جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
رقم القصيدة : 19071
-----------------------------------
يا ليلة ً، قطعَ الصباحُ نعيمها،
عُودي عَلَيَّ، فَقَدْ أَصَبْتِ صَمِيمي
ما إن رأيتُ، ولا سمعتُ كليلة ٍ،
في غيرِ سوءٍ عندَ بيتِ حكيم
مِثْلَ کلَّتي نَكَبَتْ فُؤَادِيَ نَكْبَة ً
تَرَكَتْ حَلِيماً، وَهْوَ غَيْرُ حَلِيمِ
يا ليلُ، يا ذاتَ البهاءِ لأهلها،
إنِّي ظُلِمْتُ، وَلِمْتُ غَيْرَ مُلِيمِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ، يا بَهِيَّة ُ، بَعْدَما
ذهب الكرى بمجالسي ونديمي
فَعَلَيْكِ، يا لَيْلَى ، السَّلاَمُ، تَحِيَّة ً
عَدَدَ النُّجومِ، وَقَلَّ مِنْ تَسْليمي

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
رقم القصيدة : 19072
-----------------------------------
طال لَيْلي لِسُرَى طَيْفٍ أَلَمّ،
فَنَفَى النَّوْمَ، وَأَجْدَاني السَّقَمْ
طَيْفِ رِئْمٍ، شَطَّة ُ، أَوْطانُهُ،
فهي لم تدنُ، وليستْ بأممْ
منْ رسولٌ ناصحٌ، يخبرنا
عَنْ مُحِبٍّ مُسْتَهَامٍ قَدْ كَتَمْ؟
حبهُ، حتى تبلى جسمهُ،
وَبَراهُ طُولُ أَحْزَانٍ، وَهمْ
ذَاكَ مَنْ يَبْخَلُ عَنِّي بِکلَّذي،
لو بهِ جاد، شفاني من سقم
كُلَّما سَاءَلْتُهُ خَيراً، أَبَى ،
وبلاءٍ شدّ ظهراً، واعتصم
لَجَّ فيما بَيْنَنا قَوْلاً: بِلا،
ليتَ لا من قالها، نالَ الصمم
ولوَ اني كان ما أطلبه
عِنْدَنَا يَطْلُبُهُ، قُلْتُ: نَعَمْ
وَأَرَاهُ كُلَّ يَوْمٍ يَجْتَني
عِلَلاً، في غَيْرِ جُرْمٍ يُجْتَرَمْ
ظَنُّها بي ظَنُّ سَوْءٍ فَاحِشٍ،
وبها ظني عفافٌ وكرم
وإذا قَالَ مَقَالاً، جِئْتُهُ،
وإذا قلتُ، تأبى وظلم
كَيْفَ هذا يَسْتَوي في حُكْمِهِ،
أَنَّه بَرٌّ، وأَنِّي مُتَّهَمْ؟
قَد تَرَاضَيْنَاهُ عَدْلاً بَيْنَنَا،
وَجَعَلْنَاهُ أَميراً وَحَكَمْ
فَعَلَيْهِ الآنَ أَنْ يُنْصِفَنا،
ويجدَّ اليومَ ما كانَ صرم
أو يردَّ الحكمَ عنه بالرضى ،
فَعَلَيْنَا حُكْمُهُ فِيمَا کحْتَكَمْ
وله الحكمُ على رغمِ العدى ،
لا نبالي سخطَ من فيه رغم

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
رقم القصيدة : 19073
-----------------------------------
وَقِّفْ بِرَبْعٍ أَنْساكَهُ قِدَمُهْ،
جرتْ به الريحُ، فامحى علمهْ
وَقَفْتُ بِکلرَّبْعِ، كَيْ أُسَائِلَهُ،
لو استطاعَ الكلامَ لم أرمهْ
رَبْعٍ لِرَخْصِ البَنَانِ مُخْتَضِبٍ،
طُوبَى لِمَنْ بَاتَ، وَهْوَ يَلْتَثِمُهْ
ما زلتُ أصطادهُ، واختلهُ
يوماً، وأدنو له وأكتتمه
حَتَّى تَرَكْتُ الحَبِيبَ وَامِقَنا،
ينتابنا ماشياً به قدمه
يطوفُ بالبيتِ ما يفارقه،
قَدْ شَفَّهُ حُبُّنَا فَلَمْ يَرِمُهْ
مَا كُنْتُ أَرْعَى المَخَاضَ، قَدْ عَلِمُوا،
ولا أنيخُ البعيرَ أختطمه

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
رقم القصيدة : 19074
-----------------------------------
هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ هَلْ عَرَفْتَ، اليَوْمَ، مِنْ شَنْـ
ـبَاءَ، بِالنَّعْفِ، رُسوما
غَيَّرَتْها كُلُّ رِيحٍ
تذرُ التربَ مسيما
حَرْجَفا تُذْري عَلَيْهَا
أَسْحَماً جَوْناً هَزِيما
وَلَقَدْ ذَكَّرَني الرَّبْـ
ـعُ شُؤوناً لَنْ تَريما
يومَ أبدتْ بجنوبِ ال
ـخَيْفِ، رَفَّافاً وَسيما
وَشَتِيتاً بَارِداً تَحْـ
ـسَبُهُ دُرَّاً نَظِيما
ثمّ قالتْ، وهي تذري
دمعَ عينها سجوما
للثريا: قد أبى ه
ذا المعنى أن يدوما
أخبريه بالذي أل
قى ، فإن كان مقيما
فَلْيَعِدْنا مَوْعِداً لا
نَتَّقي فيهِ نَموما
وليكنْ ذاك إذا ما
انتصفَ الليلُ بهيما
بَرَزَتْ بَيْنَ ثَلاثٍ
كالمها تقرو الصريما
قَمَرٌ، بَدْرٌ، تَبَدَّى
باهراً، يعشي النجوما
قُلْتُ: أَهْلاً بِكُمُ، مِنْ
زورٍ زرنَ كريما
فَأَذَاقَتْني لَذيذاً،
خلتهُ راحاً ختيما
شابهُ شهدٌ وثلجٌ،
نَفعا قَلْباً كَلِيما
ثمّ أبدتْ، إذ سلبتُ ال
مرطَ، مبيضاً هضيما
فَلَهَوْنا اللَّيْلَ حَتَّى
هَجَمَ الصُّبْحُ هُجوما
قُلْنَ: قَدْ نَادَى المُنَادِي،
وبدا الصبحُ، فقوما!
قُمْنَ يُزْجَيْنَ غَزالاً
فَاتِرَ الطَّرْفِ، رَخِيما
ولقدْ قضيتُ حاجا
تي، وَلاَقَيْتُ النَّعيما

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
رقم القصيدة : 19075
-----------------------------------
أيها العاذلُ الذي لجّ في الهج
رِ، علامَ الذي فعلتَ، ومما؟
فِيمَ هَجْري، وَفِيمَ تَجْمِعُ ظُلْمي
وَصُدوداً، وَلَمْ عَتَبْتَ وَعَمّا؟
أدلالاً، لتتزيدَ محباً،
أم بعاداً، فتسعر القلبَ هما؟
أَيَّما أَنْ تَكُونَ، كَانَ هَوًى مِنْـ
منكَ، فزادَ الإلهُ فيه، وتما
أم عدوٌّ يمشي بزورٍ وإفكٍ،
كاشحٌ دبَّ بالنميمة ِ لما
يلفِ عهداً نقضتهُ بعدَ وأيٍ،
وَأَسَاءَ الَّذي وَشَى وَأَذَمّا
زعموا أنني لغيركَ سلمٌ،
شلّ شانيكَ، لا احاشي، وصما!
فاتقِ الله في المغيبِ، فإني
حَافِظٌ لِلْمَغِيبِ، ذَلِكَ مَعْما
لَيْسَ يُفْتَاتُ ذو المَوَدَّة ِ عِنْدي
ويرى الكاشحونَ أنفاً أشما
قَدْ رَضِينا، وإنْ قَضَيْتِ بِجَوْرٍ،
فاقبلي قولَ كاشحٍ، أثلَ، أما

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرقتُ، وآبني همي،
أرقتُ، وآبني همي،
رقم القصيدة : 19076
-----------------------------------
أرقتُ، وآبني همي،
لنأيِ الدارِ من نعمِ
فَأَقْصرَ عَاذِلٌ عَنّي،
وَمَلَّ مُمَرِّضي سُقْمي
أموتُ لهجرها حزناً،
وَيَحْلُو عِنْدَها صَرْمِي
فبِئْسَ ثَوابُ ذَاتِ الوُدِّ
دّ، تجزيهِ ابنة ُ العمّ
وَيَوْمَ الشَّرْيِ قَدْ هَاجَتْ
دُمُوعاً وُكَّفَ السَّجَمِ
غداة َ جلتْ على عجلٍ
شَتِيتاً بَارِدَ الظَّلْمِ
وقالتْ لفتاة ٍ، هند
ها، حوراءَ كالرثم:
أهوْ، يا أختِ، باللهِ، ال
ـذِي لَمْ يَكْنِ عَنْ إسْمي
وَلَمْ يُجَازِنا بِکلوُدِّ،
أحفى بي، ولم يكم
فَقَالَتْ رَجْعَ ما قَالَتْ:
نعم يخفيه عن علم
فَجِئْتُ فَقُلْتُ: صَبٌّ زلّ
من واشٍ، أخي إثم
وَقَدْ أَذْنَبْتُ ذَنباً فَکصْـ
ـفَحي، بِکللَّهِ، عَنْ ظُلْمي
فقالت: لا، فقلتُ: فلمْ
أرقتِ دمي بلا جرم؟
أَإنْ أَقْرَرْتُ بِالذَّنْبِ،
لحبٍّ قد برى جسمي
زَوَيْتِ العُرْفَ، والنَّائِـ
ـلَ عَمْداً، غَيْرَ ذي رُحمِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قلتُ بالخيفِ مرة ً،
قلتُ بالخيفِ مرة ً،
رقم القصيدة : 19077
-----------------------------------
قلتُ بالخيفِ مرة ً،
لجوارٍ نواعمِ:
قُلْنَ، بِکللَّهِ، لِلَّتي
سَمِعَتْ قَوْلَ ظَالِمِ
إقبلي العذرَ من فتى ً،
صَادِقٍ، غَيْرِ آثِمِ
لَمْ يَخُنْكِ الوِدَادَ، لا،
لا وربِّ المواسم
لمْ تبوئينَ باثمه،
تَائِباً غَيْرَ وَاغِمِ؟
إتقي اللهَ في فتى ً
ماجدٍ، أختَ هاشم

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
رقم القصيدة : 19078
-----------------------------------
أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ، أَخْطَأْتِ، أَنْتِ بَدَأْتِ بِکلصَّرمِ،
وَکبْتَعْتِ مِنَّا الهَجْرَ بِکلسِّلْمِ
وزعمتِ أني قد ظلمتكمُ،
كَلاّ، وَأَنْتِ بَدَأْتِ بِالظُّلْمِ
وَسَمِعْتِ بي قَوْلَ الوُشاة ِ بِلا
ذَنْبٍ أَتَيْتُ بِهِ، وَلا جُرْمِ
إلا صبابة َ عاشقٍ لكمُ،
أَوْرَثْتِهِ سُقْماً عَلَى سُقْمِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُني جَلِيداً عَنْكُمُ
فإذا فؤادي غيرُ ذي عزم
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ حُبّاً قَاتِلي
حَتَّى بُلِيتُ بِمَا بَرَى جِسْمي
أَوْرَثْتِني داءً أُخامِرُهُ،
أسماءُ، بزَّ اللحمَ عن عظمي
لَوْ كُنْتِ أَنْتِ قَسَمْتِ ذَاكَ لَهُ،
مني عليه، لجرتِ في القسم
لكنّ ربي كانَ قدرهُ،
فَقَضَاءُ رَبِّي أَفْضَلُ الحُكْمِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
رقم القصيدة : 19079
-----------------------------------
إذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بَاد يَوْماً، أَلاَ تَجْزِي، عُثَيْمَة ُ، وُدَّ صَبٍّ
بِذِكْرِكِ لا يَنَامُ، وَلاَ يُنِيمُ
لِصَبٍّ، زَادَهُ حُبَّاً وَوَجْداً،
بكم، سعدى ، ملامة ُ من يلوم
كريمٍ، لم تغيرهُ الليالي،
فتذهلهُ، ولا عهدٌ قديم
تودعَ من نساءِ الحيِّ طراً،
فَأَمْسَى خَالِصاً بِكُمُ يَهيمُ
وأمسى مدنفاً قد ماتَ وجداً،
بِسُعَداهُ، وأَبْلَتْهُ الهُمُومُ
أمينٌ ما يخونُ له صدقاً،
إذا وَلَّى ، لَهُ خُلُقٌ كَرِيمُ
وإني حينَ يفشى سرُّ هاذٍ،
لسري حافظٌ، أبداً، كتوم
كَلِفْتُ بِها خَدَلَّجَة ً خَرِيداً،
منعمة ً، لها دلٌّ رخيمُ
إذا کحْتَفَلَتْ عُثَيْمَة ُ، قُلْتُ: شَمْسٌ،
وإنْ عَطِلَتْ عُثَيْمَة ُ قُلْتُ رِيمُ
لَهَا وَجْهٌ يُضيءُ كَضَوءِ بَدْرٍ
عَتيقُ اللَّوْنِ، بَاشَرَهُ النَّعِيمُ
إذا الحبُّ المبرحُ بادَ يوماً،
فحبكِ عندنا، أبداً، مقيم
أَصُومُ، إذا تَصُومُ عُثَيْمُ نَفْسي،
وأفطرُ حين تفطرُ لا أصوم
قَلِيلُ رِضَاكِ يُحْمَدُ عِنْدَ نَفْسي،
وَسُخْطُكِ عِنْدَنا حَدَثٌ عَظِيمُ
 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
رقم القصيدة : 19080
-----------------------------------
قَدْ أَصَابَ القَلْبَ مِنْ نُعْمِ
سُقْمُ داءٍ، لَيْسَ كَکلسُّقْم
إنّ نعماً اقصدتْ رجلاً،
آمناً بالخيفِ، إذ ترمي
بِشَتِيتٍ نَبْتُهُ، رَتِلٍ،
طَيِّبِ الأَنْيابِ، والطَّعْمِ
وبوحفٍ مائلٍ، رجلٍ،
كعَنَاقِيدَ مِنَ الكَرْمِ
عرضتْ يوماً لجارتها،
وَهْيَ لا تَبُوحُ لي بِکسْمِ:
إسْأَليهِ، ثُمَّتَ کسْتَمِعي
أينا أحقُّ بالظلم؟
وافهمي عنا تجاوزنا،
واحكمي، رضيتُ بالحكم
وانشديه، هل اتيتُ له
سَخَطَا مِنّي، عَلَى عِلْمِ
يأتكمْ منه بحجته،
فلهُ العتبى ، ولا أحمي

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
رقم القصيدة : 19081
-----------------------------------
أوقفتَ من طللٍ على رسمِ،
بلوى العقيقِ يلوحُ كالوشمِ
أَقْوَى وَأَقْفَرَ، بَعْدَ سَاكِنِهِ،
غيرَ النعامِ، يرود، والأدمِ
فوقفتُ من طربٍ اسائلهُ،
وَکلدَّمْعُ مِنِّي بَيِّنُ السَّجْمِ
وذكرتُ نعماً، إذ وقفتْ به،
وبكيت من طربٍ إلى نعم
يَا نُعْمُ، آتِيهِ أُسَائِلُهُ،
فيزيدني سقماً على سقم
مَا بَالُ سَهْمِكِ لَيْسَ يُخْطِئُني
ويطيش عنك، حزيمة ً، سهمي؟
ا نعمُ، ما لاقيتُ بعدكمُ
لمجالسِ اللذاتِ من طعمِ
اما النهار، فأنتِ ما شجني،
والليلُ أنتِ طوائفُ الحلم
لا تظهري سري، فإنّ حديثكم
في مَحْصَنٍ أَنْأَى مِنَ النَّجْمِ
إني رأيتُ الحبّ ينقصه
طولُ الزمانِ، وحبكم ينمي
سأربّ وصلكِ، إنْ مننتِ به،
في المُخِّ، يا سُكْنَى ، وَفي العَظْمِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
رقم القصيدة : 19082
-----------------------------------
أَبيني، اليَومَ، يا نُعْمُ
أوصلٌ منكِ، أم صرمُ
فإنْ يَكُ صَرْمَ عَاتِبَة ٍ،
فقد نفنى وهوْ سلم
تَلُومُكَ في الهَوَى نُعْمٌ،
وَلَيْسَ لَهَا بِهِ عِلْمُ
صَحِيحٌ لَوْ رَأَى نُعْماً
خامر جسمهُ سقم
جلتْ نعمٌ على عجلٍ،
بِبَطْنِ مِنًى ، وَهُمْ حُرْمُ
أَسِيلاً لَيْسَ فِيهِ لِنَا
ظِرٍ عَيْبٌ وَلاَ كَلْمُ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
رقم القصيدة : 19084
-----------------------------------
من عاشقٍ صبٍّ يسرُّ الهوى ،
قَدْ شَفَّهُ الوَجْدُ إلَى كَلْثَمِ
رَأَتْكِ عَيْني، فَدَعاني الهَوَى
إليكِ للحينِ، ولم أعلمِ
قَتَلْتِنا، يا حَبَّذا أَنْتُمُ،
في غيرِ ما جرمٍ، ولا مأثم
واللهُ قد انزل في وحيههِ
مُبَيِّناً في آيِهِ المُحْكَمِ:
من يقتلِ النفسَ كذا ظالماً،
ولم يقدها نفسه يظلم
وَأَنتِ ثَأْرِي، فَتَلافَيْ دَمي،
ثُمَّ کجْعَلِيهِ نِعْمَة ً، تُنْعِمي
وَحَكِّمي عَدْلاً يَكُنْ بَيْنَنا،
أو أنتِ فيما بيننا فاحكمي
وَجَالِسيني مَجْلِساً وَاحِداً،
مِنْ غَيْرِ ما عَارٍ وَلاَ مَحْرَمِ
وَخَبِّرِيني ما کلَّذي عِنْدَكُمْ،
بِکللَّهِ، في قَتْلِ کمرِىء ٍ مُسْلِمِ؟

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
رقم القصيدة : 19085
-----------------------------------
رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ، وَکنْصَرَما،
مِنْ حَبيبٍ هَاجَ لي سَقَما
كِدْتُ أَقْضي، إذْ رَأَيْتُ لَهُ
مَنْزِلاً بِکلخَيْفِ قَدْ طَسَما
لا ترى إلا الرمادَ به،
وَمَغاني القِدْرِ، وَالحُمَما
ومخطَّ النؤي، مرّ به
مَدْفَعٌ لِلسَّيْلِ، فَکنْهَدَما

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
رقم القصيدة : 19086
-----------------------------------
ما بالُ قلبكَ لا يزالُ يهيجه
ذِكَرٌ، عَوَاقِبُ غِيّهِنَّ سَقامُ
ذكرُ التي طرقتكَ بينَ ركائبٍ،
تَمْشي بِمِزْهَرها، وَأَنْتَ حَرَامُ
أَتُريدُ قَتْلَكَ، أَمْ جَزَاءَ مَوَدَّة ٍ؟
إنّ الرفيقَ له عليكَ ذمام
قَدْ سَاقَني قَدَرٌ وحَيْنٌ غَالِبٌ
مِنْهَا، وَصَرْفُ مَنِيَّة ٍ، وَحِمَامُ
قد كنتُ أغنى في السفاهة ِ والصبا،
عَجَباً لِمَا تَأْتي بهِ الأَيّامُ!
والآنَ أعذرها، وأعلمُ إنما
سبلُ الضلالة ِ والهدى أقسام
إن تعدُ داركم، أزركَ، وإن أمتْ،
فَعَلَيْكِ مِنِّي رَحمَة ٌ وَسَلامُ!

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
رقم القصيدة : 19087
-----------------------------------
يا ذا الذي في الحبّ يلحى ، أما
تَخْشَى عِقَابَ کللَّهِ فينا، أَما
تَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ دَاءٌ، أَما
وَکللَّهِ، لَوْ حُمِّلْتَ مِنْهُ كَمَا
حملتُ، من حبٍّ رخيمٍ، لما
لُمْتَ عَلَى الحُبِّ فَدَعْني وَمَا
أَطْلُبُ، إنِّي لَسْتُ أَدْري بِمَا
قُتِلْتُ إلاَّ أَنَّني بَيْنَما
أنا ببابِ القصرِ، في بعضِ ما
أطلبُ في قصرهمُ، إذ رمى
شِبْهُ غَزالٍ بِسِهامٍ فَمَا
أَخْطَأَ سَهْمَاهُ، وَلَكِنَّما
عيناهُ سهمانِ لهُ، كلما
أراد قتلي بهما، سلما

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
رقم القصيدة : 19088
-----------------------------------
صَاحِ، قَدْ لُمْتَ ظالِما،
فَکنْظُرِ إنْ كُنْتَ لاَئِما
هَلْ تَرَى مِثْل ظَبْيَة ٍ
قلدوها التمائما؟

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
رقم القصيدة : 19089
-----------------------------------
إنَّ طَيْفَ الخَيَالِ حِينَ أَلَمّا
هَاجَ لي ذِكْرَة ً وأَحْدَثَ هَمّا
جددي الوصل يا سكينَ، وجودي
لِمُحِبٍّ فِرَاقُهُ قَدْ أَحَمّا
إنْ تنيلي، أعشْ بخيرٍ، وإنْ لم
تبذلي الودّ، متُّ بالهمّ غما
ليس دونَ الحياة والموت إلا
أَحْسَنَ اليَوْمَ صُورَة ً، وَأَتَمَّا؟
وَلَقَدْ قُلْتُ، مُخْفِياً، لِغَرِيضٍ
هَلْ تَرَى ذَلِكَ الغَزَالَ الأَجمّا؟



العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
رقم القصيدة : 19090
-----------------------------------
ثُمَّ نَبَّهْتُها، فَمَدَّتْ كِعاباً
طفلة ً، ما تبينُ رجعَ الكلامِ
سَاعَة ً، ثُمَّ إنَّها لِيَ قَالَتْ:
وَيْلَتا قَدْ عَجِلْتَ يا ابْنَ الكِرَامِ!

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> منْ رسولي إلى الثريا، فإني
منْ رسولي إلى الثريا، فإني
رقم القصيدة : 19091
-----------------------------------
منْ رسولي إلى الثريا، فإني
ضَافَني الهَمُّ، وکعْتَرَتْني الغُمُومُ
يعلمُ الله أنني مستهامٌ
بِهَوَاكُمْ، وأَنَّني مَرْحُومُ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
رقم القصيدة : 19092
-----------------------------------
حَسَروا الوُجُوهَ بأذْرُعٍ ومَعَاصِمِ،
وَرَنَوا بنُجْلٍ لِلْقُلوبِ كَوالِمِ
حَسَرُوا الأَكِمّة َ عنْ سَوَاعِدِ فضّة ٍ،
فكأنما انتصبتْ متونَ صوارم

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
رقم القصيدة : 19093
-----------------------------------
يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ً
أجداً، تلاعبُ حلقة ً وزماما
إقرأ على أهلِ البقيعِ، من امرىء ٍ
كمدٍ، على أهلِ البقيعِ، سلاما!
كَمْ غَيَّبُوا فِيهِ كَرِيماً مَاجِداً
شهماً، ومقتبلَ الشباب غلاما
وَنَفِيسَة ً في أَهْلِهَا، مَرْجُوَّة ً،
جمعتْ صاحبة َ صورة ٍ وتماما

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نامَ صحبي، ولم انمْ،
نامَ صحبي، ولم انمْ،
رقم القصيدة : 19094
-----------------------------------
نامَ صحبي، ولم انمْ،
من خيالٍ بنا ألمْ
طَافَ بِالرَّكْبِ مَوْهِناً،
بَيْنَ خَاخِ إلَى إضَمْ
ثُمَّ نَبَّهْتُ صَاحِباً
طَيِّبَ الخَيْمِ والشِّيَمْ
أَرْيحيَّاً، مُساعِداً،
غيرَ نكسٍ، ولا برمْ
قُلْتُ: يا عَمْرُو شَفَّني
لاَعِجُ الحُبِّ وَالأَلَمْ
إِئتِ هِنْداً، فَقُلْ لَها:
لَيْلَة َ الخَيْفِ ذي سلَمْ
 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
رقم القصيدة : 19095
-----------------------------------
أشارتْ إلينا بالبنان تحية ً،
فردّ عليها مثلَ ذاك بنانُ
فقالتْ، واهلُ الخيفِ قد حانَ منهمُ
خُفوفٌ، وَمَا يُبْدِي المَقَالَ لِسَانُ
نوى ً غربة ٌ، قد كنتَ أيقنتَ أنها،
وجدكَ، فيها عن نواكَ شطان
تعالَ، فزرنا زورة ً قبلَ بيننا،
فَقَدْ غَابَ عَنّا مَنْ نَخَافُ جَبَانُ
فقلتُ لها: خيرُ اللقاءِ ببلدة ٍ
من الأرضِ، لا يخشى بها الحدثان

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
رقم القصيدة : 19096
-----------------------------------
طربتَ وهاجتك المنازلُ من جفنِ،
ألا ربما يعتادكَ الشوقُ بالحزنِ
مَرَرتَ عَلَى أَطْلالِ زَيْنَبَ بَعْدَها،
فأَعْوَلْتَها، لَوْ كَانَ إعْوَالُها يُغْني
وَقَدْ أَرْسَلَتْ، في السِّرِّ، أَنْ قَدْ فَضَحْتَني،
وَقَدْ بُحْتَ بکسْمي في النَّسيب، وَلَمْ تَكْنِ
فسرفني أهلي وجلُّ عشيرتي،
فإن كانَ يهنيك الذي جئت، فليهن
أَضَعْتَ الَّذي قَدْ كَانَ في السِّرِّ بَيْنَنا،
وَسِرُّكَ عِنْدي كَانَ في أَحْصَنِ الحِصْنِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
رقم القصيدة : 19097
-----------------------------------
لقد عرضتْ لي بالمحصبِ من منى ً،
معَ الحجِّ، شمسٌ سترتْ بيمانِ
بَدَا لي مِنْها مِعْصَمٌ يَوْمَ جَمَّرَتْ
وَكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنانِ
فَلَمَا کلْتَقَيْنَا بِکلثَّنْيَّة ِ سَلَّمَتْ
وَنَازَعَني البَغْلُ اللَّعينُ عِناني
فوالله ما ادري، وإني لحاسبٌ،
بِسَبْعٍ رَمَيْتُ الجَمْرَ أَمْ بِثَمان
فقلتُ لها: عوجي، فقد كان منزلي
خصيبٌ، لكم ناءٍ عن الحدثان
فَعُجْنَا، فَعَاجَتْ ساعَة ً، فَتَكَلَّمَتْ
فظَلَّتْ لَها العَيْنَانِ تَبْتَدِرَانِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
رقم القصيدة : 19098
-----------------------------------
يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا
وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً،
واحبُّ من نأتي، ومن حيانا
فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، وکجْزِ الَّذي
يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا
آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ
لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا
حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً،
والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا
لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ
غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا
وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ،
وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا
أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا،
وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا
ونبذته كالعودِ، حين رأيته،
فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا
وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً،
وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا
قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ!
أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟
كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا
كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا
بل جاءني، فقرأته متهللاً
وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا
قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه
يا بشر منه سوى نصيرة جانا
أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ،
مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا
ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما
يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا
وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني
اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا
هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ
سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا
صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً
بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا
قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ،
باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا
إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ
يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا
لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً،
وتفهمي، واستيقني استيقانا
إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ
أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا
أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا،
وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا
إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ،
وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا
لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ
بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
رقم القصيدة : 19099
-----------------------------------
ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ،
هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَائِعَ الأَحْزَانِ
بيضٍ أوانسَ قد أصبنَ مقاتلي،
يشبهنَ تلعَ شوادنِ الغزلان
واذكر لهنّ جوى ً بنفسك داخلاً،
قد هاضَ عظمي حره، وبراني
فَكَأَنَّ قَلْبَكَ يَوْمَ جِئْتَ مُوَدِّعاً
بدلالهنّ، وربما أضناني
وَكَلِفْتُ مِنْهُنَّ الغَدَاة َ بِغَادَة ٍ
مَجْدُولَة ٍ، جُدِلَتْ كَجَدْلِ عِنانِ
ثَقُلَتْ عَجِيزَتُها فَرَاثَ قِيَامُها،
وَمَشَتْ كَمَشْيِ الشّارِبِ النَّشْوَانِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بِمُقْلَتَيْ يَعْفُوَرة ٍ
نظرَ الربيبِ الشادنِ الوسنان
ولها محلٌّ طيبٌ تقرو به
بَقْلَ التِّلاعِ بِحَافَتَيْ عَمَّانِ
يا قلبُ ما لك لا تزالُ موكلاً،
تَهْذي بِهِنْدٍ عِنْدَ حِينَ أَوَانِ
ما غن أشدتُ بذكرها، لكنهُ
غُلِبَ العَزَاءُ، وَبُحْتُ بِکلكِتْمَانِ
لَوْ كُنْتُ، إذْ أَدْنَفْتُ مِنْ كَلَفٍ بِها
يوماً، أصبتُ حديثها، لشفاني
وَكأَنَّ كَافُوراً وَمِسْكاً خَالِصاً
عبقا بها بالجيبِ والأردان
وجلتْ بشيرة ُ سنة ً مشهورة ً
دون الأراكِ، وراهنِ الحوذان
شَبَّهْتُها، مِنْ حُسْنِها، شَمْسَ الضُّحَى
وهي القتولُ، ودمية َ الرهبان

شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> سمّها
سمّها
رقم القصيدة : 191
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سمها ذكرى مزوح اللي تسمي
انت ابو خضر الطعون وسمها
انت ياشيخ البها سيدي وعمي
تنثر ايامي عبث وتلمها
انت همي ول يامحلاك همي
مع ياملح السنين وهمها
قبل اقول لسود الحلوين سمي
من غلا سودك غرقت ف يمها
ان ندهتك تنبت نواويرك بفمي
المحك شمس نهاري يمها
جيت لك من جمر الشوق متحمي
كل ماتبرد طعوني ضمها
جيت لك واقصى معاليقي تومي
هم يخطيها وهم يخمتها
ان ضميت اشرب سواليفك بدمي
وان تثاقلت الدروب ازمتها
وان خذتك مني عين ماتسمي
العن الدنيا وابوها وامها
 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
رقم القصيدة : 19100
-----------------------------------
ذكر البلاطَ، وكلُّ ساكنِ قرية ٍ
بَعْدَ الهُدُوءِ تَهيجُهُ أَوْطَانُهُ
ثُمَّ کلتَقَيْنَا بِکلمُحصَّبِ غُدْوَة ً،،
والقلبُ يخلجهُ لها أشطانه
قَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا شَبَهِ الدُّمَى
قد غابَ عن عمرَ الغداة َ بيانه
مَا لي أَرَاهُ لا يُسَدِّدُ حُجَّة ً
حَتَّى يُسَدِّدَها لَهُ أَعْوَانُهُ
مثلُ الذي أبصرتَ يومَ لقيتها
عيَّ الخطيبُ به، وكلَّ لسانه
أسعرتَ نفسكَ حبّ هندٍ فالهوى
حتى تلبسَ فوقهُ أكفانه
هِنْدٌ، وَهِنْدٌ لا تزالُ بَخِيلَة ً،
والقلبُ يسعرهُ لها أشجانه

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
رقم القصيدة : 19101
-----------------------------------
صاحِ، غنّ الملامَ، في حبِّ جمل،
كَادَ يُقْصي الغَداة َ مِنْكَ مَكَاني
فَکنْظُرِ اليَوْمَ بَعْضَ مَنْ كُنْتَ تَهْوَى
فَکنْجُ مِنْ شَأْنِهِ، وَدَعْني وَشاني
فَبِحَسْبي أَنِّي بِذِكْرَة ِ هِنْدٍ
هائمُ العقلِ، دائمُ الأحزانِ
وإذا جِئْتُها، لأَشْكُو إلَيْها
بعضَ ما شفني، وما قد شجاني
هبتها، وازدهي من الحبِّ عقلي،
وعصاني بذات نفسي لساني
ونسيتُ الذي جمعتُ من القولِ
لديها، وغابَ عني بياني

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
رقم القصيدة : 19102
-----------------------------------
أَلاَ حَيِّ الَّتي قامَتْ
على خوفٍ، تحيينا
ففاضتْ عبرة ٌ منها،
فَكَادَ الدِّمْعُ يُبْكينا
لَئِنْ شَطَّتْ بِها دارٌ
عَنوجٌ بِکلهَوَى حينا
لقد كنا نؤاتيها،
وقد كانتْ تؤاتينا
فَلاَ قُرْبٌ لَها يُشْفي
وَلَيسَ البُعْدُ يُسْلينا
وقد قالتْ لتربيها،
وَرَجْعُ القَوْلِ يَعْنينا
أَلاَ يا لَيْتَ ما شِعْري
وما قد كان يمنينا
أموفٍ بالذي قالَ،
وما قد كان يعطينا؟
فَقَالَتْ تِرْبُها ظَنِّي
به ان سوف يجزينا
وَيَعْصي قَوْلَ مَنْ يَنْهَى
وَمَنْ يَعْذِلُهُ فينا
كما نعصي إليه، عن
د جدِّ القولِ، ناهينا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى
ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى
رقم القصيدة : 19103
-----------------------------------
ثُمَّ ما نِمْتُ بَعْدَكُمْ مِنْ مَنَامٍ، مَنْ لِقَلْبٍ أَمْسَى حَزِيناً مُعَنَّى
مستكيناً، قد شفه ما اجنا
إثرَ شخص، نفسي فدت ذاك شخصاً،
نازحَ الدارِ بالمدينة ِ عنا
أن أراهُ، واللهُ يعلمُ، يوماً،
منتهى رغبتي، وما أتمنى
ليتَ حظي كطرفة ِ العينِ منها،
وَكَثِيرٌ مِنْها القَلِيلُ المُهَنَّا
أَوْ حَدِيثٍ عَلَى خَلاءٍ يُسَلِّي
ما اجنّ الضميرُ منها ومنا
أنرى نعمة ً، نراها علينا
مِنْكِ يَوْماً، قَبْلَ المَمَاتِ، وَمَنَا
خبرينا بما كتبتِ إلينا،
أَهُوَ الحَقُّ، أَمْ تَهَزَّأْتِ مِنَّا؟
مَا نَرَى رَاكِباً يُخَبِّرُ عَنْكُمْ،
أو يريدُ الحجازَ إلا حزنا
ثمّ ما نمتُ بعدكمْ من منامٍ،
مُنْذُ فَارَقْتُ أَرْضَكُمْ مُطْمَئِنَّا
ثمّ ما تذكرينَ للقلبِ، إلا
زِيْدَ شَوْقاً إلَيْكُمُ، وَکسْتُجِنَّا
ذَاكَ أَنِّي ذَكَرْتُ قَيْلَكِ يَوْماً
يَا صَفِيَّ الفُؤَادِ لا تَنْسَيَنَّا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
رقم القصيدة : 19104
-----------------------------------
وَغَضِيضِ الطَّرْفِ مِكْسَالِ الضُّحَى
أحورش المقلة ِ، كالريمِ الأغنّ
مَرَّ بي في نَفَرٍ يَحْفُفْنَهُ
مثلما حفّ النصارى بالوثنْ
رَاعَني مَنْظَرُهُ، لَمّا بَدا،
رُبَّما أَرْتَاعُ بِکلشَّيْءِ الحَسَنْ
قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقَالَتْ: بَعْضُ مَنْ
فتن اللهُ بكم، فيمن فتن
بعضُ من كانَ أسيراً زمناً،
ثمّ أضحى لهواكم قد مجن
قلتُ: حقاً ذا؟ فقالتْ قولة ً،
أَوْرَثَتْ في القَلْبِ هَمَّاً وَشَجَنْ
يشهدُ اللهُ على حبي لكم،
ودموعي شاهدٌ لي، وحزن
قلتُ: يا سيدتي، عذبتني!
قالتِ: اللهمّ عذبني إذنْ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
رقم القصيدة : 19105
-----------------------------------
أَجَدَّ غَداً لبَيْنِهِمُ القَطينُ
وَفَاتَتْنَا بِهِمْ دَارٌ شَطُون
تبعتهمُ بطرفِ العينِ، حتى
أَتَى مِنْ دُونِهِمْ خَرْقٌ بَطِينُ
فظلَّ الوجدُ يسعرني، كأني
أَخو رِبْعٍ يُؤَرِّقُ أَو طَعِينُ
يقولُ مجالدٌ لما رآني،
يُرَاجِعُني الكَلاَمَ، فَمَا أُبينُ
أحقاً أنَّ حياً سوف يقضي،
وقد كثرتْ بصاحبيَ الظنون
تقربني، وليس تشكُّ أني،
عدا فيهنّ، بي الداءُ الدفين
إلى ان ذرّ قرنُ الشمس، حتى
تغيب لودنا منهمْ حيون
أقولُ لصاحبيّ ضحى : أنخلٌ
بدا لكما بعمرة َ أم سفين؟
أَمْ الأَظْعَانُ يَرْفَعُهُنَّ رُبْعٌ
مِنَ الرَّقْرَاقِ، جَالَ بِهَا الحَرُونُ
على البغلاتِ أمثالٌ وحورٌ،
كمثل نواعمِ البقار، عين
نَوَاعِمُ لَمْ يُخالِطْهُنَّ بُؤْسٌ
ولم يخلطْ بنعمتهنّ هون

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
رقم القصيدة : 19106
-----------------------------------
إنَّ مَنْ تَهْوَى مَعَ الفَجْرِ ظَعَنْ
لِلْهَوَى وَالقَلْبُ مِتْبَاعُ الوَطَنْ
بَانَتْ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ كُلَّما
ذكرتْ للقلبِ، عاودتُ ددنْ
نَظَرَتْ عَيْني إلَيْها نَظْرَة ً،
مَهْبِطَ الحُجّاجِ مِنْ بَطْنِ يَمَنْ
موهناً، تمشي بها بغلتها،
في عثانينَ مِنَ الحَجِّ، ثُكَنْ
فَرَآها القَلْبُ لا شَكْلَ لَها،
رُبَّما يُعْجَبُ بِکلشَّيْءِ الحَسَنْ
قُلْتُ: قَدْ صَدَّتْ فَمَاذَا عِنْدَكُمْ
احسنُ الناسِ لقلبٍ مرتهن
وَلَئِنْ أَمْسَتْ نَواها غَرْبَة ً،
لا تُؤاتِيني وَلَيْسَتْ مِنْ وَطَنْ
فلقدماً قربتني نظرتي
لعناءٍ، آخرَ الدهرِ، معن
ثمّ قالت: بل لمنْ أبغضكمْ
شقوة ُ العيشٍ، وتكليفُ الحزن
بَلْ كَرِيمٌ، عَلَّقَتْهُ نَفْسُهُ
بِكَرِيمٍ، لَوْ يُرَى أَوْ لَوْ يُدَنْ
سَوْفَ آتي زَائِراً أَرْضَكُمْ،
بيقينٍ، فاعلميهِ، غيرِ ظن
فَأَجَابَتْ: هَذِهِ أُمْنِيَّة ٌ،
لَيْتَ أَنّا نَشْتَرِيها بِثَمَنْ
وهيّ، إن شئتَ، تسير نحونا،
لَوْ تُرِيدُ الوَصْلَ، أَوْ تُعْقَلُ عَنْ
نصكَ العيسَ إلينا، أربعاً،
تَمْلِكُ العَيْنَ، إذا العاني وَهَنْ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
رقم القصيدة : 19107
-----------------------------------
قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن،
وَکلشَّوْقُ يُحْدِثُهُ لِلنَّازِحِ الشَّجَنُ
من كان يسألُ عنا أين منزلنا،
فَکلأُقْحُوَانَة ُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمَنُ
وَمَا لِدَارٍ عَفَتْ مِنْ بَعْدِ سَاكِنِها
وَمَا لِعَيْشٍ بِهَا، إذْ ذَاكُمُ، ثَمَنُ
إذِ الجمارُ حرى ممن يسرّ بهِ،
وَکلحَجُّ قِدْماً بِهِ مَعْرُوفٌ الثُكَنُ
إذ نلبسُ العيشَ صفواً لا يكدره
جَفْوُ الوُشاة ِ، وَلاَ يَنْبُو بِنَا زَمَنُ
إذا کجْتَمَعْنا هَجَرْنا كُلَّ فَاحِشَة ٍ
عِنْدَ کللِّقاء، وذَاكُمْ مَجْلِسٌ حَسَنُ
فَذَاكَ دَهْرٌ مَضَتْ عَنَّا ضَلالَتُهُ
وَكُلُّ دَهْرٍ لَهُ في سَيْرِهِ سَنَنُ
ليت الهوى لم يقربني إليكِ، ولم
أعرفكِ، إذ كان حظي منكمُ الحزن

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
رقم القصيدة : 19108
-----------------------------------
هَاجَ الفُؤَادَ ظَعَائِنٌ
بالجزع من أعلى الحجونِ
يحدى بهنّ، وفي الظعائن
ربربٌ حورُ العيون
فِيهِنَّ طَاوِيَة ُ الحَشا،
جيداءُ، واضحة ُ الجبين
بيضاءُ، ناصعة ُ البياض،
ضِ، كدُرَّة ِ الصَّدَفِ الكَنِينِ
في المنصبِ العالي، وبيتِ
ـتِ المَجْدِ، في حَسَبٍ وَدِينِ
إنَّ القَتُولَ تَقَتَّلَتْ
بِکلدَّلِّ لِلْقَلْبِ الرَّهِين
حُبُّ القَتُولِ أَحَلَّها
في القلبِ منزلة المكين
فَإذَا تَجَاوَبَ مَرَّة ً
ورقُ الحمامِ على الغصون
ذُكَّرْنَني ما قَدْ نَسيـ
من الصبابة ِ بعدَ حينِ
إنّ الحزينَ يهيجهُ،
بَعْدَ الذُّهُولِ بُكا الحَزِينِ
لُ لَنَا هَوًى أُخْرَى المَنُونِ
نِ وَمَا يَمُرُّ مِنْ السِّنِينِ
حُبَّ القَتُولِ وَلاَ تزا
هوى ً لنا اخرى المنون
 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
رقم القصيدة : 19109
-----------------------------------
هَيْهَاتَ مِنْ أَمَة ِ الوَهّابِ مَنْزِلُنا
إذا حَلَلْنا بِسَيْفِ البَحْرِ مِنْ عَدَنِ
وحلّ أهلكِ أجياداً، فليس لنا
إلاَّ التَّذَكُّرُ، أَوْ حَظٌّ مِنَ الحَزَنِ
لا داركم دارنا يا وهبَ إنْ نزحتْ
نواكِ عنا، ولا أوطانكمْ وطني
فلستُ أملكُ إلا أن أقولَ، إذا
ذكرت: لا يبعدنكِ الله يا سكني
يا وهبَ إن يكُ قد شطّ البعادُ بكم،
وفرقَ الشملَ منا صرفُ ذا الزمن
فكم وكم من حديثٍ قد خلوتُ به،
في مسمعٍ منكمُ، أو منظرٍ حسن
وكم وكم من دلالٍ قد شغفتُ به
منكم، متى يره ذو العقلِ، يفتتن
بل ما نسيتُ ببطن الخيفِ موقفها،
وموقفي، وكلانا ثمّ ذو شجنِ
وقولها للثريا يومَ ذي خشبٍ،
وَکلدَّمْعُ مِنْهَا عَلَى الخَدَّيْنِ ذو سَنَنِ
بِکللَّهِ قُولي لَهُ، في غَيْرِ مَعْتَبَة ٍ،
ماذا أَرَدْتَ بِطُول المَكْثِ في اليَمَنِ
إنْ كُنْتَ حَاوَلْتَ دُنْيَا أَو نَعِمْتَ بِهَا
فما أخذتَ بتركِ الحجِّ منَ ثمن
فَلَوْ شَهِدْنَ، غَداة َ البَيْنِ، عَبْرَتَنَا
لأَنْ تَغَرَّدَ قُمْرِيٌّ عَلَى فَنَنِ
لاستيقنتْ غيرَ ما ظنتْ بصاحبها،
وأيقنتْ أنّ لحجاً ليس من وطني



العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
رقم القصيدة : 19110
-----------------------------------
منْ رسومٍ بالياتٍ ودمنْ
عَادَ لي هَمِّي، وَعَاوَدْتُ دَدَنْ
يَا أَبَا الحارث قَلْبي هَائِمٌ
فَکئْتَمِرْ أَمْرَ رَشِيدٍ مُؤْتَمَنْ
نظرتْ عيني إليها نظرة ً،
ترَكَتْ قَلْبي لَدَيْها مرتَهَنْ
عُلِّقَ القَلْبُ غَزَالاً شَادِناً
يا لَقَوْمي مِن غَزَالٍ قَدْ شَدَنْ
حَسَنَ الوَجْهِ، نقيّاً لَوْنُهُ،
طيبَ النشرِ، لذيذَ المحتضن
أطلبنْ لي صاحِ وصلاً عندهُ،
إنّ خيرَ الوَصلِ ما ليْسَ يُمَنّ
إنَّ حُبِّي آلَ لَيْلَى قَاتِلي
ظَهَرَ الحُبُّ بِجِسْمي وَبَطَنْ
ليسَ حبٌّ فوقَ ما أحببته،
غيرَ أنْ أقتلَ نفسي، أو اجن
جعلتْ للقلب مني حبها
شجناً، زادَ على كلّ شجن
فإذا ما شطحتْ، هام بها،
وإذَا رَاعَتْ إلَى الدّارِ سَكَنْ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
رقم القصيدة : 19111
-----------------------------------
إعْتادني، بَعْدَ سَلْوَة ٍ، حَزَني
طَيْفُ حَبِيبٍ سرى فَأَرَّقَني
مِنْ ظَبْيَة ٍ بِکلعَقِيقِ سَاكِنَة ٍ
قد شفني حبها وعذبني
وَهْيَ لَنَا بِکلوِصَالِ طَيِّبَة ُ النَّـ
س، وربي بها قد اغرمني
شطتْ ديارُ الحبيب، فاغتربتْ،
هيهاتَ شعبُ الحبيب من وطني
علقتها شقوة ً، وبان بها
مِنِّي مَلِيكٌ، فَأَصْبَحَتْ شَجَني
فليتها في الحياة ِ تتبعني،
وَعِنْدَ مَوْتي يَضُمُّها كَفَني
يا نَظْرَة ً ما نَظَرْتُ مُوْجِعَة ً
لم أرها بعدها، ولم ترني

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
رقم القصيدة : 19112
-----------------------------------
بَانَتْ سُلَيْمَى ، وقَدْ كَانَتْ تُؤاتِيني،
إنّ الاحاديثَ تأتيها وتاتيني
فَقُلْتُ، لَمّا کلْتَقَيْنَا، وَهْيَ مُعْرِضَة ٌ
عَنِّي، لِيَهْنِكِ مَنْ تُدْنِينَهُ دُوني
مَنَّيْتِنا فَرَجا، إنْ كُنْتِ صَادِقَة ً،
يا بنتَ مروة َ، حقاً ما تمنيني؟
مَاذَا عَلَيْكِ، وَقَدْ أَجْدَيْتِهِ سَقَماً،
مِن حَضْرَة ِ المَوْتِ نَفْسي أَنْ تَعوديني
وتجعلي نطفة ً في القعبِ باردة ً،
فَتَغْمِسي فَاكِ فيها، ثُمَّ تَسْقيني
فهي شفائي، إذا ما كنتُ ذا سقمٍ،
وهي دوائي، إذا ما الداء يضنيني

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
رقم القصيدة : 19113
-----------------------------------
يَا خَلِيلَيَّ، مِنْ مَلامٍ دَعاني،،
وألما الغداة َ بالأظعانِ
لا تلوما في اهلِ زينبَ، إنّ ال
ـقَلْبَ رَهْنٌ بِآلِ زَيْنَبَ، عانِ
وهي أهلُ الصفاء والودّ مني،
وإليها الهوى فلا تعذلاني
لم تدعْ للنساء عندي نصيباً،
غيرَ ما قلتُ مازحاً بلساني
ولعمري لحينُ عمروٍ إليها
يومَ ذي الشري قادني ودعاني
ما أرى ، ما حييتُ، أنْ أذكرَ
الموقفَ منها بالخيفِ، إلا شجاني
ثمّ قالتْ لتربها، ولأخرى ،
مِنْ قَطِينٍ مُوَلَّدٍ: حَدِّثَاني
قالتا: نبتغي إليه رسولاً،
ونميتُ الحديثَ بالكتمان
إنَّ قَلْبي بَعْدَ الَّذي نَالَ مِنْهَا،
كالمعنى عن سائرِ النسوانِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إنني اليومَ عادني أحزاني،
إنني اليومَ عادني أحزاني،
رقم القصيدة : 19114
-----------------------------------
إنني اليومَ عادني أحزاني،
وتذكرتُ ميعتي في زماني
وتذكرتُ ظبية ً أمَّ رئمٍ،
صَدَعَ القَلْبَ ذِكْرُها، فَشَجَاني
لا تلمني عتيقُ، حسبي الذي بي،
إنّ بي، يا عتيقُ، ما قد كفاني
إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِسُعْدَى
لَزَمَانٌ يَهُمُّ بِکلإحْسَانِ
لا تلمني، وأنتَ زينتها لي،
أنتَ مثلُ الشيطان للإنسان
إنّ بي داخلاً من الحبّ قد
ـلَى عِظامي مَكْنونُهُ، وَبَراني
لو بعينيكَ، يا عتيقُ، نظرنا
لَيْلَة َ السَّفْحِ قَرَّتِ الَعَيْنانِ
إذا بدا الكشحُ،والوشاحُ من
الدرّ، وفصلٌ فيه من المرجان
وقلى قلبي النساءَ سواها،
بعدما كان مغرماً بالغواني
وأرجي أنْ يجمع الدهرُ شملاً
بِكِ، سَقْياً لذلِكُمْ مِنْ زَمَان!
ليتني أشتري، لنفسيَ منها،
مثلَ ودي، بساعدس وبناني
خلجتْ عينيَ اليمينُ بخيرٍ،
تِلْكَ عَيْنٌ مَأْمُونَة ُ الخَلَجانِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
رقم القصيدة : 19115
-----------------------------------
ضحكتْ أمُّ نوفلٍ، إذ رأتني
وزهيراً، وسالفَ بنَ سنانِ
عجبتْ إذ رأتْ لداتيَ شابوا،
وَقَتِيراً مِنَ المَشِيبِ عَلاَني
إنْ تريني أقصرتُ عن طلبِ الغيِّ،
وطاوعتُ عاذلي، إذ نهاني
وتركتُ الصبا، وأدركني الحلمُ،
ـمُ، وَحَرَّمْتُ بَعْضَ مَا قَدْ كَفاني
وَدَعاني إلى الرَّشَادِ فُؤادٌ
كَانَ لِلْغَيِّ، مَرَّة ً، قَدْ دَعاني
فَجَوارٍ مُسْتَقْتِلاتٍ إلَى کللَّهْـ
وِ حسانٍ كناضرِ الأغصانِ
قُتُلٍ للرِّجَالِ يَرْشُقْنَ بِکلطَّرْ
فِ، حسانٍ كخذل الغزلان
بدنٍ، في خدالة ٍ وبهاءٍ،
طَيِّباتِ الأَعْطَافِ والأَرْدانِ
قَدْ دَعاني، وَقَدْ دَعَاهُنَّ لِلَّهْـ
وِ شجونٌ، من أعجبِ الأشجانِ
فَکهْتَصَرْنَا مِنَ الحَدِيثِ ثماراً،
حَيْثُ لا يَجْتَني، لِعَمْرُكِ، جَاني
ذَاكَ طَوْراً، وَتَارَة ً أَبْعَثُ القَيْـ
نة َ، وهناً، بالمزهرِ الحنانِ
وَأَنُصُّ المَطِيَّ بِکلرَّكْبِ، يَطْلُبْـ
لبنَ سراعاً بواكرَ الأظعان
فنصيدُ الغريرَ من بقر الوح
شِ، ونلهو بلذة ِ الفتيانِ
في زمانٍ لو كنتِ فيه ضجيعي،
غَيْرَ شَكٍّ، عَرَفْتِ لِي عِصْياني
وَتَقَلَّبْتُ في الفِرَاشِ، وَلاَ تَعْـ
ـرِفُ إلاَّ الظُّنُونُ أَيْنَ مَكاني

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
رقم القصيدة : 19116
-----------------------------------
أَضْحَى فُؤَادُكَ غَيْرَ ذَات أَوانِ
بل لم يرعكَ تحملُ الجيرانِ
بانوا وصدع بينهم شعبَ النوى ،
عَجَباً كَذَاكَ تَقَلُّبُ الأَزْمَانِ
أَخْطَى الرَّبِيعُ بِلاَدَهُمْ، فَتَيَمَّنُوا،
ولحبهم أحببتُ كلّ يمانِ
کللَّهُ يَرْجِعُهُمْ، وَكُلَّ مُجَلْجِلٍ
وَاهي العَزَالي، مُعْلِمِ الأَوْطَانِ
ولقد أبيتُ ضجيعَ كلّ مخضبٍ
رَخْصِ الأَنَامِلِ طَيِّبِ الأَرْدَانِ
عبقِ الثيابِ من العبيرِ، مبتلٍ،
يمشي يميدُ كمشية ِ النشوان
دعصٌ من الأنقاءِ إن هيَ ادبرتْ،
أوْ أقبلتْ، فكصعدة ِ المرانِ
يَجْرِي عَلَيْها كُلَّما کغْتَسَلَتْ بِهِ
فضلُ الحميمِ يجولُ كالمرجانِ
سَقْياً لِدَارِهِمُ الَّتي كَانُوا بِهَا
إذْ لا يزال رسولهمْ يلقاني!
ولقد خشيتُ بأن ألجّ بهجركمْ،
إنّ الحبيبَ مذهلُ الإنسان
بل جنّ قلبكَ أن بدتْ لكَ دارها
جزعاً، وكدتَ تبوحُ بالكتمانِ

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
رقم القصيدة : 19117
-----------------------------------
وَلَقَدْ أَشْهَدُ المُحَدِّثَ عِنْدَ کلْـ
دَ القصرِ، فيهِ تعففٌ وبيانُ
في زمانٍ من المعيشة ِ لذٍّ،
قد مضى عصره، وهذا زمانُ
نَجْعَلُ اللَّيْلَ مَوْعِداً حِينَ نُمْسي،
ثُمَّ يُخْفي حَدِيثَنا الكِتْمَانُ
أَيُّهَا الكَاشِحُ المُعَرِّضُ بِکلصَّرْ
مِ، تَزَحْزَحْ فَمَا لَهَا الهِجْرَانُ
لاَ مُطاعٌ في آلِ زَيْنَبَ فَارْجِعْ،
او تكلمْ، حتى يملّ اللسانُ
لا صديقاً كنتَ اتخذتَ، ولا نص
ـحُكَ عِنْدي زَجْرٌ لَهُ ميزانُ
فَکنْطَلِقْ صَاغِراً فَلَيْسَ لَهَا الصَّرْ
مُ لَدَيّنا، وَلاَ إَلَيْها الهَوَانُ
كَيْفَ صَبْري عَنْ بَعْضِ نَفْسي، وَهَلْ يَصْـ
برُ عن بعضِ نفسه الإنسانُ؟

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
رقم القصيدة : 19118
-----------------------------------
سحرتني الزرقاءُ من مارونِ،
إنَّما السِّحْرُ عِنْدَ زُرْقِ العُيونِ
سحرتني بجيدها، وشتيتٍ،
وبوجهٍ ذي بهجة ٍ مسنون
كَأَقَاحٍ بِرَمْلَة ٍ ضَرَبَتْه
ريحُ جوٍّ بديمة ٍ ودجون
تَرْدَعُ القَلْبَ ذا العَزَاءِ، وَيُسْلي
بردُ أنيابها ردوعَ الحزين
وَجَبينٍ وَحَاجِبٍ لَمْ يُصِبْهُ
نَتْفَ خَطٍّ، كَأَنَّهُ خَطٍّ نونِ
فرمتني، فأقصدتني بسهمٍ،
شَكَّ مِنّي الفُؤَادَ بَعْدَ الوَتينِ
وَرَمَتْها يَدَايَ مِني بِنَبْلٍ
كيفَ أصطادُ عاقلاً في حصون؟
تنتحيني فلا ترى ، وترى النا
سَ بصعبٍ ممنعٍ مأمون
ذِي مَحَارِيبَ أُحْرِزَتْ أَنْ تَرَاها
كُلُّ بَيْضاءَ سَهْلَة ِ العِرْنِينِ

 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،
إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،
رقم القصيدة : 19119
-----------------------------------
إني، ومن احرمَ الحجيجُ له،
وموقفِ الهدي، بعدُ، والبدنِ
والبيتِ ذي الأبطحِ العتيقِ، وما
جُلِّلَ مِنْ حُرِّ عَصْب ذي اليَمَنِ
والأشعثِ الطائفِ المهلِّ، وما
بينَ الصفا والمقامِ والركن
وَزَمْزَمٍ وَکلجَمَارِ إذْ رُمِيَتْ،
والجمرتينِ اللتينِ بالبطن
وَمَا أَقَرَّ الظِّباءَ بِکلبَيْتِ، وَکلْـ
قَ، إذا ما دعتْ على فنن
ما خنتُ عهدَ القتول إذْ شطحتْ،
وَلَوْ أَتَوْها بِهِ لِتَصْرِمَني
وَمَوْقِفِ الهَدْيِ بَعْدُ، والبُدُنِ
منكمْ، ولم آتها، ولم أخن
لا يكنِ البخلُ لي وجودكمُ،
يوماً لغيري، وأنتمُ شجني
مَا كَانَتِ الدَّارُ بِکلتِّلاعِ ولا الأَ
جْرَاعِ، لَوْلا القَتُولُ، مِنْ وَطَني
يَا قَومِ حُبُّ القَتُولِ أَجْرَضَني
وَتَارِكي هَائِماً بِلا دِمَن
قد خطّ في الزبرِ، فاطلبوا بدمي،
مَنْ لَمْ يُقِدْني يَوْماً، وَلَمْ يَدِني
علقتها ناشئاً، وعلقتْ رجلاً
غَيْرِيَ غَضَّ الشَّبابِ كَکلغُصْنِ
وَعُلِّقَتْني أُخْرَى وَعُلِّقَها
نَاشٍ يَصِيدُ القُلُوبَ كَکلشَّطَنِ
فَکلشَّكْلُ مِنْهَا الغَدَاة َ مُخْتَلِفٌ
ذَاَ طِلابُ الضَّلالِ والفِتَنِ
قَدْ قُلْتُ، لَمَّا سَمِعْتُ أَمْرَهُمُ:
يا رَبِّ قَدْ شَفَّني وأَحْزَنَني
إلَيْكَ أَشْكُو کلَّذِي أُصِبْتُ بِهِ



العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
رقم القصيدة : 19120
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
مقصداً يومَ فارق الظاعنينا
عجلتْ حمة ُ الفراقِ علينا
بِرَحِيلٍ، وَلَمْ نَخَفْ أَنْ تَبينا
لَمْ يَرُعْني إلاَّ الفَتاة ُ، وإلاَّ
دمعها في الرداءِ سحاً سنينا
وَلَقَدْ قُلْتُ، يَومَ مَكَّة َ سِرَّا،
قَبْلَ وَشْكٍ مِنْ بَيْنِكُمْ: نَوِّلينا
أنتِ أهوى العبادِ قرباً وبعداً،
لو تنيلينَ عاشقاً محزونا
قاده الطرفُ، يومَ سرنا، إلى الحي
نِ جهاراً، ولم يخفْ أنْ يحينا
فإذا نعجة ٌ تراعي نعاجاً،
ومهاً نجلَ المناظر، عينا
قُلْتُ: مَنْ أَنْتُمُ؟ فَصَدَّتْ، وَقَالَتْ:
أمبدٌّ سؤالكَ العالمينا؟
قلتُ: باللهِ ذي الجلالة ِ لما
ان تبلتِ الفؤادَ أن تصدقينا
أَيُّ مَنْ تَجْمَعُ المَوَاسِمُ قولي،
وأبيني لنا، ولا تكتمينا
نَحْنَ مِنْ سَاكِني العِرَاقِ، وَكُنَّا
قبلها قاطنينَ مكة َ حينا
قَدْ صَدَقْنَاكَ إذْ سَأَلْتَ، فَمَنْ أَنْـ
ـتَ؟ عَسَى أَنْ يَجُرَّ شَأْنٌ شُؤونَا
ونرى أننا عرفناكَ بالنع
تِ بظنٍّ، وما قتلنا يقينا
بِسَوَادِ الثَّنِيَّتَيْنِ، وَنَعْتٍ،
قَدْ نَرَاهُ لِنَاظِرٍ مُسْتَبينا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
رقم القصيدة : 19121
-----------------------------------
أصبحَ القلبُ بالقتولِ حزينا،
هائمَ اللبِّ، لو قضتهُ الديونا
قال: أبشرْ، لما اتاها رسولٌ،
قَدْ رَأَيْنا مِنْها لَكَ اليَوْمَ لينا
إنْ تَكُنْ بِکلصَّفاءِ، يا صاحِ، هَمَّتْ،
فَلَقَدْ عَنَّتِ الفُؤَادَ سِنينا
أرسلتْ أننا نخاف شناتٍ،
آفكاتٍ، منْ حولنا، وعيونا
إجتنبنا في الأرض، إن كنت تخشى ،
إن لقيناكَ مرة ً، أن تخونا
فَلَكِ کللَّهُ وَکلأَمَانَة ُ وَکلْميـ
قُ، أنْ لا نخونكمْ ما بقينا
ثُمَّ أَنْ لا يَزَالُ مَنْ كُنْتِ تَهْوَيْـ
ـنَ حَبِيباً، ما عِشْتِ عِنْدي مَكينا
ثُمَّ لا تُحرَبَ الأَمَانَة ُ عِنْدي،
أَغْدَرُ النَّاسِ مَنْ يَخُونُ الأَمِينا
ثُمَّ أَنْ نَصْرِفُ المَنَاسِيبَ، حَتَّى
نَتْرُككَ النَّاسَ يَرْجُمُونَ الظُّنونا
ثُمَّ أَنْ أَرْفُضَ النِّساءَ سِوَاكُمْ،
ها رضيتمْ؟ قالتْ: نعمْ قد رضينا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
رقم القصيدة : 19122
-----------------------------------
ارْحَمِينا، يا نُعْمُ، مِمّا لَقينا
وصلينا، فانعمي، أو دعينا
عَنْكِ إنْ تَسْأَلي، فِدًى لَكِ نَفْسي،
ثُمَّ تَأْتِينَ غَيْر ما تَزْعُمينا
إنَّ خَيْرَ النِّساءِ عِنْدي وِصالاً،
من تؤاتي بوصلها ما هوينا
وکذْكُري العَهْدَ وَکلمَواثِيقَ مِنّا،
يومَ آليتِ لا تطيعينَ فينا
قَوْلَ وَاشٍ أَتَاكِ عَنَّا بِصَرْمٍ،
أَوْ نَصِيحٍ يُرِيدُ أَنْ تَقْطَعِينا
ويميني بمثل ذلك أني
لا أُصافي سِواكِ في العَالَمينا
ثمّ غيرتِ ما فعلتِ بفعلٍ،
كان فيه خلافُ ما تعدينا
فَلَئِنْ كُنْتِ قَدْ تَغَيَّرْتِ بَعْدي،
ورضيتِ الغداة َ أن تصرمينا
ونسيتِ الذي عهدتِ إلينا
في أمورٍ خلونَ أن تعلمينا
لا تزالينَ آثرَ الناسِ عندي،
فاعلمي ذاكَ في الهوى ما حيينا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
رقم القصيدة : 19123
-----------------------------------
حَدِّثينا، قُرَيْبَ، ما تَأْمرينا
إنَّ قَلْبي أَمْسَى بِهِنْدٍ رَهينا
ما أراهُ إلا سيقضي عليه
نَاظِرَ الحُبِّ، خَشْيَة ً أَنْ تَبينا
ثمّ قالتْ: وددتُ أنّ شفاءً
لك، يحمى منه الغداة َ، يقينا
إنْ نَأَتْ غُرْبَة ٌ بِهِنْدٍ، فَإنّا
قد خشينا أن لا تقاربَ حينا
فَأَشَارَتْ بِأَنَّ قَلْبي مَرِيضٌ
من هواكمْ يجنُّ وجداً رصينا
فَکلتَمِسْ نَاصِحاً قَرِيباً مِنَ النُّصْـ
حِ، لطيفاً، لما تريدُ، مكينا
لاَ يَخُونُ الخَلِيلَ شَيْئاً، وَلَكِنْ
رُبَّما يُحْسَبُ المُطيعُ أَمينا
فَيَرَى فِعْلَهُ فَيُسْدي إلَيْهِ،
وَهْوَ في ذَاكَ بِکلحَرَى أَنْ يَخُونا
يعلمث اللهُ أنه لأمينٌ،
قَبُحَتْ طِينَة ُ الخِيَانَة ِ طِينا!

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
رقم القصيدة : 19124
-----------------------------------
لَمْ تَرَى العَيْنُ لِلثُّرَيّا شَبيهاً،
بِمَسِيلِ التِّلاعِ لَمّا کلْتَقَيْنا
أَعْمَلَتْ طَرْفَها إلَيَّ، وَقَالَتْ:
حبَّ بالسائرينَ زوراً إلينا
ثمّ قالت لأختها: قد ظلمنا،
إن رجعناه خئباً، واعتدينا
وَضَرَبْنا الحَدِيثَ ظَهْراً لِبَطْنٍ،
وَأَتَيْنا مِنْ أَمْرِنا ما کشْتَهَيْنا
في خلاءٍ من الأنيسِ، وأمنٍ،
فشفينا غليله، واشتفينا
فلبثنا بذاكَ عشراً تباعاً،
فَقَضَيْنا دُيُونَنَا، وَکقْتَضَيْنَا
كانّ ذا في مسيرنا، ورجعنا،
علمَ اللهُ، منه ما قد نوينا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
رقم القصيدة : 19125
-----------------------------------
عاودض القلبَ من تذكرِ جملٍ،
مَا يَهِيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إنّ ما اورثتْ من الحبّ جملٌ،
كَادَ يُبْدي المُجَمْجَمَ المَكْنُونَا
لَيْلَة َ السَّبْتِ، إذْ نَظَرْتُ إلَيْها
نظرة ً زادتْ الفؤادَ جنونا
إنَّ مَمْشاكِ دونَ دارِ عَدِيٍّ،
كَانَ لِلْقَلْبِ فِتْنَة ً وَفُتونا
وَتَرَاءَتْ عَلَى البَلاَطِ، فَلَمَّا
وَاجَهَتْنا كَالشَّمْسِ تُعْشي العُيُونا
وجلا بردها، وقد حسرته،
نورَ بدرٍ يضيءُ للناظرينا
قَالَ هَارُونُ: قِفْ، فَيَا لَيْتَ أَنّي
كُنْتُ طَاوَعْتُ سَاعَة ً هَارُونا
وَنَهَتْني عَنِ النِّساءِ، وَحَلَّتْ
مَنْزِلاً مِنْ حِمَى الفؤادِ مَكينا
ثُمَّ شَكَّتْ، فَلَسْتُ أَعْرِفُ مِنْها
مقة ً لي، ولا قلى ً مستبينا
غيرَ أني أؤملُ الوصلَ منها،
أملَ المرتجي بغيبٍ ظنونا

 
العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
رقم القصيدة : 19126
-----------------------------------
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ والأَطْلاَلَ والدِّمَنا،
زدنَ الفؤادَ، على علاتهِ، حزنا
دَارٌ لأَسْماءَ قَدْ كَانَتْ تَحِلُّ بِهَا،
وأنتَ، إذ ذاك، إذْ كانت لنا وطنا
لم يحببِ القلبُ شيئاً مثلَ حبكمُ،
ولم ترَ العينُ شيئاً بعدكم حسنا
ما غنْ أبالي، إذا ما الله قربكمْ،
مَنْ كَانَ شَطَّ مِنَ الأَحْبَابِ أَوْ قطَنا
وإنْ تَجُودي فَقَدْ عَنَّيْتِني زَمَنا
أَمْسَى الفُؤادُ بِكُمْ يا هِنْدُ مُرْتَهَناً
وَأَنْتِ كُنْتِ الهَوَى وَکلهَمَّ وَکلوَسَنا
إذْ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضه،
ومقلتيْ شادنٍ لم يعدُ أن شدنا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
رقم القصيدة : 19127
-----------------------------------
قل للمنازلِ بالظهرانِ قد حانا
أَنْ تَنْطِقي فَتُبيني اليَوْمَ تَبْيانا
رُدّي عَلَيْنا بِما قُلْنا تَحِيَّتَنا
وَحَدِّثينا: مَتَى بَانَ الَّذي بانا؟
قَالَتْ: وَمَنْ أَنْتَ أُذْكُر؟ قَالَ: ذو شَجَنٍ
قد هاجَ منهُ نحيبُ الحبّ أحزانا
قَالَتْ: فَأَنْتَ کلَّذِي أَرْسَلْتَ جَارِيَة ً
وهناً إلى الركبِ تدعى أمَ سفيانا؟
ثُمَّ أَنَخْتَ وَرَاءَ العِرْقِ أَبْعِرَة ً،
أَتَيْنَ مِنْ رَكْبِهِ الأَعْلَى ، وَرُكْبَانا
ثمّ أتيتَ تخطى الركبَ مستتراً،
حَتَّى لَقِيتَ لَدَى البَطْحاءِ إنْسانا
قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَبيني في مُحَاوَرَة ٍ،
وَحْدِّثيني حَدِيثَ الرَّكْبِ مَنْ كَانَا
ذاكَ الزمانُ الذي فيه مودتكمْ،
فَقَدْ تَبَدَّلَ بَعْدَ العَهْدِ أَزْمانا
وَقَدْ مَضَتْ حِجَجٌ مِنْ بَعْدُ، أَرْبَعَة ٌ،
وَأَشْهُرٌ وَکنْتَفَضْنا کلْعَامَ شَعْبَانا
فَبِتُّ ما إنْ أَرَى شَيْئاً أُسَرُّ بِهِ،
إلاَّ الحَدِيثَ، وَغَمْزَ الكَفِّ أَحْيَانَا
حتى إذا الركبُ ريعوا قمتُ منصرفاً،
مشيَ النزيفِ يكفُّ الدمعَ تهتانا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
رقم القصيدة : 19128
-----------------------------------
قال الخليطُ: غداً تصدعنا،
أو بعده، أفلا تشيعنا؟
أَمَّا الرَّحِيلُ فَدُونَ بَعْدِ غَدٍ،
فَمَتَى تَقُولُ: الدَّارَ تَجْمَعُنا؟
لتشوقنا هندٌ، وقد قتلتْ
عِلْماً بِأَنَّ البَيْنَ فاجِعُنَا
عجباً لموقفها وموقفنا،
وَبِسَمْعِ تِرْبَيْها تُرَاجِعُنا
وَمَقَالِها: سِرْ لَيْلَة ً مَعَنا،
نعهدْ، فإنّ البينَ شائعنا
قلتُ: العيونُ كثيرة ٌ معكمْ،
وأظنُّ أنّ السيرَ مانعنا
لاَ بَلْ نَزُورُكُمُ بِأَرْضِكُمُ،
فيطاعُ قائلكمْ وشافعنا
قَالَتْ: أَشَيْءٌ أَنْتَ فَاعِلُهُ
هذا، لَعَمْرُكَ، أَمْ تُخَادِعُنا؟
بِکللَّهِ حَدِّثْ مانُؤَمِّلُهُ
واصدقْ، فإنّ الصدقَ واسعنا
إضْرِبْ لَنَا أَجَلاً نَعُدُّ لَهُ
إخْلاَفُ مَوْعِدِهِ تَقَاطُعُنا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
رقم القصيدة : 19129
-----------------------------------
أَجْمَعَتْ خُلَّتي مَعَ الهَجْرِ بَينا،
جَلَّلَ کللَّهُ ذَلِكَ الوَجْهَ زَيْنا!
أَجْمَعَتْ بَيْنَهَا، وَلَمْ نَكُ مِنْها
لذة َ العيش والشباب قضينا
فَتَوَلَّتْ حُمولُها، وکسْتَقَلَّتْ،
لم تنلْ طائلاً، ولم نقضِ دينا
فَأَصَابَتْ بِهِ فُؤادي، فَهَاجَتْ
حزناً لي، مبرحاً كانَ حينا
وَلَقَدْ قُلْتُ، يَوْمَ مَكَّة َ لَمّا
أرسلتْ تقرأ السلامَ علينا:
أنعمَ اللهُ بالرسولِ الذي أر
سلَ، والمرسلِ الرسالة َ، عينا



العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
رقم القصيدة : 19130
-----------------------------------
تَقُولُ وَلِيدَتي، لَمّا رَأَتْني
طربتُ، وكنتُ قد أقصرتُ حينا:
أَرَاكَ اليَوْمَ قَدْ أَحْدَثْتَ شَوْقاً
وَعَادَ لَكَ الهَوَى داءً دَفينا
وكنتَ زعمتَ أنكَ ذو عزاءٍ،
إذا ما شئتَ، فارقتَ القرينا
بربكَ، هلْ أتاكَ لها رسولٌ،
فشاقكَ، أمْ لقيتَ لها خدينا؟
فَقُلْتُ: شَكَا إلَيَّ أَخٌ مُحِبٌّ
كَبَعْضِ زَمَانِنَا، إذْ تَعْلَمينا
فَقَصَّ عَلَيَّ مَا يَلْقَى بِهِنْدٍ
فَوَافَقَ بَعْضَ ما قَدْ تَعْرِفينا
مَشوقٌ حينَ يَلْقَى العَاشقينا
وكم من خلة ٍ أعرضتُ عنها،
لغيرِ قِلى وَكُنْتُ بها ضَنينا
أَرَدْتُ فِرَاقَها وَصَبَرْتُ عَنْها
ولو جنّ الفؤادُ بها جنونا

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
رقم القصيدة : 19131
-----------------------------------
أَسْتَعِينُ کلَّذي بِكَفَّيْهِ نَفْعي،
ورجائي، على التي قتلتني
وَلَقَدْ كُنْتُ قَدْ عَرَفتُ، وَأَبْصَرْ
تُ أُموراً، لَوَ أَنَّها نَفَعَتْني
قُلْتُ: إنّي أَهْوَى شِفا ما أُلاقي
مِنْ خُطُوبٍ تَتَابَعَتْ، فَدَحَتْني

العصر الإسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
رقم القصيدة : 19132
-----------------------------------
أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ، أَحِنُّ إذا رَأَيْتُ جَمالَ سُعْدَى ،
وأبكي، إنْ رأيتُ لها قرينا
وَقَدْ أَفِدَ الرَّحِيلُ فَقُلْ لِسُعْدَى
لعمركِ، خبري ما تأمرينا
الا ياليل، إن شفاءَ نفسي
نوالكِ، إنْ بخلتِ، فزودينا

 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
رقم القصيدة : 19145
-----------------------------------
ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
وما الدهر إلا خلفة ٌ ودهور
مراتب أما البؤس منها فزائلٌ
وكل نعيمٍ في الحياة غرور
هو الشَرُّ لا يَبْقى ، ولا الخيرُ دائمٌ
وكلُّ زَمانٍ بالرِّجالِ عَثُورُ
متى يختلف يومٌ عليك وليلة ٌ
يَلُحْ منهما في عارِضَيْكَ قَتيرُ
جديدانِ يَبْلى فيهما كلُّ صالحٍ
حثيثان هذا رائحٌ وبكور
وأَعْلمُ أَنْ لا شَيْءَ يَبْقى مُؤمَّلاً
خلا أَنَّ وجهَ اللهِ ليس يَبورُ
وما الناس في الأعمال إلا كبالغ
يبني ، ومنبت النياط حسير
فمستلبٌ منه رياشٌ ومكتسٍ
وعارٍ ، ومنهم مترب وفقير
وباكٍ شجاً، وضاحكٌ عِنْدَ بَهْجَة ٍ
وآخر معطى ً صحة ً ، وضرير
وكل امرئٍ إن صح أو طال عمره
إلى ميتة ٍ لابد سوف يصير
يُؤمِّلُ في الأيّام ما ليس مُدرِكاً
وليس له من أن ينال خفير
وإنَّ نماءَ الناس شَتّى وزَرْعُهمْ
كنبْتٍ، فمنهُ طائلٌ وَشَكيرُ
فَأَحْكَمَني أنْ أَقْرَبَ الجهل عِبْرة ً
ليالٍ وأيامٌ مضت وشهور
أُضاحكُ أعدائي وآدو لِسُخطِهِمْ
وغُرٍّ كرامٍ مُحَصناتٍ يقودُها
كما ربما حاولت أمراً بغيره
فأَدْرَكْتُهُ وذو الحِفاظِ وَقورُ
وأكل لئام الناس لحمي وقرصهم
ونجواهم خطبٌ علي يسير
فأَنَّ امرَءاً أبدى الشَّناءة َ وجْهُهُ
فإنّي بعوْراتِ العدوِّ بَصيرُ
رَمَيْتُ فأقصْدتُ الذي يَسْتَنيصُني
بغر أبرت ما تزال تعبر
وأعلم لحن القول من كل كاشح
وإنّي بما في نفسِهِ لخبيرُ
ألا رب ناهٍ عن أمورٍ وإنه
بأيِّ أُمورٍ مثلِها لَجَدير
وما الناس في الأخلاق إى غرائزٌ
كما الشعر منه مصلدٌ وغزير
لمنكح لؤمٍ ضيعة ٌ ومهور
وضرُّكَ من عاديتَ أَمْرُ قِواية ٍ
وحزمٍ ، وضر الأقربين فجور
وقيلُكَ قد أبصرتُ شيئاً جَهِلْتَهُ
الذي حنقٍ عند الحمية بر
وكيف تُسِرّ الفخرَ في غير كنههِ
وفي أنفس الأقوامِ أنتَ حقيرُ
وكائن ترى من كامل العقل يزدرى
ومن ناقصِ المعقولِ وَهْو جَهيرُ
ومنهم قصيرٌ رامَ مَجْداً فنالَهُ
وآخرُ هَيْقٌ في الحِفاظ قصيرُ
ومن طالبٍ حَقّاً بِفُحْشٍ يفوتُهُ
ومدركه بالحق وهو ستير
ومُنتحلٍ شِعْراً، سِواهُ يقولُهُ
وقائل شعرٍ لا يكاد يسير
وَقَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً
ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو صَبورُ
وإني لأبري العيس حتى كأنها
مِنَ الجَهْدِ من طَيِّ التَّنائفِ عُورُ
وأكتُمُ سِرَّ النفسِ حتّى أُميتَهُ
ولَيْسَ لِمَنْ يُحيي السريرَ ضميرُ


العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أتصرم أم تواصلك النجود ؟
أتصرم أم تواصلك النجود ؟
رقم القصيدة : 19146
-----------------------------------
أتصرم أم تواصلك النجود ؟
وليسَ لها وإنْ وصلتك جُودُ
إذا لا ينتها مطلت ولانت
وفيها حين تَنْزُرُها صُلودُ
تُشيرُ إلى الحديثِ بِحُسْنِ دَلٍّ
عن الفحشاء معرضة ٌ حيود
لها وجهٌ كصحنِ البدر فخمٌ
ومنسجرٌ على المتنين سود
وعينا برغزٍ خرقٍ غريرٍ
وزان النحر واللبات جيد
ترى فوق الرهاب لها سموطاً
مع الياقوت فصله الفريد
وأعظمها مبتلة ٌ رواءٌ
وذو عكنٍ وإن طعمت خضيد
من العين الجوازئ ليس يخزي
محاسنها الرياط ولا البرود
وقد عَبِقَ العبيرُ بِها ومِسْكٌ
يخالطه من الهندي عود
وتبسِمُ عن نقيِّ اللون غُرٍّ
لهُ أَشَرٌ ومنهِلُهُ بَرودُ
شفاءٌ للعميد فلم تنله
وكان بمثله يشفى العميد
يَراحُ القلبُ ما دامتْ قريباً
وذِكْراها وإنْ شحطتْ تصيدُ
وعوص الدهر بالإنسان جسمٌ
ولا ينجي من التلف الجدود
إذا ما المرءُ غالَتْهُ شَعوبٌ
فما للشامتين به خلود
وكُلُّ منعَّمٍ وأخي شقاءٍ
ومثرٍ والمقل معاً يبيد
إذا ما ليلة ٌ مرّتْ ويومٌ
أتى يومٌ ولَيْلتُه جَديدُ
أبار الأولين وكل قرنٍ
وعاداً مثلما بارت ثمود
ولا ينجي من الآجال أرضٌ
يُحَلُّ بِها ولا القَصْرُ المَشيدُ
وما لابد منه سوف يأتي
ولكن الذي يمضي بعيد
وَجَدتُ الناسَ شتّى شيمتاهُمْ
غوي والذي يهدى رشيد
مُريدُ الذمِّ مذمومٌ بخيلٌ
ومعطي المال منتجبٌ حميد
يُراحُ إلى الثناءِ له ثناءٌ
على مَهلٍ إذا بَخِلَ الزهيدُ
وخير الناس في الدنيا صنيعاً
على العلات متلافٌ مفيد
فصاحِبْ كلَّ أروعَ دهثميٍّ
ولا يَصْحبْكَ ذو الغَلَقِ الحديدُ
يرى ما نال غنماً كل يومٍ
صفاة ٌ حينَ تَخْبُرُهُ صَلودُ
وشرُّ مُصاحَبٍ خُلُقٌ قَسِيٌّ
ونعم الصاحب الخلقُ السديد
ووصل الأقربين سبيل حق
وقطع الرِّحْمِ مُطَّلَعٌ كؤودُ
إذا ما الكَهْلُ عُوتبَ زادَ شرّاً
ويُعْتِبُ بعدَ صبْوتِهِ الوليدُ
يغيض الأكثرون حصى رجالٍ
ويثرى بعد قلته الوحيد
ويُعطى المرءُ بعد الضَّعْفِ أَيْداً
ويَضْعُفُ بَعْدَ قُوَّتهِ الشديدُ
ويصرع خصمه ذو الجهل يوماً
ويَبْطُرُ عندَ حُجّتهِ الجَليدُ
ولا ينجي الجبان حذار موتٍ
ويبلغ عمره البطل النجيد
وطَلاّبُ التِّراتِ بها طلوبٌ
ذكيٌّ لا يحالفه الهجود
وشرُّ مُطالبِ الأوتارِ نِكْسٌ
من الأقوام جثامٌ لبود
فما بالي وبالُ بني لَكَاعٍ
عليَّ لهم إذا شبعوا فديد
إذا ما غِبْتُ عنهم أوعدوني
وأي الناس يقتله الوعيد ؟‍
متى ما يسمعوا رزي يدينوا
كما دانت لسيدها اليهود
لهُ من مدِّ عافية ٍ ورُودُ
مخافة أن أجدعهم سجود
بهرتهم وأفحم ناطقوهم
كما بهر المحملة الصعود
تفادَوْا مِن خُبَعْثِنَة ٍ هموسٍ
تُبوِّلُ من مخافتهِ الأُسودُ
هريت الشدق يقعص كل قرنٍ
على كتفيه من لبدٍ لبود
دقيقِ الخصرِ رحْبِ الجوفِ شَثْنٍ
كأن أخا تواليه عمود
وليسَ يَعيبني إنْ غِبْتُ إلاَّ
دعي أو دحيقٌ أو حسود
نفى عنّي العدوَّ قُراسياتٌ
قرومٌ من بني شيبان صيد
فمنهُمْ حينَ تَنْتَطِحُ النواصي
إذا ذكر المآثر والعديد
فمفروقٌ وحارثة ُ بن عَمْروٍ
هما الفرعانِ مجدُهما تليدُ
وساد الهانئان بني نزارٍ
ومن يُحلُلْ بأرضهما مَسُودُ
وبِسطامٌ تغمَّطَ والمثَنّى
بهِ فُضَّتْ من الفُرْسِ الجُنودِ
وعوف المأثرات وكل عهدٍ
وَفيٌّ حينَ تُنتقضُ العهودُ
وذو المانا أبو حرب بن عوفٍ
معاذته تفك بها القيود
وكان الحَوْفَزانُ شِهابَ حَرْبٍ
رئيس الناس متبعاً يقود
وفكّاكُ العُناة ِ أبو ثبيتٍ،
يزيدُ بعدَه منّاً يزيدُ
وعُدَّ أبا الوجيهة ِ في نُجومٍ
نجومٍ جمّة ٍ تلك السُّعودُ
قبيصَة ُ وابن ذي الجَدّين منهم
وأشرسُ والمجبّة ُ والشريدُ
وعمرو والأغن عميد حي
وكلٌّ في أرومته عميد
وسادَ ابنَ القُريمِ وكان قَرْماً
أخا حربٍ يشب لها الوقود
وحمال المئين أبو حماسٍ
أناب بها إذا ضلع اللهيد
وجادَ ابنُ الحصينِ وكان بَحْراً
وللهزهاز عند الجهد جود
ومصقلة ُ الذي أجدى وأعطى
به عتقٌ لسامة بعد رقً
إذ ابطت عن فكاكهم الوفود
جُلودُهُمُ من العَثَراتِ مُلْسٌ
نقياتٌ إذا دنس الجلود
أولئكَ أُسرتي سأذودُ عنهم
إذا ما خامَ عنهمْ منْ يَذودُ
بِغُرٍّ من قَوافٍ نافِذاتٍ
جوارحَ في الصُّدورِ لَها خُدودُ
فشعري كله بيتان : بيتٌ
أثقِّفه، وقافية شَرودُ
وإني حاكمٌ في الشعر حكماً
إذا ذكر القوافي والنشيد
فخيرُ الشِّعرِ أَكْرَمُهُ رِجالاً
وشر الشعر ما نطق العبيد
شُهودي الناسُ أنْ قد قلتُ حقّاً
وكانَ الحقُّ يوجِبُهُ الشُّهودُ


 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا طال التنظر والثواء
ألا طال التنظر والثواء
رقم القصيدة : 19147
-----------------------------------
ألا طال التنظر والثواء
وجاءَ الصيْفُ وانكشف الغطاءُ
وليسَ يقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ
ولا يَمضي إذا ابتُغيَ المَضاءُ
طوال الدهر إلا في كتابٍ
لمقدارٍ يوافقه القضاء
ولا يعطى الحريص غنى ً لحرصٍ
وقد ينمي لذي الجود الثراء
غني النفس ما استغنت غنيٌّ
وفَقرُ النفسِ ما عَمِرتْ شَقَاءُ
إذا استحيا الفتى ونشا بحلمٍ
وسادَ الحيَّ حالفَهُ السَّناءُ
وليس يسود ذو ولدٍ ومالٍ
خفيف الحلم ليس له حياء
ومن يَكُ ذَا حَياً لم يُلْقِ بؤساً
يَنُخْ يوماً بِعَقْوتهِ البلاَءُ
تعاوره بنات الدهر حتى
تثلمه كما انثلم الإناء
فكُلُّ شَديدة ٍ نزلتْ بِحَيٍّ
سيأتي بعد شدتها الرخاء
فَقُلْ للمتّقي حَدَثَ المنايا:
توقَّ، فليسَ ينفعُك اتّقاءُ
ولا تك المصاب ، وأي حي
إذا ما مات يُحييهِ البكاءُ؟
وقُلْ للنفْسِ: من تُبقي المنايا؟
فكلُّ الناسِ ليسَ له بقاءُ
تعزي بالأسى في كل حي
فذلك حينَ يَنْفعُها العَزاءُ
ستفنى الراسيات ، وكل نفسٍ
ومالٍ سَوْفَ يَبْلُغُه الفَناءُ
يُعَمَّرُ ذو الزمانة ِ وهو كَلٌّ
على الأدنى وليس له غناء
ويردى المرء وهو عميد حيًَ
ولو فادوه ماقبل الفداء
إذا حانتْ مَنِيَّتُهُ وأوصى
فليس لنفسه منها وقاء
وكلُّ أُخوَّة ٍ في الله تبقى
وليس يدوم في الدنيا إخاء
أَصِبْ ذا الحِلْمِ منك بِسَجْل وُدٍّ
وصله ، لا يكن منك الجفاء
ولا تصل السفيه ولا تجبه
فإن وصال ذي الخربات داء
وإن فراقه في كل أمرٍ
وصرم حبال خلته شفاء
وضيفك ما عمرت فلا تهنه
وآثِرْهُ وإن قلَّ العَشاءُ
ولا تجعَلْ طعامَ الليل ذُخْراً
حذار غدٍ ، لكل غدٍ غداء
وكل جراحة ٍ توسى فتبرا
ولا يَبْرا إذا جرحَ الهِجاءُ
يؤثر في القلوب له كلومٌ
كداء الموت ليس له دواء
وحوك الشعر ما أنشدت منه
فَيَنْفي سيّىء َ الاكفاءِ عَنْهُ
كما يُنفى عن الحَدَبِ الغُثاءُ
غُثاءُ السَّيْلِ يضرحُ حَجْرتَيْه
تجلله من الزبد الجفاء
من الشُّعراءِ أكْفاءٌ فُحولٌ
وفَرّاثونَ إنْ نطقوا أساؤوا
فَهَل شِعران: شِعرُ غناً وحَكْمٍ
وشعرٌ لا تعيج به ، سواء ؟
فإنْ يكُ شاعرٌ يعوي فإنّي
وجدتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ
وإن جَرِبَتْ بواطنُ حالبيهِ
فإنَّ العَرَّ يَشفيهِ الهِناءُ
وقلت لمن أبث إليه سري
وينفعُني وإيّاهُ الخَلاءُ:
ألا يا هندُ هل تُحيينَ مَيْتاً؟
وهل لقروضنا أبداً أداء ؟
أحلأت النفوس لتقتليها
وهن إلى مناهلكم ظماء
أديم صفاءها ويدوم عهدي
وإنْ طالَ التعاشُرُ والصفاءُ
فإن يك أهلنا ناءوا وبانوا
وبان بها أقاربها وناءوا
فقد أعْفو مَنازِلَها بِفَلْجٍ
وفي آيات دمنتِها امتحاءُ
تراوحها من الأرواح هوجٌ
كأن نخيل تربتها هباء
وكل مجلجلٍ دانٍ زحوفٍ
تشابه غيمه فيه استواء
كأن على غواربه زحوفاً
لها لَجَبٌ يُصَمُّ به الدُّعاءُ
كأن دفاف مأدبة ٍ وعرسٍ
ورجازٍ يجاوبه الحداء
ونوح مآتمٍ وحنين عوذٍ
يجاوبُها من النَّعَمِ الرُّغاءُ
على أعْجازهِ إذ لاحَ فيهِ
سيوف الهند أخلصها الجلاء
إذا انسحَّتْ دلاءُ الماء منهُ
أمدته بسافكها الدلاء
فليس حفيله كحفيل غيثٍ
ولا كمياهِهِ في الأرضِ ماءُ
قرارُ الأرض ممّا صَبَّ فيها
لهُ حُبُكٌ مُوَكَّرة ٌ مِلاءُ
فأقلعَ والشَّمالُ تحنُّ فيهِ
بكلٍّ قَرارة ٍ منها إضاءُ
فأعْقبَ بقلُهُ نَوْراً تؤاماً
كَلَوْنِ الرَّقمِ حَطَّ به الفِلاءُ
ونور البخترية والخزامى
وحنوته لبهجتها بهاء
فقد جُنَّت كواكبُهُ جُنوناً
لها صبحٌ إذا ارتفع الضحاء
إذا اغتبقت من الأنداء طلا
فإن صبوحها منها رواء
فأوْحشَ رَبْعُها وعفت رِياضٌ
تولَّدُ في كواكِبها الظِّباءُ
بِها سُفْعٌ مُوَلَّعَة ٌ هِجانٌ
هواملُ لا تطرِّدُها الضِراءُ
كأن جلودها إذ بان عنها
نَسيلُ الصيف بالصيف المُلاءُ
لهن جآذر نعست ، فنامت
عَواقدُ في سوالِفِها انثناءُ
وعاناتٌ يطردها فحولٌ
نَواشطُ في أَياطِلِها انطواءُ
تَرومُ حِيالها وتصُدُّ عنها
لواقحُ مِنْ صَعابتها الإباءُ
فكلُّ هَجَنَّعٍ تحنو إليهِ
نقانقُ في بلاعِمِها الْتِواءُ
كأنَّ ظهورَها حُزَمٌ أنابَتْ
بِها أُصُلاً إلى الحيِّ الإماءُ
فعُجْتُ على الرسومِ فشوّقتني
ولم يكُ في الرسوم لنا جَداءُ
فناجيت الرسوم فلم تجبني
وقد ناديت لو نفع النداء
ودويً يصيح بها صداها
كَأَنَّ صِياحَهُ فيها مُكاءُ
تفجع هامها والبوم أصلاً
كما صرخت على الميت النساء
لأسراب القطا فيها عيالٌ
مُعَرَّسُها ومَجْثَمُها الفَضاءُ
تَوائِمُ كالكُلى زُغُبٌ ضِعافٌ
تضمَّنها الأفاحصُ والعَراءُ
تبص كأنها عجزٌ فوان
وقد بَثِرتْ وليس لها عِفاءُ
كأنَّ بِهِنَّ زِرْنيخاً مَدُوفاً
بِها لَصِقاً كما لَصِقَ الغِراءُ
إذا استسقت مطاعم أنهضتها
فولت من غرائزها النجاء
موارِدُها مياهُ العِرق توّاً
وماءُ القُطْقُطانَة ِ والحِساءُ
تراطن بينها بكلام عجمٍ
وَأَكْبرُ ما تهُمُّ بهِ الرَّحاءُ
فخلَّفَتِ الدَّعاثِرَ ثُمَّ عَبَّتْ
لكل ثمالة ٍ منها سقاء
متى تنهل قطاة ٌ من شروب
يكُنْ قُدّامَها منهُ ارتواءُ
فأنهلت النفوس ، وفي الأدواى
أمامَ نُحورِها منْها امتلاءُ
أداوى لا يبض الماء منها
ولَيْسَ لمَفْرَغٍ منها وِكاءُ
فَصَبَّحتِ الفِراخ فأَنْهَلتْها
تغرُّ حوائماً فيها انحناءُ
بِنازِحة ٍ ترى الثيران ظُهْراً
لكلِّ مُوَلّعٍ مِنها خِباءُ
فخلَّفْتُ الأَباعِدَ مِنْ صُواها
بعنسٍ ما تخونها الخلاء
مواشكة ٍ مقتلة ٍ ذمولٍ
وَقاحِ الخُفِّ ليس لها حِذاءُ
كأن مؤثر الأنساع فيها
حجاج البئر خربها الرشاء
تمد زمامها منه بسامٍ
مروحٍ ، في قوائمها اعتلاء
تزيف كما مشت خرقاء زافت
تُعجِّلُها المَخيلة ُ والرِّياءُ
أؤم بها من الأعياص ملكاً
أَغَرَّ كأنَّ غرّتَهُ ضِياءُ
لأسمع من غريب الشعر غراً
وأُثني حَيْثُ يُنتضلُ الثَّناءُ
يزيدَ الخَيْرِ وهو يزيدُ خيراً
وينمي كُلَّما ابتُغِيَ النماءُ
ويَلْبَسُ حُلّة ً أَعْذَرْتُ فيها
عليهِ فوق مِئْزره الرِّداءُ
إلى الشُمِّ الشَّمارِخ مِنْ قُريْشٍ
تجَوَّبَ عن ذوائبها العَماءُ
قريشٌ تبتني المعروف قدماً
وليس كما بنيت لها بناء
فَضَضْتَ كتائبَ الأزديِّ فَضّاً
بكبشِكَ وهو بُغيتُه اللقاءُ
وعادتُهُ إذا لاقى كِباشاً
فَناطَحهُنَّ قتلٌ واحتواءُ
يفلِّقُ بالسيوفِ شَرَنْبثاتٍ
ويَجْسُرُ كلّما اختُضِبَ اللواءُ
أبرت عدوهم وعفوت عفواً
به حقنت من الناس الدماء
سمكت لهم - بإذن الله - ملكاً
كما سمكت على الأرض السماء
وأحيَيْتَ العطاءَ وكانَ مَيْتاً
ولولا اللهُ ماحَيِيَ العَطاءُ
ففي كل القبائل من معد
ومن يمنٍ له أيضاً حباء
وصَلْت أخاك فهو وليُّ عهدٍ
وعند الله في الصلة الجزاء
نُرجّي أنْ يكونَ لَنا إماماً
وفي ملك الوليد لنا الرجاء
هشامٌ والوليد ، وكل نفسٍ
تُريدُ لكَ الفَناءَ لكَ الفِداءُ
فناء أبيك مأهولٌ خصيبٌ
إذا لم يُغشَ في المحل الفِناءَ
عِداتُكَ لا يُخافُ الزهدُ منها
إذا ما خان بالعِدَة ِ اللقاءُ
وأنت ابن الخلائف من قريشٍ
نَمَوْكَ وفي عداوتِهِمْ إباءُ
وعاتكة التي ورثت كريزاً
وحرباً ، فالكرام لها حواء
عقيلة من تكرم من قريشٍ
لها خَشَعَتْ من الكَرَمِ النساءُ
وعودك من أعالي النبع فرعٌ
رفيعٌ لا يوازيه السَّراءُ
فكل مناقب الخيرات فيه
حَنيكُ العقل آزرهُ الفتاءُ
إمامُ الناسِ لا ضَرَعٌ صَغيرٌ
ولا قحمٌ يثلمه الذكاء
على الأعياصِ عِنْدَكَ حينَ تُعفى
لَمُمْتَدِحٍ من الثَّمنِ الغَلاءُ
ومختبطن من بلدٍ بعيدٍ
عَبَأْتَ لَهُمْ سِجالَك حينَ جاؤوا
كَشَفْتَ الفَقْرَ والإقْتارَ عَنْهُم
فَنالوا الخيرَ وانكشفَ الغِطاءُ
فَعِيصُك خيرُ عِيصٍ في قُريشٍ
وهم من كل سباتٍ براء
أولاك السابقون بكل خيرٍ
إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ
وخير المتهمين بنو الأعاصي
كما خير الجبال بها حراء

 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
رقم القصيدة : 19148
-----------------------------------
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف
خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ
أغر تنمي به البيض الغطاريف
لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها
في كل فج لع خيل مسانيف
يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها
ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ
أخزى طرندة منه وابل برد
وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ
مازال مسلمة الميمون يحضرها
وركنها بثقال الصخر مقذوف
وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ
كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ
حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ
وحان من كان فيها فهو ملهوف
فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ
ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ
يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم
هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟
تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً
واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ
قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا
فصخرها عن جديد الأرض منسوف
كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا
باتت تجاوبنا فيها الأساقيف
أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ
كما توصت في الصبح الخطاطيف
فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ
وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ
فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ
والكلس والذهب العقيان مرصوف
ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا
يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ
يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ
حتى كأن سواد العين مطروف
وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها
كريمها فوق أعلاهن معطوف
وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها
أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ
لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ
يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ
فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ
مبطنٌ برخام الشام محفوف
في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ
وقد أحاط به الأنهار والريف
فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ
فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف
تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ
في حوكها من كلام الشعر تأليف
قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ
كما أقام قنا الخطي تثقيف

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ذرفت عيني دموعاً
ذرفت عيني دموعاً
رقم القصيدة : 19149
-----------------------------------
ذرفت عيني دموعاً
من رسومٍ بحفير
مُوحِشاتٍ طامِساتٍ
مثل آيات الزبور
غَيّرتْها في سُفورٍ
مر أيام الدهور
جادها كل ملث
ذي أهاضيب مطير
وإذا النكباء هاجت
لَعِبَتْ فيها بِمُورِ
وجنوبٌ وشمالٌ
وصَباً بعدَ الدَّبورِ
قد أذاعتْ بِرسومٍ
لا تَبينُ لبصيرِ
غير بالٍ ناحلٍ في الد
ار كالجذل القصير
وأوراي ونؤي
ومطايا للقُدورِ
نصفها سودٌ ونصفٌ
ضَبَّحتْهُ بِسَعيرِ
فهي كالأظآر حنت
حول بو وكسير
بدل الربع وحوشاً
من كبيرٍ وصَغيرِ
من نعاجٍ وظباءٍ
ونَعامٍ وحميرِ
آبداتٍ رائداتٍ
راتعاتٍ في غميرِ
ذاكَ من بعدِ حِلالٍ
وأَنيسٍ وعُمورِ
وهجانٍ وقيانٍ
وقبابٍ كالقصور
وخيولٍ أرناتٍ
من إناثٍ وذكور
ذي تليلٍ وفصوصٍ
سلطاتٍ كالفهور
وسماحيج سراعٍ
مثلَ عُقْبانٍ كُسُورِ
قد دعاها جُنْحُ لَيْلٍ
حين قضت لوكور
وقنا الخطي لدنٌ
معهم حد كثير
ودروعٍ وسيوفٍ
كل عضبٍ كالغدير
وحسانٍ آنساتٍ
وعذارى في خدور
قاصِراتٌ ناعِماتٌ
في نعيمٍ وسرور
جاعلاتٌ كل بابٍ
ذي ستورٍ من حرير
موثقاتٌٍ كل رأيٍ
بعيون الغر حور
وفروع كالمثاني
زانَها حُسْنُ جَميرِ
وأنوفٍ وخدودٍ
ولِثاتٍ كالثُّغورِ
رائِعاتٍ واضحاتٍ
كالأقاحيِّ المُنيرِ
وبأعْناقٍ حِسانٍ
وثُدِيٍّ ونُحورِ
وخلاخيلَ مِلاءٍ
ودماليجَ وسُورِ
وبوشح قلقاتٍ
في بطونٍ وظهور
وبِأَعْجازٍ كَرَمْلٍ
مثقلاتٍ وخصور
لي سمن يذكر هذا
يا لَقومٍ بِصَبورِ
وكهولٍ قد أراهم
كخضاريم البحور
ورِجالٍ لم يَشيبوا
وشبابٍ كالسقور
فإذا نادى المنادي :
أين أيسار الجزور ؟
طار منهم كل خرقٍ
بخميسٍ أو عشير
ثُمَّ لا تسألْ بِعيرٍ
أبداً من بعد عير
كل وجناء وشهمٍ
عوهج ضخم الكسور
فإذا تحدو اجرهَدَّتْ
وتعالَتْ بصدورِ
ممعنات دالحاتٍ
دالفاتٍ بخمور
في زقاقٍ كل جحليـ
ـنِ أضرّا ببعيرِ
مجلخداتٍ ملاءٍ
بَطَّنوهُنَّ بِقيرِ
فإذا صِرْتَ إليهم
صرت في خير مصير
عند شبانٍ وشيبٍ
أعملوا كأس المدير
كم ترى فيهم وفينا
من رئيسٍ كالأميرِ
ذي عَطاءٍ وغَناءٍ
مُحْسِنٍ نَسْجَ الأُمورِ
قَائدٍ جيشاً لُهاماً
عند حل ومسير
لجباً يسمع رزاً
عند طَعْنٍ وَنَفيرِ
فإذا تندى شبابٌ
كلُّ ميمونٍ مُغيرِ
رَكِبوا كُلَّ عَلَنْدى
ذي أفانين صبور
فإذا لاقَوْا أُسوداً
أَوْعَدتْ أُسْداً بِزيرِ
طاعَنوا بَعْدَ رِماءٍ
وضرابٍ بالذكور
رب حدباء فيافٍ
في رمالٍ ووعور
قد تجشمت تنوفا
تٍ قِفاراً بجَسُورِ
خلت هرين - وقد صا
رَتْ منيناً كالحَسيرِ
نَهَسا القُرْبَيْنِ مِنْها
وَهْيَ تَرْمَدُّ بِكورِ
مثلَ ما يجري على المِحْـ
ـوَرِ تقليبُ الدَّريرِ
ومن الناس غني
ذو سوامٍ وقدور
ووسيطٌ في زماعٍ
ذو معاشٍ وفقير
كل باغي الخير يوماً
راكب الهول الكبير
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
رقم القصيدة : 19150
-----------------------------------
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
وبِبَيْنٍ مُودَّعٍ واحتمالِ
وانتضوا أينق النجائب صعراً
أَخَذوها بالسَّيْر بالإرقالِ
وَاعْتَلَوْا كلَّ عَيْهَمٍ دَوْسَرِيٍّ
أرحبي يبذ وسع الجمال
فكأن الرياض أو زخرف المجـ
ـدَلِ مِنْها على قُطوعِ الرحالِ
عدلوا بينها وبين عتاقٍ
مُقْرَباتٍ تُصانُ تحتَ الجِلالِ
فهي قبٌّ كأنهن ضراءٌ
كقداح المفيض أو كالمغالي
خَرَجوا أَنْ رَأَوْا مَخيلَة َ غَيْثٍ
من قصورٍ إلى رياض أثال
يومَ بانوا بكلِّ هيفاءَ بِكْرٍ
ورَداحٍ وطَفْلة ٍ كالغَزالِ
بكراتٌ أدمٌ أصبن ربيعاً
أو ظباءٌ أَوْ رَبْرَبٌ في رِمالِ
فَهْيَ بيضٌ حُورٌ يُبَسِّمْنَ عن غُرْ
رٍ وأنيابُهُنَّ شَوْكُ السِّيالِ
جاعلاتٌ قطفاً من الخز والبا
غز حول الظباء فوق البغال
جازئاتٌ جمعن حسناً وطيباً
وقَواماً مِثْلَ القَنا في اعْتدالِ
غص منها بعد الدماليج سورٌ
والخلاخيلُ والنُّحور حَوالِ
فكأن الحلي صيغت حديثاً
يتألقن أو جلاهن جال
ثُمَّ زَفَّتْ تعدو بِزقٍّ جِفالِ
مخطفات البطون ميث النوالي
لثن خمراً على عناقيد كرمٍ
يانعاتٍ أَتْمِمْنَ في إكمالِ
فهي تُبدي طوْراً وتُخفي وُجوهاً
كل وجهٍ أغر كالتمثال
كالدمى حسنهن أربهى على الحسـ
ـن ويضعفن في تقى ً وجمال
لابساتٌ غض الشباب جديداً
مثقلاتٌ تنوء بالأكفال
جاعلاتٌ من الفرند دروعاً
والجلابيب من طعام الشمال
يتأزرن بالمروط من الخـ
زِ ويَرْكُلْنَها بِسُوقٍ خِدالِ
فإذا مامشين مالت غصونٌ
مِلْنَ نحوَ اليمينِ بَعْدَ الشِّمالِ
يَتَقَتلْنَ لِلْحليمِ مِنَ القَوْ
م فيسبينه بحسن الدلال
وإذا مارمينه جانبياً
أو عشيراً أَقْصَدْنَهُ بالنِّبالِ
ولقد قُلتُ يومَ بانوا بصرمٍ
كيف وَصْلي من لا يُجِدُّ وصالي
وإذا ما انطوى أخٌ ليَ دوني
فجديرٌ إن صَدَّ أَنْ لا أُبالي
كل ما اختصتني به الله ربي
ليس من قوتي ولا باحتيالي
لو أطيع الشموع أو تعتليني
زل حلمي ولامني عذالي
وإذا ماذكرت صرف المنايا
كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ
كل عيشٍ ولذة ٍ ونعيمٍ
وحياة ٍ تودي كفيء الظلال
كَفَّني الحِلْمُ والمشيبُ وَعَقْلي
ونهى اللهِ عَنْ سبيلِ الضلالِ
وأرى الفقر والغنى بيد اللـ
ـهِ وَحَتْفَ النُّفوسِ في الآجالِ
ليس ماءٌ يروى به متعفوه
واتنٌ لا يغور، كالأَوْشالِ
قد يغيض الفتى كما ينقص البد
ر وكلٌ يصير كالمستحال
فمحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ
بعدما كان ناشئاً كالهلال
ليس يغني عنه السنيح ولا البر
ح ولا مشفقٌ زمام قبال
فإذا صارَ كالبَلِيَّة ِ قَحْماً
هو مر الأيام بعد الليالي
وكَسَتْهُ السِّنونَ شيباً وضَعْفاً
وطَوَتْ خَطْوَهُ بِقَيْدٍ دِخالِ
عادَ كالضَّبِّ في سنينَ مُحُولٍ
عادَ في حُجْرِهِ حليفَ هُزالِ
ليس حي يبقى وإن بلغ الكبـ
رة إلا مصيره لزوال
كلُّ ثاوٍ يَثْوي لحينِ المنايا
كجزورٍ حبستها بعقال
إن تمت أنفس الأنام فإن الـ
ـله يبقى وصالحَ الأعمالِ
كلُّ ساعٍ سعى لِيُدْرِكَ شيْئاً
سَوْفَ يأتي بِسَعْيهِ ذا الجَلالِ
فَهُمُ بينَ فائِزٍ نالَ خَيْراً
وشقي أصابه بنكال
فولاة الحرام من يعمل السو
ءَ عدوٌّ حربٌ لابنِ الحلالِ
إنَّ مَنْ يركَبُ الفواحشَ سِرّاً
حين يخلو بسوءة ٍ غير خال
كَيْفَ يَخْلو وعندَهُ كاتِباهُ
شاهدَيْهِ ورَبُّهُ ذو المِحالِ
فاتق الله مااستطعت وأحسن
إنَّ تقوى الإلهِ خيرُ الخِلالِ
وإذا كنت ذا أناة ٍ وحلمٍ
لم تَطِرْ عِندَ طَيْرة ِ الجُهّالِ
وإذا ما أَذَلْتَ عِرْضَك أودى
وإذا صِينَ كانَ غيرَ مُذالِ
ثُمَّ قُلْ للمُريد حَوْلَ القوافي:
إن بعض الأشعار مثل الخبال
أَثْقِفِ الشِّعْرَ مرّتين وأَطنِبْ
في صُنوف التشبيبِ والأمْثالِ
وفلاة ٍ كأنها ظهر ترسٍ
عُودُه واحدٌ قديمُ المِطالِ
حَوْمة ٍ سَرْبَخٍ يَحارُ بها الرَّكْـ
ـب تنوفٍ كثيرة الأهوال
جبت مجهولها وأرضٍ بها الجـ
ـن وعقد الكثيب ذي الأميال
وعَدابٍ منْ رَملة ٍ ودَهَاسٍ
وجِبالٍ قَطَعتُ بَعْدَ جِبالِ
وَسُهوبٍ وكلِّ أبطحَ لاخٍ
ثم آلٍ قد جبت من بعد آل
بعقامٍ أجدٍ تقلج بالرا
كِبِ عَنْسٍ جُلالة ٍ شِمْلالِ
عيسجورٍ كأنها عرمس الوا
دي أَمونٍ تزيفُ كالمُختالِ
فإذا هجتها وخافت قطيعاً
خَلَطَتْ مَشْيَها بِعَدْو نِقالِ
كذعورٍ قرعاء لم تعل بيضاً
ذات نأيٍ ليست بأم رئال
خَدَّ في الأرضِ مَنْسِماها وزَفَّتْ
فهي تهفو كالرِّمْثِ فوق عَمودَيْـ
ـنِ عَلَتْهُ مُسْوَدَّة ُ الأَسْمالِ
وَهْيَ تَسْمو بِذي بلاعيمَ عُوجٍ
أصقع الرأس كالعمود الطوال
فيها كالجنون أو طائف الأو
لقِ مِنْ ذُعْرِ هَيْقة ٍ مِجْفالِ
أو كجأبٍ مكدمٍ أخدري
حول أُتنٍ لواقح وحيال
يَرْتَمي الريحَ من سَماحيجَ قُبٍّ
بِنُسالٍ تطيرُ بعدَ نُسالِ
فرعاها المصيف حتى إذا ما
رَكدَ الخاطِراتُ فَوْقَ القِلالِ
حثها قارحٌ فجالت جميعاً
خشية ً من مكدمٍ جوال
فهو منها وهن قودٌ سراعٌ
كرقيب المفيض عند الخصال
سحره دائمٌ يرجع يحدو
ها مصرٌ مزايلٌ للفحال
فإذا استاف عوذاً قد أقصت
ضَرَحَتْهُ تَشيعُ بالأَبْوالِ
وكأنَّ اليَراعَ بين حَوامٍ
حينَ تعْلو مَرْوٌ وسُرْجُ ذِبالِ
ونحاها للورد ذات نفوسٍ
نحو ماءٍ بالعرق حتى إذا ما
نَقَعَتْ أَنْفُساً بِعَذْبٍ زُلالِ
عرفَ الموتَ فاستغاثَ بأَفْنٍ
ذي نَجاءٍ عَطِّ الحَنيفِ البالي
فهو يهوي كأنه حين ولى
حَجَرُ المِنْجَنيقِ أو سَهْمُ غالِ
ذاك شبهته وصاحبة الـ
فِ قَلوصي بعدَ الوَجا والكَلالِ
تَنْتَوي من يزيدَ فضلَ يَدَيْهِ
أَرْيحيّاً فَرْعاً سَمينَ الفَعالِ
حَكَمِيّاً بين الأعاصي وحَرْبٍ
أبطحي الأعمام والأخوال
أُمَّهُ مَلْكة ٌ نَمَتْها ملوكٌ
وهي أهل الإكرام والإجلال
أمها بنت عامر بن كريزٍ
وأبوها الهمام يوم الفضال
تلك أمٌ كست يزيد بهاءً
وجمالاً يبذ كل جمال
وأبوه عبد المليك نماه
زاد طولاً على الملوك الطوال
فَهْوَ مَلْكٌ نَمَتْهُ أيضاً مُلوكٌ
خير من يحتذي رقاق النعال
حالف المجد عبشمياً إماماً
حل داراً بها تكون المعالي
أريحيّاً فرْعاً ومعقِلَ عِزٍّ
قَصُرَتْ دونَهُ طِوالُ الجِبالِ
أُعطيَ الحِلْمَ والعَفافَ مع الجو
د ورأياً يفوق رأي الرجال
وحباهُ المَليكُ تقوًى وبِرّاً
وهو من سوس ناسكٍ وصال
يقطعُ الليلَ آهَة ً وانْتِحاباً
وابْتهالاً للّهِ أيَّ ابْتهالِ
راعَهُ ضَيْغمٌ من الأُسْدِ وَرْدٌ
جا بِلَيْلٍ يهيسُ في أَدْغالِ
تارة ً راكعاً وطوراً سجوداً
ذا دموعٍ تنهل أي انهلال
وله نحبة ٌ إذا قام يتلو
سوراً بعد سورة الأنفال
عادِلٌ مُقْسِطٌ وميزانُ حَقٍّ
لم يحف في قضائه للموالي
مُوفِياً بالعُهودِ من خَشْية اللا
هِ ومَنْ يَعْفُهُ يكنْ غَيْرَ قالِ
مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ تَقِيٌّ قَوِيٌّ
وهو أهل الإحسان والإجمال
ليس بالواهن الضعيف ولا القحـ
ـم ولا مودنٍ ولا تنبال
تم منه قوامه واعتدال الـ
ـخَلْقِ والرأيُ بالأمورِ الثقالِ
وهو من يعفه ينخ بكريمٍ
يَلْقَ جُوداً مِنْ ماجِدٍ مِفْضالِ
مثل جود الفرات في قبل الصيـ
ـفِ تَرامى تيّارُهُ بالجُفالِ
فَهْوَ مُغْلَولِبٌ وَقَدْ جَلَّلَ العِبْـ
ـرَيْنِ ماءٌ يُفيضُه غيرَ آلِ
فإذا ماسما تلاطم بالمو
ج جوادٌ كالجامح المستشال
فهو جون السراة صعبٌ شموسٌ
سار منه تيار موجٍ عضال
كَبَّ مِنْ صَعْنَباءَ نخلاً ودُوراً
وارتمى بالسفين والموج عال
وتَسامَتْ منهُ أواذيُّ غُلْبٌ
كَفِحالٍ تَسْمو لِغُلبِ فِحالِ
غير أن الفرات ينضب منه
ويزيدٌ يزداد جود نوال
وَهْوَ إنْ يعْفُهُ فِئامٌ شُعوبٌ
يبتد المعتفين قبل السؤال
ويذد عنهم الخلالة منه
بِسِجالٍ تَغْدو أَمامَ سِجالِ
فإذا أُبْرِزَتْ جِفانٌ من الشِّيـ
ـزى وفيها سَديفُ فَوْقَ المَحالِ
قتل الجوع والهزال فبادا
حين هر العفاة شحم المتالي
وكأن الترعيب فيها عذارى
خالصاتُ الألوانِ إلْفُ الحِجالِ
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
رقم القصيدة : 19151
-----------------------------------
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
وهن يؤبن بعد الحسن بالطيب
فهيجوا الشوق إذ خفت نعامتهم
وأورثوا القلب صدعاً غير مشعوب
فَهُمْ حزائقُ ساروا نِيَّة ً قُذُفاً
لم ينظروك سراعاً نحو ملحوب
بتوا القرينة فانصاع الحداة ُ بهم
وَهُمْ ذوو زَجَلٍ عالٍ وتَطْرِيبِ
منهُ أراجيزُ تَزْفي العيسَ إذْ حُدِيتْ
وفي المزاميرِ أَصْواتُ الصَّلابيبِ
والعيسُ منهُ كأنَّ الذعرَ خالَطَها
أو نالَها طائفٌ من ذي المخاليبِ
زانَ السُّدولَ عليها الرِّقْمُ إذ حُدِجَتْ
بكل زوجٍ من الديباج محجوب
وفي الهَوادجِ أبكارٌ مُناعَمَة ٌ
مثل الدمى هجن شوقاً في المحاريب
كأنَّها كُلَّما ابتُزَّتْ مَباذِلُها
درٌ بدارين صافٍ غير مثقوب
لها سوالف غزلانٍ وأوجهها
مثل الدنانير حرات الأشانيب
كأنّما الذَّهَبُ العِقيان تجعَلُهُ
بين الزمرد أوساط اليعاسيب
على نحورٍ كغرقي البيض ناعمة ٍ
يَعْلُلْنَها بِمَجاميرٍ وتَطْييبِ
لَها معاصمُ غصَّ اليارقاتُ بِها
وفي الخلاخيل خلقٌ غير معصوب
تزهو المحاسن منها وهي ناعمة ٌ
بكلِّ جَثْلٍ غُدافِ اللونِ غِرْبيبِ
صُفْر السوالفِ من نَضْحِ العبير بِها
تَبْدو لَها غُرَرٌ دونَ الجَّلابيبِ
تُبْدي أَكُفّاً تصيدُ العاشقين بِها
منها خضيبٌ ومنها غَيْرُ مخضوبِ
كأنَّ أَفْواهَها الإغريضُ إذ بَسَمتْ
أو أقحوان ربيعٍ ذي أهاضيب
في رَوْضة ٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ ناعمة ٍ
تجري الطلال عليها بعد شؤبوب
كأنني شاربٌ من ذكرهم ثَمِلٌ
لذ يعل بخمر الطاس والكوب
أخو ندامى كرامٍ حل ضيفهم
برية ٍ باتَ يسقى غير مسلوب
تَدِبُّ فيها حُميّاها وقد شرِبوا
منها قطابٌ ومنها غير مقطوب
شربٌ يغنون والريحان بينهم
وكل جحلٍ من الخرطوم مسحوب
ترى القوائم منه وهي شائلة ٌ
من كلِّ ذي مُشْعَرٍ بالقار مربوبِ
تُسَلُّ أرواحُها منها إذا مُلئَتْ
حتّى تُفرّغ في موتى الأَكاويبِ
إن المناهل جم لن تساعفنا
منها العذاب ومنها غير مشروب
تحنو إلى كل فينانٍ أخي غزلٍ
صوادفٌ عن ذوي الأسنان والشيب
يَبلى الشبابُ وينفي الشيبُ بَهْجَتَهُ
والدهرُ ذو العَوْص يأتي بالأعاجيبِ
ما يطلبِ الدهرُ تدرِكْهُ مخالِبُهُ
والدهرُ بالوِتْر ناجٍ غيرُ مطلوبِ
هل من أناسٍ أولى مجدٍ ومأثرة ٍ
إلا يشد عليهم شدة الذيب
حتى يصيبَ على عَمْدٍ خيارَهُمُ
بالنافذات من النبل المصائيب
إنّي وَجَدْتُ سهامَ الموت مَعْدِنُها
بِكُلِّ حتْمٍ من الآجالِ مَكْتوبِ
من يلقَ بَلْوى يَنُبْهُ بعدَها فَرَجٌ
والناس بين ذوي روحٍ ومكروب
وبين داعٍ إلى رشدٍ صحابته ،
وبَيْنَ غاوٍ وذي مالٍ ومحروبِ
والعَيْشُ طبيانِ: طُبْيٌ ثرَّ حالبُهُ
وطبي جداء ذاوٍ غير محلوب
وما طلابك شيئاً لست نائله
وسبك الناس ظلماً غير تعذيب
عاتِبْ أخاك ولا تُكْثِرْ ملامَتَهُ
وزر صديقك رسلاً بعد تغييب
وإنْ عُنيتَ بمعْروفٍ فَقُلْ حَسَناً
ولا تهن عن ذوي ضغنٍ لتهييب
لا تحمدن امرأ حتى تجربه
ولا تذُمَّنَهُ مِنْ غيرِ تجريبِ
إن الغلام مطيعٌ من يؤدبه
ولا يطيعك ذو شيبٍ لتأديب
إنَّ السَّلائقَ في الأخلاقِ غالبة ٌ
فالصقر لا يقتنى إلا بتدريب
وإنْ رحلتَ إلى مَلْكٍ لتمدَحهُ
فارحلْ بشعْرٍ نقيٍّ غيرِ مخشوب
وامدحْ يزيدَ ولا تَظْهَرْ بمدحتهِ
وقد أوائلها قوداً بتشبيب
إن البوارح لا يحبسن رحلته
ولا يعوج بأصوات الغرابيب
إن الخليفة فرعٌ حين تنسبه
من الأعاصي هجانٌ خير منسوب
يَنْميهِ حَرْبٌ ومروانٌ وأصلُهما
إلى جَراثيمِ مجدٍ غيرِ مأشوبِ
نماك أربعة ٌ كانوا أئمتنا
فكان ملكك حقاً ليس بالحوب
أعطاك ملكاً وتقوى أنت سائسه
بعد الفضائل من أوحى إلى النوب
كالبَدْرِ أبلجُ عالي الهمِّ مُخْتَلَقٌ
يُنْمَى إلى الأبطحيّاتِ المصاعيبِ
بحرٌ نمتْهُ بُحورٌ غيرُ ساجية ٍ
تلك المخاصيب أبناء المخاصيب
قومٌ بمكَّة َ في بطحائها وُلدوا
أبناء مكة ليسوا بالأعاريب
الأكثرونَ إذا ما سالَ موجُهُمُ
بكلِّ أَصْيَدَ سامي الطرفِ هُبْهوبِ
والضاربونَ من الأبطالِ هامَهُمُ
ضَرْباً طِلَخْفاً وهَكّاً غيرَ تَذْبيبِ
أنت ابنُ عاتكة َ الميمونِ طائِرُها
أم الملوك بني الغر المناجيب
إذا الملوكُ جَرَتْ يوْماً لمكرُمة ٍ
جري المحاضير حثت بالكلابيب
جَريْتَ جَرْيَ عتيقٍ لم يكنْ وَكَلاً
بذ العناجيج سبقاً غير مضروب
سهل المباءة يعفو الناس جمته
يَكْسو الجِفانَ سَديفاً من ذُرَى النِّيبِ
حتى تصد العوافي بعدما سبقت
عند المجاعة ِ من لحمٍ وتَرْعيبِ
وأنت تحيي فثاماً بعدما همدت
إحياءَ بِصَوبٍ نَفْسَ حُلْبوبٍ
وأنت خيرُهُمُ يوماً لمُخْتَبَطٍ
وأجودُ الناس جُوداً عند تَنْجيب
وجَحْفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صواهِلُهُ
عَوْدٍ يُجِدُّ مُتونَ السَّهلِ واللُّوبِ
تَرى السَّماحيجَ فيها وهي مُسْنِفَة ٌ
وكل فحلٍ طوال الشخص يعبوب
يحملن بزة أبطالٍ إذا ركبوا
بِكلِّ مُطَّرِدٍ صَدْقِ الأَنابيبِ
تردي بشعثٍ إذا ابتلت رحائلها
بكل فجًّ من الأعداء مرهوب
إن سكنوها وشدوا من أعنتها
أَخَذْن بالقومِ في حُضْرٍ وتَقْريبِ
وإنْ مَرَوْها بِقِدٍّ أو بِأَسؤُقِهِمْ
جاشت سراحيب تبري للسراحيب
يسمو بها وبجيشٍ كالدبا أشبٍ
بكل هولٍ على ما كان مركوب
حتى يفض جموعاً بعدما حشدت
يُهالُ منها ويُغشى كلُّ مَرْعوبِ
لهُ كِباشٌ بوقعِ السيفِ يغصبُها
وكبش صفك ماضٍ غير مغصوب
ثمت ناصت فلولاً من عدوكم
قد أجحرت بين مقتولٍ ومجنوب
شدت يداه جميعاً عند مأخذه
شدّاً إلى جيدِهِ رِبْطاً بِتَقْصيبِ
بَلْهَ سُبِيٌّ حَوَتْها الخيلُ تحسبُها
زهاء شاءٍ من الأذري مجلوب
كأنَّ رنّاتِ نِسوانِ السُبِيّ ـ وقد
ألوى بها القوم - أصوات اليعاقيب
غُنْمٌ يظلُّ إمامُ الناسِ يَقْسِمُها
فبين موهوبة ٍ منها وموهوب
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أرقت وصاحباي ببعلبك
أرقت وصاحباي ببعلبك
رقم القصيدة : 19152
-----------------------------------
أرقت وصاحباي ببعلبك
وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي
وهيج شوق محزونٍ عميدٍ
خيالٌ من أميمة هاج ضحكي
نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً
وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي
تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً
وتعلم نفسها أن لست أحكي
إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ
أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ
من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها
سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ
فقلت لها : بعمرك نولينا
رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ
أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً
لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ
وكم من دونها من خرق تيهٍ
ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك
غشيت لها رسوماً دارساتٍ
بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ
تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ
لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ
كأن بحجريته دفاف شربٍ
وغيلاً ضرمت بسيوف عك
كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ
يهك بهن هكاً بعد هك
يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ
على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ
فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى
بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ
بها العون الأوابد ترتعيها
وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ
وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ
كأن رؤوسها نتفت بعلك
تراطن - وهي عجمٌ - أمهاتٍ
وكل خفيددٍ يبري لصك
تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ
إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ
وقفت بها ودمع العين يجري
تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك
ومن يسل الرسوم فلا تجبه
يحن كما حننت بها ويبك
ولست أبين إلا رسم نؤيٍ
وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ
وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ
ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ
عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها
كحيلاً قانئاً ومذاب لك
وتخلط ما أصابت من قتادٍ
ومن علقى ومن سلمٍ بلبك
على عودٍ تعبد قبل عادٍ
كأن متونه تسبيج شرك
يرى عن طول ملبسه جديداً
ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> خل قلبي من سليمى نبلها
خل قلبي من سليمى نبلها
رقم القصيدة : 19153
-----------------------------------
خل قلبي من سليمى نبلها
إذْ رمتْني بسهامٍ لم تَطِشْ
طفلة الأطراف رودٌ دمية ٌ
وشواها بَختريٌّ لم يُحَشْ
وتزين الوجهَ منها غُرّة ٌ
تبرق الأبصار منها لم تعش
وكأن الدر في أخراصها
بَيْضُ كَحْلاءَ أقَّرتْهُ بِعُشْ
ولها عينا مهاة ٍ في مهاً
ترتعي نبتَ خُزامى ونَتَشْ
بعضها يغذو سخالاً نبهاً
قائماتٍ بينَ ثيرانٍ نُفُشْ
ترتعي نبت عَدابٍ مونقٍ
نور مزبادٍ ونوراً للكرش
لا ترى إلا صواراً راتعاً
أو رعيلاً زاعلاً مثل الحَبَش
ركبت منه كعابٌ حمشة ٌ
بينَ سوقٍ وظنابيبَ حُمُشْ
وكأنَّ الصُحْمَ من ظِلمانِها
كُلَّما أَنْسَلْنَ زِفّاً شومُ فَرْش
وإذا تضحك سلمى عن مهاً
لاح برقٌ هم مشعوفٍ عطش
حُرّة ُ الحُسْنِ رخيمٌ صَوْتُها
رطبٌ تجنيه كف المنتقش
وهي في الدجن إذا ما عونقت
مُنية ُ البعلِ وهمُّ المُفترش
أيها الساقي سقته مزنة ٌ
من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش
إمدح الكأس ومن أعملها
وکهْجُ قوماً قتلونا بالعَطَشْ
إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ
فإذا ماغاب عنا لم نعش
وكأَنَّ الشربَ قومٌ مَوّتوا
من يقم منهم لبولٍ يرتعش
خرس الألسن مما صابهم
بين مصدوعٍ وصاحٍ منتعِش
من حُمّيا قَرْقَفٍ حُصِّيَّة ٍ
قَهْوة ٍ حَوْليّة ٍ لم تُمْتَحَشْ
فهي صافٍ لونها مبيضة ٌ
آلَ منها في خَوابٍ لم تُغَشْ
ينفع المزكوم منها ريحها
ثم تشفي داءَهُ إنْ لم تُنَشْ
وتُرخّي بالَ مَنْ يشربُها
ويفدّي كرمَها عندَ التَّجشْ
وهي من يطعمُها يشحَذْ لَها
ينفق الأموال فيها كل هش
وبنو شيْبانَ حولي منهُمُ
حلقٌ غلبٌ وليست بالقمش
زاد شيبان وأثرى زرعها
آبِرُ الزرعِ وعَيْشٌ غَيرُ عَشْ
وردوا المجد وكانوا أهله
فرووا والمجد عافٍ لم ينش
وهي الشدق إذا ما استنطقت
أبلغت في كل فنٍ لم تكش
وترى الخيل لدى أبياتهم
كلَّ جرداءَ وساجيٍّ هَمِشْ
ليس في الألوان منها هُجنة ٌ
بَلَقُ الغُثْرِ ولا عَيْبُ بَرَشْ
يتجاوبْنَ صهيلاً في الدُّجى
أَرِناتٍ بين صلصالٍ وجُشْ
فَبِها يحوونَ أموالَ العِدا
ويصيدون عليها كل وحش
دميت أكفالها من طعنهم
بالردينيات والخيل النجش
وهمف يالحرب لما زاحفوا
بَيْنَ خَيْلَيْنِ بزحفٍ منتغِشْ
نُنْهِلُ الخطِّيَ مِنْ أعدائِنا
ثُمَّ نفري الهامَ إن لمْ نَفْترِش
بأكف لقحت لما سمت
بسيوفٍ ربعياتٍ بهش
عاضباتٍ كل قرنٍ للكبش
وإذا الإبل من المحل غدت
وهي في أعينها مثل العمش
حُسَّرَ الأوبارِ مما لَقِيَتْ
من سحابٍ صاف عنها لم يرش
خسف الأعين ترعى جوفة ً
همدت أوبارها لم تنتفش
وأمات المحلُ من حيّاتهِ
جاحراتٍ كلَّ أَفعى وحَنَشْ
قتل الضب فأودى هزله
ليسَ يُبدي ذَنباً للمحتَرِشْ
فهم فيها مخاصيب إذا
لم يكنْ حَشْوٌ لمن لا يحتنِشْ
نُنْعِشُ العافي ومَنْ لاذَ بِنا
بِسِجالٍ جئنَ من أيدي نُعُشْ
ونغدّي الضيْفَ من شَحمِ الذُّرى
من سديفٍ مشبعٍ منه نعش
وهُمُ إنْ يَخْتَرِشْ أموالَهُمْ
سائلٌ يملون كف المخترش
من مهارى رحلة ٍ يعطونها
بين مخشوشٍ وعَنْسٍ لم تُخَشْ
ذاكَ قَوْلي وثنائي، وهُمُ
أهلُ وُدّي، خالصٌ في غير غِش
فَسَلوا شَيْبانَ إنْ فارقتُها
يوم يمشون إلى قبري بنعش
هلْ غَشِيْنا مَحْرَماً مِنْ قَوْمِنا
أوْ جَزَيْنا جازياً فُحشاً بِفُحْشْ
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
رقم القصيدة : 19154
-----------------------------------
بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ
فالفَأْوُ من رُحْبِهِ البِرّيتُ فالرِّجَلُ
وَقَفتُ في دارِها أُصْلاً أُسائِلُها
فلم تجب دارها واستعجم الطلل
لمّا تَذَكَّرتُ منها وَهْي نازِحَة ٌ
مواعداً قد طبتها دوني العلل
ظلت عساكر من حزنٍ تراوحني
وسَكْرة ٌ بطَنَتْ فالقَلْبُ مُخْتَبِلُ
بانَتْ وناءتْ وأبكى رسمُ دمْنتِها
عَيْناً تسيلُ كما يَنْفي القذى الوَشَلُ
وقد تبدَّتْ بِها هَوْجاءُ مُعْصِفَة ٌ
حنّانة ٌ فترابُ الدارِ مُنْتَخَلُ
كُلُّ الرياحِ تُسَدّيها وتُلْحِمُها
وكلُّ غيثٍ رُكامٍ غَيْمُه زَجِلُ
له بروقٌ تهيج الرعد آونة ً
كما تَضَرَّمُ في حافاتِها الشُّعَلُ
كأن في مزنه بلقاً مشهرة ً
بِيضَ الوجوهِ وفي آذانِها شَقَلُ
باتت تذب فحولاً عن مهارتها
فصَدَّ عن عَسْبِها عِلْجٌ ومُفتَحِلُ
كأنَّ مصقولة ً بيضاً يُهَدُّ بِها
لَهُ سَجيمة ُ جُوْدٍ كُلُّها هَطِلُ
لهُ حنينٌ إذا ما جاشَ مُبْتَرِكاً
كما تحن إلى أطفالها الإبل
ترى العَزالي مُقيماً ما يفارِقُها
فاق الغيوث بجودٍ حين يحتفل
يوهي السناسن منها صوب ريقه
فليسَ في غَيْمهِ فتقٌ ولا خَلَلُ
حتى إذا عمها بالماء وامتلأت
ساقت تواليه شامية ٌ شمل
كسا العراصَ رِياضاً حين فارقَها
كالعبقري رواءً كلها خضل
من حَنْوة ٍ يُعجِبُ الرَّوَّادَ بهجتُها
ومن خزامى وكرشٍ زانها النفل
منها ذُكورٌ وأحرارٌ مُؤنَّقَة ٌ
بدا لها صبحٌ فالنبت مكتهل
بها الظباء مطافيلٌ تربعها
والعين والعون في أكنافها همل
وكلٌّ أَخْرَجَ أبدى البيضَ جُؤجؤُهُ
كأنه بغُدافيّينِ مُشْتَمِلُ
كأنَّ رِجْلَيْهِ لمّا حَلَّ بينَهُما
رِجْلا مُصارِعِ قِرْنٍ حينَ يُعْتَقَلُ
لهُ فراسِنُ منها باطنٌ كَمُلَتْ
وفِرْسِنٌ نضعُها في الخَلْق مُفْتصِلُ
ظَلَّ يُراطِنُ عُجْماً وهي تَتْبَعُهُ
نَقانِقاً زَعِلاتٍ قادَها زَعِلُ
كأنَّ أعْناقها مِنْ طولِها عُمُدٌ
وكلها من نشاطٍ يعتري جذل
كالحُبْشِ منها على أثباجِها بُرَدٌ
قُرْعٌ يعنُّ بِها هَيْقٌ لها شَوِلُ
فالوَحْشُ في ربْعِها يرعَيْنَ مُؤْتَنِفاً
وقد تكون به إذ ربعها أهل
تلوح فيه رسوم الدار دارسة ً
كما تلوح على المسقولة الخلل
إلا الأثافي ضبتها النار تلفحها
وهامدٌ بينها في لونه طحل
والنؤْيُ فيها ومشجوجٌ يُجاورُهُ
ولَيْسَ أَنْ شُجَّ بالأفهارِ يَرْتَمِلُ
فقد بكيتُ على رسْمٍ لدِمْنتِها
فالقلبُ من ذِكْرها ما عِشتُ مُخْتَبَلُ
كأنني نصبٌ مضنى ً تماطله
حمى تخونه حمى ويندمل
لو ماتَ حَيٌّ من الأطلالِ تقتلُه
إذن لمت وعيني دمعها سبل
أنّى وكيفَ طِلابي حرّة ً شَحَطتْ
والرأسُ مِنْ غُلَواءِ الشيْبِ مُشْتعلُ
ربحلة ً إن مشت أرخت مفاصلها
فارتجَّ من بُدْنها الأوصالُ والكَفَلُ
شمس النهار وبدر الليل سنتها
زين الحلي ولا يزري بها العطل
عَجْزاءُ عَبْهَرة ٌ غَرّاءُ مُكْمَلَة ٌ
في مُقلَتَيْها وإنْ لمْ تكتَحِلْ كَحَلُ
ما دُمْية ٌ ظَلَّتِ الرهبانُ تَعْهَدُها
يَوْماً بِأَحْسَنَ مِنْها حينَ تغتَسِلُ
يعلو مآكمها فرعٌ لها حسنٌ
من السخام أثيثٌ نبته رجل
وزان أنيابها منها إذا ابتسمت
أحوى اللثات شتيتٌ نبته رتل
كأنَّ رِيقتَها في مُضاجِعِها
شِيبَتْ بِها الثلْجُ والكافورُ والعَسَلُ
ياليت حظي منها من فواضلها
مِمّا أؤمِّلُ منها نَظْرة ٌ بَجَلُ
أَبِيتُ ظَهْراً لِبَطْنٍ من تذكّرها
كما تقلب مما يشتكي المغل
قلبي يَئِبُّ إلَيْها من تذكُّرِها
كما يئبُّ إلى أوْطانهِ الجَمَلُ
أهذي بها في منامي وهي نازحة ٌ
كأنني موثقٌ في القد مكتبل
ففلتُ للنفسِ سِرّاً وهي مُثْبَتة ٌ
والحِلمُ منّي إذا ما معشرٌ جَهِلوا
كم من مؤمل شيءٍ ليس يدركه
والمرءُ يُزْري بهِ في دهرِهِ الأملُ
يرجو الثراء ويرجو الخلد ذا أملٍ
ودون مايرتجي الأقدار والأجل
والدهرُ يُبلي الفتى حَتّى يغيّرَهُ
كما تغير بعد الجدة السمل
والأَقْورينَ يراها في تقلُّبهِ
كما تقلب خلف الباقر العجل
لا يصبح المرء ذو اللب الأصيل ولا
يمسي على آلة ٍ إلا له عمل
وفي الأناة يصيب المرء حاجته
وقد يُصيبُ نجاحَ الحاجة ِ العَجِلُ
إحْذَرْ ذَوي الضِّغنِ لا تأْمَنْ بَوائقَهم
وإن طلبت فلا تغفل إذا غفلوا
قد يسبق المرء أوتارٌ يطالبها
ويدرك الوتر بعد الوتر بعد الإمة الخبل
كلُّ المصائِبِ إنْ جلّت وإنْ عَظُمَتْ
إلاّ المُصيبة َ في دِينِ الفتى جَلَلُ
والشِّعر شَتّى يهيمُ الناطقونَ بِهِ
مِنْهُ غُثاءٌ ومِنهُ صَادِقٌ مَثَلُ
منهُ أَهاذٍ تُشجّي من تَكَلّفَها
وَرْدٌ يَسوقُ تَوالي الليلِ مُقْتَبِلُ
والناسُ في الشعْرِ فَرّاثٌ ومُجَتلِبٌ
وناطقٌ محتذٍ منهم ومفتعل
ذر ذا ورشح بيوتاً أنت حائكها
لابد منها كراماً حين ترتحل
وبلدة ٍ مقفرٍ أصواء لاحبها
يكادُ يشمَطُ من أهوالِها الرَّجُلُ
سَمِعْتُ مِنْهَا عزيفَ الجِنِّ ساكِنِها
وقد عراني من لون الدجى طفل
تُجاوِبُ البومُ أصداءً تُجاوِبُها
والذئب يعوي بها في عينه حول
حتى إذا الصبح ساق الليل يطرده
والشمس في فلكٍ تجري لها حول
تكاد منها ثياب الركب تشتعل
ترى الحَرابِيَّ فيها وَهْي خاطِرة ٌ
وكل ظلًّ قصيرٌ حين يعتدل
ظلت عصافيرها في الأرض حاجلة ً
لمّا توقَّدَ منْها القاعُ والقُلَلُ
قد جُبْتُها وظلامُ الليلِ أَقْطَعُهُ
بجَسْرة ٍ لمْ يُخالِطْ رِجْلَها عَقَلُ
عَيْرانة ٍ كَقَريعِ الشَّوْلِ مُجْفَرَة ٍ
في المرفقين لها عن دفها فتل
كأن في رجلها لما مشت روحاً
ولايرى قفدٌ فيها ولا حلل
تخدي بها مجمراتٌ مايؤيسها
مروٌ ولا أمعزٌ حامٍ ولا جبل
كأنها وركاب القوم تتبعها
نواحة ٌ قد شجاها مأتمٌ ثكل
تنضو جذاع المهارى وهي ريضة ٌ
ولا تمالِكُها العيديَّة ُ الذُّلُلُ
مثل الحنيات صفراً وهي قد ذبلت
والقومُ مِنْ عُدَواءِ السَّيْرِ قَدْ ذَبَلُوا
كالخُرْسِ لا يستبينُ السمعُ مَنطقَهُمْ
كأنهمْ من سُلافِ الخمرِ قد ثَمِلوا
لما رأيتُهُم غُنّاً إذا نَطَقوا
وكلُّ أصْواتِهِمْ ممّا بِهِمْ صَحِلُ
وَهُمْ يميلونَ إذْ حلَّ النُّعاسُ بهمْ
كما يميلُ إذا ما أُقعِدَ الثَّمِلُ
قلتُ: أنيخوا فعاجوا من أَزِمَّتَها
فكلُّهْم عند أيْديهنَّ مُنْجدِلُ
ناموا قليلاً غِشاشاً ثم أفْزَعَهُمْ
وردٌ يسرق توالي الليل مقتبل
شَدّوا نُسوعَ المطايا وهْي جائِلَة ٌ
بعد الضفور سراعاً ثمت ارتحلوا
يَنْوون مَسْلَمَة َ الفَيّاضَ نائلُهُ
وكعبه في يفاع المجد معتدل
صلب القناة ربا والحزم شيمته
فليْسَ في أَمْرِهِ وَهْنٌ ولا هَزَلُ
قضاؤهُ مستقيمٌ غيرُ ذي عِوَجٍ
فليْسَ في حُكْمِهِ حَيْفٌ ولا مَيَلُ
وأنتَ حِرْزُ بني مروانَ كلِّهُمُ
أنتَ لهمْ ولِمنْ يعروهُمُ جَبَلُ
نَمَتْكَ مِن عبدِ شمْسٍ خيرُهم حَسَباً
إذا الكرامُ إلى أحْسابهم حَصَلوا
ذَوو جُدودٍ إذا ما نُوضِلَتْ نَضَلتْ
إنَّ الجُدودَ تلاقى ثم تَنْتَضِلُ
القائل الفصل والميمون طائره
فليسَ في قولِهِ هَذْرٌ ولا خَطَلُ
لاينقض الأمر إلا ريث يبرمه
وليسَ يَثْنيهِ عن أمرِ التُّقى كَسَلُ
إنَّ الذينَ بهمْ يَرْمونَ صَخْرَتَهُ
لَنْ يبلُغوه وإن عَزّوا وإنْ كَمَلوا
لنْ يُدرِكوكَ ولن يلحقْكَ شأوُهُمُ
حتّى يَلِجْ بَيْن سَمِّ الإبْرة ِ الجَمَلُ
أعددت للحرب أقراناً وهم حسبٌ
السَّيفُ والدِّرعُ والخِنذيذُ والبَطَلُ
إذا فغمت بقومٍ جئت أرضهم
بجحفلٍ أرعن الحافات تنتقل
يصم فيه الموصى من يجاوبه
من رز عودٍ إذا ساروا وإن نزلوا
تُعَضِّلُ الأرضُ مِنْهُ وهي مُثْقَلَة ٌ
قد هدها كثرة الأقوام والثقل
فيهِ العناجيجُ يَبْري الغزوُ أَسْمَنَها
بري القداح عليها جنة ٌ بسل
قُبُّ البطونِ قد اقْوَرَّتْ مَحاسِنُها
وفي النُّحورِ إذا استقبَلْتَها رَهَلُ
يَصيحُ نِسْوانُهُمْ لمّا هَزَمْتَهُمُ
كما يصيح على ظهر الصفا الحجل
إنْ قلتَ يوماً لِفُرسانٍ ذَوي حَسَبٍ
تُوصيهُمُ في الوغى : أنِ احمِلوا حَمَلوا
النازلونَ إذا ما الموتُ حَلَّ بِهِمْ
إِذا الكماة ُ إلى أمثالِها نَزَلوا
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أشتقت وانهل دمع عينك أن
أشتقت وانهل دمع عينك أن
رقم القصيدة : 19155
-----------------------------------
أشتقت وانهل دمع عينك أن
أضحى قِفاراً من خُلّتي طَلَحُ؟
بسابسٌ دارها ومعدنها
تمسي خلاءً وما بها شبح
إلا عسولٌ أو حاجلٌ نغقٌ
وذو ضباحٍ في صوته بحح
يضبح فيها شختاً تجاوبه
ـ إذ صاحَ ـ بومٌ روّاغة ٌ ضُبُحُ
كأنَّه لم يكنْ بِهِ أَحدٌ
فالقَلْبُ من قلبِ من نأى قَرِحُ
تشوقُهُ عُدْمُلُ الديارِ وما
أشقاه إلاّ الدوارسُ المُصُحُ
يعتادها كل مسبلٍ لجبٍ
جَوْنٍ رُكامٍ سَحابُهُ رَجُحُ
قُعْسٌ من الماءِ في غوارِبِهِ
بُلْقٌ صِعابٌ يَرْمَحْنَهُ ضُرُح
مقعندرٌ في الديار مؤتلقٌ
تكاد منه الأبصار تلتمح
مؤتلفٌ خِلْتَ في أواخِرِهِ
حداة عيرٍ إذ جلحوا صدحوا
قد مات غماً أجش مبتركٌ
تنصاحُ منهُ مواقِرٌ دُلُحُ
فالماء يجري ولا نظام له
له روايا صعوقة ٌ سُحُحُ
والطيرُ تطفو غَرقى قد أهلكها
رحب العزالي ماصبَّ منسفح
يزدادُ جوداً والأُكْمُ قد غُمِرتْ
والعون فيها مقامها طفح
والوَحْشُ أَوْفَتْ على اليَفاعِ وما
لم يوف منها في سيله سبح
قد نالَ منها البطونَ ذو زَبَدٍ
فكل رفعٍ منهن منتضح
أشحذ إذ هبت الشمال ، له
سيق ركامٌ فالغيم منسرح
تلوح فيه لما قضى وطراً
قَوْسٌ حَناها في مُزْنِهِ قُزَحُ
والأرضُ منهُ جمُّ النبات بِها
مثل الزرابي للونه صبح
وارتدتِ الأُكْمُ من تَهاويلِ ذي
نورٍ عميمٍ ، والأسهل البطح
من أربيانٍ تزينه شققٌ
يغبق ماء الندى ويصطبح
والشومُ كالرِيحِ شَدُّها عَرَضٌ
تجول فيه والعين تنتطح
أولادها الأرخ حين تفطمها
وغاطِشٌ للرِّضاع مُرْتَشِحُ
يحوزها كالعزيز عن عرضٍ
يهز روقاً كأنه رمح
وأنت إن تشأ أَمَّ مرتبئاً
له صعابٌ رواتعٌ لقح
يَصومُ من حبِّها ويَرْبؤُها
فالبَطْنُ منهُ كأنَّهُ قَدَحُ
إن رامها لم تقر وامتنعت
منهُ على كلِّ فائلٍ جُرُحُ
متى تَفُتْهُ في الشدِّ خائفة ً
يدنه منها صلادمٌ وقح
صَرَفْتُ عنها والطيرُ جارِيَة ٌ
ولست ممن يعوقه السنح
تحمِلُ كُوري وجناءُ مُجْفَرة ٌ
قنواء عرفاء جسرة ٌ سرح
أجد أمونٌ كالقبر هامتها
ذات هبابٍ في لحيها سجح
وفي يَدَيْها من بَغِيها عُسُرٌ
والرجل فيها من خلفه روح
بها ندوب الأنساع دامية ٌ
يَلوحُ من حَزِّها بِها وَضَحُ
حز سقاة ٍ حجاج غامضة ٍ
منها على كل جانبٍ متحوا
لاشيء أنجى منها وقد ضمرت
من بعد بدنٍ إذ بلها الرشح
يَبُلُّ منها الذِّفْرى ودنَّسَها
من قُنْفذِ الليْتِ حالِكٌ نَتِحُ
تُمِرُّ جَثْلاً مثلَ الإهانِ على الـ
حاذين يربو في قضبه البلح
وتارة ً عجزَها تُصيبُ بِهِ
وذائِلاً لَيْسَ فيهِ مُمْتَنَحُ
إن حل عنها كورٌ يبت وحداً
وصاحباها كِلاهُما طَلِحُ
فكم وَرَدْنا من مَنْهلٍ أَبِدٍ
أعذبُ ما نستقي به المَلِحُ
آمل فضلاً من سيب منتجعٍ
إيّاهُ ينوي الثناءُ والمِدَحُ
أزحت عنا آل الزبير ولو
كانَ إمامٌ سواكَ ما صَلَحوا
تسوس أهل الإسلام عملتهم
وأنتَ عندَ الرحمنِ مُنْتَصَحُ
إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ
وإن تلاق النعمى فلا فرح
ماضٍ إذا العيس أنسفت وونت
في لَوْنِ داجٍ كأنَّه مِسَحُ
تصبح عن غب ماأضر بها
والعيس خوصٌ بالقوم تجتنح
يرمي بعيني أقنى على شرفٍ
لم يؤذه عائرٌ ولا لحح
يبينُ فيه عِتْقُ الأعاصي كما
يَبينُ يَوْماً للناظرِ الصُّبُحُ
وآل أبي العاص أهل مأثرة ٍ
غُرٌّ عِتاقٌ بالخير قد نفحوا
خير قريشٍ هم أفاضلها
في الجد جدٌ وإن هم مزحوا
أرحبها أذرعاً وأصبرها
صبراً إذا القومُ في الوغى كَلَحوا
أما قريشٌ فأنت وارثها
تكفُّ مِنْ شَغْبِهِمْ إذا طَمَحوا
حفظت ماضيعوا وزندهم
أوريت إذا أصلدوا وقد قدحوا
مناقب الخير أنت وارثها
والحمد ذخرٌ تغلي به ربح
آليْتُ جَهْداً وصادقٌ قسمي
برب عبدٍ تجنه الكرح
فهو يتلو الإنجيل يدرسه
من خَشْيَة ِ اللهِ قلبُهُ قَفِحُ
لابنك أولى بملك والده
وعمه إن عصاك مطرح
داود عدلٌ فاحكم بسنته
وآل مروان كانوا قد نصحوا
فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ
واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
رقم القصيدة : 19156
-----------------------------------
أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
واعتاد نفسَكَ ذِكْرُها وسَقامُها
ورأت سهامك لم تصدها فالتوت
واخْتَلَّ قلبُكَ إذ رَقَتْك سِهامُها
وغَدَتْ كأنَّ حمولَها وزُهاءَها
سحق النخيل تفيأت أكمامها
فاشتقت إذ شطت وهاج كآبتي
ذكرى ونفسي شفني تهمامها
وذَهابُ همّي وَصْلُ من عُلِّقْتُهُ
وَهْنانة ً يَشْفي السقيمَ كَلامُها
يُربي على حُسْنِ الحَوابي حُسْنُها
ويزيدُ فَوْقَ تَمامِهِنَّ تَمامُها
تخطو على برديتين بغابة ٍ
ممكورتين فما يزول خدامها
رُودٌ إذا قامتْ تداعى رَمْلَة ٌ
ينهال من أعلى الكثيب هيامها
فَوِشاحُها قَلِقٌ وشبَّ سُموطَها
نَحْرٌ عليهِ سُموطُها ونِظامُها
ولها غدائر قد علون مآكماً
يغذى العبير أثيثها وسخامها
ولها كهمك مقلتان ، وسنة ٌ
وبِها يضاءُ من الدجى إعْتامُها
صفراءُ تُصْبِحُ كالعَرارة ِ زادَها
حسناً - إذا ارتفع الضحاء - منامها
تجلو بأفنانٍ أغر مفلجاً
يجري عليهِ أَراكُها وبشَامُها
ريقاً يرفُّ كالاقْحُوانِ أصابَهُ
من صَوْبِ غادية ِ الربيعِ رِهامُها
وكأن مسكاً أو شمولاً قرقفاً
عَتَقَتْ وأَخْلَقَ بالسنينَ خِتامُها
يشفى بنفحتها وريح سياعها
عند الشروب من الرؤوس زكامها
شِيبَتْ بكافورٍ وماءِ قَرَنْفُلٍ
وبماء موهبة ٍ يسح فدامها
يجري على أنيابها ولثاتها
لما تكور وانجلى اعتامها
وتريك دلاً آنساً وتقتلاً
ويزين ذاك بهاؤها وقوامها
فرعاً مقابلة ً فلا تخزى بها
وهي التي أخوالها أعمامها
وهي التي كملت تشبه دمية ً
أو دُرَّة ً أَغْلى بها مُسْتامُها
وعدت عداتٍ حال دون نجازها
صَرْفُ الليالي بعدَها أَيامُها
فنأتك إذ شطت بها عنك النوى
وعفا لها دمنٌ وباد مقامها
مر الدهور مع الشهور تنوبها
ومن الرياح لقاحها وعقامها
غَرْبَلْنَها ونَخَلْنَ أَلْيَنَ تُرْبِها
وجلالها لما استثير قتامها
تربٌ تعاورها عواصف أربعٌ
عفى معارف دمنة ٍ تقمامها
خَمْساً تَعفّيها وكلُّ مُلِثَّة ٍ
ربعية ٍ أنفٍ أسف غمامها
دَلَفَتْ كأَنَّ البُلْقَ في حَجَراتِها
وحنين عوذٍ بعده إرزامها
غَرِقَ الرَّبابُ بِها وأبطأ مَرَّها
أحمال مثقلة ٍ ينوء ركامها
حتى إذا اعتمت ومات سحابها
حَفَشَ التِّلاعَ بَثجِّهِ تَسْجامُها
ووهت مبعجة ً تبعج عظمها
لما تزيد وادلهم جهامها
والماء يطفح فوق كل علاية ٍ
ويزيدُ فيه وما يني تَسْجامُها
حتّى إذا خَفَّتْ وأَقْلَعَ غيمُها
لَبِسَتْ تهاويلَ النَّباتِ إكامُها
والنَّقْعُ والرَّيّانُ جُنَّ نَبَاتُهُ
مُسْتَأْسِداً وَزَها الرياضَ تُؤامُها
وضعتْ بهِ أُدمُ الظِباءِ سخالها
عُفْرٌ تعطّفَ حولَها آرامُها
وَتَرى النِّعاجَ بِها تُزجّي سَخْلَها
رُجْناً يَلوحُ على شَواها شامُها
وترى أداحي الرئال خوالياً
منها سوى قَيْضٍ يجولُ نَعامُها
صُحْماً يطيرُ عَفاؤها وكأنَّها
شوه الحواطب رعبلت أهدامها
ومجال عونٍ ما تزال فحولها
فإذا أضرَّ بِعانة ٍ صَخِبَ الصُّحى
جَأْبُ النُّسالة ِ لم يَقِرَّ وِحامُها
صَرَحَتْ تَوالِيها وهاجَ ضَغائِناً
وَعَداوة ً ما حُمِّلت أَرْحامُها
سكنت بدارٍ ماتبين آيها
كانت بهن قبابها وخيامها
فتركتهن وما سؤالي دمنة ً
عِنْدَ التحيّة ِ لا يُرَدُّ سَلامُها؟
واجتبت تيهاً ماتني أصداؤه
تزقو ، وغرد بعد بومٍ هامها
عَذْراءُ لا إنسٌ ولا جِنٌّ بِها
وَهْي المَضِلَّة ُ لا تُرى أعلامُها
خلفتها بجلالة ٍ عيدية ٍ
مَضْبورة ٍ يَبْني القُتودَ سَنامُها
عَيْساءُ تغتالُ الفِجاجَ بِوُقَّحٍ
تنفي الحصى ويرضُّهُ تَلْثامُها
بعنطنطٍ كالجذع منها أسطعٌ
سامٍ يمد جديلها وزمامها
فإذا مشت مقصورة ً زافت كما
يجتاز أعظم غمرة ٍ عوامها
وكأن أخطب ضالة ٍ في شدقها
لمّا عَمى بعدَ الدؤوبِ لُغامُها
ويصيب بعد القادمين زميلها
ريان ناعم نبته إعقامها
كانت ضِناكاً فاستحلتُ سمينَها
حتّى تلاءَمَ جِلدُها وعِظامُها
وتركتُها مثلَ الهلالِ رَذِيّة ً
وكأنّما شكوى السَّليمِ بُغامُها
تنوي وتنتجع الوليد خليفة ً
يعُنى بذلك جُهْدُها وجِمامُها
ملكٌ أغر نمى لملكٍ كفه
خيرُ العطاءِ بُدورُها وسَوامُها
تندى إذا بخل الأكف ولاترى
تعلو براجم كفه إبهامها
وهو الذي يمسي ويصبح محسناً
شَتّى لهُ نِعَمٌ جَدا إنعامُها
وإذا قُريشٌ سابَقَتْك سَبَقْتَها
بقديم أولاها وأنت قوامها
وإذا قناة المجد حاول أخذها
فَبِطولِ بَسْطَتِهِ تَبُذُّ جِسامُها
أنت الذي بعد الإله هديتها
إذْ خاطرتْكَ بِأَقدُحٍ أقوامُها
فورثت قائدها وفزت بقدحها
وخصمت لداً لم يهلك خصامها

 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
رقم القصيدة : 19157
-----------------------------------
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
وقد حل في عيني من سنتي غمضي
سليمى فشاقتني وهاجت صبابتي
بطرفٍ لها ساجٍ وذي أشرٍ بض
كأن على أنيابها بعد هجعة ٍ
ضبابة ُ ماءِ الثلجِ بالعَسَلِ الغضِّ
فلما عرتنا ينفح المسك جيبها
إذا نهضت كادت تميل من النهض
عرضت عليها أن تجد وصالنا
وأن تبذل المعروف لو قبلت عرضي
وقلت لها : كيف ادكاري غريرة ً
مبتلة ً هيفاء لم تقضي قرضي
لها عَمَلٌ لم تجنِ فيهِ خطيئة ً
تقاضى به أديانها ثم لا تقضي
فلمّا دنا منها بتاتٌ وأصبحتْ
بعيدا، ولم تحلُلْ سمائي ولا أرضي
فقلتُ لمنْ ينهى عن الودِّ أهلَهُ
أعاذلُ أفشي كُلَّ لومكِ أو غُضّي
إذا أنا لم أنفع صديقي بوده
فإنَّ عدوّي لم يضرَّهُمُ بُغضي
ألينُ لمنْ صادقتُ منْ حسنِ شيمتي
وأكحل من عاديت بالكحل المض
وليس ذَوو الأَضغانِ في كلِّ كُرْبة ٍ
يُطيعونَ إبْرامي الأمورَ ولا نقضي
وإني لصبارٌ إذا خشي الردى
ولم يبقَ إلاّ كلُّ ذي حَسَبٍ مَحْضِ
وأضرب رأس الكبش بالسيف في الوغى
إذا ما اعتصوا بالبيضِ بعد قناً رُفْضِ
وأكشِفُ عن صحبي غَما الخوفِ والرّدى
إذا ندبت خيل الطليعة للنفض
على كل موارٍ برجع نسوره
يَرُضُّ الحصى رَضّاً جميعاً مع القَضِّ
وما عز أقوامي تلادي وطاوفي
من المال في حق وقيت به عرضي
وأَقْتُلُ جَهْلَ المرءِ بالحِلْمِ والتقى
وإنْ رامَ قرضي حالَ من دونِه قرْضي
وأشْدَخُ هاماتِ الأعادي بِوطْأتي
ولستُ عن الأوتار ما عِشتُ بالمُفضي
وأحلُمُ في شِعْري فلا أَنطقُ الخَنا
ويدرأ عني شعر ذي الحرة العض
من الشِّعر سُمٌّ يقتُلُ المرءَ طعمُهُ
كما تقتل الصم الأساود بالعض
ومنهُ غُثاءٌ لا يُفارقُ أهْلَهُ
كمثلِ الحَرونِ لا يَكُرُّ ولا يمضي
ويعرب أقوامٌ ويلحن معشرٌ
مِراراً وبعضُ اللحنِ أكثرُ من بعضِ
يزل الفتى عما يقول لسانه
كما زلَّ من يهوي عن الزَلَقِ الدْحضِ
وتيهٍ مروراة ٍ يحار بها القطا
إلى فَجِّ مخشيِّ المهالك ذي غمضِ
كأن على قيعانها من سرابها
رياطاً نقيات المتون من الرحض
وكأَنَّ على أعلامِها وإكامها
إذا ما ارتدت بالآلِ أردية المحضِ
تجاوزتُ مِنْها كُلَّ قُفٍّ ورملة ٍ
بناجية ٍ أطوي المخارم بالركض
بناها من الأحماء أكلاؤها العلا
وما قد أصابت في الشتاء من العض
فما زال سيري ينتقي مخ عظمها
وأعذر منها في السنام وفي النحض
من الجَهْدِ حتى عاد غَثّاً سَمِينُها
رَذّية َ أسفارٍ أضرَّ من النقضِ
إذا أحنقت أدرجت فضل زمامها
فجال عليها الضفر حولاً من الغرض
بتلك التي أقضي همومي وبُغيتي
إذا رضي المثلوج بالطعم والخفض

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> اليأس من طول الثواء رواح
اليأس من طول الثواء رواح
رقم القصيدة : 19158
-----------------------------------
اليأس من طول الثواء رواح
والمكث فيه تثبتٌ ونجاح
ومن التعفُّفِ عَنْ مسائلَ جَمَّة ٍ
تُزْري بِصاحبِها، حَياً وفَلاحُ
لايلبسنَّ أخٌ أخاه مواعداً
خُلُفاً كما لَبِسَ السَّرابَ رُماحُ
إنَّ القَصائدَ خيرَها وشِرارَها
مِثْلُ المناهِلِ: عذبة ٌ ومِلاحُ
فسل الجواد إذا تبرع بالندى
وذَرِ البخيلَ فإنّهُ أَنّاحُ
لا يَسْتوي ذو بسطة ٍ نالَ العُلا
ومقصرٌ وهن القوى دحداح
المشتري حسن الثناء بماله
فله بذاك مزية ٌ ورباح
والجهل مالم تخش يوماً ذلة ً
غيٌ وعاقبة الحلوم صلاح
فانفَعْ صديقَك ما استطعتَ ولا تَخِمْ
إنْ جَدَّ من حَرْبِ العدوِّ فِضاحُ
والمرءُ يُدْركُ في الأناة بِحِلْمِهِ
ويضام وهو مدربٌ ملحاح
ومن الفحول أبٌ يزين وشائنٌ
ومن الطَّروقة ِ رِشدة ٌ وسِفاحُ
والوعد منه منجزٌ وخلابة ٌ
ومن النُّفوسِ سَخِيَّة ٌ وشِحاحُ
والعيشُ شَتّى : شربتانِ، فمنهما
محضٌ يُعاشُ بطعمها وضَياحُ
أفنى القرونَ وَجَذَّ كلَّ قبيلة ٍ
دَهْرٌ يُقلِّعُ غَرْسَها مُجتاحُ
يُبلي الجديدَ ويعتفي أيْدَ الفتى
ليلٌ يكر عليهم وصباح
حتى يعود من البلى وكأنه
قدحٌ تثلم ناحلٌ رحراح
ولهُ حِفافٌ ما يُواري قملة ً
خزِىء ُ النباتِ كأنّهُ رُبّاحُ
ثم المنايا ليس عنها مزحلّ
بل ليس دون سهامهن وجاج
ولقد سمعتُ بطائراتٍ في الدجى
شُرُدُ النهارِ وما لهُنَّ جَناحُ
بل ليس يخفى فاجرٌ من ربه
كِنٌّ يَكونُ به ولا بَرْواحُ
ونوافذٍ خلَّ القلوبَ سِهامُها
ماإن ترى لكلومهن جراح
ولقد دعاني للبطالة رَبْرَبٌ
هِيفٌ نواعمُ كالظباءِ صِباحُ
يبسمن عن بردٍ كأن غروبه
مسكٌ يخالط عرفه الفقاح
تهوى مواصلتي وترضى شيمتي
بيضٌ وأدمٌ في الفريد ملاح
فأجبتُهنَّ بِلا جُناحٍ رابَهُ
يكفي الفواحش ريبة ٌ وجناح

 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
رقم القصيدة : 19159
-----------------------------------
قَدْ تَسَدّيتُها وتحتي أَمونٌ
طوعة ُ الرأسِ بازِلٌ عَبْهُور
نحو عبد العزيز ماتطعم النو
م ومنها بعد الرواح البكور
وَهُوَ الثّالثُ الخليفة ُ للّـ
ـهِ إمامٌ للمؤمنينَ أميرُ
إنْ أرادوا التُّقى فعدلٌ تقيٌّ
أو أرادوا عَدْلاً فَلَيْسَ يجورُ
جده مرتين جد أبيه
فإلى العيصِ يَنْتَمي ويصيرُ
وَلَدَتْهُ الملوكُ مَلْكاً هُماماً
فَهْوَ بَدْرٌ غمُّ النجومِ مُنيرُ
حَكَمِيّاً يَراحُ للمجدِ فَرْعاً
مُوفِياً بالعُهودِ حينَ يُجيرُ
معشرٌ معدن الخلافة فيهم
بَدْؤُها مِنْهُمُ وفيهمْ تَحورُ
لا يرومَنَّ مَلكَهُمْ آدَميٌّ
إنَّ من رامَ مُلكَهُمْ مَغْرورُ
رامَه الناكثونَ فاستأْصَلوهُمْ
وولاة َ الشيطانِ حتّى أُبيروا
ثم عبد العزيز قرمٌ هجانٌ
لم يضيع لما اعترته الأمور
قاد عوداً من الجيوش لهاماً
أَرْعَنَ الحَجْرتينِ حينَ يسيرُ
لجباً رزه إذا ارتج يوماً
في عَجاجِ مِنْ تحتهنَّ يَثورُ
ثُمَّ يَجْتَبْنَهُ فيخْرُجْنَ منهُ
شطبة ٌ لقوة ٌ وفحلٌ طحور
شازِباتٌ كأنَّهُنَّ ضِراءٌ
مَلِحاتٌ أعناقُها والظُّهورُ
ابن أم البنين أنت فتى النا
سِ وأنْتَ الموفَّقُ المَأْجُورُ

شعراء العراق والشام >> أحمد مطر >> ما أصعب الكلام (إلى ناجي العلي)
ما أصعب الكلام (إلى ناجي العلي)
رقم القصيدة : 1916
-----------------------------------
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَرتْ في البيدِ
لانحلّتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقلَ العقلاءِ
وشجاعةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسماءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
***
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
إصعَدْ فموطنك المُرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
***
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْوَ مُخَمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
***
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ مِنْ
غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وجبت لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
إلا عن الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِرَ الأحياءِ !

 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
رقم القصيدة : 19160
-----------------------------------
بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ
وفي التُّقى بعدَ إفراط الفتى خَلَفُ
وقد كَسَانيَ شيباً قد غَنيتُ بهِ
مر الليالي مع الأيام تختلف
وزال أيدي ، وشيبي ما يزايلني
وآل مني وشيب الرأس مختلف
حتى إذا الدهر بلاني وغيرني
كما يُغيِّرُ جسْمَ المُخصِبِ العَجفُ
قالت لي النفس سراً إذ خلوت بها
والنفس صادقة ٌ لو أنها تقف
من ير في ولده أيداً يسر به
تَهِنْ قُوى شيخِهِ والشيخُ منحذفُ
ذَرِ الشبابَ فلا تتَبعْ لذاذتَهُ
إنَّ الذي يتبعُ اللذاتِ مُقترِفُ
إنَّ الشبابَ جُنونٌ شَرْخُ باطِلِهِ
يُقيمُ غضّاً زماناً ثمّ ينكشف
من يعله الشيب لم يحدث له عظة ً
فذاك من سوسه الإفراط والعنف
والناسُ منهمْ أفينٌ مالَهُ سَبَدٌ
ومنهُمُ جامعٌ للمالِ مُحترفُ
ليسوا سواءً، جسورٌ ذو مُزابنة ٍ
عندَ الأمورِ ولا الهيّابة القُصُفُ
إني امرؤٌ صاف عني من يشاحنني
وردني أهل ودي معشرٌ أنف
ومعشرٌ أكلوا لحمي بلا ترة ٍ
ولو ضربت أنوفاً منهم رعفوا
لا يأسفون وقد أعذبت ألسنهم
ولو يظنون أن أعنى بهم أسفوا
ألست أبين منهم غير أنهم
همُ اللئامُ إذا ما استُشْرِفوا عُرِفوا
وقد تكنفهم لؤمٌ أحاط بهم
كما أحاطَ برأسِ النخلة ِ السَّعَفُ
ومن يكن ذا عدو لا يواقعه
إلا وعيداً فإن الهيبة الصلف
فلا تهابن أسفاراً وإن بعدت
إن هابَها عاجزٌ في عودِهِ قَصَفُ
قد يرجع المرء لا ترجى سلامته
وقد يُصيبُ طويلَ القِعْدة ِ التَّلَفُ
هذا لهذا ، فمال بال التي وعدت
وكان من وعدها الليان والخلف
لا تتقي الله في صادٍ يهيم بها
متيمٍ مقصدٍ كأنه دنف
فإن تصب قلبه يوماً بأسهمها
يكنْ عَلَيْها ومِنْها الإثْمُ والجَنَفُ
وإن تنله يعش ميتٌ به رمقٌ
أَحْياهُ مِنْ جودِها الإفضالُ والعُرُفُ
تسبي القلوب بوجهٍ لاكفاء له
كالبدر تم جمالاً حين ينتصف
تحت الخمار لها جثلٌ تعكفه
مثلُ العثاكيلِ سُوداً حِينَ تُقْتَطَفُ
لها صحيفة وجهٍ يستضاء بها
لم يَعْلُ ظاهِرَها بَثْرٌ ولا كَلَفُ
عَيْناءُ حَوْراءُ في أشفارِها هَدَبٌ
ولَيْسَ في أَنْفِها طولٌ ولا ذَلَفُ
تفتر عن واضحٍ غر مناصبه
عَذْبٌ يَهَشُّ لهُ ذو النّيقة ِ الطَّرِفُ
ما قرقفٌ خالطت مسكاً تشاب به
يوماً بأطيبَ منها حين تُرْتَشَفُ
لها كلامٌ تخل القلب بهجته
كأنَّهُ زَهْوُ نَخْلٍ منهُ يُخترفُ
ترتج أوصالها لما مشت فضلاً
عجزاءُ عبهرَة ٌ في كشحِها هَيَفُ
وقد غداها صَريفُ المَحْضِ تَشْربُهُ
وقارِصٌ والذي مِنْ دونهِ الخَصَفُ
أضحت شطيراً بدارٍم تلائمني
وحالَ من دونِها الصَمّانُ والنَّجَفُ
حَلَّتْ بِيَثرِبَ داراً ـ دارَ نعمتِهاـ
وحالَ من دونِها الأبوابُ والغُرَفُ
فقد غَشيتُ لها داراً تُشَوِّقُني
فالعين ساكبة ٌ بملئها تكف
دارٌ تغربلها ريحٌ وتنخلها
فكل تربٍ بها بالهيف منتسف
وقد أَرَبَّ بِها مُستَأْسِدٌ ذَكَرٌ
جَوْنُ السَّحابِ مُلِثُّ الهَمْرِ مُؤْتَلَفُ
منه رُكامٌ على غَيْمٍ تَجَلَّلَهُ
مُرقَّعٌ بِرَبابِ المُزْنِ مُخْتَصِفُ
إذا تألَّقَ من جَوْنٍ بَوارقُهُ
تكاد أبصار عين الوحش تختطف
وإن تلهف خلت الأرض قد رجفت
وجاد منه روايا كلها قطف
روّى القراراتِ منهُ فهي مُفْعَمة ٌ
كما ارتوتْ من حياضِ المُستقى الزُّلَفُ
فالنبت منه خضوبٌ بعدها ورقٌ
واخضر من صوبه الصبغاء والغرف
وقد كَسَاها رياضاً زانَها صَبَحٌ
بها كواكب زهرٌ كلها سرف
فالعين مطفلة ٌ ترعى مساربه
وهْي لأوْطانِها من خِصْبِها أُلُفُ
والحمر تطردها ربعٌ محنبة ٌ
تفوت أرجلها أيدٍ لها خنف
كأنّهُ فوقَهُ لمّا علا، الكَسَفُ
تَخْدي بِها نُقَضٌ مِنْ تحتِهَا نُسُفُ
يرفع فوديه إن جد الجراء به
أَوْرَقُ أَخْرَجُ في ظُنْبوبِهِ سَقَفُ
كلُّ الوُحوشِ مطافيلٌ تَرَبَّعُها
تَرْعى بُقَيْلاً وبَقْلاً وهو مُؤْتَنِفُ
فالربع عافٍ ودمع العين منسكبٌ
أبكي الرسومَ بها طوْراً وأعترِفُ
نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومَشْجوجٌ ومُلْتَبِدٌ
ومائلٌ رأسُهُ بالفِهْر مُنقَصِفُ
وما بُكائيَ في رَبْعٍ شُعِفتُ بهِ
وخلتي غربة ٌ من دارها قذف
وحُرْمة ٍ بعدَها مَجْهولة ٌ حُرَمٌ
ما إنْ بِها جُوفة ٌ تُرعى ولا لَصَفُ
كأن أصداءها والليل كاربها
أصواتُ قوْمٍ إذا ما أَظْلموا هَتَفوا
يسمع فيها الذي يجتاب قفرتها
أَصْواتَ جِنٍّ إذا ما أَعْتَموا عَزَفوا
للجُونِ فيها عِيالٌ فيي أفاحِصِها
بِجَوْفَة ٍ ما بِها أَثْلٌ ولا نَضَفُ
خوضٌ مزغبة ٌ تحتك قد بثرت
كأنَّما ثارَ في أبشارِها الحَصَفُ
قد جُبْتُها وظلامُ الليلِ أقطعُهُ
وقد عراني من شمس الضحى كنف
تَشْوي جَنادبَها من حَرِّ جاحِمِها
لمّا توقَّدَ منها السهلُ والظلف
أظل بعض المها بعضاً إذا كنست
كما تُظِلُّ ظِباءَ القفرة ِ القَطَفُ
بِجسْرة ٍ كَعلاة ِ القَيْنِ دَوْسَرَة ٍ
في حد مرفقها عن زورها جنف
تسمو بأتلع مثل الجذع يقدمها
عَرْفاءُ غَرْباءُ في حَيْزومِها جَوَفُ
قد قذفت بلكيك النحض أعظمها
كأنَّ غارِبَها من طُولِهِ هَدَفُ
ما راجنٌ من بنات الفحل قد رجنت
ونوقت وبناها الزرد والعلف
يوماً بأنجبَ منها حينَ تركبُها
ولا بأبخل ذِلاًّ يومَ تُعْتَنَفُ
كأنّها بعدَما طالَ الهِبابُ بِها
مُوَلَّعٌ أَسْفَعُ الخدَّينِ مُشْتَرِفُ
تلوح منها على الأصبار دابرة ٌ
كأنَّها بَيْن رَوْقَيْ رأسِهِ كَشَفُ
بات بفيحان يجلو البرق متنته
كأنّهُ من ثيابِ القِهْزِ مُلتَحِفُ
مجتابَ أرطاة ِ حِقْفٍ فهي تَسْتُرُه
مع كل وجهٍ يكف الريح منصرف
تَبُلُّهُ فَيْضَحٌ بِالوَدْقِ تَغْسِلُهُ
كأنه فوق ضاحي متنه النطف
حتى إذا الصبح ساق الليل يطرده
وزال عنه وعن أرطاته السدف
ثارت به ضمرٌ قبٌّ مقلدة ٌ
كالقدح يجذمها صوحان أوثقف
فجال منها على وحشيه عجلاً
لايجعل الشد ديناً حين يغترف
وهي سراعٌ تثير النقع شاحية ً
كأنه فوق لما علا الكسف
تَخْضَعُ طَوْراً وتَطْفو كلّما طَحَرتْ
مثلَ اليعاسيبِ في آذانِها غَضَفُ
حتّى إذا أَرْهَقَتْهُ كَرَّ مُمْتنِعاً
كأنه طالبٌ بوتره أسف

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
رقم القصيدة : 19161
-----------------------------------
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ
ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السَّخاءُ
وما أخَّرتَ مِنْ دُنياك نقصٌ
وإنْ قَدَّمْتَ كانَ لكَ الزَّكاءُ

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> استمع يابني من وعظ شيخ
استمع يابني من وعظ شيخ
رقم القصيدة : 19162
-----------------------------------
استمع يابني من وعظ شيخ
عجم الدهر في السنين الخوالي

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
رقم القصيدة : 19163
-----------------------------------
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
وفَرْجَة ٌ بعدَها هَمٌّ بتعذيبِ
فإنَّ حمدَكَ مَنْ لم تَبْلُهُ صلَفٌ
وإن ذمك بعد الحمد تكذيب
 
العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
رقم القصيدة : 19164
-----------------------------------
عليك بكل ذي حسبٍ ودينٍ
فإنَّهُمُ هُمُ أهلُ الوفاءِ
وإن خُيِّرْتَ بينهُمُ فَإلْصَقْ
بأهل العقلِ منهم والحياء
فإنَّ العقلَ ليْسَ لَهُ إذا ما
تَفَاضَلَتِ الفَضائلُ من كِفاءِ
ولا تَثِقَنَّ بالنَمّامِ فيما
حَبَاكَ مِنَ النصيحة ِ في الخَلاءِ
وأيقن أن ماأفضي إليه
من الأسرار منكشف الغطاء

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> تود عدوي ثم تزعم أنني
تود عدوي ثم تزعم أنني
رقم القصيدة : 19165
-----------------------------------
تود عدوي ثم تزعم أنني
صَديقُكَ، إنَّ الرأيَ منكَ لَعازِبُ
وليْسَ أخي مَنْ وَدّني بِلسانِهِ
ولكنْ أخي مَنْ وَدَّني وَهْوَ غائِبُ

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
رقم القصيدة : 19166
-----------------------------------
أرى البَنانة َ أقْوَتْ بَعْدَ ساكِنِها
فَذَا سُدَيْرٌ، وأقوى منهُمُ أُقُر

العصر الإسلامي >> النابغة الشيباني >> سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
رقم القصيدة : 19167
-----------------------------------
سأمنع نفسي رفد كل بخيلٍ
وأحبس نطقي عن جواب جهول
فإن الجهول لا يرد كلامه
وليْسَ سبيلُ الجاهِلينَ سبيلي

العصر الجاهلي >> السموأل >> إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
رقم القصيدة : 19168
-----------------------------------
إرفَعْ ضعيفَكَ لا يُحِرْ بكَ ضَعْفُه
يوماً فتدركه العواقبُ قد نما
يَجْزِيكَ أو يُثْني عليك، وإنّ مَن
أثنى عليكَ بما فَعَلْتَ فقد جَزى

العصر الجاهلي >> السموأل >> لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا
لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا
رقم القصيدة : 19169
-----------------------------------
لم يقض منْ حاجة ٍ الصبا أربا
وقد شآكً الشبابُ إذ ذهبا
وعاودَ القلبَ بعدَ صِحّتِهِ
سُقمٌ فلاقى من الهوى تَعَبا
إن لنا فخمة ً ململمة ً
تَقري العدوّ السِّمامَ واللّهبا
رجراجة ً عَضّلَ الفضاءُ بها
خَيْلاً ورَجْلاً ومنصباً عَجَبا
أكنافُها كلُّ فارسٍ بَطَلٍ
أغلبَ كالليثِ عادياً حَرِبا
في كفة ِ مرهفُ الغرارِ إذا
أهوى بهِ منْ كريهة ٍ رسبا
أعدَّ للحربِ كلَّ سابغة ٍ
فَضفاضَةٍ كَالغَديرِ وَاليَلَبا
والشمرَ مطرورة ً مثقفة ً
والبيضَ تزهى تخالها شهبا
يا قيسُ إنّ الاحسابَ أحرزَهَا
منْ كانَ يغشى الذ وائبَ القضبا
منْ غادرَ السيدَ السبطرَ لدى
المعرك عَمراً مُخضَّباً تَرِبا
جاشَ منَ الكاهنينِ إذْ برزوا
أمواجَ بحْرٍ تُقمِّصُ الحدَبا
لِنصرِكُم والسيوفُ تَطلُبُهم
حتى تولوا وأمعنوا هربا
وأنتَ في البيتِ إذْ يُحَمُّ لكَ
الماءُ وتدعو قتالنا لعبا
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى