرَ الوجناءَ حرفاً نحولُها
ندي المحلِ بسّامٍ إذا القومُ قطَّعتْ
أحَادِيثَهُمْ يَهْمَآءُ عَارٍ مَقِيلُهَا
إذا انجابَ أظلالُ السُّرى عنْ قلوصهِ
وقدْ خاضها حتَّى تجلَّى ثقيلُها
غدا وهوَ لا يعتادُ عينيهِ كسرة ً
إِذَا ظُلْمَة ُ اللَّيْلِ اسْتَقَلَّتْ فُضُولُهَا
نقيَّ المآقي ساميَ الطَّرفِ إذ غدا
إلى كلِّ أشباحٍ بدتْ يستحيلُها
دعاني بأجوازِ الفلا ودعوتهُ
لهاجرة ٍ حانتْ وحانَ رحيلُها
فقمنا إلى مثلِ الهلالينِ لاحنا
وإياهما عرضُ الفيافي وطولُها
وَسُوجَيْنِ أَحْيَاناً مَلُوعَيْنِ بِالَّتِي
على مثلِ حرفِ السَّيفِ يُمسي دليلُها
وصافي الأعالي أنجلُ العينِ رُعتهُ
بعانكة ٍ ثبجاءَ قفرٍ أميلُها
وَأَبْيَضَ مَوْشيِّ الْقَمِيصِ نَصَبْتُهُ
على خصرِ مقلاتٍ سفيهٍ جديلُها
قذوفٍ بعينيها إذا اسودَّ غرضها
جؤوبُ الموامي حينَ يدمى نقيلُها
وبيضاءَ لا تنحاشُ منّا وأمُّها
إذا ما رأتنا زيلَ منّا زويلُها
فَلاَة ٌ تَقُدُّ الآلَ عَنْهَا وَتَرْتَمِي
إِذَا نُتِجَتْ مَاتَتْ وَحيَّ سَلِيلُهَا
أريتُ المهارى والديها كليهما
بِصَحْرَآءَ غُفْلٍ يَرْمَحُ الآلَ مِيلُهَا
إذا الشَّخصُ فيها هزَّهُ الآلُ أغمضتْ
عَلَيْهِ كَإِغْمَاضِ الْمُقَضِّي هُجُولُهَا
بنا بينَ عبريها رجاها وجُولُها
عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
قَلاَتُ الصَّفَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سُمُولُهَا
كَأَنَّا نَشُدُّ الْمَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ
منَ الحُقبِ أسفى حَزنُها وسهولُها
رعتْ واحفاً فالجزعَ حتى تكمَّلتْ
جمادى وحتَّى طارَ عنها نسيلُها
وَحَتَّى اسْتَبَانَ الْجَأْبُ بَعْدَ امْتِنَآئِهَا
مِنَ الصَّيْفِ مَا اللاَّتِي لَقِحْنَ وَحُولُهَا
أَبَتْ بَعْدَ هَيْجِ الأرْضِ إِلاَّ تَعَلُّقاً
بعهدِ الثَّرى حتى طواها ذُبولُها
حَشَتْهَا الزُّبَانَى حِرَّة ً في صُدُورِهَا
وَسَيَّرَهَا مِنْ صُلْبِ رَهْبَى ثَمِيلُهَا
فَلَمَّا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَ وَأَسْدَفَتْ
هَوَادِي الدُّجَى مَا كَادَ يَدْنُو أَصِيلُهَا
حداها جميعُ الأمرِ مُجلوِّذُ السُّرى
حداءً إذا ما استسمعتهُ يهولُها
مصكٌّ كمقلاءِ الفتى ذادَ نفسهُ
عنِ الوردِ حتى ائتجَّ فيها غليلُها
تغنَّيهِ منْ بينِ الصَّبيَّينِ أُبنة ٌ
نَهُومٌ إِذَا ما ارْتَدَّ فِيهَا سَحِيلُهَا
فظلَّتْ تفالى حولَ جأبٍ كأنَّه
ربيئة ُ أثآرٍ عظامٍ ذحولُها
محانيقَ أمثالَ القنا قدْ تقطَّعتْ
قوى الشكِّ عنها لو يُخلَّى سبيلُها
تُرَاقِبُ بَيْنَ الصُّلْبِ وَالْهَضْبِ وَالْمِعَى
معى واحفٍ شمساً بطيئاً نزولُها
ترى القلوة َ القوداءَ فيها كفاركٍ
تصدَّى لعينيها فصدَّتْ حليلُها
فأوردها مسجورة ً ذاتَ عرمضٍ
تغولُ سيولَ المكفهرّاتِ غولُها
فأزعجها رامٍ بسهمٍ فأدبرتْ
لَهَا رَوْعَة ٌ يَنْفِي السِّلاَمَ حَفِيلُهَا
تقولُ سليمى إذْ رأتني كأنَّني
لنجمِ الثُّريّا راقبٌ أستحيلُها
أشكوى حمتكَ النَّومَ أم نفَّرتْ به
همومٌ تعنَّى بعدَ وهنٍ دخيلُها
فقلتُ لها: لا بلْ همومٌ تضيَّفتْ
ثَوِيَّكِ وَالظَّلْمَآءُ مُلْقًى سُدُولُهَا
أَتَى دُونَ طَعْمِ النَّوْمِ تَيْسِيرِى َ الْقِرَى
لَهَا واحْتِيَالِي أيَّ جَالٍ أُجِيلُهَا
فَطَاوَعْتُ هَمي فَانْجَلَى وَجْهُ بَازِلٍ
مَنَ الأَمْرِ لَمْ يَتْرُكْ خِلاَجاً بُزُولُهَا
فقالتْ: عبيدَ اللهِ من آلِ معمرٍ
لِرِفْدِ الْقُرَى وَالرِيّحِ صَافٍ بَلِيْلُهَا
فَتًى بَيْنَ بَطْحَاويْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ
صفيحة ُ ذي غربينِ صافٍ صقيلُها
إذا ما قريشٌ قيلَ: أينَ خيارُها
