جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
رقم القصيدة : 13110
-----------------------------------
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً
خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ
فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها
متأرّجُ الأسحار والعتم
تجد الوحوشُ به كفايتَها
والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
فظباؤه تضحى بمنتطَح
وحمامُه تَضْحِي بمختصم
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ
ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ
هاتيك أو خيلانُ غالية ٍ
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه
فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ
هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ
صيف يكسعه لكالهرم
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى
نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة
آلاء ذى الجبروت والعظم
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها
ليُرين كيف عجائبُ الحكم
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى
وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
أعجب بها شعلا على فحم
لم تشتعل في ذلك الفحم
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى
ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً
نَهلت وعلّت من دموع دم
يا للشقائق إنها قِسَمٌ
تُزهى بها الأبصارُ في القسم
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً
إلا تطوّل بارئِ النسم[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
رقم القصيدة : 13111
-----------------------------------
متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد
في حجزتيْه وتستطير بروقُ
سَدّت أوائلُه سبيلَ أواخرٍ
لم يدر سائقهنَّ كيف يسوقُ
فسجا وأسعد حالبَيْه بدرة ٍ
منه سواعُد ثرة ٌ وعروق
وتنفَّستْ فيه الصَّبا فتبجستْ
منه الكُلى ، فأديمُهُ معقوق
حتى إذا قُضيتْ لقيعانِ الملاَ
عنه حقوقٌ بعدهن حقوق
طفقتْ رَوَايَاهُ تجرّ مزادَها
فوق الربى ومزادُها مشقوق
وتضاحك الروض الكئيبُ لصوبه
حتى تفتَّق نَوْره الْمَرتُوق
وتنسمّت نفحاتُه فكأنه
مِسكٌ تضوَّع فأره مفْتوقُ
وتغرَّد المُكَّاء فيه كأنه
طَرِبٌ تعلّل بالغناء مشوق[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
رقم القصيدة : 13112
-----------------------------------
يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
لأنفِ مغبوقٍ ومصبوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ
رُكّب من رَوْحٍ ومن روح
يا حسنهُ العين يا حسنه!
من لامحٍ للشَّرْب ملموح
كأنَّمَا الطَّلُّ عَلى نَوْرِهِ
ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطْرُوحِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
رقم القصيدة : 13113
-----------------------------------
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأنّ الوجهَ منه محّممُ
أظلّ اذا كافحتُها وكأنني
بوّهاجها دون اللثام ملثّم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآل فيها يلطمُ الآل مائجاً
وبارُحها المسموم للوجه الطم[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
رقم القصيدة : 13114
-----------------------------------
وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه
فليس لنجم في غواشيهِ منْجَم
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيفُ الا أنه لا يثلم
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبة
من العيس في يهماء والليل أيهم
تريها الهُدى حدْساً وتنجو برحلهِ
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
ولكن مَخَبٌّ للركاب ومسعم
ينوح به بومٌ وتعزف جِنّة ٌ
فيعوى لها سيدٌ ويضبح سمسم
يُخال بها من رزّ هذا وهذه
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
تعسّفتُه إما لخفضٍ أنالُه
وإما سآمَ الخفض والخفض يُسأم[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
رقم القصيدة : 13115
-----------------------------------
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
الى ّ وأغراني برفض المطالب
فأصبحت في الاثراء أزهد زاهدٍ
وإن كنتُ في الاثراء أرغبُ راغب
حريصاً، جباناً، أشتهي ثم أنتهي
بلحظي جنابَ الرزق لحظ المراقب
ومن راح ذا حرص وجبن فإنه
فقير أتاه الفقر من كل جانبِ
تنازعني رَغْبٌ ورهب كلاهما
قويٌ وأعياني اطّلاع المغايب
فقدمتُ رجلاً رغبة ً في رغيبة ٍ
وأخّرت رجلاً رهبة للمعاطب
أخافُ على نفسي وأرجو مَفازَها
واستارُ غيب الله دون العواقب
الامن يريني غايتي قبل مذهبي
ومن أين والغاياتُ بعد المذاهبِ؟[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
رقم القصيدة : 13116
-----------------------------------
ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
رهبتُ اعتسافَ الأرض ذات المناكب
وصبري على الأقتار أيسرُمحملاً
عليَّ مِنَ التعرير بعد التجاربِ
لقِيتُ من البرّ التّباريحَ بعدما
لقيتُ من البحر ابيضاضَ الذوائبِ
سُقيتُ على ريٍّ به ألف مطرة ٍ
شُغفتُ لبغضِيها بحبّ المجَادِبِ
ولم أُسْقَها بل ساقها لمكيدتي
تَحامُق دهرٍ جَدّ بي كالمُلاعبِ
أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ
برحلي أتاها بالغُيوثِ السواكب
سقى الارض من أجلي فأضحت مزلة ً
تَمايل صاحيها تمايُلَ شاربِ
لتعويقِ سيري أو دحوضِ مَطيَّتي
وإخصاب مزورّ عن المجد ناكب
فملتُ الى خانٍ مرثٍ بناؤُه
مَميلَ غريق الثوب لهفان لاغب
فلم ألقَ فيه مٌستراحاً لمُتعَب
ولا نُزُلاً ايّان ذاك لساغب؟
فما زلتُ في خوفٍ وجوعٍ ووحشة ٍ
وفي سهرٍ يستغرق الليل واصب
يؤرِّقني سَقْفٌ كأَني تحته
من الوكفِ تحت المُدْجِنات الهواضبِ
تراه اذا ما الطين أثقل متنه
تصّر نواحيه صرير الجنادب
وكم خَانِ سَفْر خَانَ فانقضَّ فوقهم
كما انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق الأرانبِ
ولم أنسَ ما لاقيتُ أيامَ صحوِهِ
من الصّر فيه والثلوج الأشاهب
وما زال ضاحِي البَّرِ يضربُ أهلَهُ
بسوطَيْ عذابٍ جامدٍ بعد ذائب
فإن فاته قَطْرٌ وثلج فإنه
رَهين بسافٍ تارة ً أو بحاصبِ
فذاك بلاءُ البرِّ عنديَ شاتياً
وكم لي من صيفٍ به ذي مثالبِ
ألا ربّ نارٍ بالفضاءِ اصطليتُها
من الضِّحِ يودي لَفْحُهَا بالحواجبِ
إذا ظلتِ البيداءُ تطفو إكامُها
وترسُبُ في غَمْرٍ من الآلِ ناضبِ
فدعْ عنك ذكرَ البَرِّ إني رأيتُهُ
لمن خاف هولَ البحر شَرَّ المَهاوبِ
كِلاَ نُزُلَيْهِ صيفُهُ وشتاؤُهُ
خلافٌ لما أهواه غيرُ مصاقب
لهاثٌ مميتٌ تحت بيضاء سخنة ٍ
وريٌّ مفيتٌ تحت أسحم صائب
يجفُّ إذا ما أصبح الرّيقُ عاصباً
ويُغدقُ لي والرّيق ليس بعاصبِ
فيمنع مني الماء واللوح جاهدٌ
إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
وما زالَ يبغيني الحتوفَ موارباً
يحوم على قتلي وغير موارب
فأعطيتَ ذا سلمٍ وحربٍ وَوُصلة ٍ
وطوراً يُمَسيني بورْدِ الشَّواربِ
فأفلتُّ من ذُؤبانهِ وأُسودِهِ
وحُرَّابِهِ إفلاتَ أَتوب تائبِ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
رقم القصيدة : 13117
-----------------------------------
وأما بلاءُ البحر عندي فإنه
فإنه طواني على روع مع الروح واقب
ولو ثاب عقلي لم أدعْ ذكرَ بعضهِ
ولكنه من هولِهِ غيرُ ثائب
وَلِمْ لا ولو أُلقيتُ فيه وصخرة ً
لوافيتُ منه القعرَ أولَ راسبِ
ولم أتعلم قط من ذي سباحة ٍ
سوى الغوص، والمضعوف غيرُ مغالِبِ
فأيسر إشفاقي من الماء أنني
أمرّ به في الكوز مرَّ المجانب
وأخشى الردى منه على كل شارب
فكيف بأمنيه على نفس راكب
أظلّ إذا هزته ريح ولألأت
له الشمسُ أمواجاً طِوالَ الغواربِ
كأني أرى فيهنّ فُرسانَ بُهمة ٍ
يليحون نحوي بالسيوف القواضب
فأن قلت لي قد يُركَب اليّمُ طامياً
ودجلة عند اليّم بعض المذانب
فلا عذرَ فيها لامرء هاب مثلها
وفي اللجة الخضراء عذرٌ لهائب
فإنّ احتجاجي عنك ليس بنائمٍ
وإن بياني ليس عني بعازبِ
لدجلة َ خَبٌّ ليس لليمِّ، إنها
تَراءى بحلمٍ تحته جهْلُ واثب
تطامنُ حتى تطمئنَّ قلوبُنا
وتغضب من مزح الرياح الواعب
إلى أن يُوارَى فيه ـ رهن النوائبِ
وغَدْرٍ، ففيها كُلُّ عَيْبٍ لِعائبِ
يرانا إذا هاجت بها الريح هيجة َ
تزلزل في حوماتها بالقوارب
نُوائل من زلزالها نحو خسفها
فلا خير في أوساطها والجوانب
زلازل موج في غمار زواخرٍ
وهدَّاتُ خَسْفٍ في شطوطٍ خواربِ
يحوم على قتلي وغيرَ مُواربِ
وما فيه من آذيّة المتراكب
وإنْ خيفَ موجٌ عيذ منه بساحلٍ
خليٍ من الأجراف ذات الكباكب
ويلفظ ما فيه فليس معاجلاً
غريقاً بغتٍّ يُزهقُ النفسَ كاربِ
يعللُ غرقاهُ إلى أن يُغيثَهم
بصنعٍ لطيفٍ منه خيرِ مصاحَبِ
فتلقى الدلافين الكريمَ طباعُها
هناك رِعالاً عند نَكبِ النواكبِ
مراكبَ للقومِ الذين كبا بهم
فهم وسطه غرقى وهم في مراكب
وينقضُ ألواحَ السفينِ فكُلُّها
فمن ساد قوماً أوجب الطولَ أن يُرى
وما أنا بالراضي عما البحر مركبا
ولكنني عارضتُ شَغْبَ المشاغبِ[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
رقم القصيدة : 13118
-----------------------------------
وقد أغتدي للطير والطير هُجَّعٌ
ولو أوجست مغداي ما بتن هجّعا
بخلّين تمّا بي ثلاثة اخوة ٍ
جُسومُهمُ شتَّى وأرواحُهمْ معا
مطيعين أهواءً توافت على هوى ً
فلو أُرسِلتْ كالنبلِ لم تعدُ موقعا
إذا ما دعا منه خليلٌ خليله
بأفديك لبَّاه مجيباً فأسرعا
كأن له في كل عُضوٍ ومَفصِلٍ
وجارحة ٍ قلباً من الجمر أصمعا
فثاروا إلى آلاتهِمْ فتقلّدوا
خرايط حمراً تحمل السمّ منقعا
محمّلّة زاداً خفيفاً مناطُه
إلى موقف المَرْمى فأقبلْن نُزَّعا
وقد وقفوا للحائناتِ وشمَّروا
لهن إلى الأنصَاف ساقاً وأذرعا
وجدت قسى ّ القوم في الطير جدَّها
فظلت سجوداً للرماة وركّعا
مخافة َ أن يذهبن في الجوِّ ضُيَّعا
ولاحظتِ النُّوارَ وهي مريضة ٌ
طرائحَ من سُودٍ بيض نواصعٍ
تخال أديم الأرض منهن أبقعا
نؤلف منها بين شتّى وإنما
نشتَّت من ألاّفها ما تجمعا
فكم ظاعنٍ منهن مزمع رحلة ٍ
قصرنا نواه دون ما كان أزمعا
وكم قادم منهن مرتاد منزل
أناخَ به مِنَّا مُنيخٌ فجعجعا
كأن بنات الماءِ في صرح مَتْنه
تقول إذا راع الرميِّ حفيفُها:
زرابى ّ كسرى بثها في صحانه
ليحضر وفداً أو ليجمع مجمعا
تُريك ربيعاً في خريفٍ وروضة ً
على لجة ٍ: بدعاً من الأمر مبدعا[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
رقم القصيدة : 13119
-----------------------------------
ودائعَهُمْ إلا لكي لا تُضيَّعا
بناتُ المنايا والحنُّى الموترُ
لها ألسنٌ ما تستفيق لهاتُها
فلو أبصرتْ عيناك يوماً مُقامنا[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
رقم القصيدة : 13120
-----------------------------------
خير ما استعصمت به الكفّ عضبٌ
ذكَرٌ حدُّهُ،أَنيثُ المَهَزِّ
ما تأملته بعينيك إلا
أُرعِدتْ صفحتاهُ من غير هز
ليست من العبّس الاكف
ولا الفلح الشفاه ، الخبائث العرق
مثلُهُ أفزَع الشجاع إلى الدر
ع،فغالَى بها على كل بزِّ
ما يبالى أصممت شفرتاه
في مَحزٍّ أم جارتا عن محزِ
أسِيٌّ على تلك الشموس الدوالك
عجائبَ تُصبي كلَّ صابٍ وناسك
صبغة َ حَبَّ القلوب والحدق
يفترّ ذاك السواد عن يققٍ
من ثغرها كاللاليء النسق[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
رقم القصيدة : 13121
-----------------------------------
وصفراء بكرٍ ، لاقذاها مغيَّبٌ
ولاسر من حلّت حشاه مكتَّم
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
الذّ من البرء الجديد وأنعمُ
اذا نزلت بالهمّ في دار أهله
غدا الهمُّ وهو المرهَق المتهضَّم
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصَلَّى حولَها ويُزمزَم
سقتني بها بيضاءُ ، فوها وكأسها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
ترقرق دمعاً ، بل ثغور تبسَّم
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحِكٌ
مدامعه من واقع الطلّ سُجَّم
كمستعبرٍ مستبشرٍ بعد حزنه
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
اذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وأبريق لديَّ مفدَّم
ثلاثة أظبٍ نجرُها غير واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتَنَعَّم
غزال ، وأبريق رذومٌ ، وغادة
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
رقم القصيدة : 13122
-----------------------------------
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
ففؤادي بها معنَّى عميدُ
غادة ٌ زانها من الغصن قدٌّ
ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
وزهاها من فرعها ومن الخديـ
ن ذاك السواد والتوريد
أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ
فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ
وشجُوٍّ وما به تبليد
وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ
لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهو ماءٌ
وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ
ما لماءٍ تصطليه من وجنتَيْها
غيرُ ترشاف ريقها تبريد
مثلُ ذاك الرضاب أطفأ ذاك
الوجدَ لولا الإِباء والتصريد
وغَريرٍ بحسنها قال: صِفْها
قلت: أمْران: هَيِّنٌ وشديدُ
يسهل القول إنها أحسن الأشْـ
ـياءِ طُرّاً، ويعْسرُ التحديدُ
تتجلَّى للناظرين إليها
فشقى ّ بحسنها وسعيد
ظبية تسكن القلوب وترعا
ها، وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ
تتغنّى ، كأنها لاتغنّى
من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ
لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ
من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع
وسجوٍّ وما به تبليد
مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا
كأنفاس عاشقيها مديد
فتراه يموت طَوْراً ويحيا
مستلذٌّ بسيطُه والنشيد
ـمِ مَصوغٌ يخت
النغم مصوغٌ يختال فيه القصيد
طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه
كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ
ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ
عنده يوجد السرورُ الفقيد
فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ
ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ
في هوى مثْلِها يَخفُّ حَليمٌ
راجحٌ حلْمُه، ويَغْوى رشيدُ
ماتُعاطى القلوب الا أصابت
بهواها منهُنَّ حيْثُ تُرِيدُ
والهوى لا يزال فيه ضعيفٌ
وَتَرَ الزَّحْف فِيهِ سهمٌ شَديدُ
وإذا أنْبَضَتْهُ للشَّرْبِ يوماً
أيقن القومُ أنها ستصيد
مَعْبَدٌ في الغناء، وابنُ سُرَيْجٍ
وهي في الضرب زلزلٌ وعقيد
عَيْبُها أنَّها إذا غنَّتِ الأحْـ
ـرَار ظلُّوا وهُمْ لديها عَبيدُ
واستزادت قلوبَهم من هواها
بِرُقاها، وما لَدَيْهِمْ مَزيدُ
وحسان عرضن لي ، قلت: مهلًا
عن وحيدٍ فحقُّها التوحيد
حسنُها في العيون حسنٌ وحيد
فلها في القلوب حبٌ وحيد
ونصيح يلومني في هواها
ضلّ عنه التوفيق والتسديد
لو رأى من يلُوم فيه لأضحى
وهو المستريثُ والمستزيد
ضلة للفؤاد يحنو عليها
وهي تَزْهُو حَياتَه وتَكيدُ
سحرته بمقلتيها فأضحت
عنده والذميمُ منها حميد
خُلِقَتْ فِتْنة ً: غِناءً وحُسْناً
مالها فيهما جميعاً نديد
فَهْيَ نُعْمَى يميدُ منها كَبيرٌ
وهيَ بلْوى يشيب منها وليدُ
عن يميني وعن شمالي وقُدّا
مي وخلفي، فأين عنه أحيدُ
لم تقتحمك العيونُ من صغرٍ
ولاقَلَتْكِ النفوسُ من كبرِ
سدَّ شيطانُ حبّها كلَّ فجٌ
إنَّ شيطان حبِّها لَمَرِيدُ
ليت شعري إذا أدام إليها
كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ
أهي شئٌ لاتسأم العين منه؟
أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ
بل هي العيش لا يزال متى استُعْـ
ـرِض يملي غرائباً ويُفِيدُ
مَنْظَرٌ، مَسْمَعٌ، مَعانٌ، من اللهـ
عتادٌ لما يُحَبّ عتيد
لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْـ
ـقِص من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ
حسنُها في العيون حسنٌ جديد
فلها في القلوب حبٌ جديد
أخذ الله يا وحيدُ لقلبي
منكِ ما يأخذ المديلُ المقيد
غير أني مُعَلِّلٌ منك نفسي
بعداتٍ خَلا لهنّ وعيد
ما تزالينَ نظرة ٌ منك مَوْتٌ
لي مميتٌ ، ونظرة تخليد
ن نُحولاً، وأنت خُوطٌ يميدُ
بوصالٍ ، ولحظة تهديد
بين ألحاظِهِ
صريعٌ جليدُ
ضافَنِي حُبُّك الغريبُ فألوى
بالرقاد النسيب فهو طريد
عجباً لي ، إنَّ الغريبَ مقيمٌ
بين جنبى ّ ، والنسيب شريد
قد مللنا من ستر شيْ مليح
نشتهيه، فهلْ له تجريدُ
هو في القلب وهو أبعد من نجـ
نجم الثريا فهو القريب البعيد
سيشفع الحور فيك أنك منـ
وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
رقم القصيدة : 13123
-----------------------------------
ومسمعٍ لا عدمتُ فرقتَه
فأنها نعمة ٌ من النِعَمِ
يطولُ يومي إذا قُرِنْتُ به
كأنني صائمٌ ولم أصُم
إذا تغنَّى النديمُ ذكَّرهُ
أخْذَ السياق الحثيثِ بالكظمِ
يفتح فاه من الجهاد كما يفـ
يفْتَح فاهُ لأعظم اللُّقم
مجلسُه مأتمُ اللذاذات والقصـ
ـقَصْفِ، وعُرسُ الهموم والسَّدمِ
ينشدنا اللهو عند طلعته
من أوحشتْه البلاد لم يقم
كأنني طولَ ما أُشاهِدُهُ
أشربُ كأسي ممزوجة ً بدمي
تشهدُه فرْطَ ساعتين فيُنْـ
ـسِيكَ عهوداً لم تُؤْتَ من قِدم
يريك ما قد عهدتَ في أمسك الأ
ـأدنى كشيءٍ في سالِفِ الأُمَم
عشرتُه عشرة ٌ تبارك في الاعـ
ـمارِ لولا تعجُّلُ الهرمِ
إذا الندامى دعوْهُ آونة ً
تنادموا كأسَهم على ندم
نبردُ حتى يظلَّ يُنشِدنا
هل بالديار الغداة َ من صمم
يستطعم الشرْب أن يقال له
أحسنْتَ والقومُ منه في وَكم
وكيفَ للقوْم بالتَّصنُّع لا
، ولو صُورّوا من الكرم
تظهرُ في وجهه إساءتُه
كأنّها مَسْحة ٌ من الحُمَم
يسْوَدُّ من قُبْحِ مايجيء به
حتى كأن قد أسفّ بالفحم
نرتاح منه إلى الأذان كما
يرتاح ذو شُقة ٍ إلى علم
يشدو بصَوْتٍ يسوءُ سامِعَهُ
تبارك اللَّهُ بارىء النسمِ
أبحّ فيه شذور حشرجة ٍ
منظومة ٍ في مقاطع النغم
نَبْرتُهُ غُصَّة ٌ وهِزَّتُه
مثلُ نبيب التيوسِ في الغنم
لو قُدّس الله ذو الجلال به
لم يرفعِ اللَّهُ طيِّب الكلِم
يُفزَّع الصبية ُ الصغارُ به
إذا بكى بعضهُم ولم ينم
يقسو له القلبُ حين يسمعُه
على أحِبَّائهِ بلا جُرَم
أحلفُ باللَّهِ لا شريكَ له
فأنها غاية في القسم
ما عرف الله قبلَه أحداً
ما فَضْلُ نعمائهِ على النقمِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
رقم القصيدة : 13124
-----------------------------------
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
كأنما يومُها يومان في يوم
تظلّ تلقى على من ضمّ مجلسُها
قولا ثقيلا على الأسماع كاللوم
لها غناءٌ يثيبُ اللَّهُ سامعَهُ
ضعفى ْ ثواب صلاة الليل والصوم
ظللتُ أشرب بالأرطال لا طرباً
عليه بل طلباً للسكر والنوم[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
رقم القصيدة : 13125
-----------------------------------
نجَّاكَ يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
وأين ينجو منّيَ الهاربُ؟
أبعدَ إحرازِك أيمانَنَا
هاربتنا واعتذر الحاجب؟
يا عجباً إذ ذاك من حالة ٍ
دافِعُنا فيها هو الجاذب
حقّاً لقد أولَيتَنَا جَفوة ً
يُمحل منها البلد العاشب
انظر بعين العدل تبصر بها
أنك عن منهاجِه ناكبُ
لَهْفي وقد جاءَتْكَ جفَّالة ٌ
كُلٌّ مغذٌّ ساغبٌ لاغب
من كلِّ شَحْذانِ الْحشا فَهِمُ
فكّاه كالعصريْن من دهره
هذا على أنك ذو شيمة ٍ
ذي مِعْدة ٍ ثعلُبها لاحِس
وتارة ً أرنبها ضاغب
تعلوه حمّى شرهٍ نافضٍ
لكن حمّى هضمه صالب
كأنما الفرُّوج في كفَّهِ
فريسة ٌ ضرغامُها دارب
وإن غدا الشَّبّوط قرناً لهم
هِيبَتْ لقومٍ شرَّة ٌ فاحْتبُوا
أقسمتُ لو أنك لاقيتهم
نابك من أضراسهم نائب
فالشعر حُرٌّ ـ إن نَجَوْا ـ سائبُ
بالثار في أمثالها طالب
لا تحسَبنِّي عنك في غَفْلة ٍ
إلا وفيه راتعٌ جادبُ
سيصنعُ اللَّهُ لنا في غدٍ
إن كان اكدى يومُنا الخائب
كُرّوا على الشيخ بتطفيلة ٍ
عن عزمة ٍ كوكبُها ثاقب
وإن زواه منكم جانبٌ
فلا يَفُتْكُمُ ذلك الجانبُ
جُوسُوا عليه الأرضَ واستَخْبروا
حتى يروح الخبرُ العازب
كأنَّ من عُولجَ من سِحرها
لا وهب المَنْجَى لها الواهب
لا تُفْلِتَنْ منكمُ شَبَابيطُهُ
لا أفلت الطافى ولا الراسب
جدّوا فقد جدّ بكم لاعباً
وقد يجدّ الرجل اللاعب
وليكن الكرُّ على غرّة ٍ
والصيد في مأمنه سارب
يا واقباً بالأمس في بيتهِ
أفْلَحَ هذا الغائب الآئبُ
فاعتزم القومُ على غارة ٍ
ساند فيها الراجلَ الراكب
يهدى أبو عثمان كردوسها
هَداك ذاك الطاعنُ الضاربُ
يُرْقِلُ والرَّايَة ُ في كفِّه
جاوَبها خِشْفٌ لها نازبُ
والقومُ لاقَوْكَ فاعدِدْ لهم
ما يرتضي الآكلُ والشارب
يسِّرْ فراريجَك مقرونة ً
بها شَبابيطُكَ ياكاتبُ
يا حبذا المُنهزمُ التائبُ
تلك التي منظرُها شاحبُ
واذكر بقلبٍ غير مستوهلٍ
يعروه من ذكرى القِرَى ناخب
أنَّك من جيران قُطْربُّلٍ
وعندك اللّقْحَة والحالب
فاسقِ حليب الكرم شُرَّابَه
أحضِرْهُمُ البكْرَ التي ما اصطلت
ناراً فكلٌّ خاطب راغب
إلا التي الشمسُ لها ناسِبُ
في الكأس إلا الذهبُ الذائبُ
أو أمُّها الكبرى التى لم يَزلْ
لليل من طلعتها جانب
حقَقها بالشمس أن ربيت
في حِجْرها والشبُه الغالب
أعجب بتلك البكر محجوبة ً
مكروبة ً يُجلَى بها الكارب
مغلوبة ً في الدنّ مسلوبة ً
يُنْصَرْ عليه إلبُكَ الآلب
بينا تُرًى في الزقّ مسحوبة ً
إذ حَكَمَتْ أن يُسْحَب الساحب
تَقتصُّ من واترها صرْعة ً
ليس لها باكٍ ولا نادبُ
إلاَّ حَمَامُ الأيَك في أيكِهِ
أو عازفٌ للشَّرب أو قاصبُ
ذات نسيم مسكهُ فائح
وذات لونٍ ورسُه خاضب
هاتيك هاتيك على مثلها
حامَ ولابَ الحائمُ اللائبُ
ما غرَّهم منا ونحن الأُولى
فلا يَعِبْ فقدَهما عائب
ولا تنمْ عن نرجس مؤنس
يضحكُ عنه الزَّمَنُ القاطبُ
ريحانُ روحٍ مُنْهِبٌ عطرَه
والروحُ إذ ذاك هو الناهب
لم يلفح الصيفُ له صفحة ً
ولا سقاه عوده الشاسب
وزَخْرِفِ البيتَ كما زُخرفتْ
روضة ُ حَزْنٍ جادها هاضبُ
ليس له من غيره شائبُ
لكلِّ ما سرَهُمُ جالبُ
مُحسنة ً ليست بخطَّاءة
طائرُها الهادل لا الناعب
بيضاءَ خَوْداً رِدْفُها ناهدٌ
غيداءَ رُوداً ثديُها كاعبُ
مملوكة ً بالسيف مغصوبة ً
لها دلالٌ مالِكٌ غاصبُ
تَستوهِبُ الجيد إذا أَتلعتْ
من ظبية ٍ أَفْزَعها طالبُ
كأنها والبيت مستضحكٌ
والعودٌ في قبضتها صاخب
أدْمانة ٌ تَنْزِبُ في روضة ٍ
*** خشفٌ لها نازب
أصبُبْ عليهم تُحَفاً جمّة ً
يُحْمَى بهنَّ الموعدُ الكاذبُ
ما نقل الملاّحُ والقاربُ
وتبْ من الذنب الذي جئته
فقد يُقالُ المذنبُ التائبُ
كيما يقولوا حين ترضيهُم:
يا حبذا المنهزم الثائب
أعتِبْ بيومٍ صالحٍ فيهم
ليس على أمثاله عاتبُ
ولا يكن يوماً إذا ما انقضى
صِيحَ به: لا رَجَعَ الذاهبُ
عجلْ لهم ذاك ولا تهْجَهم
ولا يثب منك بهم واثب
فليس من يأدِبُ إخوانَهُ
مؤَدِّباً للقومِ بل آدبُ
ولا يكنْ فيما يُعانَى لهم
فلا تُصِبْنا ريحُك الحاصب
حاشاك أن يلقاك مستمطرٌ
منصورة ٍ ليس لها قالبُ[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
رقم القصيدة : 13126
-----------------------------------
لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
إذا بدا أعجبَ أو عجّبا
لم تُغلِق الشهوة ُ أبوابَها
إلا أبتْ زُلفاه أن يُحجبا
لو شاء أن يذهب في صخرة ٍ
لسهَّل الطِّيب لَهُ مذهبا
يدور بالنفخة ِ في جامِهِ
دوراً ترى الدهنَ له لولبا
عاونَ فيه منظرٌ مخبراً
مستحسَنٌ ساعد مستعذبَا
كالحَسَن المُحسِنِ في شَدوهِ
تَمَّ فاضحى مطربا مضربا
مستكثف الحشو ولكنه
أرق قشراً من نسيم الصبا
كأنما قُدّت جلابيبُه
من أعينِ القطرِ الذي قُبّبا
يخال من رقه خِرشائه
شاركَ في الأجنحة الجُنْدَبا
لو أنه صُوِّر من خبزه
ثغرٌ لكان الواضح الاشنبا
من كل بيضاء يحبّ الفتى
أن يجعل الكفَّ لها مركبا
مدهونة ٍ زرقاءَ مدفونة ٍ
شهباءَ تحكي الأزرق الأشهبا
أنتم أناسٌ بأياديكُمُ
وطُيِّبتْ حتى صبا من صبا
وعزة ُ المعروف في ذُلِّه
يا رُبَّ جِدٍّ لكم في العلى
وانتقد السكَّرَ نقادُه
وشاوروا في نقده المذهبا
إني تأملتُ لَهُ كُنية ً
ولا إذا الضرس علاها نبا[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
رقم القصيدة : 13127
-----------------------------------
فلا يَبْعدِ الشُّبوطُ من متلبِّسٍ
ظِهارتَه الحسنى ومن مُتجَرِّدِ
إذا نَشَّ في سفُّوده عند نُضْجِهِ
وأَخرج من سرباله المتوِّرد
فَتيٌّ رعى مَرْعى ً بدجلة مُخْصِباً
أبى أن يراه رائدٌ غيرَ مُحْمِدِ
إلى أن أصابته من الدهر نوبة ٌ
وقد صار أقصى مُنية َ المتجودِ
فأصدره الصيَّاد عن خير مَوْرِدِ
وأورده الشَّوَّاءُ أخبث مورِدِ
وجاء به الحمَّالُ أطيبَ مطعَمٍ
إلى الطيِّب المِنْفاق غيْرِ المصرِّدِ
ويا حبذا امعاننا فيهِ ناضجاً
كما جاء من تنّوره المتوقد
وإني لمشتاق إلى عَوْدِ مثله
وإن كنتُ أُبدي صفحة المتجلِّدِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
رقم القصيدة : 13128
-----------------------------------
وسميطة ٍ صفراءَ دينارية ٍ
ثمناً ولوناً زفها لك حَزْوَرُ
عظمتْ فكادت أن تكون إوزة ً
ونوتْ فكاد إهابُها يتفطّر
ظلنا نقشر لحَمها عن جلدها
وكأن تبرأ عن لجين يقشر[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
رقم القصيدة : 13129
-----------------------------------
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت
من كل نوعٍ،ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاً لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملت
عليَّ هائلة ُ الجالَيْن غبراءُ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> انه الفوز مثلَ ما فقده المو
انه الفوز مثلَ ما فقده المو
رقم القصيدة : 13130
-----------------------------------
انه الفوز مثلَ ما فقده المو
تُ لقد بان فضلهُ لا خفاءَ
ورازقيًّ مَخْطَفِ الخُصورِ
كأنه مخازن البلور
ولهذا التأويل سماه موزاً
من أفاد المعاني الأسماء
رب فاجعله لي صَبوحا وقيلاً
وغبوقاً وما أسأتُ الغذاء
وأرَى -بل أبتُّ-أن جوابي:
"لا تغالط فقد سألتَ البقاء"
نكهة ٌ عذبة ٌ وطعمٌ لذيذٌ
ساعدا نعمة إلى نعماء
لو تكون القلوبُ مأوى طعام
نازعته قلوبنا الأحشاء
أنني للحقيق بالشبع السـ
ئغ من أكله وإن كان ماء
كأنه مخازن البلور
لم يُبق منه وهجُ الحرور
إلا ضياء في ظروف نور
له مذاق العسل المشور
من مليك،وشاكر آلاء[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
رقم القصيدة : 13131
-----------------------------------
أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
فيهنّ نوعان تفاح ورمّانُ
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ
سودٌ لهن من الظلماء ألوان
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به
أطرافهن قلوب القوم قنوان
غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ
وما الفواكه مما يحمل البان
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ
وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان
أُلفّن من كل شيء طيّبٍ حَسَنٍ
فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان
ثمارُ صدقٍ إذا عاينتَ ظاهرَها
لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان
بل حلوة ٌ مرة ٌ طوراً يقال لها
شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان
يا ليت شعري-وليتٌ غيرُ مجدية ٍ
ألا استراحة قلبٍ وهو أسوان-
يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ
تلك الفنون فضمتهنّ أفنان؟
تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ
لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران
تلك الغصون اللواتي في أكمّتها
نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان
بل قَوْلُ عائبهم إفكٌ وبُهتان
ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان
وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث
ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ
لكن ليثبت في الأعناق حجته
ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن
مناضلاتٌ بنبل لا تقوم له
كتائب الترك يزجيهنّ خاقان
مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ به
قصيرُ عمروٍ ولا عمروٌ ووردان
من كل قاتلة قتلي وآسرة ٍ
أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ
يولين ما فيه إغرامٌ وآونة
يولين ما فيه للمشعوفِ سلوان
فادعُ القوافي ونُصَّ اليعْمُلات له
أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان
يميل طوراً بحملٍ ثم يعدمه
ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
رقم القصيدة : 13132
-----------------------------------
وقد سُئلنَ: أفيه ما يُعابُ له
فرعاً غذَتْه الغوادي فهو فَينان
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ
ليشفيه ما ترشف الشفتانِ
وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
رقم القصيدة : 13133
-----------------------------------
ربّ كعابٍ في حجابٍ لم تزل
مثل الغزال عنقا ومكتحَل
لم تكتحل مقلتها سوى الكحل
ولا تحلَّى جيدها سوى العطل
ما زلتُ منها في مطالٍ وعلل
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
فنلت مِنها نظرة على عجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنتها غيابات الكلل[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
رقم القصيدة : 13134
-----------------------------------
أخفُّ مناطاً في الرقاب وأوْكَدُ
على ما مضى ؟أم حسرة ٌ تتجدد؟
خليليَّ ما بعد الشباب رزية
يُجَمُّ لها ماء الشؤون ويُعْتَدُ
ولا تعجبا لِلْجَلْدِ يبكي فربّما
تفطر عن عينٍ من الماء جلمدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه
فكيف؟وأنَّى ؟بعده يتجلَّدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ، يوجد طعْمُهُ
فصادَف قَتَّالَ الطُّغاة ِ بمَرْصَدٍ
رزئت شبابي عودة بعد بدأة ٍ
وهن الرزايا بادياتٌ وعوّدُ
سُلِبتُ سوادَ العارضَيْن، وقبلُهُ
بياضَهما المحمودَ إذ أنا أمْردُ
وبُدّلتُ من ذاك البياض وحسنهِ
بياضاً ذميما لا يزال يُسَوّدُ
لشتان ما بين البياضين:معجبٌ
أنيقٌ ومشنوء إلى العين أنكدُ
تضاحك في أفنان رأسي ولحيتي
وأقبحُ ضَحَّاكَيْن: شَيْبٌ وأدْردُ
وكنتُ جلاءً للعيون من القذى
فقد جعلَتْ تقذَي بشيبي وتَرقدُ
هي الأعينُ النجلُ التي كنتَ تشتكي
مواقِعَها في القلب، والرأسُ أسودُ
فما لك تأسَى الآن لما رأيتها
وقد جعلت مرمى سواكَ تَعمَّدُ
تَشَكَّي إذا ما أقصدتكَ سهامُها
وتأسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
كذلك تلكَ النبلُ مَنْ وقعت به
ومن صُرفتْ عنه من القوم مُقصَدُ
إذا عدلتْ عنا وجدنا عدولَها
كموقعها في القلب بل هو أَجهدُ
تنكّبُ عنا مرة ً فكأنما
مُنَكِّبُهَا عنا إلينا مُسَدِّدُ
كفى حزناً أن الشباب معجلٌ
قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد
إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته
إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد
أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره
كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ
وجار على ليلِ الشباب فضامَه
نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ
فقالوا: نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ
ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد
أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ
قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبّ كلالٌ في عظامي أدبَّني
ويوصف إلا أنه لا يُحَدّدُ
وبورك طرْفي فالشخوص حياله
قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْدَدُ
سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ
وبُدِّل إعجاب الغواني تعجباً
وَهُنَّ الرزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها
وماليَ إلاَّ كفُّها مُتَوَسَّدُ
اذا ابصر الدنيا استهل كأنه
بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْوال تظلُّ كأنها
تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي
بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ
يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة
حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه
سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
وأن مَشِيبي واعدٌ بلَحَاقه
وإنْ قال قوم إنه يَتَوَعَّدُ[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
رقم القصيدة : 13135
-----------------------------------
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
إلا اذا لم يبكها بدمِ
عيْبُ الشبية غَولُ سَكْرتِها
مقدارَ ما فيها من النِّعم
لسنا نراها حقَّ رُؤيتها
إلا زمان الشيب والهرم
كالشمسِ لاتبدو فَضِيلتُها
حتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلم
ولرب شئ لا يبيّنه
وجدانُه الاَّ مع العدم[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيت سواد الرأس واللهو تحته
رأيت سواد الرأس واللهو تحته
رقم القصيدة : 13136
-----------------------------------
رأيت سواد الرأس واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يبق إلا عهده المتوهم[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
رقم القصيدة : 13137
-----------------------------------
امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
طريقان شتى : مستقيم واعوجُ
ألا أيهذ االناسُ طال ضريرُكم
بآل رسول اللَّه فاخشوا أو ارْتجوا
أكل أوانٍ للنبي محمد
قتيلٌ زكيٌ بالدماء مُضرَّجُ
تبيعون فيه الدينَ شرَّائِمة ٍ
فلله دينُ اللَّه قد كاد يَمْرَجُ
بني المصطفى ! كم يأكل الناس شُلَوَكم؟
لِبَلْواكُم عما قليل مُفَرَّجُ
أما فيهم راعٍ لحق نبيّهِ؟
ولا خائفٌ من ربه يتحرجُ
لقد عَمَهُوا ما أنزل اللَّه فيكُم
كأنَّ كتاب الله فيهم مُمجمج
ألا خاب من أنساه منكم نصيبَه
متاعٌ من الدنيا قليلٌ وزبرج
أبعد المُكنّى بالحسين شهيدكم
تضيئ مصابيح السماء فتسرج
لنا وعلينا ولا عليه ولا له
تسحسح أسراب الدموع وتنشج
وكيف نُبكِّي فائزاً عند ربه
له في جنان الخلد عيشٌ مُخرفجُ
وقد نال في الدنيا سناءً وصيتة ً
وقام مقاماً لم يقمه مزلجُ
فأنْ لا يكن حيا لدينا فأنه
وكنا نرجّيه لكشف عماية ٍ
بأمثاله أمثالُها تتبلَّجُ
فسَاهَمنَا ذو العرش في ابن نبيه
ففاز به والله أعلى وأفلجُ
أيحيى العلي لهفى لذكراك لهفة ً
يباشر مَكْواها الفؤادَ فيَنْضجُ
لمن تستجدُ الأرضَ بعدك زينة َ
فتصبح في أثوابها تتبرّجُ؟
سلامٌ وريحان وروح ورحمة
عليك وممدود من الظل سجسجُ
ولا برح القاع الذي انت جاره
يرفّ عليه الاقحوان المفلّجُ
ويا أسفي ألاَّ تَرُدَّ تحية ً
سوى أرج من طيب رمسك يأرجُ
ألا انما ناح الحمائم بعدما
ثَوَيْتَ، وكانت قبل ذلك تَهْزَجُ
ألا أيها المستبشرون بيومه
أظلت عليكم غُمة ٌ لا تفرَّجُ
أكلُّكُم أمسى اطمأن مِهادُه
فليس بها للصالحين مُعَرَّجُ
فلا تشمتوا وليخسأ المرء منكم
بوجهٍ كأَنَّ اللون منه اليَرَنْدَجُ
فلو شهد الهيجا بقلبِ أبيكُم
غداه التقى الجمعان والخيل تمعجُ
لأعطى يدَ العاني أو ارتدّ هارباً
كما ارْمَدَّ بالقاع الظليمُ المهيَّجُ
ولكنه ما زال يغشى بنحره
شَبا الحرب حتى قال ذو الجهل: أهوجُ
وحاش له من تلكم غير إنه
أبَى خطة َ الأمر التي هي أسمجُ
وأين به عن ذاك؟لاأين- إنه
إليه بِعِرْقَيْهِ الزَّكيين مُحْرَجُ
كأني به كالليث يحمي عرينه
وأشباله لا يزدهيه المهجهجُ
كأني أراه والرماح تَنوشُه
شوارع كالأشطان تدلى وتخلجُ
كأني أراه إذ هوى عن جواده
وعُفِّر بالتُّرْبِ الجبينُ المشجَّج
فحبِّ به جسماً الى الأرض إذ هوى
وحُبَّ به روحاً إلى اللَّه تعرجُ
أأرديتم يحيى ! ولم يطوأيطلٌ
طِراداً ولم يُدْبر من الخيل مَنْسِجُ
تأتتْ لكم فيه مُنى السوء هينة ً
وذاك لكم بالغي أغرى وألهجُ
وما بكُم أن تنصروا أوليائكم
ويُستدرج المغرور منكم فيدرجُ
أجنوا بني العباس من شنآنكم
وأوكوا على ما في العياب وأشرجوا
لأعنِقُ فيما ساءكم وأُهَمْلِجُ
فأحر بهم أن يغرقوا حيث لججوا
نَظَارِ لكم أنْ يَرجع الحقَّ راجعٌ
إلى أهله يوماً فتشجُوا كما شجوا
على حين لا عُذْرَى لمُعتذريكُم
ولا لكم من حجة الله مخرجُ
لقد ألحجوكم في حبائل فتنة
وبينهم إن اللواقح تنتجُ
غررتم لأن صدقتم أن حالة
وناتجها لو كان للأمر مَنْتَجُ
لعل لهم في مُنْطوِي الغيب ثائراً
سيسمو لكم والصبح في الليل مولجُ
بمَجْرٍ تضيق الأرض من زفراته
له زَجَلٌ ينفي الوحوشَ، وهَزْمَجُ
إذا شيمَ بالأبصار أبرقَ بيضُه
بوارقَ لا يسطيعهنّ المحمَّجُ
تُوامضه شمسُ الضحى فكأنما
يُرى البحرُ في أعراضه يتموجُ
يؤيده ركنان ثبتان: رجلهٌ
وخيلٌ كأَرسال الجراد وأَوْثَجُ
عليها رجال كالليوث بسالة ً
بأمثالها يُثْنَى الأبيُّ فَيُعْنَجُ
تدانوا فما للنقع فيهم خصاصة ٌ
تُنَفِّسه عن خيلهم حين تُرْهجُ
كان الزجاج اللهذميات فيهم
فَتِيلٌ بأطراف الرُّدْيِنيِّ مُسْرجُ
يودُّ الذي لاقوة أن سلاحه
هنالك خلخال عليه ودُملجُ
فيدركُ ثأرَ الله أنصارُ دينه
ولله أوسٌ آخرون وخزرجُ
ويقضي إمام الحق فيكم قضاءَه
تماماً، وما كلُّ الحوامل تُخْدَجُ
وتظعن خوفَ السبي بعد إقامة
ظَعائنُ لم يُضرب عليهنَّ هودجُ
مَهٍ لا تعادَوا غِرة البغي بينكم
كما يتعادى شعلة َ النار عَرْفجُ
أفي الحق أن يمسوا خماصاً وأنتم
يكاد أخوكم بطنة ً يتبعّجُ
تَمشُون مختالين في حُجراتِكم
ثقالَ الخُطى أكفالكم تترجرجُ
وليدُهُم بادي الطَّوى ووليدكم
من الريف ريَّانُ العظام خَدَلَّجُ
بنفسي الألي كظتهم حسراتكم
فقد عَلِزُوا قبل الممات وحَشرجوا
وعيرتموهم بالسَّواد ولم يزل
من العرب الامحاض أخضر أدعجُ
ولكنكم زرقٌ يزين وجوهكم
بني الروم ألوانٌ من الروم نعّجُ
أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا
وأن يسبقوا بالصالحات وتُفْلَجُوا
وإن كنتم منهم وكان أبوكم
أباهم فان الصفو بالرنق يمزجُ
لعمري لقد أَغرى القلوبَ ابنُ طاهر
ببغضائكم ما دامت الريح تَنْأَجُ
سعى لكم مسعاة سوءِ ذميمة ٍ
سعى مثلها مستكرَه الرجل أعرجُ
فلن تعدموا ما حنَّت النيِّبُ فتنة ً
تُحَشُّ كما حُشَّ الحريقُ المؤجَّجُ
وقد بدأت لو تُزْجَرُون بريحها
بوائجُها من كل أوب تبوَّجُ
دماءُ بني عباسكم وعلّيهم
لكم كدماء الترك والروم تُهْرَجُ
يلي سفكَها العورانُ والعرج منكم
وغوغاؤكم جهلاً بذلك تَبْهَجُ
ولكنْ هَناتٌ في القلوب تَنجنجُ
ولو أمكنتكم في الفريقين فرصة ٌ
لقد بينت أشياء تلوى وتحنجُ
إذن لاستقدتم منها وترَ فارسٍ
وإن ولياكم فالوشائج أوشجُ
أبَى أن تحبُّوهم يد الدهر ذكرُكم
لياليَ لا ينفكُّ منكم متوَّجُ
وأني على الاسلام منكم لخائفٌ
بوائقَ شتى بابُها الآن مُرتَجُ
وفي الحزم أن يستدرِك الناسُ أمركم
وحبلهم مستحكم العقد مدمجُ
نَظَارِ فإن اللَّه طالبُ وتره
بني مصعبٍ لن يسبق الله مدلجُ
لعل قلوبا قد أطلتم غليلها
ستظفر يوماً بالشفاء فتثلجُ[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
رقم القصيدة : 13138
-----------------------------------
يا أخي يا أخا الدماثة والرقة
ـقَة والظَّرف والحجا والدهاءِ
أترى الضربة التي هي غيبُ
خلف خمسين ضربة ٍ في وحاء
ثاقب الرأي نافذ الفكر فيها
غير ذي فترة ولا إبطاءِ
وتلاقيك شيعة ٌ فيظلو
ـن على ظهر آلة حدباء
شاهدٌ،ما رأيت فعلك إلا
جات إلا ذو نية ومضاء
فترى أن بُلغة ً معها الرَّا
بدلاً باستفادة الأنباءِ
ورِضاهُم هناك بالنصف والربع
وأدنى رضاك في الأرباء
واحترسُ الدهاة ِ منك واعصا
فُك بالاقوياء والضعفاء
والذي أطلق اللسان فعاتبـ
هُنَّ أخفى من مُستسرِّ الهباءِ
بل من السرّ في ضمير محبٍ
أدبته عقوبة ُ الأفشاء
ـر يَحُلُّ الفتى ذُرا العلياءِ
م حروباً دوائر الارحاء
وأظُنُّ افتراسك القرن فالقر
ـقرن منايا وشيكة الأرداء
لاأجازيك من غروركَ إيا
أرضٌ علَلتها بدماء
غلط الناس لست تلعب بالشـ
ـرنج لكن بأنفس اللعباءِ
أنت جديُّها وغيرك من يلعبُ
راحة النفس والصيانة والعفـ
وإذا ما بدا لك العُرُّ يوماً
من دبيب الغذاء في الأعضاء
أو دبيب الملال في مستهامين
الى غاية ٍ من البغضاء
غب إلا إلى مليك السماء
الى من يزيده بالتَوَاه
أو سرى الشيب تحت ليل شباب
مستحيرٍ في لمة سمحاء
دبَّ فيها لها،ومنها إليها
فاكتست لون رثة ٍ شمطاء
تقتُلُ الشَّاه حيث شئت من الرُّقـ
ـن ويأبى الإثمار كل الإباءِ
غير ماناظرٍ بعينيك في الدسـ
وأنا المرءُ لا أسومُ عتابي
بل تراها وأنت مستدبر الظـ
ـر بقلبٍ مُصوَّر من ذكاءِ
ما رأينا سواك قِرناً يُولِّي
وهو يُرْدي فوارس الْهجاءِ
ربّ قومٍ رأوك ريعوا فقالوا
ـنَّ وإلاَّ فأنت كالبُعَداء
والفؤاد الذكيّ للمطرق المعرض
ـرض عينٌ يرَى بهامن وراء
تقرأ الدست ظاهراً فتؤديه
ـه جميعاً كأحْفظ القُرّاء[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ربّ أكرومة له لم نخلها
ربّ أكرومة له لم نخلها
رقم القصيدة : 13139
-----------------------------------
ربّ أكرومة له لم نخلها
قبلَه في الطباع والتركيب
ألمَعِيٌّ يرى بأولِ ظنٍّ
آخر الأمر من وراء المغيب
لا يُرَوِّي ولا يُقَلِّبُ كفاً
وأكُفُّ الرجالِ في تقليب
ليِّنٌ عِطفُه، فإنْ رِيمَ منه
مكسرُ العود كان جدّ صليب[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
رقم القصيدة : 13140
-----------------------------------
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ
تكونُ يداه يدَيْ حاتم
عجبْتُ لمن جودُهُ جودُهُ
تكونُ له عُقدة ُ الحارمِ
عجبتُ لِمَنْ حِلمُهُ حلمُهُ
تكونُ له صَوْلة ُ الصّارم
عجبت لمن حَدُّهُ حَدُّه
تكون له رأفة ُ الراحم
أرى كلَّ ضِدٍّ إلى ضِدِّهِ
من الخير في طبعه السالمِ[/font]

[font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قرأتُ في وجهك عنواناً
قرأتُ في وجهك عنواناً
رقم القصيدة : 13141
-----------------------------------
قرأتُ في وجهك عنواناً
آذَنني بالغَدْرِ إيذانا
تالله أنْسَى ماذكرتُ الصِّبى
بل ما ذكرت الله لهفانا-
يومَ التقينا فتجهمتني
تجهُّم المديونِ دَيَّانا
وكيف أنسى ذاك مستيقظا
ولست أنسى ذاك وسنانا
طلعتُ من بُعد فأوهمتني
أنك قد عاينت شيطانا
لاقيتَني ساعة َ لاقيتني
أثقلَ خلق الله أجفانا
كأنما كنتَ تضمَّنت لي
ردَّ شبابي كالذي كانا
أو طمَّ بحر الصين في طرفة ٍ
أو كَسْحَ أروندَ وثهلانا
أو كلَّ ما لم يستطع فعلَه
عيسى ولا موسى بن عمرانا
ياحَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ
فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا
أنت ملولٌ حائل عهدُه
تصبغُك الساعات ألوانا
تصرم ذا الوصل وتضحي الى
من يجتوي وصلَك ظمآنا
حتى إذا واصلَ صارمْتَه
أوسُمتَه صدَّاً وهجرانا
وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنة ٍ
فظّاً وتستخسن من لانا
وتعقد الوعدَ فانجازُه
خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا
حتى إذا أنجزته مرة ً
مَنَنْتَهُ سرا وإعلانا
وماأحبُّ الواعدي مُخلفاً
كلا ولا الممتنَّ منانا
حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ
نفسي لاتألف إنسانا
أهنتني جداً فأعززتني
رُبَّ امرىء عَزَّ بأن هانا[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
رقم القصيدة : 13142
-----------------------------------
تخذتكم درعاً وترسا لتدفعوا
نبال العدى عنى فكنتم نصالها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خذلان اليمين شِمالها
فأن أنتم لم تحفظوا لمودتي
ذماما فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ
وخلّوا نبالي والعِدا ونبالها
هي النفس إما أن تعيش بغبطة
وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالها[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أأحييتني بالأمس ثم تميتني
أأحييتني بالأمس ثم تميتني
رقم القصيدة : 13143
-----------------------------------
أأحييتني بالأمس ثم تميتني
برفضي وإقصائي؟ وحقي أن أُدنى
ولو أنني أحييتُ ميتاً عشقته
لحسن الذي أثَّرتُ فيه من الحسنى[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خلياني عند اصطكاك الخصوم
خلياني عند اصطكاك الخصوم
رقم القصيدة : 13144
-----------------------------------
خلياني عند اصطكاك الخصوم
وإزحما بي عند اعتراك القروم
وكلاني إلى بلائي وصِدْقي
تأمنا نبوة َ الكَهَام اللئيم
يا إبن بوران ما نجوت من الوأ
د لخير لكن لشرٍ عظيم
لو تبعتَ الأُلى مضوْا من شهيد
ووئيدٍ إلى جنان النعيم
كان خيراً من البقاء لحربي
بل أبى شؤمُ جَدِّك المشؤوم
وإذا لم تحن محاين قومٍ
ت وينغلُّ في مجاري السموم
شمل الناس عدل أمك حتى
سار فيها كسير جورٍ سدوم
لو رآك الرجالُ شيئاً نفيساً
كثرت فيك هنبثات الخصوم
كيف ندعوهم لآبائهم ربي
ومنهم أمثال هذا الزنيم
تطمِث الأرضُ من مواطىء بو
بفُجورٍ ولا زناً مَكْتومِ
أفحش القذف والهجاء لبورا
رانَ طهورٌ كالرجمِ للمرجوم
كيف لا تسقط السماء على الأر
ضِ ونُرمَى من أجلها بالرجومِ
كثرت موبقات بوران حتى
ضاق عنها عفوُ الغفور الرحيم
فإذا ليم في تغاضيه عنها
قال: مِنْ شأْنِيَ اطراحُ الهموم
ويميناً لألعبنَّ بأشلائك
بين الإشواء والإصماء
وإذا سُمِّيتْ دُوَيْهِيَّة ً أحـ
ك ملهى ً وعرضة َ استهزاء
بل بسحناءِ وجهِ سهلٍ طليقٍ
وبطيبٍ من نفس سمحٍ كريم
لو أطاعت كما عصت لاستحقت
وهْو أدنى لهُ إلى التَّضريم
ليس لي من هجاء بوران الا
نقل منثورة إلى المنظوم
لوذعياً كأن مابين عطفيـ
لا ابتداعٌ والعلمُ بالتعليم
هي تفري لي الفريَّ فأحذو
حذوها كالإمام والمأموم
ما أراني أسيَّر الشعر فيها
سيرَها في سهوله والخروم
هي أهدى من القوافي وأسرَى
في دُجَى الليلِ والفلا الدَّيْموم
حملاها النهارُ والليلُ دأْبا
يُعملان الرسيمَ بعدَ الرَّسيم
ليس يُخلي منها مكاناً مكانٌ
هي شئ خصوصُه كالعموم
هي بالليل كلُّ شخصٍ تراه
ماثلاً في الظلام كالجرثوم
ناقضت مريمَ العفافَ فلمّا
قاومتها بالغى ّ والتأثيم
صَمدَتْ في الزِّنا تُناسلُ حَوَّا
ما عهدناك قطُّ إلاَّ عَزوفاً
لاتبالي من ... أمَّك جهراً
رب رزء كالمغنم المغنوم
في الذي بين ترْمَتَيْكَ وبيني
خلفٌ من وصالك المصروم
لا تخلنى قرعتُ سناً بظفرٍ
من ندام عليك أو تنديم
في سبيلِ الشيطان منك نصيبي
وعليكَ العفاء لؤمَ ابن لوم
يا ابن بوران قد أظلّكَ زجرٌ
كالدخان المذكور في حاميم
يا إبن بوران لا مفر من الله
ولا من قضائه المحتوم
صدمت مسمعيك شنع القوافي
صدمة ً غادرتك كالمأموم
ـلهُ فألقى مقالدَ التسليم
ـك فأشفي غيظي وأنفي همومي
ولعمري لقد عميت عن الرشد
ـد وقصدِ المحجَّة المستقيم
ما مضيض الكلوم معتبطات
كمضيض الكلوم فوق الكلوم
إنَّ شتْما ألمته يابنَ بورا
ن لأدهى من العذاب الأليم
غير أني أنضجت جلدَك كياً
فلعمْرِي لما أُتيتَ من الما
أنت عندي في حالة المرحوم
أن أدهى من أن ينام سليمي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
رقم القصيدة : 13145
-----------------------------------
قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
فان شكى فيه جلُّ ايمانى :
ياباطلاً أوهمْتنيه مَخايلُه
بلا دليل ولاتثبيتِ بُرهانِ
ماأنتَ إلا خيالٌ طاف طائفة
وما هجائيك إلا هجْرُ وسْنان
قد كنتُ أحسبه شيئاً فأهجوه
حتى أزاح يقيني فيه حسباني[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
رقم القصيدة : 13146
-----------------------------------
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ
خرَّ صريعاً بعد تحليقِِ
زُوّجت نُعمى لم تكن كفؤها
فصانها اللَّه بتطليق
وكلُّ نعمى غيرُ مشكورة ٍ
عن أمِّه ذاتِ البساتيق
لا قُدِّستْ نعمى تسربلتها
أرقه مدحُك لا مُجدياً[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
رقم القصيدة : 13147
-----------------------------------
عجب الناس من أبى الصقر اذ ولـ
لِيَ بعد الإجارة الديوانا
ولعمري ما ذاك أعجبُ من أَنْ
كان عِلجاً فصار من شيبانا
إن للجدَّ كيمياءً إذا ما
مسَّ كلباًأحاله إنسانا
يفعل الله مايشاء كما شا
ء متى شاء كائناً ما كانا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
رقم القصيدة : 13148
-----------------------------------
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعهِ:
لبَّيْكَ لَبَّيْكَ من داع بتَبْيِينِ
نعيْتَ من جَمَدتْ غُزْرُ العيونِ له
فلم تفض عبرة ٌ من عين محزون
ومَنْ يَقِلُّ لَهُ الدَّاعِي بمغفرة ٍ
وينشد الناسُ فيه بيت يقطين
فإن تُصبْكَ من الأَيَّام جائحة ٌ
لم نبك منك على دنيا ولا دين
يا منكراً ونكيراً أوجعاه فقد
خلوتما بقليل الخير ملعون
بعداً وسحقاً له من هالكٍ نطفٍ
مُشوَّه الخلقِ من نسل الشياطين[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يامن قسا لمّا شكو
يامن قسا لمّا شكو
رقم القصيدة : 13149
-----------------------------------
يامن قسا لمّا شكو
تُ إلى تطوّله زماني
واعتدّنى - لما رخصتُ عليه من سَقط المعاني
ضَمن التنزُّه كفَّ غر
وأرى مَكاني إذ تعا
وأصون عرضَك عن لساني
وعليك ألفُ تحية ٍ
أَوْلَى لجهلي بعدَما
لا بل سأطَّرحُ الهجا
ءَ وإن رماني من رماني
أمنَ الخلائقُ كلهم
فليأخذوا منّي أماني
حلمي أعزّ على ّ من
غضبي إذا غضبي عراني
فلأصبرنّ وأكظمنَّ
نَ وإن لظى غيظي كواني
حتى تبين أنني
ـسي إذ قلاني من قلاني
وأريدها كُلَّ الإرا
دة َ إذ أباني من اباني
مه مَنْ تعامه عن مكاني
حتى يراني الله كيـ
ف صيانتي قَدْري وشاني
ويعولُني فعِيالتي
حقٌ عليه كما براني
ولتغْذُوَنّي بالكرا
مة ِ إنه قدْماً غَذاني
وسأستعين على الفرا
قِ والصبرَ إن شوقٌ دعاني[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> من كان يبكي الشباب من جزعٍ
من كان يبكي الشباب من جزعٍ
رقم القصيدة : 13150
-----------------------------------
من كان يبكي الشباب من جزعٍ
فلستُ أبكي عليه من جزعِ
لأن وجهي بقبح صورته
مازال بي كالمشيب والصلعِ
أشبَّ ما كنتُ قط أهرمَ ما
ـتُ فسبحان خالق البدعِ
إذا أخذت المرآة سلمني
وجهي وما مُتُّ هول مطَّلعي
شعفتُ بالخرَّد الحسان وما
يصلح وجهي إلا لذي ورعِ
كي يعبدَ اللَّه في الفلاة ِ ولا
مستفعلنٌ فاعلن فعول
مستفعلنٌ فاعلنٌ فعول[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لنا صديقٌ كلا صديقٍ
لنا صديقٌ كلا صديقٍ
رقم القصيدة : 13151
-----------------------------------
لنا صديقٌ كلا صديقٍ
غثٌّ على أنه سَمِينُ
من أقبح الناس لا أُحاشِي
من كان منهم ومن يكون
إذا بدا وجهه لقومٍ
لاذت بأجفانها العيونُ
كأنه عندهم غريمٌ
حلَّتْ عليه لهم ديون
وهو على ما وصفتُ منه
متَّهمَ ودَّه ظنين[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> كان للأرض مرة ً ثقلانِ
كان للأرض مرة ً ثقلانِ
رقم القصيدة : 13152
-----------------------------------
كان للأرض مرة ً ثقلانِ
فلها اليومَ ثالثٌ بفُلانِ
اتقى غصة اسمه علم اللـ
هُ فأكنِي عن ذكره بالمعاني
يا ثقيلَ الثِّقالِ أقذيتَ عَيْني
ـني ليت اني كما أراك تراني
من يكن عانياً بحُبِّ حبيب
ففؤادي ببغضك اليوم عانى[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
رقم القصيدة : 13153
-----------------------------------
يا أبا القاسم الذي ليس يَدْرِي
أرَصاصٌ كِيانُهُ أم حديدُ
أنت عندي كماء بئرِك في الصـ
ـيفِ ثقيل يعلوه بردٌ شديد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وأخرق تضرمه نفخة
وأخرق تضرمه نفخة
رقم القصيدة : 13154
-----------------------------------
وأخرق تضرمه نفخة
سفاها وتطفئه تفْلهْ
فأخلاقه تارة وعرة
وأخلاقه تارة سهلة[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
رقم القصيدة : 13155
-----------------------------------
ولي أصدقاءٌ كثيرو السلا
م عليَّ وما فيهمُ نافعُ
إذا أنا أدلجتُ في حاجة ٍ
لها مطلبٌ نازح شاسعُ
فلا أبداً معهم وقفة ٌ
وتسليمة ٌ وقتُها ضائعُ
وفي موقف المرء عن حاجة ٍ
تيمَّمها شاغلٌ قاطِع
ترى كل غثٍّ كثير الفضو
ل مصحفهُ مصحفٌ جامع
يحدثني من أحاديثه
بما لا يلذَّ به السامع
أحاديث هنَّ كمثل الضَّريـ
ـع آكله أبداً جائعُ
أولئك لا حيُّهم مؤنِسٌ
صديقاً ولا مَيْتُهم فاجِع
غدوتُ وفي الوقت لي فسحة ٌ
أنه الدهرَ كامنُ الأدواء
إلى أن تقدَّمني التَّابع
ألا هكذا النكد البارع[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> واعلم بأن الناس من طينة ٍ
واعلم بأن الناس من طينة ٍ
رقم القصيدة : 13156
-----------------------------------
واعلم بأن الناس من طينة ٍ
يصدق في الثلب لها الثالبُ
لولا عِلاجُ الناسِ أخلاقَهُم
ما نفل الملاَّحُ والقاربُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
رقم القصيدة : 13157
-----------------------------------
ذقتُ الطعومَ فما التذذتُ كراحة ٍ
من صحبة الأشرار والأخيار
أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم
إلا لفردوسٍ لديه ونار[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
رقم القصيدة : 13158
-----------------------------------
إذا ما كساك الله سربالَ صحة ٍ
ولم تخلُ من قوتٍ يَحِلُّ ويَعذبُ
فلا تَغْبِطنَّ المترفين فإنهم
على حسب ما يكسوهُم الدهرُ يَسلب[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
رقم القصيدة : 13159
-----------------------------------
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
رقم القصيدة : 13160
-----------------------------------
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ
كافأ النعمى باخلاص الوداد
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد
فلقد نَوَّل نيلاً من فؤاد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أر شيئاً صادقاً نفعه
لم أر شيئاً صادقاً نفعه
رقم القصيدة : 13161
-----------------------------------
لم أر شيئاً صادقاً نفعه
للمرء كالدرهم والسيْفِ
يقضى له الدرهمُ حاجاتِه
والسيفُ يحميه من الحيْفِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
رقم القصيدة : 13162
-----------------------------------
وليسَ بشريرٍ ضليعٌ بحُجَّة ٍ
رمى باطلاً بالحق حين يخاصمُ
ولاواسمٌ عرضَ امرئٍ كان نالَه
بسوء وإنْ لامتْهُ فيه اللوائمُ
ولله في حاوي يديه وأرضِهِ
لفضلٌ ولكن للرجال شكائم
ولكنما الشريرُ مَنْ عمَّ شرُّهُ
وسُولم بدءا فأتلى لا يسالم
وعاذ باذعانٍ له وتوددٍ
أخوه فلم تنفعه تلك التمائم
وكافأ إحساناً بسوءٍ ولم يَزَلْ
يُراجِمُ بالمكروه من لا يراجم[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
رقم القصيدة : 13163
-----------------------------------
لاَنتقامُ المظلوم أربى على الظا
لمِ من ظُلمه على المظلومِ
صاحبُ الظلم إن تأملتَ كالرا
تع في المرتع الوبيل الوخيم
يجتلي أمرَه فيعلم أنه قد
ليلَ الكرى بليل السليم
فهو مِن لوم نفسه حين يخلو
في غرام وفي عذاب أليم
قد أمرَّت حياتَه وشَجَتْه
وأخو الإنتقام ناعمُ بالٍ
لو تجافى الخصيمُ عنه وأغضى
لكفاهُ بنفسه من خصيم[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
رقم القصيدة : 13164
-----------------------------------
لا تكثرنّ ملامة َ العشاقِ
فكفاهمُ بالوجد والأشواق
إن البلاء يطاق غيرَ مضاعفٍ
فإذا تضاعف كان غير مُطاقِ
لاتُطفئن جوى ً بلومٍ إنه
كالريحِ تُغرِي النارَ بالإِحراق[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
رقم القصيدة : 13165
-----------------------------------
أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ
كفى شجواً لنفسي رزء نفسي
أَتهلعُ وحشة ً لفراقِ إلفٍ
وقد وطنتُها لحلول رَمْس؟[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
رقم القصيدة : 13166
-----------------------------------
أرى الصبر محموداً وفيه مذاهبٌ
فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ؟
هناك يحق الصبرُ والصبر واجب
وما كان منه كالضرورة أوجبُ
هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
مكارِهُ دهرٍ ليس منهن مَهْربُ
لَبوسُ جمالٍ جُنّة من شماتة ٍ
شفاءُ أسى ً يُثنى َ به ويثوَّب[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
رقم القصيدة : 13167
-----------------------------------
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
في ميادينِ باطِلي إذ تولّى
إنْ مَنْ ساءه الزمان بشيء
لأحق امرىء ٍ بأن يتسلى[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
رقم القصيدة : 13168
-----------------------------------
إذا اختطّ قومٌ خِطة لمدينة ٍ
تقاضّتهُمُ أضعافها للمقابر
وفي ذاك ما ينهاهُمُ أن يشيّدوا
وأن يقتنوا إلا كزاد المسافر[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
رقم القصيدة : 13169
-----------------------------------
وما قَتلُ بعض الحى ّ بعضاُ بناهكٍ
قُواهُ إذا ما جاء حيٌّ يحاربُهْ
وما لطمُ بعضِ الموجِ في البحرِ بعضَهُ
بمانِعهِ تغريقَ من هو راكبُهْ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
رقم القصيدة : 13170
-----------------------------------
قلتُ لمن قال لي عرضتُ على
ـأخْفش ماقلته فماحَمدَهْ
قَصَّرْتَ بالشعر حين تعرضه
على مبين العمى إذا أنتقده
ماقال شعراً ولا رواه، فلا
ثعلبه كان لا ولا أسده
فإن يقلْ أنني رويتُ فكا
فْتَر جهلاً بكل ما اعتقدَهْ
أرُمْتَ زيني بأن تُعرِّضَني
لمدحه فالذليل من عَضَدَهْ
أم رمت شَيْني بأن تعرضني
لثلبه فالسَّليم من قصدَه
أنشدتَه منطقي ليشهده
فغاب عنه عَمى ً وما شهدَهْ
تالله ما يأمر السداد بأن
حُرَّ الكلام بجيشٍ غير ذي لجب
وقال قولاً بغير معرفة ٍ
أفكاً- فما حل أفكُه عُقَدَه
ما إن تزال تراه لابساً حللاً
شعري شعر إذا تأمله الإنـ
ـسان ذو الفهم والحجى عَبَده
شعر يغير عليه باسلاً بطلاً
وينشد الناسَ إياه على رَقب
لكنه ليس منطقاً بعث الـ
ـله به آية ً لمن جحدَهْ
يقول مستمعوه الجاهلون به:
ولا أنا المفهِم البهائم والـ
ـطَّيْرَ سليمانُ قاهر المردَهْ
مابلغتْ بي الخطوب رتبة ً من
تفهم عنه الكلاب والقرده
وحسب قردٍ أراه يحسدني
أن يُسْكنَ اللَّهُ قلبَه حسدَهْ
لاخفَّفَ اللَّهُ عنه من حسدي
وزاده اللَّه فوقه كمدَهْ
ولاتزل صورتي إذا طلعت
لناظريه قذاه بل رمدَهْ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
رقم القصيدة : 13171
-----------------------------------
في النّاسِ ذو حِلمٍ يُسَفّهُ نَفسَهُ
كيما يهاب وجاهل يتحلم
وكِلاهُما تَعِبٌ، يحاربُ شيمَة ً[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> عدوك من صديقك مستفاد
عدوك من صديقك مستفاد
رقم القصيدة : 13172
-----------------------------------
عدوك من صديقك مستفاد
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ
يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس حمد الجفون فى مريها النـ
ليس حمد الجفون فى مريها النـ
رقم القصيدة : 13173
-----------------------------------
ليس حمد الجفون فى مريها النـ
ـوم ولا نفيها إذى الأقذاء
إنما حمدها إذا هى حالت
بين طرف العيون والبغضاء[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
رقم القصيدة : 13174
-----------------------------------
حَرِّكْ مُنَاكَ إذا هَمَمْـ
تَ فإنَّهن مَرَاوِحُ
لا تَيْأَسَنَّ فإنَّ رزْ
ق الله غادر رائح[/font]
[font=&quot]ديوالعصر العباسي >> ابن الرومي >> ويح القوافي ما لها سفسفتْ
ويح القوافي ما لها سفسفتْ
رقم القصيدة : 13175
-----------------------------------
ويح القوافي ما لها سفسفتْ
حظى كأنى كنتُ سفسفتُها
ألمْ تكُن هوجاً فسدَّدْتُها
كانتْ أمامي ثم خلَّفْتُهَا
ففرحَة ُ الموهوب أعدِمتُها
وليس عن طير تَعَيَّفْتُهَا
ما أحْسَنَتْ إن كنتُ حَسَّنْتُهَا
ما ظَرَّفَتْ إن كنت ظرَّفْتُهَا
خابت رِكابي منذ أوجفتُهَا
شكراً لأنِّي كنتُ أرهَفْتُهَا
فَرقّقَتْهُ حين رقّقتها
جَوَّدتُها فيه وزيَّفتها
وناكدَ الجَدُّ فمنّيتُها
حتى كأني كنتُ كثّفتها
أحلِفُ باللَّه لقد أصْبحتْ
في الرزق آفتْنى وما إفْتُها
لمْ أُشْكِهَا قطّ بِتَقْصِيرَة ٍ
فيها ولا من حَيفة ٍ حفتها
حرمتُ فى سنّى ً وفى ميعتى
قراى من دنيا تضيفتها
لهفى على الدنيا وهل لهفة ٌ
تنصف منها إن تلهفتها
أجهلتها إذ هي موفورة ٌ
فيها، ومن أَفٍّ تأففتها
سَلَّيْتُ نفسي بأفاعِيله
فيها ولا حال تردّفتها[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )
رقم القصيدة : 13176
-----------------------------------
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ
يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها
كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ
تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي
وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً
تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي
سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ
أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها
عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره،
بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها
على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها
سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت
وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي
حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي،
بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا
حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً
على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما
كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ،
وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كأنَّ كِناسَي ضالة يكنُفانها
وأَطْر قِسِيٍّ تحت صلب مؤيّدِ
فلو كان مَولايَ امرأً هو غيرَهُ
تَمُرّ بِسَلْمَيْ دالجٍ مُتَشَدّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها
لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا
بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ
لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ
لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها
مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به
كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما
وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ
كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما
كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى
لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما،
كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ،
كمِرداة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ
مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها
وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي
ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ
مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني
عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ،
وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس
تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً
ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني
وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
متى تأتني أصبحتَ كأساً روية ً
وإنْ كنتَ عنها ذا غِنًى فاغنَ وازْدَد
وانْ يلتقِِ الحيُّ الجميع تلاقيني
إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
نداماي بيضٌ كالنجوم وقينة ٌ
تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ ومَجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ منها، رقيقَة ٌ
بِجَسّ النّدامى ، بَضّة ُ المُتجرَّدِ
إذا نحنُ قُلنا: أسمِعِينا انبرَتْ لنا
على رِسلها مطروفة ً لم تشدَّد
إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها
تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَعٍ رَدي
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي
وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها،
وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني،
ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد
ألا أيُّهذا الزاجري أحضرَ الوغى
وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟
فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي
فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي
ولولا ثلاثٌ هُنّ مِنْ عِيشة ِ الفتى ،
وجدِّكَ لم أحفل متى قامُ عوَّدي
فمِنهُنّ سَبْقي العاذِلاتِ بشَرْبَة ٍ
كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تُزبِد
وكَرّي، إذا نادى المُضافُ، مُحَنَّباً
كسيد الغضا نبّهته المتورِّد
وتقْصيرُ يوم الدَّجن والدَّجنُ مُعجِبٌ
ببهكنة ٍ تحت الخباء المعَّمد
كأنّ البُرينَ والدّمالِيجَ عُلّقَتْ
على عُشَرٍ، أو خِروَعٍ لم يُخَضَّد
كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ،
ستعلم ان مُتنا غداً أيُّنا الصدي
أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ،
كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَة ِ مُفسِدِ
تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ، عَلَيهِما
صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي
عقيلة مال الفاحش المتشدِّد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة ٍ
وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ
لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى
لَكالطِّوَلِ المُرخى وثِنياهُ باليَدِ
فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكاً
فإنْ مُتُّ فانْعِيني بما أنا أهْلُهُ،
وأيأسني من كلِّ خيرٍ طلبتُه
كأنّا وضعناه إلى رمس مُلحَد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني
نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
على غير شئٍ قلتهُ غير أنني
نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد
وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد
وِإن أُدْعَ للجلَّى أكن من حُماتها
وإنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإن يَقذِفوا بالقَذع عِرْضَك أسقِهمْ
بشرْبِ حياض الموت قبل التهدُّد
بلا حَدَثٍ أحْدَثْتُهُ، وكَمُحْدِثٍ
هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
فلو كان مولاي امرءاً هو غيره
لَفَرّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنّ مولاي امرؤٌ هو خانفي
على الشكرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفتَد
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً
على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
فذرني وخُلْقي انني لكَ شاكرٌ
ولو حلّ بيتي نائياًعندَ ضرغد
فلو شاءَ رَبي كنتُ قَيْسَ بنَ خالِدٍ،
ولو شاءَ ربي كنتُ عَمْرَو بنَ مَرثَد
فأصبحتُ ذا مال كثيرٍ وزارني
بنونَ كرامٌ سادة ٌ لمسوّد
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ
خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحي بِطانَة ً
لعضْبٍ رقيق الشَّفرتين مهنَّد
حُسامٍ، إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً به
كَفَى العَودَ منه البدءُ، ليسَ بمِعضَد
أخي ثقة لا ينثَني عن ضريبة
إذا قيلَ:"مهلاً"قال حاجزه:"قَدي"
إذا ابتدرَ القومُ السلاح وجدتني
مَنِيعاً، إذا بَلّتْ بقائِمِهِ يدي
وبرْكٍ هُجود قد أثارت مخافتي
نواديها أمشي بعضب مجرَّد
عقيلة شيخ كالوبيل يَلنْدد
يقولُ، وقد تَرّ الوَظِيفُ وساقُها:
ألَسْتَ ترى أنْ قد أتَيْتَ بمُؤيِد؟
وقال:ألا ماذا ترون بشارب
شديدٍ علينا بَغْيُهُ، مُتَعَمِّدِ؟
وقالَ: ذَرُوهُ إنما نَفْعُها لهُ،
وإلاّ تَكُفّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظلَّ الإماء يمتللْن حوارَها
ويُسْعَى علينا بالسّدِيفِ المُسَرْهَدِ
فان مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ
وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة َ معْبد
ولا تَجْعَلِيني كامرىء ٍ ليسَ هَمُّهُ
كهمّي ولا يُغني غنائي ومشهدي
بطيءٍ عنِ الجُلّى ، سريعٍ إلى الخَنى ،
ذلول بأجماع الرجال ملهَّد
فلو كُنْتُ وَغْلاً في الرّجالِ لَضَرّني
عداوة ُ ذي الأصحاب والمتوحِّد
ولكِنْ نَفى عنّي الرّجالَ جَراءتي
عليهِم وإقدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ
نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد
ويومَ حبستُ النفس عند عراكه
حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد
على مَوطِنٍ يخْشى الفتى عندَهُ الرّدى ،
متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائِصُ تُرْعَد
وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حواره
على النار واستودعتهُ كفَّ مجمد
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد
ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
رقم القصيدة : 13177
-----------------------------------
ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ،
صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َ غُيّبُ
قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ،
حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ
والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ:
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ
قد يُوردُ الظُّلمُ المبَيِّنُ آجناً
مِلْحاً، يُخالَطُ بالذعافِ، ويُقشَبُ
وقِرافُ منْ لا يستفيقُ دعارة ً
يُعدي كما يُعدي الصّحيحَ الأجْربُ
والإثُم داءٌ ليسَ يُرجى بُرؤُهُ
والبُّر بُرءٌ ليسَ فيه مَعْطَبُ
والصّدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ
ولَقد بدا لي أَنَّه سيَغُولُني
ما غالَ"عاداً"والقُرونَ فاشعبَوا
أدُّوا الحُقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إِنّ الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
رقم القصيدة : 13178
-----------------------------------
فَكيفَ يُرجّي المرءُ دَهراً مُخلَّداً،
وأعمالُهُ عمّا قليلٍ تُحاسبُهْ
ألم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعتْ
عليه النّسورُ، ثمّ غابتْ كواكبه؟
وللصعبِ أسبابٌ نجلُّ خطوبها،
أقامَ زماناً، ثمّ بانتْ مطالبهُ
إذا الصعبُ ذو القرنينِ أرخى لواءهُ
إلى مالكٍ ساماهُ، قامت نوادبه؟
يسيرُ بوجهِ الحتفِ والعيشُ جمعهُ
وتَمضي على وَجْهِ البِلادِ كَتائِبُه[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
رقم القصيدة : 13179
-----------------------------------
ولَقد شَهِدتُ الخيلَ وَهيَ مُغيرة ٌ
ولَقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبِلاتِ
ربلاتِ جودٍ تحتَ قدٍّ بارعٍ
حلوِ الشمائلِ خيرة ِ الهلكاتِ
رَبِلاتِ خيلٍ ما تزالُ مغيرة ً
يُقطِرنَ من علقٍ على الثُّنَّاتِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
رقم القصيدة : 13180
-----------------------------------
أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا
لِسَوْءة ٍ، حلّتْ بهمْ، فادحَهْ
كلُّ خليلٍ كنتُ خاللتُهُ
لا تركَ اللَّهُ له واضِحهْ
كلُّهُمُ اروَغُ من ثعلبٍ
ما أشبهَ اللّيْلَة َ بالبارحَهْ[/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
رقم القصيدة : 13181
-----------------------------------
مَن عائِدي اللَّيلَة َ أم مَن نَصيحْ
بِتُّ بِنَصْبٍ، فَفُؤادي قَريحْ
في سلفٍ أرعنَ مُنفجرٍ
يُقدِمُ أُولى ظُعُنٍ، كالطُّلوحْ
عالَينَ رَقماً، فاخراً لَونُهُ،
منْ عَبْقَرِيٍّ، كَنَجيعِ الذّبيح
وَجامِلٍ، خَوّعَ، من نِيبِهِ،
زجرُ المعلَّى أُصُلاً والسّفيح
موضوعُها زَولٌ ومرفوعُها
كمرِّ صوبٍ لَجِبٍ وسْطَ ريح[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
رقم القصيدة : 13182
-----------------------------------
أمّا الُملوكُ فأنتُ اليومَ ألأمُهُم
لؤماً وأبيضُهُمْ سِربالَ طَبّاخِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
رقم القصيدة : 13183
-----------------------------------
خَليليّ! لا واللَّهِ ما القَلبُ سالمٌ،
وإنْ ظهرَتْ منّي شمائلُ صاحِ
والاَّ فما بالي ولم أشهَد الوغى
أبِيتُ كأنّي مُثقَلٌ بِجِرَاحِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
رقم القصيدة : 13184
-----------------------------------
ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
قبلَ هذا الجيلِ من عهدٍ أبدْ
وَضِبابٍ، سَفَرَ الماءُ بها
غَرِقَتْ أولاجُها غَيرَ السُّدَدْ
فَهْيَ مَوتى ، لَعِبَ الماءُ بها،
في غُثاءٍ، ساقَهُ السّيلُ، عُدَد
قد تبطنْتُ بطرفٍ هيكلٍ
غيرِ مرباءٍ ولا جأبٍ مُكدّ
قَائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفُوا،
غيرَ أنكاسٍ ولا وغلٍ رفدْ
نبلاءِ السّعيِ من جرثومة ٍ
تتركُ الدّنيا وتنمي للبعدْ
يزعونَ الجهلَ في مجلسِهِمْ
وهمُ أنصارُ ذي الحلمِ الصَّمَد
حبُسٌ في المحلِ حتى يفسِحوا
لابتِغاءِ المجدِ، أو تَركِ الفَنَد
سُمَحاءُ الفَقرِ، أجوادُ الغِنى ،
سادة ُ الشِّيبِ، مَخارِيقُ المُرُد[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
رقم القصيدة : 13185
-----------------------------------
إذا شَاءَ يوْماً قادَهُ بِزِمَامِهِ،
ومنْ يكُ في حبلِ المنيّة ِ ينقدِ
إذا أنْتَ لم تَنفَعْ بوِدّكَ قُرْبَة ً،
ولم تنْكِ بالبؤْسَى عدوَّكَ فابعدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ
وإنْ كان في الدنْيا عزيزاً بمقعَدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَهُ
ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التَّلَدُّد
لَعَمْرُكَ! ما الأيامُ إلاّ مُعارَة ٌ،
فما اسطعْتَ من معروفِها فتزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه،
فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
رقم القصيدة : 13186
-----------------------------------
الخيرُ خيرٌ وإنْ طالَ الزّمانُ به
والشّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
رقم القصيدة : 13187
-----------------------------------
يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ
خلالكِ الجوّ فبيضي واصفِري
قد رُفِعَ الفَخُّ، فماذا تَحْذَري؟
ونقّري ما شِئتِ أن تُنقّري
قد ذَهَبَ الصّيّادُ عنكِ، فابشِري،
لا بدّ يوماً أن تُصادي فاصبري[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
رقم القصيدة : 13188
-----------------------------------
أعَمرَ بنَ هندٍ ما ترى رأيَ صَرمة ٍ
لها سَبَبُ تَرعى به الماءَ والشّجَرْ؟
وكان لها جارانِ، قابوسُ منهُما
وعمروٌ ولم أستَرعها الشمسَ والقمرْ
رَأيتُ القَوافي يَتّلِجْنَ مَوالِجاً،
تَضَيَّقُ عنها أنْ تَوَلَّجَها الإبَرْ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
رقم القصيدة : 13189
-----------------------------------
فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو،
رغوثاً حولَ قبّتِنَا تخورُ
مِنَ الزَّمِرَاتِ، أسْبَلَ قادِماها،
وضَرّتُها مُرَكَّنَة ٌ دَرُورُ
يُشارِكُنا لنا رَخِلانِ فيها،
وتعلوها الكباشُ فما تنورُ
لعمركَ إنَّ قابوسَ بنَ هندٍ
لَيَخْلِطُ مُلْكَهُ نُوكٌ كثيرُ
قسمتَ الدّهرَ في زمنٍ رخيٍّ
كذاكَ الحُكْمُ يَقْصِدُ أوْ يَجورُ
لنا يومٌ وللكروانِ يومٌ
تَطِيرُ البائِساتُ ولا نَطِيرُ
فأمّا يَوْمُهُنّ، فيَوْمُ نَحْسٍ،
تُطَارِدُهُنّ بالحَدَبِ الصّقُورُ
وأمَّا يومُنا فنظلُّ ركباً
وُقوفاً، ما نَحُلُّ وما نَسِيرُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
رقم القصيدة : 13190
-----------------------------------
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً
لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما
عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ
طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا
آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ،
في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
تَخْلِسُ الطَّرْفَ بعَيْنَيْ بَرغَزٍ،
وبخدَّي رشإٍ آدمَ غرّ
ولها كَشحَا مهاة ٍٍ مُطفلٍ
تَقْتَري، بالرّمْلِ، أفْنانَ الزّهَرْ
وعلى المَتْنَينِ مِنها واردٌ،
حَسَنُ النَّبْتِ، أثيتٌ، مُسبَطِرّ
جابَة ُ المِدرى ، لها ذُو جُدّة ٍ،
تَنْفُضُ الضّالَ وأفنانَ السَّمُرْ
بَينَ أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ،
مُخرِفٌ تحنو لِرَخصِ الظِّلفِ حُرّ
تحسبُ الطَّرفَ عليها نجدة ٌ
يا لَقَوْمي للشّبابِ المُسبَكِرّ!
حيثُ ما قاظُوا بنجدٍ وشتوْا
حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنْيَيْ وُقُرْ
فَلَهُ منها، على أحيانها،
صفوَة ُ الرّاحِ بملذوذٍ خصرْ
إنْ تنوِّلْهُ فقدْ تمنعُهُ
وتريهِ النجمَ يجري بالظُّهُر
ظلّ في عسكرة ٍ من حبّهَا
ونأتْ، شَحطَ مَزارِ المُدّكِر
فَلئِنْ شَطّتْ نَواهَا، مَرّة ً
لعلى عهدِ حبيبٍ معتكرْ
بادِنٌ، تَجلُو، إذا ما ابْتَسَمَتْ،
عَن شَتِيتٍ، كأقاحِ الرّمْلِ، غُرّ
بدّلتهُ الشّمسُ من منبتِهِ
برداً أبيضَ مصقولَ الأُشُرْ
وإذا تضحكُ تُبدي حبباً
كرضابٍ المسكِ بالماءِ الخصِرْ
صادَفَتْهُ حَرجَفٌ في تَلعَة ٍ،
فَسَجَا وَسطَ بَلاطٍ مُسبَطِرّ
وإذا قامَتْ تَداعَى قاصِفٌ،
مالَ مِنْ أعلى كثيبٍ مُنقَعِرْ
تطردُ القرَّ بحرٍّ صادقٍ
وعكيكَ القيظ إن جاءَ بقُرّ
لا تلُمْني!إنّها من نسوة ٍ
رُقَّدِ الصّيْفِ، مَقالِيتٍ، نُزُرْ
كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأدنَ، كما
أنْبَتَ الصّيْفُ عَساليجَ الخُضَر
فَجَعوني، يوْمَ زمّوا عِيرَهُمْ،
برخيمِ الصَّوْتِ ملثومٍ عطِرْ
وإذا تَلْسُنُني ألسُنُهَا،
أنّني لستُ بموهونٍ فقِرْ
لا كبيٌر دالفٌ منْ هرمٍ
أرهبُ الليلَ ولا كَلَّ الظُّفُر
وبلادٍ زعلٍ ظلمانُها
كالمخاضِ الجربِ في اليومِ الخدِر
قد تبطنْتُ وتحتي جسرة ٌ
تَتّقي الأرضَ بمَلثومٍ مَعِرْ
فتَرى المَروَ، إذا ما هَجّرَتْ،
عن يدَيها، كالفَراشِ المُشفَتِرْ
ذاكَ عَصْرٌ، وعَداني أنّني
نابني العامَ خطوبٌ غيُر سرّ
منْ أمورٍ حدثَتْ أمثالُها
تَبتَري عُودَ القَويّ، المُستَمِرّ
وتَشَكّى النّفْسُ ما صابَ بها،
فاصبري إنَّك من قومٍ صُبُرْ
إنْ نصادفْ منفساًلاتلفنا
فُرُحَ الخيرِ ولا نكبو لضُرّ
أسدُ غابٍ فإذا ما فزعوا
غيرُ أنكاسٍ ولا هوجٍ هُذرْ
وليَ الأصلُ الذي في مثلِهِ
يصلحُ الآبرُ زرعَ المؤتبِرْ
طيِّبو الباءة ِ سهلٌ ولهُمْ
سبلٌ إنْ شئْتَ في وحشٍ وعرْ
وهمُ ما همْ إذا ما لبسُوا
نَسْجَ داوُدَ لِبأسٍ مُحتَضِرْ
وتَساقَى القَوْمُ كأساً مُرّة ً،
وعلا الخيلَ دماءٌ كالشَّقِر
ثمّ زادوا أنّهُمْ، في قوْمِهِمْ،
غُفُرٌ ذنَبهُمُ غيرُ فُخُرْ
لا تعزُّ الخمرُ إن طافوا بها
بِسِباءِ الشّوْلِ، والكُومِ البُكُرْ
فإذا ما شربوها وانتعشوا
وهبوا كلَّ أمونٍ وطِمِرْ
ثمّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بهِمْ،
يُلحِفونَ الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ
ورثوا السؤْدُدَ عن آبائِهِمْ
ثمّ سَادُوا سُؤدُداً، غَيرَ زَمِرْ
نحنُ في المَشتاة ِ ندعوا الجَفَلى ،
لا ترى الآدِبَ فينَا ينتقِرْ
حينَ قالَ النّاسُ في مجلسِهِمْ:
أقُتارٌ ذاكَ أمْ ريحٌ قُطُرْ
بجِفانٍ، تَعْتَري ناديَنا،
منْ سديفٍ حيَن هاجَ الصِّنَّبِرْ
كالجَوابي، لا تَني مُتْرَعَة ً
لقِرَى الأضيافِ أو للمتحضِر
ثمّ لا يحُزُن فينا لحمُها
إنّما يحزنُ لحمُ المدّخِرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا
آفة ُ الجزرِ مساميحٌ يُسُرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا
واضحُوا الأوجُهِ في الأزمة ِ غُرّ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنا
فاضِلُوا الرّأي، وفي الرّوعِ وُقُر
ولَقَد تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا
صادقو البأسِ وفي المَحفِلِ غُرّ
يَكشِفونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرّهمْ،
ويُبِرّون على الآبي المُبِرّ
فُضُلٌ أحْلامُهُمْ عَنْ جَارِهِمْ،
رُحُب الأذرُعِ بالخيرِ أمرْ
ذُلُقٌ في غارَة ٍ مَسْفُوحَة ٍ،
ولدى البأسِ حماة ٌ ما نفرّ
نمسكُ الخيلَ على مكروهِها
حينَ لا يمسكهَا إلا الصُّبُرْ
حينَ نادى الحيُّ لمّا فزعوا
ودعا الدّاعي وقد لجّ الذُّعُرْ
أيْهَا الفِتْيَانُ في مجْلِسِنَا،
جرِّدوا منْها وِارداً وشُقُر
أعوجِيّاتٍ، طِوالاً، شُزَّباً،
دُوخِلَ الصّنْعَة ُ فيها والضُّمُر
مِن يَعابِيبَ ذُكورٍ، وُقُحٍ،
وهِضَبّاتٍ، إذا ابتَلّ العُذُرْ
جافلاتٍ فوقَ عوجٍ عجلٍ
ركّبَتْ فيها ملاطيسُ سُمُرْ
وَأنَافتْ بِهَوَادٍ تُلُعٍ،
كَجُذُوعٍ شُذّبَتْ عنها القِشَرْ
عَلَتِ الأيْدي بأجْوازٍ لهَا
رُحُبَ الأجوافِ ما إنْ تنبهرْ
فهي تَردي، فإذا ما ألهَبَتْ
طارَ من إِحمائِهَا شدُّ الأزُرْ
كائراتٍ وتراها تنتحِي
مسلحبّاتٍ إذا جدّ الحضُرْ
ذُلُقُ الغارَة ِ، في إفْزَاعِهِمْ،
كرعالِ الطَّيرِ أسراباًُتمرّ
نذرُ الأبطالَ صرعى بينها
ما يني منهُمْ كميُّ منعفِرْ
فَفِداءٌ، لِبَني قَيْسٍ، على
ما أصَابَ النّاسَ من سُرٍّ وضُرّ
خالَتي والنّفْسُ، قِدْماً، أنهم
نَعِمَ السّاعونَ في القَوْمِ الشُّطُرْ
وهمُ أيسارُ لقمانٍ إذا
أغلَتِ الشّتْوَة ُ أبداءَ الجُزُرْ
لا يلحُّونَ على غارمِهِمْ
وعلى الأيْسارِ تَيْسِيرُ العَسِرْ
كنْتُ فِيكُمْ كالمُغطّي رأسَهُ
فانجَلى اليَوْمَ قِناعي وَخُمُرْ
وَلَقَد كنتُ، عليكُمْ، عاتِباً،
فَعَقَبْتُمْ بِذَنُوبٍ غَيرِ مُرّ
سادِراً، أحسَبُ غيّي رَشَداً،
فتناهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرُ[/font]
[font=&quot] [/font]​
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
رقم القصيدة : 13191
-----------------------------------
مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ
كثيرٍ ولا يُعْطونَ في حادِثٍ بَكْرا
همُ حرملٌ أعيَا على كلّ آكلٍ
مُبِيرٌ، ولو أمْسى سَوَامُهُمُ دَثْرَا
جمادٌ بها السباس ترهصُ معزُهَا
بناتِ الّلبونِ والسَّلاقمة َ الحُمرا
فما ذنبُنا في أنْ أداءَتْ خُصَاكُمُ،
وأن كنتُمُ في قومكمُ معشراً أدرَا
اذا جلسُوا خيّلتَ تحتَ ثيابِهِمْ
خرانقَ توفي بالضَّغيبِ لها نَذرا
أبا كَرِبٍ! أبْلِغْ لَدَيْكَ رِسالَتي
أبا جابِرٍ عَني، ولا تَدَعَنْ عَمْرا
هُمُ سَوّدوا رَهْواً تَزَوّدَ في اسْتِهِ،
منَ الماءِ خالَ الطَّيرَ واردة ً عشرا[/font]
[font=&quot] [/font]​
 
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
رقم القصيدة : 13192
-----------------------------------
إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
أزِمَ الشّتَاءُ ودوخِلَتْ حُجَرُهْ
يوماً ودونيتِ البيوتُ له
فثنى قبيلَ ربيعِهمْ قررهْ
رَفَعُوا المَنِيحَ، وكانَ رِزْقَهُمُ
في المنقياتِ يقيمُهُ يسرُهْ
شَرْطاً قَويماً ليس يَحْبِسُهُ،
لمّا تَتَابَعَ وِجْهَة ً، عُسُرُه
تَلقى الجِفانَ بكُلّ صادِقَة ٍ،
ثُمّتْ تُرَدَّدُ بَيْنهُمْ حِيَرُهْ
وترى الجفانَ لدى مجالسِنا
متحيَّراتٍ بينهم سؤُرهْ
فكأنَّها عقْرى لدى قُلبٍ
بصفرُّ منْ اغرابِها صقرُه
إنَّا لنعلمُ أن سيدركُنَا
غَيْثٌ يُصِيبُ سَوامَنا مَطَرُه
وإذا المغيرة ُ للهياجِ غدتْ
بسُعارِ موتٍ، ظاهِرٍ ذُعُرُه
ولّوا وأعطَونا الذي سئلُوا
من بعدِ موتٍ ساقطٍ أزرُهُ
إنَّا لنكسوهُمْ وإنْ كرهُوا
ضرْباً، يَطيرُ، خِلالَهُ، شرَرُه
والمَجْدُ نَنْمِيه ونُتْلِدُه،
والحمدُ في الاكفاءِ ندَّخرُه
نَعْفو، كما تَعْفو الجِيادُ، على
العلَّاتِ والمخذولُ لانذرُه
إِنْ غابَ عنهُ الأَقربونَ ولم
يصبحْ بريقِّ مائهِ شجرُه
إنّ التّباليَ في الحياة ، ولا
يُغْني نَوائِبَ ماجِدٍ عُذَرُه
كلُّ امرئ فبماالمَّ به
يَوْماً، يَبِينُ منَ الغِنى فُقُرُه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
رقم القصيدة : 13193
-----------------------------------
خالطِ النَّاسَ بخلق واسعٍ
لا تكُنْ كلباً، على الناس، تَهِرّ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
رقم القصيدة : 13194
-----------------------------------
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا
فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى
فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّهُ،
فإنَّ الوثيقة َ في نصِّهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ،
حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ،
فإن الوثيقة َ في نصهِ
ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ
حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ،
وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً
ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ
لبِسْتُ اللّيالي، فأفْنَيْنَني،
وسربلَني الدهرُ في قُمصهِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
رقم القصيدة : 13195
-----------------------------------
أبا منذرٍ كانتْ غروراً صحِيفتي
ولم أُعطِكمْ بالطوْعِ مالي ولا عِرْضي
أبا منذرٍ أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا
حنانَيْكَ! بعضُ الشرّ أهوَن من بعضِ
فأقسمْتُ عند النُّصبِ: إني لهالكٌ
بمُلتَفّة ٍ، ليست بغَبْطٍ ولا خَفضِ
خُذوا حِذرَكمْ أهلَ المُشَقَّرِ والصّفا،
عبيدَ اسْبذٍ والقرْض يُجزى من القرض
ستَصْبَحُك الغَلْباءُ تَغْلِبُ، غارة ً،
هنالكَ لا يُنجيك عرضٌ من العرضِ
وتُلبسُ قوماً بالمشقَّرِ والصَّفا
شآبيبَ موتٍ تستهلُّ ولاتُغضي
تَمِيلُ على العَبْديّ في جوّ دارِهِ
وعوفَ بنَ سعدٍ تخترِمه عن المحضِ
هُما أورداني الموت عمْداً وجَرّدا
على الغَدرِ خَيلاً ما تَمَلّ من الركض[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
رقم القصيدة : 13196
-----------------------------------
وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
سماحيقُ ثَرْبٍ وهي حمراء حَرجَفُ
وجاءتْ بصرّادٍ كأنّ صقيعهُ
خلالَ البيوتِ والمنازلِ كرسفُ
وجاءَ قَريعُ الشّوْلِ يَرقصُ قبلَهَا،
إلى الدّفءِ، والرّاعي لها مُتحرِّفُ
نَرُدّ العِشارَ، المُنْقِياتِ شَظِيُّها،
الى الحيّ حتى يمرعَ المتصيَّفُ
تَبِيتُ إمَاءُ الحيّ تَطْهى قُدورَنا،
ويأْوي إِلينا الأشعثُ المتجرِّفُ
ونحنُ، إذا ما الخيْلُ زَايَلَ بَيْنَها،
من الطّعنِ، نشّاجٌ مُخِلٌّ ومُزْعِفُ
وجالتْ عَذارى الحيّ شتّى ، كأنّها
تَوالي صُوارٍ، والأسِنّة ُ تَرْعَفُ
ولم يَحْمِ أهلَ الحيّ، إلاّ ابنُ حُرّة ٍ،
وعَمَّ الدّعاءَ المُرْهَقُ المُتلهِّفُ
ففئْنا غداة َ الغبّ كلَّ نقيذة ٍ
ومنَّا الكميُّ الصَّابرُ المتعرِّسُ
وكارِهَة ٍ، قد طَلّقَتْها رِماحُنا،
وأنْقَذْنَها، والعَينُ بالماءِ تَذرِفُ
تَرُدّ النّحِيبَ في حَيازيمِ غُصّة ٍ،
على بطلٍ غادرنَهُ وهوَ مزعفُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
رقم القصيدة : 13197
-----------------------------------
ولاأغيرُ على الاشعارِ أسرقُها
عنها غَنِيتُ، وشرُّ الناسِ مَن سرَقا
وإنَّ أحسنَ بيتٍ أنتَ قائلُهُ
بَيْتٌ يُقالُ، إذا إنْشَدتَهُ، صَدَقا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني
ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني
رقم القصيدة : 13198
-----------------------------------
ونفسكَ فانعَ ولاتنعَني
وداوِ الكُلومَ، ولا تُبرِقِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
رقم القصيدة : 13199
-----------------------------------
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
وعُوجي علَينا مِن صُدورِ جِمالِكِ
قفي لا يكنْ هذا تعلّة َ وصلِنا
لِبَينٍ، ولا ذا حَظّنا من نَوالِكِ
أخبّركِ أنّ الحيّ فرقَ بينَهم
نوَى غربة ٍ ضرَّارة ٍ لي كذلكِ
ولمْ يُنْسِني ما قدْ لَقِيتُ، وشفّني،
منَ الوجدِ أنّي غيرُ ناسٍ لقاءكِ
وما دونَهَا إلاثلاتٌ مآوبٌ
قُدرنَ لعيسٍ مسنفاتِ الحواركِ
ولاغروَ إلاجارَتي وسؤالُها:
ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
تُعيِّرُ سَيري في البلادِ ورِحلَتي،
ألا رُبّ دارٍ لي سوى حُرّ داركِ
ولَيسَ امرُؤ أفنى الشّبابَ مجاوراً
سوى حيِّهِ إلاكآخرَ هالكِ
ألا رُبَّ يومٍ لو سقمتُ لعادَني
نِساءٌ كِرَامٌ مِنْ حُيَيٍّ ومالِكِ
ظلِلتُ بِذي الأرطى فويقَ مثقَّبٍ
ببيئة ِ سوءٍ هالكاً أو كهالكِ
ومن عامرٍ بيضٌ كأنَّ وجوهَهَا
مَصابِيحُ لاحَتْ في دُجًى مُتحالك
تَرُدُّ عليّ الرّيحُ ثَوبيَ، قاعِداً
إلى صَدَفيٍّ، كالحَنِيّة ِ بارِكِ
رأيتُ سعوداً منْ شعوبٍ كثيرة ٍ
فلمْ تَرَ عَيني مِثلَ سَعدِ بنِ مالِكِ
أبَرَّ وأوفى ذِمّة ً يَعقِدونها،
وخيراً إذا ساوَى الذُّرى بالحوارِك
وأنمى إلى مَجدٍ تَليدٍ وسُورة ٍ،
تكونُ تُراثاً، عندَ حَيٍّ، لهالِكِ
أبي أنزلَ الجبَّارَ عاملُّ رمحِهِ
عن السرْج، حتى خرّ بين السّنابكِ
وسَيفي حُسامٌ، أختلي بذُبابهِ
قَوانِسَ بِيضِ الدّارِعينَ الدّواركِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
رقم القصيدة : 13200
-----------------------------------
لِخَولَة َ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
وبالسّفْحِ مِنْ قَوٍّ مُقامٌ وَمُحتمَلْ
تربعُه ُمرباعُهَا ومصيفُها
مِياهٌ، منَ الأشرافِ، يُرمى بها الحجلْ
فلا زالَ غَيثٌ مِن رَبيعٍ وصَيّفٍ
على دارِها، حيثُ استقرّتْ، له زَجَلْ
مرتْهُ الجنوبُ ثمَّ هبتْ له الصَّبا
إذا مسَّ منها مسكنناً عُدمُلٌ نزلْ
كأنّ الخلايا فيه ضلّتْ رباعُها
وعوذاً إذا ما هدَّهُ رعدُه احتفلْ
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرة ٍ
وكشحانِ لم ينقُض طوائهما الحبَلْ
إذا قلتُ: هل يَسلو اللُّبانَة َ عاشِقٌ،
تَمُرُّ شؤونُ الحبّ من خولَة َ الأوَل
وما زادكَ الشكْوى الى متنكِّرٍ
تظلُّ بهِ تبكي وليس به مظلّْ
متى تَرَ يوْماً عَرْصَة ً منْ دِيارِهَا،
ولوفرطَ حولٍ تسجُمُ العينُ أو تُهلّْ
فقُلْ لِخَيالِ الحنْظَلِيّة ِ يَنقَلِبْ
إليها، فإني واصِلٌ حبلَ مَن وَصَلْ
ألا إنما أبْكي ليومٍ لقِيتُهُ،
"بجرثُمَ" قاسٍ كلُّ ما بعدهُ جللْ
إذا جاء ما لا بُدّ منهُ، فَمَرْحَباً
به حينَ يَأتي لا كِذابٌ ولا عِلَل
ألا إنَّني شربتُ أسودَ حالكاً
ألا بَجَلي منَ الشّرَابِ ألا بَجَلْ
فلا أعرفنّي إنْ نشدتُكَ ذمّتي
كدَاع هذيلٍ لا يجابُ ولا يملُّ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
رقم القصيدة : 13201
-----------------------------------
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى ،
واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،
لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً،
كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
رقم القصيدة : 13202
-----------------------------------
لهندٍ بحزانِ الشريفِ طلولُ
تَلوحُ، وأدنى عهدِهِنّ مُحِيلُ
وبالسّفْحِ آياتٌ، كأنّ رُسومَها
يَمان، وَشَتْهُ رَيدَة ٌ وسَحُولُ
أرَبَّتْ بهَا نآجَة ٌ تزدَهي الحَصى
وأسْحَمُ وكّافُ العَشيِّ هَطولُ
فَغَيّرْنَ آياتِ الدّيارِ، مع البِلى ،
وليسَ على ريبِ الزمانِ كفيلُ
بِما قد أَرى الحيَّ الجميعَ بغبطة ٍ
إذا الحَيُّ حيٌّ، والحُلولُ حُلولُ
ألا أبلغا عبدَ الضّلالِ رسالة ً
وقد يُبلِغُ الأنْباءَ عَنكَ رَسولُ
دَبَبْتَ بِسرّي بعدَما قد عَلِمتَه،
وأنتَ بأسرارِ الكرامِ نسولُ
وكيفَ تَضِلُّ القَصْدَ والحَقُّ واضحٌ،
وللحقّ بينَ الصَّالحينَ سبيلُ
وفرّقَ عن بيتيْكَ سعدَ بنَ مالكٍ
وعوفاً وعمراً ما تشِي وتقولُ
فأنتَ، على الأدنى ، شَمالٌ عَرِيّة ٌ،
شَآميّة ٌ، تَزْوي الوُجوهَ، بَلِيلُ
وانتَ على الأقصى صَباً غيرُ قَرَّة ٍ
تَذاءَبَ منها مُرْزِغٌ ومُسيلُ
وأنتَ امرُؤ منّا، ولَستَ بخَيرِنا،
جواداً على الَأقصى وأنت بخيلُ
فأصبَحْتَ فَقْعاً نابتاً بقرارة ٍ
تصوحُ عنهُ والذَّليلُ ذليلْ
وأعلمُ علماً ليسَ بالظنِّ أنَّهُ
إذا ذلّ مولى المرءِ فهو ذليلُ
وإنّ لِسانَ المَرْء ما لم تَكُنْ لَهُ
حَصاة ٌ، على عَوْراتِهِ لَدَلِيلُ
وإنّ امرأً لم يعْفُ، يوْماً، فُكاهة ً،
لمنْ لمْ يردْ سوءاً بها لجهولُ
تَعَارَفُ أرواحُ الرّجالِ إذا التَقَوا،
فَمنْهُمْ عدُوٌّ يُتّقَى وخليلُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
رقم القصيدة : 13203
-----------------------------------
يا عجباً من عبدِ عمرٍو وبغيهِ
لقد رامَ ظلمي عَبدُ عمرٍو فأنعما
ولا خيرَ فيه غيرَ أنّ لهُ غنى ً
وأنّ لهُ كَشحاً، إذا قامَ، أهضما
يظلُّ نساءُ الحيّ يعكُفنَ حولَه
يَقُلنَ: عَسيبٌ منْ سَرَارَة ِ مَلْهما
لَهُ شَرْبَتانِ بالنّهارِ، وأرْبَعٌ
منَ الليلِ حتى آضَ سخداً مورَّماً
ويَشرَبُ حتى يَغمُرَ المَحضُ قلبَهُ،
وإن أُعْطَهُ أترُكْ لِقَلبيَ مَجثَما
كأنّ السّلاحَ فوْقَ شُعبَة ِ بانَة ٍ،
ترى نفخاً وردَ الأسرة ِ أسحما[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
رقم القصيدة : 13204
-----------------------------------
وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
بغدٍ ولا ما بعدَهُ عِلْمُ
إنْ الثّرَاءَ هوَ الخُلودُ، وإنّ
المَرْءَ يُكرِبُ يَوْمَهُ العُدْمُ
ولَئِنْ بَنَيْتُ إلى المُشَقَّرِ في
هضبٍ تقصِّر دونَهُ العُصْمُ
لَتُنَقّبَنْ عَنّي المَنِيّة ُ، إنّ
الَله ليسَ لحُكمِهِ حُكْمُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
رقم القصيدة : 13205
-----------------------------------
أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ
أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُهْ
كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَهُ،
فبالضّحَى ، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ
لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به
وجرى ، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ
جعلَتْهُ حَمَّ كلكلِهَا
لربيعٍ، دِيمَة ٌ تَثِمُهْ
فالكثيبٌ معشبٌ أنفٌ
فتناهِيِه فمرتكَمُهْ
حابسي رسمٌ وقفتُ به
لو أُطيعُ النّفس لم أرمُهْ
لا أرى إلّا النَّعامَ به
كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُه
تذكُرُونَ إذ نقاتلكُمْ
لا يضُرُّ مُعدماًُ عدمُهْ
أنتُمُ نَخْلٌ نُطيفُ به،
فإذا ما جُزّ نَصْطَرِمُه
وعذاريكُمْ مقلصة ٌ
في ذعاعِ النخلِ تجترمُهْ
عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُمُ
تصطلي نيرانهُ خدَمُه
خيرُ ما ترعونَ منْ شجرٍ
يابسُ الطحماءِ أو سحمُهْ
فسعَى " الغلّاقُ" بينهُمُ
سَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُه
أخذَ الأزلامَ، مُقْتَسِماً،
فأتى أغْوَاهُمَا زُلَمُهْ
والقرارُ بطنُهُ غدقٌ
زينَتْ جَلهَاتِهِ أكمُهْ
فغفعلْنا ذلكمْ زمناً
ثمّ دانى بينَنا حكمُهْ
إنْ تعيدُوها نُعِد لكُمُ
مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُهْ
وقِتَالٍ، لا يُغِبُّكُمُ،
في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُه
رزُّهُ:قدِّمْ وهبْ وهَلا
ذي زُهاءٍ جمَّة ٍ بهَمُهْ
يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُمُ،
كمَرَاغٍ، ساطِعٍ قَتَمُهْ
لا ترى إلا أخَاه رجلٍ
آخذاً قرْناً فملتزِمُهْ
فالهبيتُ لا فؤَادَ لهُ
والثبيتُ ثبتهُ فهَمُهْ
للفَتى عقْلٌ يَعِيشُ به
حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ[/font]

[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
رقم القصيدة : 13206
-----------------------------------
إنّ أمرا سرفَ الفؤاد يَرى
عسلاً بماءٍ سحابة ٍ شتمي
وأنا امرؤ أكوى من القَصَرِ الـ
ـبادي، وأغْشَى الدُّهْمَ بالدُّهْمِ
وَأُصِيبُ شاكِلَة َ الرّمِيّة ِ، إذ
صدّتْ بصفحتِها عنِ السَّهمِ
وأُجِرُّ ذا الكَفِلِ القَناة َ على
أنْسائِهِ، فَيَظَلُّ يَسْتَدمي
وتصدُّ عنك مخيلة َ الرّجل ال
ـعِرّيضِ مُوضِحَة ٌ عَنِ العَظْمِ
بحُسامِ سيفكَ أو لساِنكَ والـ
ـكَلِمُ الأصِيلُ كأرْغَبِ الكَلْمِ
أبلِغْ قَتَادَة َ، غيرَ سائِلِهِ،
منه الثوابَ وعاجِلَ الشَّكْمِ
أني حمدتُكَ للعشيرة ِ إذْ
جاءَتْ إليكَ مُرِقّة َ العَظْمِ
ألقَوا إليكَ بكلِّ أرملة ٍ
شَعْثَاءَ، تَحْمِلُ مَنْقَعَ البُرْمِ
ففتحْتَ بابَكَ للمكارِمِ حي
ـنَ تَوَاصَتِ الأبْوابُ بالأزْمِ
وأهنتَ إذ قَدِموا التّلادَ لهمَ
وكذاكَ يَفعَلُ مُبْتَني النِّعْمِ
فَسَقَى بلادَك، غَيرَ مُفْسِدِها،
صَوبُ الغمامِ وديمة ٌ تَهْمي[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
رقم القصيدة : 13207
-----------------------------------
إنّي وَجَدِّكَ، ما هَجَوْتُكَ، وَالأ
نْصَابِ يُسْفَحُ بَيْنَهُنَّ دَمُ
ولقد هممتُ بذاكَ إذ حُبستْ
وأمرّ دونَ عبيدة َ الوذَمُ
أخشى عقابكَ إن قدرتَ ولم
أغْدِرْ فيُؤثَرَ بيننا الكَلِمُ[/font]
[font=&quot]ديوالعصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
رقم القصيدة : 13208
-----------------------------------
ساِئلوا عنَّا الذي بعرفُنا
بقُوانا يومَ تحلاقِ الَّلممْ
يَومَ تُبدي البِيضُ عن أسْوُقِها،
وتَلُفُّ الخَيْلُ أعْرَاجَ النَّعَم
أجدَرُ النَّاسَ برأسٍ صلدمٍ
[/font] [font=&quot]حازِمِ الأمرِ، شُجاعٍ في الوَغَم
كاملٍ يحملُ آلاءَ الفتى
نَبِهٍ، سَيّدِ ساداتٍ، خِضَمّ
خَيْرُ حَيٍّ مِنْ مَعَدٍّ، عُلِموا،
لِكَفِيٍّ، ولِجارٍ، وابنِ عَمّ
يَجْبُرُ المَحْرُوبَ فِينَا مالَه
ببِنَاءٍ، وسَوَامٍ، وخَدَمْ
نقلٌ للشّحْمِ في مشتاتِنا
نُحُرٌ للنِّيبِ، طُرّادُ القَرَمْ
نَزَعُ الجاهِلَ في مَجْلِسِنَا،
فترى المجلِسَ فِينَا كالحَرَمْ
وتَفَرّعْنَا، من ابنَيْ وائِلٍ،
هامة َ العزِّ وخرطومَ الكرمْ
مِنْ بني بَكْرٍ، إذا مَا نُسِبُوا،
وبَني تغلِبَ ضَرّابي البُهَمْ
حينَ يحمي الناسُ نحْمي سرْبَنَا
واضِحي الأوجُهِ معروفي الكرَم
بحسامَاتٍ تراهَا رُسَّباً
في الضّريباتِ مترَّاتٍ العُصُمْ
وفُحُولٍ هيكلاتٍ وقحٍ
أعوَجِيّاتٍ، عَلى الشّأوِ أُزُمْ
وقناً جُرْدٍ وخيْلٍ ضُمْرٍ
شُزّبٍ، من طُولِ تَعْلاكِ اللُّجُمْ
أدَّتِ الصنعة ُ في أمتُنِها
فَهْيَ، من تحتُ، مُشيحاتُ الحُزُم
تَتّقي الأرْضَ بِرُحٍّ وُقُحٍ،
وُرُقٍ، يَقْعَرْنَ أنْبَاكَ الأكَمْ
وتَفَرّى اللحمُ مِنْ تَعْدائِها،
والتّغالي، فهيَ قُبٌّ كالعَجَمْ
خُلُجُ الشّدّ ملحَّاتٌ إذا
شالتِ الأيدِي عليها بالجِذَمْ
قُدُماً تنضُو إلى الدَّاعي إذا
خَلّلَ الدّاعي بدَعْوَى ، ثمّ عَمّ
بِشَبابٍ وكُهُولٍ نُهُدٍ،
كليوثٍ بينَ عرِّيسِ الأجَمْ
نمسِكُ الخيلَ على مكروهِهَا
حينَ لا يمسِكُ إلا ذو كَرَمْ
نذَرُ الأبطالَ صرعى بينَها
تعكُفُ العِقبانُ فيها والرَّخَمْ[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
رقم القصيدة : 13209
-----------------------------------
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي
هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً
ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء
وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ
منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ
أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به،
رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء
يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ
تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي
من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً
فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء
وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ
وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ
وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها
هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ
وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ
مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ
إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ
مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له
مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء
كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ
غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ
ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
رقم القصيدة : 13210
-----------------------------------
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ
قضيتُ لظلَ الصبا بالزوال
لمّا تحوّلَ عنِّي وفاءَ
أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّا
ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ
أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ
فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء
وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب
إذا لم أجِدْ لشبابي وفاءَ
وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيمِ
أطّتْ بليلاً وهبّت رُخاء
سرت وحياها شقيق الحياة ِ
على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ
فمن صَوْتِ رَعْدٍ يسوق السحابَ
كما يسمعُ الفحلُ شولاً رغاء
وتُشْعلِ في جانبيها البروقُ
بريقِ السيوف تُهزّ انتضاء
فبتّ من الليل في ظلمة ٍ
فيا غُرّة َ الصبح هاتي الضياءَ
ويا ريحُ إمّا مريتِ الحيا
وروّيْتِ منه الربوعَ الظماءَ
فسوقِي إليّ جهامَ السحابِ
لأملاهنّ من الدمع ماء
ويسقي بكائي ربع الصبا
فما زالَ في المحل يسقى البكاء
ولا تُعطِشي طللاً بالحمى
تداني على مُزْنَة ٍ أو تناءى
وإن تَجْهَلِيه فَعِيدانُهُ
لبستُ النّعِيم بها لا الشقاءَ
يطيّب طيبُ ثراها الهواء
ولي بينها مهجة ٌ صبّة ٌ
تزودتُ في الجسم منها ذماءَ
ديارٌ تمشّتْ إليها الخطوبُ
كما تتمشى الذئابُ الضراء
صحبتُ بها في الغياض الأسود
وزرتُ بها في الكناس الظباء
وراءك يا بحرُ لي جَنّة ٌ
ليس النّعيم بها لا الشقاء
إذا أنا حاولت منها صباحاً
تعرضتَ من دونها لي مساء
فلو أنّني كنتُ أعطي المنى
إذا مَنَعَ البحرُ منها اللِّقَاءَ
ركبتُ الهلالَ به زورقاً
إلى أن أعانقَ فيها ذُكاء[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
رقم القصيدة : 13211
-----------------------------------
اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
مُحْمرّة ِ النّوارِ خضراءِ
كأنما أزهارُها أخرجتْ
ألسنة ِ النارِ من الماءِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
رقم القصيدة : 13212
-----------------------------------
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
كظبية ٍ رُوّعت بذيبِ
كافورة ٌ في بياضِ لونٍ
ومسكة ٌ في ذكيِّ طيبِ
كادت تروِّي غليلَ صبٍّ
فؤاده منه في لهيب
من ثَغَبٍ باردٍ حصاه
منظم اللؤلؤ الشنيب
حتى إذا ما طمعتُ منه
بحَسْوة الطائر المُريب
ولّتْ فَقُلْ في طلوع شمس
قد أخذت عنه في الغروب
كان زمان اللقاء منها
أقصر من جلسة الخطيب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
رقم القصيدة : 13213
-----------------------------------
ودجنة ٍ كالنِّفس صُبّ على الثرى
مزّقتُ منها بالسرى جلبابا
زرتُ الحبائبَ، والأعادي دونها
كضراغمٍ تُذكِي العيونَ، غضابا
ووطئتُ دونَ الحيّ نارَ عداوة ٍ
لو كان واطئَها الحديدُ لذابا
بهوًى أشابَ مفارقِي ولو أنَّه
يُلْقى على شرخ الشبابِ لَشابا
في مَتْنِ ناهبَة ِ المدى يجري بها
عِرْقٌ تمكَّنَ في النَّجار وطابا
بزَبر جديَّاتٍ إذا عَلَّتِ الصَّفا
وَقَعَتْ بواطنها عليه صلابا
ونكادُ نشربُ من تسامي جيدها
ماءً تسوقُ بهِ الرِّياحُ سَحَابَا
ذعرتْ غراب الليل بي فكأنني
لأصِيدَهُ منها ركبتُ عُقابا
ومصاحبي عضتٌ كأن فِرنْدَه
نملٌ مصاحبة ٌ عليه ذبابا
فكأنّ شمساً في تألُّقِ مائِهِ
مَجّتْ عليه مَعَ الشّعاعِ رُضابا
والصّبح قَدْ دَفَعَ النّجوم عُبَابه
كأنَّه سيلٌ يَسُوقُ حبابا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
رقم القصيدة : 13214
-----------------------------------
أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
عظيماً ليس يؤمن من خطوبهْ
تُسَيِّرُ فلْكه شَرْقاً وغَرْباً
وَتُدْفَعُ من صَبَاهُ إلى جنوبه
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي
أمورٌ ألجأتكَ إلى ركوبه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
رقم القصيدة : 13215
-----------------------------------
فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ
لا الجسمُ يحمله ولا القلبُ
قُتِلَ البعادُ فما أشيرَ به
حتّى تَمّزّقُ بيننا القرب
أمقيمة ٌ والرّكبُ مُرْتَحِلٌ
بالصّبْرِ عنك تَرَحَّلَ الركب
كم ذا يزور البحرَ بحرُ أسى
في العين منك جُمَانُهُ رطب
ما كان نأيي عن ذراك قلى ً
فيموتَ بعْدَ حياتِهِ الحبّ
إنى لأرْجُو السلمَ من زمنٍ
قامَتْ على ساقٍ له حَرْب
والدهر إن يُسْعِدْ فربَّتَمَا
صَلُحَ الجموح وذلّل الصعب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
رقم القصيدة : 13216
-----------------------------------
مَنْ لي بطيبِ الوصلِ من غادة
وهي كَعابٌ عندها الشيبُ عابْ
تُسَوّدُ الحنّاء في كَفّها
عِشْقاً لمسودّ عِذارِ الشّباب
كفٌّ من الكافور هذي التي
أرى من المسك عليها خضاب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
رقم القصيدة : 13217
-----------------------------------
وَجدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
بهِ أرَدْتُ خمودَ الجَمْرِ فالتَهبَا
وما تَيَقّنْتُ أن الماءَ قبلهما
يكونُ للنَّار ما بيْنَ الحَشَا حطبا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
رقم القصيدة : 13218
-----------------------------------
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
يستعذبُ الآلام مِنْ تعذيبهِ
عمّى هواهُ عن الوشاة ِ مُكتماً
فجرَتْ مدامعُهُ بِشَرْحِ غريبه
كم لائمٍ والسمعُ يدفعُ لَوْمَهُ
والقلبُ يدْفعُ قلْيَهُ بوجيبه
ملكَ القلوب هوى الحسان فقل لنا
كيفَ انتفاعُ جسومنا بقلوبه
وبم السلوّ إذا بدا لي مثمراً
خوطٌ يميسُ على ارتجاج كثيبه
والشوقُ يَزْخَرُ بَحْرُهُ بِقَبولهِ
ودبوره وشماله وجنوبه
وبنفسي القمر الذي أحيا الهوى
وأماتَهُ بطلوعِهِ وغروبه
قرّنوا بورد الخد عقرب صُدغه
وذَرَوْا ترابَ المسك فوق تريبه
والعين حيرى من تألق نوره
والنفس سكرى من تضوعِ طيبه
في طرفه مرض، ملاحته التي
ألقَتْ عليّ أنينَهُ بكروبه
أعيا الطبيب علاجه، يا سحرهُ
ألَدَيْكَ صَرْفٌ عن علاجِ طبيبه
إني لأذكره إذا أنْسَى الوغى
قلبَ المحبِّ المحضِ ذكر حبيبه
والسيفُ في ضرب السيوف بسلّة ٍ
في ضحكِهِ، والموت في تقطيبه
وأقبَّ كاليعسوبِ تركبُ مَتْنَهُ
فركوب متن البحر دون ركوبه
متقمصٌ لوناً كأن سواده
غمس الغراب الجون في غربيبه
يرميك أول وهلة بنشاطه
كالماءِ فُضّ الختْمِ عن أنبوبه
بقديم سبقٍ يستقل ببعضه
وكريم عرْقٍ في المدى يجري به
وبأربعٍ جاءتك في تركيبها
بالطبْعِ مُفْرَغَة ً على تركيبه
فكأنَّ حِدَّة َ طَرْفِهِ وفؤادِهِ
من أذنه نقلت إلى عرقوبه
ألقى على الأرض العريضة أرضه
ثم اشتكى ضيفاً لها بوثوبه
وجزَى ففاتَ البَرْق سبقاً وانتهى
من قبلِ خطفته إلى مطلوبه
فلشبه دهمته بدهمة ٍ ليله
أمسى يفتشه بفرط لهيبه
ويرشّ سيفي بالنجيع مصارعاً
للأسْدِ يُسْكنُها بذيل عسيبه
ومهند مثل الخليج تصفقت
طُرُقُ النسيمِ عليه من تَنْشِيطهِ
ربّتْهُ في النيرانِ كَفّا قَيْنِهِ
فهو الزِّنادُ لهنّ يوم حروبه
وكأنَّما في مائِهِ وسعِيرِهِ
نملٌ يسير بسحبه ودبيبه
وإذا أصابَ قذال ذِمْرٍ قَدّهُ
ومشَتْ يدي معه إلى مَرْغوبه
وكأنما اقتسم الكميَّ مع الردى
ليكونَ منه نصيبه كنصيبه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طربتُ متى كنت غير الطروب؟
طربتُ متى كنت غير الطروب؟
رقم القصيدة : 13219
-----------------------------------
طربتُ متى كنت غير الطروب؟
فلم أُعْرِ طَرِفَ الصِّبَا من ركوبِ
فَيَوْماً إلى سَبْيِ زقّ رَويٍّ
ويوماً إلى صيد ظبي ربيب
ومهما كبا بي فمن نسوة
يوافِقُها بين كأسٍ وكوبِ
لياليَ بينَ المَهَا غَيْرَة ٌ
عليّ تخوض بها في حروب
ولو أنّ قِدْحَ شبابِي أُجِيلَ
على الشمس لأختارَها في نصيب
وتزحمني كل فتّانة ٍ
بتفّاحة ٍ غَلّفَتْهَا بِطِيبِ
ويطلقني من عقال العناق
صَباحٌ يُنبِّهُ عينَ الرَّقِيبِ
وفي كَبِدِي جُرْحُ لحظٍ عليلٍ
وفي عضدي عضّ ثغرٍ شنيب
وريحانة ٌ أمها كرمة
تَنَفّس في كفِّ غصن رطيبِ
معتقة ٍ في يدي راهب
على دنَّها ختْمُهُ بالصّلِيبِ
إذا أمْرَضَتْكَ وخفتَ الصّبُوحَ
فمُمْرِضها لك غير الطبيب
تباكرُ من صَرْفها شَرْبَة
فتاة َ الوثوب عجوزَ الدبيبِ
كأنّ الحبابَ لها جُمّة ٌ
معممة ٌ رأسَها بالمشيب
إذا صبّ ماءٌ على صرفها
رأيت لهُ غوصة ً في اللهيب
فتخرج من قعرها لؤلؤاً
يُنَظِّمُ للكأسِ فوقَ التريب
تناولْتُها ونسيمُ الرِّياضِ
ذكيّ النسيم عليلُ الهبوب
وغيدٍ لطائف ألحانها
تنغمها لسرور الكئيب
فكلّ مقمعة ٍ بالعقيق
من الدرِّ أغصانَ كفٍّ خصيب
تنبّه مطرقة ً في الحجور
تُغْرِي الأكفَّ بشقِّ الجيوب
إذا أسْمَعَتْ حسناتِ الغناءِ
شربنا عليها كؤوس الذنوب
وَسُودِ الذَوائبِ يَسْحَبْنَها
كَسَعْيِ الأساوِدِ فَوْقَ الكثيبِ
توافق بالرقص أقدامهن
يطأن بها نغمات الذنوب
يُشِرْنَ إلى كلّ عَضْوٍ بما
يَحُلّ به في الهوى من كروب
بَسَطْنا لها وهي مثل الغصون
تميس بهبَهّ الصّبار والحبوب
على الأرض منا خدود الوجوه
وبينَ الضُّلوع خدودَ القلوبِ[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
رقم القصيدة : 13220
-----------------------------------
ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
تخاطبه ولا يدري الخطابا
أتطمع أن يرد عليك إلفاً
ويُبقي ما حييت لك الشبابا
لم تَرَ صرفه يُبْلِي جديداً
ويتركُ کهلَ الدُّنْيا يَبابا
وإن كان الثواءُ عليك داءُ
فبرؤك في نوى ً تمطي الركابا
وهمّك همّ مرتقبٍ أموراً
تسيحُ على غرائبها اغترابا
وإن أخا الحزامة من كراه
كَحَسوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا
فتى ً يستطعمُ البيضَ المواضي
ويستسقي اللهاذم لا السحابا
فصرِّفْ في العُلَى الأفعالُ حزْماً
وعزماً إن نحوتَ بها الصوابا
وكن في جانبِ التحريضِ نارا
تزيدُ بنفحة ِ الرِّيحِ التهابا
فلم يمهِ الحسام القين إلاّ
ليصرفَ عند سلَّتهِ الرِّقابا
ولاترغبْ بنفسك عن فلاة
تخالُ سَرَابَ قَيْعَتها شَرَابا
فكم ملكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ
فلا يُبهِمْ عليك الخوْفُ بابا
وقفتُ من التناقضِ مُستريبا
وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
كأن الدهر محسنه مسيءٌ
فما يجزي على عمل ثوابا
ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ
لكان بطبعِهِ أمْرا عُجابا
يَجُرّ عليّ شُرْبُ الراحِ هَمّاً
ويورثُ قلبيَ الشدُوُ اكتئابا
وفي خُلُق الزّمان طباعُ خُلْفٍ
تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
وقد بدلت بعد سراة قومي
ذئاباً في الصحابة لا الصحابا
وألفيتُ الجليس على خلافي
فلسْتُ مجالِساً إلاَّ كِتابَا
وما العنقاء أعوزُ من صديق
إذا خبثُ الزمانُ عليك طابا
وما ضاقَتْ عليَّ الأرضُ إلاَّ
دَحَوْتُ مكانها خُلُقاً رحابا
سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاَتٍ
تجاوزنِي سباسِبَها انْتهابا
تخالُ حديث أيديها سراعاً
حثيث أنامل لقطت حسابا
وتحسب خافق الهادي وجيفاً
يظن زمام مخمطه حبابا
وأسري تحتَ نَجمٍ من سناني
إذا نجمٌ عن الأبصار غابا
وإن المَيْتَ في سَفَرِ المعالِي
كمن نال المُنى منها وآبا
ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ
يذلل قرعه النوبَ الصعابا
يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً
به من عارض المهَجات صابا
كأن عليه نارَ القين تذكي
فلولا ماءُ رونَقِهِ لذابا
كأن شعاعَ عين الشمس فيه
وإن كان الفِرِنْدُ به ضبَابا
كأن الدهر شيبهُ قديماً
فما زال النجيع له خضابا
كأن ذبابهُ شادي صبوحٍ
يحرّك، إن ضربتُ به رقابا
وكنّا في مواطنِنِا كِراماً
تعافُ الضيم أنفسنا وتابى
ونطلع في مطالعنا نجوماً
تعدّ لكلّ شيطان شهابا
صبرنا للخطوب على صرُوفٍ
ولم تَسْلمْ لنا إلا نفوسٌ
وأحسابٌ نُكَرِّمها احتسابا
ولم تخْلُ الكواكب من سقوطٍ
ولكن لا يُبلّغها الترابا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
رقم القصيدة : 13221
-----------------------------------
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ
لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت
على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ
يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ
إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني
ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي
ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ
أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي
قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ
فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب
أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ
كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ
ما قرّ السير في سهل ولاجبل
إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب
ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلة ٍ
قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي
ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ
برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب
وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ
وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
رقم القصيدة : 13222
-----------------------------------
أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
ولو بتَّ صبَّاً ما عنفتَ على صبِّ
وقاتلتي بينَ الغواني كَأنّهَا
مصورة ٌ بالعين في حبة ِ القلب
حياة ٌ، ولكنْ طَرْفُها ذو منيَّة ٍ
أما يتوقى الموت من طرفِ العضب
شكَوْتُ إليها لوعة َ الحبِّ فانْثَنَتْ
تقول لتربيها: ومالوعة الحبّ؟
فقيل: عذابٌ لو أحطت بعلمه
لجدتِ على الصّادِي بماءِ اللّمَى العذبِ
وقاكِ الهوى ، إذ لم تذوقيه، ضُرَّهُ
وهل تحدث الخمر الخمارَ بلا شرب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وجسمٍ له من غيره روح لذة
وجسمٍ له من غيره روح لذة
رقم القصيدة : 13223
-----------------------------------
وجسمٍ له من غيره روح لذة
سليلٍ ضروعٍ أُرْضِعَتْ حَلَبَ السُّحبِ
إذا قبضَ الابرِيق منهُ سُلافة ٍ
تَقَسّمَها الشُّرَّابُ حوليْهِ بِالقعبِ
شربنا وللإصباح في الليل غرة
تزيدُ اندياحاً بينَ شَرْقٍ إلى غَرْبِ
على روْضَة ٍ تحيا بحيَّة ِ جَدْوَلِ
يفيء عليه ظلّ أجنحة القضب
بأزهر يجلو اللهو فيه عرائساً
كراسيها أيدي الكرام من الشرب
كأنّ لها في الخمْرِ حُمْرَ غلائلٍ
مزررة َ الأطواق باللؤلؤ الرطب
وكم من كميتِ اللونِ تحسب كأسها
لها شفة ٌ لعساء ذات لمى ً عذب
إذا مزجت لانت لنا وتحولت
بأخلاقها عن قسوة الجامح الصعب
جرى في عروق النارِ ماءٌ كأنما
رِضَى السلم منها يَتَّقِي غَضَبَ الحربِ
وإن نال منها ذو الكآبة شربة ً
تسربت الأرواح منها إلى القلب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
رقم القصيدة : 13224
-----------------------------------
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
والكأس تهدي إلى الفتى طرَبَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ
من خجلٍ بالشّقيق منتقبه
في حجره أجوفٌ له عنقٌ
نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَهْ
يمُدُّ كفاً إليهِ ضاربة ً
أعناق أحزاننا إذا ضربه
تحسب لفظاً بأختها نغماً
ويودعُ المِسْمَعِينَ ما حسَبَهْ
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ
جاءَ بِسِحْرٍ فَأنْطَقَ الخَشَبهْ
وقهوة ٍ في الزجاج تحسبها
شعلة َ برقٍ في الغيم ملتهبه
كأنّمَا الدهرُ من تَقَادمِها
أَوْدَعَ في طول عمرها حقِبَهْ
ماءُ عقِيقٍ إذا ارتدى زبدا
حسبتَ دُرا مجَوِّفاً حَبَبَهْ
يُسْكِرُ مَن شَمَّهُ بَسَوْرَتِهِ
فكيف بالمنتشي إذا شربه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا
إليه مُنقادة ٍ ومنجذبهْ
يفشيه ذو حكمة ٍ، أنامله
منغماتٌ بزمره ثقبه
يرسلُ عن منخريه من فمهِ
ريحاً لها نغمة ٌ من القصبَهْ
كأنّ ألحانَهُ الفصيحة َ منْ
صرِيرِ بابِ الجنَانِ مُكْتَسَبَهْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
رقم القصيدة : 13225
-----------------------------------
يا حُسْنَ سَاقِيَة ٍ تمُدُّ أناملاً
بعروس راحٍ في عقود حباب
تسقيك شمس سلافة عنبية
طلعت على فلك من العناب
ومنبَّه في حجر من شدواتها
تَثْنِي الهمُومَ بها على الأعْقَابِ
وكأنما الأجسام من إحسانها
مُلِئَتْ بأرواحٍ من الإطرابِ
وكأنما يدها فمٌ متكلم
بالسحرِ فِيهِ مِقْوَلُ المضرَابِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
رقم القصيدة : 13226
-----------------------------------
لعمري لقد ظَنُّوا الظنون وأيقَنوا
ببعضِ إشاراتِ تنِمّ على الصَّبِ
وقالوا اكشفوا بالبحثِ عن أصلِ وَجدِهِ
فعلا فَلَكٌ إلا يدور على قُطْبِ
سلوه وراعوا لفظة ً من خطابه
لتُعْلَمَ من نجواه ناجية ُ الحبِّ
أُناسٌ رأوْا منِّي مخادعة َ الهَوى
أشدّ عليهم مِن مخادعَة ِ الحَرْبِ
جعلتُ وشاتي مثل صحبي مخافة ً
فلم يطلّع سري وشاتي ولا صحبي
يقرّ قرار السرّ عندي كأنه
غريبُ ديارٍ قال في وطنٍ: حسبِي
ألا بأبي من جُملة ِ الغيدِ واحدٌ
فهل علموا ذاك الغزال من السربِ
قُتِلتُ، ولا والله. أذكرُ قاتلِي
لأخذِ قصاصٍ منه بين يدي ربّي
إذا قيل لي: قل من هويت ومااسمه
وما سبب الشكوى وما علة ُ الكرب؟
ضربتُ لهم قوماً بقومٍ فصدّقوا
ولفظُ لساني غيرُ معناهُ من قلبي
وهل يطمع الواشونَ في سرِّ كاتمٍ
يريدُ السّهى إمَّا أشارَ إلى الترْبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> عذّبت رقة قلبي
عذّبت رقة قلبي
رقم القصيدة : 13227
-----------------------------------
عذّبت رقة قلبي
ظلماً بقَسْوَة ِ قَلْبِكْ
وَسِمْتِ جسميَ سقماً
وما شفيت بطبك
أسخطْتُ كلّ عدُوٍّ
رضيته لمحبك
من لي بصبر جميل
على رياضة صعبك
فيا تشوق بعدي
إلى تَنَسّمِ قربكْ
أمَا ومُرْسِلِ وَحْفٍ
يُغْرِي بتقبيلِ كعبِكْ
ووجنة ٍ غمستها
في الوَرْد صبغة ربِّكْ
لَقَدْ جنحتُ لسلمي
كما جنحتِ لحربِكْ
فبالدّلالِ الذي زا
دّ في ملاحة عُجبك
فُكِّي من الأسْرِ قلباً
عليه طابعُ حُبِّكْ
ونَعّيِمني بعُتْبَى
فقد شفيتُ بِعُتْبِكْ[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
رقم القصيدة : 13228
-----------------------------------
وباقة ٍ مُسْتَحسَنٍ نَوْرُهَا
وقد خلتْ في الشمِّ من كل طيبْ
كمعشرٍ راقتك أثوابهم
وليسَ في جُمْلتهم من أديبْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
رقم القصيدة : 13229
-----------------------------------
قناة ٌ من الشّمْعِ مَرْكوزة ٌ
لها حَرْبَة ٌ طُبِعتْ من لهب
تُحْرِقُ بالنَّارِ أحشاءهَا
فتدمع مقلتها بالذهب
تَمَشّى لنا نُورُها في الدُّجى
كما يتمشى الرضى في الغضب
عجبتُ لآكلة جسمها
بروحٍ تشاركها في العطبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
رقم القصيدة : 13230
-----------------------------------
ولابسٍ نقب الأعراض، جوهره
له انسياب حباب رقشهُ الحبب
إذا الصِّبا زلقت فيه سنابكها
حسبته مُنصُلاً في متنه شُطَبُ
وردتُهُ ونجوم الليل مائلة ٌ
كما تدَحْرَجَ دُرٌّ ما له ثُقَبُ
ومغربٍ طعنته غيرَ نابية ٍ
أسنَّة ٌ هي إن حققتها شهبُ
ومشرقٍ كيمياءُ الشمسِ في يدهِ
ففضة ُ الماءِ من إلقائها ذهبُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
رقم القصيدة : 13231
-----------------------------------
وآخذة ٍ في دورة ٍ فلكيَّة
ترى القطب منها ثابتاً وهي تضطرب
إذا أطعمت حبّاً من الُبرّ أطعمت
وقامتْ بأمرِ البِرِّ فهو كما يجبْ
وتحسبها تلقي لنا رَملَ فضة ٍ
إذا أدمن الالقاء فيها حصى ذهب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لم يدر ما ألقى من الحبّ
لم يدر ما ألقى من الحبّ
رقم القصيدة : 13232
-----------------------------------
لم يدر ما ألقى من الحبّ
لاحٍ خليّ العين والقلبِ
شوقي وكربي ما درى بهما
فإليه يا شوقي ولا كربي
حتى تُقَلّبَ قَلْبَهُ حُرَقٌ
ويفرّ من جنبٍ إلى جنبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
رقم القصيدة : 13233
-----------------------------------
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
وكئيبٍ شجاه شَجْوُ كئيبَهْ
سُلّطت كربهُ التنائي علينا
فعسى فرْحة ُ التدانِي قريبهْ
فمتى نلتقي فتصبحَ منَّا
كلّ نفسٍ لكلّ نفس طبيبهْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كتابك راق الوشي من خط كاتبه
كتابك راق الوشي من خط كاتبه
رقم القصيدة : 13234
-----------------------------------
كتابك راق الوشي من خط كاتبه
أم الرّوْض فيه راضياً عن سحائبهْ
أم الفلك الأعلى وفيه دليله
نقلتَ إلى الأسطارِ زُهرَ كواكبه
فإنِّي كَحَلْت العين منه بفرقد
توقّدَ نوراً وهو جار لصاحبه
طلعت على مصر ونورك ساطع
فقالوا: هلال طالع من مغاربه
وفي المغرب البحر المحيط وقد علا
على نيلِ مصرٍ منه مدّ غواربه
ولما انثنى بالجزر أبقى لديهم
أحادِيثَ تُرْوَى من صنوفِ عجائبه
فيا فارس الشعر الذي ماتَ قِرْنُه
بموت زهيرٍ في ارتجال غرائبه
لأصبحتَ مثل البحر يزخر وَحده
وإن كثر الأنهار من عن جوانبه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
رقم القصيدة : 13235
-----------------------------------
تدَرّعْتُ صبري جُنَّة ً للنوائبِ
فإن لمْ تُسالمْ يا زمان فحاربِ
عجمتَ حصاة ً لا تلين لعاجمٍ
ورضت شموساً لا يذل لراكب
كأنَّك لم تقنع لنفسي بغربة ٍ
إذا لم أُنْقِّب فِي بِلاد المغَارب
بلاد جرى فوق البُلادة ماؤها
فأصبح منه ناهلاً كلُّ شارب
فطمت بها عن كل كأسٍ ولذة
وأنفقتُ كنزَ العمر في غير واجب
يبيت رئاس العضب في ثني ساعدي
مُعَاوَة ً من جِيد غَيْداءَ كاعب
وما ضاجعَ الهنديُّ إلا مثلّماً
مضاربه يوم الوغى في الضرّائب
إذا كان لي في السيف أنس ألفته
فلا وحشة عندي لفقد الحبائب
فكنت، وقدّي في الصبا مثل قدّه،
عهدت إليه أن منه مكاسبي
فإن تك لي في المشرفيّ مآربٌ
فكم في موسى له من مآرب
أتحسبني أنسى ، وما زلت ذاكراً،
خيانة َ دهري أو خيانة صاحبي
تَغَذَّى بأخْلاقِي صغيرا ولم تكنْ
ضرائبه إلاَّ خِلافَ ضرائبي
ويا ربّ نَبْتٍ تَعتريِهِ مرارَة ٌ
وقد كان يُسقى عذبَ ماء السحائب
علمتُ بتجريبي أمورا جهلتها
وقد تُجهَل الأشياء قبل التجارب
ومَنْ ظَنَّ أمْواه الخضارم عَذْبَة ً
قضى بخلاف الظنّ عند المشارب
ركبتُ النوى في رَحْلِ كلّ نجية ٍ
تُوَاصِلُ أسبابي بقطع السباسب
قلاصٌ حناهنّ الهزال كأنَّها
حنيَّات نَبْعٍ في أكفٍّ جواذب
إذا وردت من زرقة الماء أعيناً
وقفنَ على أرجائها كالحواجب
بصادقِ عزْمِ في الأمانِي يُحِلَّنِي
على أملٍ من همة ِ النفس كاذب
ولا سكنٌ إلا مناجاة فكرة ٍ
كأني بها مستحضرٌ كلّ غائب
ولما رأيْت الناس يُرْهَب شرهم
تجنّبتهم، واخترت وحدة َ راهب
أحتى خيال كنت أحظى بزوره
له في الكرى عن مضجعي صدّ عاتب
فهل حال من شكلي عليه فلم يزر
قضافة ُ جسمي وابيضاضُ ذوائبي
إذا عدّ من غاب الشهور لِغربة ٍ
عددتُ لها الأحقابَ فوق الحقائب
وكم عزمات كالسيوف صوادق
تجرّدها أيدي الأماني الكواذب
ولي في سماء الشرق مطلع كوكب
جلا من طلوعي بين زهر الكواكب
ألفتُ اغترابي عنه حتى تكاثرت
له عقدُ الأيام في كفّ حاسب
متى تسمع الجوزاء في الجو منطقي
تصخْ في مقالِي لارتجال الغرائب
وكم لي به من صنو ودٍّ محافظ
لذي العيب من أعدائه غير غائب
أخي ثقة نادَمْتُهُ الراحَ، والصبا
له من يدِ الأيام غير سوالِب
معتقة ٌ دعْ ذكر أحقاب عمرها
فقد ملئتْ منها أنامل حاسب
إذا خاض منها الماءُ فِي مُضْمَر الحشا
بدا الدرّ منها بين طافٍ وراسب
لياليّ بالمهديتَّين كأنَّها اللآ
لىء مِنْ دُنْياك فوق ترائب
ليالي لم يذهبن إلاَّ لآلئاً
نظمنَ عقُودا للسنِّين الذواهب
إذا شئتُ أنْ أرْمِي الهِلاَلَ بلحظة ٍ
لمحتُ تميماً في سماءِ المناقب
ولو أنّ أرضي حُرّة ٌ لأتيتُها
بِعزْمٍ يعدّ السيرَ ضربة َ لازب
ولكنّ أرضي كيف لي بفكاكها
من الأسر في أيدي العلوج الغواصب
لئن ظفرت تلك الكلاب بأكلها
فبعد سكون للعروق الضوارب
أحينَ تفانَى أهلها طَوْعَ فتنة ٍ
يضرّم فيها نارَه كلُّ حاطب
وأضحت بها أهواؤهم وكأنَّما
مذاهبهم فيها اختلاف المذاهب
ولم يرحم الأرحامَ منهم أقاربٌ
تروي سيوفاً من نجيع أقارب
وكان لهم جَذْبُ الأصابع لم يكن
رواجبُ منها حانيات رواجب
حُماة ٌ إذا أبْصَرْتَهُمْ في كرِيهَة ٍ
رضيتَ من الآساد عن كلّ غاضب
إذا ضاربوا في مأزق الضرب جرّدوا
صواعقَ من أيديهم في سحائب
لهم يومَ طعن السمرِ أيدٍ مبيحة ٌ
كُلَى الأَسْدِ في كرّاتهم للثعالب
تخبّ بهم قبٌ يطيل صهيلها
بأرْض أعاديهم نياحَ النَّوادب
مُؤَلَّلَة ُ الآذَان تَحْتَ إلالهمْ
كما حُرِّفَتْ بالبري أقلامُ كاتب
إذا ما أدارتَها على الهام خلتَها
تدور لسمع الذكر فوق الكواكب
إذا سكتوا في غمرة ِ المَوْتِ أنْطَقُوا
على البيض بيضَ المرهفات القواضب
ترى شعل النيران في خلج الظبا
تذيق المنايا من أكفِّ المواهب
أولئك قومٌ لا يُخاف انحرافُهُمْ
عن الموت إذا خامَتْ أسوَدُ الكتائب
إذا ضلَّ قومٌ عن سبيل الهدى اهتدوا
وأيّ ضَلالٍ للنُّجوم الثواقب
وكم منهمُ من صادق البأس مُفْكِرٍ
إذا كرّ في الإقدام لا في العواقب
له حملة ٌ عن فتكتين انفراجُها
كفتكِك من وجهين شاهَ الملاعب
إذا ما غزوا في الروم كان دخولهم
بطونَ الخلايا في متون السلاهب
يموتونَ موتَ العِزِّ في حَوْمة ِ الوغَى
إذا ماتَ أهلُ الجبنِ بين الكواعب
حَشْوامن عجاجاتِ الجهادِ وسائدا
تُعَدّْ لهم في الدفن تحت المناكب
فغاروا أفولَ الشهب في حُفرِ البلى
وأبْقَوْا على الدُّنْيَا سوادَ الغياهب
ألا في ضمان الله دار بنوطسٍ
وَدَرّتْ عليها مُعْصِراتُ الهواضب
أمثّلُها في خاطري كلّ ساعة ٍ
وأمْرِي لها قَطْرَ الدُّموع السواكبِ
أحنّ حنين النيبِ للموطنِ الَّذِي
مغَانِي غوانيه إليهِ جواذبِي
ومن سار عن أرضٍ ثوى قلبُهُ بها
تَمَنَّى له بالجسم أوبة َ آيبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
رقم القصيدة : 13236
-----------------------------------
خطاب الرزايا إنه جلل الخطبِ
وَسَلْمُ المَنايا كالخَدِيعة ِ في الحربِ
تريد من الأيَّام كفَّ صُروفها
أمنتقلٌ طبْعُ الأفاعي عن اللسب
وتلقى المنايا وهي في عَرَض المنى
وكم أجلٍ للطير في ملقطِ الحبّ
تناوم كلّ الناس عمّا يصيبهم
وهمْ من رزايا دهرهم سلمُ العصب
بكأسِ أبِينا آدمٍ شُرْبُنا الَّذِي
تَضَمَّنَ سُكَرَ المَوْتِ يا لك من شرْبِ
إذا ورث المولود عِلّة َ والدٍ
فعدِّ بهِ عَنْ حِيلَة ِ البرءِ والطبِّ
حُتُوفٌ على سَرْحِ النفوس مغيرة ٌ
فقلْ كيف تغدو وهي آمنة السرب
يَسُنّ عليه الذِّمْرُ عذراءَ نثرة ً
تخال بها التأنيث في الذكر العضب
على الجسم منها الذوب إن فاض سرْدها
كفيضِ أتِيٍّ والجمود على الكعب
ويُصميه سهمٌ مصردٌ ليس يتّقى
له في الحشا رامٍ تستر بالخلب
وليس بمعصومٍ من الموْتِ مُخْدَرٌ
له غَضَبٌ يبدو بحملاقة الغَضْبِ
كأنَّ سكاكيناً حدادا رؤوسها
مغززة في فيهِ في جانبي وقب
فكيف نردّ الموت عن مهجاتنا
إذا غلبت منه ضراغمة الغلب
وقاطعة ٌ طولَ السُّكاك وعرضه
تُحلِّق من بُعْدِ السماءِ على قربِ
إذا برق الإصباح هزّ انتفاضها
من الظلّ أشباه العوامل والقضب
مباكرة صَيْدَ الطيور فما تَرى
طريدتها إلا مخضخضة َ القعب
وعصمٌ إذا استعصمن في شاهق رَقَتْ
إليها بنات الدّهرِ في المُرْتَقَى الصّعب
على أنها تنقض من رأس نيقها
على كلّ رَوْقٍ عند قَرْع الصفا صلب
سينسف أمْرُ الله شمّ جِبالها
كما تنسف الأرواح منهالة َ الكثب
لكلٍّ حياة ٌ ثمّ موتٌ ومبعثٌ
إذا ما التقى الخصمان بين يدي ربي
وتستوقف الأفلاك عن حركاتها
ويسقط دري النجوم عن القطب
ألم تأتِ أهلَ الشرقِ صرخة ُ نائِحٍ
يُفِيض غروبَ الدمع من بلد الغرب
سقى الله قبراً ثائراً بسفاقسٍ
سواجم يرضى الترب فيها عن السحب
فقد عَمَّهُ الإعظامُ منْ قَبْرِ عَمَّة ٍ
أنوحُ عليها بالنحيب إلى النّحبِ
بدمع يمدّ البحرُ في السِّيفِ نحوه
إذا الحزن منه واصل السكبَ بالسكبِ
ولو آمنُ الإغراقَ أضْعَفْتُ سَحّهُ
ولكنّ قلبي الرطبَ رقّ على قلبي
برغمي نعتها ألسنُ الركب للعلى
فكيف أرُدّ النعيَ في ألسن الركب
غريبة ُ قبرٍ عن قبور بأرضها
مجاورة ٌ في خطّة الطعْنِ والضّرْبِ
كريمة ُ تقوى في صلاة تقيمها
وصومٍ يَحُطّ الجسمُ منه على الجدب
زكتْ في فروع المكرمات فروعُها
وأنجبت الدنْيا بآبائها النُّجب
ولما عدمنا من بهاليل قومها
مآتم تبكيها بكينا مع الشهب
حمدنا بكاءَ الزُّهْرِ بنتَ محمَّد
وهل ندبت إلاَّ ابنة السيد الندب
مضَتْ ولها ذِكْرٌ من الدين والتّقى
تفسّره للعجم ألسنة العرب
أيصبحُ قلبي بالأسى غيرَ ذائبٍ
وقلبُ الثرى قاسٍ على قلبها الرطب
وكنتُ إذا ما ضاق صدري بحادثٍ
فزعتُ بنجواه إلى صدرها الرحب
وتُذهبُ عني همّ نفسي كأنها
شَفَتْ غُلَّة َ الظمآن بالبارد العذب
أهاتفة ً باسمي عليّ تَعَطّفاً
حنينَ عطوفٍ شقّ سامِعَتِي سَقْبِ
أبوكِ الذي من غرسه طالت العلى
وأُسْنِدَ عامُ المحلْ فِيهِ إلى الخصب
تَنَسّكَ فِي بِرٍّ ثمانين حِجَّة ً
فيا طول عُمرٍ فيه فرّ إلى الرب
ضممت إلى صدري بكفّي جسمه
وأسندتُ مخضرّ الجنابِ إلى الجنب
تبرّكتِ الأيدي بتسوية الثرَى
على جبلٍ راسي الأناة ِ على هضبِ
أغارَ لهم ماءُ الجموم بعبرة
أم أنبَتّ في أيديهمُ كَرَبُ الغُرْبِ؟
فيا ليتني شاهدتُ نعشكِ إذا مشى
حواليه: لا أهلي حفاة ً ولا صحبي
ودفنكِ بالأيدي الغريبة والتقت
مع الموت في إخفاء شخصك في حدب
فأبسط خدي فوق لحدك رحمة ً
وتُسفي عليه الترب عيناي بالهدب
أرى جسمك المرموسَ من روحه عفا
وأصبحَ معموراً به جدثُ الترب
فلو أن روحي كان كسبي وهبته
لجسمك، لكن ليس روحيَ من كسبي
ولَوْ تُنظم الأحساب يوْماً قَلائِدا
لقلد منها جَوْهَرُ الحسبِ اللّبِّ
أبا الحسن الأيامُ تَصرعُ بالغنى
وتُعقِبُ بالبلوى وتخدع بالحبّ
مصابك فيها من مصابي وجدته
وحزنك من حزني وكربك من كربي
فصبراً فليس الأجر إلا صابراً
على الدهر إن الدهر لم يخلُ من خطبِ
ألم ترَ أنا في نوًى مستمرة
نروح ونغدو كالمصر على الذنب
فلا وصل إلاّ بين أسمائنا التي
تسافرُ منَّا في مُعَنْونَة ِ الكتبِ
فدائمة السقيا سماءُ مدامعي
لخدي، وأرض الخدّ دائمة الشرب[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
رقم القصيدة : 13237
-----------------------------------
فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ
وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاة ِ إقامتِي
فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي
فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب
خذ العزم من برد السلو فإنما
هوى الغيد عندي للهوان نسيب
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها
لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب
فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لها
طلوعٌ على آفاتها وغروب
ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ
ترى النفس فيه سعيها فتطيب
وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدة ٍ
فكمْ بلدة ٍ فيها المجالُ رحيب
إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً
لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ
ومنكرة ٍ مني زماعاً عرفته
عدوك يا هذي إليّ حبيب
جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ
جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ
وقالت غرابيب درجنَ ببينه
سيستدرج الأعوام وهو غريب
فما كان إلا ما قضى بالُها به
فهل كان عنها الغيب ليس يغيب
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى
وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ
رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى
هي الكفّ ترمي أختها فتصيب
وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ
من الآل هزت جانبيه جنوب
ومستعطفات بالحداء على السرى
إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها
تبوّع منها في النجّاء ضروب
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ
مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب
ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندها
كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب
كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها
فأنت إلى الرحمن منه تتوب
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها
رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ
ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه
مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ
كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ
إذا لذع الأحشاء منه لهيب
وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه
من العرق الجاري عليه صبيبُ
وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه
قطاة ٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه
ولا لاح للتلويح منه شحوبُ
له لولبٌ في العين ليس يديره
لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب
رقيبٌ على شمس النهار بفعله،
أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ
إذا نزل الركبان طابَ لنفسه
على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ
تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكة ٌ
من التبر ليست بالوقاد تذوب
خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه
على كلّ عُودٍ بالفلاة ِ صليبُ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
رقم القصيدة : 13238
-----------------------------------
وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
وفقد شبيبتك الذاهبَهْ
وسبعينَ عاماً ترى شمسَها
بعينك طالعة ً غاربهْ
فوَيحك هل عبَرَتْ ساعة ٌ
ونفسُكَ عن زلة ٍ راغبه
فرغت لصنعك ما لا يقيك
كأنك عاملة ناصبه
وغرتّك دنياك إذ فوّضت
إليك أمانيَّها الكاذِبهْ
أصاحبة ً خلتها؟ إنَّها
باحداثها بئست الصاحبه
أما سلبتْ بُرْدَ الشباب؟
فهل يُستردّ من السالبه
وإنّ دقائق ساعاتها
لِعُمْرِكَ آكلة ٌ شاربه
وإنَّ المنية من نحوها
عليك بأظفارها واثبه
ألمْ ترها بحصاة الردى
لكلِ حميم لها حاصبه
كأنَّ لنفسك مغنيطساً
غَدَتْ للذنوبِ به جَاذِبهْ
فيا حاضرا أبدا ذنبُهُ
وتوبته أبداً غائبه
أذِبْ منك قلبا تُجاري به
سوابقَ عبرتك الساكبه
على كلّ ذنبٍ مضى في الصِّبَا
وأتعبَ إثباتُه كاتبهْ
عسى الله يدرأ عنك العقابَ
وإلاَّ فقد ذُمّت العاقِبهْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
رقم القصيدة : 13239
-----------------------------------
ومشرعة ٍ بالموتِ لِلطّعْنِ صَعْدَة ً
فلا قِرْنَ إنْ نادتْهُ يَوْماً يُجبِيها
مُدَاخِلة ٌ في بعْضها خَلْقَ بَعضها
كجوش عظم ثلمته حروبها
تذيقُ خفيّ السمّ من وَخْزِ إبرة ٍ
إذا لسبتْ ماذا يلاقي لسيبها
وتمهل بالراحات من لم يمت بها
إلى حين خاضت في حشاه كروبها
إذا لم يكن لونُ البهارة لونها
فمن يرقانٍ دبّ فيه شحوبها
لها سورة ٌ خصتْ بصورة ٍ ردة ٍ
تَرَى العين منها كل شيء يريبها
وقد نصلت للطعن مَحْنِيَّ صَعْدَة ٍ
بشوكة ِ عُنّابٍ قتيل زبيبها
ولم ترَ عينٌ قبلها سمهرية
منظمة ً نظم الفرند كعوبها
لها طعنة ٌ لا تستبين لناظرٍ
ولا يرسل المسبار فيها طبيبها
نسيتُ بها قيساً وذكرى طعينهِ
وقد دق معناها وجلَّت خطوبها
يحمل منها مائع السمّ بغتة ً
نجيع قلوب في الضلوع دبيبها
لها سقطة ٌ في الليل مؤذية ٌ بها
إذا وجبت راع القلوب وجيبها
ونقرٌ خفيّ في الشخوص كأنه
بكلِّ مكان ينتحيه رقيبها
ومن كلّ قطر يتقي شرها كما
تذاءب في جنح الدجنة ذيبها
تجيء كأم الشبل غضبي توقدت
وقد تَوَّجَ اليافوخَ منها عسيبها
بعينٍ ترى فيها بعينك زرقة ً
وإن قلّ منها في العيون نصيبها
حكى سَرطاناً خَلْقُهَا إذ تَقَدّمت
وقدّمَ قرنيها إليه دبيبها
وتالٍ من القرآن «قلْ لَنْ يُصِيبُنَا»
وقد حانَ من زُهْرِ النجوم غروبها
يقولُ وسقفُ البيت يحذفُهُ بها
حصاة ُ الردَّى يا ويح نفسٍ تصيبها
فصبّ عليها نعلهُ فتكسّرت
من اليبس تكسيرَ الزُّجاج جنوبها
عدوّ من الانسان يعمرُ بيته
فكيف يوالي رقدة يستطيبها
ولولا دفاع الله عنّا بلطفه
لَصَبَّتْ من الدُّنْيا علينا خطوبها[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> كُنْ واثقاً بالله سبحانه
كُنْ واثقاً بالله سبحانه
رقم القصيدة : 13240
-----------------------------------
كُنْ واثقاً بالله سبحانه
فهو الذي يصرفُ عنك الخطوبْ
واصرفْ إليه الوَجْه عن معشرٍ
قد صرفوا عنك وجوهَ القلوب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
رقم القصيدة : 13241
-----------------------------------
أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أم سراجٌ نارهُ ماءُ العنب
أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي
يجتليها اللهو في عقد الحبب
يا شقيق النفس، أنفاس الصَّبا
بردت، والصبح لاشكّ اقترب
قمْ أمتِّعك بعيشٍ لمْ تَقَعْ
في صفاءٍ منهُ أقذاءُ النوب
فلقد حان لضوء الفجر أنْ
يضربَ السرحانُ فيه بذنبْ
فأدِرْهَا تَحْتَ لَيْلٍ سَقْفُهُ
ظلمة ٌ فيها من النور ثقب
أو على برقِ سماءٍ ضاحكٍ
غيمُهُ بالدّمْع منه منسكِب
سَكِرَ الرّوْضُ وغنَّى طيرُهُ
أفلا ترقصُ قامات القضب
هات دراً فيه ياقوتٌ وخذ
جسمَ ماءٍ حاملاً روحَ لهب
قهْوَة ً لو سُقِيَتْها صخرة ٌ
أورقتْ باللّهو منها والطَّربْ
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها
ألطف الشيءين عندي ما انجذب
وُلِدْتْ بالشّيبِ في عنقودها
وهِيَ اليومَ عجوزٌ لم تشب
كلَّما مَوّجَهَا المزنُ أرَتْ
حبب الفضة في ماء الذهب
ما درى خمَّارُها عاصِرَها
فحدِيثُ الصدق فيها كالكذب
خندريس عتقت في أجوفٍ
من دم العنقود مملوء نخبْ
واضعٌ كفّيه في أخصاره
وقيامٌ في قعود قد وجب
دفنوا اللذّة فيها حية ً
وأتى الدهرُ عليها.. وذهب
ظَنَّهُ كنزا فلمَّا انْتسَبَتْ
منه للأنف درى ذاك النسب
قلتُ إذا أبرَزَها في قعبه:
أهيَ بنت الكرم أم أمّ الحقب
قتلتني وهي بي مقتولة ٌ
صولة ُ الميت على الحيّ عجب
كيفَ لا تصرعني صوّالة ٌ
وهي منِّي في عروقٍ وعصب
ومليح الدلّ إنْ علّ بها
قلتَ نجمٌ في فمِ البدر غرب
شعشع القهوة َ في صوب الحيا
وسقانِي فضلة ً مما شربْ
فتلاقى في فمي من كأسِهِ
ماءُ كَرْمِ وغمامٌ وَشَنَبْ
وشدا من مدح يحيى نغماً
هزَّ منه الملكُ عِطفيه طَرَبْ
من معزِّ الدين في الفخر له
خيرُ جَدٍّ، وتميمٌ خيرُ أبْ
مَنْ له وَجْهُ سمَاحٍ سافرا
أبداً للمجتدي لا ينتقب
ملكٌ عن ثغرة ِ الدين اتقى
ورمى الأعداءَ بالجيش اللجب
في سرير الملك منه قمرٌ
يُجتلى يومَ العطايا بالسحب
طاهرُ الأخلاق مألوفُ العلى
طيِّبُ الأعراق مصقول الحسب
عادلٌ تعكف بالحمد على
ذكره أفواهُ عُجمٍ وعرب
سالبٌ منه الندى ما سَلَبَتْ
من أعاديه عواليه السُّلُبْ
في نصابٍ لم يزل من حمير
مُعْرِقاً في كلّ قَوْمٍ مُنْتَخَبْ
بُهْمٌ إنْ ذُكِرَ الجيشُ بِهِمْ
هالَ منه الرعبُ واشتدّ الرّهَب
والحديدُ الصلبُ لولا بأسُهُ
لم يخَفْ في الطعنِ من لين القصب
أثبت الإقدامُ في أنفسهِم
أنَّ مُرَّ الضّرْبِ حُلْوٌ كالضَّرْبِ
يتّقي فيضَ النّدى مَنْ كَفّهُ
عيل منه لدغ دهر يَنتهِب
وإذا ما ضحكت سنّ الرضى
منه لم يُخشَ عبوسٌ في الغضب
كلّ قطر منه يلقى مشرباً
من جداه ولقد كان سرب
يحسب الطودَ حصاة ً حِلْمُهُ
وتظنّ البحرَ نعماهُ ثُغَب
نال أهلُ الفضل منه فضلهم
ومن الشمس سنا نور الشّهب
تتّقِي الأعداءُ منه سطوة ً
وهو في ظلّ علاه مُحتجب
والهصور الوردُ يخشى وثبه
وهو في الغيل مقيمٌ لم يثب
كم فمٍ طاب لنا من ذكره
فهو كالمسكِ، وكم ثغر عَذُب
وكأنَّ الرَّوضَ في أوصافِهِ
تُغْمَسُ الأشْعار فيه والخطب
ثابتٌ كالطود في معترك
جائلِ الأبطال خفَّاقِ العَذَبْ
ورؤوس بالمواضي تُختلى
ونفوسٌ بالعوالي تُنتهب
كم شجاعٍ خاض في مهجته
بسنانٍ في الحيازيم رسب
قلمٌ يمشق في الطعن فقلْ
أمحا العيش أم الموت كتب
أيها الوصلُ من إحسانه
سبباً من كل منبٍ السبب
ربّ رأيٍ لك جهزتَ به
جحفلاً ذاقَ العدى منه الشجب
كنتَ يوم الحرب عنه غائباً
وظُبى نصركَ فيه لم تغب
كالذي يلعب في شطرنجه
رأيُهُ عنه تَخَطَّى في اللّعب
أنا من صاح به يوم النوى
عن مغانيه غرابٌ فاغترب
طفت في الآفاق حتى اكتهلت
غُرْبَتِي واحتنكتْ سنّ الأدب
ثمَّ أقبلتُ إلى المَلْكِ الَّذِي
مدّ بالطول على الدنيا طنب
مَنَح العلياء كَفَّيْ ناقِدٍ
فانتقى الدرّ وأبقى المخشلب
فَلَعَلِّي ببقايا عُمُري
منه أقضي البعضَ من حقٍّ وَجبْ[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
رقم القصيدة : 13242
-----------------------------------
لها العَتْبُ، هذا دأبها وَلَيَ العُتْبَى
سلمتُ من التعذيب لو لم أكن صبّا
رأى عاذلي جسمي حديثاً فرابه
ولم يدرِ أني قد رعيت به الحُبّا
وكيف ونفسي تؤثر الغصن والنقا
وتهوى الشقيقَ الغضّ والعَنَمَ الرطبا
وذاتِ دلالٍ أعْجَبَ الحسنَ خَلْقُهَا
فهزّ اختيالُ التّيه أعطافَها عُجبا
يكادُ وليدُ الذرِّ يجرحُ جسمَهَا
إذا صافحتْ منها أنامله الإتبا
فتاة ٌ إذ أحسنتُ في الحبِّ أذنَبَتْ
فمن أين لولا الجورُ تُلْزِمُنِي الذنبا
وإني لصعبٌ والهوى راضني لها
وغيرُ عجيبٍ أن يروضَ الهوى الصعبا
سريعة ُ غدرٍ سيفها في جفونها
وهل لك سلمٌ عند من خُلقتْ حربا
وروضة حسنٍ غردت فوقَ نحرها
عصافيرُ حَلْيٍ تلقطُ الدرَّ لا الحَبَّا
وألحقها بالسرب جيدٌ ومقلة ٌ
وإن لم يناسب درُّ مبسمها السربا
لها من فتون السحر عينٌ مريضة
تحلّبُ من أجفانها الدمع والكربا
شربتُ بلحظي سكرة ً من لحاظها
فلاقيت منها سَوْرَة ً تشربُ اللبَّا
وإني لصادٍ والزلالُ مبرَّدٌ
لدي، وإن أكثرت من صفوه شربا
فمن لي بودقٍ مُطفيءٍ حَرَّ غُلَّتِي
أباكرُ طلاًّ من أقاحِيّهِ عذبا
وقالوا أما يسلِيكَ عن شَغَفِ الهوَى
ومن ذا من السلوان يَسْلُكُ بي شعبا
وأنفاسها أذكي إذا انصرف الدجى
وريقتها أشهى ومقلتها أسبى
وحمراءَ تُلْقَى الماء في قيد سكرهِ
ويطلق من قيد الأسى شربها القلبا
َلَّدَ في ما بين ماءٍ ونارِها
مجوَّفُ درّ لا تطيق له ثقبا
قستْ ما قستْ ثم اقتضى المزجُ لينَها
فكم شررٍ في الكأس وشتْ به الشربا
وذي قتلة ٍ بالراح أحييتُ سمعه
بأجوفَ أحيته مُمِيتَتُهُ ضَرْبَا
فهَبَّ نزيفاً والنَّسيم معطَّرٌ
فما خلتهُ إلاّ النسيم الذي هبّا
شربنا على إيماض برقٍ كأنه
سنا قبس في فحمة الليل قد شبّا
سرَى رامحاً دُهْمَ الدياجِي كأبْلَقٍ
له وثبة ٌ في الشرق يأتي به الغربا
كأن سياط التبر منه تطايرت
لها قطعٌ مما يسوق بها السُحبا
إذ العيْش يجري في الحياة نعيمُهُ
وذيلُ الشبابِ الغضّ أركضهُ سَحْبَا
ليالي يندى بالمنى لي أمانها
كأيَّامِ يحيى لا تخاف لها خَطْبَا
سليلُ تميم بن المعزّ الذي له
مطالعُ فخرٍ في العلى تطلعُ الشهبا
هو الملك الحامي الهدى بقواضب
قلوبُ العدى منها مقلَّبة ٌ رعبا
إذا ما الحيا روى ليسكب صوبهُ
رأيتَ ندى يمناه يبتدر السكبا
بنى من منار الجود ما جَدُّهُ بنى
وذبّ عن الإسلام بالسيف ما ذبّا
وجهز للأعداء كل عرمرم
يغادرُ بالأرماح أرواحهم نهبا
كتائب يعلوها مشار قتامها
كما نشرت أيدٍ مرسّلة كتبا
وتفشي سريراتِ النفوسِ حماتها
بجهد ضراب يصرع الأسر الغلبا
إذا ما بديع المدح ضاق مجاله
على مَادحٍ ألفاهُ في وصفه رَحْبا
ثناءٌ تخال الشمس ناراً له وما
على الأرض من نبتٍ له منزلاً رطبا
سميعُ سؤالِ المُجْتدِي غيرَ سامعٍ
على بذلِ مالٍ من معاتبه عتبا
ومن ذا يُردّ البحر عن فيض مدهِ
إذا عَبَّ منه بالجنائب ما عَبَّا
إذا ما أديرتْ بالسيول من الظُّبَى
رحى الحرب في الهيجاء كان لها قطبا
شجاعٌ له في القِرْن نجلاءُ ثَرَّة ٌ
يُجَرّرُ مِنْها وهو كالثّملِ القُضْبا
يطير فراش الرأس مضربُ سيفه
وعاملهُ في القلب يحترش الضبّا
يخوضُ دمَ الأبطال بالجرد في الوغى
فيصدرها ورداً إذا وردت شهبا
عليمٌ بأسرار الزَّمان فراسة ً
كأنَّ لها عيناً تريه بها العُقْبى
قريبٌ إذا ساماه ذو رفعة ٍ نأى
بعيدٌ إذا ناداه مستنصرٌ لبّى
يُشْرِّدُ من آلائِه الفقرَ بالغِنَى
لها وَرَقاً يَنْبَتن في الناء أو قُضبا
يطوّقُ ذا الجُرْم المخالِفِ مِنَّة ً
ولولا مكان الحلم طوقة ُ العضبا
يعدّ من الآباء كلّ متوّجٍ
نديم المعالي ملكَ المال والتربا
لهمْ كلّ مرتاعٍ به الروع معلمٌ
إذا الحرب بالأرماح ناجزت الحربا
مضِّرم هيجا، في طوية ِ غمده
من الفتك ما يرضي منيَّتها الغضبى
إذا حاولوا قَضْبَ الجماجم جرّدوا
وإن رُفعت فوق المفارق صَيّرَتْ
دبيب المنايا من مضاربها وثبا
لقد أصبحتْ ساحاتُ يحيى كأنَّما
إليه نفوسُ الخلق منقادة ٌ جذْبا
ربوعٌ بعثت الطرفَ فيهنّ خاشعاً
وإن كان بُعْد العزّ يمتنح القربا
فلا همّة ٌ إلاَّ رأيتُ لها عُلًى
ولا أمة إلا لقيت لها ركبا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
رقم القصيدة : 13243
-----------------------------------
بلى ، جرّ أذيال الصبا وتصابى
وأوْجَفَ خيلاً في الهوَى وركابا
قطعتُ زماني بالشمول مسنة ً
وبالرّوْضِ كهلاً، والفتاة ُ كَعابا
فبتّ كسرٍ في حشا الليل داخلٍ
على حَبّة ِ القلبِ المصونِ حجابا
كأن الدجى من طوله كان جامداً
فلما تنارعنا التحية ذابا
فقلْ في ظلامٍ طال ثم بدا له
فقد أبصرتْ منهُ العيون عُجابا
فلم يألفوا إلاَّ السرورَ جَنابَا
غدا كعبهُ في كفّة الملك عالياً
إلى قمرٍ تسري إليه كأنَّما
ترى قلما منها يخطّ كتابا
ولو خضب الأيدي نداه رأيتم
ولم أرَ كالدّنيا خؤوناً لصاحبٍ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> من كان يعذب عندها تعذبني
من كان يعذب عندها تعذبني
رقم القصيدة : 13244
-----------------------------------
من كان يعذب عندها تعذبني
أنى ترقّ لعبرتي ونحيبي
من أين يعلم من ينام مسلَّماً
حُمة ً تؤرق مقلة الملسوب
أتدبّ في جفنيه طائفة الكرى
وعقاربُ الأصداغ ذاتُ دبيب
وتنام في ورد الخدود ولدغها
متسرّب من أعينٍ لقلوب
وكأنَّما سَمٌّ مُذِيبٌ مِسْكُهَا
أيذيبني والمسكُ غير مُذيب
كيف السبيل إلى لقاء غريرة
تلقى ابتسام الشيب بالتقطيب
من أين أرجو أن أفوز بسلمها
والحرب بين شبابها ومشيبي
ما حبَّ شمس عنك تغرب في الفلا
من أنجم طلعت بغير غروب
قالت لمنشدها نسيبي: ما له
ليس النسيب لمثله بنسيب
فإلام يُنشدني تغزّلَ شاعر
ما كان أولاه بوعظ خطيب
يا هذه أصدى دعوت مردداً
ليجيب منك فكان غير مجيب
ليتَ التفاتي في القريض أعرتِهِ
حُسنَ التفاتك رحمة ً لكئيب
وذكرتِ من ضرب المرفل صيغة ً
بمرفل من ذلك المسحوب
وعسى وعيدُك لا يضيرُ فلم أجِدْ
في البحر ضرباً مؤلم المضروب
إنَّ الزمان أصابني بزمانة ٍ
أبلت بتجديد الحياة قشيبي
ففنيت إلاّ ما تطالع فكرتي
بالحذق من حِكَمي ومن تجريبي
ووجدتُ علم الشعر أخفى من هوًى
لم تفشهِ عينٌ لعين رقيب
ومدائحُ الحسنِ المبخَّرَة ُ الّتي
فغمت بطيب الفخر أنفَ الطيب
ذو همَّة ٍ لَذَلَ الندى وحمى الهدى
بمهنَّدٍ ذرِبٍ بكفِ ضروب
حامي الحقيقة ِ عادلٌ لا تَتَقِي
في أرضه شاة ٌ عداوة َ ذيب
ملكٌ غدا للعيد عيداً مبهجاً
يرعى الفللا بفمٍ وترعى نحضهُ
ورد المصلى في جلال معظَّمٍ
ووقارِ مخشع وسمت منيب
بعرمرم ركبت لإرجال العدى
عقبانُ جوٍّ فيه أُسْدَ حروب
عُقِدَ اللواءُ به على ذي هيبة ٍ
حالي المناسلب بالكرام حسيب
والبُزلُ تجنحُ بالقبابِ تهادياً
عومَ السفين بشمألٍ وجنوب
من كلّ رَهْوٍ في المقادة مَشْيُهُ
نَقَلَ الخطى منه على ترتيب
وكأنما تعلو غواربها ربُى
روضٍ بثجّاج الحيا مَهْضوب
ونجائبٍ مثلِ القسيّ ضوامرٍ
وصلت بقطع سباسب وسهوب
من كلّ مختصرِ الفلاة بِمَعْجلٍ
فكأنها إيجازُ لفظِ أديب
يرعى الفلا بفمٍ وترعى نحضه
من منسمٍ للمروِ ذي تشذيب
ومطلة في الخافقين خوافقٍ
كقلوب أعداء ذوات وجيب
من كل منشور على أفق الوغى
مسطُورُه كالمُهْرَقِ المكتوب
جاءت تتربه العتاق بنقعها
والريح تنفضه من التتريب
أو كلّ ثعبانٍ يُناطُ بقسورِ
بين البنودِ كَمُحَنَقٍ وَغَضُوب
صور خُلعنَ على الموات فخليت
فيها الحياة بسورة ووثوب
وفغرن أفواهاً رحاباً عطلت
أشداقها من ألسن ونيوب
من كلّ شخصٍ يحتسي من ريحه
روحاً يحرك جسمه بهبوب
وترى بها العنقاءَ تنفضُ سِقْطَها
في نَفْنَفٍ للحائمات رحيب
وصلْتُ ذُرى المهديّتين وهاجرتْ
وكراً لها بالهند غير قريب
وصواهلٍ مثل العواسل عدوها
أبدا لحرب عدوّك المحروب
مِنْ كلّ وَرْدٍ ما يشاكلُ لونَهُ
إلاّ تورّد وجنة ِ المحبوب
وكأنَّما كَنَزَتْ ذخيرة ُ عِتْقَه
منه عبابَ البحر في يعبوب
أو أدهمٍ داجي الإهابِ كأنَّما
صَبَغَ الغرابَ بلونهِ الغربيب
أرساغهُ دُررٌ على فيروزجٍ
لان الصفا من وقعهِ لصليب
يعدو ولا ظلٌّ له فكأنَّهُ
برق فيا للبرق من مركوب
أو أشهبٍ مثل الشهاب ورجمهِ
شخصَ المريدِ بِمُحرقٍ مشبوب
لافرقَ ما بين الصباح وبينه
إلاَّ بعدوٍ منه أو تقريب
أو أصفرٍ مثل البهار مغيّر
بسواد عَرْفٍ عن سواد عسيب
أو أشعل للون فيه شعلة ٌ
تذكى بريحٍ منه ذات هبوب
وكأنه مِرداة صخرٍ حطّهُ
من علوَ سيلٌ ماجَ في تصويب
وكأنَّما سَكِرَ الكميتُ بلونه
فلهُ بمشيته اختيال طروب
وكأن حدة َ طرفه وفؤاده
من خَلْقِهِ في الأذن والعرقوب
وجلت سروج الحلي فوق متونها
سرجاً تألق، وهي ذات لهيب
صَدَرَتْ من الذهبِ الثقيل خفافُها
ونشاطها متخثرٌ بلغوب
وكأنَّما من كلّ شمسٍ حلية
صيغت لكلّ مسوَّمٍ مجنوب
صليت ثم قفوت ملة َ أحمدٍ
في نَحْرِ كلّ نجيبة ٍ ونجيب
من كلّ مرتفع السنام تحمَّلتْ
فيه المُدَى بالفرْيِ والتْرغيب
حيثُ الندى بعفاته متبرحٌ
تسديه كفّ متوَّج محجوب
يا من قوافينا مخافة َ نقده
خَلُصَتْ من التنقيح والتهذيب
لم يبقَ في الدنيا مكان غير ذا
يجري المديح به ذوو التأويب
خذها عروسَ محافل لا تجتلى
إلا بحلي علاك فوق تريب
لم يخرج الدرُّ الذي زينت به
إلاَّ بغوصٍ في البحور قريب
أما بناتي المفردات فإنها
في الحسن أشهر من بنات حبيب
لا ينكح العذراء إلا ماجدٌ
تبقى بعصمته بقاءَ عسيب
وأنا أبو الحسناءِ والغرّاءِ إنْ
أغربْ فما الإغرابُ لي بغريب
يدعو لك الحجّاج عند عجيجهم
وصِياحِهِمْ بالبيتِ في ترحيب
من كلّ أشعثَ مُحْرمٍ بلغ المُنَى
بِمِنى ً وأدركَ غاية َ المطلوب
يبكي بمكة والحجونِ مردداً
وبيثربٍ يدعو بلا تثريب
فبقيت في العليا لتدمير العدى
وغنى الفقير وفرجة ِ المكروب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ
غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ
رقم القصيدة : 13245
-----------------------------------
غَيَّرَتْهُ غِيَرُ الدَّهْرِ فشابْ
ورمته كلُّ خود باجتناب
فغدا عند الغواني ساقطاً
كسقوط الصفر من عد الحساب
وتولى عنه شيطانُ الصبا
إذا رماه الشيبُ رجماً بشهاب
وكأنَّ الشَّعَرَ منه سَعَفٌ
يلتظي فيه شواظٌ ذو التهاب
أيها المُغْرِى بِتأنِيبِ شجٍ
سُلّطَ الوجد عليه، هل أناب؟
هامَ، لا همتَ، من الغيد بمن
حبّها عذبٌ، وإن كان عذاب
لمتَ، لا لمتَ، عميداً قلبهُ
عن سماعِ اللوم فيها ذو انقلاب
والهوى باقٍ مع المرء إذا
كان من عصرِ الصِّبا عنه ذهاب
بأبي من أقبلتْ في صورة ٍ
ليس للتّائب عنها مِنُ متاب
كُلُّ حُسْنٍ كامِلٍ في خَلقها
ليتها تنجو من العين بعاب
فالقوام الغصن، والردف النقا،
والأقاحُ الثَّغْرُ، والطَّلُّ الرُّضاب
ظبية ٌ في العقد إما التفتتْ
ومهاة حين ترنو في النقاب
ضاع قلبي فالتمسهُ عندها
تُلْفِهِ في النحر وُسْطَى بِسِخَاب
روضة ٌ تعبقُ نشرا ما لها
غُمست في ماءِ وردٍ وملاب
عنّفت رسلي، وردّت تحفي
وأتت تقرع سمعي بالعتاب
ومحتْ أسطر شوقٍ كُتبتْ
بدموع، نِقْسها قلبٌ مذاب
ثمّ غطت بنقاب خدّها
مَنْ رأى الشمس توارت بالحجاب
بكلامٍ يسْتبي أهلَ النَّهى
ويحطّ العصم من شمّ الهضاب
حيث أخلاقي رواضٍ خَضَعَتْ
في الهوى منها لأخلاقٍ صعاب
كيفَ لا أبكي بهذا كلّه
وأنا الفاقد ريعان الشباب
صدّت البيضُ عن البيضِ أما
كان ما بين الشبيهين انجذاب
أفلا أبكي شباباً فقدهُ
قلبَ الماء لظمآنٍ سراب
أخطأ الشيبُ ظباءً، والصِّبا
لو رماها خَذَفَاتٍ لأصاب
خُذ برأيٍ في زماع واصلٍ
طرفَيْهِ: بسفين وركان
واغتربْ وارجُ المنى كم من فتًى
معدمٍ نال المنى بعد اغتراب
إنَّ أتراحَ النوى يعقُبُها
بجزيلِ الحظِّ أفراحُ الإياب
وإذا نابك خطبٌ فاقرهِ
بمهيبٍ فهو للإسلام ناب
إنَّ للقائد عزا، جارُهُ
في جوار النجم محميّ الجناب
أسَدُ الروع الذي حملاقهُ
يُرْسِلُ اللحظَة َ موتاً فَيُهاب
صارمٌ يُبْكي دُمَى الرومِ دَماً
إن تغنَّى منه في الهام ذُباب
في جهادٍ قَرَنَ الله به
عنده الزّلفى إلى حُسْن المآب
كم بأرضِ الشرك من معمورة ٍ
أصبحت في غَزْوِهِ وهي يَبَاب
في أساطيلَ ترى أحشاءها
لبنات الرومِ فيهنّ انتحاب
ككناسٍ بغمتْ غزلانهُ
من زئيرٍ راعها منْ أُسْدِ غاب
كلّ مسودّ قراهُ خلقة ً
لابساً من ذلك الليل إهاب
إنّ ثعبان سراه يقتدي
في نعيب منه بالبرّ غراب
شجراتٌ حَمْلُها البيضُ إذا
نوّرتْ بالمشرفيات العضاب
أثمرتْ بالعينِ في الماءِ وإن
ثوّرتْ منه عجاجات العباب
تقرأ الأعلاجُ منها للردى
فوْقَ طِرْسِ الماءِ أسطارَ كتاب
مَنْ صناديدهمُ إنْ ساوروا
أسُدَ البيد وحيّات الشعاب؟
لستُ أدري أقلوبٌ منهمُ
أمْ صخورٌ في الحيازيم صِلاب
بُهَمٌ إن ثَوّبَتْ حَرْبٌ بِهِمْ
أوجفوا البُزْلَ إليها والعِراب
أيها العزم الذي منه زكا
في المعالي عنصر المجد وطاب
هاكها بنتَ ضميرٍ أعْرَبَتْ
عن معاليك بألفاظٍ عِذاب
يا لها من حكمة ٍ بالغة ٍ
خاطبَ الفضلَ بها فصلُ الكتاب
وَصِلِ الغزوَ بتدميرِ العدى
واحيَ في العزِّ لتسهيل الصعاب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الصبح شرَّ بغيضِ
الصبح شرَّ بغيضِ
رقم القصيدة : 13246
-----------------------------------
الصبح شرَّ بغيضِ
والليل خير حبيب
فما أحدثُ إلا
عن ممرضي وطبيبي
فالصبح أبعدَ مني
قربَ الغزال الربيب
فلو قضيتَ لقلبي
لما شكا من وجيب
أمتَّ عينَّ صُباحي
يوماً وعينَ رقيبي[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
رقم القصيدة : 13247
-----------------------------------
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
لياليَ كنتُ في شرخ الشبابِ
فصرتُ إذا مرضت خشيت موتاً
وقلتُ: قد انقضى عدَدُ الحساب
فنفسُ الشيخ تضعف كلّ حينٍ
وقوّتُهُ على طرَفِ الذّهاب
ولستُ مصدقاً خدع الأماني
وهل تُوكى المَزَادُ على السَّرابِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> نعوذ من الشيطان بالله إنه
نعوذ من الشيطان بالله إنه
رقم القصيدة : 13248
-----------------------------------
نعوذ من الشيطان بالله إنه
يوسوسُ بالعصيان في أُذُنِ القلبِ
عَدُوّ أبينا قبْلنا والذي له
جنودٌ مع الأيام دائمة ُ الحرب
ولو لمْ يكنْ أمرُ الشياطين يُتّقى
لما احترستْ منها الملائك بالشهب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
رقم القصيدة : 13249
-----------------------------------
رُوَيْدَكِ يا مَعذِّبَة َ القلوبِ
أما تخشين من كسب الذنوب
متى يجري طلوعك في جفوني
سنا شمسٍ مواصلة ِ الغروب
وكم تبلي الكروب عليك جسمي
ألا فَرَجٌ لديك من الكروب
وأنْتِ قدحتِ في أعشار قلبي
بسهميكِ: المُعلّى والرّقيب
ولم أسمع بأن عيون عينٍ
تُفِيضُ سهامَهُنّ على القلوب[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
رقم القصيدة : 13250
-----------------------------------
أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أم قِداحٌ مفوِّقات لضربي
صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ
ويحَ قلبي ماذا يُعدّ لقلبي
تلكم الأعينُ التي خذلتني
في التصابي بها خواذل سرب
رَبَة َ البُرْقُعِ التي فيه تحمي
وردة َ الخدّ عقربٌ ذات لسب
قد مَزَجْتِ العَذَابَ لي فهو عذبٌ
بزلالٍ من ماء ثغرِكِ عَذْبِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
رقم القصيدة : 13251
-----------------------------------
باكر صبوحك من سلاف القهوة ِ
وامزج بسمعك صِرْفَها بالنغمة ِ
وانظر إلى النارنج في الطبق الذي
أبدى تداني وجنة ٍ من وجنة ِ
ومن العجائب أن تضرّم بيننا
جمراتُ نار تُجْتَنى من جنة ِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
رقم القصيدة : 13252
-----------------------------------
ولقد سريتُ بفتية ٍ قطعوا الفلا
بعزائمٍ مثل الصوارم سلّتِ
وكأنَّ ليلة عزمهم زَنْجِية ٌ
زينتْ بحليِ نجومها فتحلّت
غمستهم في غمرة ٍ من هولها
صَبَرُوا لها بِسُرَاهم فتجلّتِ
وكأنَّما عُقَدُ الحنادِس بُوكِرَتْ
بيدٍ من الصبح المنير فحلّت
وكأن أنجمها على أعجازها
درقٌ على أكفال دهمٍ ولتِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
رقم القصيدة : 13253
-----------------------------------
ياليلة ً فزت إذ ظفرت بها
لأنْتِ صَفْوُ الحَياة ِ لو دُمْتِ
هزَمتُ فيك الهمومَ فانْهَزَمتْ
بكرّ شُقْرِ الكؤوس والكُمْت
وكادَ ليلي يكون من قصرٍ
غَيرَ زَمَانٍ مجدّد الوقت[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وذي أربع كخوافي العُقاب
وذي أربع كخوافي العُقاب
رقم القصيدة : 13254
-----------------------------------
وذي أربع كخوافي العُقاب
يطير بها السبق عن حلبته
كأنَّ الصَّبَا قُيّدَتْ خَلْفَهُ
مقصِّرة ٌ عن مدى وثبته
ترى الليل يغمس في وجهه
ويبتَسمُ الصبحُ من غُرّتِهْ
يقدّمُهُ للوغى مِحْرَبٌ
كأن الغضنفر في نثلته
كأن المدى منه في قبضة
فإيَّاكَ، إيَّاكَ من قبضتهْ
بأزرق في أسمرٍ لم يزل
دم الذمر كالكحل في زرقته
وعضبٍ لأنْفُسُ أُسْدِ الكفاحِ
معاطبُ، تكمنُ في سلته
ترى خضرَة َ الماء مشبوبَة ً
بها حمرة النار في صفحته
وتحسبه وادياً مُفْعماً
سراباً تموّج في قفرتهْ
ينالُ به فُسْحَة ً في العلى
من ازدحم الهمُّ في همته[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> الدمع ينطق واللسان صموت
الدمع ينطق واللسان صموت
رقم القصيدة : 13255
-----------------------------------
الدمع ينطق واللسان صموت
فَانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يَظْهَرُ كلّ يومٍ بي ضَنى ً
فلذاك عن عين الحمام خفيت
صبٌّ يطالِبُ في صبابَة ِ نَفْسِهِ
جسداً بمدية ٍ سقمه منحوت
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوة ً
فاللّحظ منكَ لنارها كبريت
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ
لكنْ ذكرتُ هوى الدمى فنسيت
كيف التخلُّصُ من فواترِ أعينٍ
يُلْقِي حبائلَ سحرها هاروت
ومعذبي مَنْ يَسْتَلذّ تعذبّي
لا بات من بلواي كيف أبيت
وشأٌ أحن إلى هواه كأنه
وطنٌ، وُلدت بأرضه ونشيت
في ليل لمته ضللت عن الهوى
وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديت
ومنعَّمٌ جرح الشباب بخدِّه
لحظي فسالَ على المها الياقوت
وأنا الذي ذاقت حلاوة حسنه
عيني فساغَ لطرفها وشجيت
قال الكواعبُ؛ قد سعدتَ بوصلنا
فأجبتها: وبهجركنّ شقيت
كنتُ المحب كرامة ً لشبيبتي
حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيت
من أستعين به على فرط الأسى
فأنا الذي بجنايتي عوديت
كنت أمرأً لم ألق فيه رزية ً
حتى سُلِبْتُ شَبيبَتِي فَرُزِيت
تهدي لِيَ المرآة ُ سُخْطَ جنايَتي
فالله يَعلمُ كيف عنه رضيت
همي كسقط القبس لكن طعمه
عمرٌ إذا أفناه فيّ فنيت
وإذا المشيب بدا به كافوره
كَفَرتْ به فكأنَّه الطَّاغوت
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به
عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت
لَيْلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرة ٍ
وحجول أربعة ٍ بهنّ القوت
متفننٌ في الجري يتَّبعُ اسمَه
منه نعوتٌ بعدهنّ نعوت
أطلقَتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة
تبغي بلحظِكَ صيدها فتفوت
لقطتْ قوائمه الأوابد شُرَّداً
قد كانَ منهُ لجمعها تشتيت
فكأنما جمدَ الصُّوار لدوْمِهِ
تحتي فلي من صيدها ما شيت[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
رقم القصيدة : 13256
-----------------------------------
سارعْ إلى الحق وعوّلْ على
قولِ الحكيم بارع الحكمة ِ
إن شئتَ أن تحيا فكنْ صادقاً
فإنما الكذاب كالميتِ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
رقم القصيدة : 13257
-----------------------------------
ومسبلة ٍ دَمعاً يَسوغُ عذوبة ً
على أن دمع المقلتين أجاج
مرتها صباها حين درَّت فأرضعت
بسائط، من أخلاقها، وفجاج
تخرق فيها لمعُ برقٍ كأنما
يشبّ ويخبو من سناه سراج
علت خيلُنا منها جليدا فلم يُتَحْ
بنا للعدى من عدوهن عجاج
وكم حافرٍ في الرسغ منه زبرجدٌ
كسير به ممَّا علاه زجاج
بأُسدِ وغى ً كم قيل عوجوا، نُصرْتُمْ
على الموت من حرب العداة ، فعاجوا
غُنمَ إلاَّ كلّ رأسٍ كأنَّه
على الرمح من ضرب المهند تاج
وخمْصانة ٍ منقادة ٍ بذوائبٍ
لسائقِهَا خَلْفَ الجَوَادِ لجاج
كأن وراء الخيل منها جآذراً
تُرَوَّعُ أحضارٌ لهنّ دماج
فكان لنا في الرّومِ قتلٌ معجَّلٌ
وفينا لهم من الوشيج شجاجْ[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
رقم القصيدة : 13258
-----------------------------------
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سَيْفاً
حده في طلا عداه ولوج
فرأينا في دسته بحر بأس
مُدّ منهُ إلى الضّرابِ خَلِيجُ
وحسبنا الفِرِندَ أرجلَ نملٍ
عبرت منه جدولاً لا يموج[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
رقم القصيدة : 13259
-----------------------------------
وما روضة ٌ حيّ ثرى أقحوانِها،
يضاحكها في الغيم سِنّ من الضِّحَ
كأن صباها للعرانين فتّقت
نداها بندٍ فهي طيبة ٌ النفح
بأطيبَ من ريَّا لماها لراشفٍ
إذا انتبهتْ في الشرق ناظرة ُ الصبح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
رقم القصيدة : 13260
-----------------------------------
يا ليلَ هجرِ الحبيب طُلْتَ على
صبٍ من الشوق دائم البرج
بحمرة ٍ في الجفون تحسبها
نَدَرْتُهَا في الفُؤَادِ عن جرح
هل جمد البحرُ من دجاك فما
ينتقل الحوت فيه بالسبح
أم حدثت حيرة ٌ مواصلة
في الجوّ بَيْنَ البُطَيْنِ والنَّطح
لو كنت ليل الشباب بتّ إلى الـ
ـصُّبْحِ من الشيب طائرَ الجُنح
لو كنت ليلَ الشباب فتّ ولم
تدّركِ الناظرين باللمح
متى أرى كلكلاً بركت به
يَطْعَنُ فيهِ السِّماكُ بالرّمح
وللثّريا جناحُ قاطِعة ٍ
بالخفق منه مسافة الجنح
وأشهبُ الصبح في إغارته
يستاقُ مَا للنّجومِ من سرح
فاطو رواقَ الظلام عن أفقٍ
تُنْشَرُ فيه مُلاءَة الصبح[/font]

[font=&quot] [/font]
 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
رقم القصيدة : 13261
-----------------------------------
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
كرهاً، وجُنحُ الليل مدّ جناها
جَمَعَ الشبابُ به بنيهِ، وبينهم
شيخٌ غدا شيبٌ عليه وراحا
وكأنه في كلّ داجي شعرة ٍ
في الرأسِ منهُ مُوقِدٌ مصباحا
أمسَيتُ مَفطوماً عن الكأسِ التي
يتراضعُ الندمَاءُ منها راحا
إلاّ شميماً كان همّاً سُكرهُ
وغناؤه في مسمعي نياحا
جُرنا على الصبا الزاهي الذي
عَزَلَ الهمومَ ومَلّكَ الأفراحا
أبناءُ عصرٍ فَتّقُوا من بَينهم
مِسْكَ الشَّبِيبة ِ بالمدامِ ففاحا
جعلوا حُداءَهُمُ السماعَ وأوجفوا
بدلَ القلائصِ بينهم أقداحا
وكأنما نبضتْ لهم أفواهم
بالشرب من أجسامها أرواحا
حتى إذا اصطحبوا فررتُ فلم يجدْ
للشيب بينهم الصباحُ صباحا
ما لي أكافحُ قِرنَ كأسٍ جالَ في
ميدان نشوته وجال كفاحا
ومجدَّلٌ شاكي السّلاحِ من الصِّبا
من لم يُبقّ له المشيب سلاحا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> تقول وقد لاحت لها في مفارقي
تقول وقد لاحت لها في مفارقي
رقم القصيدة : 13262
-----------------------------------
تقول وقد لاحت لها في مفارقي
كواكبُ، يَخفى غيرها، وهي لائحهْ
أراكَ محباً لا محباً فعدّ عن
مكابدة ٍ تشقى بها لا مسامحهْ
تروح وتغدو جانحاً عن محبّة ٍ
إليّ، ونفسي عن وصالك جانحه
إذا ما شبابي نالَ شيبكَ عطفه
فخاسرة ٌ نفسي، ونفسك رابحه
ولو عَلمتْ سني لما كان لومُها
عليّ سناناً جارحاً كلَّ جارحه
لشيَّبني في عنفوان شبيبتي
لقائي من الأيَّام دهياءَ فادِحَهْ
وقطعي غولَ القفر في متن سابحٍ
وخوضِيَ هَوْلَ البحر في بطن سابحهْ
وما ضرّها كافورُ شيبي وتحتهُ
لمسك شبابي كلُّ فعلٍ ورائحه[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
رقم القصيدة : 13263
-----------------------------------
طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
مرحباً بالشمس في غير صباحْ
سلّم الإيماء عنها خجلاً
أوَمَا كانَ لها النّطق مُباحْ
غادة ٌ تحملُ في أجفانها
سقماً فيه منيّاتُ الصحاح
بتُّ منها مُستَعيِدا قُبَلاً
كان منها على الدهر اقتراح
إلثم ال دّرَّ حصى ً ينبع لي
بزلالٍ ناقعاً فيه التياح
وأُرْوِي غُلَلَ الشّوْقِ بما
لم يَكُنْ في قُدْرَة ِ الماءِ القراح
باعتناقٍ، ما اعتَنَقنَاُ خَنى ً،
والتزامٍ، ما التزمناهُ سفاح
ما على من صادَ في النَّوم لَهُ
شركُ الحلم مهاة ً، من جناح
همتُ بالغيدِ فلو كنت الصِّبا
لم يكن منّي عنهنّ بَراح
ورددتُ الشيبَ عنها معرضاً
بكلامِ السّلمِ أو كلْم الكفاح
عَلِّلِ النَّفسِ بريحان وراحْ
وأطعْ ساقيها واعص اللّواح
وأدرْ حمراء يسري لطفاً
سُكْرُها مِنْ شَمّها في كلّ صَاح
لا يغرّنك منها خَجَلٌ
إنَّها تُبديهِ في خدٍّ وَقَاح
واعْلُهَا بالماءِ تَعْلَمْ منهما
أنّ بين الماء والنار اصطلاح
وإذا الخمرُ حَماها صِرفها
تَركَ المْزجُ حماها مُسْتبَاح
خلّني أُفنِ شبابي مَرَحاً
لا يُردّ المهر عن طبع المراح
إنما ينعَمُ في الدنيا فتى ً
يدفع الجِدّ إليها في المزاح
فاسقني عن إذن سلطان الهوى
ليس يشفي الروح إلا كأس راح
وانتظر للحلم بعدي كرّة ً
كم فسادٍ كانَ عُقباهُ صلاح
فالقَضِيبُ اهتَزّ، والبَدرُ بدا،
والكثيب ارتج، والعنبر فاحْ
والثريا رجح الجو بها
كابن ماءٍ ضمَ للوكر جناح
وكأنَّ الغربَ منها ناشِقٌ
باقة ً من ياسمين أن أقاح
وكأنَّ الصبحَ ذا الأنوارَ من
ظٌلَمِ الليل على الظلماء صاحْ
فاشرب الراح ولا تخلِ يداً
من يد اللهو غُدواً ورواحْ
ثَقْلِ الرّاحة َ مِنْ كاساتِها
برداحٍ من يدِ الخودِ الرداح
في حديقٍ غَرَسَ الغَيْثُ بِهِ
عبقَ الأرواح موشيَّ البطاح
تعقل الطَّرف أزاهير به
ثمّ تعطيه أزاهيرَ صراح
أرضع الغيمُ لباناً بانه
فتربّت فيه قاماتُ الملاح
كلّ غصنٍ تعتري أعطافَهُ
رعدة ُ النشوان من كأس اصطباح
يكتسي صبغة َ وَرْسٍ كلما
ودَّعت في طرف اليوم براح
فكأن التربَ مسكٌ أذفرٌ
وكأنَّ الطلَّ كافورُ رباح
وكأنَّ الرّوْضَ رَشّتْ زَهْرَهُ
بمياهِ الورد أفواه الريّاح
أفلا تغنم عيشاً يقتضي
سيرُهُ عنكَ غدُواًّ ورواح
وإذا فارقَتَ ريعانَ الصِّبا
فاللّيالِي بأمانيكَ شِحاح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
رقم القصيدة : 13264
-----------------------------------
أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
وشغلُ كفَّيّ بكوبٍ وقَدَحْ
فلا تلمني إنَّني مُغْتَنِمٌ
من السرور في زماني ما منحْ
فإنَّهُ مُسْتَرْجَعٌ هِبَاتِهِ
وباخلٌ من الصِّبَا بما سَمَحَ
وسقني من قهوة كاساتها
تُسرج في الأيدي مصابيح الصبح
لو شمّها صاحٍ عَسيرٌ سُكرُهُ
تحتَ لثامٍ في فدامٍ لَطَفَحْ
ولا تسوّفني إلى ترويقها
لا يَشْتوي اللّيثُ إذا اللّيثُ ذَبَحْ
حتى أقول زاحفاً من نشوتي
يَحْسنُ بالتزحيف بيتُ المنسرح
ومالىء ٍ زقاً وكاه مردياً
سَمَ الأسَى مِنْهُ بدُرْياقِ الفَرَحْ
وجاثمٍ بَينَ النَّدَامي تَرْتَوِي
أشباحُهُمْ منه بما يَرْوَى شَبَحْ
كأنَّما رَدّتْ عليه روحَهُ
سُلافه الراح فإن مُسّ رمحْ
غضّ الصِّبا كأنَّما حديثُهُ
يمازج النَّفسَ بأنفاسِ الملح
حلّ وكاءً شدّهُ عن مُدْمَجٍ
طَلّ دَمَ العنقودِ منه وسفح
حتى إذا ما صب منه رَيّقاً
سدّ على ذوبِ العقيقِ ما فتح
ترى نجيع الزقّ منه راشحاً
كأنَّهُ من وَدَجِ الليلِ رَشَح
مدامة ٌ للروح أختٌ برة ٌ
يَنْأى بها سرُورُنا عن التَرَحْ
قد عَلمَتْ مزاجَ فَشُرْبُها
يَجْرَحُهُ ثُمّتَ يَأسُو ما جَرَح
وتجعل القار الذي باشرها
في اللدن مسكاً للعرانين نفحْ
يحجب جسمُ الكاسِ من سعيرها
نفحاً عن الكاسِ ولولاه نفح
والشمسُ منها في نقاب غيمها
مخافة ً من نورها أن تفتضح
يومٌ كأنَّ القَطْرَ فيهِ لؤلؤٌ
يَنْظمِ للرّوْضِ عُقودا وَوُشَح
يَقدحُ نارا من زِنادِ بَرْقِهِ
ويطفىء الغيث سريعاً ما قدحْ
لمَّا جَرَتْ فيهِ الصِّبا عَليَلة ً
رقّ الهواءُ فيه للنفس وصحّ
كأنَّما الكافورُ نَثْرُ ثَلْجِنا
أو نَدَفَ البُرْسَ لنا قوسُ قزح
حتى علا الجوَّ دجى ً لم يغتبق
فيه الثرى من الحيا كما اصطبح
غرابُ ليل فوقنا محلّقٌ
يقبض عنّا ظلّهُ إذا جنح
وقد محا صبغَ الدّياجي قمرٌ
دينارهُ في كفّه الغربِ رجحْ
حتى إذا رَدَّ حُدا عَدوّهِمْ
من كان في وادي الرّقادِ قد سَرَح
نَبّهَ ذا هَذا وكلٌّ طَرْفُهُ
يلمحُ طرفَ الشكرِ من حيثُ لمح
يسألُ في تَقْوِيمٍ جيدٍ مائلٍ
لم يسامحْ في الحمْيّا لَسمَحَ
أضارِبٌ كفّيه يَشدو سَحَرا
أم نافضٌ سقطيه فيه قد صَدَح
نَبَّهَ للقهوَة ِ كلّ طافح
في مصرعِ السكر قتيلاً مطّرَح
من كل جذلان كأن رُوحَهُ
عن جسمه من شدة السكر نزح
إن الذي شحّ على إيقاظه
سامحَ في الشهبِ نداماه فشحْ
وجاءنا الساقي بصحنٍ مفعمٍ
لو شاء أنْ يَسْبحَ فيه لسَبَح
يا لائمي في الراح كم سيئة ٍ
تَجاوَزَ الغَفارُ عنها وصَفَح
ماذا تريد من سبوقٍ كلما
رُمتَ وقوفاً منه باللوم جَمَح
أغشٌ خلقِ اللهِ عند ذي هوى
من عرض الرشد عليه ونصح
حتى إذا فكّر عَنْ بصيرة ٍ
ذمّ مِنَ الأفعالِ ما كان مَدَح[/font]

 
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
رقم القصيدة : 13265
-----------------------------------
قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
فقد نعى الليل بشير الصباح
واحلل عُرى نومكَ عن مقلة ٍ
تمقلُ أحداقاً مِراضاً صحاح
خلِّ الكرى عنكَ وخذْ قهوة ً
تُهدى إلى الروح نسيم ارتياح
هذا صبوحٌ وصباحٌ فما
عُذركَ في ترك صبوح الصباح
باكر إلى اللذات واركب لها
سوابقَ اللهو ذوات المراح
من قبل أن تَرْشُفَ شمسُ الضحى
ريقَ الغوادي من ثُغُورِ الأقاح
أو يطويَ الظلُّ بساطاً إذا
ما بَرِحَ الطلّ له عَنْ بَرَاح
يا حبذا ما تبصر العين من
أنجمِ راح فوقَ أفلاك راح
في روضة ٍ غنّاءَ غَنَّتْ بها
في قُضُبِ الأوْراقِ وُرْقٌ فِصَاح
لا يعرفُ الناظر أغصانها
إذا تثنت من قدود الملاح
كأنَّ مفتوتَ عَبيرٍ بها
مُطَيَّبٌ منه هُبُوبُ الرِّياح
من كل مقصور على رنة ٍ
لو دمعت عينٌ له قلت: ناح
أو ساجعٍ تحسب ألحانه
من مكل ندمان عليه اقتراح
إنْ قيل بُدلتْ نغمة ٌ
منه كأن الجدّ منها مُزاح
يا صاحِ لا تصحُ فكم لذة ٍ
في السكر لم يدرِ بها عيش صاح
واركب زماناً لا جماحٌ له
من قَبْلِ أنْ يحدثَ فيه الجماح
قلتُ لحادينا وكأسُ السرى
دائِرة ٌ من كَفّ عَزْمٍ صُرَاح
والعيس في شرّة ِ إرقالها
تلطم بالأيدي خدودَ البطاح
لا تُطمعِ الأنضاء في راحة ٍ
وإن وصلنا بغدوٍّ رواح
من كلّ مثل الغَرْبِ مَمْلُوءَة ٍ
أيناً فما تنشطُ عند امتياح
فهي سخياتٌ وإن خلتها
بما أنالَتْ من ذميلٍ شحاح
تمتحُ بالأرَسانِ أرْمَاقَهَا
إلى الرشيد الملك المستماح
إنَّ عُبيدَ الله منه انتَضَت
يمانيَ البأسِ يمينُ السّماح
ملكٌ به تُختمُ أهلُ العلى
إذا بَدا فبأبيهِ افتتاح
وعمّ منهُ الذلُّ أهلَ الخنى
وعمّ منهُ العزُّ أهلَ الصلاح
مستَهدِفُ المعروفِ سمحٌ، لهُ
عِرضٌ مصونٌ، وثناءٌ مباح
يخفض في المُلكِ جناحَ العُلى
لم يَرْفَعِ القَدْرَ كخفضِ الجَناح
تمهر أرواح العدى بيضُهُ
إذا أرادتْ من حروبٍ نكاح
فكلما غنّتهُ في هامهم
أبْقَتْ على إثْرِ الغناءِ النّياح
كمْ ليلة ٍ أشرقَ في جُنحها
بخضرم الجيش إلال الصباح
تسري بها عقبانُ راياتِهِ
مهتَدياتٍ بنُجومِ الرّماح
حوائِماً تحسبُ في أُفْقِهِ
مَجّرة َ الخَضْراءِ ماءً قراح
كأنها والريح تهفو بها
قلوبُ أعدائِكَ يومَ الكِفاح
كمْ مأزقٍ أصدرتْ عن أسدهِ
حُمراً خياشيم القنا والصفاح
يفتح في سَوسان لباتهم
بنفسج الزرق شقيق الجراح
كأنّ أطرافَ الظُّبَى بَينَهمْ
تفلقُ فوقَ الهامِ بيضَ الأداح
أقبلتَهُمْ كلّ وجيهيَّة ٍ
تضيق العُمرَ خطاها الفساح
كأنما ترشح أبصارها
بما اغتذته من ضرب اللقاح
لولاك يا ابن العزّ من يَعْرُبٍ
لم تلج الآمال باب النجاح
ولا تَلْقَى الفوزَ إذ سوهموا
بنو القوافي من مُعَلَّى القداح
فانعم بعيدٍ قد أتى ناظماً
كلُّ لسانٍ لك فيه امتداح
فقد أرتنا في ابتذال اللهى
كفُّكَ أفعالَ المدى في الأضاح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
رقم القصيدة : 13266
-----------------------------------
أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
بأنّ غرابَ البَينِ يَنعَبُ في الصّبحِ
فقلتُ أقيمي من عِقاصِكِ صبغَة ً
على الليل تهدي منه جنحاً إلى جنح
عسَى طوله يَثْنِي عن البَينِ عَزْمهُ
وتُفْضِي به حَرْبُ الفراقِ إلى الصّلح
وبين خلال الدُّرّ من ظبية اللوى
رضابٌ قراحٌ لا يُداوى به قرحي
منعَّمَة ٌ في الحي نيطت لصونها
جهارا بحد السّيفِ عالية ُ الرّمْحِ
فقف بحياة النفس عن مصرع الردى
فمن لا يدانِ النَّارَ ينجُ من اللّفح
فكمْ مُهجَة ٍ قد غَرّها الحبّ بالمُنى
فأسلفها الخسرانَ في طَلَبِ الرّبح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> يقولون لي: لا تجيد الهجاء
يقولون لي: لا تجيد الهجاء
رقم القصيدة : 13267
-----------------------------------
يقولون لي: لا تجيد الهجاء
فقلتُ: وما لي أُجيدُ المديحْ؟
فقالوا: لأنَّكَ تَرْجو الثّوابَ
وهذا القياسُ لعمري صحيح
فقلتُ: صفاتِي، فقالوا: حسانٌ
فقلتُ: نسيبي، فقالوا: مليح
فقلت: إليكم، فلي حُجَّة ٌ
وللحقّ فيها مجالٌ فسيح
عفافُ اللّسانِ مقالُ الجميل
وفُسْقُ اللّسانِ مقالُ القَبيح
ومالي وما لامرىء مسلمٍ
يَرُوحُ بِسَيفِ لساني جَرِيح[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
رقم القصيدة : 13268
-----------------------------------
ومهندٌ عجنَ الحديد لقينه
في الطبع، نيرانٌ مُلئنَ رياحا
رُوحٌ إذا أخرَجْتَهُ من جسمه
دَخَلَ الجُسُومَ فأخْرَجَ الأرواحا
وكأنه قفرٌ لعينك موحشٌ
أبَدا تمُرُّ ببابِهِ ضحضاحا
وكأنَّما جنٌّ تُرِيكَ تخيّلا
فيه الحسان من الوجوه قباحا
وكأنَّ كلّ ذبابَة ٍ غرقَتْ به
رفَعَتْ مكانَ الأثْرِ منهُ جَنَاحا[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ديوالعصر الأندلسي >> عبد الجبار بن حمديس >> لي سمعٌ عن قول اللواح
لي سمعٌ عن قول اللواح
رقم القصيدة : 13269
-----------------------------------
لي سمعٌ عن قول اللواح
وفؤادٌ هامَ بالغيدِ الملاحْ
أحْدَقَ الوَجْدُ بهِ مِنْ حَدَقٍ
كَحَلَتْ بالحسنِ مرضاها الصّحاح
ويحَ قلبٍ ضاقَ من أسهمها
عن جراحٍ وقعها فوق جراح
ما أرى دمعي إلاّ دمها
ربَّما أحمرَّ على خديَّ وساح
كم أسيرٍ من أسارى قيده
في وثاقِ الحبّ لا يرجو سراح
وعليلٌ لا يداوى قرحهُ
من جنيّ الرشف بالعذب الفراح
والغواني لا غنى ً عن وصلها
أبِغَيرِ الماء يَرْوَى ذو التياح
صَفِرَتْ كَفَّايَ من صِفْرِ الوشاح
وهفَا حلمي بهيفاء رداح
طفلة ٌ تسرح، في أعطافها
للأظانين وللدل مراح
لَوْ هَفَا من أُذْنِها القُرْطُ على
حبلها من بُعدِ مهواه لطاح
تُوردُ المسواك عذباً خصراً
كمجاجِ النحل قد شيبَ براح
وَإذا ما لاثِمٌ قَبّلَها
شقّ باللّثمِ شقيقاً عن أقاح
طارَ قلبي نحوها، لما مشى
حسنها نحوي للقلب، جناح
ما رأتْ عَينٌ قطاة ً قبلها
تتهادى في قلوبٍ لا بطاح
لا و لا شمساً بَدَتْ في غُصْنٍ
وهو في حقف يُنَدّى ويَراح
وكأن الحسن متنها قائلٌ:
ما على من عَبَدَ الحُسْنَ جُنَاح
في اقتراب الدار أشكو بُعدها
واقترابُ الدّار بالهجر انتزاح
وكأني لِعبة ٌ في يَدها
ما لها تُتلف جدي بالمزاح
أوَهذا كلّه من لِمَّة ٍ
أبْصَرَتْ فيها بياضَ الشيبِ لاح
ما تريدُ الخود من شيخ غدا
في مدى السَّبْعِينَ بالعُمْرِ وراح
كان مِسْكُ الليل في مفرقه
فانجلى عنه بكافور الصّباح
يا بني الأمجاد هذا زمنٌ
رَفَعَ الآدابَ من بعدِ اطراح
فسحابُ الجودِ وكّافُ الحيا
ومراد العيش مخضرّ النواح
ويمين ابن تميم علّمتْ
صنعة َ المعروف أيمانَ الشحاح
ملكٌ في البهو منه أسدٌ
يضعُ التّاجَ على البدر اللّياح
حالفَ النصر من الله فإن
لقيَ الأعداء لاقاه النجاح
كلَّما هَمّ بأمْرٍ جَلَلٍ
أتعب الأيّام فيه، واسترح
يهب الآلاف، هذي هِمَّة ٌ
ضاقَ عنها دهرهُ وهي فياح
لستُ أدري نشوَة ً في عطفه
للقاءِ الوفد أم هزّ ارتياح
لو غدت جَدْوَى يديه قهوة ً
ما مشى من سكرها في الأرض صاح
من ملوكٍ شُنّفَتْ آذانهم
بأغاريد من المدح فِصَاح
تكحلُ الأبصارُ منهم بسنا
كَثرَ الخُلْفُ ومن دان به
قرّ طبعُ الجود في شيمته
ما لطبع المرءِ عنه من براح
بعضُ ما يسديه من إحسانه
جلّ عن كل تمنٍّ واقتراح
محربٌ يخرج من إغماده
خُلجاً توقد نيران الكفاح
يتحفُ الحربَ جناحيْ جَحْفَلٍ
يقذفُ الأعداءَ بالموتِ الذّباح
كُسيتْ قمصَ الأفاعي أسُدٌ
تُوِّجَتْ فيه ببيضات الأدَاح
تحسبُ الورد نثيراً حَولَهُ
وهو محْمَرّ مجاجاتِ الرماح
بَطَلٌ تَشْهَقُ مِنْ لهذمه
في جباهِ الروع أفواه الجراح
جاعلٌ للقِرْنِ إنْ عانقه
سيفه طوقاً وكفيه وشاح
يا وهوبَ العيدِ في بعض الندى
والغنى والجودِ والكُومِ اللّقاح
إن بحريك على عظمهما
حَسَدا كفَّيْك في فيض السّماح
فإذا موّجَ هذا، وطما
برياحٍ، جاش هذا برياحِ
حكيا جُودَكَ جَهْلاً فهما
لا يزِيدانِ به إلاَّ افتضاح
وعلى فضلكَ للناس اصطلاح
وإذا الفخرُ تسمّى أهلُهُ
كنتَ منهم في فمِ الفخر افتتاحِ[/font]

 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى