D
Dream
زائر
فى أحد الأيام وقف رجلاً فى وسط القرية ،
ليعلن أن قلبه هو أجمل قلب فى كل الوادى ..
وتجمع الناس من حوله ،
وكلهم أعجبوا بقلبه لأنه كان صحيحاً ،
لم يكن به أي علامات أو شروخ ..
واتفق الجميع أنه حقيقة أجمل قلب قد نظروه ..
وأحس الرجل بالفخر وأخذ يعلن بصوت عال أنه صاحب أجمل قلب .
وفجأة ظهر شيخ متقدم فى الأيام أمام الجمهور وقال :
" يا شاب لماذا قلبك ليس له جمال يقارب جمال قلبى ؟ " .
نظر الشاب وكذلك الجمهور على قلب الرجل الشيخ ،
كان ينبض بقوة ولكنه ممتلئ بالندبات ،
وفيه أجزاء قد أزيلت ووضعت بدلا منها أجزاء أخرى ،
لا تتناسب مائة بالمائة مع الأجزاء التي أزيلت ،
وهكذا وجدت بعض الحواف الخشنة ،
وفى الحقيقة كانت هناك فى بعض الأماكن عبارة عن فجوات ،
حيث كانت هناك أجزاء ناقصة فعلا ..ً
حملق جمهور الناس وتساءلوا مندهشين ،
كيف يمكن لمثل هذا القلب المشوه أن يكون الأجمل ؟ ..
هكذا فكروا
ونظر
الشاب لقلب الرجل الشيخ ورأى منظره فراح يضحك ،
وقال : هل أنت تهزل !
" قارن قلبك بقلبي ، أن قلبي كامل بينما قلبك
عبارة عن فوضى من الندبات والجروح والفجوات " ..
فقال له الشيخ : إن قلبك تام فى منظره ،
وأنا لن أنافسك فى هذا .. أنت ترى قلبي ،
كل ندبة به تمثل شخصاً وهبته حبي ،
فنزعت جزءاًً من قلبي وأعطيته له ،
وغالباً ما يعطونني هم أيضاً أجزاء من قلوبهم ،
لتحل في قلبي مكان الجزء الذي قدمته لهم ،
ولكن لأن الأجزاء لا تتطابق بالضبط ..
لذلك أصبح هناك حفر خشنة في قلبي ،
وهذه أنا أعتز بها ،
لأنها تذكرني بالحب المتبادل بيننا ..
وأحياناً أنا أعطي جزء من قلبي ،
ولكن الشخص الذي أعطيه له ،
لا يعطيني جزء من قلبه بدلاً منه ،
وهذه هي الفجوات الفارغة في قلبي ..
لأنك أن تقدم حبك لآخر يعنى أنك تعطيه فرصة ..
ومع أن هذه الفجوات مؤلمة ،
فإن بقائها مفتوحا يذكرني بالحب الذي عندي أيضاً تجاه هؤلاء الناس
وأنا أتمنى أنهم ربما يعودون يوما ويملئون الفراغ وأنا أنتظر ذلك ..
وهكذا هل ترى أنت الآن الجمال الحقيقي ؟
وقف الشاب الصغير صامتاً بينما الدموع تنهمر على وجنتيه ..
ثم سار حتى وصل للرجل الشيخ ،
ثم أمسك بقلبه القوي التام و الجميل الشكل ،
ونزع جزء منه وقدمه للشيخ بيدين مرتعشتين ..
قبل الشيخ منه هذه العطية الثمينة ووضعها في قلبه ،
ثم أخذ جزء من قلبه الممتلئ بالندبات وأعطاه للشاب ،
وتتطابقت القطعة ولكن ليس تماماً ،
وهكذا ظهرت حافة خشنة فى قلب الشاب ..
نظر الشاب فى قلبه
الذي لم يصبح تاما بعد ذلك ولكنه أصبح أكثر جمالاً من أي وقت مضى ،
حينما فاض الحب من قلب الرجل الشيخ إلى قلبه ..
وهكذا تعانقا ومشيا بعيدا جنبا إلى جنب
فلنرى بقلوبا هي صماء لم تهب شيئا؟
ام وهبت الحب واعطيته لغيرك