لأحكام المنتقاة من فقه الوضوء والصلاة

خالدالطيب

شخصية هامة
الأحكام المنتقاة من فقه الوضوء والصلاة
الحمد لله الكبير المتعال ملك السموات والأرض الرحمن الرحيم الحنان المنان غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ثم صلاة وسلام دائم علي نبي الهدي محمد - صلي الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين ثم أما بعد :
قال الله علي لسان نبيه " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " ال عمران 31
فلما كانت علامة حب الله هي إتباع النبي - صلي الله عليه وسلم - تلمسنا أقوال وأفعال وتقريرات ونواهي النبي ثم وجدنا أن الصلاة هي أعظم الفروض مصداقا لقوله - صلي الله عليه وسلم - حين سئل أي الأعمال أحب إلي الله قال : الصلاة علي وقتها . كذلك ورد في الحديث الحسن عند الترمذي وصحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب وسنن النسائي وصححه الألباني بمجموع طرقه " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله " ووجدنا قوله - صلي الله عليه وسلم - " صلوا كما رأيتموني أصلي " متفق عليه لذلك لابد لكل عبد أن ينظر كيف كانت صلاة الرسول - صلي الله عليه وسلم - حتي يحقق الصلاة المأمور بها ولما كانت الصلاة لا تصح بغير وضوء أردنا توضيح فقه الوضوء والصلاة ليعلمه كل فرد ويعلمه لغيره من ولد وزوجة وأم وأب وأخ وسائر عشيرته وسائر المؤمنين . بالله التوفيق
أولا : صفة الوضوء : - والوضوء يتم بالشروط والواجبات والسنن الاتية بالترتيب وهي :
1- النية : وهي شرط لا يصح الوضوء ولا الصلاة ولا معظم العبادات بغيرها للحديث الوارد عن عمربن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه " رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأبوداود وأحمد وابن خزيمة
* والنية لا ينطقها العبد بلسانه ولكن تكون في قلبه ولم نجد الرسول أو أحد من الصحابة نطق النية بلسانه

2- التسمية ( يقول بسم الله فقط ) : وهي شرط لا يصح الوضوء بغيرها للحديث الوارد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال " لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه " رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه وحسنه الألباني

3- غسل الكفين : وهو من سنن الوضوء لحديث أوس بن أوس الثقفي قال : رأيت رسول - صلي الله عليه وسلم - توضأ فاستوكف ثلاثا ( أي غسل كفيه ) رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني ومثله من حديث عثمان بن عفان وحديث علي بن أبي طالب في وصف وضوء النبي .

4- المضمضة والاستنشاق : وهي من واجبات الوضوء ولا يجوز تركه لحديث أبي هريرة " إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر " متفق عليه وفي رواية عند أبي داود " إذا توضأت فمضمض "
وعن أبي هريرة قال : أمر رسول الله بالمضمضة والاستنشاق " رواه الدارقطني ولاحظ أن المبالغة في الاستنشاق من السنن لحديث لقيط بن صبرة قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال :
" أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما " رواه الترمذي وأحمد وأبوداود وغيرهم
س : كيف تتم المضمضة و الاستنشاق ؟
جـ : عن علي رضي الله عنه أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسري ففعل هذا ثلاثا ثم قال : هذا طهور نبي الله (صلي الله عليه وسلم) رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه دعا بإناء فأفرغ علي كفيه ثلاث مرات فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر . متفق عليه
ونلاحظ أن المضمضة والاسنشاق تكون بكف ماء للأثنين أفضل وإن فرق فلا بأس إن شاء الله تعالي

5 - غسل الوجه : وهو واجب لقوله تعالي " إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم ..... " المائدة 6
فلا يجوز تركه واعلم أن غسل اللحية وتخليلها من الواجب في الوضوء ولا يجوز تركها وذلك لسببين :
الأول / بيان الرسول - صلي الله عليه وسلم - بأنها من أوامر الله لحديث أنس أن النبي كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله نحن حنكه فخلل به لحيته وقال " هكذا أمرني ربي عز وجل " رواه أبو داود وصححه الحاكم وغيره
الثاني / أن اللحية حتي أطرافها من الوجه لحديث عمرو بن عبسة قلت يا رسول الله حدثني عن الوضوء : وفيه " ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت حطايا وجهه من أطراف لحيته " رواه مسلم وأحمد
واعلم أن تخليل اللحية المأمور به يحدث ولو بأخذ كف واحد لذلك كما ورد في الأحاديث
ومن سنن غسل الوجه تعاهد الماقين ( الماقين هي جوانب العيون ) لحديث أبي أمامة أنه وصف وضوء رسول الله قال : وكان يتعاهد الماقين . رواه أحمد والطبراني في المعجم الكبير وذكره الحافظ في التلخيص ولم يعلله أو يضعفه
ومن سنن غسل الوجه أيضا غسل جزء من مقدمة الرأس (الناصية) وذلك لحديث علي لابن عباس حين قال : يا بن عباس ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله ...... وفيه ...... ثم أخذ بيديه فصك بهما وجهه ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه ثم أخذ كفا بيده اليمني فأفرغها علي ناصيته ثم أرسلها تسيل علي وجهه . رواه أحمد وأبوداود وحسنه الألباني
كما ورد في حديث أبي هريرة عند مسلم وفيه : فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ( الغرة : هي مقدمة الرأس )

6- غسل اليدين مع المرفقين : هو من واجبات الوضوء ولا يجوز تركه لقوله تعالي " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق ....... " المائدة 6 وفي الحديث عن أبي هريرة أنه توضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمني حتي أشرع في العضد ثم غسل يده اليسري حتي أشرع في العضد الحديث أخرجه مسلم
ومن واجبات غسل اليدين أيضا تخليل أصابع اليد لحديث ابن عباس أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال :
" إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك " رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه الألباني
ومن سنن غسل اليدين : التحجيل وهو غسل جزء فوق المرفقين والكعبين لقوله حتي أشرع في العضد

7- مسح الرأس :
وهو من واجبات الوضوء ولا يجوز تركه لقوله تعالي " فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم " المائدة 6
وعن عبدالله بن زيد أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلي قفاه ثم ردهما إلي المكان الذي بدأ منه " رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي
ومن واجبات غسل الرأس غسل الأذنين وإنما جعلنا الأذنين من الرأس لسببين هما :
الأول / عن ابن عباس عن النبي قال " الأذنان من الرأس " رواه ابن ماجة وأحمد وأبوداود والترمذي وصححه الألباني
الثاني / عن عبدالله الصنابحي أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال " إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه .... الحديث وفيه .... فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتي تخرج من أذنيه " النسائي ومالك
س : كيف يكون غسل الأذنين ؟
جـ : عن ابن عباس أن النبي مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما . فهذا يوضح أن غسل الأذنين يكون مع مسح الرأس ومن سنن مسح الرأس أنه يجوز المسح علي العمامة و ما شابهها لحديث عمرو بن أمية الضمري قال رأيت رسول الله يمسح علي عمامته وخفيه . رواه البخاري وأحمد وابن ماجه
وعن بلال قال مسح رسول الله - صلي الله عليه وسلم - علي الخفين والخمار . رواه الترمذي وصححه والنسائي
والخمار : كل ما غطي الشئ وستره والمقصود هنا العمامة , الخف : ما يلبس في القدمين من جلد ويغطي الكعبين
وعن المغيرة بن شعبة أن النبي توضأ فمسح بناصيته وعلي العمامة والخفين . رواه مسلم وأحمد

8- غسل الرجلين :
وهي من الواجبات ولا يجوز تركها لقوله تعالي " فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين " المائدة 6
وعن أبي هريرة أن النبي رأي رجلا لم يغسل عقبه فقال " ويل للأعقاب من النار " رواه مسلم
ومن واجبات غسل الرجلين تخليل الأصابع لحديث ابن عباس السايق " إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك " رواه احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه أبو داود
و من سننه التحجيل لحديث أبي هريرة أنه توضأ وغسل رجله اليمني حتي أشرع في العضد . رواه مسلم
ومن سننه المسح علي الخفين بشرط أن يدخل رجليه طاهرتين ولا يزيد لبس الخف عن ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم
فعن المغيرة بن شعبة قال قلنا : يا رسول الله أيمسح أحدنا علي الخفين ؟ قال " نعم إذا أدخلهما طاهرتان " الحميدي وغيره
وعن صفوان بن عسال قال أمرنا يعني النبي - صلي الله عليه وسلم - أن نمسح علي الخفين إذا نحن أدخلناهما علي طهر ثلاثا إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم ولا نخلعهما إلا من جنابة . أحمد وابن خزيمة
ويكون المسح علي ظهر الخف لا باطنه فقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال : لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه لقد رأيت رسول الله يمسح علي ظاهر خفيه . رواه أبو داود والدارقطني وصححه الألباني
واجبات يجب الأنتباه إليها :
1- الترتيب : لأن الله عز وجل بينه ورسوله ولو لم يكن واجبا لما بينه ولتركه كما ترك عدم الترتيب في غسل الجنابة

