أهم إتجاهات التغذية في عام 2011

  • تاريخ البدء

رنون

من الاعضاء المؤسسين
32.gif
525.gif
32.gif




لا شك أن حلول العام الجديد 2011 يشكل خطوة أساسية وفرصة ذهبية للشروع بهدف التركيز على تغذيتنا الصحية، فمع بداية عام 2011 تأتي قرارات السنة الجديدة بوضع أهداف معينة والتي نسعى جميعنا وراء تحقيقها بالرغم من عدم نجاحنا في كثير من الأحيان. وتظهر لنا نتائج الأبحاث المختلفة في هذا الصدد بأن 40% إلى 45% من البالغين والبالغات سنويا يأتون بقرار أو هدف واحد على الأقل مع بداية العام الجديد، وقد يكون أكثر من هدف في كثير من الأحيان. ولعل ما يثير إهتمامنا هو أن 46% من هؤلاء الأفراد يطبقون قراراتهم فعليا خلال أول ستة أشهر من السنة على الأقل. فما هو الحال لدى كل منا؟

ومع أن نسبة 46% قد لا تكون مغرية لدينا لتحفزنا على التخطيط إلى وضع أهداف صحية غذائية فردية لعام 2011 ، إلا أن ما أشارت إليه الدراسات بأن أولئك الذين يحددون أهدافا في بداية العام هم عشر مرات أكثر قدرة على تحقيق النجاح في الصحة والحياة وإطالة العمر من أولئك الذين لا يحددون أية أهداف على الإطلاق. فهل لنا أن نقدم على عام 2011 بهدف غذائي صحي ننمو فيه خلال عام 2011؟

ولعل الخطوة الأكثر أهمية من وضع الأهداف نفسها هي تحديد الحواجز والمعيقات التي تقف في وجهنا وتحول من أن نقدم على تغيير سلوك ما حول غذاؤنا ونمطنا الحياتي، ولعل من الممكن تحقيق ذلك من خلال تحليل وضعنا الحالي وما نطمح الوصول إليه فليكن شعارنا لعام 2011 بأن نداوم على السلوك الإيجابي المكتسب خلال هذا العام مهما كانت سلبياتنا في النمط الحياتي الآني.

والحقيقة المثيرة هو إستمرارية ما يكشفه لنا العلم حول تأثر أمراضنا المعاصرة بنظامنا الغذائي، ففي أحدث دراسة نشرت في عدد كانون الثاني من عام 2010 في مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية، أشار الباحثون إلى علاقة الأنماط الغذائية بنسبة الوفيات من خلال تحليل أنماط الغذاء لأكثر من 2500 من البالغين والبالغات تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما على مدى العشر سنوات الأخيرة. ووجد الباحثون بأن الوجبات الغذائية الصحية ترتبط إرتباطا وثيقا بانخفاض نسبة الوفيات.وقد تميزت الوجبات الغذائية الصحية باحتوائها على كمية أكبر نسبيا من منتجات الألبان والفواكه والحبوب الكاملة، والدواجن والأسماك والخضار، وكمية قليلة من كل من اللحوم والأطعمة المقلية والحلويات والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية.

ويكشف لنا مطلع عام 2011 أهم توجهات التغذية للعقد القادم والتي تتسم بصفتين هما: خصوصية الأفراد ونوعية السعرات الحرارية المتناولة. فبينما تم إخماد نيران بدع الحميات الغذائية غير الصحية وغير المتوازنة والتي تسعى إلى ترويج التخفيض المبرح في الوزن بدون إعتبار لمعايير الصحة الفردية وحالة واحتياجات جسمنا الصحية، مثل: إتباع نظام شوربة الملفوف أو نصيحة وضع رقائق الملفوف على جسمنا، إتباع نظام الحميات الخالية من النشويات، أوالحميات عالية البروتين، أو حتى الإقدام على إتباع أنظمة عشوائية، والخضوع لآلات تكسير الدهون، وتناول أدوية ومكملات غذائية منحفة أو حارقة للدهون أو خافضة للشهية، إلا أن نيران الرغبة لدى العديد منا بدأت تشتعل في التوصل إلى فهم أفضل نحو آلية حدوث المرض، ودور الغذاء والنمط الغذائي في حمايتنا من الأمراض، وفي إدارة المعالجة الطبية لبعض الأمراض. ولعلنا نواحه مسيرة الطلب المتزايد حول معرفة علاقة الأغذية بالأدوية والمكملات الغذائية، وكيفية العيش لمدة أطول
والتمتع بصحة أفضل وحياة أجمل.


ووجدت العديد منا متعطشين لمعرفة المزيد عن علم التغذية، وعلوم الأغذية، مع الشغف في اكتساب المهارات اللازمة من أجل تمييز الحقيقة عن الوهم في المجموعة الكبيرة والمربكة من المعلومات التمناقلة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر الأفراد والجلسات المجتمعية والعائلية، وبتنا ما نسعى إليه هو التسلح بالمعلومات الصحيحة المستندة على أدلة طبية وعلمية رزينة، وهذا إيجابي للغاية.

وقد عني الإتجاه الدارج لدينا في عام 2010 بتخصيص الوقت الكافي للمرض من خلال اتباعنا لأنماط حياة غير صحية والتي تتمثل بعدة عوامل أو محددات منها مرضية، ومنها تغذوية ، ومنها فردية (مثل اتباع عادات معينة كشرب القهوة والمنبهات بكثرة، والتدخين أو التفشش يالتدخين والأرجيلة)، ومنها نفسية (مثل اللجوء لنهم الطعام من أجل التعامل مع ظروف معينة كجو المنزل أو العمل أو الحياة)، وأخرى تعنى بطبيعة العمل المشجعة لاتباع عادات معينة (كتناول الوجبات السريعة والعصائر مع الأصدقاء في العمل أو فرض ساعات عمل طويلة بدون تخصيص وقت للراحة أو النشاط البدني). كما تلعب البيئة والظروف المحيطة دور أيضا، مثل ما طرأ علينا في عام 2010 من حدوث تغيّرات في وفرة أصناف الغذاء كمّاً و نوعاً. كما وتفرض طبيعة الحياة العصرية نفسها لنجد أنفسنا نخوض معركة الضغط المستمر والقلق والتوتر مع تزايد متطلبات الحياة وقلة النوم وقلة قدرة الجسم في مواكبة تسارع نبض الحياة العملية.

ولعلني أتوقع بأن توجهنا لعام 2011 يميل إلى الإهتمام بتناول الأغذية الصحية الغنية بالعناصر الغذائية والإقتصادية من ناحية السعرات ومن ناحية المادة في أن واحد، ولا بد من أن يكون هنالك توجه بالإهتمام بالصفات الصحية للمواد الغذائية وفي فهم الفوائد الصحية التي يمكن أن توفرها بعض الأغذية، إذ يرغب العديد منا مثلا معرفة المزيد عن السرطان والوقاية من المواد الكيميائية الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب، أو الإهتمام بدور حمض الفوليك في الوقاية وفي العلاج من أمراض القلب، أو حتى معرفة مدى ما قد تحدثه نقص فيتامينات وعناصر غذائية معينة من مشاكل صحية، والكشف عن كيفية تنظيم وجباتنا الغذائية مع أدويتنا.
كما يعرب العديد منا عن الإتجاه المتنامي في الإهتمام بالعافية واللجوء للطب البديل والطب التكميلي وما يوفرانه من نظرة شمولية للتمتع بصحة وقائية وجيدة بدلا من خوض معركة المرض وفتح أبواب العلاج. ومع زيادة الإهتمام بالطب التكميلي، يأتي دور التغذية التكميلية والتي تعنى بالنظرة الشمولية للأمور المتعلقة باحتياجات الفرد من أغذية معينة، أو أنظمة محددة.


وعند التمعن في إتجاهات الغذاء و التغذية لعام 2010، وما ألحقت به من تغييرات وتوجهات لعام 2011، فيجب علينا الإعتزاز بقدرتنا على صنع القرارات المتعلقة بتغذيتنا وبصحتنا، فلنجعل التركيز على صحتنا من أهدافنا لعام 2011 فكل ما يطلب منا هو أن نبدي اهتماما متزايدا بسلوكنا الإيجابي، وأن نداوم على الإيجابيات مهما كانت سلبياتنا.
 
الوسوم
2011 إتجاهات التغذية
عودة
أعلى