فوائد التأمل في أسماء الله الحسنى

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
أولا ً: إن أشرف غايات المسلم، ومنتهى طلبه أن يفوز برضوان الله تعالى وجنته وأن يتنعم بالنظر إلى وجه الله ذي الجلال والإكرام في الدار الآخرة
ولكن هذه الغاية لن تتحقق إلا بتوفيق الله – عز وجل- لعبده للإيمان به وحده، وطاعته، واجتناب معاصيه.
وهذا الإيمان والعمل الصالح لن يتحقق للعبد القيام بهما إلا بالعلم؛ لأن العلم قبل القول والعمل،وهو أساس العمل والخشية والبعد عن سخط الله تعالى.



ثانيا : العلم بأسماء اللهعز وجل - وصفاته هو أصل العلوم وأساس الإيمان، وأول الواجبات، فإذا علم الناس ربهم عبدوه.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( إن العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم ) ، ( وإحصاء الأسماء الحسنى أصل لإحصاء كل معلوم )


ويقول قوام السنة الأصفهاني رحمه الله تعالى: «قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه : معرفته. فإذا عرفه الناس عبدوه. قال الله تعالى: فاعلم أنه لاإله إلا الله [محمد:19] فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته. فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها



ثالثًا :
في معرفة الله – عز وجل - بأسمائه وصفاته زيادة في الإيمان واليقين وتحقيق للتوحيد، وتذوق لطعم العبودية.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «إن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية،وتوحيد الأسماء والصفات. وهذه الأنواع هي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته،فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه»


ويقول أيضًا: «وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه،وكلما نقص نقص. وأقرب طريق إلى ذلك: تدبر صفاته وأسمائه من القرآن»


ويقول الإمام ابن القيـم رحمه الله تعالى: «فإن الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته وجمع قلبه على محبته، شرح صدره لقبول صفاته العلا، وتلقيها من مشكاةالوحي، فإذا ورد عليه شيء منها قابله بالقبول، وتلقَّاه بالرضا والتسليم، وأذعن له بالانقياد، فاستنار به قلبه، واتسع له صدره، وامتلأ به سرورًا ومحبة، فعلم أنه تعريف من تعريفات الله تعالى تَعرَّف به إليه على لسان رسوله، فأنزل تلك الصفة منقلبه منزلة الغذاء أعظم ما كان إليه فاقة، ومنزلة الشفاء أشد ما كان إليه حاجة،فاشتد بها فرحه، وعظم بها غناؤه، وقويت بها معرفته، واطمأنت إليها نفسه، وسكن إليها قلبه»



فوائد التأمل في أسماء الله الحسنى




رابعاً:
التــلازم الوثيــق بين صفــات الله تعالى وما تقتضيــه من العبادات الظاهرة والباطنة
وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: « فعلم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء، والمنع، والخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة يثمر له: عبودية التوكل عليه باطنًا، ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا. وعلمه بسمعه تعالىوبصره، وعلمه أنه لا يخفى عليه مثقال ذرة وأنه يعلم السر، ويعلم خائنة الأعين وماتُخفي الصدور يثمر له: حفظ لسانه وجوارحه، وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك: الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح. ومعرفته بغناه وجوده، وكرمه وبره وإحسانه، ورحمته توجب له سعة الرجاء. وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزته تثمر له: الخضوع والاستكانة ، والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها.. فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات»



خامسًا:
للتعبد بأسماء الله تعالى وصفاته آثار طيبة في سلامة القلوب، وسلامة الأخلاق والسلوك، كما أن في تعطيلها بابًا إلى أمراض القلوب ومساوئ الأخلاق .



سادساً:
في معرفة أسماءالله وصفاته، والتعبد له سبحانه بها ثمرات طيبة في الموقف من المصائب والمكروهات والشدائد. فإذا علم العبد أن ربه عليم حكيم عدل لا يظلم أحدًا رضي وصبر، وعلم أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لايبلغها علمه؛ لكنها هي مقتضى علم الله تعالى وحكمته فيطمئن ويسكن إلى ربه، ويفوض أمره إليه.



فوائد التأمل في أسماء الله الحسنى




سابعاً:
فهم معاني أسماء الله – عز وجل- وصفاته طريق إلى محبة الله،وتعظيمه ورجائه والخوف منه، وفي ذلك يقول العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى: «فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء، والمهابة،والمحبة والتوكل وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات»



ثامناً:
العلم بأسماء اللهعز وجل - وصفاته يزرع في القلب الأدب مع الله تعالى والحياء منه.
يقول ابن القيمرحمه الله تعالى: «إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا. ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفتهبأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق- علمًا وعملاً وحالاً- والله المستعان.



تاسعا:
المعرفة بالله تعالى وأسمائه وصفاته تبصر العبد بنقائص نفسه وعيوبها وآفاتها فيتجهد في إصلاحها.


وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
« أركان الكفر أربعة:
الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة...
ومنشأ هذه الأربعة من جهله بربه وجهله بنفسه،فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال، ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر،ولم يغضب لها، ولم يحسد أحدًا على ما آتاه الله.



فوائد التأمل في أسماء الله الحسنى
 
بارك الله فيكي ايفوو
ووفقك الله لما يحب ويرضى
وجعله في ميزان حسناتك باذت الله
 
الوسوم
أسماء التأمل الحسنى الله فوائد
عودة
أعلى