أدعية وأحاديث باطلة وضعيفه لا يجوز تداولها ونشرها ..

قِصةٌ لا تثبتُ عن الصحابي " ثعلبةُ بنُ عبد الرحمن الأنصاري



بسم الله الرحمن الرحيم



احذرْ مِن هذه القصة ولا تروها إلا بشرطٍ ....
قِصةٌ لا تثبتُ عن الصحابي " ثعلبةُ بنُ عبد الرحمن الأنصاري "




الحمد الله وبعد ؛

وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني وفيها قصة موت أحد الصحابة وهو " ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري – رضي الله عنه – " ، وقد بحثت عن صحة نسبة القصة إلى ذلك الصحابي وإليكم ما جاء فيها ، مع بيان مدى ثبوتها .

نصُ القصةِ :

عن جابر : أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم ، وكان يخدم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فبعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار ، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل فكرر إليها النظر ، وخاف أن ينزل الوحي ، فخرج هارباً على وجهه ، فأتى جبالا بين مكة والمدينة ، فوجلها ففقده النبي صلى اللّه عليه وسلم أربعين يوماً ، وهي الأيام التي قالوا : ودعه ربه وقلى ، ثم أن جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : يا عمر ، ويا سلمان انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فخرجا في أنقاب المدينة ، فلقيا راعياً من رعاة المدينة يقال له : ذفافة فقال عمر له : يا ذفافة هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن ، فقال له ذفافة : لعلك تريد الهارب من جهنم ، فقال له عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم ، قال : لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعاً يده على رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد لم تجردني لفصل القضاء ، فقال له عمر : إياه نريد ، فانطلق بهما فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من تلك الجبال واضعاً يده على أم رأسه وهو ينادي : يا ليت أن قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد لم تجردني لفصل القضاء ، قال : فغدا عليه عمر فاحتضنه فقال له : الأمان الخلاص من النار ، فقال له : عمر بن الخطاب ! قال : نعم . فقال له : يا عمر ؛ هل علم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذنبي ؟ فقال : لا علم لي أنه ذكرك بالأمس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك ، فقال : يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي ، إذ بلال يقول : قد قامت الصلاة ، قال : أفعل . فأقبلوا به إلى المدينة ، فوافوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في صلاة الغداة فابتدر عمر وسلمان الصف فلما سمع قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم خر مغشياً عليه فلم سمع النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة ، قالا : هو ذا يا رسول اللّه فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم قائماً فحركه فانتبه فقال : يا ثعلبة ما غيبك عني ، قال : ذنبي يَا رَسُولَ اللّه ، قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ، قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " [ البقرة : 201] قال : ذنبي أعظم يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : بل كلام اللّه أعظم ، ثم أمره بالإنصراف إلى منزله فمرض ثمانية أيام ثم إن سلمان أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه هل لك في ثعلبة فإنه ألم به فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : قوموا بنا إليه فدخل عليه فأخذ رأسه فوضعه على حجره فأزال رأسه عن حجر النبي فقال : لم أزلت رأسك عن حجري قال : إنه ملآن من الذنوب ، قال : ما تشتكي ؟ قال : أجد مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي ، قال : ما تشتهي ؟ قال : مغفرة ربي ؛ فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ففاضت نفسه ، فأمر بغسله وتكفينه ، فلما صلى عليه جعل يمشي على أطراف أنامله فلما دفنه قيل له : يَا رَسُولَ اللّه رأيناك تمشي على أطراف أناملك ، قال : والذي بعثني بالحق ماقدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة أجنحة من نزل من الملائكة لتشيعه .


سندُ القصةِ :

أورد السيوطي في " اللآلى المصنوعة " (2/307) سند القصة فقال :

( أبو نعيم ) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهري قالا : حدثنا سليم بن منصور بن عمار ، حدثنا أبي ، حدثنا المنكدر بن محمد المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر به .
 
عِللُ القصةِ :

هذه القصة فيها ثلاثُ عللٍ :

العِلةُ الأولى : عِلةٌ إسناديةٌ :

وهذا السند مسلسل بالضعفاء :

1 - أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجَرْجَرائي .
ذكره الإمام الذهبي في " الميزان " (3/460-461) فقال : " ... روى مناكير عن مجاهيل ... وقد حدث عنه البرقاني في صحيحه مع اعتذاره واعترافه بأنه ليس بحجة ... وقال أبو الوليد الباجي : أنكرت على أبي بكر المفيد أسانيد أدَّعَاها .