أَقرَّتْ بِهِ شُبَّانُهَا وَكُهُولُهَا

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
رقم القصيدة : 20555
-----------------------------------
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً ثُمَّ سَلِّمَا
عسى الرَّبعُ بالجرعاءِ أنْ يتكلَّما
تَعَرَّفْتُهُ لَمَّا وَقَفْتُ بِرَبْعِهِ
كأنَّ بقاياهُ تماثيلُ أعجما
دِيَاراً لِمَيٍّ قَدْ تَعَفَّتْ رُسُومُهَا
دعاني الهوى منْ حبِّ ميَّة ًَ والهوى
ــ أُرى ــ غالبٌ مني الفؤادَ المتيَّما
فلمْ أرى مثلي لمَّا بيَّنَ طائرٌ
غَدَا غُدْوَة ً وَحْفَ الْجَنَاحَيْنِ أَسْخَمَا
ولا مثلَ دمعِ العينِ يومَ أكفَّهُ
وَتَأْتَى سَوَاقِيهِ الْعُلَى أَنْ تَصَرَّمَا
ففيما ولولا أنتِ لمْ أكثرِ الأسى
عَلَى مَنْ وَرَآئِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمَا
فربَّ بلادٍ قدْ قطعتُ لوصلكمْ
على ضامرٍ منها السَّنامُ تهدَّما
ككدريِّة ٍ أوحتْ لوردٍ مباكرٍ
كلاماً أجابتْ داجناً قدْ تعلَّما
إِذَا الْقَوْمُ قَالُوا لاَعَرَامَة َ عِنْدَهَا
فساروا رأوا منها أساريَّ عرَّما

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
رقم القصيدة : 20556
-----------------------------------
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
لِمَيٍّ كَأَنْيَارِ الْمُفَوَّفَة ِ الْخُضْرِ
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ وَاعْتَزَّنِي الْهَوَى
تَذَكَّرْتُ هَلْ لِي أَنْ تَصَابَيْتُ مِنْ عُذْرِ
فلمْ أرَ عذراً بعدَ عشرينَ حجَّة ً
مَضَتْ لِي وَعَشْرٌ قَدْ مَضَيْنَ إِلَى عَشْرِ
وأخفيتُ شوقي منْ رفيقي وإنَّهُ
لَذُو نَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرِ
محلَّ الحواءينِ الذي لستُ رائياً
مَحَلَّهُمَا إِلاَّ غُلِبْتُ عَلَى الصَّدْرِ
وَضِبْحاً ضَبَتْهُ النَّارُ فِي ظَاهِرِ الحْصَى َ
كَبَاقِيَة ِ التَّنْويِرِ أَوْ نُقَطِ الْحِبْرِ
وَغَيْرَ ثَلاَثٍ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَة ٌ
تَجَاوَرْنَ فِي رَبْعٍ زَمَاناً مِنَ الدَّهْرِ
كساهنَّ لونَ السُّودِ بعدَ تعيُّسٍ
بوهبينَ إحماشُ الوليدة ِ بالقدرِ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ
شَمَالٍ وَأَنْفَاسُ اليْمَاَنِيَة ِ الْكُدْرِ
تسحُّ بها بوغاءَ قفٍّ وتارة ً
تسنُّ عليها تربَ آملة ٍ عفرِ
هجانٍ منَ الدَّهنا كأنَّ متونَها
إذا برقتْ أثباجُ أحصنة ٍ شقرِ
فهاجتْ عليكَ الدارُ ما لستَ ناسياً
مِنَ الْحَاجِ إِلاَ أَنْ تُنَاسي عَلَى ذُكْرِ
هواكَ الذي ينهاضُ بعدَ اندمالهِ
كما هاضَ حادٍ متعبٌ صاحبَ الكسرِ
ا قَلْتُ قَدْ وَدَّعْتُهُ رَجَعَتْ بِهِ
شجونٌ وأذكارٌ تعرَّضُ في الصَّدرِ
لمستشعرٍ داءَ الهوى عرَّضتْ له
سقاماً من الأسقامِ صاحبة ُ الخدرِ
إِذَا قُلْتُ يَسْلُو ذِكْرُ مَيَّة قَلْبَهُ
أَبَى حُبُّهَا أَلاَّ بَقَآءَ عَلَى الْهَجْرِ
تَمِيمِيَّة ٌ نَجِدْيَّة ٌ دَارُ أَهْلِهَا
إِذَا مُوِّهَ الصَّمَّانُ مِنْ سَبَلِ الْقَطْرِ
بأدعاصِ حوضى ثمّ يوردُ أهلُها
جرَاميزُ يَطْفُو فَوْقَهَا وَرَقُ السِدْرِ
منَ الواضحاتِ البيضِ تجري عقودُها
عَلَى ظَبْية ٍ باِلرَّمْلِ فَارِدَة ٍ بِكْرِ
تَبَسَّمُ إِيمَاضَ الْغَمَامَة ِ جَنَّهَا
رواقٌ من الظَّلماءِ في منطقٍ نزرِ
يُقَطّعُ مَوْضُوعَ الْحَدِيثِ ابْتِسَامُهَا
تَقَطُّعَ مَآءِ الْمُزْنِ فِي نُزَفِ الْخَمْرِ
فلو كلَّمتْ ميٌّ عواقلَ شاهقٍ
رغاثاً منَ الأروى سهونَ عن الغفرِ
خبرنجة ٌ خودٌ كأنَّ نطاقها
عَلَى رَمْلَة ٍ بَيْنَ الْمُقَيَّدِ وَالْخَصْرِ
لها قصبٌ فعمٌ خدالٌ كأنَّهُ
مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ عَلَى حَآئِرٍ غَمْرِ
سَقِيَّة ُ أَعْدَادٍ يبَيِتُ ضَجِيعُهَا
وَيُصْبِحُ مُحْبُوراً وَخَيراً مِنَ الْحَبْرِ
تعاطيهِ برّاقَ الثَّنايا كأنَّهُ
أقاحيُّ وسميٍّ بسائفة ٍ قفرِ
كَأَنَّ النَّدَى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ مَآؤُهُ
عَلَى أَشْنَبِ الأنَيْاَبِ مُتَّسِقِ الثَّغْرِ
هجانٍ تفُتُّ المسكَ في متناعمٍ
سُخَامِ الْقُرُونِ غَيْرِ صُهْبٍ وَلاَ زُعْرِ
وتشعرهُ أعطافها وتسوفهُ
وتمسحُ منه بالتَّرائبِ والنَّحرِ
لها سنَّة ٌ كالشَّمسِ في يومِ طلقة ٍ
بدتْ من سحابٍ وهيَ جانحة ُ العصرِ
فما روضة ٌ منْ حرِّ نجدٍ تهلَّلتْ
عليها سماءٌ ليلة ً والصِّبا تسري
بها ذرقٌ غضُّ النَّباتِ وحنوة ٌ
تعاورها الأمطارُ كفراً على كفرِ
بِأَطْيَبَ مِنْهَا نَكْهَة ً بَعْدَ هَجْعَة ٍ
ونشراً ولا وعساءُ طيِّبة ُ النَّشرِ
فتلكَ التي يعتادني من خيالها
على النَّأي داءُ السِّحرِ أو شبهُ السِّحرِ
إِلَى ابْنِ أبِي مُوسَى بِلاَلٍ تَكَلَّفَتْ
بِنَا البُعْدَ أَنْقَاضُ الْغُرَيْرِية ِ السُّجْرِ
مُدَئِبَة ُ الأَياَّمِ وَاصِلة ٌ بِنَا
لياليَها حتَّى ترى وضحَ الفجرِ
يؤوِّبنَ تأويباً قليلاً غرارُهُ
ويجتبنَ أثناءَ الحنادسِ والقمرِ
يُقَطِّعْنَ أَجْوَازَ الْفَلاة ِ بِفِتْيَة ٍ
لَهُمْ فَوْقَ أَنْضَآءِ السُّرَى قِمَمُ ت
َمُرُّ بِنَا الأَيَّامُ مَا لَمَحَتْ لَنَا
بصيرة ُ عينٍ من سوانا إلى شفرِ
تقضَّينَ منْ أعرافِ لبنى وغمرة ٍ
فلمّا تعرَّفنَ اليمامة َ عنْ عفرِ
تزاورنَ عنْ قرّانَ عمداً ومن به
منَ الناسِ وازورَّتْ سراهنَّ عن حجرِ
فأمسينَ بالحومانِ يجعلنَ وجهة ً
لأعناقهنَّ الجديَ أو مطلَعَ النَّسرِ
فَصَمَّمْنَ فِي دَوِيَّة الدَّوِّ بَعْدَمَا
لَقِيْنَ الَّتِي بَعْدَ اللَّتَيَّا مِنَ الضُّمْرِ
فَرَغْنَ أَبَا عَمْرٍ بِمَا بَيْنَ أَهْلِنَا
وَبَيْنَكَ مِنْ أَطْرَاقِهِنَّ وَمِنْ شَهْرِ
فأصبحنَ يعزلنَ الكواظم يمنة ً
وَقَدْ قَلِقَتْ أَجْوَازُهُنَّ مِنَ الضَّفْرِ
فَجِئْنَا عَلَى خُوصٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا
صباباتُ زيتٍ في أواقيَّ من صفرِ
مكلّينَ مضبوحي الوجوهِ كأنَّنا
بنو غبّ حمّى منْ سهومٍ ومن فترِ
وَقَدْ كُنْتُ أُهْدي فِي الْمَفَاوِزِ بَيْنَنَا
ثناءَ امرئِ باقي المودَّة ِ والشُّكرِ
ذَخَرْتُ أَبَا عَمْرٍو لِقَوْمِكَ كُلِّهِمْ
بقاءَ اللَّيالي عندنا أحسنَ الذُّخرِ
فلا تيأسنْ منْ أنَّني لكَ ناصحٌ
وَمَنْ أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ فِي لَيْلَة ِ الْقَدْرِ
أقولُ وشعرٌ والعرائسُ بيننا
وَسُمْرُ الذُّرَى مِنْ هَضبِ ناَصفَة َ الْحُمْرِ
إذا ذُكرَ الأقوامُ فاذكرْ بمدحة ٍ
بلالاً أخاكَ الأشعريَّ أبا عمرو
أَخَاً وَصْلُهُ زَيْنُ الكَريِمِ وَفَضْلُهُ
يُجِيرُكَ بعْدَ اللّهِ مِنْ تلَفِ الدَّهْرِ
رأيتُ أبا عمرٍو بلالاً قضى له
وليُّ القضايا بالصَّوابِ وبالنَّصرِ
إِذَا حَارَبَ الأَقْوَامَ يَسْقِي عَدُوَّهُ
سِجَالاً مِنَ الذّيِفاَنَ وَالْعَلْقَمِ الْخُضْرِ
وَحَسْبي أَبَا عَمْرٍو عَلَى مَنْ تُصِيبُهُ
كَمُنْبعَقِ الغيْثِ الْحَيَا النَّابِتِ النَّضْرِ
وإنْ حاردَ المعطُونَ ألفيتَ كفَّهُ
هضوماً تسحُّ الخيرَ منْ خلقٍ بحرِ
ومختلقٌ للملكِ أبيضُ فدغمٌ
أشمُّ أبجُّ العينِ كالقمرِ البدرِ
تصاغرُ أشرافُ البريَّة ِ حولهُ
لأَزْهَرَ صَافِي اللَّونِ مِنْ نَفَرٍ زُهْرِ
خَلَفْتَ أَباَ مُوسَى وَشَرَّفْتَ مَا بَنَى
أبو بُردة َ الفيّاضُّ منْ شرفِ الذِّكرِ
وكمْ لبلالٍ من أبٍ كان طيّباً
على كلِّ حالٍ في الحياة ِ وفي القبرِ
لَكَمْ قَدَمٌ لاَ يُنْكِرُ النَّاسُ أَنَّهَا
معَ الحسبِ العاديِّ طمَّتْ على الفخرِ
خلالُ النبيِّ المصطفى عندَ ربِّهِ
وعثمانَ والفاروقِ بعدَ أبي بكرِ
وَأنْتُمْ ذَوُو الأُكْلِ الْعَظيِمِ وَأْنُتمُ
أسودُ الوغى والجابرونَ من الفقرِ
أَبُوكَ تَلاَفَى الدِّينَ وَالنَّاسَ بعْدَمَا
تشاءوا وبيتُ الدينِ منقلعُ الكسرِ
فَشَدَّ إِصَارَ الدِّيْنِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ
وَرَدَّ حُرُوباً قَدْ لَقِحْنَ إِلَى عُقْرِ
تعزُّ ضعافَ النَّاس عزَّة ُ بنفسهِ
ويَقْطَعُ أَنْفَ الْكِبْرَيآءِ عَنِ الْكِبْرِ
إِذَا الْمِنْبرُ الْمَحْظُور أَشْرَفَ رَأَسُهُ
على النّاس فوقهُ نظرَ الصَّقرِ
تجلَّتْ عنِ البازي طشاشٌ وليلة ٌ
فَآنَسَ شَيَئْاً وَهْوَ طَاوٍ عَلَى وَكْرِ
فَسَلَّمَ فَاخْتَارَ الْمَقَالَة مِصْقَعٌ
رفيعُ البنى ضخمُ الدَّسيعة ِ والأمرِ
لِيَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ شَبَّهَ قَوْلَهُ
ذَوُو الرَّأَيِ وَالأَّحْجَاءِ منُقْلَعَ الصَّخْرِ
ومثلُ بلالٍ سوِّسَ الأمرَ فاستوتْ
مهابتهُ الكبرى وجلّى عن الثَّغرِ
إذا التكَّتِ الأورادُ فرَّجتَ بينها
مصادرَ ليستْ منْ عبامٍ ولا غمرِ
وَنَكَّلْتَ فسَّاقَ العِراقِ فَأَقْصَرُوا
وَغَلَّقْتَ أبْوَابَ الَنسَاءِ عَلَى سِتْرِ
فلم يبقَ إلاّ داخرٌ في مخيَّسٍ
وَمُنْحَجِرٌ مِنْ غَيْرِ أَرْضِكَ فِي حُجْرِ
يَغَارُ بِلاَلٌ غَيْرَة ً عَربِيَّة ً
على العربيّاتِ المغيباتِ بالمصرِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
رقم القصيدة : 20557
-----------------------------------
عَلَيْكُنَّ يَا أَطْلاَلَ مَيٍّ بِشَارِعٍ
على ما مضى منْ عهدكنَّ سلامُ
ولا زالَ نوءِ الدَّلوِ يبعقُ ودقهُ
بِكُنَّ وَمِنْ نَوْءِ السِّمَاكِ غَمَامُ
بِكُلِّ جَدِيٍّ غَيْرِ ذَاتِ بُرَايَة ٍ
عَلَيْكُنَّ مَجْرَى جَارِحٍ وَمَنَامُ
علامَ سألناكنَّ عنْ أمِّ سالمٍ
وَمَيٍّ فَلَمْ يَرْجعْ لَكُنَّ كَلاَمُ
هوى ً لكِ لا ينفكَّ يدعوكِ ما دعا
حَمَاماً بِأَجْزَاعِ الْعَقِيقِ حَمَامُ
إذا هملتْ عيني لها قالَ صاحبي:
بِمِثْلِكَ هذَا فِتْنَة ٌ وَغَرَامُ
علامَ وقدْ فارقتَ ميّاً وفارقتْ
وَمَيَّة ُ فِي طُولِ الْبُكَآءِ تُلاَمُ
أَطَاعَتْ بِكَ الْوَاشِينَ حَتَّى كَأَنَّمَا
كلامكَ إيَّاها عليكَ حرامُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
رقم القصيدة : 20558
-----------------------------------
يَا حادِيَيْ بِنْتِ فَضَّاضٍ أَمَا لَكُمَا
حَتَّى نُكَلّمَهَا هَمٌّ بِتَعْرِيجِ
خودٌ كأنَّ اهتزازَ الرُّمحِ مشيتُها
لفَّاءُ ممكورة ٌ في غيرِ تهبيجِ
كَأَنَّهَا بَكْرَة ٌ أَدْمَآءُ زَيَّنَهَا
عِتْقُ النُّجَارِ وَعَيْشٌ غَيْرُ تَزْلِيجِ
فِي رَبْرَبٍ مُخْطَفِ الأَحْشآءِ مُلْتَبِسٍ
منه بنا مرضُ الحورِ المباهيجِ
كَأَنَّ أَعْجَازَهَا وَالرَّيْطُ يَعصِبُهَا
بينَ البُرينَ وأعناقِ العواهيجِ
أنقاءُ سارية ٍ حلَّتْ عزاليها
من آخرِ الليلِ ريحٌ غيرُ حرجوجِ
تسقي إذا عجنَ من أجيادهنّ لنا
عوجَ الأعنَّة ِ أعناقَ العناجيجِ
صواديَ الهامِ والأحشاءُ خافقة ٌ
تَنَاوُلَ الْهِيمِ أرْشَافَ الصَّهَارِيجِ
مِنْ كُلِّ أَشْنَبَ مَجْرَى كُلِّ مُنْتَكِثٍ
يجري على واضحِ الأنيابِ مثلوجِ
كَأَنَّهُ بَعْدَما تُغْضِي الْعُيُونُ بِهِ
على الرُّقادِ سلافٌ غيرُ ممزوجِ
ومهمهٍ طامسِ الأعلامِ في صخبِ الـ
ـأصداءِ مختلطٍ بالتُّربِ ديجوجِ
أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِهِ أَعْنَاقَ نَاجِيَة ٍ
تَنْجُو إِذَا قَالَ حَادِيهَا لَهَا هِيجيِ
كَأَنَّهُ حِينَ يَرْمِي خَلفَهُنَّ بِهِ
حادي ثمانٍ من الحقبِ السَّماحيجِ
وراكدِ الشَّمسِ أجّاجٍ نصبتُ لهُ
حَوَاجِبَ الْقَوْمِ بِالْمَهْرِيَّة ِ الْعُوجِ
إذا تنازعَ جالا مجهلٍ قذفٍ
أطرافَ مطَّردٍ بالحرِّ منسوجِ
تَلْوِي الثَّنَايَا بِأَحْقِيهَا حَوَاشِيَهُ
ليَّ المُلاءِ بأبوابِ التَّفاريجِ
كأنَّهُ والرَّهاءُ المرتُ يركضهُ
أَعْرَافُ أَزْهَرَ تَحْتَ الرّيِحِ مَنْتُوجِ
يَجْرِي وَيَرْتَدُّ أَحْيَاناً وَتَطْرُدُهُ
نَكْبَآءُ ظَمْأَى مِنَ الْقَيْظِيَّة ِ الْهُوجِ
في صحنِ يهماءَ يهتفُّ السَّهامُ بها
فِي قَرْقَرٍ بِلُعَابِ الشَّمْسِ مَضْرُوجِ
يُغَادِرُ الأَرْحَبِيُّ الْمَحْضُ أَرْكُبَهَا
كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخُ مَشجُوجِ
رَفِيقُ أَعْيَنَ ذَيَّالٍ تُشَبِّهُهُ
فحلَ الهجانِ تنحَّى غيرَ مخلوجِ
وَمَنْهَلٍ آجن الْجَمَّاتِ مُجْتَنَبٍ
غلَّستهُ بالهبلاّتِ الهماليجِ
ينفخنَ أشكلَ مخلوطاً تقمِّصهُ
مَنَاخِرُ الْعَجْرَفِيَّاتِ الْمَلاَجِيجِ
كأنَّما ضربتْ قدّامَ أعينها
عهناً بمستحصدِ الأوتارِ محلوجِ
كَأَنَّ أَصْوَاتَ مِنْ إِيغَالِهِنَّ بِنَا
أَوَاخِرِ الْمَيْسِ إِنْقَاضُ الْفَرَارِيجِ
تشكو البُرى وتجافى عن سفائفها
تجافيَ البيضِ عن بردِ الدَّماليجِ
إذا مطوْنا نسوعَ الميسِ مصعدة ً
يَسْلُكْنَ أَخْرَاتَ أَرْبَاضِ الْمَدَارِيجِ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
رقم القصيدة : 20559
-----------------------------------
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّنٍ
لقدْ نالَ أصحابُ العصا شرَّ مغنمِ
فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوهَا عَلَيْنَا نّدَعْ بِهِمْ
هِجَآءً كَكَيِّ النَّاحِزِ الْمُتَلَوِّمِ
وإلاَّ يدعني عرجلٌ إنزِ عرجلاً
على أمِّهِ نزوَ العريضِ المزلَّمِ
 
العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
رقم القصيدة : 20560
-----------------------------------
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
وجاراتها قد كادَ يعفو مقامُها
فَلَمْ يَدْرِ إِلاَّ اللهُ مَا هَيَّجَتْ لَنَا
أهلَّة ُ أنآءِ الدِّيارِ وشامُها
وقدْ زوَّدتْ ميٌّ على النأيِ قلبهُ
عَلاَقَاتِ حَاجَاتٍ طَوِيلٍ سَقَامُهَا
فأصبحتُ كالهيماءِ لا الماءُ مبريٌ
صداها ولا يقضي عليه هيامُها
كَأَنِّي غَدَاة َ الزُّرْقِ يَا مَيُّ مُدْنَفٌ
يَكِيدُ بِنَفْسٍ قَدْ أَجَمَّ حِمَامُهَا
حِذَارَ اجْتِذَامِ الْبَيْنِ أَقْرَانَ طِيَّة ٍ
مصيبٍ لوقراتِ الفؤادِ انجذامُها
خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي
أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا
تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا
فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَة ٍ
بميثاءَ مرجوعٌ عليه التثامُها
كأنَّ على فيها تلألؤَ مزنة ٍ
وَمِيضاً إِذَا زَانَ الْحَدِيثَ ابْتِسَامُهَا
أَلاَ خَيَّلَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتي
فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلاَّ سَلاَمُهَا
طروقاً وجلبُ الرَّحلِ مشدودة ٌ به
سَفِينَة ُ بَرٍّ تَحْتَ خَدي زمَامُهَا
أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ
قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا
يَمَانِيَة ٌ في وَثْبِهَا عَجْرَفِيَّة ٌ
إِذَا انْضَمُّ إِطْلاَهَا وَأَوْدَى سَنَامُهَا
وَدَوِّيَّة ٍ تَيْهَآءَ يَدْعُو بَجَوْزِهَا
دُعَآءَ الثَّكَالَى آخِرَ اللَّيْلِ هَامُهَا
أطلتُ اعتقالَ الرَّحلِ في مدلهمِّها
إذا شركُ الموماة أودى نظامُها
