موسوعة شعراء فلسطين

رنون

من الاعضاء المؤسسين

موسوعة شعراء فلسطين

يقول نزار قباني :
محمودَ الدرويش .. سلاما
توفيقَ الزيّاد .. سلاما
يا فدوى طوقان .. سلاما
يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما ..
نتعلّمُ منكم ، كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما ..
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
ما زالَ دراويشُ الكلمهْ
في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما ..
يحسونَ الشايَ الأخضرَ .. يجترّونَ الأحلاما ..
لو أنَّ الشعراءَ لدينا ..
يقفونَ أمامَ قصائدكمْ ..
لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما ..

بهذه الكلمات الرقيقة أحببت أن أبدأ الموسوعة لنستشعر قيمة شعرائنا ....... شعراء فلسطين

****************
موسوعة شعراء فلسطين
 
( 1 )
الشاعر الراحل

راشد حسين



ولد في قرية مصمص في المثلث الشمالي سنة 1936 وتلقى تعليمه في حيفا والناصرة وأم الفحم ، قد بدأ يقرض الشعر في سن مبكرة وأصدر ديوانه الأول وهو في العشرين من عمره .

وانضم لنشطاء "حركة الأرض" محرراً لنشرتها السياسية ومن ناشطي الحركة الشيوعية في الداخل ، وقد تعرض للملاحقة والاضطهاد من قبل السلطات الإسرائيلية ، وفصل من عمله كمدرس بعد عام واحد فقط من تعيينه.

كما عمل محرراً لمجلات "الفجر" والمرصاد" و"المصوّر" قبل أن يغادر البلاد لأميركا عام 1966.

وعرف راشد كمؤسس لشعر المقاومة الفلسطيني الملتزم في الداخل ، وأصبح أحد رموزه لدى الجماهير التي حفظت قصائده وتغنت بها .

وكان الآلاف من أبناء شعبه من جهتي الخط الأخضر قد شاركوا في تشييع جثمانه في مسقط رأسه مصمص ، التي رفعت على مدخلها لافتات مهيبة تقول " الوطن يرحب بابنه العائد " و"راشد يرحب بضيوفه الكرام".

من اعماله :

من ديوان " قصائد فلسطينية " .

رسالة من المدينة

وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة
وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ
تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي
على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ
وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ
وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ
وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً
تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ
وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ
تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ
وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي
وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ
وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي
كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ
* * *
وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة
كهبـة ريح على باب غرفـة
وأن الشبـاب بغير غـرام
كدارٍ من الماس من غير شرفة
فليتك تدرين معنـى الربيع
يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه
ومعنـى أصابـع رمانـةٍ
ترفُّ على البرعم الطفل رفـة
ومعنـى السحاب يريق دماه
فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه
لأدركتِ معنى وقوفي الطويل
على باب دارك أول وقفـة
* * *
وخلفتُ ريفي الذي تكرهين
لأغرق نفسي بليل المدينـة
هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ
على صدرِها طينةً فوق طينةْ
وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها
كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ
تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ
فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ
وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ
تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ
قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ :
هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ
فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً
فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ
هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ
على كلماتِي .. على قِصَّتِـي
هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ
توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ
وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ
رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ
لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا
رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي
سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ
سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي
أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ
فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ
أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين
فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي
* * * * *
2-3-1959
- من ديوانه " قصائد فلسطينية " .
- ديوان راشد حسين - دار العودة – بيروت (1987) .

********************
موسوعة شعراء فلسطين
 
( 1)
الشاعر الراحل

محمود درويش


محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب . يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه .
في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى .

موسوعة شعراء فلسطين


بداية حياته :

محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة ، استقر بعدها في قريتة الجديدة شمال غرب قريته الام البروة .

تعليمه :

أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف .
حياته :

انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق اوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها :

جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره :

يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية ، ومر شعره بعدة مراحل منها :

بعض مؤلفاته :

عصافير بلا اجنحة (شعر) - 1960.
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
ذاكرة للنسيان
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
كزهر اللوز أو أبعد
في حضرة الغياب (نص) - 2006
لماذا تركت الحصان وحيدا

مختارات من قصائد الشاعر :

الآن في المنفى

الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك
فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
يضحك كالغبي
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ

---------------------------------------

كمقهى صغير هو الحبّ

كمقهى صغير على شارع الغرباء -
هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،
وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...
أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس
[ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف
أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس
في انتظاركِ؟ ]
مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي
نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل
قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن.
تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين.
أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت
أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً
آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،
وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك.
[ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟
وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين
تَمُر أمامي]

------------------------------------------------------

لا أعرف الشخص الغريب

لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
[ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولم
أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [ لا برق
يلمع في اسمه ] والسائرون وراءه
عشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]
وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون ...
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ
من بينها: خطأ كبير في القصيدة

*********************
موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعر

سميح القاسم

موسوعة شعراء فلسطين

يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين ، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام
1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس ، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي .

سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.

• شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين ، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي .

• كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات ، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مؤلفاته :

1_ أعماله الشعرية:

مواكب الشمس
أغاني الدروب
دمي على كتفي
دخان البراكين
سقوط الأقنعة
ويكون أن يأتي طائر الرعد .
رحلة السراديب الموحشة
طلب انتساب للحزب /
ديوان سميح القاسم
قرآن الموت والياسمين
الموت الكبير
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
ديوان الحماسة
أحبك كما يشتهي الموت .
الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب
جهات الروح
قرابين .
برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه
لا أستأذن أحداً
سبحة للسجلات
أخذة الأميرة يبوس
الكتب السبعة
أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس
سأخرج من صورتي ذات يوم

2-السربيات:
إرَم
إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل
مراثي سميح القاسم
إلهي إلهي لماذا قتلتني؟
ثالث أكسيد الكربون
الصحراء
خذلتني الصحارى
كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه

3-أعماله المسرحية:
قرقاش
المغتصبة ومسرحيّات أخرى

4- الحكايات:
إلى الجحيم أيها الليلك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مقتطفات من اشعاره :

~ بوابه الدموع ~

أحبابنا.. خلف الحدود
ينتظرون في أسى و لهفة مجيئنا
أذرعهم مفتوحة لضمنا لِشَمِّنا
قلوبُهم مراجل الألم
تدقّ.. في تمزّق أصم
تحارُ في عيونهم.. ترجف في شفاههم
أسئلة عن موطن الجدود
غارقة في أدمع العذاب و الهوان و الندم
***
أحبابنا.. خلف الحدود
ينتظرون حبّةً من قمحهم
كيف حال بيتنا التريك
و كيف وجه الأرض.. هل يعرفنا إذا نعود ؟!
يا ويلنا..
حطامَ شعب لاجئ شريد
يا ويلنا.. من عيشة العبيد
فهل نعود ؟ هل نعود ؟!


~ أشد من الماء حزنا ~

أشدٌ من الماءً حزنا
تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ
أشدٌ من الماءً حزنا
وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ
وحيدا. ومزدحما بالملايين،
خلف شبابيكها الدامسهٍ..
تغرٌبت منك. لتمكث في الأرضً.
أنت ستمكث
(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)
لكن ستمكث أنت،
ولا شيء في الأرضً، لاشيء فيها سواك،
وما ظلٌ من شظف الوقتً،
بعد انحسارً مواسمها البائسهٍ..

~ غرباء ~

و بكينا.. يوم غنّى الآخرون
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون
موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعر الراحل

توفيق زيّاد

موسوعة شعراء فلسطين

توفيق زياد (1929-1994م)
- ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م .
- تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي .
- شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل ، وناضل من أجل حقوق شعبه.
- شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994) ، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .
- رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو .
- ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكم .
أعماله الشعرية :1

1- أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :

- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .

11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .

أعماله الأخرى :
1- عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .
_____________________________________________

إزرعوني

ازرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل

*****************

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعر الراحل

عبد الكريم الكرمي
ولد عبد الكريم الكرمي( ابوسلمى) في طولكرم عام ...1777;...1785;...1776;...1785;م ، وتوزعت مراحل دراسته بين مسقط رأسه وبين السلط في الأردن ودمشق في سورية ، وبعد أن أحرز شهادة البكالوريا السورية عام ...1777;...1785;...1778;...1782; قصد بيت المقدس وعين معلما في المدرسة (العمرية) والمدرسة الرشيدية. انخرط في صفوف النضال الوطني الفلسطيني في فلسطين والمنافي وتولى رئاسة الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
نال درع الثورة الفلسطينية وجائزة لوتس العالمية
توفي في الولايات المتحدة عام ....1777;...1785;...1784;...1776; له الدواوين والكتب التالية:

مؤلفاته:

1- المشرد، شعر 1935.
2- أغنيات بلادي، شعر.
3- الثورة، مسرحية.
4- أغاني الأطفال، شعر.
5- كفاح عرب فلسطين، دراسة.
7- الأعمال الكاملة، بيروت 1978.

توفي عام 1980

من اعماله :

أحببتك أكثر

كُلَّمَا حَارَبْتُ مِنْ أَجْلِكِ أَحْبَبْتُكِ أَكْثَرْ

أَيُّ تُرْبٍ غَيْرَ هَذَا ...1649;لتُّرْبِ مِنْ مِسْكٍ وَعَنْبَرْ

أَيُّ أُفْقٍ غَيْرَ هَذَا ...1649;لأُفْقِ فِي ...1649;لدُّنْيَا مُعَطَّرْ

كُلَّمَا دَافَعْتُ عَنْ أَرْضِكِ عُودُ ...1649;لعُمْرِ يَخْضَرْ

وَجَنَاحِي يَا فِلَسْطِينُ عَلَى ...1649;لقِمَّةِ يُنْشَرْ

يَا فِلَسْطِينِيَّةَ ...1649;لإسْمِ ...1649;لذِي يُوحِي وَيَسْحَرْ

تَشْهَدُ ...1649;لسُّمْرَةُ فِي خَدَّيْكِ أَنَّ ...1649;لحُسْنَ أَسْمَرْ

لَمْ أَزَلْ أَقْرَأُ فِي عَيْنَيْكِ أُنْشُودَةَ عَبْقَرْ

وَعَلَى شَطَّيْهِمَا أَمْوَاجُ عَكَّا تَتَكَسَّـرْ

مِنْ بَقَايَا دَمْعِنَا هَلْ شَجَرُ ...1649;للَيْمُونِ أَزْهَرْ

وَالحَوَاكِيرُ بَكَتْ مِنْ بَعْدِنَا وَ...1649;لرَّوْضُ أَقْفَرْ

وَكُرُومُ ...1649;لعِنَبِ الخَمْرِيِّ شَقَّتْ أَلْفَ مِئْزَرْ

لَمْ تَعُدْ تَعْتَنِقُ ...1649;لسَّفْحَ عَصَافِيرُ ...1649;لصَّنَوْبَرْ

وَنُجُومُ ...1649;للَيْلَ مَا عَادَتْ عَلَى ...1649;لكَرْمِلِ تَسْهَرْ

*************
موسوعة شعراء فلسطين
 
االشاعــرة

فدوى طوقان


حياتها :

ولدت الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان في مدينة نابلس سنة 1917 لعائلة عريقة غنية ومحافظة جداً ، وفيها تلقت تعليمها الابتدائي ولم تكمل مرحلة التعليم التي بدأتها في مدارس المدينة ، فقد أخرجت من المدرسة لأسباب اجتماعية قاسية ، جعلتها تتلقى أول ضربة في حياتها عندما ألقى القدر في طريقها بشاب صغير رماها بوردة فل تعبيراً عن إعجابه بها ، وقد وصفت فدوى تلك الحادثة: "كان هناك من يراقب المتابعة ، فوشى بالأمر لأخي يوسف ، ودخل يوسف علي كزوبعة هائجة (قولي الصدق)... وقلت الصدق لأنجو من اللغة الوحيدة التي كان يخاطب بها الآخرين ، العنف والضرب بقبضتين حديديتين ، وكان يتمتع بقوة بدنية كبيرة لفرط ممارسته رياضة حمل الأثقال.
أصدر حكمَه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي كما هدد بالقتل إذا ما تخطيت عتبة المنزل ، وخرج من الدار لتأديب الغلام .


آثارها الشعرية :

صدرت للشاعرة المجموعات الشعرية التالية تباعاً :
ديوان وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة 1952م.
وجدتها، دار الآداب، بيروت، 1957م .
أعطنا حباً، دار الآداب، بيروت, 1960م .
أمام الباب المغلق، دار الآداب، بيروت ، 1967م .
الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969م .
على قمة الدنيا وحيداً، دار الآداب، بيروت، 1973.
تموز والشيء الآخر، دار الشروق، عمان، 1989م .
اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م .
وقد ترجمت منتخبات من شعرها إلى اللغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والفارسية والعبرية.

آثارها النثرية :

أخي إبراهيم ، المكتبة العصرية ، يافا، 1946م
رحلة صعبة- رحلة جبلية (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م. وترجم إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية.
الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق ، عمان ، (1993) ترجم إلى الفرنسية.

الأوسمة والجوائز:

جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978م .
جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1983.
جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م .
وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو- ايطاليا .
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة - إيطاليا 1992.
جائزة البابطين للإبداع الشعري، الكويت 1994م .
وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م .
جائزة كفافس للشعر، 1996.
جائزة الآداب، منظمة التحرير الفلسطينية، 1997م .

فدوى طوقان في سيرتها الذاتية ، ناديا عودة ، جامعة بون ألمانيا .

سيرة فدوى طوقان وأهميتها في دراسة أشعارها ، رمضان عطا محمد شيخ عمر، جامعة النجاح الوطنية نابلس.
هذا عدا أبحاثٍ ودراساتٍ كثيرةٍ نشرت في الكتب والمجلات والدوريات العربية والأجنبية. وثمة دراسات علمية أخرى صدرت مؤخرا ولم يتسن الاطلاع عليها.

قالوا عن فدوى طوقان :

" فدوى طوقان من أبرز شعراء جيلها ، وما من شك في أن ما أسهمت به في دواوينها يعد جزءاً هاماً من التراث الشعري الحديث ".

من تقرير لجنة تحكيم جائزة البابطين للإبداع الشعري ، 1994م.

- تميزت فدوى طوقان بروح إبداعية واضحة ، وضعت شعرها في مقدمة الشعر النسائي الفلسطيني إن لم يكن في مقدمة الشعر النسائي العربي شاكر النابلسي من مقدمة كتابه " فدوى طوقان تشتبك مع الشعر"
"
- فدوى طوقان شاعرة عربية بديعة الأنغام ، والتصاوير، والموسيقى ، صاحبة موهبة فنية رفيعة بين شعراء وشاعرات الوطن العربي المعاصرين" د. عبد المنعم خفاجي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- كان شعرها صوراً حية لتطور الحياة الشعرية بعد النكبة، ومن يمض في قراءته ، ويتدرج معه من حيث الزمان، يجد صورة وجدانية لحياة المجتمع الفلسطيني وتطورها بفعل تطور الأحداث المشتملة عليه". د. عبد الرحمن ياغي ، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- كانت قضية فلسطين تصبغ جانباً هاماً من شعر فدوى بلون أحمر قان، وكان شعر المقاومة عندها عنصراً أساسياً وملمحاً رئيسياً لا يكتمل وجهها الشعري بدونه". من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- منذ أيام الراحل العظيم طه حسين لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح وأصالة في التعبير وإشراق في العبارة ...الشاعر سميح القاسم .

من أعمالها :

مع مروج

هذي فتاتك يا مروج ، فهل عرفت صدى خطاها
عادت اليك مع الربيع الحلو يا مثوى صباها
عادت اليك ولا رفيق على الدروب سوى رؤاها
كالأمس ، كالغد ، ثرة الأشواق . . مشبوبا هواها
هي يا مروج السفح مثلك ، إنها بنت الجبال
درجت على سفح الخضير ، على المنابع والظلال
روحا تفتح للطبيعة ، للطلاقة ، للجمال !
روحا شفيفاً رققته لطاقة الجو النضير
روحا رهيف الحس ، متقد العواطف والشعور
يهوى الجمال ، يعب لا يروى ، من الفيض الكبير
قد جئت ، ها انا ، فافتحي القلب الرحيب وعانقيني
قد جئت أسند ههنا رأسي الى الصدر الحنون
فهنا بحضنك أستريح ، أغيب ، أغرف في حنيني
وهنا ، هنا في جوُك المسحور ، جو الشاعريَة
كم رحت أستوحي الصفاء رؤى خيالاتي النقيَة
فتضمَني في نعمة الإلهام أجنحة خفيَة
كم رحت أرقب في انجذابي طلعة القمر الرهيف
متوحَداً ، تلقي الغيوم عليه هفهاف السجوفِ
أحلامه الفضية انتشرت على الأفق الشفيف
بيضاً ، كأحلامي ، نقيَاتٍ مجنحة الطيوف
كم رفَ قلبي يا مروج لكوكب الراعي الخفوقِ
سبق النجوم الى الطلوع وراح في الأفق السحيق
يصغي ، كما تصغين أنت معي ، الى الصمت العميق
ونذوب مندمجين ، متحدين بالكون الطليق !
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.

********************
موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعــر

معين بسيسو
ولد معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926 ، أنهى علومه الابتدائيةوالثانوية في كلية غزة عام 1948 .
بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشرفيها أول قصائده عام 1946 ، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، وتخرجعام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة و المسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى .
انخرط في العمل الوطني والديمقراطي مبكرا ، وعمل في الصحافة والتدريس .
وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) .
سجن في المعتقلات المصرية بينفترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 .
أغنى المكتبةالشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية :

أعماله الشعرية :

* المسافر (1952م).
المعركة (دار الفن الحديث، القاهرة، 1952م).
الأردن على الصليب (دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م).
قصائد مصريّة / بالاشتراك (دار الآداب، بيروت، 1960م).
فلسطين في القلب (دار الآداب، بيروت، 1960م).
مارد من السنابل (دار الكاتب العربي ، القاهرة، 1967م).
الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م).
كرّاسة فلسطين (دار العودة، بيروت، 1966م).
قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
* جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
الآن خذي جسدي كيساً من رمل (فلسطين، بيروت، 1976م).
القصيدة / قصيدة طويلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
الأعمال الشعرية الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بيروت، 1979م).
آخر القراصنة من العصافير.
* حينما تُمطر الأحجار.

أعماله المسرحية :

* مأساة جيفارا (دار الهلال، القاهرة، 1969م).
ثورة الزنج (1970م).
شمشون ودليلة (1970م) .
- ثورة الزنج .
- الصخرة .
- العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع .
- محاكمة كتاب كليلة ودمنة .

أعماله النثرية :

* ماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة (القاهرة، 1970م) .
باجس أبو عطوان / قصة (فلسطين الثورة، بيروت، 1974م) .
دفاعاً عن البطل (دار العودة، بيروت، 1975م) .
البلدوزر / مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م) .
دفاتر فلسطينية / مذكرات (بيروت، 1978م) .
كتاب الأرض / رحلات (دار العودة، بيروت، 1979م) .
أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1982م) .
الاتحاد السوفيتي لي (موسكو، 1983م) .
* يوماً خلف متاريس بيروت (بيروت، 1985).
عودة الطائر / قصة .
وطن في القلب / شعر مترجم إلى الروسية - مختارات موسكو .
* يوميات غزة (القاهرة ) .

و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء و الكتاب العرب .
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ، ولغات الجمهوريات السوفيتية أذربيجان ، أوزباكستان و الإيطالية و الإسبانية و اليابانية و الفيتنامية و الفارسية .
----------------------------------------------------------------------------

المعركة

أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
وانظر إلى شفتي أطبقتا على هوج الرياح
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح
واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فانظر تجد علما يرفرف فوق نار المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيقالمعركة

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعــر

أحمد دحبور

ولد أحمد خضر دحبور في "حيفا" بالشمال الفلسطيني ، وبعد نكبة عام 1948م اضطر أهله للهجرة إلى لبنان ومنها إلى سورية، نشأ ودرس في مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة "حمص". انضم إلى إحدى حركات النضال الوطني الفلسطيني وكرّس شعره لقضية الوطن المغتصب. عمل مديراً لتحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988م ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطيني وعضو في اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين. استقر في تونس منذ عام 1983م .
يكتب الشعر الحر، ويتراوح أحياناً بين الشعر والنثر محاولاً توليد أوزان خاصة في القصيدة الواحدة، ويغلب على شعره الحس التجريبي الذي يؤدي به إلى الغموض، كما يميل إلى الاسترسال في البث مما جعل أكثر قصائده تغرق في الطّول غير المبرّر فنياً وموضوعيا ً.
أعماله:
1-الضواري وعيون الأطفال / شعر (مطبعة الأندلس، حمص، 1964م) .
2-حكاية الولد الفلسطيني (دار العودة، بيروت، 1971م) .
3-طائر الوحدات / شعر (دار الآداب، بيروت، 1973م) .
4-بغير هذا جئت / شعر (اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، 1977م) .
5-اختلاط الليل والنهار / شعر (دار العودة، بيروت، 1979م) .
6-واحد وعشرون بحراً / شعر (دار العودة، بيروت، 1980م) .
7-شهادة بالأصابع الخمس / شعر (1982م) .
8-كسور عشرية / شعر (1992م) .
9-ديوان أحمد دحبور / تتضمن مجموعاته الشعرية السبع الأولى (دار العودة، بيروت، 1983م) .

-----------------------------------------------------------------
من اعماله :

رهين الجثتين
مرأة أم صاعقة ؟
دخلت، في، من العينين،
واستولت على النبع،
ولم تترك لدمعي قطرتين
- أنت لن تجترحي معجزة،
حتى ولو أيقظت شمسا تحت هدبي
غير أني منذ أن أصبحت نهرا،
دارت الدنيا على قلبي،
وأنهيت إلى نبعي مصبي
فاستحمي بمياهي مرتين
نحلة أم عاشقة
دخلتني من طنين مزمن في الأذنين
تركت روحي رمالا
وأعارتني نخيلا وجمالا
وحلمنا أننا نحلم بالماء فيزرق التراب
- لن تميتيني كما شاء الأسى،
أو تنشريني في كتاب
غير أني منذ أن أضحيت صحراء،
نزعت الشمس عني
وجعلت الماء، في الرمل، يغني
فاغرفي مني سرابا باليدين
هل دمي صاعقة أم عاشقة؟
أم هي النار التي توغرها حرب اثنتين؟
هكذا أمسيت،
لا في الحرب،
لكن في حرب،
وانتهاكات،
ونار عالقة
من يدي يسقط فنجاني على ثوب صديقي
هو ذا يسمع من صوتي اعتذاراتي،
ولم يسمع طبول الحرب في رأسي،
ولم يبصر حريقي
بعد، لن أضحك أو أعبس،
حتى تشهد الحرب التي في جسدي -
واحدة من طعنتين
فأواري صاعقة ميتة فوق رمال العاشقة
أو أجاري جسدي الهارب -
من موت إلى موت..
وأين؟
ربما يندفع النبع إلى وجهي،
وقد تنتشر الصحراء في رأسي،
وقد يختلط الأمر على طول الطريق
إنني أصغي إلى الداخل،
أنشد إلى الحرب التي تمتد،
- من قلبي إلى صدغي -
فهل حرب ولا موت؟
أم الحي الذي يعلن هذا..
في مكان منه يخفي جثتين؟
------------------------------------------
موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعــر

المتوكل طــــه

السيرة الذاتية::

- المتوكل طه ، من مواليد مدينة قلقيلية - فلسطين ، العام 1958، ( دكتوراة في الآداب) .
- اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير مرّة.
- انتخب رئيساً لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين من 1987 - 1995.
- انتخب رئيساً للهيئة العامة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني من 1994 - 1992.
- شغل منصب وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية من 1994 - 1998 .
- أسّس "بيت الشعر" في فلسطين العام 1998، مع عدد من المبدعين الفلسطينيين .
- انتخب أميناً عاماً للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين العام 2005 .
- رئيس منظمة "شعراء بلا حدود" في فلسطين .
- يشغل منصب وكيل وزارة الإعلام 2006.
- شارك في مئات المؤتمرات والمهرجانات ، ونشر الكثير من أعماله في الداخل والخارج ، وترجم عدد من أعماله إلى عدّة لغات.

* صدر له ( في الشعر ) :

- مواسم الموت والحياة .
- زمن الصعود .
- فضاء الأغنيات .
- رغوة السؤال .
- ريح النار المقبلة .
- أو كما قال (مختارات) .
- قبور الماء.
- حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة).
- نقوش على جدارية محمود درويش .
- الخروج إلى الحمراء (عن أبي عبد الله الصغير وتسليم غرناطة) .

* (وقد صدرت الأعمال الشعرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003).
- الرمح على حاله - مركز اوغاريت للنشر والترجمة - 2004.
- أحلام ابن النبي - صدر عن مكتب المؤسسات الوطنية - كانون ثاني 2006 .
- "قال الفتى لبنان"، صدر عن دارالرعاة-رام الله 2007
وهو الديوان الشعري الثالث عشر للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، صدر حديثاً بعنوان " قال الفتى: لبنان"، وهو ديوان مكرّسٌ للفتيان، ضم ست قصائد توزعت بين الشكل العمودي والتفعيلة والنثر، وجاء الكتاب الذي انشغلَ بتلك الحرب السوداء التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، وتغنّى بالمقاومة، في مئة وعشر صفحات من القطع المتوسط ، وضم الديوان أكثر من خمسين لوحة فنية رسمها الفنان التشكيلي الفلسطيني جواد إبراهيم، أُعتُبِرَت نصاً فنيا مُكملا ومتماهياً لمعاني ومضمون الديوان

* وفي الدراسات صدر له :


- بعد عقدين .. وجيل (الثقافة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة بعد عشرين عاماً من الاحتلال) بالاشتراك .
- دراسات في الأدب واللغة (الإنسان، الشعر، المسرح، اللغة) .
- الثقافة والانتفاضة ( بعد ألف يوم من الانتفاضة، أثر الانتفاضة في الثقافة وأثر الثقافة في الانتفاضة) بالاشتراك.
- إبراهيم طوقان (دراسة في شعره) .
- الكنوز ( ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان)، وصدرت الطبعة الثالثة منه بعنوان "من أوراق الشاعر".
- هذا ما لزم، رسائل إبراهيم طوقان إلى فدوى طوقان .
- دراسة في قصيدة "الثلاثاء الحمراء"، البحث عن شاعر آخر.

* (وقد صدرت الكتب الأربعة الأخيرة من هذه الدراسات في مجلد واحد بعنوان "حدائق إبراهيم طوقان" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2004) .
- قراءة المحذوف (قصائد لم تنشرها فدوى طوقان) العام 2004.
- مقدمات حول الشعر الفلسطسني الحديث والثقافة الوطنية – صدر عن دار البيرق العربي برام الله – 2004.
- صورة الآخر في الشعر الفلسطيني – صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية"، رام الله – 2005.
- وهم الوصول - صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات والنشر والإعلام، رام الله - 2007.

* وفي النصوص (الأعمال النثرية) صدر له :

- رمل الأفعى (سيرة كتسيعوت، معتقل أنصار 3).
- عباءة الورد (نصوص الانتفاضة والشهداء) .
- طهارة الصمت (عن الكتابة وهموم الثقافة) .
- الانتفاضة، مرايا الدم والزلزال - (شهادة - عامان على انتفاضة الأقصى).
* (وقد صدرت الأعمال النثرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003) .
- عرش الليمون – قلقيلية في أدب المتوكل طه – صدر عن دار الماجد برام الله العام 2004.
- وقد تناولت العديد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية أشعار وكتابات المتوكل طه في غير دراسة ومؤتمر.

* بعض الصور لشاعرنا:
موسوعة شعراء فلسطين

موسوعة شعراء فلسطين

موسوعة شعراء فلسطين


طقوس ولادة القصيدة

لدى الشاعر الكبير

المتوكل طه

"1" ما بين الكتابة وطقوسها وشائج قوية ، أو قل ، إن الكتابة وطقوسها مترابطان بشكل يستدعي كل منهما إذا حضر الآخر، وكأن الكتابة بهذا المعنى لا تتكامل إلا مع خارجها ، ولم لا، فالكتابة على ذاتيتها هي استحضار "الآخر"، أو استدراج الخارج عن طريق إخراج الداخل .
والمسألة ليست مسألة ترف ، أو عادات برجوازية ، أو حتى نوعاً من الاستعراض، الطقوس المختلفة من أجواء وألوان وروائح وملابس وأصوات تركز "الحالة" وتدفع بها إلى أقاصيها وذراها ، والطقوس أيضا محفزّات بالمعنى السيكولوجي للكلمة ، وهي مجموع " الأنا " المتعدد والمتشكل والمنضبط ما بين غرائزية معتمة تنفلت ومثالية تتشوق إلى الذوبان .
والطقس مثل القصيدة ، باعتباري نقطة التقاطع بينهما ، وبميلاد القصيدة يتولد "متجه" آخر هو نتيجة أو محصلة القوى الحاضرة والضاغطة .
وقصيدتي تلد في طقوس أحرص عليها كل الحرص ، وأتقصدها كل التقصد ، وأعمد إليها كلما انتابتني تلك "الحالة" التي أعرفها، فأكاد أطلب من مكاني أكثر من النظافة والترتيب ، وأطلب الصمت العميق ، العميق ، وأتهيأ "لها" باللباس اللائق والطهارة بمعناها الجسدي الحرفي .
وبهذا المعنى، فإنني فعلاً أتصرف وكأنني على موعد مع ضيف عزيز، أو كأنني لا أرغب في أن أستحضر الشعر إلا بلياقتي ، وكأنني لا أرغب في أن يحضر الشعر وأنا غير مستعد له أو بغير ما أحب أن يلقاني ، مع العلاقة بين ميلاد القصيدة وكل هذه الترتيبات التي تكاد تقترب من الغريزة الطبيعية أو بالأحرى المكتسبة .
هل لأن هناك إرثاً طويلاً وعريضاً عن "إلهامية الشعر" أو "ألوهيته" ؟
هل لأن الشعر كلام خاص يقوله أناس خاصون ؟!
هل كان ذلك لما للشعر من قدرة على نقل أو جر الشاعر من حالة عادية إلى أخرى غير عادية ؟!
لا أدري بالضبط ، كل ما أدريه أن قصيدتي تحب أن تلد في جو مختلف ، يرفعها من مجرد استقبالها في المطبخ أو الفناء الخارجي ، وأنها ترغب برائحة خاصة ومكان خاص

"2" كيف تبدأ القصيدة ؟
أقف الآن مستجمعاً كل ذرة من تركيزي الذهني لأتابع ملايين أو بلايين المرات التي طاف شيطان الشعر حولي أو رفرف في مخيلتي .
وشيطان الشعر هذا قد يكون كلمة عابرة قالها بائع خضراوات أو سائق سيارة ، وقد يكون وجهاً جميلاً لامرأة تدخل عامها الثمانين ، وقد يكون صوتاً عميقاً أو دافئاً أو مجلجلاً ، وقد يكون لحناً يأخذ بمجامع الجسد ليرميه في أتون من جنون الحركة أو الحرية ، وقد يكون رائحة لطيفة تمر على الجسد والروح فتوقظهما ، وقد يكون شعوراً قوياً دافقاً يجعل الدموع تطفر من العينين ، وقد يكون كل مؤثر له قدرة على تحريك شيء ما في داخلنا .
شيطان الشعر هذا خفيف ، ناعم ، هوائي ، إنه يشبه رماداً ناعماً جافا ً، يتحرك لأبسط وأقّل من نفحةٍ لطفلٍ في الثانية من عمره .
وهكذا ، فإن ميلاد القصيدة يبدأ غامضاً ، وبعيداً ، ومبهماً ، غير محدد المعالم ولا واضح القسمات ، تبدأ القصيدة بكلمة أو رائحة أو إيقاع ، أو حتى مجرد رغبة طاغية بالقول أو التعبير -أعتقد أن هناك في قلب كل فنان رغبة صاعقة بالتعبير تعكس ميله القوي للمشاركة - .
الإبهام الأولي هذ ا، يتجمع ويحتشد ، ويتركز ويتحدد بالمثيرات من جهة والحفر تحته من جهة أخرى ، وذلك بتذكره ، واستثارته، وعرضه واستعراضه في لحظات كثيرة في اليوم الواحد ، وادّعي أن هذه الفكرة المبهمة تدهمني في لحظات السهو أو لحظات التأمل أو -وهذا من العجيب - في لحظات جيشان الشعور غضباً أو فرحاً .
وبتكثف العمليات المحيطة بهذا الإبهام، يتحدد الاتجاه، اتجاه الشعور على الأقل، تصبح الفكرة - على عدم وضوحها– أكثر صلابة، إذ تتجمع أفكار أخرى مشابهة ، تتجاذب فيما بينها بالتشابه أو التناقض ، أو تتناسل الفكرة الأولى عدداً من الأفكار الجزئية المرتبطة بها إسناداً أو نقضاً، ربما كان من غير العلمي أن أسمي هذه الآليات اسم فكرة، بالمعنى الحقيقي ، فمن الواجب، وتحرياً للدقة ، فإن هذه " المشاعر" تبحث عن " أفكارها " وليس العكس، فالمشاعر الغامضة تحب أن تتسمّى.
وبتسمية المشاعر، فإنها تتوزع بطريقة اقرب إلى المنطق، بمعنى الترتيب، التقديم والتأخير، الأولى فالأولى، الأهم فالمهم فالأقل أهمية، ولكن هذا لا يريح أيضاً ، إذ لا بد من المراجعة ، والمقارنة ، والمقايسة ، والاستحضار، والمقابسة .
وهذه عمليات واضحة، فالقصيدة -عملياً – ليست بنت واقعها فقط ، إنها نتاج طويل من الخبرة الشخصية والجماعية، الفردية والجمعية، "الأنوية" و"الأخروية"، القصيدة فيها "الآخر" حاضراً، شئت هذا أم أبيت .
وفي حالة بقاء "الدافع" قوياً ومسيطراً ، وفي حالة أن تم الرضى بين هذا "الدافع" من جهة، وباقي الإحالات من جهة أخرى، فإن القصيدة تكون مهيأة وناضجة .
وحتى تكتب القصيدة ، فإن "حالة" ما يجب أن تتوفر حقاً لكتابتها ، وهنا، نحن لا نتكلم عن شيء لا يمكن لمسه أو الإحساس به، "فالحالة" هذه تشبه الكآبة إن لم تكن هي، وتشبه الحزن في حالات هدوئه إن لم يكن هو. "حالة" الشعر حالة خاصة، ليست غضباً ولا فرحاً، ولكنها جيشان شديد ، قابض ، موتّر، منطوٍ ومتجهٌ إلى الداخل . وهكذا أدخل إلى كتابة الشعر تحت تأثير عجيب من هذا الانعزال والانطواء الشبيه بطغيان الكآبة أو حديد الحزن .
ولكن، هل كنت دقيقاً في الكلام عن القصيدة وميلادها بكل هذا الوضوح وهذه النصاعة ؟ هل حقاً تتولد القصيدة ضمن هذه الترتيبات التي تبدو مرتبة ومنطقية إلى أبعد حد؟
وهل يمكن إضاءة العتمات السحيقة التي تختمر فيها القصيدة ؟!
الحقيقة، أو للحقيقة، فإنني أبدو مبالغاً في الكلام بهذه الدقة ، إذ إن القصيدة في بعض الأحيان تنفجر انفجاراً ، كسدٍّ فاض فجأة بما يحجز خلفه، وأقول تنفجر، لأنها الكلمة الأكثر مناسبة في هذا المجال ، إذ تنبجس القصيدة مثل نبع مرة واحدة، مختارة شكلها ولغتها وإيقاعها دون تمهيد أو تهيئة أو اختمار .
وأكثر من هذا، فإن ما كان مبهماً منذ البداية، واتضح مع الوقت، يلد مختلفاً تماماً عما كان في البداية، أي أن كل "العمليات الواعية" تتحول إلى نتائج أخرى لحظة الولادة -وهذا من أعاجيب الشعر-، فما نرتبه للقول بوعينا، يلد غير ما أردنا في لا وعينا، وهذا يحدث كثيراً.. وكثيراً جداً.
وكما يبدو، فإن المسافة التي تفصل القصيدة بين مشروعها الأولي ولحظة ميلادها مسافة خطرة جداً تتحدد فيها الاتجاهات النهائية والأشكال النهائية، هذه المسافة الأخيرة التي تحول القصيدة من مشاعر ورغبات إلى كلمات على الورق مسافة تجري فيها عمليات لا يمكن رصدها أبداً، ولا يمكن التحكم فيها، ولا يمكن أيضا معرفة ما الذي يحصل حتى تنقلب الأمور رأساً على عقب .. هل هذه المسافة هي التي قال عنها الفرنسي فوكو "هي ما لا نعرف عن الشعر" .

"3" هناك عمليات واعية في الشعر، وهناك حالات فيزيائية ملازمة لقول الشعر أو اجتراحه، إذ يمكن ملاحظة الكآبة أو الحزن أو الجيشان الشديد والتركيز العالي للمشاعر على صورة توتر الجلد وخفة الجسد وتنبهه، ويمكن أيضاً بالطريقة ذاتها ملاحظة العمليات الأخرى المرافقة التي تتحكم في شكل التعبير ووزنه وكتلته وحجمه واختياره .
إن العمليات الواعية لقول الشعر تظهر واضحة أيضاً في كثير من تضاعيف النص وأجوائه، ومن هنا، فرق العرب بين نوعين من الشعر: المطبوع، والمصنوع، في إشارة إلى من "يكتب الشعر" أو "يكتبه الشعر" .
وأدعي هنا بحق أنني أنتبه إلى هذه النقطة تماماً، بمعنى أن القصيدة التي أشعر أن "غيري" كتبها هي قصيدتي بحق، في حين أن القصيدة التي أحس أنني كتبتها أنفر منها وأحاول أن أخفيها .. والشاعر يدرك ذلك بحدسه قبل ناقديه أو قارئيه، وحتى لو حازت القصيدة المصنوعة على إعجاب الناس، هناك بوصلة أخرى في نفس الشاعر .. بوصلة تعرف وتشير إلى الحقيقي فقط .

"4" جزء آخر من العلاقة الواعية بالشعر هي الاحتشاد له عن طريق القراءة والاطلاع .
القصيدة، وكما أسلفت، هي عمل فردي حقاً ولكنه يتضمن كل ما فعله "الآخر" بي .. وكل ما تركه لي .. القصيدة تنفتح على التاريخ من جهة والعالم الموضوعي من جهة أخرى.. القصيدة محصلة قوى روحية ونفسية وتاريخية، وبهذا، فإن الاطلاع المعرفي يشكل لي دعامة حقيقية وركيزة قوية لقول الشعر ..
القراءة حث واستثارة ونقاش صامت مع الآخر، ومنها وفيها، تتحرك القصيدة باحثة عن نقيضها. وأعتقد أن القراءة هنا -وبهذا المعنى- تمنح القدرة على الامتداد والانتقال والحوار والمعرفة والتأمل والنقض والتعزيز والحذف والإضافة والاستقراء.. والكلمة المقروءة خير وسيلة للانتقال من المحسوس إلى المجرد على عكس الصورة تماماً التي تورطنا بالمحسوس فقط .. والشعر لا يكتفي بالمحسوس، وفي معظم الأحيان لا يكتفي به فقط وإنما ينقضه، ويخلق محسوسات أخرى بعلاقات أخرى .

"5" ومن كلامنا السابق، فإن الشعر بهذا المعنى يوضحني، بمعنى أنه يؤطر رغباتي، ويسميها، ويصلّب مشاعري بإعطائها ما تستحق من كلام، وتجعل مني موسيقى وايقاعاً يناسب ما ثار في نفسي .. هل هذه هي "راحة الشعر"؟! الشعر هنا يوضح تأملاتي، يجلي ما استعصى عليّ من الشعور، ويظهر ما دق وخفي من ذلك الألم الضاغط في الصدر .. الشعر يفتح لي فضاءات ناعمة ورخية "للقول" الحر السلس دون اعتبار للبروتوكول أو القواعد أو المحاذير..
الشعر يوضحني لأن قيوده مختلفة وقوانينه قوانين أخرى، ويسمح لي -وربما هذا هو الأهم- أن أقول أشيائي كما أريد، وكأن الكلام العادي لا يكفي -وهو لا يكفي حقاً- وكأن كل القول الذي قيل لا يؤدي نفس المعنى الذي أريد، ولهذا "اخلق" كلامي تماماً، على قدر شعوري، وعلى حجم تأملاتي .

"6" ولأن الشعر "حالة"، يجب استغلالها جيداً وإلا ضاعت. حالة الشعر التي وصفناها - فيزيائياً وروحياً - تفرض علي بالذات أن أستغل كل دقيقة فيها، ولهذا عندما أكتب، فإن الورق يجب أن يكون أبيض، أبيض ناصعاً، يشبه الغرفة النظيفة المرتبة، ويشبه المكتب المرتب، ويشبه ثيابي اللائقة، ويشبه الصمت الذي يلف المكان، في قلب الليل .
وتبدأ القصيدة، وإذا حالفني الحظ، وكتبت الجملة الأولى، فإن القصيدة لا بد مكتوبة، لا أنتظر ولا أتوانى أو أتباطأ، وإذا فشلت في الجملة الاولى، توقفت تماماً.. وكأن كل شيء يتبخر.. ويجف.. وعندها لا أجبر نفسي أو روحي على شيء.. إنني أنصاع تماماً لهذه الحالة، ولا أعاندها ولا أتعمدها ولا أستولدها .
حتى أثناء الكتابة، تعاندني فكرة ما، تغلبني اللغة، تتعارض اللغة وفكرتها، أو الفكرة ولغتها، فأحني رأسي للفكرة، أعطيها ما تستحق من كلام، أتلطف معها، فالتف عليها بالكلام، أخرجها كما تريد، ولا أُغصبها على ما أريد .. .
وخلال تدفق القصيدة، أنساق وراء هذا السلسال، أطاوعه، أتهاود معه، ولا أقسر الأشياء ولا أفرضها، أنساب مع الكلام، وينساب الكلام معي، أشعر بذلك القرب بيني وبين ما أكتب، وألاحظ كثيراً أن الفترة الزمنية التي ألد فيها القصيدة تختفي الأشياء من حولي من صوت ولون ورائحة، كما أفقد الإحساس بالزمن تماماً .
إن المطاوعة للقصيدة أو قل الالتحام بها، لهي من الفترات الزمنية التي تحتوي على متعة شديدة وعميقة إلى درجة انتفاء كل الأشياء خارجها .

"7" والقصيدة تكتب خارجها أيضاً، وهي واعية لواقعها الموضوعي، لكنها، ومع ذلك، خيار شخصي أيضاً، مجال فردي بالتأكيد، ولهذا فإنني لا أفكر بالجمهور حقاً أثناء الكتابة، ومع ذلك فإن الجمهور حاضر فيها، ففي نهاية الأمر …القصيدة هي بنت جمهورها، ولهذا لا يمكن أن تخونه أو تقف ضده أو تصدمه.. القصيدة بنت ذوق جمهورها وزمنيته ومكانه .. والشاعر الحقيقي خير من يدرك "القاع الغامض" للجمهور الذي ينتمي إليه. ومن هنا قالت العرب إن "الشاعر لسان قومه" بمعنى أنه خير من يعرف الخفايا والخبايا والمزاج النفسي والروحي لقومه .

"8" والقصيدة في نهاية الأمر نصٌ من الكلام، هذا الكلام خاص، فيه علاقات كمية من كتل الموسيقى على أنواعها، يخلقها ذلك التآلف أو التضاد بين الحروف والكلمات، وعلاقات أخرى لا تدرك بالأذن وحدها، العلاقات بين الكلام تخلق علاقات بين الكلام ومتلقيه، فالنص بعلاقاته مجتمعة، وبالتقائه القارئ وعلاقاته الأخرى أيضاً، تتخلق كيمياء بينهما، المتلقي من جهته يبحث
عن علاقات شبيهة في النص .. إنه يقارن علاقاته التي يعرفها ويدركها بالعلاقات داخل النص .. ومن هنا تنشأ الذائقة النقدية والاستحسان … أو الرفض .
أما علاقتي بالنص، باعتباري كاتبه أو مبدعه، فهي علاقة مبهمة حقاً، ولا يمكن الحديث عنها بهذه السهولة، ذلك أن النص بما يحمل من فردية وجماعية، من تضمين وتنصيص، من ذاتية وموضوعية، من إضافة وتأثر، يصبح عملياً شيئاً "خارجاً"
"برانياً"، ومن هنا، فإنني أقطع علاقتي بما أكتب تماماً، ولا يربطني بديواني المطبوع سوى اسمي فقط.
أعترف حقاً أنني بعد الانتهاء من كتابة نص شعري، أفقد صلتي تماماً به، أشعر أنه يصبح كائناً له حياة أخرى غير حياتي، وله علاقات لا أعرفها ولا أدركها، ومن هنا أيضاً أستغرب قدرة بعض النقاد على الحديث عن قصيدتي بشكل أعجز أنا أن أقوله أو حتى أنتبه إليه.. يصبح النص بعيداً عني.. وفي بعض الأحيان أغار من العلاقات الحميمة التي ينسجها نصّي أكثر مني .

"9" لا أجانب الحقيقة إذا قلت إن النص له قدرة عجيبة على نقلي إلى عالمه الخاص، وإنه يفرض عليّ شكلاً من أشكال التعامل والمعالجة، إذ يفرض عليّ مفرداته وتعابيره و"قيمه" الخاصة ومكانه وزمانه .
إن للنص كينونة خاصة خارجة عني، وبتشكله التدريجي يشكلني معه، ومن ثم تزداد المسافة بيني وبينه، وفي هذه الحالة عليّ أنا أن افهم العلاقات داخل النص، الذي يتطور بعيداً عني .
ومن هنا، أعتقد أن لكل قصيدة أجواءها الخاصة بها، مفردات وإيقاعات وألحاناً، شكلاً ومعنى .
وأذكر في هذا الصدد أنه عندما كتبت ديوان "حليب أسود" فوجئت تماماً بأن "طريقة الكلام ونوعيته" اختلفت تماماً، وكأنني أذهب إلى هناك، وأعود إلى شوارع القرن الثاني الهجري وقصوره وأحيائه ..
وأحب هنا أن أفصّل قليلاً .. إذ إن النص في الديوان اشتمل عليّ، بمعنى أن النص صار يحكمني ويوجه تفكيري ويغير مفرداتي، وجعلني أستحضر المعاني الأولى والمشاعر الغامضة والغارقة في مثيلاتها، بحيث كان عليّ أن أنتبه إلى دوافع وميول ما كنت أقدر على اصطيادها لولا هذا "الكلام" .
ولهذا أقول إن المفردة الشعرية وغير الشعرية أيضاً تحمل معها زمانها ومكانها وخصوصيتها الشديدة والمركزة .. والنص المكوّن أصلاً من مفردات يحملنا عادة إلى مفرداته التي تحملنا إلى جميع دلالاتها الممكنة والمحتملة .. وهذا هو الإدهاش .. النص المؤوَّل .. الشعر تأويل أصلاً ..

"10" بناء على الكلام السابق، وتخصيصاً لتجربة "حليب أسود"، فإن النص الشعري في هذا الديوان بالذات، هو نص حواري، فيه نقاش ومراجعة، فيه نقض وإثبات، فيه آخر، فيه مسرح وحكاية . وفي المسرح والحكاية هناك "أنا" و"أنت"، وبالتالي هناك تقمص، هناك قطع مسافة ما بين أنا وأنت، وهناك اعتراف بالـ "أنت". وما كان يمكنني أن اقطع هذه المسافة لولا هذا "الحب" ولولا هذه "المعرفة" .
نعم، أدّعي أنني أحب ما أكتب عنه، انفعل به، أتقمصه، أتفحصه إلى الدرجة التي أسمع فيها تنفسه ونبضه وكل خلجاته ..
وأدّعي صادقاً أن "هارون الرشيد" كان صديقي طيلة كتابتي لديوان "حليب أسود"، جلست معه، وطربت في مجلسه، وسمعته وهو يشكو وهو يتأمل وهو يأمر بتصفية البرامكة.
وأدّعي أيضاً أن الأميرة "العباسة" شقيقة الخليفة كانت صديقتي، وأنني أعرفها عرقاً عرقاً، شعرة شعرة . وبسبب من ذلك، تحدث الجميع في الديوان بالقوة والقدرة نفسها على التعبير، دافع الجميع بلا استثناء عن مواقفهم بأقصى وأقوى ما لديهم من حجج ومرافعات .
وللدقة، وحتى يكون الكلام دقيقاً، ودقيقاً جداً، فإن الشخصيات التي أكتب عنها هي أنا أيضاً، هي ما أرغب وما أتمنى وما أحلم وما أطمح وما أكره وما أرفض .
الشخصيات هي تنويعات للمشاعر والرغبات والميول الدفينة، وأعتقد هنا أن المبدعين على اختلاف أنواعهم يخرجون ميولهم على شكل شخصيات . وبالتالي فإنهم يقتطعونها من خضم هائل ومضطرب من كل الطيف الشعوري المقبول وغير المقبول وما بينهما .

"11" العلاقة ليست ميكانيكية بين الكتابة كاستجابة، والواقع الخارجي كمثير، ذلك أن الكتابة تحتاج فيما يبدو إلى مفتاح معين وخاص حتى تفيض وتفرض نفسها عليّ – نقصد هنا الكتابة التلقائية الإبداعية التي تضغط بشكل لا يمكن مقاومته، ولا نعني بها الكتابة الواجبة أو المهنية - .
ولا يمكن حصر المثيرات الخارجية والداخلية، ولكنها في معظمها لا تدفع بنا إلى الورق .. وفي بعض الأحيان، فإن النشاط
العقلي والروحي عصيّ على الفهم .. إذ إننا نرتاح في بعض الأحيان إلى أن نتحول إلى باردي الإحساس .. عديمي الاستجابة.. فارغي التفكير .. وكأن دماغنا مسطح دون التواءات أو نتوءات..
وفي بعض الأحيان نفقد الاهتمام أو حتى التمييز بأننا قادرون على الكتابة أو التفكير..
هذه الحالات تنتاب الجميع على ما أعتقد، أقصد بها، الحالة التي نفقد فيها القدرة على الاستجابة، أو حتى القدرة على الحساسية العالية تجاه الخارج .. ولكن، وعلى ما يبدو، فإن هذه الحالة ضرورية جداً لانفجار صمام الكتابة .. وهكذا، فجأة، نذهب إلى الورق، لنتدفق كما لم يحدث من قبل .. وكأن كل هذا الكمون كان ضرورياً لهذه اللحظة الفائقة .


"12" في فترة ما، يقع كل مبدع في وهم كبير مفاده أن الفن سيغير الدنيا، وأن كتابة قصيدة تشبه ظاهرة طبيعية، ومع الوقت يكتشف أن الفن أحد الروافد الفرعية أو ذات الأهمية الأقل في مجريات الواقع الموضوعي .
سينتبه المبدع إلى أن القوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والطبيعية تلعب الدور الأقوى في تشكيل الرؤى والاتجاهات، وأن الفن – كل فن – يخلق إرثاً جمالياً وقيمياً موازياً.
ومع الوقت أيضاً يتطامن الفنان لأن يلتفت إلى نفسه .. وسيعترف بينه وبين نفسه أن الفن هو خياره الشخصي وأنه مجاله الحيوي وأنه فرديته أولاً .. وأنه فضاؤه الذي يطلق فيه حيرته وقلقه وأسئلته .
سينتهي المبدع في النهاية إلى أن يقلل من تأثير الجماعة فيه، وأن يُبهت من دور الآخر، ليصبح الفن أكثر خصوصية وذاتية.
وربما كان لخصوصيتنا نحن الذين واجهنا الاحتلال وآلته الوحشية ذلك الإحساس العارم بأن القصيدة تحمل سلاحها ونظام دفاعاتها، ولكن ذلك تغير .. صرنا نعرف أن القصيدة لها عالمها الخاص الذي لا تتجاوزه، ولها قوة تأثير معين لا تتعداه .
لقد كانت هناك غفوة جميلة وغفلة رائعة وربما مقدسة مفادها أن الشعر سيغير الدنيا، وربما كانت هذه الغفلة ضرورية لنكتب المغامرة والجرأة والعنفوان، وحتى نصل الآن إلى مرحلة الوعي والنضج، حيث نكتب قصيدة ذات حرارة أقل ولكنها تدوم أطول، إنني أشكر هذا الوسواس الذي بدأ يدب في رأسي مؤخراً.

من أجمل ما قرأت للشاعر ( ما كتب في الانفلات الأمني ) :

قابيل عاد !

في الصحوِ أفزعني وهزّ منامي

وبكى على قوسي وكلَ سِهامي
ورمى بأضلاعي لهيبَ جفونِهِ
وأفاضَ نارا ً في ذريرِ حُطامي
قد كان طيفا ً ، ربّما،أو هاتفا ً
أو رؤية ً تسعى إلى إيلامي
وكأنني قد قلتُ : كيف تَرُجُّني
وأنا على حالي وقبلَ مَلامي
وقددتُ من زمني ربيعا ً لم يزل
في السِّجنِ، والدنيا خصيمُ غرامي
ورفعتُ أسماءَ البلادِ بغربتي
وشربتُ يُتْمي علقما ً بِفطامي
وبعثتُ ألواني وسُكَّرَ جذرِها
وطويتُ نَطْعي شاهدَ الإعدام
..قطعوا رؤوسَ مدائني فحرستُها
حُلما ً لِتذكرَ ساحة َ الإجرام
وحملتُ للذيبِ المُدان ِ عَصاتَه
وهششتُ عن نايي وعن أغنامي
ووقفت للدنيا أُعلّمها إذا
عَجزتْ عن الإبهارِ والإقدامِ
ومضى صغيري كالحَذامِ إذا رَمَى
حَجَراً .. فصدِّق ما يقولُ حَذام ِ
وبقيتُ أهتفُ، فوق أكتافي عَلا
مَطري شهيدا ً طاهرا ً ورِهامي
لم أبرح المتراسَ، دهراً ظالماً
وترى وميضَ الرعدِ حين صدامي
فَعَلامَ تَقْرعُ سنَّ يومي زاجراً
وتزيدُ حمأةَ بلوتي وزُؤامي؟
* * *
فأشاحَ عنّي ،لا يُصدّقُ لِلصَّدى
صَوتا ً ، وأَلقى ما يراه أمامي؛
قابيلُ عادَ وفي يديهِ رِماحُه
وأخوه يقدحُ تُرْسَه بِحُسام

هذا ابنُ فَتْحٍ والفهودِ إذا مَضَتْ
وشقيقه سَبْعٌ وخيرُ إمامِ
والقاتلانِ هُما قتيلا فِتنَةٍ
عمياءَ تُطفئُ جمرةَ الأكمامِ
ذَبَحوا، إذا ذُبِحُوا، فؤادَ شهيدهم
..وعدوُّهم في غُرّةِ الأيامِ
وَعَلامَ يَقْتتلونَ ؟ هلْ نالوا سِوى
قيدٍ على دَهْمٍ على هَدّامِ؟
وهل البلادُ تحرَّرتْ مِنْ أسْرِها
وتعافت الموتى مِن الأرقام ؟
والقُدسُ، هل عادت؟ لنهدم عرْشَها
ليقومَ هيكلُ باعثِ الأوهامِ؟
وهل الرصاصُ بقلب أطفال ٍ أتوا
بحقائبِ الألعابِ والألغام ِ
سيعيدُ مجدَ الثائرينَ وعزّهم
أو بيْضةَ الخلفاءِ والإسلام؟
تُبّا ً لكم إنْ لم تكفّوا عن دمٍ
أغْلى من الأقصى أوالقسّام
كفّوا عن القتل الحرام وخطبةٍ
وحشيةِ الأهدافِ والإظْلامِ
وكفى اقتتالا ً، فالسماءُ تهدّمت
وبكت على الشهداءِ والأيتامِ

ومن قصائده الحديثه :

صديقي

أنا غاضبٌ منهُ،
لم يُعْطِني قَمراً للمَساء.
ولم يَنْتَبِه للتي رَكِبَتْ فَرسَاً للسّماء.
هو الحُرُّ حين أكونُ أنا وردةَ الإسْتِواء،
وأبدو أنا سيّدَ النهرِ،
إنْ كَسَرَ الرُّمْحَ في قُبْلةِ الإنْحِنَاء.
ويتُركُني في صَفَاءِ النُجومِ،
أَعُدُّ الحُروفَ التي خَرجتْ من جُروحِ القُرُنْفُلِ،
حتى أُطَمْئِنَ قلبَ الغِناء.
وَيَكْتُبُ ما كُنْتُ أهجِسُهُ من غُموضٍ،
يَفيضُ على شُرفةِ الإشتهاء.
وأمضي وحيداً إلى سُندُسِ النّارِ،
إنْ دفَقَ الأَيْلُ دَمَعَتَهُ في الفِراء.
ويبكي كِلانا من الجَمْرِ،
إنْ خَلعَ الثّوبَ عن جَسَدٍ للبُكاء.

-2
ولم يكتشفْ يُتْمَه حينما كنتُ ألتاعُ في العيدِ،
لم يَفْرُك الزَّهرَ في فَرْشَةِ الصّمتِ،
هذا حَمامي الأليفُ،
الذي حَلِمَتْ في جَناحَيْهِ لَيمونةُ الدارِ ..
قالت له أُمُّهُ : قد وُلِدْتَ مع المَغْرِبِ الأُرْجُوانيِّ ،
في شَهرِ آذار،
كان المؤَذِّنُ في آخِرِ الذِّكْرِ،
واللَّوزُ في أوّلِ السِّحْرِ،
والدّمُ في مَوْقِدِ الانتظار.
وقد جاءَ يَحْلُمُ، بالسِّجنِ والشّعرِ،
مثلَ أبيهِ الذي قَدَّ عُمْراً طويلاً،
وراءَ العَقاربِ حتى يرى في الليالي النهار،
وما زال يَحُلُمُ عَكْسَ أبيهِ المُعَفَّرِ بالقَهْرِ،
كي يَشْهَدَ الشمسَ في بَهْجَةِ الإنتصار.

-3-
إذا نِمْتُ يُشْعِلُ أجراسَهُ في الكؤوسِ،
ويُعْشي عُيوني دُخَاناً أليماً،
فأصحو على دَمْعَتيْنِ ،
يشيحُ بِمُخْضَلِّ جفنيهِ عنّي،
ويندسُّ في الصُّوفِ،
أصحو أنا كي أرى طَيْفَ مَنْ جاءَهُ في المنَامِ،
فألقى ملاكاً جريحاً،
يُغَسِّلُ قُمْصَانَهُ في مآقيهِ،
يَعْدو إلى بَيْتهِ خَالِصَ الثّلجِ،
ألقى رفوفَ العصافيرِ،
وهي تُدَرِّجُ أبناءَها فوقَ جبهَتهِ،
أو أرى دمعَ مِنْديلِ أُمّي على فَمِهِ،
مُطْبقِاً كالغَمام ..
فأُوقِظُهُ مِن جَديدٍ ،
فَيشْتمُني دُونَ سُوءٍ،
وَيأْمُرنُي أنْ أنامَ،
وَيَستَأنِفُ القَوْلَ بالسُّخْطِ،
ثم يقولُ : أنا مثلُ طَرْفَةَ أو مَثلُ قَيْسٍ ،
- وكُلٌ لهُ سَببٌ للجُنونِ -
ولكنني أَقْرَبُ الآنَ مِن صدر ليلى،
سأودِعُهُ الطيرَ
حتى يكون له برجُه في الرخام.
يظلُّ على حاله،
يُؤْنِسُ الليلَ ،
والنَخْلَ في البيدِ
والباكياتِ على طَعْنَةٍ في الحُسَينِ،

هَوتْ في قُلوبِ الذين أضاعوهُ،
حينَ أشارَ إلى حقِّ سِبطِ النبيِّ بسيفِ الإمام،
ولكنَّهُمْ خَذلوا ما أرادَ،
فلا بأس من كَرْبَلاءٍ تَنُوحُ،
وتمتدُّ مِن رأسِهِ في الطريقِ،
إلى حيثُ كانَ عليهِ السلام.
في فمي دَمُهُ،
بَلَّ حَلْقِي بفِضَّةِ أقمارِهِ الظامئاتِ،
وَأوْرَثني ما يُؤَثِّثُ هذا المدى بالنّشِيجِ
ولَمْعَةِ جُثَّتِهِ في القَتامِ،


فكيف أرى ما يُمَزّق عينيكَ،
في مَشْهَدِ الإِنْكِسارِ العنيفِ،
وما بدّدَ الصوتَ في صَرْخَةٍ للكَلام ؟
وإنْ جاءَ بَيْتي،
سَيَحْمِلُ شُعْلتَهُ للشموعِ،
ويفتحُ نافذةً في الجدارِ، لأَنظرَ مِنها ؛
يرى مُدُناً قَطعوا رأسَها في جَنازَةِ أبنائِها،
شَعْبَهُ في هَيولى الدّماءِ،
نياشينَ مَنْ باعَ يافا،
الزنازينَ في كلِ فجٍّ عميقٍ،
.. وَلي أنْ أرى لَيْلَةَ العيدِ،
أو رايةً في الظَلام.

-4-
وإن رُحْتُ للِبَيْتِ،
ألقاهُ يَحْدو على هَوْدَجِ الرّكْبِ،
هذا التّبتُّلُ وَجْهٌ غَريبٌ على ما أَتَاهُ مِنَ الغُصْنِ،
يَذْكُرُ مُبْتَسِماً أنَّهُ عاشَ في جُلّنارِ الخَطيئَةِ،
أو سَاقَهُ هَاتِفٌ للواتي فَتَحْنَ الحقولَ،
على فِتْنَةٍ للصّلاة .
يقول : أنا نادمٌ يا صديقي،
وقد مَضَّني عَرَقٌ نافِذٌ،
جاءَني مِن مَسيري إلى مَخْدَعِ الناحباتِ ..
ولكننّي بعدَ ذاك النحيبِ،
شَعَرْتُ بِضِدّينِ ؛
هذا مَساسٌ حرامٌ أثيمٌ،
وهذا حسابٌ عسيرٌ مُقيمٌ ..،
ويبقى هُناكَ وأبقى هنا .
كِلانا على نَدَمٍ في المَماتِ،
ونحنُ على نَدَمٍ في الحَياة.

-5
ولَمْ يتجرّأْ عليه الزمانُ ،
فتيّاً ، كأُنْشُودَةِ السنديان
تَمرُّ على جانبِيهِ العواصفُ ،
لا يَرْتَخي ..
مِثْلَ كفِّ الغريقِ .
وَيَجْمَحُ مثلَ الأناشِيدِ ،
إنْ نَفَرتْ كالحريقِ .
ولكنَّهُ يَسْتَحيلُ إلى ذَوْبِ أوتارِ عاشقةٍ
لم تَجِدْ دَرْبَها في ذراعِ الذي قال :
إنّي الصديق !
ويبدو سُلافةَ كأسِ الشّجِيِّ
الذي ضَلَّ في عَتْمَةِ الحَان ..
هو الهَشُّ مثلُ الزّجاجِ الدخانِ
وأصْلَبُ مِن أحمرٍ في العقيقِ .
هو النايُ والسّيفُ
والثلجُ والصّيفُ ..
هذا البريءُ النتوءُ أنا
حَجَري مِن نَدى ،
خِنْجَري بُرْعُمٌ
والذي أخذَ القمحَ مني طليقٌ
وأبقى له بَيْدرَاً في الطريق

-6
يُباغِتُني أنَّهُ مِثْلُ بَعضِ النِّساءِ ،
يريدُ مُغَامرةً تَكْسِرُ الوَهْمَ !
يَفضَحُهُ مِلْحُ فَخْذَيهِ ،
والوَشْمُ في قهوةِ السّاهرين.
أدْفَعُهُ كي يَثُوبَ إلى عازفٍ يذبحُ العاشقين،
وَيُخْرِجَ كلّ الأفاعي الجميلاتِ من يَدِهِ ،
أو يُضيءَ المكانَ بخفَّةِ ريشَتهِ
أو يُعَلِّقَنا فوقَ لَيْلَتهِ مَيّتين.
وَيُلْحِفُ أنَّ التي جَلَسَتْ عندَ زَاوِيَةِ البابِ ،
لَمْ يَرَها غَيْرُهُ، حيثُ كانت مَلامِحُها غيرَ واضحةٍ ،
مثلما وردةٌ في الضبابِ ، ولكنّها
خَلَعَتْ كلَّ ما تَلْبِسُ السيّداتُ ، ومِنْ حَولِها
راقصتها الأفاعي ، تَلَوَّتْ ، ولابَ بها السُّمُ لابَ ،
وصارَ يَديها وسيقانَها ..
والتي رَقَصَتْ مِثْلَ زوبَعةٍ في المكان،
تَدورُ على نَفْسِها كالجُنون ..
والجميعُ ، هنا، يسمعونَ ،
وظلّوا على حالهم هادئين !

-7
إذا رُحْتُ جاءَ ،
وإنْ جِئتُ يبقى كَصَوْتِ القَوافِل في هَدْأَةِ الليلِ ،
يَنْأى، وَيُوحي بِصَمْتٍ ثقيل ..
له ما تهَشَّمَ مِن حُلُمٍ في الشّبابيكِ ،
والأرضُ من تَحْتِهِ للسُّقُوطِ إلى قاعِ مُعْتِمةٍ ،
والمدَى هامشٌ للشَّظايا ،
فكيف له أنْ يُربّي الغزالَ على ريح هذا الزمانِ العليل ..
أُحاورُهُ ألفَ يومٍ ليَهْجُرَ غِرْبانَهُ – كَمْ شَرِبَتْ دَمَهُ –
أو ليبتاعَ مِن هِجْرَةِ النَاسِ أحْصِنَةً من صفاءٍ ،
يُجَنِّحُها إنْ أرادَ من الشّعر ما يُشْعِلُ النارَ في قُبَّةِ المُسْتَحيل ..
ولكنَّه لا يَرى للنَّوافِذِ إلاّ العصافيرَ ،
يُطْعِمُها من سَنَابِلهِ ما يهيّئُها للشروقِ - وإنْ طال يأتي –
وَيَطْلُعُ من جمرةٍ في الأصيل ..
صديقي تُهيِّجُهُ الذكرياتُ ،
ووردُ الطريقِ ،
وكشحُ الرَّشُوفِ ،
ويبكي على كَتفِ الأُمَّهاتِ وَصَمْتِ الأَصِيصِ وَمَوْتِ الحُروفِ ،
وَيَذْبَحُهُ كلّ ذئبٍ جميل ..
صديقي أنا ،
وأنا اثْنَانِ أو غيرُ لَحْمٍ ونَفْسٍ ،
ولي أنْ أوزّعَ روحي على ألفِ جُرْمٍ ،
ولي أن أكون وحيداً وحيداً،
وشَعباً ذبيحاً،
وكوكبَ حُزْنٍ ،
وكلَ الفراغٍ الذي عبأتهُ الدماءُ الدموعُ،
وصوتُ القتيل.

*********************

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعــر الراحــل

برهان الدين العبّوشي
موسوعة شعراء فلسطين

السيرة الذاتية للشاعر المرحوم برهان الدين العبوشي :

1. ولد عام 1911 في مدينة جنين ( فلسطين ) .
2. أنهى دراسته الأبتدائية في مدارس جنين ، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في كلية النجاح الوطنية بنابلس ثم أنتقل بعدها في عام 1931 ليكمل دراسته في الكلية الوطنية في الشويفات بلبنان.
3. ألتحق بالجامعة الأميركية ببيروت في عام 1933 ، وبسبب مواقفه الوطنية والقومية فإنه لم يتمكن من أكمال ومتابعة دراسته الجامعية فيها إثر صدور قرار فصله منها من قبل إدارة الجامعة مطلع السنة الثانية.
4. عين موظفا في البنك العربي في طبريا نقل بعدها الى القدس.
5.شارك في ثورة 1936 في فلسطين واعتقل في القدس وتم نفيه الى ( عوجـا الحـفير ) في صحراء سيناء ثم الى معتقل ( صرفند الخراب ) .
6. تم أعتقاله في معتقل ( المزرعة ) لمدة عشرة أشهر بعد مصرع الحاكم البريطاني ( أندروس ) .
7. أنتدب للتعليم في العراق سنة 1939 ( بـُعَيد أغتيال الملك غازي في بغداد ) .
8. شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني بالعراق سنة 1941 وجرح فيها وبعد فشلها وصدور أمر القاء القبض عليه توجه الى الموصل ( شمال العراق ومن هناك تم تهريبه بواسطة العشائر البدوية العربية الى دمشق حيث مكث فيها أياماً ليعود بعدها إلى مسقط رأسه جنين متخفيا ً.
9. شارك في معركة جنين عام 1948 مع المجاهدين الفلسطينيين جنباً الى جنب مع الجيش العراقي .

إحدى القصائد :

عيد الأضحى

ديوان شعره
بعنوان : إلى متى ...!

أكلما هَـلَ عيد ** أرى همومي تزيد!!
والكون يبدو جديدًا ** وفيه َ غمي جديد !!
أرى ضحاه ظلاما ً ** وليس فيه سعيد
فعيد فطري فيه ** فطوري التنكيد
وعيد نحري انتحار ** ولوعة ووعيد
رأيت فيه يُضحى ** بأمتي فتبيد
والناس في عرفات ** شعارها الترديد
والله يكره قولا ً ** من مسلم لا يفيد
ومسجد القدس يشقى ** والأهل فيها عبيد
وفي غد يتداعى ** وتستبيه اليهود
والمسلمون سُـكارى ** أخنى عليهم جمود
يا من يطوف يلبي ** قبلا دعاك الحميد
إذا أردت ضحايا ** ففي الملاجي عديد
الناس تهلك فيها ** وانت عنهم بعيد
فهل أجبت دعاءًا ** ينال فيه الخلود
ففيم تدعو وترجو ** وأنت لاهٍ عنيد
الدين ليس رداءًا ** الدين نور مجيد
الدين بأس وعدل ** وطاعة لا جحود
وعزة وفداء ** وتضحيات وجود
وثورة ونظام ** وعِّفة وسجود
الدين عقل وقلب ** كلاهما لا يحيد
الدين وحدة صف ** شعاره التوحيد
ونخوة ووفاء ** ووثبة لا رقود
يا مسلمون عصيتم ** فزاحمتكم قرود
فإن ندمتم فهبّوا ** إلى الجهاد تسودوا
وإن بذلتهم تفوزوا ** وكل يوم عيد

*****************
موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعــر

عز الدين المناصرة
موسوعة شعراء فلسطين

نبذة عن حياته
مواليد محافظة الخليل بفلسطين في 11/4/1946
حصل على شهادة الدكتوراه (ph.D) في الأدب المقارن ـ جامعة صوفيا 1981.
يعمل منذ يوليو 1995 ـ أستاذا مشاركا بجامعة فيلادلفيا الأردنية
إحدى قصائده :

جفــرا

...1636; أيار (مايو) ...1634;...1632;...1632;...1638; ، بقلم عز الدين المناصرة
مَنْ لم يعرفْ جفرا فليدفن رأْسَهْ
من لم يعشق جفرا فليشنق نَفْسَهْ
فليشرب كأس السُمِّ العاري يذوي , يهوي ويموتْ
جفرا جاءت لزيارة بيروت ْ
هل قتلوا جفرا عند الحاجز, هل صلبوها في تابوت ؟؟ !!
جفرا أخبرني البلبلُ لّما نَقَّر حبَّاتِ الرمِّانْ
لّما وَتْوَتَ في أذني القمرُ الحاني في تشرينْ
هاجتْ تحت الماء طيورُ المرجانْ
شجرٌ قمريٌّ ذهبيٌّ يتدلّى في عاصفة الالونْ
جفرا عنبُ قلادتها ياقوتْ
هل قتلو ا جفرا..قرب الحاجز هل صلبوها في التابوت ؟؟
تتصاعدُ أُغنيتي عَبْر سُهوب زرقاءْ
تتشابه أيام المنفى ,كدتُ أقول :
تتشابه غابات الذبح هنا وهناك .
تتصاعد أغنيتي خضراء وحمراءْ
الأخضر يولد من الشهداء على الأحياء
الواحةُ تولد من نزف الجرحى
الفجرُ من الصبح إذا شَهَقَتْ حبّاتُ ندى الصبح المبوحْ
ترسلني جفرا للموت، ومن أجلك يا جفرا
تتصاعدُ أغنيتي الكُحيَّلة.
منديلُكِ في جيبي تذكارْ
لم ارفع صاريةً إلاَّ قلتُ : فِدى جفرا
ترتفع القاماتُ من الأضرحة وكدتُ اقولْ :
زَمَنٌ مُرٌّ جفرا ... كل مناديلك قبل الموت تجيءْ
في بيروت ، الموتُ صلاةٌ دائمةٌ والقتل جريدتُهُمْ
قهوتُهمْ ، والقتل شرابُ لياليهمْ
القتل اذا جفَّ الكأس مُغنّيهمْ
وإذا ذبحوا ... سَمَّوا باسمك يابيروت .
سأعوذُ بعُمّال التبغ الجبليّ المنظومْ
هل كانت بيروتُ عروساً ،هل كانت عادلةً ... ليست بيروتْ
انْ هي إلاّ وجع التبغ المنظومْ
حبَّاتُ قلادته انكسرتْ في يوم مشؤومْ
انْ هي إلاّّ همهمة لصيّادين إذا غضب البحر عليهمْ
انْ هي الاّ جسد إبراهيم
إنْ هي الاّ ابناؤك يا جفرا يتعاطون حنيناً مسحوقاً في فجرٍ ملغومْ
إنْ هي الاّ اسوارك مريامْ
إنْ هي الاّ عنبُ الشام
ما كانت بيروت وليستْ ، لكنْ تتواقد فيها الاضدادْ
خلفكِ رومٌ
وأمامكِ رومْ. !!!
للأشجار العاشقة أُغنّي.
للأرصفة الصلبة ، للحبّ أُغنّي .
للسيّدة الحاملة الأسرار رموزاً في سلَّة تينْ
تركض عبر الجسر الممنوع علينا ، تحمل أشواق المنفينْ
سأغني .
لرفاقٍ لي في السجن الكحليّ ، أُغني
لرفاقٍ لي في القبر، أغني
لامرأةٍ بقناعٍ في باب الأسباط ، أغني
للعاصفة الخضراء ، أغني
للولد الاندلسيّ المقتول على النبع الريفيّ ، اغنّي .
لعصافير الثلج تُزقزقُ في عَتَبات الدورْ
للبنت المجدولة كالحورْ
لشرائطها البيضاء ْ
للفتنة في عاصفة الرقص الوحشيْ
سأغنّي .
هل قتلوا جفرا ؟؟


الليلةَ جئنا لننام هنا سيّدتي ... يا أُمَّ الأنهارْ

يا خالة هذا المرج الفضيْ
يا جدَّة قنديل الزيتونْ
هل قتلوا جفرا ؟؟
الليلة جئناكِ نغّني .
للشعر المكتوب على أرصفة الشهداء المغمورين ، نُغنّي
للعمّال المطرودين ، نغّني
ولجفرا ... سنُغنّي .
جفرا ... لم تنزل وادي البادان ولم تركضْ في وادي شُعَيبْ
وضفائرُ جفرا ، قصّوها عن الحاجز ، كانت حين تزور الماءْ
يعشقها الماء ... وتهتز زهور النرجس حول الاثداء
جفرا ، الوطن المَسْبيْ
الزهرةُ والطلْقةُ والعاصفة الحمراءْ
جفرا...إنْ لم يعرفْ من لم يعرفْ غابة تُفَّاحٍ
ورفيفُ حمام ٍ... وقصائد للفقراءْ
جفرا...من لم يعشق جفرا
فليدفنْ هذا الرأس الاخصر في الرَمْضاءْ
أرخيتُ سهامي ، قلتُ : يموتُ القاتل بالقهر المكبوتْ
منْ لم يخلع عين الغول الاصفر ... تبلعُهُ الصحراء .
جفرا عنبُ قلادتها ياقوتْ
جفرا ، هل طارت جفرا لزيارة بيروت ؟
جفرا كانت خلف الشُبَّاك تنوحْ
جفرا ... كانت تنشد أشعاراً ... وتبوحْ
بالسرّ المدفونْ
في شاطيء عكّا ... وتغنّي
وأنا لعيونكِ ياجفرا سأغنّي
سأغنّي
سأُغنّي .
لصليبكِ يا بيروتُ أُ غنّي.
كانتْ ... والآنَ : تعلّقُ فوق الصدر مناجل للزرعِ وفوق
الثغر حماماتٌ بريّةْ.
النهدُ على النهدِ ، الزهرةُ تحكي للنحلةِ ، الماعز سمراء،
الوعلُ بلون البحر ، عيونكِ فيروزٌ يا جفرا.
وهناك بقايا الرومان : السلسلةُ على شبكة صليبٍ ... هل
عرفوا شجر قلادتها من خشب اليُسْرِ وهل
عرفوا أسرار حنين النوقْ
حقلٌ من قصبٍ ، كان حنيني
للبئر وللدوريّ إذا غنَّى لربيعٍ مشنوقْ
قلبي مدفونٌ تحت شجيرة برقوقْ
قلبي في شارع سَرْوٍ مصفوفٍ فوق عِراقّية أُمّي
قلبي في المدرسة الغربيّةْ
قلبي في النادي ، في الطلل الأسمر في حرف نداءٍ في السوقْ.
جفرا ، أذكرها تحمل جرَّتها الخمرية قرب النبعْ
جفرا، أذكرها تلحق بالباص القرويْ
جفرا ، أذكرها طالبةً في جامعة االعشّاقْ.
من يشربْ قهوته في الفجر وينسى جفرا
فَلْيدفنْ رأسَهْ
مَنْ يأكلْ كِسْرتَهُ الساخنة البيضاءْ
مَنْ يلتهم الأصداف البحرية في المطعم ينهشُها كالذئبْ
من يأوي لِفراش حبيبتهِ، حتى ينسى الجَفْرا
فليشنقْ نفَسَهْ.
جفرا ظلَّتْ تبكي ، ظلَّتْ تركض في بيروتْ
وأبو الليل الاخضرِ ، من أجلكِ يا جفرا
يشهقُ من قهرٍ شهقتَهُ... ويموت .!!!

*******************
(12)
الشاعر الراحل

حكمت العتيلي

* ولد في قرية عتيل- فلسطين في الثامن من آب عام 1938، حيث تلقى ‏دراسته الابتدائية ، وانهى دراسته الثانوية في المدرسة «الفاضلية» بطولكرم
‏وهناك تفتحت بواكير براعمه الشعرية منذ عام 1953، حيث بدأ ينشر قصائده ‏في صحف بيت المقدس اليومية ، كما لقي فيها نخبة من الشعراء والقصاصين ‏أسس معهم « رابطة القلم الحر» إحدى أولى التجمعات الأدبية في الأردن الفتيّ ‏آنذاك.‏
‏* ابتعث عام 1956 إلى دار المعلمين في عمّان ، حيث تلقى دراسته العليا ، ‏وتعرف إلى دائرة أوسع من أدباء وشعراء العاصمة الأردنية .

ونشر قصائده ‏وخواطره في جرائدها ودار إذاعتها. وفي دار المعلمين ، أنس به المربي الكبير ‏عبد الحميد ياسين، واللغوي القدير فائز علي الغول ، رحمهما الله، من القدرة ‏الأدبية ، والموهبة الشعري ة، ما حدا بهما إلى أن يعهدا إليه بتأسيس مجلة ‏‏« القلم » والإشراف على تحريرها.‏
‏* درّس الرياضيات في « ثانوية معان » جنوبي الأردن حيث التقى رفيق ‏شبابه الشاعر قحطان هلسه ، وكتب أولى قصائده التي تعدّت الجغرافية ‏المحلية .
ونشرت في كبريات المجلات الأدبية الصادرة في بيروت «الآداب» ‏و «الأديب» و «حوار» وغيرها.‏
‏* في عام 1961، قبل منصباً لدى شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) ‏في الظهران ، حيث قضى 15 عاماً عمل خلالها في تدريس العربية، وتحرير ‏مجلة «قافلة الزيت» الصادرة عن أرامكو، كما استمر في كتابة قصائده ‏ونشرها، وخصوصاً في مجلتي «الآداب» البيروتية و «الأفق الجديد» ‏المقدسية ، التي أوسعت له أولى صفحات اعدادها برفقة الشاعرين أمين شنار، ‏رئيس تحريرها، والمرحوم عبد الرحيم عمر الذي ربطته به صداقة حميمة.‏
‏* أصدرت له دار الآداب مجموعته الشعرية الأولى «يا بحر» عام 1965 .‏
‏* انتقل في مطلع عام 1976 مع عائلته الى سان دييجو في جنوب كاليفورنيا، ‏ليمضي هناك خمسة عشر عاما أخرى من الغربة. وفي بدايةالتسعينات انتقل ‏الى منطقة لوس أنجيليس ، حيث التقى بمجموعة من الشعراء والكتاب ‏والصحفيين ، وأسس معهم ما دعوه المنتدى الثقافي العربي الأمريكي، الذي ‏مازال قائما حتى الآن ، وانضم الشاعر إلى تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين ‏في بداية تأسيسه وساهم بتأسيس لقاء الأربعاء في منطقة لوس أنجليس الذي ‏ظل يساهم فيه سبع سنوات طويلة زاخرة بالأدب والشعر والثقافة .‏
‏* اقترن الشاعر العتيلي بالفنانة التشكيلية أمل عتيلي وانجب منها (جاد, عادل, ‏سرى) ، وكانت زوجته أمل خير معين له في رحلة شقائه الطويلة والتي ظلت ‏ملازمة له منذ كان شاباً يافعاً إلى ان انتهى به المقام على فراش المرض .‏
‏* انتقل إلى رحمة الله فجر الخميس الموافق 23 فبراير 2006 نتيجة مرض ‏السكر، الذي استطاع أن يدمر طاقة كليتيه ، بعد ذلك بدأ كل شيء لديه ‏بالأنهيار، ومنذ عام قبل وفاته ظل يقيم اقامة شبه دائمة في المستشفى ، الذي ‏دخله قبل ستة أشهر تقريبا ولم يخرج منه الا للنهاية الأزلي ة، كان -رحمه الله- ‏في غيبوبة دائمة منذ أكثر من شهر ونصف ، الى أن سكن نبضه ، لكن ظلت ‏نوارس شعره تحلق في سماء بلدته عتيل وغربته الطويلة. ‏

من أعمال الشاعر:

حوارية البحر
عند بئر القرية
طائر الرّعد
النسر الجريح
آه روما!
ثورة البركان
بحر غزّة ..!
جنـين

بحر غزّة ..!

بحرَ غزّةَ إني حزينْ!1.
عندما جئت شاطئك المتهتك عند الغروبِ،
أمني الفؤاد بلحظة صمتٍ، تغير طعم المرارة في سفتيَّ،
تفك القيود التي كبلت معصميَّ،
وتطلقُ روحيَ خلف وجيبِ زفيركَ ..
أسمو، أطير مع الرّائحات السنونو الى ما وراءِ الأفقْ ..
كان حزني صبياً أهدهدهُ بالغناءِ ..
لِيغفوَ في دَعةٍ الأولياءِ،
وكان عنيداً فلا يستجيبُ لهدهدتي ..
لكأن الشّجونَ غدت نسْغهُ،
ألف سحقٍ لهذي الشّجونْ!

.................................

أغمّضُ عيني وأفتحها ..
أين تلويحة الأمّ، تنهيدةُ الأختِ؟ أين دموع الحبيبة عند الوداعِ ..
تقبل مبسمها؟ أين همس الصديق: تراك ستذكرنا في اغترابكَ؟ ..
ياصاحبي .. كيف تنسى الغصونُ الجذوعَ؟
الزّهورُ القواويرَ؟
أو كيف تنسى الخزامى مساكبها؟
والسنونو ملاعبها،
أترى الأرض تغدو خيالاً وذكرى؟
وعطراً يضوعُ مع النسمات،
ونشْرا؟
معاذ الهوى يا أحبّة عمري الذي ضاع هدرا!
عائد انني ذات يوم .. وان غبت دهرا!
عائد ذات يوم لأصنع للأرض والأهل نصرا!
* * *
2. بحر غزةَ اني حزينْ!
عدت أشلاء قبطانَ قد خذلتهُ النينْ!
عاجزاً محبطاً، يشتم الزّمنَ العبثيَّ اللعينْ!
يتنازعهُ هاجسان: اغتيال الوليِّ، ودفن اليقينْ!
* * *
بل أنا، بحرَ غزّةَ، لستُ حزينا ..
وتغمرني دفقةٌ من سُكونْ!
وأنا لم أهن ذات يومٍ، وما ضعضعتني الشّجون!
أحسُّ بأن الصبيّ الذي في فؤادي قضى،
وأن زمان الرومنسية الساذجهْ ..
قد مضى وانقضى!
وأحس بأن أعاصيرك الهائجةْ ..
مسحت عن أساريرك الجذلة المائجهْ ..
سحرها!
أسكتَّ .. لماذا؟ أليس السّكوت دليلَ رضا؟
فأصخبن!َ اذن ياملاذي الأمينْ!
يارجاء مياميننا الثائرين!
وبشراكَ .. جفت دموعي .. وأغرب حزني الدّفين!
بحر غزة اني بخير ..
وما ضعضعتني الشّجونْ!

******************


موسوعة شعراء فلسطين
 
الشاعر

هارون هاشم رشيد
موسوعة شعراء فلسطين

الشاعر الفلسطيني «هارون هاشم رشيد» من مواليد حارة الزيتون في غزة هاشم عام 1927، اسم ذو حضور خاص ، اقترن بفلسطين وعذاباتها ، فوقف شعره تارة على رؤوس أصابعه حزناً على فلسطين وقضية شعبه وتارة أخرى ممتشقاً قلباً لا يتوقف غضبا ، وظل طوال نصف قرن وفياً لاختياره مخلصاً في تعبيره بالهم الفلسطيني من خلال تجربته كانسان ابعد عن وطنه ظلما ، وعاش مآسي وإحداثا تقلبت على فلسطين خلال عمره المديد .
هارون هاشم رشيد من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم « شعراء النكبة » أو « شعراء المخيم » ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد شاعرنا، شاعر القرار 194 كما وصفه الشاعر عزا لدين المناصرة ، فهو من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة ، العائد ، العائدون .. وشاءت الأقدار لهذا الشاعر أن يتعايش ويصاحب اللاجئين منذ اللحظات الأولى لهذه المأساة النكبة ، فتفجر شعر هارون من هذه التجربة ، وولد ديوانه الأول «مع الغرباء» عام 1954 رصد فيه معاناة فقدان الوطن ،
وتأثيرات النكبة وما خلفته ، حتى ذهب بعض النقاد ومن كتبوا عنه إلى اعتباره من مدينة يافا أو من بئر السبع وهما مدينتان تم احتلالهما وتشريد أهلهما عام 1948 فقصائده تبدو وثيقة نفسية وإنسانية ترصد ألم اللجوء وحياة المشردين ، وحتى اليوم مازال يستلهم قصائده من ألوان الحياة الفلسطينية ، فقد اشبع دواوينه الأولى بموضوع اللاجئين والنكبة .
ظل قريباً من الناس بعيداً عن النخبوية والمعارك الطاحنة بين القديم والجديد، بل ظل همه التعبير صريحاً عما يؤثر فيه، قريباً من هموم شعبه وأمته.

أعماله الشعرية :

مع الغرباء (رابطة الأدب الحديث، القاهرة، 1954م).
عودة الغرباء (المكتب التجاري، بيوت، 1956م).
غزة في خط النار (المكتب التجاري، بيروت، 1957م).
أرض الثورات ملحمة شعرية (المكتب التجاري، بيروت، 1958م).
حتى يعود شعبنا (دار الآداب، بيروت، 1965م).
سفينة الغضب (مكتبة الأمل، الكويت، 1968م).
رسالتان (اتحاد طلاب فلسطين، القاهرة، 1969م).
رحلة العاصفة (اتحاد طلاب فلسطين، القاهرة، 1969م).

فدائيون (مكتبة عمّان، عمّان، 1970م).
مزامير الأرض والدم (المكتبة العصرية، بيروت، 1970م).
السؤال / مسرحية شعرية (دار روزاليوسف، القاهرة، 1971م).
الرجوع (دار الكرمل، بيروت، 1977م).
مفكرة عاشق (دار سيراس، تونس، 1980م).
المجموعة الشعرية الكاملة (دار العودة، بيروت، 1981م).
يوميات الصمود والحزن (تونس، 1983م).
النقش في الظلام (عمان، 1984م).
المزّة - غزة (1988م).
عصافير الشوك / مسرحية شعرية (القاهرة، 1990م).
ثورة الحجارة (دار العهد الجديد، تونس، 1991م).
طيور الجنة (دار الشروق، عمان، 1998م).
وردة على جبين القدس (دار الشروق، القاهرة، 1998م).

أعماله الروائية :
سنوات العذاب (القاهرة، 1970م).
الدراسات :
الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).
مدينة وشاعر : حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).
الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).
=======================================

( اليهم ، ال...1740; کل الاسر...1740; و السجناء ف...1740; الليل السجن الصهيون...1740; )

(1)
صَباحُ الخَير...
تَحمِلها إل...1740; الاَحباب
أَسرابُ الحَساسِين
تَدورُ بِها مولهةً عَل...1740; کُلِّ الزَنازِينِ
تَحُطُ عل...1740; شَبابِيك مُغَلَّقة
وَ تُنشِدُ لِلمَساجِين
وَ تَحمِلُ شِلحَ زَنبقَةٍ لَهم
أَو غُصنَ زَيتُونِ
مِنَ الوَطنِ الَذ...1740; لا مِثلُه
أَحلَ...1740;
مِنَ الوَطَنِ الفَلسطين...1740;
***
(2)
تَقولُ لَهُم: صَباحُ الخَير
لِلغُرِّ المَيامِينِ
صَباحُ الخَيرِ مِن
وَ مِن
وَ مِن رَبَواتِ حَطِّين
وَ مِن
مِن مَسجِدِها المَعمُورِ
مِن نَفحِ البَساتِينِ
***
(3)
صَباحُ الخَيرِ مِن أَهليکُمو البُسَطاءِ
مِن لَيلِ المَساکِينِ
وَ مِن أَوجاعِ مَظلُومٍ
وَ مِن أَنَّاتِ مَحزُونٍ
صَباحُ الخَيرِ
مِن تَوقِ النَّو...1740; المَشبُوبِ
مِن نَبضِ الشَرايينِ
***
(4)
صَباحُ الخَيرِ
يا أَحبابَنا الاَحرار
يا أَمَلَ المَلايينِ
وَ يا لَمعَ السَّنا،ِ وَ الضَّوءِ
عَل...1740; مِيعادِنا نَبق...1740;
عَل...1740; العَهدِ الفَلسطيني

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشــــــــــــاعرة

ريــتا عـــــودة

شاعرة وقاصّة فلسطينيّة
من مواليد النـّاصرة
حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة الانجليزية والأدب المقارن
ولدت الشاعرة ريتا عودة فى مدينة الناصرة فى 29 أيلول عام 1960 وتلقتتعليمها الجامعى فى جامعة حيفا،حيث حصلت على شهادة اللقب الأول فى اللغة الإنجليزية والأدب المقارن،وتقوم حالياً بتعليم اللغة الإنجليزية والكتابةالإبداعية فى ثانوية الناضرة،تكتب قصيدة النثر.. القصة القصيرة ومقالات أدبية ، صدر لها كتاب قصائد عام 1994بعنوان "ثورة على الصمت "وكتاب"مرايا الوهم"عام 1998نولها كتابا "اإمرأة على مفترق الأحلام " ماثل للطباعة .
تم غناء وتلحين بعض قصائدها من قبل الفنانات : أمل مرقس ، هويدا زعاترى ، قام بعض النقاد المحليين بالكتابة عنها منهم: تركى عامر، د/نديم حسين ، هلون فيصل طه

صدر لها :

ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994
مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998
يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريـّة) 2001
ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريـّة) 2003
قبل الإختناق بدمعة ( أمواج دمعيّة )2004

أبعد من أن تطالني يد( مجموعة قصصيّة )
فلسطين صرخة آخر الليل!!
موجوعة هذي الحجارة
في أيدي
صغار العصافير
موجوعة هذي الصخور
من مناقيـــــر النسور
موجوعة ظلالنــــُا
على خريــــطة
الصقور
: ياأيها الوجع
آن الأوان
لاعلان
هـُوية النـَّدى
: ياأيها الوجع
آن الأوان
لعودة
فقراء الفـــَرَاش
المُــرهــَق
من قهر الشتات
آن الآوان
لتنمو وتتكاثر النوارس
على ضفافك
يا فلسطين
فأنت الحلم الأكبر
المُلقى على
كفة المَوازين
وأنتِ الأخضر
الممتدّ عبر قحط
المـَعايير
وأنتِ صـَرخةُ
آخر الليل
يا فلسطين!

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشـــــــاعر

جورج جريس فرح

من مواليد حيفا ـ فلسطين ـ عام 1939 ومن سكان شفا عمرو حاليا .
أنهى دراسته الثانوية في " الكلية الأرثوذكسية العربية " في حيفا عام 1959م .
درس المحاسبة وإدارة الأعمال ، عمل موظفا حتى عام 1969م , ثم مديرا لمكتب تأمين حتى عام 1980م , ثم مديرا في بنك العمال حتى 1994م حيث استقال ليزاول الأعمال الحرة في مجالات الخدمات التجارية , الإعلان , الطباعة والنشر .
كتب الشعر في سن مبكرة ، كما كتب القصة القصيرة , المقالة ، وكلمات الأغاني .
أصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان " بدء الحصاد " عام 1985م والثانية " صوت يبحث عن صداه " عام 1991 وقد تأثرت مجموعته الأخيرة بأحداث الانتفاضة الفلسطينية بشكل خاص .
نشرت الصحف العديدة والمجلات الكثير من إنتاجه وتم تلحين وغناء العديد من كلماته .
==============================================

نماذج من أعمال الأديب:
حلوة الأوصاف
من خيط المرارة
حكايات جدي

اصدارات الأديب:

الليل والحب وحبيبتي !
هاتوا الصغار أضمهم

الشرقية ...
فإذا كان اللقاء
صورة
بلادي
خواطر الميلاد
ذات يوم
صوت يبحث عن صداه
حكايات جدي
ولدي

أتوق
الأثقال الخفيفة
-----------------------------------------------

هاتواالصّغارَ أضمُّهُم
هاتوا أياديكُمْ
إذاتَعِبَتْ وأضناها العَمَلْ
هاتوا أقَبِّلْها
وأغسِلْها
بدمعٍفي المُقَلْ
هاتوا كواهِلَكُمْ
فقد حمَلَت مدى العُمرِالثِّقَل
والأرضُ منكُم لم تَزَلْ
مِعطاءَةً
منذُالأزلْ
هاتوا معاوِلَكُم
أزيِّنْها
بشاراتِالظَّفَرْ
هاتوا مواجِعَكُم
أطيّبْها
بزيتٍ منشجَرْ
زيتونِنا الطفّاحِ من جوفِ الحجَر!
هاتواصِغارَكُمو
أضمّهمو
إلى الصدرِ العَطِرْ
هاتوا
لأطبعَفوقَ جبهَتِهِم قمَرْ
فهُمُالبدايةُ
والنهايةُ
والحكايةُ
والخبَرْ
وهمُالقضيَّةُ
والهويَّةُ
والمسيرةُوالأمَلْ!
نسرٌ أم حمامة
لاجتماعِ الطَّيرِ،
ما قبلَ الصَّباحْ،
أقبَلَتْ، مذعورَةً،
أسرابُ أصحابِ الجناحْ..
جَدوَلُ الأعمالِ مَقصُورُ الكلامْ:
نزعُ شاراتِ السَّلامِ عنِ الحَمامْ!
حيثُ أنَّ الناسَ قد مَلّوا الوُعودْ
فالحَكايا جاوَزَتْ كلَّ الحُدودْ
كلَّ يَومٍ يملأُ الدُّنيا بَشائرْ
عن سَلامٍ قادِمٍ كالطَّيرِ طائرْ
ناعقًا قالَ الغُرابْ:
يا طُيورْ
آنَ أن يَرعَى القَضِيَّة
نسرُنا حامي الحَميّةْ
فهْوَُ أوْلى بالوظيفَةْ
مِن ذوي النَّفسِ الضَّعيفَةْ
فيهِ لَو رُمنا الحقيقَةْ
كلُّ ما تَبغي الخليقَةْ
فالمعالي مَطلبُهْ
والبَرايا تَرهبُهْ،
فاجعَلوا النَّسْرَ الإماما
واعزلوا الآنَ الحَماما
لم يَطُلْ ما كانَ مِن أخذٍ ورَدّْ
قرَّرَوا بالأمرِ عَنْ عَزْمٍ وجِدْ
مِنْ عَلى أنقاضِ جُثمانٍ وَجِيفَهْ
تمَّ تتويجُ الخليفَهْ!
وانفضَّ جمعُ المؤتمَرْ
واستغرَبَ النّاسُ الخبَرْ...
عامٌ مَضَى
أو بَعضُ عامْ
والهمسُ في الأنحاءِ قام:
هل يا ترى ضاعَ السَّلامْ؟
حتّى الأبَدْ؟
مَنْ مُرجِعٌ بِيضَ الحَمَامْ؟
أينَ المَدَدْ؟
مَن ذا الذي يأتي بها؟
مِن بَعْدِ طولِ غِيابِها؟
هل مِنْ أحَد؟
هل مِنْ أحَد؟!!!
موسوعة شعراء فلسطين
*****************

 
الشـــــــاعر

سالم جبــران

موسوعة شعراء فلسطين

ولد عام 1941 في قرية البقيعة شمال فلسطين .
*شاهد عام 1948 قوافل اللاجئين الفلسطينيين وهي تعبر البقيعة إلى المجهول في لبنان . وقد أثّرت تلك المشاهد المحزنة في نفسيته والتزامه القومي والإنساني تأثيراً عميقاً.
*أنهى دراسته الثانوية في مدرسة يني يني الثانوية في كفر ياسيف.
*بدأ بنشر القصائد في الصحف (الاتحاد, الجديد, الغد.) وهو في الثانوية. كما انتسب إلى الحلقات الماركسية في كفر ياسيف وانضم لاحقاً إلى صفوف الحزب الشيوعي .
*في كتاب الأديب غسان كنفاني عن "أدب المقاومة في فلسطين المحتلة" اهتمام واضح بشعر سالم جبران وأُسلوبه المتفرد الذي استفاد من المناخات الشعبية والشعر الشعبي .
*عمل بعد الثانوية رئيساً لتحرير مجلة "الغد" الشبابية وركّز على كتابة المقالات حول الثقافة الفلسطينية منذ العهد العثماني إلى النكبة, كما نشر العديد من المقالات عن الأدب العربي الكلاسيكي. وكان هذا مساهمة بالغة الأهمية لأنّ الطلاب في مدارس إسرائيل لم يدرسوا التاريخ الفلسطيني والثقافة الفلسطينية والتراث العربي والإسلامي بشكل عام .
*ترأس تحرير مجلة الجديد الأدبية, وبعد سنوات انتقل إلى "الاتحاد" حيث عمل نائباً لرئيس التحرير الكاتب إميل حبيبي وبعد ذلك ترأس الاتحاد لأكثر من أربع سنوات .
*في عام 1993 وفي أعقاب صراعات عقائدية وتنظيمية ترك صفوف الحزب الشيوعي, وهو يواصل العمل الصحفي والثقافي كما يحاضر في الجامعات والمعاهد العليا حول التعددية الثقافية وقضايا الثقافة الفلسطينية والقضية الفلسطينية عموماً.
*ينشر أسبوعياً في صحيفة "الرأي" الأردنية, وفي "النهار" اللبنانية" و"الطريق" الفلسطينية ويرأس تحرير مجلة "المستقبل" الأدبية, كما ويعطي المقابلات الصحفية والتحليلية في كبريات محطات الإذاعة والتلفزيون العربية .

أعماله الشعرية :

* قصائد ليست محدّدة الإقامة (دار الآداب، بيروت، 1970م).
كلمات من القلب (دار القبس العربي، عكّا، 1971م).
* رفاق الشمس (دار الحرية للطباعة والنشر، الناصرة، 1975م).

============================================
الشبح
أشعر بالحزن وبالفرح
جميع أياميالتي مرت وأحلامي عن
المستقبل
ملفوفة ببعضها تطل لي
أشعرأن العمر ليل دامس
وأنه أجمل من قوس قزح
خرائب خلفي،
وأحلام أمامي تبتني القصور
وبين وعد ظل في عوالم الأمس ووعد لغد
من حيرة أدور
أشعر أن قلبي
في وحشة القبر... وفي نضارةالزهور
أشعر بالحزن وبالفرح
العالم الملموس في يدي ما أطيبه
وفي صميمي رهبة
من طلة الشبح
موسوعة شعراء فلسطين

****************

 
الشـــــــاعر

إبراهيم طوقان

- وُلدَ الشاعرُ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في قضاءِ نابلس بفلسطين سنة 1905 م وهو ابن لعائلة طوقان الثرية .

- تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة .

- ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في الكلية الإنجليزية في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ، وتتلمذ على يد " نخلة زريق" الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم .
- بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام1929م ، ثم عاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس .

- انتقل للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلَ مدرساً للغة العربية في العامين (1931 – 1933 ) ثم عاد بعدها إلى فلسطين .

- وفي العام 1936 تسلم القسم العربي في إذاعة القدس وعُين مُديراً للبرامجِ العربية ، وأقيل من عمله من قبل سلطات الانتداب عام 1940. – ثم انتقل إلى العراق وعملَ مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجله المرض فعاد مريضاً إلى وطنه .

- كان إبراهيم مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغره ، نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه ، اشتدت عليه وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره .

- نشر شعره في الصحف والمجلات العربية ، وقد نُشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان: " ديوان إبراهيم طوقان".

أعماله الشعرية :

1- ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م).
2. ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م).
3. ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م).
4. ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).

أعماله الأخرى :

1. الكنوز؛ ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات ، أحاديث إذاعية ، قصائد لم تنشر ، رسائل ومواقف . إعداد المتوكل طه (ط 1: دار الأسوار- عكا. ط 2: دار الشروق، عمّان ، بيروت) .
=======================================
قصائد لإبراهيم طوقان:-
* - قصيدة " ملائكة الرحمة " .
* - قصيدة " غريرة في المكتبة " .
* - قصيدة " الشاعر المعلم " .

=====================================
الشهيد

عبس الخطب فابتسم
و طغى الهول فاقتحم
رابط النفس و النهى
ثابت القلب و القدم
نفسه طوع همة
وجمت دونها الهمم
تلتقــــي فـــيمزاجهـــا
بالأعــــــاصير والحـــــمم
تجـــمع الهـــائجالخـــضم
إلــــى الراســــخ الأشـــم
وهــي مــن عنصــرالفــداء
ومــــن جــــوهر الكـــرم
ومــــن الحـــقجـــذوة
لفحهــــا حــــرر الأمـــم
ســـار فــي منهــجالعــلي
يطــــرق الخــــلد مـــنزلا
لا يبــــــالي, مكبـــــلا
نالـــــــه أم مجــــــدلا
فهـــو رهـــن بمـــا عــزم
ربمــــا غالـــهالـــردى
وهــــو بالســـجن مـــرتهن
لســـت تـــدريبطاحهــا
غيبتـــــــه أم القنــــــن
إنــــه كـــوكبالهـــدى
لاح فـــي غيهـــب المحـــن
أي وجــــــهتهلـــــلا
يــــرد المــــوت مقبـــلا
إنا للـــــــه والــــــوطن
أرســل النــور فــيالعيـون,
فمــــا تعــــرف الوســـن
ورمــي النــار فــيالقلـوب,
فمــــا تعــــرف الضغـــن
أي وجــــــهتهلـــــلا
يــــرد المــــوت مقبـــلا
صعـــد الـــروحمرســلا
لحنــــه ينشــــد المــــلا
إنا للـــــــه والــــــوطن
أرســل النــور فــيالعيـون,
فمــــا تعــــرف الوســـن
ورمــي النــار فــيالقلـوب,
فمــــا تعــــرف الضغـــن
أي وجــــــهتهلـــــلا
يــــرد المــــوت مقبـــلا
صعـــد الـــروحمرســلا
لحنــــه ينشــــد المــــلا
إن للـــــــه والــــــوطن





موسوعة شعراء فلسطين
 
الشـــــــاعر

حنا إبراهيم إلياس

ولد الكاتب الشاعر حنا ابراهيم في قرية البعنة في الجليل في العام 1927. وكان الولد في تلك الأيام يحمل في الغالب اسم أبيه لا عائلته. حتى المرأة المتزوجة في عائلة أخرى كانت تظل تحمل اسم أبيها وعائلته لا اسم عائلة زوجها. وهكذا عرف كاتبنا بهذا الاسم مع أن اسم العائلة هو الياس الذي ينتمي الى عشيرة حدادين في الأردن حسب رواية شيوخ العائلة .
وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين: يهودية وعربية, عاد الى قريته البعنة. وهناك التقى بأعضاء من عصبة التحرر الوطني عادوا أو لجأوا اليها بعد سقوط حيفا افي يد قوات الهاجاناه الاسرائيلية. وما لبث أن انتسب الى عصبة التحرر الشيوعية التي كانت تعمل سراً وينحصر نشاطها في الدعوة الى القبول بقرار التقسيم وتجنب حرب لا تبشر بخير .

كان حنا ابراهيم واحداً من مؤسسي مجلة الجديد التي نشر فيها جل انتاجه من شعر وقصص قصيرة. وفي العام 1972 أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان أزهار برية, أتبعها بمجموعتي ريحة الوطن في العام 1978 والغربة في الوطن في العام 1982, وبديوان شعر بعنوان صوت من الشاغور في العام 1983 وهي صادرة عن دار الأسوار في عكا .
وأصدر سيرة ذاتية كان جزؤها الأول بعنوان ذكريات شاب لم يتغرب ، والجزء الثاني بعنوان شجرة المعرفة في العامين 1988 و 1996.
وفي العام 1989 أصدر مجموعة قصصية رابعة بعنوان هواجس يومية وديوان شعر بعنوان نشيد للناس في العام 1992.
كما أصدر ثلاث روايات: أوجاع البلاد المقدسة في العام 1997, وموسى الفلسطيني في العام 1998, وعصفورة من المغرب في العام 2000.
وكعامل في السياسة نشر مئات المقالات السبارة في شتى الصحف الصادرة في البلاد.
وفي العام 1996 منحه الرئيس ياسر عرفات وسام القدس للثقافة والفنون كما نال جائزة الابداع .
ترأس مؤسسة الأسوار لمدة عشر سنوات متطوعًا وساهم في العديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية والسياسية.

حنا ابراهيم شخصية وطنية تميز بالموقف الصادق الأمين.

نموذج من شعره :

الى أخي خلف الخط الأخضر – الأحمر
قلبي عليك بقدر ما قلبي معك
فاحسب حسابي حين تحصي أضلعك
نزعوه منك ولا يزال يقول لك
قدر علينا أن تظل مكافحًا
فيما أعيش مصابر
فاذا انتهى أمري فانقذ موقعك
واليوم جئت اليك أعرض نجدتي
ما في يدي حجر ولا في جعبتي
إلا بصائد أشتهي أن تنفعك
أوليست الأعمال بالنيّات
أم رهن لعمرك بالمكان وبالزمان

ها أنتذا بيد تقاوم منكسرا
وأنا أحاول باللسان
ويظل كل الشعر عندي
لا يوازي اصبعك
قالوا لنا نفس الرجال وانه يحيى الرجال
أصكّ هذا مسمعك
أتحسس حين يعربد الرشاش
اذ تعشى العيون من الدخان
وحين ترتطم الحجارة بالدروع
واذ يشد القيد معصمك المحطم
ان أنفاسي تدفّئ أضلعك
ماذا بوسعي أن أقول
وكان ضيّعني صغيرا
من كبيرا ضيّعك
أأقول بارك لأعينك
أحبّ شارون المليك
وغازيا أودى بابلك
ثم شتما أوسعك
أأقول هذي الأرض قسمها الى نصفين
كيما تقدمها على طبق على قسطين
وتقرّ معترفاً بألا قبرُ لك
بل قلت لو بعث المسيح
لما أحال الماء خمرا بل حجر
ولبارك الأطفال
حرضهم على المحتل حمّلهم حجر
وأهاب حتى بالخطاة
ليرجموه بالحجر
اذا أقول وكان ضيّعني صغيرا
من كبيرا ضيَّعك
أأقول للمتعطشين الى الأراضي والدم
هل غادر المحتل من متردم
بل قلتها وأقولها
لبقية العظماء في الزمن اللعين
يا قوم خلوا عن شقيقي واذبحوني
واسلم فديتك
ان من يفدي أخاه ما هلك
هي الانتفاضة تنطق الشعراء ليس العكس
أنطقي لأنشد مطلعك
والى نهاية شوطك المزروع شوكًا أتبعك
فأنا أخوك وكم أخ
لك لم يلده والداك إنجاز لك
واليوم تعرف من أخوك فكم أخ
لك في العروبة ما استحى أن يصفعك

*******************
موسوعة شعراء فلسطين
**


 
الشـــــــاعر

معين شلبية

ولد في الرابع عشر من تشرين أول عام 1958 في قرية المغار الجليلية التي تطل على بحيرة طبرية وتحيطها غابة من أشجار الزيتون الخضراء .
عاش طفولة معذبة شأن أطفال فلسطين بعد نكبة شعبنا؛ تأثرت بحالات المعاناة التي عشناها حتى رافقتني إلى يومنا هذا، وكانت كافية لأن تجعلني أسيرها ومحكوما بها إلى الأبد.
خلال دراستي الثانوية أصابتني أعراض الشعر الحقيقية وبدأت أتعرف على الثقافات واطلع على شعرها ؛ ثم بدأت بنشر قصائدي في المنشورات الوطنية ، الصحف الفلسطينية والعربية واختار قراءاتي من الإغريق مرورًا بالمتنبي حتى محمود درويش .
التحقت بقسم اللغة العربية والإدارة العامة في جامعة حيفا حيث بدأت مرحلة جديدة من الحياة حيث مارست النشاط السياسي ، الثقافي ، الاجتماعي ، والنقابي إلى يومنا هذا.
"معين شلبية"
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
الأعمال الشعرية:

* دع الشمس وانصرف
* رحيل الروح
* طقس التوحد
* قبل الماء
* محنة الألوان
* مرايا الغمام
* نافذتي الضبابية
* نجمة يناير
* هجرة الأشواق العارية
* هجرة اللازورد
* هل يغريك الموت

الأعمال النثرية :

تأملات
مساء ضيّق
شطحات
الموجة عودة
ولماذا أسامح يا أصحاب ؟
هل أحد منكم يحمل أمتعة الصبح مكاني
هل من يقرأ في حزني النكبة
ويشارك في موت الليل مقاساة العتمة
ويمزق شريانا في أحشاء زماني
كانت في قلبي تتفتح زهرة
كانت في روحي زنبقة مرة
مر العمر ويا ليته... ما مرّ.
كانت في قلبي تتفتح طفلة
تتململ في رحم الأحزان.. تعاني
كانت في روحي أنثى
ترسم أجنحة الشمس وأعقاب البسمة
لكن سهاما من قوس أحبائي
بعثت في عز الصبح إلى روحي ... فأصابت !
ماذا أفعل يا أصحاب ؟
هل يوجد من يحمل منكم أتعاب الأمة
هل أحد منكم يقرأ أسفار البحر
ويرشف من قاع الكأس بقايا الجمرة ؟
وتقول الطفلة:
ماذا أفعل كي تجعلني حبلى!؟
ماذا أكتب يا أغراب؟
هل يوجد من يفهم فيكم ما قد أكتب؟
قد أكتب عنكم كل خطاياكم
وأعانق فيكم في عز الظهر عذابي
لتكون الثورة
لتكون الثورة
لتكون الثورة..
ماذا أعمل يا عشاق؟
هل أحد منكم يعرف طعم الجرح المالح
في صدر القبلة؟
هل أحد منكم يعرف كيف يكون الحب
على جسر العودة؟
هل أحد منكم يعرف كيف تغيب الروح
على خصر الخيمة؟
هل أحد منكم يعرف كيف يجوع القلب
وتنتحر الشهوة...؟!
ماذا أفعل يا أحباب؟
سراب هذا ... هذا سراب
واصل شهوتك المائية
واصل أحلام الزوجة
فغدا ستعانق تلك الموجة
الموجة عودة
الموجة عودة

الموجة عودة.

*********************

موسوعة شعراء فلسطين
 
الشـــــــاعر

الشاعر حنا أبو حنا

موسوعة شعراء فلسطين

ولد الشاعر والأديب الفلسطيني حنا أبوحنا في الرينة قضاء الناصرة عام 1928، وهو شاعر من شعراء المقاومة الفلسطينية .
عمل مديرا للكلية الارثوذكسية العربية في حيفا ، ومحاضرا في جامعة حيفا وكلية إعداد المعلمين . أصدر العديد من الاعمال الشعرية والادبية ، وكتب قصصا للاطفال ، وكتبا في السيرة الذاتية.
حاز على وسام القدس للإبداع الشعري وجائزة فلسطين للسيرة الذاتية عام 1999. وقد شارك في إنشاء مجلتي الجديد والغد، وبرز في نشاطات ثقافية وسياسية متعددة. ويحرر اليوم مجلة "مواقف" الثقافية.
قال محمود درويش عنه " منه تعلمنا ترابية القصيدة " .
وصفه النقاد بأنه زيتونة فلسطين .
وقد أصدرت مكتبة "كل شيء" بدعم من مجمع اللغة العربية في حيفا كتابًا يتضمن أبحاثًا ودراسات أدبية وتاريخية ، يحمل عنوان زيتونة الجليل ، تكريمًا للشاعر حنا أبو حنا لبلوغه السابعة والسبعين من عمره . والزيتون هو سمة الجليل البارزة ، فهو قديم العهد ، عميق الجذور، وافر الظل ، دائم العطاء ، كالأستاذ حنا أبو حنا، فهو ابن الجليل وجذوره عميقة فيه ، وعطاؤه الأدبي والثقافي والتربوي على مدى أكثر من نصف قرن لا يُبارى .

أعماله الشعرية :

* نداء الجراح (مكتبة عمان، 1969م).
* قصائد من حديقة الصبر (عكا، 1988م).
* تجرَّعت سمَّك حتى المناعة (حيفا، 1990م)

الدراسات:

- عالم القصة القصيرة (مطبعة الكرمل، حيفا، 1979م).
- روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود . تحقيق وتقديم (مركز إحياء التراث العربي، الطيبة، 1985م).
- دار المعلمين الروسية (في الناصرة 1994م).
- رحلة البحث عن التراث (حيفا، 1994م).
- الأدب الملحمي.
- ديوان الشعر الفلسطيني
===============================================
يتلثم ‏كانون
تنزع الأرض معطفها الأصفر
تشرع تينةٌ في طقوس التعري
تنفض ريشها
تلحق السرب عصفورةٌ
تصهل في الدم شرنقة الورد
يستعر الجوع للعاصفة
يتلثم كانون.. يجمر عينيه
يتحزّم بالفضة.. بجذوع الشمس
من فاصلة البرق يهل
مدٌ.. مدَدٌ
يا بحر زنود البرعم
مـدٌ..مدَدٌ
مد.. مدد
يا فولاذَ الحلـم
مد.. مدد يا راعي الغيم
يا شاطئ رفح.. يا قمة عيبال
يا بوابات القدس انفرجي
تشرع نافذة
يتوارب باب
وتلوح مجاديف القمر الناريـه
تتفتح شفاه محاره
قنبلة الشوق تتك..
تلثغ زمجرة
أتحسس صوتي يغسل بـحّـته
في ساقيه الشرر القُزحي
أتحسس صوتي يشحذ ظله
فوق براري السهد
صوتي يتعملق
يا حجل الجرمق
كانون تلثم- يحتضن الجمر
تتفتح سنبلة الجرح
وترف إلى شفة شفة
قِرّب أذنيك من الأرض
تسمع حشرجة الصمت
لا يصمت نهر الدم
دالية الحلم تعرش خلف الشباك
يتجلى عملاق بهاء فوق ذري كنعان
رب العاصفة، إلهُ الخصب
بعثته عناة
نبوّت البرق: "السائق" في يسراه
وبيمناه
النّبوتُ "الطارد"
وهدير الرعد صدى شفتيه.

************************

موسوعة شعراء فلسطين
 
الوسوم
شعراء فلسطين موسوعة
عودة
أعلى