جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> وطنٌ لله يا محسنين ..!!
وطنٌ لله يا محسنين ..!!
رقم القصيدة : 1915
-----------------------------------
ربّ
طالت غربتي
واستنزف اليأس عنادي
وفؤادي
طمّ فيه الشوق حتى
بقيّ الشوق ولم تبق فؤادي !
أنا حيّ ميتٌّ
دون حياة أو معاد
وأنا خيط من المطاط مشدودٌ
.إلى فرع ثنائيّ أحادي
كلما ازددت اقتراباً
زاد في القرب ابتعادي !
أنا في عاصفة الغربة نارٌ
يستوي فيها انحيازي وحيادي
فإذا سلمت أمري أطفأتني
.وإذا واجهتها زاد اتقادي
ليس لي في المنتهى إلاّ رمادي !
وطناً لله يا محسنين
…حتى لو بحلم
أكثير هو أن يطمع ميت
!في الرقاد؟
…ضاع عمري وأنا أعدو
فلا يطلع لي إلا الأعادي
وأنا أدعو
فلا تنزل بي إلا العوادي
كلّ عين حدّقت بي
خلتها تنوي اصطيادي !
كلّ كف لوّحت لي
خلتها تنوي اقتيادي !
…غربة كاسرة تقتاتني
والجوع زادي
لم تعد بي طاقة
يا ربّ خلصني سريعاً
من بلادي ![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> شعواط الأصم
شعواط الأصم
رقم القصيدة : 1917
-----------------------------------
مر (شعواط)الأصم
بالفتى( ساهي) الأصم
قال ساهي:كيف أحوالك...عم؟
قال شعواط :الى سوق الغنم
قال ساهي:نحمد الله ...بخير
قال شعواط:أنا شغلي الغنم
قال ساهي:رضة في الركبة اليمنى
وكسر عرضي في القدم
قال شعواط:نعم
إقبل الشغل
فلاعيب بتحميل الفحم
قال ساهي: نشكر الله....لقد زال الالم
قال شعواط:بودي........إنما شغلي أهم؟
لم لاتأتي معي أنت الى سوق الغنم ؟
قال ساهي:في أمان الله......عمي
إنني ماض الى سوق الغنم
************
الحوارات لدينا
هكذا تبدأ دوماً...وبهذا تختتم
إسمها الأصلي(شعواط وساهي)
واسمها المعروف رسمياً ( قمم )[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> غزل بوليسي
غزل بوليسي
رقم القصيدة : 1919
-----------------------------------
شِعرُكَ هذا .. شِعْرٌ أَعوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحذَرْ :
فَهُنا مَنفى، وَهُنا سِجنٌ
وَهُنا قَبْرٌ، وَهُنا مَنْحَرْ .
وَهُنَا قَيْدٌ، وَهُنا حَبْلٌ
وَهُنا لُغمٌ، وََهُنا عَسْكرْ !
ما هذا ؟
هَلْ خَلَتِ الدُّنيا
إلاَّ مِنْ كَرٍّ يَتكرَّرْ ؟
خُذْ نَفَسَاً ..
إسألْ عن لَيلى ..
رُدَّ على دَقَّةِ مِسكينٍ
يَسكُنُ في جانبِكَ الأيسَرْ .
حتّى الحَربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَعُ المِئزَرْ !
قَبْلَكَ فرسانٌ قد عَدَلوا
في ما حَمَلوا
فَهُنا أَلَمٌ .. وهُنا أَمَلُ .
خُذْ مَثَلاً صاحِبَنا (عَنتَرْ)
في يُمناهُ يئِنُّ السّيفُ
وفي يُسراهُ يُغنّي المِزهَرْ !
**
ذاكَ قَضيّتُهُ لا تُذكَرْ :
لَونٌ أسمَرْ
وَابنَةُ عَمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسيرٌ .. والعُدّةُ أيْسَرْ :
سَيفٌ بَتّارٌ
وحِصانٌ أَبتَرْ .
أَمّا مأساتي .. فَتَصَوَّرْ:
قَدَمايَ على الأَرضِ
وقلبي
يَتَقَلّبُ في يومِ المحشَرْ !
**
مَعَ هذا .. مثلُكَ لا يُعذَرْ
لمْ نَطلُبْ مِنكَ مُعَلَّقَةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْسَرْ
ضَعْها في حاشِيةِ الدّفتَرْ
صِفْ عَيْنيها
صِفْ شَفَتيها
قُلْ فيها بَيتاً واتركْها ..
ماذا تَخسَرْ ؟
هَلْ قَلْبُكَ قُدَّ مِنَ المَرمَرْ ؟!
**
حَسَناً .. حَسَناً ..
سَاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظلامِ المخفَرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمعِ الأحمرْ .
نَهداها .. كَتَورُّمِ جسمي
قبلَ التّوقيعِ على المحضَرْ .
قامَتُها .. كَعَصا جَلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَةٌ ،
والحاجِبُ .. خِنجَرْ !
لَيْلايَ هواها استعمارٌ
وفؤادي بَلَدٌ مُستَعْمَرْ .
فالوعدُ لَديْها معروفٌ
والإنجازُ لديها مُنكَرْ .
كالحاكِمِ .. تهجُرني ليلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُني ليلا !
كمشاريعِ الدّولةِ تَغفو
كالأسطولِ السّادسِ أسهَرْ .
مالي منها غيرُ خَيالٍ
يَتَبَدّدُ ساعةَ أن يَظهَرْ
كشِعارِ الوحدةِ .. لا أكثرْ !
ليلى غامِضَةٌ .. كحقوقي،
وَلَعُوبٌ .. كَكِتابٍ أخضَرْ !
**
يكفي يا شاعِرَنا ..
تُشكَرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حتّى
لمْ يبقَ لمزبلةٍ إلاّ
أنْ تخجلَ مِنْ هذا المنظَرْ !
هل هذا غَزَلٌ يا أغبَرْ ؟!
**
قُلتُ لكم .
أَعذَرَ مَنْ أَنذَرْ .
هذا ما عِندي ..
عَقْرَبةٌ
تُلهمُني شِعري .. لا عبقَرْ!
مُرٌّ بدمي طَعْمُ الدُّنيا
مُرٌّ بفَمي حتّى السُّكّرْ !
لَستُ أرى إلاّ ما يُحذَرْ .
عَيْنايَ صدى ما في نَفْسي
وبِنَفسي قَهْرٌ لا يُقهَرْ .
كيفَ أُحرِّرُ ما في نفسي
وأَنا نفسي .. لم أَتحَرّرْ ؟![/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> إصعد
إصعد
رقم القصيدة : 1920
-----------------------------------
لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبَهْ
ولَمْ تكنْ كِذْبَهْ
ولم تكنْ خُلاصةً لِلخوفِ والرّهبَهْ
نِسبةُ تأييدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخلاصِ والرَّغبَهْ.
الشّعبُ كُلُّهُ انحنى
بينَ يَدَيكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّى أنا
وكُلُّ مَن حَوْلي هُنا
في غُربِة الغُربَهْ.
وَكُلُّ مَن في رَِحمِ الأُمّ انثنى
وكُلُّ مَن توسَّدَ التُّربَهْ.
مَلأتَ قلبَ الشّعبِ بالحُبِّ
فلا غَرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعبُ
مِن فَرْطِ الهوى.. قَلبَهْ.
أوطافَ مِن حَوْلكَ مَحمومَ الخُطى
أكثَر ممّا طِيفَ بالكعبَهْ !
يا مائةً في مائةٍ
يا غاطِساً في بركَةِ الحُبِّ إلى الرُّكْبَهْ
شعُبكَ أعَطاكَ الذّي
لَمْ يُعْطهِ رَبَّهْ !
ها أنتَ مِنهُ آمِنٌ
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَنْ
فاصعَدْ إلى الشّعبِ إذَنْ
مُرتَدياً حُبَّهْ.
ولاتَضَعْ بينكُما حِراسَةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسكَ (النِّسْبهْ).
أو دَعْهُ يَتبَعْكَ إلى
سابع أرضٍ
عَلَّهُ.. يَنجو مِنَ الضَّربَهْ![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> في سبيل المجد
في سبيل المجد
رقم القصيدة : 1921
-----------------------------------
إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
الهُدى،
والشّرفَ التالِدَ،
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
يُسرِعُ في إبطائِها !
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
في أعضائِها..
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
عن (أشيائِها)
مِن قِلّةِ استحيائِها .
إنّما ترفَعُهُ
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
واجعَلوا أصواتَكُمْ
بعضَ صَدى أصدائِها :
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .
واطرحوا آلامَكُمْ
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
وامنحوا أقلامَكُمْ
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
وانزعوا أحلامَكُمْ
ثُمَّ اغسِلوها
واعصروها
واشرَبوا مِن مائِها ![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ارفعوا أقلامَكمْ عنها
ارفعوا أقلامَكمْ عنها
رقم القصيدة : 1923
-----------------------------------
ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ
فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ
وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا..
وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي
لِكَيْ تلقى الوكيلا !
* * *
طَفَحَ الكَيْلُ
وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا
وَعَصر ناكُمْ
وَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ
يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ
لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ
يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ
وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !
* * *
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !
كَلاَّ
كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !
* * *
ارحَلوا...
أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ
ليغتَال القَتيلا ؟!
* * *
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> يحيى السماوي >> وحشة صباح
وحشة صباح
رقم القصيدة : 1924
-----------------------------------
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أغض الطرف عن ورد الحديقة
وابتهاج ابني بأفراخ الحمام
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن أمي تشتكي صمما وقد عشيت
لماذا لا أكف عن اتصالي الهاتفي بها
وإرسالي المزيد
من التصاوير الحديثة
هل يرى الأعمى من القنديل أكثر من ظلام؟
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن جارتنا (حسيبة)
باعت الثور الهزيل
وقايضت ثوبين بالمحراث
وابنتها - التي فسخت خطوبتها - اشترت نولا
ولكن الخراف شحيحة..
كادت تزف إلى ثري جاوز السبعين
لولا أن داء السكري أتى عليه
ولم يكن كتب الكتاب
فلم ترث غير العباءة والسوار
ووهم بيت من رخام
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
كأن أصيخ السمع
للماضي الذي لم يأت بعد
وأن أعيد صياغة النص الذي
أهملته عامين
لا أدري لماذا لا أكف
عن التلفت للوراء
ولا أمل من التأمل في حطامي
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
فإن (نهلة) جاءها طفل له رأسان..
(نهلة) كانت القنديل في ليل الطفولة
ضاحكتني مرة.. فكبرت!
اذكر أنني - في ذات وجد-
قد كتبت قصيدة عنها..
وحين قرأتها في الصف
صفق لي المعلم
غير أن بقية الطلاب
أضحكهم هيامي
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
يقول (رفعت) في رسالته الأخيرة:
إن (محمود بن كاظم) بات - بعد العفو - حرا
غير أن حديثه يفضي إلى ريب بعقل
فهو يطنب في الحديث
عن التقدم للوراء
أو
التراجع للأمام
????
لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح
وما سيذبح في رياض فمي
أزاهير ابتسامي
فـ(حمادة الحمال) مات حماره
وأنا أرجح أن يكون (حمادة الحمال)
قد قتل الحمار
تدبرا لـ(بطاقة التموين)
والسوق التي كسدت
وللحقل الذي ما عاد يعرف خضرة الاعشاب
كان (حمادة الحمال) مختصا بنقل الخضراوات
وكان أشهر في (السماوة)
من وزير الخارجية..
غير أن حكومة (البطل المجاهد) عاقبته
لأنه
ترك الحمار يبول تحت منصة
رفعت عليها صورة (الركن المهيب)
و (حمادة الحمال) يجهل في السياسة..
لم يشارك في انتخاب البرلمان..
وحين يسأل لا يجيب
ويقال:
إن كبير مسؤولي الحكومة في (السماوة)
كان يخطب في اجتماع حاشد
في عيد ميلاد (ابن صبحة)
ثم صادف أن يمر (حمادة الحمال)
فاحتفل الحمار
(وربما ارتبك الحمار)
فكان
أن غطى النهيق على الخطيب
ولذا
أرجح أن يكون (حمادة الحمال)
قد قتل الحمار
أو الحكومة أرغمته
بأمر قائدها اللبيب
فـ(حمادة الحمال) متهم
بتأليب الحمار على الحكومة
و (المهيب)
????
لي ما يبرر وحشتي..
بغداد تطنب في الحديث عن الربيع
ونشرة الأخبار تنبيء عن خريف
قد يدوم بأرض دجلة ألف عام!
وأنا ورائي جثة تمشي..
ومقبرة أمامي![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أننسى ؟
أننسى ؟
رقم القصيدة : 1925
-----------------------------------
إذا كانت جراحُ الناس تغفو
فإنَّ جراحَنا أبداً تفور
وإن كانت همومهمُ رَماداً
فإن همومَنا الصغرى سَعير
أيحكم في قضيتنا عدوٌّ
ويُرشدنا لغايتنا ضرير ! ؟
ونبقى في الحياة بلا لسانٍ
وقد نطقتْ بحاجتها الحمير ! !
ندور كما يقول القوم دوروا
وإن رغبوا الثباتَ فلا ندور
ومِنّا من يرى في الخيش خزاً
ومنّا مَن يضايقهُ الحرير ! !
ويبحث بعضُنا عن كأس ماءٍ.
وتُغرق بعضَ سادتنا الخمورُ ؟
كأن النائبات لنا فراشٌ
وأنَّ العادياتِ لنا دُثور
وما زالت تُؤرّقنا سفوحٌ
لها في كل جارحةٍ حُضور
أننسى فى دروب القدس ليلى
وليلى تستغيثُ وتستجير ؟
أننسى أعين الليمون ترنو
وأعشاشاً تحن لها الطيور
أننسى مسجداً ونداءَ فجرٍ
ومحراباً وهل تُنسى الجذورُ ؟
لئن مِتنا فإنَّ لنا قبوراً
ستحكي كلَّ قصتنا القبور
رجالاً أصبح الاطفال فينا
وفي أرض الصدام لهم زئير
كأنهم من الصّوان قدّوا
ومن بُركانه هذا الزفيرُ
فلا تعجبْ وليس لهم رصاص
إذا وقعت على الموتِ الصدور
نعم ثاروا وعدتهم حجارٌ
ونحن القاعدون متى نثور‍ ! ؟
نعم ثاروا وكلهمُ جياعٌ
ونحن المتخمين متى نثور ! ؟
دماؤهم على الطرقات مسكٌ
ويمضي للعبير بك العبيرُ
قبلنا بالحلول وأنكروها
وقالوا : إنه العار الكبير
وقبلّنا الأكفَّ لقاء سلمٍ
حقيرٌ ساقه الزمنُ الحقير
وضيّعنا الأمانة والأماني
فلا زحفٌ هناك ولا عبور
وماذا يحكم الشهداء فينا
غداة غدٍ إذا انتفضت قبورُ ؟ !
دماءٌ قد نسيناها ليبقى
لنا شاةٌ همام أو وزير
ولكنَّ الرجال هناك قالوا
ألا كُفّوا فقد فُطم الصغير
فَنبتُ القدس ليس له نظيرٌ
وحاشا أن يكون له نظير
بماء الذكر يُسقى كل يوم
وفي أحضانه تنمو البذور[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أمي ..!
أمي ..!
رقم القصيدة : 1926
-----------------------------------
مالي سمعتُ كأنْ لم أسمعِ الخبرا
هل صار قلبيَ في أضلاعه حَجرا ؟
مالي جمدتُ فلم تهتزَّ قافيتي
ولا شعرتُ ولا أبصرتُ من شعرا
كأنَّ كلَّ سواقي الشعر قد أسِنت
من جففَّ الشعرَ من بالشعرِ قد غدرا ؟
أنا الذي عزفت أوتارُه نغماً
هزَّ الورى والذُرا والطيرَ والشجرا
مالي سكتُ فلم أنطقْ بقافية
ولا رأيت بعيني الدمعَ منحدرًا ؟
هل جففَّ الرملُ إحساسي وجففّني
فأصبح الشعرُ لا علماً ولا خبرا ؟
وهل عجزتُ عن التعبير واأسفي
كأنني لم اصغْ للغادةِ الدُررا ! ؟
أمي تموت ويُمناها على كبدي
يا أمُّ رُحماك إنَّ القلبَ قد فُطِرا
هزّي سريري إني لم أزلْ ولداً
ودّثرينيَ إن الريحَ قد زأرا ..
وجفّفي عَرَقي فالصيفْ ألهبني
وسلسلي الماءَ كي أقضي به وطرا
مُدي يَديّكِ كما قد كنت ألثمها
فقد نهضتُ وَوَجْهُ الصبح قد سفرا
وحّوطيني .. تلك العيُن خائنة
وكم رأيتُ عيوناً تقدح الشررا
ولوّني أغنياتِ الصيف في شفتي
وقرّبي من وسادي النجم والقمرا
ما زال صوتك يا أماه يتبعني
يا ربُّ رُدَّ حبيباً أدمنَ السفرا
يا ربِّ صُنْهُ من الأشرارِ كلهمُ
ورُدَّ عنه الأذى والكيْد والخطرا
واجبرْ إلهي كسْراً ، حلَّ في ولدي
فأنتَ تجبرُ يا مولاي ما انكسرا
يا ربِّ جفّت دموع الأمهات هنا
فأنزلنَّ علينا الغيث والمطرا
كلُّ العصافير عادت من مهاجرها
متى نعودُ إلى أعشاشِنا زُمرا
وارحم إلهيَ زوْجاً غاص عائلها
في ظلمة السجن لم تبصرْ له أثرا
وطفلةً كلما قالت زميلتها
أتى أبوك ؟ تشظّى القلبُ وانفجرا
وارحم إلهي شيخاً دبَّ فوق عصاً
قد كاد من طول ليل يفقد البصرا
يا من رددتَ إلى يعقوب يوسفَه
لا تتركِ الشيخَ فرْداً لا يُطيق كرى
يا ربّ ما ذنبُ أحرارٍ إذا وقفوا
مثلَ الجبالتِ وموج الظلم قد سكِرا ؟ !
ما زال صوتك يا أماه يجلدُني
إني أسأتُ وجئتُ اليوم معتذرا
لا والذي خلق الدنيا وصورّها
ما خنتُ عهدك يوماً ، ما قطعت عُرى
لكنها مِحَنٌ حلت بساحتنا
أودت بفكر الذي قد روّض الفِكرا
أمي تموت ولم أفزع لرؤيتها
ولا قرأتُ على جثمانها سُورا
ولا حملتُ على كِتْفي جِنازتها
ولا مشيتُ مع الماشين معتبرا[/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> أحوال
أحوال
رقم القصيدة : 1927
-----------------------------------
غداً أمضي وبعد غد أعودُ
كأني لا أُرادُ ولا أُريد !
ويثقل في دروب النور خطوي
وفي هذا الدجى بصري حديد
وما لي قد حنْيتُ اليوم ظهري
وأزعُمُ أنني رجلٌ شديدُ
وأزعم أنَّ ملءَ السمع ذكري
وذكري مثل صاحبه بليدُ !
وأزعمُ أنني ما زلتُ غضّاً
وفوق الطوْق قد شبّ الحفيد ! !
وأمضي كالكفيف إلى مصيري
وأمضي لا أتيه ولا أحيدُ
وأعجب كيف لا اسطيعُ نُطقاً
وتحتَ لساني الدرُّ النضيدُ ! !
عتبتُ عليك يا زمنَ الأفاعي
أتعبثُ في مصائرنا القرود ؟
أتحكمنا النذالة والنفايا
وترسمُ ما تشاء وما تُريد ؟
عتبتُ عليك كيف تشل ساقي
ويَخفقني بدرِّتك العبيدُ ؟
تواريني التراب ولستُ ميتاً
كما واريتني وأنا وليد
لماذا يا عدوَّ الله تبكي
وقلبُك من فظاظته حديد ؟ ؟
ألفناها دموعَ الذل حتى
سئمنا ما نقولُ وما نُعيد
تجودُ وما علمتُ لديك شيئاً
تجودُ به ، فكيف إذن تَجود ؟ ؟
وتعييني الإجابةُ يا صديقي
فبحر الصمت ليس له حدود
كتبت على جدار الصبر شعري
فلم يبق الجدارُ ولا القصيد !
وعبدّتُ الطريق فما مشينا
وبيضتُ الهمومَ وهن سود
وكم أَرّخْتُ من عطشي فصولاً
لتزهر في أكفكمُ الورودُ !
وكم أنذرتكم في الصبح جيشاً
وقلت لكم لقد رجعت يهود !
وتزحف هذه الخمسون نحوي
أَوَ عْدٌ يا جُهينةُ أم وَعيدُ ؟ ؟
إليكَ إليكَ يا وطني المفدى
وأدري أنه قُطع البريد
فلا الزيتون في عيني ذاو
ولا عِنب الخليل به صدود
عشقتكِ يا جبال النار طفلاً
ونارُ العشقَ ليس لها خمودُ
أمدّ عليك حين الحرّ جفني
ويرعشُ حين أذكرك الوريدُ
وحاشا أن أخون العهد يوماً
وحاشا أن يساورني الجحود
أنحيا كالقطيع ولا نبالي
ونزعمُ أنه العيش الرغيد ؟
وتنسلخ البلاد بساكنيها
وتُنتهك الحدود فلا حدود
ونمضغ ذلَّنا والعارُ يمشي
على أكتافنا وله جنودُ
وكيف ألمُّ يا أبتاه صوتي
ويخرسُ فوق حنجرتي النشيدُ ؟ ؟[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> إلى متى ؟
إلى متى ؟
رقم القصيدة : 1928
-----------------------------------
إلى متى والليل لا يرحل
وكلُّ هذا العهرُ لا يخجلُ ؟
والساق لا تسأل عن ساقها
والباب لا يورى ولا يقفل
إلى متى والشيخ لا يرعوي
عن غيّه ، والطفلُ لا يعقل
إلى متى والريحُ في أرضنا
تعوي ، وهذا الجبن يستبسل ؟
والسهلُ لا يهفو إلى سهله
والنهرُ لا نهرٌ ولا جدول
والجهل يقضي بيننا واثقاً
والعقل لا يقضي ولا يفصل
****
***
إلى متى ينزو علينا الأسى
والكأس من آهاتنا تثمل ؟ !
وكل أهل الأرض قد مزقوا
أكفانهم ، بل سافروا واعتلوا
ونحن في بحر خصوماتنا
والنار غيرَ الودِّ لا تأكل
راياتنا ألفٌ بلا عزة
أصواتنا من بعضها تجفل ! !
والبلبل الغريد لا ينتشي
والوردُ في أكمامه يذبل
وكلنا يا أمتي ظامىءٌ
ودون هذا المنحنى المنهل ..
****
***
يا أمتي يا أمتي إنني
أبكي وصدري من أسً مِرجل
أعزّنا الله فماذا جرى
حتى يهون النسرُ والأجدلُ ! ؟
وعندنا يا أمتي مشعلٌ
فكيف يخبو عندنا المشعل
ونحن قومٌ سادة في الورى
ونحن من أسيادهم أفضل
فكيف ينأى المجد في أرضنا
والنصر عن أسيافنا يذهل
وكيف نستنبت هذا الأذى
وكلنا في حقده يوغل
وكلما مرّت ليال بنا
رأيتُ فيها الخطبَ يستفحل
****
***
أضيق بالحرف وأشجانه
فالحرف في أفواهنا حنظلُ
الخيل كلّ الخيل صهالةٌ
ما بال هذي الخيل لا تصهلُ ؟ !
والناس شادوا ناطحات السما
ونحن يغفو عندنا المعول
ننام والحالُ على حالها
(اللهو والهَيصة والبرْْطل)
كم مرة همت بها أمتي
همّتْ ورغم الهمِّ لا تفعل !
كم مرة كان لنا محفلٌ
وانفضّ عن أسراره المحفل
****
***
القدس ما زالت على حالها
واللدّ والرملة والكرملُ
والشعب ما زال بها صامداً
رغم العذاب المرّ يستبسل
يا أمتي يا كعبةً للهدى
يا أيها السيف الذي يُصقل
ما زال نبض الحب في خافقي
هلا يجيء القادم الأول
أرنو إلى تلك الوجوه التي
فيها يضيء الليلُ بل يرحل
ما زال فينا عصبةٌ حرة
في كلِّ يوم حبلها يُفتل
تمضي ويمضي الفجر في إثرها
فيها يُرى تاريخنا المقبلُ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> هجوم السلام
هجوم السلام
رقم القصيدة : 1929
-----------------------------------
يا حمامَ السلام .. عُدْ يا حمامُ
لا يَفُلُّ الُحسامَ إلا الُحسامُ !
في زمانِ الصقور .. صِرْتُم حَماماً
كيف يحيا مع الصقور الحمامُ ؟
أيُّ عُرسٍ هذا ؟ تزُفّونَ ماذا ؟
ولماذا يُطبَّلُ الإعلامُ ؟
ثَكِلَتْ أُمُّكمْ .. أليسَ لديكمْ
غيُر : (عاش السلام) (يحيا السلامُ) ؟
والخواجا (شَيْلوك) [1] في الذَّبحِ ماضٍ
منذ أن غَلّنا (أللِنْبِيْ) [2] الهمامَ
أوَ غَيْرَ السَّاطوِر يُبصِرُ شيئاً
تاجرْ البندقيِّة اللحَّامُ ؟
* * *
***
في مَهَبِّ الرَّدى ... أمامي رصاصٌ
وورائيْ خَناجرٌ وسهامُ
قُلْتُ إذْ غرَّدتْ صواريخُ [3] قومي
وقد احْمَّر باللَّهيب الظلامُ :
أعلينا .. وأنتِ غرْسُ يدينا ؟
أيها العاشقون فاض الغرامُ
ليسَ بَعْدَ اليقين - يا عينُ - شكٌ
أثْبَتَ الفعلُ ما نفاهُ الكلامُ
مع مَنْ أنتمو ؟ وهلاّ رَفَعْتُمْ
مِنْ ركوعٍ تصطكُّ منه العظامَ ؟
مُسِخَ الُحبُّ .. فالحبيبُ غوريلا [4]
مُسِخَ الطب ... فالطبيبُ الُجذامُ
* * *
***
أينَ مليارُ (لا ) ؟ ومليارُ (كلا) ؟
أينَ تلك المُحرَّمات الجِسامُ ؟
ما لتلك اللاءات تهويْ تِباعاً ؟
أَوَ هَلْ صار ربَّنا ( العمُّ سامُ )
قُتِلتْ (لا) حبيبةُ العُمر غدراً
و (نَعَمْ) .. رفرفتْ لها الأعلامُ
آَتَزُفُّ القيانُ (إِسِتْيرَ) [5] أُخرى ! !
أم (سَلوميْ) [6] لها تُدارُ الُمدامُ
عادتِ النارُ في البراكِين ثلجاً
وتخلى عن الرُعودِ الغمامُ
قد قَلَبتُم كلَّ الموازينِ قَلْباً
وغداْ أوَّل الحلالِ الحرامُ
* * *
***
تابعوا الَكشفَ يا زَعاماتِ قَومي
فبِكم تَفْخَرُ الكشوفُ العِظامُ
أيهوديةٌ فلسطيُن أيضاً ؟
وأخونا ذو الغِبْطةِ الحاخامُ ؟
أَوَ هذا وَعْدٌ لبلفورَ ثانِ ؟
فامضِ بِلْفورُ .. ما عليكَ مَلامُ
أيها البائعونَ حيفا ويافا
أهجومٌ هذا أمِ استسلامُ ؟
قد جَلَبْتُمْ عارَ الزمان .. ولكنْ
عَضَّ فَكَّ المعارضينَ اللِّجامُ
ومن الناسِ - يا جميلُ - .. قرودٌ
ومِنَ الناسِ - إي وربي - نَعامُ
* * *
***
وَقَعَ السقْفُ يا صناديدَ قوميْ
أوَ صاحونَ أنتمو أمْ نيامُ ؟
أين فتحٌ ؟ ؟ وأين : (إنَّا فَتَحْنا) ؟
شَدَّ ما غَيَّرَتْكُمُ الأيامُ ! !
سُورةُ الفتح أُنزِلتْ في رعيلٍ
أَ لعماليقُ عندَهم أَقْزامُ
نَفَروا خَلْفَ قائدٌ من قُريشٌ
عَقِمتْ عن نظيرهِ الأرحامُ
لا دُمىً .. لا تآمرٌ ... لا ذِئابٌ
لا قطيعٌ يساقُ .. لا أصْنامُ
قَتَلَتْكُمْ أَزِقَّةٌ تَتَلوَّى !
وجحورٌ فيها أَفاعٍ عِظامُ

[/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> ذكرى الخليل
ذكرى الخليل
رقم القصيدة : 1931
-----------------------------------
أَلهبتْ لوعَةَ القلوبِ الخليلُ
فهي نارٌ من المآقِي تَسيلُ
يومُ (باروخَ) والسّجاجيدُ غرقى
في دمِ السّاجدينَ يومٌ مَهُولُ
عُجْ على مسجدٍ حناياهُ تَدْمَى
وأصِخْ للوجودِ ماذا يقولُ : [1]
في جبالِ الخليلِ للنّورِ بَحْرٌ
فيهِ تَشْفى الأرواحُ وهو عليلُ
أمْرَضَتْهُ أفعى من الصّمِّ صِلّ [2]
ثمّ ألفٌ من الرؤوسِ ذيولُ
***
***
سَحَرتْ كلّ ساحرٍ في البرايا
البغيّ التي اسمُها راشيلُ
لَبِسَتْ جِلْدَ دَيَنَصُورٍ وشَبّتْ
فعلى نفسِها الحُواةُ تَبولُ
***
***
آهِ يا مسجدَ الخليلِ ومن حُمْ
ر النّوافيرِ فيكَ تَجري سُيولُ
شَقّ جنكيزُ في لُحومِ المصلِي
نَ طريقاً .. لكيْ يَمُرّ المغولُ
صُوّمٌ .. قُوّمٌ .. ضُيوفُ مليكٍ.
بيتُه للمسافرِينَ سبيلُ
ما تَهَنّوْا برشفةٍ مِنْ رَحيقٍ
كلّ مالِ الوجودِ فيها قليلُ
إذ تَِفّ [3] الأرواحُ فجراً .. وكالأم
واجِ في الرِّيحِ يَهْدِرُ التنزيلُ
جنّةٌ حُوِّلتْ بنيرونَ ناراً
وحياةٌ فيها المنايا تجولُ
أطلقتْها صُهيونُ مجزرةً حَمْ
راء يَعْلُو صُراخُها والعويلُ
تَعْصِفُ الرِّيحُ والقلوبُ طيورٌ
نحو أوطانِها دعاها الرّحيلُ
تركبُ البِيدَ كلّما جَنّ ليلٌ
ولها من (بناتِ نعشٍ) [4] دليلُ
ثمّ بينَ الزيتونِ تهوي .. تِباعاً
والأحبّاءُ في الترابِ نزولُ
فهي بينَ القبورِ تمشِي الهُوَيْنَى
ولها كالمطوّقاتِ [5] هَدِيلُ
***
***
دَرَّ دُرُّ الخليل لو وزنوها
بالجبالِ الشّمِّ الرواسي تَميلُ
تطرحُ النومَ خَلْفَها وبَريقُ ال
فجرِ لمّا تنشقّ عنه السّدولُ [6]
عندما تصْدَح المآذن يَسْري
في شرايينها الحُداءُ الجميلُ
وبِالرَوْحِ الجِنان يَنْسابُ فيها
مِنْ بَساتينها النسيمُ العليلُ
تشْحَذُ السيف في انتظار (صلاح)
ولخيلِ الفتوحِ فيها صهيلِ
أنّ بينَ البحرينِ أرضاً حراماً
وطيوراً أحجارُها سِجّيلُ
في قِسِيِّ [7] الأقدارِ منّا سِهامٌ
من تُسَدّدْ إليهِ فهو قتيلُ
ولِسرْبِ النّسورِ فوق الثريّا
شَرَفٌ باذخٌ ومجْدٌ أثيِلُ
من طِراز الفتى (عمادِ بن عقلٍ)
الردّى تَحْتَهُ جوادٌ أصيلُ
طار ليلاً فَحَطّ نَسْرُ (ابْنِ عَيّا
شٍ) .. فطارتْ من اليهودِ العقولُ
في سويداءِ قَلْبِها أنْزَلَتْهُمْ
أمّةٌ أَطبقتْ عليها المُحولُ [8]
كبّرتْ والسّماءُ تهطلُ في القُدْ
سِ وقالتْ : الآنَ يَشْفى الغليلُ
ولنُمروذنا الغَشومِ ادّرَعْنا
[حَسْبُنا الله وهو نِعمَ الوكيلُ ]
كم مَصَصَتَ الدِّماءَ .. كالعَلَقِ الأسْ
ودِ .. جسمُ العملاقِ منه هزيلُ
وهتكْتَ الأعراضَ .. كلباً عقوراً
غابَ عنه التحريمُ والتحليلُ
وعجنتَ الترابَ بالناسِ عجناً
وضحايا (قانا) شهودٌ عُدولُ
أصبحَ ابْنُ المِرِّيخِ مِنْ أهلِ يافا
وابْنُ يافا هو الغريبُ الدّخيلُ
وجعلتَ الأذنابَ فينا رؤوساً
فعلى رأسِ كلِّ حُرٍّ عميلُ
أوَ هذا هو السّلامُ المرجّى ؟
أيّ شيءٍ إذنْ هو المستحيلُ ؟
سوفَ يهوي بكَ الجنونُ قريباً
في رحًي وَطْؤُها عليكَ ثقيلُ
***
***
في فلسطينَ .. يا فتى .. كلّ شِبْرٍ
بدماءٍ زكيةٍ مجبولُ
ولزيتونِها المباركِ .. في الأع
ماقِ .. عِرْقٌ بزمزمٍ موصولُ
ما إخالُ الحدودَ إلا سيوفاً
كلّها مِنْ قِرابِهِ مسلولُ
هلْ جبالُ الشامِ إلا ليوثٌ
رابضاتٌ .. بها تَحُفّ الشّبولُ ؟
هل رأيتَ الجليلَ ؟ كمْ أنتَ خَلا
ب - ! ! وكمْ أنتَ شامخٌ يا جليلُ ! !
يا خليلي ... سَقْياً لحيفا ويافا
ولمرجِ ابن عامرٍ ، يا خليلُ
يَنْثُرْ الدّرّ .. حيث شاءَ .. مَليكٌ
عَزّ .. في مُلكِهِ الذي لا يزولُ
وأنا ابنٌ لغزةٍ كم غَذَانِي
ونَمَاني .. لِبانُها المعسولُ [9] ! !
رَمْلُها يُنْبِتُ البطولةَ إنْ يَسْ
قُطْ رعيلٌ في الساحِ يَبْرُزْ رَعيلُ
نحنُ رحّالةٌ ... قَصَدْنا مَليكاً
عَرْشُه فوقَ مُلْكِهِ محمولُ
اشترانا .. مِنّا .. فقلْنا : رَبِحْنا
لا نُقيلُ المولى ولا نستقيلُ [10]
وبهِ .. لا بِنا ... نقارعُ جِنّاً
بَعْدَ إنسٍ لنا عليهمْ ذُحولُ [11]
نحن غُرّ محجلونَ غُزاةٌ
خَلْفَ غَازٍ لَهُ الجِهادُ سبيلُ
في ظِلالِ السيوفِ عَدْنٌ ورزقي
ها هُنا ... تحت ظِلِّ رُمْحي يَقيلُ
***
***
جاء نُمروذُ راكباً .. فوق فِيل
ليسَ تحميكَ يا جبانُ الفُيولُ
إنّ (عزّاً) يُحيلُ فِيلَكَ كَوْماً
من رمادٍ فعزّ .... عِزْرائيلُ
وإذا شَنّتِ الجماجمُ حرباً
فبماذا يُخَوّفُ المقتولُ ؟ !
والذي خَطّهُ لكمْ ربّ موسى
في الكتابينِ ما له تبديلُ
____________
____________
(1) عُجْ : مِلْ أَصِخْ : استمع جيِداً .
(2) الصِّلّ : حيّة من أخبث الحيات .
(3) تَرِفّ : تُرفْرفُ .
(4) بنات نعش : سبعة نجوم معروفة في السماء .
(5) المطوّقات : الحَمَام .
(6) السّدول : السّتَائر .
(7) قَسِي : جمع قوس ، وهو ما يرمى به .
(8) المُحُول : جمع مَحْل ، وهو القحط والشِّدّة .
(9) اللِّبانُ : حليب الأم ، المعْسُولُ : الممزوج بالعسل .
(10) لا نَقِيل ولا نستقيل : لا نوافق على فسخ العقد ، ولا نطلب نحن فسخه ، الكلمتان من كلمات الأنصار في بيعة العقبة .
(11) ذُحُولُ : جمع ذَحْل ، وهو الثأر .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> عام مضى
عام مضى
رقم القصيدة : 1932
-----------------------------------
حلاك من يتحلى باسمه الذهب
وأطيب الطيب فيك الرسل والكتب
كل المواني جبنا يا حبيبتنا
كل البحار ركبنا وهي تصطخب
تنأى بنا الدار لكن من مهاجرنا
إليك مثل رفوف الطير ننجذب
أعوامنا الخمسون السود كم قبعت
بين المقابر والطلال تنتحب
لنا عتاق جذوع قال قائلهم :
تحجرت بعد أن أودى بها العطب
فانظر إليها وقل سبحان خالقها
ولى الردى هاربا واخضوضر الحطب
فيا فلسطين حياك الحياغدقا
على اليهود رياح الدهر تنقلب
الحق شمس تضيىء الكون باقية
أما جبابرة الدنيا فقد ذهبوا
الحق جندلة دقت جماجمهم دقا
وجمجمة الموت الذي جلبوا
بدر وحطين واليرموك قادمة
وعين جالوت في الآفاق تقترب
***
***
أقول والقلب يشدو في خمائلها :
هذا الجمال إلى الفردوس ينتسب
يا للجبال إذا ما ازينت وعلى
سفوحها غرد الزيتون والعنب
وبحرنا المنعش البراق بهجته
تشفى العليل فلا هم ولا نصب
بحر شواطئه تبر وزرقته
سحر وأمواجه بالفل تعتصب
يا للربى والمروج الخضر مصبحة
والورد من كل لون منظر عجب
تلألأت كعقود الماس تحسبها
حدائق الخلد عنها انزاحت الحجب
والبدر في روضنا المياس يطلقنا
في الكون نسبح والأمواج تعتقب
ولا تسل عن شموخ البرتقال ضحىً
وقد تلألأ في نواره الحبب
يا قدرة الله كم كنز نثرت هنا
سبحان من يهب الدنيا لمن يهب
هذي فلسطين يامن ليس يعرفها
كأن أحجارها القدسية الشهب
***
***
هنا شموس وأقمار هنا قمم
بيضاء تسطع لم تعلق بها الريب
أطاب ( طيبة ) خل لا نظير له
وفي ( الخليل ) خليل دونه الرتب
إسحاق . يعقوب . داود المضيء . سليـ
ـمان الحكيم . وهل مثل الخليل أب ؟؟
هذا العظيم شعيب شيخنا . وهنا
موسى الكليم له الألواح تنتخب
ومريم ابنة عمران التي شرفت
بها الدنى وعليها اساقط الرطب
هنا ترعرع يحيى وابن خالته
عيسى ومن زكريا العلم والأدب
صلى الإله عليهم حيثما ذكروا
وحيثما قطرت في العالم السحب
الصادقون وحزب الصادقين همو
ألد أعداء من خانوا ومن كذبوا
آباؤنا نحن لا آباء شرذمة
حلت بها لعنات الله والغضب
النور للنور والمشكاة واحدة
والكفر للكفر والأنساب تنسحب
خل النبيين يا صهيون لست لهم
واتبع قطيع كلاب هدها الكلب
***
***
أم القرى . طيبة . القدس الشريف معا
الينابيع منها النور ينسكب
قضى الذي خلق الدنيا وصورها
بأن يكون لهن السبق والغلب
حمامهن القلوب البيض يجذبها الـ
إيمان والشوق والأنوار والقرب
نحن البنون وهن الأمهات لنا
لهن في كل قلب جحفل لجب
طار البراق من البيت العتيق إلى
الأقصى وجبريل خير الخلق يصطحب
هنا التقى قادة الدنيا بقائدهم
محمد وله المعراج منتصب
هنا السماوات بالأرض التقين وقد
عم السرور جميع الكون والطرب
خذ اللواء فأنت اليوم صاحبه
والوارثون له إخوانك النجب
يظل يخفق حرا في معاقلكم
حتى تبعثر عن أصحابها الترب
مقدس أيها الأقصى . مقدسة
حيفا ويافا وأم الفحم والنقب
***
***
الخمسون العجاف السود قد عبرت
بحر السراب ولا زاد ولا قرب
إلا حياضا ملاءً سممت غسقا
تكدست حولها أشلاء من شربوا
كم حفرة ما لها قاع لنا حفروا
ومن أحابيل صيد حولنا نصبوا
الله يدفنهم دفنا وينحرهم
نحرا ويحرقهم حرقا بما ارتكبوا
عدتم وعدنا إليكم والحصاد لنا
وصدقت ما حكى قرآننا الحقب
أفعى الأفاعي . سيوف الله قد برقت
فلن يظل لكم رأس ولا ذنب
عام مضى . والتحدي في بدايته
والإنتفاضة نار الله تلتهب
شبي إلى أن يفر الليل محترقا
ويقبل الفجر في أعقابه يثب
شبي . فلم ير شيئا بعد قاتلنا
حتى يولول ربع الغرقد الخرب
شبي لظا . ودعي من يرطنون لنا
فصرعة العصر أن يستعجم العرب
***
***
مدت حماس جناحيها . وإخوتها
فهم شرايين هذا الشعب والعصب
قادوا إلى الله آلافا مؤلفة
من بعد ما اتبعوا الشيطان واغتربوا
تفجر الصخر عن نشءٍ عمالقة
في قعر بوتقة ذرية سُكبوا
هذا ابن عفراء . هذا ابن الوليد . وذا
سعد . وحمزة . والقعقاع . قد ركبوا
الخوف قد حذفوه من معاجمهم
كأن حمر المنايا حولهم لعب
غصت بأجهزة الإعلام ساحتكم
فعندما عرفوا من أنتمو .. هربوا
(متى وكيف خرجتم من كهوفكم ؟؟
كل ( الأكابر ) من تكبيركم رعبوا)
(مخربون .. أصوليون .. ما معهم
إلا التطرف .. والإرهاب .. والشغب )
سيري حماس فهذا عالم قذر
فيه الضمائر والأقلام تغتصب
سنوا السيوف لمن سنوا السيوف لكم
ما ضاع بالسيف لا تأتي به الخطب[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> أطلق يدي
أطلق يدي
رقم القصيدة : 1933
-----------------------------------
ِمنْ هاهُنا البحرُ ذو الأجبالِ قد عَبَراْ
وبَثَّ في الشامِ مُزْناً تُمْطِرُ الدُّرَراْ
وامتَدَّ مِنْ حَلَبَ الشَّهْباْ إلى عَدَنٍ
حَبْلٌ يذكِّرُنا التوحيدَ والقَدَرا
جُذورُنا مِنْ هُنا في العُمْقِ ضاربةٌ
أكْرِمْ بهِ شجراً ! أكْرِمْ بِهِ ثَمرا!
والقِبْلتانِ لنا شَمْسانِ بينهما
أخٌ بطيبةَ بَزَّ الشمسَ والقمرا
ونامَ في دارِنا بَلْ بَيْنَ أَضْلُعِنا
أبو النَّبِيِّيْنَ لمَّا أَزْمَعَ السَّفَرا
وجاءنا سَيِّدُ الدُّنيا على فَرَسٍ
جَوْنٍ يُسابِقُ منه الحافِرُ النَّظَرا
فاجتازَ سَبْعَ سماواتٍ إلى مَلِكٍ
عالٍ على عَرْشِهِ عَنْ خَلْقِهِ استَتَرا
وخالدٌ ومُعاذٌ عِنْدَنا وأَبو
عُبيدةٍ وهمو في العالمين ذُرَى
عِشرونَ أَلْفَ شَهيدٍ في مَعاقِلِنَا
وخَمسةٌ أَصْعَدُوا نَحْوَ العُلا زُمَرا
َهْلَ الجزيرةِ لا زالتْ جزيرَتُكم
وديعةَ اللهِ تحميها أُسود شَرَى
أدِماءُ مَسْجِدِنَا الأقصى دِماؤكمُ
َهذا دمٌ واحدٌ فِي التوأمينِ جَرى
أَرُوْمَةٌ عَقَدَ الرحمنُ عُقْدَتَها
فَلمْ تَزِدْهَا اللياليْ غَيْرَ شَدِّ عُرَى
وحَرَّرَ القُدْسَ مِنْ بِيزَنْطةٍ أَسَدٌ
مِنْ مَكَّةٍ لَو رآهُ اللَّيثُ لانْجَحَرَا
أَهْوى على القُوَّتَيْنِ العُظْمَيَيْنِ فَمَا
أَبْقَى لَهمْ بَعْدَهَا عَيْنَاً وَلا أَثَرَا
طَالَتْ لَيالِيْ فلسطينٍ بلا عَدَدٍ
كأنَّ فَجْرَ فلسطينٍ بها قُبِرا
مِنْ بَازلٍ قذفوا في القدسِ قُنْبُلَةً
وَلا يَزَالُ حَرِيقُ القدسِ مُسْتَعِرَا
عَبدُ الحميدِ وَمهما قَالَ شَانِئُه
مَا خَانَ يَوماً فلسطيناً ولا غَدَرَا
لاقَى هِرِتْزِلُ سُلطاناً يموتُ
ولايبيعُ أَنْمُلَةً مِنْهَا وَلا ظُفُرَا
لَمْ يُرْعِهِ أُذُناً .. بَلْ هَبَّ يَطْرُدُهُ
طَرْداً وَيُلْقِمُهُ فِي يَلْدِزٍ حَجَرَا
فَماتَ في سِجْنِهِمْ في عِزَّةٍ وَأَبَى
كنزاً مِن الذهبِ الإِبْريزِ قَد نُثِرَا
وَفَرَّ عَنَّا اتحاديونَ قَد عَشِقُوا
ذئابَ طُورانَ والمَاسونَ والتَّتَرَا
وإذْ رَآنا لُرَنْسٌ لا عُقولَ لنا
أتى بِكُوْفِيَّةِ الأَعرابِ مُعْتَجِرَا
وَسَارَ إِدْمونْ اللنبيْ بَعْدُ مُنْتَفِخَاً
فِي قُدْسِنَا بالصَّليبيينَ مُفْتَخِرَا
وخَطَّ بَلْفُورُ صَكَّاً كَانَ مِقْصَلَةً
فَقَطَّ رَأْسَ فلسطينٍ وَمَا شَعَرَا
حَفُّوا بصهيونَ عُزّى يَنْحرونَ لها
ويَطْرَحونَ لها صُلْبَانَهُمْ دُبُرَاْ
يَبْنُونَ صُهيونَ فِردَوْساً بِدِيرَتِنا
وَيَقْلِبونَ عَلَيْنَا أَرْضَنَا سَقَرَا
وإذْ أَتَمَّ البِريطانيُّ حَجَّتَهُ
وافَى بَوارجَه في البحر وانْشَمَرَا
حَمْلٌ ثَلاثونَ عاماً .. بَعْدَها وُلِدَتْ
شَيْطانةٌ ذاتُ وَجْهٍ يَقْطَعُ المَطَرَا
كَفَاكِ يا جَوْقَةَ السِّلْمِ الذي زَعَمُوا
بُحَّتْ حَنَاجِرُكُمْ فَلْتَرحَمُوا الوَتَراْ
تَجْرُوْنَ خَلْفَ بَنِي صُهْيُونَ فِي لَهَفٍ
وَشَعْبُكُمْ بِبني صُهيونَ قَد كَفَرَا
ماذا سيعطيكم التَّلْمُودُ وَيْلَكُمُو؟
ماذا تَبيعونَ إلا السَّمَّ والخَدَرَا؟
يُعْطُونكمْ جُزُراً فِي البحرِ غَارِقَةً
إنْ سُمِّيتْ مِزَقٌ مِنْ لَحْمِكُمْ جُزَراْ
أَشْقَى البَرِيَّةِ أَعمَى القلبِ يَا وَلدي
مَنْ شَلَّ مِنه اليهودُ السَّمْعَ وَالبَصَرَا
مَنْ يَسْمَعُ القدسَ؟ مَنْ يُصْغِي لِصَيْحَتِهَا؟
ياوَيْلَتَاْ! وَاْ أَبَا بَكراه! وَاْ عُمَرَا
دَنَاصِرٌ قَذَفَتْهَا الرِّيْحُ مِنْ جُزُرِ الـ
ـوَقْوَاقِ تَفترسُ الأَوطانَ والبَشَرَا
خَمسونَ عَاماً إلى الستينَ مِنْ
تَسِحُّ لو نَزَلَتْ بالصَّخرِ لانْفَجَرا
دَمِنَا لُدٌّ ورملةُ سَبْعٌ مَجْدَلٌ
حَيْفا ويَافَا وعَكَّا لَمْ يَذُقْنَ كَرَى
صَفَدٌ ياقومُ فِي حَشْرجاتِ الموتِ
فِي جِسْمِها السَّرطانُ القاتِلُ انْتَشَرَا
قِبْلَتُكُمْ وأَلْفُ جَرَّافةٍ هَدَّارةٍ زَحَفَتْ
لَمْ تُبْقِِ بَيْتاً ولا زَرَعَاً ولا شَجَرَا
خَرَّتْ مُقَطَّعَةَ الأَوصالِ ضَفَتُكُمْ
وَغَزَّةٌ تَتَحسَّى السُّمَّ والصَّبِرا
بَرَّاً وَبَحْراً وجَوَّاً يَقْصِفُونَهما
والشَّعْبُ فِي عُلَبِ السَّرْدِينِ قَدْ حُشِرَا
كَيْ يَطْلُبَ الصَّفْحَ والغُفرَانَ مِنْ لَدُنِ الـ
حاخامِ عُوبادِيا أَوْ يَلْحَقَ الغَجَرا
بِنْ جُورِيونَ ووِايزْمانُ قَدْ بَنَيَاْ
إشكولُ مائيرُ بيجنْ أَعْلَوُا الجُدُراْ
رَابينُ شَاميرُ بيريزٌ وراءَهمُ
بَارَاكُ شارونُ كُلٌّ يَتْبَعُ الأَثَراْ
مَا حَادَ آخِرُهُمْ عَنْ نَهْجِ أَوَّلِهِمْ
كأنَّهمْ واحدٌ قَدْ عَدَّدَ الصُّوَرَاْ
وبارَزُوا أَلْفَ مِليونٍ بآنسةٍ
كَأَنَّهمْ لم يَرَوْاْ قُدَّامَهُمْ ذَكَرَاْ
لِلقدسِ رَبٌّ وَأَجْنادٌ مُجَنَّدَةٌ
تَجْتَثُّ كُلَّ احتلالٍ طَالَ أَوْ قَصُرَاْ
حَتْفَاً لِمَنْ ذَبحوا يحيى ووالِدَهُ
ومِنْ زَكِيِّ دِمَانَاْ فَجَّرُوا نَهَرا
وَحَوَّلُوا القدسَ مَاْخُوراً يَفوحُ خَناً
حَاشَاْ لِشمسِ الهُدى أَنْ تَقْبَلَ القَذَراْ
أَرْضُ المَلاحِمِ لِلأبطالِ مُنْجِبَةٌ
قد جَدَّدَتْ لِلرعيلِ الأَوَّلِ السِّيرَا
أَبو الشَّهيدِ كَيومِ العُرْسِ مِنْ فَرَحٍ
وبالزَّغاريدِ أُمٌّ تُعْلِنُ الخَبَرَا
كأَنَّما كُلُّ أُمٍّ مِنْ حَرائِرِنا
قَدْ أَرْضَعَتْ أَسَدَاً أَوْ أَرْضَعَتْ نَمِرَا
حُمْرُ المَنَايا لنا خَيلٌ ونَحنُ لَهَا
مَنْ لَمْ يُحَارِبْ عَليها ضَاعَ وانْدَثرا
فَقِسْمَةُ الموتِ فِي الأَوطانِ قِسْمَتُنَا
والكُلُّ مِنَّا شَهيدٌ مِنْذُ أَنْ فُطِرَا
حَتَّى يُنَزِّلَ رَبُّ العَالَمينَ لَنا
عيسى وَيَنْقُرَ فِي النَّاقورِ مَنْ نَقَرَا
نُهْدِيْ سَلاماً كَنَفْحِ الطِّيْبِ تَحْسَبُهُ
مَرْجَ ابنِ عَامرٍ المِعطارَ قَدْ حَضَرَا
إِلى الرِّياضِ ونَجدٍ والحِجازِ وللـ
ـأَحْساءِ يَبْقَى بَقَاءَ الدَّهْرِ مُزْدَهِرا
جَزيرةُ المَجدِ رَبُّ البَيتِ يَحْفَظُهَا
ذِيْ دَارةُ العُرْبِ وَالإسلامِ مُذْ ظَهَرَاْ
تُفْنيْ أَبَابِيْلُهَا الأَفْيالَ قَاطِبَةً
وَكُلَّ عَبدٍ خَسيسٍ يَحْفِرُ الحُفَرا
بَيْنَ المُحيطينِ لِيْ أَهْلٌ ذَوُوْ عَدَدٍ
وَجِيْرَةٌ عَرَبٌ لا يَمنعونَ قِرَى
سَمعتُ صَوتَ سِلاحٍ فِي مَخازِنِكُمْ
يَبْكيْ عَليَّ طَوالَ الليلِ مُعْتَذِرا
خَمسونَ دَبَّابةً فِي الحي تَقصِفُنا
كَمْ قَهْقَهَتْ إِذْ رَمَيْنا نَحْوَها الحَجَرَا!
لَوْ كُنتُ أَحْمِلُ صَاروخاً عَلى كَتِفيْ
أَوْ أَرْبَجيهاً كَفانِي وَجْهَهَا القَذِرَا
مَا للحدودِ حَوالَيْنا مُغَلَّقَةً
لَمْ نَستَطعْ مَعها وِرْدا ولا صَدَرا
أَطْلِقْ يَدَيْ وَفُكَّ الحَبْلَ عَنْ عُنُقِيْ
وَافْتَح لِيَ البَابَ وانْظرْ بَعْدُ كَيْفَ تَرى
لَوْ تَجْعَلُ السَّدَّ يَامَولايَ طَوْعَ يَدِيْ
أَلْفَيْتَ مِلْيونَ شَارونٍ قَدِ انْدَحَرَاْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> محمود مفلح >> الرّاحلون ..
الرّاحلون ..
رقم القصيدة : 1934
-----------------------------------
رَحَلْنا قبلَ أن يَقَعَ الرَّحيلُ
وتمّتْ في مَسارحِنا الفُصولُ
وكانَ لنا من الأَزراءِ سَهْمٌ
وفي مأساتِهم باعٌ طويلُ
فكم هتَفوا بنا غوثاً فطارتْ
لِنجدَتِهم قوافينا الخُيولُ
ولولا رقدةُ الأمواتِ فينا
لَما برزتْ بِسَوءَتها الحُلولَُ!
ولكنَّ الجِيادَ جيادَ قومي
أضرَّ بها معَ البطَرِ الخُمُولُ
فلا الميدانِ يعرِفها نهاراً
ولا ذاكَ الصَّهيلُ هوَ الصَّهيلُ
ويسألُ مَنْ يمرُّ بها أَهَذي
خُيولٌ للمعاركِ أم عُجولُ؟
وظلّوا ينزفونَ على الراوبي
وشمسُهمُ لِمغربها تميلُ
يذوبُ الصَّخرُ مِن وجعٍ عليهم
وتغتمُّ المرابعُ والسُّهولُ
قِلاعٌ للصُّمودِ وقد تهاوَتْ
ألا يبكي الصُّمودُ فتىً نبيلُ؟
لئن رحلتْ طلائعُهم عَياناً
إلى حيثُ التحفُّزُ والقُفولُ
فإنَّا قبلَ ذلكَ قد رحلنا
فلم تبقَ الفروعُ ولا الأصولُ
تشردتِ البلادُ بهم وإني
على ثقةٍ سيجمعهم سبيلُ
سبيلُ الله والأيامُ تجري
لشاطئه تطيرُ به الخُيولُ
يوحِّدُهم ويُطلقهم صُقوراً
إلى حيث (البُحيْرَةُ) والجليلُ
وآيُ اللهِ فوقَهم لِواءٌ
وباسمِ الله جحفلُهم يُصولُ
يشدُّهم إلى الإسلامِ جُرجٌ
وقد سكنتْ جراحَهُمُ النُّصولُ
وليتَ الطَّعنَ جاءَك من أمامٍ
إذنْ لَعرفتَ كيفَ له تكيلُ
ولكنَّ السِّهامَ أتتكَ ظهراً
وفي جُنحِ الدُّجى وَثَبَ المغولُ
تَقولُ لهم جراحُ الأمسِ هذا
طريقُ النَّصرِ ليسَ له بديلُ
أضاء لنا على الدنيا دُروباً
ووحَّدنا ونحنُ بها فُلولُ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> البرامكة !!
البرامكة !!
رقم القصيدة : 1935
-----------------------------------
يا أيُّها البَرامِكَهْ :
مَن وََضَعَ السِّتْرَ لَكُمْ
بِوُسْعهِ أن يَهتِكهْ .
وَمَن حَباكُمْ بِدَمٍ
مِن حَقِّهِ أن يَسفِكَهْ .
قد تَركَ الماضي لكم عَبْرَتَهُ
فلتأخُذوا العِبْرَةَ مِمّا تَركَهْ .
أَنتُمْ على الأرضِ ..
فكونوا بَشَراً
واشترِكوا في حُلْوِنا وَمرِّنا
وأشركونا مَعكُمْ في أَمْرِنا
مِن قَبل أن تضطَّركُمْ
سِياطُ أَمْرِ (الأَمْركَهْ) .
أو فارجعوا إلى السّماواتِ العُلى
إذا زَعَمتُمْ أَنّكُمْ مَلائكهْ !
الآنَ ما عادَ لَكُمْ
أن تُوجِزوا أصواتَنا
بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ
أو تَحلبوا النُّورَ لَنا
مِنَ اللّيالي الحالِكَهْ .
عُودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا
وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا :
كُلُّ الثّراءِ والثّرى
مِلْكَُ لَنا
وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا.
فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً
كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ .
أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ
لِفكرةِ المُشارَكَهْ
أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بينَكُمْ
وَتجعلونا خَدَماً في الشّركَهْ
وتُورِثوها بَعَدكُمْ
وتُورِثونا مَعَها كالتَّركَهْ
فَلْتبشِروا بالتَّهْلُكَهْ !
وَإن تَناهَتْ قِسمةُ الأدوارِ
فيما بَينَنا
أن تأخُذوا القاربَ والبَحْرَ لكُمْ
والشَّبَكَهْ
وَتَمنحونا، كَرَماً، في كُلِّ عامٍ سَمَكَهْ
فَلْتَبشِروا بالتهلُكهْ !
وإن غَدا الإصلاحُ في مَفهومِكُمْ
أن تُلصِقوا طَلْسَمَ (هاروتَ وماروتَ)
علي عُلْبة سَرْدينٍ
لِتَغدو مَمْلكَهْ ..
فلتبشِروا بالتَّهلُكَهْ !
في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ
إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ :
أجسادُنا مُنهَكةَُ
أرواحُنا مُنتهَكَهْ.
خُطْواتُنا مُرتبكه ْ.
أوطانُنا مُفكّكَهْ .
لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ
حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ .
بَلْ إنّنا
سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا
في دَرْبهِ لِنَحْرِكُمْ !
فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا
خَيْرَُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ
وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ ..
كُلُّ البَلايا بَركَهْ ![/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب!
الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنوب!
رقم القصيدة : 1936
-----------------------------------
كُلُّ وقتٍ
ما عدا لحظة ميلادكَ فينا
هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ
كُلُّ أرضٍ
ما عدا الأرض التي تمشي عليها
هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ
كُلُّ كون
قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا
كلُ لونٍ
قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا
كلُ معنىً
قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ
كان خيطاً من دُخانْ
لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ
لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ
لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ
كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً
يا جنوبيُّ
ولمّا كنتَ.. كانْ!
****
كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ
إلاّ
بعدما لقَّنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!
كانت الأرضُ تخافُ المشيَ
حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ
فنَّ الدّورانْ!
لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،
في ليلِ ضُحاها
سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!
وستمشي بأمانٍ
وستمشي مُطمئناً بين جنْبَيها الأمانْ!
فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،
أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!
وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ
والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ
يا جنوبيُّ..
فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!
صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ
فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ
مِلءَ عيْنيكَ،
وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،
لاتغمضانْ!
****
يا جنوبيُّ..
ستأتيكَ لِجانُ الجانِ
تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ
بصوتِ الصولجانْ
وستنهالُ التهاني
من شِفاهِ الإمتهانْ!
وستَغلي الطبلةُ الفصحى
لتُلقي بين أيديكَ
فقاعَ الهذيانْ
وستمتدُّ خطوطُ النارِ،
كُرمى لبطولاتكَ،
ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ
وستجري تحتَ رِجليكَ
دِماءُ المهرجانْ
يا جنوبيُّ
فلا تُصغِ لهمْ
واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ
ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ
كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ
وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!
هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا
بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ
وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ
وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!
هُم جميعاً
أوثقوا بالغدرِ أيديكَ
وهم أحيوا أعاديكَ،
وقد عُدتَ مِنَ الحينِ
لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ
كيف يَمْتَنّونَ؟
هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟
هل يزهو بنصرِ الحُرِّ
مهزومٌ جبانْ؟!
****
يا جنوبيُّ..
ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ
إلاّ عاهِرٌ
ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ
بهلوانٌ
ثُعْلبانٌ
أُلعُبانْ
دَيْدَبانْ
مُعجِزٌ في قبحِهِ..
فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ
كُلُّ القباحاتِ حِسانْ
كيف يبدو كلّ هذا القبْح
فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!
هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى
إلى إلْيَتِهِ العُليا
نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!
وهوَ في دولتهِ
-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-
دودةٌ من مَرْطَبانْ!
سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ
وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ
قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس
آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ
لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!
قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ
طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..
فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟
قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ
قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ
لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ
قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!
****
يا جنوبيُّ
وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً
من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ
فَأصِخْ..
ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي
مِن ملايين الثُقوبْ!
لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ
إنها.. نحنُ الشعوبْ!
وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ
أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!
سوف تحتلُّكَ
تأييداً وتعضيداً وتمجيداً
ونَستعمرُ سَمعيكَ
بجيشِ الهيَجانْ
يا جنوبيُّ
فَسَرِّحْنا بإحسانٍ
وقُلْ: فات الأوانْ
أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ
وإنّي، من زمانٍ،
قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!
وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً
ثم تعافيتُ
ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً
في خلايا السَّرطانْ!
وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً
ولهُ في أرضِكُمْ..
مازالَ عِشرونَ كيانْ!
****
يا ابنَ لُبنانَ
بمضمارِ العُلا
طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ
واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ
قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟
فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:
إيمانٌ
وصبرٌ
وزِناد
وبَنَانْ
فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ
.. وما خاب الرِّهانْ
****
يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً
وحْدكَ النّاجحُ،
والعُرْبُ جميعاً..
سقطوا في الامتحانْ![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> قفوا ضدي ..!
قفوا ضدي ..!
رقم القصيدة : 1937
-----------------------------------
قِفوا ضِدّي .
دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
أصُدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
سِوى وَرْدي !
فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
بِقَدْح زنادها ناري .
وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
***
قِفوا ...
لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.
مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى
أُضارَ بِوَحشةِ البُعْدِ ؟
أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
لِتَرفعَ قِيمَةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَدِّ
بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
ولكنّي، بطُولِ الجُهْدِ ،
لَم أَبلُغْ بها قَصْدي .
أُحرّكُها إلى اليُمنى
فألقاها على اليُسرى
وتَجمعُ نَفسَها دُوني
فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
وَما ضيري ؟
أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْدي
سَأبقى واحِداً.. وَحْدي !
***
فَمي أَضناهُ حَكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .
بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ
قِفوا ضِدّي .
دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي
لِما يُجدي .
فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي
فلن تَلقى لَها جَدوى
سِوى الإعراضِ والصَدِّ
مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .
***
قِفوا ضِدّي .
أنا حُرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ
مِن ذِمّةِ العَبْدِ .
خُذوا أوراق إثباتي .
خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ
أَخجَلتْ ذاتي .
سَفَحتُ العُمْرَ
أُوقِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها
وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها
مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القردِ !
خُذوا آبارَكُمْ عَنّي .
خُذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها
مِن شِدَّةِ البَرْد ِ!
خُذوا أنهارَكُمْ عَنّي
خُذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري
كسكّينٍ على خَدّي .
خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ
عَن عَيني وَعَن أُذُني ..
أَنَا ابنُ الغَيمِ
لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .
قِفُوا ضِدّي ..
كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .
وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .
كَفاني بَعدَكمْ أنّي
بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْدي .
فَماذا عِندَكُمْ بَعْدي ؟![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> عود العراق
عود العراق
رقم القصيدة : 1939
-----------------------------------
عزَ فْنا طويلا ً
فمَلَّتْ أصابعُنا عز ْ فَنا
وملّتْ مسامِعُنا نغمة َ العائدينْ
نعودُ
لنلقى الذين ذهبنا لهم ميتينْ
ونلقى بيوتا ً خرابْ
ونلقى على كل ِّ شئ ٍ ضبابْ
عزفنا طويلا ً نعودُ
وما نحنُ بالعائدينْ
عزفنا على العودِ
والعودُ إنْ لم يكنْ بابليّا ً
فلنْ يُطْرِبَ السامعينْ
ولو ضيّعَ الناسُ عودَ العراق
فعودُ العراق ِ .. الحزينْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الاشارة الحمراء
الاشارة الحمراء
رقم القصيدة : 1940
-----------------------------------
جلسنا ساعة ً في المكتبِ الممنوع ْ
وجاء َتني بأوراق ِ القضيةِ كلِّها لنناقشَ الموضوع ْ
رأيتُ زهورَ أمريكا بعينيْها
دقائقَ حائريْن ِ ولم نجدْ مفتاحْ
لنفتحَ أوّلَ الموضوع ْ
تُحَدِّقُ في عيوني السودْ ............
ترى في أعيُنِي الفلاحْ
ترى وطنا ً تفرّقَ أهلُهُ .. ومقابرًا وجراحْ
ترى الاشباحْ
ترى ظِلا ًّ يُطاردُ ظِلَّهُ ويضاجعُ المصباحْ
ترى وجعَ اليتامى والأرامل ِ في عيوني السودْ
ترى طفلا ً ينادي .. يا أبي المفقودْ ....
متى ستعودْ ؟
ترى كلبا ً تنمّرََ في البلادِ وأصبحَ المعبودْ
ترى الاوجاع ْ..........
ترى عللَ الليالي في عيوني السودْ
دقائقَ ... حائريْن ِ ولم نجدْ مفتاحْ
أحدِّقُ في العيون ِالخضرِ مكسورًا بغير ِ جناحْ
رأيتُ زهورَ أمريكا بعينيْها
أرى في عينِها القدّاحْ
أرى نهرًا تسرَّبَ في النخيل ِ وخيّمَ التفاحْ
أرى طفلاً يداعبُ وز ّة ً في البركةِ الخضراءْ
أرى نسرًا يُقبِّلُ نورسًا بيضاءْ
ويُقْسِمُ أنّهُ ماكان يقصِدُ أنْ يُرَوِّعَها ......
بخفق ِ جناحِهِ وعيونِهِ الصفراءْ
رأيتُ كنيسة ً ناقوسُها قلِقٌ...........
ومكتوبٌ عليه ِعبارة ٌ..
يا أيّها الرهبانْ
سلاما ً.... انّ عيسى يقرأ ُالقرانْ
وقد قبّلْتُهُ مئتينْ ..........
وما زالتْ له في ذمّتي مئتانْ
رأيتُ بعينِها الخضراء ْ...
جميعَ جواهرِالاشياءْ
أيُمْكِنُ أنني أحببتُها جدًّا ............
لأنّ عيونَها خضراءْ؟
رأيتُ أشارة ً حمراء ْ !!
على بابٍ من الابوابْ
دخانُ سَجائرٍ ممنوع ْ.........
وحبّ ُ أجانب ٍ ممنوع ْ .........
فماذا أنتَ تفعلُ أيها المقطوع ُ من شجرهْ ؟
فضعْ حدًّا الى خطواتِكَ القذرهْ
لأنّ العمرَ مختصرٌ .....
وماذا سوف تجني أيها المسكين ُ من أشياءَ مختصره ؟
لمَن منذ ُالطفولةِ تحمل ُ الحَجَرَهْ ؟
فلا طيرٌ على الشجرهْ
وتحتَ المكتبِ السريِّ والممنوع ْْ
ثلاثُ أرائكٍ في غرفةٍ بيضاءْ
وساعة ُحائطٍ دومًا مثبّتَتة ٌعلى العَشَرَهْ
ومنضدة ٌوبابٌ أوصَدَتْهُ الرّيحْ
ونافذة ٌ بلا أستارْ
رموزٌ ..... كلّ ُ شئ ٍغامضٌ في داخل ِالغرفهْ
فهلْ كان التلاقي بيننا صدفهْ ؟
أنا أرثي بلاداً آمَنَتْ منذ ُ السّقوطِ بهذهِ الصّدفهْ
لأنّ الكونَ أجهزة ٌ مبرمجة ٌ
من الرمل ِالذي يتقمّصُ الصّحراءْ
الى الريح ِالتي تتجاذبُ السّعفه ْ
أنا سعفه
تُقَلِّبُني الرياحُ بوحشةٍ وأصيحْ ......
أنا سعفه
أ ُظلِّلُ آخرَ الفقراءْ
أرشّ ُ نداي
لهذا طارَدَتْني الريحْ
فجئتُ المكتبَ الممنوع ْ
فهل تجدينَ في الموضوع ِ أمرًا ليس مشروعاً
وهل هذا التصوّفُ في المحَبّةِ مطلقاً مشروع ْ؟
وهل تقفينَ مثلي هذه الوقفه ؟
أتيتُك من بلادِ النارْ
دموعي في شراييني
وأنقاضي .. هنا و هناك ... كالأحجارْ
أتيتُك مرة ً أخرى
أتيتُك واحدًا .... إنْ لم أكنْ صِفرا
أتيتُك مرة ً أخرى
لأني لستُ أرضى أنْ اكونَ بلحظةٍ ذكرى[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> العودة إلى الشاطيء البعيد
العودة إلى الشاطيء البعيد
رقم القصيدة : 1941
-----------------------------------
وعُدْ نا نَذكرُ الايامْ
نَجْمَعُ بعضَ ما ولّى على بعض ِ
نفتشُ عن بقايا ليلةٍ فيها
أ ُلاقيها
وقد نامَ النخيلُ هناكَ والاعشابْ
وأشجارٌ من الصفصافِ والاعنابْ
ونامَ الليلْ
فلا صوتٌ سوى قمرٍ يَدُقّ ُ البابْ
بابَ الشاطئ ِ النائي
على نهرٍ .. بعيدٍ .. أزرق ِالماء ِ
أ ُلاقيها فنستلقي على الارض ِ
يُقَلِّبُ بعضُنا بعضا
على عشبٍ ندِيّ ٍ .. باردٍ .. غَضِّ
وكنا نحْسَبُ الايامَ لا تمضي
ولكنْ مرّتْ الايامْ
وغابت نجمة ُالعشرينَ في وحل ٍ من الالامْ
وطافَ الثلجُ حولَ الشاطئ ِ الرملي
فلا نخلٌ ولا صفصافْ
ولا الماءُ الذي قد كان لو أمْسَكْتُها يغلي
ولا قمرٌ يَدُقّ ُالبابْ
ولا صوتٌ يُؤرِّقُ أعيُنَ الماضي
سوى رحلوا
فتعوي الريحْ
وتبكي نخلة ٌوتصيحْ .........
لقد كتبا على سعفي وجذعي ألفَ خاطرةٍ
فوا أسفي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> تراتيل الطائر المهاجر
تراتيل الطائر المهاجر
رقم القصيدة : 1942
-----------------------------------
تفَرّ قْنا
ذهَبْنا في مهبِّ الريحْ
وقرّرْ نا بأن لا نلتقي أبدا
سئِمْنا بعضَنا بعضاً
أردْنا أنْ نُخَرِّبَ بيتَنا عبثا ً بأيْدِينا
أردْ نا أنْ نُجَرِّبَ ما هي الجُدرانْ
أردنا أنْ نجرِّبَ بعضَنا بعضا
أردنا أن نرى الموتَ الذي يخشاهُ أترابي
كتبتُ عبارة ًمازالَ آخرُها على بابي
وداعًا
ثم ماذا بعد ما ذهبوا ؟
نزَ لْتُ بعالَم ٍما فيه أشرعة ٌ ولا شُطْآنْ
ولا نخل ٌ... ولا نهرٌ ... ولا رُمّانْ
ولا طيرٌ مضى برسائلي أو جاء ني بخبرْ
أنا مِن بَعْدِكُمْ في غابْ
وأرضي ذاتُ صخرٍ والسماءُ مطرْ
وغربانٌ تُفَتِّشُ ما بجَيْبي ثم تترُكُني
فتأتي ثُلَّة ٌ أخرى تُفَتِّشُني
فأشعرُ أنها يومًا ستأكُلُني
ولكنْ ... قد تبدّى الماءْ
فمَنْ يدري متى تتجَمّعُ الأشتاتْ ؟
ومَنْ مِنّا يُعِيدُ الماءَ للنهر ِ؟
ومَنْ مِنّا يُحاولُ أنْ يُحَوِّ لَني إلى عهدي ؟
أشُمّ ُخطاكَ يا وطني
أحاولُ مرّة ً أخرى
أ ُلَمْلِمُ ما تبدّى وانطوى مِن أول ِالعهدِ
تُرَى ...... مَن يَعْتَنِي بالأهل ِ مِن بعدي ؟
تفرّ قنا ...
وكُنا نقرأ الأيامْ
ونعرفُ غاية َ الدّهرِ
فَعَوِّدْ ني على نسيان ِ موطنِنا
وعَوِّدْنِي بأنْ أبكي على وطني
فماذا ظلَّ من عمري ؟
سوى طيرٍ يطيرُ بكلِّ زاويةٍ
وأعرفُ ضيْعَتِي ... وطني
فعَوِّدْنِي (حميدُ) أجَرِّبُ النسيانْ
فأنسى ساعة ًبغدادْ ......
شواطِئَها .. نساءَ الصالحيةِ .. شارع َالسعدونْ
أنا مازلتُ في بغدادْ
وأولادي بها يبكونْ
هناكَ مدينتي الأحلى من الدنيا
فرغم حوادثِ الأيام ِ ما ناحتْ
ولا ذبُلَتْ أزاهِرُها
تداعبُ كلَّ مُكْتَئِبِ
فكم قدْ حَمّلُوها فوقَ طاقتِها
وبغدادُ التي في غايةِ الأدبِِ
هجرناها بلا سببِ
ـــــــــــــ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> طيور الناصرية
طيور الناصرية
رقم القصيدة : 1943
-----------------------------------
ألا يا طيورَ الناصِرِيَّةِ نامي
ولو نِمتُ زوريني ولو بمنامي
ولا تنْظُرَنْ مثلَ الحزيناتِ للسَمَا
تظنَنَّ ما زالتْ هناكَ خيامي
أنا أمّ ُ أولادٍ و أمّ ُ صَبابَةٍ
ولي حسرة ٌ في القلبِ بنتُ حرام ِ
أُ قرِّبُ من عيْني قُصاصَ رسائلٍ
وأبياتِ شِعرٍ أثَّرَتْ بنِظامي
وأختِمُ شوطَ اليوم ِ حزناً كأمسِهِ
أدومُ وذاكَ الشَّوطُ سِرُّ دوامي
وأدخلُ داري مثلَ طيرٍ مُجَرَّدٍ
من الريش ِهزَّ البردُ كلَّ عظامي
أنامُ وأنتم نصبَ عيني وجوهُكُم
كأني أُداوي عِلَّتي بحِمامي
وأني وقد أيْقنت ُ عودتَكمْ لنا
سلاماً... إذنْ رُدّوا عَليَّ سلامي
ألا يا طيورَ الناصِرِيَّةِ ليلة ً
تُعَدُّ علينا في اللقاءِ بعام ِ
أنا أُمُّكُم والنومُ جافٍ وساعتي
تكادُ تُلاقيني ببعضِ ِ زُحام ِ
وقدْ مَضَتِ الأوقاتُ وانصاعتِ المُنى
لبَعْضِ إشاعاتٍ وكُثْرِ كلام ِ
أُداري الذي لم يَقوَ عنكم بكِذبَةٍ
وأرمي على نفسِي طويلَ سِهامي
أ ُ قلِّبُ أشياءً تركتمْ ومنزلاً
هجَرتُم وأنتم واقفونَ أمامي
أسِرَّ تُكُمْ هذي وهذا فِراشُكم
تماماً كما كنتم وغيرُ تمام ِ
وهذي لكم عندي الأمانة ُ أصْبَحَتْ
على الرُّغم ِ من أنفي حُطامَ حُطامي
ملابِسُكم هذي وهذي رفوفُها
مُفَرَّغة ٌ مملوءة ٌ بملامي
وغرفتُكم هذي تكادُ تقولُ لي
لماذا دفنتُم بي سنينَ غرامي
وبدَّلتمُ الأشواطَ بَيْني وبينهم
وكلّلتمُ الأسواط َ نصفَ عظامي
لماذا دفنتم بي خيالَ رفيقةٍ
وترتيلَ قرآنٍ وصوتَ كرام ِ
لماذا دخلتم لي تَجُرّونَ وحدتي
تجُرُّونَها والخوفُ سادَ وئامي
ألا يا طيورَ الناصريَّةِ نامي
عسى أنْ يقومَ القائمونََ مَقامي[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> د. عبد الرحمن بارود >> يا تائهون على الدروب
يا تائهون على الدروب
رقم القصيدة : 1930
-----------------------------------
غرباء ، لكنْ ربُّنا اللهُ
الله ! نِعْمَ الناصرُ اللهُ
ما يَنْقِمُ الحجرُ الضَّريرُ مِنَ ال
قَمَرِ الُمنيرِ ؟ وفيمَ عاداه ؟
عَلَتِ المنازلُ يا بُدورُ على
مَنْ لَمْ تَزَلْ في الوحْلِ رِجْلاهُ
والنهرُ يَضْحَكُ للرودِ وفي الصَّ
خْرِ الأَصَمِّ يَشُقُّ مَجْراهُ
مُلِئَتْ خَفافيشُ الدُّجى هَلَعاً
وضفادعُ السَّبئيِّ إياهُ
جُنَّ اليهودُ وقد رأوا عُمراً
قَدْ عادَ حَرْبَتُهُ بيُمْناهُ
هذا الزمانُ زُمانُنا ... قَدَراً
وإذا الظَّلام أَبى حَرَقْنَاهُ
يا للشهيد ! كأئَّهُ ملَكٌ
دُنياهُ شامخةٌ وأُخراهُ
لله درُّ أبيهِ من بَطَلٍ
كالكوكب الدُّرِّيِّ تَلْقاه
مِسْكُ الجِنانِ يفوحُ مِنْ دَمِهِ
والبدرُ يسطعُ مِنْ مُحَيَّاهُ
في الأرض نَدْفِنُهُ وفي قممِ ال
فِردوس عندَ اللهِ مَحْياهُ
ليلاهُ حَورْاءُ الجنانِ إذا
كلُّ امْرىءٍ شَغَفَتْهُ ليلاهُ
هذا الشهيد ... ألسْتَ تعْرفُه ؟
ألعِزُّ بين يديهِ والجاهُ
الأرضُ في عينيه خَرْدَلةٌ
وعلى عبيدِ الأرض نعلاهُ
سَقْياً لأوَّلِنا وآخِرِنا
ولمنْ بظَهْرِ الغيْب نَهْواهُ
سَقْياً لوَحْدتنا وفطْرتِنا ال
بيضاءِ والصفحاتُ أشباهُ
إذْ كالمجرَّة نحنُ تَقْدُمُنا
أقمارُ مكةَ صانها اللهُ
كنا الحَيَا ما حَلَّ في بَلَدٍ
إلا بإذنِ اللهِ أحياهُ
كمْ مزَّقَ النِّيْرُ الرقاب فَلَم
تَكُ ساعةٌ حتى سَحَقْناهُ
وكلامُ ربعيِّ ؛ أَتَذْكُرُه ؟
طيِّبٌ تمنّى الطِّيبُ رَّياهُ
العِزُّ في كَنَفِ العزيز ومَنْ
عبَدَ العَبِيْدَ أذَلَّه اللُه[/font]
[font=&quot] [/font]

[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الساعة الواحدة
الساعة الواحدة
رقم القصيدة : 1944
-----------------------------------
برغم ِاحتراقي
برغم ِالسقوط ِعلى ساحلي .......
ورغم ِ انزلاقي
ورغم ِ اختلافي ورغم ِاتفاقي
أحاولُ تأويلة ً لاغترابي
فأرمي على اليأس ِ يأسي
وأبحثُ عن نقطةٍ للتلاقي
أ ُحاولُ لكنني في انطلاقي
تغرّبْتُ عشرينَ عامًا وعامًا
وما زالَ قلبي العراقي .................
عراقي
أ ُحاولُ ترجيعة ً للتلاقي
أ ُحاولُ منذ ُالولادةِ حتى تَمَكّنْتُ ....
لم يبقَ في العمرِ باقي
تأكدتُ بعدَ اختلافِ الليالي ........
وبعدَ انغلاقي
بأنّ اندحاري .... وأنّ انتصاري
مقابلُ بعض ِ انحناء ٍ صغير ٍ ....
ورهنُ انسياقي
ولكنني لم أزلْ مُعْلِناً ....
بأنّ انسياقي محالٌ ولو بتّ ُ بين السواقي
فهَلا ّ تغربتِ مثلي ؟
وهل تعرفين َالبكاءْ ؟
وهل نمت ِ فوقَ الرصيفْ ؟
وهل ذقتِ بردَ الشتاءْ ؟
فرغم جميع ِالعذاباتِ في داخلي
فاني تحَمّلتُ هذا العناءْ
لكي لا أعيشَ على هامش ٍ .....
مثلَ صنفِ النساءْ
فهلْ أنتِ مثلي ؟
وأين وجوهُ التشابهِ ما بيننا ؟
وهل أنتِ تنتظرين َالبريدْ ؟
تنامينَ في الشرفةِ البارده ْ؟
وهل انت بعدَ اندلاع ِالظلامْ ....
اذا دقّتْ الساعة ُالواحدهْ
تعُدِّينَ مثلي نجومَ السماءْ ؟
تعدّينَ واحدة ً واحدهْ ؟
وهل أنتِ مِثلي ؟
تشذ ّينَ دومًا عن القاعدهْ ؟
أقولُ اتّفَقْنا ؟
لأني أفضِّلُ حربَ الرصاص ِ.......
على حربِ أعيُنِكِ الباردهْ
أقولُ اختلَفنا ؟
وأستنبط ُالآنَ منكِ اختلافْ
وأستقرئ ُ الآنَ ألفَ اختلافْ
فشتّانَ بينَ البحارِ التي ضيّعَتْني .......
وبينَ الضِّفافْ
أ ُحاولُ جمعَ التقاريرِ عنكِ .....
أ ُحاولُ بينَ اشتباكٍ وبينَ التفافْ
لعلِّي سأحْصَلُ يوماً.................
على الأعترافْ
أقولُ اتفقنا ؟
أ أنسى اغترابي ؟
أ أخرجُ مِن واقع ٍ يعتريني ....
وأدخلُ في حاضرٍِ من غيابي ؟
أ قولُ اختلفنا ؟
وأنسى اضطراباتِ قلبي ودقّاتِ بابي ؟
إذنْ مالذي نلتُهُ مِن شبابي ؟
إذنْ كيفَ أجتاحُ ستّينَ عامًا أمامِي .......
وأجتاحُ ما بي ؟
أحقّاً سأنساكِ في ذاتِ يوم ٍ........
وفي منتهى الجُبْن ِ ألقي انسحابي
لماذا أكونُ جبانا ً؟
وكيف أكونُ جبانا ً
وأعْلِنُ منكِ انسحابي ؟ !
مفارقة ٌ كلّ ُ ما بيننا ......
وأعلمُ أنّ التلاقي مُحالْ
وأعلمُ أنّ النهاية َ مثلُ البدايه
ففي دورة ٍ نلتقي ولكنّها دورة ٌ للزوالْ
نوافذ ُنا كلُّها مغلقهْ .........
نوافذ ُنا من زجاجْ
وأحلامُنا حبة ٌمن بخارْ ........
و أيامُنا من ظلالْ
أ ُحاولُ وحدي ..... وأشتاقُ وحدي
وفي ذاتِ يوم ٍ ....
رأيتُ انكساراتِ وجهي
رأيتُ المسافاتِ ضدِّي
فأطرقتُ في حانةِ الوهم ِ وحدي
تغرّبْتُ عشرينَ عامًا وعامًا ......
ولم تبقَ إلا ّ الخرائط ُعندي
لماذا تكونينَ ضدّي ؟
وفي ذاتِ يوم ٍ إذا دقّتْ الساعة ُالواحدهْ
ستبكينَ بعدي
لأني أ ُحِبُّكِ رغمَ اختلافِ خطوطي ...
ورغم اتجاهاتِ بعدي
ُأحِبُّكِ ..... رغمَ المسافاتِ ضدِّي
ومِن كلِّ قلبي أقولُ استعدِّي
لنهربَ مِن واقع ٍ من رمادْ
لنخرجَ من ممكناتِ الزمنْ
فاني على مرِّ هذا الزمنْ
من الساعةِ الواحده ............
الى الساعةِ الواحده.............
دفعتُ الثمنْ
فلا تتركيني .......
فلم يبقَ عندي سواكِ اتساع ْ
وقد ضاقَ حتى البدنْ
ولا تتركيني .......
فأنتِ الصباحُ الذي جئتُ من أجلِهِ ...
لهذا الوطنْ
فانْ كنتِ حقّاً ستمضينَ عني
فإني أعيشُ ... ولكنْ لِمَنْ ؟[/font]

 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> القمر الأزرق
القمر الأزرق
رقم القصيدة : 1945
-----------------------------------
لعينيكِ أتعبتُ حتى الطريقْ
أشُمّ الخُطى بارتِيابْ
فيَصْفرّ ُ عودي الوَرِيقْ
و يخْضرّ وجهُ التُرابْ
***
***
لعينيكِ ضيّعْتُ مافي يدِي
لأمْضِي وراءَ البريقْ
وأهرُُبُ من صاحبي الواحدِ
لأمشي لِمَنْ لا أ ُطِيقْ
***
***
تَعِبْنا من السَيْرِ فوقَ النجومْ
فكيف النزولُ لتلكَ العوالِمْ
فلا حَمَلَتْنا إليكِ الغيومْ
ولا مِن طريق ٍ ولا مِن سَلا لمْ
***
***
لعينيكِ يَمّمْتُ موجَ البحارْ
وألقيتُ بعضي على زورقي
ذهَبْنا وكُنّا على الماء ِ نارْ
وعُدْنا رمادًا لكي نلتقي
***
***
لعينيكِ في غابتي للذئابْ
ُغني لكي تتسلّى القرودْ
وفي آخِرِالليل ِ صاحَ الغرابْ
فأيقنتُ مَنْ ذهَبَتْ لا تعودْ
***
***
لعينيكِ والنهرِ والأ ُمسياتْ
وللقمرِ الضاحِتتكِ الأ زرق ِ
تحَمّلْتُ في أرضِكمْ عاصفاتْ
وعيناكِ كالشجَرِ المُورق ِ
***
***
أمُرّ ُعلى بيتِكُم في الصباحْ
نوافذ ُ شبّاكِكُمْ مُقْفَلَهْ
فإنْ عُدْتُ ثانية ً في الرّواحْ
وجدتُ على بابِكُم سِلْسِلهْ
***
***
زرعتُ الرياحينَ طولَ الطريقْ
فلا الماءُ ساق ٍ ولا ساقُها
فإنْ حَرّكَ الدّهْرُعودي الوريقْ
تهاوَتْ على الأرض ِ أوراقُها
***
***
بعيدان ِ عن بعضِنا في الوجودْ
رفيقان ِ في الجَنّةِ العاليهْ
حبيبان ِ رغمَ اختلافِ الحدودْ
مليئان ِ بالأحرُفِ الخاليهْ
***
***[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> رهبان وعصافير
رهبان وعصافير
رقم القصيدة : 1946
-----------------------------------
تعَوَّدْتُ رُؤياكِ قبلَ المساءْ
وأدْمَنتُ رؤياكِ حَدَّ الجنونْ
أعُدُّ المسافاتِ بيني وبينَ الهواءْ
وفي الساعةِ الثانيهْ
أعُدُّ الثواني إلى غايتي
وأُحْصِيكِ ثانية ً ثانيه
تعَوَّدتُ رؤياكِ في غابتي
وفي نجمتي العاليه
وأدْمَنْتُ رؤياكِ كي لا تموتَ
وريقاتُ مخطوطتي الباقيه
فللعيش ِ حينٌ وللموتِ حينْ
ولله ِ فوَّضتُ أمري
تعوَّدْتُ أنْ أنتهي في انحدارْ
وأُخفيكِ في حَبَّةٍ من وجودي
تعَوَّدْتِ أنْ تختفي بعضَ حينْ
فألتفُّ في الليل ِ حتى تعودي
تعلمْتُ منكِ بأنَّ الغيومَ استراحاتُنا
وأنَّ المطرْ
رسومُ الوجودِ
عتابُ الحبيبين ِ بعدَ السفرْ
تعَوَّدْتُ رؤياكِ في كلِّ شئْ
ففي الماءِ أنتِ
وفي الأرض ِأنتِ
وفوقَ القمرْ
وأدْمَنْتُ حدَّ الجنون ِاللقاءْ
وأدمنتُ رؤياكِ حدَّ الفناءْ
لغاتُ العصافيرِ مكتوبة ٌعلى فحْمَتيْنْ
قرأ ْ نا بعَيْنَيْكِ كيفَ العصافيرُ تبكي
على عشِّها مرَّ تينْ
وكيفَ العصافيرُ تُلغِي سفاراتِها
وترمي استقالاتِها بوجهِ الصُّقورْ
وكيف العصافيرُ تنسى النخيلْ
وتُلقِي بأفراخِها كي تثورْ
لماذا يذلّونَ أهلُ العراقْ؟
وقدْ ترفضُ الذلَّ حتى الطيورْ
وأحْبَبْتُ فيكِ اختِفاءْ الرُّموزْ
وأحببتُ في عينِكِ الأنتظارْ
تبَحَّرْتُ في غابةٍ مِنْ ظلامْ
وفي قريةٍ مِن نهارْ
قرأنا بعينيكِ كيف الوداعُ الأخيرْ
وكيف المَحَطّاتُ تبكي
اذا شققَ الليلَ صوتُ القطارْ
وداعًا ...... فهلْ نلتقي بعدَ عامْ ؟
أنا أنتِ يعني
لماذا إذنْ نقبلُ الانقسامْ ؟
لماذا تصيرُ المسافاتُ رهبانَنا
ويمضي بنا الخوفُ بعدَ انسجامْ؟
أنا .... انتِ يعني
وأنتِ التي علّمَتْنِي الكلامْ
خذي نصفَ عمري
خذي لوحة َالذكرياتْ
خذي من كياني جوازَ السفرْ
خذي مِعطفي فالشتاءُ الكئيبْ
تعلّمَ من مِعطفي كيفَ ينفي المَطرْ
تعلَّمَ من مِعْطفي أين ميعادُنا
ومِن أين يأتي البريدُ
وفي أيِّ وقتٍ سيرمي الحَجَرْ
خذي مِعْطفي ولو بعدَ سِتّينَ عامْ
لنعقدَ قبلَ انقطاع ِالدماءِ
وبعدَ انحناءِ العِظامْ
معاهدةً ليسَ إلاّ
خَلاصاً يُسَمّى سلامْ
أنا أنتِ يَعْني
ولكنها حكمة ُالله ِأنْ نلتقي
ولا شئَ إلاّ لِقاء
أنا أنتِ يَعْني
ولا وقتَ للحبِّ في غربتي
ولكنها عزلة ٌ وانتماءْ
خذي مِعْطفي
خذي خاتمَ الكون ِ مِن إصْبَعِي
أتيتكِ مِن قريةٍ صَيَّرُوها حُطامْ
وجاء تْ سكاكينُ قَوْمِي مَعي
خذي كلَّ شئ ٍعلى أنْ تعيشي
بقايا حياتي معي[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> موت تحت المطر
موت تحت المطر
رقم القصيدة : 1947
-----------------------------------
أنا لم أعُدْ مثلَما تعرِفينْ
لقد غيّروني
وقد زوّدوني بجنسِيَّةِ المُنْتَمِينْ
وقدْ زيّفُوني
تنازلتُ عنْ كلِّ شئ ٍ جميلْ
تنازلتُ عنْ حبِّكم قبلَ سَاعهْ
وعن حُبِّ أهلي وحُبِّ النخيلْ
وعن حبِّ حتّى النهَرْ
تنازلتُ عن كبريائي الكبيرْ
وعن قدرتي والشجاعه
تنازلتُ عن حقِّنا في الحُصانْ
وعن حقِّنا في البضاعَهْ
تنازلتُ عن حُبِّكم قبلَ ساعه
تنازلتُ عنكم جميعًا فلا تَشْتُمُوني
فقد عِشتُ جارًا لكم ألفَ عامْ
ومُتُّمْ ولم تعرفوني !
أ لستم سكنتم مكاني ؟
أ لستم قتلتم سكوني ؟
دعوني أكن تافهًا... ولا تُمْسِكوني
دعوني أكن تافهًا ... لكي تعرفوني
لأني إذا حِزْتُ تلكَ الصفاتْ
ستحكي الإذاعاتُ عنّي بكلِّ اللغاتْ
لأنَّ النزاهة َ ذنبي الكبيرْ
وموتي طوالَ الحياة !
أنا الآنَ لا تصرُخِي لو أقولْ
أنا الآنَ .....لا أنتمي للبشرْ
تفرّقتُ في حُبِّكمْ في الرِياحْ
وأنتمْ تعيشونَ مِثلَ الحَجَرْ !
أعودُ إلى الغابِ ؟ كلا ّ ... مُحَالْ!
أنا لم أصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
وأهلي وقد ضَيّعوني وضَيَّعْتُهُمْ
وراحَتْ عيونُكِ خلفَ النهَرْ
تنادي عيوني
تقولين لي لا تبال ِ
تَحَمَّلْ قليلا ً... ولا تعلمينْ
لقد حَمّلَتْني جبالا ً من الحزن ِ تِلك الليالي
وقد أرْغَمَتْنِي
أجُرّ ُ حِبالي
وأخرجُ مِن أيِّ شئ ٍ بلا أيِّ شئْ
تَحَمَّلْ إذنْ كلَّ شئْ
وعِشْ كالطيورِ التي صادَروها
من الليل ِ... خُذ ْ ساعة ً أو دقيقهْ
ومِمّا مضى ... خُذ دقيقهْ
ولا تجرحْ الناسَ حتى وإنْ عَذ ّبُوكْ
فأ فْئِدَة ُالناس ِجدّا ً رقيقهْ
تَحَمَّلْ إذنْ يا صديقي
لأنّكَ مهما رحلتْ
لآتٍ بنفس ِالطريقهْ
أنا ....آهْ ... كم عِشْتُ تحتَ الجحيمْ !
وكمْ مُتّ ُ تحتَ المَطَرْ !!
أنا لسْتُ أدري
إذا كان قلبي الذي ضيَّعوهُ
مِن الماءِ أمْ مِن حَجَرْ
أعودُ إلى النَهْرِ ؟ كَلا ّ مُحالْ
أنا لمْ أ ُصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
لهذا تنازلتُ عنكمْ جميعًا
فلا تبْعَثوا لي نداءْ
أنا جئتُ للأرض ِ قبْلَ الأوان ِ
وبعدَ انتهاءْ
فهلْ تستطيعونَ أنْ تَرْشُدُوني
إلى وجهِ أمّي السَّماءْ ؟
لقد ضيَّعَتْنِي حماقاتُ أهلي
فأصبحتُ جدّا ًحقيرْ
وأصبحتُ ... مثلَ الشياهين ِ ....
لو طارَدُوها على الأرض ِ تنسى إلى مَنْ تطِيرْ
وتفقدُ حتى التصرّ ُفَ في عقْلِها
فقد غادرتْ مِن فضاها
إلى هذهِ الأرض ِ إذ لا مكانْ
فأرجوك ِ ..... لا تصرخي لو أقولْ
تنازلتْ عن حُبِّكم قبْلَ آنْ
لأنَّ الذينَ تنازلتُ عنهم أنا قبلَ سَاعه
لقد ضَيَّعُوا ساعتي مِن زمانْ
ـــــــــــــــــــــ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الشراع والموتى
الشراع والموتى
رقم القصيدة : 1948
-----------------------------------
سَبَقُوني وأنا مشغولٌ بالضربِ على الأ لواحْ
استعداداً للموج ِ الجارفِ والتيارْ
البحرُ عميقْ
وسفينة ُهذا العصرِ على قدْرِ الاحداثْ
خدَعَتْهُم أسرابُ الطيرْ
خدَعَتْهم تلك الزُّ رْ قَه
وهدوءُ الشاطئ ِ والاشرعة ُالبيضْ
خدَعَتْهم زقزقة الطيرِ امامَ الموج ِ...
وعصفِ الرّيحْ
تركوني أنجرُ وحدي
أبحث عن لوح ٍ من خشب ٍ صاجْ
أبحث عن بحّارْ
تركوني ......
أبحث عن فلكيّ ٍ يعرِفُ مجرى النجمْ ..
ويعرِفُ من أين الريحُ ومن أين القُطّاعْ
أبحث عن مجدافٍ أكبرَ من هذا المجدافْ
أبحث عن مصباحْ
تركوني أبحث عن شبكه
سبقوني ..... ذهبوا
ركبوا البحرَ بلا استعدادْ
غرّ تْهم قوة ُ أيديهم ...........
ورشاقة ُ أرجُِلهِم غرّ تْهم
وشراعي .............
مرّ عليهم مثلَ الضوءْ
كانوا موتى
يظهرُ أنّ الموجَ رماهم فوق َالشاطئْ
عادوا للشاطئ ِ ثانية ً .....
لكنْ موتى[/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> الليلة السابعة
الليلة السابعة
رقم القصيدة : 1949
-----------------------------------
أنا والريحْ
لا أهْلٌ ولا أحبابْ
ولا أحدٌ معي في هذه الغربهْ
أنا والريحَ لا أ ُمّي ولا الأصحابْ
ولا مِن إخوَتِي أحَدٌ يَدُقّ ُ البابْ
بعيدٌ فوقَ ما يتصَوّرُ الناسُونْ
بعيدٌ فوقَ ما يَصِفُونْ
أحنّ ُ لِسَعْفَةٍ في (الناصِرِيّةِ) مِن بساتيني
لقد كانتْ تصُدّ ُالرّيحْ
وكانت كلّما عَصَفَتْ بي الأيامُ تُؤْويني
أحنّ ُ لقاربٍ ينسابُ ضِدّ الماءْ
أحنّ لمنزلي المهدومْ ......
ونهرٍ لم يُسَمّوهُ
وما زالتْ نُهَيْراتُ العراق ِ تُفارقُ الأسماءْ
أنا والريحْ
وأمي حينما يأتي المساءُ وتدخلُ الغرفه
ترى صُوَرِي
تُكَلِّمُ نفسَها ... تبكي على قَدَري
وترجفُ مثلَما سَعْفَهْ
أيا ولدي ..... وأعلمُ لا تعودُ لهذِهِ الغرفهْ
سريرُ كَ فارغ ٌ مِن عودِكَ الرّطِبِ
وتبكي كلّما ترنو إلى كُتُبِي
وقرآني... وتربةِ كربلاءَ ... وسِبْحَتِي السّودَاءْ
وصَحْبي كلّما سألوا ......
تُغَطِّي مُقْلَة ً مخنوقة ً بِرِداءْ
وأظْهَرَتْ الخِمارَ مُبَلّلا ً بالماءْ
شهادتُكَ العزيزة ُ... أين أ ُخفيها ؟
قصائدُ كَ الأسيرة ُ... أين أطويها ؟
تراثٌ أنتَ يا ولدي ......
وليلة ُ بابل ٍ لمْ نَدْرِ ما فيها
رفاقُكَ جُلُّهُمْ ذهَبُوا ....
وما ترَكُوا .... سوى البَصَمَاتِ والآثارْ
وشُرْطِيٍّ ببابِ الدارْ
جزاهُ الله ُخيرًا ... يدفعُ الأخطارْ !!
أيا ولدي ... وأعلمُ لا تعودُ لهذه الغرفهْ
وهذا جارُنا قَلِقٌ .... يُناديني ...
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّلا ً بالريحْ
وراحَ مُحَمّلا ً بالريحْ
أنا والريحَ ثانية ً أنا والريحْ
خُلِقْنا للحدودِ و للمسافاتِ
خُلِقْنا للمنافي .. للسجون ِ وللمناجاةِ
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّلا ً بالريحْ
وراحَ محملا ً بالريحْ
فقدتُكَ آهْ ............. ياولدي
وأنت لهذهِ الأيام ِ مُعْتمدي
لمَنْ مِنْ بعدِ وجهِكَ أفتحُ العينينْ ؟
ومِن أينَ السبيلُ لوجْهِهِ .... مِن أينْ ؟
لمَن لو ضاق بي أمَدِي ...
أمُدّ ُ يدي ؟
لمَن مِن بعدِ وجهِكَ أشتكي عُقَدِي ؟
أتى رجلُ البريدِ يَجُرّ ُ ساعاتي
أ حَقًّا قُلْتَ يا ولدي ..أنا في غربتي ذاتي ؟
أنا وَرَقِي من الزيتونْ
أ حَقّا أنت للغرباءْ ؟
وثالثة ً أنا والريحْ
أنا لن تأكلَ النيرانُ أوراقي
أنا أعدائي الجبناء
أنا فقط الكلابُ تريدُ إخفاقي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
رقم القصيدة : 19498
-----------------------------------
بنى الأرض هل من سامع فأبثَّهُ
حديث بصير بالحقيقة عالم
جُبِلنا على حب الحياة وإنها
مخيفة أحلام أطافت بحالم
سعى الناس والاقدار مخبوءَة لهم
وناموا وما ليل الخطوب بنائم
جرت سفن الايام مشحونة ً بنا
على بحر عيش بالردى متلاطم
تأملت في الاحياءِ طراً فلم اجد
بهم باسماً إلا على ألف واجم
وربَّ سعيد واحد تمَّ سعده
بالف شقيّ في المعيشة راغم
وما المرءُ إلا دَوْحة في تنوفة
مُلَوَّحة ُ أغصانها بالسمائم
لها ورَقٌ قد جف إلا أقله
وعيدانها بين النُّيوب العواجم
ولا بد أن تُجْتَثَّ يوما جُذورها
وتَقلعها إحدى الرياح الهواجم
ارى العمر مهما ازداد يزداد نقصه
إذن نحن في نقص من العمر دائم
ولولا انهدام في بناء جسومنا
لما احتيج في تعميرها للمطاعم
لحى الله بأْساءَ الحياة كأننا
نُكبَّلُ من حاجاتها بالأداهم
نروح كما نغدو تجاهد دونها
أموراً دعتنا لارتكاب الجرائم
فلو كنت في هذا الوجود مخيراً
وفي عدمي لاخترته غير نادم
هل الموت إلا سالك وحياتنا
إليه سبيل مستنبين المعالم
وما زال هذا الدهرُ غضبانَ آخذاً
على الناس من سيف النون بقائم
تبصّر تجد هذه البسيطة منزلاً
كثير اليتامَى عامراً بالمآتم
وليس الذي آسى له فقد هالكٍ
ولكن ضياع المفجّعات الكرائم
أراملُ تستذرى الدموع وحولها
يتامى كأفراخ القطا والحمائم
وكائن ترَى مخدومة في جلالها
سعتْ حيث أبكاها الردَى سعي خادم
فليت المنايا حين قوَّضن بيتها
بدا خُلبَّا والشرّ ضربة َ لازم
أرى الخيرَ في الأحياء ومْضَ سحابة
إذا ما رأينا واحداً قام بانيا
هناك رأينا خلفه ألفَ هادم
وما جاء فيهم عادل يستميلهمْ
الى الحق الا صدَّه الف ظالم
جهِلت كجهل الناس حكمة َ خالق
على الخلق طراً بالتعاسة حاكم
وغاية جهدي انني قد علمته
حكيما تعالى عن ركوب المظالم
دأبت لنفسي في الحياة كأنني
من العيش مُلقى ً في شدوق الضراغم
يخاصمني منها على غير طائلٍ
اناس فابدي الصفح غير مخاصم
وأقنع بالقوت الزهيد لطيبه
حذار وقوعي في خبيث المطاعم
وأترك ما قد تشتهي النفس نَيْلَه
وما انا في شئٍ عليه يجارم
إذا جئت بالقلب السليم يجيئني
بقلب له من كثرة الحِقد وارم[/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> من أين من أين يا ابتدائي
من أين من أين يا ابتدائي
رقم القصيدة : 19499
-----------------------------------
من أين من أين يا ابتدائي
ثم إلى أين يا انتهائي؟
أمن فناء إلى وجود
ومن وجود الى فناءِ
أم من وجود له اختفاءٌ
الى وجود بلا اختفاءِ
خرجت من ظلمة لأخرى
فما امامي وما ورائي
ما زلت من حيرة بامرى
معانق اليأس وارجاءِ
إن طريق النجاة وعر
يكبويه الطرف ذو النجاءِ
يَأيها المترف المهنّا
يهدي إلى ناجع الدواء
لاي امر ذه الليالي
تأتني وتمضي على الولاءِ
فتطلعُ الشمس في صباح
وتغرب الشمس في مساء
ارى ضياءً يروق عيني
ولست أدري كنه الضياء
وما اهتزاز الأثير إلا
عُلالة نزرة الحملاء
نحن على رغم ما علمنا
نعيش في غيهب العماء
نشرب ماء الظنون عبا
بهنَّ يُدعى يابن الثراء
تأتي علينا مشاهدات
نروح منهن في مراءِ
وكم نرى فعل فاعلات
من القوى وهي في الخفاءِ
يا ويلة الحس انه عن
حقيقة الامر في غطاءِ
فان اجزاء كل جسم
مبتعدات بلا التقاءِ
وفي دُقاق الجماد عَرك
يا قوة الجذب أطلقيني
من ثقلة اوجبت عنائي
لولاك لولاك يا شكالي
انتَ عماد السماءِِ لكن
خفيت عن عين كل راءِ
ربطت كل النجوم فيها
بعضاً ببعض ربط اعتناء
فدرن في الجوّ جاريات
كأنها السفن فوق ماءِ
نحن بني الارض قد علمنا
باننا من بني السماء
لو كنت في المشتري لبانت
ارضي سماءً بلا امتراء
فليس فوق وليس تحت
ولا اعتلاءٌ لذي اعتلاءِ
وانما نحن فوق نجم
فليت شعري أي ارتقاء
للروح يبقى أيُّ ارتقاء
وأنت يا كهرباء سرٌّ
بدا وما زال في غِشاء
عجائب الكوزن وهي شتى
فيك انطوت أيما انطواء
رضأت ان شئت كل داج
لنا وأدنيت كل ناء
فأنت للكائنات روح
إن كانت الروح للبقاء
وكم تقاضاك فيلسوف
حقيقة ً صعبة الاداء
فقال والقول منه ظن
ما الكون إلا بالكهرباء
وليلة بتها أنادي
نجومها ابعد النداء
آخذ منهن بالتداني
فكراً ويأخذنَ بالتنائي
فانثني باكياً بشعري
وربما كرّ بعد وهن
فكري فالفى بعض الشفاء؟
فأرجع القهقرى أغنِّي
وما سوى الشعر من غناء
أقول والنسر فوق رأسي
وطالع النجم في إزائي
يا أيها الأنجم الزواهي
لله ما فيك من بهاء
اما كفاك النعش السنى جمالاً
حتى تجللت بالسناء
امات ذو النعش بانطفاء
اني اذا كنت في حداد
اليك اهدي حسن العزاء
أخوك هل طائر لو كر
أم قاصد منتهى الفضاء
كأن أم النجوم سيف
سُلَّ على الليل ذو مَضاء
رصع متناه بالدراري
فراق في الحستن والرواء
كأن نجم السها اديب
في أرض بغداد ذو ثَواء
كأن خط الشهاب مُدلِ
لاسفل البئر بالرشاء
كأنما انجم الثريا
في شكلها الباهر الضياء
قفار كف به فصوص
من حجر الماس ذيالصفاء
برئت للموت من حياة
مانكبت مهيع الشقاء
لم يكفها أنها احتياج
حتى غدت حَومة البلاء
يمرح في ثوب كبرياء
مهلا أخا الكبر بَعض كبر
الست تقني بعض الحياء؟
انت ابن فقر الى أمور
بهن تدعى يا ابن الثراء[/font]​
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> وحيد خيون >> طائر الجنوب
طائر الجنوب
رقم القصيدة : 1950
-----------------------------------
سوف أمضي وأرحلُ
يا عراقي المُدَ لّلُ
ظاهرٌ منكَ أنني
ليس لي فيك منزلُ
ولكنْ لا تقُلْ مَلّوا .....
وهانَ العيشُ ...... أو خانوا
تغرّبْنا .........
تركنا أهلَنا في الجنةِ الخضراءْ
هَجَرْنا دجلة َ الفيحاءْ
هَجَرْ نا الماءْ
جَنوبِيّ ٌ أنا ما غيّرَتْني الريحْ
و فلاحٌ أنا .... قلبي على أرضي
قضيناها ولا أحدٌ يُصَدِّق أنها تقضي
ولا أحدٌ يُصَدِّقُ أننا نمضي
ولكنْ ما بأيدينا؟
عَجزْ نا أيها الوطن ُالمكابرُ أنْ نُغَنّي فوقَ قتلانا
ونرقصَ دونَ أنْ تهتزّ أيدينا
أبينا أنْ نُقَبِّلَ رأسَ خادِمِنا ......
ونركعَ تحتَ أرْجُلِهِ ليُعْطِينا
جَنُوبيّ ٌ أنا ...... لا أعرفُ التزييفْ
وشرقيّ ٌ....أحِنُّ لموطني مهما قسا وطني
أيا وطني ...........
وكنا كلما غنى المغني ...( سَيّبُوني ....
على جسرِ المُسَيَّبِ سَيّبُوني ) ..
نُطْفِئ ُ المِذياعْ
ونجلسُ ساعة ًنبكي
فممنوع ٌعلى أمثالِنا إطراقة ٌ في هذه الأوضاعْ
فمَن هُم يا تُرى قد سَيّبُوك وزوّدُوا الأوجاعْ ؟
لماذا تسمعُ الجدرانُ في وطني
وأهلُ مدينتي عاشوا بلا أسماعْ ؟!
لماذا يملِكُ الغرباءُ مصنعَنا وأهلُ مدينتي صُنّاعْ
نعم قد كان لي وطنٌ ولكنْ ضاعْ
فما بين الحرائرِ والسجائرِ والقناني ضيّعُوا وطناً
وما بين المقابرِ والمنابرِ ضيّعُوا الأنسانْ
علينا أنْ نُلَمْلِمَ ما تبقّى من ليالينا
ونخرج َمن أراضينا بلا عنوانْ
علينا أنْ نُسَلِّمَ للمخافرِ هذه الأوطانْ
ولكنْ ............................................
لا تقلْ خانوا ..... ولا هجروا
وقلْ يأتونَ لا ينسونني أبدًا
عيوني للدروبِ وساعتي سنة ٌ
وأطفالٌ لهم قد عذبوني إنهم يبكونْ
وشيخٌ عاجزٌ في دارِهِم ينعى
وصرعى
والحقائقُ لا تروقُ ولا تُسَلِّيني
أنا وطنٌ كبيرٌ مَن سَيَدْ فُنُنِي ؟
ومَن أولى بتكفيني ؟
أنا وطنٌ أغنّي للخفافيش ِالتي داستْ ملائكتي
وعَدْوًا أفسدَتْ ديني
ويغتصِبُ الجرادُ الماءَ من زرعي
ويركضُ هاربًا طيني
أهانَ العيشُ ؟!
أمْ وجدوا لهمْ من دونِنا وطنًا ؟!
نعم يا موطني قد ضَمّنا وطنٌ
فأصبحنا حيارى نسألُ السُرّاقْ
وأرسلنا لكَ الأوراقْ
عيوني للدروبْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> نحن من أرضنا على مُنطاد
نحن من أرضنا على مُنطاد
رقم القصيدة : 19500
-----------------------------------
نحن من أرضنا على مُنطاد
جائل في شواسع الأبعادِ
طائرٍ في الفضاءِ عرضاً وطولاً
بجناحٍ من القوى غير باد
ايها الارض سرتِ سيرك مثنى
ذا نتاجين في زمان أُحاد
فتقلّبت في نهار وليل
ذا مضلٌ وذاك للناس هاد
في بلادٍ يكون سيرك تأْويـ
ـباً على أنه سُرى في بلاد
فيك دفع وفيك يا أرض جذب
لك ذا سائق وذا لكِ حادي؟
فلك دائر على الشمس طوراً
في اقتراب وتارة في ابتعاد
ليت شعري وما حصلت من الآ
راء إلا على خلاف السداد
لبقاء تُقلنا الأرض في تسـ
ـيارها أم تقلنا لنفاد
نحن في عالم تقصف فيه
عارض النائبات بالرعاد
شأننا العجز فيه نوجد أني
قذفتنا يد الخطوب الشداد
ضاع جَذر الحياة عنا فخِلنا
انها كالأصمّ في الاعداد
شغلتنا الدنيا بلهو ولَعب
فغفلنا والموت بالمرصاد
ضل من رام راحة في حياة
نحن منها في معرك وجلاد
إنما هذه الحياة جروح
اثخنتنا والموت مثل الضماد
كلّ اسرٍ يهون ان أُطلقت أَر
واحنا الموثقات بالأجساد
لا تلمني اذا جزعت فاني
ما ملكت الخيار في ايجادي
واللبيب الذي تعلم إتيا
مثلما طال مطلها بمرادي
كدّرت عيشيَ الحوادث حتى
لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الامور على الأشـ
ـكال إلا تفحص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً
وتعرّف بالغي طرْق الرشاد
نَ المالي من خسة الاوغاد
ايها الغرّ لا تغرّك دنيا
ك بكون مصيره لفساد
خف من غاص في الغرور كما في
لجة الماء خف ثِقل الجماد
يا خليلي والخليل المُواسى
منكما من يقوم في اسعادي
خاب قوم أنوا وغى العيش عُزلا
من سلاحي تعاون واتحاد
قد جفتنا الدنيا فهلا اعتصمنا
من جفاء الدنيا بحبل وِداد
لو عقلنا لما اختشى قطّ محسو
دون وقع الأذاة من حساد
فمتاع الحياة احفر من ان
يستفزّ القلوب بالأحقاد
أنا والله لا أريد بأن أو
قِع شرًّا ولو على من يعادي
إن لي إن سمعت أنَة محزو
نٍ أنيناً مُرَجعاً في فؤادي
من نفسي عن همها ذات شغلٍ
بهموم العباد كلِّ العباد
لا أحب النسيم إلا إذا هب
على كل حاضر أو باد
ايها الناس ان ذا العصر عصر الـ
ـعلم والجد في العلى والجهاد
عصر حكم البخار والكهربائيـ
ـية "والماكينات" والمنطاد
بُنيت فيه للعلوم المباني
وأقيمت للبحث فيها النوادي
فاض فيض العلوم بالرغم ممن
ضربوا دونهن بالأسداد
إن للعلم في الممالك سيراً
مثل سير الضياءِ في الأبعاد
اطلع الغرب شمسه فحبا الشر
ق اقتباساً من نورها الوقاد
إن للعلم دولة خضعت دو
ما استفاد الفتى وان ملك الار
ضَ بأعلى من علمه المستفاد
لا تُسابق في حَلبة العزّ ذا العلـ
ـم فما للهجين شأْوُ الجواد
إن أموات أمة العلم أحيا
ءٌ حياة الأرواح والأجساد
ساكناً والضمير منِّي ينادي
صار بالعلم كعبة القصار
ربَّ يوم وردت دجلة فيه
مورداً خالياً عن الورّاد
حيث ينصبّ في سكوتٍ عميق
ماؤها لاثماً ضفاف الوادي
وهبوب النسيم يكتب في الما
ءِ سطوراً مُهتزَّة ً في اطراد
يَمَّحى بعضها ويظهر بعضٌ
فهي تنسب بين خاف وباد
وتئنّ المياه لي بخرير
كأنين السقيم للعوَّاد
قمت في وجهها أُردّد طرفي
واقفاً تحت سرحة ٍ ناح غريزيـ
ـاً حزيناً كأنه انشادي
جاويتهُ افنانها بأنين
من حفيف الأوراق والأعواد
ايها الطائر المرجع فوق الـ
طائر فوق غصنها الميَّاد
بين ماءٍ جارٍ ولحن شجيّ
منك يا طائرُ استطار فؤادي
يا مياهاً جرت بدجلة تجتا
رز مروراً بجانبي بغداد
ان نفسي الى الحقيقة عطشى
افتشفين غلة من صاد
كنت تجرين والرُّصافة والكر
خ خلاء من رائح أو غاد
أيها الماءُ أين تجري ضَياعاً
وحواليك قاحلات البوادي
فمتى تفطن النفوس فيحيا
بك سقياً موات هذي البلاد
لو زرعنا خليج فارس ما ذا
فمه معك بالع بازدراد
انت والله عسجد ولجين
لو أتينا الأمور باستعداد
فاجر يا ماءُ إن جريت رويداً
باناة ٍ ومهلة ٍ واتآد
علَّنا نستفيق من رقدة الفقـ
ـر فنغنى بفيضك المزداد
سلكتك السما ينابيعَ في الأر
ض امدّتك ايما امداد
فتفجَّرتَ في السفوح عيوناً
نبعت من مخازن الاطواد
وذا ما انتهيت في جريان
عُدت للبدءِ في مُتون الغوادي
هكذا دار دائر الكون من حيـ
ـث انتهى عاد راجعاً للمبادي[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
رقم القصيدة : 19501
-----------------------------------
أقوى مَصيفُ القوم والمربعُ
فالدار قفر بعدهم بلقعْ
سارت بنا الارض الى غاية
لنا وللأرض هي المرجع
ونحن كالماء جرى نابعاً
لكن علينا خفي المنبع
والعلم قد أنكر مِنهاجنا
كناّ ارتديناه فهل ترقع
فجعتنا يا علُم في أمرنا
أمعتِبٌ أنت إذا تجزع
لقد طغت حيرة أهل النهى
هل فيك يا علم لها مردع
كم نشرب الظنّ فلا نرتوي
ونأكل الحَدْس فلا نشبع
والناس ويل الناس في غفلة
ترتع والموت بهم يرتع
والكون قد لاح بمرآته
للعيش وجه شاحب أسفع
وإن في البدر لخطبا به
في البدر لاحت بقع اربعْ
فالعين ما يورث حزناً ترى
والشمس من مشرقها تطلع
حتى اذا ما بلغت شوطها
لاحت نجوم في الدجى تلمع
وهكذا الظلمة تتلو الضيا
والضوء للظلمة يستتبع
ونحن في ذاك وفي هذه
بالنوم واليقظة نستمتع
ما بين مسعود يميت الدُّجَى
نوماً ومنكود فلا يهجع
ومسرع يسبقه مبطىء
ومبطيء يسبقه مسرع
وشامت يضحك من حادث
حلَّ بباك قلبه موجع
أو كان للقسوة عين وقد
رأته كانت عينها تدمع
والكل في شغب لهم دائم
لم يقلعوا عنه ولن يقلعوا
والماء تجري وهي ريدانة
حيناً وحيناً عاصف زعزع
وبعضهم تُمرع ودِيانه
وبعضهم واديه لا يُمرع
قد يحسب الانسان آماله
والموت مصغ نحوه يسمع
حتى إذا أكمل حُسْبانها
وافاه ما ليس له مدفع
فخر للجنب صريعاً به
وأي جنب ما له مصرع
وظل فوق الأرض في حالة
يزور عنها الحسب الأرفع
لا تعمل الاقلام في كفه
وكان من قبل بها يصدع
ولم تعد تقطع اسيافه
من بعد ما كان بها يقطع
فاستُلّ مثل السيف من مطرف
طرائق الوشى به تلمع
ولُفَّ في ثوب له واحدٍ
ليس له رقم ولا مِيدع
ماهاً له ثوب البلى انه
لم ينج لا كسرى ولا تبَّع
ودُسَّ حيث الأرض أمست له
ملحودة ضاق بها المضجع
حيث البلى يرميه حتى اذا
والأرض في منقلب بالورى
خالط ترب الارض جثمانه
مطحونة منه بها الأضلع
لله دَرَّ الموت من خطة
فيها استوى ذو العيّ والمصقع
يخون فيها القولُ مِنطيقه
كما تخون البظلَ الأدرع
ما أقدر الموتَ فمن هوله
يا رافع البنيان كم للردى
من سُلَّم يدرك ما ترفع
ويا طبيب القوم لا تؤذهم
ان دواء الوت لا ينجع
لا بدَّ للغرور من مندم
بالعض تدَمى عنده الأصبع
وما عسى تغني وقد حشرجت
ندامة ليست اذاً تنفع
يا يرقع الخلقة واهاً لما
فيك وآهاً منك يا بُرقع
قد زاغت الابصار فيما ترى
اذ فات عنها سرك الموجع
وليس في الإمكان عند النهى
أبدع مما خلق المبدِع[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
رقم القصيدة : 19502
-----------------------------------
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
بياناً منك يُخبِرُنا اليقينا
كأن العالم العُلْوِيَّ سِفرُ
نطالعه ولسنا مفصحينا
نحاول منه إعراب المعاني
بتأْويل فنرجع مُعْجمِينا
كواكب في المجرة عائمات
حكت في بحر فسحتها السفينا
سرت زهر النجوم وما دراها
فلالسفة مضت ومنجمونا
شموس في السماءِ علت وجلّت
فظنوا في حقيقتها الظنونا
سوابح في الفضاءِ لها شؤُون
ولما يعلموا تلك الشؤونا
وما ارتجفت بجنح الليل إلاَّ
لتضحك فيه مما يزعمونا
لعل لها بهذا الجو شأناً
سِوَى ما نحن فيه مرجمونا
تلوح على الدجى متلألئات
فتبهج في تلألوءِها العيونا
وأني يدرك الرائي مداها
وان ألفقى لها نظراً شفونا
تودّ الغانيات اذا رأتها
لو انتظمت لها عِقْداً ثميناً
تقلدّه على اللبات منها
وتطرح الدمالج والبرينا
ألكنى يا ضياءُ إلى الدراري
رسالة مُسهِرِ فيها الجفونا
لعلك راجع منها جواباً
يزيل عماية المتحيرينا
فقل انى تحّير فيك فكري
كذاك تحير المتفكرونا
فيا أم النجوم وأنتِ أمُّ
أيولد فيك كالأرض البنونا
وهل فيك الحياة لها وجود
فيمكن للردى بك أن يكونا
وهل بكِ مثل هذه الارض ارض
وفيها مثلنا متخالفونا
وهل هم مثلنا خُلقاً وَخَلقاً
هناك فيأكلون ويشربونا
وهل هم في الديانة من خلاف
نصارى أو يهود ومسلمونا
وهل طابت حياة بنيكِ عيشاً
ففوق الارض نحن معذبونا
وهل حُسِبت بك الأيام حتى
تألّف من تعاقبها اتلسنونا
وهل بالموت نحن إذا خرجنا
عن الأجساد نحوك مرتقونا
فتبقى عندك الارواح اذاً واجب
بها إن كان سُلْمك المنونا
فاحبب بالمنون يا دراري
فنحن نخالة بعداً شَطونا
أيبنى ما وراءَكِ يا دراري
قد اتسع الفضاءُ لك اتساعاً
فهل أبعاده بك ينتهينا
وصغرك ابتعادك فيه حتى
اليك استشرف المتشوفونا
فهل كان ابتعادك من دلالٍ
علينا أم بعدت لتخدعينا
خوالد في فضاءك أنت؟ أم قد
يحل بك الفناءُ فتذهبينا
وقالوا ما لعدتك انتهاءٌ
فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا
وقالوا الأرض بنتك غيرَ مَيْن
فهل أبناءُ بنتك يصدقونا
وقالوا إن والدك المفدّى
أثيرٌ في الفضاءِ أَبى السكونا
ترصَّدك الانام وما اتانا
بعلم كيانك المترصدونا
فهرشل ما شفى منا غليلا
ولا غاليلُ أنبأنا اليقينا
وكبلرقد هدى أو كاد لما
أبانك يا نجوم تجاذبينا
الى كم نحن نلبس فيك لبساً
ومن جراك ندَّرع الظنونا
لعل النجم في احدى الليالي
سيبعث للورى نوراً مبيناً
تقوم له الهواتف قائلات
خذوا عني النهى ودعوا الجنونا[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> خبرٌ في الارض اوحته السما
خبرٌ في الارض اوحته السما
رقم القصيدة : 19503
-----------------------------------
خبرٌ في الارض اوحته السما
وكذا في البر ألقى العلمَا
أنّ هذي الأرض كانت أولا
ما ترى بحراً بها أو جبلا
أو سهولاً أو رُباً أو سُبلاً
أو رياضاً زهرها الغض نما
من سحاب جاده بالمطر
إنما كانت كتلك الأخواتْ
من نجوم سائرات دائرات
حول شمس هي إحدى النيرات
كنَّ من قبل عليها سدما
ثم بعدُ انفصلت من ذا السديم
قِطعٌ منها صغير وجسيم
ضمن أفلاكٍ بها الدور يديم
فاستقر الكل فيها أنجما
أولاً الزهرة باتاشمس اقتدى
ولها أقربَ سيار غدا
وهي سارت خلفه طول المدى
فأمام الأرض ذان انتظما
أرضنا كانت لظى ً مشتعله
مذمن الشمس غدت منفصلهْ
لم تزل في دورها منتقله
كتلة ً فيها اللهيب احتدما
وهي ترمي في الفضا بالشرر
وهجاً في الجو عنها مبعدا
وهي بالإشعاع يخبو حرّها
وانثنى يبرد من ذا ظهرها
فاكتست قشراً يحاكي الأدما
واستمرت بطنها في سعر
ثم قد صار على مر الزمان
قشرها يغلط آناً بعد آن
بيد أن النار عند الهيجَان
قد أعادت قشرها منخرما
بصدوع مدهشات البصر
شَخصت أطراف هاتيك الصدوع
بحبال شمخت منها الفروع
ولها في العين أشكال تروع
تقذف الافواه منها حُما
صار منهن ركام الحجر
حصلت من قذف هاتيك المواد
حيث يجمدنَ جبال ووهاد
وركاز وصخور وجماد
بعضها دقَّ وبعض عظما
وهو صلب الجسم صعب المكسر
وهناك انعقدت فيها الغيوم
من بخار كان في الجو يعوم
ردّه البردُ مياها في التخوم
فجرى السيل عليها مفعماً
عمها السيل فغطى حين سال
سطحها محترفاً منها الرمال
فطما الماء ولكنَّ الجبال
شخصت في الماء لما أن طَمَا
وعلتْ كالسُّفْن فوق الأبحر
غمر الماء بها ما غمرا
ثم خلَّى بعضها منحسرا
محدثاً بالسطح منها جُزُرا
أنزل الماء بها ما حطما
من طُفال وحتات المدر
بسيول الماء كم أرتكم
من رمال رسبت فيها أكم
ولكم خدَّت اخاديد وكم
قد بنت من طبقات علما
نضدت فيه صفيح المَرمَر
ثم صارت وهي من قبلُ موات
تصلُح الأقطار منها للحياة
فانبرت تنبت في البدء النبات
ثم أبدت من قوامها النسما
وارتقت فيها لنوع البشر
فغدت إذ ذاك تزهو بالرياض
وبها الادواح تنمو في الغياض
ثم ترميها أكف الانقراض
بانحطام حيث تمسى فحما
حجرياً بمرور الأعصر
من حطام الخلق في الأرض هضاب
كونتهن أكف الانقلاب
ما تراب الأرض والله ترابْ
إنما ذاك حُطام قدُما
من جسوم باليات الكسر
كم على الأرض رُفات بالياتْ
من جسوم طحنتها الدائرات
فاحتفر في الارض تلك الطبقات
تجد الانقاض فيها رمما
هي للاحياء أو للشجر
كل وجه الارض للخلق قبور
خفف الوطء على تلك الصدور
والعيون النجل منهم والثغور
إنما أنت ستفنى مثلَمَا
قد فَنُوا والموت دامى الظفُر
تبحر الاجبل فيها والبحور
فوقها تجبل والماء يغور
وعلى ذاك استدل الحكما
بجبال السمك المستحجر
علماء الأرض لم تبرح ترى
حيوان البر لما داثرا
منه في الابحر ابقى اثرا
وكذا في البر الفى العلما
اثرا من حيوان الابحر
كل ما في الارض من فقر وبيد
وجبال شَهقت فوق الصعيد
عن زهاء الربع منها لا يزيد
وسوى ذلك منها انكتما
تحت ماء البحر لم ينحسر
في صعيد الأبحر المنغمسِ
مثلُ ما يوجد فوق اليبسِ
من جبال ناتئات الأرؤس
ووهاد تستزل القدما
وَرُبا مختلفات القَدَر
ما نرى اليوم من الماء الحميم
والبراكين التي تحكي الجحيم
ومن الزلزال ذي الهول العظيم
دل ان الارض فيما قدما
ذات جِرم ذائب مستعر
كل ما كان بحال السيلان
فهو يغدو كرة بالدوران
وكذاك الأرض في ماضي الزمان
كروياً قد غدا ملتئما
جرمها من سيلان العنصر
ثم إن الأرض من قبل الجمود
ولدت منها وليست بالولود
قمرا دار عليها بسعود
وجلا في الليل عنها الظلما
فهي بنت الشمس أمُّ القَمر[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بدت كالشمس يحضنها الغروب
بدت كالشمس يحضنها الغروب
رقم القصيدة : 19504
-----------------------------------
بدت كالشمس يحضنها الغروب
فتاة ٌ راعَ نضرتها الشحوبُ
منزّهة عن الفحشاء خَوْد
من الخفِرَات آنسة عروب
نوارٌ تستجدّ بها المعالي
وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها
فحامت حول رونقه القلوب
ولكنَّ الشوائب ادركته
فعاد وصفوه كدر مشوب
ذوى منها الجمال الغض وجداً
وكاد يجفّ ناعمه الرطيب
اصابت من شبيبتها الليالي
ولم يُدرك ذوائبها المشيب
وقد خلب العقولَ لها جبين
تلوح على اسرّته النُّكوب
ألا إن الجمال إذا علاء
نقاب الحزن منظره عجيب
حليلة طيّب الاعراق زالت
به عنها وعنه بها الكروب
رعي ورعت فلم تر قط منه
ولم يرَ قط منها ما يريب
توثق حبل ودهما حضوراً
ولم ينكث توثقه المغيب
فغاضت زوجها الخلطاءُ يوماً
بامر للخلاف به نشوب
فاقسم بالطلاق لهم يميناً
وتلك ألية خطأ وحوب
وطلقها على جهل ثلاثاً
كذلك يجهل الرجل الغضوب
وأفتى بالطلاق طلاق بتّ
ذوو فتيا يعصبهم عصيب
فبانت عنه لم تأتِ الدنايا
ولم يعلق بها الذام المعيب
فظلّت وهي باكية تنادي
بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يا نجيب صرمت حبلي
وهل أذنبت عندك يا نجيب
وما لك قد جفوت جفاء قال
وصرتَ إذا دعوتكَ لا تجيب
أبنْ ذنبي اليَّ فدتك نفسي
فإني عنه بعدئذ أتوب
اما عاهدتني بالله ان لا
يفرق بيننا الا شعوب
لئن فارقتنى وصددت عني
فقلبي لا يفارقه الوجيب
وما ادماءُ ترتع حول روضٍ
ويرتع خلفها رشأ رَبيب
فما لفتت اليه الجيد حتى
تخطّفه بآزنتيه ذيب
فراحت من تحرقها عليه
بداءٍ ما لها فيه طبيب
تشمّ الارض تطلب منه ريحاً
وتنحب والبُغام هو النحيب
وتمزع في الفلاة لغير وجه
وآونة ً لمصرعه تؤوب
باجزع من فؤادي يوم قالوا
برغمٍ منك فارقك الحبيب
فأطرق رأسه خَجلا وأغضى
وقال ودمع عينيه سكوب
نجيبة ُ اقصري عني فاني
كفاني من لظى الندم اللهيب
وما والله هجرك باختياري
ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي
وليس العيش دونك لي يطيب
ولا اسلو هواك وكيف اسلو
هوى كالروح فيَّ له دبيب
سلى عني الكواكب وهي تسري
بجنح الليل تطلع أو تغيب
فكم غالبتها بهواك سهداً
ونجم القطب مطلع رقيب
خذي من نور رنتجنٍ شعاعاً
به للعين تنكشف الغيوب
وألقيه بصدري وانظرينى
ترَى قلبي الجريح به ندوب
وما المكبول ألْقي في خِضَم
بهى الامواج تصعد أو تصوب
فراح يغُطُّه التيار غطاً
إلى أن تم فيه له الرسوب
باهلك يا ابنة َ الامجاد مني
إذا أنا لم يعدْ بك لي نصيب
الا قل في الطلاق لموقعيه
بما في الشرع ليس له وجوب
غلوتم في دنيانتكم غلواً
يضيق ببعضه الشرحُ الرحيب
أراد الله تيسيراً وأنتم
من التعسير عندكم ضروب
وقد حلَّت بامتكم كروبٌ
لكم فيهنَّ لا لهم الذنوب
وهي حبلُ الزواج ورقَّ حتى
يكاد اذا نفخت له يذوب
كخيطٍ من لعاب الشمس أدلتْ
به في الجو هاجرة ٌ حلوب
يمزقه من الافواه نفثٌ
ويقطعه من النسيم الهبوب
فدى ابنَ القيم الفقهاءُ كم قد
دعاهم للصواب فلم يجيبوا
ففي اعلامهللناس رشدٌ
ومزدجر لمن هو مستريب
نحا فيما اتاه طريق علم
نحاها شيخه الحبر الأريب
وبين حكم دين الله لكن
من الغالين لم تعه القلوب
لعلَّ الله يُحدث بعدُ أمراً
لنا فيخيب منهم من يخيب[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
رقم القصيدة : 19505
-----------------------------------
سكناّ ولم يسكن حراك التبدد
مواطن فيها اليوم ايمن من غد
عفا رسم مغنى العز منها كما عفت
«لخولة أطلال ببرقة ثهمد»
بلاد أناخ الذلّ فيها بكلكل
على كل مفتول السبالين اصيد
معاهد عنها ضلّ سابق عزها
فهل هو من بعد الضلالة مهتد
أحاطت بها الأرزاء من كل جانب
إلى أن محتها معهداً بعد معهد
وحلق في آفاقها الجور بازياً
مطلاً عليها صائتاً بالتهدد
وينقضّ أحياناً عليها فتارة
يروح وفي بعض الأحايين يغتدي
فيخطف اشلاء من القوم حية ً
ولم يقد المقتول منها ولم يدِ
ويرمى بها في قعر أظلمَ موحش
به أين تسقطْ جذوة الروحُ تخْمدُ
هو السجن ما ادراك ما السجن انه
جلاد البلايا في مضيق التجلد
بناءٌ محيط بالتعاسة والشقا
لظلمّ بريء أو عقوبة معتد
زُرِ السجن في بغداد زورة راحم
لتشهد للأنكاد افجع مشهد
محل به تهفو القلوب من الاسى
فان زرته فاربط على القلب باليد
مرَّبعُ سورٍ قد احاط بمثله
محيط بأعلى منه شِيدَ بقَرمد
وقد وصلوا ما بين ثان وثالث
بمعقود سقف بالصخور مُشيَّد
وفي ثالث الاسوار تشجيك ساحة ٌ
تمور بتيار منالخسف مزبد
ومن وسط السور الشمالي تنتهي
إليها بسدود الرّتاجين مُوصد
هي الساحة النكراء فيها تلاعبت
مخاريق ضيم تخلط الجِدَّ بالدَّد
ثلاثون متراً في جدار يحيطها
بسمك زهاء العشر في الجوّ مصعد
تواصلت الاحزان في جنباتها
بحيث متى يَبلَ الأسى يتجدّد
تصعَّد من جوف المراحيض فوقها
بخارٌ اذا تمررْ به الريح تفسد
هناك يودُّ المرء لو قاء نفسه
وأطلقها من أسر عيش مُنكد
فقف وسطها وانظر حواليك دائراً
إلى حُجَر قامت على كل مقعد
مقابر بالأحياء غصت لحودها
بخمس مئتين انفس أو بازيد
وقد عميت منها النوافذ والكوى
فلم تكتحل من ضوء شمس بمردود
تظن إذا صدرَ النهار دخلتها
كأنك في قطع من الليل اسود
فلو كان للعباد فيها اقامة ٌ
لصلوا بها صلاة التهجد
يزور هبوبُ الريح إلا فِناءَها
فلم تحظ من وصل النسيم بموعد
تضيق بها الانفاس حتى كأنما
على كل حيزوم صفائح جلمد
بحبل اختناق محكم الفتل مُحصد
بها كل مخطوم الخشام مذلل
متى قِيد مجرورا إلى الضَّيم ينقد
يبيت بها والهم ملءُ اهابه
بليلة منبول الحشا غير مقصد
يُميت بمكذوب العزاء نهاره
ويحيي الليالي غير نومٍ مشرد
ينوء باعباء الهوان مقيداً
ويكفيه ان لو كان غير مقيد
وتقذفهم تلك القبور بضغطها
عليهم لحر الساحة المتوقد
فيرفع بعض من حصير ظلالة
ويجلس فيها جلسة المتعبد
وليست تقيه الحر الا تعلة ً
لنفس خلت من صبرها المتبدد
وبالثوب بعض يستظل وبعضهم
بنسج لعاب الشمس في القيظ يرتدي
فمن كان منهم بالحصير مظللاً
يعدونه ربَّ الطراف الممدد
تراهم نهار الصيف سُفعاً كأنهم
اثافيُّ اصلاها الطهاة بموقد
وجوه عليها للشحوب ملامح
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقد عمَّهم قيد التعاسة موثقاً
فلم يتميز مطلق عن مقيد
فسيدهم في عيشه مثل خادم
وخادمهم في ذُلِّه مثل سيد
يخوضون في مستنقع من روائح
خبائث مهما يزدد الحر تزدد
تدور رؤُوس القوم من شمّ نتنها
فمن يك منهخم عادم الشم يحسد
تراهم سُكارى في العذاب وما هم
سكارى ولكن من عذاب مشدَّد
وتحسبهم دوداً يعيش بحمأة
وما هو من دود بها متولِّد
ألا ربِّ حر شاهد الحكم جائراً
يقود بنا قود الذلول المعبد
فقال ولم يجهر ونحن بمنتدى
به غيرُ مأمون الوشاية ينتدى
على ايّ حكم أم لا ية حكمة
ببغداد ضاع الحق من غير منشد
وقلت لأن العدل لم يتبغدد
رعى الله حياً مستباحاً كأنه
من الذعر أسراب النعام المطرد
وما صاب البيت الحقير بناؤه
بافزع من رب البلاط الممرد
وما ذاك إلا أنهم قد تخاذلوا
ولم ينهضوا للخصم نهضة مُلبد
فناموا عن الجلّي ونمت كنومهم
سوى نوحة مني بشعر مغرد
وهل أنا إلا من أولئك إن مشوا
مشيت وان يقعد اولئك اقعد
وكم رمت إيقاظاً فأعيا هبوبهم
وكيف وعزم القوم شارب مُرقدِ
نهوضاً نهوضاً ايها القوم للعلى
لتبنوا لكم بنيان مجد موطد
تقدمنا قوم فابعد شوطهم
وقد كا عنا شوطهم غير مبعد
وسدَّ علينا الاعتساف طريقنا
فأجحف بالغوريّ والمتنجِّد
أفي كل يوم يزحف الدهر نحونا
بجند من الخطب الجليل مجند
فيا ربِّ نفِّس من كروب عظيمة
ويا ربِّ خفف من عذاب مشدَّد[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
رقم القصيدة : 19506
-----------------------------------
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أنة ً تترك الحشا في التهاب
يتشكى والليل وحف الاهاب
ضمن بيت جثا على الاعقاب
صفعتْه فمال كفُّ الخراب
تسمع الأذْن منه صوتاً حزيناً
راجفاً في حشا الظلام كمينا
يملأ الليل بالدعاء أنينا
ربّ كن لي على الحياة معينا
ربِّ إن الحياة أصل عذابي
وجعٌ في مفاصلي دقَّ عظمي
ودهاني ولم يرِق لعُدمي
عاقني عن تكسبي قوت يومي
ربِّ فارحم فقري بصحة جسمي
أن فقري اشد من اوصابي
يا طبيباً وأين منيّ الطبيب
حال دون الطبيب فقرٌ عصيب
لا أصاب الفقيرَ داء مصيب
إن سقم الفقير شيء عجيب
بطلت فيه حكمة الأسباب
رجل معسر يسمى بشيرا
طرفها كالسها يَبين ويخفي
كاسبا قوته زهيداً يسيرا
مالكاً في المعاش قلباً شكورا
راجياً في المعاد حسن المآب
عانساً جاوز الزواج سنيها
لزمت بيت أمها وأبيها
مع أخيها تعيش عند أخيها
مثله في طعامه والشراب
كلّ يوم له ذهاب ومأتى
في معاش من كدّه يتأتى
هكذا دأبه مَصيفاً ومشتى
فاعتراه داء المفاصل حتى
عاقه عن تعيش واكتساب
بينما كان في فواه صحيحاً
ساعيا في ارتزاقه السقام طريحا
جسمه من سقامه في اضطراب
بات يبكي إذا له الليل آوى
بعيون من السهاد نشاوى
فترى وهو بالبكا يتداوى
قطرات من عينه تتهاوى
كشهاب ينقض أثر شهاب
إن سقماً به وعُقماً ألمَّا
تركاه يذوب يوماً فيوما
فهو حيناً يشكو الى السقم عُدما
وهو يشكو حيناً إلى العدم سقماً
باكياً من كليهما بانتخاب
ظل يشكو للأخت ضعفاً وعجزاً
اذ تعزيه وهو لا يتعزى
أيها الأخت عزَّ صبرَى عزّا
إن للداء في المفاصل وخزا
مثل طعن القنا ووخز الحراب
قد تمادى به السقام وطالا
في فِراش به على الموت أوفى
اذ قلاباً به السقام استحالا
كانَ هيناً فصار داء عضالا
ناشباً في الفوآد كالنشاب
ظلَّ ملقى واعوزته المطاعم
موثقاً من سقامه بالداهم
منفقا عند ذاك بعض دراهم
ربحتها من غزالها الاخت فاطم
قبل أن يبتلى بهذا المصاب
قال والأخت أخبرته بأن قد
كرَبت عندها الدراهم تنفَدْ
اخبري السقم علَّه يتبعَّد
أيها السقم خلّ عيشي المنكد
لا تعقني مرضيني
او على الناس للمبيع اعرضيتي
أنمشَّي بشارع «المَيْدان»
رام خبزاً والجوع أذكى الأوارا
في حشاه فعلَّلتهُ انتظارا
ثم جاءت بالماء تبدي اعتذارا
وهل الماء وهو يطفىء نارا
يطفىء الجوع ذاكيا في التهاب
خرجتْ فاطمٌ إلى جارتيها
وهي تُذرى الدموع من مقلتيها
فأبانت برقَّة حالتيها
من سَقام ومن سعار لديها
وشكت بعد ذا خلوَّ الوطاب
فانثنت وهي بين ذل وعزّ
تحمل التمر في يد فوق خبز
وبأخرى دهناً وبعض أرزِ
منحوها به وذو العرش يجزي
من أعان الفقير حسن الثواب
ليلة تنشر العواطفُ ذعراً
ثكلت روح أمه وأبيه
ذا هزيمٍ يمجّ في الاذن وقرا
حين تبدى صوالج البرق تتري
فبدا لوح أبؤس واكتئاب
مدّ فيها ذاك المريض الأكفا
يا أخي أنت ساكن أفجوعا
حيث يغضي طرفاً ويفتح طرفا
عاجزاً عن تكلم وخطاب
فدعته والعين تُذرى الدموعا
اخته وهي قلبها قد ريعا
يا أخي أنت ساكت أفجوعا
ساكت أنت يا أخي أم هجوعا
فاشفني يا أخي برجع الجواب
فرأت منه أنه لا يجيب
فتدانت والدمع منها صبيب
ثم أصغت وفي الفؤاد وجيب
ثم هابت والموت شيء مهيبُ
ثم قامت بخشية وارتياب
خرجت فاطم من البيت ليلا
حيث ارخى الظلام سدلا فسدلا
وهي يبكي والغيث يهطل هطلا
مثل دمع من مقلتيها استهلا
او كما جرى من الميزاب
رب ادرك بالللطف منك شقيقي
وامنع الغيث ربّ إثرَ بريق
فعسى أهتدي به في ذهابي
قرعت في الظلام باب الجار
وهي تبكي الأسى بدمع جار
ثم نادت برقة وانكسار
أُمَّ سلمى الا بحق الجوار
فافتحى إنني أنا في الباب
فأتتها مُعْدى وقد عرفتها
وعن الخطب في الدجى سألتها
ثم سارت من بعد ما أعلمتها
تقتفيها وبنتها تبعتها
فتخطين في الدجى بانسياب
جئن والسحب اقلعت عن حياها
وكذاك الرعود قلَّ رغاها
حيث يأتي شبه صداها
غير ان البروق كان ضياها
مومضاً في السماء بين الرباب
فدخلن الملَّ وهو مخيف
حيث إن السكوت فيه كثيف
وضياء السراج نزر ضعيف
وبه في الفراش شخص نحيف
دب منه الحِمام في الأعصاب
قالت الاخت أُمَّ سلمى انظريه
ثكلت روح التردد فيه
ثم قد غاله الردى باقتضاب
وجمت حيرة وبعد قليل
رمقت فاطماً بطرف كليل
فيه حملٌ على العزاء الجميل
فعلا صوت فاطم بالعويل
وبكت طول ليلها بانتحاب
فاستمرت حتى الصباح توالي
زفرات بنارها القلب صال
فأتاها ودمعها في انهمال
بعض جاراتها وبعض رجال
من صعاليك أهل ذاك الجناب
وقفوا موقفاً به الفقر ألقى
منه ثِقلا به المعيشة تشقي
فرأوا دمع فاطم ليس يرقا
واخوها ميت على الارض ملقى
مدرج في رثائث الاثواب
فغدت فاطم ترَنّ رنينا
ببكاء أبكت به الواقفينا
ثم قالت لهم مقالا حزينا
أيها الواقفون هل ترحمونا
من مصاب دها وأيمصاب
ايها الواقفون لاغ تهملوه
دونكم أدمعي بها فاغسلوه
ثم بالثوب ضافياً كفنوه
وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه
لا نواروا جبينه بالتراب
بعد ان ظل لافتقاد المال
وهو ملقى الى اوان الزوال
جاد شخص عليه بعد سؤال
بريالٍ وزاد نصف ريال
رجل حاضر من الأنجاب
كفنوه من بعد ما تم غُسلا
وتمشوا به إلى القبر حملا
فترى نعشهُ غداة استقلا
نعش من كان في الحياة مقلا
دون سِتر مكسِّر الأجناب
ناحت الاخت حين سار وصاحت
اختك اليوم لو قضت لاستراحت
ثم سارت مدهوشة ثم طاحت
ثم قامت ترنو له ثم راحت
تسكب الدمع ايما تسكاب
أيها الحاملوه لامشى ركِض
ان هذا يوم الفراق الممض
فاسألوه عن قصده أين يمضي
انه قد قضى ولم يكُ يقضي
واجبات الصبا وشرخ الشباب
إن قلبي على كريم السجايا
طاح واللَّهِ من أساه شظايا
قاتل الله يا بن امي المنايا
أنا من قبل مذ حسبت الرزايا
لم يكن زرء موتكم في حسابي
إن ليلى وليس من رافديهِ
كلما جاءني وذكرنيهْ
قلت والدمع قائِل ليَ إيهِ
يا فقيداً أعاتب الموت فيه
ببكائي وهل يفيد عتابي
رحت يوماً وقد مضت سنتان
اتمشى "بشارع الميدان"
مشي حيران خطوه متدانِ
اثقلته الحياة بالاحزان
وسقته كأساً كطعم الصاب
بينما كنت هكذا أتمشى
عرضت نظرة ٌ فابصرت نعشا
بادياً للعيون غير مغشَّى
نقش الفقر فيه للحزن نقشا
قلت سراً والنعش يقرب مني
ايها النعش أنت انعشت حزني
للأسى فيك حالة ناسبتني
أنا للحزن دائماً ذو انتساب
رحت أسعى وراءه مذ تعدّى
مسرعاً في خطايَ لم آل جهداً
مع رجال كأنجم النعش عدا
هم به سائرون سيرا مجدا
فتراه يمر مر السحاب
مذ لحدنا ذاك الدفين وعدنا
قلت والدمع بلَّ مِنَى ردنا
ان هذا هو الذي قد وعدنا
فأبينوا من الذي قد لحدنا
فتصدى منهم فتى لجوابي
قال إن الدفين أخت بشير
اخت ذاك المسكين ذاك الفقير
بقيت بعده بعيشٍ عسير
وبطرفٍ باكٍ وقلبٍ كسير
وقضت مثله بداء القلاب
قلت أقصِر عن الكلام فحسبي
منك هذا فقد تزلزل قلبي
ثم ناجيت والضراعة ثوابي
ربِّ رحماك ربّ رحماك ربّ
ربِّ رشداً الى طريق الصواب
رب إن العباد أضعف أن لا
وإذا مسك الطَّوى فارفضيني
فاعف عن أخذهم وإن كان عدلا
انت يا ربّ انت بالعفو اولى
منك بالأخذ والجزا والعقاب
قد وردنا والأرض للعيش حوض
واحدٌ كلنا لنا فيه خوض
فلماذا به مشوب ومحض
عظمة حكمة الإله فبعض
في نعيم وبعضنا في عذاب
ايها الاغنياء كم قد ظلمتم
نِعم الله حيث ما إن رحِمتم
سهر البائسون جوعاً ونمتم
بهناء من بعد ما قد طعمتم
من طعام منوع وشراب
كم بذلتم اموالكم في الملاهي
وركبتم بها متون السفاه
وبخلتم منها بحق الله
ايها الموسورون بعض انتباه
أفتدرون انكم في تباب[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
رقم القصيدة : 19507
-----------------------------------
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات
اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ
كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا
بازهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّ
يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ
بتربية ِ البنين أو البنات
واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً
باخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ
كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً
فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا
يفوق جميع الواح الحياة
اذا استند الوليد عليك لاحت
تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس
كما انعكس الخيالُ على المِراة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً
اذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفالِ كمال
اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى
أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم
فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها
«نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تخذنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ
وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى
نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن اضعف من ذباب
بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي
بتفضيل «الذين على اللواتي»
وقالوا إن معنى العلم شيء
تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً
عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً
تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
اليس العلم في الاسلام فرضاً
على ابنائه وعلى البنات
وكانت أمنا في العلم بحراً
تحل لسائليها المشكلات
وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ
فكانت من اجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها
بثلثيْ دينكم ذي البينات
وكان العلم تلقيناً فأمْسى
يحصل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخام
وبالقلم الممَدِّ من الدواة
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً
أوانسَ كاتبات شاعرات
وقد كانت نساء القوم قدماً
يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة
يكنَّ لهم على الأعداء عونا
ويضمِدن الجروح الداميات
وكم منهن من أسِرَت وذاقت
عذاب الهُون في أسر العُداة
فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا
الى اسلافنا بعض التفات
فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا
بمنهاج التفرق والشتات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً
كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ
فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة ِ
ونلزمهن قعر البيت قهرا
ونحسبهن فيه من الهَنات
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا
جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طَلب المعالي
فعشن بجهلهنَّ مهتلكات
ولو عَدمت طباع القوم لؤما
لما غدت النساء محجبات
وتهذيب الرجال أجل شرط
لجعل نسائهم مُتهذبات
وما ضر العفيفة كشفُ وجه
بدا بين الأعفّاء الأباة
فِدى لخلائق الأعراب نفسي
وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة
فكم برزت بحيهم الغواني
حواسر غير ما متريبات
وكم خشف بمربعهم وظبي
يَمرُّ مع الجداية والمهاة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
رقم القصيدة : 19508
-----------------------------------
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
ولا اهل لديه حميمُ
قضى في غير موطنه قتيلا
تمجُّ دمَ الحياة به الكلوم
قضى من غير باكية وباك
ومن يبكي إذا قتل اليتيم
قضى غض الشبيبة وهو عفٌ
مطهّرة مآزره كريم
سقاه من الردى كأساً دهاقا
عَفاف النفس والعِرضُ السليم
تجرّعها على طربٍ ولكن
بكفِّ اليتم ليس له نديم
على حينَ الربابة في نواح
يساجلها به العود الرخيم
بحيث رقائق الألحان كانت
بها الاشجان طافية تعوم
كأن ترنم الأوتار نعي
وصمت السامعين لها وجوم
فجاء الموتُ ملتعفاً بخزْي
وملءُ إهابه سَفَه ولومُ
فأطلَق من مسدَّسه رصاصاً
به في الرمى تنخرق الجسوم
فخر إلى الجبين به «نعيم»
كما انقضّت من الشُّهب الرجوم
فبان مودعاً بعد ارتثاثٍ
حياة لا تُناط بها الوصوم
لئن لم تبك من أسف عليه
سفاهتنا بكت الحلوم
ولو دَرَت النجوم له مصاباً
بكتْه على ترفعها النجوم
عسى الشهباء تثأره فتبدي
إلى الزوراءِ ما يبدي الخصيم
ولم يقتله "ابراهيم" فيما
ارى بل ان قاتله "سليم"
اليس سليمٌ الملعون اغوى
«نعيما» فهو شيطان رجيم
وجاء به الى بغداد حتى
تخرَّمه بها قتل أليم
سأبكيه ولم أعبأ بلاح
وانديه وان سخط العموم
ولما ان ثوى ناديت ارخ
ثوَى قتلا بلا مَهل «نعيمُ»[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> اما آن ان يغشى البلاد سعودها
اما آن ان يغشى البلاد سعودها
رقم القصيدة : 19509
-----------------------------------
اما آن ان يغشى البلاد سعودها
ويذهب عن هذي النيام هجودُها
متى يتأتى في القلوب انتباهها
وأعجب من ذا أنه يرعبونها
اما اسد يحمي البلاد غضنفرٌ
فقد عاث فيها بالمظالم سيدُها
برئت إلى الأحرار من شر أمّة
أسيرة حكام ثقال قيودها
سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها
وقد كان رُوّاد الأمان ترودها
جرى الجور منها في بلاد وسيعة
فضاقت على الاحرار ذرعاً حدودها
عجبت لقوم يخضعون لدولة ِ
يسومهم بالموبيقات عميدها
واعجب من ذا انهم يرهبونها
واموالها منهم ومنهم جنودها
اذا وُليتْ امرَ العباد طغاتُها
وساد على القةم السراة مسودها
واصبح حرُّ النفس في كل وجهوٍ
يرد مهاناً عن سبيل يريدها
وصارت لئام الناس تغلو كرامها
وعاب لبيداً في النشيد بليدها
فما انت الا ايها الموت نعمة ٌ
يعزّ على اهل الحفاظ جحودها
ألا إنما حرية العيش غادة
مُنى كل نفس ووصلها ووفودها
يُضىء دجناَّتِ الحياة جبينها
وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها
لقد واصلت قوماً وخلت وراءها
اناساً تمنى الموت لولا وعودها
وقد مرضت أرواحنا في انتظارها
فما ضرها والهفتا لو قعودها
بنى وطني مالي أراكم صبَرتُم
على نُوَبٍ أعيا الحُصاة َ عديدُها
أما آدكم حمل الهوان فإنه
اذا حملته الراسياتُ يؤودها
فعدتم عن السعي المؤدي إلى العلى
على حين يُزري بالرجال قعودها
ولم تأخذوا للأمر يوماً عتاده
فجاءت امور ساء فيكم عتيدها
ألم تروا الأقوام بالسعي خلّدت
مآثر يسقصى الزمان خلودها
وساروا كراماً رافلين إلى العلى
باثواب عزّ ليس يبلى جديدها
قد استحوذتْ يا للخسار عليكم
شياطينُ إنس صال منكم مَريدها
وما اتَّقدت نار الحمية منكمُ
لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها
ولولا اتحاد العنصرين لما غدا
من النار يذكو لو علمتم وَقودها
إذا جاهل منكم مشى نحو سُبَّة
مشى جمعكم من غير قصد يريدها
كأنكم المعْزَى تهاويْنَ عندما
نزا فنزتْ فوق الجبال عتودها
وماثَلَّة ٌ قد أهملتها رُعاتها
بمأسدة ٍ جاعت لعشر أسودها
فباتت ولا راعٍ يحامي مراحها
فرائس بين الضاريات تبيدها
بأضيعَ منكم حيث لا ذو شهامة
يذبّ الرزايا عنكم ويذودها
اتطمع هذي الناس ان تبلغ المنى
ولم تورَ في يوم الصدام زنودها
فهل لمعت في الجو شعلة بارقٍ
وما ارتجست بين الغيوم رعودها
وادخنة النيران لولا اشتعالها
لما تمَّ في هذا الفضلء صعودها
ومن رام في سوق المعال تجارة
فليس سوى بيض المساعي نقودها[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> الى كم انت تهتف بالنشيدِ
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
رقم القصيدة : 19510
-----------------------------------
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
وقد أعياك إيقاظ الرقود
فلست وان شددت عرى القصيد
بمجدٍ في نشيدك أو مفيدِ
لأن القوم في غي بعيد
إذا أيقظتهم زادوا رقادا
وإن أنهضتهم قعدوا وثادا
فسبحان الذي خلق العبادا
كأنَّ القوم قد خلقوا جمادا
وهل يخلو الجماد عن الجمود
أطلت وكاد يعييني الكلام
ملاماً دون وقعته الحسام
فما انتبهوا ولا نفع الملام
كأن القوم اطفال نيام
نهز من الجهالة في مهود
اليكِ اليكِ يا بغداد عني
فإني لستُ منكِ ولستِ مِني
ولكني وان كبر التجني
يعزّ على َّ يا بغداد أني
أراك على شَفَا هول شديد
تتابعت الخطوب عليكِ تترى
وبدل منك حلو العيش مرّ
فهلاً تُنجِبين فتى أغرا
أراكِ عقمت لا تلدين حُرا
ألا يا هالكين لكم أَجيج
اقام الجهل فيك له شهودا
ليهلك فيه من عبث ويُفدَى
متى تبدين منك له جحودا
فهلا عدتِ ذاكرة عهودا
بهنَّ رشدت ايام الرشيد
زمانَ نفوذِ حكمكِ مستمرُّ
زمانَ سحاب فيضكِ مستدرُّ
زمانَ العلم أنت له مَقرُّ
زمانَ بناءُ عزك مُشمَخِرُّ
وبدرُ علاك في سعدِ السعودِ
برَحتِ الأوجَ ميلا للحضيض
وضفت وكنت ذات على ً عريض
وقد أصبحت في جسم مريض
وكنتِ بأوجه العز بيض
فهل هذي البلادُ سوى ضياع
ترقى العالمون وقد هبطنا
وفي دَرك الهوان قد انحططنا
وعن سنن الحضارة قد شحطنا
فقَطنا يا بني بغداد قَطَنَا
الى كم نحن في عيش القرود
إذن لنضوتُ جلبابَ الوجود
بناءً للعلوم بكل فن
لماذا يا اسرى التأني
أخذنا بالتقهقرِ والتدني
وصرنا عاجزين عن الصعود
مشوا في منهج جهلوه نهجاً
يجوبون الفلا فجاً ففجا
إلى حيثُ السلامة لا ترجى
فيا لهفي على الشبان تزجى
على عبث الى الموت المبي
وكلٌّ مذ غذوا للبيت أما
فودع أهله زوجاً وأما
وضم وَليدَه بيد وشما
بكى الوَالدُ الوحيدُ عليه لما
غدا يبكي على الولد الوحيد
فقال موجهاً لوماً إلينا
فقال ودمعه بادي الرشاشِ
وَكلتكُم إلى الرب الودُودِ
عساكر قد قضوا عُرياً وجوعا
بحيثُ الأرضُ تبتلع الجموعَا
إلى أن صار أغناهم رُبُوعاً
لِفرط الجوع مرتضيا قنوعا
بقدٍّ لو اصاب من الجلود
هناك قضوا وما فتحوا بلادا
هناك بأسرهِم نفذُوا نفادا
فتبرَز منه في وضع جَديدِ
هناك لروعهم فقدوا الرقادا
أناديهم ولي شجنٌ مهيج
وأَذكرهم فينبعثُ النشيج
ودمعُ محاجري بدم مزيجُ
ذكا بحشاي محتدم الوقود
سكنا من جهالتنا بقاعا
يجور بها المؤمر ما استطاعا
فكدنا أن نموت بها ارتياعا
وهبنا أمة هلكت ضياعا
تولى امرها عبد الحميد
أياتحرية الصحف أرحمينا
فانا نزل لكِ عاشقينا
متى تصلين كيما تطلقينا
عِدينا في وصالكِ وامطلينا
فانا منك نقنع بالوعود
فانت الروح تشفين الجروحا
يحرج فقدك البلد الفسحا
وليس لبلدة لم تحو روحا
وإن حوت القصور أو الصروحا
حياة تستفاد لمستفيد
قد التفعوا بأسال بوال
لسلطان تجبر واستبدا
تعدى في الامور وما استعدا
ألا يا أيها الملكُ المفدّى
أنم عن أَن تسوس الملك طرفا
أقم ما تشتهي زمراً وعزفا
أطل نكرَ الرعية خل عُرفا
سُم البلدان مهما شئت خسفا
وأرسل من تشاء الى اللحود
ملكت أو العباد سوى عبيد
تنعم في قصورك غير دارِ
أَعاش الناسُ أَم هم في بوار
فإنك لن تطالب باعتذار
وهب ان الممالك في دمار
أَليس بناء «يلدزَ» بالشيد
جميع ملوك هذى الارض فلك
وأنت البحر فيك ندَى وهُلكُ
فأنى َّ يبلغوك وذاك إفكُ
لئن وهبوا النقود فانت ملكُ
وَهُوب للبلاد وللنقود[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
رقم القصيدة : 19511
-----------------------------------
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
ضجيجاً به الافراح تمضي وترجعُ
صباح به تُبدى المسرة َ شمسها
وليس لها إلا التوهم مطلعُ
صباح به يختال بالوشى ذو الغنى
ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع
صباح به يكسو الغنيُّ وليده
ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع
صباح به تغدو الحلائل بالحُلى
وترفضُّ من عين الأرامل أدمع
الاليت يوم العيد لا كان انه
يجدد للمحزون حزنا فيجزع
يرينا سروراً بين حزن وانما
به الحزن جد والسرور تصنُّع
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم
نحوس بها وجه المسرة اسفع
قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم
رمى نكتاً سوداً به فهو ابقع
خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي
مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع
خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا
ترى النور سيالاً به يتدفع
هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة
على افق العلى تتطلع
كأن تفاريق الأشعة حولها
على الافق مرخاة ً ذوائب اربع
ولما بدت حمراء أيقنت أنها
بها خجل مما تراه وتسمع
فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً
وسرت وسارت في العُلى تترفَّع
بحيث تسير الناس كل لوجهة
فهذا على رسلٍ وذلك مسرع
وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى
وبعض له أنف من الفقر أجدع
وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره
غدا الطبل في دردابه يتقعقع
فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله
شباب وولدان عليه تجمعوا
ترى ميعة الاطراب والطبل هادرٌ
تفيض وفي أسماعهم تتميع
فقد كانت الافراح تفتح بابها
لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
وقعت اجيل الطرف فيهم فراعني
هناك صبى بينهم مُترعرع
صبى صبيح الوجه أسمر شاحب
نحيف المباني أدعج العين أنزع
يزين حجاجيه اتساعُ جبينه
وفي عينيه برق الفطانة يلمع
عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه
فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع
يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ
غبارٌ به هبت من اليتم زعزع
على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً
كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع
كأن هدير الطبل يقرع سمعه
فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع
يرد ابتسام الواقفين بحسرة
تكاد لها احشاؤه تتقطع
ويرسل من عينيه نظرة مجهش
وما هو بالباكي ولا العين تدمع
له رجفة تنتابه وهو واقف
على جانب والطقسبالبرد يلسع
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
على البرد من برد به يتلفع
فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً
لدى حسرات منه كالجمر تلذع
فلما شجاني حاله وافزّني
وقفت وكلِّي مجزع وتوجع
ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ
كما راح يرنو العابد المتخشع
وافتح طرفي مشبعاً بتعطف
فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع
هناك على مهل تقدمت نحوه
وقلت بلطف قول من يتضرع
أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي
عراك فلم تفرح فهل انت موجع
فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه
كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع
وأعرض عني بعد نظرة يائس
وراح ولم ينبسْ الى حيث يهرع
فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره
على البعد اقفو الاثر منه واتبع
وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ
أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع
لمحت على بعد إشارة صاحب
ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع
فاومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا
وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع
وعدت فابصرت الصبي معرجاً
ليدخل داراً بابها متضعضع
فلما اتيت الدار بعد دخوله
وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع
دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً
وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع
فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة
وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع
سمعت بكاء ذا نشيج مردّد
تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع
أأرجع ادراجى ولم اكُ عارفاً
جلية هذا الامر ام كيف اصنع
فمرّت عجوز في الطريق وخلفها
فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع
تعرضتها مستوقفاً وسألنها
عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع
فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي
حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع
فقالت وانت انة ً عن تنهدً
وفي الوجه منها للتعجب موضع
أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم
لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع
فقلت لها اني امرؤ لا يهمني
سوى من له قلب كقلبي مروّع
واني وان جارت على َّ مواطني
فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع
أبوزع مني عمرك الله بالذي
سألت فقد كادت حشاي تمزّع
فقالت أعن هذي التي طال نحبها
سألت فعندي شرح ما تتوقع
ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر
من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع
وصارعهم بالموت حتى أبادهم
من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع
فلم يبق الا زوجها وشقيقها
خليلٌ واما الآخرون فودّعوا
ولم يلبث المقدور ان غال زوجها
سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع
فربي ابنها سعداً وقام بأمره
أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع
فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ
بما يوجع الايتام مغرى ً ومولع
جرت تنهٌ منها خاله انطوى
بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع
فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم
عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع
عزاه الى ايقاعه موقعاً به
وما هو يا ابن القوم للجرم موقع
ولكن غدر الحاقدين رمى به
إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع
فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها
من العيش سما ناقعاً تتجرع
فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت
ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع
فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع
وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع
الاليت يوم العيد لا كان انه
يجدد للمحزون حزناً فيجزع
وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي
وقد ضمه والصحب ناد ومجمع
فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا
وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا
فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق
بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع
ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا
بأرجائها نور العدالة يسطع
فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا
ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع
شربنا حميم الذل ملء بطوننا
ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع
فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا
هواناً لامسى قالساً يتهوع
نهوضاً الى العز الصراح بعزمة
تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع
الا فاكتبوا صك النهوض الى العلى
فإني على موتي به لموقِّع[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> تيقَّظ فما انت بالخالدِ
تيقَّظ فما انت بالخالدِ
رقم القصيدة : 19512
-----------------------------------
تيقَّظ فما انت بالخالدِ
ولا حادث الدهر بالراقدِ
فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ
دوام النجوم بلا جاحد
وأبق لك الذكر بالصالحات
وخل النزوع إلى الفاسد
وردْ ما يناديك عنه الصدور
ألا دَرَّ درُّك من وارد
وسر بين قومك في سيرة
تميت الحقود من الحاقد
فان فتى الدهر من يدّعي
فتأتي اعاديه بالشاهد
ولا تك مرمى بداء السكون
فتصبح كالحجر الجامد
وكن رجلاً في العلى حُوَّلا
تفنن في سيره الراشد
اذا اطَّردتْ حركات الحياة
ومرت على نسق واحد
ولم تتنوع افانينها
ودامت بوجه لها بارد
ولم تتجدد لها شملة
من السعي في الشرف الخالد
فما هي إلا حياة السَّوام
تجول من العيش في نافذ
وما يرتجي من حياة امرىء
كماءٍ على سَبخة راكد
وليس له في غضون الحياة
سوى النفس النازل الصاعد
يغضُّ على الجهل اجفانه
ويرضى من العيش بالكاسد
فذاك هو الميت في قومه
وان كان في المجلس الحاشد
وما المرءُ إلا فتى يغتدِي
إلى العلم في شَرَك صائد
سعى للمعارف فاحتازها
وصاد الانيس مع الآبد
وطالع أوجه أقمارها
يعين بصيرٍ لها ناقد
فأبدى الحقائق من طيها
وألقى القُيود على الشارد
اذا هو اصبح نادى البدار
وشمرَّ للسعي عن ساعد
فكان المجلَّى َ في شأوه
بعزمٍ للسعى عن ساعد
وإن بات بات على يَقظَة ٍ
بطرف لنجم العلى راصد
واحدث مجداً طريفاً له
واضرب عن مجده التالد
وما الحمقُ الا هو الاتكالُ
على شرفٍ جاء من والد
فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ
وان لحدتهُ يدُ اللاحد[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
رقم القصيدة : 19513
-----------------------------------
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
بهائم في بغداد اعوزها النبت
علَتْ أمَّة الغرب السماءَ وأشرقتْ
علينا فظَلنا نَنظر القوم من تحت
وهم ركضوا خيلَ المساعي وقد كبا
بنا فرَس عن مِقنَب السعي مُنْبَت
فنحن اناس لم نزل في بطانة
كأنَّا يهود كلُّ ايامنا سبت
خضعنا لحكام تجور وقد حلا
بافواهها من مالنا مأكل سحت
وكم قامرتنا ساسة الامر خدعة ً
فتم علينا بالخِداع لها الدسْتُ
لماذا نخاف الموت جبناً فلم نقم
إلى الدَّب عنا من أمور هي الموت
اذا كنت لاالقى من الموت موئلاً
فهل نافعي أن خِفتهُ أو تهيَّبتُ
وللمَوت خير من حياة تشوبها
شوائب منها الظلم والذل والمقتُ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> يا عدل طال الانتظار فعجلِ
يا عدل طال الانتظار فعجلِ
رقم القصيدة : 19514
-----------------------------------
يا عدل طال الانتظار فعجلِ
يا عدل ضاق الصبر عنك فاقبل
يا عدل ليس على سواك معوَّل
هلا عطفت عن الصريخ المعْول
كيف القرار على امور حكومة
حادث بهن‍َّ عن الصريخ المعول
في الملك تفعل من فظائع جورها
ما لم تقل، وتقول ما لم تفعل
ملأت قراطيس تباع وتشترى
فغدت تفَوَّض للغنيِّ الأجهل
تُعطى مؤجلة ً لمن يبتاعها
ومتى انقضى الأجل المسمى يُعزَل
فيروح يشري ثانياًوبما ارتشى
قد عاد من اهل الثراء الاجزل
فيظَلَّ في دار الخلافة راشيا
حتى يعود بمنصب كالاول
سوق تباع بها المراتب سميت
دار الخلافة عند من لم يعقل
أبت السياسة أن تدوم حكومة
خصت برأي مقدّسِ لم يسأل
مثل الحكومة تستبدُّ بحكمها
مثَل البناء على نقا متهيِّل
يا أمة ً رقدت فطال رُقادها
هبي وفي امر الملوك تأملي
أيكون ظل الله تارك حكمه الـ
ـمنصوص في آي الكتاب المنزل
أم هل يكون خليفة لرسوله
من حاد عن هَدي النبي المرسل
كم جاء من ملك دهاك بجوره
ولواك عن قصد السبيل الأفضل
يقضي هواه بما يسومك في الورى
خسفا وينقم منك ان لم تقبلي
ويروم صبرك وهو يسقيك الردى
ويريد شكرك وهو لم يتفضَّل
وقد استكنْت له وأنت مُهانة
حتى صَبِرت لفتكه المستأصل
بات السعيد وبت فيه شقية
تستخدمين لغية المسترسل
تلك الحماقة لا حماقة مثلها
حمقاً هو من صحيح تعقل
ان الحكومة وهي جمهورية
كشفت عماية قلب كل مضلل
سارت الى أوج العباد بسيرة
أبدت لهم حُمق الزمان الأول
فسموا الى أوج العلآء ونحن لم
نبرحْ نسوجُ إلى الحضيض الأسفل
حتى استقلوا كالكواكب فوقنا
تجلو الظلام بنورها المتهلل
وَعَلوا بحيث إذا شخصنا نحوهم
من تحتهم ضحكوا علينا من عِل
لبسوا ثياب فخارهم موشية ً
بالعز وهي من الطراز الأكمل
نالوا وصال منى النفوس وانها
حرية العيش الرغيد المُخضل
حتى أقيم مجسماً تمثالها
بين الشعوب على بناء هيكل
تمثال ناعمة الشمائل وجهها
تزداد نوراً منه عينُ المجتلى
أفبعد هذا يا سراة مواطني
نرضى ونقنع بالمعاش الأرذل
الغوث من هذا الجمود فإنه
تالله أهونُ منه صُمَّ الجندل
قد أبحرت شمُّ الجبال وأجبلت
لجج البحار ونحن لم نتبدل
ما ضركم لو تسمعون لناصحٍ
لم يأت من نسج الكلام بهلهل
حتّام نبقي لُعبة لحكومة
دامت تجرّعنا نقيع الحنظل
تنحوا بنا طرق البوار تحيُّفا
وتسومنا سوءَ العذاب الأهول
هذا ونحن مُجَدَّلون تجاهها
كالفار مرتعدا تجاه الخيطل
ما بالنا منها نخاف القتال ان
قمنا اما سنموت ان لم نقتل؟
يا عاذلاً فيما نفثت من الرُّقى
وعزمت فيه على الصريع المهمل
انظر لصرعة من رقيب وطولها
فإذا نظرت فعند ذلك فاعذُل[/font]
[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
رقم القصيدة : 19515
-----------------------------------
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات
أو ما تمضّك هذه النكبات
وَلعت بك الاحداث حتى اصبحت
ادواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنّه
أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره
من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة
أمست تحل بالهلك الكربات
ان الحياة لفي ثلاثة انهر
تجري وأرضك حولهنَّ مَوات
قد ضلَّ اهلك رشدهم وهل اهتدى
قوم أجاهلهم هم السروات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا
فتراهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا
سعياً مغبة تركه الإعنات
يا صابرين على الأمور قسومهم
خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فانه
ان دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة ٍ
والماء تجمع سيله القطران
لا تستنيموا للزمان توكلاً
فالدهر نزَّاء له وثبَات
فتناطحا وتوالت الهجمات
فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة
تالله إن فعالكم بخلافه
نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بان ترك السعي في
وترِف فوقك للهدى رايات
إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا
او قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة َ
في حالة فكأنكم اموات
شقيت بكم لما شقيتم ارضكم
فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي الى العلى
فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه
لرقي كل مدينة مرقاة
ان البلاد اذا تخاذل اهلها
كانت منافعها هي الآفات
تلك الرُّصافة والمياه تحفها
والكوخ قد ماجت به الازمات
سالت مياه الواديين جوارفا
فطفحن والاسداد مؤتكلات
فتهاجم الماء إن من صفتَيهما
فتناطحها وتوالت الهجمات
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة
وتساوت الوَهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت
بالكرخ نازلة لها ضوضاة
فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء
منها فقاءت اهلها الابيات
واستنقعت فيها المياه فطحلبت
بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس
تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره
مهدومة وعراصه قذرات
ياكرخ عز على المرؤة انه
لجج المياه عليك مزدحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما
أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده
خبراً تفيض لمثله العبرات
مست تناديه وتندب اربعاً
طمست رسوم جمالها الهبوات
وتقول يالأبي الخلائف لو ترى
اركان مجدي وهي منهدمات
لغدوت تنكرني وتبرح قائلاً
بتعجب ما هذه الخربات
اين البروج بنيتهن مشيدة ً
اين القصور علت بها الشرفات
اين الجنان بحيث تجري تحتها
الانهار يانعة بها الثمرات
أترى ابو الامناء يعلم بعده
بغداد كيف تروعها النكبات
لا دجلة يا للرزية دجلة
بعد الرشيد ولا الفرات فرات
كان الفرات يمد دجلة ماؤه
بجداول تسقى بها الجنات
اذ بين دجلة والفرات مصانع
تفتر عن شنب بها السنوات
يا نهر عيسى أين منك موارد
عذبت واين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهر الرفيل من البلى
حيث المجاري منه مندرسات
اذ قصر عيسى كان عند مصبه
وعليه منه أطلَّت الغرُفات
ام اين بركة زلزل وزلالها
السلسال تسرح حوله الظبيات
تا نهر طابق لا عدمتك منهلاً
اين الصراة تحفها الروضات
ام اين كرخايا تمد مياهه
نهر الدجاج فتكثر الغلات
ام اين نهر الملك حين تسلسلت
فيه المياه وهنَّ مطردات
قد كان تزدرع الحبوب بارضه
فتسح فيه بفيضها البركات
ام اين نهر بطاطيا تأتيه من
نهر الدجيل مياهه المجراه
وله فروع أصلهنَّ لشارع الْـ
الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروعِ بسقيه فغلاله
كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المُعلى إذ غدت
لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في
قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجهه
الانوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذي به
مُلد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بُوق دارة
تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرِّنا
والنفي يصدر منك والاثبات
أيَّام تطلعك العدالة شمسها
وترف فوقك للهدى رابات
أيام تبصرك الحضارة في العلى
بدراً عليك من الثنا هالات
أيام تنشدك العلوم نشيدها
فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا
فتفيض منك لهم جدا وهِبات
أيام يأتيك الشكى بأمرهِ
فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي انيسة
وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوان فأصبحت
اثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزِّها
وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها
ضرا وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها ارخوا
دفق السيول فماجت الازمات[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> معروف الرصافي >> كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
رقم القصيدة : 19516
-----------------------------------
كلُّ ابن ادم مقهورٌ بعادات
لهنَّ ينقاد في كل الإرادات
يجرى عليهن فيما يبتغيه ولا
ينفكُّ عنهن حتى في الملذات
قد يستلذُّ الفتى مااعتاد من ضرر
حتى يرى في تعاطيه المسرات
عادات كل امرئٍ تأبى عليه بان
تكون حاجاته إلا كثيرات
أني لفى أسر حاجاتي ومن عجب
تعودي ما به تزداد حاجاتي
كل الحياة افتقار لا يفارقها
حتى تنال غناها بالمنيات
ولو لم تكن هذا العادات قاهرة
لما أسيغت بحال بنت حانات
ولا رأيت سكارات يدخنها
قوم بوقت انفرادٍ واجتماعات
ان الدخان لثان في البلاءِ اذا
ما عدت الخمر اولى في البليات
وربَّ بيضاءَ قيدِ الأصبع احترقت
في الكف وهي احتراق في الحشاشات
ان مرَّ بين شفاهِ القوم اسودُها
ألقى اصفراراً على بيض الثنيات
وليتها كان هذا حظّ شاربها
ولو أتتهُ بحدّ المشرقيات
عوائد عمت الدنيا مصائبها
وانما انا في تلك المصيبات
إن كلَّفتني السكارى شرب خمرتهم
شربت لكن دخاناً من سكاراتي
وأخترت أهون شر بالدخان وإن
احرقت ثوبي منه بالشرارات
وقلت يا قوم تكفيكم مشاركتي
إياكم في التذاذ بالمضرات
إني لأمتصُّ جمراً لُفَّ في وَرَق
إذ تشربون لهيباً ملءَ كاسات
كلاهما حُمُق يفتر عن ضرر
يسم من دمنا تلك الكريات
حسبي من الحمق المعتاد أهونه
إن كان لابد من هذي الحماقات
يا من يدخن مثلي كل آونة
لمني ألمك ولا ترض اعتذاراتي
إن العوائد كالأغلال تجمعنا
على قلوب لنا منهنَّ أشتات
مقيَّدين بها نمشي على حذر
من العيون فنأتي بالمداجاة
قد ننكر الفعل لم تألفه عادتنا
وان علمناه من بعض المباحات
ورب شنعاء من عاداتنا حسنت
في زعمنا وهي من أجل الشناعات
عناكبُ الجهل كم ألْقت بأدمغة
من الأنام نسيجاً من خرافات
فحرَّموا وأحلوا حسب عادتهم
وشوَّهوا وجه أحكام الديانات
حتى تراهم يرون العلم منقصة
عند النساء وان كن العفيفات
وحجوبهن خوف العار ليتهم
لم تحصِ سيئة َ العادات مقدرتي
مهما تفننت منها في عباراتي
فكم لها بدع سود قد اصطدمت
في الناس منهن آفات بآفات
لو لم يك الدهر سوقاً راج بأطلها
ما راجت الخمر في سوق التجارات
ولااستمر دخان التبغ منتشراً
بين الورى وهو مطلوب كاقوات
لو استطعت جعلت التبغ محتكراً
فوق احتكار له أضعاف مرات
وزدتُ أضعافَ أضعاف ضريبته
حتى يبيعوه قيراطاً ببدرات
فيستريح فقير القوم منه ولا
يبلى به غيرُ مثرِ ذي سفاهات
الحُرُّ مَن خرق العادات منتهجاً
نهج الصواب ولو ضدِّ الجماعات
ومن إذا خذل الناسُ الحقيقة عن
جهل أقام لها في الناس رايات
ولم يخفْ في اتباع الحق لائمة
وعامل الناس بالإنصاف مدرعاً
ثوب الاخوة من نسج المساواة
فاغبى البرية أرفاهم لعادته
وأعقل الناس خُرَّاق لعادات[/font]
[font=&quot] [/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى