جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
رقم القصيدة : 15672
-----------------------------------
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا
ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ
فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا
وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر
أمسى مصوناً للنوى مبذولا
إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها
سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا
لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي
تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا
مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا
من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ
رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا
لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ
في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا
الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ
يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا
للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ
لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا
بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ
في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا
أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً
تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا!
لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً
يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا
بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ
هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا
لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً
للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا
يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ
ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا
ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ
لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا
ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً
ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا
كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ
غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً
تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا
فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى
نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا
لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى
في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا
أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى
حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا
أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً
تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا
ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ
يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا[/font]


[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
رقم القصيدة : 15673
-----------------------------------
كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي
لم تكمدي فظننتِ ان لم يكمدِ
يكفيكه شوقٌ يطيلث ظماءهُ
و اذا سقاهُ سقاهُ سمَّ الأسودِ
عذلت غروبُ دموعهِ عذالهُ
بِسَواكِبٍ فَنَّدْنَ كُلَّ مُفَندِ
أَتَتِ النَّوَى دُونَ الهَوَى ، فأَتى الأَسَى
دون الاسى بحرارة ٍ لم تبردِ
جَارَى إِليْهِ البَيْنُ وَصْلَ خَرِيدَة ٍ
ماشَتْ إِليْهِ المَطْلَ مَشْيَ الأَكْبَدِ
عبث الفراقُ بدمعهِ بقلبهِ
عبثاً يروحُ الجدُّ فيهِ ويغتدي
يا يومَ شردَ يومَ لهوي لهوهُ
بصَبَابَتِي وأَذَلَّ عِزَّ تَجلُّدِي
ما كانَ أَحْسَنَ لو غَبَرْتَ فلَم نَقُلْ
ما كان أقبح يومَ برقة ِ منشدِ
يومٌ أفاضَ جوى اغاضَ تعزياً
خاضَ الهوى بحريْ حجاهُ المزيدُ
عطفوا الخدورَ على وشيَ الخدودِ صيانة ً
وَشْيَ البُرُودِ بِمُسجَفٍ ومُمَهَّدِ
أهلاً وسهلاً بالإمام ومرحباً
سهلت حزونة ُ كل أمرٍ قرددِ
غلّ المروراة الصحاصح عزمهُ
بالعِيسِ إن قَصَدَتْ وإِن لم تَقْصِدِ
مُتَجَردٌ ثَبْتُ المَوَاطِىء حَزمُهُ
مُتَجَردٌ للحادِثِ المُتَجَردِ
فانتاشَ مصرَ من اللتيا والتي
بتجاوزٍ وتعطفٍ وتغمدِ
في دولة ٍ لحظَ الزمانُ شعاعها
فارْتَدَّ مُنْقَلِباً بعَيْنَيْ أَرْمَدِ
من كان مولدهُ تقدمَ قبلها
او بعدها فكأنهُ لم يولدِ
اللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ هَدْيكَ للرضَا
فينَا ويَلعَنُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَشْهَدِ
أَوَليَّ أمَّة ِ أَحْمَدٍ ما أَحْمَدٌ
بمضيعِ ما أوليتً امة َ أحمدِ
أما الهدى فقد اقتدحتَ بزندهِ
في العالمين فويلُ من لم يهتدِ
نحن الفداءُ من الردى لخليفة ٍ
برضاهُ من سخطِ الليالي نفتدي
مَلِكٌ إذا ما ذِيقَ مُرّ المُبْتَلى
عِندَ الكَرِيهَة ِ عَذْبُ مَاءِ المَحْتِذِ
هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَسَاعِيَ وابتَنَتْ
خططَ المكارمُ في عراض الفرقدِ
سَبقَتْ خُطَا الأَيَّامِ عُمْريَّاتُهَا
ومَضَت فصَارَت مُسْنَداً للمُسْنَدِ
ما زال يمتحنُ العلى ويروضها
حَتَّى اتَّقَتْهُ بكيمِيَاءِ السُّؤْدُدِ
فكأنما ظفرت يداهُ بالمنى
سَخِطَتْ لَهَاهُ على جَدَاهُ سَخطَة ً
فاسْتَرْفَدَتْ أَقصَى رِضَا المُسْتَرْفِدِ
صدمت مواهبهُ النوائبَ صدمة ً
شَغَبَتْ على شَغَبِ الزَّمانِ الأَنْكدِ
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها
فَجَرَتْ عُيُوناً في مُتُونِ الجَلْمَدِ
وأَرَى الأُمُورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَتْ
ظُلُماتُهَا عن رَأْيكَ المُتَوقدِ
عَنْ مثْل نَصْل السَّيْفِ إلا أَنَّهُ
مذ سلَّ اولَ سلة ٍ لم يغمدِ
فبَسَطْتَ أَزْهَرَهَا بوَجْهٍ أَزْهَرٍ
وقَبَضْتَ أرْبَدَهَا بوَجْهٍ أَرْبَدِ
للرَّاغِبينَ زَهَادَة ٌ في العَسْجَدِ
لو يعلمُ العافون كم لك في الندى
من فرحة ٍ وقريحة ٍ لم تخمدِ
و كأنما نافستَ قدرك حظهُ
و حسدتَ نفسكَ حينَ أن لم تحسدِ
عصفت بهِ أرواحُ جودك في غدِ
فيها بشَأْوِ خَلائِق لم تُجْهِدِ
و حطمتَ بالانجاز ظهرَ الموعدِ
فاقام عنك وأنتَ سعدُ الاسعدِ
مرهاً وتربة ُ ارضهِ من إثمدِ
هذَا أَمِينَ اللَّهِ آخِرُ مَصْدَرٍ
شجيَ الظماءُ يه وأولُ موردِ
ووسيلتي فيها اليك طريفة ٌ
شامُ يدينُ بحبّ آل محمدِ
حتّى لقدْ ظَنَّ الغُوَاة ُ وباطِلٌ
أني تجسم فيَّ روحُ ال.....
و متى يخيّم في الفؤاد عناؤها
فغَنَاؤها يَطْوِي المَرَاحِلَ في اليَدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
رقم القصيدة : 15674
-----------------------------------
إِنّي اَتَتْني مِنْ لَدُنْكَ صَحيفَة ٌ
غَلَبَتْ هُمُومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ
وَطَلَبْتَ وُدي والتَّنائِفُ بَيْنَنَا
فَنَدَاكَ مَطْلُوبٌ ومَجْدُكَ طَالِبُ
فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْثُ كنتَ قَصَائِدٌ
فيها لأهلِ المكرماتِ مآربُ
فَكَأَنَّما هِيَ في السَّماعِ جَنَادِلٌ
وكأنَّما هيَ في العيونِ كواكبُ
وغرائبٌ تأتيكَ إلاَّ أنَّها
لصنيعكَ الحَسَنِ الجميلِ أقاربُ
نِعَمٌ إذا رُعيتْ بشكرٍ لم تزلْ
نِعْماً، وإِنْ لم تُرْعَ، فَهْيَ مَصَائِبُ
كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقد يُرى
بنداك، وهوَ إليَّ منها تائبُ
وتتابعتْ أيَّامه وشهورهُ
عُصَباً يُغِرْنَ كأَنَّهُنَّ مَقَانِبُ
منْ نكبة ٍ محفوفة ٍ بمصيبة ٍ
جذَّ السَّنامُ لها وجُذَّ الغاربُ
أوْ لوعة ٍ منتوجة ٍ منْ فرقة ٍ
حَقُّ الدُّمُوعِ عَلَيَّ فِيهَا وَاجِبُ
ووَلِهْتُ مُذْ زُمَّتْ رِكَابُكَ للنَّوَى
فكأنَّني مُذ غبتَ عنِّي غائبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
رقم القصيدة : 15675
-----------------------------------
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ
بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ
ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ
تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى
عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ
بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى
فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ
ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ
تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ
أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ
وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ
محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ
عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ
وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى
ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ
بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى
فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ
تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ
لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ
أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى
شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ
أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا
صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ
فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له
وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ
وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه
على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ!
ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه
قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ
سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها
علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ
رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً
يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ
سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً
سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ
ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما
تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
رقم القصيدة : 15676
-----------------------------------
أأطْلاَلَ هِنْدٍ ساءَ ما اعْتَضْتِ مِنْ هِنْدِ
اقايضتِ حورَ العين بالعور ا......ِ
اذا شئن بالالوان كنَّ عصابة ً
من الهند والآذانِ كنَّ من الصغدِ
لَعُجْنا عَلَيْكِ العيسَ بَعْدَ مَعاجها
على البيضِ اتراباً على النؤي والودِّ
فلا دمعَ ما لم يجرِ في اثره دمٌ
ولا وجدَ ما لم تعي عن صفة ِ الوجدِ
ومَقدُودَة ٍ رُؤْدٍ تَكادُ تَقدُّها
اصابعها بالعينِ من حسن القدِّ
تُعَصْفِرُ خَدَّيْهَا العُيُونُ بِحُمْرَة
اذا وردت كانت وبالاً على الوردِ
اذا زهدتني في الهوى خيفة ُ الردى
جَلَتْ ليَ عَنْ وَجْهٍ يُزَهدُ في الزُّهْدِ
وَقفْتُ بِهَا اللَّذاتِ في مُتَنَفَّسٍ
مِنَ الغَيْثِ يَسْقِي رَوْضَة ً في ثَرًى جَعْدِ
و صفراءَ احدقنا بها في حدائقٍ
تجُود مِن الأثْمارِ بالثَّعْدِ والمَعْدِ
بِقاعِيَّة ٍ تَجْرِي عَليْنا كُؤوسُهَا
فتبدي الذي نخفي وتخفي الذي نبدي
بنصْرِ بن مَنْصُورِ بنِ بسَّامٍ انفَرى
لنا شظَفُ الأيَّامِ عن عِيشَة ٍ رَغدِ
ألاَ لاَ يَمُدَّ الدَّهْرُ كَفّاً بِسَيئٍ
إلى مجتدي نصرٍ فتقطعُ للزندِ
بسَيْبِ أبِي العَبَّاسِ بَدلَ أَزْلُنَا
بخفضٍ وصَرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَد
غنيتُ بهِ عمن سواهُ وحولت
عجافُ ركابي من سعيدٍ إلى سعدِ
لهُ خلقٌ سهلٌ ونفسٌ طباعها
ليانُ ولكن عزمهُ من صفا صلدِ
رَأَيْتُ اللَّيالي قَدْ تَغيَّرَ عَهْدُها
فلما تراءى لي رجهنَ الى العهدِ
أَسائِلَ نَصْرٍ لاتَسَلْهُ، فإنَّهُ
احنُّ الى الأرفاد منك إلى الرفدِ
فتى ً ما يبالي حينَ تجتمعُ العلى
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِ والبعدِ
فتى ً جودهُ طبعُ فليس بحافلٍ
أفي الجور كان الجودُ منهُ أو القصدِ
إِذَا طرقَتْهُ الْحَادِثَاتُ بنكبَة ٍ
مخضنَ سقاءً منه ليس بذي زبدِ
و نبهنََ مثلَ السيفِ لو لو تسلهُ
يدانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الغِمْدِ
سَأَحْمَدُ نَصْراً ماحَيِيتُ وإنَّني
لأعلمُ أن قد جلَّ نصرٌ عن الحمدِ
تَجلَّى بهِ رُشْدِي وأَثْرَتْ بِه يَدِي
و فاض يه ثمدي وأورى يهِ زندي
فإن يَكُ أَرْبَى عَفْوُ شُكري عَلى نَدى
أُناس فقَدْ أَرْبَى نَدَاهُ على جُهْدِي
ومازَالَ مَنشوراً عَلَيَّ نَوَالهُ
وعِنْدِيَ حتَّى قد بَقِيتُ بلا ”عِنْدي”
وَقصَّرَ قَوْلي مِنْ بَعْدِ ما أَرى
أقولُ فأشجي امة ً وانا وحدي
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ
فَلا يَبْغِ في شِعْرٍ لهُ أَحَدٌ بَعْدِي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
رقم القصيدة : 15677
-----------------------------------
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
أُنْحْلُ المَغَانِي لِلْبِلَى هِيَ أَمْ نَهْبُ !
وعَهْدِي بِهَا إِذْ نَاقِضُ العَهْدِ بَدْرُهَا
مراحُ الهوى فيها ومسرحه الخصبُ
مُؤَزَّرَة ً مِنْ صَنْعَة ِ الوَبْل والنَّدَى
بوشيٍ زلت وشيٌ، وعصبٍ ولا عصبُ
تَحَيَّر في آرَامِها الحُسْنُ، فَاغَتْدَتْ
قَرَارَة َ مَنْ يُصْبي ونُجْعَة َ مَنْ يَصْبُو
سَواكِنُ في بِرٍّ كما سَكَنَ الدُّمَى
نَوافِرُ مِنْ سُوءٍ كما نَفَرَ السرْبُ
كواعبُ أترابٌ لغيداءَ أصبحتْ
وليسَ لَها في الحُسْنِ شكْلٌ ولاتِرْبُ
لها منظرٌ قيدُ النَّواظرِ لمْ يزلْ
يروحُ ويغدو في خُفارته الحُبُّ
يَظَلُّ سَرَاة ُ القَوْم مَثَنَى ومَوْحَداً
نشاوى بعينيها كأنَّهمُ شربُ
إلى خالدٍ راحتْ بنا أرحبيَّة ٌ
مَرَافِقُهَا مِن عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ
جَرَى النَّجَدُ الأَحْوَى عليها فأَصبَحَتْ
مِن السَّيْرِ وُرْقاً وهي في نَجْدِها صُهْبُ
إلى مَلِكٍ لَوْلاَ سِجَالُ نَوَالِهِ
لَما كانَ للمَعْرُوفِ نِقْيٌ ولاَ شُخْبُ
مِن البِيضِ مَحْجُوبٌ عَن السُّوءِ والخَنَا
ولا تحجبُ الأنواءَ من كفِّه الحُجبُ
مصونُ المعالي لا يزيدُ أذالهُ
ولامَزيدٌ ولاشريكٌ ولا الصُّلْبُ
ولا مُرَّتا ذُهل ولا الحصنُ غالهُ
ولاَ كفَّ شأويهِ عليٌّ ولاَ صعبُ
وأشباهُ بكرِ المجدِ بكرُ بنُ وائلٍ
وقَاسِطُ عَدْنَانٍ وأَنْجَبَهُ هِنْبُ
مَضَوْا وهُمُ أَوْتَادُ نَجْدٍ وأَرْضِهَا
يُرَوْنَ عِظَاماً كُلَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ
وما كان بين الهضبِ فرقٌ وبينهمْ
سوى أنَّهم زالوا ولم يَزُلِ الهَضْبُ
لَهُمْ نَسَبٌ كالفَجْرِ مَا فِيهِ مَسْلَكٌ
خفيُّ ولا وادٍ عنودٌ ولا شعبُ
هو الإضحيانُ الطَّلقُ، رفَّتْ فروعه
وطابَ الثَّرَى مِن تَحْتِهِ وزكا التُّرْبُ
يَذُمُّ سنيدُ القومِ ضِيقَ محلِّهِ
على العلمِ منهُ أنَّهُ الواسع الرَّحْبُ
رأى شرفاً مِمَّن يُريدُ اختلاسه
بَعِيدَ المَدَى فيه على أَهْلِهِ قُرْبُ
فَيَا وَشَلَ الدُّنْيَا بِشَيْبَانَ لاتَغِضْ
ويا كوكبَ الدُّنيا بشيبانَ لا تخبُ
فما دبَّ إلاَّ في بيوتهم النَّدى
ولم تربُ إلاَّ في جحورهم الحربُ
أولاكَ بنو الأحسابِ لولاَ فَعَالهمْ
دَرَجْنَ، فلمْ يُوجَدْ لِمَكْرُمَة عَقْبُ
لهمْ يومُ ذي قار مضى وهوَ مُفردٌ
وَحِيْدٌ مِن الأَشْبَاهِ لَيْسَ لَهُ صَحْبُ
بهِ عَلمتْ صُهْبُ الأَعاجِم أَنَّهُ
بِهِ أَعربَتْ عن ذَاتِ أَنفُسِهَا العُرْبُ
هو المشهدُ الفصلُ الذي ما نجا به
لكسْرَى بنِ كِسْرى لا سَنَامٌ ولاصُلْبُ
أقولُ لأهلِ الثَّغرِ قدْ رُئبَ الثَّأى
وأُسْبغَتِ النَّعْمَاءُ والتَأَمَ الشَّعْبُ
فَسِيحُوا بأَطْرَافِ الفَضَاءِ وأَرْتِعُوا
قنا خَالِدٍ مِن دَرْبٍ لَكُمْ دَرْبُ
فتى ً عندهُ خيرُ الثَّوابِ وشرُّهُ
ومنهُ الإباءُ المَلحُ والكرمُ العذبُ
أشمُّ شريكيٌّ يسيرُ أمامهُ
مَسِيرَة َ شَهْر في كَتائِبه الرُّعْبُ
ولمَّا رَأَى تُوفِيلُ رَايَاتِك التي
إِذَا ما اتلأَبَّتْ لا يُقَاومُهَا الصُّلْبُ
تولَّى ولم يألُ الرَّدى في اتِّباعهِ
كأنَّ الرَّدى في قصدهِ هائمٌ صبُّ
كأنَّ بلادَ الرُّومِ عُمَّتْ بصيحة ٍ
فَضَمَّتْ حَشَاها أَو رَغَا وَسْطَهَا السَّقْبُ
بصَاغِرَة القُصْوَى وطِمَّيْنَ واقْتَرَى
بلاد قَرَنْطَاوُوسَ وَابِلُكَ السَّكْبُ
غَدَا خَائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِناً
عليك فلا رسلٌ ثنتكَ ولا كتبُ
وما الأَسَدُ الضرْغَامُ يَوماً بِعَاكِس
صَرِيمَتَه إِنْ أَنَّ بَصْبَصَ الكَلْبُ
ومرَّ ونارُ الكربِ تلفحُ قلبهُ
وما الرَّوْحُ إلاَّ أَنْ يُخَامِرَهُ الكَرْبُ
مَضَى مُدْبِراً شَطْرَ الدَّبُور، ونَفْسُهُ
على نفسهِ من سُوءِ ظنَّ بها إلبُ
جفا الشَّرق حتَّى ظنَّ من كان جاهلاً
بدينِ النَّصَارَى أَنَّ قِبْلَتَهُ الغَرْبُ
رَدَدتَ أَدِيمَ الدّين أَمْلَسَ بعدَما
غدا ولياليهِ وأيَّامهُ جُربُ
بِكُلِّ فتى ً ضربٍ يُعرِّضُ للقنا
مُحَيّاً مُحَلّى ً حَلْيُهُ الطَّعْنُ والضَّرْبُ
كُماة ٌ، إذا تُدعى نزالِ لدى الوغى
رَأَيْتَهُمُ رَجْلَى ، كأَنَّهُمُ رَكْبُ
من المطريِّينَ الأولى ليس ينجلي
بِغَيْرِهِم للدَّهْرِ صَرْفٌ ولا لَزْبُ
وما اجتُلِيَتْ بِكْرٌ مِن الحَرْبِ نَاهِدٌ
ولاثَيبٌ إلا ومنهمْ لَهَا خِطْبُ
جُعلتَ نظامَ المكرماتِ، فلم تدرْ
رحا سُؤددٍ إلاَّ وأنت لها قُطبُ
إذا افتخرتْ يوماً ربيعة ُ أقبلتْ
مُجنِّبتي مجدٍ وأنتَ لها قلبُ
يَجِفُّ الثَّرَى مِنْهَا وتُرْبُكَ لَينٌ
وينبو بها ماءُ الغمامِ وما تنبو
بجُودِكَ تَبْيَضُّ الخُطُوبُ إِذَا دَجَتْ
وترجعُ في ألوانها الحجحُ الشُّهبُ
هو المركبُ المُدني إلى كُلِّ سُؤددٍ
وَعَلْيَاءَ إلاَّ أَنَّهُ المرْكَبُ الصَّعْبُ
إِذَا سَبَبٌ أَمْسى كَهَاماً لَدَى امرئٍ
أجابَ رجائي عندكَ السَّببُ العضبُ
وسيَّارة ٍ في الأرضِ ليسَ بنازحٍ
على وخدها حزنٌ سحيقٌ ولا سهبُ
تذرُّ ذرورَ الشَّمسِ في كلِّ بلدة ٍ
وَتَمْضي جَمُوحَاً مايُرَدُّ لها غَرْبُ
عَذَارَى قَوَافٍ كنتُ غَيْرَ مُدَافِعٍ
أبّا عُذرها لا ظُلمَ ذاك ولا غصبُ
إِذَا أُنْشِدَتْ في القَوْمِ ظَلّتْ كأَنَّهَا
مُسِرَّة ُ كِبْرٍ أَو تَدَاخَلَها عُجْبُ
مُفَصَّلَة ٌ باللُّؤْلُو المُنْتَقَى لهَا
من الشعْر إلا أَنَّهُ اللُّؤْلُؤُ الرطْبُ[/font]


 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
رقم القصيدة : 15678
-----------------------------------
كُفي وغَاكِ، فإِنَّني لكِ قَالي
ليستْ هوادي عزمتي بتوالي
أنا ذُوعَرَفْتَ فَإنْ عَرَتْكَ جَهَالَة ً
فأَنا المُقيمُ قِيَامة َ العُذَّالِ
عطفتْ ملامتها على ابن ملمة ٍ
كالسيف جابِ الصبرِ شختِ الآلِ
عادتْ له أيامُه مسودَّة ً
حتى توهَّم أنهنَّ ليالي
لا تنكري عطلَ الكريمِ من الغنى
فالسَّيْلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي
وتَنَظَّرِي خَبَبَ الركاب يَنُصُّهَا
مُحْيِي القَريضِ إلى مُميتِ المَالِ
لمَّا بلغنا ساحة َ الحسنِ انقضى
عنا تعجرفُ دولة ٍ الإمحال
بسطَ الرجاءَ لنا برغمِ نوائبٍ
كَثُرَتْ بِهِنَّ مَصَارِعُ الآمَالِ
أَغْلَى عَذَارَى الشعْرِ إِنَّ مُهُورَها
عِنْدَ الكَريمِ وإِنْ رَخُصْن غَوالي
تَردُ الظُّنُونُ بهِ على تَصْدِيقها
ويحكمُ الآمالَ في الأموالِ
أَضحَى سَمِيُّ أَبيكَ فيكَ مُصَدَّقاً
بأجلِّ فائدة ٍ وأيمنِ فال
ورَأَيْتَني فَسَأَلْتَ نَفسكَ سَيْبَها
لي ثُمَّ جُدْتَ وما انتظرتَ سُؤَالي
كالغيثِ ليس لهُ، أريدَ غمامُه
أو لمْ يُردْ، بُدٌّ من التهطالِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
رقم القصيدة : 15679
-----------------------------------
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
وإِنْ هيَ لَمْ تَسمَعْ لِنشْدَانِ ناشِدِ
لَقَدْ أطرَقَ الرَّبْعُ المُحِيلُ لِفَقْدِهِمْ
و بينهمِ إطراقَ ثكلان فاقدِ
و ابقوا لضيفِ الحزن منيَ بعدهم
قِرى ً مِنْ جَوى ً سَارٍ وطَيْفٍ مُعَاودِ
سقتهُ ذعافاً عادة الدهر فيهم
و سمَّ الليالي فوق سمِّ الاساودِ
بهِ عِلَّة ٌ للبَيْنِ صَمَّاءُ لم تُصِخْ
لبرءِ ولم توجب عيادة عائدِ
و في الكلة الوردية ِ اللونِ جوذرٌ
من العينِ وردُ اللونِ ورد المجاسدِ
رماني بخلفٍ بعد ما عاشَ حقبة ً
ولاسَمُرِي فيها لأوَّلِ عَاضِدِ
غدت مغتدى الغضبى وأوصت خيالها
بهجران نضو العيسِ نضوِ الخرائدِ
و قالت نكاحُ الحبِّ يفسدُ شكلهُ
و كم نكحوا حبا وليس بفاسدِ
سآوي بهذا القلبِ من لوعة ِ الهوى
إلى ثَغَبٍ مِنْ نطْفة ِ اليأْس بَاردِ
و أروعَ لا يلقي المقاليد لامرئٍ
و كلُّ امرئٍ يلقي لهُ بالمقالدِ
لَهُ كِبْريَاءُ الْمُشْتَرِي وسُعُودُهُ
وسَوْرَة ُ بَهْرامٍ وظَرْفُ عُطَارِدِ
أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ
وجَدْوَاهُ وَقْفٌ في سَبيلِ المَحَامِدِ
فتى ً لم يقم فرضاً بيوم كريهة ٍ
إلى كُل أُفْقٍ وَافِداً غَيْرَ وَافِدِ
و لااشتدت الأيامُ الاّ ألانها
اشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ
بلوناهُ فيها ماجداُ ذا حفيظة ٍ
و ما كان ريبُ الدهر فيهابماجدِ
غدا قاصداً للمجدِ حتى أصابهُ
وكَمْ مِنْ مُصِيبٍ قَصْدَهُ غَيْرُ قاصِدِ
همُ حسدوهُ لا ملومينَ مجدهُ
وماحاسِدٌ في المَكْرُمَاتِ بحَاسِدِ
قراني اللهى والودَّ حتى كأنما
أَفادَ الغِنَى مِن نائِلي وفَوَائِدِي
فأصْبَحَ يَلْقاني الزَّمانُ مِنَ اجْلِهِ
بإعْظَامِ مَوْلُودٍ ورَأْفَة ِ والِدِ
يصدُّ عن الدنيا اذا عنَّ سؤددٌ
و لو برزتْ في زيِّ عذراءَ ناهدِ
إذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَدْ وقَدْ صُبِغَتْ لَهُ
بعُصْفُرِها الدُّنيا فلَيْسَ بِزَاهِدِ
فَواكَبدِي الْحَرَّى ووَاكَبِدَ النَّدَى
لأيَّامِهِ لَوْ كُنَّ غَيْرَ بَوائِدِ
و هيهات ما ريبُ الزمان بمخلدٍ
غَرِيباً ولارَيْبُ الزَّمانِ بِخَالِدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> درس في التاريخ
درس في التاريخ
رقم القصيدة : 1568
-----------------------------------
أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه
ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ
أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ
وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
رقم القصيدة : 15680
-----------------------------------
على مثلها من أربُعٍ وملاعبِ
أُذيلتْ مصوناتُ الدُّموعِ السَّواكبِ
أَقُولُ لِقُرْحَانٍ من البَيْنِ لَم يُضِفْ
رسيسَ الهوى تحتَ الحشا والتَّرائبِ
أَعِني أُفَرقْ شَمْلَ دَمْعي فإِنَّني
أرى الشَّملَ منهُمْ ليس بالمُتقاربِ
وما صارَ في ذا اليومِ عذلُكَ كلُّهُ
عدُوِّيَ حتَّى صار جهلكَ صاحبي
ومابِك إركابي مِن الرُّشْدِ مَرْكَباً
أَلا إِنَّما حَاوَلتَ رُشْدَ الرَّكائِبِ
فَكِلْنِي إلى شَوْقِي وسِرْ يَسِر الهَوَى
إلى حرُقاتي بالدُّموعِ السَّواربِ
أَمَيْدَانَ لَهْوِي مَنْ أَتاحَ لكَ البِلَى
فأصبحتَ ميدانَ الصَّبا والجنائبِ؟!
أصابتكَ أبكارُ الخُطوب فشتَّتتْ
هوايَ بأبكار الظَّباءِ الكواعبِ
وركبٍ يُساقونَ الرِّكابَ زُجاجة ً
مِن السَّيْرِ لم تَقصِدْ لها كَفُّ قاطِبِ
فقد أَكَلُوا مِنها الغَوارِبَ بالسُّرَى
فصارتْ لها أشباحهمْ كالغواربِ
يُصَرفُ مَسْرَاها جُذَيْلُ مَشَارِقٍ
إِذا آبَهُ هُمٌّ عُذَيْقُ مَغَارِبِ
يَرى بالكَعَابِ الرَّوْدِ طَلْعَة َ ثائِرٍ
وبالعِرمسِ الوجناءِ غُرَّة َ آيبِ
كأَنَّ بهِ ضِغْناً عَلى كُل جانبٍ
من الأرضِ أو شوقاً إلى كلِّ جانبِ
إِذَا العِيسُ لاَقتْ بِي أَبَا دُلَفٍ فقَد
تَقَطَّعَ مابَيْني وبينَ النَّوائِبِ
هُنالكَ تلقى الجُودَ حيثُ تقطَّعتْ
تمائمهُ والمجدَ مُرخى الذَّوائبِ
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جنونها
إِذَا لم يُعَوذها بِنَغْمَة ِ طالبِ
إذا حرَّكتهُ هِزَّة ُ المجدِ غيَّرتْ
عَطَاياهُ أَسماءَ الأَمَانِي الكَواذِبِ
تكاد مغانيهِ تهشُّ عِراصُها
فتركبُ من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ
إِذا ماغَدَا أَغدَى كَريمَة َ مالِهِ
هديّاً ولو زُفَّتْ لألأمِ خاطبِ
يرى أقبحَ الأشياءِ أوبة ََ آيبٍ
كَسَتْهُ يَدُ المأْمُول حُلَّة َ خَائِبِ
وأحسنُ من نورٍ تُفتَّحهُ الصَّبا
بَيَاضُ العَطايا في سَوادِ المطالِبِ
إِذا أَلجَمَتْ يَوْماً لُجَيْمٌ وَحَوْلها
بنو الحِصْنِ نجلُ المُحصناتِ النَّجائبِ
فإنَّ المنايا والصَّوارمَ والقنا
أقاربُهُمْ في الرَّوع دونَ الأقاربِ
جحافلُ لا يترُكنَ ذا جبريَّة ٍ
سَلِيماً ولا يَحرُبْنَ مَن لم يُحَارِبِ
يَمُدُّونَ مِنْ أَيْدٍ عَوَاصٍ عَواصِمٍ
تصُولُ بأسيافٍ قواضٍ قواضبِ
إِذَا الخَيْلُ جابَتْ قَسْطَلَ الحَرْبِ صَدَّعُوا
صدورَ العوالي في صُدُور الكتائبِ
إذا افتخرتْ يوماً تميمٌ بقوسها
وزَادَتْ على ما وَطَّدَتْ مِن مَناقِبِ
فأنتمْ بذي قارٍ أمالتْ سُيُوفكمْ
عروشَ الذين استرهنوا قوسَ حاجبِ
محاسنُ من مجدٍ متى تقرنوا بها
مَحاسِنَ أقوامٍ تَكُنْ كالمعايِبِ
مَكارِمُ لَجَّتْ في عُلُوٍّ كأَنَّها
تُحاوِلُ ثَأْراً عند بَعْضِ الكَواكِبِ
وقَد عَلِمَ الأَفْشِينُ وهْو الذِي بهِ
يُصَانُ رِدَاءُ المُلْكِ عَنْ كل جاذِبِ
بأنَّكَ لمَّا اسحنكك الأمرُ واكتسى
أَهابِيَّ تَسْفِي فِي وُجُوهِ التَّجارِبِ
تجلَّلتهُ بالرأي حتَّى أريتهُ
بهِ ملءَ عينيهِ مكان العواقبِ
بأَرْشَقَ إِذْ سالَتْ عليهم غَمامَة ٌ
جرتْ بالعوالي والعِتاقِ الشَّوازبِ
نضوتَ لهُ رأيينِ سيفاً ومُنصُلاً
وكلٌّ كنجمٍ في الدُّجنَّة ِ ثاقبِ
وكنتَ متى تُهززْ لخطبٍ تُغشِّهِ
ضرائبَ أمضى من رقاق المضاربِ
فَذِكْرُكَ في قَلْبِ الخَلِيفَة ِ بَعْدَها
خَلِيفَتُكَ المُقْفَى بِأَعْلَى المَراتِبِ
فإن تنسَ يذكُرْ أو يقُلْ فيكَ حاسدٌ
يَفِلْ قَوْلُهُ أَو تَنْأَ دارٌ تُصاقِبِ
فأَنْت لدَيْهِ حاضِرٌ غيرُ حاضِر
جميعاً وعنهُ غائبٌ غيرُ غائبِ
إِلَيْك أَرَحْنا عازِبَ الشعْر بَعْدَمَا
تمهَّلَ في روضِ المعاني العجائبِ
غَرَائِبُ لاقَت في فِنائِك أُنْسَها
مِن المَجْدِ فهْيَ الآنَ غَيْرُ غَرائبِ
ولوْ كانَ يفنى الشِّعرُ أفناهُ ما قرتْ
حِياضُكَ منهُ في العصور الذَّواهبِ
ولكنَّهُ صوبُ العقولِ إذا انجلتْ
سحائبُ منهُ أُعقبتْ بسحائبِ
أقولُ لأصحابي هو القاسمُ الذي
به شرحَ الجودُ التباسَ المذاهبِ
وإِني لأَرجُو أَنْ تَرُدَّ رَكائِبي
مواهبهُ بحراً تُرجَّى مواهبي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
رقم القصيدة : 15681
-----------------------------------
غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
مُنَورَوحْفِ الرَّوْضِ عَذْبَ المَناهِلِ
بمُعْتَصِمٍ باللهِ أَصْبَحَ مَلْجَأً
ومُعْتَصَماً حِرْزاَ لِكُل مُوَائِلِ
لقد ألبسَ اللهُ الإمامَ فضائلاً
وتابعَ فيها باللُّهى والفواضلِ
فأضحتْ عطاياهُ نوازعَ شرَّداً
تسائلُ في الآفاقِ عنْ كلِّ سائلِ
مَواهِبُ جُدْنَ الأَرْضَ حتَّى كأَنَّما
أخذْنَ بآدَابِ السَّحابِ الهَوَاطِلِ
إذا كانَ فخراً للممدّحِ وصفُه
بِيَوْمِ عِقَابٍ أَوْ نَدى ً مِنْهُ هَاملِ
فكمْ لحظة ٍ أهديتها لابن نكبة ٍ
فأصبحَ منها ذا عقابٍ ونائلِ
شهدْتُ أميرَ المؤمنينَ شهادة ً
كَثَيرٌ ذَوُو تَصْدِيقها في المحافلِ
لَقد لَبِسَ الأَفْشينُ قَسْطَلَة َ الوَغَى
مِحَشّاً بنَصْلِ السَّيْفِ غَيَرَ مُوَاكِلِ
وسارَتْ بهِ بينَ القنابلِ والقنا
عَزائِمُ كانَتْ كالقَنَا والقَنابِلِ
وجرَّدَ منْ آرائهِ حينَ أضرمَتْ
به الْحَرْبُ حدّاً مِثْلَ حَد المَنَاصِلِ
رأى بابَكٌ منه التي لا شوى لها
فَتُرْجَى سِوَى نَزْعِ الشَّوَى والمَفَاصِلِ
تراه إلى الهيجاء أولَ راكبٍ
وتحتَ صَبير المَوْتِ أَوَّلَ نَازِلِ
تسربلَ سربالاً من الصبر وارتدى
عليه بغضبٍ في الكريهة ِ قاصلِ
وقَدْ ظُللَتْ عِقْبَانُ أعلامِهِ ضُحى ً
بعقبان طيرٍ في الدماءِ نواهلِ
أقَامَتْ مع الرَّاياتِ حتَّى كأَنَّها
مِنَ الجيْشِ إِلاَّ أَنَّها لَمْ تُقَاتِلِ
فَلمَّا رَآهُ الخُرَّمِيُّونَ والقنَا
بوبلٍ أغاليه مُغيثَ الأسافلِ
رأَوْا مِنه لَيْثَاً فابذَعَرَّتْ حُمَاتهُمْ
وقدْ حكمَتْ فيهِ حُماة ُ العوامِلِ
عشية َ صدِّ البابكيُّ عن القنا
صدودَ المقالي لا صدود المجاملِ
تَحَدَّرَمِنْ لِهْبَيْهِ يَرْجُو غَنِيمَة ً
بساحة ِ لا الواني ولا المتخاذلِ
فكَانَ كشَاة ِ الرَّمْلِ قَيَّضَهُ الرَّدَى
لقانصه من قبلِ نصبِ الحبائلِ
وفي سنة ٍ قدْ أنفدَ الدَّهرُ عُظمها
فلمْ يُرْجَ مِنْها مُفْرَجٌ دُونَ قَابلِ
فكانتْ كنابٍ شارفِ السنِّ طرقتْ
بسَقْبٍ وكانَتْ في مَخِيلَة ِ حَائِلِ
وعاذَ بإطرافِ المعاقلِ مُعصماً
وأُنْسِيَ أَنَّ اللهَ فوقَ المعَاقِلِ
فوَلَّى وماأَبقَى الرَّدَى مِنْ حُماتِهِ
له غَيرَ أَسآرِ الرمَاح الذَّوابِلِ
أما وأبيهِ وهوَ مَنْ لا أبا لهُ
يُعدُّ لقدْ أمسى مضيءَ المقاتلِ
فتوحٍ أميرِ المؤمنينَ تفتَّحتْ
لهنَّ أزاهيرُ الرُّبا والخمائلِ
وعاداتُ نصرٍ لم تزلْ تستعيدها
عِصَابَة ُ حَقٍّ في عِصَابَة ِ بَاطِلِ
وما هوَ إلا الوحيُ أو حدُّ مرهفٍ
تُمِيلُ ظُباهُ أَخدَعَيْ كُل مَائِلِ
فهذا دواءُ الداءِ من كلِّ عالمٍ
وهَذا دَواءُ الدَّاءِ مِنْ كُل جَاهِلِ
فيا أيها النوامُ عن ريق الهدى
وقَدْ جَادَكُمْ مِنْ دِيْمَة ٍ بَعْدَ وَابِلِ
هُوَ الْحَقُّ إنْ تسْتَيْقِظُوا فيهِ تَغْنَمُوا
وإِنْ تَغْفُلُوا، فالسَّيْفُ لَيْسَ بغافِلِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
رقم القصيدة : 15682
-----------------------------------
طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة ٍ
وقد غابَ عني أَحمدُ ومُحَمَّدُ!
جَزَى اللّهُ أَيَّامَ الفِرَاقِ مَلامَة ً
كما ليسَ يَوْمٌ في التَّفَرُّق يُحْمَدُ
إِذَا ما انقَضَى يومٌ بِشَوْقٍ مُبَرحٍ
اتى باشتياقٍ فادحٍ بعدهُ غدُ
فلم يبقٍ مني طولُ شوقي اليهمِ
سوى حسراتٍ في الحشا تترددُ
خليليَّ ما أرتعتُ طرفي ببهجة ٍ
وما انبسَطتْ مني إِلى لذَّة ٍ يَدُ
و لا استحدثت نفسي خليلاً مجدداً
فيُذْهِلُنِي عنه الخَليلُ المُجَدَّدُ
و لا حلتُ عن عهدي الذي قد عهدتما
فدوما على العهدِ الذي كنتُ اعهدُ
فإنْ تَخْتلُوا دُوني بِأُنْسٍ ولَذَّة ٍ
فإِني بِطُولِ البَث والشَّوْقِ مُفْرَدُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
رقم القصيدة : 15683
-----------------------------------
مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
لَمْ يَثْنِ كَيْدَ النَّوَى كَيدِي ولاحِيَلي
لا شيءَ إلا أباتتُهُ على وجلٍ
ولم تبتْ قطُّ من شيءٍ على وجلِ
قَدْ قَلْقَلَ الدَّمْعَ دَهْرٌ مِنْ خَلائِقِه
طولُ الفراقِ ولا طولٌ من الأجلِ
سَلْنِي عَن الدين والدُّنْيَا أُجِبْكَ، وعَنْ
أبي سعيد وفقديهِ فلا تسلِ
مَنْ كَانَ حَلْيَ الأمَاني قَبْلَ ظَعْنَتِه
فَصِرْتُ مُذْ سَارَ ذَا أُمْنِيَّة ٍ عُطُلِ
نأيُ الندى لا تنائي خلة ٍ وهوى ً
والفجْعُ بالمجدِ غيرُ الفجع بالغزلِ
لئنْ غدا شاحباً تخدي القلاصُ بهِ
لقدْ تخلفتُ عنهُ شاحبَ الأملِ
ملقى الرجاءِ ومُلقى الرحل في نفرٍ
الجودُ عندهمُ قولٌ بلا عملِ
أضحوا بمستنِّ سيلِ الذمّ وارتفعتْ
أموَالُهمْ في هِضَاب المَطلِ والعِلَلِ
مِنُ كُل أَظْمَى الثَّرَى والأرْضُ قَدْ نَهِلتْ
ومُقْشَعِر الرُّبَا والشَّمْسُ في الحَملِ!
وأخرسِ الجودِ تلقى الدهرَ سائلهَ
كأنَّهُ واقفٌ منه على طللِ!
قد كانَ وعدكَ لي بحراً فصيرني
يَوْمُ الزماعِ إلى الضَّحْضَاحِ والوشَلِ
وبينَ اللهُ هذا من بريته
في قوله " خُلقَ الإنسانُ من عجلِ "
للَّهِ وَخْدُ المَهَارِي أيَّ مُكْرُمَة ٍ
هَزَّت وأيَّ غَمامٍ قَلقَلَتْ خَضِلِ!
خَيْرُ الأخِلاَّءِ خَيرُ الأرْضِ هِمَّتُهُ
وأفضلُ الركبِ يقرو أفضلَ السبُلِ
حُطَّتْ إلى عُمْدَة ِ الإِسلامِ أرْحُلُه
والشمسُ قدْ نفضتْ ورساً على الأصلِ
مُلَبياً طالَما لَبَّى مُنادِيَهُ
إلى الوَغَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولاوَكَلِ
وَمُحْرِماً أحْرمَت أرْضُ العِرَاق لَهُ
مِنَ النَّدَى واكتَسَتْ ثَوْباً مِنَ البَخَلِ
وسافِكاً لِدماء البُدْنِ قدْ سُفِكَتْ
بهِ دماءُ ذَوِي الإلْحَادِ والنحَلِ
ورامياً جمراتِ الحجِّ في سنة ٍ
رمى بها جمراتِ اليومِ ذي الشعلِ
يرْدِي ويُرْقِلُ نَحوَ المَرْوَتَيْن كَما
يَرْدِي ويُرقِلُ نحوَ الفَارسِ البَطلِ
تُقَبلُ الرُّكْنَ رُكْنُ البْيت نافِلَة ً
ظهرُ كفكَ معموٌ من القبلِ
لَمّا تَرَكْتَ بُيوت الكُفْر خاوية ً
بالغزو آثرتَ بيت اللهِ بالقفلِ
والحَجُّ والغَزوُ مَقْرونانِ في قَرَنٍ
فاذهبْ فأنتَ زعافُ الخيلِ والإبلِ
نفسي فداؤكَ إنْ كانت فداءَكَ منْ
صَرْفِ الحَوَادِثِ والأيَّامِ والدوَلِ
لامُلْبِسٌ مالَهُ مِنْ دُون سَائِلِه
ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ
لاشَمْسُهُ جَمْرة ٌ تُشْوَى الوُجُوهُ بِها
يوماً ولا ظله عنا بمنتقلِ
تحولُ أمواله عن عهدها أبداً
ولمْ يَزُلْ قَطُّ عن عَهْدٍ ولَمْ يَحُلِ
سَارِي الهُمُومِ طَمُوحُ العَزْمِ صَادِقُه
كأنَّ آراءهُ تنحطُّ منْ جبلِ
أبقى على جولة ِ الأيامِ من كنفي
رَضْوَى وأسْيَرُ في الآفاقِ مِنْ مَثَلِ
نَبَّهْتَ نَبْهَانَ بَعْدَ النَّوْم وانسكَبتْ
بك الحياة ُ على الأحياءِ من ثُعلِ
كَمْ قَدْ دَعَتْ لكَ بالإخلاص مِنْ مَرَة ٍ
فيهمْ وفَدَّاكَ بالآباءِ مِنْ رَجُلِ
إنْ حنَّ نجدُ وأهلوهُ إليكَ فقدْ
مَررْتَ فيهِ مُرُورَ العَارِض الهَطِلِ
وأيُّ أرضٍ بهِ لم تكسَ زهرتَها
وأَيُّ وَادٍ بهِ ظَمْآنُ لَمْ يَسِلِ !
ما زال للصارخِ المعلي عقيرته
غوثٌ من الغوثِ تحتَ الحادثِ الجللِ
منْ كلِّ أبيضَ يجلو منهُ سائلهُ
خداً أسيلاً بهِ خذُّ منَ الأسلِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
رقم القصيدة : 15684
-----------------------------------
ياسهمُ للبرقِ الذي استطارا
باتَ على رَغْمِ الدُّجَى نَهَارا
حتى اذا ما انجدَ الأبصارا
وبلاً جهاراً أو ندى سرارا
آضَ لنا ماءَ وكان نارا
أَرضى الثَّرَى وأَسخَطَ الغُبارا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
رقم القصيدة : 15685
-----------------------------------
قُلْ للأمير قدْ نالَ ما طلبا
وردَّ منْ سالفِ المعروفِ ما ذهبا
مَنْ نَالَ من سُؤدَدٍ زَاكٍ ومِن حَسَبٍ
ما حَسْبُ واصفه من وصفهِ حسبا
إِذَا المكَارِمُ عُقَّتْ واسْتُخِفَّ بها
أَضْحَى النَّدَى والسَّدَى أُمّاً له وأَبَا
تَرْضَى السُّيُوفُ بِهِ في الرَّوْعِ مُنْتَصِراً
ويغضبُ الدِّينُ والدُّنيا إذا غضبا
في مُصعبيِّينَ ما لاقوا مُريدَ ردى ً
لِلمُلْكِ إِلاَّ أَصَارُوا خَدَّه تَرِبَا
كأَنَّهُمْ وَقَلَنْسِي البيضِ فَوْقَهُمْ،
يَوْمَ الهِيَاج، بُدورٌ قُلْنِسَتْ شُهُبَا
فِداءُ نَعلكَ مُعطى ً حظَّ مكرمة ٍ
أَصغَى إِلى المَطْلِ حتَّى باعَ ما وَهَبَا
إِني وإِنْ كَانَ قَوْمٌ مالَهُمْ سَبَبٌ
إلا قَضاءٌ، كفاهمْ دونيَ السَّببا
وكُنْتَ أَعْلَمُ عِلْماً لاكِفَاءَ لَهُ
أَنْ لَيْسَ كُلُّ قِطارٍ يُنْبِتُ العُشُبَا
ورُبما عَدَلَتْ كَفُّ الكَريم عن الـ
ـقَوْمِ الحُضُورِ ونالَتْ مَعْشَراً غَيَبَا
لَمُضْمِرٌ غُلَّة ً تَخْبُو، فَيُضْرِمُهَا
إنِّي سبقتُ ويُعطي غيريَ القصبا
وَنادِبٌ رِفْعَة ً قَدْ كُنْتُ آمُلُها
لَدَيْكَ لا فِضَّة ً أبْكي ولاَ ذَهَبَا
أدعوكَ دعوة َ مظلومٍ وسيلتهُ
إن لم تكنْ بي رحيماً فارحمِ الأدبا
احفظ وسائلَ شعرٍ فيك ما ذهبتْ
خَواطِفُ البَرْق إلاَّ دُونَ ما ذَهَبَا
يغدونَ مُغترباتٍ في البلادِ فما
يزلنَ يؤنسنَ في الآفاقِ مُغتربا
ولا تُضعها، فما في الأرضِ أحسنُ منْ
نَظْمِ القَوَافي إِذا ماصَادَفَتْ حَسَبَا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
رقم القصيدة : 15686
-----------------------------------
لهانَ علينا أن نقولَ وتفعلا
ونَذكُرَ بعضَ الفَضْلِ عنكَ وتُفْضِلا
أَبَا جَعْفرٍ أَجْرَيْتَ في كل تَلْعَة ٍ
لنا جعفراً من فيض كفيكَ سلسلا
فكَمْ قَدْ أثرنا مِنْ نَوالِكَ مَعْدِناً
وكمْ قدْ بنينا في ظلالكَ معقلا!
رجَعْتَ المنَى خُضَراً تُثَنَّى غُصُونُها
علينا وأطلقتَ الرجاء المكبلا
ومايَلْحَظُ العَافي جَدَاكَ مؤمّلاً
سَوَى لَحْظَة حَتَّى يؤوبَ مُؤَملا
لقدْ زدتَ أوضاحي امتداداً ولم أكنْ
بهيماً ولا أرضى من الأرضِ مجهلا
ولكن أيادٍ صادفتني جسامُهَا
أغرَّ فأوفَتْ بي أغَرَّ مُحَجَّلا
إذا أحسنَ الأقوامُ أن يتطاولوا
بلا نِعمَة ٍ أحسنْتَ أن تَتَطَوَّلا
تعظمتَ عن ذاكَ التعظُّمِ منهمُ
وأوْصَاكَ نُبْلُ القَدْر ألاَّ تَنَبَّلا
تَبيتُ بَعِيداً أنْ تُوجهَ حِيلَة ً
على نشبِ السلطان أو تتأولا
إذا ما أصابوا غرة ً فتمولوا
بها راحَ بيتُ المال منك ممولا
هَزَزْتَ أمِيرَ المؤمنينَ مُحَمَّداً
فكانَ رُدينيّاً وأبيضَ مُنْصُلا
فمَا إنْ تُبَالي أنْ تُجَهزَ رَأْيَهُ
إلى ناكِثٍ أَلاَّ تُجَهزَ جَحفَلا
ترى شخصَه وسطَ الخلاقة ِ هضبة ً
وخُطْبَتَه دُونَ الخِلافَة ِ فَيْصَلا
وأنَّكَ إذْ ألبَسْتَه العِزَّ مُنْعِماً
وسربلتَهُ تلك الخلافة ِ فيصلا
لتقضي به حقَّ الرعية ِ آخراً
وتَقْضي بهِ حَقَّ الخِلافة ِ أوَّلا
فما هضبتا رضوى ولا ركنُ معنقٍ
ولا الطودُ من قدسٍ ولا أنفُ يذبلا
بأثقلَ منهُ وطأة ً حينَ يغتدي
فَيُلْقي وَرَاءَ المُلْكِ نَحْراً وكَلْكَلا
منيعُ نواحي السرِّ فيهِ، حصينُها
إذَا صَارَتِ النَّجْوَى المُذَالَة ُ محفِلا
تَرَى الحَادِثَ المُسْتَعْجِمَ الخَطْب مُعْجَماً
لديْهِ ومشكُولاً إذا كانَ مُشكلا
وجَدْنَاكَ أنْدَى مِنْ رِجَالٍ انَامِلاً
وأحسنَ في الحاجات وجهاً وأجملا
تضيءُ إذا اسودَّ الزمانُ وبعضُهم
يَرَى الموتَ أنْ يَنهَلَّ أَوْ يَتَهلَّلا
وواللهِ ما آتيكَ إلا فريضة ً
وآتي جَميعَ النَّاس إلاَّ تَنَفُّلا
وليسَ امرؤ في الناس كنت سلاحَهُ
عشية َ يلقى الحادثاتِ بأعزَلا
يَرَى دِرْعَهُ حَصْدَاءَ والسَّيْفَ قاضِياً
وزُجَّيْهِ مسْمُومَيْن والسّوْطَ مِغْوَلا
سأقطعُ أمطاءَ المطايا برحلة ٍ
إلى البلدِ الغربيِّ هجراً ومُوصلا
إلى الرحِم الدنيا التي قدْ أجفها
عُقُوقِي عَسَى أَسْبَابُها أن تَبَلَّلا!
قبيلٌ وأهلٌ لمْ ألاقِ مشوقهُمْ
لوشْكِ النَّوَى إلاَّ فُوَاقاً كلا وَلا
كأنَّهم كانُوا لخفة ِ وقفتي
مَعَارِفَ لي أو مَنْزلاً كانَ مَنْزلا
ولَوْ شِيتُ لَمَّا التَاثَ بِري عليهمِ
ولم يكُ إجمالاً لكانَ تجمُّلا
فلمْ أجدِ الأخلاقَ إلاَّ تَخَلُّفاً
ولم أجدش الأفضالَ إلاَّ تَفَضُّلا
وأصرفُ وجهي عن بلادٍ غدا بها
لساني مشكولاً وقلبيَ مُقفلا
وجَدَّ بها قَومٌ سِوَايَ، فصَادفُوا
بها الصنعَ أعشى والزمانَ مُغفلا
كلابٌ أغارَتْ في فَريسِة ضَيْغَمٍ
طروقاً وهامٌ أطعمتْ صيدَ أجدلا
وإنَّ صريحَ الرأي والحزم لامرئٍ
إذا بَلَغَتْهُ الشَّمسُ أنْ يَتَحوَّلا
وإلاَّ تَكُنْ تِلْكَ الأمَانيُّ غَضَّة ً
ترفُّ فحسبي أنْ تصادفَ ذبَّلا
فَلْيسَ الذي قَاسَى المَطَالِبَ غُدْوَة ً
هبيداً كمنْ قاسى المطالبَ حنظلا
لئن هممي أوجدنني في تقلبي
مآلاً، لقد أفقدنني منكَ موئلا
وإنْ رُمْتُ أَمْراً مُدْبِرَ الوَجْهِ إنَّني
سأتْركُ حَظّاً في فِنائِكَ مُقْبِلا
وإنْ كنتُ أخطو ساحة َ المَحْل إنَّني
لأتركُ رَوْضاً مِنْ جدَاكَ وجَدْولا
كذلكَ لا يُلْقِي المُسَافِرُ رَحْلَه
إلى منقلِ حتى يُخلفّ منقلا
ولا صاحبُ التطوافِ يعمرُ منهلاً
وربعاً إذا لم يخلِ ربعاً ومنهلا
ومنْ ذا يداني أو ينائي وهلْ فتى
يحلُّ عرى الترحالِ أو يترحلا!
فمرني بأمرٍ أحوذيٍّ فإنني
رَأَيْتُ العِدَا أثْروا وأصبحتُ مُرْمِلا
فَسِيَّانِ عِنْدي صَادفَوُا لي مَطْمَعاً
أُعَابُ بهِ أو صَادَفُوا لي مَقْتلا
ووالله لا أنفكُّ أهدي شوارداً
إليكَ يحملنَ الثناءَ المنخلا
تَخَالُ بهِ بُرْداً عليكَ مُحَبَّراً
وتَحْسَبُهُ عِقْداً عليكَ مُفَصَّلا
ألذَّ منَ السلوى وأطيبَ نفحة ً
من المسكِ مفتوقاً وأيسرَ محملا
أخفَّ على قلبٍ وأثقلَ قيمة ً
وأقْصَرَ في سَمْع الجَليسِ وأطْوَلا
ويُزْهَى له قَوْمٌ ولَمْ يُمْدَحوا بهِ
إذَا مَثَلَ الرَّاوي بهِ أوْ تَمثَّلا
على أن إفراطَ الحياءِ استمالني
إليك ولمَ أعدِلْ بعرْضَيَ مَعْدِلا
فثَّقلتُ بالتخفيفِ عنكَ وبعضهمْ
يُخفِّفُ في الحاجاتِ حتى يُثقِّلا![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
رقم القصيدة : 15687
-----------------------------------
إني نظرتُ ولا صوابَ لعاقلٍ
فيما يهمُّ بهِ اذا لم ينظرِ
فإذا كتابُكَ قَدْ تُخِيرَ لَفْظُهُ
و اذا كتابي ليس بالمتخيّرِ
و اذا رسومٌ في كتابك لم تدعْ
شكّاً لِنَظَّارٍ ولا مُتَفَكرِ
شَكْلٌ ونَقْطٌ لا يُخِيلُ كأَنَّهُ الـ
ـخِيلانُ لاحَتْ بينَ تلكَ الأَسطُرِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
رقم القصيدة : 15688
-----------------------------------
قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
واسْتَحْقَبَتْ جدَّة ً مِن رَبْعِها الحِقَبُ
ألو بصبركَ إخلاقُ اللوى وهفا
بِلُبكَ الشَّوقُ لَمَّا أَقْفرَ اللَّبَبُ
خفّتْ دموعكَ في إثرِ الحبيبِ لدنْ
خفّتْ من الكثبش القضبانُ والكثبُ
منْ كلِّ ممكورة ٍ دابَ النعيمُ لها
أطَاعَها الحُسْنُ وانحَطَّ الشَّبَابُ على
فؤادها وجرتْ في روحها النسبُ
لم أنسها وروفُ البينِ تظلمها
ولامُعَوَّلَ إِلاَّ الوَاكِفُ السَّرِبُ
أَدنَتْ نِقاباً على الخدَّيْنِ وانَتَسَبَتْ
لِلْنَّاظِرينَ بقَدٍّ لَيْسَ يَنْتَسِبُ
ولو تبسمُ عجنا الطرفَ في بردٍ
وفي أَقاحٍ سَقَتْها الخَمْرُ والضَّرَبُ
مِنْ شِكْلِهِ الدُّرُّ في رَصْفِ النظام ومِنْ
صفاتهِ الفتنتانِ: الظلمُ والشنبُ
كانتْ لنا ملعباً نلهو بزخرفهِ
وقد ينفّسُ عن جدِّ الفتى اللعبُ
وعاذلٍ هاجَ لي باللومِ مأربة ً
باتتْ عليها همومُ النّفسِ تصطخِبُ
لمّا أطالَ ارتجالَ العذلِ قلتُ لهُ:
الحَزْمُ يُثْني خُطُوبَ الدَّهْرِ لا الخُطَبُ
لَمْ يَجْتَمِعْ قَطُّ في مِصْرٍ ولاطَرَفٍ
مُحَمَّدُ بنُ أَبي مَرْوَانَ والنُّوَبُ
لي من أبي جعفرٍ آخية ٌ سببٌ
إِنْ تَبْقَ يُطْلَبْ إِلى مَعْرُوفيَ السَّبَبُ
صحّتْ، فما تمارى من تأملها
مِنْ نَحْوِ نائِله في أَنَّها نَسَبُ
أَمَّتْ نَدَاهُ، بِيَ العِيسُ التي شَهدَتْ
لها السُّرَى والفَيافِي أَنَّها نُجُبُ
هَمٌّ سَرَى ثُمَّ أَضحَى هِمَّة ً أمَماً
أضحتْ رجاءً وأمستْ وهي لي نشبُ
أَعْطَى ونُطْفَة ُ وَجْهي في قَرَارتها
تصونها الوجناتُ الغضة ُ القشبُ
لَنْ يَكْرُمَ الظَّفَرُ المُعْطَى وإِنْ أُخِذَتْ
بِهِ الرَّغَائِبُ حتَّى يَكْرُمَ الطَّلَبُ
إِذَا تَبَاعَدَتِ الدُّنيا فَمطلَبُها
إذا توردتهُ من شعبهِ كثبُ
ردءُ الخلافة ِ في الجلّى إذا نزلتْ
وقَيمُ المُلْكِ لا الواني ولا النَّصِبُ
جَفْنٌ يعافُ لَذيذَ النَّوْم ناظِرُهُ
شحاً عليها وقلبٌ حولها يحبُ
طليعة ٌ رأيهُ من دونِ بيضتها
كما انتَمَى رَابِئٌ في الغَزْو مُنْتَصِبُ
حتَّى إِذَا مَا انَتَضَى التَّدْبيرَ ثابَ لَهُ
جَيْشٌ يُصَارِعُ عَنْهُ ما لَهُ لَجَبُ
شعارها اسمكَ إنْ عدّتْ محاسنها
إذ اسمُ حاسدكَ الأدنى لها لقبُ
وَزيرُ حَقٍّ ووَالي شُرْطَة ٍ ورحَا
دِيوان ملْكٍ وشِيعِيٌّ ومُحْتَسِبُ
كالأرحبيِّ المذكي سيره المرطى
والوخدُ والملعُ والتقريبُ والخببُ
عودٌ تساجلهُ أيامهُ فبها
من مسهِ وبهِ من مسها جلبُ
ثبتُ الجنانِ إذا اصطكتْ بمظلمة ٍ
في رحلهِ ألسنُ الأقوامِ والركبُ
لا المنطقُ اللغوُ يزكو في مقاومهِ
يوماً ولا حجة ُ الملهوفِ تستلبُ
كأنما هوَ في نادي قبيلتهِ
لا القلبُ يهفو ولا الأحشاءُ تضطربُ
وتَحْتَ ذَاكَ قَضَاءٌ حَزُّ شَفْرَتِهِ
كما يَعَضُّ بأَعْلَى الغَارِبِ القَتَبُ
لاَ سَوْرَة ٌ تُتَّقَى مِنْهُ ولابَلَهٌ
ولا يَحِيفُ رِضاً مِنْهُ ولاغَضَبُ
ألقى إليكَ عرى الأمرِ الإمامُ، فقدْ
شدَّ العناجُ من السلطانِ والكربُ
يَعْشُو إِليكَ وضَوْءُ الراي قائِدُهُ
خَلِيفَة ٌ إِنما آرَاؤُهُ شُهُبُ
إنْ تمتنعْ منهُ في الأوقات رؤيتهُ
فكُلُّ ليْثٍ هَصورٍ غِيلُهُ أَشِبُ
أوْ تلقَ من دونهِ حجبٌ مكرّمة ٌ
يوماً فقدْ ألقيتْ من دونكَ الحجبُ
والصبحُ تخلفُ نورَ الشمس غرتهُ
وقرنها من وراءِ الأفقِ محتجبُ
أَما القَوافي فقَدْ حَصَّنْتَ عُذْرتها
فما يُصَابُ دَمٌ مِنها ولا سَلَبُ
مَنَعْتَ إِلاَّ من الأكْفَاءِ نَاكِحَها
وكانَ منكَ عليها العطفُ والحدبُ
وَلَوْ عَضَلْتَ عن الأكْفَاءِ أَيَّمَها
وَلَم يَكُنْ لَكَ في أَطْهَارِهَا أَرَبُ
كانتْ بناتِ نصيبٍ حينَ ضنَّ بها
عَنِ المَوالِي، ولَمْ تَحْفِلْ بها العَرَبُ
أَمَّا وحَوْضُكَ مَمْلُوءٌ، فَلا سُقِيتْ
خَوامِسي إِنْ كَفَى أَرْسَالَها الغَرَبُ
لوْ أنَّ دجلة َ لم تحوجْ وصاحبها
أَرضَ العِرَاقَيْنِ لم تُحْفَرْ بها القُلُبُ
لم ينتَدِبْ عُمَرٌ للإِبْلِ يَجْعَلُ مِنْ
هذا اللُّجَين فدَارَتْ فيهُم العُلَبُ
إِنَّ الأَسِنَّة ِ والمَاذِيَّ مُذْ كَثُرا
فلا الصّياصي لها قدرٌ ولا اليلبُ
لا نجمَ من معشرٍ إلاّ وهمتهُ
عليكَ دائِرة ٌ يا أَيُّها القُطُبُ
وما ضميريَ في ذكراكَ مشتركٌ
ولا طريقي إلى جدواكَ منشعبُ
لي حرمة ٌ بكَ لولا ما رعيتَ وما
أوجبت من حفظها ما خلتها تجبُ
بَلَى لَقَدْ سَلَفَتْ في جَاهِليَّتِهمْ
للحقِّ ليسَ كحقي نصرة عجبُ
أَنْ تَعلَقَ الدلْوُ بالدَّلْوِ الغَرِيبَة ِ أَوْ
يُلابِسَ الطُّنُبَ المُسْتَحصِدَ الطُّنُبُ
إِنَّ الخَلِيفَة َ قَدْ عَزَّتْ بِدَوْلَتِهِ
دعائمُ الدين، فليعززْ بكَ الأدبُ
مالي أرى جلباً فعماً ولستُ أرى
سَوْقَاً ومَا لي أَرَى سَوْقاً ولاجَلَبُ !
أرضٌ بها عشبٌ جرفٌ وليسَ بها
مَاءٌ وأُخْرَى بها ماءٌ ولا عُشُبُ
خُذها مُغَربَة ً في الأرْضِ آنِسَة ً
بِكُل فَهْمٍ غَرِيبٍ حِينَ تَغْتَربُ
منْ كلِّ قافية ٍ فيها إذا اجتنيت
منْ كلٍّ مايَجْتَنيهِ المُدْنَفُ الوَصِبُ
الجِدُّ والهَزْلُ في تَوْشيعِ لُحْمَتها
والنبلُ والسخفُ والأشجانُ والطربُ
لايُستَقى مِن جَفيرِ الكُتْبِ رَوْنَقُها
ولم تَزلْ تَسْتَقِي مِن بَحْرِها الكُتبُ
حسيبة ٌ في صميمِ المدحِ منصبها
إذْ أكثرُ الشعرِ ملقى ً ما لهُ حسبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
رقم القصيدة : 15689
-----------------------------------
متى أنتَ عنْ ذُهلية ِ الحيّ ذاهلُ
وَقَلْبُكَ مِنها مُدَّة َ الدَّهْرِ آهِلُ!
تُطِلُّ الطُّلُولُ الدَّمْعَ في كُل مَوْقِفٍ
وتمثُلُ بالصبرِ الدِّيارُ المواثِلُ
دوارسُ لمْ يجفُ الربيعُ ربوعَها
ولامَرَّ في أغفَالِها وهْوَ غَافِلُ
فَقَدْ سَحبَتْ فيها السَّحائِبُ ذَيلْهَا
وقَدْ أُخمِلَتْ بالنَّوْر فيها الْخَمَائِلُ
تعفينَ منْ زادِ العُفاة ِ إذا انتحى
على الحيِّ صرفُ الأزمة ِ المتماحلُ
لهمْ سلفٌ سمرُ العوالي وسامرٌ
وفيهم جمالٌ لا يغيضُ وجاملُ
لياليَ أضللتَ العزاءَ وجوَّلَتْ
بعَقْلِكَ آرَامُ الْخُدُور العَقَائِلُ
منَ الهيفِ لو أنَّ الخلاخلَ صيِّرتْ
لهَا وُشُماً جَالَتْ عليا الخَلاخِلُ
مها الوحشيِ إلا أن هاتا أوانسٌ
قَنَا الخط إلاَّ أَنَّ تِلْكَ ذَوَابلُ
هوى كان خلساً إنَّ منْ أحسنِ الهوى
هوى جُلتَ في أفنائهِ، وهو خاملُ
أَبَا جَعْفَرٍ إنَّ الجَهالَة َ أُمُّها
وَلُودٌ وأُمُّ العِلْمِ جَدَّاءُ حائِلُ
أَرَى الحَشوَ والدَّهْمَاءَ أضحَوْا كأَنَّهمْ
شُعُوبٌ تَلاقَتْ دُونَنَا وقَبَائِلُ
غَدَوْا وكأنَّ الجَهْلَ يَجْمَعُهُمْ بهِ
أبٌ وذوو الآدابِ فيهمْ نواقِلُ
فكنْ هضبة ً نأوي إليها وحرة ً
يُعَردُ عَنْها الأعوَجِيُّ المَناقِلُ
فإِنَّ الفَتَى في كُل ضَرْبٍ مُنَاسِبُ
مَنَاسِبَ رُوحانِيّة ً مَنْ يُشَاكِلُ
ولمْ تنظمِ العقدَ الكعابُ لزينة ٍ
كما تنظمُ الشملَ الشتيتَ الشمائلُ
وأنتَ شهابٌ في الملماتِ ثاقبٌ
وسَيْفٌ إذا ما هزَّكَ الْحَقُّ قَاصِلُ
مِن البيضِ لَمْ تَنضُ الأَكُفُّ كنَصْلِهِ
ولا حملَتْ مثلاً إليهِ الحمائلُ
مُؤَرثُ نارٍ والإمَامُ يَشُبُّها
وقائل فصلٍ والخليفة ُ فاعلُ
وإنَّكَ إنْ صَدَّ الزَّمانُ بوَجْهِهَ
لطلقٌ ومن دون الخليفة ِ بباسلُ
لَئِن نقِمُوا حُوشِيَّة ً فيكَ دُونَها
لقَدْ عَلِمُوا عَنْ أَي عِلقٍ تُنَاضِلُ
هي الشيءُ، مولى المرءِ قرنٌ مباينٌ
له وابنه فيها عدُوٌّ مُقاتل
إذا فضلت عن رأي غيركَ أصبحت
ورأيُكَ عَنْ جِهَاتِها الست فاضِلُ
وخطْبٍ جليلٍ دُونَها قد شَغَلْتَهُ
وفي دُونِهِ شُغْلٌ لِغيركَ شَاغِلُ
رَدَدْتَ السَّنَا في شَمْسِهِ بَعْدَ كُلفَة ٍ
كأنَّ انتصَافَ اليَوْمِ فيها أَصائِلُ
تَرَى كُلَّ نَقْصٍ تَارِكَ العِرْضِ والتُّقَى
كمالاً إذا الملكُ اعتدى وهو كاملُ
جمعتَ عرى أعمالها بعدَ فُرقة ٍ
إليكَ كما ضمَّ الأنابيبَ عامِلُ
فأضحتْ وقدْ ضُمَّتْ إليكَ ولمْ تزلْ
تُضَمُّ إلى الْجَيْشِ الكَثِيفِ القَنَابِلُ
وما برحَتْ صوراً إليكَ نوازِعاً
أَعِنَّتُها مُذْ رَاسَلْتكَ الرَّسَائِلُ
لك القَلمُ الأعْلَى الذي بِشَبَاتِه
تُصَابُ مِنَ الأمْر الكُلَى والمَفَاصَلُ
لَهُ الخَلَواتُ اللاّءِ لولا نجيُّها
لما احتفَلَتْ للمُلْكِ تلك المحافِلُ
لُعابُ الأَفاعي القَاتِلاتِ لُعابُهُ
وأرْيُ الجْنَى َ اشتَارَتْهُ أَيْدٍ عواسِلُ
لهُ ريقَة ٌ طَلٌّ ولكنَّ وقْعَها
بآثارِه في الشَّرْقِ والغَرْبِ وَابِلُ
فصِيحٌ إذَا استْنطَقْتَهُ وَهْوَ رَاكِبٌ
وأعْجَمُ إِنْ خَاطَبْتَهُ وهْوَ راجلُ
إذا ما امتطى الخمسَ اللطافَ وأفرغتْ
عليهِ شِعابُ الفِكْرِ وهْيَ حوافِلُ
أَطاعَتْهُ أطرافُ القَنَا وتَقَوَّضَتْ
لنجواه تقويضَ الخيامِ الجحافِلُ
إذَا استَغْزَرَ الذّهْنَ الذَّكِيَّ وأقبلتْ
أعاليهِ في القِرطَاسِ وهْيَ أسافِلُ
وقدْ رَفَدَتْه الْخَنْصران وشددَّتْ
ثَلاثَ نَواحيهِ الثَّلاثِ الأَنَامِلُ
رأيتَ جليلاً شأنُهُ وهو مُرهفٌ
ضنى ً وسميناً خطبهُ وهو ناحلُ
أرى ابن أبي مروانَ أما عطاؤهُ
فَطَامٍ وأمَّا حُكْمُه فَهْوَ عَادِلُ
هو المرءُ لا الشورى استبدت برأيهِ
ولا قبضتْ من راحتيه العواذلُ
مُعرَّسُ حَقٍّ مالُهُ ولَرُبَّما
تحيَّفَ منه الخطبُ والخطبُ باطلُ
لَقَاحٌ، فَلمْ تَخْدِجْهُ بالضّيْم مِنَّة
ولانَالَ أنْفاً مِنْهُ بالذُّل نَائِلُ
ترى حَبْلَهُ غرْثَانَ مِنْ كل غَدْرة ٍ
إِذَا نُصِبَتْ تَحْتَ الحِبَال الْحَبَائِلُ
فَتًى لا يرى أَنَّ الفَرِيصَة َ مقتَلٌ
ولكنْ يرى أن العيوبَا لمقاتلُ
ولا غمرٌ قد رقصَ الخفضُ قلبه
ولاطَارِفٌ في نِعْمَة ِ اللَّهِ جَاهِلُ
أَبا جَعْفَرٍ إِنَّ الْخليفة َ إِنْ يَكُنْ
لِوُرَّادِنا بحْراً فإِنَّكَ ساحِلُ
وما راغبٌ أسرى إليكَ براغبٍ
ولاسَائلٌ أَمَّ الْخَليفَة َ سَائِلُ
تقطَّعتِ الأسْبَابُ إِنْ لَمْ تُغِرْ لَها
قوى ويصلها من يمينك واصلُ
سَوَى مطْلبَ يُنْضِي الرَّجَاءَ بطُولِه
وتخلقُ إخلاقَ الجفون الوسائلُ
وقدْ تأْلَفُ العيْنُ الدُّجَى وهْوَ قَيْدُها
ويُرْجى شِفاءُ السَّم السُّمَّ قَاتلُ
ولي همة ٌ تمضي العصورُ وإنها
كعهدِك من أيامِ وعدِك حاملُ
سنونَ قطعناهنَّ حتى كأنما
قَطَعْنَا لِقُرْب العَهْدِ مِنْها مراحِلُ
وإِنَّ جَزيلاتِ الصَّنَائِعِ لامْرِئٍ
إذا ما الليالي ناكرتهُ معاقلُ
وإن المعالي يوم بناءها
وشيكاً كما قدْ تسترمُّ المنازلُ
ولو حاردتْ شولٌ عذرتُ لقاحها
ولكن حُرمتُ الدرَّ والضرعُ حافلُ
منحتكها تشفي الجوى ، وهو لاعجٌ
وتبْعَثُ أشجان الفَتَى ، وهْوَ ذَاهِلُ
تَرُدُّ قَوَافيها إذَا هِيَ أُرسلَتْ
هوامِلَ مَجْدِ القَوْمِ وهْيَ هَوَامِلُ
فكَيْفَ إذَا حَلَّيْتَها بحُلِيها
تَكُونُ وهذا حُسْنُها وَهْيَ عَاطِلُ
أكابرَنا عطفاً علينا فإننا
بنا ظَمَأٌ مُرْدٍ وأنتُمْ مَنَاهِلُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
رقم القصيدة : 15691
-----------------------------------
آلتْ أُمُورُ الشرْكِ شَرَّ مآلِ
وأَقَرَّ بَعْدَ تَخَمُّطٍ وصِيَالِ
غضب الخليفة ُ للخلافة ِ غضبة ً
رَخُصَتْ لها المُهجَاتُ وهْيَ غَوالي
لمّا انتضى جهلَ السيوفِ لبابكٍ
أغمدْنَ عَنْهُ جُهَالَة َ الجُهَّالِ
فلأذربيجانَ اختيالٌ بعدما
كانَتْ مُعَرَّسَ عَبْرَة ٍ وَنَكَالِ
سَمُجَتْ ونَبَّهَنا على اسْتِسْمَاجِها
مَا حَوْلَها مِنْ نَضْرَة ٍ وجَمالِ
وكَذَاكَ لم تُفْرِطْ كآبَة ُ عَاطِلٍ
حتى يجاورها الزمان بحالي
أطلَقْتَها مِنْ كَيْدِهِ وكأنَّما
كانت به معقولة ً بعقالِ
خُرُقٌ مِن الأيَّامِ مَدَّ بضَبْعِه
صعداً وأعطاهُ بغير سؤالِ
خافَ العَزيزُ بهِ الذَّلِيلَ وغُودِرَتْ
نبعاتُ نجدٍ سجداً للضالِ
قدْ أترعتْ منه الجوانحُ رهبة ً
بَطَلَتْ لدَيْها سَوْرَة ُ الأبطَالِ
لو لمْ يزاحفهم لزاحفهمْ لهُ
ما في صدورهمُ من الأوجالِ
بَحْرٌ مِنَ المكْرُوهِ عَبَّ عُبَابُه
ولقدْ بدا وشلاً من الأوشالِ
جفَّتْ به النعمُ النواعمُ وانثنتْ
سرجُ الهدى فيهِ بغير ذُبالِ
وأباحَ نصل السيفِ كلَّ مرشَّحٍ
لم يحمرِرْ دمُهُ منَ الأطفالِ
ما حلَّ في الدنيا فواقَ بكية ٍ
حتَّى دَعَاهُ السَّيْفُ بالتَّرْحَالِ
رُعْباً أَراهُ أَنَّه لَمْ يَقْتُلِ الآ
سَادَ مَنْ أبقَى على الأشبالِ
لو عاينَ الدجَّالُ بعض فعالهِ
لانهَلَّ دَمْعُ الأَعْوَرِ الدجَّالِ
أعطى أمير المؤمنين سيوفهُ
فيه الرضا وحكومة المقتالِ
مستيقناً أن سوف يمحو قتلُه
ماكانَ مِنْ سَهْوٍ ومنْ إغفَالِ
مِثلُ الصَّلاة ِ إذا أُقيمَتْ أَصلَحت
ماقَبْلَها مِنْ سَائرِ الأعمَالِ
فرماهُ بالأفشين بالنجم الذي
صدَعَ الدُّجَى صَدْعَ الردَاءِ البَالي
لاقاهُ بالكاوي العنيف بدائه
لمَّا رَآهُ لَمْ يُفِقْ بالطَّالي
يا يومَ أرشقَ كنتُ رشقَ منية ٍ
للخرمية ِ صائبِ الآجالِ
أَسْرى بنُو الإسلامِ فيه وأَدْلَجُوا
بقلوبِ أُسدٍ في صدورِ رجالِ
قَدْ شَمَّروا عَن سُوقِهِمْ في سَاعة ٍ
أمرَتْ إزارَ الحربِ بالإسبالِ
وكذَاكَ ما تَنْجَرُّ أذَيالُ الوَغَى
إلاَّ غَدَاة َ تَشَمُّرِ الأذَيالِ
لَمَّا رآهُمْ بَابَكٌ دُونَ المُنَى
هجرَ الغواية بعدَ طول وصالِ
تخذَ الفرارَ أخاً وأيقن أنهُ
صِريُّ عَزْمٍ مِنْ أَبي سَمَّالِ
قدْ كان حزنُ الخطبِ في أحزانِه
فَدَعَاهُ دَاعي الْحَيْنِ للإسهَالِ
لبستْ لهُ خدعُ الحروبِ زخارفاً
فرقنَ بين الهضبِ والأوعالِ
وَوَرَدْنَ مُوقَاناً عليهِ شَوَازِباً
شُعْثاً بشُعْبٍ كالقَطَا الأرسَالِ
يَحْمِلْنَ كُلَّ مُدَجَّجٍ سُمْرُ القَنَا
بإهابهِ أولى من السربالِ
خَلَطَ الشَّجاعَة بالْحَيَاءِ فأصبحَا
كالْحُسْنِ شِيبَ لِمُغْرَمٍ بدَلالِ
فَنَجَا ولَوْ يَثْقَفْنَهُ لَتَرَكْنَه
بالقَاعِ غيْرَ مُوَصَّلِ الأوصَالِ
وانصَاع عَنْ مُوقَانَ وَهْيَ لِجُندِه
وَلَهُ أَبٌ بَرٌّ وأُمٌّ عِيَالِ
كم أرضعته الرسلَ لو أنَّ القنا
تَرَكَ الرضَاعَ لَهُ بغَيْر فِصَالِ!
هيْهَات رُوعَ رُوعُهُ بفَوارِسٍ
في الحرْبِ لا كُشُفٍ ولا أَمَيالِ
جعَلُوا القَنَا الدَّرجَاتِ للكَذجَاتِ ذا
تِ الغِيلِ والحَرَجاتِ والأدحَالِ
فَأُولاَكَ هُمْ قَدْ أصبَحُوا وشُرُوبُهُمْ
يتنادمُون كؤوسَ سوءِ الحالِ
ماطَالَ بَغيٌ قَطُّ إلاَّ غادَرَتْ
غلواؤه الأعمار غيرَ طوالِ
وبهَضْبَتَيْ أَبرَشْتَويمَ ودَرْوَذٍ
لقحتْ لقاحَ النصرِ بعد حيالِ
يومٌ أضاءَ به الزمانُ وفتحتْ
فيه الأسنة ُ زهرة َ الآمالِ
لَوْلا الظَّلامُ وقُلَّة ٌ عَلِقُوا بها
باتت رقابهم بغير قلالِ
فَلْيَشكُروا جُنْحَ الظَّلامِ وَدَرْوَذاً
فهمُ لدروذ الظلامِ موالي
وسروا بقارعة البياتِ فزحزحوا
بقراعِ لا صلفٍ ولا مختالِ
مهرَ البياتَ الصبرَ في متعطفٍ
الصَّبْرُ وَالٍ فيهِ فَوْقَ الوَالي
ماكانَ ذَاكَ الهَوْلُ أَجْمَعُ عِنْدَه
مَعَ عَزْمهِ إلاَّ طُرُوقَ خَيَالِ
وَعَشِيَّة ُ التَّل الّذي نَعَشَ الهُدَى
أصلٌ لها فخمٌ من الآصالِ
نَزَلَتْ مَلائِكَة ُ السَّماءِ عليْهمُ
لمَّا تَدَاعى المسلمونَ نَزَالِ
لم يُكْسَ شَخْصٌ فَيْئَهُ حتَّى رَمى
وَقْتُ الزَّوال نَعِيمَهمْ بزَوَالِ
بَرزَتْ بهمْ هَفَواتُ عِلْجهمُ وقَدْ
يردي الجمالَ تعسفُ الجمالِ
فكأنَّما احتالتْ عليه نفسه
إِذْ لم تَنَلْهُ حيلَة ُ المُحْتَالِ
فالبذُّ أغبرُ دارسُ الأطلالِ
لِيَدِ الرَّدَى أُكُلٌ مِنَ الآكالِ
ألوتْ به، يومَ الخميس، كتائبٌ
أرسَلْنَه مَثَلاً مِنَ الأمثَالِ
مَحْوٌ مِنَ البيض الرقاق أَصابَهُ
فعفاهُ لا محوٌ من الأحوالِ
ريحانِ من صبرٍ ونصرٍ أبليا
ربعيهِ لا ريحا صباً وشمالِ
لفحتْ سمومُ المشرفية ِ وسطهُ
وهجاً وكنَّ سوابغَ الأظلالِ
كَمْ صَارمٍ غَصْبٍ أنافَ على فَتًى
مِنهمْ لأعْبَاءِ الوَغَى حَمَّالِ
سَبقَ المَشيبَ إليْهِ حتَّى ابتزَّهُ
وطنُ النهى من مفرقٍ وقذالِ
قد ماتَ صبراً ميتة َ الرئبالِ
أبنا بكلِّ خريدة ٍ قد أنجزَتْ
فيها عداتُ الدَّهرِ بعدَ مطالِ
خاضت محاسِنها مخاوفُ غادرتْ
ماءَ الصبا والحسنِ غير زلالِ
أُعْجلْنَ عَنْ شَد الإزَارِ ورُبَّما
عُودْنَ أَنْ يَمْشِينَ غيرَ عِجَالِ
مسترْ دفاتٍ فوقَ جُردٍ أوقرتْ
أكْفَالُهَا مِنْ رُجَّحِ الأَكَفَالِ
بُدَّلْنَ طُولَ إَذَالَة ٍ بَصِيَانَة ٍ
وكسورَ خيمٍ من كسورِ خجالِ
وَنَجَا ابنُ خائِنَة ِ البُعُولَة ِ لَوْ نَجا
بمُهَفْهَفٍ الكَشْحَيْن والآطَالِ
خلَّى الأحبة َ سالماً لا ناسياً
عُذْرُ النَّسي خِلافُ عُذْر السَّالي
هَتَكتْ عَجَاجَتَه القَنا عَنْ وَامِقٍ
أهدَى الطعَانُ له خَليقَه قَالِ
إنَّ الرماحَ إذا غرسنَ بمشهدٍ
فجنى العوالي في ذراهُ معالِ
لمَّا قضى رمضانُ منهُ قضاءهُ
شالتْ بهِ الأيامُ في شوالِ
مازالَ مغلولَ العزيمة ِ سادراً
حتى غدا في القيدِ والأغلالِ
مستسبلاً للبأسِ طوقاً من ذمٍ
لمّا اسْتَبانَ فَظَاظَة َ الخَلْخَالِ
ما نيلَ حتى طارَ من خوفِ الردى
كُلَّ المَطارِ وجالَ كُلَّ مَجَالِ
والنحرُ أصلحُ للشرودِ، وما شفى
منه كنحرٍ بعدَ طولِ كلالِ
لاقَى الحِمَامَ بِسُرَّ من رَاءَ التي
قطعتْ به أسبابُه لمَّا رمى
من عافَ متن الأسمرِ العسَّالِ
لا كعبَ أسفلُ موضعاً من كعبه
مع أنَّهُ عنْ كلِّ كعبٍ عالِ
سامٍ كأنَّ العزَّ يجذبُ ضبعَهُ
وسموُّهُ منْ ذلة ٍ وسفالِ
مُتفرغٌ أَبداً وليسَ بفارغٍ
مَنْ لاسَبيلَ لَهُ إلى الأشغالِ
فاسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ
أَبدَلْتَها الإمرَاعَ بالإمحَالِ
أَمسَى بِكَ الإسلاَمُ بَدْراً بَعْدَ مَا
محقتْ بشاشته محاقَ هلالِ
أَكملْتَ مِنْه بَعْدَ نَقصٍ كلَّ ما
نقصتهُ أيدي الكفر بعدَ كمالِ
ألبستهُ أيامَكَ الغرَّ التي
أيامُ غيركَ عندهُنَّ ليالي
وعَزَائماً في الرَّوْعِ مُعتَصِميَّة ً
ميمونة َ الإدبارِ والإقبالِ
فتعمقُ الوزراءِ يطفوا فوقها
طفو القذى وتعقبُ العُذَّالِ
والسَّيْفُ مالَمْ يُلفَ فيهِ صَيْقَلٌ
من طبعهِ لم ينتفعْ بصقالِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
رقم القصيدة : 15692
-----------------------------------
إنَّ بكاءً في الدارِ منْ أربهْ
فشايعا مغرماً على طربهْ
ما سجسجُ الشوقِ مثلَ جاحمهِ
ولاصَرِيحُ الهَوَى كَمُؤْتَشِبِهْ
جيدت بذاني الأكنافِ ساحتها
نَائِي المَدَى واكِفِ الجَدَى سَرِبِهْ
مُزْنٌ إِذَا مَا استَطَارَ بَارقُهُ
أعطى البلادَ الأمانَ منْ كذبهْ
يرجعُ حرّى التلاعِ مترعة ً
رِيّاً وَيثْني الزَّمانَ عن نُوَبِهْ
مَتَى يَضِفْ بَلْدَة ً فقَدْ قُرِيَتْ
بِمُسْتَهِل الشُّؤْبُوبِ مُنْسَكِبِهْ
لا تسلبُ الأرضُ بعدَ فرقتهِ
عَهْدَ مَتَابِيعِه ولا سُلُبِهْ
مُزَمْجَرُ المِنْكبيْنِ صَهْصَلِقٌ
يُطْرِقُ أَزْلُ الزَّمانِ مِن صَخَبِهْ
عاذتْ صدوعُ الفلا به ولقدْ
صَحَّ أَديمُ الفَضَاءِ مِن جُلَبِهْ
قدْ سلبتهُ الجنوبُ والدينُ والدنْ
يا وصافي الحياة ِ في سلبهْ
وَحَرَّشَتْهُ الدَّبُورُ واجْتَنبتْ
ريحُ القَبُولِ الهُبوبَ مِن رَهَبِهْ
وغادرتْ وجههُ الشمالُ فقلْ
لا في نزور الندى ولا حقبهْ
دَعْ عَنْكَ دَعْ ذَا إِذَا انتقَلْتَ إلى
المَدْحِ وَشُبْ سَهْلَة ُ بمُقْتَضَبِهْ
إِنّي لذو ميسَمٍ يَلوحُ على
صعودِ هذا الكلام أو صببهْ
لَسْتُ مِنَ العِيسِ أَو أُكَلفَهَا
وَخدْاً يُدَاوِي المرِيضَ مِن وَصَبِهْ
إلى المصفى مجداً أبي الحسنِ
انْصَعْنَ انصِيَاعَ الكُدْرِي في قَرَبِهْ
ترمي بأشباحنا إلى ملكٍ
نَأْخُذُ مِن مَالِهِ ومن أَدَبِهْ
نجمُ بني صالحٍ وهمْ أنجمُ العلا
لَم مِن عُجْمِهِ ومِنْ عَرَبِهْ
رهطُ الرسولِ الذي تقطعُ أس
بابُ البرايا غداً سوى سببهْ
مهذبٌ قدّتِ النبوة ُ والإس
ـلامُ قدَّ الشراكِ مِن نَسَبِهْ
لَهُ جَلاَلٌ إِذَا تسَرْبَلَهُ
أكسَبَهُ البأْوَ غَيْرَ مُكْتَسِبِهْ
والحظُّ يعطاهُ غيرُ طالبهِ
ويُحْرِزُ الدَّرَّ غيْرُ مُحْتَلِبهْ
كمْ أعطبتْ راحتاهُ من نشبٍ
سَلاَمَة ُ المُعْتَفِينَ في عَطَبِهْ
أَيُّ مُدَاوٍ للمَحْلِ نائِلُهُ
وهانىء ٍ للزمانِ من جربهْ!
مشمرٌ ما يكلُّ في طلبِ ال
ـعَلْيَاءِ والحَاسِدُونَ في طَلَبهْ
أعلاهمُ دونه وأسبقهمْ
إلى العُلَى وَاطِىء على عَقِبهْ
يُرِيْحُ قَوْمٌ والجُودُ والحَقُّ والـ
حاجاتُ مشدودة ٌ إلى طنبهْ
وهلْ يبالي إقضاضَ مضجعه
مَن رَاحَة ُ المَكْرُمَاتِ في تَعَبِهْ؟
تلكَ بناتُ المخاضِ راتعة ً
والعودُ في كورهِ وفي قتبهْ
منء ذا كعباسهِ إذا اصطكت ال
أحسابُ أمْ منْ كعبدِ مطلبهْ؟
هيهاتَ أبدى اليقينُ صفحتهُ
وبَانَ نَبْعُ الفَخَارِ مِن غَرَبِهْ
عبدُ المليكِ بنِ صالح بن عليِّ
مبنِ قسيمِ النَّبي في نَسَبِهْ
ألبسهُ المجدَ لا يريدُ بهِ
برداً وصاغَ السماحَ منهُ وبهْ
لُقمانُ صَمْتاً وحِكْمَة ً فإِذا
قالَ لقطنا المرجانَ منْ خطبهْ
إِنْ جَدَّ رَدَّ الخُطُوبَ تَدْمَى وإِنْ
يلعبْ فجدُّ العطاءِ في لعبهْ
يَتْلُو رِضَاهُ الغِنَى بِأَجْمعِهِ
وتحذرُ الحادثاتُ في غضبهْ
تزلُّ عنْ عرضهِ العيوبُ وقدْ
تَنْشَبُ كَفُّ الغَني في نَشَبهْ
تأتيهِ فراطنا فتحكمُ في
لجينهِ تارة ً وفي ذهبهْ
بأيِّ سهمٍ رميته في نصله ال
ماضي وفي ريشهِ وفي عقبهْ؟!
لا يكمنُ الغدرَ للصديق ولا
يخطو اسمَ ذي ودهِ إلى لقبهْ
يأبرُ غرسَ الكلامِ فيكَ فخذْ
واجتنِ من زهوهِ ومن رطبهْ
أَمَا تَرى الشُّكْرَ مِن رَبَائِطهِ
جاءَ وسرحُ المديح من جلبهْ؟![/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
رقم القصيدة : 15693
-----------------------------------
جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ
على الحزمِ في التدبير بل نستدلهُ
وليسَ امرؤٌ بهديكَ غيرَ مُذكرٍ
إلى كرمٍ إلا امرؤُ ضلَّ ضلُّهُ
ولكننا منْ يوسفَ بن محمدٍ
على أملٍ كالفجر لاحَ مطلهُ
هِلالٌ لَنا قَدْ كادَ يَخْمُدُ ضَوؤُهُ
وكنا نراهُ البدرَ إذ نستهلهُ
هو السيفُ عضباً قد أرثت جفونهُ
وضيعَ حتى كلُّ شيءٍ يفلهُ
فَصُنْهُ، فإنَّا نَرْتَجِي في غِرَاره
شفاءً من الأعداءِ يوم تسلهُ
لهُ خلقٌ رحبٌ ونفسٌ رأيتها
إذا رزحتْ نفسُ اللئيمِ تقلهُ
فَفِيمَ ولِمْ صَيَّرْتَ سمْعَكَ ضَيْعَة ً
ووقفاً على الساعي به يستغلهُ
قَرَارة ُ عَدْلٍ سَيْلُ كُل ثَنِيَّة ٍ
إلَيْهَا وشِعْبٌ كُلُّ زَوْرٍ يَحُلُّهُ
لِذَلِكَ ذَا المَوْلى المُهَانُ يَهِينُه
فيحْظَى وذَا العَبْدُ الذَّليل يُذِلُّهُ
أَتَغْدُو بهِ في الحَرْبَ قَبْلَ اتغَارهِ
وفي الخطبِ قعد أعيا الأولى مصمئلهُ
وتعقده حتى إذا استحصدتْ لهُ
مرائره أنشأتَ بعدُ تحلهُ!
هُوَ النَّفَلُ الْحُلْوُ الذي إنْ شَكَرْتَهُ
فقد ذابَ في أقصى لهاتِكَ حلهُ
وفيءُ فوقرهُ وإني لواثقٌ
بأنْ لا يراكَ اللهُ ممنْ يغلهُ
فلو كان فرعاً من فروعكَ لم يكنْ
لنَا منهمُ إلاَّ ذَرَاهُ وظِلُّهُ
فكيفَ وإنْ لم يرزقِ اللهُ إخوة ُ
لهُ، فهوَ بعد اليومِ فرعُكَ كلُّهُ؟[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
رقم القصيدة : 15694
-----------------------------------
شَهِدْتُ لقَدْ لَبِسْتَ أَبا سَعِيدٍ
خَلائِقَ تَبْهَرُ الشَّرَفَ الطُّوَالاَ
أُتَعْتِعُ في الحَوَائجِ إن خِفافاً
غَدَوْتُ بها عليكَ وإنْ ثِقَالا
أَحِينَ رَفَعْتَ مِنْ شأَوِي وعادِتْ
حويلي من ندى كفيكَ حالا؟!
بِفَضْلِكَ صِرْتُ أكثَرَهُمْ عَطَاءً
وقبلكَ كنتُ أكثرهمْ سؤالا
فلا يَكْدُرْ قَلِيبُكَ لي، فإِني
أمدُّ إليكَ أسباباً طوالا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
رقم القصيدة : 15695
-----------------------------------
هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا
بِمُلْتَحَمٍ إلاَّ وأَنْتَ أَمِيرُها؟
بك اليمنُ استعلتْ على كلِّ موطنٍ
و صار لطي تاجها وسريرها
محرّمة ٌ أكفالُ خيلكَ في الوغى
ومَكْلُومَة ٌ لبَّاتُها ونُحُورُها
حرامٌ على ارماحنا طعنُ مدبرٍ
و تندقُّ في أعلى الصدورِ صدورها[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
رقم القصيدة : 15696
-----------------------------------
سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ
على ابنِ الهيثمِ الملكِ اللبابُ
ذكرتكِ ذكرة ً جذبتْ ضلوعي
إليكِ كأنها ذكرى َ تصابي
فلا يغببْ محلكَ كلُ يومٍ
مِنَ الأَنْواءِ أَلطافُ السَّحَابِ
سقَتْ جُوداً نَوَالاً منكَ جَوْداً
وربعاً غيرَ مجتنبِ الجنابِ
فثمَ الجودُ مشدودَ الأواخي
وثمَّ المجدُ مضروبُ القبابِ
وأخلاقٌ كأنَ المسكَ فيها
بِصَفو الرَّاحِ والنُّطَفِ العِذَابِ
وكمْ أحييتَ من ظنَّ رفاتٍ
بها وعمرتَ من أملِ خرابِ
يَمِينُ مُحَمَّدٍ بَحْرٌ خِضَمٌّ
طَمُوحُ المَوْج، مَجْنُونُ العُبَابِ
تَفِيضُ سَماحة ً والمُزْنُ مُكْدٍ
وتَقطَعُ والحُسَامُ العَضْبُ نَابِ
فَدَاكَ أَبا الحُسيْنِ مِنَ الرَّزايا
ومِن دَاجي حَوادِثها الغِضَابِ
حسودٌ قصرتْ كفاهُ عنهُ
وكفكَ للنوالِ وللضرابِ
ويَحْسُبُ ما يُفيدُ بلا نَوال
وَتُعْطي ماتُفيدُ بلا حِسَابِ
ويَغْدُو يسْتَثيبُ بِلا نَوَال
ونَيْلُكَ كُلُّهُ لا للثَّوَابِ
ذكرتُ صنيعة ً لكَ ألبستني
أثيث المالِ والنعمَ الرغابِ
تجددُ كلما لبستْ وتبقى
إذا ابتذلتْ وتخلقُ في الحجابِ
إِذَا ما أُبْرزَتْ زَادَتْ ضِياءً
وتشحبُ وجنتاها في النقابِ
وليست بالعوانِ العنسِ عندي
ولا هيَ منكَ بالبكرِ الكعابِ
فَلا يَبْعُدْ زَمَانٌ مِنكَ عشْنا
بِنَضْرَتِه ورَوْنَقهِ العُجَابِ
كأَنَّ العَنْبَرَ الهنْدِيَّ فيهِ
وفأرِ المسكِ مفضوضَ الرضابِ
لياليهِ ليالي الوصلِ تمتَ
بأَيَّام كأَيَّامِ الشَّبَابِ
أَقُولُ بِبعضِ ما أسدَيْتَ عندِي
وما أَطْلَبْتَني قَبْلَ الطلاَبِ
ولوْ أني استطعتُ لقامَ عني
بِشُكْرِكَ مَن مَشَى فَوْقَ التُّرَابِ
إذاً شكرتكَ مذحجُ حيثُ كانتْ
بَنُو دَيَّانِهَا وبَنُو الضبَابِ
وجِئْتُكَ في قُضَاعَة َ قد أَطافَتْ
بركني عامرِ وبني جنابِ
ولاستنجدتُ حنظلً وعمراً
ولم أَعِدْلْ بِسَعْدٍ والربابِ
ولاسترفدتُ من قيسِ ذراها
بني بدرٍ وصيدَ بني كلابِ
ولاحتَفلَتْ رَبيعَة ُ لي جَميعاً
بِأَيَّامِ كأَيَّامِ الكُلاَبِ
فأشفي من صميمِ الشكرِ نفسي
وتركُ الشكرِ أثقلُ للرقابِ
إِليْكَ أَثرتُ مِن تَحْتِ التَّرَاقي
قوافي تستدرُ بلا عصابِ
منَ القرطاتِ في الآذانِ تبقى
بقاءِ الوحي في الصمَّ الصلابِ
عِراضَ الجاهِ تجزَعُ كلَّ وادٍ
مُكَرَّمَة ً وتفتحُ كلَّ بابِ
مضمنً كلالَ الركبِ تغني
غناءً الزادِ عنهمْ والركابِ
إِذَا عارَضْتَها في يَوْم فَخْرٍ
مسحتَ خدودَ سابقة ً عرابِ
تَصِيرُ بِها وِهَادُ الأَرضِ هَضْباً
وأَعلاماً وتَثْلِمُ في الرَّوابي
كَتبْتُ ولو قَدَرْتُ جَوًى وشَوْقاً
إليكِ لكنتْ سطراً في كتابي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ
دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ
رقم القصيدة : 15697
-----------------------------------
دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ
كَمْ حَلَّ عقْدَة َ صَبْرِهِ الإِلْمَامُ
نُحِرَتْ رِكَابُ القَوْمِ حتَّى يَغْبُرُوا
رَجْلَى ، لقَدْ عَنُقُوا عليَّ ولامُور
عَشِقُوا، ولارُزِقُوا، أيُعذَلُ عاشِقٌ
رُزِقتْ هواهُ معالمٌ وخيامُ؟!
وقفوا عليَّ اللومَ حتى خيَّلُوا
أنَّ الوُقُوفَ على الديَارِ حَرَامُ!
ما مَرَّ يَوْمٌ واحِدٌ إلاَّ وفي
أحشَائِهِ لِمَحلَّتيْكِ غَمَامُ
حتى تعمَّمَ صُلْعُ هاماتِ الرُّبا
مِنْ نَوْرِهِ وتَأزَّرُ الأهْضَامُ
ولقدْ أراكِ، فهل أراكِ بغبطة ٍ
والعَيْشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلاَمُ؟!
أعوَامَ وَصْلٍ كانَ يُنْسِي طُولَها
ذكْرُ النَّوَى ، فكأنَّهَا أيَّامُ
ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْ
بِجَوى ً أَسى ً، فكأنَّها أعْوَامُ
ثمَّ انقضتْ تلك السنونُ وأهلُها
فكأنَّها وكأنَّهُمْ أحلامُ
أتصعصعت عبراتُ عينكَ أن دعتْ
ورقاءُ حين تصعصعَ الإظلامُ.؟!
لاتَنشِجَنَّ لَها فإنَّ بكَاءَها
ضَحِكٌ، وإنَّ بُكَاءَكَ استِغْرَامُ
هنَّ الحمامُ فإن كسرتَ عيافة ً
منْ حائهنَّ فإنَّهنَّ حمامُ
اللَّهُ أكْبَرُ جَاءَ أكبرُ مَنْ جَرَتْ
فَتَحَيَّرَتْ في كُنْهِهِ الأوهَامُ
من لا يحيطُ الواصفونَ بقدرهِ
حتى يقولوا قدره إلهامُ
مَنْ شَرَّدَ الإعدَامَ عَنْ أوطانِه
بالبَذْلِ حتَّى استُطْرِفَ الإِعدَامُ
وتَكَفَّلَ الأيتَامَ عَنْ آبَائِهِمْ
حتَّى وَدِدْنَا أَنَّنا أيْتَامُ
مُسْتَسْلِمٌ للَّهِ، سَائِسُ أُمَّة ٍ
لِذَوِي تَجَهْضَمِها لَهُ استِسْلاَمُ
يَتجَنَّبُ الآثَامَ ثُمَّ يَخَافُها
فكأنَّما حسناتُه آثامُ
يأَيُّها المَلِكُ الهُمَامُ وعَدْلُه
ملكٌ عليه في القضاءِ همامُ
ما زالَ حكمُ اللهِ يشرقُ وجهه
في الأرضِ مُذْ نِيطَتْ بكَ الأحكامُ
أسرتْ لكَ الآفاقَ عزمَهُ همة ٍ
جُبِلَتْ على أنَّ المَسِيرَ مُقَامُ
إلا تكنْ أرواحُها لكَ سُخِّرتْ
فالعَزْمُ طَوْعُ يَدَيْكَ والإِجذَامُ
الشَّرْقُ غَرْبٌ حِين تَلْحَظ قَصْدَه
ومخالفُ اليمنِ القصيّ شآمُ
بالشدقمياتِ العتاق كأنَّما
أشباحُهَا بَيْنَ الإِكامِ إكامُ
والأعوجيات الجيادِ كأنَّها
تهوي وقد ونت الرياحُ سمامُ
لما رأيتَ الدينَ يخفقُ قلبُه
والكفرُ فيهِ تغطرسٌ وعرامُ
أوريتَ زندَ عزائمٍ تحت الدجى
أسرجنَ فكركَ والبلادُ ظلامُ
فنهضتَ تسحبُ ذيل جيشٍ ساقهُ
حُسْنُ اليَقِين وقَادَهُ الإِقدَامُ
مثعنجرٍ لجبٍ ترى سلافهُ
ولهم بمنخرقِ الفضاء زحامُ
مَلأَ المَلا عُصَبَاً فكادَ بأنْ يُرَى
لاخَلْفَ فيهِ ولا لَهُ قُدَّامُ
بِسَواهِمٍ لُحُقِ الأياطِل شُزَّبٍ
تَعلِيقُها الإسراجُ والإِلجَامُ
ومقاتلين إذا انتموا لم يُخزهمْ
في نصرِكَ الأخوالُ والأعمامُ
سفعَ الدؤوبُ وجوهَهُم فكأنَّهمْ
وأبوهُمُ سامٌ أبوهُمْ حامُ
تخذوا الحديد من الحديد معاقلاً
سكأنها الأرواحُ والأجسامُ
مسترسلين إلى الحتوفِ، كأنما
بينَ الْحُتُوفِ وبَيْنَهمْ أرحامُ
آسّادُ مَوْت مُخْدِراتٌ مَالَها
إلا الصوارمَ والقنا آجامُ
حتَّى نَقَضْتَ الرُّومَ مِنْكَ بوَقْعة
شَنعاءَ لَيْسَ لِنَقْضِها إبْرَامُ
في معركٍ أما الحِمامُ فمفطرٌ
في هَبْوَتَيْهِ والكُماة ُ صِيَامُ
والضَّرْبُ يُقْعِدُ قَرْمَ كل كَتِيبَة ٍ
شَرِسَ الضَّريبة ِ والْحُتُوفُ قِيامُ
فَفَصَمْتَ عُرْوَة َ جَمْعهم فيه وقَدْ
جَعَلَتْ تَفَصَّمُ عَنْ عُرَاها الهَامُ
ألقوا دلاءً في بحوركَ أسلمتْ
تَرَعاتِها الأكرَاُ والأوذَامُ
ما كانَ للإشراكِ فوزة ُ مشهدٍ
واللهُ فيهِ وأنتَ والإسلامُ
لما رأيتهُمُ تساقُ ملوكهمْ
حِزَقاً إليكَ كأنَّهُمْ أنعَامُ
جَرْحَى إلى جَرْحَى كأنَّ جُلُودَهُمْ
يطلى بها الشيانُ والعلامُ
مُتَسَاقِطي وَرَقِ الثيَابِ كأنَّهُمْ
دانوا فأحدثَ فيهم الإحرامُ
أكرَمْتَ سيفَكَ غَرْبَه وذُبَابَهُ
عنهمْ وحقَّ لسيفك الإكرامُ
فرددتَ حدَّ الموتِ وهوَ مركبٌ
في حدهِ فارتدَّ وهوَ زؤامُ
أيقظتَ هاجعهمْ وهلْ يغنيهمُ
سَهَرُ النَّواظِرِ والعُقُولِ نيامُ
جحدتكَ منهم ألسنٌ لجلاجة ٌ
أقرَرْنَ أنَّكَ في القُلُوبِ إِمَامُ
إسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ
نتجتْ رجاءكَ والرجاءُ عقامُ
إنَّ المكارمَ للخليفة ِ لمْ تزلْ
واللهُ يعلمُ ذاك والأقوامُ
كُتِبَتْ لَهُ ولأوَّليهِ وراثَة ً
في اللَّوْحِ حتَّى جَفَّتِ الأقلامُ
مُتَوَطئُو عَقِبَيْكَ في طَلَبِ العُلاَ
والمَجْدُ ثُمَّتَ تَسْتَوي الأقْدَامُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
رقم القصيدة : 15698
-----------------------------------
ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ
مستغيثُ بها الثرى المكروبُ
لو سعتْ بقعة ٌ لإعظامِ نعمى
لسعى نحوها المكانُ الجديبُ
لذَّ شؤبوبها وطابَ فلو تس
طيعَ قامتْ فعانقتها القلوبُ
فهيَ ماءٌ يجري وماءٌ يليهِ
وعَزَالٍ تهْمي وأُخْرى تَذُوبُ
كشفَ الرَّوضُ رأْسَه واستسَرَّ
المَحْلُ منها كمَا اسْتَسَرَّ المُريبُ
فإذا الرى ُّ، بعدَ محلٍ وجرجا
نُ لَدَيْها يَبْرِينُ أَو مَلْحُوبُ
أَيُّهَا الغَيْثُ حَي أَهْلاً بِمغْدَا
كَ وعندَ السرى َ وحينَ تؤوبُ
لأَبِي جَعْفَرٍ خلاَئِقُ تحْكيـ
ـهنَّ قَدْ يُشْبِهُ النَّجِيبَ النَّجِيبُ
أنتَ فينا في ذا الأوانِ غريبٌ
وهْوَ فِينَا في كُل وَقْتٍ غَريبُ
ضاحكٌ في وائبِ الدهرَ طلقٌ
وملوكٌ يبكينَ حينَ تنوبُ
فإذا الخطبُ راثَ نالَ الندى وال
بذلُ منهُ ما لا تنالُ الخطوبُ
خلقٌ مشرقُ ورأيُ حسامٌ
وَوِدادٌ عَذْبٌ وريحٌ جَنُوبُ
كلَّ يومٍ لهُ وكلَّ أوانٍ
خلقٌ ضاحكٌ ومالٌ كئيبُ
إِنْ تُقَارِبْهُ أَوْ تُبَاعِدْهُ مَا لَمْ
تأتِ فحشاءَ فهوَ منكَ قريبُ
ما التقى وفرهُ ونائلهُ مذ
كَانَ إلاَّ وَوَفْرُهُ المغْلُوبُ
فهْوَ مُدْنٍ للجُودِ وهو بَغِيضٌ
وهوَ مقص للمال وهوَ حبيبُ
يَأْخُذُ الزَّائِرينَ قَسْراً ولَوْ كَفَّ
م دعاهمْ إليهِ وادٍ خصيبُ
غيرَ أنَّ الرامي المسددَ يحتا
طُ مَعَ العِلْم أَنَّهُ سَيُصِيبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
رقم القصيدة : 15699
-----------------------------------
أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ
لو استمتعتِ بالأنسِ القديمِ
أدَارَ البُؤْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابي
إليَّ فصرتِ جناتِ النعيمِ
لَئِنْ أصبحتِ مَيْدَانَ السَّوافِي
لقَدْ أصبَحتِ مَيْدَانَ الهُمُومِ
ومما ضرَّمَ البرحاءَ أني
شَكَوْتُ فما شَكَوْتُ إلى رَحِيمِ
أظُنُّ الدَّمْعَ في خَدي سَيَبْقَى
رسوماً من بكائي في الرسومِ
وليلِ بتُّ أكلؤه كأني
سَليمٌ أوْ سَهِرْتُ على سَليمِ
أراعي من كواكبه هجاناً
سواماً ما تريعُ إلى المسيمِ
فأقسمُ لو سألتِ دجاهُ عني
لقدْ أنباكِ عن وجدٍ عظيمِ
أنَخْنَا في ديَارِ بَني حَبيبٍ
بناتِ السيرِ تحت بني العزيمِ
وما إنْ زَالَ في جَرْمِ ابنِ عَمْروٍ
كريمٌ من بني عبد الكريمِ
يَكادُ نَدَاهُ يتركُهُ عَديماً
إذا هطلتْ يداه على عديمِ
تَرَاهُ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ المعَالي
فتَحْسِبُه يُدَافِعُ عَنْ حَرِيمِ
غريمٌ للملِّم به وحاشى
نداهُ منْ مماطلة الغريمِ
سفيهُ الرمح جاهلُهُ إذا ما
بدا فضلُ السفيه على الحليمِ
إذا ما قيلَ أرعفتِ العوالي
فليس المرعفاتُ سوى الكلومِ
إذا ما الضربُ حشَّ الحربَ أبدى
أغرَّ الرأي في الخطبِ البهيمِ
تُقفى الحربُ منهُ حينَ تغلي
مراجلها بشيطانٍ رجيمِ
فإن شهدَ المقامة َ يومَ فصلٍ
رأيتَ نظيرَ لقمانِ الحكيمِ
إذا نزلَ النزيعُ بهمْ قروهُ
رياضَ الريف من أنفٍ جميمِ
فَلَوْ شَاهَدْتَهُمْ والزَّائِريهِمْ
لَما مِزْتَ البَعِيدَ مِنَ الحَمِيمِ
أُولئِكَ قَدْ هُدُوا في كُل مَجْدٍ
إلى نَهْجِ الصرَاط المُسْتقِيمِ
أَحلَّهُمُ النَّدَى سِطَة َ المعالي
إذا نزلَ البخيلُ على التخومِ
فروعٌ لا ترفُّ عليك إلا
شَهِدْتَ لَها على طِيبِ الأرومِ
وفي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْقٍ
لِمُخْتَبِرٍ على الشَّرَفِ القَدِيم
لهم غُرَرٌ تُخالُ إذا استنارَتْ
بواهرُها ضرائرَ للنجومِ
قرومٌ للمجيرِ بهم أسودٌ
نَكالٌ للأسودِ وللقرومِ
إذا نزلوا بمَحْلٍ روَّضوهُ
بآثارٍ كآثارِ الغيومِ
لكلٍّ مِن بني حَوَّاءَ عُذْرٌ
ولاعُذْرٌ لطائيٍّ لئيمِ
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم
يزل يأوي إلى أصلٍ كريمِ[/font]
 
[font=&quot]شعراء الجزيرة العربية >> مساعد الرشيدي >> عزة النفس
عزة النفس
رقم القصيدة : 157
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ينجرح قلب.. لكن ترتفع هامه
والله امي لاموت ولاانحني راسي
لو رماني زماني وسط..دوامه
العواصف شديده .. والجبل راسي
أنقل الحزن وامشي منتصب قامه
قاسي الوقت .. لكني بعد قاسي
واسمع الحلم يصرخ لحظه اعدامه
رابط الجاش ... ماهز الخبر باسي
عزتي غاليه ..والناس سوامه
قلت ماابيع حتى تقطع انفاسي
زانت ايام عمري .. شانت ايامه
مارجيت العزى من رحمة الناسي
من عجز لايدوس الهم باقدامه
لازم انه مع الايام ينداسي
يندمل جرح القلبٍ ..ماتت احلامه
بس ما اظن يبرى جرح الاحساسي
يوم صارت مابين القلب والهامه
وش ابي بالحياة الياانحنى راسي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ
لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ
رقم القصيدة : 15700
-----------------------------------
لا عيشَ أو يتحامى جسمكَ الصبُ
فتنجلي بِكَ عَنْ خُلْصَانِكَ الكُرَبُ
لَعاً أَبَا جَعْفَرٍ واسْلَمْ فَقَدْ سَلِمَتْ
بكَ المروءَة وستعلى بكَ الحسبُ
إنا جهلنا فخلناكَ اعتللتَ ولا
واللهِ ما اعتلَّ إلاّ الملكُ والأدبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
رقم القصيدة : 15701
-----------------------------------
أصغَى إلى البين مُغْتَرّاً فَلا جَرَما
أنَّ النوى أسأرتْ في قلبه لمما
أصمَّني سِرُّهُمْ أَيَّامَ فُرْقَتِهمْ
هَلْ كنتَ تَعْرف سِرّاً يورِثُ الصَّمَما[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
رقم القصيدة : 15702
-----------------------------------
كانَ لِنَفْسِي أَمَلٌ فانقَضَى
فأصبحَ اليأْسُ لها مَعْرِضا
اسخطني دهريَ بعد الرضا
وارتجَعَ العُرْفَ الذي قدْ مَضَى
لم يظلمِ الدهرُ ولكنّهُ
أقرَضَنِي الإِحْسَانَ ثُمَّ اقتَضَى ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
رقم القصيدة : 15703
-----------------------------------
يا مَغْرِسَ الظَّرْفِ وفَرْعَ الحَسَبْ
ومنْ بهِ طالَ لسانُ الأدبْ
إنا عهدناكَ أخا علة ً
بالإمسِ نالتكَ ببعضِ الوصبْ
فَكَيْفَ أصبحْتَ ولا زِلْتَ في
عافيَ أذيالها تنسحبْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
رقم القصيدة : 15704
-----------------------------------
ألمْ يأن أنْ تروى الظماءُ الحوائمُ
وأن ينظمَ الشملَ المشتتَ ناظمُ؟!
لَئِنْ أَرْقَأَ الدَّمْعَ الغَيُورُ وقَدْ جَرَى
لقدْ رويتْ منهُ خدودٌ نواعمُ
لقد كان ينسى عهدَ ظمياءَ باللوى
ولكن أملَّتْهُ عليه الحمائمُ
بعثنَ الهوى في قلبِ من ليسَ هائماً
فقل في فؤادٍ رعنهُ وهوَ هائمُ
لها نغمٌ ليستْ دموعاً فإن علتْ
مَضَتْ حَيْثُ لاتمْضي الدُّمُوعُ السَّواجمُ
أما وأبيها لو رأتني لأيقنتْ
بطولِ جوى ينفض منه الحيازمُ
رأَتْ قَسَماتٍ قَدْ تَقسَّم نَضْرَها
سُرَى اللَّيْلِ والإسآدُ فَهْي سَوَاهِمُ
وتَلْويحَ أجسَامٍ تَصَدَّعُ تحتَها
قُلُوبٌ رِياحُ الشَّوْق فيها سَمَائِمُ
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ
ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا
هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ
جَزَى اللَّهُ كَفّاً مِلْؤها مِنْ سَعَادة ٍ
سعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائمُ
فلم يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ
ولا المَجْدُ في كَف امْرئٍ والدَّرَاهِمُ
ولَمْ أَرَ كالمَعْرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُه
مَغَارمَ في الأقَوام وَهْيَ مَغَانِمُ
ولا كالعُلَى مالَمْ يُرَ الشعْرُ بَيْنها
فكَالأرضِ غُفْلاً ليسَ فِيها مَعالِمُ
وما هو إلا القولُ يسري فتغتدي
لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُهٍ ومَوَاسِمُ
يُرى حِكْمَة ً مافيهِ وهْوَ فُكَاهَة ٌ
ويُقْضِي بما يَقْضِي بهِ، وهْوَ ظَالِمُ
إلى أحمدَ المحمودِ رامتْ بنا السرى
نواعِبُ في عَرْضِ الفلا ورَوَاسمُ
خَوَانِفُ يَظْلِمْنَ الظَّلِيم إذا عَدَا
وسيجَ أبيهِ وهوَ للبرقِ شائمُ
نجائبُ قدْ كانتْ نعائمَ مرة ً
مِنَ المَر أَوْ أُمَّاتُهُنَّ نَعَائِمُ
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ
وليسَ لهُ مالٌ على الجودِ سالمُ
جَديرٌ بأَنْ لا يُصْبِحَ المَالُ عِنْدَهُ
جَدِيراً بأن يَبْقَى وفي الأرض غَارمُ
ولَيْسَ ببَانٍ لِلعُلى خُلُقُ امرئ
وإنْ جلَّ إلاَّ وهْوَ لِلمَالِ هَادِمُ
لهُ من إيادٍ قمة ُ المجدِ حيثما
سَمتْ وَلها مِنْه البِنَا والدَّعَائِمُ
أناسٌ إذا راحوا إلى الروعِ لم تَرُح
مسالمة ً أسيافهمْ والجماجمُ
بَنُو كُل مشْبُوحِ الذرَاعِ إِذَ القَنَا
ثَنَت أَذْرُعَ الأبطال، وَهْيَ مَعَاصِمُ
إذا سيفهُ أضحى على الهامِ حاكماً
غدا العفو منه وهو في السيفِ حاكمُ
أَخَذْت بأعضَادِ العُرَيْب وقَدْ خَوَتْ
عُيُونٌ كَلِيلاتٌ وذَلَّتْ جَمَاجِمُ
فأضحوا لوِ استطاعوا لفرطِ محبة ٍ
لقد علقتْ خوفاً عليكَ التمائمُ
ولو علم الشَّيْخَانِ أدٌّ ويعرُبٌ
لسرت إذنْ تلكَ العظامُ الرمائمُ
تلاقى بك الحيانِ في كلِّ محفلٍ
جليلٍ وعاشتْ في ذراكَ العماعمُ
فما بالُ وَجْهِ الشعرِ أغْبَرَ قاتماً
وأنفِ العُلى من عطلة ِ الشّعرِ راغمُ
تَدَاركْهُ إِنَّ المَكرُمَاتِ أصابعٌ
وإِنَّ حُلَى الأشعار فيها خَوَاتِمُ
إذا أنتَ لمْ تحفظْهُ لَمْ يَكُ بدْعَة ً
ولا عَجباً أن ضَيَّعَتْهُ الأعَاجمُ
فقدْ هزَّ عطفيهِ القريضُ توقعاً
لِعَدْلِكَ مُذْ صَارَتْ إليكَ المَظَالِمُ
ولولا خلالٌ سنها الشعرُ ما درى
بغاة ُ الندى من أين تؤتى المكارمُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
رقم القصيدة : 15705
-----------------------------------
أصب بحميا كأسها مقتلَ العذلِ
تكن عوضاً إن عنفوك من النبلِ
وكأسٍ كمَعْسولِ الأَماني شَرِبْتُها
و لكنها اجلت وقد شربت عقلي
إذا عُوتِبَتْ بالماءِ كانَ اعِتذَارُها
لَهيباً كَوَقِعِ النَّارِ في الحَطَبِ الجَزْلِ
اذا هيت دبت في القتى خال جسمهُ
لما دبَّ فيهِ قرية ً من قرى النملِ
اذا ذاقها وهي الحياة ُ رأيتهُ
يعبّسَ تعبيسَ المقدمِ للقتلِ
إذا اليَدُ نالَتْها بِوِتْرٍ تَوَقَّرَتْ
على ضَعْفِها ثم استَقَادَتْ منَ الرجْلِ
و تصرعُ ساقيها بانصافِ شربها
وصَرعُهُمُ بالجَوْرِ في صُورة ِ العَدْلِ
سقى الرائحُ الغدي المهجرُ بلدة ً
سقتني أنفاسَ الصبابة ِ والخيلِ
سحابٌ اذا ألقت عل خلفهِ الصبا
يداً قالت الدنيا أتى قاتلُ المحلِ
اذا ما ارتدى بالبرقِ لم يزل الندى
لهُ تبعاُ أو يرتدي الروضُ بالبقلِ
إِذا انتشَرَتْ أَعلامُهُ حَوْلَه انطَوتْ
بطونُ الثرى منهُ وشيكاً على حملِ
ترى الأرضَ تهتزُّ ارتياحاً لوقعهِ
كما ارتاحتِ البِكْرُ الهِدِيُّ إلى البَعْلِ
فجَادَ دِمَشْقاً كلَّها جُودَ أهْلِها
بأنْفُسِهِمْ عندَ الكَرِيهَة ِ والبَذْلِ
سَقاهُمْ كما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغَى
ببيضِ صفيحِ الهندِ والسمرِ الذبلِ
فلم يبقِ في أرضِ البقاعينِ بقعة
وجَادَ قُرَى الجَوْلانِ بالمُسْبِلِ الوَبْلِ
بنفسي أرضُ الشام لا أيمنُ الحمى
و لا أيسرث الدهنا ولا أوسطُ الرملِ
و لم أرَ مثليَ مستهاماً بمثلكم
و لا مثلَ قلبي فيهِ لا يغلي
عَدَتْنيَ عنكُمْ مُكْرَهاً غُرْبَة ُ النَّوَى
لها طَرْبَة ٌ في أَن تُمِرَّ ولا تُحْلي
اذا لحظت حبلاً من الحيّ محصداً
رمتهُ فلم تسلم بناقضة ِ الفتلِ
أتت بعد هجرٍ من حبيبٍ فحركت
صُبابَة َ ما أَبقَى الصُّدودُ مِنَ الوَصْلِ
أخمسة ُ أحوالٍ مضت لمغيبهِ
وشَهْرانِ بل يَوْمانِ نِكْلٌ مِنَ النكْلِ !
تَوَانَى وَشِيكُ النُّجْعِ عنه ووُكلَتْ
بِهِ عَزَماتٌ أَوْقَفَتْهُ على رِجْلِ
ويَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَبِيتَ زَماعُه
على عجلٍ ان القضاءَ على رسلِ
قضى الدهرُ مني نحبهُ يومَ فتلهِ
هوايَ بارقالِ الغريرية ِ الفتلِ
لقَد طَلَعَتْ في وَجْهِ مِصْرَ بِوَجْههِ
بلا طالعٍ سعدٍ ولا طائرٍ سهلِ
وسَاوِسُ آمالٍ ومَذْهَبُ هِمَّة ٍ
تَخيَّلُ لي بينَ المَطِيَّة ِ والرَّحْلِ
وَسَورَة ُ عِلْمٍ لم تُسَدَّدْ فأَصْبَحَتْ
وما يُتَمارَى أّنَّها سَوْرَة ُ الجَهلِ
نأيتُ فلا مالاً حويتُ ولم أقم
فَأَمتَعَ إِذْ فُجعْتُ بالمَالِ والأَهْلِ
بَخِلْتُ على عِرْضِي بما فيهِ صَوْنُه
رَجَاءَ اجتناءِ الجُودِ مِنْ شجَرِ البُخْلِ
عَصَيْتُ شَبَا عَزْمي لِطَاعَة ِ حَيْرَة
دعتني إلى أن افتحَ القفلَ بالقفلِ
و أبسطَ من وجهي الذي لو بذلتهُ
إِلى الأَرضِ مِن نَعْلي لَما نَقَبَتْ نَعْلي
عِداتٌ كَرَيْعانِ السَّرَابِ إِذا جَرَى
تُنَشرُ عَنْ مَنْعٍ وتُطْوَى على مَطْلِ
لئامٌ طَغَامٌ أَوْ كِرامٌ بِزَعْمِهِم
سَواسِيَة ٌ ما أشبَهَ الحَوْلَ بالقَبْلِ!
فلَوْ شاءَ مَنْ لَوْ شَاءَ لم يَثْنِ أَمرَه
لصيّرتُ فضل المالِ عند ذوي الفضلِ
و لو أنني اعطيتُ بأسي نصيبهُ
إِذنْ لأخذتُ الحَزْمَ مِنْ مَأْخذ سَهْلِ
وكانَ ورائي مِنْ صرِيمَة ِ طَييءٍ
ومَعْنٍ ووَهْبٍ عَنْ أَماميَ ما يُسْلي
فَلَمْ يَكُ ما جَزَّعْتُ نَفْسي مِنَ الأَسى
ولم يَكُ ما جَرَّعْتُ قَوْمي مِنَ الثُّكْلِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
رقم القصيدة : 15706
-----------------------------------
أَبا جَعْفَرٍ أَضْحَى بِكَ الظَّنُّ مُمْرِعاً
فملَ برواعيهِ عن الأملِ الجذبِ
فو اللهِ ما شيءٌ سوى الحبَّ وحدهُ
بأعلى محلاً منَ رجائكَ في قلبي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
رقم القصيدة : 15707
-----------------------------------
سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
عليهِ وسمٌ من الأيامِ والقدمِ
ما دامَ عيشٌ لبسناهُ بساكنهِ
لدناً ولو أنَّ عيشاً دامَ لمْ يدمِ
يامَنْزِلاً أَعْنَقَتْ فيهِ الجَنُوبُ على
رَسْمٍ مُحِيلٍ وشِعْبٍ غير مُلْتَئمِ
هرمتَ بعديَ والربعُ الذي أفلتْ
منهُ بدورك معذورٌ على الهرمِ
عَهْدِي بمَغْنَاكَ حُسَّانَ المعَالِم مِنْ
حُسَّانَة ِ الوَرْدِ والبَرْدِي والعَنَمِ
بَيْضَاءُ كان لَها مِنْ غيْرِنا حَرَمٌ
فلمْ تكن نستحلُّ الصيدَ في الحرمِ
كانت لنا صنماً نحتو عليه، ولمْ
نَسْجُدْ كَما سَجدَ إِلافشينُ لِلصّنَمِ
زار الْخَيالُ لَها لابَلْ أزارَكَه
فِكْرٌ إذا نَامَ فِكرُ الْخَلق لَمْ يَنِم
ظبيٌ تقنصتهُ لمّا نصبتُ لهُ
في آخر الليلِ أشراكاً من الحلمِ
ثُمَّ اغتَدَى وبنا مِنْ ذكْرِ سَقَمٌ
باقٍ، وإن كانَ مشغولاً عن السقمِ
اليومَ يُسْليك عَنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وعَنْ
بلى الرسومِ بلاءُ الأينق الرسمِ
من القلاصِ اللواتي في حقائبها
بضاعة ٌ غيرُ مزجاة ٍ من الكلمِ
إذَا بلَغنَ أَبا كلثُومٍ اتَّصَلتْ
تلك المنى وأخذنَا لحاجَ من أممِ
بنى بهِ اللهُ في بدوٍ وفي حضرٍ
لوائلٍ سورَ عزَّ غيرَ منهدم
رَأَتْهُ في المَهْدِ عَتَّابٌ، فقَالَ لها
ذَوُو الفِرَاسَة ِ: هذا صَفْوَة ُ الكَرَمِ
خذوا هنيئاً مرئياً يا بني جشمٍ
مِنْهُ أمانَيْنِ مِنْ خَوْفٍ ومنْ عَدَمِ
فجَاءَ وَالنَّسَبُ الوَضَّاحُ جاءَ بهِ
كأنَّهُ بُهْمَة ٌ فِيهمْ مِن البُهَمِ
طِعانُ عَمْرو بن كُلْثُومٍ ونَائِلُهُ
حَذْوَ السُّيُور التي قُدَّتْ مِنَ الأدَمِ
لو كان يملك عمروٌ مثلهُ شبهاً
مِنْ صُلْبه لَم يَجدْ لِلْمَوْتِ مِنْ أَلَمِ
بنانُه خلجٌ تجري وغيرتُه
سِتْرٌ مِنَ اللهِ مَمْدُودٌ على الحُرَمِ
نالَ الجزيرة َ إمحالٌ فقلتُ لهمْ
شِيمُوا نَدَاهُ إذا ما البَرْقُ لم يُشَمِ
فمَا الرَّبيعُ على أُنْسِ البلادِ بهِ
أشدَّ خضرة َ عودٍ منهُ في القُحم
ولا أرى ديمة ً أمحى لمسغبة ٍ
مِنْهُ على أَنَّ ذَكْراً طار لِلديَمِ
لِغلِبٍ سُؤْدَدٌ طابَتْ مَنَابتُه
في منتهى قللٍ منها وفي قممِ
مجدٌ رعى تلعاتِ الدهرِ وهوَ فتى
حتى غدا الدهرُ يمشي مشية َ الهرمِ
بناهُ جودٌ وبأسٌ صادقٌ ومتى
تُبْنَ العُلَى بِسَوَى هَذَيْن تَنْهَدِمِ
وَقْفٌ على آلِ سَعْدٍ إنَّ أَيْدِيَهُمْ
سمٌّ لمستكبرٍ شهدٌ لمؤتدمِ
لاجَارُهُمْ لِلرَّزَايَا في جَوَارِهِمِ
ولاعُهُودُهُمُ مَذمُومَة الذمَمِ
أصفَوْا مُلُوكَ بَني العبَّاس كلَّهُمُ
ذَخِيرة ً ذَخَرُوها عَنْ بَنِي الحَكَمِ
مَهْلاً بَني مالكٍ لاتَجْلُبُنَّ إلى
حيِّ الأراقمِ دؤلولَ ابنة ِ الرقمِ
فأي حقدٍ أثرتمْ من مكامنه
وأيَّ عَوْصَاءَ جَشَّمْتُمْ بَنِي جُشَمِ
لَمْ يَأْلُكُمْ مالِكٌ صَفْحاً ومَغْفرَة ً
لو كانَ ينفخُ قينُ الحيِّ في فحم
لا بالمُعَاوِدِ وَلْغاً في دِمَائكُمُ
ولا إلى لحمِ خلقٍ منكمُ قرمِ
أخْرَجْتُمُوهُ بِكُرْهٍ مِنْ شَجِيَّتِه
والنارُ قد تنتضى من ناضرِ السلمِ
أوطأتموهُ على جمر العقوق ولوْ
لم يحرجِ الليثُ لم يبرحْ من الأجمِ
قذعتُمُ فمشيتمْ مشية ً أمماً
كذاكَ يحسنُ مشيُ الخيل في اللجمِ
إذْ لا معولَ إلا كلُّ معتدلٍ
أصَمَّ يُبْرِئُ أقوَاماً مِن الصَّمَمِ
منَ الردينية اللاتي إذا عسلتْ
تشمُّ بوَّ صغار الأنفِ ذا الشمم
إنْ أجرَمَتْ لَمْ تَنصَّلْ مِنْ جَرائمها
وإنْ أساءتْ إلى الأقوامِ لم تلمِ
كان الزمانُ بكمْ كلباً فادركمْ
بالسيفِ والدهرُ فيكمْ أشهرُ الحرمِ
أَمِنْ عَمًى نَزَلَ النَّاسُ الرُّبَا فنَجَوْا
وأنتمُ نصبُ سيل الفتنة ِ العرمِ؟!
أم ذَاكَ مِنْ هِمَمٍ جَاشَتْ، فكَمْ ضَعَة ٍ
أدى إليها علوُّ القومِ في الهممِ!
تنبونَ عنه وتعطونَ القيادَ إذا
كلبٌ عوى وسطكُمْ من أكلُبِ العجمِ!!
قد انثنى بالمنايا في أسنتهِ
وقَدْ أقَامَ حَيَارَاكُمْ على اللَّقَمِ!
جذلانَ منْ ظفرٍ حرَّانَ إنْ رجعتْ
مخضوبة ً منكمُ أظفارهُ بدمِ
دينٌ يُكَفْكِفُ مِنْهُ كُلَّ بَائِقَة ٍ
ورحمة ٌ رفرفتْ منهُ على الرحمِ !
لولا مناشدَة ُ القُربى لغادَرَكم
حصائدَ المرهفَيْنِ: السّيفِ والقلمِ
لأَصبَحَتْ كالأَثَافِي السُّفْعِ أو جُهُكُم
سوداً من العارِ لا سوداً من الحمم
لا تجعلوا البغيَ ظهراً إنه جملٌ
من القطيعة ِ يرعى وادي النقمِ
نظرتُ في السير الأولى خلتْ فإذا
أيامُهُ أكلتْ باكورة َ الأممِ
أفنَى جَدِيساً وَطَمْسماً كُلَّها وسَطَا
بأنجم الدهرِ من عادٍ ومن إرمِ
أردى كليباً وهماماً وهاج بهِ
يَوْمُ الذَّنائِبِ والتَّحْلاَق لِلمَمِ
سقى شرحبيل من سمّ الذعافِ على
أيدِيكُمُ غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولابَرمِ
بَزَّ التَّحِيَّة َ مِنْ لَخْمٍ فَلا مَلِكٌ
متوجٌ في عماماتٍ ولا عممِ
ياعَثْرَة ً ما وُقِيتُمْ شَرَّ مَصْرَعِها
وَذَلَّة ُ الرَّأْي تُنْسِي ذَلَّة َ القَدَمِ
حينَ استوى الملكُ واهتزتْ مضاربه
في دَوْلَة الأُسْدِ لافي دَوْلَة ِ الخَدَمِ
أبناءَ دَلْفَاءَ مَهْلاً إنَّ أُمَّكُمُ
دافتْ لكمْ علقمَ الأخلاقِ والشيمِ
طائية ٌ لا أبوها كان مهتضماً
ولامَضَى بَعْلُها لَحْماً على وَضَمِ
لاتُوقِظُوا الشَّرَّ مِنْ قَوْمٍ فَقَدْ غَنِيَتْ
ديَارُكُمْ وَهْيَ تُدْعَى مَوْطِنَ النعَمِ
هذا ابن خالكمُ يهدي نصيحتَهُ
مَنْ يُتَّهمْ فَهْوَ فيكُمْ غيرُ مُتَّهَمِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
رقم القصيدة : 15708
-----------------------------------
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
و لا قشيبٌ فيستكسى ولا سملُ
عدلٌ من الدمعِ ان يبكي المصيفَ كما
يبكى الشبابُ ويبكى اللهوُ والغزلُ
يمنى الزمانِ طوت معروفها وغدت
يُسْراهُ وهْيَ لنا مِنْ بعدِها بَدَلُ
ما للشتاءِ ولا للصيفِ من مثلٍ
يَرْضَى به السَّمْعُ إلاَّ الجُودُ والبخلُ
أما ترى الأرضَ غضبي والحصى قلِقٌ
و الأفقَ بالحرجفِ النكباءِ يقتتلُ
من يزعم الصيفَ لم تذهب بشاشتهُ
فغيرُ ذلكَ أَمسَى يَزعمُ الجَبَلُ
غدا لهُ مغفرٌ في رأسهِ يققٌ
لا تهتك البيضُ فوديهِ ولا الأسلُ
اذا خراسانُ عن صنبيرها كشرت
كانت قياداً لنا أنيابهُ العضلُ
يُمْسِي ويَضحِي مٌقيماً في مَبَائِتِه
وَبَأسُهُ في كُلَى الأَقوامِ مُرْتَحِلُ
من كان يجهلُ منهُ جدَّ سورتهِ
في لاقريتين وأمرُ الحقِّ مكتهلُ
فما الضُّلوعُ ولا الأَحشَاءُ جاهِلَة ٌ
و لا الكلى أنهُ المقدامة ُ البطلُ
هذا ولم يَتَّزِر لِلحرْبِ دَيْدَنَهُ
و أيُّ قرنٍ تراهُ حين يشتملُ
إنْ يَسَّرَ اللَّه أَمراً أَثمَرتْ معه
من حيثُ أورقتِ الحاجاتُ والأملُ
فما صلائي ان كان الصلاءُ بها
جمرَ الغضا الجزلِ الا السيرُ والابلُ
المُرضِياتُك ما أَرغمتَ آنُفَها
و الهادياتك وهي الرشدُ والضللُ
تقرّبُ الشقة َ القصوى أذا أخذت
سِلاحَها وَهُو الإرقالُ والرَّمَلُ
إِذَا تَظَلَّمْتَ مِن أَرضٍ فُصِلْتَ بها
كَانَتْ هي العِزُّ إِلاَّ اَنَّها ذُلُلُ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
رقم القصيدة : 15709
-----------------------------------
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
وأيِّ ديارٍ أوطنتها وأيتِ
وماذا عليها لو أشارتْ فودعت
إلينا بأطرافِ البنانِ وأومتِ
وما كانَ إلاّ أنْ تولتْ بها النوى
فَوَلَّى عَزَاءُ القَلْبِ لَمَّا تَوَلَّتِ
فأما عيونٌ العاشقينَ فأسخنتْ
وأَمّا عيُونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ
ولما دعاني البينُ وليتٌ إذْ دعا
ولما دعاها طاوعتهُ ولبتِ
فلمْ أرَ مثلي كانَ أوفى بذمة ٍ
ولا مثلها لم ترعَ عهدي وذمتي
مَشُوقٌ رَمَتْهُ أَسْهُمُ البَيْن فانْثَنَى
صَريعاً لها لمَّا رَمَتْهُ فأَصْمَتِ
ولوْ أَنّها غَيْرُ النَّوَى فَوَّقَتْ لَهُ
بأسهمها لمْ تصمْ فيهِ واشوتِ
كأَنَّ عَليْها الدَّمْعَ ضَرْبة ُ لازِبٍ
إِذَا ما حَمَامُ الأَيْكِ في الأَيْكِ غَنَّتِ
لئنْ ظمئتْ أجفانُ عيني إلى البكا
لقَدْ شَرِبَتْ عَيْني دَماً فَتَروَّتِ
عليها سلامُ اللهِ أني استقلتِ
وأَنَّى اسْتَقَرَّتْ دَارُها واطْمَأَنَّتِ
ومجهولة ِ الأعلامِ طامسة ِ الصوى
إذا اعتسفتها العيسُ بالركبِ ضلتِ
إذا ما تنادى الركبُ في فلواتها
أجابتْ نداءَ الركبِ فيها فاصدتِ
تعسفتها والليلُ ملقٍ جرانهُ
وجوزاؤهُ في الأفقِ حينَ استقلتِ
بِمُفْعَمَة ِ الأَنْسَاعِ مُوجَدَة ِ القَرَا
أمون السرى تنجو إذا العيسُ كلتِ
طَمُوحٌ بِأَثْنَاءِ الزمامِ كَاَنَّمَا
تَخَالُ بِها مِن عَدْوها طَيْفُ جِنَّة ِ
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ
وخيرِ امرى ٍ شدتْ إليهِ وحطتِ
إلى خَيْرِ مَنْ سَاسَ الرّعيَّة َ عَدْلُهُ
وَوطَّدَ أَعْلاَمَ الهُدَى فاسْتَقَرَّتِ
حبيشَ حبيشُ بنُ المعافى الذي بهِ
أمرتْ حبالُ الدينِ حتى استمرتِ
ولَوْلا أَبُو اللَّيْثِ الهُمَامُ لأَخْلَقَتْ
مِنَ الديْنِ أَسبَابُ الهُدَى وأَرَثَّتِ
أقرِّ عمودَ الدينِ في مستقرهِ
وقدْ نهلتْ منهُ الليالي وعلتِ
ونَادَى المعَالي فاسْتَجَابَتْ نِدَاءَهُ
ولوْ غيرهُ نادى المعالي لصمتِ
ونِيطَتْ بحَقْوَيْهِ الأُمُورُ فَأَصْبَحَتْ
بظل جَنَاحِيْهِ الأُمورُ اسْتَظَلَّتِ
وأحيا سبيلَ العدلِ بعدَ دثورهِ
وأنهجَ سبلَ الجودِ حينَ تعفتِ
وَيُلْوي بأَحْداثِ الزَّمَان انْتِقامُهُ
إِذَا مَا خُطوبُ الدَّهْرِ بالنَّاس أَلْوَتِ
ويَجزيكَ بالحُسْنَى إِذَا كنْتَ مُحْسِناً
وَيغتَفِرُ العُظْمَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ
يلمُّ اختلالَ المعتفينَ بجودهِ
إذا ما ملماتُ الأمورِ ألمتِ
هُمامٌ، وَرِيُّ الزَّنْدِ، مُسْتَحْصِدُ القُوَى
إذا ما الأمورُ المشكلاتُ أظلتِ
إِذَا ظُلُمَاتُ الرّأْي أُسْدِلَ ثَوْبُها
تَطلَّعَ فِيهَا فَجْرُهُ فَتَجَلَّتِ
به انكشفتْ عنا الغيابة ُ وانفرتْ
جلابيبً جورٍ عمنا فاضمحلتِ
أغرُّ ربيطُ الجأشِ، ماضٍ جنانهُ
إذا ما القلوبُ الماضياتُ ارجحنتِ
نَهُوضٌ بثِقْلِ العبءِ مُضْطَلِعٌ بهِ
وإِنْ عَظُمَتْ فِيه الخُطوبُ وجَلَّتِ
تطوعُ لهُ الأيامُ خوفاً ورهبًة
إذا امتنعتْ من غيره وتأبتِ
لهُ، كلَّ يومٍ، شملَ مجدٍ مؤلفٍ
وشملٌ ندى َ بينَ العفاة ِ مشتتِ
أبا الليثِ، لولا أنتَ لانصرمَ الندى
وأدركتَ الأحداثُ ما قدْ تمنتِ
أَخَافَ فُؤَادَ الدَّهْرِ بَطْشُكَ فانْطَوتْ
على رعبٍ أحشاؤهُ وأجنتِ
حَلَلْتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّة ً
أَقَامَتْ بِفَوْدَيْهَا العُلَى فأَبَنَّتِ
ليهنىء َ تنوخاً خيرُ أسرة ٍ
إذا أحصيتْ أولى البيوتِ وعدتَ
وأنكَ منها في اللبابِ الذي لهُ
تَطأَطَأَتِ الأَحْيَاءُ صُغْراً وذَلَّتِ
بنى لتنوخِ اللهِ عزاً مؤبداً
تزلُّ عليهِ وطأة َ المتثبتِ
إِذَا ماحُلُومُ النَّاس حِلْمَكَ وازَنَتْ
رَجَحْتَ بأَحْلامِ الرجَال وخَفَّتِ
إِذَا مَا يَدُ الأَيَّامِ مَدَّتْ بَنَانَها
إليكِ بخطبٍ لمْ تنلكَ وشلتِ
وإنْ أزماتُ الدهرِ حلتْ بمعشرِ
أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ
إذا ما امتطينا العيسَِ نحوكِ لم نخفْ
عِثَاراً ولَمْ نَخْشَ اللَّتَيَّا ولاَ الَّتي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> سذاجة
سذاجة
رقم القصيدة : 1571
-----------------------------------
كلما سقط دكتاتور
من عرش التاريخ ، المرصع بدموعنا
التهبت كفاي بالتصفيق
لكنني حالما اعود الى البيت
واضغط على زر التلفزيون
يندلق دكتاتور آخر
من افواه الجماهير الملتهبة بالصفير والهتافات
.. غارقاً في الضحكِ
من سذاجتي
التهبتْ عيناي بالدموع[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
رقم القصيدة : 15710
-----------------------------------
أرضٌ مصردة ٌ وأخرى تثجمُ
منها التي رزقتْ وأخرى تُحرمُ
فإذا تَأمَّلتَ البلادَ رَأَيْتَها
تثري كما تُثري الرجالُ وتُعدمُ
حظٍّ تعاوره البقاعُ لوقته
وادٍ به صفرٌ ووادٍ مفعمُ!
لولاه لم تكن النبوة ُ ترتقي
شرف الحجاز ولا الرسالة تتهمُ
ولذاك أعرقت الخلافة ُ بعدما
عمرتْ عصوراً وهي علقٌ مشئمُ
وبهِ رأَيْنَا كَعْبَة َ اللهِ التي
هيَ كوكَبُ الدُّنيا تُحِلُّ وتُحْرِمُ
تلكَ الجَزيرة ُ مُذْ تَحَمَّلَ مالِكٌ
أمست وبابُ الغيث عنها مبهمُ
ولعتْ قراها غبرة ٌ ولقد تُرى
في ظلِّه وكأنما هيَ أنجمُ
غنيتْ زماناً جنة ً فكأنما
فتحتْ إليها منذُ سارَ جهنَّمُ
الجوُّ أكلفُ والجنابُ لفقدهِ
مَحْلٌ وَذَاكَ الشقُّ شِقٌّ مُظْلِمُ
أقَوَتْ فلمْ أذكُرْ بها لمَّا خَلتْ
إلا مني لمَّا تقضى الموسمُ
ولقد أراها وهيَ عرسٌ كاعبٌ
فاليَوْمَ أضحَتْ وهْيَ ثَكلى أَيمُ
إذْ في ديارِ ربيعة َ المطرُ الحيا
وعلى نَصيبينَ الطَّريقُ الأَعْظَمُ
ذلَّ الحمى مذْ أوطئتْ تلكَ الربا
والغابُ مذْ أخلاهُ ذاك الضيغمُ
إنَّ القِبَابَ المُسْتَقِلَّة َ بَيْنَها
ملكٌ يطيبُ به الزمان ويكرمُ
لا تألفُ الفحشاءُ برديهِ ولا
يسري إليه مع الظلامِ المأثمُ
متبذلٌ في القومِ وهو مبجلٌ
متواضعٌ في الحيِّ وهوَ معظَّمُ
يعلو فيعلمُ أنَّ ذلك حقهُ
ويذيلُ فيهم نفسه فيكرَّمُ
مَهْلاً بَني عَمْرِو بن غَنم إنكم
هَدَفُ الأسِنَّة والقَنا يَتحَطَّمُ
المَجْدُ أعنَقُ والديَارُ فسيحَة ٌ
والعزُّ أقعسُ والعديدُ عرمرمُ
ما منكمُ إلا مردى بالحجا
أَو مُبْشَرٌ بالأحوَذِيَّة ِ مُؤْدَمُ
عَمْرَو بن كُلثُومِ بن مالكٍ بن عَتَّ
ابِ بن سَعْدٍ سَهْمُكُمْ لا يُسْهَمُ
خُلِقَتْ رَبيعة ُ مُذْ لَدُنْ خُلِقَتْ يَداً
جُشَمُ بنُ بَكرٍ كَفٌّها والمِعْصَمُ
تَغْزُو فتَغْلِبُ تغلبٌ مِثْلَ اسمها
وتَسِيحُ غَنْمٌ في البلا فَتَغْنَمُ
وستذكرونَ غداً صنائعَ مالكٍ
إِنْ جَلَّ خَطْبٌ أَوْ تُدُوفعَ مَغْرَمُ
فمَنِ النَّقِيُ مِنَ العُيُوب وقَدْ غدَا
عَنْ دارِكُمْ ومَن العَفِيفُ المُسْلِمُ
ما لي رَأَيْتُ تُرَابَكمْ يَبَسَاً لَهُ
مالي أرى أطوادَكُمْ تتهدَّمُ؟
ما هذهِ القربى التي لا تُصطفى
ما هذهِ الرحِمُ التي لا تُرحمُ؟!
حَسَدُ القَرَابَة ِ لِلقَرَابة ِ قَرْحَة ٌ
أعيَتْ عَوَانِدُها وجُرْحٌ أقْدَمُ
تِلْكُمْ قُرَيْشٌ لم تكُنْ آرَاؤَهَا
تهفو ولا أحلامُها تتقسَّمُ
حتى إذا بعثَ النبي محمدٌ
فيهم غدتْ شحناؤهُمْ تتضرَّمُ
عزبتْ عقولهُمُ وما من معشرٍ
إلا وهُمْ منهُ ألبُّ وأحزَمُ!
لما أقامَ الوحيُ بينَ ظهورهمْ
ورَأَوا رَسُولَ اللهِ أَحْمَدَ مِنْهُمُ
ومن الحزامة ِ لوْ تكونُ حزامة ٌ
أَلاَّ يُؤَخَّرَ مَنْ بهِ يُتقَدَّمُ
إِنْ تَذْهبُوا عِن مالِكٍ أَو تَجْهَلُوا
نُعْمَاهُ فالرَّحِمُ القَريبَة ُ تَعْلَمُ
هيَ تِلْكَ مُشْكَاة ٌ بِكُمْ لَوْ تِشْتَكِي
مَظْلُومَة ٌ لَوْ أَنَّها تَتَظلَّمُ
كانتْ لكُمْ أخلاقُهُ معسولة ً
فتركتموها وهيَ ملحٌ علقمُ
حَتَّى إذا أجنَتْ لكُمْ دَاوَتْكُمُ
منْ دائكُمْ إنَّ الثقافَ يقوِّمُ
فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً
فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ
واخافَكُمْ كي تُغْمِدُوا أسيافَكُمْ
إنَّ الدمَ المغترَّ يحرسُهُ الدَّمُ
ولقدْ جهدتُمْ أن تزيلُوا عِزَّهُ
فإذا أَبانٌ قَدْ رَسَا ويَلَمْلَمُ
وطعنتمُ في مجدِهِ فثنتكُمُ
زُعْفٌ يُفَلُّ بها السنَانُ اللَّهْذَمُ
أعززْ عليهِ إذا ابتَأَسْتُمْ بَعْدَهُ
وتذُكّرتْ بالأمسِ تلكَ الأنعمُ
ووَجدْتُمُ قَيْظَ الأَذَى ورَمَيْتُمُ
بعيونكُمْ أينَ الربيعُ المرهمُ
وندمتمُ ولوِ استطاعَ على جوى
أحشَائكُمْ لَوَقَاكُمُ أَنْ تَنْدَمُوا
ولَو انَّها مِنْ هَضْبَة ٍ تَدْنُو لَهُ
لدنا لها أو كانَ عرقٌ يُحْسمُ
ما ذُغْذِغَتْ تلكَ السُّرُوبُ وأصبَحَتْ
فرقين في قرنين تلكَ الأسهمُ
ولقَدْ عَلِمْتُ لَدُنْ لَجَحْتُمِ أَنَّهُ
ما بَعْدَ ذَاكَ العُرْسِ إِلاَّ المأْتَمُ
علماً طلبتُ رسومهُ فوجدتُها
في الظنِّ، إنَّ الألمعيَّ مُنَجِّمُ
ما زلْتُ أعرِفُ وَبْلَهُ مِن عارِضٍ
لمَّا رأيتُسماءَهُ تتغيَّمُ
يا مالِ قدْ علمتْ نزارٌ كلها
ما كانَ مثلكَ في الأراقمِ أرقمُ
طَالَتْ يَدِي لَمَّا رَأيتُكَ سالِماً
وانحَتَّ عَنْ خَدَّيَّ ذَاكَ العِظْلِمُ
وشممتُ تربَ الرحبة ِ العبقِ الثرى
وسقى صدايَ البحرُ فيها الخضرمُ
كَمْ حَلَّ في أكنَافِها مِنْ مُعْدِمٍ
أمسى به يَأوِي إليهِ المُعْدِمُ
وصَنِيعَة ٍ لكَ قَدْ كَتَمْتَ جَزيلَها
فأبى تضوُّعها الذي لا يكتمُ
مجدٌ تلوحُ فضولهُ وفضيلة ٌ
لكَ سافِرٌ والحقُّ لا يَتَلَثُّمُ
تَتَكَلَّفُ الجُلَّى ومَنْ أضحَى له
بيتاكَ في جشمٍ فلا يتجشَّمُ
وتشرَّفُ العليا وهلْ بكَ مذهبٌ
عنها وأنتَ على المكارم قَيمُ؟!
أثنيتُ إِذْ كانَ الثَّنَاءُ حِبَالَة ً
شركاً يصادُ به الكريمُ المنعمُ
ووفيتُ إنَّ من الوفاء تجارة ً
وشكرتُ إنَّ الشكرَ حرتٌ مُطعمُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
رقم القصيدة : 15711
-----------------------------------
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ
و موفٍ بالعهودِ على الرسوم
ووَاصِفُ ناقَة تَذَرُ المَهارَى
موكلة ً بوخدٍ أو رسيمِ
و قد أممتُ بيتَ الله نضواً
على عيرانة ٍ حرفٍ سعومِ
أتيتُ القادسية َ وهي ترنو
اليَّ بعينِ شيطانٍ رجيمِ
فما بلغتْ بنا عسفانَ حتى
رنت بلحاظِ لقمانَ الحكيمِ
و بدلها السى بالجهلِ حلماً
وقَدَّ أديمَها قَدَّ الأدِيمِ
أذابَ سَنامَها قَطْعُ الفَيافي
ومَزَّقَ جِلْدَها نَضْجُ العَصِيمِ
طَوَاها طَيُّها المُومَاة َ وَخْداً
الى أجبال مكّة َ والحطيمِ
رمَتْ خُطواتِها بِبَني خَطايَا
مواشكة ً إلى ربٍّ كريمِ
بِكُل بعيدَة ِ الأرجاءِ تِيهٍ
كأَنَّ أُوَارَها وَهْجُ الجَحيمِ
أقولُ بها وقَدْ أوحَتْ بعين
إليَّ تشكي الدنفِ السقيمِ
بكُورُكِ أشعَرُ الثَّقلَيْن طُرّاً
و أوفى الناس في حسب صميمِ
لمالَكِ تَشتكِينَ وأنتِ تَحْتي
وتحتَ محمّدٍ بَدْرِ النُّجومِ؟
متى أظمتك هاجرة ٌ فشيمي
أنامِلَه تُرَوكِ بالنَّسِيمِ
و إنغشيتكِ ظلماءُ فجلّي
بِغُرَّته دُجَى الليلِ البَهيمِ
فمَرَّتْ مِثْلما يَمشِي شَهيدٌ
سويّاً إلى صراطٍ مستقيمِ
ولولا اللَّه يومَ مِنى ً لأبدَتْ
هواها كلُّ ذاتِ حشا هضيمِ
رَميْنَ أخا اغترابٍ واكتئَابٍ
بَعِيْنَيْ جُؤْذَر وبجيدِ رِيمِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
رقم القصيدة : 15712
-----------------------------------
أَقولُ لِمُرْتادِ النَّدَى عِنْدَ مالِكٍ
تعوذُ بجدوى مالكٍ وصلاتهِ
فتى ً جعلَ المعروفَ من دونِ عرضهِ
سَريعاً إلى المُمْتَاحِ قَبْلَ عِدَاتِهِ
ولوْ قصرتْ أموالهُ عنْ سماحهِ
لَقَاسَمَ مَنْ يَرْجُوهُ شَطْرَ حَياتِه
وإن لمْ يجدْ في قسمة ِ العمرِ حيلة ً
وجازَ لَهُ الإعْطَاءُ مِن حَسَناتِهِ
لجادَ بها غيرَ كفرٍ بربهِ
وآسَاهُمُ مِن صَوْمِهِ وصَلاَتِهِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
رقم القصيدة : 15713
-----------------------------------
ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
والجفنُ ثاكلُ هجعة ٍ ومنامِ !
يا حُفرة َ المعصومِ تربكِ مودعٌ
ماءَ الحياة ِ وقاتلُ الإعدامِ
إنَّ الصفائح منكِ قد نضدتْ على
ملقى عظامٍ لوْ علمتِ عظامِ!
فَتَقَ المَدَامِعَ أَنَّ لَحْدَكِ حَلَّه
سكنُ الزمان وممسكُ الأيامِ
ومصرفُ الملكِ الجموح كأنهُ
قدْ زمَّ مصعبه لهُ بزمامِ
هَدَمَتْ صُرُوفُ المَوْتِ أرفَعَ حائطٍ
ضُربَتْ دَعَائِمُه على الإِسلامِ
دخَلَتْ على مَلِكِ المُلُوك رَوَاقَهُ
وتشزنتْ لمقومِ القوَّامِ
مفتاحُ كل مدينة ٍ قدْ أبهمتْ
غلقاً ومخلي كلِّ دارِ مُقامِ
ومُعرِّفُ الخلفاءِ أنَّ حظُوظها
في حَيز الإِسَراجِ والإِلجَامِ
أَخَذَ الخِلافَة َ عَنْ أسِنَّتِه التي
مَنَعَتْ حِمَى الآَباءِ والأعمَامِ
فلسورة ِ الأنفالِ في ميراثهِ
آثارُها ولسورة الأنعامِ
ما دامَ هارونُ الخليفة َ فالهدى
في غِبْطَة ٍ مَوْصَولة ٍ بدَاومِ
إنا رحلنا واثقين بواثقٍ
بالله شَمْسِ ضُحًى وَبَدْرِ تَمَامِ
للهِ أيُّ حياة ٍ انبعثتْ لنا
يَوْمَ الخَمِيس وبَعْدَ أي حِمَامِ!
أودى بخير إمامٍ اضطربتْ بهِ
شُعَبُ الرَّجَال وقَامَ خيْرُ إمامِ
تِلْكَ الرّزيَّة ُ لا رزيَّة َ مِثْلُها
والقِسْمُ ليسَ كسَائِر الأقسَامِ
أو يٌفتَقَدْ ذُو النُّون في الهيْجَا فقَدْ
دَفَعَ الإِلَهُ لنَا عَن الصَّمصَامِ
أو جبَّ منا غاربٌ غدواً فقدْ
رحنَا بأتمكِ ذروة ٍ وسنام
هَلْ غَيْرُ بُؤْسَى سَاعة ٍ ألبَسْتَها
بنداكَ ما لبستْ مِنَ الإنعامِ!
نَقْضٌ كَرَجْعِ الطَّرْفِ قَدْ أبرمْتَه
يا ابنَ الخَلائِفِ أيَّما إبْرَامِ
ما إن رأى الأقوامُ شمساً قبلَها
أفلَتْ فلمْ تُعقبهمُ بظلامِ
أكرمْ بيَوْمِهِمُ الذي مُلكْتَهُمْ
في صدرِهِ وبعامهمْ منْ عامِ
لو لمْ يكنْ بدعاً لقدْ نصبوا له
سمة ً يبينُ بها منَ الأعوامِ
لغدوا وذاكَ الحولُ حولُ عبادة ٍ
فِيهِمْ وذَاكَ الشَّهْرُ شَهْرُ صِيَامِ
لما دعوتُهمُ لأخذِ عهودهِمْ
طارَ السرورُ بمعرقٍ وشآمِ
فكانَّ هذا قادِمٌ مِنْ غَيْبَة ٍ
وكأنَّ ذاكَ مبشرٌ بغلامِ
قسمتْ أميرَ المؤمنين قلوبُهُمْ
بَيْنَ المحبَّة ِ فيكَ والإِعظَامِ
شُرِحَتْ بِدَوْلَتِكَ الصُّدُورُ وأَصبَحَتْ
خشعُ العيونِ إليكَ وهيَ سوام
ما أَحسِبُ القَمَرَ المُنيرَ إذا بَدَا
بدراً بأضوأ منكَ في الأوهامِ
هِيَ بَيْعَة ُ الرضْوَانِ يُشْرَعُ وَسْطَها
بابُ السَّلامة ِ فادْخُلوا بِسَلامِ
والمركبُ المنجي فمنْ يعدلْ بهِ
يَرْكَبْ جَمُوحاً غَير ذَاتِ لجامِ
يتبعُ هواهُ ولا لقاح لرهطِهِ
بسلٌ وليستْ أرضُهُ بحرامِ
وعِبَادَة ُ الأهوَاءِ في تَطْويحِها
بالدين فوْقَ عِبَادَة ِ الأصنَامِ
إِنَّ الخِلاَفَة َ أَصَبَحَتْ حُجُرَاتُها
ضربَتْ على ضخم الهمومِ همامِ
ملكٌ يرى الدنيا بأيسرِ لحظة ٍ
ويرى التقى رحماً من الأرحامِ
لا قدحَ في عودِ الإمامة ِ بعدما
متَّتْ إليكَ بِحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ
هَيْهَاتَ تلكَ قلادة ُ اللَّهِ التي
ماكانَ يَتركُها بغيرِ نظَامِ
إرْثُ النَّبِي وجَمْرَة ُ المُلْكِ التي
لم تخلُ من لهبٍ بكمْ وضرامِ
مَذْخُورَة ٌ أحرَزْتَها بِحُكُومَة ٍ
للهِ تَعْلُو أَرْؤُسَ الحُكَّامِ
لَسْنَا مُريدِي حُجَّة ٍ نشفي بِهَا
من ريبة ٍ سقماً من الأسقامِ
والصَّبْرُ بالأرْوَاحِ يُعْرَفُ فَضْلُهُ
مِنْ غيرِهِ ابتُغِيَتْ ولا أعلاَمِ
فَأَقِمْ مُخَالِفَنَا بِكل مُقَوَّمٍ
واحسِمْ مُغانِدَنا بكل حُسَامِ
صبرُ الملوكِ وليسَ بالاجسامِ
لا تدهنوا في حكمِهِ فالبحرُ قدْ
تردي غوارِبهُ وليسَ بطامِ
يابنَ الكَوَاكِب من أئمَّة ِ هاشِمٍ
والرَّجَّحِ الأحسابِ والأحلامِ
أهدى إليكَ الشعْرَ كُلُّ مُفَهَّهٍ
خطلٍ وسدَّدَ فيكَ كلُّ عبامِ
غَرَضُ المدِيح تقَارَبَتْ آفاقُه
ورمى فقرطسَ فيه غيرُ الرامي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
رقم القصيدة : 15714
-----------------------------------
صَرِيعُ هَوى ً تُغَادِيه الهُمومُ
بِنيسابُورَ ليسَ له حَمِيمُ
غَريبٌ ليسَ يُؤْنِسُه قَريبٌ
ولا يأْوِي لِغُرْبَتِهِ رَحيمُ
مقيمٌ في الديارِ نوى شطونٌ
يُشَافِهُه بِها كَمَدٌ مُقِيمُ
يمدُّ زمامهُ طمعٌ مقيمٌ
تَدَرَّعَ ثَوْبَه رَجلٌ عَدِيمُ
رَجاءٌ ما يُقابِلُه رَجاءٌ
هوَ اليأسُ الذي عُقْبَاه شَومُ
فلا عجبٌ وإن كانت ركابي
بأَرضٍ طارَ طائرُهَا المَشُومُ
فقَدْ فارَقْتُ بالغَرْبي دَاراً
بأرضِ الشّام حَفَّ بِها النعِيمُ
وكنتُ بها المُمَنَّعَ غَيرَ وَغْد
و لا نكدٍ اذا حلَّ العظيمُ
فإن أكُ حللتُ بدارِ هونٍ
صبوتُ بها فقد يصبو الحليمُ
ألومك لا ألومُ سؤاكَ دهراً
قَضَى لي بالذي يَقْضِي سَدُومُ
إذا أنا لم ألمْ عثراتِ دهرٍ
أصبتُ بها الغداة َ فمن ألومُ
و في الدنيا غنى ً لم أنبُ عنهُ
ولكنْ ليسَ في الدُّنيا كَرِيمُ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
رقم القصيدة : 15715
-----------------------------------
قفْ بالطلولِ الدارساتِ علاثا
أمستْ حبالُ قطينهنَّ رثاثا
قسمَ الزمانُ ربوعها بينَ الصبا
وقبولها ودبورها أثلاثا
فتأبدتْ من كلَّ مخطفة ِ الحشا
غَيدَاءَ تُكسَى يَارَقاً ورعَاثا
كالظبية ِ الأدماءِ صافتْ فارتعتْ
زَهَرَ العَرَارِ الغَض والجَثْجَاثَا
حتى إذا ضربَ الخريفُ رواقهُ
سافتْ بريرَ أراكة ِ وكباثا
سَيَّافَة ُ اللَّحَظَاتِ يَغْدُو طَرْفُها
بالسحْرِ في عقَدِ في عقَدِ النُّهَى نَفَّاثَا
زالتْ بعينيكِ الحمولُ كأنها
نخلُ مواقرُ منْ نخيلِ جواثا
يَوْمَ الثُّلاَثا لَنْ أَزَالَ لِبَيْنِهمْ
كَدِرَ الفُؤَادِ لِكُل يَومِ ثُلاَثَا
إنَّ الهمومَ الطارقاتكَ موهناً
مَنعَتْ جُفونَكَ أَنْ تَذُوقَ حَثَاثَا
ورأيتَ ضيفَ لهمَّ لا يرضى قرى ً
إلاَّ مداخلة َ الفقارِ دلاثا
شجعاءَ جرتها الذميلُ تلوكهُ
أصلاً إذا راحَ المطيِّ غراثا
أجداً إذا ونتَ المهارى أرقلتْ
رَقَلاً كتَحْرِيقِ الغَضَا حَثْحَاثَا
طلبتْ فتى جشمِ بن بكرٍ مالكاً
ضِرْغَامَهَا وهِزَبْرَها الدلْهَاثَا
ملكٌ إذا استسقيتَ مزنَ بنانهِ
قتلَ الصدى وإذا استغيثَ أغاثا
قَدْ جَرَبَتْهُ تَغْلِبُ ابْنَة ُ وَائِلٍ
لاخَاتِراً غُدَراً ولا نَكَّاثَا
مِثْلُ السَّبيكة ِ ليْسَ عَنْ أَعْراضِها
بالغيبِ لا ندساً ولا بحاثا
ضَرَحَ القَذَى عَنْها وشَذَّبَ سَيْفُهُ
عنْ عيصها الخرابُ والخباثا
ضاحي المحيا للهجير وللقنا
تَحْتَ العَجَاج تَخَالُهُ مِحْرَاثا
همْ مزقوا عنهُ سبائبَ حلمهِ
وإِذا أَبُو الأَشْبَالِ أُحرجَ عَاثَا
لَوْلاَ القَرَابَة ُ جَاسَهُمْ بِوَقائِعِ
تُنسي الْكُلاَبَ ومَلْهَماً وبُعاثا
بالخيلِ فوقَ متونهنَ فوارسٌ
مِثْلُ الصُّقُورِ إِذا لَقِينَ بُغَاثَا
لَكِنْ قَرَاكُمْ صَفْحَهُ مَنْ لَم يَزَلْ
وأبوهُ فيكمْ رحمة ً وغياثا
عَفُّ الإزارِ تَنَالُ جَارَة ُ بَيْتِهِ
أَرْفَادَهُ وتُجَنَّبُ الأَرْفَاثَا
عَمرُو بنُ كُلْثومِ بنِ مَالِكٍ الذي
تَرَكَ العُلَى لِبَني أَبيهِ تُرَاثَا
وزعوا الزمانَ وهمْ كهولٌ جلة ٌ
وَسَطَوا على أَحْداثِهِ أَحْدَاثَا
ألقى عليهِ نجارهُ فأتى بهِ
يَقْظَانَ لا وَرَعاً ولامُلْتَاثَا
تزكو مواعدهُ إذا وعدُ امرىء ٍ
أنسَاكَ أَحلاَمَ الكَرَى الأضْغَاثَا
وتَرَى تَسَحُّبَنَا عليه كأنَّما
جئناهُ نطلبُ عندهُ ميراثا
كَمْ مُسْهلٍ بِكَ لَو عَدَتْكَ قِلاَصُهُ
تَبغي سِوَاكَ لأَوْعَثَتْ إيعَاثَا
خَوَّلْتَهُ عَيْشاً أَغَنَّ وجَامِلاً
دثراً ومالاً صامتاً وأثاثا
يا مالكَ ابنَ المالكينَ أرى الذي
كنَّا نُؤَملُ مِنْ إِيَابكَ راثَا
لَولا اعْتِمادُكَ كُنْتُ ذا مَنْدُوحَة ٍ
عَنْ بَرْقَعِيدَ وأَرْض باعِينَاثَا
والكَامِخِيَّة ُ لمْ تَكُنْ لي مَنْزِلاً
فمقَابِرُ اللَّذَّاتِ مِنْ قَبْرَاثَا
لمْ آتها من أيّ وجهِ جئتها
إلاَّ حسِبْتُ بيُوتَهَا أَجْدَاثَا
بَلَدُ الفِلاَحَة ِ لَوْ أَتاهَا جَرْوَلٌ
أَعْنِي الحُطَيْئَة َ لاعْتَدَى حَرَّاثَا
تَصْدا بِهَا الأَفْهَامُ بَعْدَ صِقَالِهَا
وَتَرُدُّ ذُكْرَانَ العُقُول إِنَاثَا
أرضٌُ خلعتُ اللهوَ خلعي خاتمي
فيها وطلقتُ السرورَ ثلاثا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
رقم القصيدة : 15716
-----------------------------------
أَنَا في ذِمَّة ِ الكَريمِ سُلَيْمَا
نَ السَّليمِ الهَوَى الرَّئيف المُهَامِ
نطتُ همي منهُ بهمة ِ قومٍ
ثَقَّلَتْ وَطْأتي على الأيَّامِ
بحسامِ اللسانِ والرأي أمضى
حين ينضى من الجرازِ الحسامِ
ماجدٌ أفرطتْ عنايتُه حتـ
ـتَى تَوهَّمْتُ أنَّها في المَنَامِ
ما تواجهت نحو أفق من الآ
فاقِ إلا وجدتُها من أمامي
كلَّ يومٍ ترى نوالَ أبي نصـ
لم أزلْ في دمامهِ المعظمِ المكـ
ـرمِ حتى ظننتهُ في ذمامي
يا سليمانُ ترَّفَ اللهُ أرضاً
أنتَ فيها بمستهلِّ الغمامِ
ولعمري لقدْ كُفيتُ لكَ الدَّعـ
ـوة َ إذْ كنتُ شاتياً بالشآمِ
أَنا ثَاوٍ بَحِمْصَ في كُل ضَرْبٍ
مَنْ ضُرُوبِ الإِكثَارِ والإِفحَامِ
كلُّ فدَّم أخافُ حينَ أراهُ
مقبلاً أن يشجني بالسلامِ
رَافِعاً كَفَّهُ لِبري فلا أَحْـ
ـسِبُه جاءَني لغَير اللطَامِ
فبحقي إلاَّ خَصَصْتَ أبا الطَّيْـ
يبِ عني بطيبٍ من سلامي
وثنَائي مِن قبلِ هذا ومِن بَعْـ
ـدُ وشُكْرِي غَضٌّ لعَبدِ السَّلاَمِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
رقم القصيدة : 15717
-----------------------------------
يومَ الفراقِ لقد خلقتَ عظيما
و تركتَ جسمي لا سقمتَ سقيما
ما للفراقِ تفرقت أعضاؤهُ
ما زَالَ يَعْصِفُ باللقِاءِ قَدِيما!
ما زِلْتُ بعدَكَ يا أَخي في حَسْرَة ٍ
و تلددٍ حتى أراك سليما
اقْرَ السّلامَ عليكَ مِني كُلَّما
جرت الرياحُ فانشقتكَ نسيما[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
رقم القصيدة : 15718
-----------------------------------
صَرْفُ النَّوَى لَيْسَ بالمَكِيثِ
يَنْبِثُ مَا لَيْسَ بالنَّبيثِ
هبتْ لأحبابنا رياحٌ
غَيْرُ سَوَاهٍ ولاَ رُيُوثِ
بدورُ ليلِ التمامِ حسناً
عينُ حقوفٍ، ظباءُ ميثِ
بَيْنَ الخَلاخِيل والأَساويـ
ـرِ والدَّمَاليجِ والرُّعُوثِ
مِنْ كُل رُعْبُوبَة ٍ تَرَدَّى
بِثَوْبِ فَيْنانها الأثيثِ
كالرَّشإ العَوْهَجِ اطَّباهُ
روعٌ إلى مغزلٍ رغوثِ
رَعَتْ جَنَابَيْ عُوَيْرِضَاتٍ
مِنْ خَزَماتٍ ومنْ شُثُوثِ
ولاحبٍ مشكلِ النواحي
مُنْخَرِقِ السَّهْلِ والوُعُوثِ
لم تُزْجَرِ العِيسُ في قَراهُ
مذُ عصرِ نوحٍ وعصرِ شيثِ
كأَنَّ صَوْتَ النَّعَامِ فيه
إذا دعا صوتُ مستغيثُ
قلصتهُ بالقلاصِ تهوي
بالوخدِ منْ سيرها الحثيثُ
مِنْ كُل صُلْبِ القَرَا مَعُوجٍ
وكل عَيْرَانَة ٍ دَلُوثِ
ذِي مَيْعَة ٍ مَشْيُه الدفَقَّى
وذاتِ لوثٍ بها ملوثِ
يطلبنَ منْ عقدِ وعدِ موسى
غَيْرَ سَحيلٍ ولانَكِيثِ
بنانُ موسى إذا استهلت
للنَّاسِ نابَتْ عَنِ الغُيُوثِ
حَيْثُ النَّدَى والسَّدَى جَميعاً
وملجأُ الخائفِ الكريثِ
حيثُ لبونُ النوالِ تهمي
غَيْرَ شَطُور ولا ثَلُوثِ
والمَجْدُ مِن تَالِدٍ قَدِيمٍ
ثَمَّ ومنْ طَارِفٍ حَدِيثِ
إنْ تستبثهُ تجدْ عراماً
مِنْ مُسْتَبَاثٍ لِمُسْتَبيثِ
وحَيَّة ً أُفْعُوانَ لِصْبٍ
يعيثُ في مهجة ِ العيوثِ
تغدو المنايا مسخراتٍ
وَقْفاً على سَمهِ النَّفيثِ
وصارمَ الشفرتينِ عضباً
غَيْرَ دَدَانٍ ولا أنِيثِ
لَيْثاً ولكنَّهُ حِمَامٌ
صبً انتقاماً على الليوثِ
أَنْكِدْ بِأَرْي النَّوَالِ مَا لمْ
يحلُ منَ العشبِ والجثوثِ
ما الجودُ بالجودِ أوْ تراهُ
ليسَ بنزرٍ ولا لبيثِ
طالَ المدى فاعتراكَ عتبٌ
منَ صادقِ الودَّ مستريثِ
خُذْها فَما نَالها بِنَقْصٍ
موتٌ جريرٍ ولا البعيثِ
وكُنْ كَرِيماً تَجِدْ كَرِيماً
في مَدْحِهِ يا أبا المُغِيثِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
رقم القصيدة : 15719
-----------------------------------
أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
والدَّمْعُ في دِمَنٍ عَفَتْ لا يَسْجُمُ !
يا موسمَ اللذاتِ غالتكَ النوى
بَعْدِي فرَبْعُكَ لِلصَّبَابَة ِ مَوْسِمُ!
ولقدْ أراكَ من الكواعب كاسياً
فاليومَ أنتَ مَنَ الكَواعِبُ مُحرِمُ
لَحَظَتْ بَشَاشَتَكَ الحَوادِثُ لحظَة ً
مازلتُ أحلمُ أنها لا تسلمُ
أين التي كانَتْ إذا شاءَتْ جرى
مِنْ مُقْلَتِي دَمْعٌ يُعَصْفِرُهُ دَمُ
بَيْضَاءُ تَسْرِي في الظَّلاَمِ فَيَكْتَسي
نُوراً وتَسْرُبُ في الضيَاءَ فيُظلِمُ
يستعذبُ المقدامُ فيها حتفهُ
فتَرَاهُ وهْوَ المُسْتَمِيتُ المُعْلمُ
مقسومة ٌ في الحسنِ بلْ هي غاية ٌ
فالحُسْنُ فيها والجَمَالُ مُقَسَّمُ
ملطومة ُ بالوردِ أطلقَ طرفُها
في الخَلْقِ فهْوَ مَعَ الْمَنُونِ مُحَكَّمُ
مَذِلَتْ ولمْ تكْتُمْ جفَاءَكَ تكْتَمُ
إِنَّ الّذِي يَمِقُ المَذُولَ لمُعْرَمُ
إنْ كانَ وَصْلُكِ آضَ وهْو مُحَرّمُ
منكِ الغداة َ فما السلوُّ محرَّمُ
عزمٌ يفلُّ الجيشَ وهوَ عرمرمٌ
ويردُّ ظفرَ الشوقِ وهوَ مقلمُ
وفَتًى إذا ظَلَمَ الزَّمانُ فمَا يُرَى
إلا إلى عزماتِهِ يتظلمُ!
لَوْلاَ ابنُ حَسَّانَ المُرَجَّى لمْ يَكُنْ
بالرقة ِ البيضاءِ لي متلومُ
شافهتُ أسبابَ الغنى بمحمدٍ
حتى ظننتُ بأنها تتكلمُ
قد تيمتْ منهُ القوافي بامرئٍ
مازَالَ بالمَعْرُوفِ وهْوَ مُتَيَّمُ
يحلو ويعذبُ إنْ زمانٌ نالهُ
بِغِنًى وتَلْتاثُ الخُطُوبُ فَيكْرُمُ
تلقاهُ إن طرقَ الزمانُ بمغرمٍ
شرهاً إليهِ كأنمَا هو مغنمُ
لا يحسبُ الإقلالَ عدماً بلْ يرى
أن المقلّ منَ المروءة ِ معدمُ
مازَالَ وهْوَ إِذَا الرجالُ تَوَاضَحُوا
عندَ المُقَدَّمِ حَيْثُ كانَ يُقَدَّمُ
يَحتَلُّ في سَعدِ بنِ ضَبَّة َ في ذُرَا
عَادِيَّة ٍ قَدْ كَلَّلْتها الأنْجُمُ
قومٌ يمجُّ دماً على أرماحِهمْ
يَوْمَ الوَغَى المُسْتَبْسِلُ المُسْتَلْئِمُ
يعلونَ حتى ما يشكُّ عدوهم
أن المنايا الحمرَ حيٌّ منهمُ
لو كانَ في الدنيا قبيلٌ آخرٌ
بإزَائِهمْ ماكانَ فِيهمْ مُصْرِمُ
ولأنتَ أوضحُ فيهمُ من غرة ٍ
شدختْ وفازَ بها الجوادُ الأدهمُ
تَجْري على آثارِهِمْ في مَسْلَكٍ
ماإِنْ لَهُ إِلاَّ المَكَارمَ مَعْلَمُ
لَمْ يَنْا عَني مَطْلَبٌ ومُحَمَّدٌ
عونٌ عليه أو إليهِ سلَّمُ
لم يذعرَ الأيامَ عنكَ كمرتدٍ
بالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أخِيهِ ويُفْهِمُ
مِمَّنْ إِذا ما الشَّعْرُ صَافَح سَمْعَه
يَوْماً رَأيتَ ضَمِيرَهُ يَتبَسَّمُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
رقم القصيدة : 15720
-----------------------------------
هذا كِتاب فَتى ً له هِمَمٌ
ساقت إليك رجاءهُ هممهْ
غلَّ الزمانُ يدي عزيمتهِ
وهَوَتْ بِهِ مِنْ حالِقٍ قَدَمُهْ
و تواكلتهُ ذوو قرابتهِ
وطَواهُ عن أَكفائِهِ عَدَمُهْ
افضى إليك بسرهِ قلمٌ
لو كان يعقلهُ بكى قلمهُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
رقم القصيدة : 15721
-----------------------------------
أبا سعيدٍ وما وصفي بمتهمٍ
على الثَّناء ولا شُكري بمخْتَرَمِ
لئنْ جحدتُكَ ما أوليتَ من حسنٍ
إِن لَفي اللُّؤْمِ أوْلى مِنْكَ في الكَرَمِ
أنسى ابتسامك والألوانُ كاسفة ً
تَبَسُّمَ الصُّبْحِ في دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
كذا أخوكَ الندى لو أنَّهُ بشرٌ
لمْ يُلفَ طرفة َ عينٍ غير مبتسمِ
رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهي في صَحِيفَتِهِ
ردَّ الصقالِ بماء الصارِمِ الخذمِ
وما أبالي وخيرُ القولِ أصدَقُهُ
حقنتَ لي ماءَ وجهي أو حقنتَ دمي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
رقم القصيدة : 15722
-----------------------------------
قلْ للأمير لقدْ قلدتني نعماً
فُتَّ الثَّنَاءَ بِهَا ماهَبَّتِ الريحُ
يا مَانِحي الجَاهَ إِذْ ضَنَّ الجَوَادُ بهِ
شكريكَ ما عشتُ للأسماعِ ممنوحُ
لمْ يلبسِ اللهُ نوحاً فضلَ نعمتهِ
إلاَّ لِمَا بَثَّهِ مِنْ شُكْرِهِ نُوحُ
ذمتْ سماحتهُ الدنيا إليهِ، فما
يُمْسِي ويُصْبِحُ إلاَّ وهْوَ مَمْدُوحُ
ولِلأُمُورِ إذَا الآراءُ ضِقْنَ بِهَا
يومَ التجادلِ منِ آرائهِ فيحُ
لَمْ يُغْلِقِ اللَّهُ بَابَ العُرْفِ عن أَحَدٍ
بابُ الأميرِ لهُ المألوفُ مفتوحُ
لنْ يَعْدَمَ المَجْدَ مَنْ كانَتْ أوائِلُهُ
منْ آلِ كسرى البهاليلُ المراجيحُ
مُوري الفُؤَادِ، فَلَوْ كانتْ بِعَزْمَتِهِ
تذكى المصابيحُ لم تخبُ المصابيحُ
كأنَّهُ لاجتِماعِ الرُّوحِ فيه لَهُ
منْ كلِّ جارحة ً في جسمهِ روحٌ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
رقم القصيدة : 15723
-----------------------------------
متَى كانَ سَمْعي خُلْسَة ً لِلَّوَائِمِ
وكيف صغتْ للعاذلاتِ عزائمي؟!
إذا المرءُ أبقى بينَ رأييهِ ثلمة ً
تسدُّ بتعنيفٍ فليسَ بحازمِ
سأوطئُ أهلَ العسكر الآنَ عسكراً
مِنَ الذُّل مَحَّاءً لِتِلْكَ المَعَالِمِ
فإني ما حوزفتُ في طلبِ العلى
ولكنكُم حورفتمُ في المكارمِ
رويداً يقرُّ الأمرُ في مستقرهِ
فمَا المَجْدُ عَمَّا تَفْعَلُونَ بِنَائمِ
ومالِيَ من ذَنْبٍ إلى الرزْقِ خِلْتُهُ
سوى أملي إياكمُ للعظائمِ
بعَيْن العُلى أصْبَحْتُمُ بينَ هَادِمٍ
دعائمها الطولى وبانٍ كهادمِ
لعمرُ النوى لا زلتُ بعدَ محمدٍ
مسحاً عليهِ بالدموعِ السواجمِ
فَتًى فَيْصَليُّ العَزْمِ يَعْلَمُ أَنَّهُ
نشا رأيهُ بين السيوفِ الصوارمِ
إذا سارَ فيه الظنُّ كان بكلِّ ما
يُؤمَّلُ مِنْ جَدْوَاهُ أَوَّلِ قَادِمِ
أسأءتْ يداهُ عشرة المال بالندى
وأحسنتَا فينا خلافة َ حاتمِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
رقم القصيدة : 15724
-----------------------------------
إنَّ عهداً لو تعلمانِ ذميما
أَنْ تَنَامَا عَنْ لَيْلَتِي أو تُنِيمَا
كنتُ أرعى البُدُورَ حتَّى إذَا ما
فارَقُوني أمسَيْتُ أرعَى النُّجُومَا
قَدْ مَرَرْنا بالدَّارِ وهْيَ خَلاءٌ
وبكينا طلولها والرسوما
وسألنا ربوعَها فانصرفْنا
بسَقَامٍ وما سَأَلْنا حَكيمَا
أصبَحَتْ رَوْضَة ُ الشبَابِ هَشِيماً
وغدتْ ريحُهُ البليلُ سمومَا
شعلة ٌ في المفارقِ استودعتني
في صَمِيمِ الفُؤَادِ ثُكْلاً صَمِيما
تستثيرُ الهمومُ ما اكتنَّ منها
صعداً وهي تستثيرُ الهموما
غرُّة ٌ بُهمة ٌ ألا إنَّما كنْـ
تُ أَغَرًّا أَيَّامَ كنتُ بهيمَا
دِقَّة ٌ في الحَياة ِ تُدْعَى جَلاَلاً
مثلما سميَ اللديغُ سليما
حَلَّمَتْنِي زعَمتُمُ وأَرَانِي
قبلَ هذا التحليمِ كنتُ حليما
من رأى بارقاً سرى صامتياً
جادَ نجداً سهولَها والحزُومَا؟
يُوسُفِيّاً مُحَمَّدِيّاً حَفِيّاً
بذليلِ الثرى رؤوفاً رحيما
فسقى طيئاً وكلْباً ودودا
نَ وقيْساً ووائِلاً وتَمِيما
لنْ يَنَالَ العُلَى خُصُوصاً مِنَ الفِتْ
يَانِ مَنْ لم يَكُنْ نَدَاهُ عُمُومَا
نشأتْ من يمينه نفخاتٌ
ماعليها أَلاَّ تكونَ عُيُومَا
ألبستْ نجداً الصنائعَ لا شيـ
ـحاً ولا جنبة ً ولا قيصومَا
كَرُمَتْ رَاحَتَاهُ في أَزَمَاتٍ
كانَ صَوْبُ الغَمَامِ فيها لَئيما
لا رُزِيْنَاهُ ما أَلذَّ إذا هُزَّ
وأندى كفاً وأكرمَ خيما!
وَجَّهَ العِيسَ وهْيَ عِيسٌ إلى الله
فآلتْ مِثْلَ القِسِي حَطِيما
وأحقُّ الأقوامِ أن يقضي الديـ
ـنَ امرؤٌ كان للإلهِ غريمَا
في طريقٍ قد كانَ قبلُ شراكاً
ثم لمَّا علاهُ صارَ أديما
لمْ يحدِّثْ نفساً بمكة َ حتى
جازتِ الكهفَ خيلهُ والرقيما
حَرَمُ الدينِ زَارَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ
يُبْقِ للكُفْرِ والضَّلاَلِ حَريمَا
حِينَ عَفَّى مَقَامَ إِبليسَ سَامَى
بالمَطَايَا مَقَامَ إبراهيما
حَطَمَ الشرْكَ حَطْمَة ً ذَكَّرَتْهُ
في دُجَى الليل زَمْزَماً والْحَطيمَا
فاضَ فَيْضَ الآتي حتَّى غدَا المَوْ
سمُ من فضلِ سيبهِ موسوما
قد بلونا أبا سعيدٍ حديثاً
وبَلْونا أَبَا سعيدٍ قَديما
ووَرَدْناهُ سَاحِلاً وَقَلِيباً
ورَعَيْنَاهُ بارضاً وجَميما
فَعَلِمْنا أَنْ لَيْسَ إِلاَّ بِشِق النَّـ
ـفس صار الكريمُ يدعى كريما
طلبُ المجدِ يورثُ المرءَ خبلاً
وهُمُوماً تُقَضْقِضُ الحَيْزُومَا
فتَرَاهُ وهْوَ الْخَلِيُّ شَجيّاً
وتراهُ وهوَ الصحيحُ سقيما
تجدُ المجدَ في البرية منثو
راً وتَلْقَاهُ عِنْدَهُ مَنْظُومَا
تيمته العلى فليسَ يعُدُّ الـ
بُؤْسَ بُؤْساً ولا النَّعِيمَ نَعِيمَا
وتؤامُ الندى يري الكرمَ الفا
ردَ في أكثر المواطنِ لومَا
كُلَّما زُرْتُهُ وجَدْتُ لَدَيْهِ
نَسَباً ظاعِناً ومجْداً مُقيما
أجدرُ الناس أن يُرى وهو مغبو
نٌ وهيهاتَ أن يُرى مظلوما
كلُّ حالٍ تَلْقَاهُ فيها ولكنْ
ليس يُلقى في حالة ٍ مذمُوما
وإذا كانَ عارضُ الموتِ سحاً
خَضِلاً بالرَّدَى أجَشَّ هَزِيمَا
في ضِرَامٍ مِنَ الوَغَى واشتِعَالٍ
تحسبُ الجوَّ منهما مهموما
واكتَسَتْ ضَمّرُ الجَيادِ المَذَاكي
من لباسِ الهيجا دماً وحميما
في مَكَرٍّ تَلُوكُها الحَرْبُ فيهِ
وهْيَ مُقْوَرَّة ٌ تَلُوكُ الشَّكيمَا
قمتَ فيها بحجة اللهِ لمَّا
أنْ جعلتَ السيوفَ عنكَ خصوما
فتحَ الله في اللواء لكَ الخا
فقِ يومَ الاثنين فتحاً عظيما
حوَّمَتْه ريحُ الجَنُوبِ ولَنْ يُحْـ
ـمدَ صيدُ الشاهين حتى يحوما
في غَدَاة ٍ مَهْضَوبَة ٍ كان فيها
ناضِرُ الرَّوضِ للسَّحَاب نَدِيمَا
لُينَتْ مُزْنُها فكانتْ رهاماً
وسجتْ ريحُها فكانت نسيما
نعمة ُ اللهِ فيكَ لا أسألُ اللـ
هَ إليْهَا نُعْمَى سِوَى أنْ تَدُومَا
ولو أني فعلتُ كنتُ كمنْ يسـ
ـألهُ وهو قائمٌ أن يقومَا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
رقم القصيدة : 15725
-----------------------------------
أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
فَلِلْمَنَازِلِ سَهْمٌ في سَوَافِحَهَا
أشلى الزمانُ عليها كلَّ حادثة ٍ
وفرقة ٍ تظلمُ الدنيا لنازحها
حَلَفْتُ حَقّاً، لقَدْ قَلَّتْ مَلاَحتُهَا
بمنْ تخرمُ عنها منْ ملائحها
إِنْ تبْرَحَا وتَبَاريحي على كَبدٍ
ما تستقرُّ، فدمعي غيرُ بارحها
دَارٌ أُجِلُّ الهَوَى عنْ أن أُلِمَّ بها
في الركبِ إلاَّ وعيني منْ منائحها
إذا وصفتُ لنفسي هجرها جمحتْ
ودائعُ الشوقِ في أقصى جوانحها
وإنْ خَطَبْتُ إِليْهَا صَبْرَها جعَلَتْ
جِرَاحَة ُ الوَجْدِ تَدْمى في جَوَارِحِهَا
ما للفيافي وتلكَ العيسُ قد خزمتْ
فلمْ تظلمْ إليها منْ صحاصحها؟
فُتْلٌ إِذا ابْتَكَرَ الغَادي على أَمَلٍ
خلفنهُ يزجرُ الحسرى برائحها
تُصْغي إلى الحَدْوِ إصْغَاءَ القِيان إلى
نَغْمٍ إِذَا استغْرَبَتْهُ مِنْ مُطَارِحِهَا
حتَّى تَؤُوبُ كأَنَّ الطَّلْحَ مُعْتَرِضٌ
بشوكهِ في المآقي من طلائحها
إلى الأكارمِ أفعالاً ومنتسباًَ
لمْ يَرْتَعِ الذَّمُّ، يَوْماً، في طَوائِحها
آسَاسُ مَكَّة َ والدُّنْيا بِعُذْرِتِها
لَمْ يَنزِلِ الشَّيْبُ في مَثْنَى مسَائِحِها
قومٌ همُ أمنوا قبلَ الحمام بها
من بينِ ساجعها الباكي ونائحها
كانُوا الجِبالَ لها قَبْلَ الجِبالِ وهُمْ
سالوا ولمْ يكُ سيلٌ في أباطحها
والفَضْلُ إِنْ شَمِل الإظلامُ سَاحَتَها
مصباحها المتجلي منْ مصابحها
منْ خيرها مغرساً فيها ووسعها
شِعْباً تُحَطُّ إليه عِيرُ مادِحِها
لا تَفْتَ تُزْجِي فَتِيَّ العِيسِ سَاهِمَة ً
إلى فَتَى سِنها مِنْهَا وقَارِحِها
حتى تناولَ تلكَ القوسَ باريها
حقّاً وتُلقي زِنَاداً عنْدَ قَادِحِها
كأنَّ صاعقة ً في جوفِ بارقة ٍ
زئيرهُ واغلاً في أذنِ نابحها
سِنَانُ مَوْتٍ ذُعَافٍ مِن أَسَنَّتها
صفيحٌ تتحامى من صفائحها
ذُر تُدْرَإِ وإِبَاءٍ في الأُمورِ وهَلْ
جَواهِرُ الطَّيْرِ إلاَّ في جَوارِحِهَا!
هشماً لأنفِ المسامي حينهُ فسما
لهاشمٍ، فضلها فيها ابنُ صالحها
ياحَاسِدَ الفَضْلِ لا أَعْرِفْكَ مُحْتَشِداً
لِغَمْرَة ٍ أَنْتَ عِنْدِي غَيْرُ سَابِحها
لكوكبٍ نازحٍ من كفٍّ لامسهِ
وصخرة ٍ وسمها في قرنِ ناطحها
ولاتَقُلْ إنَّنَا مِن نَبْعَة ٍ فلقَدْ
بانَتْ نَجائِبُ إبْلٍ مِنْ نَواضِحِها
سَميْدَعٌ يَتَغَطَّى مِن صَنائِعِه
كما تَغَطّى رجالٌ مِن فَضَائِحها
وفارة ُ المسكِ لا يخفي تضوعها
طولُ الحجابِ ولا يزري بفائحها
للّه دَرُّكَ في الخَوْدِ الَّتي طَمَحَتْ
مَا كَانَ أرقَاكَ يا هَذَا لِطَامِحِها
نقية ُ الجيبِ لا ليلٌ بمدخلها
في بَابِ عَيْبٍ ولاصُبْحٌ بِفَاضِحِها
أخذتها لبوة َ العريس ملبدة ً
في الغَابِ والنَّجْمُ أَدْنَى مِنْ مَنَاكِحِهَا
لَوْ أَنَّ غَيْرَ أبِي الأَشْبَالِ صافَحَها
شَكَّتْ بِمَخْلَبها كَفَّيْ مُصافِحِها
جاءتْ بصقرينِ غطريفينِ لو وزنا
بهضبِ رضوى إذاً مالا براجحها
بِهَاشِميَّيْنِ بَدْريَّيْنِ إِن لَحَجَتْ
مغَالِقُ الدَّهْرِ كانا مِن مَفَاتِحِها
نصلانِ قدْ أثبتا في قلبِ شائنها
نارينِ أوقدتا في كشحِ كاشحها
وكذبَ اللهُ أقولاً قرنتَ بها
بِحُجَّة ٍ تُسْرَجُ الدُّنْيَا بِوَاضِحها
مُضِيئَة ٍ نَطَقتْ فينا كما نَطقَتْ
ذبيحة ُ المصطفى موسى لذابحها
لئنْ قلبيكَ جاشتْ بالسماحة ِ لي
لقَدْ وَصَلْتُ بِشُكْرِي حَبْلَ ماتِحِهَا
وقدْ رأتني قريشٌ ساحباً رسني
إليْكَ عَنْ طَلْقها وَجْهَاً وَكالحها
إِذَا القَصَائِدُ كانَتْ مِنْ مَدَائِحهمْ
فأَنت لاشَك عِنْدي مِنْ مَدَائِحِها
وإنْ غرائبها أجدبنَ منْ بلدٍ
كانَتْ عَطاياكَ أَنْدَى مِنْ مَسارِحِها[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
رقم القصيدة : 15726
-----------------------------------
عَسَى وَطَنٌ يَدْنُو بهِمْ ولَعَلَّما
وأنْ تعتبَ الأيامُ فيهمْ فربَّما
لهمْ منزلٌ قد كان بالبيض كالمها
فَصِيحُ المَغَاني ثُمَّ أصبحَ أعجمَا
ورَدَّ عُيُونَ النَّاظِرينَ مُهَانَة ً
وقد كانَ مما يرجعُ الطرفُ مكرما
تبَدَّلَ غاشِيهِ بريمٍ مُسَلمٍ
تردى رداءَ الحسن طيفاً مسلِّما
ومن وشي خد لم ينمنمْ فرندُه
معالمَ يذكرنَ الكتابَ المنمنا
وبالحلْي إِنْ قَامَتْ تَرَنَّمَ فَوْقَها
حَماماً إذا لاقى حَمَاماً تَرَنَّما
وبالخَدْلة ِ السَّاقِ المُخَدَّمة ِ الشَّوَى
قَلائِصَ يَتْبَعْنَ العَبنَّى المُخَدَّما
سَوَارٍ إذا قاتَلْنَ مُمْتَنِعَ الفَلا
جَعَلْنَ الشَّعَارَيْنِ الجَدِيلَ وشَدْقَما
إلى حائِطِ الثَّغْرِ الذي يُورِدُ القَنَا
من الثغرة ِ الريا القليبَ المهدَّما
بسابغ معروف الأمير محمدٍ
حدا هجماتِ المال منْ كانَ مصرِما
وحطَّ الندى في الصامتينَ رحلَه
وكانَ زَمَاناً في عَدِي بن أخْزَما
يرَى العَلْقَمَ المَأْدُومَ بالعِز أريَة ً
يمانِيَة ً والأريَ بالضَّيْم عَلقَمَا
إذا فرشوهُ النصفَ ماتتْ شذاتُه
وإن رتُعوا في ظُلْمِهِ كانَ أظلَما
لقَدْ أصبحَ الثُّغْرَان في الدَّينِ بَعْدَما
رأوا سرعان الذلِّ فذاً وتوءمَا
وكنتَ لِنَاشيهمْ أَباً ولِكَهْلِهِم
أخاً ولذي التقويس والكبرة آبنما
ومَنْ كان بالبيض الكواعِب مُغْرَماً
فمَا زلْتَ بالبيض القَواضِب مُغْرما
ومنْ تيمت سمرُ الحسان وأدمُها
فمَا زلْتَ بالسُّمْر العَوالي مُتَيَّمَا
جدعتَ لهمْ أنفَ الضلال بوقعة ٍ
تَخَرَّمتَ في غَمَّائِها مَنْ تَخرَّمَا
لئنْ كانَ أمسى في عقرقسَ أجدَعا
لمنْ قبلُ ما أمسى بميمذ أخرما
ثَلِمْتَهُمُ بالمشْرَفي وقلَّما
تثلَمَ عزُّ القومِ إلا تهدَّما
قطعتَ بنانَ الكفرِ منهمْ بميمذٍ
وأتبعتها بالرومِ كفاً ومعصما
وكم جَبلٍ بالبذ مِنْهُمْ هدَدْتَه
وغاوٍ غوى حلَّمْتَه لو تحلَّما!
ومُقْتَبَلٍ حَلَّتْ سُيُوفُكَ رَأْسَهُ
ثغاماً ولولا وقعُها كانَ عظلما
فلمَّا أَبَت أحكَامَه الشيْبَة ُ اغتَدَى
قناكَ لما قدْ ضيعَ الشيبُ محكما
إذا كنت للألوى الأصمِّ مُقوماً
فأوردْ وريديهِ الأصمَّ المقوَّما
ولما التقى البشرانِ أنقعَ بشرُنا
لِبشْرِهِمِ حَوْضاً مَنَ الصَّبْرِ مُفْعَما
وسَاعدَه تحتَ البَياتِ فَوارسٌ
تخالُهمُ في فحمة ِ الليلِ أنجُما
وقد نثرتهُمْ روعة ٌ ثمَّ أحدقوا
به مثلما ألفتَ عقداً مُنظَّما
بسافِر حُر الوَجْهِ لَوْ رَامَ سوْءَة ً
لَكانَ بجلباتِ الدُّجَى مُتَلثَّما
مثلتَ له تحتَ الظلامِ بصورة ٍ
على البعدِ أقنتهُ الحياءَ فصمَّما
كَيُوسُفَ لَمَّا أَنْ رَأَى أَمْرَ رَبه
وقدْ همَّ أن يعروريَ الذنبَ أحجمَا
وقدْ قالَ إما أن أغادرَ بعدَها
عظيماً وإما أن أغادرَ أعظُما
ونعمَ الصريخُ المستجاشُ محمدٌ
إذا حَنَّ نَوْءٌ لِلمَنايا وأرزَما
أشاحَ بفتيان الصباحِ فأكرهُوا
صدورَ القنا الخطيِّ حتى تحطما
هو افترع الفتحَ الذي سارَ معرِقاً
وأنجَدَ في عُلو البلادِ وأتْهَمَا
لَهُ وقْعة ٌ كانتْ سَدى ً فأنَرْتَها
بأخرى وخيرُ النصرِ ما كانَ مُلحَمَا
هُما طرفَا الدهر الذي كان عهدُنا
باوَّلهِ غُفْلاً فَقد صَارَ مُعْلَما
لقَدْ أذكرَانا بأْسَ عَمْروٍ ومُسْهرٍ
وَما كانَ مِنْ إسْفِنْدِيَاذَ ورُسْتَما
رأَى الرُّومُ صُبْحاً أنَّها هيَ إذْ رَأَوْا
غَداة َ التَقَى الزَّحْفَانِ انَّهما هَما
هزبرا غريفٍ شدَّ منْ أبهريهما
ومتنيهما قربُ المزعفرِ منهما
فأُعطِيتَ يَوْماً لَو تَمَنَّيْتَ مِثْلَه
لأعجَزَ رَيْعَانَ المُنى والتَّوهُّما
لحقتهما في ساعة ٍ لو تأخرتْ
لقدْ زجرَ الإسلامُ طائرَ أشأما
فلَوْ صَحَّ قَوْلُ الجَعْفَريَّة ِ في الذي
تنصُّ من الإلهامِ خلناك مُلهما
فإِنْ يَكُ نْصرَانِيّاً النَّهْرُ آلِسٌ
فقَدْ وَجَدُوا وَادِي عَقَرْقُسَ مُسْلِما
به سبتوا في السبتِ بالبيض والقنا
سُبَاتاً ثَوَوْا مِنه إلى الْحَشْرِ نُوَّما
فلوْ لمْ يقصرْ بالعروبة ِ لم يزلْ
لنَا عُمُرَ الأيامِ عِيداً ومَوْسِما
وما ذكر الدهرُ العبوسُ بأنَّه
له ابنٌ كيومِ السبتِ إلا تبسما
ولَمْ يَبْقَ في أرضِ البقلاَّر طائرٌ
ولا سَبُعٌ إِلاَّ وقَدْ بَاتَ مُولِما
ولا رَفَعُوا في ذلكَ اليَوْم إِثْلباً
ولا حَجَراً إلاَّ رأَوْا تَحْتَه دمَا
رُمُوا بابن حَرْب سَلَّ فيهمْ سُيُوفَه
فكانت لنا عرساً وللشركِ مأتما
أَفَظُّ بَني حَوّاءَ قَلْباً عليهمِ
ولم يقسُ منه القلبُ إلا ليرحما
إذا أجرموا قنا القنا من دمائهم
وإن لمْ يجدْ جُرما عليهم تجرَّما
هوَ الليثُ ليثُ الغابِ بأساً ونجدة ً
وإِنْ كان أحْيَا مِنْه وَجْهاً وأكرَمَا
أشدُّ ازدلافاً بينَ درعينِ مُقبلاً
وأحسنُ وجهاً بين بردينِ مُحرما
جَديرٌ إذا ما الْخَطْبُ طَالَ فلَمْ تُنَلْ
ذؤابته أنْ يجعل السيفَ سُلما
كَريمٌ إذا زُرْنَاهُ لَمْ يقتَصِرْ بنا
على الكرمِ المولودِ أو يتكرَّمَا
تَجَشَّمَ حَمْلَ الفَادِحَاتِ وقَلَّما
أقيمتْ صدور المجدِ إلا تجشما
وكنتُ أخَا الإعدَامِ لَسْنَا لِعَلَّة ٍ
فكم بكَ بعدَ العُدمِ أغنيتُ معدِما
وإذْ أَنَا مَمْنُونٌ عليَّ ومُنْعَمٌ
فأصبحتُ من خضراءِ نعماكَ منعما
ومنْ خدمَ الأقوامَ يرجُوا نوالهمْ
فإنِّي لمْ أخدمكَ إلا لأخدَما![/font]
[font=&quot] [/font]​
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
رقم القصيدة : 15727
-----------------------------------
سقى الله من اهوى على بعدِ نائهِ
وإعْرَاضِه عني وطُولِ جَفَائِهِ
أبى اللهُ الاَّ أن كلفتُ بحبهِ
فأصبحتُ فيه راضياً بقضائِهِ
وأفرَدْتُ عَيْني بالدُّموعِ فأصبَحَتْ
وَقَدْ غَصَّ منها كلُّ جَفْنٍ بِمائِهِ
فإِنْ مِتُّ مِنْ وَجْدٍ بهِ وصَبابَة ٍ
فكم مِنْ مُحِبٍّ ماتَ قَبْلي بِدائِهِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
رقم القصيدة : 15728
-----------------------------------
سَعِدَتْ غَرْبَة ُ النَّوى بِسُعَادِ
فهيَ طوعُ الإتهامِ والإنجادِ
فارَقتْنَا ولِلْمَدَامِعِ أَنْوَا
ءٌ سَوَارٍ عَلَى الخُدُودِ غَوَادِ
كُلَّ يَومٍ يَسْفَحْنَ دَمْعَاً طَريفاً
يُمْتَرَى مُزْنُهُ بشَوْقٍ تِلادِ
واقعاً بالخدودِ والحرِّ منهُ
واقعٌ بالقلوبِ والأكبادِ
وعلى العيسِ خردٌ يتبسم
نَ عنِ الأشنبِ الشتيتِ البرادِ
كان شوكَ السيالِ حسناً فأمسى
دونهُ للفراقِ شوكُ القتادِ
شابَ رأسي ، وما رأيتُ مشيبَ الرأ
سِ إلاَّ منْ فضلِ شيبِ الفؤادِ
وكَذاكَ القُلُوبُ في كُل بُؤْسٍ
ونَعِيمٍ طَلائعُ الأجْسَادِ
طَالَ إنْكَارِيَ البَيَاضَ وإِنْ عُمرْ
تُ حيناً، أنكرتُ لونَ السوادِ
نَالَ رَأْسِي منْ ثُغْرَة ِ الهم مالَمْ
يَسْتَنِلْهُ مِنْ ثُغْرة ِ المِيلادِ
زارني شخصهُ بطلعة ضيمٍ
عمرتْ مجلسي من العوادِ
يَا أَبا عبد اللَّه أَوْرَيْتَ زَنْدَاً
في يدي كان دائمَ الإصلادِ
أنت جبتَ الظلامَ عن سبل الآ
لِ إذْ ضلَّ كلُّ هادٍ وحادِ
فكأنَّ المغذِّ فيها مقيمٌ
وكأَنَّ السّاري عَلَيْهِن غَادِ
وضياءُ الآمالِ أفسحُ في الطر
فِ وفي القلبِ منْ ضياءِ البلادِ
كان في الأَجْفَلَى وفي النَّقَرَى عُرْ
فُكَ نَضْرَ العُمومِ نَضْرَ الوِحَادِ
ومنَ الحظِّ في العلى خضرة ُ المعرو
ف في الجَمْعِ منْهُ والإِفْرَادِ
كُنْتُ عَنْ غَرْسِهِ بعيداً فأَدْنَتْـ
ـنِي إليه يَداكَ عنْدَ الجِدَادِ
سَاعَة ً لو تَشاءُ بالنصْف فيها
لمنعتَ البطاءَ خصلَ الجيادِ
لَزِمُوا مَرْكزَ النَّدَى وذَرَاهُ
وعدتنا عنْ مثل ذاكَ العوادي
غيرَ أنَّ الرب إلى سبلِ الأنوا
ءِ أدنى والحظُّ حظُّ الوهادِ
بعدما أصلت الوشاة ُ سيوفاً
قَطعَتْ فيَّ وهْيَ غَيْرُ حِدَادِ
من أَحَاديثَ حينَ دَوَّخْتَها بالرّأْ
ي كانتْ ضعيفة َ الإسنادِ
فنَفَى عنْكَ زُخْرُفَ القَوْلِ سَمْعٌ
لمْ يَكُنْ فُرْصَة ً لغَيْرِ السَّدَادِ
ضَرَبَ الحلْمُ والوقارُ عليْه
دُونَ عُورِ الكلاَمِ بالأَسْدَادِ
وحوانٍ أبتْ عليها المعالي
أَنْ تُسَمَّى مَطِيَّة َ الأَحْقَادِ
ولعمري أنْ لو أضحتَ لأقدم
تَ لحتفي ضغينة َ الحسادِ
حملَ العبءَ كاهلٌ لكَ أمسى
لخطوبِ الزمان بالمرصادِ
عَاتقٌ مُعْتَقٌ منَ الهُونِ إلاَّ
منْ مُقَاسَاة مَغْرَمٍ أَو نَجادِ
للحمالات والحمائل فيه
كلحوب المواردِ الأعدادِ
مُلئَتْكَ الأَحْسَابُ أَيُّ حيَاءٍ
وحَيَا أَزْمَة ٍ وحَيَّة ٍ وَادِ!
لَوْ تَرَاخَتْ يَدَاكَ عَنْهَا فُوَاقاً
أكلتها الأيامُ أكلَ الجرادِ
أنتَ نَاضَلْتَ دُونَها بِعَطَايَا
رَائحاتٍ عَلَى العُفَاة غَوَادي
فإذا هلهلَ النوالُ أتتنا
ذاتَ نيرينِ مطبقاتُ الأيادي
كُلُّ شَيءٍ غَثٌّ إِذَا عَادَ والـ
معروفُ غثٌّ ما كانَ غيرَ معادِ
كَادَتِ المَكْرُمَاتُ تَنْهَدُّ لَوْلاَ
أنها أيدتْ بخيرِ إيادِ
عندهمْ فرجُ اللهيف وتص
ديقُ ظنونِ الزوارِ والروادِ
بِأَحَاظِي الجُدُود لا بلْ بِوْشكِ
الجد لا بلْ بسُؤْدَد الأجدَادِ
وكأنَّ الأعناقَ يومَ الوغى أوْ
لَى بِأَسْيَافهمْ منَ الأَغْمَادِ
فإذا ضلتِ السيوفُ غداة َ الرو
عِ كانتْ هوادياً للهوادي
قد بَثَثْتُمْ غَرْسَ المَودَّة والشَّحْـ
ـنَاءِ في قَلْب كل قَارٍ وَبادِ
أبغَضُوا عزَّكُمْ ووَدُّوا ندَاكُمْ
فقروكمْ من بغضة ٍ وودادِ
لاعَدَمْتُمْ غَريب مَجْدٍ رَبَقْتُمْ
في عُرَاهُ نَوافرَ الأَضْدَاد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
رقم القصيدة : 15729
-----------------------------------
قلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى
والمَجْدِ زَادَ اللَّهُ في إكرامِهِ
يا وَاهِبَ العِيسِ الهَمُوس برَحْلِها
والأعوجيِّ بسرجِه ولجامِهِ
والحامِلَ الأقوامَ فوقَ سلاهبٍ
والحاكيَ الرئبالَ في إقدامِهِ
والواهِبَ الصَّمصامة َ السيفَ الذي
يجري زعافُ الموتِ في إسطامِهِ
أنتَ المُبَاري الريحَ في نَفَخاتها
والمستهينُ معَ الندى بملامِهِ
فمنَ أينَ أرْهَبُ أَنْ يَرَاني رَاجلاً
أحَدٌ وما أرجُو سِوَى أيَّامِهِ
أحملْ هداكَ اللهُ رجلي يا بنَ منْ
جادَتْ يداهُ بنهدِهٍ وغلامِهِ
قسمَ الحياءُ على الأنامِ جميعهمْ
فذهبتَ أنتَ فقدتَهُ بزمامِهِ
وتَقَسَّمَ النَّاسُ السَّخَاء مُجَزَّأً
وذهَبْتَ أنتَ برَأْسِهِ وسَنَامِهِ
وتَركْتَ لِلنَّاسِ الإهَابَ ومابَقَى
منْ فرثِهِ وعروقهِ وعظامِهِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> سماء غريبة
سماء غريبة
رقم القصيدة : 1573
-----------------------------------
إن توزّعَ نفسكَ بَينَ فتاتين
بين بلادين
من حرسٍ وأناناس
بينهما ، أنتَ ملتصق بالزجاجة
في حانةٍ ، تتقافز فيها الصراصيرُ
كانتْ لك الكلمات الطريقَ إلى النخلِ ..
من أين جاءوا بأسوارهم
فانتحيتَ تراقبُ
ضوءَ الصواري البعيدةِ
يخبو ، ويصعدُ
بين الشهيق، وبين الزفير
معادلة مرة
أن تظلَّ كما أنتَ
ملقىً على الرمل
ترسم أفقاً ، وتمحوه
برقاً ، وتجلوه
إن السماءَ القريبةَ ، أشهى
السماء البعيدة .. أبهى
لكن أحذية الحرس الملكي
ستحجب عنك فضاء الحنين المعرّش
ما بين أزهار قلبك، والنافذة
معادلة صعبة
أن أبدل حلماً ، بوهمٍ
وأنثى ، .. بأخرى
ومنفى ، بمنفى
وأسألُ:
أين الطريق ؟[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
رقم القصيدة : 15730
-----------------------------------
أفنيتُ فيك معانيَ الشكوى
وَصفاتِ ما ألْقَى مِنَ البَلوَى
قلبتُ آفاقض الكلامِ فما
أبصرتني أغفلتُ عن معنى
وَأعُدّ ما لا أشْتَكي غَبناً،
فأعُودُ فيهِ مَرّة ً أُخْرَى
فلو أنّ ما أشكو إلى بشرٍ
لأرَاحَني مِنْ ذِلّة ِ الشّكوَى
لكنما أشكو إلى حجرٍ
تنبو المعاولُ عنهُ أو أقسى
ظَبْيٌ بِمَبْكاهُ وَمَضْحَكِهِ
فينا تنيرُ وتظلمُ الدنيا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
رقم القصيدة : 15731
-----------------------------------
سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ
وروضَ حاضرٌ منهُ وبادِ
نزَحْتُ به رَكِيَّ العيْنِ لمَّا
رأيتُ الدمعَ منْ خير العتادِ
فَيا حُسْنَ الرُّسُومِ وما تَمَشَّى
إليْهَا الدَّهْرُ في صُوَرِ البعَادِ
وإِذْ طَيْرُ الحَوادث في رُباها
سَواكنُ، وَهْيَ غَنَّاءُ المَرَادِ
مَذَاكي حَلْبَة ٍ وشُرُوبُ دَجْنٍ
وسَامرُ فتْيَة ٍ وقُدُورُ صَادِ
وأعينُ ربربٍ كحلتْ بسحرٍ
وأَجسادٌ تُضَمَّخُ بالجَسادِ
بزهرٍ والحذاقِ وآلِ بردٍ
وَرَتْ في كل صَالحَة ٍ زَنَادي
وإنْ يكُ منْ بني أددٍ جناحي
فإِنَّ أثيثَ رِيشي من إيَادِ
غَدَوْتُ بهِمْ أَمَدَّ ذَوِيَّ ظلاًّ
وأكثرَ منْ ورائي ماءَ وادِ
هُمُ عُظْمَى الأثَافي منْ نِزارٍ
وأَهْلُ الهَضْبِ منها والنجَادِ
مُعَرَّسُ كُل مُعضلَة ٍ وخَطْبٍ
ومَنْبِتُ كل مَكْرُمَة ٍ وَآدِ
إذا حدثُ القبائل ساجلوهمْ
فإِنَّهُمُ بَنُو الدَّهْرِ التلاَدِ
تُفرَّجُ عنهمُ الغَمَرات بيضٌ
جلادٌ تحتَ قسطلة الجلادِ
وحشْوُ حوادثِ الأَيَّامِ منهمْ
معاقلُ مُطْرَدٍ وَبنُو طِرَاد
لهم جهلُ السباعِ إذا المنايا
تَمَشَّتْ في القنَا وحُلُومُ عَادِ
لقدْ أنستْ مساوىء كلِّ دهرٍ
محاسنُ أَحمدَ بنِ أبي دُوَادِ
متى تَحْلُلْ به تَحلُلْ جَنَاباً
رضيعاً للسواري والغوادي
ترشحُ نعمة ُ الأيامِ فيهِ
وتُقْسَمُ فيه أرْزاقُ العبَاد
وما اشتبهتْ طريقُ المجد إلا
هداكَ لقبلة المعروف هاد
وما سافرتُ في الآفاقِ إلاَّ
ومن جدواكَ راحلتي وزادي
مقيمُ الظن عندكَ والأماني
وإنْ قلقتْ ركابي في البلادِ
معادُ البعث معروفٌ ولكنْ
ندى كفيكَ في الدنيا معادي
أَتاني عائِرُ الأَنْبَاءِ تَسْرِي
عقاربهُ بداهية ٍ نآد
يُجَرُّ بهِ على شَوِكِ القَتَادِ
كأَنَّ الشَّمْسَ جَلَّلها كُسُوفٌ
أو استترتْ برجل منْ جراد
بأني نلتُ من مضرٍ وخبتْ
إليْكَ شَكيَّتي خَبَبَ الجَواد
وما رَبْعُ القَطيعَة لي بِرَبْعٍ
ولانادي الأَذى مني بنَاد
وأَيْنَ يَجُورُ عنْ قَصْدٍ لسَاني
وقلبي رائحٌ برضاكَ غاد!
ومما كانت الحكماءُ قالتْ
لسانُ المرءِ منْ خدمِ الفؤاد
فقِدْماً كُنْتُ مَعْسُولَ الأماني
ومأدومَ القوافي بالسداد
لقَدْ جَازَيْتُ بالإحْسَانِ سُوءاً
إذاً وصبغتُ عرفكَ بالسواد
وسرتُ أسوقُ عيرَ اللؤمِ حتى
أَنَخْتُ الكُفْرَ في دارِ الجهاد
فكيفَ وعتبُ يومٍ منكَ فذٍّ
أَشَدُّ عليَّ من حَرْب الفَسَاد !
وليستْ رغوتي من فوقِ مذقٍ
ولا جمري كمينٌ في الرمادِ
وكانَ الشُّكْرُ للكُرَمَاءِ خَصْلاً
ومَيْداناً كَميْدَان الجِيَاد
عَليْه عُقدَتْ عقدي ولاحَتْ
مواسمهُ على شيمي وعادي
وغيري يأكلُ المعروفَ سحتاً
وتشجبُ عندهُ بيضُ الأيادي
تثبتْ إنَّ قولاً كانَ زوراً
أتى النعمامَ قبلكَ عن زياد
وأرثَ بينَ حيِّ بني جلاحٍ
سنا حربٍ وحيِّ بني مصادِ
وغادَرَ في صُروف الدَّهْرِ قَتْلَى
بني بدر على ذات الإصاد
فما قدحاكَ للباري وليستْ
مُتونُ صَفاكَ من نُهَر المُرادي
ولوْ كشفتني لبلوتَ خرقاً
يُصَافي الأكْرَمينَ ولا يصَادي
إلى بعض الموارد وهو صادي
إليكَ بعثتُ ابكارَ المعاني
يليها سائقٌ عجلٌ وحادي
جَوائرَ عن ذُنابى القَوْمِ حَيْرَى
هواديَ للجَماجمِ والهَوَادي
يذللها بذكركَ قرنُ فكرٍ،
إذا حرنتْ، فتسلسُ في القيادِ
لهَا في الهَاجِسِ القِدْحُ المُعَلَّى
وفي نظم القوافي والعمادِ
منزهة ً عن السرق المورى
مُكَرَّمَة ً عن المَعْنى المُعاد
تنصّلَ ربها منْ غير جرمٍ
إليْكَ سوَى النَّصيحة والوِدَاد
ومنْ يأذنْ إلى الواشينَ تسلقْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
رقم القصيدة : 15732
-----------------------------------
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندك النعمُ
فانت طَوْدٌ لنا مُنْجٍ ومُعْتَصَمُ
لا زالَ جودُكَ يخشى البخلُ صولتَه
وزالَ عودُكَ تسقي روضه الديمُ
أشرفْتُ منْكَ على بَحْر الغنَى ويَدِي
يجولُ في مستواها الفقرُ والعدمُ
فَسوْفَ يُثْبِتُ رُكْنَ المَدْحِ فِيكَ أَخٌ
لَوْلا رَجاؤُكَ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ قَدَمُ
أحرَمْتُ دُونكَ خَوْفَ النَّائباتِ فمَا
شككتُ إذْ قمتَ دوني أنَّكَ الحرَمُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أيسلبني ثراءَ المال ربي
أيسلبني ثراءَ المال ربي
رقم القصيدة : 15733
-----------------------------------
أيسلبني ثراءَ المال ربي
وأَطلُبُ ذَاكَ من كَفٍّ جَمَادِ؟
زعمتُ إذاً بأنَّ الجودَ أمسى
له ربٌّ سوى ابنِ أبي داودِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
رقم القصيدة : 15734
-----------------------------------
نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ
والدَّمْعُ يَحْمِلُ بَعْضَ ثِقْل المُغْرَمِ
وَصَلَتْ دُمُوعاً بالنَّجيعِ فخَدُّها
في مثل حاشية ِ الرداءِ المعلمِ
وَلِهَتْ فأَظْلَمَ كلُّ شَيءٍ دُونَها
وأنارَ مِنها كلُّ شَيءٍ مَظْلِمِ
وكأنَّ عَبْرَتَها عَشِيَّة وَدَّعَتْ
مهراقة ٌ منْ ماءِ وجهي أو دمي
ضعفتْ جوارحُ مَنْ أذاقتهُ النوى
طَعْمَ الفِراقِ فذَمَّ طَعْمَ العَلْقَمِ
هي ميتة ٌ إلا سلامة َ أهلهِا
مِنْ خَلَّتَيْن: مِنَ الثَّرَى والمَاتَمِ
إنْ شئتَ أنْ يسودَّ ظنُّكَ كلُّه
فأجلْهُ في هذا السوادِ الأعظمِ ‍
ليسَ الصَّديقُ بمَنْ يُعِيرُكَ ظاهِراً
متبسماً عنْ باطنٍ متجهِّمِ
فليبلغِ الفتيانَ عني مالكا
إني متى يتثلموا أتهدمِ
ولتعلم الأيامُ أني فتُّها
بأبي الحسين محمدِ بن الهيثمِ
بأَغَرَّ لَيْسَ بتَوْأَمٍ ويَمينُه
تَغْدُو وَتَطْرُقُ بالنَّوال التَّوْأَمِ
قد قُلتُ للمغترِّ منهُ بصفحهِ
وأخُو الكَرَى لَو لَمْ يَنَمْ لم يَحْلمِ
لا يلحمنكَهُ تحلُّمُهُ فقدْ
يودي بكَ الوادي وليسَ بمفعمِ
حَدَتِ الوُفُودُ إلى الجَزيرة ِ عِيسَها
منْ منجدٍ بمحلهِ أو متهمِ
فكأَنَّما لَوْلا المَنَاسِكُ أُشركَتْ
ساحاتُها أو أوثرتْ بالموسمِ
وكأنَّهُ منْ مدحهمْ في روضة ٍ
وكأنَّهم من سيبهِ في مقسمِ
كَلِفٌ برَب المَجْدِ يَزعُمُ أَنَّه
لمْ يبتدأ عُرفٌ إذا لم يتممِ
نَظَمَتْ لَهُ خَرَزَ المَدِيحِ مَكَارمٌ
يَنْفثْنَ في عُقَدِ اللسَانِ المُفْحَمِ
في قلهِ كثرُ السماك وإنْ غدا
هطِلاً وعَفْوُ يَدَيْهِ جُهدُ المِرْزمِ
خَدَمَ العُلى فخَدَمْنَه وهْيَ التي
لاتَخْدُمُ الأقوامَ مالَمْ تُخْدَمِ
وإذا انْتَمَى في قُلَّة ٍ مِنْ سُؤْدَدٍ
قالتْ له الأخرى بلغتَ تقدَّمِ
ما ضرَّ أروعَ يرتقي في همة ٍ
عَليَاءَ ألاَّ يَرْتَقي في سُلَّمِ
يأبى لعرضكَ أنْ يغادرَ عُرضة ً
ماحَوْلَه مِنْ مالِكِ المسْتَلْحَمِ
إِنَّ التَّلاَدَ على نَفَاسة ِ قَدْرِه
لا يرغمُ الأزماتِ ما لمْ يرغمِ
لا يُستطالُ على الخطوبِ ولا تُرى
أُكْرُومَة ٌ نِصْفاً إذا لَمْ يُظلَمِ
وصَنِيعة ٍ لَكَ ثَيبٍ أهدَيْتَها
وهْيَ الكَعَابُ لِعَائذٍ بكَ مُصْرمِ
حَلَّت مَحلَّ البكرِ مِنْ مُعْطى ً وقَدْ
زُقَّتْ مِنَ المُعطى زِفَافَ الأَيمِ
ليزدكَ وجداً بالسماحة ِ ما ترى
مِنْ كِيمَياءِ المَجْدِ تَغْنَ وتَغنَمِ
إِنَّ الثَّنَاءَ يَسِيرُ عَرْضاً في الوَرَى
ومَحَلُّهُ في الطُّولِ فَوقَ الأنْجُمِ
وإذا المواهبُ أظلمت ألبستها
بشراً كبارقة الحسامِ المخذمِ
أعطَيْتَ ما لَمْ تُعْطِهِ ولوِ انقَضَى
حُسْنُ اللقَاءِ حَرَمْتَ مالم تَحْرمِ
لَقُدِدْتَ مِنْ شِيَمٍ كأَنَّ سُيُورَها
يُقْدَدْنَ مِنْ شِيَمِ السحاب المُرْزِمِ
لو قلتُ حصلَ بعضها أو كلُّها
في حاتِمٍ لَدُعِيتُ دَافِعَ مَغرَمِ
شهرتْ فما تنفكُّ توقعُ باسمها
من قبلِ معناها بعدمِ المُعدمِ
إِنَّ القَصَائِدَ يَمَّمَتكَ شَوَارداً
فتحرَّمَتْ بنداكَ قبلَ تحرُّمي
ما عرَّستْ حتى أتاكَ بفارسٍ
ريعانُها والغزوُ قبلَ المغنمِ
فجَعلتُ قَيمَها الضَّمِيرَ ومُكنَت
منه فصارتْ قيماً للقيمِ
خُذْها فما زَالَتْ على استقلالِها
مشغولة ً بمثقفٍ ومقوِّمِ
تذرُ الفتيَّ من الرجاءِ وراءَها
وترودُ في كنف الرجاء القشعمِ
زهراءَ أحلى في الفؤادِ من المنى
وأَلذَّ مِنْ رِيقِ الأَحبَّة ِ في الفَمِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
رقم القصيدة : 15735
-----------------------------------
ذكرتكَ حتى كدتُ أنساك للذي
توقدَ من نيرانِ ذكرك في قلبي
بَكيتُكِ لَمَّا مَثَّلَ النأْيُ بالهَوَى
كأَنْ لم يُمثلْ بي صُدودُكِ في القُرْبِ
وهَلْ كانَ لي في القُرْبِ عندك راحَة ٌ
ووصلكَ سهمُ البينِ في الشرقِ والغربِ
بَلَى كانَ لي في الصَّبْرِ عنك مُعَوَّلٌ
ومَنْدُوحَة ٌ لولا فُضُوليَ في الحُب[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
رقم القصيدة : 15736
-----------------------------------
أرأيتَ أي سوالف وخدودِ
عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ!
أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ
عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ
بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا
أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ
وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ
وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ
لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا
جبارُ قوم عندها بعنيدِ
مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ
إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ
إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ
سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ
ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ
ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ
أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها
بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ
لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى
معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي
شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي
وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي
عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ
مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ
حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا
للطيرِ عيداً من بات العيدِ
هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ
حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ
بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ
أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ
حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها
أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ
أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا
منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ
بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ
من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ!
يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني
بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي
ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه
وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ
ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً
كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ!
أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها
وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ
تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى
زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ
إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ
نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ
وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ
شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ
كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما
خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ
هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا
في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ
إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ
لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ
ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما
قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ
فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ
آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ
يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله
كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ
أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي
زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ
كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ
قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ
فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ
والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ
وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي
لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي
هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا
قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ
فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ
وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا
ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ
ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ
عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ
نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة
لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ !
لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف
ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ
لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ
تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي
منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي
يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ
أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها
فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ
نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ
ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ
طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ
ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ
للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ
خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها
لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ
حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً
بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ
كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ
بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ
كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ
بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ
كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ
في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ
يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي
بردائها في المحفل المشهودِ
بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ
بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود
كرقى الأوسادِ والأراقم طالما
نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
رقم القصيدة : 15737
-----------------------------------
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ
أمالكُ إفراطُ الصبابة ِ تاركٌ
جناً واعوجاجاً في قناة ِ المكارمِ
تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً
إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ
مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً
تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ
وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ
يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ
بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ
وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ
شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ
وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ
فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا
أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ
وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ
وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ
وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ
خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ
خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى
وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ
وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى
غدا في حفاراتِ الدموعِ السواجمِ
وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا
رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ!
ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ
خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ
رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً
وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ
فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ
بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ
فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ
خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرواغمِ
ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ
إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
رقم القصيدة : 15738
-----------------------------------
ومُنْفَرِدٍ بالحُسْنِ خُلْوٍ منَ الهَوى َ
بصيرٍ بأبوابِ التجرمِ والعتبِ
و لوعٍ بسوءِ الظنِّ لا يعرف الوفا
يبيتُ على سلمٍ ويغدو على حربِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
رقم القصيدة : 15739
-----------------------------------
أأحمدَ إنَّ الحاسدينَ حشودُ
وإنَّ مصابَ المزن حيثُ تريدُ
فلا تبعدنَ مني قريباً فطالما
طلبتَ فلمْ تبعدْ وأنتَ بعيدُ
أصخْ تستمعْ حرَّ القوافي فإنها
كواكبُ إلاِّ أنهنَّ سعودُ
ولاتُمْكِن الإِخْلاَقَ منها فإنَّما
يَلَذُّ لبَاسُ البُرْد وهو جَديدُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> مشاكسة
مشاكسة
رقم القصيدة : 1574
-----------------------------------
لأنَّ الشمس
ظلتْ نائمةً إلى الضحى
في سرير الإمبراطورْ
لمْ تستيقظ المدينةُ – هذا الصباح –
غير أن السجينَ المشاكسَ
مدَّ أظافره الطويلةَ الحادةَ
– عبرَ القضبانِ –
ووخزَ جسدها الأرجواني
فاندلقَ دمُها
فوقَ كوةِ زنزانتهِ
وأضاءَ العالم.[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
رقم القصيدة : 15740
-----------------------------------
يا ربْعُ لَوْ رَبَعُوا على ابنِ هُمُومِ
مُسْتَسْلِمٍ لجَوَى الفِرَاقِ سَقِيمِ
قَدْ كُنْتَ مَعْهُوداً بأَحْسَنِ سَاكنٍ
منَّا وأحسن دمنة ٍ ورسومِ
أَيَّامَ لِلأَيَّامِ فيكَ غَضَارَة ٌ
والدهرُ فيَّ وفيكَ غيرُ مُليمِ
وظباءُ أنسكَ لمْ تبدَّلْ منهمُ
بظِباء وَحْشِكَ ظاعِناً بِمُقيمِ
مِنْ كل ريمِ لَوْ تَبَدَّى قَطَّعَت
ألحاظُ مُقْلَتِه فُؤَادَ الريمِ
أما الهوى فهو العذابُ فإنْ جرتْ
فيهِ النَّوَى فَأَلِيمُ كُل أَلِيمِ
أمَرَ التَّجلُّدَ بالتَّلَدُّدِ حُرْقَة ٌ
أمرتْ جمودَ دموعهِ بسجومِ
ولا والطلولِ الدارساتِ ألية ً
من معرقٍ في العاشقين صميمِ
ما حَاوَلَتْ عَيْني تَأَخُرَ سَاعة ٍ
فالدَّمْعُ مُذْ صَارَ الفِراقُ غَريمي
لم يبرحِ البينُ المشتُّ جوانحي
حتَّى تَروَّت مِنْ هَوًى مَسْمُومِ
وإلى جَنَابِ أبي الحُسْينِ تَشَنَّعت
بزمامِها كالمصعبِ المخطومِ
جاءَتْكَ في مُعْجٍ خَوَائِفَ في البُرَى
وعَوَارِفٍ بالمَعْلَمِ المَأْمُومِ
مِنْ كُل ناجِيَة ٍ كأَنَّ أَدِيمَها
حِيصَتْ ظِهَارَتُه بِجلدِ أَطُومِ
تنئي ملاطيها إذا ما استكرهتْ
سَعْدَانَة ً كإدَارَة ِ الفُرْزُومِ
طلبتكَ من نسلِ الجديل وشدقمٍ
كومٍ عقائلُ من عقائلَ كومِ
ينسنَ أصواتَ الحداة ِ ونبرها
طَرَباً لأَصْوَاتِ الصَّدَى والبُومِ
فأَصَبْنَ بَحْرَ نَدَاكَ غيرَ مُصَرَّدٍ
ورداً وأمَّ نداكَ غيرَ عقيمِ
لَمَّا وَرَدْنَ حِيَاضَ سَيْبِكَ طُلَّحاً
خَيَّمنَ ثُمَّ شَرِبْنَ شُرْبَ الهِيمِ
إِنَّ الخَلِيفَة َ والخَليِفَة َ قَبْلَه
وجداكَ تربَ نصيحة ً وعزيمِ
وجداكَ محموداً فلمَّا يألوا
لكَ في مُفَاوضَة ٍ ولا تَقْديمِ
ما زلتَ منْ هذا وذلكَ لابساً
حللاً من البتجيلِ والتعظيمِ
نفسي فداؤكَ والجبالُ وأهلُها
في طرمساءَ من الحروبِ بهيمِ
بالدَّاذَوَيْهِ وخَيْزَجٍ وذَوَاتِها
عَهْدٌ لسَيْفكِ لَمْ يَكُنْ بِذَمِيمِ
بالمُصْعَبيينَ الَّذِينَ كأنَّهُمْ
آسَادُ أغيالٍ وجِنُّ صَرِيمِ
مِثلُ البٌدُورِ تُضِيءُ إلاَّ أَنَّها
قد قُلْنِسَتْ مِنْ بَيْضَها بِنُجُومِ
وَلَّى بِها المَخذُولُ يَعْذِلُ نَفسَهُ
مُتَمَطراً في جَيْشِهِ المَهْزُومِ
رَامُوا اللَّتَيَّا والَّتي فاعتَاقُهْم
سَيْفُ الإمَام ودَعْوَة ُ المَظْلُومِ
ناشَدْتَهُمْ باللهِ يومَ لَقِيتَهُمْ
والخَيْلُ تحتَ عَجَاجَة ٍ كالنيمِ
وَمَنَحْتَهُمْ عِظَتَيْكَ مِنْ مُتَوَعرٍ
مُتَسَهلٍ قاسِي الفُؤَادِ رَحِيمِ
حتى إذا جمحوا هتكتَ بيوتهمْ
باللَّهِ ثُمَّ الثامِن المَعْصُومِ
فَتَجَرَّدَتْ بيضُ السٌّيُوفِ لِهَامِهمْ
وَتَجرَّدَ التَّوْحِيدُ لِلتَّخريمِ
غادَيْتَهُمْ بالمَشْرِقَيْن بوَقْعَة ٍ
صدعتْ صواعقُها جبالَ الرومِ
أخرَجْتَهُمْ بَلْ أَخرَجَتْهُمْ فِتنَة ٌ
سَلَبتهُمُ مِنْ نَضرَة ٍ ونَعِيمِ
نقلوا من الماءِ النمير وعيشة ٍ
رغدٍ إلى الغسلين والزقومِ
والْحَرْبُ تَعْلَمُ حينَ تَجْهَلُ غَارَة ٌ
تغلي على حطب القنا المحطومِ
أنَّ المنايا طوعُ بأسكَ والوغى
ممزوجُ كأسكِ من ردى وكلومِ
والحَرْبُ تَرِكَبُ رَأْسَها في مَشهدٍ
عدلَ السفيهُ بهِ بألفِ حليمِ
في ساعة ٍ لو أن لقماناً بها
وهْوَ الْحَكِيمُ لَصَارَ غيرَ حَكيمَ
جثمت طيورُ الموتِ في أوكارها
فتركنَ طيرَ العقل غير جثومِ
والسَّيفُ يَحْلِفُ أَنَّكَ السَّيْفُ الذي
ما اهتزَّ إلا اجتثَّ عرشَ عظيمِ
مشتِ الخطوبُ القهقرى لمَّا رأتْ
خَبَبي إليكَ مُؤَكداً برَسِيمِ
فزعتْ إلى التوديع غيرَ لوابثٍ
لمَّا فزعتُ إليكَ بالتسليمِ
والدَّهْرُ أَلاَمُ مَنْ شَرقْتَ بلَوْمِه
إلاَّ إذَا أشرَقتَهُ بكريمِ
أهببتَ لي ريحَ الرجاء فأقدمتْ
هِمَمي بها حتَّى استَبَحْنَ هُمُومي
أيقظتَ للكرمِ الكرام بناطقٍ
لنداكَ أظهر كنزَ كلِّ قديمِ
ولقدْ نكونُ ولا كريمَ ننالُهُ
حتى تخوضَ إليه ألفَ لئيمِ
فسننتَ بالمعروفِ من أثر الندى
سنناً شفت من دهرنا المذمومِ
وسمَ الورى بخصاصة ٍ فوسمته
بسماحة ٍ لاحتْ على الخرطومِ
جليتَ فيهِ بمقلة ٍ لمْ يقذِها
بُخْلٌ ولم تُسْفَحْ على مَعْدُومِ
يقعُ أنبساطُ الرزق في لحظاتها
نَسَقاً إذا وَقَعَت على مَحْرُومِ
ويَدٍ يَظَلُّ المَالُ يسْقُطُ كَيْدُه
فيها سُقُوطَ الهَاءِ في التَّرْخيمِ
لا يأملُ المالُ النجاة َ إذا عدا
صَرْفُ الزَّمان مُجَاءَة ً بعَدِيمِ
قُلْ للخُطُوب إليكِ عني، إنَّني[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
رقم القصيدة : 15741
-----------------------------------
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه
فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ
دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي
سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ
لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما
أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا
نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا
عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا
أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ
للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ
أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ
منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ
أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً
لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ
صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً
سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ
ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً
بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ
وَمَوَدَّة ً، لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ،
يوماً، ولا هي رغبتْ في زاهدِ
غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي
في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد
ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ
إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
رقم القصيدة : 15742
-----------------------------------
لَوْلا أبو يَعْقوبَ في إبْرَامِهِ
سببَ العلى لا نحلَّ ثنيُ ذمامهِ
لَيْثٌ إذا الحاجَاتُ لُذْنَ بحِقْوِه
في كَرهِ منها وفي إقْدَامِه
أنظر إلى الآمالِ كيف رتوعُها
في فكرِهِ وقعودِهِ وقيامِهِ
كيفَ الشكاية ُ للزمانِ وصرفِهِ
ونَدَى الأَميرِ وأنتَ في أَيَّامِه
هذا سحابٌ أنتَ سقتَ غمامَهُ
وَعَلَيْكَ بَعْدَ اللَّهِ فَيْضُ غَمَامِه
إنَّ ابتداءَ العُرْفِ مَجدٌ باسِقٌ
والمَجْدُ كلُّ المَجْدِ في استِتْمامِه
هذا الهِلالُ يَرُوقُ أبصَارَ الوَرَى
حُسْناً ولَيْسَ كَحُسْنِه لِتَمامِه[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
رقم القصيدة : 15743
-----------------------------------
غيرُ مستأنسِ بشيءٍ إذا غبتَ
سوى ذكركَ الذي لا يغيبُ
أنتَ دونَ الجلاّسِ أنيس أن
ـتَ بعيداً فالحُزْنُ فيكَ قَرِيبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
رقم القصيدة : 15744
-----------------------------------
طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
وكفى على رزئي بذاكَ شهيدا
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ أصْبَحَ طالباً
دمناً لدى آرامها وحقودا
قَرَّبْتَ نَازِحَة َ القُلُوب منَ الجَوَى
وتركتَ شأوَ الدمعِ فيكَ بعيدا
خَضِلاً، إذَا العَبَراتُ لم تَبْرَحْ لَها
وطناً سرى قلقَ المحلِّ طريدا
أَمَواقِفَ الفِتْيَانِ تَطْوِي لَمْ تَزُرْ
مِنْ كل لَهْفَانَ زِدْتَ في أَوَدِ الـ
أذكرتنا الملكَ المضللَ في الهوى
والأعشيينِ وطرفة ً ولبيدا
حلوا بها عقدَ النسيبِ ونمنموا
منْ وَشيها حُلَلاً لها وقَصيدَا
راحَتْ غَوَاني الحَي عَنْكَ غَوانياً
يلبسنَ نأياً تارة ً وصدودا
منْ كُلّ سَابِغة الشَّباب إذَا بَدَتْ
تَرَكَتْ عَميدَ القَرْيَتيْن عَميدا
أُولِعْنَ بالمُرْدِ الغَطارِف بُدَّناً
غيداً ألفْنَهُمُ لدَاناً غيدَا
أحلى الرجالِ منَ النساءِ مواقعاً
منْ كانَ أشبههمْ بهنَّ خدودا
فاطْلُبْ هُدوءاً بالتَّقَلْقُلِ واسْتِثرْ
بالعيسِ منْ تَحْت السُّهَاد هُجُودَا
من كلِّ معطية على عللَ السرى
وَخْداً يَبيتُ النومُ منْهُ شَرِيدَا
تخدي بمنصلتٍ يظلًُّ إذا ونى
ضرباؤهُ حلساً لها وقتودا
جعلَ الدجى جملاً وودعَ راضياً
بالهُونِ يَتَّخذُ القُعُودَ قَعُودَا
طبلتْ ربيعَ ربيعة َ الممهي لها
فوردنَ ظلَّ ربيعة َ الممدودا
بَكْريَّهَا عَلَوِيَّها صَعْبِيَّهَا الـ
حصني شيبانها الصنديدا
ذهليها مريها مطريها
يمنى يديها خالدَ بنَ يزيداَ
نسبٌ كأنَّ عليهِ منْ شمسِ الضحى
نوراً ومنْ فَلَقِ الصَّباحِ عَمُودا
عريانٌ لا يكبو دليلٌ من عمى
فيه ولا يَبْغي عليْه شُهُودَا
شَرَفٌ على أُولَى الزَّمان وإنَّما
خَلَقُ المُناسب أَنْ يكونَ جَديدَا
لَوْ لَمْ تَكُنْ منْ نَبْعَة ٍ نَجْدِيَّة ٍ
علوية ٍ لظننتَ عودكَ عودا
مَطَرٌ أَبُوكَ أبو أهلَّة وَائل
مَلأَ البَسيطَة َ عُدَّة ً وعَدِيدَا
كُلُّ امْرِئٍ لاجِئٌ إلى سَنَدِهِ
وَلَدَ الحُتُوفُ أساوداً وأسودَا
ربداً ومأسدة ً على أكتادها
لبدٌ تخالُ فليلهنَّ لبودا
ورثوا الأبوة َ والحظوظُ فأصبحوا
جَمَعوا جُدُوداً في العُلَى وجُدُودا
وقرُ النفوس إذا كواكبُ قعضبِ
أردينَ عفريتَ الوغى المريدا
زهراً إذا طلعتْ عل حجبُ الكلى
نَحَسَتْ وإن غابتْ تَكونُ سُعُودَا
ما إنْ ترى إلاَّ رئيساً مقصداً
تَحْتَ العَجاج وعاملاً مَقْصُودا
فزعوا إلى الحلقِ المضاعفِ وارتدوا
فيها حَديداً في الشُّؤونِ حَديدَا
مشياً يهدُّ الراسياتِ وئيدا
يَغشَوْنَ أَسْفَحَهُم مَذَانبَ طَعْنَة ٍ
سيحٍ وأشنعَ ضربة ٍ أخدودا
ما إن ترى الأحسابَ بيضاً وضحاً
إلاَّ بحيثُ ترى المنايا سودا
لَبِسَ الشَّجاعَة َ إنَّها كانَتْ لَهُ
قدماً نشوغاً في الصبا ولدودا
بَأْساً قَبِيليّاً وبأْسَ تَكرُّمٍ
وإذَا رأَيْتَ أبا يَزيدٍ في نَدًى
يَقْري مُرَجيه مُشاشَة َ ماله
وشبا الأسنة َ ثغرًة ووريدا
أيقنتَ أنَّ منَ السماحِ شجاعة ً
تدمي، وانَّ منَ الشجاعِة ِ جودا
وإذا سرحتَ الطرفَ حولَ قبابهِ
لمْ تَلْقَ إلاَّ نعْمَة ً وحَسُودَا
ومكارماً عتقَ النجارِ، تليدة ًَ
إنْ كانَ هَضْبُ عَمَايَتيْنِ تَليدَا
ومتَى حَللْتَ به أَنَالَكَ جُهْدَه
ووَجدْتَ بَعْدَ الجهد فيه مَزيدَا
مُتَوَقدٌ منْهُ الزَّمانُ ورُبَّما
كانَ الزمانُ بآخرينَ بليدا
أبقى يزيدُ ومزيدٌ وأبوهما
وأبوهُ ركنكَ في الفخارِ شديدا
سَلَفُوا يروْنَ الذكْرَ عَقْباً صالحاً
ومضوا يعدونَ الثناءَ خلودا
إنَّ القَوافِيَ والمساعِيَ لم تَزَلْ
مثْلَ النظام، إذَا أصابَ فَرِيدَا
هيَ جوهرَ نثرٌ، فإنْ ألفتهُ
بالشعرِ صارَ قلائداً وعقودا
في كلِّ معترك وكلِّ مقامة ً
يأْخُذْنَ منْهُ ذمَّة ً وعُهودَا
فإذَا القَصائِدُ لَمْ تَكُنْ خُفَراءَها
لَمْ تَرْضَ منها مَشْهداً مَشْهُودا
من أَجْلِ ذلكَ كانت العَرَبُ الأُلَى
يدعونَ هذا سؤدداً محدودا
وتندّ عندهمُ العلى َ إلاَّ على ً
جعلتْ لها مررُ القصيدِ قيودا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
رقم القصيدة : 15745
-----------------------------------
بَنِي حُمَيْدٍ اللَّهُ فَضَّلكمْ
أبقى لكمْ اصرماً فأسعدكُمْ
أبقى لكمْ والداً يبركُمُ
أنجدكمْ في الوغى وأمجدَكمْ
فاتَّخِذُوه لِذَاك سَيدَكُمْ
فَعُرْفُهُ في الأَنامِ سَوَّدَكُمْ
لو كان في يومِ بابكٍ لكمُ
لمْ تفقدوا في اللقاءِ سيدكمْ
الله أعطاكمُ برأفتهِ
أصرَمَ مَنّاً مِنْهُ لِيَبْلُوكُمْ
ألا اشكروا الله ذا الجلالِ فقدْ
بالصُّنْع في أَصْرَمٍ تَغَدَّكُمْ
مازالَ في قومكمْ لكمْ ملكٌ
يَرْاَبُ زَلاتِكُمْ وَيَكْلأُكُمْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
رقم القصيدة : 15746
-----------------------------------
أطفَأْتُ نارَهَواكَ مِنْ قَلْبي
وحَلَلْتُني مِنْ عُرْوَ؟الحُب
ابرأتَ قرحة َ لوعة ٍ ثبتت
بين الشغافِ كقرحة ِ الجنبِ
ما الذنبُ يا كنزَ الذنوبِ معاً
لك في الهوى لكنّهُ ذنبي
فاسلَمْ ولا تَسلَمْ فلاعَجَبٌ
مَنْ لم يَقُلْ مِنْ هَجْرهِ حَسبْي؟
لم تَنْجُ لُؤْلُؤَة ٌ مِنَ الثَّقْبِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
رقم القصيدة : 15747
-----------------------------------
مالِكَثِيبِ الِحِمَى إلى عَقِدِهْ
مابَالُ جَرْعائِهِ إلى جَرَدِهْ !
ماخَطْبُهُ ما دَهاهُ ما غَالَهُ
ما نَالَهُ في الْحِسَانِ مِنْ خُرُدِه
السالباتِ امرءاً عزيمتهُ
بالسحْرِ والنَّافِثاتِ في عُقَدِهْ
لبسنَ ظلينَ ظلَّ أمنِ منَ الده
رِ وظلاً منْ لهوهِ وددهِ
فهنَّ يخبرنَ عن بلهنية َ ال
عيشِ ويسألنَ منهُ عنْ جحدهِ
وربَّ ألمى منهنِّ أشنبَ قدْ
رَشَفْتُ مالا يَذُوبُ مِنْ بَرَدِهْ
قلتاً منَ الريقِ ناقعِ الذوبِ
إلاَّ أَنَّ بَرْدَ الأَكْبَادِ في جَمَدِهْ
كالْخُوطِ في القَد والغَزَالَة ِ في الْبَهْـ
جة َ وابنِ الغزالِ في غيدهِ
وما حَكاهُ ولاَ نَعيمَ لَهُ
في جِيدِهِ بَلْ حَكَاهُ في جَيَدِهْ
فالربعُ قد عزني على جلدي
مامَحَّ مِن سَهْلِهِ ومِنْ جَلَدِهْ
لمْ يبقَ شرُّ الفراقِ منهُ سوى
شَرَّيْهِ مِنْ نُؤْيِهِ ومنْ وَتِدِهْ
سأخرقُ لخرقَ بابنِ خرقاءَ كال
ـهَيْق إذَا ما اسْتَحَمَّ في نَجَدِهْ
مقابلٍ في الجديلِ صلبِ القرا
لُوحِكَ منْ عَجْبِهِ إلى كَتَدِهْ
تامكهِ نهدهِ مداخلهِ
مَلْمُومِهِ مُحْزَئِلهِ أَجُدِهْ
إلى المفدى أبي يزيدَ الذي
يضلُّ غمرُ الملوكِ في ثمدهْ
ظلُّ عفاة ٍ، يحبُّ زائرهُ
حُبَّ الكَبِيرِ الصَّغيرَ مِنْ وَلَدِه
إذا أناخوا ببابهِ أخذوا
حُكْمَيْهِمُ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهْ
ـأَمْوالِ حَتَّى أَقَمْتَ مِنْ أَوَدِهْ
مُسْتَمْطَرٌ حَلَّ مِن بني مَطَر
ووسمهمْ لائحٌ على تلدهْ
فهمْ يميسونَ البخترية َ في
بُرُودِهِ والأَنَامُ في بُرَدِهْ
لايَنْدُبونَ القَتيلَ أَوْ يَأْتِيَ الحَوْ
لُ لهمْ كاملاً على قودهْ
إنَاءُ مَجْدٍ مَلآنُ بُورِكَ في
صَرِيحهِ لِلعُلَى وفي زَبَدِهْ
وهَضْبُ عِزٍّ تَجْرِي السَّماحَة ُ في
حدورهِ والإباءُ في صعدهْ
يزيدُ والمزيدانَ في الحربِ ال
زائدتانِ الطودانِ منْ مصدهْ
نِعْمَ لِوَاءُ الخَمِيسِ أُبْتَ بهِ يَوْ
وَ خميسٍ عالي الضحى أفدهْ
خلتَ عقاباً بيضاءَ في حجراتِ ال
ملكِ طارتْ منهُ وفي سددهْ
فشاغبَ الجوَّ وهوَ مسكنهُ
وقاتلَ الرَّيحَ وهْيَ مِن مَدَدِهْ
ومَرَّ تَهْفُو ذُؤَابَتَاهُ على
أَسْمَرَ مَتْناً يَوْمَ الوَغَى جَسَدهْ
مَارِنِهِ لدْنِهِ مُثَقَّفِهِ
عَرَّاصِهِ في الأكُف مُطَّرِدِهْ
تخفقُ أفياؤهُ على ملكٍ
يرى َ طرادَ الأبطالِ منْ طردهْ
نَالَ بِعَاري القَنَا ولابِسِه
مجداًَ تبيتَ الجوزاءُ عنْ أمدهِ
يَعْلَمُ أنْ لَيْسَ للعُلَى لَقَمٌ
قصدٌ لمنْ لم يطأ على قصدهْ
يَا فَرْحَة َ الثَّغْرِ بالخَلِيفة ِ مِنْ
يزيدهِ المرتضى ومن أسدهْ
تضرمُ ناراهُ في قريِّ ووغى ً
منْ حدَّ أسيافهِ ومن زندهْ
مُمْتَلِئُ الصَّدْرِ والجَوانِح مِنْ
رحمة ِ مملوئهنَِ منْ حسدهْ
يَأًخُذُ مِن رَاحَة ٍ لِشُغْلٍ ويَسْـ
تبقي ليبسَ الزمانِ منْ لغدهِ
فَهْوَ لو اسْطَاعَ عِنْدَ أَسْعُدِهِ
لحزَّ عضواً منْ يومهِ لغدهْ
إِذْ مِنْهُمُ مَنْ يَعُدُّ ساعتَه الطَّـ
لق عتاداً لهُ على أبدهْ
أَلْوَى كَثِيرَ الأسَى على سُؤدَدِ الـ
عيشِ قليلَ الأسى َ على رغدهْ
قريحة ٌ العقلِ منْ معاقلهِ
والصَّبْرُ في النَّائِباتِ مِن عُدَدِهْ
يا مضغناً خالداً لكَ الثكلُ إنْ
خَلَّدَ حِقْدَاً عليْكَ في خَلَدِهْ
إليْكَ عنْ سَيْلِ عارِضٍ خَضِل الشُّـ
ـؤْبُوبِ يَأْتِي الحِمَامُ مِنْ نَضَدِه
مُسِفَّهِ ثَرهِ مُسَحْسِحِهِ
وابلهِ مستهلهِ بردهْ
وهَلْ يُسَامِيكَ في العُلَى مَلِكٌ
صَدْرُكَ أَوْلَى بالرُّحْبِ مِن بَلَدهْ
أخلاقكَ الغرُّ دونَ رهطَك أثر
ـرَى مِنْه في رَهْطِهِ وفي عَدَدِهْ
ومَشْهدٍ صَيَّرَ الكُمَاة ُ بِهِ
خطبانهُ سلماً إلى شهدهْ
كأنَّما مُبْرَمُ القضاءِ بهِ
منْ رسلهِ والمنونُ منْ رصدهْ
أُرثَ مِن خَالد بمُنصَلِتِ الـ
إقدامِ يومَ الهياجِ منجردهْ
كالبدرْ حسناً وقدْ يعاودهُ
عُبُوسُ لَيْثِ العَرينِ في عَبَدِهْ
كالسيفِ يعطيكَ ملءَ عينيكَ منِ
فِرنْدِهِ تارَة ً ومِن رُبَدِهْ
تاللَّهِ أَنْسَى دِفَاعِهُ الزُّورَ مِنْ
عَوْرَاءِ ذِي نَيْرَبٍ ومِنْ فَنَدِهْ
ولا تناسى أحياءُ ذي يمنٍ
ماكانَ مِنْ نَصْرِهِ ومنْ حَشَدِهْ
جلَّة ُ أَنْمارِهِ وهَمْدَانِهِ والشُّـ
ـمُّ مِن أَزْدِهِ ومن أُدَدِهْ
آثرني إذْ جعلتهُ سنداً
كلُّ امرىء ٍ لاجىء ٌ إلى سندهِ
في غلة ً أوقدتْ على كبدِ ال
سائلِ ناراً تعيي على كبدهْ
إيثَارَ شَزْرِ القُوَى يَرَى جَسَدَ الـ
معروفِ أولى بالطبِّ منْ جسدهْ
وجِئْتُه زَائراً، فجاوَزَ بي الـ
أخلاقَ منْ مالهِ إلى جددهْ
فَرُحْتُ مِنْ عِنْده ولي رِفدٌ
يَنَالُهَا المُعْتَفُونَ مِنْ رِفَدِهْ
وهَلْ يَرَى العُسْرَ عِذْرَة ً رَجَلٌ
خالدٌ المزيدي منْ عددهْ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لامته لامَ عشيرها وحميمها
لامته لامَ عشيرها وحميمها
رقم القصيدة : 15748
-----------------------------------
لامته لامَ عشيرها وحميمها
مِنْها خَلائقُ قَدْ ابَنَّ ذَمِيمُها
لم تدرِ كمْ من ليلة ً قد خاضها
ليلاءَ وهي تنامُها وتنيمها
نكرتْ فتى ً أذرى بنضرة ِ وجههِ
وبمائِهِ تكدُ الخطوبِ ولومُها
لا تنكري همي فإني زائدي
حزماً حضارُ النائباتِ وشومها
فَلَقَبْلُ أظهرَ صَقْلُ سَيْفٍ أَثْرَه
فبدا وهذَّبتِ القلوبِ همومُها
والحادثاتُ وإنْ أصابكَ بوسها
فهْوَ الذي أَنْبَاكَ كيفَ نَعيمُها
أو ما رأيتَ منازلَ ابنة ِ مالكٍ
رَسَمَتْ لهُ كيْفَ الزَّفِيْرُ رُسُومُها
أنْاؤُهَا وطُلُولُها وَنجَادُها
ووهادُها وحديثها وقديمها
تغدو الرياحُ سوافياً وعوافياً
فتضِيم مَغْناها وليسَ يضِيمُها
وكأنما ألقى عصاهُ بها النوى
مِنْ شقَّة ٍ قذَفٍ فليْسَ يَريمُها
إني كشفتُكِ أزمة ً بأعزة ٍ
غُرٍّ إذا عمرَ الأمورَ بهيمها
بثلاثة ٍ كثلاثة ِ الراحِ استَوَى
لكَ لَوْنها ومَذاقُها وشَمِيمُها
وثلاثة ِ الشجر الجنيِّ تكافأتْ
أفنانُها وثِمَارُها وأرُومُها
وثلاثة ِ الدلوِ أستجيدَ لماتحٍ
أعوَادُها ورِشَاؤُها وأديمُها
وثلاثة ِ القدر اللواتي أشكلت
أأخيرُها ذو العبءِ أمْ قيدُومُها
وإذا علوقُ الحاجِ يوماً سُكِّنَتْ
بهمُ فقدْ رئمتك حينَ ترومُها
عبدُ الحميدِ لها وللفضلِ الرُّبا
فيها ومِثْلُ السَّيْفِ إِبَراهِيمُها
جازوا خلائقَ قد تيقنتِ العلى
كلَّ التيقنِ أنهنَّ نجومُها
لو أنَّ باقلاً المفهَّه ينبري
في مَدْحِهَا سَهُلَتْ عليه خُزُومُهَا
ولَو انَّ سَحْبَانَ المُفَوَّة َ يَنْتَحي
في ذَمها لَمْ يَدْر كيفَ يَذِيمُها
إنَّا أتيناكُمْ نصونُ مآرباً
يَسْتَصغِرُ الحَدَثَ العظيم عَظِيمُها
بالعيس قاسَمْنا الفَلا أشلاءَها
والبيدُ لا يعطى السواءَ قسيمُها
فلنا أمينُ فصوصها وشخوصِها
ولَها وريُّ سَديفِها ولحُومُها
أخذتْ محالَتَها السهوبُ وبدءَها
فالبُعْدُ يَعْذِرها ونحنُ نَلُومُها
صُفُحٌ عن النَّبْآتِ ليسَ يؤودُها
جرسُ الدجى مكاؤها ونئيمها
ليلية ٌ قدْ وقرتْ هاماتِها
مِنْ قَبلُ أصدَاءُ الفَلاة َ وبومُها
مهرية ٌ بلغَ الكراية َ ركبُها
مِنها وغابَ مُريحُها ومُسيمُها
فَعَنِيقُها يَعْضِيدُها ووَسيجُهَا
سَعْدَانُهَا وذَميلُها تَنَّومُها
ملكَ الكلالُ رقابها وأنوفَها
فُنُعوبُها دِينٌ- لَها وسُعُومُها
فكأنَّ مُهْمَلَها مُخَيَّسُ غَيْرها
وكأنَّما مَخْلُوعُها مَخْطُومُها[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> مرببُ الحزنِ في القلوبِ
مرببُ الحزنِ في القلوبِ
رقم القصيدة : 15749
-----------------------------------
مرببُ الحزنِ في القلوبِ
وناصِرُ العَزْمِ في الذُّنُوبِ
ما شئتَ من منظرٍ عجيبٍ
فيهِ ومِنْ مَنْطِقٍ أرِيبِ
لما رأى رقبة َ الأعادي
على معنى ً بهِ كئيبِ
جردَ لي من هواهُ ودّاً
صار رقيباً على الرقيبِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]شعراء العراق والشام >> عدنان الصائغ >> خرجت من الحرب سهواً ..!
خرجت من الحرب سهواً ..!
رقم القصيدة : 1575
-----------------------------------
أنا خارجٌ من زمانِ الخياناتِ
نحوَ البكاءِ النبيلِ على وطنٍ أخضرٍ
حرثتهُ الخنازيرُ والسرفاتُ
أنا داخلٌ في مدارِ القصيدةِ
نصفَ طليقٍ
ونصفَ مصفّدْ
فعليكمْ رثائي بما تملكون من النادباتِ
وليسَ عليّ سوى أن أشيرَ لكمْ
بأصابع " نائلة "
لقميصِ البلادِ المعلّقِ فوق رماحِ العشيرةِ
تنخبُهُ الطلقاتُ
فينسالُ نهرُ الفراتِ المضرّج بين أصابعكم
حينما تكتبون
- عبثٌ كلُّ ما يكتبُ الشعراءُ
فهذا الزمانُ يعلّمنا
أن نصفّقَ للقاتلين
حينما يعبرون الرصيفَ إلى دمنا
وهذا الزمانُ يعلّمنا
أن نقصّرَ قاماتنا
.... كي تمرَّ الرياحُ على رسلها
أن نماشي القطيعَ إلى الكلأ الموسميِّ
ولكنني
من خلال الحطامِ الذي خلفتهُ المدافعُ
أرفع كفي معفّرةً بالترابِ المدمّى
أمامَ عيونِ الزمانِ
أعلّمهُ كيفَ نحفرُ أسماءَنا بالأظافرِ
كي تتوهجَ: لا
نحنُ الذين خرجنا من الثكناتِ
نكشُّ ذبابَ العواصمِ عن جرحنا
أنخطيءُ - حين تمرُّ بنا الشاحناتُ الطويلةُ
في عددِ الشهداءِ الذين مضوا في رحابِ القنابلْ
وفي عددِ الأصدقاءِ
الذين مضوا في الطوابيرِ
لكنني - والقصيدةُ لمْ ترها بعدُ عينُ الرقابةِ
لا أخطيءُ الوجعَ المرَّ
حين نمرُّ على وجلِ الأمهاتِ
تسمّرنَ فوقَ رصيفِ المحطاتِ
يسألنَ مَنْ يعبرون إلى الحربِ
أن يأخذوا ليلهنَّ الطويلَ
مناديلَ دمعٍ تضمّدُ جرحَ المسافةِ
بين الرصاصةِ والدعواتِ
يكابرنَ صبرَ السنينِ
أمامَ الأسرةِ فارغة
في مستشفياتِ الحروبِ [ يشرونَ فوقَ
حبالِ الرياحِ شراشفَ مَنْ رحلوا كي تجففها
للذين سيأتون عما قليلٍ]
إلى أين تمضي بأعمارنا - غضةً -
أيها الربُّ....
سأكتمُ هذا الصراخَ بحنجرتي
ريثما تفطرونَ على صحفِ اليومِ والشاي
أكتبُ عن قمرٍ سيجيءُ
وعن غيمةٍ عبرتْ قمحنا
لتحطّ على جرحنا
أربّتُ فوق مواجعكمْ
كي أمرَّ كخيطِ القصيدةِ
يلظمُ قلبي بالطرقات
أخيطُ قميصَ المنافي على قَدِّ أحزانكمْ
وأتركُ دمَّ قميصي الذي قُدَّ من قُبلٍ
شاهدي ودليلي
لدى كاتبِ العدلِ
لمْ أنهزمْ ....
أو أفرَّ كخيلِ بني العمِّ
من ساحةِ الحربِ
بيني وبين الرصاصِ مسافةُ صدقي
وهذه القصيدةُ مبحوحةُ الصوتِ
من فرطِ ما هرولتْ في الخنادقِ
تصرخُ من فزعٍ وذهولْ:
ـ أوقفوا قرعَ هذي الطبولْ
مَنْ يمسحُ الآنَ عن قبوِ ذاكرتي
صورَ الأصدقاءِ الذين مضوا في بريدِ المعارك
بلا زهرةٍ أو نعاسٍ
ولمْ يتركوا غيرَ عنوانِ قلبي
أصدقائي الذين أضاعوا الطريقَ
إلى دمعِهمْ والمنازلْ
أصدقاءَ القنابلْ
أنا شختُ قبلَ أواني
ألمْ تبصروا رئتي سودتها الشعاراتُ لا التبغُ
ألمْ تبصروا قامتي حدبتها خطى العابرين إلى
الأوسمةْ
آهِ... مما يكتّمُ قلبي ...
وما تعلنُ الصحفُ والفتياتُ
يراوغن نبضَ المحبِّ إلى مصعدِ الشقّةِ الفارهةْ
سلاماً بلادَ السنابلْ
سلاماً ... بلادَ الجداولْ
سلاماً بلادي التي كلما حاصرتها القنابلْ
حملتْ جرحَها رايةً لتقاتلْ
ومالتْ على جهةِ الرومِ
لا روم غير الذي تركَ الأهلُ في ظهرنا
من طعانِ السنانِ المخاتلْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
رقم القصيدة : 15750
-----------------------------------
يقولُ أناسٌ في حبيناءَ عاينوا
عمارة َ رحلي من طريفٍ وتالدِ
أَصَادفْتَ كَنْزاً أَمْ صَبَحْتَ بِغَارَة ٍ
ذوي غرة ً حاميهمُ غيرُ شاهدِ
فقلْتُ لهُمْ لا ذَا ولا ذَاكَ دَيْدَني
ولكنَّني أقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ
جذبتُ نداهُ غدوَ السبتِ جذبة ً
فخَرَّ صَريعاً بيْنَ أيْدِي القَصَائِدِ
فأبتُ بنعمى منهُ بيضاءَ لدنة ً
كثيرة ِ قَرْحٍ في قُلوبِ الْحَواسِدِ
هيَ الناهدُ الريا إذا نعمة ُ امرىء
سواهُ غدتْ ممسوحة ً غيرَ ناهدِ
فرعتُ عقابَ الأرضِ والشعرِ مادحاً
لهُ فارْتَقَى بي في عِقَابِ المحامِدِ
فألبسني من أمهاتِ تلادهِ
وألبستهُ من أمهاتِ قلائدي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
رقم القصيدة : 15751
-----------------------------------
سَقَتْ رفْهاً وظاهِرَة ً وغِبّاً
أبا بشرٍ أهاضيبُ الغمامِ
لَبِسْتُ بهِ الصَّبابَة َ غيرَ أني
سُررْتُ بهِ لِزَمْزَمَ والمَقَامِ
غداة َ غدتْ به أجدٌ حلالٌ
تشذّرُ تحت غطريفٍ حرامِ
ثوتْ لفراقه الآدابُ شعثاً
وجَفَّتْ بَعْدَهُ غُدُرُ الكَلاَمِ
أخُو ثِقَة ٍ نَأَى فبَقِيتُ لمَّا
نأى غرضاً لإخوان السلامِ
ذوي الهممِ الهوامدِ والأكفِّ الـ
ـجَوامِدِ والمُروَّاتِ النيَامِ
يَظَلُّ عليكَ أصفَحهمْ حَقُوداً
لِرُؤْيَا إنْ رَآها في المَنَامِ
ومِنْ شَر المِيَاهِ إذا اسُتُمِيحَتْ
أَوَاجنُها على طول المُقَامِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
رقم القصيدة : 15752
-----------------------------------
لأشكرنكَ إن لمْ أوتَ منْ أجلي
شكراً يوافيكَ عني آخرَ الأبدِ
وإن توردتَ منِ بحرِ البحورِ ندى ً
ولمْ أنلْ منهُ إلاَّ غرفة ً بيديَ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
رقم القصيدة : 15753
-----------------------------------
إلياسُ كنْ في ضمانِ اللهِ والذممِ
ذا مهجة ٍ عن ملماتِ النوى حرمِ
سَلامَة ً لكَ لاتَهْتَاجُ نضْرَتُها
ودعدَعاً ولعاً في النعل والقدمِ
اللّهُ عافَاكَ مِنْها عِلَّة ً عَرَضاً
لَمْ تُنْحِ أظفارَها إلاَّ عَلَى الكَرَمِ
تكشفتْ هبواتُ الثغرِ مذْ كشفتْ
آلاءُ ربكَ ما استشعرت منْ سقمِ
فإن يَكُنْ وَصَبٌ عَايَنْتَ سَوْرَتَهُ
فالوِرْد حِلْفٌ لِلَيْثِ الغَابَة ِ الأضِمِ
إنَّ الرياحَ إذا ما أعصفتْ قصفتْ
عَيدانَ نَجْدٍ ولم يَعْبأْنَ بالرَّتَمِ
بناتُ نعشٍ ونعشٌ لا كسوفَ لها
والشمسُ والبدرُ منهُ الدهرَ في الرقمِ
والحادثاتُ عدوٌّ الأكرميين فما
تعتامُ إلا امرأً يشفى من القرمِ
فَلْيَهْنَكَ الأجْرُ والنُّعْمَى التي عَظُمَتْ
حتَّى جَلَتْ صَدَأَ الصَّمصامَة ِ الخَذِمِ
قدْ ينعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ
ويَبْتَلي اللَّه بعضَ القَوْم بالنعَمِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
رقم القصيدة : 15754
-----------------------------------
ألا يا خليليَّ اللذينِ كلاهما
يلبيك عندَ النائباتِ نجيبُ
أعِيناعلى ظَبْيٍّ جُعِلْتُ نَصِيبَهُ
ومالِيَ فيهِ ما حَييتُ نَصيبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
رقم القصيدة : 15755
-----------------------------------
أرويتَ طمآنَ الصعيدِ الهامدِ
وَملأْتَ مِنْ جِزْعَيْكَ عَيْنَ الرَّائِدِ
ولقدْ أتيتكَ صادياً فكرعتُ في
شيمِ ألذَّ من الزلالِ الباردِ
مَهَّدْتُ لاسْمِكَ مَنْزِلاً ومَحِلَّة ً
في الشعْر بَيْنَ نَوادِرٍ وشَواهِدِ
فَهُوَ المُرَاحُ لِكُل مَعْنى ً عَازِبٍ
وهوَ العقالُ لكلّ بيتٍ شاردِ
كمْ نعمة ٍ زينتني بسموطها
كالعِقْدِ في عُنُقِ الكعَابِ النَّاهِدِ
غادرتها كالسورِ عولي سمكهُ
مضروبة ً بيني وبينَ الحاسدِ
فاشددْ يديكَ على يدي وتلافني
منْ مطلبٍ كدرِ المواردَ راكدِ
أصبحتُ في طرقاتهِ ووجوههِ
أعمى وكنتَ نبيلُ القائدِ
تلكَ القليبُ مباحة ً أرجاؤها
والحوضُ منتظرُ ورودُ الواردِ
والدلوُ بالغة ٌ الرشاءِ مليئة ٌ
بالريّ إِنْ وُصِلَتْ بباعٍ واحِدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
رقم القصيدة : 15756
-----------------------------------
ليتَ الظباءَ أبا العميثل خبرت
خبراً يروي صادياتِ الهامِ
إنَّ الأَمِيرَ إذا الحَوَادِثُ أظلَمَت
نُورُ الزَّمان وحِلْيَة ُ الإسلامِ
واللهِ ما يدري بأية ِ حالة ٍ
يَبْأى مُجَاورُهُ على الأَيَّامِ
أبما يُجَامِعُه لَدَيْهِ مِنَ الغَنى
أم ما يفارقُه منَ الإعدامِ
وأرَى الصحِيفَة َ قَدْ عَلْتها فَتْرَة ٌ
فَتَرَتْ لها الأرواحُ في الأجسامِ
إن الجيادَ إذا علتها صنعة ٌ
رَاقَتْ ذَوي الأَلْبَاب والإفهامِ
لتزيدُ الأبصارُ فيها فسحة ً
وتأملاً بعناية ِ القوامِ
لَوْلا الأميرُ وأنَّ حاكِمَ رَأْيِهِ
في الشعْرِ أصبَحَ أعدَلَ الحُكَّامِ
لَثكِلْتُ آمَالي لدَيْهِ بأسرها
أَوْ كانَ إنشادِي خَفِيرَ كلامي
ولخفتُ في تفريقهِ ما بيننا
ما قِيلَ في عَمْروٍ وفي الصَّمْصَامِ[/font]
[font=&quot] [/font]​

 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
رقم القصيدة : 15757
-----------------------------------
تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبا
وقَبَّلْتُ يوماً ظِلَّهُ فتغضَّبا
وخُبرَأنّي قدمَررْتُ ببابِه
لأخلسً منهُ نظرة ً فتحجبا
و لو مرتِ الريحُ الصبا عند أذنهِ
بِذِكْرِي لَسَبَّ الريحَ أَوْ لَتَعَتَّبَا!
ولم تَجْرِ مني خَطْرَة ٌ بِضَميرِهِ
فتظهَرَ إلاّ كنتُ فيها مُسَبَّبا
و ما زادهُ عندي قبيحُ فعالهِ
و لا الصدُّ والاعراضُ إلا تحببا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
رقم القصيدة : 15758
-----------------------------------
يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
هيَ الصبابة ُ طولَ الدهرِ والسهدُ
قالُوا: الرَّحيلُ غداً لاشَكَّ، قُلْتُ لَهُمْ
اليوْمَ أيقَنْتُ أنَّ اسْمَ الْحِمامِ غَدُ
كَمْ مِن دَمٍ يُعْجِزُ الْجيْشَ اللُّهَامَ إِذَا
بانوا ستحكمُ فيهِ العرمسُ الاجدُ
ما لامرىء ٍ خاضَ في بحرِ الهوى عمرٌ
إلاَّ ولِلْبَيْنِ مِنْهُ السَّهْلُ والْجَلَدُ
كأنَّما البيْنُ مِنْ إِلْحَاحِهِ أَبَداً
على النُّفُوسِ أَخٌ لِلْموْتِ أَوْ وَلَدُ
تَدَاوَ مِنْ شَوْقِكَ الأَقْصَى بما فَعَلَتْ
خَيْلُ ابنِ يُوسُفَ والأبطالُ تَطَّردُ
ذاكَ السرورُ الذي آلتْ بشاشتهُ
أَلاَّ يجَاورَهَا في مُهْجَة ٍ كَمَدُ
لَقِيتَهُمْ والمَنَايَا غَيْرُ دَافِعَة ٍ
لما أمرتَ بهِ والملتقى كبدُ
في مَوْقِفٍ وَقَف الْمَوْتُ الزُّعَافُ بهِ
فالْمَوْتُ يُوجَدُ والأَرْوَاحُ تُفْتَقَدُ
في حَيْثُ لا مَرْتَعُ البِيضِ الرقاقِ إذا
أصلتنَ جدبٌ ولا وردُ القنا ثمدُ
مُسْتَصْحِباً نِيَّة ً قد طَالَ ما ضَمِنَتْ
لكَ الخطوبَ فأوفتْ بالذي تعدُ
ورُحْبَ صَدْرِ لَو أنَّ الأَرْضَ وَاسِعَة ٌ
كَوُسْعِهِ لم يَضِقْ عن أَهْلِهَا بَلَدُ
صدعتَ جريتهمْ في عصبة ٍ قللٍ
قدْ صَرَّحَ الماءُ عَنها وانجلى الزَّبَدُ
مِنْ كل أَرْوَعَ تَرْتَاعُ المنونُ لَهُ
إذا تجردَ لا نكسٌ ولا جحدُ
يكادُ حينَ يلاقي القرن منْ حنقٍ
قبْل السنَانِ عَلَى حَوبَائِهِ يَرِدُ
قَلُّوا، ولكنَّهْمْ طَابُوا، فأَنْجَدَهُمْ
جَيْشُ مِنَ الصَّبْرِ لا يُحصَى لَهُ عَدَدُ
إذا رأوا للمنايا عارضاً لبسوا
مِنَ الْيَقينِ دُرُوعاً مالَها زرَدُ
نأوا عن المصرخِ الأدنى ، فليسَ لهمْ
إلا السيوفَ على أعدائهمْ مددُ
وَلَّى مُعَاوِيَة ٌ عَنْهمْ وقدْ حَكمت
فيه القَنَا، فأَبَى الْمِقْدَارُ والأَمَدُ
نَجَّاكَ في الرَّوْعِ مَا نَجَّى سَمِيَّكَ في
صِفينَ والْخَيْلُ بالْفُرْسَانِ تنجَرِدُ
إن تنفلتْ وأنوفُ الموتِ راغمة ً
فاذهبْ فأنتَ طليقُ الركضِ يا لبدُ
لاخَلْقَ أرْبَطُ جَأْشاً مِنْكَ يَوْم تَرى
أبا سعيدٍ ولم يبطش بكَ الزؤدُ
أمَا وقدْ عِشْتَ يَوْماً بَعْدَ رُؤْيَتِه
فافخَرْ فإنَّكَ أنت الفارِسُ النَّجُدُ
لوْ عاينَ الأسدُ الضرغامُ رؤيتهُ
ما ليمَ أن ظنَّ رعباً أنهُ الأسدُ
شتانَ بينهما في كلِّ نازلة ٍ
نَهْجُ القَضَاءِ مُبينٌ فيهما جَدَدُ
هَذَا عَلى كَتِفَيْهِ كُل نازِلَة ٍ
تُخشَى ، وذَاكَ على أَكْتَافِهِ اللبَدُ
أعيا عليَّ وما أعيا بمشكلة ٍ
بسندبايا ويومُ الروعِ محتشدُ
منْ كانَ أنكأَ حداً في كتائبهمْ
أأنتَ أمْ سيفكَ الماضي أم الأحدُ؟
لا يومَ أكثرُ منهُ منظراً حسناً
والْمَشرَفيَّة ُ في هَامَاتِهمْ تخِدُ
أنهَبْتَ أَرْواحَهُ الأرْمَاحَ إذْ شُرِعَتْ
فَما تُرَدُّ لِرَيْبِ الدَّهْرِ عَنْهُ يَدُ
كأنها وهيَ في الأوداجِ والغة ٌ
وفي الكلى تجدُ الغيظ الذي نجدُ
مِنْ كل أزرَقَ نَظَّارٍ بِلا نظرٍ
إلى المقاتل ما في متنهِ أودُ
كأنَّهُ كان تِرْبَ الْحُب مُذْ زَمَنٍ
فليسَ يعجزهُ قلبٌ ولا كبدُ
تركتَ منهم سبيلَ النارِ سابلة ً
في كل يومٍ إليها عصبة ٌ تفدُ
كأنَّ بابك بالبذينِ بعدهمُ
نُؤيٌ أقامَ خِلافَ الْحَي أوْ وَتِدُ
بكل مُنعَرَجٍ مِنْ فارِسٍ بَطَلس
لما غدا مظلمَ الأحشاءِ منْ أشرٍ
أسكَنت جانحَتَيْهِ كَوْكباً يَقِدُ
وهَارِبٍ ودخيلُ الروْعِ يَجْلُبُهُ
إلى المنونِ كما يستجلبُ النقدُ
كأنَّما نَفسُهُ مِن طولِ حَيْرَتِها
منها على نفسهِ يومَ الوغى رصدُ
تالله ندري : أألإسلامُ يشكرها
مِن وقعة ٍ أَمْ العبَّاس أَمْ أُدَدُ
يَوْمٌ به أخَذَ الإسلامُ زينَتَهُ
بِأَسْرِهَا واكتسَى فَخْراً به الأبَدُ
يومٌ يجيُ إذا قام الحسابُ ولمْ
يذممهُ بدرٌ ولم يفضحْ به أحدُ
وأهلُ موقانَ إذْ ماقوا فلا وزرٌ
أنجاهمُ منكَ في الهيجا ولا سندُ
لمْ تبقَ مشركة ٌ إلاَّ وقدْ علمتْ
إن لم تتبْ أنهُ للسيف ما تلدُ
وَالبَبْرُ حِينَ اطْلَخَمَّ الأَمْرُ صبَّحهُمْ
قَطْرٌ مِنَ الْحَرْبِ لَمَّا جَاءَهُمْ خَمدُوا
كادَت تُحَلُّ طُلاَهُمْ مِنْ جَماجمهمْ
لوْ لمْ يحلوا ببذلِ الحكمِ ما عقدوا
لكن ندبتَ لهمْ رأيَ ابنِ محصنة ٍ
يخاله السيفُ سيفاً حين يجتهدُ
في كلِّ يومٍ فتوحٌ منكَ واردة ٌ
تَكادُ تَفهمُهَا مِن حُسْنها البُرُدُ
وَقَائِعٌ عَذُبَتْ أَنْبَاؤُهَا وحَلَتْ
حَتَّى لَقَدْ صارَ مَهْجُوراً لها الشُّهُدُ
إنَّ ابنَ يوسفَ نجى الثغرَ منْ سنة ٍ
أَعْوامُ يُوسُفَ عَيْشٌ عِنْدَها رَغَدُ
آثارُ أموالكَ الأدثارِ قد خلقتْ
وخَلَّفَتْ نِعماً آثارُها جُدُدُ
فافْخَر فَمَا من سَماءٍ للنَّدى رُفِعَتْ
إِلاَّ وأَفْعالُكَ الحُسْنَى لها عَمَدُ
واعْذِرْ حَسُودَكَ فيما قد خُصِصْتَ به
إِنَّ العُلَى حَسَنٌ في مِثْلِها الْحَسَدُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
رقم القصيدة : 15759
-----------------------------------
حُبِسْتَ فاحتبسَتْ مِن أجلِكَ الديمُ
ولمْ يزلْ نابياً عنْ صحبكَ العدمُ
يا بنَ المُسَيَّب قولاً غيرَ ماكَذِبٍ
لولاكَ لمْ يدرض ما المعروفُ والكرمُ
جَلَّلْتني نِعَماً جَلَّتْ وأَجْرِ بأَنْ
يجلَّ شكري إذْ جلتْ لي النعمُ
يا منْ إذا قعدتْ بالقومِ همتهمْ
عنِ اكتِسَابِ العُلَى قَامَتْ بهِ الهِمَمُ
رَأَيْتُ عُودَكَ مِنْ نَبْعٍ أرُومَتُهُ
ما في جوانبهِ لينٌ ولا وصمُ
أنتَ السليلُ فسلَّ السيفَ منتصراً
لِذِمَّة ِ الشعْرِ إذْ ضَاعَتْ لَهُ الذمَمُ
عَلَوْتَ مِنْ مَجْدِ قَيْسٍ في الوَرَى عَلماً
أعيا الورى وعلا مجداً بكَ العلمُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
رقم القصيدة : 15760
-----------------------------------
لئن جحدتكَ ما لاقيتُ فيك لقد
صحتْ شهودُ تباريحي وتعذيبي
بِزَفْرَة ٍ بعد أُخْرَى طالَما شَهِدَتْ
بأنها انتزعت من صدر مكروبِ
لكنْ عدَوْتَ على جِسْمي فبِنْتَ بهِ
يامن رأى الظبيَ عداءَ على الديبِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
رقم القصيدة : 15761
-----------------------------------
سرتْ تستجيرُ الدمعَ خوفَ نوى غدِ
وعَادَ قَتاداً عِنْدَها كُلُّ مَرْقدِ
وَأَنْقَذَها مِنْ غَمْرَة ِ الْمَوْتِ، أَنَّهُ
صدودُ فراقِ لا صدودُ تعمدِ
فأَجْرَى لَها الإشْفَاقُ دَمْعاً مُوَرَّداً
منَ الدمِ فوقَ خدٍ موردِ
هيَ البدرُ يغنيها توددُ وجهها
إلى كُل مَنْ لاقَتْ وإنْ لَمْ تَوَدَّدِ
ولكنني لمْ أحو وفراً مجمعاً
فَفُزْتُ بهِ إلاَّ بشَمْلٍ مُبَدَّدِ
ولمْ تعطني الأيامُ نوماً مسكناً
أَلَذُّ بهِ إلاَّ بنَوْمٍ مُشَرَّدِ
وطولُ مقامِ المرءِ في الحي مخلقُ
لديباجتيهِ فاغتربَ تتجددِ
فإني رأيْتُ الشَّمسَ زيدتْ مَحَبَّة ً
إلى النَّاس أَن ليْسَتْ عليهمْ بِسرْمَدِ
حلفتُ بربِ البيضِ تدمى متونها
ورَب القَنَا الْمُنْادِ والْمُتقصدِ
لقدْ كفَّ سيفُ الصامتي محمدِ
تباريحَ ثأرِ الصامتي محمدِ
رمى اللهُ منهُ بابكاً وولاتهُ
بقاصَمَة ِ الأَصْلاَبِ في كُل مَشهِدِ
بأسْمَحَ مِنْ غُر الْغَمَامِ سمَاحَة ً
وأشجعَ منْ صرفِ الزمانِ وأنجدِ
إِذَا ما دَعَوْنَاهُ بأجْلَحَ أَيْمَنٍ
دَعاهُ، وَلَمْ يَظلِمْ بأصْلَعَ أَنكدِ
فَتًى يَوْمَ بَذ الْخُرَّمِيَّة ِ لَمْ يَكُنْ
بهيابٍ نكسٍ ولا بمعردِ
قفا سندبايا والرماحُ مشيحة
تهدى ّ إلى الروحِ الخفيَّ فتهتدي
عَدا اللَّيْلُ فيهَا عَنْ مُعَاويَة َ الرَّدَى
وما شكَّ ريبُ الدهرِ في أنهُ رديَ
لَعَمْرِي لقَدْ حَرَّرْتَ يَوْمَ لَقِيتَهُ
لوَ أنَّ القَضَاءَ وَحدَهُ لَمْ يُبَردِ
فإِنْ يَكُنِ الْمِقْدَارُ فيهِ مُفَنداً
فما هوَ في أشياعهِ بمفندِ
وفي أَرْشَق الْهَيْجَاءِ والْخَيْلُ تَرْتمي
بأبْطَالِهَا في جَاحِمٍ مُتَوقدِ
عَطَطْتَ على رغمِ العِدا عزْمَ بابَكٍ
بصبرِكَ عَطَّ الأتحمي المُعَضَّدِ
فَإلاَّ يَكُنْ وَلَّى بِشِلْوٍ مُقَدَّدٍ
هُناكَ فَقَدْ وَلَّى بِعَزْمٍ مُقَدَّدِ
وقدْ كانتِ الأرماحُ أبصرنَ قلبهُ
فأرمدها سترُ القضاءِ الممدد
وموقانَ كانتْ دارَ هجرتهِ فقدْ
توردتها بالخيلِ أيِّ توردِ
حَطَطْتَ بها، يَوْمَ العَرُوبَة ِ، عِزَّهُ
وكانَ مقيماً بينَ نسر وفرقدِ
رآكَ سَديدَ الرأْيِ والرُّمْحِ في الوَغَى
تَأَزَّرُ بالإقْدَامِ فيهِ وتَرْتَدي
ولَيْسَ يُجَلي الكَرْبَ رَأْيٌ مُسَدَّدٌ
إذا هوَ لمْ يؤنسْ برمحٍ مسددِ
فمرَّ مطيعاً للعوالي معوداً
منَ الخوفِ والإحجامِ ما لم يعودَّ
وكان هو الْجَلْدَ القُوَى ، فَسَلَبْتَهُ
بحسنِ الجلادِ المحضِ حسنَ التجلدِ
لَعَمْري لقَدْ غَادَرْتَ حِسْيَ فُؤادِهِ
قَريبَ رِشَاءٍ للقَنَا سَهْلَ مَوْرِدِ
وكانَ بعيدَ القعرِ منْ كلَّ ماتحٍ
فغادرتهُ يسقى ويشربُ باليدِ
وللكذجِ العليا سمتْ بكَ همٌة
طَمُوحٌ يَرُوحُ النَّصْرُ فيها ويَغْتَدِي
وقدْ خزمتَ بالذلِ انفَ ابن خازمِ
وَأَعْيَتْ صيَاصِيَها يَزيدَ بنَ مَزْيَدِ
لَما بَتُّ في الدُّنْيَا بنَوْمٍ مُسَهَّدِ
وَأَطْلَقْتَ فيهمْ كُلَّ حَتْفٍ مُقَيّدِ
وبالهضبْ منْ أبرشتويمَ ودروذٍ
على كل نشزمتلئبٍّ وَفرفدِ
أفادَتْكَ فيها الْمُرْهَفَاتُ مآثراً
وليلة َ أبليتَ البياتَ بلاءهُ
منَ الصبرِ في وقتٍ من الصبرِ مجحدِ
فيا جَوْلَة ً لاتَجْحَدِيهِ وَقَارَهُ
ويا سيف لا تكفرْ ويا ظلمة ٌ أشهدي
ويالَيْلُ لَوْ أني مكانَكَ بَعْدَهَا
لما بثُّ في الدنيا بنومِ مسهدِ
وَقائعُ أَصْلُ النَّصْرِ فيهَا وَفَرْعُهُ
إذا عددَ الإحسانُ أو لمْ يعددِّ
فمَهْمَا تكُنْ مِنْ وَقْعَة ٍ بَعْدُ لا تَكُنْ
سوى حسنٍ مما فعلتَ مرددِ
مَحَاسِنُ أًصْنَافِ الْمُغَنينَ جَمَّة ٌ
وما قصباتُ السبقِ إلاَّ لمعبدِ
جَلَوْتَ الدُّجَى عَنْ أَذْرَبيجَانَ بَعْدَمَا
تَرَدَّتْ بِلَوْنٍ كالْغَمامَة ِ أَرْبَدِ
وكانتْ وليسَ الصبحُ فيها بأبيضِ
فأَمْسَتْ وَلَيْسَ اللَّيْلُ فيها بأَسْوَدِ
رأى بابكٌ منكَ التي طلعتْ لهُ
بنحسٍ وللدينِ الحنيفِ بأسعدِ
هَزَزْت لَهُ سَيْفاً مِنَ الكَيْدِ إنَّما
تُجَذُّ بهِ الأعْنَاقُ مالم يُجرّدِ
يَسُرُّ الذي يَسْطُو بهِ وهوَ مُغْمَدٌ
ويَفْضَحُ مَنْ يَسْطو بهِ غَيْرِ مُغْمَدِ
وإني لأرْجُو أَنْ تُقَلدَ جيدَه
قِلادَة َ مَصْقُول الذُّبابِ مُهَنَّدِ
منظمة ً بالموتِ يحظى بحليها
مُقَلدُها في النَّاس دُونَ الْمُقَلَّدِ
إليْكَ هَتَكْنا جُنْحَ ليْلٍ كأَنَّهُ
قد اكتحلتْ منهُ البلادٌ بإثمدِ
تقلبُ في الآفاقِ صلاً كأنما
يقلبُ في فكيهِ شقة َ مبردِ
تلافى جداكَ المجتدينَ فأصبحوا
ولَمْ يَبْقَ مَذْخُورٌ ولَمْ يَبْقَ مُجْتَدِ
إِذَا ما رَحى ً دَارَتْ أَدْرتَ سمَاحة ً
رحى َ كلَّ إنجازٍ على كلِّ موعدِ
أتيتكَ لم أفزعَ إلى غيرِ مفزعِ
ولمْ أنشدِ الحاجاتِ في غيرِ منشدِ
ومن يرجُ معروفُ البعيدِ فإنما
يديَ عولتْ في النائباتِ على يدي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
رقم القصيدة : 15762
-----------------------------------
جَادَتْكَ عني عُيُونُ المُزْنِ والديَمُ
وزالَ عيشكَ موصولاً به النعمُ
أصبحتَ لا صقباً مني ولا أمماً
فالصبرُ لا صقبٌ مني ولا أممُ
وَلَّيْتَ عَني فدَمْعُ العَيْنِ مُنْسَجمٌ
يبكي التلاقي وماءُ القلب منسجمُ
إني لَمِنْ أنْ أُرَى حَيّاً وقد بَرحَتْ
بكَ النوى يا شقيق النفسِ محتشمُ
إنْ لَمْ أُقِمْ مَأْتَماً لِلبَيْن أُشْهِدُهُ
أهلَ الوفاءِ فودي فيك متَّهمُ
شِبْهاكَ في كل يَوْمٍ عَزَّ جانِبُه
لَيْثُ العَرينة ِ والصَّمْصَامة الْخَذِمُ
ما جادَ جودك إذْ تعطي بلا عدة ٍ
ما يُرتجى منكَ لا كعبٌ ولا هرِمُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
رقم القصيدة : 15763
-----------------------------------
قال الوُشَاة ُ بَدَا في الخَد عارِضُه
فقلت لا تكثروا ما ذاك عائبهُ
لمَا استقَلَّ بأرْدَافٍ تُجاذِبُهُ
و اخضرَّ فوقَ جمانِ الدرِّ شاربهُ
و أقسمَ الوردُ أيماناً مغلظة ً
أن لا تفارقَ خديهِ عجائبهُ
و كلمتهُ جفونٌ غيرُ ناطقة ٍ
فكان من ردهِ ما قال حاجبهُ
الحُسْنُ مِنهُ على ما كنتُ أعهَدُهُ
والشَّعْرُحِرْزٌله مِمَّنْ يُطالِبُهُ
أحلى وأحسنُ ما كانت شمائلهُ
اذ لاح عارضهُ وأسودَّ شاربهُ
و صار من كان يلحي في مودتهِ
إن سيلَ عني وعنهُ قال صاحبهُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
رقم القصيدة : 15764
-----------------------------------
أَظُنُّ دُمُوعَهَا سَنَنَ الفَريدِ
وهيَ سلكاهُ منَ نحرٍ وجيدِ
لها منْ لوعة ِ البينِ التدامٌ
يعيدُ بنفسجاً وردَ الخدودِ
حمتنا الطيفَ منْ أمِّ الوليدِ
خطوبٌ شيبتْ رأسَ الوليدِ
رآنا مشعري أرقٍ وحزٍن
وبغيته لدى الركبِ الهجودِ
سُهَادٌ يَرْجَحِنُّ الطَّرْفُ مِنْهُ
ويولعُ كلَّ طيفٍ بالصدودُِِ
بِأَرْضِ البَذ في خَيْشُومِ حَرْبٍ
عقيمٍ منْ وشيكِ ردى ً ولودُ
تَرَى قَسمَاتِنا تَسْوَدُّ فيها
وما أَخْلاقُنا فيها بِسُودِ
تقاسمنا بها الجردُ المذاكي
سِجَالَ الكَر والدَّأبِ الْعَنِيدِ
فَتُمْسِي في سَوابغَ مُحْكمَاتٍ
وَتُمْسِي في السُّروجِ وفي اللًّبُودِ
حَذَوْنَاها الْوَجَى والأيْنَ حتَّى
تجاوَزَتِ الرُّكوعُ إلى السُّجودِ
إذا خرجتْ من الغمراتِ قلنا
خرجْتِ حبائساً إن لم تعودي
فكَمْ مِنْ سُؤْدُدٍ أمكَنْتِ مِنْهُ
برمتهِ على أنْ لم تسودي
أهانكَ للطرادِ لمْ تهوني
عليهِ وللقيادِ أبو سعيدِ
بلاكِ فكنتَ أرشية َ الأماني
وبردَ مسافة ٍ المجدِ البعيدِ
فتى ً هزَّ القنا فحوى سناءٍ
بها لا بالأحَاظي والْجُدُودِ
إِذا سَفكَ الحَياءَ الرَّوْعُ، يَوْماً
وقى دمَ وجههِ بدمِ الوريدِ
قَضَى مِنْ سَنْدَبَايَا كلَّ نَحْبٍ
وأرشقَ والسيوفُ منَ الشهودِ
وأرسلها على موقانِ رهواً
تُثِيرُ النَّقْعَ أكْدَرَ بالكَدِيدِ
رآهُ العلجُ مقتحماً عليهِ
كما اقتحمَ الفناءُ على الخلودِ
فمرَّ ولو يجاري الريحَ خيلتْ
لديهِ الريحُ ترسفُ في القيودِ
شَهدْتُ لَقَدْ أَوَى الإسْلاَمُ مِنْهُ
غدائتذٍ إلى ركنٍ شديدِ
وللكذجاتِ كنتَ لغيرِ بخلٍ
عقيمَ الوعدِ منتاجَ الوعيدش
غَدَت غِيرَانُهمْ لَهُمُ قبُوراً
كَفَتْ فِيهمْ مَؤُونَاتِ اللُّحُودِ
كأَنَّهُمُ مَعاشِرُ أُهْلكوا مِنْ
بَقَايَا قَوْمِ عَادٍ أو ثَمُودِ
وفي أَبْرِشْتَويمَ وَهَضْبَتَيْهَا
طلعتَ على الخلافة َ بالسعودِ
بضربٍ ترقصُ الأحشاءُ منهُ
وتَبْطُلُ مُهْجَة ُ البَطَلِ النَّجِيدِ
بيتَّ البياتَ بعقدِ جأشٍ
أَشدَّ قُوًى مِنَ الْحَجَرِ الصَّلُودِ
رَأَوْا لَيْثَ الغَريفة ِ وهْوَ مُلْقٍ
دراعيهِ جميعاً بالوصيدِ
عَلِيماً أَنْ سَيَرْفُلُ في المَعَالي
إذا ما باتَ يرفلُ في الحديدِ
وكم سَرَقَ الدُّجى من حُسْنِ صَبْرٍ
وغطّى من جِلادِ فتى ً جليدِ
ويَوْمَ التَّل تَل البَذ أُبْنَا
ونحنُ قصارُ أعمارِ الحقودِ
قسمناهمْ فشطرٌ للعوالي
وآخرُ في لظى ً حرقِ الوقودِ
كأنَّ جهنمَ انضمتْ عليهمْ
كلاهَا غَيْرَ تَبْدِيلِ الجُلُودِ
ويَوْمَ انصَاعَ بَابَكُ مُسْتَمِرّاً
مُبَاحَ العُقْرِ مُجْتَاحَ العدِيدِ
تأملّ شخصَ دولتهِ
بِجِسْم لَيْسَ بالْجسْمِ المَدِيدِ
فأزمعَ نية ً هرباً فحامتْ
حُشَاشَتُهُ على أجَلٍ بَلِيدِ
تَقنَّصَهُ بَنُو سِنبَاطَ أَخذاً
بأشراكِ المواثقِ والعهودِ
ولولا أنَّ ريحكَ دربتهمْ
لأحْجَمَتِ الكِلاَبُ عن الأُسُودِ
وهرجاماً بطشتْ بهِ فقلنا
خيارٌ البزِّ كانَ على القعودِ
وقائِعُ قدْ سَكَبْتَ بها سَوَاداً
على ما احمَرَّ مِنْ ريشِ البَريدِ
لئنْ عمتْ بني حواءَ نفعاً
لَقَدْ خَصَّتْ بني عبْدِ الحَمِيدِ
أقولًُ لسائلي بأبي سعيدٍ
كأَنْ لم يَشْفِهِ خَبَرُ القَصِيدِ
أجلْ عينيكِ في ورقي مليا
فقدْ عاينتَ عامَ المحلِ عودي
لبستُ سواهُ أقواماً فكانوا
كما أغنى التيممُ بالصعيدِ
وَتَرْكِي سُرْعَة َ الصَّدَرِ اغْتِباطاً
يَدُلُّ على مُوافقَة ِ الوُرُودِ
فَتًى أَحْيَتْ يَدَاهُ بَعْدَ يأْسٍ
لنَا المَيْتَيْنِ مِنْ كَرَمٍ وجُودِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
رقم القصيدة : 15765
-----------------------------------
وقائلة ٍ حجَّ عبدُ العزيز
فقُلْتُ لهَا حَجَّ غَيْثُ الأنَامِ
لقدْ حملَ الجملُ المستقلُّ
بعبدِ العزيز سجالَ الغمامِ
مطافٌ يطوفُ ببيتِ الحرامِ
وركنٌ حوى ركنه باستلامِ
مَضَى مُحْرِماً بحَلال الثَّرَاءِ
فأَرْضَى بهِ رَبَّ بَيْتِ الحَرَامِ
أقامَ طويلاً بدار المقامِ
فأمرَضَنا مِنْه طُولُ المُقَامِ
وآبَ مُعَرًّى مَنَ السَّيئا
ت يرفُلُ في الحسنات الجسامِ
مَنَاسِكُهُ فيهِ مَقبُولَة ٌ
وحجتُه برة ٌ بالتمامِ
وأبقى مآثرَ محمودة ً
مُعَمَّرَة ً عُمْرَ رُكْنَيْ شَمَامِ
فدُونَكَ تهنئة ً حرَّة ً
نظامَ امرئٍ حاذقٍ بالنظامِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
رقم القصيدة : 15766
-----------------------------------
إِجْعَلي في الكَرَى لِعَيْني نَصِيبَا
كَيْ تَنالَ المكْرُوهَ والمَحْبُوبَا
اشركي بين دمعِ عيني ونومي
واجْعلي لي مِنَ الرُّقادِ نَصِيبا
كنتُ أهوى البيضَ الحسانَ فقد
ـحَ حُبي عن غيرِها مَحْجُوبا
قَرَّبَتْها المُنَى وباعَدَها النَّأْ
يُ فأضحَتْ مِني بَعيداً قَريبا
إِنْ تَكُنْ مُقْلَتي إذا غِبْتِ تَسْـ
لي عليها الدموع حتى تؤوبا
فلكم نظرة ٍ تسرُّ بها من
كِ لها روعة ٌ تشقّ القلوبا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
رقم القصيدة : 15767
-----------------------------------
أسْقَى طُلُولَهُمُ أَجَشُّ هَزيمُ
وغدتْ عليهمْ نضرة ً ونعيمُ
جادتْ معاهدهُمْ عهادُ سحابة ٍ
ما عهدهَا عندَ الديارِ ذميمُ
سَفِهَ الفِرَاقُ عليكَ يومَ رَحيلهمْ
وبما أراهُ وهوَ عنكَ حليمُ
ظلمتكَ ظالمة ُ البريء ظلومُ
والظلمُ من ذي قدرة ٍ مذمومُ
زعمتُ هواكَ عفا الغداة َ كما عفتْ
مِنْها طُلولٌ باللَّوَى ورُسُومُ
لا والذي هوَ عالمٌ أنَّ النوى
صَبِرٌ وأنَّ أَبَا الحُسَيْنِ كَرِيمُ
مازُلْتُ عَنْ سَنَنِ الوِدَادِ ولاغَدَتْ
نفسي على ألفٍ سواكَ تحومُ
لِمُحَمّدِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ شُبَانَة ٍ
مجدٌ إلى جنبِ السِّماكِ مقيمُ
مَلِكٌ إذا نُسِبَ النَّدَى مِنْ مُلْتَقَى
طرفيهِ فهوَ أخٌ له وحميمُ
كاللَّيْثِ لَيْثِ الغَابِ إلاَّ أنَّ ذا
في الروعِ بسَّامٌ وذاكَ شتيمُ
طَحْطحْتَ بالخَيْلِ الجِبَالَ مِنَ العِدَى
والكفرُ يقعدُ بالهدى ويقومُ
بالسَّفْحِ مِنْ هَمَذانَ إذْ سَفَحَتْ دَماً
رويتْ بجمته الرماحُ الهيمُ
يومٌ وسمتَ بهِ الزمانَ ووقعة ٌ
بردتْ على الإسلامِ وهيَ سمومُ
لَمَعَتْ أسِنَّتُه فَهُنَّ معَ الضُّحَى
شَمْسٌ وهُنَّ معَ الظَّلامِ نُجُومُ
نضيتْ سيوفكَ للقراعِ فأغمدتْ
والخُرَّمِيَّة ُ كَيْدُهَا مَخْرُومُ
أبليْتَ فيهِ الدينَ يُمْنَ نَقِيبَة
تركتْ إمامَ الكفرِ وهوَ أميمُ
بَرَقتْ بَوَارِقُ مِنْ يَمِينكَ غادَرَتْ
وَضَحاً بِوَجْه الخَطْبِ وهْوَ بَهيمُ
ضَرَبَتْ أُنُوفَ المَحْلِ حتَّى أَقلَعَتْ
والعُدْمُ تحتَ غَمَامِها مَعْدُومُ
لِلَّنجم أَوْ للمِرْزَمَيْنِ نَدِيمُ
غَيْثٌ حَوَى كَرَمَ الطَّبَائعِ دَهرَهُ
والغَيْثُ يَكْرُمُ مَرَّة ً ويَلُومُ
ما زال يهذي بالمواهبِ دائباً
حتى ظننَّا أنَّهُ محمومُ
لِلجُودِ سَهْمٌ في المَكَارِمِ والتُّقَى
ما ربُّه المكدي ولا المسهومُ
وبيانُ ذلكَ أنَّ أولَ منْ حبا
وقرى خليلُ اللهِ إبراهيمُ
أعطَيْتَني دِيَة َ القَتِيلِ وليسَ لي
عَقْلٌ ولاحَقٌّ عليكَ قَديمُ
إلاَّ نَدًى كالدَّيْنِ حَلَّ قَضَاؤُهُ
إن الكريمَ لمعتفيهِ غريمُ
عُرفٌ غدا ضرباً نحيفاً عندَه
شكرُ الرجالِ وأنهُ لجسيمُ
أخفيتهُ فخفيتُهُ وطويتهُ
فنشرتُهُ والشخصُ منه عميمُ
جودٌ مشيتُ به الضراءَ تواضعاً
وعظمتَ عن ذكراهُ وهو عظيمُ
النَّارُ نارُ الشَّوْقِ في كَبِدِ الفَتَى
والبيْنُ يُوقِدُه هَوًى مَسْمُومُ
خيرٌ لهُ من أنْ يخامرَ صدرَهُ
وحَشَاهُ مَعْروفُ امْرِئٍ مَكْتُومُ
سَرَقٌ الصَّنِيعَة َ فاستَمرَّ بِلَعْنَة ٍ
يدعو عليهِ النائلُ المظلومُ
أأُقَنعُ المَعْرُوفَ وهْوَ كأنَّهُ
قمرُ الدجى إني إذنْ للئيمُ!
مثرٍ منَ المالِ الذي ملكتني
أعناقهُ ومنَ الوفاءِ عديمُ؟!
فأروحُ في بردينِ لمْ يسحبهُما
قَبْلِي فَتًى وهُمَا الغِنَى واللُّومُ؟[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قد قصرنا دونك الابصار
قد قصرنا دونك الابصار
رقم القصيدة : 15768
-----------------------------------
قد قصرنا دونك الابصار
خوفاً ان تذوبا
كُلَّمازِدْنَاكَ لحْظاً
زِدْتَنا حُسْناً وطيبا
مرّضتَ الحاظَ عين
فأمرَضْتَ القُلوبا![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
رقم القصيدة : 15769
-----------------------------------
سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي
هِيَ الوُدُّ صَانَاهُ بِحُسْنِ صِيَانِهِ
عفاءٌ على دهياءَ كانا إزاءها
وَنِكْلٌ لِدَاجي الْخَطْبِ يَعْتَوِرَانِهِ
إلى خَيْفَيْ مِنًى فالمَوْقِفَيْنِ
تَدَفَّقْتُمَا مِنْ طَل مُزْنٍ ووَبْلِه
وَمِنْ شَرْخِ معْرُوفٍ وَمِنْ عُنْفُوَانِهِ
وهلْ لي غداة ً السبقِ عذرٌ وأنتما
بحيثُ ترى عينايَ يومَ رهانهِ !
رأَيْتُكما مِنْ ريْبِ دَهْرِيَ هَضْبَة ً
وَما زُلْتُمَا لازِلْتُما مِنْ رِعَانِهِ
فأصبحَ لي تحتَ الجران فريسة ً
ولَوْلاكما أصبَحْتُ تحتَ جِرَانِهِ
وَمَلَّكْتُماني صَعْبَة ً وَخِشَاشَها
وَأمكَنْتُما مِنْ طامحٍ وَعِنَانهِ
لَئنْ رُمْتُ أمراً غِبْتُما عندَ بِكْرِهِ
لَقَدْ سَرَّنِي فِعْلاكُما في عَوَانِهِ
وماخَيْرُ بَرْقٍ لاحَ في غيرِ وَقْتِهِ
ووَادٍ غَدَا مَلآنَ قبلَ أَوَانِهِ؟!
تلطفتما للدهرِ حتى أجابني
وقدْ أزمنَتْ رجلي هناتُ زمانِهِ
وما زِلْتُما مِنْ نَبْعِه إنْ عُجِمْتُما
لِضَيمٍ، وَعنْدَ الجُودِ منْ خَيْزُرَانِهِ
لعمري لقد أصْبَحْتُما العُرْفَ صاحباً
له مقولٌ نعماكما في ضمانِهِ
ويأخُذُ مِنْ أَيْدِيكُما وَهَواكُما
فَلا عَجَبٌ أنْ تأْخُذَا مِنْ لِسَانِهِ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
رقم القصيدة : 15770
-----------------------------------
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني
دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه
فصارَ أملكَ من روحي بجثماني
خَلِيفَة ُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ
في بلدة ٍ فظهورُ العيسِ أوطاني
بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا
بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني
وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ
حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ
خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً
قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ
غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ
يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ
أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما
أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني
وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه
حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ
إسَاءَة َ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً
فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ
أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً
كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ
إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه
لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ
لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ
في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّة ِ اثنَانِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
رقم القصيدة : 15771
-----------------------------------
تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
ودعْ حسيَ عينٍ يجتلبْ ماءها الوجدُ
إذَا انصَرَفَ المَحزُونُ قدْ فَلَّ صَبْرَه
سؤالُ المغاني فالبكاءُ لهُ ردِ
بدتْ للنوى أشياءُ قدْ خلتُ أنها
سيبدؤني ريبُ الزمانِ إذا تبدو
نوى ً كانقضاضِ النجمِ كانتْ نتيجة ً
منَ الهزلِ يوماً إنَّ هزلَ الهوى جدُّ
فلا تحسبا هنداً لها الغدرُ وحدها
سجيً نفسٍ كلُّ غانية ٍ هندُ
وقَالُوا أُسى ً عَنْهَا وقدْ خَصَمَ الأُسَى
جَوَانِحُ مُشْتَاقٍ إذَا خاصمَتْ لُدُّ
وعينٌ إذا هيجتها عادتِ الكرى
ودَمْعٌ إَذَا استَنجدْتَ أسْرَابَهُ نَجْدُ
ومَا خَلفَ أجْفَانِي شُؤونٌ بَخِيلَة ٌ
ولا بَيْنَ أَضلاعي لها حجَرٌ صلْدُ
وكمْ تحتَ أرواقِ الصبابة ِ منْ فتى ً
منَ القَوْمِ حُرٍّ دَمعُهُ للهَوى عَبْدُ
ومَا أَحدٌ طَارَ الفِرَاقُ بقَلْبِهِ
بجْلَدٍ ولَكِنَّ الفِراقَ هوالجلْدُ
ومَنْ كانَ ذَا بَثٍّ على النَّأيَ طارِفٍ
فلِي أَبَداً من صَرْفِهِ حُرَقٌ تُلْدُ
فلا ملكٌ فردُ المواهبِ واللهى
يُجَاوِزُ بي عَنْهُ ولا رَشأٌ فَرْدُ
محمدُ يا بنَ الهيثمَ انقلبتْ بنا
نَوَى خَطَأٌ في عَقْبِها لَوعَة ٌ عَمْدُ
وحقدٌ منَ الأيامِ، وهيَ قديرة ٌ
وشرٌّ السجايا قدرة ٌ جارها حقدُ
إساءة َ دهرٍ أذكرتْ حسنَ فعلهِ
إليِّ ولولا الشري لم يعرفِ الشهدُ
أما وأبي أحداثهٌ إنَّ حادثاً
حدا بي عنكَ العيسِ للحادثُ الوغدُ
مِنَ النَّكَبات النَّاكباتِ عَن الهَوَى
فمحبوبها يحبوُ ومكروهها يعدوُ
ليالينا بالرقتينِ وأهلها
سق العهدَ منكِ العهدُ والعهدُ والعهدُ
سَحَابٌ متى يَسحَبْ على النَّبتِ ذَيْلَهُ
فلا رجلق ينبو عليهِ ولا جعدٌ
ضربتُ لها بطنَ الزمانِ وظهرهُ
فَلَمْ أَلقَ مِنْ أَيَّامِها عِوَضاً بَعْدُ
لدى ملكٍ منْ أيكة ِ الجودِ لمْ يزلْ
على كَبِدِ المَعْروفِ مِنْ فِعْلِهِ برْدُ
رَقِيقِ حَواشِي الْحِلْمِ لَو أَنَّ حِلْمَهُ
بكفيكَ ما ماريتَ في انهُ بردُ
وذو سورة ٍ تفري الفريَ شباتها
ولا يَقطَعٌ الصَّمصَامُ لَيْسَ لَهُ حَدَ
ودَانِي الجَدَا تَأْتِي عَطايَاهُ مِنْ عَلٍ
ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ
فقدْ نزلَ المرتادُ منهُ بماجدِ
مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ
غَدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجْهِهِ
مطالٌ ولمْ يعقدْ بآمالهِ الردِّ
بأوفاهمُ برقاً إذا أخلفَ السنا
وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ
أَبَلهِمُ ريقاً وكَفّاً لِسَائلٍ
وأنضرهمْ وعداً، إذا صوحَ الوعدُ
كَريمٌ ، إذا ألقَى عَصاهُ مُخَيماً
بأرضٍ، فقدْ ألقى بها رحلهُ المجدُ
بهِ أَسْلَمَ المَعْروفُ بالشّامِ بَعْدَمَا
ثَوَى مُنذُ أَوْدَى خالِدٌ وهْو مُرْتَدُّ
فَتَى لا يَرَى بُدّاً مِنَ البَأْسِ والنَّدَى
ولا شيءٍ إلاَّ منهُ غيرهما بدُّ
حَبِيبٌ بَغِيضٌ عِنْدَ رَاميكَ عَنْ قِلَى
وسَيْفٌ على شَانِيك لَيْسَ لَهُ غِمْدٌ
وكمْ أمطرتهُ نكبة ٌ ثمَّ فرجتَ
وللهِ في تفريجها ولكَ الحمدُ
وكَمْ كانَ دَهْراً للحَوادِثِ مُضْغَة ً
فأضحتْ جميعاً وهيَ عنْ لحمهِ دردُ
تصارعهُ لولاكِ كلّ ملمة ً
ويعدو عليهِ الدهرُ منْ حيثِ لا يعدو
تَوَسَّطْتَ مِنْ أَبْنَاءِ سَاسَانَ هَضْبَة ً
لَهَا الكَنَفُ المَحْلُولُ والسَّنَدُ النَّهْدُ
بحيثُ انتمتْ زرقٌ الأجادلِ منهمُ
عُلوّاً وقَامَتْ عَنْ فَرائِسِها الأُسْدُ
ألمْ ترَ أنَّ الجفرَ جفركَ في العلى
قَريبُ الرشَاءِ لاَ جَرُورٌ ولا ثَمْدُ
إذَا صَدَرتْ عَنْهُ الأَعَاجِمُ كلُّهَا
فأَوَّلُ مَنْ يَرْوَى َ به بَعْدَها الأَزْدُ
لَهُمْ بِكَ فَخْرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ
بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ
عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ
يدٌ يستذلُ الدهرُ في نفحاتها
ويَخْضَرُّ مِنْ مَعْرُوفِها الأُفقُ الوَرْدُ
ومِثْلِكَ قَدْ خَوَّلْتُهُ المَدْحَ جَازِياً
وإنْ كنتَ لا مثلٌ إليكِ ولا ندُّ
نَظَمْتُ لَهُ عِقْداً مِنَ الشعْرِ تَنْضُبُ الْـ
بحارُ وما دناهُ منْ حليها عقدُ
تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ مُطَّرَفَاتُها
وما السَّيْرُ مِنها لا العَنيقُ ولا الوَخْدُ
تروحُ وتغدو، بل يراحُ ويغتدي
بِها وهْيَ حَيْرَى لا تَرُوحُ ولا تَغدُو
تقطعُ آفاقَ البلادِ سوابقاً
وما ابتَلَّ مِنها لا عِذارٌ ولا خَدُّ
غَرَائِبُ ما تَنفَكُّ فِيهَا لُبَانَة ٌ
لِمُرتَجِزٍ يَحْدُو ومُرْتَجِلِ يَشدُو
إذا حضرتْ ساحَ الملوكِ تقبلتْ
عقائلُ منها غيرُ ملموسة ٍ ملدُ
أُهينَ لهَا ما في البُدُورِ وأُكْرِمَتْ
لديهمْ قوافيها كما يكرمُ الوفدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
رقم القصيدة : 15772
-----------------------------------
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ
تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني
مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ
مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ
حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ
بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً
حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ
لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت
مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ
لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي
وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني
وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى
فارقتُ بينهما همي وأحزاني
حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها
على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني
يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري
حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ
وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ
على سروري غمومي أيَّ رجحانِ
فاليوم سالمني دهري وذكرني
مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني!
ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها
واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ
سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ
يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ
تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ
بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني
يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ
مني المنى وأرتني وجهَ خسراني
كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها
يداً تفحصُ عن سري وإعلاني
يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر
إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان
إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها
سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
رقم القصيدة : 15773
-----------------------------------
حَسُنَتْ عَبرتي وطابَ نَحيبي
فيك ياكنزَ كلِّ حسنٍ وطيبِ
لكَ قَدٌّ أدقُّ مِنْ أَنْ يُحَاكَى
بقَضيبٍ في الحُسْنِ أو بِكَثيبِ
أَيُّ شيءٍ يَكُونُ أحسَنَ مِنْ صَبٍّ
صبٍّ أديبٍ متيّمٍ بأديبِ
جاز حكمي في قالبهِ وهواهُ
بعد ما جاز حكمهُ في القلوبِ
كاد أن يكتبَ الهوى بين عين
يهِ كتاباً هذا حبيبُ حبيبِ
غيرَ أنّي لو كُنْتُ أعشَقُ نَفْسِي
لَتنغَّصْتُ عَيْشَها بالرَّقيبِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
رقم القصيدة : 15774
-----------------------------------
جُعِلْتُ فِدَاكَ عبْدُ اللَّهِ عِنْدِي
بعقبِ الهجرِ منهُ والبعادِ
لهُ لمٌ منَ الكتابِ بيضٌ
قضوا حقً الزيارة َ والودادِ
وأَحْسِبُ يَوْمَهُمْ إنْ لم تَجُدْهُمْ
مصادفَ دعوة ٍ منهمْ جمادِ
فكَمْ نَوْءٍ مِنَ الصًّهْبَاءِ سَارٍ
وآخرَ منكَ بالمعروفِ غادِ
فهذا يَسْتَهِلُّ على غَلِيلي
وهَذا يَسْتَهِلُّ على تِلادي
ويسقي ذا مذانبِ كلِّ عرقٍ
ويُتْرعُ ذّا قَرَارَة َ كُل وَادِ
دعوتهمُ عليكَ وكنتَ ممنْ
نعنيهِ على العقدِ الجيادِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
رقم القصيدة : 15775
-----------------------------------
أعقبكَ اللهُ صحة َ البدنِ
ما هتفَ الهاتفاتُ في الغصنِ
كَيْفَ وجَدْتَ الدَّوَاءَ أوجَدَكَ اللَّـ
ـه شفاءً به مدى الزمنِ ؟
لانَزَعَ اللَّهُ مِنْكَ صَالِحَة ً
أَبْلَيْتَها مِنْ بَلاَئِكَ الحَسَنِ
لازِلْتَ تُزْهَى بكُل عافِيَة ٍ
تجتثُّها من معارضِ الفتنِ
لَوْ أَنَّ أعمَارَنا تُطَاوِعُنا
شَاطرَه العُمْرَ سَادَة ُ اليَمَنِ
إنَّ بقاءَ الجوادِ أحمدَ في
أعناقنا منة ٌ منَ المننِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> نظري اليك يشير لي
نظري اليك يشير لي
رقم القصيدة : 15776
-----------------------------------
نظري اليك يشير لي
ـهَدُ لي بأَنَّكَ لي حَبيبُ
وتَبَاعُدِي حَذَرَالوُشَا
و أنت من قلبي قريبْ
فانظُرْإلى وَلعِي بذِكْـ
كلما غفلَ الرقيبْ
وانظْرْ إلى جِسْمِي فَفِيـ
ما حلَّ بي العجبُ العجيبْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
رقم القصيدة : 15777
-----------------------------------
أبا القاسمِ المحمودَ، إنْ ذكرَ الحمدُ
وقيتَ رزايا ما يروحُ وما يغدو
وطَابَتْ بلادٌ أَنْتَ فيها فأَصْبَحَتْ
ومربعها غورٌ ومصطافها نجدُ
فإنْ نَكُ قد نالَتْك أطرَافُ وَعْكَة ٍ
فَلا عَجَبٌ أَنْ يُوعَكَ الأسَدُ الوَرْدُ
سلمتَ وإنْ لكَ الدعوة ُ آسمها
وكانَ الذي يَحظَى بإنْجَاحِهَا السَّعْدُ
فقدْ أَصْبَحتْ مِنْ صُفْرة ٍ في وُجُوهِها
وراياتها سيانٍ غماً بكَ الأزدُ
بنَا لا بِكَ الشَّكْوَى فليْسَ بضائرٍ
إذا صَحَّ نَصْلُ السَّيفِ ما لَقِيَ الغِمْدُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
رقم القصيدة : 15778
-----------------------------------
بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ
ما إِنْ بهِ إلاَّ الوُحُوشَ قطينُ
لم يُقرَ هذا السيفُ هذا الصبرَ في
هَيْجَاءَ إلاَّ عَزَّ هذا الدينُ!
قدْ كانَ عذرة َ مغربٍ فافتضها
بالسيفِ فحلُ المشرق الأفشينُ
فأعادها تعوي الثعالبُ وسطها
ولَقَدْ تُرَى بالأَمْسِ وَهْيَ عَرينُ
جَادَتْ عليها مِنْ جَمَاجِمِ أهلها
ديمٌ أمارتُها طلى وشؤونُ
كانَتْ مِنَ الدَّمِ قبلَ ذَاكَ مَفَازَة ً
غوراً فأمستْ وهي منهُ معينُ
بحراً من الهيجاءِ يهفو مالهُ
إلاَّ الجَنَاجِنَ والضُّلُوعَ سَفِينُ
لاقاهمُ ملكٌ حياهُ بالعلى
جرسٌ وجانا خرَّة ُ الميمونُ
مَلِكٌ تُضِيءُ المَكْرُماتُ إذا بَدَا
لِلمُلْكِ مِنْهُ غُرَّة ٌ وجَبينُ
سَاسَ الجُيُوشَ سِياسَة َ ابنِ تَجَاربٍ
رمقتهُ عينُ الملكِ وهو جنينُ
لانتْ مهزَّتُه فعزَّ وإنما
يشتدُّ بأسُ الرمحِ حين يلينُ
وتَرَى الكَرِيمَ يَعِزُّ حينَ يَهُونُ
وتَرَى اللئيمَ يَهُونُ حينَ يَهُونُ
قاد المنايا والجيوشَ فأصبحتْ
وَلَها بِأرْشَقَ قَسْطَلٌ عُثْنونُ
فتركتَ أرشقَ وهيَ يُرقى باسمها
صمُّ الصفا فتفيض منهُ عيونُ
لَوْ تَستطيعُ الحَجَّ يَوْماً بَلْدَة ٌ
حَجَّتْ إليها كَعْبَة ٌ وحَجُونُ
لاقاك بابكُ وهو يزئرُ فانثني
وزئيره قدْ عادَ وهو أنينُ
لاقَى شَكائِمَ مِنْكَ مُعْتَصِمِيَّة ً
أهزلتَ جنب الكفرِ وهوَ سمينُ
لمَّا رأى علميكَ ولى هارباً
ولِكُفْرِهِ طَرْفٌ عليهِ سَخِينُ
وَلَّى وَلَمْ يَظلِمْ وهَلْ ظَلَمَ امرؤٌ
حَثَّ النَّجاءَ وخَلْفَهُ التنينُ!!
أوقعتَ في أبرشتويمَ وقائعاً
أضحكنَ سنَّ الدينِ وهوَ حزينُ
أوسعتهمْ ضرباً تهدُّ بهِ الكلى
وَيَخِفُّ مِنْهُ المَرْءُ وهْوَ رَكِينُ
ضَرْباً كأشْدَاقِ المَخَاضِ وتَحْتَهُ
طعنٌ كأنَّ وجاءَهُ طاعونُ
بَأْسٌ تُفَلُّ بهِ الصُّفُوفُ وتحتَه
رَأْيٌ تُفَلُّ بهِ العُقُولُ رَزِينُ
أخْلَى جِلادُكَ صَدْرَه ولقَدْ برى
وفُؤَادُه مِنْ نَجْدَة ٍ مَسْكُونُ
سَجنَتْ تَجَارِبُه فُضُولَ عُرَامِه
إِنَّ التَّجَارِبَ للعُقولِ سُجُونُ
وعشية َ التلِّ انصرفتَ وللهدى
شوقٌ إليكَ مداورٌ وحنينُ
عَبَأَ الكَمينَ لَهُ فَظَلَّ لِحَينِهِ
وكَمِينُه المُخْفَى عليهِ كَمِينُ!
يا وقعة ً ما كانَ أعتقَ يومَها
إذْ بَعْضُ أَيَّام الزَّمانِ هَجِينُ
لو أنَّ هذا الفتحَ شكٌّ لاشتفتْ
مِنْهُ القُلُوبُ، فكيفَ وهْوَ يَقِينُ
وأخَذْتَ بابَكَ حائِراً دُونَ المُنَى
ومنى الضلالِ مياههُنَّ أجونُ
طَعَنَ التَّلَهُّفُ قَلْبَهُ فَفُؤادُهُ
مِنْ غَيْر طَعْنِة فارسٍ مَطْعُونُ!
ورجا بلادَ الروم فاستعصى بهِ
أَجَلٌ أَصَمُّ عن النَّجاءِ حَرُونُ
هيهاتَ لمْ يعلمْ بأنكَ لو ثوى
بالصينِ لَمْ تَبْعُدْ عليكَ الصينُ
مانَالَ ماقَدْ نَالَ فِرعَونٌ ولا
هامانُ في الدنيا ولا قارونُ
فسيَشْكُرُ الإسلامُ ما أَوْلَيْتَهُ
واللهُ عنهُ بالوفاءِ ضمينُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
رقم القصيدة : 15779
-----------------------------------
شَمْسُ دَجْنٍ تَطَلَّعَتْ مِنْ قَضِيبِ
أمرت عينها بسحرِ القلوبِ
لَوْ تَحُلُّ القِناعَ للشَّمسِ والبَدْ
درِ ضياءً تقنقا بغروبِ
أنا من لحظِ وجنتيهِ جريحٌ
أتداوى بعبرة ٍ ونحيبِ
حرقُ الشوقِ والهوى يتصا
رَخْنَ عليَّ مُشَقَّقاتِ الجُيُوبِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
رقم القصيدة : 15780
-----------------------------------
يا دارُ دارَ عليكَ إرهامُ الندى
واهْتَزَّ رَوْضُكِ في الثَّرَى فَتَرَأَّدَا
وكسيتُ منْ خلعِ الحيا مستأسداً
أُنُفاً يُغَادِرُ وَحْشُهُ مُسْتَأْسِدا
طللٌ عكفتُ عليهِ أسألهُ إلى
أَنْ كادَ يُصْبِحُ رَبْعُهُ لِيَ مَسْجِدا
وظللتُ أنشدهُ وانشدُ أهلهُ
والحزنُ خدني ناشداً أو منشدا
سَقْياً لِمَعْهَدِكَ الَّذي لَو لَم يَكُنْ
ما كان قلبي للصبابة ِ معهدا
لمْ يُعْطِ نَازِلَة َ الْهَوَى حَق الْهَوَى
دَنِفٌ أَطَاف بهِ الْهَوَى فَتَجَلَّدا
صبٌّ تواعدتَ الهمومُ فؤادهُ
إنْ أَنتمُ أَخلَفتُمُوهُ مَوْعِدَا
لمْ تنكرينَ معَ الفراقِ تبلدي
وبَرَاعَة ُ الْمُشْتَاقِ أنْ يَتَبَلَّدَا
ياصَاحِبي بِدِمشقَ لَسْتَ بِصَاحِبي
إن لم تمهدْ للهمومِ ممهدا
أَدْنِ الْمُعَبَّدَة َ السنَادَ وأَنْئِها
بالسَّيْرِ ما دَامَ الطريقُ مُعَبَّدَا
وإلى بَنِي عَبدِ الكَريم تَوَاهَقت
رَتْكَ النَّعَامِ رَأى الظَّلاَمَ فخَوَّدَا
كمْ أنجموا قمراً حمى بفعالهِ
قَمَراً ومَكْرُمَة ً تُنَاغِي الفَرْقَدَا
متهللاً في الروعِ منهلاً إذا
ما زندَ اللحزُ الشحيحُ وصردا
منْ كانَ أحمدَ مرتعاً أو ذمة ً
فاللهِ أحمدُ ثمَّ أحمدُ أحمدا
أَضْحَى عَدُوّاً للصَّديقِ إذَا غَدَا
في الحمدِ يعذلهُ صديقاً للعدا
أفنيتُ منهُ الشعرَ في متمدحِ
قَدْ سَادَ حَتَّى كادَ يُفني السُّؤْدُدَا
عَضْبُ العَزِيمة ِ في المَكارِم لَمْ يَدَعْ
في يومهِ شرفاً يطالبهُ غدا
بَرَّزْتَ في طَلَبِ المَعَالي وَاحِداً
فيهَا تَسِيرُ مُغَوراً أَومُنْجِدَا
عجباً بأنكَ سالمٌ منْ وحشِة
في غَايَة ٍ ما زِلْتَ فيها مُفْردَا
وأنا الفِدَاءُ إذَا الرماحُ تَشَاجَرتْ
لكَ والرماحُ منَ الرماحِ لكَ الفدا
وَسَلِمْتَ، أنَّا لا تَزَالُ سِوالِماً
آمَالُنَا بِكَ مَا سَلِمْتَ من الرَّدَى
كمْ جئتَ في الهيجا بيومٍ أبيضٍ
والحَرْبُ قد جَاءَتْ بِيَوْمٍ أَسْوَدَا
أقدمتْ، لمْ تركَ الحمية ِ مصدراً
عنها ولمْ يرَ فيكِ قرنكَ موردا
لم تغْمِدِ السَّيْف الّذي قُلدْتَهُ
حتى َّ تمنى َّ نصلهُ أنْ يغمدا
هيهاتَ لا ينأى الفخارُ وإنْ نأى
عَنْ طَالِب كانتْ مَطِيَّتُه النَّدَى
أَنَّى يَفُوتُكَ مَا طَلَبْتَ وإنَّما
وطَرَاكَ أن تُعْطِي الجَزِيلَ وتُحْمَدَا
لَمَّا زَهِدْتَ زَهِدْتَ في جَمْع الغِنَى
ولقَدْ رَغِبْتَ فكُنتَ فيه أَزْهَدَا
فالمالُ أن ملتَ ليسَ بسالمٍ
مِنْ بَطْشِ جُودِكَ مُصْلِحاً أَومُفْسِدَا
ولأنتَ أكرمُ منْ نوالكَ محتدا
ونداكَ أكرمُ منْ عدوكَ محتدا
لاتَعْدِمَنَّكَ طَيءٌ فَلَقَلَّمَا
عّدِمَتْ عَشِيرتُكَ الجَوَادَ السَّيدَا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
رقم القصيدة : 15781
-----------------------------------
وأبي المنازلِ إنّها لشجونُ
وعلى العجومة ِ إنَّها لتبينُ
فاعقِلْ بِنضْوِ الدَّارِ نِضْوَكَ يقْتَسِمْ
فرطَ الصبابة ِ مسعدٌ وحزينُ
لاتَمْنَعَني وَقْفَة ً أشفي بها
داءَ الفريقِ فإنَّها ماعونُ
واسقِ الأثافي من شؤوني ريَّها
إنَّ الضنين بدمعهِ لضنينِ
والنُّؤْيُ أُهْمِدَ شَطْرُهُ فكأَنَّه
تحت الحوادثِ حاجبٌ مقرونُ
حزنٌ غداة َ الحزنِ هاجَ غليلَه
في أبرقِ الحنانِ منكَ حنينُ
سمة ُ الصبابة ِ زفرة ٌ أو عبرة ٌ
متكفَّلٌ بهما حشاً وشؤونُ
لولا التفجعُ لأدعى هضبُ الحمى
وصَفا المُشقَّرِ أَنَّهُ مَحْزُونُ
سيروا بني الحاجاتِ ينجحْ سعيكمْ
غَيْثٌ سَحَابُ الْجُودِ مِنْهُ هَتُونُ
فالحادثاتُ بوبله مصفودة ٌ
والمحلُ في شؤبوبهِ مسجونُ
حَملُوا ثَقِيلَ الهّم واستَنعى بهم
سفرٌ يهدُّ المتنَ وهو متينُ
حتَّى إذَا ألقَوْه عَنْ أكتافِهِمْ
بالعَزْمِ وهْوَ على النَّجاحِ ضَمِينُ
وجَدُوا جَنَابَ المُلكِ أخْضَر واجتلَوْا
هارونَ فيهِ كأنَّهُ هارونُ
ألفوا أميرَ المؤمنينَ وجوده
خَضِلُ الغَمَامِ وظِلُّهُ مَسْكُونُ
فغدوا وقدْ ثقوا برأفة ِ واثقٍ
باللَّهِ طائرُهُ لَهُمْ مَيْمُونُ
قرَّتْ به تلكَ العيونُ بالملكِ وأشرقتْ
تلكَ الخُدُودُ وإنَّهُنَّ لجُونُ
مَلكُوا خِطَامَ العَيْشِ بالمَلِكِ الذي
أخلاقهُ للمكرماتِ حصونُ
مَلِكٌ إذا خاضَ المَسامِع ذِكْرُهُ
خَفَّ الرَّجَاءُ إليهِ وهْوَ رَكِينُ
لَيْثٌ إذا خَفَقَ اللوَاءُ رَأَيْتهُ
يعلو قرا الهيجاءِ وهي زبونُ
لِحِياضِها مُتَوَددٌ ولِخَطْبِها
متعمدٌ وبثديها ملبونُ
جعل الخلافة فيه ربُّ قولُه
سُبْحانهُ للشَيءِ كُنْ فيكُونُ
ولقَدْ رَأَيْنَاها لَهُ بِقُلُوبِنا
وظُهُورُ خِطْبٍ دُونَه وبُطُونُ
ولِذاكَ قِيلَ مِنَ الظُّنُونِ جَلِيَّة ٌ
صِدْقٌ وفي بعضِ القُلُوبِ عُيُونُ
ولقد عَلِمْنا مذْ تَرَعْرَعَ أَنَّه
لأِمينِ رَب العالمينَ أَمِينُ
يابنَ الْخَلائِفِ إنَّ بُرْدَكَ مِلْؤُهُ
كرمٌ يذوبُ المزنُ منهُ ولينُ
نورٌ من الماضي عليكَ كأنَّهُ
نورٌ عليهِ من النبيِّ مبينُ
يسمو بك السفاحُ والمنصورُ والـ
ـمهديُّ والمعصومُ والمأمونُ
مَنْ يَعْشُ ضَوْءَ الآل يَعْلَمْ أَنَّهمْ
ملأٌ لدى ملإِ السماءِ مكينُ
ظِلُّ الهُدَى ، غَابٌ لَها وعَرِينُ
قومٌ غدا الميراثُ مضروباً لهمْ
سورٌ عليه من القرانِ حصينُ
فيهمْ سكينة ُ ربهمْ وكتابهُ
وإمامَتَاهُ واسمُهُ المَحْزُونُ
وَادٍ مَنَ السُّلْطَانِ مُحْمًى لم يَكُنْ
لِيَضِيمَ فيهِ المُلْكَ إلاَّ الدينُ
في دولة ٍ بيضاءَ هارونية ٍ
متكنفاها النصرُ والتمكينُ
قدْ أصبح الإسلامُ في سلطانها
والهند بعضُ ثغورها والصينُ
يفدِي أَمينَ اللَّهِ كلُّ مُنَافِقٍ
شنآنُه بينَ الضلوعِ كمينُ
ممنْ يداهُ يسريانِ ولمْ تزلْ
فِينا وكِلتْا رَاحَتَيْكَ يَمِينُ
تُدْعَى بَطاعَتِكَ الوُحُوشُ فَترْعَوِي
والأسدُ في عريسها فتدينُ
مافَوْقَ مَجْدِكَ مرْتَقَى مَجْدٍ ولا
كلُّ افتخارٍ دونَ فخرِكَ دونُ
جَاءَتْكَ مِنْ نَظْمِ اللسانِ قِلادَة ٌ
سمطانِ فيها اللؤلؤُ المكنونُ
حُذِيَتْ حِذَاءَ الحَضْرَمِيَّة ِ أُرهِفَت
وأجادها التخصيرُ والتلسينُ
إنسية ٌ وحشية ٌ كثرتْ بها
حركاتُ أهلِ الأرضِ وهيَ سكونُ
يَنبُوعُها خَضِلٌ وحَلْيُ قريضِها
حَلْيُ الهَدِي وَنَسْجُهَا مَوْضُونُ
أما المعاني فهيَ أبكارٌ إذا
نصتْ ولكنَّ القوافيَ عونُ
أحذَاكَها صَنَعُ اللسانِ يَمُدُّه
جفرٌ إذا نضبَ الكلامُ معينُ
ويُسِيءُ بالإحسَانِ ظَنّاً لاكَمَنْ
هوَ بابنة ِ وبشعرهِ مفتونُ
يرمي بهمته إليكَ وهمُّه
أَمَلٌ لهُ أَبَداً عليكَ حَرُونُ
فمناهُ في حيثُ الأماني رتعٌ
ورجاؤهُ حيثُ الرجاءُ كنينُ
ولعلَّ ما يرجوهُ مما لمْ يكنْ
بَكَ عاجِلاً أَوْ آجِلاً سَيَكُونُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
رقم القصيدة : 15782
-----------------------------------
زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُ
اسعدتها العبراتُ
و عويلٌ من غليلٍ
أضرَمَتْه الحَسرَاتُ
وَنَحِيبٌ ووَجيبٌ
و دموعٌ مسبلاتُ
وتبارِيحُ اشتِياقٍ
وهُمومٌ طارِقاتُ
و فؤادٌ مستهامٌ
جَنَّنتْه الوجَنَاتُ
وفتُونٌ مِنْ فُتور
أورَثَتْهُ اللحَظَاتُ
و حبيبٌ صدّ لما
كثرت فيه الوشاة ُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
رقم القصيدة : 15783
-----------------------------------
يا أَيُها السًّائلي عّنْ عَرْصَة ِ الجُودِ
إِنَّ فَتَى البَاسِ دَاود بنُ داوُدِ
فتى ً متى َ ما ينلكُ الدهرَ صالحة َ
يَقُلْ لأِمْثَالِها مِنْ فِعْلِهِ عُودِي
أصبَحَ في النَّاس مَحْمُوداً لِسُؤدُدِهِ
لازَالَ مُكْتَسِياً سِرْبَال مَحْسُودِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
رقم القصيدة : 15784
-----------------------------------
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
ومسترادُ أماني الموثقِ العاني
إذا ثوى جارُ قومٍ في بلادهمِ
فجَارُهُ نَازِلٌ في رَأْسِ غُمْدَانِ
كَمْ صَامِتٍ صَامِتي الضَّرْبِ فُزْتُ بهِ
مِنْهُ وحَلْيٍ مَنَ المَعْروفِ حلاَّني
يعطي فيكسبني حمداً بنائِله
وتَالِدي وافِرٌ باقٍ وقُنْيَاني
فمنْ رآني من الأقوامِ كلهمِ
فقد رأى محسناً من غير إحسانِ
جَاني نَخيلٍ سِوَاهُ كانَ ألَّفَها
غرساً، وساكنُ قصرٍ غيرهُ الباني
هل أنتَ صائنُ عرضي لي ومفلتي
بِمَاءِ وَجْهِي سَليماً مِنْ سُلَيمان
فتى فتاءٍ وفتيانية ٍ وأخو
نوائبٍ وملماتٍ وأزمانِ
مسنُّ فكرٍ إذا كلتْ مضارُبه
يوماً وصقيلُ ألبابٍ وأذهانِ
ذُو الوُد مِني وَذُو القُرْبى بِمَنْزِلَة ٍ
وإخوتي أسوة ٌ عندي وإخواني
لاتُخلِقَنْ خُلُقِي فيِهمْ وقَدْ سَطَعَتْ
ناري وجددَ من حالي الجديدانِ
في دَهْرِيَ الأوَّل المَذموم أعرِفُهمْ
فالآن أنكرهُم في دهري الثاني ؟!
لاقَى إذن غَرْسُهمْ أكدَى ثَرًى وجَرَت
مِني ظُنُونُهم في شَر مَيدانِ
عَصَابَة ٌ جَاورَتْ آدَابُهمْ أَدَبي
فهمْ وإن فرقوا في الأرضِ جيراني
أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ
أبداننا في شآمٍ أو خراسانِ
وربَّ نائي المغاني روجهُ أبداً
لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني
أفي أخٍ ليّ فردٍ لا قسيمَ لهُ
في خَالِصِ الوُد مِنْ سِرّي وإعلاني
تُرَدُّ عَنْ بَحْرِكَ المَوْرُودِ رَاجَعَة ً
بغيرِ حاجاتها دلوي وأشطاني؟!
مسلطٌ حيثُ لا سلطانَ لي ويدي
مغلولة ُ النفعِ والسلطانُ سلطاني
كالنَّارِ بَارِدَة ً في عُودِها ولَها
إن فارقَتْهُ اشتِعالٌ ليسَ بالوَاني
ما أنسَ لا أنسَ قولاً قالهُ رجلٌ
غضضتُ في عقبه طرفي وأجفاني
نَلِ الثُّرَيَّا أو الشعْرَى فليسَ فَتًى
لَمْ يُغنِ خمْسِينَ إنساناً بإنَسانِ![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أنا ميتق ولئن مـ
أنا ميتق ولئن مـ
رقم القصيدة : 15785
-----------------------------------
أنا ميتق ولئن مـ
فَمِن حُبي أمُوتُ
لغزالٍ من بني الأ
ـفَرِ فيه جَبَروتُ
عبدَ الخلقُ لهُ بيـ
ـنَ يَديهِ المَلكُوتُ
يمنعُ القبلة َمن يهـ
ـوَاهُ والتسليمُ قُوتُ
إن تضرعتُ بنطقٍ
فحماداهُ السكوتُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
رقم القصيدة : 15786
-----------------------------------
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ
فكانَ جودكَ من روحٍ وريحانِ
فقدْ- لَعَمْري- فَتقتَ المَاءَ مِنْ حَجَرٍ
في هضبة ٍ وهصرتَ الغصنَ للجاني
فاسألْ سليماننا تفديهِ أنفسنا
يامَنْ سُلَيمانُه يَرْعَى سُلَيمانِي!
وحسبُه بكَ إلا أنَّ همتَه
أن يقتني معَ رضوى طودَ ثهلانِ
لَوْ كانَ وَصْماً لِرَاج أنْ يكونَ لهُ
ركنان ما هزَّ رمحٌ فيهِ نصلانِ
ولَمْ يُعَدَّ مِنَ الأَبطَالِ لَيْثُ وغًى
زرت عليهِ غداة َ الروعِ درعانِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
رقم القصيدة : 15787
-----------------------------------
قَمَرٌ تَبسَّمَ عَنْ جُمَانٍ نابتِ
فَظَلِلْتُ أَرمُقُه بِعَينِ البَاهِتِ
ما زال يقصر كل حسنٍ دونه
حتَّى تفاوَتَ عَن صِفات النَّاعِتِ
سَجَدَ الجَمالُ لِوَجْهِهِ لمّارَأَى
دَهَشَ العُقُولِ لحُسنِهِ المُتفَاوتِ
إِني لأَرجُو أَنْ أنالَ وِصَالَه
بالعَطْفِ منه وَرَغْمَ أنْفِ الشَّامِتِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
رقم القصيدة : 15788
-----------------------------------
عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
لِكُل هَضِيم الكَشْحِ مَجْدُولَة ِ القَد
لسلمى سلامانٍ وعمرَ عامرٍ
وهِنْدِ بَنِي هِنْدٍ وسُعْدِي بني سَعْدِ
ديار هَراقتْ كُلَّ عَينٍ شَحيحَة ٍ
وأوطأتِ الأحزانَ كلَّ حشاً صلدِ
فعُوجَا صُدُورَ الأرْحَبيَّ وأسْهِلا
بذاكَ الكثيبِ السهلِ والعلمِ الفردِ
ولاتَسْألاني عَنْ هوى ً قد طَعِمْتُما
جَوَاهُ فليسَ الوَجْدُ إلاَّ من الوَجْدِ
حطَطْتُ إلى أَرْضِ الجُدَيديّ أَرحُلي
بِمَهرِيَّة ٍ تَنْباعُ في السَّيْرِ أو تَخْدِي
تَؤُمُّ شِهابَ الْحَرْبِ حَفصاً ورَهْطُهُ
بنو الحربِ لا ينبو ثراهمْ ولا يكدي
ومنْ شكَّ أنَّ الجودَ والبأسَ فيهم
كمنْ شكَّ في أنَ الفصاحة َ في نجدِ
أنَخْتُ إلى سَاحَاتهِمْ وجَنَابِهِمْ
ركابي وأضْحَى في دِيَارِهِمِ وَفْدِي
إلى سيْفهِمْ حَفْصٍ ومازَال يُنْتَضَى
لهمْ مثلُ ذاكَ السيفِ منْ ذاكَ الغمدِ
فَلمْ أغْشَ بَاباً أنكَرتْني كلابُهُ
ولم أَتَشَبَّثْ بالوَسيلَة ِ من بُعْدِ
فأصبحتُ لا ذلُّ السؤالِ أصابني
ولا قدحتُ في خاطري روعة ُ الردِ
يَرَى الوَعْدَ أَخْزَى العَارِ إِنْ هو لم تكن
مواهبهُ تأتي مقدمة ً الوعدِ
فلوْ كانَ ما يعطيهِ غيثاً لأمطرتْ
سحائبهُ من غيرِ برقٍ ولا رعدِ
دَرِيَّة ُ خيْلٍ مايزالُ لدى الوَغى
لهُ مخلبٌ وردٌ منَ الأسدِ الوردِ
مِنَ القَوْمِ جَعْدٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ والنَّدَى
وليسَ بنانٌ يجتدى منهُ بالجعدِ
وأنتَ وقد مجتْ خراسانُ داءها
وقد نَغِلَتْ أطرافُهَا نَغَلَ الجِلْدِ
وأوْبَاشُها خُزْرٌ إلى العَرَب الأُلى
لِكيْما يكونَ الحُرُّ مِنْ خَوَلِ العَبْدِ
لَياليَ باتَ العِزُّ في غَيْرِ بَيْتِه
وعظمَ وغدُ القومِ في الزمنِ الوغدِ
وما قصدوا إذْ يسحبونَ على المنى
برُودَهُمُ إلاَّ إلى وَارِثِ البُرْدِ
وراموا دمَ الإسلامِ لا منْ جهالة ٍ
ولا خطإٍ بل حاوَلُوهُ على عَمْدِ
فمجوا بهِ سماً وصاباً ولو نأتْ
سيوفكَ عنهم كانَ أحلى منَ الشهدِ
ضممتَ إلى قحطانِ عدنانَ كلها
ولَمْ يجِدُوا إذْ ذاك مِنْ ذاكَ مِنْ بُد
فأَضْحَتْ بِكَ الأحْياءُ أَجْمَعُ أُلْفَة ً
كما أُحْكِمَتْ في النَّظم واسطة ُ العِقدِ
وكنتَ هناكَ الأحنفَ الطبَّ في بني
تميمٍ جميعاً، والمُهلَّبَ في الأزْدِ
وكنتَ أبا غسانَ مالكَ وائلٍ
عَشِيَّة َ دَانَى حَلْفَه الحِلْف بالعقدِ
ولمَّا أماتَتْ أنجُمُ العَرَبِ الدُّجى
سرتْ وهيَ أتباعٌ لكوكبكِ السعدِ
وهلْ أسدُ العريسِ إلاَّ الذي له
فضيلتهُ في حيثُ مجتمعُ الأسدِ
فهمْ منكَ في جيشٍ قريبٍ قدومهُ
عليهمْ وهُمْ مِنْ يُمْنِ رأْيكَ في جُنْدِ
ووقرتَ يافوخَ الجبانِ على الردى
وزِدتَ غدَاة َ الرَّوْع في نجْدَة ِ النَّجْدِ
رأيتَ حروبُ الناسِ هزلاً وإن علا
سَناها وتلكَ الحرْبُ مُعْتَمدُ الجد
فيا طيبَ مجناها ويا بردَ وقعها
على الكبدِ الحرى وزادَ على البردِ
ورفَّعتَ طرفاً كان لوْلاكَ خاشعاً
وأوردتَ ذودَ العزَّ في أولِ الوردِ
فَتى بَرَّحتْ هَاماتُهُ وفعالُهُ
بهِ فهو في جهْدٍ وما هو في جَهْد
مَتَتُّ إليه بالقرابة ِ بَيْنَنا
وبالرَّحِم الدُّنيا فأغنتْ عنِ الوُد
رأى سالفَ الدنيا وشابكَ آلهُ
أحقَّ بأنَّ يرعاهُ في سالفِ العهدِ
فيا حُسنَ ذاكَ البِر إذْ أنا حاضر
وياطيبَ ذاكَ القَوْل والذكْر مِنْ بعدِي
وما كنتُ ذا فقْر إلى صُلبِ مالِهِ
ما كانَ حفصٌ بالفقيرِ إلى حمدي
ولكن رَأى شُكري قِلادَة سُؤْدُدٍ
فصَاغَ لها سِلكاً بَهيّاً مِنْ الرفْدِ
فمَا فاتَني ما عِندَه مِنْ حبائِهِ
ولا فاتهُ منْ فاخرِ الشعرِ ما عندي
وكَمْ مِنْ كَريمٍ قد تخضَّر قَلبُه
بذاكَ الثناءِ الغضِّ في طرقِ المجدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
رقم القصيدة : 15789
-----------------------------------
أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ
وحملي الشوقَ منْ بادٍ ومكتمنِ
لا تكثرنَّ ملامي إنْ عكفتُ على
رَبْعِ الحَبيبِ فلَمْ أعكف على وَثَنِ
سلوتُ إنْ كنتُ أدري ما تقولُ إذنْ
مجَّتْ مقالتها في وجهها أذني
الحُّبُّ أَوْلى بِقَلْبي في تَصَرُّفِهِ
مَنْ أَن يُغادِرَني يَوْماً بلا شَجَنِ
حَلَبْتُ صَرْفَ النَّوَى صَرْفَ الأسَى وحَداً
بالبَث في دَوْلة ِ الإغْرامِ والدَّدَنِ
مما وجَدْتُ على الأحشاءِ أوقدَ مِنْ
دَمْعٍ على وَطَنٍ لي في سِوَى وَطَني
صَيَّرْتُ لي مِنْ تَبَارِي عَبْرَتي سَكَناً
مذْ صرتُ فرداً بلا إلفٍ ولا سكنِ
مَنْ ذَا يُعظمُ مِقْدَارَ السُّرورِ بِمَنْ
يهوى إذا لم يعظم موضع الحزنِ ؟!
العيشُ والهمُّ والليلُ والتمامُ معاً
ثلاثة ٌ أبداً يُقرنَّ في قرنِ
أقُولُ للحُرَّة ِ الوَجْنَاءِ لاتَهِني
فقدْ خلقتِ لغير الحوضِ والعطنِ
ما يحسنُ الدهرُ أنْ يسطو على رجلٍ
إِذَا تَعلَّقَ حَبْلاً مِنْ أبي حَسَنِ
كَمْ حالَ فَيْضُ نَدَاهُ يَوْمَ مُعْضِلَة ٍ
وبَأْسُهُ بينَ مَنْ يَرْجُوهُ والمِحَنِ!
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ
عَضْباً أخّذْتُ بهِ سَيْفاً على الزَّمنِ
فَتًى تَريشُ جَنَاحَ الجُودِ رَاحَتُهُ
حتى يخالَ بأنَّ البخلَ لم يكنِ
وتشتري نفسُه المعروفَ بالثمنِ الـ
ـغالي ولوْ أنَّها كانتْ من الثمنِ
أَموَالُه وعِدَاهُ مِنْ مَوَاهِبهِ
وبَأْسه يَطْلُبونَ الدَّهْرَ بالإحَنِ
يُقَشعُ الفِتَنَ المُسْوَدَّ جَانِبُها
ومالُه من ندَاه الدهرَ في فتنِ
إذا بدا لكَ مرٌّ في كتائبهمْ
لم يحجبِ الموتُ عن روحٍ ولا بدنِ
كمْ في العلى لهمُ والمجدِ من بدعٍ
إذا تُصفَّحَتِ اختِيرَتْ على السُّنَنِ
قَوْمٌ إذَا هَطَلَتْ جُوداً أكفُّهُمُ
عَلِمْتَ أنَّ النَّدَى مُذْ كانَ في اليَمَنِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
رقم القصيدة : 15790
-----------------------------------
لي حبيبٌ عصيتُ فيهِ النصيحا
ليسَ سمْحاًولابَخِيلاً شَحيحا
كلما قلتُ قد رثى لسقامي
زَادَ قَلْبي بهجرِهِ تَبْريحا
إِنَّ في الصَّدْرِ والحَشا حُرُقَاتٍ
بِتَّ مِنها يا صاحبي مُسْتَرِيحا
فأثبني من القطيعة ِ بالوصلِ
و إلاَّ فاردد فؤادي صحيحا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
رقم القصيدة : 15791
-----------------------------------
لطمحتَ في الإبراقِ والإرعادِ
وغَدَا عليَّ بسَيْلِ لَوْمِكَ غادِ
أنتَ الفتى كلُّ الفتى لو أنَ ما
تسديهِ في التأنيبِ في الإسعادِ
لا تنكرنَ أنَ يشتكي ثقلَ الهوى
بدني فما أنا منْ بقية ِ عادِ
كَمْ وَقعَة ٍ لي في الهوى مشْهُورَة ٍ
ما كنتُ فيها الحارِثَ بنَ عُبادِ
رَحَلَ العَزاءُ مع الرَّحيلِ، كأنّما
أخذتْ عهودها على ميعادِ
جَادَ الفِرَاقُ بِمَن أَضنُّ بِنأْيهِ
بمسَالِكِ الإتهامِ والإنجادِ
وكأنَّ أفئدة َ النوى مصدوعة ٌ
حتى ً تصدعُ بالفراقِ فؤادي
فإذا فضضتٌ منَ الليالي فرجًة
خالفنها فسددنها ببعادِ
بَلْ ذكْرِة ٌ طَرقَتْ فلمَّا لم أبِتْ
باتتْ تفكرُ في ضروبِ رقادي
أغرتْ همومي فاستلبنَ فضولها
نَوْمِي ونمْنَ على فُضُولِ وِسادي
وإلى جَنابِ أبي المُغيثِ تَواهقَتْ
خوصُ العيونِ موائرُ الأعضادِ
يلقينَ مكروهُ السرى بنظيرهُ
مِنْ جِدّهِ في النَّصّ والإسآدِ
الآنَ جردتِ المدائحَ وانتهى
فيْضُ القَرِيضِ إلى عُبابِ الوَادِي
أضحتْ معاطنُ روضهِ ومياههِ
وَقفاً على الرُّوادِ والوُرَّادِ
عذنا بموسى منْ زمانٍ أنشرتْ
سطواتهِ فرعونَ ذا الأوتادِ
جَبَلٌ مِنْ المعروفِ مَعْروفٌ لَهُ
تقييدُ عادية َ الزمانِ العادي
ما لامرىء ٍ أسرَ القضاءُ رجاءهُ
إلاَّ رجَاؤُكَ أوعَطاؤُكَ فَادي
وإذا المنونُ تخطمتْ صولاتها
عسفاً بيومْ توافقِ وطرادِ
وضمائرُ الأبطالِ تقسمُ روعها
فيها ظُهورُ ضمائرِ الأغمادِ
والخًيلُ تَستَقي الرماحُ نُحورها
مستكرها كعصارة ِ الفرصادِ
أمتعْتَ سَيْفَكَ مِنْ يَدَيْكَ بضربة ٍ
لا تمتعُ الأرواحَ بالإجسادِ
مِنْ أَبْيضٍ لِبياض وَجهِكَ ضامِنٌ
حينَ الوجوهُ مشوبة ٌ بسوادِ
قَدْ كادَ مَضْربُهُ يُجَالِدُ جَفْنَهُ
لَو لَمْ تُسَكنْهُ بيَوْمِ جلادِ
والسَّيْفُ مُغفٍ غَيْر أَنَّ غِرَارَه
يَقِظٌ إذَا هَادٍ نحَاهُ لِهَادِ
أَحْيَيْتَ ثَغْرَ الجُودِ مِنْكَ بِنَائِلٍ
قدْ ماتَ منهُ ثغرٌ كلَ فسادِ
جَاهَدْتَ فيهِ المَالَ عَنْ حَوْبَائِهِ
والمَالُ لَيْسَ جهادُهُ كَجِهَادِ
مَا للخُطوبِ طَغَتْ عليَّ كأنَّها
جهلتْ بأنَّ نداكَ بالمرصادِ
ولقد تَراءَتْنِي بأمْنَعِ جُنَّة ٍ
لما برزتُ لها وأنتَ عتادي
مازلْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شِلوي ضَائعٌ
حتّى جعلْتُكَ مَوئلي ومَصَادِي
سَلْ مُخْبِراتِ الشَّعرِ عَنَّي هلْ بَلتْ
في قَدحِ نارِ المَجْدِ مِثْل زِنادي
لم أبقَ حلبة َ منطقِ إلا وقدْ
سَبقْت سَوابِقَها إليْكَ جِيَادِي
أبقينَ في أعناقِ جودكَ جوهراً
أبقى منَ الأطواقِ في الأجيادِ
وغَداً تَبيَّنُ كيفَ غبُ مدائِحي
إِنْ مِلْنَ بي هَمَمي إلى بَغدادِ
ومفاوزُ المالِ يبعدُ شأوها
إنْ لم تكنْ جدواكَ فيها زادي
ومِنَ العجائِبِ شاعرٌ قَعدتْ بهِ
هماتهٌ أوضاعُ عندَ جوادِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً
أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً
رقم القصيدة : 15792
-----------------------------------
أَبا قُدَامَة َ قَدْ قَدَّمْتَ لي قَدَماً
من المكارمِ صدقاً غير ما مينِ
ضِقْنا بِدَيْنِكَ فاحَتْجنا إلى الدَّينِ
مذْ غبتَ عنا بوجهٍ ساطعِ الزينِ
وكنتَ عوناً إذا دهرٌ تخوننا
عَيْناً علينا فأنتَ العَوْنُ بالعَيْنِ
إنَّ الجيادِ على علاتِها صبرٌ
ما إنْ تشكى الوجا في حالهِ الأينِ
والنَّصْلُ يَعْمَلُ إخلاصاً بجَوْهَره
لا باتكالٍ على شحذٍ من القينِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
 
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
رقم القصيدة : 15793
-----------------------------------
يا سميَّ الذي تبهلَ يدعو
ربهُ مخلصاً لهُ في قلُ اوحيْ
وشَبِيهَ الذي استَقلَّتْ به العِيـ
ـرُ عن الجُب خاضِعاً كالطَّلِيحِ
ومُكَنًّى تَتُوقُ نَفْسي إليهِ
بالرسولِ الكريمِ بعدَ المسيحِ
افصح اليومَ ناظراً مستهامِ
نطقاً عن ضميرِ قلبٍ قريحِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
رقم القصيدة : 15794
-----------------------------------
يقَولُ في قُومسٍ صَحبْي وقدْ أَخذَتْ
بِنَا السُّرى وخُطا المَهْريَّة ِ القُودِ
أمطلعَ الشمسِ تنوي أنْ تؤمَ بنا
فقلتُ كلاَّ ولكن مَطْلِعَ الجُودِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
رقم القصيدة : 15795
-----------------------------------
ليهنكَ يا سليلُ فقدْ هنتني
بما عوفيتَ عافية ٌ هنيهً
يَطُولُ لكَ البَقَاءُ قَريرَ عَيْنٍ
وتصرفُ عنكَ صائلة ٌ المنيهُ
أرى الآمالَ ضاحكة َ الثنايا
تَبَسَّمُ عَنْ عَطايَاكَ السَّنِيَّهْ
ونورُ الشمس ما طلعتْ تباهي
بنُور طُلُوعِ طَلْعَتِكَ البَهِيَّهْ
بنيتَ بنية ً في المجدِ طالتْ
وطُلْتَ بطُول مَجْدِكَ في البَنِيَّهْ
غنيتَ ببذل مالكَ في المعالي
فنَفْسُكَ مِنْ إفادَتِها غَنِيَّهْ
جنى لي فيكَ من ثمراتِ مدحي
لسانُ الشكر أبياتاً جنيهْ
وقدْ أهديتُها لكَ وهي عندي
على الأَيَّامِ منْ أزكَى هَدِيَّهْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أعطاك دمعك جهدهُ
أعطاك دمعك جهدهُ
رقم القصيدة : 15796
-----------------------------------
أعطاك دمعك جهدهُ
فَشَكَا فُؤَادُكَ وَجْدَهُ
حملتَ نفسك في الهوى
ما لا تطيقُ فهدهُ
يا شامِتا ًبِي إذْ رَأَى
هجرَ الحبيبِ وصدّهُ
لا تشْمَتَنَّ فإِنَّه
مولى ً يعذبث عبدهُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
رقم القصيدة : 15797
-----------------------------------
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
وبالي الربعِ من إحدى بليِّ
وما للدارِ إلا كلُّ سمحٍ
بأدمعِهِ وأضلعهِ سخيِّ
سنَتْ عَبَراتُه الأطلالَ حتى
نَزَحْن غُرُوبَها نزْحَ الرَّكِي
سقى الشرطانِ جزعكِ والثريا
ثَرَاكِ بِمُسْبِلٍ خَضِلٍ رَوي
فكم لي منْ هواءٍ فيكِ صافٍ
غذيٍّ جوهُ وهوى وبيِّ!
ونَاضَرَة ِ الصباحِينَ اسبَكَرَّتْ
طِلاعَ المِرْطِ في الدرْعِ اليَدِي
تشكى الأينَ منْ نصف سريعٍ
إذَا قامَتْ ومِنْ نِصْفٍ بَطِي
تُعِيرُكَ مُقْلَة ً نَطِفَتْ ولكنْ
قُصَارَاها على قَلْبٍ بَري
سأشكرُ فَرْجَة َ اللَّبَبِ الرَّخِيَّ
ولينَ أخادعِ الدَّهْرِ الأبِي
وإنَّ لَدَيَّ للحَسَنِ بن وَهْبٍ
حباءً مثلَ شؤبوبِ الحبيِّ
أقولُ لعثرة ِ الأدبِ التي قدْ
أوتْ منهُ إلى فيحٍ دفيِّ
أميلوا العيسَ تنفحْ في براها
إلى قمر الندامى والنديِّ
فَقَدْ جعَلَ الإلَهُ لكمْ لِسَاناً
عَلِيّاً ذكْرُهُ بأبِي علي
أغرُّ إذا تمرغَ في نداهُ
تَمَرَّغنا على كَرَمٍ وَطي
لعمرُ بني أبي دينا وعمري
وعَمْرُ أبي وعَمْرُ بَني عَدِي
لَقدْ جَلَّى كِتَابُكَ كُلَّ بَثٍّ
جَوٍ وأصَابَ شَاكِلَة َ الرَّمِي
فَضَضْتُ خِتَامَهُ فَتَبلَّجَتْ لي
غَرَائِبُهُ عَن الْخَبَرِ الجَلي
وكانَ أغضَّ في عيني وأندى
على كبدي من الزهرِ الجنيِّ
وأحسنَ موقعاً مني وعندي
مَنَ البُشرَى أَتَتْ بعدَ النَّعِي
وضُمنَ صَدْرُهُ مالمْ تُضَمَّنْ
صدورُ الغنياتِ من الحليِّ
فكَائِنْ فيه مِنْ مَغْنًى خَطِيرٍ
وكائنْ فيهِ من لفظٍ بهيِّ
وكمْ أفصحتَ عن برٍّ جليلٍ
بهِ ووَأَيْتَ مِنْ وَأَيٍ سَنِي
كَتَبْتَ بهِ بلا لَفْظ كَريهٍ
على أذُنٍ ولاخَطٍّ قَمِي
فأطلِقْ مِنْ عِقَالي في الأَمَاني
ومِنْ عُقُلِ القَوَافي والمَطِي
وفي رمضاءَ منْ رمضانَ تغلي
بهَامَة ِ لا الحَصُورِ ولا التَّقِي
فيَا ثَلَج الفُؤادِ وكانَ رضْفاً
ويا شبعي إذا يمضي وربيِّ
رسَالة َ مَنْ تَمَتَّعَ بعدَ حِينٍ
ومتَّعنا منَ الأدب الرضيِّ
لئن غربتها في الأرضِ بكراً
لَقَدْ جُليتْ على سَمْعٍ كَفِي
وإنْ تَكُ منْ هَدَايَاكَ الصَّفَايا
فَرُبَّ هَدِيَّة ٍ لكَ كالهَدِي
بَيَانٌ لم تَرِثْهُ تُراثَ دَعْوَى
ولم تنبطهُ من حسي بكيِّ
عَشَوْتُ على عِدَاتِكَ فيهِ حتَّى
خَطَوْتُ بهِ على أمَلٍ مُضِي
فَناهِضْ بي مِنَ الأسفَارِ وَجْهاً
مهاريه ضوامرُ كالحنيِّ
فلَسْتَ تَرَى أقَلَّ هوًى ونَفْساً
وألزمَ للدنوِّ من الدنيِّ
نَبَتُّ على خَلائِقَ منك بيضٍ
كما نبتَ الحليُّ على الوليِّ
فمنْ جودٍ تدفقَ سيلهُ لي
على مطرٍ ومنْ جودٍ أتيِّ
ومِنْ جُودٍ لهُ حَوْلي صَريفٌ
بنابيهِ ومنْ عرفٍ فتيِّ
ومَحْدُودِ الذَّريعَة ِ سَاءَ هُ ما
ترشحُ لي من السبب الحظيِّ
يدبُّ إليَّ في شخص ضئيلٍ
وينظرُ من شفا طرفٍ خفيِّ
ويَتْبعُ نِعْمتي بِكَ عَيْنَ ضِغْنٍ
كما نظرَ اليتيمُ إلى الوصيِّ
رَجَاءً أَنَّه يُورِي بزَنْدِي
إليكَ وأنَّه يَفْرِي فَريي
وذَاكَ لَهُ إذا العَنْقَاءُ صارَتْ
مرببة ً وشبَّ ابنُ الخصيِّ
أرَى الإخوانَ ماغُيبتَ عنهمْ
بمقسطِ ذلكَ الشعبِ القصيِّ
ومَرْدُودٌ صَفَاؤُهُمُ عليهمْ
كمَا رُدَّ النكاحُ بِلا وَلي
وهمْ ما دمتَ كوكبهمْ وساروا
بريحكَ في غدوٍّ أو عشيِّ
فحينئذٍ خلا بالقوسِ بارٍ
وأُفْرغَتِ الأداة ُ على الكَمِي
وإنَّ لهمْ لإحساناً ولكنْ
جَرَى الوَادِي فَطَمَّ على القَري
وهَلْ مَنْ جَاءَ بعدَ الفَتْحِ يَسْعَى
كصاحبِ هجرتينِ مع النبي؟![/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> لا ووردٍ بخدّهِ
لا ووردٍ بخدّهِ
رقم القصيدة : 15798
-----------------------------------
لا ووردٍ بخدّهِ
واعتِدَالٍ بِقَده
لا تعشقتث غيرهُ
لو براني بصدهِ
إِن يَكُنْ أسقَمَ الهَوَى
بعد تصحيح ودهِ
فعسَاهُ بعدَ التَّمَـ
يرثي لعبدهِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]العصر العباسي >> أبو تمام >> داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
رقم القصيدة : 15799
-----------------------------------
داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
فأجابَ عزمٌ هاجدٌ في مرقدِ
نادَى وَقدْ نَشرَ الظَّلامُ سُدولهُ
والنَّومُ يحكمُ في عُيون الرُّقَّدِ
يا ذائدِ الهيمِ الخوامسِ وفها
عشراً وافِ بها حياضَ محمدِ
يمددنَ للشرفِ المنيفِ صوادياً
أعناقهنَ إلى حياضِ السؤددِ
وتَنبَّهتْ فِكرٌ فَبتنَ هَواجِساً
في قلبِ ذي سمرِ بها متهجدِ
لما رأيتكَ يا محمدُ تصطفي
صفوَ المحامدِ منْ ثناءِ المجتدي
سيرتُ فيكَ مدائحي فتركتها
غرراً تروحُ بها الرواة ُ وتغتدي
مالي إذا ما رضتُ فيكَ غربية ً
جاءَتْ مَجيءَ نَجيبة ٍ في مَقوَدِ !
ما ذاكَ إلاَّ أنَّ زندكَ لمْ يكنْ
في كفِّ قادحهِ بزندٍ مصلدِ
صدَّقْتَ مَدحي فيكَ حينَ رَعيتَني
لِتحرُّمي بالسَّيّدِ المُتَشَهدِ
ولجأْتُ مِنكَ إلى ابنِ مَلكٍ أَنبأَتْ
عنهُ خلائقهُ بطيب المحتدِ
ملكٌ يجودُ ولا يُؤامرُ آمِراً
فيهِ ويَحكمُ في جَداه المُجْتَدِي
ويقولُ والشرفُ المنيفُ يحفهُ
لا خيرَ في شرفٍ إذا لم أحمدِ
وأكون عندَ ظنونِ طلابِ الندى
وأذُبُّ عن شَرفي بما مَلكتْ يدِي
يأبى لعرضي أنْ يكونَ مشعثاً
جودٌ وقاهُ بطارفٍ وبمتلدِ
ولراحتيهِ دِيمتانِ : قَديمة ٌ
لي بالودادِ وديمة ٌ بالعسجدِ
كمْ منْ ضريكٍ قد بسطتَ يمينهُ
بَعدَ التَّحيُّنِ في ثَراءٍ سَرمدِ
ولربَّ حَربٍ حائلٍ لقَّحتهَا
ونَتجتَها مِنْ قَبلِ حينِ المَولدِ
فإذا بَعثتَ لِناكثينَ عزيمة ً
عصفتْ رؤوسق منْ سيوفٍ ركدِ
إِنَّ الخلافة َ لوجَزتكَ بموقفٍ
جعلتْ مثالكَ قبلة ً للمسجدِ
وَسعتْ إليك جُنودها حتَّى إذا
وافتكَ خَرَّ لديكَ كلُّ مُقَلَّدِ
واللهُ يشكرُ والخليفة ُ موقفاً
لكَ شَائعاً بالبذ صَعْبَ المَشْهَد
في مأزقٍ ضنكِ المكرِّ مغصصٍ
أزَزِ المجَالِ مِنَ القَنا المُتقصدِ
نازلتَ فيهِ مفنداً في دينهِ
لا بأسهِ فرآكَ غيرَ مفندِ
فَعلوْتَ هامَتَهُ فطَارَ فراشُها
بشهابِ موتِ في اليدينِ مجردِ
يافارِسَ الإسْلامِ أنتً حَميْتَه
وكفَيتَهُ كلَبَ العَدو المعتدِي
ونصرْتهُ بكتائِب صَيَّرتَها
نصباً لعوراتِ العدوِّ بمرصدِ
أصبحتَ مفتاحَ الثغورِ وقفلها
وسداد ثلمتها التي لم تسدد
أدركت فيه دم الشَّهيد وثاره
وفلجتَ فيه بشكر كلِّ موحدِ
ضحكتْ لهُ أكبادُ مكة َ ضحكها
في يومِ بدرٍ والعتاة ِ الشهدِ
أحيَيْت للإسلامِ نَجدة َ خالِدٍ
وفَسَحْتَ فيهِ لِمُتْهمٍ ولمُنْجدِ
لوْ أنَّ هرثمة َ بنَ أعينَ في الورى
حَيٌّ وعايَنَ فضْلَهُ لم يَجْحَدِ
أو شَاهدَ الحَرْبَ المُمِرَّ مذَاقُهَا
لرآهُ أقمعَ للعتاة ِ العندِ
وأجرَّ للخَيلِ المُغيرة ِ في السُّرى
وأَذبَّ مِنهُ باللسَانِ وباليد
أما الجيادُ فقدْ جرت فسبقتها
وشربتَ صفو زلالها في الموردِ
غادرتَ طلحة َ في الغبارِ وحاتماً
وأبانَ حسرى عنْ مداكَ الأبعدِ
وطلعتَ في درج العلى حتى إذا
جئتَ النجومَ نزلتَ فوقَ الفرقدِ
فانعمْ فكنيتكَ التي كنيتها
فَأُلٌ جرَى لكَ بالسَّعادة ِ فاسْعدِ
ولقدْ وفدتَ إلى الخليفة ِ وفدة ً
كانت على قدرٍ بعد الأسْعُدِ
زرتَ الخليفة َ زورة ً ميمونة ً
مذكورَة ً قطَعتْ رَجاءَ الحُسَّدِ
يتنفسونَ فتنثني لهواتهمْ
من جمرة ِ الحسدِ التي لم تبردِ
نفسُوكَ فالتَمسوا نَداكَ فحاولوا
جَبلاً يَزِلُّ صفيحُهُ بالمَصعَدِ
دَرسَتْ صفائحُ كيدهم فكأنَّما
أذكرنَ أطلالاً برقة ثمهدِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى