أسماء بنت عميس بذات الهجرتين وزوجة الفضلاء

  • تاريخ البدء

رنون

من الاعضاء المؤسسين
أسماء بنت عميس بذات الهجرتين وزوجة الفضلاء

تزوج أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قُتيلة بنت عبد العزى وأنجب منها: عبد الله وأسماء ذات النطاقين.
وتزوج أم رومان بنت عامر بن عويمر وأنجب منها: عبد الرحمن وعائشة. وتزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد وأنجب منها أم كلثوم إلا ان زواجه من أسماء بنت عميس كان مختلفاً. فالصديق كان يحبها ويحترمها لدرجة أنه أوصى بألا يغسله أحد سوى زوجته أسماء بنت عميس.
وتكنى أسماء بنت عميس بذات الهجرتين وزوجة الفضلاء. وهي من المهاجرات الأوائل. أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم. وهاجرت مع زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة وهي عروس في شهر عسلها وولدت له هناك: عبد الله ومحمداً وعوناً.
وعندما عادت من الحبشة إلى المدينة المنورة داعبها عمر بن الخطاب قائلاً: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة. فقالت: لعمري، لقد صدقت، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله. فأتته، فقال صلى الله عليه وسلم: “ للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان”.
ودخلت أسماء في امتحان جدي. إذ خرج زوجها جعفر إلى “مؤتة” بأمر واختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً ثانياً لجيش المسلمين، بعد زيد بن حارثة إذا كتبت له الشهادة وقد كان. واستشهد جعفر بن أبي طالب بعد أن تقطعت يداه وهو يحتضن راية الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد أبدل جعفراً عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.
وكان حزن أسماء بالغاً، فقد كان جعفر الرفيق والزوج والحبيب. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت جعفر في اليوم الثالث لاستشهاده وقال لا تبكوا على أخي بعد اليوم.
وراح رسول الله يدعو لأبناء جعفر، ثم جاءت أسماء تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: العيلة - أي الفقر والحاجة - تخافين عليهم يا أسماء وأنا وليهم في الدنيا والآخرة.
وانكفأت أسماء على نفسها وعلى أبنائها ترعاهم وتربيهم تحت سمع وبصر ويد النبي صلى الله عليه وسلم.. حتى كان يوم حنين. فقد توفيت “أم رومان” زوجة أبي بكر الصديق، فزوج رسول الله أبا بكر من أسماء، بعد أن أبدى رغبته في الاقتران بها.
وكان هذا الزواج مواساة لكلا الطرفين.. وانتقلت أسماء إلى بيت الصديق لتعيش زوجة راضية كريمة وفية، ترعى الحق وتصون العهد، ورزقت منه - رضي الله عنه - بولدها محمد بن أبي بكر. وكان الصديق يحبها ويغار عليها حتى انه ذهب يشكو إلى النبي دخول أحد الصحابة على أسماء في غيابه، فقضى النبي عليه الصلاة والسلام بألا يدخل الرجل منفرداً على الغائب زوجها، وإنما يدخل الرجلان والثلاثة درءاً للفتنة. وعندما مرض الصديق مرض الوفاة أوصى بأن تقوم أسماء على غسله، وهذا منه - رضي الله عنه - منتهى الحب والثقة.
ولأنها كانت صوامة قوامة فقد أوصاها الصديق بأن تفطر في اليوم الذي تُغسله فيه قائلاً: هو أقوى لك وتوفي الصديق وقامت أسماء بتغسيله، وذكرت وصيته في آخر النهار، فدعت بماء وشربت وقالت: والله لا أتبعه اليوم حنثا.

حكيمة ولم تكد عدتها تنقضي حتى تزوجها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأنجبت منه ابنهما “عون”. وعاشت في بيت عليّ، سيدة فاضلة، تؤدي حق الزوجية، دونما تفريط أو إهمال أو انتقاص، وترعى أولادها الخمسة وتزرع فيهم الحب والإيمان.
ويروى أن ولديها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر تفاخرا ذات يوم فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك !! وكان علي - رضي الله عنه - حاضراً فقال لأسماء: اقضي بينهما. هنا تتبدى أسماء في أسمى صورة للمرأة المسلمة، وللزوجة المؤمنة فقالت: ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلاً خيراً من أبي بكر !
وسكت الولدان، ولم يعودا إلى ما كانا عليه من المفاخرة. فقط تكلم “علي” مداعباً “فما أبقيت لنا؟!”.
وقاربت رحلة أسماء بنت عميس في الدنيا على النهاية فبعد وفاة الإمام علي أتاها من مصر نعي ولدها محمد بن أبي بكر، فقامت إلى مصلاها في بيتها، وكظمت غيظها، وأدت نفلها، وحبست دمعها، فانعكس كل ذلك على بدنها، وقد ضعف وشاخ، فشخب ثدياها دماً - أي سال منهما الدم - نزفت حتى فاضت روحها، وحلقت في السماوات العلا. وذكر الذهبي أن ذلك كان سنة 60 ه.​
 
رضي الله عن زوجه الصديق
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك
رنـــا
كل التقدير لما نقلت لنا
مع تحياتي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رضى الله عن زوجه الصديق
رنا جزاكى الله عنا كل خير
دمتى بحفظ الرحمن​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
أسماء الفضلاء الهجرتين بذات عميس وزوجة
عودة
أعلى