2- الموالاة : وهي عدم تأخير غسل عضو حتي ينشف ويجف الذي قبله مباشرة ويكون ذلك بزمن معتدل خال من الريح أو البرد أو الحر وغيره مما لا دخل للأنسان فيه . ودليل ذلك حديثان هما :
الأول / عن عمر بن الخطاب أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر علي قدمه فأبصره النبي - صلي الله عليه وسلم - فقال " ارجع فأحسن وضوءك " قال فرجع فتوضأ ثم صلي . رواه أبو داود
الثاني / عن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رأي رجلا يصلي في ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء . رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني

سنن يجب الأنتباه إليها :
1- البدأ باليمين ثم الشمال : وقد نقل النووي الإجماع علي ذلك والأحاديث كثيرة في ذلك وقد ذكرنا منها فيما سبق

2- تكرار غسل العضو حتي ثلاث مرات : قال النووي أجمع المسلمون علي أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة وعلي أن الثلاث سنة . انتهي كلامه . واعلم أنه ثبت عن الرسول الوضوء مرة مرة , ومرتين مرتين , وثلاثا ثلاثا
* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : توضأ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - مرة مرة . رواه البخاري وأحمد
* عن عبدالله بن زيد أن النبي - صلي الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين . رواه أحمد والبخاري
* عن عثمان رضي الله عنه أن النبي - صلي الله عليه وسلم - توضأ ثلاثا ثلاثا . رواه أحمد ومسلم
ملحوظة هامة : - الواجب في غسل الرأس مرة واحدة حتي لو غسل باقي الأعضاء مرتين أو ثلاث والدليل علي ذلك الاتي :
الأول / عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : جاء أعرابي إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - يسأله عن الوضوء فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل ذراعيه ثلاثا ثم مسح برأسه فأدخل أصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بأبهاميه علي ظاهر أذنيه وبالسباحتين باطن أذنيه ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد علي هذا فقد أساء وتعدي وظلم . رواه أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني
ونلاحظ ان النبي ذكر كل الأعضاء ثلاثا إلا الرأس ومعها الأذنين ثم قال من زاد فقد أساء وتعدي وظلم
الثاني / عن عبدالله بن مغفل أنه قال سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول " إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء وإن فاعله مسئ وظالم " رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه وصححه الألباني
ونلاحظ أن الأعتداء في الطهور يكون بالنقص عن الواجب أو بالتعدي عن حد السنة والله أعلم

الثالث / عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه دعا بإناء فأفرغ علي كفيه ثلاث مرات فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلي المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرات إلي الكعبين ثم قال رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري وأحمد ومسلم
ونلاحظ أنه ذكر كل عضو ثلاث إلا الرأس مرة واحدة وانظر إلي فضل المغفرة المترتبة في الحديث فإن العبد لا ينالها إلا بإتباع وضوء الرسول - صلي الله عليه وسلم - ثم الصلاة الخالصة لله التي لم يحدث فيها نفسه .

3- جواز تأخير المضمضة والاستنشاق علي غسل الوجه واليدين : ونقول أن هذه من السنن الميتة فأحيها ولو قليلا جدا
عن المقدام بن معدي كرب قال أتي رسول الله بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ثم غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ثم مضمض واستنشق ثلاثا ثلاثا ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما . رواه أحمد وأبو داود
وفي رواية الإمام أحمد : وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا . واسناده حسن كما قال النووي وابن حجر والشوكاني والألباني

ثانيا : الدعاء بعد الوضوء : -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - " ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " رواه أحمد ومسلم وأبوداود فانتبه لهذا الخير العظيم ولا تجعل الشيطان يفوتك إياه