قلت ( الذهبي ) : مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، وله أربع وتسعون سنة . وهو متهم .ا.ه.

وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (16/269) فقال : الشيخ الإمام ، المحدِّث الضعيف .

وقال في " تذكرة الحفاظ " (3/979) : وقال الماليني : كان المفيد رجلا صالحا . قلت : لكنه متهم .

فائدةٌ :

قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/979) :

وقال الخطيب : حدثني محمد بن عبد الله عنه أنه قال : موسى بن هارون سماني المفيد .

قلت ( الذهبي ) : فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاث مئة ، والحافظ أعلى من المفيد في العرف ، كما أن الحجة فوق الثقة .ا.ه.

2 - سُليم بن منصور بن عمار ، أبو الحسن .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (2/232) : عن ابن عُلية وجماعة . قال ابن أبي حاتم : قلت لأبي : أهل بغداد يتكلمون ؟ فقال : مه ، سألت ابن أبي الثلج عنه فقلت : يقولون : كتب عن عليه وهو صغير . فقال : لا .ا.ه.

وقال في " المغني في الضعفاء " (1/285) : سُليم بن منصور بن عمار ، عن ابن علية ، تُكلم فيه ولم يترك .ا.ه.

وقال في " ديوان الضعفاء " ( ص 177) : سُليم بن منصور بن عمار عن أبيه . تكلم فيه بعض البغدادين .ا.ه.

3 - منصور بن عمار الواعظ .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/187-188) : الواعظ ، أبو السري ... قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .ا.ه.

ثم قال الذهبي في آخر ترجمته : وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واهٍ في الحديث .ا.ه.

وقد أعل العلامة الألباني في " الضعيفة " (4/359 رقم 1884) حديثا في سنده سُليم بن منصور وأبوه .

فائدةٌ :

قال ابن عدي في " الكامل " (6/395) عند آخر ترجمة منصور بن عمار :

وكان يُعطى على الوعظ الحسن مالٌ .ا.ه.

وقال الذهبي في " الميزان " في ترجمة منصور بن عمار :

وإليه كان المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .ا.ه.

4 - المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي .
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " (28/564-565) وأورد جملة من كلام علماء الجرح والتعديل ومنها :

قال البخاري : قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

وقال مرة : ليس به بأس .

وقال أبو زرعة : ليس بالقوي .

وقال أبو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطأ ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه .

وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف .

ولخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " الحكم عليه فقال : لين الحديث .

وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) طريقيين تلتقي عند سليم بن منصور به فقال :

ورواه أبو عبد الرحمن السلمي عم جده اسماعيل بن نجيد ، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة .

قلت : ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور به .ا.ه.
 
فتبقى علة الحديث قائمةً من عند سليم بن منصور بغض النظر عما قبله من الرجال .

العلماءُ الذين أعلوا القصةَ :

قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) بعد أن أرود القصة في ترجمة " ثعلبة بن عبد الرحمن " :

قلت : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم ، وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام والوحي ، والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة ، فلا يجتمعان .ا.ه.

وأعل الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/23) القصة فقال عند ترجمة الصحابي " ثعلبة ":

يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم .


روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر : أن فتى من الأنصار يقال له : ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ، ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا : ودعه ربه وقلاه ، ثم إن جبريل نزل عليه فقال : يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار ، فأرسل إليه عمر فقال : انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له : دفافة فقال : لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به ، وقصة مرضه ، وموته من خوفه من ذنبه .

قال بن منده بعد أن رواه مختصرا : تفرد به منصور .

قلت : وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] كان قبل الهجرة بلا خلاف .ا.ه.

وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :

موضوع . المنكدر ليس بشيء ، وسليم تكلموا فيه ، وأبو بكر المفيد ليس بحجة ، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة .

وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.ه.

العِلةُ الثانيةُ : عِلةٌ في المتنِ :

أن قوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في مكة ، والقصة في المدينة ، وهذه علة ترد بها القصة ، ولهذا أشار إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي .

قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) :

وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام والوحي ، والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة ، فلا يجتمعان .ا.ه.

وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :

وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.ه.


 
العِلةُ الثالثةُ :

عدم ورود صحابي باسم " ذفافة " أو " دفافة " :

لا يوجد في الصحابة من اسمه " ذفافة " أو " دفافة " وقد ترجم الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/195 ، 208) لكليهما فقال :

دفافة الراعي . تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة .ا.ه.

وقال أيضا :

ذفافة الراعي . له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة .ا.ه.

وترجم ابن الأثير في أسد الغابة (2/186) ل " ذفافة " فقال : ذفافة . له في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة . وقد ذكرناه في ثعلبة بن عبد الرحمن . ولم يذكروه .ا.ه.

وبعد هذا التخريج للقصة ، وعدم ثبوتها ، فلا عليك - أخي المسلم – إلا إذا وصلتك على بريدك الإلكتروني أن ترسل ردا لراسلها ، وهذا الرد يتمثل رابط تخريج القصة تحذيرا له من الكلام في حق الصحابة بغير دليل ، لأنهم هم الذين نقلوا لنا الشريعة فكيف يكون لنا أن ننسب لهم مثل هذه القصص ؟

كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
 
7 حديث الأعرابي في الطواف

حديث الأعرابي في الطواف

د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

السؤال

بينما النبي – صلى الله عليه وسلم – في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب، وقال: يا كريم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك لشكوتكم إلى حبيبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، تبسم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: لا، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: فما إيمانك به؟ قال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: يا أعرابي اعلم أني نبيك في الدنيا، وشفيعك في الآخرة فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي – صلى الله عليه وسلم–، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: مه يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله -سبحانه وتعالى- بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير، فقال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله،قال: نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل –عليه السلام- على النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك ، فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم. قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه ، فإنه رفيقك في الجنة.


فما أصل هذا الحديث، وما مدى صحته ؟

الجواب

إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب ، وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف ، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في (إحياء علوم الدين 4/130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم-: الله - تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .

وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعية الكبرى: 6/364)، ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.

قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [ طه:82]، وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون"[الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء "[ الأعراف : 156] .

وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال:"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"، والله أعلم


 
8 حديث علي رضي الله عنه " لا تنم قبل أن تاتي بخمسة أشياء " .

نصّ الحديث :


روي عن النبي أنه قال لعلي بن أبي طالب : يا علي لا تنم قبل أن تاتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن كله والتصدق بأربعة آلاف درهم وزيارة الكعبة وحفظ مكانك في الجنة ورضاء الخصوم . فقال علي كرم الله وجهه : كيف ذلك يا رسول الله : قال أما تعلم أنك إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله ، وإذا قرأت سورة الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم ، وإذا قلت ( لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو على كل شي قدير ) عشر مرات فقد زرت الكعبة ، وإذا قلت ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة وإذا قلت ( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) فقد رضيت الخصوم .



هذا الحديث باطل ..

فقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة برقم 9604 تبين أن هذا الحديث لا أصل له ‏، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الشيعة .. إلخ . فتاوى اللجنة 4/462 .




قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا: كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن من حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين، ومن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار؛ إلا إذا ذكره ليبين أنه موضوع ويحذر الناس منه، فهذا مأجور عليه، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي بن أبي طالب_

فتاوى إسلامية 4/111 .

 
جواب د‎. ‎الشريف حاتم بن عارف العوني‎
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى‎


جواباً على سؤال السائلة عن حديث : " يا علي ، لا تنم قبل أن‎ ‎تأتي بخمسة أشياء ، ‏هي: قراءة القرآن كله ، والتصدُّق بأربعة آلاف درهم ، وزيارة‎ ‎الكعبة ، وحفظ مكانك ‏في الجنة ، ورضاء الخصوم .. ) إلى آخره‎ .


فأقول إن هذا‎ ‎الحديث حديث باطل لا أصل له ، وفيه من علامات الوضع ما لا يخفى ‏على أهل العلم ، مع‎ ‎أنه قد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن قراءة سورة ‏الإخلاص : " قل هو الله‎ ‎أحد " تعدل ثلث القرآن انظر ما رواه البخاري (5013) ‏ومسلم (811) ، وصح عن النبي‎ – ‎صلى الله عليه وسلم – في فضل سورة الفاتحة ‏أحاديث متعددة انظر ما رواه البخاري‎ (4474) ‎ومسلم (806) ، وكذلك صح في ‏صنوف الذكر من التهليل والتسبيح والتحميد‎ ‎والتكبير وغير ذلك أحاديث ووردت فيها ‏نصوص ، لكن هذا الحديث المسؤول عنه بهذا اللفظ‎ ‎وبهذه المقادير والأجور ‏والخصائص لا يصح .

وفي هذا السياق فإني أنبه إلى أن هناك‎ ‎كتاباً يتضمن وصايا من ‏النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب – رضي الله‏‎ ‎عنه – وقد طُبع مراراً ‏أنه كتاب مكذوب على نبينا – صلى الله عليه وسلم - ، يجب‏‎ ‎الحذر منه وتحذير الناس ‏منه . وقد نبّه العلماء على كذب غالب الوصايا المنسوبة إلى‎ ‎النبي – صلى الله عليه ‏وسلم – زوراً وبهتاناً والموجَّهة – بزعمهم- إلى عليّ – رضي‏‎ ‎الله عنه – مبدوءة ‏بعبارة : " يا علي " حتى قال بعض أهل العلم : " إن وصايا علي‎ ‎المصدّرة بياء النداء ‏كلها موضوعة غير قوله – صلى الله عليه وسلم -: " يا علي، أنت‎ ‎مني بمنزلة ‏هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " فقد رواه أحمد (27467) وانظر ما‎ ‎رواه ‏البخاري (3706) ومسلم (2404) وإن كان في هذا الحصر نظر، لكن يبقى أن غالب ‏هذه‎ ‎الوصايا مكذوب، فعلى المسلم أن يحذر من أمثال هذه الأحاديث وأن يسأل عنها ‏أهل العلم‎ .

ومن هذه الوصايا ما أورده ابن الجوزي في الموضوعات ( رقم 1677، 1678‏‎) ‎والصنعاني في الموضوعات ( رقم 9،8) ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في ‏الأحاديث‎ ‎الموضوعة ( 2/373 – 376) ، والأسرار المرفوعة لملا علي القارئ ( رقم ‏‏614) والمصنوع‎ ‎في معرفة الحديث الموضوع له أيضاً ( رقم 436) والتنكيت والإفادة ‏لابن هِمّات‎ (44-45) . ‎والله أعلم . والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ‏وعلى آله وصحبه‎ ‎ومن والاه‎ .
 
9. دعاءٌ يذيب صفائح الحديد و يُسكن الماء الجاري ..

حديثٌ مختلقٌ موضوعٌ



إليكم بيانٌ لحال أحد الأحاديث الإنترنتية المشهورة :

أولاً: (نص الحديث) :

رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال :

(من دعا بهذه الأسماء استجاب اللّه له اللّهم أنت حي لا تموت وأنت خالق لا تغلب وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب وغالب لا تغلب وأبدي لا تنفذ وقريب لا تبعد وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام ومجيب لا تسام وجبار لا تقهر وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعلي لا توصف ووفي لا تخلف وعدل لا تحيف وغني لا تفتقر وحليم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر ووكيل لا تحقر وقدير لا تستأمر وفرد لا تستشير ووهاب لا تمل وسريع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل وخافظ لا تغفل وقائم لا تنام ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبه ومقتدر لا تنازع)

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم :

(والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ولو دعى بها على ماء جار لسكن ومن بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه وسقاه ولو أن بينه وبين موضع يريد جبل لاتسعت له الحيل حتى يسلكه إلى الموضع ولو دعى على مجنون لأفاق ولو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها لهون عليها ولدها ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق ولو دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر اللّه له كل ذنب بينه وبين اللّه عز وجل ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعابها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلصه اللّه من شره ولو دعا بها عند منامه بعث اللّه بكل حرف منها سبعمائة ألف ملك من الروحانين وجوههم أحسن من الشمس والقمر يسبحون له ويستغفرن له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات)

فقال سلمان : يا رسول اللّه أيعطي اللّه بهذه الأسماء كل هذا الخير ؟

فقال : (لا تخبره للناس حتى أخبرك بأعظم منها فإني أخشى أن يدعوا العمل ويقتصر على هذا)

ثم قال : (من نام وقد دعا فإن مات مات شهيداً وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ومن دعا بها قضى اللّه له ألف ألف حاجة) .

ثانياً: (درجة الحديث ومقالات العلماء فيه) :

هذا الحديث كذبٌ مفترى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يخلو سندٌ من أسانيده من كذّاب أو وضّاع ، وفي متنه كلماتٌ ركيكةٌ يتنزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مثلها .


 
وإليكم أقوال العلماء ممن وقفت عليهم :

1-قال الإمام أبو نعيم الأصفهاني في الحلية (8/55-56) :

" هذا حديث لا يُعرف إلا من هذا الوجه وموسى بن يزيد ومن دون إبراهيم وسفيان فيهم جهالة ومن دعا الله بدون هذه الأسماء بخالص من قلبه وثابت معرفته ويقينه يسرع له الإجابة فيما دعا به من عظيم حوائجه" .

2-وقال الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (3/175-177) :

"موضوع" .

3-وقال الإمام الذهبي في تلخيص الموضوعات (861) :

"وهو مما تشهد قلوب الجهال بوضعه، فضلاً عن الفضلاء".

4-وقال الإمام ابن القيم الجوزية في المنار المنيف (ص45) :

"وهذا وأمثاله مما لا يرتاب من له أدنى معرفة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلامه أنه موضوع مختلق وإفك مفترى عليه".

5-وذكره الإمام السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/350-352) ونقل كلام ابن الجوزي نقل إقرار من غير إنكار .

6-وذكره الإمام ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (2/320-321) .

7-ونقل الإمام الملا علي القاري كلام ابن القيم في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص400) نقل إقرار من غير إنكار .

8-وقال الإمام العجلوني في كشف الخفاء :

" موضوع ومختلق مصنوع".

9-وقال الإمام القاوقجي الطرابلسي في اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع (ص121) :

"موضوع" ثم نقل كلام ابن القيم .

10-وقال محدث العصر الألباني في السلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (780) :

"موضوع" .

وبعد هذا البيان لحال الحديث فإنه لا يجوز ذكره أو نشره إلا مقروناً بأنه موضوع وكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وينبغي علينا أن نُقبل كل الإقبال على الأدعية الصحيحة الثابتة وما أكثرها ، ونعرض تمام الإعراض عن أمثال هذه الأدعية الركيكة المفتراة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .


 
10. الحوار بين الرسول صلى الله عليه و سلم و إبليس

نصّ الحوار ...

عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي؟
فقالوا : الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي : مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي
فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضطراراً
فقال النبي : وما الذي اضطرك يا لعين
فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك لهم ، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك ، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك ، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء
فقال رسول الله : إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ ، ومن هو على مثلك
فقال النبي : ماذا تبغض أيضاً؟
فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال : ثم من؟
فقال : عالم وَرِع
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من؟
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال : وما يدريك أنه صبور؟
فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال : ثم من؟
فقال : غني شاكر
فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟
فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال : يا محمد تلحقني الحمى والرعدة
فقال : وَلِمَ يا لعين؟
فقال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة
فقال : فإذا صاموا؟
فقال : أكون مقيداً حتى يفطروا
فقال : فإذا حجوا؟
فقال : أكون مجنوناً
فقال : فإذا قرأوا القرآن؟
فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار
فقال : فإذا تصدقوا؟
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال : إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟
فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن
فقال : فما تقول في علي بن أبي طالب؟
فقال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال رسول الله : الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني ، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال : ومن هم المخلصون عندك؟
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى ، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته ، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر

يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز ، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون

أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة ، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين

أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي ، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي ، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي ، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي ، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً ، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة
 
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل ، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه ، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها ، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر .. فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً ، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب ، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها ، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته ، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة ، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة ، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا ، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج ، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد
وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟

فقال النبي : يا لعين من جليسك؟
فقال : آكل الربا
فقال : فمن صديقك؟
فقال : الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال : السكران
فقال : فمن ضيفك؟
فقال : السارق
فقال : فمن رسولك؟
فقال : الساحر
فقال : فما قرة عينيك؟
فقال : الحلف بالطلاق
فقال : فمن حبيبك؟
فقال : تارك صلاة الجمعة

فقال رسول الله : يا لعين فما يكسر ظهرك؟
فقال : صهيل الخيل في سبيل الله
فقال : فما يذيب جسمك؟
فقال : توبة التائب
فقال : فما ينضج كبدك؟
فقال : كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار
فقال : فما يخزي وجهك؟
فقال : صدقة السر
فقال : فما يطمس عينيك؟
فقال : صلاة الفجر
فقال : فما يقمع رأسك؟
فقال : كثرة الصلاة في الجماعة
فقال : فمن أسعد الناس عندك؟
فقال : تارك الصلاة عامداً
فقال : فأي الناس أشقي عندك؟
فقال : البخلاء
فقال : فما يشغلك عن عملك؟
فقال : مجالس العلماء
فقال : فكيف تأكل؟
فقال : بشمالي وبإصبعي
فقال : فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال : تحت أظفار الإنسان
فقال النبي : فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال : عشرة أشياء
فقال : فما هي يا لعين؟
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً ، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام ، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم ، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً ، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك

ثم قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً ، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً ، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه ، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة ، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه

فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قدراً مقدوراً

ثم قال النبي يا أبا مُرّة : هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟

فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك ، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه .... ا.ه .


 
التعقيب :-

سئل ( شيخ الاسلام ابن تيمية ) فى مجموع فتاوى ص 350 ج18 ... عن قصة ابليس و اخباره النبى -صلى الله عليه و سلم- و هو فى المسجد مع جماعه من أصحابه , و سؤال النبى -صلى الله عليه و سلم- له عن أمور كثيره , والناس ينظرون الى صورته عيانا , و يسمعون كلامه جهرا , فهل ذلك حدث أم كذب مختلق ؟ و هلى جاء ذلك فى شئ من الصحاح و المسانيد و السنن أم لا ؟ و هل يحل لأحد أن يروى ذلك ؟ و ماذا يجب على من يروى ذلك و يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعى ؟


فأجاب : الحمد لله , بل حديث مكذوب مختلق ليس هو فى شئ من كتب المسلمين المعتمده , لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد , ومن علم أنه كذب على النبى -صلى الله عليه و سلم- لم يحل له أن يرويه عنه , و من قال : انه صحيح فانه يعلم بحاله , فان أصر عوقب على ذلك , ولكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبويه , فالذى كذبه و أختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب و بعضها صدق , فلهذا يوجد فيه كلمات متعدده صحيحه , وان كان أصل الحديث هو مجئ ابليس عيانا الى النبى -صلى الله عليه و سلم- بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين , و الله ( سبحانه و تعالى ) أعلم




 
11. حديث الدعاء الذى تحتار الملائكة فى أجره


نصّ الحديث :


(( أن عبدا من عباد الله قال : يا رب ! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل : وهو أعلم بما قال عبده، ماذا قال عبدي؟ قالا : يا رب إنه قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها ))
هذا الحديث حديث ضعيف ..

وقد ضعّفه الشيخ العلامة الألبانى فى ضعيف الترغيب والترهيب برقم961

و ضعيف ابن ماجه برقم 829

و ضعيف الجامع برقم 1877.

 
12. عشرة تمنع عشرة


نصّ الحديث :

سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله

سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامة

سورة الدخان ... تمنع أهوال يوم القيامة

سورة الواقعة ... تمنع الفقر

سورة الملك ... تمنع عذاب القبر

سورة الكوثر ... تمنع الخصومة

سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت

سورة الاخلاص ... تمنع النفاق

سورة الفلق ... تمنع الحسد


سورة الناس ... تمنع الوسواس


قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين تعليقا على هذا الحديث المكذوب :

من ذلك أيضا ورقة عنوانها كنز لا يفنى قال النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة ، الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره ، وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) .
 
مجيء السيدة زينب رضي الله عنها لفتاة في المنام

يقول الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفنيد هذه القصّة الباطلة :


( ومن ذلك أيضا فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاما مريضة جدا عجز الاطباء عن علاجها وفي ليلة القدر بكت الفتاة بشدة ونامت وفي منامها جاءتها السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها وأعطتها شربة ماء ولما استيقظت من نومها وجدت نفسه شفيت تماما باذن الله هذه أيضا قصة مكذوبة لا أساس لها من الصحة )

 
14. قصة الثعبان مع تارك الصلاة



يقول الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في بيان بطلان هذه القصّة :


( بلغنا قصة ثعبان يعني حية ملتوية على شخص ميت قيل إنهم أرادوا أن يدفنوه في البقيع فرأوا عليه ثعبان عظيمة قد التوت عليه بسبب أنه تارك للصلاة ، وقالوا إن هذا هو الشجاع الأقرع .

هذه القصة كذب لا شك فيها ولا يجوز تداولها ولا نشرها الا من أراد أن يبين للناس أنها مكذوبة ولم نعلم صدورها عن مصدر موثوق إذن فهي باطلة لا يجوز نشرها ) .



 


15. ذكرى للنساء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه


نصّ القصّة :


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

دخلت أنا و فاطمة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت : فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يا علي ليلة أسرى بي إلى السماء رايت نساء من أمتي في عذاب شديد و انكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن.

فقالت فاطمة : حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرهن حتى وقع الله عليهن هذا العذاب ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

- رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها لانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال .

- رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها لاتها كانت تؤذي زوجها .

- رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و أناس ترفد من تحتها لانها كانت تزين لحم بدنها للناس .

رأيت امرأة قد شد يداها الى رجليها و قد سلط عليها الحيات
والعقارب لانها كانت قليلة الوضوء قذرة الثياب ، و كانت لاتغتسل من الجنابة و الحيض و لا تتنظف و كانت تستهين بالصلاة.

- رأيت امرأة معلقة من ثديها لانها كانت تمنتع من فراش زوجها .

- رأيت امرأة عمياء صماء خرساء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها متقطع من الجذام و البرص لانها كانت تلد من الزنا و كانت تعلقة بأعنق زوجها.

- رأيت امرأة معلقة من رجليها في النار لانها كانت تخرج من البيت دون اذن زوجها .

- رأيت امرأة وجهها وجه خنزير و بدنها بدن حمار و كان عليها الف لون و لون من العذاب لانها كانت نمامة كاذبة .

 
ثم قال الرسو ل صلى الله عليه و سلم :
و يل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها.


قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين في تعليقه على هذا الحديث :

( أيضا وصية كتب في عنوانها ذكرى للنساء عن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت فداك ابي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي الى السماء رايت نساء من أمتي في عذاب شديد وهذا كلمة اسري بي الى السماء هذه لا تتناسب اطلاقا مع الواقع لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به الى بيت المقدس وعرج به الى السماء يقول رايت نساء من أمتي في عذاب شديد وأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن رايت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها الى آخر الحديث المكذوب وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم )



 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث قد ذكره الذهبي في كتاب الكبائر بدون عزو ولا سند، وقال محققه مصطفى عاشور لم نقف عليه، وذكره كذلك ابن حجر الهيتمي في الكبائر بدون سند.

وقد أسنده صاحب كتاب عيون أخبار الرضا وهو مرجع من مراجع أهل البدع فقال: عن علي بن عبد الله الوراق عن محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن علي الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: دخلت أنا وفاطمة.... الخ.

وهذا السند فيه عدة مجاهيل منهم علي بن عبد الله الوراق وعبد العظيم الحسنى.

وقد كتبت عن الحديث اللجنة الدائمة للافتاء نشرة تحذيرية وبينت أنه موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بوضعه كذلك عدة من العلماء المعاصرين.

والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

 
16. لماذا حدد الله عز وجل الصلوات الخمس في مواعيدها التي نعرفها ؟

حديث لا أصل له

النص :

لماذا حدد الله عز وجل الصلوات الخمس في مواعيدها التي نعرفها؟

روي عن علي رضي الله عنه ، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم


جالس بين الأنصار والمهاجرين ، أتى إليه جماعة من اليهود ،

فقالوا له : يا محمد إنا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى

لموسى ابن عمران لا يعطيها إلا لنبي مرسل أو لملك مقرب ، فقال

النبي صلى الله عليه وسلم : سلوا . فقالوا : يا محمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس

التي افترضها الله على أمتك ؟ فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام


صلاة الفجر

فإن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني الشيطان ويسجد لها كل كافر

من دون الله ، قالوا : صدقت يا محمد

فما من مؤمن يصلي صلاة الفجر أربعين يوما في جماعة إلا أعطاه الله

براءتين ، براءة من النار وبراءة النفاق ، قالوا صدقت يا محمد


أما صلاة الظهر

فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم ، فما من مؤمن يصلي

هذه الصلاة ، إلا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة


وأما صلاة العصر

فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام فيها من الشجرة

فما مؤمن يصلي هذا الصلاة إلا خرج عن ذنوبه كيوم ولدته أمه

ثم تلا قوله تعالى –{ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }-


وأما صلاة المغرب

فإنها الساعة التي تاب فيها الله تعالى على آدم عليه السلام

فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه


وأما صلاة العتمة ( صلاة العشاء )

فإن للقبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى في

ظلمة الليل إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه وقود النار

ويعطى نورا يجوز به على الصراط . فإنها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي


====
 
الوسوم
أدعية باطلة تداولها وأحاديث وضعيفه ونشرها يجوز
عودة
أعلى