لا يخفى على مسلم أن الكفار في جميع أنحاء الأرض من يهود ونصارى وملحدين وغيرهم, يحتفلون بأعياد كثيرة لهم في كل سنة, وأكثرها اشتهاراً بين المسلمين بحكم القرب والمعاشرة أعياد اليهود والنصارى؛ وخاصة النصارى كأعياد الميلاد ورأس السنة وغيرها.
والعيد ليس فقط عبارة عن تزاور وأكل وفرح كما يظنه كثير من المسلمين، بل هو دليل على الانتماء الديني، وهو يُشعر من يحييه بمشاركة أو تهنئة أو تخصيص بأنه جزء ممن تحتفلون به، فيفرح إذا فرحوا, ويحزن إذا حزنوا، ولذلك لما زجر أبو بكر الجاريتين اللتين كانتا تغنيان في بيت عائشة رضي الله عنها صرفه عن ذلك النبي الكريم ، وقال له: يا أبا بكر! إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا" وسيأتي بعد قليل.
ومما يجب أن يهتم به جميع المسلمين معرفة أحوال الكافرين, إجمالاً للعامة, وبالتفصيل للعلماء, الذين يتولون مدافعة باطلهم؛ خاصة في شعائرهم وعباداتهم؛ خشية أن تتسرب إلى عوام المسلمين, فيقعون في شئ من هذه الشعائر التعبدية لطواغيت هؤلاء الكفار, وتختلط عليهم الأمور؛ فلا يميزوا بين الحق والباطل.
ولما سرى بين المسلمين سريان النار في الهشيم, التشبه والمشاركة, والتهنئة والمباركة للكافرين في أعيادهم, كان ولا بد لنا من معرفة أعياد الكفار وحكمها, ليسلم للمسلم دينه مما يناقض إيمانه من شبهات أو شركيات, ويحذر من محاكاتهم بما خصوا به من ضلالات وكفريات, ويُسَلِّمُ بما مَنَّ الله عليه من الهدى والكرامات.
فالنهي الوارد عن رسول الله بعدم التشبه بالكافرين في أمورهم - كما سنرى عما قريب - يشمل كل شئ من حياتهم ومناسكهم وعباداتهم وعاداتهم, بل حتى أسماءهم, ويشمل كذلك أعيادهم وحريم العيد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, أي ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثونها، ويشمل كذلك الأمكنة وما حولها، ويشمل كل ما يحدث بسبب العيد من أعمال مثل التهنئة والهدايا وإطعام الطعام، وتخصيص اليوم بزائد عما اعتاده المسلمون كجعله إجازة وجلوساً عن العمل, فعلى المسلم أن يعرف مكان وزمان وشعائر أعيادهم, لا ليحضرها أو يهنئهم بها, ولكن ليتجنبها ويحذرها ويحذر المسلمين منها ومن الانشغال بها.
وللأسف الشديد هناك الكثير من أبناء المسلمين - وخاصة الذين يعيشون في البلاد الغربية أو في مجتمعات مختلطة- يشاركون الكفار أعيادهم, ويحضرون ويشهدون محافلهم واحتفالاتهم، حتى أنه يصدق فيهم وفي أمثالهم ممن تشبه بالكافرين؛ قول رسول الله : "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ؛ حتى لو دخلوا في جحر ضب تبعتموهم, قيل: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن!" .
قال بدر الدين العيني: "أي طريق الذين كانوا قبلكم، والسَنن بفتح السين: السبيل والمنهاج, شبر ملتبس بشبر, وذراع ملتبس بذراع، وهذا كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر" .
قلت: وقد يكون في الكفر، يصدق ذلك غير حديث من أحاديث النبي منها ما روي عن ثوبان قال: قال رسول الله "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين, وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان" .
وقال صاحب فيض القدير: "إن هذا لفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم؛ ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام، لأن نوره قد بهر الأنوار؛ وشرعته نسخت الشرائع؛ وذا من معجزاته؛ فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم ومراكبهم؛ وملابسهم وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها، وأهل الكتابين في زخرفة المساجد وتعظيم القبور، حتى كاد أن يعبدها العوام، وقبول الرشا وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء، وترك العمل يوم الجمعة، والتسليم بالأصابع، وعدم عيادة المريض يوم السبت، والسرور بخميس البيض، وأن الحائض لا تمس عجيناً، إلى غير ذلك مما هو أشنع وأبشع"
وهذا أمر خطير جداً لا بد من التحذير منه لأنه يمس بعقيدة التوحيد؛ إلى جانب أن عوام المسلمين قد يعجبون بأعياد الكفار وما فيها؛ مما يخشى عليهم أن يتبعوها؛ فنظرهم للشئ بإعجاب شديد يورثهم فساداً في قلوبهم وسلباً لإرادتهم.
ولقد عانى المسلمون على مر التاريخ - وخاصة في مراحل الضعف التي تشبه حالنا اليوم-, من تأثر ونقل شعائر الكفار في أعيادهم وعاداتهم إلى بلاد المسلمين, مما حذا بكثير من الأئمة الأعلام الأطهار, إلى تجريد سيف التحذير وصيحة النذير, من تقليد الكفار في أعيادهم, ومشاركتهم أو تهنئتهم بها، وممن صاح محذراً من ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية, والعلامة ابن قيم الجوزية, والحافظ الذهبي, والحافظ ابن كثير وغيرهم رحمهم الله جميعاً, الذين عاشوا في عصر اختلط به المسلمون مع اليهود والنصارى والمجوس, وتأثر بعض جهلة المسلمين بأعيادهم, فألَّفَ هؤلاء الجهابذة الأعلام في ذلك كتباً كثيرة منها:
- "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" لابن تيمية رحمه الله.
- "أحكام أهل الذمة" لابن القيم رحمه الله.
- تشبيه الخسيس بأهل الخميس" للذهبي رحمه الله.
إن أعياد الكفار شر لا بد أن نعرفه من باب معرفة الشر لتوقيه؛ لأن الذي لا يعرف الشر من الناس يقع فيه كما قال الشاعر:
عرفتُ الشرَ لا للشرِ ولكن لتوقيه ومن لا يعرفُ الشرَ من الناسِ يقعُ فيه.
فأعياد الكفار شر عظيم وخطر وبيل, توقع المسلم في عبادات الذين كفروا -والأعياد من أخص عبادات أهل الملل والأديان كما هو معلوم-؛ ومشاركتهم في شعائرها مشاركة في عبادة الطاغوت علم من يفعل ذلك أو لم يعلم.
ولا يخفى على كل متبصر أنار الله تعالى قلبه بنور العلم والهدى, أن دين الإسلام الحق نسخ ما قبله من الشرائع والشعائر التعبدية الباطلة, وما عليه اليهود والنصارى وغيرهم من الناس اليوم من دينٍ وأعياد, -وإن كانت مشروعة قبل الإسلام-, فقد نُسِخَتْ بالإسلام لأنه دخل عليها التحريف والتبديل والأباطيل؛ والشرك والكفر؛ وبقاء الكفار على عباداتهم المنسوخة ومنها الأعياد باطل معلوم بطلانه، فممارسة طقوس العبادة معهم في أعيادهم وتهنئتهم بها, هي من أكبر المصائب التي تواجه الإسلام والمسلمين؛ وإن غلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة البارقة؛ كحسن العشرة والمعاملة؛ والإحسان والبر؛ وهي كاذبة خادعة، ذات مصير مروع مخوف يردي الأمة في المهالك, لذلك كان ولا بد من معرفة أعياد الكفار وما يتعلق بها؛ وما يتصل بفعلها, وكان لا بد لأهل العلم من طرق أبواب هذا الموضوع بكل قوة كما فعل سلفهم الصالح, وإلا وقعت الأمة في الكفر والعياذ بالله.
إن مشاركة المسلمين للكافرين في أعيادهم وتشبههم بهم فيها وتهنئتهم بها؛ له آثار خطيرة على عقيدة المسلم وعلى حياة المسلمين نرى كثيراً منها في المسلمين اليوم ومن هذه الآثار:
أولاً: كسـر عقيـدة الولاء والبـراء: والتي تمثل التمايز العملي النابع من المعتقد السوي, وكسر عقيدة الولاء والبراء يترتب عليه أمران:
أولهمـا: تمييع العقيدة الإسلامية الصافية، وذلك بكسر حاجز الهيبة من المسلمين والتي جعلها الله في قلوب الكافرين؛ حيث قال سبحانه: لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَالحشر13 من وجه.
وثانيهمـا: كسر حاجز النفرة من الكافرين, بإذابة الفوارق بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الباطلة المحرفة من وجه آخر.
وقد وضع الله تعالى فوارق بين المؤمنين والكفار في الدنيا والآخرة، ونهى عن التسوية بين الفريقين، وجعل لكلِّ فريق جزاءً وأحكاماً في الدنيا والآخرة، ووضع لكلِّ فريق اسماً مُميّزاً، كالمؤمن والكافر، والبَرِّ والفاجر, والمتقين والفجار, فقال سبحانه: أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَالجاثية21, وقال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِص28، يعني لا نجعلهم سواء، لأنَّ ذلك لا يليق بعدل الله سبحانه.
وأمر الله تعالى عباده المؤمنين؛ بالبراءة من الكفار والمشركين؛ ولو كانوا من أقاربهم؛ فقال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُالممتحنة4, وهذا أصل من أصول الإيمان والدين؛ مُتقرِّرٌ في الكتاب والسنة وكتب العقيدة الصحيحة، لا يُماري فيه مسلم" .
بل نفى الله تعالى وجود مودة في قلب من يؤمن بالله واليوم الآخر لمن حاَّد الله ورسوله ؛ مهما كانت درجة قرابته؛ أو مكانته ومنزلته؛ فقال سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَالمجادلة22.
قال الشوكاني: "لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ", أي يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله وشاقهما؛ جامعون بين الإيمان والموادة لمن حاد الله ورسوله , " وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ", أي ولو كان المحادون لله ورسوله آباء الموادين؛ أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم, فإن الإيمان يزجر عن ذلك ويمنع منه, ورعايته أقوى من رعاية الأبوة والبنوة والأخوة والعشيرة"
وقال الواحدي: "أخبر الله في هذه الآية, أن المؤمن لا يوالي الكافر وإن كان أباه أو أخاه أو قريبه, وذلك أن المؤمنين عادوا آباءهم الكفار وعشائرهم وأقاربهم فمدحهم الله على ذلك"
ثانياً: تشـكيك المسـلمين في دينهـم:
وذلك عبر شحنهم بسيل من الشبهات والشهوات، ليعيش المسلمُ بسببها مهموماً مغموماً متحيراً، لا يعرف الحق ولا ينكر المنكر, بل يظن المنكر حقاً والحق منكراً، مما يترتب عليه خلط الحقِّ بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، إلى أن يتم جرَّ أهله إلى ردَّةٍ شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه: وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاءالنساء89
قال ابن كثير: "أي هم يودون لكم الضلالة لتستووا أنتم وإياهم فيها, وما ذاك إلا لشدة عدواتهم وبغضهم لكم" .
ثالثاً: هـدم بدهيـات الاعـتقاد:
والتي منها صِدْقُ القرآن الكريم؛ وسيادة دين الإسلام الناسخ لما قبله من الكتب والشرائع والشعائر التي عليها أهل الكفر اليوم في شتى أنحاء الأرض من عبادات وأعياد وغير ذلك.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما "أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض الكتب, قال: فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية, لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني", وفي رواية: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين, أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام, أو اتباع شريعة غير شريعة محمد فهو كافر" .
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "أنَّ مَنْ دافعَ نصَّ الكتاب أو السنة المقطوع بها؛ المحمول على ظاهره؛ فهو كافرٌ بالإجماع، وأنَّ من لم يُكفِّر مَن دان بغير الإسلام كالنصارى, أو شكَّ في تكفيرهم أو صحَّحَ مذهبهم, فهو كافرٌ, وإنْ أظهر مع ذلكَ الإسلام واعتقده" .
رابعاً: نشـر التنصـير والتضـليل والتهـويد بين المسـلمين:
وتوسيع دائرته بالدعوة إليه، عبر استغلال الأعياد مرتعاً لذلك, وإرسال الدعوات من قبلهم للمسلمين حتى يحضروا أعيادهم, هذه الدعوات التي معها النشرات التنصيرية والتهويدية, وغير ذلك مما نعلمه أو لا نعلمه والله يعلمه, حتى أصبح يصدق فينا وفي زماننا قول الشاعر:
ضاعت معـالم عـزة وتحطمت فينا الكـرامة واستبيـح الـدار.
وتبـدلت أخـلاقنا وطـباعـنا وتسـاوت الحسـنات والأوزار.
خامساً: هو ما قاله الذهبي رحمه الله تعالى: "وفي مُشابهتهم من المفاسد أيضًا أنَّ أولاد المسلمين تنشأ على حُب هذه الأعيادِ الكُفريَّة لما يُصنعُ لهم فيها من الرَّاحات والكسوةِ والأطعمةِ, وخُبزِ الأقراص, وغير ذلك, فبئس المربِّي أنت أيُّها المسلم إذا لم تَنْه أهلك وأولادك عن ذلك, وتعرفهم أنّ ذلك عند النَّصارى, لا يحل لنا أن نشاركَهم ونشابههُم فيها" .
وبهذا التمهيد يعلم أن الواجب على المسلمين الحذر الشديد من مشاركة الكافرين في أعيادهم, أو التشبه بهم أو تهنئتهم بها, أو تخصيص يوم عيدهم بزيادة عما اعتاده المسلمون في أيامهم العادية, حتى يحافظوا على دينهم وعلى بقاءهم من أهل الإسلام, وإلا فلا كرامة لمن حرم نفسه نعمة الإيمان؛ بالوقوع في الكفر والخذلان, بسبب اتباعه أهل الكفر من يهود ونصارى وغيرهم من أعداء التوحيد والإيمان.
تعـريف كلمـة العـيد
العيـد لغـة:
العيد في اللغة مأخوذ من عاد يعود، وجمعه أعياد، وهو كل يوم فيه جمع, "والعِيدُ واحد الأَعْيَادُ؛ وقد عَيَّدُوا تَعْييدا أي شهدوا العيد" , "وهو الموسم" .
قال ابن الأعرابي: "سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد" .
العيـد شـرعاً:
عرف العلامة ابن القيم رحمه الله العيد بقوله: "والعيد: ما يعتاد مجيئه وقصده من مكان وزمان, فأما الزمان: فكقوله : "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى, عيدنا أهل الإسلام" , وأما المكان: فكما روى أبو داود في سننه أن رجلاً قال: يا رسول الله إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة, فقال: أبها وثن من أوثان المشركين أو عيد من أعيادهم؟ قال: لا, قال: "فأوف بنذرك", وكقوله : لا تجعلوا قبري عيداً" .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العيد اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع - أي الكفار-، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة" .
فالعيـد هو: اسم لما يعود من اجتماع عام على وجه اعتاده الناس, إما في كل عام أو شهر أو أسبوع؛ يقومون فيه بأداء شعائر خاصة غالباً تكون في أماكن خاصة.
والعيـد يجمع أموراً وهي:
- العـود: فهو يعود ثانية, كيوم الفطر ويوم الأضحى ويوم الجمعة.
- والاجـتماع: فهو يوم يجتمع الناس فيه؛ كالاجتماع في المسجد لصلاة الجمعة؛ وفي المصلى لصلاة العيد؛ واجتماع الكفار من يهود ونصارى ومشركين في كنائسهم وبيعهم وصوامعهم لأداء شعائر عيدهم.
- والأعمـال التعبـدية والعـادية: والتي يقوم بها أهل هذا العيد من صلاة وصيام وذبح وتهنئة وطعام وشراب ولهو وفرح وغير ذلك" .