ثالثا : نواقض الوضوء : -
1- البول والغائط : وفي ذلك إجماع والأحاديث فيه كثيرة

2- الفساء أو الضراط : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتي يتوضأ " فقال رجل من أهل حضر موت : ما الحدث يا أبا هريرة ؟ قال : فساء أو ضراط . رواه البخاري ومسلم وأحمد
نلاحظ أن العبد إذا شك هل أحدث أم لا فإن ذلك لا ينقض الوضوء حتي يتأكد بسماع صوت أو رائحة مميزة جدا
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرج حتي يسمع صوتا أو يجد ريحا " رواه مسلم والترمذي

3- النوم : ونقصد هنا النوم الذي يفقد فيه العبد وعيه تماما أما الغفوة أو الخفقة التي في بداية النوم فلا تنقض الوضوء
عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله " العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ " رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه
وعن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة فقام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقمت إلي جنبه الأيسر فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني قال : فصلي إحدي عشرة ركعة . رواه مسلم
وعن أنس قال كان أصحاب رسول الله ينتظرون العشاء الاخرة حتي تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون . أبوداود


4- أكل لحم الإبل : عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال " إن شئت توضأ وإن شئت فلا تتوضأ " قال : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال " نعم توضأ من لحوم الإبل " مسلم وأحمد

5- خروج المذي : عن علي رضي الله عنه قال : كنت رجلا مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله لمكان ابنته فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال : " توضأ واغسل ذكرك " رواه البخاري ومسلم

6- مس الفرج متعمدا : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال : " أيما رجل مس فرجه فليتوضأ و أيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ " رواه أحمد
عن بسرة بنت صفوان أن النبي قال " من مس ذكره فلا يصلي حتي يتوضأ " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي
أما من لم يتعمد مسه فلا وضوء عليه فعن طلق بن علي أن رجلا جاء إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - فقال يا رسول ما تري في مس الذكر في الصلاة فقال " وهل هو إلا بضعة منك أو مضغة منك " رواه الترمذي وأحمد وابن ماجة
وفي رواية عند النسائي : أن الرجل سأل رسول الله عن رجل احتكك وهو في الصلاة فمس ذكره . وذكر الحديث
وعن بسرة بنت صفوان أن النبي قال " إذا أفضي أحدكم بيده إلي فرجه فليتوضأ " رواه النسائي وصححه الألباني
وممن قالوا بتعمد مس الفرج : ابن عباس عند عبدالرزاق في مصنفه وابن حزم في المحلي , وذكر الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية أنه قول علي رضي الله عنه هذا واعلم أن مس الدبر لا ينقض الوضوء إنما مس القبل هو الناقض لأن الفرج في الشرع يعني القبل فقط قال تعالي " والذين هم علي فروجهم حافظون إلا علي أزواجهم .... "

ملحوظات هامة :
1- مس المرأة لا ينقض الوضوء والدليل عن عائشة رضي الله عنها : إن كان رسول الله ليصلي وإني لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة حتي إذا أراد أن يوتر مسني برجله . رواه النسائي وصححه ابن حجر والألباني
وعن عائشة قالت : فقدت رسول الله ليلة من الفراش فالتمسته فوضعت يدي علي باطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان ....الحديث . رواه مسلم والترمذي
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ . احمد وصححه الألباني في صحيح الجامع

2- يجب علي المستحاضة أن تتوضا لكل صلاة ودليل ذلك أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي فقالت إني أحيض الشهر والشهرين فقال رسول الله - صلي الله عليع وسلم - " إن ذلك ليس بحيض وإنما ذلك عرق فإذا أقبل الحيض فدعي الصلاة وإذا أدبر فاغتسلي لطهرك ثم توضئي عند كل صلاة " رواه البخاري والترمذي والدارقطني .

3- خروج الدم لا ينقض الوضوء وهذا لأنه لا يوجد دليل علي بطلان الوضوء كما أن عباد بن بشر أصيب بسهام وهو يصلي فاستمر في صلاته وهو في حراسة ليلا وروي ذلك البخاري ومسلم وغيرهم ولم يحكم النبي ببطلان صلاته مع خروج الدم وهذه واقعة لا تخفي علي النبي وأيضا ورد عن ابن عمر أنه عصر بثرة وخرج الدم ثم صلي ولم يتوضأ

 
كل الشكر لك خالد على انتقاءك

بارك الله فيك

ووفقك لما فيه الخير وجعله في ميزان حسناتك

 
لأحكام المنتقاة من فقه الوضوء والصلاة
 
الوسوم
المنتقاة الوضوء لأحكام والصلاة
عودة
أعلى