ولستُ بمحيارٍ إذا ما تشابهتْ
أماليسُ مخضرٌّ عليها ظلامُها
أُقِيمُ السُّرَى فَوْقَ الْمَطَايَا لِفْتَية ٍ
إذا اضطربوا حتَّى تجلَّى قتامُها
عَلَى مُسْتَظلاَّت الْعُيُونٍ سَوَاهِمٍ
شويكية ٍ يكسو بُراها لُغامُها
يُطَرِّحْنَ حِيرَاناً بِكُلِّ مَفَازَة ٍ
سقاباً وحولاً لم يكمَّلْ تمامُها
ترى طيرها منْ بينِ عافٍ وحاجلٍ
إلى حيَّة ِ الأنفاسِ موتى عظامُها
وأشعثَ قد ساميتهُ جوزَ قفرة ٍ
سَوَآءٌ عَلَيْنَا ضَحْوُهَا وَظَلاَمُهَا
تَهَاوَى بِهِ حَرْفٌ قِذَاف كَأَنَّهَا
نعامة ُ بيدٍ ضلَّ عنها نعامُها

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
رقم القصيدة : 20561
-----------------------------------
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
رِشَاشاً كَمَ اسْتَنَّ الْجُمَانُ الْمُفَصَّلُ
لعرفانِ أطلالٍ كأنَّ رسومها
بوهبينِ رشيٌ أو رداءٌ مسلسلُ
أربَّتْ بها الهوجاءُ واستوفضتْ بها
حصى الرَّملِ نجرانيَّة ٌ حينَ تجهلُ
جَفُولٌ كَسَاهَا لَوْنَ أَرْضٍ غَرِيبَة ٍ
سوى أرضها منها الهباءُ المغربلُ
نَبَتْ نَبْوَة ً عَيْنِي بِهَا ثُمَّ بَيَّنَتْ
يحاميمُ جونٌ أنَّها الدَّارُ أمثلُ
جنوحٌ على باقٍ سحيقٍ كأنَّهُ
إهابُ ابنُ آوى كاهبُ اللَّونِ أطحلُ
وَلِلنُّؤْيِ مَجْنُوباً كَأَنَّ هِلاَلهُ
وَقَدْ نَسَفَتْ أَعْضَادَهُ الرِّيحُ جَدْوَلُ
مقيمٌ تغنَّيهِ السَّواري وتنتحي
بِهِ مَنْكِباً نَكْبَآءُ والذَّيْلُ مُرْفِلُ
عهدتُ بهِ الحيَّ الحلولَ بسلوة ٍ
جَمِيعَاً وَآيَاتُ الْهَوَى مَا تُزِيلُ
وبيضاً تهادى بالعشيِّ كأنَّها
غَمَامُ الثُّرَيَّا الرَّائِحُ الْمُتَهَلِّلُ
خدالاً قذفنَ السَّورَ منهنَّ والبرى
على ناعمِ البرديِّ بلْ هنَّ أخدلُ
قِصَارَ الْخُطَى يَمْشِينَ هَوْناً كَأَنَّهُ
دبيبُ القطا بلْ هنَّ في الوعثِ أوحلُ
إذا نهضتْ أعجازها خرجتْ بها
بمنبهراتٍ غيرَ أنْ لا تخزَّلُ
وَلاَ عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ سَرِيعَهَا
قطوفٌ وأنْ لاشيءَ منهنَّ أكسلُ
نَوَاعِمُ رَخْصَاتٌ كَأَنَّ حَدِيثَهَا
جنى الشَّهدِ في ماءِ الصَّبا متشمِّلُ
رقاقُ الحواشي منفذاتٌ صدورها
وأعجازها عمَّا بها اللَّهوُ خزَّلُ
أولئكَ لا يوفينَ شيئاً وعدنهُ
وعنهنَّ لا يصحو الغويُّ المعذَّلُ
فَمَا أُمُّ أَوْلاَدٍ ثَكُولٌ وَإِنَّمَا
تَبُوءُ بِمَا فِي بَطْنِهَا حِيْنَ تَثْكَلُ
أسَّرتْ جنيناً في حشاً غيرَ خادجٍ
فَلاَ هُوَ مَنْتُوجٌ وَلاَ هُوَ مُعْجِلُ
تموتُ وتحيا حائلٌ منْ بناتها
وَمِنْهُنَّ أُخْرَى عَاقِرٌ وَهْيَ تَحْمِلُ
عُمَانِيَّة ٌ مَهْرِيَّة ٌ دَوْسَرِيَّة ٌ
عَلَى ظَهْرِهَا لِلْحِلْسِ وَالْكُوِر مِحْمَلُ
مفرَّجة ٌ حمراءُ عيساءُ جونة ٌ
صُهَابِيَّة ُ الْعُثْنُونِ دَهْمَآءُ صَنْدَلُ
تراها أمامَ الرّكبِ في كلِّ منزلٍ
ولو طالَ إيجافٌ بها وترحُّلُ
تَرَى الْخِمْسَ بَعْدَ الْخِمْسِ لاَ يَفْتِلاَنِهَا
ولو فارَ للشِّعرى منَ الحرِّ مرجلُ
تُقَطَّعُ أَعْنَاقَ الرِّكَابِ وَلاَ تَرَى
عَلَى السَّيْرِ إِلاَّ صِلْدِماً مَا تُزَيِّلُ
ترى أثرَ الأنساعِ فيها كأنَّهُ
عَلَى ظَهْرِ عَادِيٍّ يُعَالِيهِ جَنْدَلُ
ولو جعلَ الكورُ العلافيُّ فوقها
وراكبهُ أعيتْ بهِ ما تحلحلُ
يَرَى الْمَوْتَ إِنْ قَامَتْ وَإِنْ بَرَكَتْ بِهِ
يرى موتهُ على ظهرها حينَ ينزلُ
تُرى ولها ظهرٌ وبطنٌ وذروة ٌ
وتشربُ منْ بردِ الشَّرابِ وتأكلُ

العصر الإسلامي >> ذو الرمة >> لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
رقم القصيدة : 20562
-----------------------------------
لميَّة َ أطلالُ بحزوى دواثرُ
عفتها السَّوافي بعدنا والمواطرُ
كَأَنَّ فُؤَادِي هَاضَ عِرْفَانُ رَبْعِهَا
بِهِ وَعْيَ سَاقٍ أَسْلَمَتْهاَ الْجَبَآئِرُ
عشيَّة َ مسعودٌ يقولُ وقدْ جرى
على لحيتي منْ عبرة ِ العينِ قاطرُ
أَفِي الدَّارِ تَبْكِي أَنْ تَفَرَّق أَهْلُهَا
وأنتَ امرؤُ قد حلَّمتكَ العشائرُ
فَلا صَبْرَ إِنْ تَسْتَعْبِرَ الْعَيْنُ إِننَّي
عَلَى ذَاكَ إِلاَّ جَوْلَة َ الدَّمْعِ صَابِرُ
فيا ميُّ هل يُجزى بكائي بمثله
مِرَاراً وَأَنْفَاسِي إِلَيْكِ الزَّوَافِرُ
وأنّي متى أشرفُ على الجانبِ الذي
بِهِ أَنْتِ مِنْ بَيْنِ الْجَوَانِبِ نَاظِرُ
وَأَنْ لاَ يَنِي يَا مَيُّ دُونِ صُحْبَتِي
لَكِ الدَّهْرَ مِنْ أُحْدُوثَة ِ النَّفْسِ ذَاكِرُ
وَأَنْ لاَ يَنَالَ الرَّكْبُ تَهْويِمَ وَقْعَة ٍ
منَ الليلِ إلاّ اعتادني منكِ زائرُ
وَإِنْ تَكُ مَيُّ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
تشائي النَّوى والعادياتُ الشَّواجرُ
فقد طالما رجَّيتُ ميّاً وشاقني
رسيسُ الهوى منه دخيلٌ وظاهرُ
وقدْ أورثتني مثلَ ما بالذي به
هوى غربة ٍ دانى له القيدَ قاصرُ
لقدْ نامَ عنْ ليلي لقيطٌ وشاقني
منَ البرقِ علويُّ السَّنا متياسرُ
أرقتُ لهُ والثَّلجُ بيني وبينه
وَحَوْمَانُ حُزْوَى فَاللَّوَى وَالْحَرِائِرُ
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي سُهَيلٌ كَأَنَّهُ
قريعُ هجانٍ عارضَ الشَّولَ جافرُ
نظرتُ ورائي نظرة َ الشوقِ بعدما
بَدَا الْجَوُّ مِنْ حَيَّ لَناَ وَالدَّسَاكِرُ
لأنظرَ هل تبدو لعينيَّ نظرة ً
بِحَوْمَانَة ِ الزُّرْقِ الْحُمُولُ الْبَوَاكِرُ
أجدَّتْ بأغباشٍ فأضحتْ كأنَّها
مَوَاقِيُر نَخْلٍ أَوْ طُلوُحٌ نَوَاضِرُ
ظَعَآئِنُ لَمْ يَسْلُكْنَ أَكْنَافَ قَرْيَة ٍ
بسيفٍ ولمْ تنغضْ بهنَّ القناطرُ
تَصَيَّفْنَ حَتَّى کصْفَرَّ أَقْوَاعُ مُطْرِقٍ
وَهَاجَتْ لأَعْدَادِ الْمِيَاهِ الأَباَعِرُ
وطارَ عنِ العجمِ العفاءُ وأوجفتْ
بريعانِ رقراقِ السَّرابِ الظَّواهرُ
ولم تبقِ ألواءُ الثَّماني بقيَّة ً
منَ الرُّطبِ إلا بطنُ وادٍ وحاجرُ
فلمَّا رأينَ القنعَ أسفى وأخلفتْ
مِنَ الْعَقْرَبِيَّاتِ الْهُيُوجُ الأَوَاخِرُ
جذبنَ الهوى منْ سقطِ حوضى بسدفة ٍ
على أمرِ ظعّانٍ دعتهُ المحاضرُ
فأصبحنَ قد نكَّبنَ حوضى وقابلتْ
مِنَ الرَّمْلِ ثَبْجَآءُ الْجَمَاهِيرِ عَاقرُ
وَتَحْتَ الْعَوَالِي وَالْقَنَا مُسْتَظِلَّة ً
ظِبَآءٌ أَعَارَتْهاَ الْعُيُونَ الْجَآذِرُ
هيَ الأدمُ حاشى كلَّ قرنٍ ومعصمٍ
وساقٍ وما ليثتْ عليه المآزرُ
إذا شفَّ عن أجيادها كلُّ ملحمٍ
منَ القزّ واحورَّتْ إليكَ المحاجرُ
وغبراءَ يحمي دونها ما وراءها
وَلاَ يَخْتَطِيهَا الدَّهْرَ إِلاَّ مُخَاطِرُ
سَخَاوِيَّ مَاتَتْ فَوْقَهَا كَلُّ هَبْوَة ٍ
منَ القيظِ واعتمَّتْ بهنَّ الحزاورُ
قطعتُ بخلقاءِ الدُّفوفِ كأنَّها
من الحقبِ ملساءُ العجيزة ِ ضامرُ
سَدِيسٍ تُطَاوِي الْبُعْدَ أَوْ حَدُّ نَابِهَا
صَبِيٌّ كَخُرطُومِ الشَّعِيرَة ِ فَاطِرُ
إِذَا الْقَوْمُ رَاحُوا رَاحَ فِيهَا تَقَاذُفٌ
إذا شربتْ ماءَ المطيِّ الهواجرُ
نجاة ٌ يقاسي ليلُها منْ عروقها
إلى حيثُ لا يسمو امرؤٌ متقاصرُ
زهاليلُ لا يعبرنَ خرقاً سبحنهُ
بأكوارنا إلا وهنَّ عواسرُ
ينجّيننا منْ كلِّ أرضٍ مخوفة ٍ
عتاقٌ مهاناتٌ وهنَّ صوابرُ
وَمَآءٍ تَجَافَى الْغَيْثُ عَنْهُ فَمَا بِهِ
سَوَآءَ الْحَمَامِ الْحُضَّنِ الْخُضْرِ حَاضِرُ
وَرَدتُّ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا
وراءَ السِّماكينِ المها واليعافرُ
على نضوة ٍ تهدي بركب تطوَّحوا
عَلَى قُلُصٍ أَبْصَارُهُنَّ الْغَوَائِرُ
إِذَا لاَحَ ثَوْرٌ فِي الرَّهَاءِ اسْتَحَلْنَهُ
بخوصٍ هراقتْ ماءهنَّ الهواجرُ
فَبَيَّنَّ برَّاقَ السَّرَاة ِ كَأَنَّهُ
فَنِيقُ هِجَانٍ دُسَّ منْهُ الْمَسَاعِرُ
نجائبُ منْ آلِ الجديلِ وشاركتْ
عَلَيْهِنَّ فِي أَنْسَابِهِنَّ الْعَصَافِرُ
بَدَأَنَا عَلَيْهَا بِالرَّحِيلِ مِنَ الْحِمَى
وَهُنَّ جِلاَسٌ مُسْنِمَاتٌ بَهَازِرُ
فَجِئْنَ وَقَدْ بَدِّلْنَ حِلْماً وَصُورَة ً
سِوَى الصُّورِة الأُوَلى وَهُنَّ ضَوَامِرُ
إِذَا مَا وَطِئْنَا وَطْأَة ً فِي غُرُوزِهَا
تجافينَ حتى تستقلَّ الكراكرُ
ويقبضنَ من عادٍ وسادٍ وواخدٍ
كَمَا انْصَاعَ بِالسّيِّ النَّعَامُ النَّوافِرُ
وَإِنْ رَدَّهُنَّ الرَّكْبُ رَاجَعْنَ هِزَّة
دَرِيجَ الْمَحَالِ اسْتَثْقَلَتْهُ الْمَحَاوِرُ
يُقَطِّعْنَ للإِبْسَاسِ شَاعباً كَأَنَّهُ
جَدَايَا عَلَى الأَنْسَآءِ مِنْهَا بَصَائِرُ
تفضُّ الحصى عنْ مجمراتِ وقيعة ٍ
كأرحاءِ رقدٍ قلَّمتها المناقرُ
مَنَاسِمُهَا خُثْمٌ صِلاَبٌ كَأَنَّهَا
رؤوسُ الضَّبابِ استخرجتها الظَّهائرُ
ألا أيُّهذا الباخعُ الوجدُ نفسهُ
بِشَيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الْمَقَادِرُ
وكائنْ ترى منْ رشدة ٍ في كريهة ٍ
وَمِنْ غَيَّة ٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّرَاشِرُ
تشابهُ أعناقُ الأمورِ وتلتوي
مشاريطُ ما الأورادُ عنه صوادرُ
إِلَى ابْنِ أبِي مُوسَى بِلالٍ طَوَتْ بِنَا
قِلاَصٌ أَبُوهُنَّ الْجَدِيلُ وَدَاعِرُ
بِلاَداً يبِيتُ البُومُ يَدْعُو بَنَاتِهِ
بِهَا وَمِنَ الأَصْدَاءِ وَالْجِنِّ سَامِرُ
قواطعُ أقرانِ الصَّبابة ِ والهوى
مِنَ الْحَيِّ إِلاَّ مَا تَجُنُّ الضَّمَآئِرُ
تمرَّى برحلي بكرة ٌ حميريَّة ٌ
ضِنَاكُ التَّوَالِي عَيْطَلُ الصَّدْرِ ضَامِرُ
أسرَّتْ لقاحاً بعدما كانَ راضها
فَرِاسٌ فَفِيهَا عِزَّة ٌ وَمَيَاسِرُ
إِذَا الرَّكْبُ أَسْرَوْا لَيْلَة ً مُصْمَعِدَّة ً
على إثرِ أخرى أصبحتْ وهي عاسرُ
أَقُولُ لَها إِذْ شَمَّرَ السَّيْرُ وَاسْتَوتْ
بها البيدُ واستنَّتْ عليها الحرائرُ
إذا ابنُ أبي موسى بلالٌ بلغته
فقامَ بفأسٍ بينَ وصليكِ جازرُ
بلالُ ابنُ خيرِ الناسِ إلاّ نبوَّة ً
إِذَا نُشِّرَتْ بَيْنَ الْجَمِيعِ المآثرُ
نماكَ أبو موسى إلى الخيرِ وابنهُ
أَبُوكَ وَقَيْسٌ قَبْلَ ذَاكَ وَعَامِرُ
أسودٌ إذا ما أبدتِ الحربُ ساقها
وفي سائرِ الدَّهرِ الغيوثُ المواطرُ
وأنتَ امرؤٌ من أهلِ بيتِ ذؤابة ٍ
لَهُمْ قَدَمٌ مَعْرُوفَة ٌ وَمَفَاخِرُ
يطيبُ ترابُ الأرضِ أن تنزلوا بها
وَتَخْتَالُ أَنْ تَعْلُو عَلَيْهَا الْمَنَابِرُ
وما زلتَ تسمو للمعالي وتجتبي
جبا المجدِ مذْ شدَّتْ عليكَ المآزرُ
إِلى َ أَنْ بَلَغْتَ الأَرْبَعِينَ فَأُلقِيَتْ
إليكَ جماهيرُ الأمورِ الأكابرُ
فَأَحْكَمْتَهَا لاَ أَنْتَ فِي الْحُكْمِ عَاجِزٌ
وَلاَ أَنْتَ فِيهَا عَنْ هُدَى الْحَقِ جَآئِرُ
إذا اصطفَّتِ الألباسُ فرَّجتَ بينها
بعدلٍ ولم تعجزْ عليكَ المصادرُ
لِما نلتُ من وسميِّ نعماكَ شاكرُ
وإنَّ الذي بيني بينك لا يني
بِأَرْضٍ أَبَا عَمْرٍو لَكَ الدَّهْرَ ذَاكِرُ
وَأَنْتَ الَّذِي اخْتَرْتَ الْمَذَاهِبَ كُلَّهَا
بوهبينَ إذ رُدَّتْ عليّ الأباعرُ
وأيقنتُ أنِّي إنْ لقيتُكَ سالماً
تكنْ نُجعة ً فيها حياً متظاهرُ
وَبَيْنَ أَكُفِّ السَّآئِلِينَ الْمَعَاذِرُ
جواداً تريهِ الجودَ نفسٌ كريمة ٌ
وعرضٌ من التَّبخيلِ والذَّمِّ وافرُ
رَبِيعاً عَلى َ الْمُسْتَمْطِرِينَ وَتَارَة ً
هزبرٌ بأضغانِ العدا متجاسرُ
إِذَا خَافَ شَيْئاً وَقَّرَتْهُ طَبِيعَة ٌ
عروفٌ لما خُطَّتْ عليه المقادرُ
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى