جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور (( خالد الطيب ونور حياتى ))

  • تاريخ البدء
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
رقم القصيدة : 11651
-----------------------------------
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ويقضي به الحقُّ المبين ويفصلُ
تصرفهُ الأهواءُ أني توجهتَ
فيقضي به ريحُ جنوبٍ وشمأل
تنبهَ قلبي عندَ ذاكَ عناية ً
من الله جاءته وقد كان يعقل
فواللهِ لولا أنَّ في الصدقِ ثلمة ً
لما كان قلبُ العبدِ يسهو ويغفل
وقلتُ لقلبي ما دعاكَ لما أرى
فلم أدر إلا أنها تتأوّل
بحثت عن أصل الأمرِ ما أصل كونه
فلاحَ لنا في ذلك البحثِ فيصل
فأعلم أنَّ الحكم للعلمِ تابعٌ
كما هو للمعلومِ والأمر يجهلُ
ولما رأيتُ الحقَّ فيما ذكرته
علمت بأن الأمر جبر مفصل
وأن إله الخلقِ بالخلقِ يفصلُ
وبالخلقِ أيضاً بالمكاره يعدل
فمنْ لامَ غيرَ النفسِ قدْ جارَ واعتدى
ومن لامها فهو الشهيد المعدّل
ولما رأيتُ الحق للخلقِ تابعا
تساوى لديَّ الخوفُ والأمنُ فاعلموا
على كشفِ هذا واعملوا بمنارهِ
فإن به تسمو الذواتُ وتكمل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
رقم القصيدة : 11652
-----------------------------------
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
الكلِّ في تحصيلهِ محالُ
حبي الذي نسبَ الوجودَ بعينه
للعقلِ في تعيينهِ إشكالُ
إنْ نزهتهُ عقولهم يرمي بهِ
تشبيهُ قولٍ كله إضلالُ
حتى يعمَّ وجودُه إقرارهُمْ
فلذاكَ قلتُ بأنهُ يحتالُ
فتقابلت أقواله عن نفسه
نصّاً وهذا كله إخلال
في العقل والإيمان ثبتُ عينه
متناقضاً ولذاك لا يغتال
فالمؤمنُ المعصومُ من تأويله
عند الإله فنعته الإجلال
أمّا المؤوّل فهو يعبد عقله
معَ وهمهِ والأمرُ لا ينقالُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
رقم القصيدة : 11653
-----------------------------------
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
وقد حال عما أبتغي منه حائل
لقد جدت يوماً بالقرونة منعماً
على السيفِ والأرماح والقرب نائل
تراني إذا دارتْ رحى الحربِ ضاحكاً
وغيري إذا دارتْ رحى الحرب باسلُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
رقم القصيدة : 11654
-----------------------------------
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
بأسمائه الحسنى التي تتفاضلُ
فلا فضلَ في الأسماء إنْ كنت ذا حجى
وإنْ كان منها ذو علوٍّ وسافلُ
فما العال منها في الترقي برتق
وما سافلُ الأسماءِ في الحكمِ نازلُ
فمن فهم الأمر الذي قد ذكرته
فذاك إمام في الحكومة عادل
يسمى بقطبِ الدينِ فالعدلُ نعتهُ
وليس أخو علمٍ كمن هو جاهل
فإنْ ذمهُ ذو النقصِ فهيَ شهادة ٌ
بأنّ الذي قدْ ذمَّ في الفضلِ كاملُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
رقم القصيدة : 11655
-----------------------------------
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
وإنَّ قيامَ الفضلِ بالحرِّ أجملُ
فلو عاملَ الله العبادَ بعدله
لأهلكهم والله من ذاك أفضل
يجودُ ويثري بالجميلِ عليهمُ
وليسَ لهُ عماً اقتضى الجودُ معدلُ
تباركَ جلَّ اللَّهُ في ملكوته
كمالاً وإنَّ اللهَ في الملكِ أكملُ
فإنَّ الذي في الملكِ صورة ُ عينهِ
وفي ملكوتِ اللهِ جزؤ مفصلُ
وليسَ لهذا اللفظِ عندَ اصطلاحنا
مبالغة فانظر على ما أعوِّل
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
وحينئذٍ يجملْ بهِ ويفصلُ
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
لتفهمهمْ لا تلجئِ الشخصَ يسالُ
لو أنَّ الذي بالعجز يُعرف قدرُه
لكنت كريم الوقتِ يسدي ويفضل
وكانتَ لكَ العليا وكنتَ لكَ المدى
وأنتَ بها العالي وما ثمَّ أسفلُ
ومن أين جاءتْ ليت شعري ففرِّعوا
كلامي الذي قدْ قلتُ فيهِ وفصلوا
علمتُ الذي أودعتُه في مقالتي
وجملة ُ أمري أنني لستُ أجهلُ
لأني بهِ قلتُ الذي جئتكم بهِ
ومن كان قول الحق قل كيف يجهل
أنا كلماتُ الله فالقولُ قولنا
لأني مجموعٌ وغيري مفصلُ
كعيسى الذي يحيي وينشءُ طائراً
فيحيى بإذنِ الله والحقُّ فيصل
فمنْ كانَ مثلي فليقلْ مثلَ قولنا
وإلا فإنَّ الصمتَ بالعبدِ أجملُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ منْ ستورٍ
عجبتُ منْ ستورٍ
رقم القصيدة : 11656
-----------------------------------
عجبتُ منْ ستورٍ
ترخى وتسدَلُ
فس سَدلها نعيم
يعطيهِ مفضلُ
إن قلتَ يا فلان
رخم وقل فل
قد جاءنا كتابٌ
للحقِّ فيصلُ
لباسُه حروفٌ
فيهنَّ يرفلُ
يقولُ فيهِ قولاً
عليه عوِّلوا
إنَّ الكلامَ سهلٌ
والصمتَ أسهلُ
عليه فليعوِّل
فهو المعوَّل
ففي الكلامِ ما لا
يدرى ويجهل
والصمتُ ليسَ فيهِ
هذا مفصلُ
إنَّ الكلامَ فيهِ
أعلى وأنزَلُ
والصمتُ ليس فيهِ
ذا الحكمُ فاعدلوا
فكلُّه نجاة ٌ
وعنهُ نسألُ
كما يقول أيضاً
ما فيهِ فيصلُ
إنَ الكلامَ منا
وحيٌ منزلُ
فكلُّه عليّ
ما فيهِ أنزِلُ
وكلهُ صحيحٌ
لكن يعلل
فمنه ما يُردُّ
شَرْعاً ويُقبل
يقضي بهِ جنوبٌ
فينا وشمأل
للشرعِ منهُ فينا
تاجٌ مكللُ
قول عليه نُور
ما عنهُ معدلُ
وللعقولِ منه
ظلٌّ مظللُ
ضربُ المثالِ حقٌّ
يدريه أمثل
إنَّ الحكيمَ يسدى
بهِ ويفضلُ
فما جهلت منه
عن ذاك تَسأل
ما في الوجودِ شيءٌ
سُدى فيهمل
بل كلُه اعتبار
إنْ كنتَ تعقلُ
قدرْ نهى ً وفكراً
عليه يعمل
ستارة ُ الغيوبِ
قامتْ لتسألوا
منْ فوقها شخوصٌ
تعلُو وتسفلُ
فما تراهُ منها
يأتي ويُقبل
ويبدو في عيانٍ
وقتاً ويأفل
الفعلُ ليسَ منها
والأمر مُشكل
وإنَّ ما تراه
نطقٌ مُخيَّل
ولا تقل خيال
ما ذاكَ يجملُ
ما لعبة ٌ تراها
إلا تؤوَّل
لحكمة ٍ يراها
مَنْ كانَ منْ علُ
وكلنا خيال
وهوَ المخيلُ
والعالمونَ منا
عليه عوّلوا
فأ>ملوا كلامي
فيه وفصِّلوا
أقوالنا نصوصٌ
فلا تؤولوا
فما أرى سواه
للأمر يشمل
ما في الوجودِ إلا
أمر ينزل
في أرضٍ أو سماءٍ
إذ هنَّ منزلُ
فاعقل كلامَ ربي
إنْ كنتَ تعقلُ
فالقولُ قولُ ربي
فلا تقولوا
وما رملتَ عندي
إذْ أنتَ ترملُ
فإن أتيتَ تسعى
أنا أهرول
الحكمُ حكمُ دورٍ
ما فيهِ أولُ
إلا بحكمِ فرضٍ
فاللهُ أولُ
هذا من ابتداعي
هذا المنزلُ
فالخوضُ فيهِ أولى
بنا وأجملُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان من ترجونه تحذرونه
إذا كان من ترجونه تحذرونه
رقم القصيدة : 11657
-----------------------------------
إذا كان من ترجونه تحذرونه
فكيفَ لكمْ بالأمنِ والخوفُ حاصلُ
وكيف لكم بالخوفِ والأمن مانعٌ
فقلْ لي ما المعمولُ فالعبدُ قابلُ
وإنَّ اعتدال الأمر ليس بواقع
ولا نافع فاعلم فما فيه طائل
فلا بدَّ من ترجيح أمر فإنه
هو الغرض المطلوبُ فالأصل مائل
فلولا وجودُ الميلِ لمْ تكُ عيننا
ولا ينكرُ العالمينَ إلا الأسافلُ
لقدْ قالَ لي شخصٌ أمينٌ بمكة َ
عن السيِّد المختارِ ما أنا قائل
سألتُ رسولَ اللهِ في الأمرِ قالَ لي
ألا إنَّ قولي ما يقول الأوائل
وقلتُ لكمْ عني خذوهُ فإنهُ
هو الحقُّ لا عنهم وهنَّ الفواضل
نفوسٌ كريماتٌ أتينَ بكلِّ ما
أتتكم به الأرسال والحقُّ فاصل
فمنْ شاءَ فيرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فإني إلى الله المهيمنِ راحلُ
فقلت له: نامت جفونك إنها
لبشرى فقل ما شئتَ إنك فاضل
وبشرني أيضاً بأنَّ نصيبنا
من البيت رُكنُ قبلته الأفاضل
ولازمني حتى أتته بمكة
منيته فاغتمّ عالٍ وسافلُ
أتاني رسولٌ بالوراثة ِ فاضلٌ
بإشبيلة الغرّاء في العلمِ كامل
فقالَ لنا علمُ الحروفِ دليلنا
على أنك الندبُ الإمامُ الحُلاحل
فلستَ ترى في الرُّقم حرفاً مسطراً
تعين الا وهو للكلِّ شامل
وفي كلِّ حرفٍ اختصاصٌ مبينٌ
يراهُ على التعيينِ منْ هوَ عاملُ
بما في حروفِ الرقمِ واللفظِ عالمٌ
يذبُّ بهِ عنْ نفسهِ ويناضلُ
عن أمرٍ إلهيّ يكون مقدَّراً
بتقدير من ترجى لديه الوسائل
يحل به في كلِّ رحب ومارق
إذا هي حلَّت بالنفوسِ النوازل[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
رقم القصيدة : 11658
-----------------------------------
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
يحبُّ الجمالَ الكلَّ فهوَ جميلُ
فذلكمُ اللهُ النزيهُ جمالُهُ
عنِ الغرضِ النفسيِّ فهوَ جليلُ
تعالى جمالُ الله عن كلِّ ناظرٍ
إليهِ فطرفُ المحدثاتِ كليلُ
فليس له من كلِّ وجهٍ مماثلٍ
وليسَ لهُ في المحدثاتِ عديلُ
سوى منْ بدا بالكافِ في قولهِ لنا
بترجمة ِ الشورى فليسَ يزولُ
لقد جهدت نفسي بأنك عينه
فتسرحُ في أرضِ الهوى وتجولُ
يطالبني الأنتَ الذي عينُ الأنا
وما لي سوى هذا عليه دليل
تجولُ براهينُ النهى في مجالِها
وأولُ شخصٍ جالَ فيهِ جليلُ
علمت بأنَّ الأمر بيني وبينه
وأنَّ الذي يدري بهِ لقليلُ
وإنْ كانَ لي وجهٌ يكونُ هويتي
به عينه جاء المُحال يقولُ
تثبتَ فليسَ الأمرُ فيهِ كما ترى
فعما قليلٌ ينقضي ويحول
فقلت له مهلاً عليَّ فإنني
علمتُ به والعارفون نزول
عليهِ من الأكوانِ في كلِّ جحفلٍ
له في مجرَّاتِ الشهود ذيول[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
رقم القصيدة : 11659
-----------------------------------
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وما لعباد الله تأخذه النحلُ
فأين الذي قد قيل في الناس إنهم
لهمْ شرقٌ يعنو لهُ المجدُ والفضلُ
وما هوَ إلا بالعلومِ وعندهُمْ
من العلمِ ما قد قلته فاستوى الكل
فما لعبادِ اللهِ جورٌ محققٌ
ولكنه الإنسان شيمته العدلُ
فما ثمَّ إلا الميلُ ما ثمَّ غيرهُ
ولوْ لمْ يكنْ ميلٌ لما كونَ الأصلُ
فروعا له في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
وزالَ الذي قدْ قيلَ فيهِ هوَ الظلُّ
فإن خصه الرحمن منه بصورة ٍ
إلهية في الكون قيل هي المثل
وإنْ كان مثلاً لا يكون مُماثلا
لهُ فلهُ المنعُ المحققُ والبذلُ
وتخدمه الأرواح للعلمِ سُجَّدا
وتأتي إليه من مهيمنه الرسل
وينجده التأييد معنى وصورة ً
إذا كان منعوتاً وتتضحُ السبل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما أحسن العلمَ لمن يعمل
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
رقم القصيدة : 11660
-----------------------------------
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
وأقبحَ الجهلَ بمن يجهلُ
إنَّ الإلهَ الحقَّ في فعلهِ
قد يمهلُ العبدَ ولا يهمل
ويحرصُ العبدُ على فعل ما
ينفعهُ وقتاً وقدْ يكسلُ
لأنهُ ينصرُ في فعلهِ
ثم يرى في تركه يخذل
يا ليتَ شعري هلْ أرى منْ فتى ً
يبحثُ عمَّا فيهِ أو يسألُ
حتى يرى من نفسه ربه
سبحانه يفعلُ ما يفعل
ويبصر الأكوان هل هي هو
لمثلِ هذا إخوتي فاعلموا
لأنه المطلوب منكم فلا
سألتُ قوماً أهملوا أمرنا
فقالَ لي خاذلهمْ أمهلوا
لا يُنسَبُ الفعل لغيرِ الذي
قيلَ لكمْ فإنهُ أجملُ
كما أتى فيمن نسى آية
بأنه نسي ولا يعقل
إذا دنتْ للوقتِ ريحانة ٌ
يشمها الأمثلُ فالمثلُ
ولا يحصلُ الشخصُ على حكمهِ
فيه به علما وقد يحصل
مثلي فإني عالمٌ أمرَهُ
فيّ وفي غيري فلا أجهل
منْ صانه يجهلُ أسرارهُ
فلا تصونوهُ فما يجهلُ
الأمرُ مكشوفٌ لعينِ الذي
يعرفهُ لكنهُ يسدلُ
عليهِ سترَ الصورِ منْ غيرة ٍ
فلا تقلْ بأنَّهُ يبخلُ
حاشاهمُ منْ بخلٍ ينسبُ
إليهمُ فإنهم كمل
آثارُهمْ في الكونِ محجوبة ٌ
عنهم وهذا حدُّه الفيصل
ما بينهمْ وبينَ معبودِهمْ
يدري به الأعلم والأفضل
فهمْ كمنْ تظهرُ أفعالهُ
بخاصة ٍ منهُ ولا يعقلُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من سألَ اللهَ في أمورٍ
من سألَ اللهَ في أمورٍ
رقم القصيدة : 11661
-----------------------------------
من سألَ اللهَ في أمورٍ
عن أمره لم يخب سؤالهْ
وجاءه في الجوابِ منه
ما فيهِ إنْ حققوا كمالهْ
إنَّ الذي تنتهي المعالي
في كلِّ شيء له مآله
وليس بعد الكمال نقصٌ
إنْ أنتَ أنصفتني مثالهْ
عبد وربٌّ هل ثم غير
قدِ انتهى عينه وحالُهْ
لله قومٌ لما ذكرنا
تحققوا فيهِ همْ رجالُهْ
في كلِّ حال لهم وجودٌ
فهمْ لما قلتهُ عيالُهْ
عارَ عليهمْ فما جواهُمْ
في ذكرِهِ غيرهُ مقالُهْ
وكلُّ شخصٍ على انفرادٍ
من مثله قد حماه ماله
بالمالِ مالَ الورى إليهِ
لذاكَ يرجوهمُ نوالهُ
ومالهمْ في الرجاءِ عينٌ
ومنْ لهُ لمْ يزلْ وبالُهْ
وليس ذاك الشخيصُ منهم
وهوَ الذي لمْ يخبْ سؤالهْ
لمْ يفتقرْ في الورى إليهمْ
لأنه لم يقم جماله
بهمْ فلمْ يعرفوا كراماً
فحاله بينهم خلالُه
فما لهم في الوجود قدر
لوْ ذكروا قيلَ همْ سفالُهْ
دارتْ رحى كونهمْ عليهمْ
فهمْ إلى طحنهِ ثفالهْ
يجهلهم كلُّ من يراهم
وهم على خلقه ظلاله
رحمتهمْ قطُّ ما يراها
من ضاقَ في علمه مجاله
لو أنَّ شخصاً يريدُ سوءاً
به لما ردَّه محاله[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد عظم الله ما أقول
قد عظم الله ما أقول
رقم القصيدة : 11662
-----------------------------------
قد عظم الله ما أقول
في حكمة ٍ ما لها دليلُ
أظهرها للأنامِ طراً
في جُمل كلها فصول
قيلَ لنا إنها رموزٌ
قلتُ لهمْ هذهِ السبيلُ
أوضحَ مني على وجودي
تقصرُ عنْ فهمها العقولُ
ما إنْ رأينا ولا سمعنا
بأنَّ أذهاننا تجول
فيها لبعدٍ بغيرِ قربٍ
يحار في حكمها النبيل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
رقم القصيدة : 11663
-----------------------------------
العلمُ بالرحمنِ لا يجهلُ
وهوَ على الجهلِ بهِ يحملُ
فالجهلُ بالرحمنِ علمٌ بهِ
عليهِ أربابُ النهى عولوا
قد قال لا أحصي الذي قال لي
لأنهُ منْ عندِهِ مرسلُ
وقال صديق به عجزه
دركٌ لهُ كذا روى الأولُ
وقال بسطامينا إنه
دعا عبادَ اللهِ أنْ ينزلوا
إليه من حضرة أكوانهم
فأعرضوا عنه ولم يقبلوا
فعندما جاءَ إلى ربهِ
الفاهمُ ضمهمُ المنزل
من حارب الألباب في وصفه
فإنها عن دركه تسفل
اللهُ لا يعرفهُ غيرهُ
وما هنا غيرٌ فلا تغفلوا
فكلُّ عقدٍ فيه من خلقه
فثابت فيه ولو زلزلوا
فإنه أوسع من علمهم
بعلمه فيه فلم يحصلوا
إلا على القدر الذي هم به
فأجملَ الأمرَ الذي فصلُوا
فلا يحيطون به قال لي
علماً سوى القدرِ الذي حصلوا
وهوَ على التحقيقِ علمٌ بهِ
لكنَّهُ عنْ علمهِ أنزلُ
لذاكَ قلنا عندَ علمي بهِ
سبحان من يعلم إذ يجهل
ما علم الخلق سوى ربهم
ومنهم المدبر والمقبل
إنعامه عمَّ فلم يقتصر
لأنه المنعم والمفضل
ولا تقل كقولهم في الذي
يشقى فإنَّ القوم قد عجَّلوا
لوْ نظروا بربهم أنصفوا
وتابعوا الحقَّ فلمْ يعدلوا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ باللهِ لا ينالُ
العلمُ باللهِ لا ينالُ
رقم القصيدة : 11664
-----------------------------------
العلمُ باللهِ لا ينالُ
لكن بتوحيدِه يُنالُ
فما ترى فيه من كلامٍ
مبرهنٍ كلهُ مقالُ
فليسَ للعقلِ يا خليلي
بالفكر في ذاته مجال
لأنَّهُ واحدٌ تعالى
ليس له في النهى مثال
قد حرم الفكر فيه شرعا
فالفكر في ذاته محال
غايتُهُ العجزُ إنْ تناهى
فعجزه ذلك الكمال
فما ترى فيه من جدال
فإنهُ كلهُ ضلالُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تباركَ الله هل بالدار من أحد
تباركَ الله هل بالدار من أحد
رقم القصيدة : 11665
-----------------------------------
تباركَ الله هل بالدار من أحد
غير الذي هو مجهولٌ ومعقولُ
اللَّهُ يعلمُ أنَّ الدارَ خالية ٌ
والزهرُ مبتسمٌ والروضُ مطلولُ
والغيثُ منسكِبٌ والسرُّ مرتقَبٌ
إلى الذي هوَ بالبرهانِ معلولُ
والله ما نزلتْ نفسٌ بساحتها
إلا الذي هوَ للألبابِ مدلولُ
غيري وغير الذي ما زال يتبعني
فالكشفُ لي وهوَ للأتباعِ منقولُ
الوصلُ منفصلٌ والضدُّ متصلٌ
وفي المعارفِ تحييرٌ وتضليل
ما كنتُ مبتدئاً فيه ومبتدِعاً
بلْ جاءَ فيهِ منَ الرحمنِ تنزيلُ
قوى بهِ خبراً يحيو على صورٍ
للحقِّ ليسَ لها بالشرعِ تفصيلُ
فما أبتغي حِولاً عنها ولا بدلاً
وحيرَ العقلَ تبديلٌ وتحويلُ
العقلُ قيد بالإطلاق حاكمه
والشرعُ سرحهُ وفيهِ تعليلُ
لولا تحولهُ لمْ تدرِ صورتهُ
وكيفَ يدرك أمر فيه تبديل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
رقم القصيدة : 11666
-----------------------------------
إني رأيتُ وجوداً لستُ أعرفهُ
وكيف أعلم من بالعلم أجهله
لولا الوجودُ الذي منا يصرِّفه
فيها لما كان لي قلبٌ يفصله
إلى وجودٍ إلى ذاتٍ إلى صفة
إلى نعوتٍ له جاءت تكمله
إنّ النفوسَ بأوهامٍ تخيلهُ
وبالتوهمِ نفسٌ ما تحصلهُ
إذا يفصله علمي يحدّده
وهمي وما يقبلُ التفصيلَ يجملهُ
إنَ الجمالَ لمنء يهوى الجميلَ بهِ
والناسُ أعلمهمْ بهِ تجملهُ
فيحملُ الكلَّ عنْ أهلِ الكلالِ فتى ً
يدري بأنَّ انبساطَ الحقِّ يحمله
أخوكَ يا ابنة َ عمرانٍ شبيهكَ في
كفالة المجتبى والله يكفله
له عليك كما قد جاءنا درج
لذاكَ فاز بما منهُ يؤملهُ
عمداً يراهُ ما الكونُ يفصلهُ
عن الإله ترى الرحمن يوصله
وتلك منزلة ٌ عظمى يعينها
لهُ منَ اللهِ بالزلفى منزلهُ
إذا عبيدٌ تراه في مخالفة
لله جود الإلهِ الحقِّ يمهله
وليس تهمله إلا عنايته
بهِ فيمهلهُ وليسَ يهملهُ
وتلك منزلة جاءت بها كتب
ما كان يحظى بها لولا تنزله[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ ومن به يتجمل
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
رقم القصيدة : 11667
-----------------------------------
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
إنَّ الحديثَ كما يقولُ الأولُ
دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقعٍ
عن محدث هو بالدلالة أكمل
إذ كان والأشياء لم يك عينها
فحدوثُها فرق جليٌّ فيصل
عندَ الذي سبرَ الدليلَ بفكرهِ
لكنْ متى في مثلِ ذا لا يعقلُ
إنَّ الزمانَ منَ الحوادثِ عينهُ
ومتى محالٌ في الزمانِ فأجملوا
لوْ يعلمونَ كما علمتَ مكانهُ
ما كنت عنه بمثل هذا تسأل
لحدوثنا إذْ لمْ نكنْ وظهورنا
في عيننا وكذا المكان ففصلوا
لوْ أنَّ رسطاليسُ يسمعُ قولنا
ورجاله نظراً عليه عوَّلوا
أنصفت في التحقيق مذ بينت ما
دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا
والأشعريُّ يقولُ مثلَ مقالتي
وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأولُ
والله ما زلتْ بهم أقدامُهم
لكنْ لفهمِ السامعينَ تزلزلوا
قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته
ولغيره فافهم لعلك تعقل
هذا هوَ الإمكانُ عندَ جميعهمْ
فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا
لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا
في البحثِ بالسرِّ الذي لا يجهلُ
لو أنهم سبروا أدلة عقلهم
وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا
رأوا اتساعَ الحقِّ منْ إنصافهمْ
وقبولهُ للقولِ فيهِ فأقبلوا
إخوان صدقٍ لا عداوة َ بينهم
فلهُ العلوُّ نزاهة ً والأسفلُ
الله أوسع أنْ يقيده لنا
عقدٌ فكلُّ عقيدة ٍ لا تبطلُ
لكنْ لها وجهٌ إليهِ محققٌ
يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل
جاء المحققُ في التجلي بالذي
وقعَ النكيرُ بهِ وما هوَ أنزلُ
فلهُ التجلي في العقائدِ كلها
وأتى بذاكَ تبدُّلٌ وتحوُّلُ
لوْ لمْ يكنْ هذا تقيدٌ وانتفى
إطلاقه عنه لضاق المنزل
تدري الخلائقُ في الشعورِ نزولهُ
يومَ القيامة ِ وهوَ يومٌ أهولُ
عمت سعادته الخلائق كلهم
جاء الرسولُ به ونص المرسل
وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمة ً
فاعلمْ فليسَ على المكانِ معولُ
إنَّ الإلهَ حكى لنا ما قالهُ
أهلُ العدالة ِ والصدورُ العدَّلُ
وهم الدعاة ُ لنا وقد نطقوا بما
جاء الكتابُ به إلينا المنزل
فينا منَ التجريحِ وهوَ حقيقة ٌ
من غيرة قامت بهم لا تجهل
لله قاموا غيرة لم يقصدوا
رداً عليهِ لمَّا رأوهُ فأولوا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
رقم القصيدة : 11668
-----------------------------------
إنَّ الحبيبَ هوَ الوجودُ المجملُ
وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ
ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبهُ
إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ
في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا
ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل
وقف الهوى بي حيث كان وجودُه
في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ
طرفُ الذي يهوى سماك رامح
وفؤادُ من يهوى سماك أعزل
ما إن يرى من عارف الإله
بين المنازلِ في المجرّة منزل
لمقامِ منْ يرجى العلوَّ لذاتهِ
ومقام من يرجو المقام الأنزل
من كان لا يبني لذلك عندنا
هذا هوَ العلمُ الذي لا يجهلُ
والله لو ترك العباد نفوسهم
لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل
نصر الإله فريضته مكتوبة
فانصرْ فإنكَ بعدَهُ لا تخذَلُ
نص الرسول على الذي قد قلته
وبذاكَ قدْ جاءَ الكتابُ المنزلُ
جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله
وعليهِ أهلُ اللهِ فيهِ عولوا
ما منْ كتابٍ قدْ اضيفَ منزلٌ
للهِ إلا والقرآن الأفضلُ
والفضلُ فيه بأنه يجري على
ما ليس يحويه الكتابُ الأوّل
كرهَ النبي الفعلَ منْ عبدٍ أتى
بصحيفة ٍ فيها دُعاءٌ ينقلُ
منْ نصِّ توراة ٍ وقالَ لهُ اقتصرْ
فيما أتيتَ بهِ الغنى والموئلُ
عصمَ الإلهُ كتابنا منْ كلِّ تحـ
ـريفٍ وما عصمت فمالك يأفل
فاستغفر اللهَ العظيمَ لما أتى
واستغفر الله لهذا المرسل
فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه
عما أتاهُ بهِ النبيُّ الأعدلُ
وكذاك ختم الأولياء كلامه
في الأولياءِ معظم متقبل
منْ ذاقَ طعمَ كلامِهِ لمْ يستربْ
في قولنا فهوَ الكلامُ الفيصلُ
منْ كانَ يعرفُ حالَه ومقامهُ
عن بابه وركابِه لا يعدل
من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه
تعظيمهُ فهوَ الإمامُ الجولُ
صفة ُ المهيمنِ ها هنا قامتْ بهِ
والناسُ فيها يشهدونَ العقلُ[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
رقم القصيدة : 11669
-----------------------------------
منْ كانَ يبطشُ بالرحمنِ فهوَ فتى ً
كان التكرُّم هجيراً له فعلا
فاسألهُ إذ يقبضُ الدنيا ويبسطها
يداكَ تفعلُ كما ربكمْ فعلا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
رقم القصيدة : 11670
-----------------------------------
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
بنفسي ولكني أقول كما قالا
بأني ذو قول لما هو قائل
بنا ولساني عينهُ فيَّ ما زالا
وما أنا ظرفٌ كالمكانِ ولا أنا
محلٌّ له والميل ميلي إذا مالا
فلا تيأسي يا نفسُ مما نريدُهُ
فلا بدّ لي منه وإنْ طالَ ما طالا
تكشفَ عن عيني غطاءُ عمامتي
فأدركتُ ما خلفَ الحجابِ وما شالا
وأصبحتُ في قومٍ هداة أيمة
وغادرتُ أقواماً عن الحقِّ ضلالا
إذا جاءهم حق أتوا ينكرونه
فلا تضربوا للهِ بالفكرِ أمثالا
وإنْ كان حقاً ذلك المثلُ الذي
أتاهم به لم يعرفوا فيه أشكالا
وما كنتُ في رَيبٍ مِنَ امر شهدتُه
وما كنتُ في زهدي وفخري مختالا
أجررُ أذيالي كما قالَ عتبة ٌ
وما كل مختالٍ يجرِّر أذيالا
ألم تدرِ أني في الجهادِ مُقدَّم
أصيرُ أسدَ الغابِ في الحربِ أشبالا
إذا جئتُ بيتَ الحقِّ جئتُ ملبياً
مهلاً وإنْ جئناهُ لمْ ندرِ إهلاللا
وهل ترفعُ الأصواتُ إلا لغائبٍ
بعيدٍ وذو التقريبِ يهمسُ إجلالا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
رقم القصيدة : 11671
-----------------------------------
وقال أيضاً فيمن كمل من النساء من روح آل عمران:يا آل عمران إنّ الله فضلكم
بمريمَ بنتِ عمرانَ التي كملتْ
بما رآه الذي لله كفلها
من العناية فيما فيه قد كفلتْ
أتى إليها وفي محرابِها طبقٌ
فقالَ : ماذا فقالتْ : رتبة ٌ عجلتْ
خذها إليكم فإنَّ الله أطلعكم
لتسألوهُ فإنَّ النفسَ ما بخلتْ
فكانَ يحيى حصوراً مثلها وبها
لهمة من أبيه عنده حَصلت
فاستفرغتْ طاقة ُ الإنسانِ حالتها
هذي مقالتها لو أنها سئلت
لقدْ نظرتُ إليها وهيَ سافرة ٌ
فما بهِ فصلتْ بهِ لها وصلتْ
فانظر إليها وسلمها لخالقها
فإنَّ نفسكَ تجزى بالذي عملتْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
رقم القصيدة : 11672
-----------------------------------
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
يفصلهُ العلامُ بالقلمِ الأعلى
فيلقيه في اللوحِ الحفيظِ مفصِّلاً
حروفاً وأشكالاً وآياتُهُ تتلى
وما فصلَ الإجمالَ منهُ بعملهِ
وما كان إلا كاتباً حين ما يتلى
عليهِ الذي ألقاهُ فيهِ مسطرٌ
لتبلى بهِ أكوانُهُ وهوَ لا يبلى
هو العقل حقاً حين يعقل ذاته
لهُ الكشفُ والتحقيقُ بالمشهدِ الأجلى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن الثناء على الأسماء أجمعها
إن الثناء على الأسماء أجمعها
رقم القصيدة : 11673
-----------------------------------
إن الثناء على الأسماء أجمعها
بها وليس سواها يعرفون ولا
أليسَ هذا صحيحاً قدْ أتاكَ بهِ
في محكم الذكر قرآناً عليك تلا
في أخذه الذرّ ثم الحق أشهدنا
ألستُ ربكمُ كان الجوابُ بلى
ولم يخص بهذا الحكم امرأة
عندَ الشهودِ ولا أيضاً بهِ رجلا
حاز الوجودَ بعيني عين صورتِه
فلا أبالي ألاحَ النجمُ أمْ أفلا
إنَّ الوجودَ وجودي لا يزاحمني
فيهِ سوى منْ يقولُ العبدُ فيهِ حلا
إن الذي يرتجى فقدي عوارفه
قد حقق الله ظني إذ يقول إلى
في رؤية ِ الوجه والأبصار ناظرة
فلم يرد بالى أداة من وإلى
إنّ الظنونَ أحالتْ أنْ تكون إلى
كمثلها في إلية ِ فانصرفْ عجلا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
رقم القصيدة : 11674
-----------------------------------
لا تتخذْ غيرَ الإلهِ وكيلاً
ولتتخذْ نحوَ الإلهِ سبيلا
لا تنهَ عنْ أمرٍ وأنتَ تريدهُ
واعكفْ عليهِ بكرة ً وأصيلا
لا غرو انك إنْ عملت بنصِّ ما
أخبرتكم أرشدتُ أقوم قيلا
لا تبتغي عنه فإنك عينه
ولذاكَ أودعْ حكمهُ التنزيلا
لا تعصينَ أهلَ الحجابِ فإنهمْ
قدْ أحكموا الإجمالَ والتفصيلا
لاذوا بأحمى جابر وأعزه
وبذاكَ نالوا الفضلَ والتفضيلا
لاثوا العمائم فوقَ أرؤسِهم وما
ستروا بها قِرطاً ولا إكليلا
لاكوا بألسنة ٍ حديثَ متيم
يشكو الغليلَ ويكثر التعليلا
لا بارك الرحمن فيهم إنهم
قد بدَّلوا فُرقانه تبديلا
لا نصَّ أجلى من نصوص كتابه
قد رتلتْه رُسْله ترتيلا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
رقم القصيدة : 11675
-----------------------------------
الأمرُ أعظمُ أنْ يدرى فيعتقدا
على الحقيقة ِ إجمالاً وتفصيلا
عنه العبارة في الألفاظ قاصرة ٌ
يدريه من رتَّل القرآن ترتيلا
ولا التصوُّر في الألقاب يضبطه
ولا يقيده عقلاً وتنزيلا
فحدُّه كل محدود بصورته
وما تناهتْ فيبقى الأمرُ مجهولا
فلستُ أعرفُهُ إلا مشاهدة ً
ولستُ أشهده حسّاً ومعقولا
قدْ جلَّ مظهرهُ إذْ جلَّ ظاهرهُ
وحلَّ مظهرهُ نصاً وتأويلا
إنَّ البصائرَ والأفكارَ ما اجتمعتْ
فيه وقد عجرت قطعاً وتفصيلا
إن قلتَ بالحسِّ لم تظفر بطلعته
أو قلتَ بالعقلِ تبديلاً وتحويلا
فالوهم يحكم والأوهامُ يعرفها
والوهمُ لمْ أرَ فيهِ قطُّ محصولا
وليسَ يدركُ ذو عقلٍ وذو بصرٍ
ما ليس يدرك موصولاً ومفصولا
حارت عقولُ ذوي الألباب فيه كما
حارتْ خواطر مَنْ يبغيه تضليلا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
رقم القصيدة : 11676
-----------------------------------
حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي
ذخيرة خيرٍ للسعادة ِ شاملَهْ
فضمنتها علماً وأنشأتُ صورة
مخلقة ً عندَ المحققِ كاملهْ
وصورتُها مثلَ الهيولى لأنَّها
إلى صورة ِ الألفاظ بالذات قابله
فأظهرتُها للعينِ شمساً منيرة ً
على صِفة تفني الزوائدَ فاضله
تراها إذا خاطبتها بذواتها
تردُّ جوابي فهي قول وقائله
فأمنتها من كلِّ تحريفٍ لافظٍ
وآمنتها من كلِّ مكرٍ وغائله
يترجم عما في الضمير وجودها
إذا أفردت أو ركبت هي باذله
بها وحياة ٌ العلمِ عشرتْ ذاتَها
هي الروح إلا أنها فيه فاصله
تقسمه تقسيمَ خرٍ ممكن
خبير بما لي فهي للخيرِ واصله
تراها على النعيينِ مهما تكلمتْ
بها ألسنُ ما بين حالٍ وعاطله
إذا ما أبانت فهي أعدلُ شاهد
وإنْ لم تبن كانت عن الحقِّ عادله[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
رقم القصيدة : 11677
-----------------------------------
إنَّ الإلهَ الذي يرى وتدركهُ الأ
بصار ذاك إله الاعتقاد فلا
تدري سواهُ فإنَّ اللهَ قرره
على لسانِ الذي أبداه حين جلا
أما الإلهُ الذي لا عينَ تدركهُ
ذاك الإله الذي في خلقه جهلا
فيصدقُ الأشعريُّ في مقالتِهِ
ومن يقابله هذا لمن عقلا
وليس يجهلُ خلقَ ربه أبداً
وكيفَ يجهلُ منْ قدْ حبلهُ وصلا
الله أوسع علماً أن يقيدَه
عقدٌ لذلكَ لمْ يضربْ لهُ مثلا
وكلُّ من يضربِ الأمثال فيه يصب
لذا نهى وأتانا اتبعوا الرسلا
فالعقد ما قاله لا ما نصوِّره
وما نقيم له في قلبنا مثلا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
رقم القصيدة : 11678
-----------------------------------
نهضتُ إلى نفسي لأعرفَ خالقي
كما جاءَ في التنزيلِ والسنة ِ المثلى
فلم أر إلا العجز لم أر غيره
فأعرضتُ عنهُ وارتحلتُ إلى المجلى
على رفرفِ الياقوتِ والدر قاصداً
وذلك عند العقل غايتنا السُّفلى
فلما بدت للعين سبحة ُ ذاته
سجدتُ لها ذُلاً فقالت لنا أهلا
وشالتْ ستورَ الحجبِ عنْ عينِ عقلنا
فشاهدتُ مرئياً بلا مقلة نجلا
وقلتُ لها من أنتِ قالتْ وجودكمْ
فكنت لها أهلاً وكانت لنا بعلا
فأولدني من كلِّ سترٍ مُحجب
وأوردني من ذلك المورد الأجلى
لذاك أحب المصطفى سيّد الورى
كما جاءَ بالحلواءِ والعسلِ الأحلى[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
رقم القصيدة : 11679
-----------------------------------
قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً
هل نال منه العارفون مَنالا
لا والذي خضعَ الوجودُ لعزهِ
ما زادهم إلا عمى ً وضلالا
فإذا عجزتَ عن المنالِ علمتهَ
بالعجزِ ليسَ بما اعتبرتْ مثالا
قدْ حازَ منْ جعلَ المثالَ دليله
للعلمِ باللهِ العظيمِ خبالا
فيراه تاجاً في الرؤوس مكللاً
ويراهُ في رجلِ الرجالِ نعالا
ورأيته عند اللجينِ مخلصاً
للناظرين وفي النضار ذُبالا
لا تقطعنَّ بما ترى منْ صورة ٍ
فالشمسُ وقتاً قد تكون هلالا
ما سمى البدرُ المنير هلاله
إلا إذا كبرته إهلالا
حلاكَ تعظيمُ التشهدِ ذاتهُ
من خلقِه سبحانه وتعالى
وتحوزُ منهُ مكانة ً علوية ً
بعلومها ومراتباً وكمالا
دارتْ رحى الألبابِ في طلبِ الذي
ما زالَ في أرحى العقولِ ثفالا
فيرى مطيهمُ لذاك من الوجى
تشكو عياءً عنده وكلالا
في مهمه قطع السُّرى أنياطها
قطعاً وزادهم العِيان مضلالا
فإذا ظفرتَ بهِ فلستَ بظافرٍ
وتقولُ فيما تدعيهِ محالا
منْ يدعي علمَ الصفاتِ فإنهُ
لا يعرفُ الإدبار والإقبالا
من يدعي التصريفَ في أحكامِهِ
قدْ ظنَّ ظناً أنَّ فيهِ محالا
هيهاتَ كيفَ ومنْ يكيفُ ذاتهُ
فهوَ الذي يعتالُ أينَ اغتالا
لمَّا رأيتُ وجودهُ منْ خلقهِ
نوراً وأنصبه الكيانُ ظِلالا
أيقنتُ أنَّ الأمرَ فيهِ تحيرٌ
عند اللبيبِ يهيج البَلبَالا
ويقولُ أهلُ الكشفِ فيهِ بأنهُ
تفصيلهُ لا يقبلُ الإجمالا
ولذاكَ أنزلهم وهم في ملكهِ
دون الملوك أئمة أقيالا
يدعونَ في لحنِ الشريعة ِ والهدى
بالوراثينَ الكلَّ الأرسالا
فهمُ بأرجاءِ الوجودِ مذانب
وجعافرٌ قدْ أرسلوا إرسالا
ولوْ إنهمْ في كلِّ علمٍ جامعٍ
قد جرروا عجباً به أذيالا
اللهُ كرمهمْ بعلمِ وجودِهِ
وسقاهمُ كاسَ العلومِ زُلالا[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
رقم القصيدة : 11680
-----------------------------------
الكبرياءُ رداءُ منْ سجدتْ لهُ
كلُّ الجباه وسخَّر الأقيالا
أنتَ الرداءُ وعلمكم بمن ارتدى
علمٌ لذا لا يقبلُ الإشكالا
وصفُ النفوسِ جزاؤها وهذا أتى
نصُّ الكتابِ ففصَّلوا الإجمالا
ولتتخذْ إنْ كنتَ تعقل قولنا
وصف الإله لما يرون مَجالا
إنَّ البيانَ لذي عمى ً في نفسهِ
ما زاده إلاّ عمى وضلالا
لو يدري ذو السمعِ السليمِ مقالتي
ونصيحتي عنْ حكمها ما زالا
وبدتْ له كالشمسِ تشرق بالضحى
ورأى عليه نورها يتلالا
ما يصدق الكنز الذي يجدونه
العارفونَ يرونَ ذاكَ محالا
ختم الإله على قلوبِ عبادِه
أنْ لا يكونوا كبراً ضلالا
وإن أظهروا إضلالهم وتكبروا
فالعالمون يرون ذاك خَيالا
فلذاكَ يظهرُ ذله في موقفٍ
ويذلهُ ربُّ الورى إذلالا
كالذرِّ ينشرهُ الإلهُ بموقفٍ
ليذوقَ فيه خزيه ونكالا
لمَّا تكبرض بدرهُ في ذاتِهِ
لحقَ الصغارُ بهِ فعادَ هلالا
لا بل أزال الحقُّ عنه ضياءَه
محقاً فكانَ المحقُ فيهِ وبالا
لو يشهدونَ كما شهدتُ مقامَه
رفعوا له أصواتهم إهلالا
وأفادهُمْ ما قدْ رأوهُ شهادة ً
وترية ً في قلبهِ ونوالا
لا يشهدُ البدرَ المنيرَ هلالاً
إلا عيونٌ أبصرَته كمالا
لمَّا بدا للعينِ خلفَ حجابِهِ
كنتَ الحجابَ لهُ فكنتَ حجالا
ورأى الذي عاينته من حكمة
في ستره عمن يريد فشالا
لنراه حتى لا نشك بأنه
هوَ عينهُ فأتى الحجابَ زوالا
فعلمتُ أنَّ الأمر لا ينفك عن
ستر عليه وكان ذاك ظِلالا
العرشُ ظلُّ الله في ملكوته
وبذا أتتْ أرساله أرسالا
تاهَ الذينَ تحيروا في ذاتهِ
عجباً بذاكَ وجرروا الأذيالا
وتقدموا لمَّا تقدسَ عندهمْ
وأنالهم تقديسهمْ إجلالا
ما عظمَ الأقوامَ غيرُ نفوسهم
في عينه سبحانه وتعالى
لما علمت بأنني متحيِّر
فينا وفيه ما رددت مقالا
وعلمتُ أنَّ العجزَ غاية ُ علمنا
بوجودِه سبحانه وتعالى
فموحد ومشرك ومعطِّل
ومشبه ومنزهٌ يتغالى
حتى يكذبَ ما يقولُ بنفسهِ
عنْ نفسهِ ويردَّه إضلالا
قد كنتُ أحسب أنَّ في أفكارنا
عينَ النجاة ِ لمنْ أرادَ وصالا
حتى قرأتُ كتابه وحديثه
عنْ نفسهِ في ضربهِ الأمثالا
فعلمت أن الحقَّ في الإيمان لا
في العقل بل عاينت ذاك عقالا
في آية ِ الشورى تحارُ عقولنا
وتواصلُ الأسحارَ والآصالا
إنْ كنتَ مشغوفاً بروية ِ ذاتهِ
فاقطع إليه سباسباً ورمالا
حتى تراه وما تراهُ بعينهِ
إن النزيه يباعد الأشكالا
مثلَ الذي جاءَ الكتابُ بنصهِ
في رميهِ بتلاوتي الأنفالا
إنَّ اللبيبَ يحارُ في تكييفِ منْ
هوَ مثلهُ وينازلُ الأبطالا
للهِ بيتٌ بالحجازِ محرمٌ
لا يدخل الإنسانُ فيه حلالا
ما إنْ رأيتُ لهُ إذا حققتهُ
حقاً يقيناً في البيوتِ مثالا
قد أذنَ الرحمنُ فيه بحجه
فاتوه رُكباناً به ورجالا
بيتٌ رفيع بالمكانة ِ سابقٌ
أضحى لهُ البيتُ الضراحُ سفالا
هوَ للدخولِ وذا يطافُ بذاتهِ
كالعرشِ أصبحَ قدره يتعالى
والقلبُ أشرف منه في ملكوته
ملكَ الوجودِ وحازه أفضالا
لولا اتساعُ القلبِ ما وسع الذي
ضاقَ السما عنه فأصبح آلا
بالقيعة ِ المثلى منْ أرضِ وجودِنا
ولذا كنى عنه بلا وبلالا
لا شيءَ يشبههُ لذاكَ وجدتُه
في الفقدِ منصوباً لكم تمثالا
وفاكمُ الرحمنُ فيهِ حسابكم
قولاً وعقداً منة ً وفعالا
لا يلتفتُ منْ قال فيهِ إنهُ
يفري الكلى ويقطعُ الأوصالا
بالحفظ كان وجودُه لمكانه
ولذاك يحمل عنكم الأثقالا
لولا وجودي ما عرفتُ وجودَهُ
ولذاك كنتُ لكونه مغتالا
من بحثه كان اغتيالي كننه
فالبحثُ لي ولهُ علوٌّ حالا
أمسيتُ فيهِ لكونهِ ذا عزة ٍ
دونَ الأنام مخادعاً محتالا
لمَّا رأيتُ الأمرَ يعظمُ قدرهُ
ورأيته يزهو بنا مختالا
حصلتُ أسبابُ الخداعِ بذلة ٍ
وتمسكن فيه فزدت دلالا
إذلاله إذلاله لوجودِنا
فلذاكَ لمْ تظفرْ بهِ إذلالا
لولا وجودُ صفاتِهِ في غيرهِ
مشهودة ٌ ببراعة ِ ما نالا
إنَّ الإلهَ يغارُ أنْ يلقى بهِ
ولذا أذلَّ عبادَه إذلالا
في موطنِ التحقيق لا تبدوا به
فبكفركمْ قالَ الذي قدْ قالا
لما تأهل بالذي ما زلته
اصبحتُ للأمرِ العظيمِ عيالا
وأتى الحديثُ بنثرهِ وبنظمهِ
فشربتُ ماء كالحياة ِ زُلالا
اللهُ أعظمُ أنْ يحيطَ بوصفهِ
خلقٌ ولو بلغ السماءَ ونالا
ما ناله أهلُ الوجودِ بأسرهم
منْ نعتهِ سبحانهُ وتعالى
العجزُ يكفيهم وقد بلغوا المنى
والجاهل المغرور مَن يتغالى
لا تغل في دينِ الشريعة ِ إنه
قدْ جاءَ فيهِ نهيهُ وتوالى
منه خطابُ النهى في أسماعنا
حتى رأينا نورَهُ يتلألا
لا تغلُ في دينِ الحقيقة ِ ولنقل
في الله ما قال الإله تعالى
فهوَ اعتقادهُ المؤمنينَ فلا تزدْ
إذ بلغوا في ذلك الآمالا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الصومُ لله العظيمِ بشرعه
الصومُ لله العظيمِ بشرعه
رقم القصيدة : 11681
-----------------------------------
الصومُ لله العظيمِ بشرعه
وإذا أضيفَ إليَّ كانَ محالا
الصومُ لله الكريمِ وليس لي
لكنْ إذا ما صمتهُ وتعالى
عن صومنا فيكون ذاك الصوم لي
نقصاً وفي حقِّ الإلهِ كمالا
إنّ الصيامَ لهُ العلوُّ جلالة ٌ
صامَ النهارُ إذا النهارُ تعالى
وعلوّ قدر العبد فيه خضوعُه
حتى يكون من الخضوعِ سَفالا
والفِطر لي بالكسر وهو حقيقتي
فإذا فتحتُ جعلته المحلالا
الأمرُ في الثقلِ الحقيرِ كمثلِ ما
هو في العظيم فدبّر الأثقالا
لا ترض بالأعلى إذا لم ترتقي
فيه الإله بحملهِ الأثقالا
نال المدبر رتبة ً علوية
عند الإله بحمله الأثقالا
منْ كانَ بدراً كاملاً في ذاتهِ
علماً يصيرهُ المحاقُ هلالا
عند المحقق في المحاق كماله
في ذاتِهِ فكمالهُ ما زالا
الشمسُ تظهرُ حكمها في عنصرٍ
ظلماته من نورها تتلالا
من بعد ما ألقت عليه سماؤها
ماءً له سرُّ الحياة ِ زُلالا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
رقم القصيدة : 11682
-----------------------------------
إذا أنتَ أبصرتَ الوجودَ مثالا
تصرفتَ فيهِ يمنة ً وشمالا
فأنزلته بالعلم أرضا أريضة
وأطلعته بدراً وكان هلالا
وأعليتهُ في الرأسِ تاجاً مكللاً
وقد كان في رِجل الزمان نعالا
وحزتَ بهِ الأكوانَ شرقاً ومغرباً
وما بينهن قبلة ً وشمالا
وكم قد رأينا فيه نقصا محققاً
فلما أتيناهُ رأيتُ كمالا
وكم قد سألتُ الله فيه إجابة
وكمْ قدْ أجبتُ اللهَ فيهِ سؤالا
لقد طلعتْ شمسي عليه وعندها
مددتُ لهُ في العالمينَ ظلالا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
رقم القصيدة : 11683
-----------------------------------
كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
بوجودي قد رام أمراً مُحالا
قدْ قطعنا لرؤية ِ السرِّ شوقاً
واشتياقاً فيافياً ورمالا
ثم إني لما وصلتُ إليه
لم أجد غيرنا فزدت نكالا
قلتُ ربي فقالَ لبيكَ عبدي
لم أجد غير حيرة ٍ لي ضلالا
قالَ لي هكذا هوَ الأمرُ فاعلمْ
لمْ يزد طالبوهُ إلا خبالا
كلُّ قلبٍ يبغي الوصولَ إليهِ
معلمٌ بالفراقِ منهُ تعالى
وكذا منْ يقولُ ربي بقلبي
جدٌّ والجدٌّ لمْ ينلهُ فنالا
حيرة ٌ مثله فقال شُخيصٌ
غاطسٌ في السرابِ ماءً زلالا
ثمَّ لمَّا أتاهُ لمْ يلفَ إلا
عدماً حاصلاً وقدْ كانَ آلا
يثبتُ الجهلَ ههنا ثم أيضا
ههنا والجهولُ نال الوبالا
وجدَ اللهُ عندَهُ فكفاهُ
صاحبُ الآلِ كانَ أحسنَ آلا
إخوتي هل رأيتهمُ أو سمعتم
أنَّ شخصاً أتى إليهِ فمالا
عنهُ عنْ غيرِ حاصلٍ مستلذٍّ
لا وحقِّ الإلهِ جلَّ جلالا
ما رأيناه في سوى الحق عينا
وقصاراه أنْ يكون خيالا
وهوَ شرعٌ مقررٌ مستفادٌ
جاء بالكاف نوره يتلالا
لقلوبٍ دنت إليه اشتياقا
فكساها مهابة ً وجمالا
لا وحقِّ الهوى ومتبعيهِ
ما رأينا في الهجر إلا الوصالا
لمْ ينلْ كلُّ طالبٍ مستفيدٍ
عينَ كونِ الحبيبِ إلا كَلالا
فاطلب الأمر بالوجودِ تجدْه
عندَ حبلِ الوريدِ يشكو المطالا
قلت مذ أنت ههنا قال دهري
إنَّ ربي أتيتُ عنهُ مثالا
وأنا ما أريدُ إلا إلهي
حبه الدهرَ لا أريدُ اتصالا
بسوى الله قال عينُ وجودي
حققِ الأمرَ يا فتى استقلالا
يدرى قطعاً من أبصر البدر تما
إنهُ كانَ في العيانِ هلالا
ثمَّ لمَّا تزايدَ الأمرُ فينا
عاد في نقصه يريد الكمالا
كلُّ نقصٍ تراهُ فهوَ كمالٌ
للذي جاء فيه أنَّ المثالا
يستر الشيء خلفه وهو كشفٌ
عند من يعرفُ الحلال حلالا
حكمَ العلمُ أنَّ ما كانَ رجماً
إنه كانَ في الهواءِ اشتعالا
وهوَ نجمٌ كما تراهُ ولكنْ
جعلَ الجوَّ للرجومِ مجالا
هو نار وفي الحقيقة ِ نورٌ
فيه شغلٌ لمنْ يريدُ اشتغالا
وأتى الربُّ للحرارة ِ فيها
رحمة ً للورى فمدَّ الظلالا
فنعمنا بها فعشنا ملوكا
ليسَ نبغي ضداً فنبغي قتالا
في نعيمٍ بهِ وظلِّ ظليلٍ
مستريحينَ لا نقطّ ذبالا
إنْ ترد أنْ تكون فيه مكانا
أكثر الصوم ههنا والوصالا
كلُّ من مال عنك فيما تراه
لا تقلْ عنهُ إنهُ عنكَ مالا
فتغيظ العدوّ قولا وفعلا
وتسرُّ الوليَّ فعلاً وحالا
سمى المال في العموم لميل
فيك والعبدُ مال عنه ممالا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
رقم القصيدة : 11684
-----------------------------------
منْ صحبَ الحقَّ لا يبالي
من ذلهِ المنعِ والسؤالِ
منْ طعمَ الهجرَ في هواهُ
أذاقه لذة َ الوصالِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وافى كتابُ ولينا الغزالِ
وافى كتابُ ولينا الغزالِ
رقم القصيدة : 11685
-----------------------------------
وافى كتابُ ولينا الغزالِ
مني على شوقٍ لهُ متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد
غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً
فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري
بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة ٍ
بينَ العبادِ مؤوزاً بجمالِ
كلتا يديّ يمين ربي خلقته
واللهُ قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنهُ خطوة ً وترية َ
منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته
فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عينُ مشاهدٍ في علمهِ
ما دامَ في كونٍ وفيَّ اضمحلالِ
فإذا تخلص عن كيانِ وجوده
بالموتِ عاينَ غيرَ ما في البالِ
ويكون يشهدُ فوق رتبة ِ علمه
بشهودِهِ في عالمِ الترحالِ
فكأنّ ما يبديه عَزَّ جلاله
منْ ذاتهِ للعلمِ لمحة َ وآلِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
رقم القصيدة : 11686
-----------------------------------
ولنا من الختمين حظٌّ وافرٌ جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
أجرَ السرورِ منَ الكريمِ المرسلِ
فأتى به ختم الولاية ِ مثلما
ختم النبوة بالنبيّ المرسل
ولنا منَ الختمينِ حظٌّ وافرٌ
ورثا أتانا في الكتاب المنزَّل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لبستْ جارية ٌ من يدنا
لبستْ جارية ٌ من يدنا
رقم القصيدة : 11687
-----------------------------------
لبستْ جارية ٌ من يدنا
خرقة ً نالتْ بها عينَ الكمالِ
خرقة ً دينية ً علوية ً
ألحقتْها بمقاماتِ الرجالِ
وكذاك الله قد ألبسها
ثوبَ عزٍّ وقبولٍ وجمالِ
وضياءٍ وسناءٍ وسناً ح
واعتدالٍ وبَهاءٍ وجلالِ
كلَّما أبصرتُها غيَّبَني
ما أرى منْ حسنِ دلٍّ ودلالِ
حفظَ اللهُ عليها عهدَها
وعلينا حقظها طولَ الليالي[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
رقم القصيدة : 11688
-----------------------------------
لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي
علمتُ ما لم يكن يخطر على بالي
مني علمتُ الذي في الكونِ من صورٍ
وما به صور فالكلُّ أمثالي
يرانِ بي مثلَ ما أني أراهُ بهِ
نصّاً بنصٍّ وأشكالاً بأشكالِ
فكلما قمتُ في شيءٍ يقومُ بهِ
كأنهُ في الذي يبدو منْ أشكالي
علمي صحيح وحالي قد يكذبه
فانظر إلى العلم لا تنظر إلى الحال
الحقُّ عيني بلا شكٍّ ولستُ أرى
إلا الذي هوَ في قيدٍ وأغلالِ
والحق ليس له مثلٌ فكيف يرى
هذا الذي جاءَ في سمعي منَ التالي
إذا يرانا فلا شكَّ يداخلنا
إني أراهُ فإني النائبُ الوالي[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
رقم القصيدة : 11689
-----------------------------------
العلمُ بالأحكامِ لا يظهرُ
إلا على ألسنة ٍ الرسلِ
والعلمُ بالآياتِ لا ينجلي
إلا لمن يمشي على السبل
فاحذر إذا شاهدت توحيده
شهود عينِ المثل لا الشكل
فإنه لم ينفِ إلا الذي
سميته بالشكلِ والمثلِ
فلو نفى الرتبة َ لم يتخذ
خليفة ً في عالم السفلِ
واللهُ قدْ عينَ نوابهُ
في نشأة ٍ قامتْ من الثقل
لمْ يقبلِ الروحَ لهُ صورة ً
مجرَّداً عن نسبة الأصل
ألا ترى كيف نهى عبدَه
عن البترا وهي في النفل
وقدمَ الشفعَ على وترهِ
في سورة ِ الفجرِ إلى الليلِ
لأنهُ يقصدُ إنتاجها
في عالمِ التفصيلِ والوصلِ
لا يعرفُ الفضلَ على وجههِ
إلا الذي يعطي من الفضلِ
ينقصُ ذو الإيثارِ في بذلهِ
عنْ منزلِ الأفضالِ والفضلِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
رقم القصيدة : 11690
-----------------------------------
لا تفرحنَّ ببشرى الوقت إن لها
شرطاً تعينه الأحكام بالحال
فإن علمت بأنَّ الحالَ دائمة ٌ
إلى انفصالكَ عنْ إصرٍ وأغلالِ
فتلكَ بشرى لكمْ من عندِ ربكمُ
وما تقدَّمَ بشرى الحالِ في الحالِ
فقد يقالُ لنا وعد نسرُّ به
ولا يقيد في شَرطٍ بإخلال
فتأخذنهُ وعينَ الشرطِ تجهلهُ
لأنَّ حرصكَ لمْ يخطرهُ بالبالِ
المكر يصحبه لو كنتَ تعقله
وليسَ يحذرهُ إلا كأمثالي
لذا طلبتُ من الله النصوصَ ولم
أفرح بما ضمنه تفصيلُ أحوال
النصُّ بالدونِ أولى بي وأحسنُ لي
في مجمل القولِ بالبشرى من العالي
إنَّ الرجالَ الذين الله يعصمُهم
قدْ عاينوا فضلهُ في عينِ اجمالِ
إذا تجردَ لي عنْ مثلِ صورتِهِ
جوداً ولقبني بالنائبِ الوالي
فكيف يبخل من هذي سجيَّتُه
برحمة ٍ تجمعُ الأعلى مع التالي
وذاك ظني فإن العلمَ منقصة ٌ
هنا فلا تصغين للقيلِ والقال[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
رقم القصيدة : 11691
-----------------------------------
علومُ الذوقِ ليسَ لها طريقٌ
تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ
بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة ِ صادقٍ جلدٍ شؤوسٍ
أدلَّ منَ الدليلِ على ذلولِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جدّدِ السعدَ منزلاً
جدّدِ السعدَ منزلاً
رقم القصيدة : 11692
-----------------------------------
جدّدِ السعدَ منزلاً
جامعاً للفضائلِ
خيرُ مأوى ومنزلٍ
لعليٍّ وسافِلِ
أيّ بيتٍ لكل خيـ
ـرٍ من الرزق شامل
هو هذا تمتعوا
فهوَ خيرُ المنازلِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا المختارُ لا المختارُ إني
أنا المختارُ لا المختارُ إني
رقم القصيدة : 11693
-----------------------------------
أنا المختارُ لا المختارُ إني
على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثتُ الهاشمي أخا قريشٍ
بأوضحِ ما يكونُ من الدليلُ
أبايعهُ على الإسلامِ كشفاً
وإيماناً لألحقَ بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى
أبينه لأبناءِ السبيلِ
سرى في النورِ حتى كانَ أدنى
من القوسينِ في ظلِّ ظليلِ
وشرّفَ بالكلامِ أخاه موسى
على كتبٍ وذلكَ بالمسيلِ
وأين العرشُ من وادٍ بقاعٍ
كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُّ الذي لم
يزلِ يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقولُ لمن يدلُّ على وجودِ
تحققهُ ببرهانِ الافولِ
أصبتَ تلكَ حجتكم على منْ
يحيدُ عنْ الإصابة ِ بالنكولِ
وقدْ قامَ الدليلُ بأنَّ شمسَ السـ
ـما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم
وعندَ الفكرِ في رسمٍ محيلِ
فهذا عابدٌ رباً بكشفٍ
وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي
وليسَ لهمْ سواهُ منْ دليلِ
فسبحانَ العليمِ بكلِّ وجهٍ
وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إنْ فكرتَ فيهِ
مع الإنصافِ بحثاً منْ عديلِ
لقدْ كفرَ الذينَ لهُ أقاموا
عديلاً بالغَداة وبالأصيل[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول
الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول
رقم القصيدة : 11694
-----------------------------------
الحقُّ ما بينَ معلومٍ ومجهول
برهانهُ بينَ معقولٍ ومنقولِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
رقم القصيدة : 11698
-----------------------------------
ولتنظرِ الأمرَ فيما قدْ تشاهدُهُ
فالأمرُ منْ حاملٍ يبدو ومحمولِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
رقم القصيدة : 11700
-----------------------------------
أرى الأتباعَ تلحقُ سابقوهمْ
بمنْ تبعوهُ في حكمٍ وحالِ
وهذي لا خفاءَ لهمْ لديهمْ
تبينهُ مقاماتُ الرجالِ
ولما أن رأيت وجود عيني
بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً
سجودَ القلبِ أو عينَ الظلالِ
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي
من إلحاقِ الأسافلِ بالأعالي
وإلحام الأباعدِ بالأداني
وإظهار السوابق بالمآل
وقلتُ لهُ لقدْ أسجدتُ قلبي
لقلبي كالزجاجِ معَ العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي
قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمتُ من أيّ وجهٍ
يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب
على قدرِ السؤالِ بشرحِ حالي
فإني ما أريدُ سوى ملاذي
بملذوذ التواله والنوال[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
رقم القصيدة : 11701
-----------------------------------
إذا كانت الآياتُ تعتاد لم يكن
لها أثرٌ في نفسِ كلِّ جهولِ
وما لم تكن تعتادُ فهي لديهمُ
إذا نظروا فيها أدلُّ دليلُ
وأما فحول القومِ لا فرق عندهم
لقد خصصوا منها بأقوم قيل
إذا جاءت الآيات تترى تراهمُ
سكارى لها خوفاً بكلِّ سبيلِ
فسبحانَ منْ أحياهمُ واصطفاهمُ
وإنهُم فينا أقلُّ قليلِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
رقم القصيدة : 11702
-----------------------------------
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
وما لهمُ غيرَ اليرابيعِ منْ مثلِ
قلوبهمُ كالنافقاءِ لحكمة ٍ
وإنْ فارقوا اليربوعَ فالخلقِ والشكلِ
لأن لهم وجهين في أصل خلقهم
فوجهٌ إلى فصلٍ ووجهٌ إلى وصل
وهذا مديحٌ منبيءٌ بحقيقة ٍ
وما هو هجوٌ جَلَّ عن هجوهم مثلي
وما أنا عمّا قدْ ذكرتُ بغائبٍ
ولكنَّ ذا الأفضال يمتاز بالفضل
وما قلت إلا ما تحققت كونه
فإنَّ مثال الشخصِ يظهر بالظل
وقد علم الأقوام أني بصورة ٍ
حبيتُ بها جودَ اختصاصٍ على الكلِّ
فيا نفسُ جودي بالسماحِ على فتى ً
قدْ أنزلكمْ بالفقرِ منزلة َ الأصلِ
فإنْ لم يكنْ أهلاً فإنكَ أهلهُ
وما هو بالإتيانِ إلا من الأهل
وما ثَم ذات تستحق لعينها
وجودَ مديحٍ أو هجاءً بلا فعلِ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
رقم القصيدة : 11703
-----------------------------------
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا نائبٌ فيه بأصدقِ قيلِ
ولوْ لمْ يكنْ ملكي لما صحَّ أنْ أرى
موكلهُ والحقُّ فيهِ وكيلي
وعنْ أمرنا كانتْ وكالتنا لهُ
وبرهانُ دعوايَ وعينُ دليلي
كتابٌ له حقٌّ وفيه اعترافه
بما قلتَ فيهِ فالسبيلُ سبيلي
يقول بأضدادِ الأمورِ وجوده
فقد حرتُ فيه وهو خير خليل
عجبتُ لهُ منْ غائبٍ وهوَ حاضرٌ
بتنفيذِ أخيارٍ وبعثِ رسولِ
إلى منْ وإنَّ العينَ عينُ وجودِهِ
وممن فقد حرنا فكيف وصولي
إلى منزلٍ ما فيهِ عينٌ غريبة ٌ
ولا حيرة ٌ فيها شفاءُ خليل[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
رقم القصيدة : 11704
-----------------------------------
هيَ العلومُ التي أرستْ قواعدُها
بالمشتريّ وبالمعهود من زُحَل
وعينه دونه ذوقاً تشاهده
ولوْ بغيتٍ فيبقى فيهِ بالمثلِ
وعلمهُ دونَ هذا العينُ تعلمهُ
بحدهِ وهوَ إن أزيلَ لمْ يزلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
رقم القصيدة : 11705
-----------------------------------
العلمُ بحرٌ مالهُ منْ ساحلٍ
عذبُ المشاربِ حكمُه في النائلِ
بالجمعِ جاءَ منِ الذي أعطاكهُ
ما سَلْطَن المسؤول غير السائل
لمَّا دعاهُ دعا لهُ في نفسهِ
بالمنحرِ الأعلى الكريمِ القائلِ
واستخلص الشخصُ الذي قد ذمه
بهواه لما أنْ دعا بالحائلِ
ليصيد من شَرَك العقولِ صيودها
بشريعة ٍ جلتْ عن المتطاولِ
فلذاكَ لمْ يعقبْ واعقبَ منْ لهُ
كل الفضائلِ فاضلاً عن فاضلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
رقم القصيدة : 11706
-----------------------------------
انظرْ إليَّ ولا تنظر إلى حالي
واحذر من العذلِ لا تخطره بالبالِ
وافرغ إلى طلبِ الفضلِ الذي صبنت
عنهُ ظنوني في ترتيبِ أحوالي
لو أنَّ لي سيِّداً فتَّ الأنام جداً
ولم أعرِّج على جاهٍ ولا مال
المالُ مالُ الذي مالَ الوجودُ بهِ
إليه من كرمٍ فلا تقل ما لي
بل قل إذا جاء من يبغي نزالكمُ
مالي من المالِ إلا حظُّ آمالي
وقد علمتُ بأنَّ الجودَ من خلقي
طبعاً جبلتُ عليهِ فيهِ إقبالي
لا تفرحنَّ بشيءٍ لستَ مالكه
بلْ أنتَ مستخلفٌ فيه وكالوالي
مكانتي عندَ منْ أصبحتُ نائبه
في ملكهِ حاكماً بقدرِ أعمالي
فإنْ عدلتَ فإنّ العدلَ شيمتنا
لعلمنا أو تفضلنا فلا ما لي
الفضلُ فضلُ إلهي ما لنا قدمٌ
فيه لفقري وما أدريه من حالي
فليسَ يفضلُ عني ما أجودُ بهِ
ولا يليق بنا قصد لأمثالي
فما لنا غيرُ منْ ترجى عوارفهُ
وهوَ الغنيُّ عنِ الحاجاتِ والعالي
لمَّا رأى من رأى حكمي ومملكتي
وما درى أنني العاطلُ الحالي
وقد رأى منْ أنا فيهمْ خليفتهُ
يقولُ تقرضني من عرض أموالي
وما رأى أنهُ قدْ دالَ في خلدي
أقرضن بالفعلِ لا بالعقد والحالِ
لذاكَ نطقهمُ فيهِ بأنَّ لهُ
فقراً إلينا وما ربي منْ أشكالي
ألغيتُ فيهِ الذي عليَّ يلبسهُ
بأنْ تشخصُ لي أفعالَ أفعالي
لا أعرف اللغو في قولٍ أفوه به
إنَّ السديدَ من الأقوالِ أقوالي
أَجلُّ وصفي أنَّ الله أهَّلني
لحلِّ ما عندَ أشكالي منْ أشكالي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
رقم القصيدة : 11707
-----------------------------------
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
إلى كلِّ ذي قلبٍ بوحيٍ منزلِ
علمتُ به ما لم أكن قد علمته
وعللته بي وهو خيرُ معلل
فلولا وجودي لمْ يكنْ ثمَّ نازلٌ
كما أنه بي كان عينُ التنزُّلِ
وقد علمتْ أسماؤه أنّ ذاتنا
بعلمٍ صحيحٍ أنها خيرُ منزل
تخيلتُ أني سامعٌ وحيَ قولِه
فشاهدتُ من أوحى السميعُ لمقولي
فقلت أنا عين المقولِ فقال لي
تأمل فليس المقولُ عني بمعزِل
فثبت عندي أنه القول مثلما
هوَ السمعُ فلأمرانِ منهُ لهُ ولي
وإني وإنْ كنتُ المبلغَ وحيه
إلى كلِّ ذي سمعٍ فلستُ بمرسلِ
ولكنني في رتبة ِ القومِ وارث
بحالٍ وعقدٍ ثمَّ قولٍ مفصلِ
وقلْ تابعْ إنْ شئتَ فالقولُ واحدٌ
ولا تبتدعْ قولاً فلستُ بأفضلِ
به ختم الله الشرائعَ فاعلمن
ولا تعملنَ يا صاحِ في غير معملِ
وما انقطع الوحي المنزلُ بعدَه
ولكن بغير الشرعِ فاعلمه واعمل
تصرفتِ الأرواحُ بيني وبينهُ
بشرقٍ وغربٍ في جنوبِ وشمألِ
وما أنا ممن قيَّد الحب قلبَه
بليلى ولبنى أو دخولٍ وماسلِ
ألا إنَّ حبي مطلقُ الكونِ ظاهرٌ
سوى ما شهدنا منه عند التمثل
كمريمَ إذ جاءَ البشيرُ ممثلاً
على صورة ٍ مشهودة ٍ في التبعلِ
فألقى إليها الروح روحاً مقدّساً
يسمى بعيسى خيرِ عبدٍ ومرسلِ
فلم أدر هل بالذاتِ كان وجودُ ما
رأيتُ بها أو كانَ عندَ تأملِ
أنا واقفٌ فيهِ إلى الآنِ لمْ أقلِ
بما هو إلا أنْ يقولَ فينجلي
وقلتُ لهُ لا بدَّ إنْ كنتَ قاطعاً
وجودي على التحقيقِ منكَ فأجملِ
فإني ورب البيتِ لستُ من الذي
إذا قال قولاً كان فيه بمؤتل
كمثلِ ابنِ حَجرٍ حين قال بجهله
لمحبوبة ٍ كانت له عند حوملِ
وإنْ كنتِ قد ساءتكِ مني خليقة ٌ
فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تنسلِ
وهيهاتَ كيفَ السلُّ والثوبُ واحدٌ
فممنْ وعيني ليسَ غيرَ مؤملِ
بذلتُ لهُ جهدي على القربِ والنوى
وكانت حياتي بالمنى والتعلل
وهذا مُحالٌ أنْ يكون فإنني
حقيقة من أهواه من غير فيصل
توليتُ عنهمُ حينَ قالوا بأنهم
سواي فما أعطيتهم في تململي
أغرّك إقبالي بصورة مُعرضٍ
كذلكَ إغراضي بصورة ِ مقبلِ
فمكري مكرُ اللهِ إنْ كنتَ عالماً
فمهما تشا فأمر فؤادي يفعل
أبيتُ لعز أنت فيه محقق
على كلِّ عقدٍ كان إلا تذللي
فواللهِ ما عزي سوى عينِ ذلتي
فإن شئتَ فاعلم ذاك أو شئت فاجهلِ
وواللهِ ما عزي سوى ذلتي التي
يكون لها فضلٌ لكلِّ موصل
كذا قالَ بسطامينا في شهودِهِ
بعلمٍ صحيحٍ ما به من تحيُّل
فإنَّ وصالي ليسَ لي بحقيقة ٍ
وإنَّ فصالي حاكم بالتوسُّل
فما ليَ منْ وصلٍ سوى ما ذكرتُهُ
ففقري وذلي فيهِ عينُ التوصلِ
دليلي على ما قلت في ذاك أنني
إذا جئتُ أسكنُ قيلَ لي قمْ ترحلِ
وما هي إلا من شؤونك رحلتي
وما الشانُ الأغلى قدر بمرجل
فأسفله أعلاه والعلو سافلُ
فقلْ ما تشاءُ واحملهُ في كلِّ محملِ
يسع حمله فالحالُ حالي وإنه
بريءٌ فلا تعدلُ بهِ غيرَ معدلِ
ونزه وجودَ الحقِّ عنْ كلِّ حادثٍ
فإن وجودَ الحق كوني فضلل
فما علمنا باللهِ إلا تحيرٌ
كذا جاءَنا في محكمِ الذكرِ واسألِ
فكن عبدَ قنٍّ لا تكن عبدَ نعمة ٍ
وإنْ هو ولاّك الأمورَ فلا تل
فما ثمَّ إلا العرضُ ما ثمَّ فيصلٌ
فقد أغلقَ البابُ الذي كان للولي
أراح به الأتباعَ أتباعَ رُسْله
فكم بين معلولٍ وبين معللِ
فما العلة ُ الأولى سوى العلة ِ التي
هيَ القمرُ العالي على كلِّ معتلي
أنا أكرم الأسلافِ في كل مشهدٍ
أعينُ فيهِ منْ معمٍّ ومخولِ
فوالدنا من قد علمتم وجودَه
ولمْ تعلموا ما هوَ لمنصبهِ العلي
وأمي التي ما زلتُ أذكرها لكمْ
من النفس العالي النزيه المكمل
بهمْ كنتُ في أهلِ الولاية ِ خاتماً
فكلُّ وليّ جاء من بعدنا يلي
فيحصل فيه نائباً عن ولا يتي
بذا قالَ أهلُ الكشفِ عنْ خيرِ مرسلِ
كعيسى رسولِ الله بعدَ محمدٍ
فأنزله الرحمنُ منزلة َ الولي
فيحكم فينا منْ شريعة ِ أحمدٍ
ويتبعه في كلِّ حكمٍ مُنزلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
رقم القصيدة : 11708
-----------------------------------
رأيتُ الذي قدْ جاءَ من أرضِ بابلٍ
بعلمٍ صحيحٍ للهوى غيرِ قابلِ
فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومَرحباً
فردَّ بتأهيلٍ على كلِّ آهلِ
ألا إنَّ شرَّ الناسِ من كان أعزبا
وإنْ كان بين الناس جمَّ الفضائلِ
وما في عبادِ الله من هو أعزب
فيا جاهلاً لم تخل مني بطائل
تأملْ وجودَ الأصل إذ شاء كوننا
فهلْ كنتَ إلا بينَ قولٍ وقائلِ
فقال لشيءٍ كُن فكان لحينه
عن أمر إله بالطبيعة ِ فاعل
فأرضعني حولين جوداً ومنَّة ً
تماماً لكي أربى على كلِّ كاملِ
فثنى ولمْ يفردْ فعمَّ وجودنا
بحوليه جوداً كلَّ عالٍ وسافلِ
وفاطمتي ما كانتْ إلا طبيعتي
لآخذَ عنه العلمَ من غيرِ حائلِ
لقدْ فطمتني والهوى حاكمٌ لها
عليَّ بحبٍّ ثابتٍ غيرِ زائلِ
فما ثمَّ إلا عاشقُ عينِ ذاتهِ
عموماً وتخصيصاً لدى كلِّ عاقلِ
فلوْ لمْ يكنْ لي شاهدٌ غيرَ نشأتي
على الصورة ِ المثلى كفاني لسائلِ
بها أقبل الأسماء منه تحققاً
ويقبل آسمائي حكومة َ عادلِ
إذا هو ناداني فتى فأجبتُه
به عند فصلِ واصلٍ غيرَ فاصل
لقد قسم الرحمن بيني وبينه
صلاة ً على رغمِ الأنوفِ الأوائلِ
فقمتُ بها والعلمُ يشهدُ أنني
بها بين مفضولٍ يقومُ وفاضل
فقال وقلنا والخطوبُ كثيرة ٌ
فأسمنني شرَّ الخطوبِ النوازِلِ
وما قسمَ الرحمنُ إلا كلامَهُ
فنحكي وما يتلى بعيرِ المقاتلِ
بذا جاءَ لفظُ العبدِ فيها لأنهُ
غيورٌ فينفي عنهُ جدَّ المماثلِ
كما جاءَ في الشورى وفيهِ تنبهٌ
لكلِّ لبيبٍ في المحاضر واصل
تمنيت منه أن أفوز بقربه
فقالَ تمنَّ حكمهُ غيرَ حاصلِ
ومن يقتربْ منه يجد غيرَ نفسه
وليس أخو علم بأمرٍ كجاهل
ولو علمَ الرآؤون ماذا يرونه
وفيما رأوه لم يفوزوا بنائل
ولكنها الأوهامُ لمْ تخلُ فيهمُ
بأحكامها ما بينَ بادٍ وآفلِ
فيعطيكَ زهداً بالأفولِ ورغبة ً
إذا هي تبدو ناجزاً غير آجل
تحفظ فإنَّ الوهم مدَّ شِباكه
وما يبتغي غيرَ النفوسِ الغوافلِ
فلا تطعمنْ في الحبِّ فهوَ خديعة ٌ
أراكَ لتمشي في حبالة ِ حابِ
لذلك كان الزهد أشرفَ حلية ٍ
تحلَّى بها قلبُ الشجاعِ المناضل[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
رقم القصيدة : 11709
-----------------------------------
لله دَرُّ رجالٍ ما لهم دولٌ
وهم يقيمون ما في الدهر من دول
لهم عنت أوجه الأملاك ساجدة
ومالهمْ أربٌ في علة ِ العللِ
لأنهم عينهُ ومنْ يكونُ على
ما قلتهُ فلهُ التصريفُ في المللِ
لمَّا تفكرتُ فيما اختصَّ بي وبهمْ
رأيتهم عينَ نفسِ الحقِّ في الأزل
لقد رأيتهمُ والعين تصحبهم
على محجتهم في أقوم السُّبُل
لبيتهم حين نادوني على كَثَب
أنا المشرعُ ما في الكونِ من نحلِ
لو كان لي غرضٌ في نسخ ما شرعوا
لما عجزتُ ولكن حكم ذلك لي
لي كل ما شئتُ أخفيه وأظهرُه
من العماءِ إلى الأركان في السفل
لدورتي أوجدَ الأدوارَ في أكرٍ
منَ الهلالِ إلى البيضا إلى زحلِ
لعبت بالدهرِ دهري في تصرُّفه
ولو تصرَّفَ غيري كان ذا ملل[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
رقم القصيدة : 11710
-----------------------------------
لا تعولُ عليَّ في كلِّ حالِ
إنني عبدُ سيِّدٍ متعالي
حكمه الحكمُ ليس لي حكم نفسي
إن عينَ المحالِ في عينِ حالي
كلما قلتُ قدْ مضى حكمُ وقتٍ
جاءني مثلهُ يريدُ اغتيالي
فإذا ما بحثتُ عنه بعقلي
لم يكن غيره فزاد خبالي
قلتُ للدهرِ أنتَ جامعُ أوقا
تِ شؤوني فعينُ فصلي اتصالي
لستُ أبغي عنه انفصالاً لأني
لابس من هداه عين الضلال
إنَّ هذا هوَ الضلالٍ فحققْ
عينَ ما قد سمعته من مقالي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
رقم القصيدة : 11711
-----------------------------------
إذا حسنتَ ظنكّ بالرجالِ
علوتَ به ورباتِ الحجالِ
وإنْ ساءتْ ظنونكَ يا حبيبي
فأنت لسوء ظنك في سفالِ
وميزانُ الشريعة ِ لا تزنه
بميزانِ التفكرِ والخيالِ
وإنكَ إنْ أصبتَ بهِ لوقتٍ
غلطتَ بهِ فتلحقُ بالضلالِ
تميزتِ الخلائقُ في سناها
فأين الواجباتُ من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه
إلهك قد حلالي عينُ حالي
بمرآه الذي عانيتَ منهُ
وفيهِ ما يذمُّ من الفعالِ
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء
على ما كانَ منْ كرمِ الخلالِ
فسوءُ الظنِّ يحرمُ منكَ شرعاً
وحسنُ الظنِّ يلحق بالحلالِ
وإنْ كنتَ الإمام تقيم حدّاً
أقمه كما أمرت ولا تبال
ولا تتبعه سوءَ الظنِّ فيه
به تأمن عليك من السؤال
فإنَّ الله سائلُ من أتاه
بهِ يومَ القطيعة ِ والوصالي
وعبدُ الله ليس بحكم ماضٍ
ولا آتٍ ولكنْ حكمُ حالِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما دمية أنشأها قالبي
ما دمية أنشأها قالبي
رقم القصيدة : 11712
-----------------------------------
ما دمية أنشأها قالبي
في قلبهِ يعبدها عذلي
فيها وفيهم مثلها غيرَ أنْ
قدْ جهلوا ما هوَ معلومٌ لي
إن أنصف العقلُ رآها وقد
ألحقت المدبر بالمقبل
في كل حال عندها صورة
يشهدها العالي إذا يعتلي
كاملة ً في ذاتِها مثلَ ما
يشهدها السافلُ في الأسفلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
رقم القصيدة : 11713
-----------------------------------
أجوعُ معَ الوجدانِ من أجلِ جائعٍ
مخافة أن أنساه والله سائلي
وأطلب قرضاً اقتداء بخالقي
وأرهنُ فيهِ للتأسي غلائلي
وأحفظ خلقَ اللهِ دوني فإنني
على خلقِ الرحمنِ جمُّ الفضائلِ
وقالَ لنا منْ كانَ يعرفُ أصلنا
على ذا جرت أسلافكم في الأوائل
فأخوالنا خولانُ والعمُّ طيءٌ
بناة ٌ العلى في كلِّ عالٍ وسافلِ
يجودونَ إنعاماً على كلِّ نائلٍ
وما الناسُ إلا بينَ معطٍ ونائلِ
بحورٌ ذوو بأسٍ صَدورٌ أئمة
فلا ما درَّ فيهم ولا عيَّ باقلِ
يرون لمن يولونه يدَ نعمة ٍ
عليهمُ هم أهل الندى والوسائل[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الله أكبر لكن لا بأفعل من
الله أكبر لكن لا بأفعل من
رقم القصيدة : 11714
-----------------------------------
الله أكبر لكن لا بأفعل من
إلا إذا كان عينُ الخلقِ كلهمْ
وقد يكون ولكن عند طائفة ٍ
ما قال أهل النُّهى فيهم بفضلهم
همُ الأكابرُ لا تدري مقاصدهم
ولا يعاينُ منهم غيرَ ظلهمْ
أفناهم الحقُّ عنه عندما فنيت
بهِ النفوسُ فعزٍّ وأبعدُ ذلهمْ
لو أنهم نظروا بعينه عبدوا
منهم لكنهمُ في غير شكلهم
ما يعبد القومُ نفساً غيرَ واحدة ٍ
تنزهتْ أنْ يراها غيرُ مثلهمْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
رقم القصيدة : 11715
-----------------------------------
سأصرفُ عن آياتٍ كلَّ محققٍ
رجالاً أبوا إلا التبجحَ بالهزلِ
ولم أر في الآيات مثلَ كلامه
يلازمهُ قلبي ملازمة َ الظلِّ
ولم أشهدِ الأقوام لكن رأيتُهم
سكارى حيارى يطلبونَ على مثلي
فلما رأوني لم يروا ما تخيَّلوا
لأنَّ شهودَ العينِ سترٌ على إلي
ولما رأوني لم يروا ما تحققوا
لأنهمُ في النشء ليسوا على شكلي
مزاجهمُ غير الذي قد مزجته
وإنّ مزاجي لم يكن فيه من قبلي
فإني وحيدُ العصر شهم مقيد
بشرعٍ وتحقيقٍ وذا غاية ُ الفضلِ
سألتُ اجتماعاً بينَ عيني وشاهدي
ومن لي بهذا الجمع من لي به مَنْ لي
لقد جدت يوماً بالقرونة مثلما
تجودُ به الأمطار في الزمنِ المحلِ
أقول بعين الجمع في عين مفرد
تعجبتُ من جزء له حكمة ُ الكل
كآدم لما أنْ علمتُ بذاته
وقد جاء في الأخرى على صورة ِ الإل
وصورة ُ ما في الكونِ من عالمٍ علا
ومن أنزل فيه إلى غاية ِ السفلِ
علمتُ بحالي إن تحققتْ نشأتي
إذا كان مرآتي بأني من الأهل
فقالَ لي المطلوب أنتَ حقيقتي
فأنتَ منْ إليَّ لستُ واللهِ من أهلي
فقلتُ لهث قلْ لي الذي قدْ علمتهُ
منْ أحوالِ قلبي في جنابكمُ قلْ لي
فقدْ كانَ ظيفورُ يقول هوى لكمْ
وأتبعهُ فيهِ أبو بكرٍ الشبلي
خلعتُ عليهِ منْ صفاتي ملابساً
ليخلفني فارتاع من ذلك الفضل
ونادى بترجيعٍ وقولٍ مفصلٍ
إلهي ماذا بعد أنْ جدتَ بالوصلِ
يكلفني ما لا أطيق احتماله
ولمْ يدرِ أني في الأطايبِ والثقلِ
وإني منْ أعطى الوجودَ كمالهُ
كما أنهُ أعطى الكثيرَ منَ القلِّ
وجاد على قومٍ بريّا ممسكٍ
وجادَ على قومٍ برائحة ِ الزبل
وكلٌّ لهُّ فيهِ نعيمٌ ورغبة ٌ
فما في عطاءِ الله شيءٌ من البخلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
رقم القصيدة : 11716
-----------------------------------
لمَّا رأيتُ وجودَ الحقِّ منْ قبلي
علمتُ أنّ وجودَ النور من عملي
إني وصلتُ إليه بالعناية لم
أصلْ إليهِ بما عندي منَ الحيلِ
ولستُ ممنْ يقولُ العلمُ في قمرٍ
يسري إلى غاية ٍ أو شمسٍ أو زحلِ
بلِ العلومُ من اللهِ العليمِ إلى
قلبي ولكنها تأتي على مهل
إني عجلت إلى ربي لأرضيه
فإنُه خلقَ الإنسانَ من عجلِ
إذْ كنتُ موسى فلمَّا أنْ ورثتُ بهِ
مقامَ أحمد خير الناس والرسل
أعطانِ ربي لكيْ أرضي معارفَهُ
فلتحمد الله يا عبدي فإنك لي[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
رقم القصيدة : 11717
-----------------------------------
إليك أبيتُ اللعن قطع المناهل
على الناقة ِ الكوماءِ منْ أرضِ بابلِ
فمنْ كرة َ الأشجار يكرهُ أرضَها
وليس بغير الحقِّ كوني بقابل
وما جبتُ إلا عن أوامر صادقٍ
يقولُ ليّ ارحل عنْ مكانِ الأباطلِ
فأنتَ لنا ركنٌ شديدٌ مشيدٌ
إليك استنادُ الخلق عند النوازل
لقدْ قالَ فيكَ الحاسدونَ مقالة ً
ولمْ يخلُ منها قائلوها بطائلِ
لكمْ سجدتْ تيجانُ كلِّ مملكٍ
ومنْ دونهمْ منْ سادة ٍ وأقاولِ
لقدْ جئتَ للإسلامِ بشرى ً ورحمة ً
وللعالم الأدنى وراثة كامل
بكمْ نالَ أهلُ الفضلٍ كلَّ فضيلة ٍ
وإنْ جهلوا فالحقُّ ليسَ بجاهلِ
تحلى بها من كان بالحقِّ مؤمنا
وما الناسُ إلا بينَ حالٍ وعاطلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
رقم القصيدة : 11718
-----------------------------------
إذا تلوتَ كتابَ اللهِ أنتَ بهِ
تالٍ ولستَ لقولِ اللهِ بالتالي
القولُ أنزه أنْ يُتلى فيقدم من
يتلوهُ فانظرْ إلى أعلامِ إقبالي
يخلى ويملى الذي يتلى وليس له
بذا المقامِ فلا تخطرهُ بالبالِ
إنْ كانَ أينَ أنا فقدْ يشبههُ
بما بذاتي منْ أعراضٍ وأحوالِ
وهوَ الصحيحُ الذي ما فيهِ مغلطة ٌ
بالماضِ والزمنِ الآتي وبالحالِ
لذا يسمى بدهرٍ لا انقضاءَ لهُ
يفنى وليس بفانٍ إذ هو الوالي
إني رسولٌ كريمٌ لا ينهنهني
حبُّ الرسالة فالوالي من أرسالي
ولستُ أعني بها ما الشرعُ محبره
فبابها مطلقٌ شرعاً عن أمثالي
القولُ طوع يميني إذ تصرِّفه
في كلِّ نثر وأشعارٍ وأمثال[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
رقم القصيدة : 11719
-----------------------------------
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ
أتاكَ بهِ المثلُ في المثالِ
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما
تراهُ إجابة ُ علمِ السؤالِ
أذودُ عنِ القرابة ِ كلَّ سوءٍ
بأرماحٍ مثقفة ٍ طوالِ
من ألسنة ِ حِداد لا تُبارى
أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا
عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً
لإلحاق الأسافلِ بالأعالي
وإلحامِ الأباعدِ بالأداني
وقالوا: النقصُ من شرطِ الكمال
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء
يكونُ كمالهُ نقصُ الكمالِ
ولولا الانحرافِ لما وجدنا
فلا تطلبْ وجودَ الاعتدالِ
بأنَّ اللهَ لا يعطيهِ خلقاً
فإنَّ وجودَه عينُ المحال
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا
فإنَّ الحكمَ فينا للزوالِ
معَ الأنفاسِ والأمثالِ تبدو
هي الخلق الجديد فلا تبال
وليسَ شؤونُ ربي غيرَ هذا
وهذا الحقُّ ليسَ منْ الخيالِ
رأيت عمى تكوّن عن عماء
وأين هُدى البيانِ من الضلال
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ
فإنَّ الحكمَ منْ حكمِ العقالِ
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ
فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال
إذا وفى حقيقتهُ عبيدٌ
له حكمُ التفيؤ كالظلالِ
ألا إنَّ الكمالَ لمنْ تردى
بأردية ِ الجلالِ معَ الجمالِ
فيفهمُ ما يكونُ بغيرِ قولٍ
ويعجزُ فهمَهُ نطقُ المقالِ
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ
لأصبح في إسارٍ غيرِ وال
وقيدَه اللبيبُ وقيدتهُ
صروفُ الحادثاتِ معَ الليالي
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ
وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ
إذا كان القويُّ على وجوهٍ
محققة ٍ تؤولُ إلى انقصالِ
فأقواها الذي قد قلتُ فيه
يكون لعينه عين المحال[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
رقم القصيدة : 11720
-----------------------------------
حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته حمدتُ إلهي والمحامد جَمّته
على كلِّ حالِ اقتداءٍ بمنْ بلي
لقدْ رمتُ تحميدَ المسرة ِ مثلما
أتى عنه في الوحي الصريحِ المنزل
فقامَ بحمدٍ جاءَ منْ عندِ منعمٍ
كذا صحَّ عنهُ ثمَّ جاءَ بمفضلِ
وحمدي حمد الضرِّ لم أر غيره
وأعظمهُ في الدينِ فاصبرْ وأجملِ
وصورتهُ حمدي على كلِّ صورة ٍ
تكون من الله العظيمِ المفضل
ولولا حديثٌ صحَّ عنْ خيِ مرسلٍ
لقلت: لحى دهراً إلهي وموئلي
ولكنْ تسمى باسمهِ فاحترمتهُ
على كلِّ إقبالٍ بإدبارِ مقبلِ
رَمَتني الرزايا منه حين تَوسلي
إليهِ بهِ إذْ صادفَ الرميُ مقتلي
فلوْ كانَ لي خبرٌ بريبِ صروفهِ
لما كان مني ما بدا من توسلي
توليتَ إذْ وليتَ قوماً أمورنا
منَ السنة ِ المثلى وأكرمِ مرسلِ
وحكمتهم فينا فعاثوا وأفسدوا
فإنْ ذكروا جاؤووا بعذرٍ معللِ
وقالوا لنا صبراً على ما رأيتهمْ
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
حبيبي رسولُ اللهِ لم أنوِ غيره
ومنزلنا الشرعُ الذي أمرنا ولي
ألا إن سيل الجور في الأرض قد طما
فيا زمن المهدي أسرع وأقبلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
رقم القصيدة : 11721
-----------------------------------
مني بواحدة إنْ كنت واحدتي
وإنْ شفعتَ فإنَّ الشفعَ يشفعُ لي
لو أنَّ لي كلّ ما في الكون من ذَهبٍ
أصبحت ذا فاقة للجود غير ملي
وإنَّ ذلكَ منْ خلقي ومنْ شيمي
ليسَ التكرمُ منْ شأني ومنْ عملي
لو كان لي أملٌ في كلِّ ما ملكت
يدي لما خانني في جمعهِ أملي
إني لمن خيرِ آباءٍ لنا سلفوا
لمْ يعرفوا قطُّ بالإمساكِ والبخلُ
إنى ورثتُ الذي في النفس من كرم
عنِ الجدودِ وعنْ أسلافنا الأولِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
رقم القصيدة : 11722
-----------------------------------
إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
ليسَ المقرب من تزهو له الدولِ
إنَّ المقربَ منْ يعطيهِ مشهدُه
ما كانَ من بخلَ فيها ومن مددِ
وليسَ يدْركهُ فيما يريدُ بها
مما يريدُ إذا ما شاءَ منْ مللِ
عنْ ربهِ لا عنْ أسبابِ لهُ نصيتْ
كناظري في مسيرِ الشمسِ أوْ زحلِ
بما قدْ أودعَ فيها اللهُ من حكمٍ
لكنها تنتهي فيه إلى أجلِ
والأمر لا يتناهى حكمه أبدا
دنيا وآخرة ً فكنْ على وجلِ
فإنّ في علمهِ ما ليسَ يعرفهُ
وليسَ يدريهِ ذو فكرٍ وذو حيلِ
واعمل عليه تُصِبْ دنيا وآخرة
وإنما الفوزُ في العقبى مع العمل
إنَّ المفرطَ في أخراهُ في نكدٍ
وصاحبُ الحزمِ في نعمى وفي جذل
وكلُّ مَنْ يدركِ الأشياء عن نظرٍ
فلستُ أخليه عن دخلٍ وعن ملل
لمَّا تنزلَ نورُ اللهِ خالقنا
إلى الزجاجة ِ والمصباحِ في المثلِ
نادى بنا ربنا من فوق أرقعة
سبعٍ يعرفني بأنَّ ذلكَ لي
لمَّا ابتغى رؤية ً منهُ الكليمُ وما
زالَ الشهودُ لهُ عيناً ولمْ يزلِ
أجابَهُ بشروطٍ ليسَ يعرفُها
إلا الذي عنْ وجودِ الحقِّ لمْ يزلِ
ما خرَّ موسى لدكٍّ قام بالجبلِ
بل خرَّ مما تجلَّى منه للجبل
ولم تكن صعقته إلا لتخبره
بما بهِ اختصهُ الرحمنُ في الأزلِ
إنَّ الحياة التي في الحس ليس لها
هذا المقامُ لما فيها من الخلل
فإنْ يمنَّ بنورِ العينِ تبصرهُ
لذاك أصعقه ما كان من زلل
إني نظرتُ بعيني وهي تشهدُ لي
بروية ِ الجبلِ الراسي على الجبلِ
موسى الذي ثبتتْ عندي أخوتُهُ
من الذي قدْ كساه أفضلَ الحللِ
بذاكَ أخبرنا عنهُ أئمتنا
ولم أعرِّج على التمثيل والبدل
وثمَّ أسرى بهِ جسماً ليبصرَ منْ
آياتهِ عجباً وجاءَ عنْ عجلِ
النصُّ جاءَ من البيتِ الحرامِ إلى الأقـ
ـصى وما زادَ فالأخبارُ تشهدُ لي
فصحَّ أنَّ لهُ الأمرينِ قدْ جمعا
لأنه أكرم الأشخاصِ والرسلِ
والورثُ منهُ الذي لا شكَّ يلحقنا
إسراءُ روحٍ ولكنْ ليسَ عنْ كسلِ
إني شغلت به النفس الضعيفة إذ
أصحابُ جنتهِ الأعلونَ في شغلِ
واللهُ كانَ معَ الأعلونَ في درجٍ
ترقى بهم عن حضيضِ الطبعِ والسَّفَل
الله أوجدنا جوداً ليشهدنا
كمالَ صورته فينا على مهلِ
فكان لي اذنا وكان لي بصرا
وكانَ ما عندنا من القوى وسلِ
عن الذي قلته أحبار امّتنا
أئمة الدين والهادين للسبل
يخبرّوك بأن الأمر فيه كما
ذكرته لا بتحريفٍ ولا مثل
وإن رقيت إلى عين الشهود ترى
ما كنت قلدت فيه مذهب الأول
والحمدُ للهِ حمداً لا نفادَ لهُ
حمداً يجمع شملَ العلم والعمل
فهو المرادُ لأهل العلمِ أجمعهم
الجامع الشملَ بين الفعل والأمل
بالذوقِ خصصنا بالشرب كرَّمنا
بالريِّ قال لنا الكل من قبلي
ومَن أحال وجود الريّ فهو فتى
قدْ جاءَ الأمرُ في الأذواقِ من قبلِ
بهِ يقولُ ابن طيفورٍ وإنَّ لهُ
وجها صحيحاً لمن يدريه بالمثل
عينٌ صحيحٌ جلى ما بهِ رمدٌ
فالله يعصمه من علة ِ السُّبل
الكحلُ إنْ كانَ محتاجاً إلى المقلِ
فالعينُ محتاجة ٌ للكحلِ والكحلِ
إني أشرتُ إلى علمٍ ومعرفة ٍ
فيما أتيتُ وما يدريهِ من رجلِ
غيري وغير إمامٍ سيِّدٍ نَدْس
لكننا في الذي قلنا على وجلِ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
رقم القصيدة : 11723
-----------------------------------
رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
يشيرُ إليَّ حالاً بعدَ حالِ
ويطلبني ليسلبني فؤادي
فيحوجني إلى ذلِّ السؤالِ
دعاني بالغداة ِ دعاءَ بلوى
إلى وقتِ الظهيرة ِ والزوالِ
فلما لم يجبه دعاه حباً
ووجداً دائماً أخرى الليالي
فلم يكن غير قلبي من دعاه
فما ظفرت يداي من النوال
بشيءٍ غيرَ نفسي إذْ أجابتْ
فحرت إلى الوصال من الوصال
وقولي من إلى لا علم فيه
وفيه علمه عند الرجال
رجالُ اللهِ لا أعني سواهمْ
فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
ومنْ وجهٍ يكونُ سناهُ أيضاً
كما أنَّ الهدى عينُ الضلالِ
رجالُ الله لا أعني سواهم
يميزه المحل وليس غير
وليسَ يخالها منهُ بوجهٍ
ولمْ يكثرْ بها فاعلمْ مقالي
دعاني في المودة ِ والوصالِ
بألسنة ِ العداوة ِ والتقالي
إذا كان الإمام يؤم قوماً
همُ الأعلونَ آلَ إلى سفالِ
وجيدٌ عاطلٌ لا شكَّ فيهِ
يميز قدره عن جيد حالِ
فآل المعتلى بأبي قبيس
إذا شاء الصلاة إلى سفال
كظهرِ البيتِ منزلهُ سواءٌ
يؤدِّي من علاه إلى اعتلال
ولكن في صلاتك ليس إلا
ووجداً دائماً أخرى الليالي
فإنَّ العبد عبد الله ما لم
تراهُ دريئة ً بينَ العوالي
لذلك إن أقيم على يقين
إشارة ُ أسهمٍ عندَ النضالِ
ومنْ بعضِ الزجاجِ هوى ً وعجباً
يطيعُ العالياتِ منَ الطوالِ
ألا إنَّ الطبيعة َ خيرُ أمٍّ
وفيها الكون من حكمِ البغال
ألا إنَّ الطبيعة َ أمّ عقمٍ
إذا كان البغالُ من البغالِ
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما
رأيتَ الخيلَ ترمى بالمخالي
إذا إنسانُ شخصٍ منْ فيالٍ
تعينت اليمين من الشمال
فقوٍ شمالهُ ليعودَ طلقاً
فهذا حكمُهُ يومَ النزالِ
وكن في القلبِ منه تكن إماماً
إذا تدعو جحاجحة ً النزالِ
مقارعة ُ الكتائبِ ليسَ يدري الـ
ـذي تحويهِ رباتُ الحجالِ
ففي الدنيا بدت أسماء ربي
فعاينتِ النقائصَ في الكمالِ
وفي الأخرى إذا حققتُ أمري
أكونُ بها كأفياءِ الظلالِ
كمالُ الأمرَ في الدنيا لكوني
ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
وفي الأخرى يريكَ كمالَ ربي
فنائي عندَ ذلكَ أو زوالي
كمالُ الحقِّ في الأخرى يراهُ
كمالي في الجنان بما يرى لي
كمالي أنْ أكون هناك عبداً
فمالي والسيادة َ قلْ فمالي
وكن من أعظم الخدماء عندي
بها صححت في الأخرى كمالي
إذا كان التكوُّن بانحراف
فعين النقصِ عين الاعتدال
سبقتُ القومَ جدّاً واجتهاد
على كوماءَ مشرفة ِ القذالِ
أصابتْ عينُ منْ تهوى مناصي
فقامَ بساقها داءُ العقالِ
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي
أصابَ بنظرة ِ الداءِ العضالِ
وكنتُ منَ السباقِ على يقينٍ
فأخرني القضاءُ عنِ النوالِ
بأعمالي فبتُ لها كئيباً
اردّد زفرتي من شغلِ بالي
ولكني سبقتُ القومَ علماً
ومعرفة ً إليهِ فما أبالي
فإنَّ الله ينزلني إليه
بعلمي بالكثيبِ مع الموالي
وهذا العلمُ كنتُ بهِ كريماً
أردّ به السفالَ إلى الأعالي
من العمال قد عصموا وفازوا
فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
نفخت بعلمنا روحاً كريماً
بأجسامٍ منْ أعمالِ الرجالِ
فإني قدْ سبقتهمْ اعتناءً
بتعليمي إلى دارِ الجلالِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
رقم القصيدة : 11724
-----------------------------------
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
فيه من اللبنِ الممزوجِ بالعسلِ
غير الذي بفنون العلم خصصنا
محمد خير مبعوثٍ من الرسلِ
أتى بإعجازِ قولٍ لا خفاءَ بهِ
أعجازُهُ انعطفتْ منهُ على الأولِ
حوى على كلِّ لفظ معجز ولذا
حوى على كلِّ علم جاء من مثل
أتى به الناطقُ المعصوم معجزة
إلى الذي كانَ في الدنيا من المللِ
فما يعارضه جنٌّ ولا بشر
بسورة ٍ مثله في غابر الدول
ولوْ يعارضهُ ما كانَ معجزة ً
فليس إعجازه يجري إلى أجَل
رأيتُ ربي في نومي فقلتُ لهُ :
ما صورة ُ الصرفِ في القرآن حينَ تلي
فقالَ لي اصدقْ فإنَّ الصدقَ معجزة ٌ
ولا تزوِّر أموراً إنْ أردت تلي
لكن كلامَك إنْ تفعله معجزة
فقلتُ يا ربِّ غفراً ليسَ ذلكَ لي
هذا دليلٌ بأنَّ القولَ قولكمُ
لا قوله وهو عندي أوضح السبل
أتى به روحه من فوق أرقعة
سبعٍ إلى قلبهِ والقلبُ في شغلِ
أتى على سبعة من أحرفٍ نزلت
ميسرُ الذكرِ يتلوهُ على عجلِ
إذا تكرّر فيه قصة ٌ ذكرت
تكونُ أقوى على الإعجازِ بالبدلِ
والكلُّ حقٌّ ولكنْ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي بدليلِ العقلِ فيهِ بلي
هذا هوَ الحقُّ لا تضربْ لهُ مثلاً
فإنه من صفاتِ الحقِّ في الأزل
لا يحجبنكَ ما تتلوهُ منْ سورٍ
بأحرف وبأصواتٍ على مهل
فكله قوله إنْ كنتَ ذا نظر
فيه على حدِّ إنصاف بلا ملل
إنَّ الوجودَ إذا أبصرتهُ عجبٌ
فكله كلماتُ الله من قبلي
أنا محصله أنا مفصله
بنا تلاوتهُ فينا على وجلِ
قدْ أودعَ اللهُ فيه كلَّ مرتبة ٍ
تحوي على حزن تحوي على جذل
فيحزن القلب أحيانا ويفرحه
بما يقررهُ في كافرٍ وولي
منَ الصفاتِ التي جاءتْ مرتبة ً
على الحقائقِ في حافٍ ومنتعلِ
يعلو بهِ واحدٌ للهِ منزلهُ
وآخرُ نازلُ منهُ إلى السفلِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كان لي قلبٌ فلما ارتحل
كان لي قلبٌ فلما ارتحل
رقم القصيدة : 11725
-----------------------------------
كان لي قلبٌ فلما ارتحل
بقي الجسمُ محلّ العِلل
كان بدراً طالعاً إذ أتى
مغربُ التوحيدِ ثمَّ أفلْ
زاده شوقاً إلى ربّه
صاحبُ الصعقة ِ يومَ الجبلْ
لمْ يزلْ يشكو الجوى والنوى
ليلة َ الإثنين حتى اتصل
فدنا منْ حضرة ٍ لمْ تزلْ
تهبُ الأرواحَ سرّ الأزلْ
قرعَ الأبوابَ لما دنا
قيل من أنت فقال: الحجل
قيلَ : أهلاً سعة ُ مرحباً
فُتح البابُ فلما دخل
خرَّ في حضرتهِ ساجداً
وانمحى رسمُ البقا وانسجلْ
وشكا العهدَ فجاءَ الندا
يا عبيدي زال وقتُ العمل
رأسكَ ارفعْ هذهِ حضرتي
وأنا الحقُّ فلا تنتعل
رأسكَ ارفعْ مالذي تبتغي
قلت: مولاي حلولُ الأجل
قال: سجني قال: مت واعلمن
أنَّ في السجنِ بلوغَ الأملْ
يا فؤادي قد وصلت له
قل له قولَ حبيبٍ مُدِل
لولا ذاتي لم يصح استوى
وبنوري صح ضربُ المثَل[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
رقم القصيدة : 11726
-----------------------------------
إنَّ هذا لهوَ السحرُ الحلالْ
أينَ أنتمْ أينَ أنتم يا رجالْ
اشربوه لبناً من ضرعنا
شربَ صادٍ وجدَ الماءَ الزلالْ
يشبهُ المعجزَ في معدنهِ
يا لئاراتٍ لأمرٍ لا ينالْ
باكتسابٍ أنهُ منْ قولِ منْ
قال بالإسكان في عين المحالْ
ما أنا القائلُ بل قال بنا
عيّن الفرقان أعيان المحال
هوَ ظلٌّ للذي تعرفهُ
ما كمالُ الشخصِ إلا ظله
إنَّ بالظلِّ لهُ عينُ الكمالْ
ولهذا مدَّه الله لنا
فنراه عندنا ضربَ مِثال
يتعالى اللهُ عنْ إدراكنا
وكذا نحنُ جلالٌ في جمالْ
إنما العلمُ به العلمُ بنا
فلذا نجهلهُ في كلِّ حالْ
في رجوعِ الظلِّ علمٌ واضحٌ
حكمة ُ الظلِّ ترى عندَ الزوالْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العرشُ يحمله من كان يحمله
العرشُ يحمله من كان يحمله
رقم القصيدة : 11727
-----------------------------------
العرشُ يحمله من كان يحمله
العرشُ فاعجبْ له من حاملٍ محمول
إن كان عرشَ سريرٍ كان حامله
ملائكُ كالذي قد جاء في المنقول
أو كان مُلكاً فإن الحاملين له
خمسُ ملائكة ٍ أناهمُ جبريلْ
ومن أناس ثلاث لا خفاءَ بهم
أئمة روضهم بعلمهم مطلولْ
للصور والروح والأرزاق أجمعها
والوعدِ ثمَّ وعيدِ سيفهِ مسلولْ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبق السيفُ العَذَلْ
سبق السيفُ العَذَلْ
رقم القصيدة : 11728
-----------------------------------
سبق السيفُ العَذَلْ
هكذا جاء المثلْ
ليس للقولِ بدلْ
قوله عزَّ وجل
ما يقولُ غيرَ ما
وهبَ اللهُ المحلْ
فيهِ يقضى لهُ
وعليهِ المتكلْ
وبنا يعلمنا
في غياباتِ الأزلْ
وكذا أخبرنا
في الهدى حينَ نزلْ
فالذي يفهمه
يدر قولي ويجل[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تبارك الله الذي لم يزل
تبارك الله الذي لم يزل
رقم القصيدة : 11729
-----------------------------------
تبارك الله الذي لم يزل
بما بهِ متصفاً في الأزلْ
سبحانه من واحدٍ ما له
قد عز في سلطانه ثم جَل
أنكرتِ الألباب بعضَ الذي
جاءتْ بهِ آياتهُ والرسلْ
وسلمته بعد ما أوّلت
ظاهره من خبرٍ أو مثل
إنَّ الذي أعطاهُ برهانها
لما بها من زيغ أو من علل
في قلبها كذا أتى وحيهُ
في ذكرهِ منْ كلِّ خطبٍ جللْ
ما استغنتْ الذاتُ التي برهنتْ
عن عَرض قام بها أو محل
إلا عن العالم من كونه
دليلُ كونِ حكمه لم يزل
وإنهُ إنْ لمْ يكنْ قائلاً
لم يكن الكونُ به واضمحل
فالأمرُ لا شكَّ على ما ترى
في عينه حكمة ُ أهلِ الدول[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
رقم القصيدة : 11730
-----------------------------------
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا المقام وهذا الركن والحرمُ
ساد الأنامَ ولم تظهر سيادتُه
لما بدا العجلُ للأبصارِ والصنمُ
ما زال يروع قوماً همُّهم أبداً
في نيل ما ناله موسى وما علموا
إن العيان حرام كلما نظرتْ
عينُ البصيرة ِ شيئاً أصله عدمُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
رقم القصيدة : 11731
-----------------------------------
ما فاز بالتوبة ِ إلا الذي
قدْ تابَ منها والورى نومُ
فمنْ يتبْ أدركَ مطلوبهُ
منْ توبة ِ الناسِ ولا يعلمُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
رقم القصيدة : 11732
-----------------------------------
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
فأبدى سروراً والفؤادُ كليمُ
ويا عجباً من فرحة ٍ كيف قورنَتْ
بترحة ِ قلبٍ حلَّ فيهِ عظيمُ
ولكنني منْ كشفِ بحرٍ وجودهِ
عجبتُ لقلبي والحقائقُ هِيم
كذاك الذي أبدى من النورِ ظاهراً
على سدفِ الأجسامِ ليسَ يقيمُ
وما عجبي من نور جسمي وإنّما
عجبتُ لنورِ القلبِ كيفَ يريمُ
فإنْ كان عن كشفٍ ومشهدِ رؤية ٍ
فنورُ تجلِّيه عليه عميم
تفطّنت فاستر علة الأمر يا فتى
فهل زيّ خلق بالعليمِ عليم
تعالى وجودُ الذاتِ عن نيلِ علمه
به عند فصلي والفصالُ قديم
فغرنيقُ ربي قدْ أتاني مخبراً
بتعيين ختم الأولياء كريم
فقلت وسرّ البيتِ صفّ لي مقامه
فقال: حكيمٌ يصطفيه حكيم
فقلتُ يراهُ الختمُ فاشتدَّ قائلاً
إذا ما رآه الختمُ ليسَ يدومُ
فقلت وهل يبقى له الوقت عندما
يراه نعم والأمر فيه جسيم
وللختمِ سرٌّ لمْ يزل كلُّ عارفٍ
عليهِ إذا يسري إليهِ نحومُ
أشارَ إليهِ الترمذيُّ بختمهِ
ولم يُبدِه والقلبُ منه سليم
وما نالهُ الصديقُ في وقتِ كونهِ
وشمسُ سماءِ الغربِ منه عديم
مذاقاً ولكنَّ الفؤادَ مشاهد
إلى كلِّ ما يبديه وهو كتوم
يغار على الأسرار أن تلحق الثرى
ولا تمتطيها الزهرُ وهي نجوم
فإن أبدروا أو أشمسوا فوقَ عرشه
وكان لهم عندَ المقامِ لزوم
فربّتما يبدو عليهم شهودُها
فمنهم نجومٌ للهدى ورجومُ
ولكنه المرموزُ لا يدرك السنا
وكيف يرى طيبَ الحياة سقيم
فسبحان من أخفى عن العينِ ذاته
وبحر تجلِّيها عليه عميمُ
فأشخاصنا خمسٌ وخمسٌ وخمستهُ
عليهم نرى أمرَ الوجودِ يقوم
ومن قال إن الأربعين نهاية
لهم فهو قولٌ يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمانٍ ولا تزد
طريقهم فرد إليه قويم
فسبعتهم في الأرضِ لا يجهلونها
وثامنهم عند النجوم لزوم
فعندَ فنا خاءِ الزمانِ ودالها
على فاءِ مدلولِ الكودور يقوم
معَ السبعة ِ الأعلامِ والناسُ غفلٌ
عليم بتدبيرِ الأمور حليم
وفي الروضة ِ الغرّاءِ سمُّ غذائِه
وصاحبها بالمؤمنينَ رحيمُ
ويختصُّ بالتدبيرِ منْ دونِ غيرهِ
إذا فاح زهر أو يهبُّ نسيمُ
تراهُ إذا ناداهُ في الأمرِ جاهلٌ
كثيرَ الدعاوى أو يكيدُ زنيمُ
فظاهره الإعراضُ عنهُ وقلبهُ
غيورٌ على الأمرِ العزيزَ زعيمُ
إذا ما بقيَ منْ يومهِ ساعة ٍ
إلى ساعة ٍ أخرى وحلَّ صريمُ
فيهتز غصنُ العدلِ بعد سكونه
ويحيي نباتَ الأرضِ وهو هشيمُ
ويظهر عدلُ الله شرقاً ومغرباً
وشخصُ إمامِ المؤمنينَ رحيمُ
وثم صلاة ُ الحق تترى على الذي
به لم أزل في حالتيّ أهيم[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
رقم القصيدة : 11733
-----------------------------------
فأبدى وجودُ الوجدِ ما كانَ يكتمُ
ولاحتْ رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني العالمُ الأبخلُ
ألا إنني العالمُ الأبخلُ
رقم القصيدة : 11734
-----------------------------------
ألا إنني العالمُ الأبخلُ
بديني وسرِّي فلا أكرمُ
وما ذاك بخلٌ ولكنه
هو الفضلُ والكرم الأكرم
أنزل منزلة ً كلما
تحققَ علميَ الأعلمُ
أنا الشمسُ أبدو بذاتي إذا
أشاءَ ويظهرني الأزممُ
إذا شئت ذاك لما يقتضي
مقامي ويظهرني الأنجمُ
إذا ما دجا الليل من غيبتي
ويفقدني العالم المظلم
إذا لبستْ خرقتي ذاتهُ
تحار لها العربُ والأعجمُ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ
يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ
رقم القصيدة : 11735
-----------------------------------
يا موضعَ الكوماءِ مهلاً إنَّ منْ
تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم
فلهُ بهِ وجهٌ عليمُ حاكمُ
هوَ صاحبٌ لكَ في السرى وخليفة ٌ
في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفونَ ثلاثة ٌ مذكورة ٌ
أسماؤهمْ منهمْ إمامٌ ظالمُ
ثم الذي سموه مقتصداً وذا
كَ التالِ في ورثِ الكتابِ العالمُ
والثالثُ المذكورُ فيهمْ سابقٌ
بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباقِ لما أتى
متأخراً من أجلِ منْ هوَ خاتمُ
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثة ٍ
جار وذاك هو الإله القاسم[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ بيتٍ محتَّم
كلُّ بيتٍ محتَّم
رقم القصيدة : 11736
-----------------------------------
كلُّ بيتٍ محتَّم
فيهِ سرٌّ مكتمُ
ليس يدري به سوى
منْ بهِ الكونُ يعظمُ
هوَ علمٌ عنتْ لهُ
أعرُبٌ ثم أعجم
كلُّ ملكٍ متوجٌ
يدري بالأمر يخدمُ
وبهِ اللهُ يفصلُ
وبهِ العدلُ يحكمُ
بقضاءٍ مُحقَق
ليسَ فيهِ توهمُ
كعبة ُ الله بيتُ منْ
جاءَ بالحقِّ يحرم
ويلبي الذي دعا
ه لها حين يقدم
وفؤادي حرامه
وهو بيتٌ محرَّم
اغلق البابَ دون من
جاءَه بالسدِّ محكمُ
وهو منْ خلفِ بابهِ
ناظرٌ ليس يعلم[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
رقم القصيدة : 11737
-----------------------------------
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
كما أنا أعلمُ لا أعلمُ
فلا تقلْ منْ بعدِ ذا إنهُ
بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي
يعلمُهُ مني فلا أعلمُ
فإنْ يكن في العلم فضل بنا
صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا
نعلمُ أمراً لمْ نكنْ نعلمُ
فهوَ على الوجهينِ علامة ٌ
الحادثُ المنصوصُ والأقدمُ
فيحدثُ النسبة َ من كوننا
لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ
وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيءُ يمتازُ بآثارِهِ
والحكم في القابلِ لا يُعلم
حتى يرى في عينه ظاهراً
وعنده يحكُم من يحكم
بأنهُ الواقعُ في كونهِ
ولمْ يكنْ من قبلِ ذا يفهمُ
حقيقة ُ الإمكانِ قدْ رددتْ
من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى
خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجتْ أنوارها عندَهُ
إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها
مشرقة ٌ والحسُّ لا يفهمْ
لا يدرك النُّور سوى نفسه
بنا كما يدركه المظلم
لكنهُ بالنورِ إدراكنا
معنى ً وحساً هكذا فافهموا[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
رقم القصيدة : 11738
-----------------------------------
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً
فويلٌ لدهرٍ أنتَ فيهِ المقدمُ
فأخسرُ خلقِ اللهِ منْ باعَ دينه
بدنيا جهولٍ غيرهِ وهوَ يظلمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
رقم القصيدة : 11739
-----------------------------------
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
ولبَّاك مَنْ لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها
وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه
وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سماعَ كلامنا
فيتلو عليه التلاوة َ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد
عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسمُ
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا
فيعلنُ ما عقلي بهِ يتكلمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني
بحدي بعيدٍ والحدودُ توهمُ
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه
ففي نفسِه من نفسِه يتحكم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ
ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ
رقم القصيدة : 11740
-----------------------------------
ألا إنَّ أسماءَ الإلهِ عظيمة ٌ
وأعظمُها في العقلِ ما ليسَ يعلمُ
هوَ الأعظمُ المطلوبُ في كلِّ حالة ٍ
بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هوَ إلا كونهُ جامعاً لما
تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنكَ مفطورٌ على الحالة ِ التي
تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلة ً
لأنكَ عبدٌ بالأصالة ِ معدمُ
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى
بهِ لسليمانَ النبيِّ المحكمُ
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم
لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
رقم القصيدة : 11741
-----------------------------------
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
ولا أحسَّ به للخفة القومُ
يومُ الصيامِ له ثقلٌ يحسُّ به
منْ صامهُ والذي لربنا الصومُ
لأنهُ نعتُ تنزيهٍ وليسَ لنا
نعمٌ ويعضدهُ في ذلكَ الشيمُ
وليسَ يدري بشيءٍ من فضيلتهِ
إلا إمامٌ لهُ منْ دهرهِ يومُ
وليس في حضراتِ الكون أكمل من
وجود حضرة ما يأتي به النوم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
رقم القصيدة : 11742
-----------------------------------
ألوهية ُ الخلقِ مجهولة ٌ
وشاهدُها أبداً يعلمُ
فإن الكوائن عنها تكن
وأفعالُها أبداً تحكمُ
فظاهرها أبداً حاكمٌ
وما خلفها أبداً يكتم
وإنَّ الذي هو أصلٌ لها
بعاداته أبداً يقدم
فأسماؤه ما لها سطوة
بأسبابه والهوى مُعدم
إذا أرسلَ الغيثُ انعامه
وأعقبه فيهمُ الصيلمُ
يصحُّ الذي يدعي أنَّهُ
إله عبيدِك لا يحرم
فأين الدعاوى وسلطانها
وأين الذي كنتَ بي تزعم
أراكَ لما كنتَ شيدتهُ
بناء عليا لكم تهدم
فما أهملوا حين ما أمهلوا
وجاء الرجوعُ ومن يندم
فمنْ قامَ في غيهِ تابعاً
هوى نفسِه ذلك المجرمُ
ومن قام عن غيه طالباً
هدى نفسهِ ذلكَ المسلمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
رقم القصيدة : 11743
-----------------------------------
ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
فإنَّ رسولَ اللهِ عنهُ يترجمُ
وما هوَ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ
يكونُ على شرعٍ بهِ اللهُ يحكمُ
وذلكَ عينُ الحقِّ في كلِّ شرعة ٍ
ومنهاجهُ والكلُّ منهُ ومنهمُ
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي لهُ
فيطلبهُ حالاً كما جاءَ عنهمُ
فتختلفُ الآياتُ والأمر واحدٌ
فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم
وأعجبُ منْ هذا الكلامِ بنظرة ٍ
فيفهمُ عني ما أقولُ وأفهمُ
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه
وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف
كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم
تكلمُ منا في الوجوهِ عيوننا
فنحنُ سكوتٌ والهوى يتكلمُ
فألسنة ُ الأحوالِ أفصحُ ناطق
لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومُ رسولِ اللهِ ضربٌ منزهٌ
عنِ الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلمُ
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ
مخارجُها يدريه عُرْبٌ وأعجمُ
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به
إذا جهل للحن الذي هو مفهم
إذا حكم المجلّي عليه بصورة
فمستلزمُ أحكامها فهيَ تحكمُ
فلا تفزعنَّ إلا إليها فإنها
هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
ألا من هنا قدْ جاءَ في أيِّ صورة ٍ
يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌّ فقل بحقيقة ٍ
بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
بذا نطقتْ أرسالهُ عنْ شهودها
وما منهمُ إلا رسولٌ محكم
وكيف يُرى حقٌّ بغيرِ حقيقة
لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجمُ
حقيقة ُ عينِ الحقِّ رؤية ُ ذاتهِ
بها جوده يسدي إليَّ وينعمُ
وما كونُ حقي غيرَ كونِ حقيقتي
ولكنِّها الألفاظُ بالفرقِ توهمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
رقم القصيدة : 11744
-----------------------------------
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
ليسَ الوجودُ الذي بالكشفِ نعلمُهْ
العقلُ يجهله والفكر ينكره
والذكرُ يظهرهُ والسرُّ يكتمهُ
هوَ الإلهُ ولا تدري مظاهرُه
بأنه عينها والحقُّ يبهمهْ
على العقولِ التي العاداتُ تحجبها
لذاك تنكر ما الأسرار تفهمه
إلا على واحد من كل طائفة
فإنَّ ربكَ بالتعريفِ يكرمهُ
يا ربّ غفراً وعفواً إنني رجلٌ
من يطلب الأمر مني لست أعلمه
إلا بأمرك إن العبد ليس له
تصرفٌ دونَ أمرٍ منكَ يعلمهُ
وهبتني كرماً سرّاً فبحت به
ولم يكن أدباً ما قاله فمه
عتبتَ عبدكَ فيهِ ثمَّ قمتَ بهِ
عنهُ لتحفظهُ إذْ أنتَ تلهمهُ
محوته من صدورٍ أنت تعرفها
بسنة ٍ أو نهاسٍ فاحتمى دمهُ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الأمرَ فيهِ كذا
عند الإله وأن العتب يلزمه
لولا محبتُه فينا لعذبنا
ولا يهانُ منَ الرحمنِ مكرمهُ
إنَّ الذي شاءَ ربي أنْ أدخرهُ
أريد أعربه والحالُ يعجمه
إلا الذي قلبِ منْ قدْ شاءَ خالقنا
يدري به فلسانُ الوقتِ يبرمه
كالتونسيِّ ومنْ يجري بحلبتهِ
منَ القلوبِ التي تعطى وتكتمهُ
أعطيت كلَّ محل ما يليق به
وقلت فيه مقالا لا أجمجمه
يقولُ للقولِ كلْ حتى يكونَ بهِ
منْ بعدِ ذلكَ يأتيهِ يندمهُ
لو لم يكوّنه لم تظهر حقيقته
لكنهُ العلمُ بالمعلومِ يحكمهُ
يقضى عليهِ بهِ فالحقُّ بايعهُ
لكنهُ بحدوثِ العينِ يوهمهُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
رقم القصيدة : 11745
-----------------------------------
ومن يكون عبيداً في تقلبه الله يجعلني عبداً ويعصمني
من السيادة ِ حالاً إنها شومُ
ما دمتُ في حالِ تكاليفٍ وفي حُجُبٍ
والنور منكشفٌ والسرّ مكتومُ
أقصى السيادة إني منه صورته
وإنني حاكمٌ والخلقُ محكوم
وكونُ خلقاً هوَ المطلوبُ من خلقي
والحق خالقه والأمر مفهوم
إن قمت قام به أو كنت كنت له
هذا المرادُ الذي في الشرع معلوم
فالله يرزقني مما يليق به
منَ المعارفِ مما فيهِ تقسيمُ
قدْ قلتُ حقاً ولا أدري طريقتهُ
وهوَ القؤولُ وإني فيهِ موهومُ
بالوهمِ كانَ لنا ما قلتُ كانَ لهُ
فيهِ لناظرهِ أمرٌ وتحكيمُ
الحكمُ حكمُ صلاتي لوْ تحققهُ
بيني وبينَ الإلهِ الحقُّ مقسومُ
فمنْ يكونُ مليكاً في تصرفهِ
فذلك الشخصُ بين الناسِ محروم
أعمى جهولٌ ضعيفُ الرأي مختبطٌ
وهوَ الظلومُ وفي التحقيقِ مظلومُ
ومنْ يكونُ عبيداً في تقلبهِ
فذلك الشخصُ مشكورٌ ومرحوم
هذا المقام الذي أبغيه فزتُ به
وإنني غيهِ محفوظٌ ومعصومُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
رقم القصيدة : 11746
-----------------------------------
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلمُ
وهوَ الذي يدريهِ منْ لا يعلمُ
خلقتهُ أفكارٌ لنا بقلوبنا
أينَ الإلهُ منَ الحدوثِ الأقدمُ
وتنوعَ التفصيلُ فيهِ لعزة ٍ
لعقولنا والأمر ما لا يفهم
لو أنهم سكتوا وقالوا لم نجد
حداً بهِ يقضى عليهِ ويحكمُ
غير استناد وجودنا لوجودِه
جاؤوا بما عنهُ الوجودُ يترجمُ
لا تعتقدْ غيرَ الذي تتلوهُ في
النصِّ الذي نطقَ الكتابُ المحكمُ
وعليهِ فاعتمدوا وقولوا مثلَ ما
قد قاله عن نفسه واستلزموا
واعبد إله الشرع لا تعبد إله
العقل وانقادوا إليه وسلِّموا
فالناسُ مختلفون في معبودهم
فمنزهٌ معبودهمُ ومجسمُ
وبذا أتتْ أقوالهُ عن نفسهِ
فتراه ما يبنى يعود فيهدم
والحقُّ حقٌّ والتناقضُ حاصلٌ
في نفسه وهو السبيلُ الأقوم
قد قاله الخراز عنه مصرحاً
واحتجَّ بالآيِ التي لا تكتمُ
فالق الإله بكل عقد لا تقف
مع واحدٍ فيفوتُ عنكَ فتندمُ
كيف السبيلُ لنيلِ ما قلنا وقد
مجتهُ ألبابٌ وصموا ما عموا
لم يستند أحد إلى عدم وما
عرف الوجودَ وحكمه مستلزم
ماذا يرومُ العهدَ لمْ يظفرْ بهِ
فهو الغني به الفقيرُ المعدم[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ
منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ
رقم القصيدة : 11747
-----------------------------------
منْ طلبَ الدينَ بالكلامِ
زندقهُ الشرعُ والسلامُ
فاعدل إلى الشرعِ لا تزده
فإنه كلهُ حرامُ
فإنَّ علمَ الكلامِ جهلٌ
يرمي بهِ الحالُ والمقامُ
ما الدينُ إلا ما قالَ ربي
أو قاله السيِّد الإمام
رسولُه المصطفى المرجى
عليه من ربِّه السَّلام[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
رقم القصيدة : 11748
-----------------------------------
عزَّ المساعدُ إذ عزَّ الذي قصدوا
علماً بهِ وهوَ المشهودُ لوْ علموا
هم الحيارى وعين العلم عندهمُ
فنعم ما شهدوا وبئس ما حكموا
العقلُ خوّفهم والشرعُ آمنهم
إنَّ النجاة لهم إنْ شرعهم لزموا
هم الحيارى السكارى في معارفهم
وما لهمْ خبرٌ بأنهمْ قدموا
عليه من غير علمٍ قام عندهمُ
به ولو علموا بعلمهم ندموا
عجبت للجهلِ في علمٍ أحققه
لديهمُ وهمُ الجهلا كما زعموا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما جنة الخلد غير قلبي
ما جنة الخلد غير قلبي
رقم القصيدة : 11749
-----------------------------------
ما جنة الخلد غير قلبي
لأنه بيتُ من يدومُ
قمتُ لهُ بالهوى ويدري
من قام فيه ممن يقوم
عنهُ إلى غيرهِ فترمي
إليهِ أنوارها الرجومُ
لو أن قلبي يراه قلبي
قلت أنا الرائح المقيم
إنّ العذاب الذي تراه
منهُ بنا ذلكَ النعيمُ
قالَ ليَ الحقُّ من وجودي
وقولهُ الصادقُ القويمُ
نبئْ عباديَ عني بأنني
أنا هوَ الغافرُ الرحيمُ
وإن أيضاً عذابُ حجبى
عذابنا المؤلم الأليم
قلتُ وأيّ الكلامِ أولى
أذكرُ والذاكرونَ هيمُ
فقالَ لي منْ صفا فؤادي
كلامهُ الحادثُ القديمُ
قلتُ لهُ منْ يقولُ هذا
فقال لي : ربكَ العليمُ
قلت لعلي أقتصر فقل لي
أولى بنا أيها الحكيمُ
فإنهُ ذو المعالي فينا
وإنهُ المحسنُ الكريمُ
فسلِّم الأمر لا تبالي
فالقولُ ما قاله القسيمُ
فعلمه في الوجودِ سار
مادامَ كوني به يقيمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
رقم القصيدة : 11750
-----------------------------------
منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
إلا منَ اللهِ الذي يعلمُ
منازلٌ ترجمها قولهُ
لسمع فهمي ولذا افهم
فإنْ وعاها سمعُ أذني فلا
أفهمُ ما قال ولا أعلمُ
كأنما أذني وسمعي إذا
شبهت شمس الصحو والأزمم
وإنْ تعاليتَ لهُ فليقلْ
شمسُ الضحى تشرقُ والأنجمُ
لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها
ما علم القومُ ولا استفهموا
وإنما جاء بها مرسَل
كأنهُ هوَ والورى نومُ
سبحانَ من يعلمُ ما عنده
وعندكم وكله منكمُ
إلا الذي يختصُّ من ذاتهِ
لذاته فما لنا نحلم
عليه فيه إنه واحد
لا نسبٌ فيه فلا يقسم
وإنما كلامنا في الذي
منه إلينا وله منهمُ
منْ نسبٍ تظهرُ آثارها
يقبلها الطائعُ والمجرمُ
وليس يأتي الأمر من فصه
إلا الشخيصُ الحادثُ الأقدمُ
الكاملُ القرآن وهو الذي
مقامهُ في الناسِ لا يعلمُ
وإنما الأعلم من سرَّه
يبدو إلى الناسِ ولا يكتمُ
يدور في أعلامه عرشه
على ثمانٍ سرها مبهمُ
حمالة ٌ للعرشِ تدرونها
وبعدها عشرونَ لا تعلمُ
إلا إذا تضربها أربعا
في سبعة هناك يستلزم
خارجها وإن تشأ أربعاً
في خمسته وهوَ الذي أرسمُ
أقول تعظيما لإجلاله
سبحان من يعلم إذ نعلم
الحمدُ لله الذي قالها
معلماً عبادهُ يمموا
إذا بدأتمُ فبها فابدأوا
ثم بها من بعد ذا فاختموا
فإنها تملأ ميزانكم
بذا أتى نصُّ الذي يعلمُ
وهكذا يعطي مقاماً وفي
صحيحه جاء بها مسلم
تعبدُ الناسُ لما عندهمْ
من فقر الدينار والدرهم
هما التواقيع التي أبرزت
من حضرة ِ الحقِّ فلا تندموا
من أجل ذا خرَّ لها ساجداً
من يتقي الله ومن يظلم
يعذب الله بها عبدَه
إذا يشاء وبها يرحم
درى بهذا السامريُّ الذي
صيرهُ عجلاً لهمْ منهمُ
حتى إذا ما جاء موسى انتفى
في نفسهِ مما أتى عنهمُ
وجاءَ عيسى للذي قالهُ
مصدِّقا تعضده مريم
جلَّ إله الخلقِ عن خلقه
وهو بهم كان وقد جمجموا
قلتُ لهمْ باللهِ لا تفضحوا
ولتعربوا الأمرَ ولا تعجبوا
هيَ الإضافاتُ فلا تكفروا
بها وقولا الحقَّ واستعصموا
فإنها الحقُّ ولكنه
ما كلُّ شخصٍ سرها يفهمُ
تصاممَ الناسُ لشخصٍ أتى
مقرّراً أسرارها يفهم
لوْ بادرَ الناسُ إليهِ لقدْ
أحياهمُ فإنه أعلم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
رقم القصيدة : 11751
-----------------------------------
وقال أيضاً:ما كلُّ مَن أفهمته يفهم
ويفهم الشخصُ ولا يفهمُ
ما قلتَ للقومِ الذي قلتهُ
إلا كما أخذتهُ عنهمُ
إذا رأيتَ المرءَ في حالة ٍ
موفقا فذلك الملهم
تنفذُ في الأنفسِ أحكامهُ
على الذي قال لي الملهم
فيبهم الأمرُ الذي أوضحوا
ويوضحُ الأمرُ الذي أبهموا
وكلُّ نصٍّ بينٍ جاءهمْ
عندَ الذي ذكرتهُ مبهمُ
إني رأيتُ الناسَ في غفلة ٍ
وإنها مني لا منهمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
رقم القصيدة : 11752
-----------------------------------
يا لائمي إنْ لم تكن عينُنا
ذواتهم يا لائمي كن همُ
ما كلُّ من حرَّر أنفاسَه
لكلِّ ما جئتَ به يلهم
إنَّ الفتى الناصحُ هذا الذي
يوضح ما قال ولا يُبهم
إنَّ الذي جاءهمْ ناصحاً
مبلغاً ومشفقاً إنْ همُ
كانوا لما قدْ سمعوا أهلهُ
وعندنا السامعُ من يفهم
ألزمتهُ الهاءُ إلى ميمها
وحكم ذا في الشِّعر لا يلزم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
رقم القصيدة : 11753
-----------------------------------
قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
فما أبالي إذا ما حل بي عدم
ليسَ التعجبُ منْ تأثيرِ قدرتهِ
عجبتُ إذْ أثرتْ في جودهِ الهممُ
ليس الكريمُ الذي من نعته كرمٌ
إنَّ الكريمَ الذي منْ ذاتهِ الكرمُ
ليس الكريمُ الذي يعطيك عن قدر
إنَّ الكريمَ الذي يعطي ويتهمُ
ليس الكريمُ الذي يعطي بحكمته
إنَّ الكيم الذي تعطى بهِ الحكمُ
إنَّ الكريمُ الذي يعطي ويغتنمُ
عين القبولِ ولا يُعطى ويحتكم
من يطلبِ الشكر بالإنعام ليس له
ذاك التكرم فابحث أيها العلم
غير الإله الذي أولى بنعمته
وكلّ من نعته الإيجاد والعدم
إني ضربت حجاباً ليس يرفعه
سواهُ أوْ منْ بهِ الألبابُ تعتصمُ
هذا الذي قلتهُ الألبابُ تجهلهُ
وليسَ تثبتهُ الأعرابُ والعجمُ
به خُصصتُ على كشفٍ ومعرفة
ولم يكن فيه لي من قبل ذا قدم
قد يلحقُ الناسَ في أقوالهم ندمٌ
وليسَ عندي فيما قلتهُ ندمُ
لأنه المنطق الأعلى فكان له
عني التلفظُ والتعريفُ والكلمُ
والعبد في عزلة ٍ عن كلِّ ما كتبتْ
كفٌّ لهُ أوهمتْ منْ كفهِ ديمُ
ما في الوجودِ سواهُ فالوجودُ لهُ
لذاته وأنا الظلُّ الذي علموا
لولاهُ ما نظرتْ عيني ولا سمعتْ
أذن لنا وبنا عليه قد حكموا[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أمّنك الله وسلطانه
أمّنك الله وسلطانه
رقم القصيدة : 11754
-----------------------------------
أمّنك الله وسلطانه
على الذي أنت به قائمُ
فاحكم بما تعلمه لا تنِ
فإنك المسؤول يا حاكمُ
يحكم عدل الله فيكم كما
أنت به في خلقه حاكمُ
وأنتمُ أهلٌ لما نلتمُ
في ظننا وربنا العالمُ
وحرّر الميزان يا سيدي
فإنهُ العادلُ والقاسمُ
وقد علمتم أنني ناصحٌ
ومشفقٌ وما أنا زاعم
فلتعتصمْ بحبلهِ إنهُ
كما علمتُ الحافظُ العاصمُ
واحذر من المكر فقد يختفي
فإنهُ القاهرُ والقاصمُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الهوى حيّرني
الهوى حيّرني
رقم القصيدة : 11755
-----------------------------------
الهوى حيّرني
في الذي تعلمهْ
فإذا قلتُ أنا
قالَ لا أعلمهُ
وإذا قلتُ بلى
قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى
ولذا أحكمهُ
والهوى يعرب ما
لمْ أزلْ أعجمهُ
ولنا منْ كلِّ ما
قالَ لي محكمُهُ
هكذا عرفني
سيدي محكمه
فبهِ أظهرهُ
وله أكتمه
وأنا العبدُ الذي
قدْ هوتْ أنجمهُ
يطلب الأمر الذي
في الثرى معلمهُ
ولذا أعدلُ في
كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه
عين ما أبهمه
فإذا أمدحهُ
فأنا أكلمُهُ
والذي ينقض لي
فأنا أبرمهُ
ولذا يبصرني
أبداً أبرمُهُ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
رقم القصيدة : 11756
-----------------------------------
إنَّ الخيالَ هوَ الذي يتحكمُ
في أصله وهو المزاجُ الأقدمُ
فتراه يحكم في المزاج وفي النهى
منْ نفسهِ فهوَ الإمامُ الأعظمُ
يقضي على سرِّ الوجودِ بحالهِ
من جسمِ المعنى فذاك الأحكم
ويحدُّ من لا يعتريه تحيرٌ
بتحيرٍ وتيقنٍ يتوهمُ
ويقسم الأمر الذي ما فيه تقـ
ـسيم ويمضي ما يشاء ويُحكمُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
رقم القصيدة : 11757
-----------------------------------
ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
على عيني فصيرهُ عديما
وعندَ شهودِ ربي دبَّ حيٌّ
على قلبي فغادره سليما
ولمَّا فاحَ زهري هبَّ سري
على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطرَّ أهلي لاحَ نارٌ
منَ الرحمنِ صيرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً
وكانَ براقُ سيري بي كريما
مطوتُ ولمْ أبالِ بكلِّ أهلٍ
تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنتُ إلى رجيم البعدِ نجماً
دوينَ العرشِ وقاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً
وكانَ أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ
على كفرٍ يصيرهُ رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍّ
لعامِ العقدِ قواماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه
لأعجزت العبارة َ والرقوما
ولكني سترتُ لكونِ أمري
محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشفٍ
لعين صارَ بالتقوى سليما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ
رقم القصيدة : 11758
-----------------------------------
ألبستُ أمَّ محمدٍ
ثوبَ التصوف معلما
بشروطِها مستوثقاً
منها بذاكَ ومحكما
ما يقتضيهِ وسلمتْ
فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت
من اللباس ومنعما
لشفاعة ِ الصفتينِ إذْ
كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكة ٍ
وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ
أخذ التصوُّفُ عنهما
فالحمدُ لله الذي
قدْ كانَ ذلكَ منهما
والملكُ لله العليِّ
لباسُ شخصٍ منهما
في خرقة ٍ فرحية ٍ
قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقُومٌ نصُّها:
الملك لله فما
عاينتُ رُقُماً مثله
في العالمينَ منمنما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً
رقم القصيدة : 11759
-----------------------------------
إني أفدت من استفدت علوماً
منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمَ عين تعلق
إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد
إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً
فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لا يحجبنكَ ما ترى من فائتٍ
فالحقُّ كلمَ عبدَه تكليما
يأتي بأمرٍ ثمَّ ينسخُ حكمَهُ
إتيان أمرٍ محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسلهِ
صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره
إنَّ البلاءَ يولدُ المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه
وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين كيفَ تماثلا
حتى يقالُ منَ اللديغِ سليما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مالقومي عنْ حديثي في عما
مالقومي عنْ حديثي في عما
رقم القصيدة : 11760
-----------------------------------
مالقومي عنْ حديثي في عما
ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما
صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به
من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه
عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي
يطلبُ الحالِ إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا
بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهرهُ
عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا
كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمر الذي
قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيسُ من دانَ بهِ
نفسَه حين أراه القدما
قدمَ الصدقِ الذي قالَ لنا
إنهُ منْ عندهِ للقدما
قدمَ الصدقِ الذي نعرفه
كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله
في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كانَ وجودي عينهُ
لمْ أزلْ في عينِ كوني عدما
أعلم الله الذي نحن به
منْ أمورٍ لوحهِ والقلما
حينَ أجرى لحياة نهراً
من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورتِهِ
ولذا أصبحَ أمري مبهما
فلهُ التنزيهُ عنْ وصفي وقدْ
جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرضِ إله قادر
ومعي في كلِّ وجه أينما
وأنا لستُ كذا فاعتبروا
كونهُ في كلِّ وجهٍ وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم
حينَ أبقونا وفي عقدهمِ
أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا
عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا
أكذبَ اللهُ الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به
مُخبراً عنهم لهم مستفهما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما
رقم القصيدة : 11761
-----------------------------------
الحمدُ لله الذي أعلما
بأنهُ الله الذي في السما
وأنهُ في الأرضِ سبحانهُ
على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا
وجهرنا والمكسبَ الأعظما
ثمَّ لهُ منْ قبلِ إيجادِنا
اينية ٌ أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسري إذا
كانَ معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله
بأنهُ بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي
جاء به مُحذِّراً منعما
وإنهُ سبحانهُ بالذي
قالَ لنا أوضحَ ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله
يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لمْ يزلْ
خلقاً لكمْ أو لمْ يزلْ في عمى
كمثلِ فرعونَ وأشباههِ
وما نحتمْ فاحذروا منهما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
رقم القصيدة : 11762
-----------------------------------
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابة ِ تنجلي
لعيونِ أهلِ كشوفهِ أعلاما
ويكونُ ذاكَ الكشفُ من إعطائهِ
ما ينبغي أعلامهُ أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده
صدقاً لما قد قاله إعظاما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
رقم القصيدة : 11763
-----------------------------------
إذا نزلَ الأمرُ العزيزُ منَ السما
ويعرجُ فيها معجمُ الحرفِ مبهما
ويولجُ في الأرضِ الغداءُ لترتوي
فيخرجُ منها الزهرَ وشياً منمنما
مصابيحُ أنوارِ الكواكبِ زينة ٌ
لها ورجوماً للشياطين كلما
أرادوا استراقَ السمعِ من كلِّ جانبٍ
فيحرقهم منها شهابٌ تبسَّما
ويجعلُ ما يعلو على الأرضِ زينة ً
لها فالذي يبدو إلى العين منه ما
يغذي بهِ الرحمنُ جسماً مروحناً
كما قد يغذي منه رُوحاً مجسَّما
فقلتُ ومن غذاها من سمائه
فقيلَ لنا عيسى المسيحُ بن مريما
له الامتزاجُ الصرفُ من روحِ كاتبٍ
بديوانه لما تحلَّى بآدما
فروحَن أجساماً وجسم أنفساً
وكان له التحكيم أيان يمما
فلمْ أرَ سبطاً كانَ يشبهُ جدهُ
سواه كما قال المهيمن معلما[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي أنعما
الحمدُ للهِ الذي أنعما
رقم القصيدة : 11764
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي أنعما
بما ترى ولمْ يزلْ منعما
فما ترى شيئاً من أفعاله
ألا تراه متقناً محكما
يضرب أخماساً بأسداسها
لما يرى من فعله مبهما
إنْ يفردِ الوترُ له فعلهُ
يقول عينُ الشفع بل منهما
لنا قبولٌ ولنا قدرة ٌ
لذاكَ قالَ الشفعُ بل منهما
منْ نعمة ِ اللهِ على عبدِهِ
أنْ جعلَ العلمَ لهُ مغنما
وفجرَ النورَ بأرجائهِ
وليلهُ منْ جسمهِ أعتما
ما النورُ والظلمة ُ في حقهِ
سترٌ له يحجبه كُلما
أرادهُ بالجهلِ حسادهُ
يصمه الستر فما أعصما
ما استكبر المحروم في خلقه
لو أنَّ إبليس يرى آدما
لو أنه يكمل في خلقه
لما أبى واستعظم الأعظما
في الجرمِ والمعنى لهمْ واحدٌ
بينهما الرحمن قد قسما
أرواحهُ العالونَ تعنو لهُ
لصورة ٍ أعطاهُ منْ أنعما
بها عليه دون أملاكه
حاز بها الأسماء لما سما
فهو مع الله بأسمائه
كما هو الله به أينما
أنزلهُ الحقُّ إلى عرشهِ
وكانَ محكوماً لهُ بالعما
أنزلهُ الإلطافُ من عرشهِ
إلى الذي يقربنا منْ سما
في ثلثِ الليل لنا رحمة
بنا لكي يتلو أو يعلما
اشهدني منه بأسمائه
وجودُهُ والمحضرَ المعلما[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومي عنْ حديثي في عمى
ما لقومي عنْ حديثي في عمى
رقم القصيدة : 11765
-----------------------------------
ما لقومي عنْ حديثي في عمى
ما أظنُّ القومَ إلا قدما
أخذوا العلمَ عن الفكر وعن
كلِّ روحٍ ما له علم بما
عندنا من جهة العلم به
جلَّ أنْ يفهم أو أنْ يفهما
هكذا قالوا وما عندهمُ
خبرُ الذوقِ بعلمِ العلما
فأنا أطلبهُ منهُ وهمْ
يطلبونَ العلمَ منهم أينما
فعلومُ القومِ من أنفسهم
وعلومي من إله حكما
إنه يعطي الذي يعلمه
لعبيد لم يزالوا رُحَما
بينهم تبصرهم قد وقفوا
في المحاريبِ وصفوا القدما
بقلوبٍ علمتْ أنَّ لها
عندَ ربِّ الصدقِ حقاً قدما
وعيونٌ واكفاتٌ أرسلتْ
من بكاء بدلَ الدمعِ دما
ينظرون الأمر من سيدهم
لخيالٍ عندهم قد نجما
فلهذا جاءَهم ما ردهمْ
يحملون الكلَّ عنا حكما
لعلومٍ لمْ ينلها دنسٌ
من عباراتٍ فما حلَّت فما[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
رقم القصيدة : 11766
-----------------------------------
لمَّا بدا السرُّ في فؤادي
فني وجودي وغاب نجمي
وحال قلبي بسرِّ ربي
وغبتُ عنْ رسمٍ حسِّ جسمي
وجئتُ منه به إليه
في مركب من سِنيّ عزمي
نشرتُ فيهِ قلاعَ فكري
في لجة ٍ منْ خفيِّ علمي
هبتْ عليهِ رياحُ شوقي
فمرّ في البحر مَرَّ سهم
فجزتُ بحرَ الدنوِّ حتى
أبصرت جهراً من لا اسمي
وقلتُ يا من رآه قلبي
أضربُ في حبكمْ بسهمِ
فأنتَ أنسي ومهرجاني
وغايتي في الهوى وغنمي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بدني أضحى إلى الأممِ
بدني أضحى إلى الأممِ
رقم القصيدة : 11767
-----------------------------------
بدني أضحى إلى الأممِ
نائباً عن كعبة ِ الحرمِ
كعبة ِ للسرِّ يسعى لها
كلُّ من يمشي على قدمِ
منْ أرادَ الحجَّ يقصدهُ
منْ جميعِ العربِ والعجمِ
أنا سِرّ الخلقِ كلهِّم
أنا اللاقسمة الكلم
إنني شفعٌ ووترٌ إذا
لم يكن بالرَّبع من إرَمِ
أنا كن لكنني شبحٌ
قابل للجهل والحكم
فيكونُ الجهلُ في صببٍ
ويكونُ العلمُ في علمِ
إننا لوحانِ قدْ رقما
غيرَ أنَّ الوترَ في القلمِ
أنا وصفُ الوصفِ فاتصفوا
أنا ذاتُ الذاتِ فالتزمِ
أنا سرُّ السرِّ قد عدلتْ
همتي عنْ موقفِ الهممِ
أنا نورُ النورِ قدْ برزتْ
بوجودي ذرة ُ الظلم
أنا عِزُّ العز ما ملكتْ
نفسي ذاتُ الذلِّ والعدمِ
من رآني قدْ رأى ما خفيَ
في مثالِ النورِ والقدمِ
بلغ الغاياتِ قلبُ فتى
ليمين الله ملتزم
قد أبحنا لثمها فمه
علية َ في سابقِ القدمِ
سعد نفسي أنها سعِدَتْ
بسلوكِ الواضحِ الأممِ
لمْ ينلهُ غيرها عشقاً
مثلها في سالف الأمم
يا رجالاً غيرنا طلبوا
أينَ جودُ البحرِ منْ كرمي
ارجعوا واستلموا كفَّ من
إنْ يهب لم يخش من عدم
كلُّ طرفٍ في العلى سابحٌ
نحونا وجداً بنا يرتمي
كلُّ سرٍّ خافضٌ رافعٌ
لوجودي رغبة ً ينتمي
مثلَ حلّ الشمسِ في حملٍ
أمنوا تحلة َ القسمِ
لمْ يزلْ ولا يزالُ غداً
في نعيمٍ غير منصرمِ
وشموسُ الوصلِ طالعة ٌ
وخسوفُ البحرِ في العدمِ
انظروا قولي لكمْ فلقد
طرفُ كلِّ الناسِ عنهُ عمي
تجدوه واضحاً حسناً
منبئاً عن رتبة الكرم
يا إلهَ الخلقِ يا أملي
وسميري في دجى الظلمِ
جدْ على صبِّ حليفٍ ضني
يا كثيرَ الفضلِ والنعمِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
رقم القصيدة : 11768
-----------------------------------
أهلَّ الهلالُ لشهرِ الصيامِ
وشهرِ الزكاة وشهرِ القيامِ
فصامَ الحكيم على اسمِ الصفاتِ
وأفطرَ ذاتاً بدارِ السلامِ
وقالَ أنا الحقُّ فاستمتعوا
بنور التجلي وحسِّ الكلامِ
تعالى الهلالُ بأوصافهِ
على بدرهِ الفردِ عندَ التمامِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
رقم القصيدة : 11769
-----------------------------------
قلْ إلى الكوكبِ السعيد أمامي
عنْ هلالينِ طالعينَ أمامي
فإذا استقبلا إليّ جميعاً
كنتَ سرَّ الليال والأيّام
وإذا أدبرا بقيتُ وحيداً
ساهراً لا أذوق طعمَ المنام
ذاك نور الوجود بالحقِّ يسعى
من ورائي به ومن قُدَّامي
يومَ فقري ويوم حشري لربي
وبه همتي ومنه اهتمامي
إنّ سري وإنَّ سرَّ حبيبي
واحدٌ أولاً وعندَ الختامِ
هوَ غيري إذا بعثتُ رسولاً
وهوَ داري بقدسِ دارِ نظامي
خادمي نوري الذي كانَ عندي
والذي عند من هويت أمامي
يا أخي فالتفتْ لحالكَ وانظرْ
لوجودي بطرفك المتعامي
هوَ غيرٌ غذا افترقتَ أمامي
وإذا ما اجتمعت كنت أمامي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
رقم القصيدة : 11770
-----------------------------------
الفرجُ يحملُ في الأنثى وفي الذكرِ
على حقيقة ِ لوحِ العلمِ والقلمِ
فذا يخطُّ حروفَ الجسمِ في ظلمٍ
وذا يخطُّ حروفَ العلمِ في هممِ
كلاهما بدلٌ من ذات صاحبه
عندَ الوجودِ فلا تنظرْ إلى العدمِ[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
رقم القصيدة : 11771
-----------------------------------
إذا فلَّ سيفي لمْ تفلَّ عزايمي
فلي عزماتٌ شاحذاتٌ صوارمي
وإلا فسلْ عنا القنا هلْ وفتْ لنا
وأسيافنا يوماً بقدرِ عزائمي
لنا الجودُ إذ كنا سُلالة حاتمٍ
وما زال مذ قلدته في تمائمي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
رقم القصيدة : 11772
-----------------------------------
نسبوني إلى ابنِ حزمٍ وإني
لستُ ممن يقول قال ابنُ حزمِ
لا ولا غيره فإن مقالي
قال نصُّ الكتابِ ذلك علمي
أو يقول الرسولُ لو أجْمع الخـ
ـلقُ على ما أقولُ ذلكَ حكمي[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
رقم القصيدة : 11773
-----------------------------------
فتراه أبصار العباد مشاهداً إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإلهُ الحقُّ فيها أمرها
لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثمَّ تبقى أعصراً
في عالمِ الأركانِ بالتدويمِ
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي
قلناهُ جاءَ إليَّ بالتفهيمِ
فتراه أبصار العباد مشاهداً
في عالمِ الأخلاطِ والتجسيمِ
ما الحفظُ إلا للذي فيها منَ الـ
ـوحيِ الذي حملتهُ منْ معلومِ
ثم القوابلُ قسمته بذاتها
ما بين معلومٍ وبين عليم[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> في نعت المؤمنين الصادقين
في نعت المؤمنين الصادقين
رقم القصيدة : 11774
-----------------------------------
وقال أيضاً في نعت المؤمنين الصادقين ومقامهم من روح المؤمنين:قد أفلح المؤمنون الصادقون بما
رأوه في صدقهم من كلِ معلومِ
همُ الأعزاءُ لا جاهٌ ولا شرفٌ
إلا بشربهمُ منْ عينِ تسنيمِ
إنْ قالوا قالوا بهِ وقالَ قالوا بهِ
فهمْ يما نعتوا بكلِّ تقسيمِ
عينٌ له وهو عينٌ ثابتٌ لهم
فلا يصرفهم إلا بترسيمِ
بمثلِ ذا أثبت البرهان جبرهمُ
فلا اختيارٌ لهم من غير تتميم
تمَّ الوجودُ بهم إذْ كانَ ينقصهُ
أعيانهم وهو حالُ النونِ والميم
لذاك تبصرهم إذا تعاينهم
في زينة ِ اللهِ في أحوالِ تعظيمِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
رقم القصيدة : 11775
-----------------------------------
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
لذا أتى ربُّنا فيه بتقسيم
في كلِّ وادٍ تراه جائلاً أبداً
يهيم فيه لإيصال وتعليم
فإنه يطلب التعريف من شبه
في عالمِ الخفضِ عنْ مزجٍ بتسنيمِ
فما تراه على نجدٍ لذاك أتى
بالوادِ في لغتهم بكلِّ مفهوم
فإن مدحتَ به من يستحقُّ علا
وإن مدحتَ به ضد التفهيم
هوى لذا قلتَ فيهِ ما سمعتَ بهِ
الشعرُ ما بينَ محمودٍ ومذمومِ
كذا هوَ القولُ شعراً كانَ أو مثلاً
فلا يُقال تعالى الشربُ للهِيم
لوْ يعلمُ الناسُ ما القرآنُ جاءَ بهِ
فيهِ لقالوا بهِ في كلِّ منظومِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
رقم القصيدة : 11776
-----------------------------------
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ إذا كانت الأشياء صنع حكيم
فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواحُ في كلِّ حالة ٍ
وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمة َ الطبعِ المحكمِ فيهمِ
لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما همْ إلا أنّ في الطبعِ نكتة ٌ
لها ظلمة ٌ في قلبِ كلِّ ظلومِ
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه
وليسَ يرى ما قلتُ غيرُ فهيمِ
إذا قصرتْ أفهامُ كلِّ محققٍ
فما قصرتْ عنها وعنهُ فهومي[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الخلف تحسن في الإيعاد صورته
الخلف تحسن في الإيعاد صورته
رقم القصيدة : 11777
-----------------------------------
الخلف تحسن في الإيعاد صورته
كقُبحها عند وعد الجودِ والكرمِ
إنَّ الكريمَ الذي يسقي الدواءَ لما
فيه مِن الكُرهِ كي يبرى من الأَلَمِ
وهيَ الحدودُ التي جاءَ الرسولُ بها
دنيا وآخرة ٌ لكلِّ ذي سقمِ
فلا يهولك ما يلقاه من غُصَصٍ
وإنْ تألم فالعقبى إلى نعم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
رقم القصيدة : 11778
-----------------------------------
إذا كنتَ في شيءٍ ولا بدَّ قائلاً
فقلْ فيهِ علماً لا تقلْ فيهِ بالزعمِ
فإنَّ الذي قدْ قالَ بالزعمِ مخطئٌ
كذا جاءَ في القرآنِ إنْ كنتَ ذا فهمِ
ولا تكُ ذا فكرٍ إذا كنتَ طالباً
مشاهدة الأعيانِ واحذرْ منَ الوهمِ
وكن مع حكمِ الله في كلِّ حالة
فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم
ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة
فلا تتصرف فيه إلا على علم
تكنْ بينَ أهلِ الكشفِ عبداً مخصصاً
بأسمائه الحسنى بعيداً عن الرسم
وكن مركباً للأمر تحصل على المنى
ولا تكُ ذا قلبٍ خليٍّ عنِ الجسمِ
وما ثم عينٌ تدرك العينَ ذاته
فيخلو عنِ الكيفِ المحكمِ والكمِّ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
رقم القصيدة : 11779
-----------------------------------
منْ يدرعِ يطلعْ صوناً على الحرمِ
وليسَ يدري بهِ إلا أولوا الكرمِ
قوم تراهم إذا الرحمن فاجأهم
سكرى حيارى به في مجمعِ الهممِ
لا يعبدون سوى الرحمن ربهمُ
في صورة ِ النون لا بل صورة القلم
لذاكَ يجمله وقتاً فيبهمهُ
وثم يوضحه التفصيلُ في الأمم
إذا تسطره في اللوح تعرفه
أهل التلاوة من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
لكلِّ صنفٍ منَ الأصنافِ دينهمُ
ولي أنا دينُ شَرعِ الله في القدم
إذا عملتُ به ربِّي يميزني
في أهلهِ أهلُ الذكرِ والحكمِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
رقم القصيدة : 11780
-----------------------------------
مرادي مرادُ الطالبينَ أولي النهى
وحالهمُ حالي وعلمهمُ علمي
مكانتهمْ مني مكانة ُ باطني
منَ الجسدِ المشهودِ في عالمِ الرسمِ
مكانٌ وإمكانٌ وإخوانُ راحة ٍ
هو الغرضُ المطلوبُ عند ذوي الفهمِ
مراتبهمْ علوية ٌ يشهدونها
فويقَ استواء الأمر في العدل والحكم
مناطَ الثريا كانَ أيمنهمْ بنا
وأيسرهم إكليلها وهو من كمي
مشيتُ على مثلي بيضاً نقية ً
بقومي فلم أجهل وما جرت في زعمي
مقامي مقامي حيثُ لا أينَ وانتهتْ
مقالتهم فينا وجرّدت عن جسمي
مضى زمنٌ كانَ التأسي برأسهمْ
لأنَّ شهودَ العينِ حيرهمْ في أسمي
مقابلُ منْ تعنو لهُ أوجهُ العلى
أنا ولهذا لم أزل ناقص القسم
مرامهمُ كوني ومرماهُ غائبٌ
عنِ الفكرِ والتحديدِ بالعقلِ والوهمِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
رقم القصيدة : 11781
-----------------------------------
أقنع بما قد جرى به تسلمي أقنع بما قد جرى به تسلمي
فإنه ما استقرَّ بي قدمي
وإنني جامعٌ كما جمعتْ
أسرارُ كوني جوامعَ الكلمِ
فبانَ لي أنني وإنْ حدثتُ
ذاتي على ما ترى علا قدمي
لكن على حالة الثبوتِ وإن
أوجدني ما برحتُ في العدمِ
وكلّ ما قد قلت أخبرني
به إلهي في اللوح والقلم
فما أبالي بما يفوت إذا
كان الذي قد ذكرته حكمي
ما هي شيءٌ سواه فاعتبروا
في نسخه النور من دُجى الظلم
فتلكَ غيبٌ وذا شهادتُهُ
قامتْ له في الشهود كالعلم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
رقم القصيدة : 11782
-----------------------------------
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
وعزَّ فلمْ يظفرْ بهِ علمُ عالمِ
تعالى فلم تدركه أفكارُ خلقه
وردَّ بما أوحى بهِ كلُّ حاكمِ
ولكنْ معَ الردِّ الذي وردتْ بهِ
نصوصُ الهدى أثني بأرحمِ راحمِ
على نفسهِ وحياً ليعلمَ سابقٌ
ومقتصدٌ من ذاك حكمة ُ ظالمِ
فلا سابقٌ يزهو لتأخيرِ ذكرهِ
لإلحاقه فيه باهل المظالم
فجاء بتنزيه بشورى وغيرها
وجاء بتشبيهِ لسانِ التراجم
وكلٌّ لهُ وجهٌ صحيحٌ ومقصدٌ
فعم بما أوحى جميعَ المعالم
وقالَ : أنا عندَ الظنونِ وحكمها
وذلكَ عينُ العلمِ بي في التراجمِ
وفيها ترى يوم القيامة ِ عندما
يقربهُ بعدَ الجحودِ الملازمِ
لما عقدوا فينا ببرهانِ عقلهم
وإن فضلتهم في العلومِ بهائمي
كما جاءَ عنا في صريحِ كلامنا
على ألسنِ الأرسالِ منْ كلِّ حاكمِ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
رقم القصيدة : 11783
-----------------------------------
مقولاتُ أهل العلمِ محصورة ُ الكمِّ
بجوهر أعراضٍ مع الكيفِ والكم
وتتلو إضافاتٌ ووضعٌ محققٌ
ولفظُ متى والأين منها لذي أم
وفاعلُ أشياءٍ ومنفعلٌ لهُ
وما ثم إلا ما ذكرت من الحكم
وقد قسموا لفظي فلفظٌ محقق
يدل على معنى كما جاء في العلم
وإنْ قدَّموا المعنى عليه فإنه
يدل عليه أيّ لفظ لذي فهم
وقد حصروا في المفردات حقائقاً
كجنسٍ ونوعٍ ثمَّ فصلٍ بلا قسمِ
ويتلوهُ ما يختصُّ منهُ بذاتهِ
وعارضُ أمرٍ لمْ أقلْ ذاكَ عنْ وهمِ
فتقتنصُ الأفرادُ بالحدِّ والذي
تركبَ منها بالبراهينِ في علمي
فبرهانُ تحقيقٍ وبرهانُ رافع
وبرهانُ إفصاحٍ وسفسطة ُ الخصمِ
وما ثَم إلا ما ذكرتُ فحققوا
ولا تكُ منْ أهلِ التحكمِ والظلمِ
فإني أتيتُ الأمرُ في ذاكَ قاصداً
فقل وتنزه عن ملامي وعن ذمي
وهذي علومٌ إن ْتأملتها بدا
لعين سناها في الإضاءة كالنجم
وما لفظه إلا مثالٌ محقق
لها فانظروه بالتقاسيم في القسم[/font]

[font=&quot]
[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
رقم القصيدة : 11784
-----------------------------------
النورُ سترُ الذي الأظلامُ تحجبهُ
عنا وترفعهُ مفاتحُ الكرمِ
وقل به كرماً إنْ كنتَ ذا كرم
فإنما الكشفُ بينَ النورِ والظلمِ
ما أسدلَ السترُ إلا أنْ يصونَ بهِ
وجه الكيانِ من الإحراق والعدم
إذا أردت ترى ما لا تراه فكن
به على قدمٍ علياءَ من قدم
له الإحاطة ليست لي فأطلبها
فإنها قد تؤديني إلى الندم
لا شيءَ أعلمَ بعدَ اللهِ منهُ سوى
نون الدِواة ِ فرأسُ السيد القلم
هوَ المفصلُ جاءتكَ منْ حكمٍ
له التحكم في الألباب بالحكم
فالعلم في عالم الأنوار والظلم
أقوى ظهوراً من العرفانِ في الكلم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
رقم القصيدة : 11785
-----------------------------------
ألا إنَّ الوجودَ وجودُ ربي
وما يبدو منَ الأحكامِ حكمي
فلا عينٌ تراهُ علا فاعلمْ
كذا يقضي بهِ نظري وعلمي
وعلمي بالذي يقضي صحيح
ولكني أرجحُ فيهِ كتمي
وكونُ الحقِّ عيناً عينُ حكمي
فمنْ قبلَ الإلهَ ولا إسمي
فذاتُ الحقِّ إدراكات ذاتي
وذاتي ظلهُ في حكمِ زعمي
ألا تنظرُ لمدِّ الظلِّ منهُ
بنورِ الشمس ابقاء لرسمي
فلولا أنْ أكونَ كهو وجوداً
بحذفِ الكافِ في مدي وضمي
إليهِ بعدَ مدي وانبساطي
يسيراً إذْ أساميهِ منْ اسمي
ولما كانت الأسماء باسمي
كذاكَ لهُ السماتُ منْ أصلِ وسمي
فنعتي نعتهُ منْ كلِّ وجهٍ
ولكني أغطيهِ لأعمي
ولولا أنْ يقول به أناسٌ
لقلتُ بهِ كما يعطيهِ فهمي
ووهمي في العلومِ لهُ احتكامٌ
وما وهمُ النفوسِ كمثلِ وهمي
فإنَّ الوهمَ عينُ وجودِ حقي
كمثلِ قوايَ في قولِ المسمي
له عندي مقامٌ ليس يدري
وهمّ الخَلقِ فيه غير همي
حكمتُ بهِ عليهِ وليسَ كوني
بهِ حكمي بعدلٍ أو بظلمِ
لقد كان الوجودُ بلا زمانٍ
ولا أينَ ولا كيفَ وكمِّ
ولا عرضٍ ولا وضعٍ بلحنٍ
ولا فعلٌ ومنفعلٌ وجسم
ولا نسبٍ يضافُ إلى وجودي
وبعد الكونِ حققهن أمي
مقولاتٌ أتين على اتساق
يترجمها إلى الأفهام نظمي
لهُ عشرٌ وللأكوانِ عشرٌ
كذا زعموا وهذا ليسَ زعمي
فإن قلنا به جهلوا مقالي
وإنْ جهلوا يزيدُ عليَّ غمي
مدحتُ المصطفى فمدحتُ نفسي
ولي قسَمٌ وما جاوزت قسمي
فأعمالي تردّ عليّ منه
ولو أرمي فعيني منه أرمي
فإن عصم الإله به وجودي
فإن أرمي فنصلٍ ليس يَصمي
وهذي رحمة منهُ توالتْ
لديَّ بها يعودُ عليَّ سهمي
وظني لم يزل ظناً جميلاً
فإنَّ الظنَّ مني عين علمي
إلى معناي فانظر يا خليلي
ولا تنظر بطرفكَ نحوَ جسمي
فقفلي ما قفلتُ بهِ وجودي
عن الإدراك بي والختم ختمي
فلا تفتحْ فخلفَ البابِ ريحٌ
إذا هبَّت عليّ تهين عظمي
تميزني الصلاة ويرتدي بي
إذا صليتها بأبٍ وأمِّ
ولوْ أنَّ الدليلَ يدلُّ حقاً
عليه لكان يولده لتسمِّ
ولم يولد فلم يدركه عقلٌ
فإنْ ظفروا بهِ فبحكمِ وهمِ
وإن حكموا عليه بمثل هذا
فقد حكموا عليه بغير علم
تعالى اللهُ عن قدمٍ بكوني
كما قد جلَّ عن حدثٍ بكمّ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما رأينا من وجود
ما رأينا من وجود
رقم القصيدة : 11786
-----------------------------------
ما رأينا من وجود
مثلَ جودِهِ الأتمِّ
مثلَ جودِ الله فينا
في عمومٍ وأعمِّ
ورأينا مَن تعالى
فوق عرشِه الأطمِّ
قد طما سيلُ جداهُ
منه عن أمر مهمِّ
فشهدنا كلَّ شي
كانَ منْ وصفٍ أو اسمِ
وسألتُ اللهَ أنْ يضـ
ـربَ لي فيهمْ بسهمِ
قالَ لي ليسَ لذاتي
ما بدا مني لكمّ
بلْ لكَ الكلُّ جميعاً
هكذا أعطاهُ علمي
لم يكن ظنّاً ولا ما
ينسب الوهم لفهمي
هكذا الأمرُ فقسمْ
ثمَّ خذْ منهُ بقسمِ
ما يعمُّ الشربُ خلقاً
أبداً ولا بوهمِ
هو همي في سروري
وفي أفراحي وغمي
ولذا جاءَ يردني
أبدا في كلِّ حكم
باسمكمْ سميتُ نفسي
مثلَ ما سميتُ باسمي
ما أنا غير المسمى
لا ولا غير المسمى
كلُّ شيء فيّ بالفعـ
ـل كذا أعطاه زعمي
قلتُ للظاهرِ مني
في وجودي أينَ عمي
أنا مشتاقٌ إليه
قال عند الشرب يصمي
فإذا جئتُ إليهِ
عدِّ عنهُ ثمَّ عمِّ
أمره عنهم وصرِّح
بمديحي وبذمي
ولتقم فيهِ خطيباً
بالذي فيهم وسمي
ولتعينْ كلَّ شخصٍ
بالذي فيهم من إثم
منْ عناق في حرامٍ
وارتشافٍ عند لثم
وستورٍ مسدلاتٍ
وجماع عند ضم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
رقم القصيدة : 11787
-----------------------------------
دع الظنَّ واعلم أنَّ للظن آفة
وقوفكَ حيثُ الظنُّ والظنُّ متهمْ
فشرِّدْ وساويسَ الظنونِ بلمحة ٍ
من الكوكبِ العلميّ إنْ كنتَ تحترمْ
فلا ظنّ إلا ما يقال بقطعه
وإلا فنارٌ للجهالة تضطرم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
رقم القصيدة : 11788
-----------------------------------
يا أيُّها الناسُ اتقوا رَبّكم
زلزلة ُ الساعة ِ شيءٌ عظيمْ
يحذرها الكافرُ في كفرِهِ
كمثلِ ما يحذرها المستقيمْ
وإنني إنْ قلت فيها بما
أعلمه كنت العليم الحكيم
وإنْ سترناها ولمْ نبدها
لعينها كنت القسيم الكريم
الأمرُ موقوفٌ على شعرة ٍ
تزالُ عنْ عينِ الغريمِ العديمْ
فيظهرْ الأمرُ بأحكامهِ
ظهورَ منعوتٍ بنعتِ القسيمْ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
رقم القصيدة : 11789
-----------------------------------
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غيرَ أنَّ الأمرَ قدْ قسمهُ
بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكِلا الصنفين في رحمته
في التذاذٍ دائمٍ فيه مقيمْ
زمهريرٌ عند محرورِ جدي
وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه
إنهُ قالَ هوَ البرُّ الرحيمْ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
رقم القصيدة : 11790
-----------------------------------
صفاتُ الأولياء تزول عنهم صفاتُ الأولياء تزول عنهم
ويأخذها الشقيُّ هناكَ منهمْ
كما نابَ السعيدُ هنا زماناً
تنوبُ الأشقياء هناك عنهم
فما لجأوا إلى الراحاتِ إلا
وكان الأمر فيهم من لدنهم
وإنْ طلبوا المعونة َ منْ إمامٍ
بهِ كفؤ هنالكَ لمْ يعنهمْ
بنيّ إذ رأيتهمُ سُكارى
فملْ معمْ وبشرهمْ وصنهمْ
إذا عجز الرجالُ بأنْ يكونوا
على تحقيقهم منهم فكنهم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سافرْ عني تستقمْ
سافرْ عني تستقمْ
رقم القصيدة : 11791
-----------------------------------
سافرْ عني تستقمْ
فأمرُكم قد عُلمْ
أين عفوّ اسمه
من اسمه المنتقم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
رقم القصيدة : 11792
-----------------------------------
ما لقومي عنْ وجودي قدْ عموا
أترى أدركهم فيهِ صممْ
إنني عرفتُ هوداً بالذي
أنا فيه من سرور وألمْ
فالذي يدري الذي أقصده
كلما قلتُ ألا قال ألمْ
ما لهم لم يعرفوا أو يسمعوا
أنني أمشي على النهج الأممْ
وهمُ يمشون بي في أثري
فهمُ حيث أنا من غير لم
والذي أخبر عني بالذي
قلته ليس من أرباب التهم
هو هود والذي أخبركم
أحمدُ المبعوثُ في خيرِ الأممْ
لا تقولوا إنهُ من عربٍ
إن هوداً ليس من أهل العجم
إنني ترجمتُ عنهُ بالذي
قاله للناس عني وحَكَم
فاشكروا الله الذي أظهركم
عن ثبوتِ هو في عينِ العدم
فأنا الظاهر لا أنتَ بما
أنتَ في نفسكَ من حمدٍ وذمْ
لا تبالي إنكم في عدم
وأنا الكلُّ حدوثاً وقدمْ
ما لكم في عين كوني أثرٌ
لا ولا عين وحكم وقدم
إن أسمائي بكم قد حكمت
في وجودي فلنا كيفَ وكمْ[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
رقم القصيدة : 11793
-----------------------------------
علمي بالرحمنِ لا يثبتُ
لوصفه بالغضبِ القاصمْ
في حق من أهله للشقا
وسخطه الدائمُ واللازمْ
إذا أتى الأمر بإنفاذه
فما له في الأمر من عاصم
لوْ لمْ يكنْ يغضبُ قلنا لهُ
بذا أتت ترجمة الحاكم
من يتجلى حكمه في الورى
بصورة ِ المظلوم والظالم
عنهُ فلا يأمنُ منْ مكرهِ
غير ظلوم نفسه غاشم
وعينه كونها فانظروا
فإنهُ القاسمُ في القاسمِ
كيفَ لنا بالأمنِ من مكر منْ
صيرني في حلقة ِ الخاتمْ
من يعرف الأمر بفرقانه
منْ عرضهِ يوصفُ بالعالمْ
لوْ لمْ يكلف عبدهُ شرعهُ
لم يتصف بالأحد الراحم
ما حير العالم إلا الذي
قدْ ضربَ العالمَ بالعالمْ
إذا درى الشخصُ بعلمِ الذي
حيرّه لم يك بالقادم
إلا إذا أبصر معلومه
أزالَ عنهُ حيرة َ الهائمْ
ويحذر الأمر ويخشى الذي
يقودهُ للوصفِ بالنادمْ
لو أنه يعرف أحواله
لم يتصف للدينِ بالعازم
وكان ذا رأي وذا فطنة ٍ
فعل اللبيب الحذر الحازم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما والدي إلا الذي يحكم
ما والدي إلا الذي يحكم
رقم القصيدة : 11794
-----------------------------------
ما والدي إلا الذي يحكم
وليس أمي غير من تعلم
أصدقُها الأسماء من جودِهِ
وهوَ الصداقُ الأشهرُ المعلمْ
كوننا منْ نفسٍ أنزهُ
بجودِه رحماننا الأكرم
فمن هنا كان لنا حكمة
بالصورة المثلى التي تعلم
جاد بها جوداً على كوننا
الهنا المفضل المنعمُ
صيرهُ خاتم أرسالهِ
حمداً على الخيرِ لمنْ يفهمْ
ولم يكن في الصبر تحميده
متقيداً باسمٍ لمنْ يعلمْ
تأسيا بالوالد المرتضى
فهو الذي ناداكَ يا مسلمْ
لو أنه ناداك يا مجرم
ما كنت من خذلانه تعصم
به وقاك الشرّ فاشكر له
فالشمسُ والأزمم والأنجم
فكشرهُ عندَ إلهِ السما
شكرٌ بهِ ظهرُ العدى يقصمْ
لأنه عرَّفها قدرها
إذ جابها عابدها المحرمْ
إن عرى غير الهدى تُفصم
وعروة ُ الإسلامِ لا تفصمْ
لأنها مذ كوَّنت عروة
وغيرها يجمعُ إذْ ينظمْ
فتقبل التحليل من ذاتها
رداً إلى الصلِ ولوْ يحكمْ
يعرف قدر النور ذو فطنة
إذا أتاه ليله المظلم[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
رقم القصيدة : 11795
-----------------------------------
شذَّ الذينَ تفردوا عنهمْ بمنْ
قد قال فيهم إنه هو عينهم
أفناهمُ عنهم به في نعتهم
فبدا لهمْ لمَّا دعاهمْ كونهمْ
فتحققوا إن الأمورَ خلاّبة ٌ
لمّا تقطعَ إذْ دعاهمْ بينهمْ
وأتاهمُ عندَ الصلاة ِ بقولهمْ
إياكَ نعبدُ بالعبادة ِ عونهمْ
فتنبهوا وتثبتوا وتحققوا
إنَّ المرادَ من العبادة ِ بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة
قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم
في صدقهمْ عندَ التلاوة ِ بينهمْ
إنَّ الذين رأُوه منه عناية
يهمْ تحققَ بالعناية ِ صونهمْ
قد حكموه على نفوسهمُ عسى
يقضي بهِ يومَ التقاضي دينهمْ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
رقم القصيدة : 11796
-----------------------------------
قلبي بذكركَ مسرورٌ ومحزونُ
لمَّا تملكهُ لمحٌ وتلوينُ
فلوْ رقتْ في سماءِ الكشفِ همتهُ
لما تملكهُ وجدٌ وتكوينُ
لكنه حادَ عن قصدِ السبيلِ فلمْ
يظفَرْ به فهو بين الخلْقِ مِسكين
حتى دعته من الأشواق داعية ٌ
همتْ لها نحوَ قلبي سحبهُ الجونُ
وأبرقتْ في نواحي الجوِّ بارقة ٌ
أضحى بها وهو مغبوطٌ ومفتون
والسحبُ سارية ٌ والريح ذارية
والبرقُ مختطفٌ والماءُ مسنونُ
وأخرجتُ كلَّ ما تحويهِ من حبسٍ
أرضُ الجسومِ وفاح الهندُ والصين
فما ترى فوق أرضِ الجسمِ مرقبة
إلا وفيها من النُّوّارِ تزيين
وكلما لاح في الأجسام من بدعٍ
وفي السرائر معلومٌ وموزونُ
والقلبُ يلتذُّ في تقليبِ مشهدهِ
بكلِّ وجهٍ من التزيينِ ضنينُ
والجسمُ فلكٌ ببحرِ الجودِ يزعجهُ
ريحٌ من الغربِ بالأسرارِ مشحونُ
وراكبُ الفلكِ ما دامتْ تسيرهُ
ريحُ الشريعة محفوظٌ وممنون
ألقى الرئيسُ إلى التوحيدِ مقدمهُ
وفيهِ للملإ العلوي تأمينُ
فلو تراه وريحُ الشوقِ تزعجُه
يجري وما فيه تحريكٌ وتسكينُ
إن العناصر في الإنسانِ مُودَعة
نارٌ ونورٌ وطينٌ فيه مَسْنونُ
فأودعِ الوصلَ ما بيني على كثبٍ
وبينَ ربي مفروضٌ ومسنونُ
فالسرُّ باللهِ منْ خلقي ومنْ خلقي
إذا تحققتَ موصولٌ وممنونُ
يقولُ إني قلبُ الحقِّ فاعتبروا
فإنّ قلبَ كتابِ اللهِ ياسينُ
من بعدِ ما قد أتى من قبل نفحته
عليّ من دهره في نشأتي حين
لا يعرفُ الملكُ المعصومُ ما سببي
ولا اللعين الذي ينكيه تنيّن
لما تسترت عن صَلصال مملكتي
أخفانِ عن علمه في عينه الطين
فكانَ بحجبهُ عني وعنْ صفتي
غيمُ العمى وأنا في الغيب مخزونُ
فعندما قمتُ فيهِ صارَ مفتخراً
يمشي الهوينا وفي أعطافه لِينُ
لما سرى القلبُ للأعلى وجاز على
عدْنٍ وغازلنه حُوْرٌ بها عِينُ
غضِّ الجفونَ ولم يثنِ العنان لها
لما مضى عن هواه القرضُ والدَّينُ
فعندما قامَ فوقَ العرشِ بايعهُ
اللوحُ والقلمُ والعلاَّمُ والنُّونُ
فلو تراه وقد أخفى حقيقتَه
له فويقَ استواءٍ الحقّ تمكينُ
فإن تجلى على كونٍ بحكمته
لهُ علا ظهرَ ذاكَ الكونِ تعيينُ
فلا يزالُ لمرحِ الملقياتِ بهِ
يقولُ للكائناتِ في الورى كونوا
فكلُّ قلبٍ سها عن سرِّ حكمته
في كلِّ كونٍ فذاكَ القلبُ مغبونُ
فاعلمْ بأنكَ لا تدري الإلهَ إذا
مالمْ يكنْ فيكَ يرموكَ وصفينُ
فاعرف إلهك من قبل الممات فإن
تمت فأنت على التقليد مسجونُ
وإن تجليت في شرقي مشهده
علماً تنزه فيكَ العالُ والدونُ
ولاح في كلِّ ما يخفى ويظهره
منَ التكاليفِ تقبيحٌ وتحسينُ
فافهم فديتُكَ سرَّ الله فيك ولا
تظهرْه فهو عن الأغيار مكنونُ
وغر عليه وصُنه ما حييتَ به
فالسرُّ ميتٌ بقلبِ الحرِّ مدفونُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
رقم القصيدة : 11797
-----------------------------------
وبالجبلِ الأمينِ يمينُ ربي
قدْ أودعهُ بهِ الروحُ الأمين
إلى أن جاء إبراهيم يبني
مكان البيتِ ناداه الأمين
لديَّ وديعة ٌ حبستْ زماناً
مطهرة ٌ يقالُ لها اليمينُ
فخذها يا خليلَ اللهِ تربحْ
فهذا الشوقُ والثمنُ الثمينُ
وكبر واستلمْ واسجدْ وقبل
ليشرقَ عنْ سجدتكَ الجبينُ
وقلْ هذي اليمينُ يمينُ ربي
وإني الواله الدَّنِف الحزينُ
ينادي من طباقِ القرب عبدي
أتاك الجدُّ والعزُّ المكين
ولبتك المشاعرُ والمساعي
وقال بفضلِك البلد الأمين
ألا يا أيها الحجرُ المعلَّى
تغيَّرَ وجهُكَ الغضُّ المصونُ
سوادُك من سويدا كلِّ قلبٍ
ويبسك من قساوتِها يكون
يهون عليَّ فيك سوادُ عيني
إذا بخلتْ بأسودِها العيونُ[/font]

[font=&quot]
[/font]

[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حروفُ أوائلِ السورِ
حروفُ أوائلِ السورِ
رقم القصيدة : 11798
-----------------------------------
حروفُ أوائلِ السورِ
يبينها تباينها
إنَ اخفاها تماثلها
لتبديها مساكنها
فمفردها مثناها
إذا ما جاءَ ساكنها
يثلثها لتربيعٍ
إلهيّ مساكنها
ويحفظها لخمستها الـ
ـذي منها يعاينها
فيا عجباً لقد أبدت
مازلنا أماكنها
وبالإيمان يحجبها
عنْ إدراكي مصاونُها
لها شطرٌ من الفلكِ الـ
ـذي تبدي ضنائنها
تولدها إذا نكحتْ
بلا مَهرٍ كنائنُها
فلوْ زداتْ على خمسٍ
فمن عندي بنائنها
لقد أعيت خبير القو
مِ إعجازاً معانيها
وأينَ بيانُ معربها
وعجمتها تراطُنُها
لقد بانت لأعيان
تحققها مواطنها
صفتْ فينا مشاربها
وعزَّ عليكَ آسنها
وما منعت من الزلفى
إلى ربي معاطنها
تحلُّ بنا ملائكة
إذا فرتْ شياطنها
حروفٌ كلها علمٌ
أتتك بها محاسنها
ولا يدريه إلا مَنْ
يكونُ بهِ يحاسنها
وما أبدتْ سوى شطرٍ
وما أخفت ضنائنها
فما أخفاهُ مضمرها
لقدْ أبداهُ كائنها[/font]

 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
رقم القصيدة : 11799
-----------------------------------
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
وعلمي أنه الحقُّ المبينُ
وعلمُ المصطفى الأميِّ منهُ
بهِ قدْ جاءَ في النبإ اليقينُ
يقول به الكليم بطورِ سينا
وذلك عندنا البلدُ الأمينُ
يجولُ بهِ العليمُ بكلِّ شيءٍ
بظاهرِه وباطنه مسكون
لقد أيدت بالتحقيق فيه
وقد أعطتْ معالمه الشؤون
وعلمُ الزيتِ عن نظرٍ صحيحٍ
وفي تينِ الهدى العلمُ المتينُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
رقم القصيدة : 11800
-----------------------------------
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
فيعانُ في حكم النهى ويُعينُ
فالأمرُ ما بيني وبينَ مقسمي
فهو المعين وإنني المعين
الحقُّ حقٌّ فالوجودُ وجودُه
وأنا الأمينُ وما لديّ أمين
دفعُ اليتيمِ مُحرَّمٌ في شرعِنا
والشرعُ جانُبه إليهِ يلينُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
رقم القصيدة : 11801
-----------------------------------
الحقُّ توحيدٌ ولكنهُ
كثرهُ في بصري عينهُ
وعلة التكثير أحكامها
لأعيننا فكوننا كونهُ
لا كون للأعيان في ذاتها
وإنما الكونُ له بينه[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
رقم القصيدة : 11802
-----------------------------------
ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
إلا له في الذي يدريه ميزانُ
يقضي بهِ والذي بالعقلِ حصلهُ
شخص يقال له بالحدِّ إنسان
لهُ الكمالُ كما في الكونِ صورتُهُ
ولي عليهِ منَ التشريعِ برهانُ
فالوزنُ لا بدّ فيه إن وزنتَ له
ما كانَ من عملٍ نقصٌ ورجحانُ
فاعكفْ عليهِ ولا تفرحْ بصورتِهِ
فقدْ تملكهُ جحدٌ ونسيانُ
يبدو إذا قسمَ التكليفُ بينهما
نهيٌ وأمرٌ وإنسانٌ وشيطانُ
فمنْ كمالِ وجودي أنْ يكونَ لنا
من كلِّ نعتٍ نصيبٌ فيه تبيان
على الذي حزته من الكمال فلا
تقلْ بأنَّ وجودَ الجحدِ نقصانُ
لمْ ينقص النقصُ منْ عينِ الوجودِ لما
كان الوجودُ كمالاً وهو خسران
الأمرُ أعظمُ أنْ يحظى بهِ أحدٌ
إلا الذي هوَ علامٌ وديانُ
لما أراد كمالَ الحكمِ منه أتى
في شرعِ جبريلَ إسلام وإيمان
فعمَّ ظاهره الأعلى وباطنه الأ
دنى وتممه بالكافِ إحسان
فثلثُ الأمرِ والتربيعُ نشأتهُ
لذا أتاك به من بعد محسان
فقالَ إنْ لمْ يكنْ كونٌ بهِ نزهٌ
فأثبتْ على النفي ما في الكونِ أعيانُ
هو الوجودُ فما في الكون من عدد
والقولُ بالكثرِ في الأكوانِ بهتانُ
فانظر إلى حكمة ٍ عرّا أتيتَ بها
بيضاء مثلي فقال: الناسُ عميان
يا ليتَ شعري فما في الكونِ من بصرٍ
يراه ناظره المدعوُّ إنسان
إنْ تتقِ الله كان النور يعضدكم
يتلوهُ فيكمْ هديٌ منهُ وفرقانُ
ما حكمة ُ اللهِ في الأشياءِ بادية ٌ
إلا لمن هو في التحقيقِ إنسان
فليس كونك إنساناً بصورتِك الد
نيا إذا لم تكن بالحق تزدان[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
رقم القصيدة : 11803
-----------------------------------
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
شانٌ وصورتهم من لا له شانُ
فإنْ نظرتِ إليهم في تصرفهمْ
تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا
يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ
الماضُ وآلاتُ بالتصريفِ والآنُ
سُبحانَ من خصَّهم منه بصورته
همُ المقيمونَ في الوقتِ الذي بانوا
مسافرونَ ولمْ تفقدْ ذواتهمُ
من المجالس والأعيان أعيان
أجسامهم هي أجسادٌ ممثلة ٌ
للناظرين وهم في العين إنسان
بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي
منْ روية ِ اللهِ عرفانٌ ونكرانُ
أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته
الأمرُ سوقٌ فأرباحٌ وخسرانُ
وهم ذوو بصر لما يرون وهم
عند الأكابر منا فيه عميانُ
لا يهتدونَ لما تعطى نواظرهمْ
وما لهمْ في الذي يرونَ برهانُ
وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا
به فذلك عند القومِ عرفان
هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته
منهمْ ومنْ غيرهم في الصدرِ عنوانُ
ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنهِ
لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزانُ
لكنهُ عندَهُ لا عندهُمْ ولذا
يخيب في نظر الإنصاف أوزان
وما يخيب ولكن هكذا اعتبرت
بما يفصلهُ حقٌّ وبهتانُ
لذاك أوجدهم طبعا وكلفهم
شرعاً فوزنهمُ نقصٌ ورُجحان
ووزنُ ربكَ عدلٌ جلَّ عنْ غرضٍ
يقيم ميزانَه بَرٌّ ومحسانُ
مع العليمِ بما تحويه جنته
دونَ اشتراكٍ ومنْ تحويهِ نيرانُ
بالاشتراكِ ومنْ يخلصْ لمقعدهِ
في النارِ ليسَ لهُ في الحشرِ ميزانُ
بذا أتى خبرُ الأرسالِ قاطبة ً
وقدْ أتى بالذي ذكرتُ قرآنُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
رقم القصيدة : 11804
-----------------------------------
عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ
يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده
فما يدري ما تحوي عليهِ المصاونُ
وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته
وبيني وبينَ الحقِّ فيهِ تباينُ
فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه
ويدري الذي قدْ قلتهُ منء يعاينُ
فما ثمَّ إلا الكشفُ ما ثمَّ غيرهُ
وما بعدَ علمِ العينِ علمٌ يوازنُ
إذا كان مخدومي الذي قد تركته
بسطامَ خلفي قلْ لمنْ أنا سادنُ
إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي
وبدئي فما في العالمينَ تغابنُ
أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي
تقول لنا بالحال أنت المفاتن
فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني
أسايفُ أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ
وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته
ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ
فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فما الأمرُ إلا كائنٌ وهوَ بائنُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ ما يحويه ميزان
كلُّ ما يحويه ميزان
رقم القصيدة : 11805
-----------------------------------
كلُّ ما يحويه ميزان
فيه نقصانٌ ورجحانُ
ودليلي قولهُ ثقلتْ
ثمَّ خفتْ وهوَ برهانُ
والذي من أجله وضعت
فاعتدالاتٌ وأوزانُ
وإذا أعمالهُ عرضتْ
بانَ أرباحٌ وخسرانُ
منْ يزنْ أعمالهُ ها هنا
ما له في الحشر ميزان
يرجحُ الوزنُ الخفيفُ إذا
حلَّ بالميزانِ كيوانُ[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
رقم القصيدة : 11806
-----------------------------------
نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
حدنا جدٌّ وجدٌّ هزلنا
أشهد الأسرار من أحبابه
من يشاء ولها أشهدنا
فمتى أدرككمْ فينا عمى ً
سائلوا عنا الذي يعرفنا
ذاكُم الله عظيمٌ جدَّه
يمنحُ الأسرارَ منْ شاءَ بنا
ما أماكُنا رجالاً هتفتْ
بهم الوُرقُ بدوحاتِ منهى
فرمينا جمرة َ الكونِ بها
فَرمَيْنا بمريشات الفنا
وازْدَلفنا زُلفة َ الجمع فهل
أسمع القوم مناجاة المنى
يا عبادي هل رأيتم ما أرى
يا عبادي هل بنا أنتم أنا
خرسَ القومُ وقالوا : ربنا
أنت مولانا ونحن القرنا
يا عباد الله سمعاً إنني
روحُ مولاكمْ أمينُ الأمنا
أنا ماحي الكونِ من أسراركمْ
أنا سرٌّ الكنز ما الكنز أنا
أنا جبريلُ هذي حكمتي
فاقرأوها تكشفوا ما كَمنا
جئتُ بالتوحيدِ كي أرشدكم
فاقتنوا أنفسكم منْ أجلنا
وخذوا عني فيكم عجباً
تجدوا السرَّ لديه علنا
ميزوا الأحوالَ في أنفسكمْ
لا تكونوا كدعيٍّ فتنا
إنَّ صحوَ العبد سكرانٌ بدا
عالم الأمرِ له فافتتنا
كما أنّ المحوَ دعوى إنْ بدتْ
في محياه علامات الوَنَا
قل إلى المثبتِ في أحوالهِ
طبتَ بالحق فكنتَ المأمنا
ليست الهيبة خوفاً إنها
أدبٌ يعربهُ العذبُ الجنى
حالها الإطرافُ منْ غير بكا
ووجودُ الجهدِ من غير عِنا
وحليفُ الأنسِ طلقٌ وجههُ
إنْ تدلَّى لحبيب وَدَنا
يرشد الخَلْقَ ويبدي رسْمَه
شاكراً واستمعوا إنْ أذنا
صاحبُ القبضِ غريبٌ مفردٌ
إن رأى بسطاً عليه حزنا
وخليلُ البسطِ يخفي غيرة ً
ضرّ باديه ويبدي المننا
لا تراه الدّهرَ إلا ضاحكاً
تبصر الحسْنَ به قد قرنا
صاحبُ الهمة ِ في إسرائهِ
سائر قد ذبَّ عنه الوَسَنا
صاحبُ التوحيدِ أعمى ً أخرسٌ
لا أنا قالَ ولا أيضاً أنا
يا عبيد النفسِ ما هذا العمى
لم تزالوا تعبدون الوثنا
سقتمُ الظاهرَ من أحوالكمُ
ما لنا منكمْ سوى ما بطنا
فاقتنوا للعلمِ من أعمالكم
علمَ فتحٍ واشربوه لبنا
واخرجوا بالموتِ عن أنفسكم
تبصروا الحقَّ بكمْ مقترنا
وانظروا ما لاحَ في غيركم
تجدوه فيكم قد ضمنا[/font]
 
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إن قلبي إلى الذي آب عنه
إن قلبي إلى الذي آب عنه
رقم القصيدة : 11807
-----------------------------------
إن قلبي إلى الذي آب عنه
فهوَ فردٌ وما سواهُ مثنى
كلُّ قلبٍ يراكَ يا منْ تعالى
فحقيق عليه أن يتجنَّى
فإذا ما ونا إليك تعزى
وإذا ما دنوتَ منهُ تهنى[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
رقم القصيدة : 11808
-----------------------------------
عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
فأوسعَ أهلَ الأرضِ روحاً وريحاناً
فقامَ لهُ الإيمانُ بالغيبِ ناصحاً
فأرسلَ دَمعَ العينِ للغيب طُوفانا
فعارضه علمُ الحقائقِ مُفصحاً
بصورة ِ من سوَّاه أصبحَ رحمانا
وأنزلهُ في الأرضِ وجهاً خليفة ً
على الملأ الأعلى وسمَّاه إنسانا
فلمْ يكُ هذا منهُ دعوى ً أتى بها
ولكنه بالحال كوَّن محانا
وشرفه بالشحِّ إذْ كانَ مانعاً
فكانَ النقصانُ فضلاً وإحسانا
فلوْ لمْ يكنْ في الكونِ نقصٌ محققٌ
لكانَ أخيّ النقصِ يخسر ميزانا
ولم يك مخلوقاً على الصورة التي
أقام بها عند التنازع برهانا
فمنْ كانَ بالنقصانِ أصلُ كمالهِ
فلا بدَّ أنْ يعطيكَ ربحاً وخسرانا
إذا كان بالنقصانِ عينُ كماله
فأصبحَ كالميزان بالحمدِ ملآنا
فإن عموم الحمدِ ليس كبيرة
من أذكارهِ في كلِّ شيءٍ وإنْ هانا
فما هانَ في الأذكارِ إلا لعزة ٍ
يميلُ بها عنهمْ مكاناً وإمكانا
وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ فاستمعْ
وما ثَمَّ قولٌ بعدَ آخرِ دَعوانا
إذا جاءتِ الأذكارُ للعدلِ تبتغي
مفاضلة ً يأتينَ رجلاً وركبانا
فيظهرُ فضلُ الحمدِ إذ كنَّ سوقة ً
وكان وجودُ الحمد فيهنَّ سُلطانا
تأملْ فإني أعلمُ الخلقِ بالذي
أتيتُ بهِ علماً صحيحاً وإيمانا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
رقم القصيدة : 11809
-----------------------------------
وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
عنِ الذاتِ والتكوينِ لي فأعقلِ الشانا
وهذا الذي قدْ قلتهُ لمْ يقلْ بهِ
سوانا فحققْ منْ يكونُ إذا كانا
توحدتُ سرّاً وهو أمر يخصُّني
وإني كثيرٌ بالتأملِ إعلانا
فمنْ يرني مني يرى العينَ واحداً
ومنْ يرني منهُ يرى العينَ أعيانا
وذلكَ من صدعٍ يكونَ بعينهِ
يقيم به وزني فيخسر ميزانا
وإنْ لنا في كلِّ حالٍ ومشهدٍ
دليلاً على علمي بنفسي وبرهانا
وعلمي بنفسي عين علمي بربِّها
يحققهُ كشفاً جلياً وإيمانا
ألستَ تراني في مجالسِ علمنا
أفتقُ أسماعاً أبصرُ عميانا
وأهدي إلى النهجِ القويمِ بوحيه
قليبَ عبيدٍ لمْ يزلْ فيهِ حيرانا
إذا نحنُ نادينا نفوساً بهِ أتتْ
من الملإ العلويِّ رجلاً وفرسانا
يلبي منادي الحقِّ منْ كلِّ جانبٍ
فيكتبن أنصاراً ويثبتن أعوانا
لقدْ عللَ الصديقُ إخفاءَ صوتهِ
بما كان يتلوه من الليلِ قرآنا
وعلله الفاروقُ إذ كان معلنا
ليطردَ شيطاناً ويوقظَ وَسْنانا
وكلُّ رأي خيراً ولم يك خارجاً
عنِ الحكمِ بالميزانِ نقصاً ورجحانا
فجاء إمامُ الخيرِ بالحكمِ فيهما
وقد صاغه الرحمنُ رُوحاً ورَيحانا
فقالَ لهُ ارفعْ ثمَّ للآخرِ اتضعْ
يظهر حكمُ العدلِ عَيناً وسُلطانا
فكم بين من فيه ومنه ومن أتى
بهذا وذا إذ كان بالكلِّ رَحمانا
ألم ترني أدعى على كل حالة
أكونُ عليها بالتقلبِ إنسانا
وسواهُ شخصاً قابلاً كلَّ صورة ٍ
فعدَّلَ أجزاءَ ورتبَ أركانا
وأظهره جسماً سوياً معدَّلاً
بتربيعِ أخلاطٍ وسماهُ جثمانا
وأودعَ فيهِ النفخَ روحاً مقدساً
ليعصم أرواحاً ويقصمَ شيطانا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
رقم القصيدة : 11810
-----------------------------------
النظمُ أولى بهِ إنْ كنتَ تعرفهُ
والنثرُ أولى بنا إنْ كنتَ تعرفنا
فالوجه أولى بنا إن كنت تشهده
ونحن أولى به إن كنت تشهدنا
فما يعز عليه فهو بي وله
وما يعز علينا قدْ يخصُّ بنا
فما لنا منهُ إلا ما يكونُ لنا
مجلى ً فننظرهُ وليسَ تنظرنا
ما إنْ ذكرتكَ في سرٍّ وفي علنٍ
إلا رأيتُ الذي ما زال يذكرنا
ولست أفرح بالذكرى على سخط
لكن على كثب إن كنت تعلمنا
واللهُ يذكرُ قوماً لا خلاقَ لهمْ
بقوله: اخسأوا فيها ويشهدنا
مقامهمْ وهمْ عنْ عينهم حجبوا
به وعنهم بما هم فيه يحجبنا
لو عاينَ القلبُ منهمُ ما أعاينه
لعاينوهُ بلا شكٍّ يعايننا[/font]
[font=&quot]العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
رقم القصيدة : 11811
-----------------------------------
الجودُ أولى بهِ والفقرُ أولى بنا
فكنْ بهِ لا تكنْ إلا لهُ ولنا
ما في الوجودِ سوى فقرٍ وليسَ لهُ
ضدٌّ يسمونهُ في الاصطلاحِ غنى
أينَ الغنى وأنا بالذاتِ أقبلُ ما
يريد تكوينه والكونُ مني أنا
فالكونُ مني ومنهُ فاعتبرْ عجباً
هذا الذي قلتهُ قدْ كانَ قبلُ بنا
أنا بهِ كالذي ضربتهُ مثلاً
وإنهُ بوجودِ المعتقينَ بنا
قد ارتبطنا لأمر لا انفكاكَ لنا
منه وما منه من نشأتيّ عنا
مثل النتيجة كان الكونُ عن عدمٍ
ولم يكن عن وجودِ تحمل الأمنا
عينُ النكاحِ بدا بالكشفِ يشهدُهُ
بصورتيه ولكنَّ الإله كنى
قد أشرقتْ أرضنا بنور بارئها
كالنفس منه إذا سوّى لها البدنا
والنفسُ في الكونِ عنْ جسمٍ وعنْ نفسٍ
جاد الإله به لذاك عللنا
فلمْ أزلْ لوجودِ الجودِ أطلبهُ
فعلة ُ الفقرِ فينا علة ُ الزمنا
لوْ لمْ يكنْ لمْ أكنْ لوْ لمْ أرَ لمْ يرَ
فالكونُ مني بهِ والعلمُ منهُ بنا
لولا النبيّ صحيحٌ ما أتاك به
نصٌّ جليٌّ حكاهُ في القرآنِ لنا
في سورة ِ الأنبياءِ الزهرِ في زمرٍ
أتى بحرفِ امتناعٍ واضحاً علنا
هذا الدليلُ على إمكانه ولذا
لو شاء كان اصطفاءٌ منه عنه لنا
ولوْ يكونُ لصلبٍ كانَ عن جسدٍ
في ناظرِ العينِ لمْ يدركْ بهِ غبنا
لقدْ تجلى لقومٍ في منامهمُ
فعاينوهُ شهوداً منظراً حسنا
مثل المعاني التي التجميل جسدها
كالعلم يشربه في نومه لبنا[/font]
 
الوسوم
الشعر العربي العصور جميع دواوين
عودة
أعلى