كيف تواجه الأزمات

ياسر المنياوى

شخصية هامة

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله...
أما بعد ،،،
فان الحياة لا تخلو من كدر، إنها دار غربة لا دار استقرار، كثيراً ما تحاصرنا فيها الأحزان ، و تحيط بنا فيها الآلام ، فتضيق الصدور ، و تذهل العقول.
ولكن في الصلاة راحة لك إذا ما واجهتك أزمة.
وتعلم أن ذنوبك هي أكبر أسباب مصائبك فتسارع إلى الاستغفار.
وتدعو الله أن يزيل عنك كل هم وكدر.
وبنظرك إلى مصائب من حولك تهن عليك مصيبتك ، فترضى بما قسمه الله لك ، وتطمئن نفسك ، فلا تأسى على ما فات ، و لا تقلق مما هو آت.
اجعل للشيء ثمناً معقولاً فلا تدع التوافه تقتلك.
ولا تنتظر الشكر من أحد، بل عامل الله دوماً وأخلص له.
والعمل النافع يدفع عنك الأحزان ، فالفراغ سبب الهموم و الوساوس و الكدر.
وعبر خطوات عملية رصينة تستطيع أن تواجه الأزمات.
من اجل هذه المعاني أنشأت هذه الرسالة فأسأل الله الكريم أن ينفع بها انه على كل شيء قدير.

والحمد لله رب العالمين.



 



الصلاة:
إن أمواج المحيط المتقلبة لا تعكر قط هدوء القاع العميق ولا تقلق أمنه ، وكذلك المرء الذي عمق إيمانه بالله حقاً عَصى على الأحزان ، عصى أن تؤثر فيه الأزمات ، محتفظ أبدا باتزانه ، مستعد دائما ًلمواجهة ما عسى أن تأتى به الأيام من صروف.
إن فيها الراحة "أرحنا بها يا بلال" ، " وجعلت قرة عيني في الصلاة" .
إنها الملجأ عند الضيق و الهم و الكدر (و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون . فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يفزع إلى الصلاة و الذكر إذا ضاق صدره بما يقوله أعداءه ، فان فيها شرحاً للصدر وتفريجاً للكربة ، وهكذا كان هديه صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا حزبه أمر فرع إلى الصلاة ، قال حذيفة رضي الله عنه : " رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وهو مشتمل في شملة يصلى ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يصلى ".
و عن على رضي الله عنه قال :" لقد رأينا ليلة بدر وما فينا إنسان إلا نائم ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه كان يصلى إلى شجرة ويدعو حتى أصبح" . ويروى أن ثابتا قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته خصاصة نادي بأهله : " صلوا صلوا" وقال ثابتا : وكان الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة.
وروى عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة ريح شديدة كان مفزعه إلى المسجد حتى تسكن الريح ، وإذا حدث في السماء حدث من خسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة حتى ينجلي.
وهكذا شأن الصحابة الأبرار رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان وجدوا فيها راحتهم ومفزعهم إنهم كانوا إذا فُزعوا أو أثيروا أو دهمهم عدو أو تأخر فتح أ التبس عليهم أمر : ألتجأوا الصلاة وفزعوا إليها.
وقد كان على هذه السيرة أئمة الإسلام ، فكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا أشكلت عليه آية أو التوى علبه علم ، عمد إلى بعض المساجد المهجورة فقام يصلى ،فيعفر وجهه بالتراب ، ويطيل السجود ، ويقول : " يا معلم إبراهيم علمني".
حين تستنفد الخطوب كل قوانا ، أو تسلبنا الكوارث كل إرادة لماذا لا نجدد قوانا بالصلوات و الحمد و الدعاء؟لماذا لا نتجه إلى الله إذا استشعرنا القلق؟ لماذا لا نربط أنفسنا بالرب المهيمن على هذا الكون؟.
فاجعل راحتك في الصلاة ،في القيام والركوع والسجود، في التدبر ، في الخشوع ، حينئذ سيزال عنك كل هم ، وسيُقضى على كل ألم، ولن يبقى كدر.
روى أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان يصلى في جوف الكعبة وهو محاصر بجيش عبد الملك بن مروان الذي يسدد ضرباته بالمنجنيق من جبل أبى قبيس للقضاء عليه على أتباعه، ومرت فلقة من حجر عظيم بين لحيته وحلقه ، فما زال- رضي الله عنه –عن مقامه ، ولا ظهر على صورته هم ولا اهتمام ، و لاقطع قراءته ، ولا ركع دون ما يركع، حتى فرغ من صلاته.
بل انه كان يصلى حين تقف الضربات أحيانا فتسقط العصافير على ظهره من أعلى الحرم، تصعد و تنزل في أمان، وهى تظنه جذم حائط، أو جزع شجرة.
ولقد ركع ذات مرة وكان رجل من أصحابه يقرأ القرآن فما قام رضي الله عنه من ركعته حتى انتهى الرجل من تلاوته" البقرة"و "آل عمران" و "النساء" و "المائدة".
وروى انه كان يصلى ذات يوم في بيته فسقطت حية من السقف فطوقت على ابنه "هاشم" فصرخ النسوة ، وانزعج أهل الدار، واجتمعوا على قتل الحية ، فقتلوها،وسلم الولد، فعلوا كل ذلك وابن الزبير في صلاته لم يلتفت، ولا درى بما كان حتى فرغ من صلاته.
فالصرة نور يزيل ظلام الهموم و الكدر، فافزع إليها يزال عنك كل ضيق.


 
2-الاستغفار :
انك من المصيبة ترى ما لم تكن تراه، وترى تقصير نفسك فما حدث لك لم يحدث إلا بسبب ذنوبك (وما أصابك من مصيبة فبما كسبت أيديكم) (أولما أصابتك م مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا. قل هو من عند أنفسكم).
ولكنك مع ذلك تعلم أن الله رحيم.
*فتح باب بعض السكك، وخرج منه صبى يستغيث ويبكى، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه و دخلت.
فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكرا ، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أُخرج منه و لايؤيه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينا فوجد الباب مغلقا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام.
فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه، والتزمته تقبله وتبكى، وتقول: يا ولدى أين تذهب عنى؟ومن يؤيك سواى؟ ألم أقل لك: لا تخالفني ، ولاتحملنى بمعصيتك لي على خلاف ماجُبلتُ عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك،و ارادتى الخير لك؟ ثم أخذته ودخلت.
فتأمل قول الأم :": ولاتحملنى بمعصيتك لي على خلاف ماجُبلتُ عليه من الرحمة والشفقة" وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم :" لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها".
فتسارع حينئذ إلى استغفار ربك من تلك الذنوب، وتتذكر قول الله لك :(واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى).
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)

(ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما).
تتذكر نداء الله لك : " يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك و لا أبالى، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".
" يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار و أنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم".
 

3-الدعاء:
ثم تدعو الله أن يزيح عنك ما أنت فيه من هم ، وان يزيل عنك ما أنت فيه من الم وكدر، فمن تدعو إذا لم تدعو الله؟\والله تعالى يقول: ( ادعوني استجب لكم).
(وإذا سألك عبادي عنى فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
(امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الله حيى كريم يستحى إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرا خائبتين"
"انه من لم يسال الله يغضب عليه".
" يد الله ملأى لا تغيضها نفقة الليل والنهار، ارايتم ما انفق منذ خلق السموات والأرض فانه لم يغض ما في يمينه".
رأى أحد العلماء رجلا يتردد على احد الملوك فقال له: يا هذا تذهب إلى من يسد دونك بابه، ويظهر لك فقره، ويخفى عنك غناه، وتترك من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول:( ادعوني استجب لكم).
إن الداعي يعلم يقينا أن هناك من يسمعه ويترحم عليه ويسعفه بدوائه ، وقدرته تصل إلى كل شيء.
وعندها يستشعر في نفسه انه ليس وحيدا فريدا في هذه الدنيا الواسعة بل هناك كريم ينظر إليه بنظر الكرم والرحمة، فيدخل الأنس إلى قلب الداعي، ويتصور انه في كنف الرحيم المقتدر على قضاء حاجاته غير المحدودة ودفع أعدائه غير المعدودة.
يغمره الفرح والانشراح ويشعر انه قد ألقى عن كاهله عبئا ثقيلا ، فيحمد الله على ذلك.

 


4-وانظر إلى مصائب غيرك تهن عليك مصيبتك:
فأنت بحمد الله تسير وغيرك لايسير ، أنت بحمد الله تبصر وغيرك أعمى، أنت بحمد الله تفكر وغيرك من شدة المصيبة جُن، أنت بحمد الله تشعر وغيرك مات قلبه، أنت بحمد الله تصلى وغيرك ذهب إيمانه، أنت بحمد الله تنفق وغيرك محبوس في دين، أنت بحمد الله بخير ... فاعتبر.
اكتب هذه الكلمات والصقها بحيث تراها كل صباح
كاد القلق يبددني هباء
لان قدمي افتقدتا حذاء
إلى أن صادفت من يومين
شخصا بلا ساقين....!
ضل احد البحارة في المحيط الهادي وبقى واحدا وعشرين يوما، ولما نجا سأله الناس عن اكبر درس تعلمه.
فقال: إن اكبر درس تعلمته من تبك التجربة هو: أذا كان لديك الماء الصافي والطعام الكافي يجب أن لا تتذمر ابدآ.
إن 90% من أمورنا تسير في طريقها المستقيم، و10% فقط تشذ عن الطريق، فإذا أردت أن تكون سعيدا فركز اهتمامك في هذه ال90% من أمورك وتجاهل ال10% الباقية.
أما إذا أردت أن تحيل حياتك إلى جحيم فالأمر هين: ما عليك إلا أن تركز كل اهتمامك في أمورك الضئيلة التي تنكبت الطريق السوي.
ما اقل ما نفكر فيما لدينا، وما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا.
أتراك تبيع عينيك مقابل مليون جنيه ؟ وكم من الثمن ترى يكفيك في مقابل ساقيك ؟ أو سمعك ؟ أو أولادك ؟ أو أسرتك؟
احسب ثروتك بندا بندا ، ثم اجمع هذه البنود وسوف ترى أنها لاتقدر بالذهب .
نصح شاب من مشوهي الحرب رجلا فقال له :
"ألا تخجل من نفسك ؟ انك تواجه الحياة كما لو كدت الرجل الوحيد في هذا العالم الذي تشغله المتاعب وتثقله الهموم ؟ هب انك اضطررت إلى إغلاق محلك زمنا ... فماذا يحدث ؟
انك تستطيع أن تبدأ من جديد متى تحسنت الأحوال، إن لديك الكثير مما يستحق منك الشكر ، ومع ذلك فأنت ناقم دائماً . يا الله ! كم أتمنى لو كنت مثلك ، انظر إلى . إن لي ذراعا واحداً ، ونصف وجهي قد غدا كتلة شوهاء ، ومع ذلك لا أشكو قط.
إذا لم تكف عن نقمتك و ثورتك فأنت جدير بان تفقد لا عملك وحسب بل صحتك و بيتك وأصدقائك كذلك".
فاحص نعم الله عليك بدلاً من أن تحصى متاعبك.
إذا لم تكن ثمة وسيلة لتحسين أحوالنا المالية فلا اقل من أن نعدل اتجاهنا الذهني و نظرتنا إلى المشكلة.
دعنا نذكر أن كثيرين غيرنا يرزحون تحت أعباء مالية متنوعة ، فقد يسوءنا أننا لسنا في مستوى "زيد" من الناس ولكن"زيداً" قد تكون لديه متاعبه وهمومه لأنه لم يبلغ مبلغ "عبيد" من الناس و "عبيد" في أخر الأمر غير راض بدوره بل يطلب المزيد.والهم. دعنا نواجه الأمر بقول الحكيم " إذا بدا لك كل ما لديك قليلا ، فاعلم انك لو امتلكت لقلت أن ما لديك قليل".
و تذكر : لو انك امتلكت نصف الدنيا لما وسعك إلا أن تتناول ثلاث وجبات في اليوم ، وإلا تنام في فراش واحد في وقت واحد.


 

5- الرضا بالقضاء و القدر:
انك متى نظرت إلى مصائب غيرك علمت عِظَم منة الله عليك، فترضى نفسك وتطمئن، وتقبل بما أنت فيه، فتقبل الأمر الواقع خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف هذا الواقع من صعاب.
مهما عارضنا واعترضنا، وثرنا ونقمنا فلن يغير هذا شيئا مما قدره الله لنا.
إن هذا الجاهل الذي لا يدفع قدر الله بقدر الله ويكتفى بالصراخ والعويل هو الذي يحطم نفسه.
إن الرضا على كل حال واجب ، فالسخط باب الهم والحزن وشتات القلب وكسف البال وسوء الحال والظن بالله خلاف ما هو أهله.
و الرضا يخلصه من ذلك كله، ويوجب له الطمأنينة وبرد القلب وسكونه وقراره وثباته.
إن هذا الجاهل الذي يكتفى بالسخط يقعد ولا يعمل ،لا يأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فلو لا جهله لعلم انه هو القاعد على طريق مصالحه يقطعها عن الوصول إليه فهو الحجر في طريق الماء الذي به حياته. وهو السد الذي قد سد مجرى الماء إلى بستان قلبه ، ويستغيث مع ذلك : العطش العطش، وقد وقف في طريق الماء ومنع وصوله إليه.
فهو الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على القلب ، فما عليه اضر منه ، ولا له أعداء ابلغ في نكايته وعداوته منه.
ما تبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
إن الله أمر بشكره لا لحاجته إليه ولكن لينال به المزيد من فضله ، فجعل كفر نعمه سببا في صرفها عنه.
أمره بسؤاله ليعطيه فلم يسأله.يشكو من يرحمه إلى من لا يرحمه ، ويتظلم ممن لا يظلمه ويدع من يعاديه ويظلمه! دعاه إلى بابه فما وقف عليه ولا طرقه ، ثم فتحه له فما ولجه!
إن الرضا بقضاء الله من أصعب الأمور عند الامتحان ، ولاسيما إذا جاء ما يخالف هوى النفس و مرادها.
قيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ فقال : إذا أقام نفسه على أربع أصول فيما يعامل به ربه، فيقول : إذا اعطيتنى قبلت ، وان منعتني رضيت ، وان تركتني عبدت ، وان دعوتني أجبت.
إن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر : ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة ، وفرغ قلبه لمحبته ، و الإنابة إليه ، والتوكل عليه ، ومن فاته حظه من الرضا : امتلاء قلبه بضد ذلك ، واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه فالرضا يفرغ القلب لله ، والسخط يفرغ القلب من الله
إن الرضا يثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور، وطيب النفس وسكونها في كل حال، وطمأنينة القلب عند كل مفزع ومهلع من أمور الدنيا، واغتباط العبد بقسمه من ربه، وتسليمه له الأحكام و القضايا.
إن الرضا بالقدر يخلص العبد من أن يرضى الناس بسخط الله، وان يذمهم على ما لم يؤته الله، وان يحمدهم على ما هو عين فضل الله. فمع الرضا تكون السلامة.

 

وقلت يا عز كل مصيبة
إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
خرج رجل من بني عبس يبحث هن إبله التي ضلت فذهب والتمسها ، ومكث ثلاثة أيام في غيابه، وكان هذا الرجل غنيا، وأعطاه الله ما شاء من المال والإبل والبقر والغنم والبنين والبنات، وكل هذا المال والأهل في منزل رحب، على ممر سيل في ديار بني عبس.
نام الأهل جميعا كبارهم وصغارهم معهم أموالهم في ارض مستوية، ووالدهم غائب يبحث عن ضالته، وأرسل الله عليهم سيلا جارفا لا يلوى على شيء فاجتاحهم جميعا واقتلع بيوتهم من أصلها واخذ الأهل و المال.
وعاد الأب بعد ثلاثة أيام إلى الوادي فلم يحس أحدا ولم يسمع رافدا، ولا حي و لا ناطق و أنيس، لا زوجة، لا ابن ، لا ابنة ،لا شاة ، لابقرة ،لا ناقة ، لا درهم ، لا دينار ، لاثوب ، لا شيء ، إنها المصيبة !!!
وزيادة في البلاء : إذا جمل من جماله قد شرد، فحاول أن يدركه واخذ بذيله ، فرفسه الجمل على وجهه فاعمي عينيه، واخذ الرجل يصيح في الصحراء عله أن يجد رجلا يقوده إلى مكان ياوى إليه، وبعد حين سمعه اعرابى
أخر فأتى إليه وقاده وذهب به إلى الوليد ابن عبد الملك الخليفة في دمشق واخبره الخبر ، فقال : كيف أنت؟!
قال : رضيت عن الله.
يقول : ر.ن.س.بودلى مؤلف كتابي "رياح على الصحراء" و"الرسول" وغيرهما:
في عام 1918م وليت ظهري للعالم الذي عرفته طيلة حياتي ، ويممت شطر أفريقيا الشمالية الغربية ، حيث عشت بين الأعراب في الصحراء وقضيت هناك سبعة أعوام أتقنت خلالها لغة البدو ، وكنت ارتدى زيهم واكل طعامهم واتخذ مظاهرهم في الحياة وغدوت مثلهم امتلك أغناما وأنام كما ينامون في الخيام وقد تعمقت في دراسة الإسلام....
وقد تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق . فهم بوصفهم مسلمين يؤمنون بالقضاء والقدر وقد ساعدهم هذا الإيمان على العيش في أمان واخذ الحياة مأخذا سهلا هينا. فهم لا يتعجلون أمرا ، ولا يلقون بأنفسهم بين براثن الهم قلقا على أمر . إنهم يؤمنون بان "ما قدر يكون" وان الفرد منهم " لن يصيبه إلا ما كتب الله له". وليس معنى هذا أنهم يتواكلون أو يقفون في وجه الكارثة مكتوفي الايدى ، كلا ؟
و دعني اضرب لك مثلا لما اعنيه : هبت ذات يوم عاصفة عاتية حملت رمال الصحراء وعبرت بها البحر الأبيض المتوسط ، ورمت بها وادي "الرون" في فرنسا، وكانت عاصفة حارة شديدة الحرارة ، حتى أحسست كان شعر راسي يتزعزع من منابته لفرط وطأة الحر وأحسست من فرط القيظ كاننى مدفوع إلى الجنون ولكن العرب لم يشكو أطلاقا فقد هزوا اكتافهم، وقالوا كلمتهم المأثورة "قضاء مكتوب".
لكنهم ما إن مرت العاصفة ، حتى اندفعوا إلى العمل بنشاط كبير فذبحوا صغار الخراف قبل أن يودى القيظ بحياتها ، ثم ساقوا الماشية إلى الجنوب نحو الماء ، فعلوا هذا كله في صمت وهدوء دون أن تبدو من احدهم شكوى، قال رئيس القبيلة الشيخ: "لم نفقد الشيء الكثير، فقد كنا خليقين بان نفقد كل شيء، ولكن الحمد لله وشكرا، فان لدينا نحو أربعين في المائة من ماشيتنا ، وفى استطاعتنا أن نبدأ بها عملنا من جديد" .
وثمة حادثة أخرى .... فقد كنا نقطع الصحراء بالسيارة يوما فانجر احد الإطارات، وكان السائق قد نسى استحضار إطار احتياطي، وتولاني الغضب ، وانتابني القلق والهم، وسالت صحبي من الأعراب ماذا وعسى أن نفعل؟ فذكروني بان الاندفاع إلى الغضب لن يجدي فتيلا ، بل هو خليق لن يدفع الإنسان إلى الطيش والحمق، ومن ثم درجت بنا إلى السيارة وهى تجرى على ثلاث إطارات ليس إلا ولكنها ما لبثت أن كفت عن السير وعلمت أن البنزين قد نفد. وهناك أيضا لم تثر ثائرة احد من رفاقي الأعراب. ولا فارقهم هدوءهم ، ، بل مضوا يذرعون سيرا على الأقدام وهم يترنمون بالغناء!!.
و خلاصة القول اننى بعد انقضاء سبعة عشر عاما على مغادرتي الصحراء ما زلت اتخذ موقف العرب حيال قضاء الله فأقابل الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء و الامتثال والسكينة ، ولقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في تهدئة اعصابى أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير!.




 

6- الطمأنينة....
فإذا بالطمأنينة تنفذ إلى جوانحك فيهدا بالك، وتستقر نفسك.
لقد استدعى الحجاج الحسن البصري ليبطش به وذهب الحسن وما في ذهنه إلا عناية الله ولطف الله والوثوق بوعد الله، فاخذ يدعو ربه، و يهتف بأسمائه الحسنى و صفاته العلى، فيحول الله قلب الحجاج، ويقذف في قلبه الرعب ، فما وصل الحسن إلا وقد تهيأ الحجاج لاستقباله وقام إلى الباب واستقبل الحسن، وأجلسه معه على السرير، واخذ يطيب لحيته، ويترفق به، ويلين له في الخطاب.
دخل المهدي – خليفة بني العباس- المسجد والعلماء جلوس فلما رأوه قاموا، وقعد ابن أبى ذئب، فقال له لم لم تقم لي؟ : كدت افعل فتذكرت :( يوم يقوم الناس لرب العالمين) فتركت القيام لذلك اليوم!!!
فقال الخليفة: اجلس فقد أقمت شعر راسي.
قال الحجاج لعجوز : والله لاقتلن ابنك، قالت العجوز، لو لم تقتله مات!!! طمأنينة....
أتى النابلسي محدث مصر فقال : من عنده عشرة أسهم فليرم النصارى بسهم والفاطميين بتسعة، فغلط الجاسوس فرفع الخبر للسلطان وفيه فليرم النصارى بتسعة والفاطميين بسهم ، فاستدعى السلطان النابلسي وقرا عليه الخبر، قال: هذا غلط حرفتم الفتيا ! قلت :يرميكم بتسعة والنصارى بسهم !!
فصاح السلطان على السياف، فصاح النابلسي :

"لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض
إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا
عليه من السحر والله خير وأبقى "


فأخذه يهودي يسلخ جلده سلخا بالسكين بعد أن علقوه بقدميه"وهو –رحمه الله- يسبح ربه.

 


7- لاتاس على ما مضى...

دع التفكير فيما مضى، حلل الأخطاء التي وقعت في الماضي ،واستفد منها ،ثم انسها نسيانا تاما.

إذا القول قيل أو اللفظ كتب أو الخاطر جال أو الفكر وثب
فليس يرد القول جهد ولانصب وليس يعيد الفكر مدمع سكب

فلماذا تضيع الدموع هباء وليس في استطاعتها أن تعيد ما مضى وولى؟لاشك إننا جميعا ارتكبنا كثيرا من الأخطاء والحماقات،فمن ذا الذي خلق معصوما من الخطاء؟
فلا تتحسر قط على ما فات من أخطائك لان الحسرة لن تجيدك فتيلا،لأنه ليست هناك قوة في العالم يسعها أن تعيد الماضي،أو تغيراو تبدل فيه.


 


8-والمستقبل لاتقلق منه...

ليس علينا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا على البعد،وإنما علينا أن ننجز مابين أيدينا من عمل واضح بين.
إن أفضل الطرق للاستعداد للغد هي أن نركز كل ذكائنا وحماسنا في إنهاء عمل اليوم على أحسن ما يكون هذا هو الطريق الوحيد الذي نستعد به للغد.
أنت وأنا نقف اللحظة في ملتقى طريقين:
الماضي الفسيح الذي ولى بغير رجعة...والمستقبل المجهول الذي يطارد الزمن ويتربص بكل لحظة حاضرة...ولسنا بمستطيعين العيش ولو بمقدار جزء من الثانية في احد هذين الطريقين...
فإذا حاولنا ذلك لم تجدنا المحاولة إلا تحطيم أجسامنا وعقولنا وإذن فدعنا نرضى بالعيش
في الحاضرالذى لايمكن أن نعيش إلا فيه... دعنا نعيش اليوم إلى أن يحن وقت النوم.

-لماذالاتسال نفسك هذه الأسئلة:

ا-هل أميل إلى نبذ الحاضر لأفكر في المستقبل؟
اترانى احلم بروضة سحرية مزهرة عبر الأفق،بدلا من أن انعم بالزهور المتفتحة من حولي؟

ب-هل اجعل حياة اليوم مريرة بتحسري على ما حدث في الماضي الذي ولى ولم يعد له كيان؟

ج-هل استيقظ كل صباح مغرما بان"استمسك باليوم"لكي استخلص منه أقصى ما استطيع؟

د- اترانى احصل من الحياة على أكثر مما احصل عليه الآن لو اننى عشت في حدود يومي؟

ه- متى ابدأ بتطبيق هذا المبدأ؟الأسبوع القادم؟غدا؟اليوم؟


 
9- اجعل للشيء ثمنا معقولا....

إن تقدير الأشياء بقيمتها الصحيحة سر عظيم من أسرار الطمأنينة النفسية والراحة الذهنية
وفى وسعنا التخلص من نصف القلق الذي يساورنا في التو واللحظة لو أن كلا منا عمل بهذا المبدأ الذهبي:
"تقدير الشيء بقيمته الحقة"

عندما يساورك الحزن والضيق على شيء فات،أو يساورك القلق من اجل الحصول على شيء، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

1- ما مدى الفائدة التي كان سيعود بها على هذا الأمر الذي فات؟
أو ما مدى الفائدة التي سيعود بها على هذا الامرالذى يساورنى القلق من اجله؟



2- كم من الوقت اجعله حدا أقصى لهذا الألم ولهذا القلق؟

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق

إن الدنيا وما بها لا يسوى قطرة دمع تسكبها،لذا قال الحكماء:
اجعل للشيء ثمنا معقولا فان الدنيا وما فيها لاتساوى نفس المؤمن
فلا تجعل لنفسك ثمنا غير الجنة،فان نفس المؤمن غالية وبعضهم يبيعها برخص.
فمتى انتقدك احد فلا تجعل النقد يؤثر فيك ،أن الناس لايشغلهم التفكير في زيد
أو عمرو من الناس أكثر من لحظات فهم مشغولون في التفكير في أنفسهم منذ أن يفتحوا أعينهم على اليوم الجديد والى أن يأووا إلى مضاجعهم ، وان صداعا خفيفا يلم بهم لهو كفيل بان يلهيهم
عن خبر موتى أو موتك ..
ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك انه صواب وصم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين. قال احدهم: افعل ما هو صحيح ثم ادر ظهرك لكل نقد سخيف.

فلا تبتئس لانتقاد حاسد ففي ذلك اعتراف بأهميتك وقدرك،انك لن تستطيع أن تعتقل السنة البشر عن فري عرضك، ولكنك تستطيع أن تفعل الخير،وتتجنب كلامهم . وتذكر قول حاتم:

وكلمة حاسد من غير جرم سمعت فقلت مري فاٌنقذينى
وعابوها علىِِِ َولم تعبني ولم يند لها أبدا جبيني

فلا تدع التوافه تقتلك....
إننا غالباً ما نواجه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل ،ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا..
وهكذا الحال في كل ما يسبب لنا القلق: إذا نحن بالغنا في الاهتمام به تفاهته انتابنا القلق من اجله
وإذا نحن لم نعره اهتماما نسيناه إطلاقا.
" إن الحياة اقصر من أن نقصرها"" فاحتفظ أنت بثباتك في الوقت الذي يفتقد في كل من حولك ثباتهم".

خرج رجل من بيته إلى الصلاة لايريد غيرها ،فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس ،
فالقي عليه كلاماً يؤذيه فوقف ورد عليه وتماسكا، فربما كان شيطان الإنس أقوى منه فقهره ومنعه عن الوصول للمسجد حتى فاتته الصلاة.

وربما كان الرجل اقوي من شيطان الإنس ، ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول وكمال
إدراك الجماعة.
فإن التفت إليه أطعمه من نفسه .وربما فترت عزيمته. فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي بقدر التفاته أو أكثر. فإن اعرض عنه واشتغل بما هو بصدده وخاف فوت الصلاة أو الوقت: لم يبلغ عدوه منه ما شاء . فـــــــــالعلاج هو عـــــــــدم الالتفـــــــــــــــــات.

ويكفى العبد إنصافاً وعدلاً اُنه ينتظر يوماً يجمع الله فيه الأولين والآخرين لاظلم في ذلك اليوم فالله هو الحكم والملائكة هم الشهود:



(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حــــــــــــاسبين).
 

10ـ لا تنتظر الشكر من احد...

إن كثيراً من الناس يتألمون حينما يُسدون لأحد معروفا ولا ينالون ما يتوقعونه من الشكر.
إن الرجل المثالي يستمد السعادة من إسداء المعروف إلى الآخرين ولكنه يشعر بالخزي حين
يسدى إليه الآخرون معروفاً، فإن من دلائل رفعة الشأن أن يؤدى المرء صنيعاً ومن دلائل ضعة
الشأن أن يتلقى صنيعاً.
إن الطريقة الوحيدة للحصول على السعادة ليست في توقع الشكر ،وإنما في البذل بقصد البذل.
فاجعل عملك خالصاً لوجه الله ،ولا تنتظر الشكر من احد ، ولا تهتم ولا تغتم إذا أحسنت لأحد
من الناس ووجدته لئيماً،فاطلب أجرك من الله.


 

11ـ العمل النافع يشغلك....

كان عمر دؤبا في عمله ليلاً ونهاراً، قليل النوم. فقال أهله : ألا تنام؟
قال: لو نمـــــــت في الليل ضاعت نفسي ،ولو نمـــــــت في النهار ضاعت رعيتي.
لقد حارب عمر العطالة والبطالة والفراغ، واخرج شباناً سكنوا المسجد ،ضربهم
وقال: اخرجوا واطلبوا الرزق ، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
إن مع الفــــــــراغ والعطـــــالة: الوساوس والكـــدر والمرض النفسي والانهيار والهم والغـــم
إننا لانحس للقلق أثرا عندما نعكف على أعمالنا، ولكن ساعات الفراغ هي اخطر ساعات ،
فالقلق يكون اقرب للاستحواذ عليك لا في أوقات عملك وإنما في وقت فراغك من العمـــــــل ،
فالخيال إذ ذاك يجمح ما قدرله الجموح ،ويقلب كل صنوف الاحتمالات، ويعيد ذكرى كل هفوة ارتكبتها ،في هذا الوقت يكون عقلك أشبه بسيارة متدفقة في الطريق بغير سائق وبغير ركاب ،
فهي تمرق هنا وهناك كالسهم وتهدد بالانفجار وتدمير نفسها في أية لحظة،
وعلاج هذه الحالة سهل ميسور، هو" أن تنشغل بعمل مجد"

إن سر الإحساس بالتعاسة هو أن يتوفر لديك الوقت لتتساءل أسعيد أنت أم لا؟

ومن ثم يجب ألا تتوقف لتفكر أسعيد أنت أم لا؟
انفخ في يديك واعمد إلى العمل في غير إبطاء ، هنالك سيجرى الدم في عروقك
وسيمتلئ ذهنك بالأفكار الإنشائية ،ثم ما هو إلا وقت قصير حتى يطرد هــــذا
الموقف الايجابي القلق من ذهنك.
إنها عبادة مـــــــع كـــل نفـــــــــــس.....






 


أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته:
فأفضل العبادات في وقت الجهاد :الجهاد ،وإن أل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصلاة النهار.
والأفضل في وقت حضور الضيف: القيام بحقه،والاشتغال به عن الورد المستحب .
وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل.
والأفضل في أوقات السحر : الاشتغال بـــــــالصلاة والقــــــران والدعـــــــــــــــاء
والذكـــــر والاستغفــــــار.
والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل:
الإقبال على تعليمه والاشتغال به.
والأفضل في وقت الأذان: ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بــإجابة المـــــــؤذن.
والأفضل في أوقات الصلوات الخمس : الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه
والمغادرة إليها في أول الوقت والخروج إلى المسجد.
والأفضل في وقت ضرورة المحتــــــاج إلى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال:
الاشتغال بمساعدته و إغاثة لهفته وإيثـار ذلك على ورادك وخلوتك.
والأفضل في وقت قراءة القــــــران :
جمع القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كاٌن الله يخاطبـــــــــــك به.
فتجمع قلبك على فهمه وتدبره،والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من
جـــــاءه كتــــــاب من السلطان على ذلك.
والأفضل في وقت الوقوف بعرفه:
الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك.
والأفضل في أيام عشر ذي الحجة:
الإكثار من التعبد لاسيما التكبيـر والتهليـــــــل والتحميـــــــد.
والأفضل في العشر الأخيرة من رمضان:
لـــــــزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطــة
الناس والاشتغال بهم حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم وإقرائهم
القــــــــــــــــران عند كثيـــــــر مــــن العلمــــــــــــاء
والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته:
عيادته وحضور جنــــــــازته وتشييعـــــــــــه.
والأفضل في وقت نزول النوازل وأذى الناس لك:
أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم، فإن المـــــؤمن
الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهـــــــم
ولا يـــــــؤذونه.
والأفضل خلطتهم في الخير فهي خيرمن اعتزالهم فيه ،واعتزالهم في الشر فهو أفضل من خلطتهم فيه.
فإن علم اٌنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
فالأفضل في كل وقت وحال:
إيثـــار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال،والاشتغال بواجب ذلك
الوقت ووظيفتــــــــــــه ومقتضـــــــــــــــاه.
فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية فإن رأيت العلمــاء رايتــــــــه معهم،


وإن رأيت المجاهد ين رايته معهم ،وإن رأيت الذاكرين رايته معهــــــــم،
وإن رأيت المتصدقين رايته معهم.
فهذا هو العبد المطلق الذي لم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتهــــــا
وراحتها من العبادات بل هو على مراد ربه،يأنس به كل محق،ويستوحش
منه كل مبطل، كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لايسقط ورقها وكلها منفعة
حتى شوكها. فهو للـــــــــه وباللــــــــــــــه ومــــــــع اللـــــــــــــــــه.


 

12ـ لاتكن حقيراً...بل كن صاحب همة عالية.

إذا إعتقد ت انك مخلوق للصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير،
وإذا اعتقد ت انك مخلوق لعظائم الامورشعرت بهمة تكسر الحــــــدود
والحواجز،وتنفذ منها إلى الساحة الفسيحة والغرض الأسمى.
فالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض ،حدد غرضــــــك
وليكن سامياً صعب المنال ،ولكن لا عليك في ذلك مادمت كل يـــــــوم
تخطو إليه خطواً جديــــداً.
إن الصعاب في الحياة أمور نسبية ،فكل شيء صعب جداً عند النفــــــس
الصغيرة جداًً،ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة ،وبينما النفس العظيمة
تزداد عظمة بمغالبة الصعاب ،إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقما بالفرار منهـــا
وإنما الصعاب كالكلب العقور، إذا رآك خفت منه وجريت نبحك وعــــــدا
وراءك ،وإذا رآك تهزاٌ به ولا تعيره اهتماما وتبرق له عينك، أفسح
لك الطريق وانكمــــــــش في جلــــــــــده منــــــــك.
لاشيء اقتل للنفس من شعورها بضعفها وصغر شاٌنها وقلة قيمتهـــــــا
وإنهالايمكن أن يصدر عنها عمل عظيم ولينتظر منها خير كبيــــــــر.
هذا الشعور بالضعة يفقد الإنسان بالثقة بنفسه والإيمان بقوتها،فــــــإذا
أقدم على عمل ارتاب في مقدرته وفى إمكان نجاحه وعالجه بفتـــــــور
ففشل فيه.
والثقة بالنفس اعتمادها على مقدرتها على تحمل المسئولية وعلى تقويــــــة
ملكاتها وتحسين استعدادهــــــا. وكن صاحب إرادة حديد يــــــــــــة
صفتك|إذا القوم قالوا : من فتــــــــى؟ خلت اٌننـــــــى
عُنيت فلم اكسل ولم أتبلد.
همتك| إذا كانت الأحرار أصلى ومنصبي
ودافع ضمي خـــــازم وابــــــن خــــازم
عطست بأنف شامـــــــخٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍوتناولـــت
يداي الثـــريا قاعدا غير قــــائـــــــــــــم
إقدامك|تمرست بالآفات حتى تركتهــا
تقول أمات المـــوت أم ذعر الذعــــــــر
وأقدمت إقدام الاتــــى كــــــاٌن لي
سوى مهجتي أو كان لي عندهـــا وتــــــــر
وكم من جبـــــال جبت تشهد اننــــــــى
الجبال، وبحـــــر شاهدٍ اننـــــــى البحـــــــــر


ثبـــاتك|وقفت وما في الموت شــــك واقف
كأنك في جفن الــــردى وهو نائــــــــــــــــم
تمر بك الأيام كلمــــــى هـــــــزيمــــة
ووجهك وضّـــــاحُ وثغــــــرك بــــاســـــــم
تجاوزت مقـــدار الشجاعــــة والنهــــــى
إلى قول قوم أنت بالغيــــــب عــــــــالم
شعــــــارك| إذا كانت النفوس كبـــــــــاراً
تعبت من مـــــــــــــــــرادها الأجسام
صفتــــهم| وإني من قوم كـــــاٌن نفوسهم
بها انف أن تسكــــن اللحـــــم والعظمـــــا
تمل الحصــــون الشـــم طول نـــــــزالنا
فتلقى إلينا أهلها وتـــــــــــــــــــــزول
طريقهـــم| ونحن أناس لاتوسط عندنــا
لنا الصدر دون العالمين أو القبــــــــــــر
تهون علينا في المعالي نفوسنـــا
ومن خطب الحسنـــاء لم يغلها المهــــــــر
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
إن نحن اومــــاٌنا إلى الناس وقفـــــــــوا
همتهــم| قل للمغيـــــــر على منازلنـا
كالسيـــــل ينفذ من هنـــــا وهنــــــــاك
حمّلــت نفســـك فـــــوق طــاقتهـــا
وكبت ويحـــــك مركــــــباً خشنــــــــا
إن لـــم يكــــن زمـــــن يوافقنـــا
للثـــــاٌر منـــك سنخلـــــق ألزمنا
نتــاجهم| إذا كان واحد منا في قبيلة
علاهــا وإن ضاق الخناق حمــــاهـــــــا
وما اشتـــــورت إلا وأصبح شيخها
ولا احـــــربت إلا وكــــان فتــــــــــاهـــا
ولا ضُــربت بين القبــــاب قبـــابه
وأصبح مأوى الطـــــارقين ســــواها


 
13ـ كـــيف تفكـــــر ......؟
ما من شيء على الإطلاق يسعه أن يواتيك بالراحة واطمئنان سوى نفسك.
إن المرء لا يضيره الحوادث وإنما الذي يضيره حقاً هو تقديره للحوادث....
وتقديرانا للحوادث أمر مترك لنا وحدنا.
إن التفكير يجب أن يكون إيجابياً فيرفض الاستسلام للهزيمة و يجب أن
يكون قوياً فلا تنال منه خيبة الأمل ويجب أن يكون حكيماً فيتخذ من المحنة
التي يمر بها حنكة لا غناء عنها لكل من أراد أن يصل إلى القمــــــــة.
ارسم على وجهك ابتسامة عريضة ، وارجع كتفيك إلى الوراء، وأملاء
رئتيك بالهواء ، وترنم بالآيات...

حينئذ ستشعر بالسعادة التي تفقدها. ثم خذ في ترتيب أوضاعك من جديد
فالروح الجديدة تبعث فيك الأمل (وتوكل على الحي الذي لايمــــــوت)

إذا كانت لديك مشكلة تبعث على القلق فطبّق هذه "الوصفة":
اسأل نفسك: ما هو أسوا ما يمكن أن يحدث لي؟
هيئ نفسك لقبـــــول أسوا الاحتمالات.
ثم اشـــــــرع في إنقاذ ما يمكن إنقـــــاذه.

استعن على طرد القلق بالإحصاءات والحقائق الثابتة، سائل نفسك:
هل هناك ما يبرر مخاوفي؟ وما مدى احتمال حدوث ما أخشاه؟

احرص كل أسبوع على مراجعة ما تم ...
كل أسبوع خصص يوماً واسأل نفسك فيه : اى الأخطاء ارتكبتها هذا الأسبوع؟
واى الأعمال صحبني فيها التوفيق ؟ وكيف استطيع أن استزيد من التوفيق؟
وأية دروس أعيها من تجارب هذا الأسبوع؟

وكثيرا ما ستخرج من هذه المراجعة مغتنما،وستذهل من عدد ما ارتكبت من أخطاء
ولكن ما ستلحظه دوما هو أن أخطائك تقل تدريجياً أسبوعاً بعد أسبوع.
ـ احتفظ بسجل تدون فيه الحماقات والأخطاء التي ارتكبتها واستحققت النقد من أجلها،
وعد إليه بين حين وأخر ستخلص منه العبر التي تفيدك في مستقبلك، واعلم أن مــن
العسير أن تكون على صواب طوال الوقت ،فلا تستنكف أن تساٌل الناس النقد النزيه.


 
ـحول الخسائــر إلى مكاسب.

ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك فإن أي إنسان يسعه هذا،ولكن
الشيء المهم حقاً في الحياة تحيل خسائرك إلى مكاسب ،فهذا أمر يتطلــــب
ذكاء وحذقاً،وفيه يكمن الفارق بين رجل عاقل ورجل أحمق .
وهب إننا أصابنا اليأس فاٌفقدنا كل أمل في إحالة حياة الكدر إلى حياة عذبة
فهناك سببان يدفعاننا إلى المحاولة ، فقد نكسب كل شيء ولكننا من المؤكد
لن نخسر شيئاً.
1ـ السبب الأول:
انا قد ننجح في محاولتنا.
2ـ السبب الثاني:
انه على فرض إخفاقنا فإن المحاولة نفسها تحفزنا على التطلع للأمام
بدلا من الالتفات إلى الوراء ،وستحل الأفكار الإنشائية في أذهاننا
محل الأفكار الهدامة، وتولد فينا طاقة من النشاط تدفعنا إلــــــى
الانشغال بالعمل فلا يغدو أمامنا متسع من الوقت للتحســـــــــر
على الماضي الذي ولـــــى .


 
14ـ خطوات عملية لحل المشكلات...


1ـ تحديد طبيعة المشكلة ووصفها بدقة :
أهم ما في الأمر أن يتم تحديد طبيعة المشكلة بشكل دقيق ، وإلا فإن الحل لن ياٌتى بالنتائج المطلوبة .
إذا اتبع هذا الأسلوب المنظم في تحديد طبيعة المشكلة فسوف يندهش المرء لعدد المشكلات التي
تختفي منذ اللحظات الأولى لمحاولة تحديدها ولعدد المشكلات التي يحتمل وقوعها ولم يكن احد يعلم
عن وجودها شيئاً.
2ـ تصنيف المشكلة حسب درجة خطورتها:
يمكن تصنيف المشكلات بالنسبة إلى ما تنطوي عليه من مدى المخاطرة والمغامرة حتى نتمكن
فيما بعد من التركيز على المشكلات الأخطر شاٌناً على أعمالنا.
أما المشكلات القليلة الخطورة فقد يتم غض النظر عنها مؤقتً إلى أن تتوافر الإمكانات
لحالهـــــا مستقبلا.
3ـ تحـــديــد أسبابها.
4ـ تحديد الحلول البديلة ـالمتعـــددة ـ للمشكلة
بطرح اكبر عدد من الأفكار وعدم الحكم على اى منها حتى تكتمل عملية الطرح هذه.
5ـ الحــــل المختـــــار:
ينشاٌ الحل المختار أساسا من عملية تمحيص دقيق للبدائل المتوافقة في إطار المحددات القائمة.
وقد لايصل اى حل من الحلول المطروحة إلى درجة الكمــال بحيث يزيل جميع مخلفات المشكلة
أو أثارها، لكن يجب التركيز على البدائل التي تحقق ما يلي :

الحـــد مــن الأضــــرار.
تفــادى الأضرار بجـــوانب أخرى
إمكانية التطبيق في إطــار المحـــددات والمـــوارد المتـــاحة.
إن كل بديل من تلك البدائل يمكن أن يؤدى إلى الحل وقد يحقق كل منها النتائج المطلوبة
في إطار الوضع القائم ، إلا أن اختيار البديل الأفضل يتوقف على أي العوامل المطلوبة يُعد
أكثر انسجــاماً مـــع الظروف القـــائمة.
ومن ناحية أخرى قد يتطلب حل من الحلول توظيف موارد وإمكانات غير متوفرة أو باهظـة
الثمن، وعليه يمكن وضع مواصفات عامة للحلول المناسبة كالتالي:

*ـ أن يحقق الحل القــدر الأدنى من النتائج المطلوبة ،لكـــن
ـ من دون أن يتطلب تكاليف أو موارد أكثر من المتوفر.

1ـ تحسس المشكلـــــــة
2ـ شخصهــــــــــــــا
3ـ صـ ف الحــــــــل.
4ـ خطط للحـــــــــل
5ـ تابع مراحـــــل حلهــــا حتى النهايـــة.
1ـ لليــــوم فقط ســأكون سعيــــداً
2ـ لليـــوم فقط سألاءم بين نفسي وبين كل ما هو حادث ، ولا أحاول أن أوفق بين كل شيء وبين رغباتي . ســأرضى بأهلي ، وعملي ، وحظي على علاتها.
3ـ لليــوم فقط سأعتني بجسمي .ســأرعاه ، وأروضه، وأغذيه ولا أسيء إليه
أو أهمله ، حتى يصبح آلة طيعة في يدي.
4ـ لليوم فقط ســأحاول أن أهذب عقلي . ســـأتعلم شيئاً نافعاً ،ســأقرأ
مادة تحتاج إلى مجهود ذهني ، وإمعان فكرى، وأعمل على استيعابهــــا.
5ـ لليوم فقط ســأصقل روحي . ســأسدى معروفاً لشخص ولا أفصح له
عن شخصي ، وســأفعل على الأقل أمرين كنت أكسل عن أدائهمـــا.
6ـ لليوم فقط ســأكون محبوباً ، وســأبدو في أحسن هنـدام ، وأجمل مظهر،
وأتحدث بصوت رزين ، وأتصرف بـأدب وكـرم ، وأجزل مديحي للناس ، ولا ألوم أحد أو أفتش على أخطاء أحد ,، لا أحاول أن أوجه أحداً أو أسيطر على أحد .
7ـ لليوم فقط سـأجرب أن أعيش لهذا اليوم فقط.
فلا أواجه مشكلات حياتي كلها دفعة واحدة، ففي وسعى أن أنجز في خلال اثني عشرة ساعة
أموراً تصبح ضخمة هائلة لو أننى أرجائتها إلى أخر العمر .
8 ـ لليوم فقط ســأصنع لنفسي برنامجاً . سـأكتب كل ما أود إنجازه في خلال ساعات اليوم . وقد لا أسير على هذا البرنامج ، ولكن سأكتبه على أية حال ، فهو يخلصني من أمرين
العجلة والاندفاع.
9ـ لليوم فقط ، سأختلي بنفسي نصف ساعة واسترخى .وفى خلال هذا المدى ، ســأتجه بتفكيري إلى اللـــــه ، سبحانه، عسى أن تغدو حياتي أدنى إلى الكمــــال.
10ـ لليوم فقط، ســأتجنب الخوف ز وعلى الخصوص من ألا أكون سعيــــداً
وســأتمتع بكل ما هو جميل ، وسأقنع نفسي بـأن أولئك الذين أحبهم يبادلونني الــود.


والحمـــد للــه رب العالمـــين
 
الوسوم
الأزمات تواجه
عودة
أعلى