هجرناه وليتنا لم نهجره

خالدالطيب

شخصية هامة

إلــــى متى ..؟! إلــــى متى ونحن هكذا ..؟!
نهرول من مــكان إلى آخر ؛ بحثـــاً عن السعادة والـــفرح ! فنسينا ....
أو بالأحرى ’’ تناسينا ‘‘ أين تكمــــن السعادة !

نسارع في الخــروج مع الأصحاب ، ومسامرة الرفقاء ، ومجالسة الأصدقاء ؛
علنا نجد نشوة الراحة وزوال الكربة تملئ صدورنا ! ولكن وللأسف الشديد ....
جهلنا الجوهر الحقيقي لوجود الراحة وسعة الصدر ..

صرنا نتنقل من هُنا وهُناك ، نتمتع بهذا وذاك ! ومع ذلك ....
فراغ يملئه هم وغيظ ، وحياة مغلفة بالحزن والأسى ..!

ولكـــن لماذا ..؟!
امتلكنا كل شيء ، وأشبعنا غريزتنا بشهوات الدنيا وملذاتها ..
لماذا لا نلمس السكينة والطمأنينة في دواخلنا ...؟!
كـــــم مرةٍ سألتم أنفسكم هذا السؤال ..؟!
كــــم مرةٍ خالجتكم هواجس إنسان " مـــســـلـــم " !!
نعم .. هواجس مسلم ،، ومـــا أدراك عنها ..!!
عزيزي \ عزيزتي
هل تذكرت أن في يوم من الأيام ستقف وقفة محاسبة أمام الله وأمام الخلائق ..؟!
فماذا أعددت لهذه الوقفة ..؟!

فضلاً منك الآن اذهب وانفض التراب عن ذلك الكتاب الذي هو على مكتبك !
فعلاً إنـــه كتاب .. ولكن ليس ككل الكُتب !!
كتابٌ يجعل نفسهُ أنسا للمؤمن ، وسلوةً للطائع ، وإذا امتلأ القلب به تحلو الحياة
وتعذب الدنيا ، وتستنير البصيرة ، وتنكشف الهموم ، وتهاجر الغموم ،
ومن ترنم بتلاوته سعد بالوجود ، وتلذذ بالأيام ، قلبه مطمئن ،
وفؤاده مستنير ، وصدره منشرح

لا تتعجب .. فكل هذا يصنعه ذلك الكتاب
ويكفيك أنه رسالة من رب العالمين ، إلا وهو :
(( القـــــرآن الكـــــريم ))
أجل .. القرآن الكريم ..

أخي \ أخُيتي في الله
أنا لا أنتظر منك الإجابة على سؤالي !
أنا فقط أردتك أنت أن تحاسب نفسك وتجيب عليها ..!
فعلاً .. إن كانت رسالة المولى عز وجل مُهملة .. فماذا فعلنا في حق ديننا ..!

حقاً لا أملك القول إلا : هيهــــات هيهـــــات يا مسلمين !!
ما الأحمق الذي شغلكم عن ذكر قول الله ..؟!
مالدنيء الذي ألهاكم عن هذه النفحات الطيبة ..؟!
ألا يكفي صمتنا ، وإخماد صوتنا ، وإنزال رايتنا ..؟!
ألا يكفي إتباعنا لأقوام مخالفة لإسلامنا ..؟!

إلى متى يا مسلمين ..
هل ننتظر شروق الشمس من مغربها ..؟!
أم ننتظر ذلك اليوم الذي تغلق فيه أبواب التوبة ..؟!
عندها لا تنفع دمعاتٌ ،، ولا وناتٌ ،، ولا حسرات ..!

رحمـــــاك ربــــــاه
عـــــــفــــــوك يــا اللـــه
مـــغـــفــــرتــــك يـــا رحــــمـــن

أخواني \ أخواتي
فلتقف وقفة محاسبة لأنفسنا الجشعة وسؤالها :
لماذا هجرناه ..؟! كم نحن سفهاء حقاً !!
تركناه وهو البلسم الشافي .. أبعدناه وهو الدواء لأية داء ..!

أم أننا أصبحنا غير مكترثين بالنعمة التي وهبنا الله إيــاها ..!
إذا كان مصحفنا لا نعرفه ! فماذا تركنا لباقي العبادات ..!

أعزائـــي
فلنتكاتف يداً بيد ؛ لنعيد مجد الإسلام وشرفه ..
ولنجعل القرآن سلاحنا الذي لا يتسلح به غيرنا ..
ولنحاسب أنفسنا الآن ،، قبل أن نُحاسب .. فبعدها قد فات الأوان !


 
الوسوم
نهجره هجرناه وليتنا
عودة
أعلى